فصل الحاء المهملة مع الجيم
ح - ب - ج
حبج يحبج ، بالكسر : بدا وظهر بغتة، كأحبج ، يقال: أحبجت لنا النار: بدت
بغتة وكذلك العلم، قال العجاج:
علوت أخشاه إذا ما أحبجا
صفحة : 1350
حبج : دنا، واكتنف حبج : سار شديدا . حبج يحبج حبجا حبق، فهو حبج ، ككتف،
وخبج يخبج أيضا، قال أعرابي: حبج بها ورب الكعبة. حبجه بالعصا يحبجه حبجا
ضرب ، مثل خبجه وهبجه. والحبج بالكسر: الجمع من الناس، ومجتمع الحي ومعظمه
ويفتح . الحبج بالتحريك: انتفاخ بطون الإبل عن أكل العرفج ، قال ابن
الأعرابي: هو أن يأكل البعير لحاء العرفج فيسمن على ذلك، ويصير في بطنه مثل
الأفهار، وربما قتله ذلك وقد حبج البعير كفرح حبجا، فهي حبجي وحباجى، مثل:
حمقى وحماقى: ورمت بطونها عن أكل العرفج، واجتمع فيها عجر حتى تشتكى منه،
فتتتمرغ وتزحر. وروى عن ابن الزبير أنه قال: إنا والله لا نموت على مضاجعنا
حبجا كما يموت بنو مروان، ولكنا نموت قعصا بالرماح، وموتا تحت ظلال السيوف
قال ابن الأثير: الحبج هو أن يأكل البعير لحاء العرفج ويسمن عليه، وربما
بشم منه فقتله. يعرض ببنى مروان؛ لكثرة أكلهم وإسرافهم في ملاذ الدنيا،
وأنهم يموتون بالتخمة. الحبج : البعر المتكبب في البطن حتى يضيق مبعر
البعير عنه ولم يخرج من جوفه، فربما هلك، وربما نجا، قاله الأزهري. وقال
أبو زيد: الحبج للبعير بمنزلة اللوى للإنسان، فإن سلم أفاق وإلا مات. الحبج
: كي عند خاصرة البعير . الحبج : شجر ة سحماء حجازية، تعمل منها القداح،
وهي عتيقة العود، لها وريقة تعلوها صفرة، وتعلو صفرتها غبرة، دون ورق
الخبازى. والحبج بضمتين: ع، بالمدينة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام
حباج كسحاب: شجر العنب وأحبج: قرب وأشرف ودنا حتى رئى أحبجت العروق: شخصت
ودرت .
ومما يستدرك عليه: قال ابن سيده: حبج الرجل حباجا: ورم بطنه وارتطم عليه، وقيل: الحبج الانتفاخ حيثما كان من ماء أو غيره. ورجل حبج، ككتف: سمين. وأحبج لك الأمر، إذا اعترض فأمكن. والحوبجة: ورم يصيب الإنسان في يديه، يمانية، حكاه ابن دريد، قال: ولا أدري ما صحتها.
ح - ب - ر - ج
الحبرج بالضم: من طير الماء: ج حبارج بالضم وحباريج بالفتح. وكعلابط: ذكر
الحبارى ، والذي في اللسان وغيره: الحبرج والحبارج: ذكر الحبارى كالحبجر
والحباجر. والحبرج والحبارج: دويبة. وعن ابن الأعرابي: الحباريج: طيور
الماء.
ح - ج - ج
الحج: القصد مطلقا. حجه يحجه حجا: قصده، وحججت فلانا، واعتمدته: قصدته.
ورجل محجوج، أي مقصود. وقال جماعة: إنه القصد لمعظم. وقيل: هو كثرة القصد
لمعظم، وهذا عن الخليل. الحج : الكف كالحجحجة، يقال: حجحج عن الشىء وحج: كف
عنه، وسيأتي. الحج : القدوم ، يقال: حج علينا فلان، أي قدم. الحج : سبر
الشجة بالمحجاج للمعالجة. والمحجاج: اسم للمسبار . وحجه يحجه حجا، فهو
محجوج، وحجيج، إذا قدح بالحديد في العظم إذا كان قد هشم حتى يتلطخ الدماغ
بالدم، فيقلع الجلدة التي جفت، ثم يعالج ذلك فيلتئم بجلد، ويكون آمة، قال
أبو ذؤيب يصف امرأة:
وصب عليها الطيب حتى كأنها أسى على أم الدماغ حجـيج وكذلك حج الشجة يحجها
حجا، إذا سبرها بالميل ليعالجها، قال عذار بن درة الطائي:
صفحة : 1351
يحج مأمومة في قعرها لجف
فاست الطبيب قذاها كالمغاريد يحج، أي يصلح. مأمومة: شجة بلغت أم
الرأس. وفسر ابن دريد هذا الشعر فقال: وصف الشاعر طبيبا يداوى شجة بعيدة
القعر، فهو يجزع من هولها، فالقذى يتساقط من استه كالمغاريد، والمغاريد:
جمع مغرود، وهو صمغ معروف. وقال غيره: است الطبيب يراد بها ميله، وشبه ما
يخرج من القذى على ميله بالمغاريد. وقيل: الحج: أن يشج الرجل، وفيختلط الدم
بالدماغ، فيصب عليه السمن المغلى حتى يظهر الدم فيؤخذ بقطنة. وقال الأصمعي:
الحجيج من الشجاج: الذي قد عولج، وهو ضرب من علاجها. وقال ابن شميل الحج:
أن تفلق الهامة، فتنظر هل فيها عظم أو دم، قال: والوكس: أن يقع في أم الرأس
دم أو عظام، أو يصيبها عنت. وقيل: حج الجرح: سبره ليعرف غوره، عن ابن
الأعرابي. وقيل: حججتها: قستها. وحج العظم يحجه حجا: قطعه من الجرح
واستخرجه. الحج: الغلبة بالحجة ، يقال: حجه يحجه حجا، إذا غلبه على حجته.
وفي الحديث: فحج آدم موسى أي غلبه بالحجة، وفي حديث معاوية: فجعلت أحج خصمي
أي أغلبه بالحجة. الحج: كثرة الاختلاف والتردد ، وقد حج بنو فلان فلانا،
إذا أطالوا الاختلاف إليه، وفي التهذيب: وتقول: حججت فلانا، إذا أتيته مرة
بعد مرة، فقيل: حج البيت؛ لأنهم يأتونه كل سنة: قال المخبل السعدى:
وأشهد من عوف حلولا كـثـيرة يحجون سب الزبرقان والمزعفرا أي يقصدونه ويزورونه. قال ابن السكيت: يقول: يكثرون الاختلاف إليه، هذا الأصل ثم تعورف استعماله في قصد مكة للنسك . وفي اللسان: الحج: قصد التوجه إلى البيت بالأعمال المشروعة فرضا وسنة، تقول: حججت البيت أحجه حجا، إذا قصدته، وأصله من ذلك. وقال بعض الفقهاء: الحج: القصد، وأطلق على المناسك لأنها تبع لقصد مكة، أو الحلق، وأطلق على المناسك لأن تمامها به، أو إطالة الاختلاف إلى الشىء، وأطلق عليها لذلك. كذا في شرح شيخنا. تقول: حج البيت يحجه حجا، و هو حاج ، وربما أظهروا التضعيف في ضرورة الشعر قال الراجز:
بكل شيخ عامر أ وحاجج و ج: حجاج:، كعمار، وزوار، وحجيج ، قال الأزهري ومثله: غاز وغزى، وناج ونجى، وناد وندى، للقوم يتناجون، يجتمعون في مجلس، وللعادين على أقدامهم عدى. ونقل شيخنا عن شروح الكافية والتسهيل: أن لفظ حجيج اسم جمع، والمصنف كثيرا ما يطلق الجمع على ما يكون اسم جمع أو اسم جنس جمعى؛ لأن أهل اللغة كثيرا ما يريدون من الجمع ما يدل لفظه على جمع كهذا، ولو لم يكن جمعا عند النحاة وأهل الصرف. يجمع على حج ، بالضم، كبازل وبزل، وعائذ وعوذ، وأنشد أبو زيد لجرير يهجو الأخطل، ويذكر ما صنعه الجحاف بن حكيم السلمى من قتل بنى تغلب قوم الأخطل باليسر، وهو ماء لبنى تميم:
قد كان في جيف بدجلة حرقـت
أوفى الذين على الرحوب
شغول
وكأن عافية النسـور عـلـيهـم
حج بأسفل ذي المجـاز نـزول
صفحة : 1352
يقول: لما كثرت قتلى بنى تغلب جافت الأرض، فحرقوا؛ ليزول نتنهم، والرحوب:
ماء لبنى تغلب، والمشهور رواية البيت حج بالكسر وهو اسم الحاج، وعافية
النسور: هي الغاشية التي تغشى لحومهم، وذو المجاز: من أسواق العرب. ونقل
شيخنا عن ابن السكيت: الحج، بالفتح: القصد، وبالكسر: القوم الحجاج. قلت:
فيستدرك على المصنف ذلك. وفي اللسان: الحج بالكسر: الحجاج قال:
كأنما أصواتها بالوادي
أصوات حج من عمان عادى هكذا أنشده ابن دريد بكسر الحاء. وهي حاجة من حواج
بيت الله، بالإضافة، إذا كن قد حججن، وإن لم يكن قد حججن قلت: حواج بيت
الله، فتنصب البيت؛ لأنك تريد التنوين في حواج إلا أنه لا ينصرف، كما يقال:
هذا ضارب زيد أمس، وضارب زيدا غدا، فتدل بحذف التنوين على أنه قد ضربه،
وبإثبات التنوين على أنه لم يضربه، كذا حققه الجوهرى وغيره. الحج بالكسر:
الاسم ، قال سيبويه: حجه يحجه حجا، كما قالوا: ذكره ذكرا. وقال الأزهري:
الحج: قضاء نسك سنة واحدة، وبعض يكسر الحاء فيقول الحج والحجة، وقرئ ولله
على الناس حج البيت والفتح أكثر. وقال الزجاج في قوله تعالى ولله على الناس
