الباب الخامس: باب الجيم - الفصل الأول: فصل الهمزة مع الجيم

أ - ب - ج
الأبج محركة: الأبد لم يذكره الجوهري، ولا ابن منظور، وذكره الصاغاني في زوائد التكملة، وكأن الجيم بدل عن الدال، وهو غريب.

أ - ج - ج
الأجيج: تلهب ابن سيده: الأجة والأجيج: صوت النار. قال الشاعر:

أصرف وجهى عن أجيج التنور
كأن فيه صوت فيل منحور

وأجت النار تئج وتؤج أجيجا، إذا سمعت صوت لهبها، قال:

كان تـردد أنـفـاســه      أجيج ضرام زفته الشمال

صفحة : 1325

كالتأجج والائتجاج. وأججتها تأجيجا، فتأججت، وائتجت ، على افتعلت. وأجيج الكير: حفيف النار، والفعل كالفعل، وفي حديث الطفيل: طرف سوطه يتأجج أي يضىء، من أجيج النار: توقدها. وفي االأساس: أجج النار، فأجت وتأججت، وهجير أجاج، للشمس فيه مجاج. وأج الظليم يئج ، بالكسر، ويؤج ، بالضم، أجا، وأجيجا والوجهان ذكرهما الصاغاني في التكملة وابن منظور في اللسان، وعلى الضم اقتصر الجوهري والزمخشري، وهو على غير قياس، والكسر نقله الصاغاني عن ابن دريد، وقد ردها عليه أبو عمرو في فائت الجمهرة، قاله شيخنا: عدا وله حفيف ، وفي اللسان: سمع حفيفه في عدوه، قال يصف ناقة:

فراحت وأطراف الصوى محزئلة     تئج كما أج الظليم الـمـفـزع وأج الرجل يئج أجيجا: صوت، حكاه أبو زيد، وأنشد لجميل:

تئج أجيج الرحل لما تحسرت    مناكبها وابتز عنها شليلهـا وأج يؤج أجا: أسرع، قال:

سدا بـيديه ثـم أج بـسـيره    كأج الظليم من قنيص وكالب وفي التهذيب: أج في سيره يؤج أجا، إذا أسرع وهرول وأنشد:

يؤج كما أج الظليم المنفر قال ابن برى: صوابه تؤج، بالتاء، لأنه يصف ناقته، ورواه ابن دريد: الظليم المفزع . وفي حديث خيبر: فلما أصبح دعا عليا، فأعطاه الراية، فخرج بها يؤج حتى ركزها تحت الحصن الأج: الإسراع والهرولة، كما في النهاية. وفي الأساس: ومن المجاز: مريؤج في سيره، أي له حفيف كاللهب، وقد أج أجة الظليم. وسمعت أجتهم حفيف مشيهم واضطرابهم. والأجة: الاختلاط ، وفي اللسان: أجة القوم، وأجيجهم: اختلاط كلامهم مع حفيف مشيهم، وقولهم: القوم في أجة، أي في اختلاط. الأجة، والائتجاج، والأجيج والأجاج: شدة الحر وتوهجه، والجمع إجاج، مثل: جفنة وجفان. وقد ائتج النهار على افتعل، وتأج وتأجج . ويقال: جاءت أجة الصيف، قال رؤبة:

وحرق الحر أجاجا شاعلا وقال ذو الرمة:

