الباب الرابع: باب الثاء المثلثة - الفصل الحادي والعشرون: فصل اللام من المثلثة

فصل اللام من المثلثة

ل - ب - ث
اللبث بالفتح ويضم ، وهما غير مقيسين، واللبث محركة ، وهو المقيس، واللباث كسحاب واللباث ، كغراب، واللباثة كسحابة، واللبيثة ، كسفينة، وهؤلاء كلها غير مقيسة، ومعنى الكل : المكث . وقال ابن سيده: لبث بالمكان كسمع يلبث لبثا ولبثا ولبثانا ولباثة ولبيثة. فزاد لبثانا كسحبان قال الجوهري: مصدر لبث لبثا، وهو نادر أي مخالف للقياس، لأن المصدر من فعل بالكسر قياسه أن يكون بالتحريك إذا لم يتعد مثل تعب تعبا، قال: وقد جاء في الشعر على القياس، قال جرير:

صفحة : 1299

وقد أكون على الحاجات ذا لبث     وأحوذيا إذا انضم الذعـالـيب وفي عبارة المصنف قلاقة ظاهرة، وتخليط المصادر القياسية على غيرها، كما لا يخفى. وهو لابث ولبث أيضا، قال الله تعالى لابثين فيها أحقابا قال الفراء: الناس يقرءون: لابثين، وروى عن علقمة أنه قرأ: لبثين، قال: وأجود الوجهين لابثين، قال: واللبث: البطئ، وهو جائز، كما يقال: طامع وطمع، بمعنى واحد، ولو قلت: هو طمع فيما قبلك، كان جائزا. قال ابن سيده: ولبث لبثا وألبثه، ولبثه تلبيثا، وتلبث: أقام. لي على هذا الأمر لبثة، اللبثة بالضم: التوقف، كالتلبث . وقد تلبث تلبثا، فهو متلبث، أي توقف وأقام. في الحديث: فاستلبث الوحى . يقال: استلبثه إذا استبطأه ، وهو استفعل من اللبث، وهو الإبطاء والتأخر. وخبيث لبيث نبيث كل ذلك إتباع ، وفي اللسان: وقالوا: نجيث لبيث. وإتباع. وفرس لباث، كسحاب ، هكذا في نسختنا، وصوابه وقوس بدل فرس، كما في نسخة أخرى، ففي اللسان: قوس لباث بطيئة، حكاه أبو حنيفة، وأنشد:

يكلفني الحجاج درعا ومغفرا     وطرفا كريما رائعا بثـلاث وستين سهما صيغة يثربية وقوسا طروح النبل غير لباث إن المجلس ليجمع لبيثة من الناس أي جماعة إذا كانوا من قبائل شتى ، ليسوا من قبيلة واحدة.

ومما يستدرك عليه: ألبث عن فلان أي انتظره حتى يبدى انتظارك إياه خطأ رأيه، نقله الصاغاني.

ل - ث - ث
اللث والإلثاث واللثلثة: الإلحاح يقال: ألث عليه إلثاثا: ألح عليه، ولثلث، مثله. اللث والإلثاث: الإقامة ، عن ابن الأعرابي، يقال: ألثثت بالمكان إلثاثا: أقمت به ولم تبرحه، وألث بالمكان: أقام به، مثل ألب، وفي حديث عمر رضى الله عنه: ولا تلثوا بدار معجزة أي لا تقيموا بدار يعجزكم فيها الرزق والكسب، وقيل: أراد لا تقيموا بالثغور ومعكم العيال. الإلثاث: دوام المطر ، وألث المطر إلثاثا، أي دام أياما لا يقلع، وألثت السحابة دامت أياما فلم تقلع، وسحاب ملث العزالى. واللث بالفتح ك الندى ، عن ابن دريد. ولث الشجر -بالنصب- : أصابه الندى. واللثلثة: الضعف، والجيش ، بالجيم والشين، هكذا في نسختنا، وصوابه والحبس، يقال: لثلثه عن حاجته: حبسه. اللثلثة : التردد في الأمر، كالتلثلث ، عن أبي عبيد، ويقال: تلثلث الغيم والسحاب ولثلث، إذا تردد في مكان، كلما ظننت أنه ذهب جاء. اللثلثة: عدم إبانة الكلام يقال: لثلث كلامه: لم يبينه. اللثلثة التمريغ في التراب قال الكميت:

لطالما لثلثت رحلى مطـيتـه    في دمنة وسرت صفوا بأكدار والتلثلث في الدقعاء: التمرغ ، قاله أبو عبيد. واللثلاث واللثلث واللثلاثة: البطئ في كل أمر كلما ظننت أنه قد أجابك إلى القيام في حاجتك تقاعس ، وأنشد الجوهرى لرؤبة:

لا خير في ود امرئ ملثلث ولثلثت البعير: لددته ، كذا في النسخ، وصوابه كددته، بالكاف. يقال لثلثوا بنا ساعة ومثمثوا وتمثمثوا وحفحفوا، أي روحوا بنا قليلا ومما يستدرك عليه: تلثلث بالمكان: تحبس وتمكث. وتلثلث في أمره: أبطأ.

ل - ط - ث

صفحة : 1300

لطثه يلطثه لطثا. أهمله الجوهرى، وقال ابن دريد وابن الأعرابي: أي ضربه بعرض ، بضم العين وفتحها، اليد، أو بعود عريض لطثه : صكه ، كلطمه. لطثه : جمعه لطثه بحجر ولطسه، إذا رماه . لطث الأمر فلانا: صعب عليه . وفي اللسان: لطثه الحمل والأمر يلطثه لطثا: ثقل عليه وغلظ، وأنشد ابن دريد:

أرجوك لما استلطث الملاطث وسيأتي في - ل ث ط- أن اللثط مقلوب اللطث مقلوب اللطث بمعنى الرمى الخفيف والضرب الخفيف. والملاطث كمساجد: الواضع التي تلطث بالحمل وبالضرب ، قال شيخنا: اسم جمع، أو جمع لا واحد له، أو له واحد مختلف فيه، انتهى، وهو في قول رؤبة:

ما زال بيع السرق المهايث
بالضعف حتى استوقر الملاطث

وبه فسروا. يروى فيه: الملاطث بالضم وهو الجامع هكذا في النسخ، وهو الوجه. وقال أبو عمرو: يعنى به البائع وتلاطث الموج تلاطم في البحر وتلاطث القوم: تضاربوا بالسيوف أو بأيديهم . واللطث: الفساد ، قاله ابن الأعرابي، منه اشتق ملطث كمنبر ، وهو اسم ، وقيل: من لطثه الأمر، إذا صعب عليه.

ل - ع - ث
الألعث ، بالعين المهملة، أهمله الجوهرى، وقال الأزهري: هو الثقيل البطئ . وقد لعث، كفرح لعثا. قال أبو وجزة السعدى:

ونفضت عنى نومها فسريتها    بالقوم من تهم وألعث وانى والتهم والتهن: الذي أثقله النعاس.

ل - غ - ث
اللغيث كأمير، أهمله الجوهرى وقال أبو عمرو: هو مقلوب الغليث يشاركه في معنييه ، وهو ما يسوى للنسر، يجعل فيه السم فيؤخذ ريشه إذا مات. وأيضا الطعام المخلوط بالشعير، كالبغيث، قال أبو محمد الفقعسى:

إن البغيث واللغيث سيان وقد تقدم في ترجمته، وزاد في اللسان: وباعته يقال لهم: البغاث واللغات، كلاهما كرمان.

ل - ف - ث
الألفث ، بالفاء، أهمله الجوهرى وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو الأحمق ، مثل الألفت، بالمثناة. واستلفث ما عنده: استنبط واستقصى . استلفث الخبر: كتمه كذا حاجته: قضاها . استلفث الرعى ، بكسر فسكون، إذا رعاه و لم يدع منه شيئا .

ل - ق - ث
اللقث ، أهمله الجوهري وصاحب اللسان وهو الخلط، كالتلقيث في التكملة: اللقث : الأخذ بسرعة واستيعاب، والفعل لقث كفرح لقثا.