حج البيت يقرأ بفتح الحاء وكسرها، والفتح الأصل. وروى عن الأثرم قال: والحج
والحج، ليس عند الكسائي بينهما فرقان. والحجة بالكسر المرة الواحدة من
الحج، وهو شاذ لوروده على خلاف القياس؛ لأن القياس في المرة الفتح في كل
فعل ثلاثي، كما أن القياس فيما يدل على الهيئة الكسر، كذا صرح به ثعلب في
الفصيح، وقلده الجوهري والفيومي والمضف وغيرهم. وفي اللسان: روى عن الأثرم
وغيره: ما سمعنا من العرب حججت حجة، ولا رأيت رأية، وإنما يقولون: حججت
حجة. وقال الكسائي: كلام العرب كله على فعلت فعلة إلا قولهم: حججت حجة،
ورأيت رؤية فتبين أن الفعلة للمرة تقال بالوجهين: الكسر على الشذوذ وقال
القاضي عياض: ولا نظير له في كلامهم والفتح على القياس. الحجة : السنة
والجمع حجج. الحجة والحاجة: شحمة الأذن ، الأخيرة اسم، كالكاهل والغارب،
قال لبيد يذكر نساء:
يرضن صعاب الدر في كل حجة
وإن لم تكن أعناقهن عـواطـلا
غرائر أبكار علـيهـا مـهـابة
وعون كرام يرتدين الوصـائلا
يرضن صعاب الدر، أي يثقبنه، والوصائل: برود اليمن، واحدتها وصيلة والعون: جمع عوان للثيب، وقال بعضهم: الحجة هنا الموسم. ويفتح ، كذا ضبط بخط أبي زكريا في هامش الصحاح. عن أبي عمرو: الحجة: ثقبة شحمة الأذن، والحجة بالفتح: خرزة أو لؤلؤة تعلق في الأذن قال ابن دريد: وربما سميت حاجة. الحجة بالضم : الدليل و البرهان وقيل: ما دفع به الخصم، وقال الأزهري: الحجة: الوجه الذي يكون به الظفر عند الخصومة. وإنما سميت حجة لأنها تحج، أي تقصد؛ لأن القصد لها وإليها، وجمع الحجة حجج وحجاج. والمحجاج بالكسر: الجدل ككتف، وهو الرجل الكثير الجدل. تقول: أحججته إذا بعثته ليحج . قولهم: و حجة الله لا أفعل، بفتح أوله، وخفض آخره: يمين لهم ، كذا في كتب الأيمان. وحجحج بالمكان: أقام به فلم يبرح، كتحجحج. الحجحجة: النكوص، يقال: حملوا على القوم حملة ثم حجحجوا. وحجحج الرجل: نكص ، وقيل عجز، وأنشد ابن الأعرابي:
ضربا طلحفا ليس بالمحجحج
صفحة : 1353
أي ليس بالمتواني المقصر. حجحج عن الشىء: كف عنه. حجحج الرجل: أراد أن يقول
ما فيه نفسه ثم أمسك عما أراد قوله . وفي المحكم: حجحج الرجل: لم يبد ما في
نفسه. والحجحجة: التوقف عن الشىء والارتداع. والحجوج، كحزور ، أي بفتح أوله
وتشديد ثالثه المفتوح : الطريق يستقيم مرة ويعوج أخرى ، وأنشد:
أجد أيامك من حجوج
إذا استقام مرو يعوج
والحجج، بضمتين: الطرق المحفرة ، ومثله في اللسان، قال شيخنا: وهو صريح في أنه جمع، وهل مفرده حجيج، كطريق? أو حجاج، ككتاب? أو لا مفرد له? احتمالات، وسيأتي. الحجج الجراح المسبورة ، ومفرده حجيج، كطريق، حججته حجا فهو حجيج، وقد تقدم. من المجاز: الحجاج بالفتح ويكسر: الجانب والناحية، وحجاجا الجبل: جانباه. الحجاج والحجاج: عظم مستدير حول العين ينبت عليه الحاجب ، ويقال: بل هو الأعلى تحت الحاجب، وأنشد قول العجاج:
إذا حجاجا مقلتيها هججا وقال ابن السكيت: هو الحجاج. والحجاج: العظم المطبق على وقبة العين، وعليه منبت شعر الحاجب، وفي الحديث كانت الضبع وألادها في حجاج عين رجل من العماليق وفي حديث جيش الخبط فجلس في حجاج عينه كذا وكذا نفرا يعني السمكة التي وجدوها على البحر. وأما قول الشاعر:
تحاذر وقع السوط خرصاء ضمهـا
كلال فحالت في حجا حاجب ضمر فإن ابن جنى قال: يريد في حجاج
حاجب ضمر، فحذف للضرورة. قال ابن سيده: وعندي أنه أراد بالحجا هنا الناحية.
والجمع أحجة وحجج، بضمتين. قال أبو الحسن: الحجج شاذ؛ لأن ما كان من هذا
النحو لم يكسر على فعل؛ كراهية التضعيف، فأما قوله:
يتركن بالأمالس السمالج
للطير واللغاوس الهزالج
كل جنين معر الحواجج
فإنه جمع حجاجا على غير قياس، وأظهر التضعيف اضطرارا. الحجاج : حاجب الشمس يقال: بدا حجاج الشمس، أي حاجبها، وهو قرنها، وهو مجاز. والحجحج: الفسل الردىء والمتواني المقصر. واس ، هكذا في نسختنا، وفي اللسان وغيره من أمهات اللغة ورأس أحج: صلب ، قال المرار الفقعسى يصف الركاب في سفر:
ضربن بكل سالفة ورأس
أحج كأن مقدمه نصيل
صفحة : 1354
وفرس أحج: أحق ، وسيأتي في القاف. يقال للرجل الكثير الحج: إنه لحجاج، بفتح
الجيم من غير إمالة وكل نعت على فعال فهو غير ممال الألف، فإذا صيروه اسما
خاصا تحول عن حال النعت، ودخلته الإمالة، كاسم الحجاج والعجاج. وفي اللسان:
الحجاج أماله بعض أهل الإمالة في جميع وجوه الإعراب على غير قياس، في الرفع
والنصب، ومثل ذلك الناس في الجر خاصة، قال ابن سيده: وإنما مثلته به؛ لأن
ألف الحجاج زائدة غير منقلبة، ولا يجاورها مع ذلك ما يوجب الإمالة، وكذلك
الناس؛ لأن الأصل إنما هو الأناس، فحذفوا الهمزة وجعلوا اللام خلفا عنها،
كالله، إلا أنهم قد قالوا: الأناس، قال: وقالوا: مررت بناس، فأمالوا في
الجر خاصة، تشبيها للألف بألف فاعل؛ لأنها ثانية مثلها، وهو نادر؛ لأن
الألف ليست منقلبة، فأما في الرفع والنصب فلا يميله أحد. وقد يقولون: حجاج
، بغير ألف ولام، وهو اسم رجل، كما يقولون: العباس، وعباس. حجاج : ة، ببيهق
. ويحج -بصيغة المضارع- الفاسي: أبو عمران موسى بن أبي حاج: فقيه مالكي،
شارح المدونة وغيرها، ترجمة أحمد باب السوداني في كفاية المحتاج. والتحاج:
التخاصم .
ومما يستدرك عليه: قولهم: أقبل الحاج والداج، يمكن أن يراد به الجنس، وقد يكون اسما للجمع، كالجامل والباقر. وروى الأزهري عن أبي طالب في قولهم: ما حج ولكنه دح، قال: الحج: الزيارة والإتيان. وإنما سمى حاجا بزيارة بيت الله تعالى، قال والداج: الذي يخرج للتجارة، وفي الحديث: لم يترك حاجة ولا داجة الحاج والحاجة: أحد الحجاج، والداج والداجة: الأتباع، يريد الجماعة الحاجة، ومن معهم من أتباعهم، ومنه الحديث: هؤلاء الداج وليسوا بالحاج . واحتج الشىء: صلب. واحتج البيت، كحجه، عن الهجرى، وأنشد:
تركت احتجاج البيت حتى تظاهرت على ذنـوب بـعـدهـن ذنـوب وذو الحجة: شهر الحج؛ سمى بذلك للحج فيه، والجمع ذوات الحجة، ولم يقولوا: ذوو على واحده ونقل القزاز -في غريب البخارى-: وأما ذو الحجة للشهر الذي يقع فيه الحج فالفتح فيه أشهر، والكسر قليل، ومثله في مشارق عياض، ومطالع ابن قرقول. قال الأزهري: ومن أمثال العرب: لج فحج . معناه: لج فغلب من لاجه بحججة، يقال: حاججته أحاجه حجاجا ومحاجة حتى حججته، أي غلبته بالحجج التي أدليت بها، وقيل: معناه: أي أنه لج وتمادى به لجاجه، وأداه اللجاج إلى أن حج البيت الحرام وما أراده، أريد أنه هاجر أهله بلجاجه حتى خرج حاجا . وسلك المحجة، وهي الطريق. وقيل: جادة الطريق، وقيل: محجة الطريق:سننه، والجمع المحاج، تقول: عليكم بالمناهج النيرة، والمحاج الواضحة. والحجة بالضم: مصدر بمعنى الاحتجاج والاستدلال. وفي التهذيبك محجة الطريق: هي المقصد والمسلك. وفي حديث الدجال: إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه أي محاججه ومغالبه بإظهار الحجة عليه. والحجج: الوقرة في العظم. وحجحج: من زجر الغنم. وحجحج، وتحجحج:صاح. وكبش حجحج، أي عظيم، قال:
أرسلت فيها حجحجا قد أسدسا ومن أمثال الميداني قولهم: نفسك بما تحجحج أعلم أي أنت بما في قلبك أعلم من غيرك.
