الباب الخامس: باب الجيم - الفصل الثامن: فصل الدال المهملة مع الجيم

فصل الدال المهملة مع الجيم

د - ب - ج

صفحة : 1393

الدبج: النقش والتزيين، فارسي معرب. والديباج ، بالكسر، كما في شروح الفصيح، نعم حكى عياض فيه عن أبي عبيد الفتح، ورواه بعض شراح الفصيح، وفي مشارق عياض: يقال بكسر الدال وفتحها، قال أبو عبيد، والفتح كلام مولد ونقل التدمري عن ثعلب في نوادره أنه قال: الديوان مكسور الدال، والديباج مفتوح الدال، وقال المطرزي: أخبرنا ثعلب عن ابن نجد عن أبي زيد قال: الديوان والديباج وكسرى لا يقولها فصيح إلا بالكسر، ومن فتحها فقد أخطأ. قال: وأخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الكسر فصيح، وقد سمع الفتح فيها ثلاثتها، وقال الفهرى في شرح الفصيح: حكى أبو عبيد في المصنف عن الكسائي أنه قال في الديوان والديباج: كلام مولد، وهو ضرب من الثياب مشتق من دبج، وفي الحديث ذكر الديباج، وهي الثياب المتخذة من الإبريسم، وقال اللبلى: هو ضرب من المنسوج ملون ألوانا، وقال كراع في المجرد: الديباج من الثياب فارسي معرب ، إنما هو ديباري، أي عرب بإبدال الياء الأخيرة جيما، وقيل: أصله ديبا، وعرب بزيادة الجيم العربية، وفي شفاء الغليل: ديباج معرب ديوباف، أي نساجة الجن، و ج، ديابيج : بالياء التحتية، ودبابيج ، بالموحدة، كلاهما على وزن مصابيح، قال ابن جنى: قولهم دبابيج يدل على أن أصله دباج، وأنهم إنما أبدلوا الباء ياء استثقالا لتضعيف الباء، وكذلك الدينار والقيراط، وكذلك في التصعير. وسمى ابن مسعود الحواميم ديباج القرآن. عن ابن الأعرابي الناقة الفتية الشابة تسمى بالقرطاس والديباج والدعلبة والدعبل والعيطموس. روى عن إبراهيم النخعي أنه كان له طيلسان مدبج، قالوا المدبج كمعظم، هو المزين به أي زينت أطرافه بالديباج. المدبج الرجل القبيح الوجه و الرأس والخلقة . في التهذيب: المدبج : ضرب من الهام و طائر من طير الماء قبيح الهيئة، يقال له أغبر مدبج منتفخ الريش قبيح الهامة يكون في الماء مع النحام. من المجاز ما في الدار دبيج كسكين ، أي ما بها أحد ، لا يستعمل إلا في النفي، وفي الأساس: أي إنسان. قال ابن جنى: هو فعيل من لفظ الديباج ومعناه، وذلك أن الناس هم الذين يشون الأرض، وبهم تحسن، وعلى أيديهم وبعمارتهم تجمل. وحكى الفراء، عن الدبيرية: ما في الدار شفر ولا دبيج، ولا دبيج، ولا دبى، ولا دبى، قال: قال أبو العباس: والحاء أفصح اللغتين، قال الجوهري: وسألت عنه في البادية جماعة من الأعراب، فقالوا: ما في الدار دبى، قال: وما زادوني على ذلك، قال: ووجدت بخط أبي موسى الحامض ما في الدار دبيج، موقع بالجيم عن ثعلب، قال أبو منصور: والجمي في دبيج مبدلة من الياء في دبي، كما قالوا صيصى وصيصج، ومرى ومرج، ومثله كثير.

ومما بقى على المصنف من هذه المادة: من المجاز: دبج الأرض المطر يدبجها دبجا: روضها، أي زينها بالرياض، وأصبحت الأرض مدبجة. والديباجتان: هما الخدان، وقيل: هما الليتان، قال ابن مقبل:

يسعى بها بازل درم مرافـقـه    يجرى بديباجتيه الرشح مرتدع

صفحة : 1394

الرشح: العرق. والمرتدع هنا: الذي عرق عرقا أصفر، تشبيها بالخلوق. والبازل من الإبل الذي له تسع سنين، وروى فتل مرافقه والفتل: التي فيها انفتال وتباعد عن زورها، وذلك محمود فيها. ولهذه القصيدة ديباجة حسنة، إذا كانت محبرة، وما أحسن ديباجات البحتري. وفي اللسان: ديباجة الوجه وديباجه: حسن بشرته، أنشد ابن الأعرابي للنجاشي:

هم البيض أقداما وديباج أوجه     كرام إذا اغبرت وجوه الأشائم ومنه أخذ المحدثون التدبيج، بمعنى رواية الأقران كل واحد منهم عن صاحبه، وقيل غير ذلك. والديباج لقب جماعة من أهل البيت وغيرهم، منهم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وأمه فاطمة بنت الحسين، وإسماعيل بن إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي، ومحمد بن المنذر بن الزبير بن العوام، لجمالهم وملاحتهم. وأبو الطيب محمد بن جعفر بن المهلب الديباجى إلى صنعة الديباج، روى عن الدورقى وأبى الأشعث العجلى وغيرهما.