ل - ك - ث
اللكث أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الضرب ، ولم يخص يدا ولا رجلا، كاللكاث، بالكسر. وقال كراع: اللكاث: الضرب، بالضم. وقال غيره: لكثه لكثا ولكاثا: ضربه بيده أو رجله. قال كثير عزة:

مدل يعض إذا نالهن     مرارا يدنين فاه لكاثا

صفحة : 1301

ولكثته: جهدته وحملت عليه في سقى أو دؤوب. واللكث بالتحريك: داء للإبل شبه البثر يأخذها في أفواهها، كاللكاث والنكاث كغراب ، قاله اللحياني. والفعل منه لكث، كفرح . وفي اللسان: اللكاثة: داء يأخذ الغنم في أشداقها وشفاهها، وهو مثل القرح، وذلك في أول ما تكدم النبت وهو قصير صغير الفرع. روى ثعلب عن سلمة عن الفراء: اللكاث، كغراب: الحجر البراق الأملس يكون في الجص . منه اللكاثى: الرجل الشديد البياض . عن عمرو، عن أبيه: اللكاث كرمان: صناع الجص لا التجار فيه. اللكث: الوسخ من اللبن يجمد على حرف الإناء، فتأخذه بيدك. وقد لكث الوسخ به وعليه كفرح: لصق . يقال: ناقة لكثة إذا كانت، سمينة .

ل - و - ث
اللوث: القوة والشدة، قال الأعشي:

بذات لوث عفرناة إذا عثرت   فالتعس أدنى لها من أن يقال: لعا وناقة ذات لوثة ولوث، أي قوة. وفي اللسان: وناقة ذات لوث، أي لحم وسمن، قد ليث بها. وعن الليث: ناقة ذات لوث: وهي الضخمة ولا يمنعها ذلك من السرعة. ورجل ذو لوث، أي ذو قوة. اللوث : عصب العمامة . ولاث الشيء لوثا: أداره مرتين، كما تدار العمامة والإزار. ولاث العمامة على رأسه يلوثها لوثا، أي عصبها، وفي الحديث: فحللت من عمامتي لوثا أو لوثين أي لفة أو لفتين. وقال ابن قتيبة: أصل اللوث الطي، لثت العمامة ألوثها لوثا. وفي التهذيب عن ابن لأعرابي: اللوث: الطي، واللوث: اللي. اللوث : الشر . اللوث: اللوذ ، لاث به يلوث، كلاذ، وإنه لنعم الملاث للضيفان، أي الملاذ، وزعم يعقوب أن ثاء لاث ها هنا بدل من ذال لاذ، يقال: هو يلوث بي ويلوذ. اللوث : الجراحات . اللوث المطالبات بالأحقاد قال أبو منصور: اللوث عند الشافعي: شبه الدلالة ولا يكون بينه تامة، وفي حديث القسامة ذكر اللوث، وهو أن يشهد شاهد واحد على إقرار المقتول قبل أن يموت أن فلانا قتلني، أو يشهد شاهدان على عداوة بينهما، أو تهديد منه له، أو نحو ذلك، وهو من التلوث: التلطخ، كما سيأتي. اللوث تمراغ اللقمة في الإهالة ، وفي اللسان وغيره: تمريغ بدل تمراغ، وهو بالفتح من المصادر النادرة. اللوث : لزوم الدار ، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