ح - د - ج
صفحة : 1355
الحدج -محركة-: الحنظل، وحمل البطيخ ما دام رطبا . كذا في التهذيب، وفي
المحكم: الحدج والحدج: الحنظل والبطيخ ما دام صغارا أخضر قبل أن يصفر،
وقيل: هو من الحنظل ما اشتد وصلب قبل أن يصفر، واجدته حدجة، وقد أحدجت
الشجرة، قال ابن شميل: أهل اليمامة يسمون بطيخا عندهم أخضر مثل ما يكون
عندنا أيام التيرماه بالبصره الحدج، وفي حديث ابن مسعود: رأيت كأني أخذت
حدجة حنظل فوضعتها بين كتفي أبي جهل. الحدجة بالتحريك: الحنظلة الفجة
الصلبة. قال ابن سيده: الحدج : حسك القطب الرطب، ويضم فيقال: الحدج، وإنما
صرح به الأزهري وابن سيده في معنى الحنظل والبطيخ فقط. الحدج بالكسر: الحمل
، وزنا ومعنى. الحدج مركب للنساء، كالمحفة ، قال الليث: الحدج: مركب ليس
برحل ولا هودج، تركبه نساء الأعراب، وقال الأزهري: الحدج، بكسر الحاء: مركب
من مراكب النساء نحو الهودج والمحفة، كالحداجة بالكسر، وهي أي الحداجة أيضا
الأداة، ج: حدوج، وأحداج ، وحكى الفارسي: حدج، بضمتين، وأنشد عن ثعلب:
قمنا فآنسنا الحمول والحدج ونظيره ستر وستر وستر، وأنشد أيضا:
والمسجدان وبيت نحن عامره لنا وزمزم والأخوض والستر والحدوج: الإبل برحالها قال:
عينا ابن دارة خير منكما نظرا إذا الحدوج بأعلى عاقل زمر وجمع الحداجة حدائج. وعن ابن السكيت: الحدوج، والأحداج، والحدائج: مراكب النساء، واحدها حدج وحداجة. الحدج كالضرب: شد الحدج على البعير، كالإحداج ، وهو مجاز، يقال: حدج البعير، والناقة يحدجهما حدجا وحداجا، وأحدجهما: شد عليهما الحدج والأداة، ووسقه، قال الجوهرى: وكذلك شد الأحمال وتوسيقها، قال الأعشى:
ألا قل لميثاء ما بالها أللبين تحدج أحمالها ويروى: أجمالها، بالجيم، أي يشد عليها، وهي الصحيحة. قال الأزهري: وأما حدج الأحمال بمعنى توسيقها فغير معروف عند العرب، وهو غلط. قال شمر: سمعت أعرابيا يقول: انظروا إلى هذا البعير الغرنوق الذي عليه الحداجة. قال: ولا يحدج البعير حتى تكمل فيه الأداة، وهي: البدادان والبطان والحقب، وجمع الحداجة حدائج، قال: والعرب تسمى مخالي القتب أبدة، واحدها بداد، فإذا ضمت وأسرت وشدت إلى أقتابها محشوة فهي حينئذ حداجة، وسمى الهودج المشدود فوق القتب حتى يشد على البعير شدا واحدا بجميع أداته حدجا، وجمعه حدوج، ويقال: أحدج بعيرك، أي شد عليه قتبه بأداته. قال الأزهري: ولم يفرق ابن السكيت بين الحدج والحداجة، وبينهما فرق عند العرب كما بيناه. وقل أبو صاعد الكلابي عن رجل من العرب قال لصاحبه في أتان شرود: الزمها، رماها الله براكب قليل الحداجة بعيد الحاجة. أراد بالحداجة أداة القتب. وروى عن عمر، رضى الله عنه، أنه قال: حجة ها هنا، ثم احدج ها هنا حتى تفنى يعنى إلى الغزو، قال الأزهري: معنى قوله ثم احدج ها هنا، أي شد الحداجة، وهي القتب بأداته، على البعير للغزو، والمعنى: حج حجة واحدة، ثم أقبل على الجهاد إلى أن تهرم أو تموت، فكنى بالحدج عن تهيئة المركوب للجهاد. وقوله، أنشده ابن الأعرابي:
تلهى المرء بالحدثان لهـوا
وتحدجه كما حدج المطيق
صفحة : 1356
هو مثل، أي تغلبه بدلها وحديثها حتى يكون من غلبتها له كالمحدوج المركوب
الذليل من الجمال. الحدج: الضرب قال ابن الفرج: حدجه بالعصا حدجا، وحبجه
حبجا، إذا ضربه بها. من المجاز: حدجه يحدجه حدجا، الحدج: الرمى بالسهم ،
وأصله الرمى بالحدج، ثم استعير للرمى بغيره، كما استعير الإحلاب وهو
الإعانة على الحلب للإعانة على غيره، كذا في الأساس. من المجاز: الحدج:
الرمى بالتهمة ، يقال: حدجه بذنب غيره يحدجه حدجا: حمله عليه ورماه به. من
المجاز: حدجته ببيع سوء، ومتاع سوء، وذلك أن تلزمه الغبن في البيع ، ومنه
قول الشاعر:
يعج ابن خرباق من البيع بعد
مـا حدجت ابن خرباق بجرباء
نازع قال الأزهري: جعله كبعير شد عليه حداجته، حين ألزمه بيعا لايقال منه.
وعن أبي عمرو الشيباني: يقال حدجته ببيع سوء، أي فعلت ذلك به، قال: وأنشدني
ابن الأعرابي:
حدجت ابن محدوج بستين بكرةفلما استوت رجلاه ضج من الوقر قال: وهذا شعر
امرأة تزوجها رجل على ستين بكرة. والحدجة محركة: طائر يشبه القطا. وأبو
حديج، كزبير: اللقلق بلغة أهل العراق. وأبو شباث كغراب : حديج بن سلامة،
صحابى . من المجاز التحديج: التحديق كذا في الصحاح. وحدج الفرس يحدج حدوجا:
نظر إلى شخص أو سمع صوتا فأقام أذنيه نحوه مع عينيه. والتحديج: شدة النظر
بعد روعة وفزعة. وحدجه ببصره يحدجه حدجا وحدوجا، وحدجه تحديجا: نظر إليه
نظرا يرتاب به الآخر ويستنكره، وقيل هو شدة النظر وحدته، يقال: حدجه ببصره،
إذا أحد النظر إليه، وقيل: حدجه ببصره، وحدج إليه: رماه به، وروى عن ابن
مسعود أنه قال: حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم أي ما أحدوا النظر إليك، يعنى
ما داموا مقبلين عليك، نشطين لسماع حديثك، يشتهون حديثك ويرمون بأبصارهم،
فإذا رأيتهم قد ملوا فدعهم. قال الأزهري: وهذا يدل على أن الحدج في النظر
يكون بلا روع ولا فزع، وفي حديث المعراج: ألم تروا إلى ميتكم حين يحدج
ببصره، فإنما ينظر إلى المعراج من حسنه ، حدج ببصره يحدج، إذا حقق النظر
إلى الشىء. وسموا محدوجا، و حديجا، وحداجا :كزبير، وكتان وحندجا بالضم.
وحديج بن ضرمى الحميرى، تابعى.
ومما يستدرك عليه: المحدج: ميسم من مياسم الإبل. وحدجه: وسمه بالمحدج. وحدجته بمهر ثقيل: ألزمته ذلك بخداع وغبن، وهو مجاز.
ح - د - ر - ج
حدرج: فتل وأحكم فهو محدرج: مفتول. والمحدرج والحدرج، والحدروج، كله :
الأملس . ووتر محدرج المس: شد فتله. والسوط المحدرج: المفتول المغار، قال
الفرزدق:
أخاف زيادا أن يكون عطـاؤه أداهم سودا أو محدرجة سمرا يعني بالأدهم القيود، وبالمحدرجة: السياط، وقول القحيف العقيلي:
صبحناها السياط محدرجات
فعزتها الضليعة والضليع يجوز أن
تكون الملس، ويجوز أن تكون المفتولة، وبالمفتولة فسرها ابن الأعرابي.