بأجة نش عنها الماء والرطب

صفحة : 1326

يقال: ماء أجاج بالضم، أي ملح ، وقيل: مر، وقيل: شديد المرارة، وقيل: الأجاج: الشديد الحرارة وكذلك الجمع، قال الله عز وجل: وهذا ملح أجاج وهو الشديد الملوحة والمرارة، مثل ماء البحر، وفي حديث على عذبها أجاج . وهو الماء الملح الشديد الملوحة، كذا نقل عنابن عباس في تفسيره، وفي حديث الأحنف: نزلنا سبخة نشاشة، طرف لها بالفلاة وطرف لها بالبحر الأجاج . نقل شيخنا عن بعض أئمة الاشتقاق الأجاج بالضم، من الأجيج، وهو تلهب النار، فكل ما يحرق الفم من مالح ومر أو حار فهو أجاج, وعن الحسن: هو ما لا ينتفع به في شرب أو زرع أو غيرهما. وقد أج الماء يؤج أجوجا، بالضم في مصدره ومضارعه، أي فهو من باب كتب، ومثله في الصحاح واللسان وأججته ، وبالتخفيف. ويأجج، كيسمع ، أي بالفتح على القياس، حكاه سيبويه، وينصر ويضرب الأخير حكاه السيرافي عن أصحاب الحديث، ونقله الفراء عن المفضل : ع بمكة ، شرفها الله تعالى. واليأجوج باللام مشتق من أج يئج هكذا وهكذا إذا هرول وعدا. ويأجوج ومأجوج : قبيلتان من خلق الله تعالى، وجاء في الحديث: أن الخلق عشرة أجزاء، تسعة منها يأجوج ومأجوج وهما اسمان أعجميان، جاءت القراءة فيهما يهمز وغير همز، و من لايهمزهما و يجعل الألفين زائدتين يقول: إنهما من يجج ومجج ، وهما غير مصروفين، قال رؤبة:

لو أن يأجوج ومأجوج معا
وعاد عاد واستجاشوا تبعا

ومن همزهما قال: إنهما من أجت النار، ومن الماء الأجاج، وهو الشديد الملوحة المحرق من ملوحته، ويكون التقدير في يأجوج يفعول، وفي مأجوج مفعول، كأنه من أجيج النار. قالوا: ويجوز أن يكون ياجوج فاعولا، وكذلك ماجوج، وهذا و كان الاسمان عربيين لكان هذا اشتقاقهما فأما الأعجمية فلا تشتق من العربية. وقرأ أبو العجاج رؤبة بن العجاج : آجوج وماجوج بقلب الياء همزا. قرأ أبو معاذ: يمجوج بقلب الألف الثانية ميما. والأجوج كصبور: المضىء النير ، عن أبي عمرو، وأنشد لأبي ذؤيب يصف برقا:

يضىء سناه راتقا متكشفـا    أغر كمصباح اليهود أجوج قال ابن برى: يصف سحابا متتابعا، والهاء في سناه تعود على السحاب، وذلك أن البرقة إذا برقت انكشف السحاب، وراتقا: حال من الهاء في سناه، ورواه الأصمعي راتق متكشف بالرفع، فجعل الراتق البرق، كذا في اللسان. وأجج، كمنع: حمل على العدو ، هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا، وهو قول أبي عمرو، وتمامه: وجأج، إذا وقف جبنا، وأنكر شيخنا ذلك، وقال: أي موجب للفتح مع عدم حرف الحلق فيه? وصوب التشديد، ونسى القاعدة الصرفية أنه لا يشترط أن اللفظ إذا كان من باب منع لا بد فيه من أحد حروف الحلق، وإنما إذا وجد في اللفظ أحد حروف الحلق، أي ف عينه أو لامه، فإنه مفتوح دائما، ومع أن الصاغاني هكذا ضبطه بالتخفيف في تكملته.

ومما يستدرك عليه: أجج بينهم شرا: أوقده، وقول الشاعر:

تكفح السمائم الأواجج إنما أراد الأواج، فاضطر، ففك الإدغام. وأجيج الماء: صوت انصبابه

أ - ذ - ج
أذج بالمعجمة ، إذا أكثر من شرب الشراب ، عن أبي عمرو، ومثله في التكملة. وأيذج، كأحمد إنما أراد الوزن فقط من غير ملاحظة إلى الزوائد والأصلية، وإلا فألف أحمد زائدة بخلاف الموزون فإنها أصلية : د، بكرستان .