تضحك ذات الطوق والرعاث
من عزب ليس بذي مـلاث

صفحة : 1302

أي ليس بذى دار يأوى إليها ولا أهل. اللوث : لوك الشىء في الفم كاللقمة وغيرها. اللوث: البطء في الأمر ، وقد لوث لوثا، والتاث، وهو ألوث، كذا في المحكم. وقال غيره: لاث فلان عن حاجتي، أي أبطأ بها. واللوثة بالضم: الاسترخاء والبطء ورجل ذو لوثة: بطىء متمكث ذو ضعف. اللوثة : الحمق ، ويفتح، وذكر الوجهين ابن سيده في المحكم، عن ابن الأعرابي. اللوثة : الهيج ، بفتح فسكون، ومس الجنون ، وعن الأصمعي: اللوثة: الحمقة، واللوثة: العزمة بالعقل. وقال ابن الأعرابي: اللوثة واللوثة بمعنى الحمقة، فإن أردت عزمة العقل قلت: لوث، أي حزم وقوة. وعن الليث: رجل فيه لوثة إذا كان فيه استرخاء. اللوثة في الناقة كثرة اللحم والشحم ويقال: ناقة ذات لوثة، إذا كانت كثيرة الشحم واللحم. اللوثة: الضعف عن ابن الأعرابي، ويفتح، وفي الحديث: أن رجلا كان به لوثة فكان يغبن في البيع أي ضعف في رأيه وتلجلج في كلامه. في الحديث: فلما انصرف من الصلاة لاث به الناس ، أي اجتمعوا حوله، يقال: لاث به يلوث، وألاث بمعنى. واللوثة: خرقة تجمع ويلعب بها ، جمعه لوثات. والالتياث : الاجتماع و الاختلاط والالتباس، وصعوبة الأمر وشدته، من قولهم التاثت عليه الأمور، إذا التبست واختلطت. الالتباث: الالتفاف يقال: التاثت الخطوب، والتاث برأس القلم شعرة. الالتياث: الإبطاء ، افتعال من اللوث وهو البطء، والتاث وهو ألوث. والتاث فلان في عمله، أي أبطأ، كذا في المحكم، وفي حديث أبي ذر: كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا التاثت راحلة أحدنا طعن بالسروة ، وهي نصل صغير، أي أبطأت واسترخت. الالتياث: افتعال من اللوث، وهو القوة قال الأزهري: أنشد المازني:

فالتاث من بعد البزول عامين
فاشتد ناباه وغير النابين

الالتباث: السمن ، افتعال من اللوث وهو كثرة اللحم والشحم، وقد تقدم. الالتباث: الحبس والمكث، افتعال من اللوث، يقال: ما لاث فلان أن غلب فلانا، أي ما احتبس، كالتلويث . ظاهر عبارته أنه يشارك الالتباث في سائر معانيه المذكورة، وليس كذلك، وإنما استعمل الوجهان في معنى الاختلاط والالتفاف فقط، صرح به ابن منظور وغيره، كما يدل لذلك عبارته بعد. والتلويث: التلطيخ ، ومنه اللوث في القسامة، وقد تقدم. التلويث: الخلطو المرس، كاللوث ، وكل ما خلطته ومرسته فقد لثته ولوثته. ولوث ثيابه بالطين، أي لطخها. ولوث الماء: كدره. من المجاز: الملاث ، يقال: هو ملاث من الملاوثة، أي الملاذ السيد الشريف، كالملوث، كمنبر ، لأن الأمر يلاث به ويعصب، أي تقرن به الأمور وتعقد، و ج الملاوث . عن الكسائي: يقال للقوم الأشراف إنهم لملاوث، أي يطاف بهم ويلاث، وقال:

هلا بكيت ملاوثا     من آل عبد مناف كذلك الملاوثة وقال:

منعنا الرعل إذ سلمتموه     بفتيان مـلاوثة جـلاد والملاويث في. قول أبي ذؤيب الهذلي، أنشد يعقوب:

كانوا ملاويث فاحتاج الصديق لهم       فقد البلاد إذا ما تمحل المطرا

صفحة : 1303

قال ابن سيده: إنما ألحق الياء لإتمام الجزء، ولو تركه لغنى عنه، قال ابن برى: فقد: مفعول من أجله، أي احتاج الصديق لهم لما هلكوا، كفقد البلاد المطر إذا أمحلت. واللواثة بالضم: الجماعة من الناس، وكذلك من سائر الحيوان كاللويثة ، على فعلية، الجماعة من قبائل شتى، كذا في النوادر، ويقال: رأيت لواثة ولويثة من الناس وهواشة. اللواثة : دقيق يذر على الخوان تحت العجين لئلا يلزق به، كاللواث ، بالضم، وعليه اقتصر ابن منظور، ونقله عن الفراء. اللواثة أيضا: الذي يتلوث في كل شىء ويتلطخ به، نقله الصاغاني. وألوثت الأرض: أنبتت الرطب بضم فسكون في اليابس . وعبارة اللسان: وألوث الصليان: يبس ثم نبت فيه الرطب بعد ذلك، ثم قال: وقد يكون في الضعة والهلتى والسحم، ولا يكاد يقال في الثمام: ألوث، ولكن يقال فيه: بقل، ولا يقال في العرفج: ألوث، ولكن: أدبى وامتعس زئبره والألوث: المسترخى، والقوى. ضد ، وقد تقدم أن اللوثة، بالضم: الضعف، وبالفتح: القوة والشدة، والاسم من كل منهما ألوث، فيكون بهذا الاعتبار أيضا من الأضداد. الألوث أيضا: البطىء الكلام الثقيل ، وفي بعض الأمهات: الكليل اللسان ، والأثنى لوثاء، والفعل كالفعل. والليث بالكسر: نبات ملتف، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها. ولحية ليثة، ككيسة : ملتفة، تشبيها بالنبات، فهو مجاز، اختلط شمطه ببياضه ، هكذا في النسخ التي بأيدينا، وقد تكلم شيخنا على ذلك فقال: الأولى شمطها ببياضها ، لأن اللحية مؤنثة، ثم الصواب اختلط شمطها بسوادها؛ لأن الشمط هو بياض الشيب الذي يعترى الشعر، فتأمل. انتهى، وسيأتي في ل ي ث. ونبات لائت، ولاث، وليث ككيس : التف بعضه ببعض والتبس، وكذلك الكلأ، وفي بعض المسخ: على بعض ، فأما لائت فعلى وجهه، وأما لاث: فقد يكون فعلا، كبطر وفرق، وقد يكون فاعلا ذهبت عينه، وأما لاث فمقلوب عن لائث، من لاث يلوث فهو لائث ووزنه فالع قال العجاج:

لاث به الأشاء والعبرى وشجر ليث، كلاث، والتاث وألاث، كلاث. وقال ابن منظور: واللائث واللاث من الشجر والنبات: ما قد التبس بعضه على بعض، تقول العرب: نبات لائت ولاث، على القلب، وقال عدى بن زيد:

ويلهدن ما أغني الولي ولم يلث     كأن يحافات النهاء المزارعا أي لم يجعله لائثا، ويقال: لم يلث، أي لم يلث بعضه على بعض، من اللوث وهو اللي. وقال أبو عبيد: لاث بمعني لائث، وهو الذي بعضه فوق بعض. وألثت به مالي: استودعته إياه ، إفعال من اللوث بمعنى اللوذ، كأنه جعله محروسا في حمايته, والمليث، كمعظم من الرجال: البطيء لسمنه . الليث و اللائث: الأسد ، من اللوث وهو القوة، وسيأتي ذكر الليث بعد ذلك. لاثه المطر ولوثه. و ديمة لوثاء ، وهي التي تلوث النبات بعضه على بعض كما تلوث التبن بالقت وكذلك التلوث بالأمر، كذا عن الليث. وقال أبو منصور: السحابة اللوثاء: البطيئة، وإذا كان السحاب بطيئا كان أدوم لمطره، قال الشاعر:

من لفح سارية لوثاء تهميم والذي قاله الليث في اللوثاء ليس بصحيح، كذا في اللسان. إن المجلس ليجمع لويثة من الناس أي لبيثة ، وقد تقدم في محله، أي اخلاطا من قبائل شتي، وإعادته هنا مع تقدم قوله كاللويثة تكرار، كما هو ظاهر.

صفحة : 1304

ومما يستدرك عليه: الألوث: الأحمق، كالاثول، قال طفيل الغنوي:

إذا ما غزا لم يسقط الخوف رمحه   ولم يشهد الهيجا بألوث معـصـم وعن ابن الأعرابي: اللوث جمع الألوث وهو الأحمق الجبان، وقال ثمامة بن مخبر السدوسي:

ألا رب ملتاث يجـر كـسـاءه     نفي عنه وجدان الرقين العزايما يقول: رب أحمق نفى كثرة ماله أن يحمق، أراد أنه أحمق قد زينه ماله وجعله عند عوام الناس عاقلا. ولم يلث، في قول العجاج -يصف شاعرا غالبه فغلبه:

فلم يلث شيطانة تنهمي أي لم يلبث تنهمي إياه، أي انتهاري. وفي حديث الأنبذة والأسقية التي تلاث على أفواهها أي تشد وتربط. وفي الحديث: أن امرأة من بني إسرائيل عمدت إلى قرن من قرونها فلاثته بالدهن أي أدارته، وقيل: خلطته، وفي حديث ابن جزء: ويل للواثين الذين يلوثون مع البقر، ارفع يا غلام، ضع يا غلام قال ابن الأثير. قال الحربي: أظنه الذين يدار عليهم بألوان الطعام، من اللوث وهو إدارة العمامة. وجاء رجل إلى أبي بكر رضي الله عنه فلاث لوثا من الكلام أي لوى كلامه، ولم يبينه، ولم يشرحه ولم يصرح به، يقال: لاث بالشيء يلوث به، إذا أطاف به، وقال ابن قتيبة: أراد أنه تكلم بكلام مطوي لم يبينه للاستحياء، حتى خلا به. ولاث الرجل يلوث، أي دار. واللثة: مغرز الأسنان، من هذا الباب في قول بعضهم؛ لأن اللحم ليث بأصولها. ولاث الوبر بالفلكة: أداره بها، قال امرؤ القيس:

إذا طعنت به مالت عمامتـه     كما يلاث برأس الفلكة الوبر واللوث: فراخ النحل، عن أبي حنيفة. ومن المجاز: لاث الضباب بالجبل، كذا في الأساس.

ل - ه -ث
اللهثان: العطشان ، وهي لهثى. وقال سعيد بن جبير -في المرأة اللهثى والشيخ الكبير- إنهما يفطران في رمضان ويطعمان . وبالتحريك: العطش ، من المصادر القياسية، كاللهث، محركة، واللهاث، بالفتح قال شيخنا: وذكر الفتح مستدرك. وفي اللسان: اللهث واللهثاث: حر العطش في الجوف وقد لهث لهاثا كسمع سماعا. يقال: به لهاث شديد، كغراب ، هو حر العطش في الجوف وشدته. من المجاز: اللهاث. شدة الموت ، يقال: هو يقاسي لهاث الموت، أي شدته. اللهاث: النقط الحمر التي في الخوص إذا شققته، عن الفراء وهو تتمة من قوله، وسيأتي، والقياس فيه الكسر، كنقاط ، فيكون حينئذ جمعا للهثة. ولهث الرجل والكلب كمنع ولهث يلهث فيهما بالكسر، وكذلك الطائر لهثا بالفتح ولهاثا بالضم إذا دلع، أي أخرج لسانه عطشا أو تعبا أو إعياء ، وفي الحديث أن امرأة بغيا رأت كلبا يلهث فسقته فغفر لها . وفي مفردات الراغب: اللهث: ارتفاع النفس من الإعياء وقيل: لهث الكلب: أخرج لسانه من العطش، ولهث الرجل أعيا، ومثله في التوشيح، كالتهث ، وأنشد الأصمعي:

وإن رأى طالب دنيا يلتهـث
يملج خلفيها ارتغاث المرتغث

صفحة : 1305

واللهثة بالضم: التعب ، عن أبي عمرو. اللهثة أيضا: العطش . اللهثة أيضا: النقطة الحمراء التي تراها في الخوص إذا شققته، والجمع اللهاث بالكسر. واللهاثي، كغرابي ، من الرجال: الكثير الخيلان الحمر في الوجه ، مأخوذ من اللهاث، كغراب، وهي النقط في الخوص، وهذا تمام قول الفراء. واللهاث، كعمال: صانعو الخوص ، أي عاملوه مقعدات، وهي دواخل ، بتشديد اللام، واحدتها دوخلة، وهي من الأواني التي تصنع من خوص النخيل ليوضع فيه التمر، وهي الشوغرة، وهذا قول أبي عمرو.

ومما يستدرك عليه: ما جاء في الحديث: في سكرة ملهثة أي موقعة في اللهث.