والحدرجان، بالكسر في أوله وثالثه: القصير ، مثل به سيبويه، وفسره
السيرافي. حدرجان : اسم، عن السيرافي خاصة. وحدرجان: صحابى. وما بالدار من
حدرج: أحد .
صفحة : 1357
ومما يستدرك عليه: حدرج الشىء: دجرجه، وفي التهذيب: أنشد الأصمعي لهميان بن
قحافة السعدي:
أزامجا وزجلا هزامجا
تخرج من أفواهها هزالجا
تدعو بذاك الدججان الدرجا
جلتها وعجمها الحضالجا
عجومها وحشوها الحدارجا
الحدارج والحضالج: الصغار، كذا في اللسان.
ح - ر - ج
الحرج، محركة: المكان الضيق وقال الزجاج: الحرج: أضيق الضيق ومثله في
التهذيب. والحرج: الموضع الكثير الشجر الذي لا تصل إليه الراعية، وبه فسر
ابن عباس رضى الله عنهما قوله عز وجل: يجعل صدره ضيقا حرجا قال: وكذلك
الكافر لا تصل إليه الحكمة. كالحرج، ككتف . وحرج صدره يحرج حرجا: ضاق وحرج،
فمن قال: حرج ثنى وجمع، ومن قال: حرج أفرد؛ لأنه مصدر، وأما الآية
المذكورة، فقال الفراء، قرأها ابن عباس وعمر رضى الله عنهم حرجا، وقرأها
الناس حرجا قال: وهو في كسره ونصبه بمنزلة الوحد والوحد الفرد والفرد،
والدنف والدنف. ورجل حرج وحرج: ضيق الصدر وأنشد:
لا حرج الصدر ولا عنيف وقال الزجاج: من قال: رجل حرج الصدر، فمعناه ذو حرج في صدره، ومن قال: حرج جعله فاعلا، وكذلك رجل دنف: ذو دنف، ودنف نعت. وفي مفردات الراغب الحرج: اجتماع أشياء، ويلزمه الضيق، فاستعمل فيه، ثم قبل: حرج، إذا قلق وضاق صدره، ثم استعمل في الشك لأن النفس تقلق منه، ولا تطمئن. من المجاز: الحرج: الإثم والحرام كالحرج، بالكسر ، وذلك لأن الأصل في الحرج الضيق، قاله ابن الأثير. والحارج: الآثم، قال ابن سيده: أراه على النسب؛ لأنه لا فعل له. وفي الصحاح: الحرج: لغة في الحرج، وهو الإثم، قال: حكاه يونس. الحرج محركة: الناقة الضامرة، والطويلة على وجه الأرض وقبل: هي الشديدة، كالحرجوج، وسيأتي الحرجوج في كلام المصنف، ولو ذكرهما في محل واحد لكان أوجه وأوفق لحسن اختصاره. الحرج: سرير يحمل عليه المريض، أو الميت، وقيل: هو خشب يشد بعضه إلى بعض يحمل فيه الموتى وربما وضع فوق نعش النساء، كذا في الصحاح، قال امرؤ القيس:
فإما ترينى في رحالة جـابـر على حرج كالقر تخفق أكفاني قال ابن برى: أراد بالرحالة الخشب الذي يحمل عليه في مرضه، وأراد بأكفانه ثيابه التي عليه، لأنه قدر أنها ثيابه التي يدفن فيها، وخفقها: ضرب الريح لها، وأراد بجابر جابر بن حنى التغلبي، وكان معه في بلاد الروم، فلما اشتدت علته صنع له من الخشب شيئا كالقر يحمل فيه، والقر: مركب من مراكب الرجال بين الرحل والسرج، قال: كذا ذكره أبو عبيد، وقال غيره: هو الهودج. وفي التهذيب: وحرج النعش: شجار من خشب جعل فوق نعش الميت، وهو سريره. قال: وأما قول عنترة يصف ظليما وقلصه:
يتبعن قلة رأسـه وكـأنـه حرج على نعش لهن مخيم هذا يصف نعامة يتبعها رئالها، وهو يبسط جناحيه، ويجعلها تحته. قال ابن سيده: والحرج: مركب للنساء والرجال، ليس له رأس. من المجاز: ودخلوا في الحرج وهو جمع الحرجة ، وهو اسم لمجتمع الشجر ، وهي الغيضة، لضيقها، وقيل: الشجر تكون بين الأشجار لا تصل إليها الآكلة، وهي ما رعى من المال، ويجمع أيضا على أحراج وحرجات، قال الشاعر:
أيا حرجات الحي حين تحملوا
بذي سلم لاجادكـن ربـيع
صفحة : 1358
وحراج،، قال رؤبة:
عاذا بكم من سنة مسحاج
شهباء تلقى ورق الحراج
وهي المحاريج. وقيل: الحرجة تكون من السمر والطلح والعوسج والسلم والسدر. وقيل: هو ما احتمع من السدر والزيتون سائر الشجر. وقيل: هي موضع من الغيضة تلتف فيه شجرات قدر رمية حجر، قال أبو زيد: سميت بذلك؛ لالتفافها، وضيق المسلك فيها. وقال الأزهري: قال أبو الهيثم: الحراج: غياض من شجر السلم ملتفة، لا يقدر أحد أن ينفذ فيها، وفي حديث حنين: حتى تركوه في حرجة وفي حديث معاذ بن عمرو نظرت إلى أبي جهل في مثل الحرجة وفي حديث آخر: أن موضع البيت كان في حرجة وعضاه . من المجاز الحرج جمع حرجة للجماعة من الإبل . وقال ابن سيده: الحرجة: مائة من الإبل. الحرج: الإثم و الحرمة، وفعله حرج كفرح، يقال: حرج عليه السحور، إذا أصبح قبل أن يتسحر، فحرم عليه؛ لضيق وقته، وحرج على ظلمك حرجا، أي حرم، وهو مجاز. الحرج من الإبل: التي لا تركب، ولا يضربها الفحل؛ ليكون أسمن لها ، إنما هي معدة، قال لبيد:
حرج في مرفقيها كالفتل قال الأزهري: هذا قول الليث، وهو مدخول. الحرج بالضم: ع ، موضع معروف. الحرج بالكسر: الحبال تنصب للسبع ، قاله المفضل، قال الشاعر:
وشر الندامى من تبيت ثيابه مجففة كأنها حرج حابـل الحرج : الثباب تبسط على حبل لتجف، ج حراج، كجبال في جميعها، كذا في التهذيب. الحرج : الودعة ، والجمع أحراج وحراج. والحرج: قلادة الكلب والجمع أحراج، وحرجة، كعنبة، قال:
بنواشط غضف يقلدها ال
أحراج فوق متونها لمع في
التهذيب: ويقال: ثلاثة أحرجة. كلب محرج كمعظم، أي مقلد به ، وأنشد في ترجمة
عضرس.