د - ج - ج
دج الرجل يدح ، بالكسر، دجيجا ودجا، ودججانا، محركة: مشى مشيا رويدا في تقارب خطو، وقيل: هو أن يقبل ويدبر. ودج يدج إذا أسرع. ودج يدج إذا دب في السير ، قال ابن السكيت لا يقال: يدجون، حتى يكونوا جماعة، ولا يقال ذلك للواحد، وهم الداجة. دج البيت دجا: وكف . دج فلان إذا تجر ، لأنه يدب على الأرض ويسعى في السفر. دج دجا، إذا أرخى الستر ، فهو مدجوج حكاه، الأصمعي. والدجج -بصمتين -: تراكم الظلام و شدة الظلمة، كالدجة ، بالضم، ومنه اشتقاق الديجوج بمعنى الظلام. عن ابن الأعرابي: الدجج : الجبال السود . يقال أسود دجدج ودجاجى بضمهما ، أي حالك شديد السواد. وليلة ديجوج ودجداجة ، بالفتح: مظلمة . ودجدج الليل: أظلم، كتدجدج. وليل دجوج و دجوجي ودجاجي: شديد الظلمة -وجمع الديجوج دياجيج ودياج، وأصله دياجيج، فخففوا بحذف الجيم الأخيرة، قال ابن سيده: التعليل لابن جنى. وشعر دجوجى ودجيج: أسود، وقيل الدجيج والدجداج: الأسود من كل شىء. وبحر دجداج . بالفتح، على التشبيه في سواد الماء. بعير دجوجى، وناقة دجوجية، أي شديدة السواد. و ناقة دجوجاة: منبسطة على الأرض في حديث وهب خرج داوود مدججا في السلاح المدجج والمدجج -أي بكسر الجيم وفتحها. ولو قال كمحدث ومعظم لأصاب-: الشاك في السلاح أي عليه سلاح تام، سمى به لأنه يدج، أي يمشى رويدا لثقله، وقيل: لأنه يتغطى به، من دججت السماء، إذا تغيمت. وعن أبي عبيد: المدجدج: اللابس السلاح التام. المدجج: الدلدل من القنافذ، وعن ابن سيده هو القنفذ ، قال: أراه لدخوله في شوكه، وإياه عنى الشاعر بقوله:

ومدجج يسعى بشكته    محمرة عيناه كالكلب عن الليث: المدجج: الفارس الذي قد تدجج في شكته ، أي شاك السلاح، قال: أي دخل في سلاحه . وتدجدج الليل : أظلم، كدجدج ، فهي دجداجة، وأنشد:

إذا رداء ليلة تدجدجا

صفحة : 1395

ومدجج -كمحدث: واد بين مكة والمدينة. زعموا أن دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه لما هاجر إلى المدينة، ذكره في اللسان في مدج، والصواب ذكره هنا. والدجاجة، م أي طائر معروف، أكله النبي، صلى الله عليه وسلم والصحابة، وأثنى ابن القيم على لحمه وكذا الحكماء، للذكر والأنثى ، لأن الهاء إنما دخلته على أنه واحد من جنس مثل حمامة وبطة، ألا ترى إلى قول جرير:

لما تذكرت بـالـديرين أرقـنـى     صوت الدجاج وضرب بالنواقيس إنما يعنى زقاء الديوك ويثلث والفتح أفصح، ثم الكسر. وفي التوشيح: الدجاج اسم جنس واحده دجاجة، سميت بذلك لإقبالها وإدبارها، والجمع دجاج ودجاج ودجائج، فأما دجائج فجمع ظاهر الأمر، وأما دجاج، فقد يكون جمع دجاجة، كسدرة وسدر في أنه ليس بينه وبين واحده إلا الهاء: وقد يكون تكسير دجاجة، على أن تكون الكسرة في الجمع غير الكسرة التي كانت في الواحد، والألف غير الألف، لكنها كسرة الجمع وألفه، فتكون الكسرة في الواحد ككسرة عين عمامة، وفي الجمع ككسرة قاف قصاع، وجيم جفان، وقد يكون جمع دجاجة على طرح الزائد، كقولك صحفة وصحاف فكأنه حينئذ جمع دجة، وأما دجاج فمن الجمع الذي ليس بينه وبين واحده إلا الهاء، وقد تقدم، قال سيبويه: وقالوا دجاجة ودجاج ودجاجات، قال: وبعضهم يقول دجاج ودجاجات وقيل في قول لبيد:

باكرت حاجتها الدجاج بسحرة إنه أراد الديك وصقيعه في سحرة وفي التهذيب، وجمع الدجاج دجج. ودجدج: صاح بها، بدج دج ، بالفتح فيهما، كذا هو مضبوط عندنا، وفي بعض النسخ بكسرهما، وفي اللسان دجدجت بها وكركرت أي صحت. الدجاج : كبة من الغزل وقيل: الحفش منه، قال أبو المقدام الخزاعى في أحجيته:

وعجوزا رأيت باعت دجاجا     لم تفرخن قد رأيت عضالا
ثم عاد الدجاج من عجب الده    ر فراريج صبـية أبـذالا

والدجاج هذا جمع دجاجة، لكبة الغزل، والفراريج جمع فروج، للدراعة والقباء. والأبذال: التي تبتذل في اللباس. الدجاج : العيال . الدجاج اسم وذو الدجاج الحارثي شاعر . وأبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الدجاجي، إلى بيع الدجاج، عن أبي طاهر المخلصي: وعنه القاضي أبو بكر الأنصاري، وتوفي سنة 460.مهذب الدين سعد بن عبد الله بن نصر ، وفي نسخة سعد الله بن نصر، وهو الصواب، على ما قاله الذهبي، روى مسند الحميدي، عن أبي منصور الخياط عنه ابناه محمد والحسن، وحفيده عبد الحق بن الحسن بن سعد، مات عبد الحق سنة 622. أبو محمد عبد الدائم بن الفقيه أبي محمد عبد الدائم بن الفقيه أبي محمد عبد المحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن علي الأنصاري. وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي طاهر عبد المنعم بن إبراهيم. وأبو علي عبد الخالق بن إبراهيم، ترجمهم الصابوني في تكملة الإكمال. الدجاجيون، محدثون . والدججان، كرمضان هو الصغير الراضع الداج ، أي الداب خلف أمه، وهي بهاء ، وتقدم أن الداجة أيضا اسم لجماعة يدجون. والدججان أيضا مصدر دج بمعنى الدبيب في السير وأنشد:

باتت تداعى قربا أفـايجـا
تدعو بذاك الدججان الدارجا

صفحة : 1396

في الحديث قال لرجل: أين نزلت؛ قال: بالشق الأيسر من منى. قال: ذاك منزل الداج، فلا تنزله وأقبل الحاج والداج. الحاج: الذين يحجون، و الداج : الأجراء و المكارون والأعوان ونحوهم، الذين مع الحاج، لأنهم يدجون على الأرض، أي يدبون ويسعون في السفر. وهذان اللفظان وإن كانا مفردين فالمراد بهما الجمع، كقوله تعالى مستكبرين به سامرا تهجرون قيل: هم الذين يدبون في آثارهم من التجار وغيرهم، ومنه الحديث المروى عن عبد الله بن عمر، رضى الله عنهما، رأى قوما في الحج لهم هيئة أنكرها فقال هؤلاء الداج وليسوا بالحاج ، قال أبو عبيد: هم الذين يكونون مع الحاج، مثل الأجراء والجمالين والخدم وما أشبههم، قال فأراد ابن عمر: هؤلاء لا حج لهم، وليس عندهم شىء إلا أنهم يسيرون ويدجون، وعن أبي زيد: الداج: التباع والجمالون، والحاج: أصحاب النيات والزاج: المراؤون ودجوجى -كهيولى-: ع ودججت السماء تدجيجا كدجت إذا غيمت ، وفي بعض الأمهات تغيبت. ودجوج -كصبور-: جبل لقيس ، أو بلد لهم، قال أبو ذؤيب:

فإنك عمرى أي نظرة عاشق     نظرت وقدس دوننا ودجوج ويقال: هو موضع آخر. والديدجان من الإبل: الحمولة ، أي التي تحمل حمولة التجار، وهو في التهذيب في الرباعي بالذال المعجمة، وأعاده المصنف في الراء، وستأتي الإشارة إليه.

ومما يستدرك عليه: قال ابن الأثير: وفي الحديث ما تركت حاجة ولا داجة قال هكذا جاء في رواية بالتشديد، قال الخطابي الحاجة: القاصدون البيت، والداجة: الراجعون، والمشهور هو التخفيف، وأراد بالحاجة الحاجة الصغيرة، والداجة الحاجة الكبيرة. وفي كلام بعضهم: أما وحواج بيت الله ودواجه لأفعلن كذا وكذا. ودجدجت الدجاجة في مشيتها، إذا عدت. والدج:الفروج، قال:

والديك والدج مع الدجاج وقيل الدج مولد، أي ليس في كلام الفصحاء المتقدمين. والدجاجة: ما نتأ من صدر الفرس، قال:
بانت دجاجته عن الصدر وهما دجاجتان عن يمين الزور وشماله، قال ابن براقة الهمذاني:

يفتر عن زور دجاجتين والدجة: جلدة قدر إصبعين توضع في طرف السير الذي يعلق به القوس وفيه حلقة فيها طرف السير. قال الوزير أبو القاسم المغربي في أنسابه: فأما الأسماء فكلها دجاجة، بكسر الدال، فمن ذلك في ضبة: دجاجة ابن زهرى بن علقمة، وفي تيم بن عبد مناة دجاجة بن عبد القيس بن امرئ القيس، ودجاجة بنت صفوان شاعرة. والدرباس وعمرو ابنا دجاجة، رويا عن أبيهما عن علي. وعبد العزيز بن محمد بن علي الصالحى، عرف بابن الدجاجية، روى عن الحافظ ابن عساكر وأبى المفاخر البيهقي وتوفي سنة 640.

د - ح - ج
دحجه، كمنعه دجحا، إذا سحبه ، وفي باب الذال المعجمة: ذحجة ذحجا، بهذا المعنى، فكأنهما لغتان. دجح الجارية: جامعها ، كل ذلك في التهذيب. وزاد ابن سيده: دحجة يدحجه دحجا: عركه كعرك الأديم، يمانية، والذال المعجمة لغة، وهي أعلى، كذا في اللسان.

د - ح - ر - ج

صفحة : 1397

دحرجه يدحرجه دحرجة بالفتح على القايس ودحراجا ، بالكسر وهو مقيس أيضا كالأول، وصرح به جماعة، كذا في التسهيل، والجمهور على أنه يتوقف على السماع، ما سمع منه يقال، ومالا، فلا، ويجوز فيه الفتح إذا كان مضاعفا كالزلزال والوسواس، قال شيخنا: ولا عبرة بقول الشيخ خالد في التصريح: لم يسمع في دحرج دحراجا، نص على ذلك الصيمرى وغيره، فإنه ثبت في الدواوين اللغوية كلها التمثيل لمصدر فعلل فعلالا وفعللة بدحرج دحراجا ودحرجة، والصيمري ليس ممن يعتد به في هذا الشأن. فتدحرج، أي تتابع في حدور اسم المفعول منه المدحرج بالضم، وهو المدور ، لأن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالميم منه مضمومة، وقد تقدم البحث عن هذا في خ د ج. والدحروجة بالضم : ما يدحرجه الجعل من البنادق ، وجمعه الدجاريج. وعن ابن الأعربي: يقال للجعل المدحرج، وقال ذو الرمة يصف فراخ الظليم:

أشداقها كصدوح النبع في قلل     مثل الدحاريج لم ينبت لها زغب والدحروجة أيضا: ما تدحرج من القدر، قال النابغة:

أضحت ينفرها الولدان من سبإكأنهم تحت دفيها دحاريج وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن دحروج القزاز بغدادي سمع الصريفيني وابن النقور، وعنه أبو سعد السمعاني، وتوفي سنة 532.

