الباب الرابع: باب الثاء المثلثة - الفصل الثالث والعشرون: فصل النون مع المثلثة

فصل النون مع المثلثة

ن - أ - ث
نأث عنه، كمنع ، أهمله الجوهرى، وقال الصاغاني أي بعد ، وأبطأ. وسعى نأثا ومنأثا ، بالفتح، أي سيرا بطيئا، وسير منأث: بطىء، قال رؤبة:

واعترفوا بعد الفرار المنأث
إذ أبطأ الحافر ما لم ينبث

والمنأث بالضم: المبعد ، وقد أنأثه إناثا.

ن - ب - ث
النبث: النبش ، قال الجوهري: نبث ينبث، مثل نبش ينبش، وهو الحفر باليد وجمعه: أنبأث. أنشد ابن الأعرابي:

حتى إذا وقعن كالأنباث
غير خفيفات ولا غراث

وقعن: اطمأنن بالأرض بعد الرى. كالانتباث ، نبثه، وانتبثه, النبث: : الغضب ، وهو مجاز. وبالتحريك: الأثر . وفي الأساس وما رأيت بأرضهم نبيثا: أثر حفر. وفي اللسان: ويقال: ما رأيت له عينا ولا نبثا كقولك: ما رأيت له عينا ولا أثرا، قال الراجز:

فلا ترى عينا ولا أنباثا
إلا معاث الذئب حين عاثا

فالأنباث: جمع نبث، وهوما أبئر وحفر، واستنبث. والنبيثة: تراب البئر والنهر ، قال الشاعر أبو دلامة:

إن الناس غطوني تغطيت عنهم    وإن بحثوني كان فيهم مباحث
وإن نبثوا بئرى نبثت بئارهـم     فسوف ترى ماذا ترد النبائث

قال أبو عبيد: هي ثلة البئر ونبيثتها، وهو ما يستخرج من تراب البئر إذا حفرت، وقد نبثت نبثا. وفي اللسان: نبث التراب ينبثه نبثا، فهو منبوث، ونبيث: استخرجه من بئر أو نهر، وهي النبيثة، والنبيث والنبث. وذكر ابن سيده، في خطبة كتابه مما قصد به الوضع من أبي عبيد القاسم بن سلام في استشهاده بقول الهذلي:

لحق بنى شعارة أن يقولوا       لصخر الغى ماذا تستبيث على النبيثة التي هي كناسة البئر، وقال: هيهات الأروى من النعام الأربد، وأين سهيل من الفرقد، والنبيثة من نبث، وتستبيث من بوث أو بيث. انتهى. وقال زهير -يصف عيرا وأتنه:

يخر نبيثها عن جانبـيه    فليس لوجهه منها وقاء

صفحة : 1313

وقال ابن الأعرابي: نبيثها: ما نبث بأيديها، أي حفرت من التراب، قال: وهو النبيث والنبيذ والنجيث كله واحد. والانتباث: التناول لمثل العصا ونحوها، وأن يربو السويق ونحوه في الماء ، كالانتباذ، والتقليص على الأرض حالة القعود ، نقله الصاغاني: من المجاز: فلان خبيث نبيث أي شرير ، ومثله في الأساس، وفي بعض النسخ إتباع، ومثله في الصحاح. والأنبوثة : بالضم: لعبة للصبيان، وذلك أنهم يدفنون شيئا في حفير، فمن استخرجه غلب . ومن المجاز: نبثوا عن الأمر: بحثوا عنه. وهو يستنبت أخاه عن سره: يستبحثه. وأبدى فلان نبيثة القوم ونبائثهم. وبينهم شحناء ونبائث. ولا يزالون يتنابثون عن الأسرار، ويتباحثون عن الأخبار وتقول: ظهرت نبائثهم، ولم تخف خبائثهم، كل ذلك في الأساس. وفي النهاية لابن الأثير: وفي حديث أبي رافع: أطيب طعام أكلت في الجاهلية نبيثة سبع أراد لحما دفنه السبع لوقت حاجته في موضع، فاستخرجه أبو رافع فأكله. وفي اللسان -عن ابن الأعرابي-: النبيث: ضرب من سمك البحر. قلت: وسيأتي في آخر هذا الباب، عنه أيضا، أنه الينبيث، بتقديم التحتية على الموحدة، وتقدم أيضا في ب ن ث ما يتعلق به، فراجعه، فإما أن أحدهما تصحيف عن الآخر أو لغتان.