محرجة حص كأن عـيونـهـا إذا
أذن القناص بالصيد عضرس محرجة، أي مقلدة بالأحراج، جمع حرج للودعة، وحص: قد
انحص شعرها. وقال الأصمعي في قوله:
طاوى الحشا قصرت عنه محرجة قال: محرجة في أعناقها حرج، وهو الودع، والودع: خرز يعلق في أعناقها. وفي التهذيب: الحرج: القلادة لكل حيوان. الحرج: القطعة من اللحم، وقيل: هي نصيب الكلب من الصيد وهو ما أشبه الأطراف من الرأس والكراع والبطن، والكلاب تطمع فيها. قال الأزهرى: الحرج: ما يلقى للكلب من صيده، والجمع أحراج، قال جحدر يصف الأسد:
وتقدمى لليث أمشى نحـوه حتى أكابره على الأحراج وقال الطرماح:
يبتدرن الأحراج كالثول والحر ج لرب الكلاب يصطـفـده يصطفده، أي يدخره ويجعله صفدا لنفسه ويختاره، شبه الكلاب في سرعتها بالزنابير، وهي الثول. وقال الأصمعي: أحرج لكلبك من صيده، فإنه أدعى إلى الصيد. قال الهذلي:
ألم تقتلوا الحرجين إذ أعرضا
لكم يمران
بالأيدي اللحاء المضفرا
صفحة : 1359
الحرجان: رجلان اسم أحدهما حرج، وهو من بنى عمرو بن الحارث، ولم يذكر اسم
الآخر . وفي اللسان: إنما عنى بالحرجين رجلين أبيضين كالودعة، فإما أن يكون
لبياض لونهما، وإما أن يكون كنى بذلك عن شرفهما، وكان هذان الرجلان قد قشرا
لحاء شجر الكعبة؛ ليتحفرا بذلك. والمضفر: المفتول كالضفيرة. الحرج ككتف:
الذي لا يكاد يبرح من القتال قال:
منا الزوين الحرج المقـاتـل والحرج: الذي لا ينهزم، كأنه يضيق عليه العذر في الانهزام. وأحرجت الصلاة. حرمتها ، وسيأتي حرجت الصلاة. أحرجت فلانا: آثمته ، أي أوقعته في الإثم. من المجاز: حرج إليه: لجأ عن ضيق. وأحرجته إليه: ألجأته وضيقت عليه. وأحرجت فلانا: صيرته إلى الحرج، وهو الضيق. وأحرجته: ألجأته إلى مضيق. وكذلك أحجرته، وأحردته بمعنى واحد. ويقال: أحرجني إلى كذا وكذا فحرجت إليه، أي انضممت. وأحرج الكلب والسبع: ألجأه إلى مضيق، فحمل عليه. من المجاز: حرجت العين، كفرح تحرج حرجا: حارت ، وفي الأساس: غارت، فضاق عليها منافذ البصر، قال ذو الرمة:
تزداد للعين إبهاجا إذا سفرت وتحرج العين فيها حين تنتقب وقيل: معناه أنها لا تنصرف ولا تطرف من شدة النظر. وفي التهذيب: الحرج: أن ينظر الرجل فلا يستطيع أن يتحرك من مكانه فرقا وغيظا. من المجاز: حرجت الصلاة على المرأة حرجا، أي حرمت ، وهو من الضيق؛ لأن الشىء إذا حرم فقد ضاق. وليلة محراج: شديدة القر . وحارج: ع . من المجاز: ودونه حراج من الظلام، حراج الظلماء، بالكسر: ما كثف منها والتف، قال ابن ميادة:
ألا طرقتـنـا أم أوس ودونـهـا حراج من الظلماء يعشى غرابها خص الغراب لحدة البصر، يقول: فإذا لم يبصر فيها الغراب مع حدة بصره فما ظنك بغيره? من المجاز: الحرجوج بالضم، والحرج، محركة، والحروج، كصبور، كل ذلك : الناقة السمينة الجسيمة الطويلة على وجه الأرض ، هي الشديدة، أو الضامرة . وقيل: الحرجوج: الوقادة الحادة القلب ، قال:
أذاك ولم ترحل إلى أهل مسجد برحلى حرجوج عليها النمارق وجمعها حراجيج. وأجاز بعضهم: ناقة حرجج بمعنى الحرجوج، وأصل الحرجوج حرجج، وأصل الحرجج حرج، بالضم، وفي الحديث: قدم وفد مذحج على حراجيج ، جمع حرجوج، وحرجيج ، جمع حرجوج، وحرجيج، كذا في النهاية. الحرجوج: الريح الباردة الشديدة -وفي الأساس ريح حرجى: باردة- قال ذو الرمة:
أنقاء سارية حلـت عـزالـيهـا
من آخر الليل ريح غير حرجوج
والتحريج: التضييق ومنه الحديث: اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم
والمرأة أي أضيقه وأحرمه على من ظلمهما. وكذلك التحرج، ومنه حديث اليتامى:
تحرجوا أن يأكلوا معهم أي ضيقوا على أنفسهم. حريج كسمين: جد أعلى لسمرة بن
جندب بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن بن عمرو بن جابر ذي الرأسين، وصحفه في
الإكمال، فقال: حديج، بالدال، والتصغير. والحرجة بالضم: الدلو الصغيرة .
صفحة : 1360
ومما يستدرك عليه: الحرج والحرج والمتحرج: الكاف عن الإثم، وقولهم: رجل
متحرج، كقولهم رجل متأثم ومتحوب ومتحنث: يلقى الحرج والحنث والحوب والإثم
عن نفسه، ورجل متلوم، إذا تربص بالأمر يريد إلقاء الملامة عن نفسه، قال
الأزهري: وهذه حروف جاءت معانيها مخالفة لألفاظها، وقال ذلك أحمد بن يحيى.
وتحرج: تأثم وفعل فعلا يتخرج به من الحرج والإثم والضيق، وهو مجاز. وفي
الحديث: حدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج، قال ابن الأثير معناه لا بأس ولا
إثم عليكم أن تحدثوا عنهم ما سمعتم، وقيل غير ذلك. ومن أحاديث الحرج قوله
عليه السلام -في قتل الحيات-: فليحرج عليها ، هو أن يقول لها: أنت في حرج،
أي ضيق إن عدت إلينا فلا تلومينا أن تضيق عليك بالتتبع والطرد والقتل. وفي
حديث ابن عباس -رضى الله عنهما، في صلاة الجمعة-: كره أن يحرجهم ، أي
يوقعهم في الحرج، قال ابن الأثير: وورد الحرج في أحاديث كثيرة، وكلها راجعة
إلى هذا المعنى. والحرج ككتف: الذي يهاب أن يتقدم على الأمر، وهذا ضيق
أيضا. وحرج الغبار، كفرح، فهو حرج: ثار في موضع ضيق فانضم إلى حائط أو سند،
قال:
وغارة يحرج القتام لهـا يهلك فيها المناجد البطل قال الأزهري: قال الليث: يقال للغبار الساطع المنضم إلى حائط أو سند: قد حرج إليه. وقال لبيد:
حرجا إلى أعلامهن قتامها ومكان حرج وحريج ويقال: أحرج امرأته بطلقة، أي حرمها. ويقال: أكسعها بالمحرجات? يريد بثلاث تطليقات، وهو مجاز. وقرأ ابن عباس رضى الله عنهما وحرث حرج أي حرام، وقرأ الناس وحرث حجر . وركب الحرجة، أي الطريق، وقيل: معظمه، وقد حكيت بجيمين، كما تقدم. والحرج، محركة، والحرج بالكسر: الشحص. وحرج الرجل أنيابه، كنصر: يحرجها حرجا: حك بعضها إلى بعض من الحرد، قال الشاعر:
ويوم تحرج الأضراس فيه لأبطال الكمـاة بـه أوام والحرج بالكسر: جماعة الغنم، عن كراع، وجمعه أحراج. وفي الأساس: احرنججت الإبل اجتمعت وتضامت.
ح - ر - ب - ج
الحربج، كعصفر، و حرباج مثل درباس: الضخم ، يقال: إبل حرابج، وبعير حربج.
ح - ر - ز - ج
الحرازج ، الراء قبل الزاي، : مياه لجذام ، وفي اللسان لبلجذام، قال
راجزهم:
لقد وردت عافى المدالج
من ثجر أو أقلبة الحرازج
ح - ش - ر - ج
الحشرج: حسى يكون فيه حصى . وقيل: هو الحسى في الحصى. وقيل: هو شبه الحسى
تجتمع فيه المياه. الحشرج: الكوز الرقيق النقى الحارى ، بالحاء المهملة
وياء النسبة، كذا في النسخ، وأنشد المبرد:
فلثمت فاها آخذا بـقـرونـهـا
شرب النزيف ببرد ماء الحشرج
صفحة : 1361
والنزيف: السكران والمحموم. قال الأزهري: الحشرج: الماء العذب من ماء
الحسى. قال: والحشرج: النقرة في الجبل يصفو فيها الماء بعد اجتماعه. قال:
والحشرج: الماء الذي تحت الأرض لا يفطن له في أباطح الأرض فإذا حفر عنه
ذراع جاش بالماء، تسميها العرب الأحساء والكرار، والحشارج. وقال غيره:
الحشرج: الماء الذي يجرى على الرضراض صافيا رقيقا. والحشرج: كوز لطيف صغير.
حشرج: علم . الحشرج : كذان الأرض، الواحدة حشرجة بهاء . والحشرجة: الغرغرة
عند الموت، وتردد النفس ، وفي الحديث: ولكن إذا شخص البصر، وحشرج الصدر ،
وهو من ذلك، وفي حديث عائشة ودخلت على أبيها -رضى الله عنهما- عند موته،
فأنشدت:
لعمرك ما يغنى الثراء ولا الغنى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر فقال: ليس كذلك، ولكن وجاءت سكرة الحق بالموت وهي قراءة منسوبة إليه. وحشرج: ردد صوت النفس في حلقه من غير أن يخرجه بلسانه. الحشرجة تردد صوت الحمار في حلقه وقيل: هو صوته من صدره قال رؤبة:
حشرج في الجوف سحيلا أو شهق وقال الشاعر:
وإذا له علز وحشـرجة مما يجيش به من الصدر والحشرج: النارجيل، يعنى جوز الهند، وهذا عن كراع.
ح - ض - ج
الحضج بالكسر: ما يبقى في حياض الإبل من الطين اللازق بأسفلها. وقيل:
الحضج: هو الماء القليل والطين يبقى في أسفل الحوض. وقيل: هو الماء الذي
فيه الطين، فهو يتلزج ويمتد. وقيل: هو الماء الكدر. وحضج حاضج، بالغوا به،
كشعر شاعر، قال أبو مهدي: سمعت هميان بن قحافة ينشد:
فأسأرت في الحوض حضجا حاضجا
قد عاد من أنفاسها رجارجا
أسارت: أبقت، والسؤر: بقية الماء في الحوض، وقوله: حاضجا، أي باقيا، ورجارج: اختلط ماؤه وطينه. والحضج: الحوض نفسه ويفتح في كل ذلك، والجمع أحضاج، قال رؤبة:
من ذي عباب سائل الأحضاج
يربى على تعاقم الهجاج
الأحضاج: الحياض، والتعاقم، كالتعاقب -على البدل-: الورد مرة بعد مرة. ورجل حضج: حميس، والجمع أحضاج. وكل ما لزق بالأرض حضج. الحضج: الناحية ، يقال: حضج الوادى، أي ناحيته. وحضج النار حضجا: أوقد ها. حضج به الأرض حضجا: ضربها به. وانحضج: ضرب بنفسه الأرض غيظا، فإذا فعلت به أنت ذلك قلت: حضجته. عن الفراء: حضج فلانا في الماء، وكذا الشىء ، ومغثه، ومثمثه، وقرطله كله بمعنى غرقه . أنحضج، إذا عدا . حضجه : أدخل بطنه -وفي اللسان عليه- ما كاد ينشق منه ويلزق بالأرض. المحضب و المحضج والمسعر : ما تحرك به النار يقال حضجت النار، وحضبتها. المحضج: الحائد عن الطريق وفي نسخة: السبيل. وانحضج الرجل : التهب غضبا واتقد من الغيظ، فلزق بالأرض، وفي حديث أبي الدرداء قال -في الركعنين بعد العصر-: أما أنا فلا أدعهما، فمن شاء أن ينحضج فلينحضج ، أي ينقد من الغيظ ينشق. انحضج الرجل : انبسط:، وفي حديث حنين: أن بلغة النبي، صلى الله عليه وسلم، لما تناول الحصى؛ ليرمى به في يوم حنين، فهمت ما أراد فانحضجت أي انبسطت، قاله ابن الأعرابي، فيما روى عنه أبو العباس، وأنشد:
ومقتت حضجت به أيامـه
قد قاد بعد قلائصا وعشارا
صفحة : 1362
مقتت: فقير، حضجت: انبسطت أيامه في الفقر، فأغناه الله، فصار ذا مال.