د - ر - ج
درج الرجل والضب يدرج دروجا ، بالضم، أي مشى، كذا في الصحاح. درج الشيخ والصبى يدرج درجا و درجانا ، محركة، ودريجا، فهو دارج، إذا مشى كل منهما مشيا ضعيفا ودبا، والدرجان: مشية الشيخ والصبي. ويقال للصبي إذا دب وأخذ في الحركة: درح، وقوله:

يا ليتني قد زرت غير خارج
أم صبى قـد حـبـا ودارج

إنما أراد أم صبى حاب ودارج، وجاز له ذلك لأن قد تقرب الماضي من الحال حتى تلحقه بحكمه أو تكاد ألا تراهم يقولون قد قامت الصلاة، قبل حال قيامها درج القوم إذا انقرضوا، كاندرجوا ، ويقال للقوم إذا ماتوا ولم يخلفوا عقبا: قد درجوا. وقبيلة دارجة، إذا انقرضت ولم يبق لها عقب. وفي المثل أكذب من دج ودرج أي أكذب الأحياء والأموات. قيل: درج فلان مات و لم يخلف نسلا ، وليس كل من مات درج. أبو طالب: في قولهم أحسن من دب ودرج فدب: مشى، ودرج: مات وفي حديث كعب قال له عمر: لأي ابنى آدم كان النسل? فقال: ليس لواحد منهما نسل، أما المقتول فدرج، وأما القاتل فهلك نسله في الطوفان درج أي مات. وأدرجهم الله: أفناهم. ويقال درج قرن بعد قرن، أي فنوا. وأنشد ابن السكيت للأخطل:

قبيلة بشراك النعل دراجة    إن يهبطوا العفو لا يوجد لهم أثر

صفحة : 1398

وكان أصل هذا من درجت الثوب إذا طويته، كأن هؤلاء لما ماتوا ولم يخلفوا عقبا طووا طريق النسل والبقاء كذا في اللسان، فهو مجاز، ولم يشر إليه الزمخشري. درج : مضى لسبيله، كدرج كسمع . وفلان على درج كذا، أي على سبيله. درجت الناقة إذا جازت السنة ولم تنتج، كأدرجت . وهي مدرج: جاوزت الوقت الذي ضربت فيه، فإن كان ذلك لها عادة فهي مدراج، وقيل: المدراج: التي تزيد على السنة أياما ثلاثة أو أربعة أو عشرة ليس غير. درج الشىء يدرجه درجا طوى ، وأدخله، كدرج تدريجا، و أدرج ، والرباعي أفصحها. والإدراج: لف الشىء، ويقال لما طويته: أدرجته، لأنه يطوى عل وجهه. وأدرجت الكتاب: طويته. من المجاز: يقال: درج الرجل كسمع ، إذا صعد في المراتب لأن الدرجة بمعنى المنزلة والمرتبة. درج إذا لزم المحجة ، أي الطريق الواضح من الدين أو الكلام ، كله بكسر العين من فعل. والدراج -كشداد-: النمام:، عن اللحياني. في الأساس، أي يدرج بين القوم بالنميمة. الدراج أيضا : القنفذ ، لأنه يدرج ليلته جمعاء، صفة غالبة. الدراج أيضا : ع قال زهير:

بحومانة الدراج فالمتثلم كذا في اللسان، وسيأتي في كلام المصنف قريبا. الدراج كرمان، طائر شبه الحيقطان، وهو من طير العراق أرقط. وفي التهذيب: أنقط، قال ابن دريد: أحسبه مولدا، وهي الدرجة، مثال رطبة، والدرجة، الأخيرة عن سيبويه. وفي الصحاح: الدراج، والدراجة، ضرب من الطير، للذكر والأنثى، حتى تقول الحيقطان فيختص بالذكر. ودرج الرجل كسمع: دام على أكله أي الدراج. والدروج كصبور الريح السريعة المر ، وقيل: هي التي تدرج أي تمر مرا ليس بالقوى ولا الشديد، يقال: ريح دروج، وقدح دروج وفي اللسان: ريج دروج يدرج مؤخرها حتى يرى لها مثل ذيل الرسن في الرمل، واسم ذلك الموضع الدرج. ويقال: استدرجت المحاور المحال كما قال ذو الرمة:

صريف المحال استدرجتها المحاور أي صيرتها إلى أن تدرج. والمدرج والمدرجة : المسلك والمذهب. وفي الأساس: اتخذوا داره مدرجة ومدرجا. وقال ساعدة بن جؤية:

ترى أثره في صفيحتية كأنه     مدارج شبثان لهن همـيم

صفحة : 1399

يريد بأثره فرنده الذي تراه العين كأنه أرجل النمل، وقد سبق تفسيره في ش ب ث. وقال الراغب: يقال لقارعة الطريق: مدرجة. والدرج: بالضم حفش النساء ، وهو سفيط صغير تدخر فيه المرأة طيبها وأداتها، الواحدة درجة، بهاء ودرجة وأدراج كعنبة وأتراس ، وفي حديث عائشة، رضى الله عنها كن يبعثن بالدرجة فيها الكرسف . قال ابن الأثير: هكذا يروى بكسر الدال وفتح الراء جمع درج، وهو كالسفط الصغير تضع فيه المرأة خف متاعها وطيبها، وقال إنما هو الدرجة، تأنيث الدرج. وقيل: إنما هي الدرجة: بالضم، وجمعها الدرج، وأصله ما يلف ويدخل في حياء الناقة، كما سيأتي. الدرج بالفتح: الذي يكتب فيه، ويحرك ، يقال أنفذته في درج الكتاب أي في طيه، وجعله في درجه، ودرج الكتاب: طيه وداخله، وفي درج الكتاب كذا وكذا. الدرج بالتحريك: الطريق والمحاج، وجمعه أدراج. وفي اللسان: يقال للطريق الذي يدرج فيه الغلام والريح وغيرهما مدرج ومدرجة ودرج وجمعه أدراج أي ممر ومذهب. يقال: خل درج الضب، ودرجة: طريقه، أي لا تتعرض له لئلا يسلك بين قدميك فتنتفخ. ورجع فلان درجه، أي في طريقه الذي جاء فيه. ورجع فلان درجه، إذا رجع في الأمر الذي كان ترك. وفي حديث أبي أيوب قال لبعض المنافقين وقد دخل المسجد أدراجك يا منافق الأدراج جمع درج وهو الطريق أي اخرج من المسجد وخذ طريقك الذي جئت منه. رجع أدراجه : عاد من حيث جاء، ويكسر ،نقله ابن منظور عن ابن الأعرابي، كما يأتي، فلم يصب شيخنا في تخطئة المصنف. وإذا لم تر الهلال فسلم. ويقال استمر فلان درجه وأدراجه. وقال سيبويه: وقالوا رجع فلان أدراجه أي رجع في الطريق الذي جاء منه ، وفي نسخة: فيه. وعن ابن الأعرابي: يقال للرجل إذا طلب شيئا فلم يقدر عليه: رجع على غبيراء الظهر ورجع على إدراجه، ورجع درجه الأول، ومثله عوده على بدئه، ونكص على عقبيه، وذلك إذا رجع ولم يصب شيئا. ويقال: رجع فلان على حافرته وإدراجه بكسر، الألف، إذا رجع في طريقه الأول. وفلان على درج كذا، أي على سبيله. من المجاز: ذهب دمه أدراج الرياح أي هدرا . ودرجت الريح: تركت نمانم في الرمل. في التهذيب: دوارج الدابة قوائمها الواحدة دارجة. والدرجة، بالضم: شىء ، وعبارة التهذيب: ويقال للخرق التي تدرج إدراجا وتلف وتجمع ثم تدس في حياء الناقة التي يريدون ظأرها على ولد ناقة أخرى فإذا نزعت من حيائها حسبت أنها ولدت ولدا فيدنى منها ولد الناقة الأخرى فترأمه، ويقال لتلك اللفيفة: الدرجة، والجزم والوثيقة. وعبارة المحكم: والدرجة مشاقة وخرق وغير ذلك يدرج فيدخل وفي نسخة: ويدخل في حياء الناقة ، ونص المحكم: في رحم الناقة ودبرها ويشد وتترك أياما مشدودة العين والأنف فيأخذها لذلك غم كغم المخاض، ثم يحلون الرباط عنها فيخرج ذلك منها ، ونص المحكم: عنها ويلطخ به ولد غيرها فتظن وترى أنه ولدها . وعبارة الجوهري: فإذا ألقته حلوا عينيها وقد هيئوا له حوارا فيدنونه إليها فتحسبه ولدها فترأمه ، قال: ويقال لذلك الشىء الذي يشد به عيناها: الغمامة، والذي يشد به أنفها: الصقاع. والجمع الدرج والأدراج، قال عمران

صفحة : 1400

بن حطان:ن حطان:

جماد لا يراد الرسل منهـا    ولم يجعل لها درج الظئار والجماد: الناقة التي لا لبن فيها، وهو أصلب لجسمها. الدرجة : خرقة يوضع فيها دواء فيدخل في حيائها أي الناقة، وذلك إذا اشتكت منه ، هكذا نص عليه ابن منظور وغيره فلا أدري كيف قول شيخنا: قد أنكره الجماهير. درج كصرد وقد تقدم الشاهد عليه وفي الحديث المروى في الصحيحين وغيرهما، عن عائشة، رضى الله عنها كن :يبعثن بالدرجة بضم فسكون، وهو مجاز لأنهم شبهوا الخرق تحتشى بها الحائض محشوة بالكرسف، بدرجة الناقة وقد تقدم تفسيرها، وروى: بالدرجة، كعنبة ، قال ابن الأثير: هكذا يروى، وتقدم أن واحدها الدرجة بمعنى حفش النساء وضبطه القاضي أبو الوليد الباجي في شرح الموطإ بالتحريك كغيره وكأنه وهم ، أخذ ذلك من قول القاضي عياض، قال شيخنا، وإذا ثبت رواية وصح لغة فلا بعد ولا تشكيك. والدراجة، كجبانة: الحال ، وهي التي يدرج عليها الصبي إذا مشى هكذا نص عبارة الجوهري. وقال غيره: الدراجة: العجلة التي يدب الشيخ والصبي عليها. هي أيضا الدبابة التي تتخذ و تعمل لحرب الحصار يدخل تحتها وفي بعض الأمهات: فيها الرجال ، وفي التهذيب: ويقال للدبابات التي تسوى لحرب الحصار يدخل تحتها الرجال: الدبابات والدراجات والدرجة، بالضم، و الدرجة بالتحريك، و الدرجة كهمزة الأخيرة عن ثعلب وتشدد جيم هذه، والأدرجة، كالأسكفة: المرقاة التي يتوصل منها إلى سطح البيت. وقع فلان في درج، كسكر ، أي الأمور العظيمة الشاقة . الدريج، كسكين: شىء كالطنبور ذو أوتار يضرب به ، ومثله قال ابن سيده ودرجني الطعام والأمر تدريجا: ضقت به ذرعا . ودرجت العليل تدريجا، إذا أطعمته شيئا قليلا، وذلك إذا نقه حتى يتدرج إلى غاية أكله كان قبل العلة درجة درجة. روى عن أبي الهيثم: امتنع فلان من كذا وكذا، حتى أتاه فلان ف استدرجه ، أي خدعه حتى حمله على أن درج في ذلك. واستدرجه: رقاه، و أدناه منه على التدريج، فتدرج هو كدرجه إلى كذا تدريجا: عوده إياه كأنما رقاه منزلة بعد أخرى، وهذا مجاز. عن أبي سعيد: استدرجه كلامى أي أقلقه حتى تركه يدرج على الأرض ، قال الأعشى:

ليستدرجنك القول حتى تهزه وتعلم أني منكم غير ملجم

صفحة : 1401

يقال: استدرج فلان الناقة إذا استتبع ولدها بعد ما ألقته من بطنها هذا نص كلامه، والذي في اللسان وغيره: ويقال: استدرجت الناقة ولدها، إذا استتبعته بعد ما تلقيه من بطنها. واستدراج الله تعالى العبد بمعنى أنه كلما جدد خطيئة جدد له نعمة وأنساه الاستغفار ، وفي التنزيل العزيز سنستدرجهم من حيث لا يعلمون أي سنأخذهم من حيث لا يحتسبون، وذلك أن الله تعالى يفتح عليهم من النعيم ما يغتبطون به، فيركنون إليه، ويأنسون به، فلا يذكرون الموت، فيأخذهم على غرتهم أغفل ما كانوا، ولهذا قال عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، لما حمل إليه كنوز كسرى: اللهم إني أعوذ بك أن أكون مستدرجا فإني أسمعك تقول سنستدرجهم من حيث لا يعلمون . قيل: استدراج الله تعالى العبد : أن يأخذه قليلا قليلا ولا يباغته ، وبه فسر بعضهم الآية المذكورة. عن أبي عمرو أدرج الدلو إدراجا، إذا متح بها في رفق وأنشد:

يا صاحبي أدرجا إدراجـا
بالدلو لا تنضرج انضراجا

قال الرياشي: الإدراج: النزع قليلا قليلا. أدرج بالناقة: صر أخلاقها بالدرجة. الدرجة كهمزة ، وتشدد الراء، عن سيبويه، قال ابن السكيت: هو طائر أسود باطن الجناحين، وظاهرهما أغبر، وهو على خلقة القطا إلا أنها ألطف، والتشديد نقله أبو حيان في شرح التسهيل، ورواه يعقوب بالتخفيف. وحومانة الدراج بالضم وقد تفتح لغة : ع ، قال الصاغاني في التكلمة: الدراج بالضم، لغة في الفتح وذكر بيت زهير المشهور السابق ذكره، ورواه أهل المدينة بالدراج فالمتثلم وينظر هذا مع كلام المصنف آنفا، هل هما موضع واحد أو موضعان. المدرج كمعظم: ع بين ذات عرق وعرفات . و ابن دراج كرمان هو على بن محمد، محدث هكذا في نسختنا، والذي في التكملة أبو دراج والدرج كقبر: الأمور التي تعجز ، وقد مر ذلك في كلام المصنف بعينه، فهو تكرار. الدرج كجبل: السفير بين اثنين يدرج بينهما للصلح . دريج كزبير: جد لشعيب ابن أحمد . والدرجات، محركة جمع الدرجة، وهي الطبقات من المراتب بعضها فوق بعض. يقال درجت الريح بالحصى أي جرت عليه جريا شديدا ، درجت في سيرها. أما استدرجته فمعناه جعلته كأنه يدرج بنفسه على وجه الأرض من غير أن ترفعه إلى الهواء. وتراب دارج: تغشيه الرياح إذا عصفت رسوم الديار وتثيره ، أي تلك الرياح ذلك التراب وتدرج به في سيرها، وريح دروج، وقد تقدم شىء من ذلك.

ومما بقى على المصنف رحمه الله تعالى: الدرجة: الرفعة في المنزلة. ودرجات الجنة منازل أرفع من منازل. والدريج للقطا، قال مليح
يطفن بأحمال الجمال غدية   دريج القطا في القز غير المشقق وكل برج من بروج السماء ثلاثون درجة. والمدارج: الثنايا الغلاظ بين الجبال، واحدتها مدرجة، وهي المواضع التي يدرج فيها، أي يمشى، ومنه قول ذي البجادين عبد الله المزنى:
تعرضى مدارجا وسومى
تعرض الجوزاء للنجوم
هذا أبو القاسم فاستقيمي

والدوارج: الأرجل، قال الفرزدق:

بكى المنبر الشرقي أن قام فوقه     خطيب فقيمى قصير الدوارج

صفحة : 1402

قال ابن سيده: ولا أعرف له واحدا. وفي خطبة الحجاج، ليس هذا بعشك فادرجى أي اذهبي وهو مثل يضرب لمن يتعرض إلى شىء ليس منه، وللمطمئن في غير وقته فيؤمر بالجد والحركة. ومن المجاز: هم درج السيول. درج السيل ومدرجه: منحدره وطريقه في معاطف الأودية، وأنشد سيبويه:

أنصب للمنية تعـتـريهـم     رجالي أم هم درج السيول ومدارج الأكمة: طرق معترضة فيها. والمدرجة: ممر الأشياء على الطريق وغيره. ومدرجة الطريق: معظمه وسننه. وهذا الأمر مدرجة لهذا، أي متوصل به إليه. ومن المجاز: امش في مدارج الحق. وعليك بالنحو فإنه مدرجة البيان، كذا في الأساس. واستدرجه: استدعى هلكته، من درج: مات. ورجل مدراج: كثير الإدراج للثياب. وأردج الميت في الكفن والقبر: أدخله. وفي التهذيب: المدراج: الناقة التي تجر الحمل إذا أتت على مصربها. والمدرج والمدراج: التي تؤخر جهازها وتدرج عرضها وتلحقه بحقبها، وهي ضد المسناف، جمعه مداريج. وقال أبو طالب: الإدراج: أن يضمر البعير فيضطرب بطانه حتى يستأخر إلى الحقب فيستأخر الحمل، وإنما يسنف بالسناف مخافة الإدراج. ومن المجاز: يقال: هم درج يدك، أي طوع يدك. وفي التهذيب: يقال: فلان درج يديك، وبنو فلان لا يعصونك، لا يثنى ولا يجمع. وأبو دراج: طائر صغير. ومن المجاز: فلان تدرج إليه ومدرج الريح لقب عامر بن المجنون الجرمى الشاعر، سموه به لقوله:

أعرفت رسما من سمية باللوى    درجت عليه الريح بعدك فاستوى قاله ابن دريد في الوشاح، ومحمد بن سلام في طبقاته. ومن الأمثال من يرد الليل على أدراجه . من يرد الفرات عن دراجه ويروى عن أدراجه راجع الميداني. وأبو الحسن الصوفي الدراج، بغدادي، صحب إبراهيم الخواص، ومات سنة 320. وأبو جعفر أحمد بن محمد بن دراج القطان، عن الحسن بن عرفة، وعنه أبو حفص بن شاهين. والبرهان إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم الدرجى أبو إسحاق القرشى الدمشقي، حدث بالمعجم الكبير للطبراني، وعنه الدمياطي والبرزالي، مات سنة 681.