أ - ذ - ر - ب - ج

صفحة : 1327

ومما يستدرك عليه: أذربيجان، وهذا محله، وهو موضع أعجمي، معرب، قال الشماخ،

تذكرتها وهنا وقد حال دونهـا    قرى أذربيجان المسالح والجال وجعله ابن جنى مركبا، قال: هذا اسم فيه خمسة موانع من الصرف، وهي: التعريف، والتأنيث، والعجمة، والتركيب، والألف والنون، كذا في اللسان.

أ - ر - ج
الأرج، محركة: نفحة الريح الطيبة. عن ابن سيده الأريج والأريجة : الريح الطيبة، وجمعها الأرائج، وأنشد ابن الأعرابي:

كأن ريحا من خزامى عالج
أوريح مسك طيب الأرائج

الأرج والأريج: توهج ريح الطيب أرج الطيب، كفرح يأرج أرجا، فهو أرج: فاح، قال أبو ذؤيب:

كأن عليها بالة لـطـمـية     لها من خلال الدأيتين أريج والتأريج: الإغراء والتحريش في الحرب قال العجاج:

إنا إذا مذكى الحروب أرجا وأرجت بين القوم تأريجا، إذا أغريت بينهم وهيجت، مثل أرشت كالأرج ثلاثيا. وأرجت الحرب، إذا أثرتها. التأريج، والإراجة : شىء م أي معروف في الحساب وسيأتي قريبا. والأرجان محركة: سعى المغرى بالإغراء بين الناس، وقد أرج بينهم. أرجان، كهيبان ، أي بتشديد المثناة التحتية مع فتحها: موضع حكاه الفارسي، وأنشد :

أراد الله أن يخزى بجيرا     فسلطني عليه بأرجـان وقيل: هو د، بفارس ، وخففه بعض متأخري الشعراء، فأقدم على ذلك لعجمته، كذا في اللسان. قلت: التخفيف ورد في قول المتنبي، وقال شراحه: إنه ضرورة، ويدل لذلك قول الجوهري: وربما جاء في الشعر بتخفيف الراء. ثم إنه هل هو فعلان من أرج، كما صنع المصنف? أو هو أفعال من رجن? أو هو لفظ أعجمي فلا تعرف مادته? وصوب الخفاجى في شفاء الغليل أنه فعلان، لا أفعلان؛ لئلا تكون الفاء والعين حرفا واحدا، وهو قليل، نقله شيخنا. والأراج والمئرج، ككتان ومنبر : الكذاب ، والخلاط، والمغرى بين الناس. والمؤرج، كمحمد: الأسد من أرجت بين القوم تأريجا، إذا أغريت بينهم وهيجت قال أبو سعيد: منه سمى المؤرج بالكسر أبو فيد بفتح الفاء وسكون الياء التحتية وآخره دال مهملة، هكذا في نسختنا على الصواب، وتصحف على شيخنا، فذكر في شرحه، المقابل عليه أبو قبيلة، وهو خطأ : عمرو ابن الحارث السدوسى النحوى البصري، أحد أئمة اللغة والأدب. وفي البغية للجلال: عمرو بن منيع ابن حصين السدوسي، وفي شروح الشواهد للرضى: المؤرج، كمحدث السلمى: شاعر إسلامى من الدولة الأموية، وفي الصحاح عن أبي سعيد، ومنه المؤرخ الذهلي جد المؤرج الراوية، سمى لتأريجه الحرب وتأريشها بين بكر وتغلب ، وهما قبيلتان عظيمتان. في التهذيب: الأوارجة: من كتب أصحاب الدواوين في الخراج ونحوه، ويقال: هذا كتاب التأريج، وهو معرب آواره، أي الناقل؛ لأنه ينقل إليها الأنجيذج بفتح فسكون فكسر فسكون التحتية وذال وجيم الذي يثبت فيه ما على كل إنسان، ثم ينقل إلى جريدة الإخراجات، وهي عدة أوارجات ، وقد بسط فيه المصنف الكلام لاحتياج الأمر إليه، وهو الأعرف به.