والحضاج، ككتاب: الزق الضخم الممتلئ المستند ، وفي نسخة التكملة واللسان:
المسند إلى الشىء ، قال سلامة بن جندل:
لنا خباء وراووق ومـسـمـعة لدى حضاج بجون النار مربوب الحضاج كغراب: الرجل المتقوس الظهر الخارج البطن. والتحضيج: شبه التضجيع في الكلام ، هكذا نص عبارة الصاغاني وابن منظور،وزاد المصنف بعده المسند ، وفي نسخة المبتدا بدل المسند، فليراجع ذلك. وقال ابن شميل: ينحضج: يضطجع.
ومما يستدرك عليه: حضج به يحضج حضجا: صرعه. وحضج البعير بحمله وحمله حضجا: طرحه. وانحضج الرجل: اتسع بطنه، وهو من الحضاج بمعنى الزق، كما تقدم. وامرأة محضاج: واسعة البطن، وقول مزاحم:
إذا ما السوط سمر حالبيه وقلص بدنه بعد انخضاج يعنى بعد انتفاخ وسمن. والمحضجة والمحضاج: خشبة صغيرة تضرب بها المرأة الثوب إذا غسلته.
ح - ض - ل - ج
الحضالج، والحدارج: الصغار، وقد تقدم في ترجمة حدرج عن التهذيب في شعر
هميان بن قحافة، وهو مستدرك على المصنف.
ح - ف - ج
رجل حفنجي، كعلندى أي رخو لا غناء عنده ، ومثله في اللسان.
ح - ف - ض - ج
الحفضج والحفضج، والحفضاج والحفاضج كزبرج و جعفر، و درباس وعلابط : الرجل
الضخم الكثير اللحم المسترخى البطن هكذا في النسخ، وهو قول الأصمعي. وفي
اللسان وغيره: هو الضخم البطن والخاصرتين المسترخى اللحم كالحفضاج هكذا
بالكسر في نسختنا، مع أنه مذكور في قوله: ودرباس، فيكون مكررا، أو أنه
كالعفضاج بالعين بدل الحاء، وهو لغة فيه على ما يأتي، ووجدت في نسخة أخرى،
كالحفنضاج، بزيادة النون بعد الفاء، وأظنه صوابا، يقال: رجل حفاضج وعفاضج،
وعفضاج، والأنثى في ذلك بغير هاء، والاسم الحفضجة. يقال: هو معضوب ما حفضج
له، بالضم ، أي ما سمن .
ح - ف - ل - ج
الحفلج والحفالج كعملس، وعلابط: الأفحج ، وهو الذي في رجله اعوجاج. الحفليج
كقنديل: القصير . والحفالج بالفتح : صغار الإبل، واحدها حفلج كعملس .
والحفلج، كجعفر: من يحرك جسده إذا مشى ، وهو من التكملة.
ح - ف - ن - ج
الحفنج، كعملس: القصير وهذا مما لم يذكره ابن منظور، كالجوهري وغيره، وذكره
الصاغاني في التكملة.
ح - ل - ج
حلج القطن بالمحلاج على المحلج يلحج ويحلج ، بالضم والكسر، إذا ندفه وهو
حلاج أي نداف. والقطن حليج ، أي مندوف فأما قول ابن مقبل:
كأن أصواتها إذا سمعـت بـهـا
جذب المحابض يحلجن المحارينا
صفحة : 1363
ويروى: صوت المحابض، فقد روى بالحاء والخاء يحلجن ويخلجن فمن رواه يحلجن
فإنه عنى بالمحارين حبات القطن، والمحابض أوتار الندافين، ومن رواه يخلجن
فإنه عنى بالمحارين قطع الشهد، ويخلجن: يجبذن ويستخرجن، والمحابض: المشاور.
من المجاز: حلج القوم ليلتهم أي ساروها، و الحلج في السير. و بيننا وبينهم
حلجة صالحة، وحلجة بعيدة أو قريبة، أي عقبة سير. قال الأزهري: الذي سمعته
من العرب: الخلج في السير، يقال: بيننا وبينهم خلجة بعيدة، قال: ولا أنكر
الحاء بهذا المعنى، غير أن الخلج بالخاء أكثر وأفشى من الحلج. حلج الديك
يحلج حلجا نشر جناحيه ومشى إلى أنثاه للسفاد من المجاز: حلج الخبزة: دورها
. من المجاز أيضا: حلج بالعصا ضرب . حلج، إذا حبق . حلج، إذا مشى قليلا
قليلا وحلج في العدو يحلج حلجا: باعد بين خطاه. والحلج في السير. والمحلاج
بالكسر: الخفيف من الحمر، كالمحلج ، بالكسر أيضا عن ابن الأعرابي، وجمعه
المحاليج، وقال في موضع آخر: المحاليج: الحمر الطوال. المحلاج: خشبة أو حجر
يوسع الخبز بها ، وهو المرقاق، والجمع محالج ومحاليج. محلاج: فرس حرملة بن
معقل . المحلاج : ما يحلج به القطن. وحرفته الحلاجة ، بالكسر ويقال: حلج
القطن بالمحلاج على المحلج. والمحلج ما يحلج عليه، كالمحلجة وهو الخشبة أو
الحجر. المحلج: محور البكرة . والحليجة: لبن ينقع فيه تمر ، وهي حلوة. وفي
التهذيب: الحلج: هي التمور بالألبان أو هي السمن على المخض أو الحليجة
عصارة نحى ، بالكسر وهو الزق. قيل: الحليجة: عصارة الحناء جمعه الحلج. هي
أيضا الزبدة يحلب عليها . قال ابن سيده: والحليج -بغير هاء عن كراع-: أن
يحلب اللبن على التمر ثم يماث. والحلوج كصبور البارقة من السحاب، وتحلجها:
اضطرابها وتبرقها ، من الحلج وهو الحركة والاضطراب. يقال: نقد محلج، كمكرم
أي وحى سريع حاضر . والحلج بضمتين هم الكثيرو الأكل ، كذا في التهذيب.
واحتلج حقه: أخذه . وما تحلج ذلك في صدرى، أي ما تردد فأشك فيه، وهو مجاز.
وقال الليث: دع ما تحلج في صدرك، وما تخلج، بالحاء والخاء، قال شمر: وهما
قريبان من السواء. وقال الأصمعي: تحلج في صدري وتخلج، أي شككت فيه. أما قول
عدى بن زيد ولا يتحلجن ، صوابه وفي حديث عدى بن زيد، قال له النبي صلى الله
عليه وسلم: لا يتحلجن في صدرك طعام ضارعت فيه النصرانية قال شمر: معناه أي
لا يدخلن قلبك منه شىء، فإنه نظيف ، والمنقول عن نص عبارة شمر: يعنى أنه
نظيف، قال ابن الأثير: وأصله من الحلج، وهو الحركة والاضطراب، ويروى
بالخاء، وهو بمعناه.
ومما يستدرك عليه: الحلج: المر السريع، وفي حديث المغيرة: حتى تروه يحلج في قومه أي يسرع في حب قومه، ويروى بالخاء. وفي نوادر الأعراب: حجنت إلى كذا حجونا، وحاجنت، وأحجنت، وأحلجت، وحالجت، ولا حجت، ولحجت لحوجا، وتفسيره: لصوقك بالشىء ودخولك في أضعافه. ومن المجاز حلج الغيم حلجا: أمطر، وحلج التلبينة أو الهريسة: سوطها. وتقول: لايستوى صاحب الحملاج وصاحب المحلاج. وهو المنفاخ، ويستعار لقرن الثور. وحملج الحبل: فتله، كذا في الأساس.
ح - ل - د - ج
صفحة : 1364
ومما يستدرك عليه: الحلندجة والجلندحة بضم الحاء واللام والدال المهملة
وبفتح الأخير أيضا: الصلبة من الإبل، وسيأتي في جلدح إن شاء الله تعالى.