د - ر - ب - ج
دربج: لان بعد صعوبة . ودربج في مشيه، إذا دب دبيبا. دربجت الناقة، إذا رئمت ولدها . دربجت إذا دبت دبيبا ، كدرمجت. والدرابج، كعلابط : الرجل المختال المتبختر في مشيته ، وأنشد:

ثمت يمشى البخترى درابجا
إذا مشى في جنبه درامجا

وهو يدربج في مشيه، وهي مشية سهلة.

د - ر - د - ج
الدردجة: رئمان الناقة ولدها ، وقد دردجت تدردج، وأنشد ابن الأعرابي:

وكلهن رائم يدردج الدردجة : اتفاق الاثنين في المودة ، وقال الليث: إذا توافق اثنان بمودتهما فقد دردجا، وأنشد:
حتى إذا ما طاوعا ودردجا

د - ر - ز - ج
وفاته درزج. جاء منها درازنج من قرى الصغانيان، منها أبو شعيب صالح ابن منصور بن نصر بن الجراح الصغاني، عن قتيبة بن سعيد وغيره، مات في حدود سنة 300. ودرزيجان من قرى بغداد، منها أبو الحسين أحمد بن عمر بن الحسين ابن علي قاضيها، روى عنه الخطيب وتوفي سنة 429.

د - ر - س - ن - ج
د - ر - س - ب - ج

صفحة : 1403

الدرواسنج، بالفتح فسكون الراء، وفتح الواو والسين المهملة، وبينهما ألف، وقبل الجيم نون ساكنة، قال الأزهري: هو ما قدام القربوس ، محركة، من فضلة دفة السرج ، فارسي معرب دروازه كاه ، هكذا في نسختنا، ثم رأيت في التكملة ضبطه بسكون السين المهملة وفتح الموحدة بعدها جيم ساكنة، درواسبج، هكذا.

د - ر - م - ج
درمجت الناقة بمعنى دربجت ، والميم والباء كثيرا ما يتعاقبان. والدرامج بالضم بمعنى الدرابج وقد تقدم. وادرمج: دمر بغير إذن ، قال ابن الأعرابي: دمج عليهم وادرمج عليهم، ودمر عليهم، وتعلى، وطلع، بمعنى واحد، كذا في اللسان. ادرمج الرجل دخل في الشىء مستترا فيه ، وفي اللسان: ادرمج الرجل الشىء: دخل فيه واستتر به، ودرمج في مشيه: دربج.

د - ر - ن - ج
والدرانج، بالنون، كعلابط، لغة في الدرابج والدرامج.

د - ز - ج
الديزج ، بالفتح وسكون المثناة التحتية، وقبل الجيم زاي من الخيل معرب ديزه، بالكسر ، وهو لون بين لونين غير خالص، ولما عربوه فتحوه لخفة الفتحة على اللسان. وفي النهاية لابن الأثير: في الحديث أدبر الشيطان وله هزج ودزج قال أبو موسى: الهزج: صوت الرعد والذبان وتهزجت القوس صوتت عند خروج السهم منها فيحتمل أن يكون معناه معنى الحديث الآخر أدبر وله ضراط قال: والدزج لا أعرف معناه ها هنا قلت: ولذا لم يتعرض له المصنف، فلا يتوجه عليه ملام شيخنا، حيث نسبه إلى الإغفال، ولا أدري بماذا كان يفسره.

د - س - ج
المدسج، كمحسن ومحدث: دويبة تنسج كالعنكبوت ، قاله الأزهري، ومثله في اللسان. واندسج الرجل وانسدج : انكب على وجهه . والمدسج ، بضم فتشديد، كالمنتسج ، أي بمعناه.

د - س - ت - ج
الدستجة ، بفتح الدال وسكون السين المهملة وقبل الجيم مثناة فوقية : الحزمة والضغث، فارسي معرب يقال: دستجة من كذا، ج الدسانج . والدستيج ، بكسر المثناة الفوقية : آنية تحول باليد وتنقل، فارسى معرب دستى . والدستينج بزيادرة النون اليارق ، وهو اليارج، وسيأتي.

د - ع - ج

صفحة : 1404

الدعج، محركة، والدعجة بالضم السواد، وقيل: شدة السواد، وقيل: الدعج: شدة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها، وقيل: شدة سوادها مع سعتها ، وفي صفته صلى الله عليه وسلم في عينيه دعج يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد، وقيل: إن الدعج عنده سواد العين مع شدة بياضها، دعج دعجا، وهو أدعج، وهو عام في كل شىء. قال الأزهري: الذي قيل في الدعج إنه شدة سواد العين مع شدة بياض بياضها خطأ، ما قاله أحد غير الليث. عين دعجاء بينة الدعج، وامرأة دعجاء، ورجل أدعج بين الدعج. في حديث الملاعنة إن جاءت به أدعج وفي رواية أديعج الأدعج: الأسود ومنه حديث الخوارج آيتهم رجل أدعج، وقد حمل الخطابي هذا الحديث على سواد اللون جميعه، وقال: إنما تأولناه على سواد الجلد، لأنه قد روى في خبر آخر آيتهم رجل أسود . والدعجاء: الجنون ، قال شيخنا فهو مصدر، لأنه قد يبنى على فعلاء كالنعماء. من المجاز: ليل أدعج. وبلغنا دعجاء الشهر ودهماءه، الدعجاء : أول المحاق، وهي ليلة ثمانية وعشرين ، والثانية السرار، والثالثة الفلتة، وهي ليلة الثلاثين وقد تقدم في ف ل ت. دعيج كزبير، علم ، قال الأزهري: لقيت في البادية غليما أسود كأنه حممة، وكان يسمى بصيرا ويلقب دعيجا، لشدة سواده. والأدعج من الرجال: الأسود. والمدعوج: المجنون ، أصابته الدعجاء.