ل - ي - ث
الليث: القوة والشدة، قيل: ومنه الليث يمعني الأسد، كاللائث ، زعم كراع أنه مشتق من اللوث الذي هو القوة، قال ابن سيده: فإن كان كذلك فالياء منقلبة عن واو، وقال: وهذا ليس بقوي لأن الياء ثابتة في جميع تصاريفه، ولذا ذكره المصنف هنا. قلت: وما زعمه كراع ذكره السهيلي في الروض، وصوبه جماعة. وإنه لبين اللياثة. والجمع ليوث، ويقال: يجمع الليث مليثة، مثل مسيقة ومشيخة، قال الهذلي:

وأدركت من خثيم ثم ملـيثة      مثل الأسود على أكتافها اللبد قال عمرو بن بحر: الليث: ضرب من العناكب قال: وليس شيء من الدواب مثله في الحذق والختل وصواب الوثبة، والتسديد، وسرعة الخطف، والمداراة، لا الكلب ولا عناق الأرض ولا الفهد، ولا شيء من ذوات الأربع، وإذا عاين الذباب ساقطا لطأ بالأرض، وسكن جوارحه، ثم جمع نفسه وأخر الوثب إلى وقت الغرة، وتري منه شيئا لم تره في فهد، وإن كان موصوفا بالختل للصيد. وعن الليث، قال: الليث: العنكبوت، وقيل: الذي يأخذ الذباب وهو أصغر من العنكبوت. الليث في لغة هذيل: اللسن الجدل البليغ . ليث: أبو حي ، وهو ليث ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر. وفي التهذيب: بنو ليث: حي من كنانة. الليث، بالكسر: واد معروف، أو : ع بالحجاز، وهو بين السرين ، بالكسر وتشديد الراء المفتوحة، ومكة ، زيدت شرفا، وله يوم معروف، قال ساعدة بن جؤية يرثي ابنه:

وقد كان يوم الليث لو قلت أسوة      ومعرضة لو كنت قلت لقـائل الليث، بالكسر: جمع الأليث: الشجاع ، عن ابن الأعرابي؛ كبيض جمع أبيض، والشجاع، الجر: بدل من الأليث، قصد به تفسيره، قاله شيخنا، وفي حديث ابن الزبير: أنه كان يواصل ثلاثا ثم يصبح وهو أليث أصحابه أي أشدهم وأجلدهم، وبه سمي الأسد ليثا، كذا في اللسان، قال شيخنا: ومن كتبه: والشجاع فقد حرفه؛ لأنه لا معني له. وتليث الرجل صار ليثي الهوي والعصبية، قال رؤبة:

دونك مدحا من أخ مليث
عنك بما أوليت في تأثث

وفي اللسان: تليث: صار كالليث. كليث واستليث وليث مبنيا على المفعول. وفي الأساس: ليث: انتمي لبني ليث. والمليث، كمنبر: الشديد العارضة، وقيل: الشديد القوي . المليث كمحمد: السمين المذلل ، نقله الصاغاني. والملييث، كعصيفير: الخدل الممتليء الكثير الوبر ، نقله الصاغاني. والليثة من الإبل: الشديدة القوية. قولهم: إنه لأشجع من ليث عفرين ، قال أبو عمرو: هو الأسد، وقال الأصمعي: هو دابة مثل الحرباء تتعرض للراكب، نسب إلى عفرين، اسم بلد، قال الشاعر:

صفحة : 1306

فلا تعذلي في حندج إن حندجا     وليث عفـرين إلـى سـواء وسيأتي ذكره في حرف الراء إن شاء الله تعالى.

ومما يستدرك عليه: لايثه، إذا زايله مزايلة، قال الشاعر:

شكس إذا لا يثته ليثي ويقال: لايثه، أي عامله معاملة الليث، أو فاخره بالشبه بالليث. والليث: أن يكون في الأرض يبيس فيصيبه مطر فينبت فيكون نصفه أخضر ونصفه أصفر. ومكان مليث وملوث، وكذلك الرأس إذا كان بعض شعره أسود وبعضه أبيض، وهذا ذكره المصنف في ل و ث، وهو بالواو وبالياء. والليث، بالكسر: نبات ملتف، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها، وقد تقدم.