ح - م - ج
التحميج: شدة النظر ، عن أبي عبيدة، وقال بعض المفسرين في قوله عز وجل:
مهطعين مقنعي رءوسهم قال: محمجين مديمى النظر، وأنشد أبو عبيدة لذى الإصبع:
إن رأيت بنـى أبـي ك محمجين إليك شوسا والتحميج: فتح العين وتحديد النظر، كأنه مبهوت، قال أبو العيال:
وحمج للجبان المو ت حتى قلبه يجب أراد: حمج الجبان للموت، فقلب. قيل: التحميج غؤور العين وقيل: تصغيرها لتمكين النظر. قال الأزهري: أما قول الليث في تحميج العين: إنه بمنزلة الغؤور، فلا يعرف. التحميج : تغير في الوجه من الغضب وغيره، وفي الحديث: أن عمر، رضى الله عنه، قال لرجل: ما لي أراك محمجا هو إدامة النظر مع فتح العينين . وقال الأزهري: هو نظر بتحديق. التحميج: النظر بخوف، و إدارة الحدقة فزعا، أو وعيدا . وفي الصحاح: حمج الرجل عينه، يستشف النظر، إذا صغرها. وقيل: إذا تخاوص الإنسان فقد حمج. وفي التهذيب التحميج بمعنى الهزال منكر، وقوله:
وقد يقود الخيل لم تحمج فقيل: تحمجها: هزالها، وقيل: هزالها مع غؤور أعينها. والحموج ، كصبور: الصغيرة من ولد الظبى، ونحوه .
ح - م - ل - ج
حملج الحبل: قتله فتلا شديدا ، قال الراجز:
قلت لخود كاعب عطبول
مياسة كالظبية الخذول
ترنو بعينى شادن كحيل
هل لك في محملج مفتول
والحملاج: الحبل المحملج. والمحملجة من الحمير: الشديدة الطى والجدل. والحملاج: قرن الثور والظبى، قال الأعشى:
ينفض المرد والكباث بحملا ج لطيف في جانبيه انفراق والحماليج: قرون البقر. والحملاج: منفاخ الصائغ . ويقال للعير الذي دوخل خلقه اكتنازا: محملج: قال رؤبة:
محملج أدرج إدراج الطلق كذا في اللسان.
ح - ن - ج
صفحة : 1365
حنجه يحنجه من باب ضرب : أماله عن وجهه كأحنجه . وقال أبو عمرو: الإحناج:
أن تلوى الخبر عن وجهه. حنج الحبل: فتله شديدا وفي اللسان: شد فتله. حنجت
حاجة: عرضت . والحنج، بالكسر: الأصل ، وهي الأحناج. قال الأصمعي: يقال: رجع
فلان إلى حنجة وبنجه، أي رجع إلى أصله. وعن أبي عبيدة: هو البنج والحنج.
الحناج ككتان: المخنث . قال أبو عبيدة: وابتذلت العامة هذه الكلمة فسمت
المخنث حناجا؛ لتلويه، وهي فصيحة. وأحنج: مال ، قال شيخنا: وهو صريح في أنه
يقال: حنجه فأحنج، بتعدى الثلاثي ولزم الرباعي، وهو نادر، فيدخل في باب:
كببته فأكب، وعرضته فأعرض، قال الزوزني: ولا ثالث لهما، أي للأخيرين، قال:
ورأيت بهامش التذكرة للشيخ شمس الدين النواجي، رأيت لهما ثالثا ورابعا
وخامسا وسادسا، وهي قشعت الريح السحاب فأقشع، وبشرته بمولود فأبشر، وحجمته
عن الشىء فأحجم، ونهجته الطريق فأنهج، قال: وقد أغفلوا حنجه فأحنج. كاحتنج
. وفي اللسان: يقال: حنجته أي أملته، حنجا، فاحتنج، فعل لازم. ويقال أيضا:
أحنجته. أحنج : سكن . أحنج الخبر : أخفى ، وهو مأخوذ من قول أبي عمرو. أحنج
في كلامه: أسرع و على كلامه: لواه، كما يلويه المخنث . والمحنجة بالكسر :
شىء من الأدوات ، هذا نص عبارة التهذيب، وفي غيره: الحنجة.
ومما يستدرك عليه: المحنج كمحسن: الذي إذا مشى نظر إلى خلفه برأسه وصدره، وقد أحنج، إذا فعل ذلك. والمحنج -على صيغة المفعول-: الكلام الملوى عن جهته كيلا يفطن. وأحنج الفرس: ضمر، كأحنق.
ح - ن - ب - ج
الحنبج، كزبرج: القمل ، قال الأصمعي: وهو بالخاء والجيم. وقيل: هو أضخم
القمل. قال الرياشي: والصواب عندنا ما قال الأصمعي. الحنبج والحنابج كقنفذ،
وعلابط: الضخم الممتلىء من كل شىء، ورجل حنبج وحنابج. والحنابج بالفتح صغار
النمل ، عن ابن الأعرابي. والحنيبج بالتصغير: ماء لغنى . ورجل حنبج: منتفخ
عظيم. والحنبج: السنبلة العظيمة الضخمة، حكاه أبو حنيفة، كالحنابج وأنشد
لجندل بن المثنى في صفة الجراد:
يفرك حب السنبل الحنابـج بالقاع فرك القطن بالمحالج
ح - ن - د - ج
حندج، كقنفذ: اسم ، وقد ذكره الجوهري في ح د ج. الحندج، والحندجة: رملة
طيبة تنبت ألوانا من النبات، قال ذو الرمة:
على أقحوان في حنادج حرة يناصى حشاها عانك متكاوس حشاها: ناحيتها، ويناصى: يقابل. وقيل: الحندجة: الرملة العظيمة. وقال أبو حنيفة: قال أبو خيرة وأصحابه: الحندوج: رمل لا ينقاد في الأرض، ولكنه منبت. عن الأزهري: الحناديج: حبال -بالحاء المهملة- الرمل الطوال، أو هي رملات قصار، واحدها حندج وحندوجة . وأنشد أبو زيد لجندل الطهوى في حنادج الرمال -يصف الجراد وكثرته-:
يثور من مشافر الحنـادج
ومن ثنايا القف ذى الفوائج
والحنادج: العظام من الإبل شبهت بالرمال، كذا في التهذيب. قلت فهو إذا من المجاز.
ح - ن - ض - ج
الحنضج، كزبرج: الرجل الرخو الذي لا خير عنده ، وأصله من الحضج، وهو الماء
الخاثر الذي فيه طملة وطين، كذا في اللسان. قلت: فهو إذا حقه أن يذكر في ح
ض ج. وحنضج: اسم.
ح - و - ج
صفحة : 1366
الحوج: السلامة ، ويقال للعاثر: حوجا لك، أي سلامة . الحوج: الطلب، و
الاحتياج وقد حاج واحتاج وأحوج . وفي المحكم: حجت إليك أحوج حوجا، وحجت،
الأخيرة عن اللحياني وأنشد للكميت بن معروف الأسدي:
غنيت فلم أرددكم عند بغـية وحجت فلم أكددكم بالأصابع قال: ويروى وحجت؛ وإنما ذكرتها هنا لأنها من الواو، وستذكر أيضا في الياء. واحتجت وأحوجت، كحجت. وعن اللحياني: حاج الرجل يحوج ويحيج، وقد حجت وحجت، أي احتجت. الحوج بالضم: الفقر ، وقد حاج الرجل، واحتاج، إذا افتقر. والحاجة والحائجة: المأربة أي معروفة. وقوله تعالى لتبلغوا عليها حاجة في صدوركم قال ثعلب: يعنى الأسفار. وعن شيخنا: وقيل: إن الحاجة تطلق على نفس الافتقار، وعلى الشىء الذي يفتقر إليه. وقال الشيخ أبو هلال العسكرى في فروقه: الحاجة: القصور عن المبلغ المطلوب، يقال: الثوب يحتاج إلى خرقة، والفقر خلاف الغنى والفرق بين النقص والحاجة: أن النقص سببها، والمحتاج يحتاج إلى نقصه، والنقص أعم منها؛ لاستعماله في المحتاج وغيره. ثم قال: قلت: وغيره فرق بأن الحاجة أعم من الفقر، وبعض بالعموم والخصوص والوجهى، وبه تبين عطف الحاجة على الفقر، هل هو تفسيري? أو عطف الأعم? أو ألاخص? أو غير ذلك? فتأمل. انتهى.