ن - ث - ث
نث الخبر ينثه ، بالضم، وينثه ، بالكسر، نثا، إذا أفشاه . والنث: نشر الحديث، وقيل: هو نشر الحديث الذي كتمه أحق من نشره، ويروى قول قيس بن الخطيم الأنصارى:

إذا جاوز الإثنين سر فإنه    بنث وتكثير الوشاة قمين ورجل نثاث ومنث. عن ثعلب. وفي التهذيب: أما قولك: نث الحديث ينثه نثا، فهو بضم النون لا غير، وذلك إذا أذاعه. وفي حديث أم زرع: لا تنث حديثنا تنثيثا النث كالبث. تقول: لا تفشى أسرارنا، ولا تطلع الناس على أحوالنا. والتنثيث مصدر تنثث، فأجراه على تنث. ويروى بالباء الموحدة. ثم إن شيخنا أنكر على المصنف إتيان مضارع هذا الفعل بالوجهين، وذكر أن الجوهري اقتصر على الضم كابن مالك وغيره، وأن ليس للمصنف فيه مستند، مع أن الوجهين مذكوران في اللسان والمحكم وغيرهما، أي مستند أعظم منهما? نث الجرح: دهنه ، كمث وذلك الدهن نثاث، ككتاب . في التهذيب: ثنثن، إذا رعى الثن، و نثنث إذا عرق عرقا كثيرا . ونث العظم نثا: سال ودكه. نثنث الزق إذا رشح ما فيه من السمن كنت ينث ، بالكسر، نثا و نثيثا مثل: مث يمث يمث، بالميم. وفي حديث عمر -رضي الله عنه- وأنت تنث نث الحميت وفي رواية: نثيث الحميت، يقال: نث ينث، نثيثا ومث يمث، إذا عرق من سمنه فرأيت على سحنته وجلده مثل الدهن. وقال أبو عبيد: النثيث: أن يعرق ويرشح من عظمه وكثرة لحمه. نث اليد بالمنديل، إذا مسحها كمث. والنثاث ، كتجار: جمع ناث، عن أبي عمرو، وهم المغتابون للمسلمين، والذاكرون لمساويهم. والمنثة ، بالكسر، كمدقة: صوفة يدهن بها الجرح. والنثيثة: رشح الزق والسقاء والنث: الحائط الندى المسترخى. قال ابن سيده: أظنه فعلا، كما ذهب إليه سيبويه في طب وبر. وكلام غث نث إتباع ، ومثله في اللسان.

ن - ج - ث

صفحة : 1314

نجث الشىء ينجثه نجثا، وتنجثه: استخرجه، وعن الأصمعي: نجث عنه ، أي عن الأمر، ونبث و بحث بمعنى واحد كتنجث الأخبار: بحثها، فهو نجاث عن الأخبار: بحاث. قال الأصمعي: رجل نجاث، و نجث ككتف: يتتبع الأخبار ويستخرجها، وأنشد الأصمعي:

ليس بقساس ولا نم نجث والنجث: الإخراج، والنجث: الاستخراج، وكأنه بالحديث أخص، وفي حديث أم زرع: ولا تنجث وفي حديث أم زرع: ولا تنجث عن أخبارنا تنجيثا . والنجث: النبش، وفي حديث هند أنها قالت لأبي سفيان، لما نزلوا بالأبواء في غزوة أحد: لو نحثتم قبر آمنة أم محمد صلى الله عليه وسلم، أي نبشتم. نجث فلان القوم: استغواهم ، بالغين في سائر الأصول، وقال أبو عبيدة: ويقال استعواهم، بالعين المهملة وبهما ضبط في نسخة الصحاح التي عندنا، وكذا نسخة القاموس. وفي اللسان: نجث فلان بنى فلان ينجثهم نجثا: استغواهم واستغاث بهم ويقال: يستعويهم، بالعين. والاستنجاث: الاستخراج والمستنجث: المستخرج، كالانتجاث والنجث، والتنجث، وأنشد الأصمعي:

أو يسمع العوراء تنثى لم يبث
سفاتها عن سوئها فينتجث

الاستنجاث التصدى للشىء: والإقبال عليه والولوع به، واستنجث للشئ: تصدى له وأولع به وأقبل عليه. النجيث، و النجيثة : ما أخرج من تراب البئر، مثل النبيثة . النجيثة: ما ظهر من قبيح الخبر . يقال: بلغت نجيثته ونكيثته أي بلغ مجهوده . والنجيث: البطئ ، وبقلة تشبه النجمة. من المجاز: النجيث : سر يخفى . وهو نجيث القوم، أي سرهم. قال الفراء: من أمثالهم، في إعلان السر وإبدائه بعد كتمانه قولهم: بدا نجيث القوم، إذا ظهر سرهم الذي كانوا يخفونه. ونجيث الثناء: ما بلغ منه. ونجيث الحفرة ما خرج من ترابها. وأتانا نجيث القوم، أي أمرهم الذي كانوا يسرونه. النجيث: الهدف، وهو تراب يجمع سمى نحيثا؛ لانتصابه واستقباله. وقيل: النجيث: تراب يستخرج ويبنى منه غرض ويرمى فيه، قال لبيد يذكر بقرة:

مدى العين منها أن تراع بنجوة     كقدر النجيث ما يبد المناضلا أراد أن البقرة قريبة من ولدها تراعيه كقدر ما بين الرامى والهدف. والنجث، بالضم و يروى بضمتين: الدرع وغلاف القلب ، وبيت الرجل الذي يكون فيه ج: أنجاث قال:

تنزو قلوب الناس في أنجاثها والتناجث: التباث والتباحث. والانتجاث: الانتفاخ وظهور السمن: في الدابة، يقال: انتجثت الشاة، إذا سمنت، قال كثير عزة يصف أتانا:

تلقطها تحت نوء السماك     وقد سمنت سورة وانتجاثا وأمر له نجيث، أي عاقبة سوء.

ن - ح - ث
نحث، بالحاء المهملة بعد النون، هذه المادة أهملها المصنف، والصاغاني، وقد جاء منها: النحيث، وهو لغة في النحيف، عن كراع، قال ابن سيده: وأرى الثاء فيه بدلا من الفاء، والله أعلم.

ن - ع - ث
نعثه، كمنعه ، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني : أخذه وتناوله، كانتعثه . وأنعث في ماله : قدم فيه، وقيل: أسرف ، وقيل: بذره. أنعث : أخذ في الجهاز للمسير . يقال: هم في أنعاث أي دأبوا في أمرهم ، كذا في التكملة.

ن - غ - ث

صفحة : 1315

النغث ، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الشر الدائم الشديد ، يقال: وقعنا في نغث، وعصواد، وريب، وشصب، بمعنى، كذا في اللسان.

ن - ف - ث
نفث ينفث ، بالضم، وينفث ، بالكسر، نفثا ونفثانا، محركة، وهو كالنفخ مع ريق، كذا في الكشاف. وفي النشر: النفث: شبه النفخ يكون في الرقية ولا ريق معه، فإن كان معه ريق فهو التفل، وهو الأصح، كذا في العناية. وفي الأذكار: قال أهل اللغة: التفث: نفخ لطيف بلا ريق. النفث : أقل من التفل ، لأن التفل لا يكون إلا ومعه شئ من الريق، وقيل: هو التفل بعينه. ونقل شيخنا عن بعضهم: النفث: فوق النفخ أو شبهه ودون التفل، وقد يكون بلا ريق، بخلاف التفل، وقد يكون بريق خفيف، بخلاف النفخ. وقيل: النفث: إخراج الريح من الفم بقليل من الريق. وفي المصباح: نفثه من فمه نفثا، من باب ضرب: رمى به. ونفث، إذا بزق، وبعضهم يقول: إذا بزق ولا ريق معه. ونفث في العقدة عند الرقى، وهو البصاق الكثير. وفي الأساس: النفث: الرمى. والنفث: الإلهام والإلقاء، كما في المصباح، وهو مجاز، وفي الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن روح القدس نفث في روعى أي أوحى وألقى، كذا في النهاية. من المجاز في الحديث: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، من همزه ونفثه ونفخه فأما الهمز والنفخ فمذكوران في موضعهما، وأما نفث الشيطان: الشعر . وقال أبو عبيد: وإنما سمى النفث شعرا، لأنه كالشىء ينفثه الإنسان من فيه، مثل الرقية. وذا من نفاثات فلان، أي من شعره. في المصباح: ونفثه نفثا: سحره. وفي الأساس: امرأة نفاثة: سحارة، ورجل منفوث: مسحور. وقوله عز وجل: ومن شر النفاثات في العقد هن السواحر حين ينفثن في العقد بلا ريق. والنفاثة، ككناسة: ما ينفثه أي يلقيه المصدور أي من به علة في صدره، وكثيرا ما يطلق على المحزون من فيه ، وفي المثل: لا بد للمصدور أن ينفث . نفاثة : أبو قوم من بني كنانة، وهم بنو نفاثة بن عدي بن الدئل، منهم نوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر بن نفاثة، له صحبة. النفاثة : الشطيبة ، بالطاء المهملة بعد الشين، هكذا في نسختنا، والصواب على ما في اللسان وغيره: الشظية من السواك ، بالظاء المشالة، وهي التي تبقى في الفم فتنفث أي ترمي، يقال: لو سألني نفاثة سواك من سواكي هذا ما أعطيته، يعني ما يتشظي من السواك، فيبقى في الفم فينفثه صاحبه. الحية تنفث السم حين تنكز والجرح ينفث الدم، إذا أظهره. وسم نفيث، و دم نفيث ، إذا نفثه عرق أو الجرح ، قال صخر الغي:

متى ما تنكروها تعرفوها      على أقطارها علق نفيث وأنافث: ع باليمن ، والصواب أنه أيافث، بالتحتية، وقد صحفه الصاغاني، وسيأتي للمصنف بعد. وفي المثل: ولو نفث عليك فلان لقطرك . تقوله لمن يقاوي من فوقه، كذا في الأساس. وفي اللسان: وهو ينفث على غضبا، أي كأنه ينفخ من شدة غضبه. والقدر تنفث، وذلك في أول غليانها. وفي حديث المغيرة: مئناث كأنها نفاث أي تنفث البنات نفثا، قال ابن الأثير: قال الخطابي: لا أعلم النفاث في شيء غير النفث، قال: ولا موضع لها ها هنا، قال ابن الأثير: يحتمل أن يكون شبه كثرة مجيئها بالبنات بكثرة النفث وتواتره وسرعته. وكذا في اللسان.

صفحة : 1316

ن - ق - ث
نقث ينقت : أسرع، كنقث تنقيثا، وانتقت ، وتنقث. وخرج ينقث السير، وينتقث، أي يسرع في سيره، وخرجت أنقث بالضم أي أسرع، وكذلك التنقيث والانتقاث. نقث فلانا بالكلام: آذاه كانتقث. نقث حديثه إذا خلطه كخلط الطعام ، نقله الصاغاني. نقث العظم ينقثه نقثا، وانتقثه: استخرج مخه ، ويقال: انتقثه وانتقاه بمعني واحد، وتقدم في ن ق ت طرف من هذا. نقث عن الشيء ونبث عنه، إذا حفر عنه، كانتقث، فيهما ، قال الأصمعي -في رجز له-:

كأن آثار الظرابي تنتقث
حولك بقيري الوليد المبتحث

أبو زيد: نقث الأرض بيده ينقثها نقثا، إذا أثارها بفأس أو مسحاة. نقاث كقطام: الضبع ، نقله الصاغاني. وتنقث المرأة: استمالها، واستعطفها ، عن الهجري، وأنشد بيت لبيد:

ألم تتنقثها ابن قيس بن مالك     وأنت صفي نفسه وسجيرها كذا رواه بالثاء، وأنكر تتنقذها، بالذال، وإذا صحت هذه الرواية فهو من تنقث العظم؛ كأنه استخرج ودها كما يستخرج من مخ العظم.

ومما يستدرك عليه: النقث: النقل، قال أبو عبيد في حديث أم زرع، ونعتها جارية أبي زرع، ولا تنقث ميرتنا تنقيثا النقث النقل: أرادت أنها أمينة على حفظ طعامنا، لا تنقله وتخرجه وتفرقه. وتنقث ضيعته: تعهدها. وعن ابن الأعرابي: النقث: النميمة.

ن - ك - ث
النكث بالكسر: أن تنقض أخلاق الأخبية و الأكسية البالية لتغزل ثانية ، والاسم منه النكيثة. نكث: اسم. والنكث والد بشير الشاعر ، حكاه سيبويه، وأنشد له:

ولت ودعواها شديد صخبه من المجاز: نكث العهد أو البيعة: نقض، ينكثه نكثا، وهو نكاث للعهد. والنكث: نقض ما تعقده وتصلحه من بيعة وغيرها، وفي حديث على كرم الله وجهه: أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين أراد بالناكثين أهل وقعة الجمل؛ لأنهم كانوا بايعوه ثم نقضوا بيعته، وقاتلوه. ونكث العهد والحبل ينكثه ، بالضم، وينكثه ، بالكسر: نقضه فانتكث : فانتقض، والاسم النكيثة. نكث السواك وغيره، ينكثه نكثا: شعثه، فانتكث تشعث رأسه ، وكذلك نكث الساف عن أصول الأظفار. والنكيثة: النفس ، قال أبو منصور: سميت النفس نكيثة؛ لأن تكاليف ما هي مضطرة إليه تنكث قواها، والكبر يفنيها، فهي منكوثة القوى بالنصب والفناء، وأدخلت الهاء في النكيثة لأنها اسم. وفي الصحاح: فلان شديد النكيثة، أي النفس. والجمع النكائث، قال أبو نخيلة:

إذا ذكرنا فالأمور تذكر
واستوعب النكائث التفكر
قلنا أمير المؤمنين معذر

يقول: استوعب الفكر أنفسنا كلها، وجهد بها. من المجاز: النكيثة: الخلف ، يقال: قال فلان قولا لا نكيثة فيه، أي لا خلف. النكيثة : أقصى المجهود . وفي الصحاح: بلغت نكيثته، أي جهده، يقال: بلغت نكيثة البعير، أراد: جهد قوته. ونكائث الإبل: قواها، قال الراعى يصف ناقة:

تمسى إذا العيس أدركنا نكائثهاخرقاء يعتادها الطوفان والزؤد وبلغ فلان نكيثة بعيره، أي أقصى مجهوده في السير. من المجاز: النكيثة: خطة صعبة ينكث فيها القوم ، قال طرفة:

صفحة : 1317

وقربت بالقربى وجدك إنه     متى يك عقد للنكيثة أشهد يقول: متى ينزل بالحى أمر شديد يبلغ النكيثة، وهي النفس، ويجهدها، فإني أشهده. قال ابن برى: وذكر الوزير المغربي أن النكيثة في بيت طرفة هي النفس. النكيثة: الطبيعة . النكيثة: القوة . وحبل نكث، بالكسر، ونكيث، و أنكاث أي منكوث قد نكث طرفه، وهو مما جاء منه الواحد على لفظ الجمع، كأنهم جعلوه أجزاء، وكذلك حبل أرمام وأرماث وأحذاق، وبرمة وقدر وجفنة وقدح أعشار، فيها كلها، ورمح أقصاد، وثوب أخلاق وأسمال، وبئر أنشاط، وبلد أخصاب وسباسب. نقله الصاغاني. النكاث، كغراب: بثر يخرج في أفواه الإبل كاللكاث، وقد تقدم، وذلك عن اللحياني. النكاثة بهاء: ما حصل في الفم من تشعيث السواك . هو أيضا ما انتكث من طرف حبل ، نقله الصاغاني. والمنتكث: المهزول ، يقالك بعير منتكث، إذا كان سمينا فهزل، قال الشاعر:

ومنتكث عاللت بالسوط رأسـه    وقد كفر الليل الخروق المواميا من المجاز: تناكثوا عهودهم: تناقضوها . من المجاز أيضا: انتكث فلان من حاجة إلى أخرى بعد ما طلب، أي انصرف إليها.

ومما يستدرك عليه: وهي تغزل النكث والأنكاث، وفي التنزيل العزيز: ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا واحدها نكث، وهو الغزل من الصوف أو الشعر تبرم وتنسج، فإذا أخلقت النسيجة قطعت قطعا صغارا، ونكثت خيوطها المبرومة، وخلطت بالصوف الجديد، ونشبت به، ثم ضربت بالمطارق، وغزلت ثانية واستعملت، والذي ينكثها يقال له نكاث، ومن هذا نكث العهد، وهو نقضه بعد إحكامه، كما تنكث خيوط الصوف المغزول بعد إبرامه، وفي حديث عمر: أنه كان يأخذ النكث والنوى من الطريق فإن مر بدار قوم رمى بهما فيها، وقال: انتفعوا بهذا النكث وهو بالكسر الخيط الخلق من صوف أو شعر أو وبر، سمى به لأنه ينقض ثم يعاد فتله. والنكيثة: الأمر الجليل. والنكاث، بالضم: أن يشتكى البعير نكفتيه، وهما عظمان ناتئان عند شحمتي أذنيه، هو النكاف.

ن - و - ث
والنوثة. الحمقة، هكذا أورده ابن منظور، وأهمله المصنف، فهو مستدرك عليه وعلى الصاغاني.