صفحة : 1328

ومما يستدرك عليه: ما في النهاية في الحديث: لما جاء نعى عمر، رضى الله تعالى عنه، إلى المدائن أرج الناس أي ضجوا بالبكاء، قال: وهو من أرج الطيب، إذا فاح. وأرج بالسبع كهرج: إما أن تكون لغة، وإما أن تكون بدلا. وأرج الحق بالباطل يأرجه أرجا: خلطه. وأرج النار وأرثها: أوقدها، مشدد، عن ابن الأعرابي. والأيارجة: دواء، وهو معرب.

أ - ز - ج
الأزج، محركة: ضرب من الأبنية وفي الصحاح، المصباح، واللسان الأزج: بيت يبنى طولا، ويقال له بالفارسة: أوستان، ج: آزج ، بضم الزاي، وآزاج ، قال الأعشى:

بناه سليمان بن داوود حقبة     له آزج صم وطى موثق وإزج كفيلة . وباب الأزج، محركة: محلة كبيرة ببغداد ، وقد نسب إليها جماعة من المحدثين. وأزجه تأزيجا: بناه وطوله . أزج الرجل كنصر، وفرح أزوجا ، بالضم مصدر الأول، والذي في اللسان وغيره: وأزج في مشيته يأزج، أي كيضرب، هكذا ضبط بالقلم، أزوجا: أسرع: قال:

فزج ربداء جوادا تأزج
فسقطت من خلفهن تنشج أزج

عني: تثاقل حين استعنته . وفي أخرى: استغثته. الأزج ككتف: الأشر . والأزوج: سرعة الشد. وفرس أزوج. وأزج العشب، إذا طال.

إ - س - ب - ر - ن - ج
ومما يستدرك عليه: ما ورد في الحديث من لعب بالإسبرنج والنرد فقد غمس يده في دم خنزير قال ابن الأثير في النهاية هو اسم الفرس الذي في الشطرنج واللفظة فارسية معربة.

أ - س - ج
الأسج، بضمتين هي: النوق السريعات، وأصله الوسج بالواو، ولذا لم يذكره هنا الجوهرى ولا ابن منظور، وسيأتي في وسج.

أ - ش - ج
الأشج، كزمج ، أي على وزان سكر : دواء كالكندر ، وهو أكثر استعمالا من الأشق.

أ - م - ج
الأمج محركة: حر، وعطش يقال: صيف، أمج هو الشديد الحر وقيل: الأمج: شدة الحر والعطش والأخذ بالنفس. وقال الأصمعي: الأمج: توهج الحر، وأنشد للعجاج:

حتى إذا ما الصيف كان أمجا
وفرغا من رعى ما تلزجا

في حديث ابن عباس رضى الله عنهما حتى إذا كان بالكديد ما بين عسفان وأمج هو محركة بين مكة والمدينة شرفهما الله تعالى، فيه مزراع، وأنشد أبو العباسر المبرد:

حمـيد الـذي أمـــج داره      أخو الخمر ذو الشيبة الأصلع أمج كفرح: عطش ، يقال أمجت الإبل، تأمج أمجا، إذا اشتد بها حر أو عطش. عن أبي عمرو: أمج كضرب إذا سار سيرا شديدا .

أ - ن - ب - ج
ومما يستدرك عليه هنا: ذكر الأنبجانية في الحديث: ايتونى بأنبجانية أبي جهم قال ابن الأثير: قيل هي منسوبة إلى منبج، المدينة المعروفة، وقيل: إلى موضع اسمه أنبجان، وهو أشبه: لأن الأول فيه تعسف، قال: والهمزة فيه زائدة، وسيأتي في نبج مستوفى، إن شاء الله تعالى.

أ - و - ج
الأوج: ضد الهبوط : وهو من اصطلاحات المنجمين، أورده في التكملة، وأغفله ابن منظور، كالجوهري، وغيرهما.

أ - ي - ج
وذكر شيخنا هنا الأبجى، بالموحدة ونقله عن المصباح، وهو تصحيف عن الإيجي، بالمثناة بدل الموحدة، فاعلم. إيج، بالكسر: د، بفارس وقد نسب إليها كبار المحدثين.