قلت: صريح كلام شيخنا أن الحاجة معطوف على الفقر، وليس كذلك، بل قوله: والحاجة كلام مستقل مبتدأ، وخبره قوله: معروف، كما هو ظاهر، فلا يحتاج إلى ما ذكر من الوجوه. كالحوجاء ، بالفتح والمد. قد تحوج إذا طلبها أي الحاجة بعد الحاجة. وخرج يتحوج: يتطلب ما يحتاجه من معيشته. وفي اللسان: تحوج إلى الشىء: احتاج إليه وأراده. ج: حاج ، قال الشاعر:
وأرضع حاجة بلبان أخرى كذاك الحاج ترضع باللبان وفي التهذيب: وأنشد شمر:
والشحط قطاع رجاء من رجا
إلا احتضار الحاج من تحوجا
قال شمر: يقول: إذا بعد من تحب انقطع الرجاء إلا أن تكون حاضرا لحاجتك قريبا منها، قال: وقال رجاء من رجا ثم استثنى فقال: إلا احتضار الحاج أن يحضره تجمع الحاجة على حاجات جمع سلامة، وحوج ، بكسر ففتح، قاله ثعلب، قال الشاعر:
لقد طالما ثبطتني عن صحابتى وعن حوج قضاؤها من شفائيا وحوائج غير قياسي ، وهو رأى الأكثر أو مولدة ، وكان الأصمعي ينكره ويقول: هو مولد: قال الجوهري، وإنما أنكره بخروجه عن القياس، وإلا فهو في كثير من كلام العرب، وينشد:
نهار المرء أمثل حين تقضى
حوائجه من الليل الطـويل
صفحة : 1367
أو كأنهم جمعوا حائجة ، ولم ينطق به قال ابن برى، كما زعمه النحويون، قال:
وذكر بعضهم أنه سمع حائجة لغة في الحاجة، قال: وأما قوله: إنه مولد، فإنه
خطأ منه، لأنه قد جاء ذلك في حديث سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وفي أشعار العرب الفصحاء. فمما جاء في الحديث، ما روى عن ابن عمر أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس
إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون يوم القيامة وفي الحديث أيضا أن رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، قال: اطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه وقال صلى
الله عليه وسلم استعينوا على نجاح الحوائج بالكتمان لها . ومما جاء في
أشعار الفصحاء قول أبي سلمة المحاربى:
ثممت حوائجى ووذأت بشـرا فبئس معرس الركب السغاب
وقال الشماخ:
تقطع بيننا الحـاجـات إلا حوائج يعتسفن مع الجرئ
وقال الأعشى:
الـنـاس حـول قــبـــابـــه أهل الحوائج والمسائل
وقال الفرزدق:
ولى ببلاد السـنـد عـنـد أمـيرهـا حوائج جمات وعـنـدي ثـوابـهـا
وقال هميان بن قحافة:
حتى إذا ما قضت الحوائجا
وملأت حلابها الخلانجا
قال ابن برى: وكنت قد سئلت عن قول الشيخ الرئيس أبي محمد القاسم بن على الحريرى في كتابه درة الغواص: إن لفظة حوائج مما توهم في استعمالها الخواص، وقال الحريرى: لم أسمع شاهدا على تصحيح لفظة حوائج إلا بيتا واحدا لبديع الزمان، وقد غلط فيه، وهو قوله:
فسيان بيت العنكبوت وجوسق رفيع إذا لم تقض فيه الحوائج
فأكثرت الاستشهاد بشعر العرب والحديث، وقد أنشد أبو عمرو بن العلاء أيضا:
صريعى مدام ما يفرق بيننـا حوائج من إلقاح مال ولا نخل
وأنشد ابن الأعرابي أيضا:
من عف خف على الوجوه لقاؤه وأخو الحوائج وجهه مـبـذول
وأنشد ابن خالويه:
خليلي إن قام الهوى فاقعدا
بهلعنا نقضى من حوائجنا رما
صفحة : 1368
قال: ومما يزيد ذلك إيضاحا ما قاله العلماء، قال الخليل في العين في فصل
راح: يقال: يوم راح وكبش ضاف على التخفيف من رائح وضائف بطرح الهمزة وكما
خففوا الحاجة من الحائجة، ألا تراهم جمعوها على حوائج، فأثبت صحة حوائج،
وأنها من كلام العرب وأن حاجة محذوفة من حائجة، وإن كان لم ينطق بها عندهم،
قال: وكذلك ذكرها عثمان بن جنى في كتابه اللمع، وحكى المهلبي عن ابن دريد
أنه قال: حاجة وحائجة، وكذلك حكى عن أبي عمرو بن العلاء أنه يقال: في نفسى
حاجة، وحائجة وحوجاء، والجمع حاجات وحوائج وحاج وحوج، وذكر ابن السكيت في
كتابه الألفاظ: باب الحوائج، يقال في جمع حاجة حاجات وحاج وحوج وحوائج.
وقال سيبويه في كتابه فيما جاء فيه تفعل واستفعل بمعنى: يقال: تنجز فلان
حوائجه واستنجز حوائجه. وذهب قوم من أهل اللغة إلى أن حوائج يجوز أن يكون
جمع حوجاء وقياسها حواج مثل صحار ثم قدمت الياء على الجيم فصار حوائج،
والمقلوب في كلام العرب كثير والعرب تقول: بداءات حوائجك، في كثير من
كلامهم، وكثيرا ما يقول ابن السكيت: إنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين
والراحات، وإنما غلط الأصمعي في هذه اللفظة كما حكى عنه، حتى جعلها مولدة،
كونها خارجة عن القياس، لأن ما كان على مثل الحاجة مثل غارة وحارة، لا يجمع
على غوائر وحوائر، فقطع بذلك على أنها مولدة غير فصيحة، على أنه قد حكى
الرقاشى والسجستاني، عن عبد الرحمن عن الأصمعي أنه رجع عن هذا القول وإنما
هو شىء كان عرض له من غير بحث ولا نظر، قال: وهذا الأشبه به، لأن مثله لا
يجهل ذلك إذ كان موجودا في كلام النبي، صلى الله عليه وسلم، وكلام العرب
الفصحاء، وكأن الحريرى لم يمر به إلا القول الأول عن الأصمعي دون الثاني،
والله أعلم. انتهى من لسان العرب، وقد أخذه شيخنا بعينه في الشرح. والحاج:
شوك ، أورده الجوهرى هنا، وتبعه المصنف، وأورده ابن منظور وغيره في ح ي ج،
كما سيأتي بيانه هناك. وحوج به عن الطريق تحويجا: عوج ، كأن الحاء لغة في
العين. يقال ما في صدرى حوجاء ولا لوجاء و لا مرية ولا شك ، بمعنى واحد، عن
ثعلب، ويقال: ليس في أمرك حويجاء ولا لويجاء ولا رويغة. عن اللحياني: مالي
فيه حوجاء ولا لوجاء ولا حويجاء ولا لويجاء، أي حاجة وما بقى في صدره حوجاء
ولا لوجاء إلا قضاها، قال قيس بن رفاعة:
من كان في نفسه حوجاء يطلبها
عندي فإني له رهن بإصحـار
يقال: كلمته فما رد على حوجاء ولا لوجاء، أي مارد على كلمة قبيحة ولا حسنة
، وهذا كقولهم: فما رد على سوداء ولا بيضاء. يقال: خذ حويجاء من الأرض، أي
طريقا مخالفا ملتويا . وحوجت له تحويحا : تركت طريقى في هواه . واحتاج
إليه: افتقر، و : انعاج وذو الحاجتين لقب محمد بن إبراهيم بن منقذ ، وهو
أول من بايع أبا العباس عبد الله العباسي السفاح ، وهو أول العباسيين.
صفحة : 1369
ومما يستدرك عليه: حاجة حائجة، على المبالغة، وقالوا: حاجة حوجاء. والمحوج:
المعدم، من قوم محاويج. قال ابن سيده: وعندي أن محاويج إنما هو جمع محواج
إن كان قيل، وإلا فلا وجه للواو. وأحوجه إلى غيره. وأحوج -أيضا-: احتاج.
وفي الحديث قال له رجل: يا رسول الله، ما تركت من حاجة ولا داجة إلا أتيت
أي ما تركت شيئا من المعاصي ودعتني إليه نفسي إلا وقد ركبته. وداجة إتباع
لحاجة، والألف فيها منقلبة عن الواو. وحكى الفارسي عن ابن دريد: حج حجياك.
قال: كأنه مقلوب موضع اللام إلى العين. قال شيخنا: وبقى عليه وعلى الجوهرى
التنبيه على أن أحوج وأحوجته على خلاف القياس في وروده غير معتل، نظير:
صددت فأطولت الصدود. البيت، وكان القياس الإعلال، كأطاع وأقام، ففيه أنه ورد من باب فعل وأفعل بمعنى، وأنه استعمل صحيحا وقياسه الإعلال.
ح - ي - ج
حاج يحيج حيجا كحاج يحوج حوجا، إذا افتقر عن كداع واللحياني إذا نادرة، لأن
ألف الحاجة واو، فحكمه حجت، كما حكى أهل اللغة، قال ابن سيده: ولولا حيجا
لقلت إن حجت فعلت، وإنه من الواو، كما ذهب إليه سيبويه في طحت. وأحيجت
الأرض ، على خلاف القياس، كأحوج، كان القياس أحاجت -بالإبدال والإعلال، وقد
ورد كذلك أيضا- : أنبتت الحاج أو كثر بها الحاج، أي الشوك ، واحدته حاجة،
وإن أغفله المصنف، وقيل: هو نبت من الحمض. وفي الحديث أنه قال لرجل شكا
إليه الحاجة: انطلق إلى هذا الوادي ولا تدع حاجا وحطبا. ولا تأتني خمسة عشر
يوما قال ابن سيده: الحاج: ضرب من الشوك، وهو الكبر، وقيل: نبت غير الكبر،
وقيل: هو شجر، وقال أبو حنيفة: الحاج مما تدوم خضرته وتذهب بعيدا، ويتداوى
بطبيخه، وله ورق دقاق طوال، كأنه مساو للشوك في الكثرة. وتصغيره حييج ، عن
الكسائي فهو إذا يائي ، والكسر في مثله لغة فصيحة، والجوهري ذكره في الواو
كما أشرنا إليه آنفا، وتبعه هناك المصنف.