ومما يستدرك عليه: الدعجاء بنت هيضم اسم امرأة، قال الشاعر:

ودعجاء قد واصلت في بعض مرهاب    أبيض ماض ليس من نبل هيضم ومعناه أنها مرت فأهوى لها بسهم. والدعجاء في قول ابن أحمر: هضبة معروفة، عن أبي عبيدة، وهو:

ما أم غفر على دعجاء ذي علقينفى القراميد عنها الأعصم الوقل كذا في الصحاح واللسان، وأغفله المصنف تقصيرا. ويقال: الدعج: زرقة في بياض، نقله شيخنا، ولم يتابع عليه. ومن المجاز: ليل أدعج، وشفة دعجاء، ولثة دعجاء، قال العجاج يصف انفلاق الصبح:

تسور في أعجاز ليل أدعجا أراد بالأدعج المظلم الأسود، جعل الليل أدعج لشدة سواده مع شدة بياض الصبح. ومن المجاز: تيس أدعج العينين والقرنين، قال ذو الرمة يصف ثورا وحشيا وقرنيه:

جرى أدعج القرنين والعين واضح
القرى أسفع الخدين بالبين بـارح

فجعل القرن أدعج، كما ترى. ودعجان بن خلف: رجل. ودعجان: فرس مشهور. وأبو الكرم عبد الكريم بن ناصر الدعجاني المصرى، روى عن أبي نزار ربيعة اليمنى وغيره، وتوفي سنة 669.

د - ع - س - ج
دعسج دعسجة، إذا أسرع ، والدعسجة: السرعة.

د - ع - ل - ج
الدعلجة: التردد في الذهاب والمجىء وقد دعلج الصبيان، ودعلج الجرذ، كذلك، يقال: إن الصبي ليدعلج دعلجة الجرذ، يجىء ويذهب، وفي حديث فتنة الأزد إن فلانا وفلانا يدعلجان بالليل إلى دارك ليجمعا بين هذين الغارين ، أي يختلفان. الدعلجة : الظلمة الدعجلة : الأخذ الكثير وقيل: الأكل بنهمة، وبه فسر بعضهم.

يأكلن دعلجة ويشبع من عفا

صفحة : 1405

الدعلجة : الدحرجة وقد دعلجت الشىء، إذا دحرجته. الدعلج كجعفر : ضرب من الجواليق والخرجة. والدعلج : الجوالق: الملآن . الدعلج : ألوان الثياب ، وقيل: ألوان النبات. الدعلج : الذي يمشى في غير حاجة . الدعلج : الكثير الأكل من الناس والحيوان. الدعلج : النبات الذي قد آزر بعضه بعضا . الدعلج : الشاب الحسن الوجه الناعم البدن . الدعلج : الظلمة ، كالدعلجة، وهو كالتكرار. الدعلج : الذئب . الدعلج : الحمار الدعلج : الناقة التي لا تنساق إذا سيقت . دعلج : فرس عامر بن الطفيل ، قال:

أكر عليهم دعلجا ولبانه      إذا ما اشتكى وقع الرماح تحمحما دعلج : فرس عبد عمرو بن شريح بن الأحوص. الدعلج : أثر المقبل والمدبر . قد سموا دعلجا، وهو اسم جماعة ، ومنه ابن دعلج، قال سيبويه: والإضافة إلى الثاني، لأن تعرفه إنما هو به، كما ذكر ي ابن كراع. ودعلج في حوضه: جبى فيه .

ومما يستدرك عليه: الدعلجة: ضرب من المشى. والدعجلة: لعبة للصبيان يختلفون فيها الجيئة والذهاب.

د - غ - ب - ج
دغبج المال ، بالموحدة بعد الغين المعجمة، أوردها قال شيخنا: عنى بالمال الإبل خاصة، ولذا أنث الضمير، كل يوم ، أي على الماء. يقال : هم يدغبجون أنفسهم، أي هم في النعيم والأكل كل يوم والمدغبج، كمزعفر، الوارم سمنا دغبج كجعفر: ع، قرب مران ، وقال الصغاني: وقد وردته وأقمت به

د - غ - ن - ج
الدغنجة ، بالنون بعد الغين المعجمة : عظم المرأة وثقلها من السمن. الدغنجة : مشية متقاربة الخطو. الدغنجة : كر الإبل على الماء بعد ورودها. الدغنجة : إقبال وإدبار ، وهاتان المادتان قريبتان من البعض، ولم يتعرض لهما ابن منظور، كالجوهري.

د - ل - ج
الدلج، محركة، والدلجة، بالضم والفتح: السير من أول الليل، وقد أدلجوا ، كأخرجوا. فإن ساروا من آخره، فادلجوا، بالتشديد ، من باب الافتعال، وهذه، التفرقة قول أهل اللغة جميعا إلا الفارسي إنه حكى أدلجت وادلجت لغتان في المعنيين جميعا، وإلى هذا ينبغي أن يذهب في قول الشماخ الآتي ذكره، وفي الحديث عليكم بالدلجة . قال ابن الأثير هو سير الليل، ومنهم من يجعل الإدلا اج لليل كله قال: وكأنه المراد في هذا الحديث لأنه عقبه بقوله إن الأرض تطوى بالليل ولم يفرق بين أوله وآخره. قال الأعشى:

وادلاج بعد المنام وتهجي     ر وقف وسبسب ورمال

وقال زهير:

بكرن بكورا وادلجن بسحرة     فهن لوادى الرس كاليد للفم

صفحة : 1406

قال ابن درستويه: احتج بهما أئمة اللغة على اختصاص الادلاج بسير آخر الليل. انتهى. فبين الإدلاج والادج العموم والخصوص من وجه، يشتركان في مطلق سير الليل، وينفرد الإدلاج المخفف بالسير في أوله، وينفرد الادلاج، المشدد، وبالسير في آخره. وعند بعضهم أن الإدلاج المخفف أعم من المشدد، فمعنى المخفف عندهم سير الليل كله، ومعنى المشدد السير في آخره، وعليه فبينهما العموم المطلق، إذ كل إدلاج، بالتخفيف، ادلاج بالتشديد، ولا عكس، وعلى هذا اقتصر الزبيدي في مختصر العين، والقاضي عياض في المشارق وغيرهما، المصنف ذهب إلى ما جرى عليه ثعلب في الفصيح وغيره من أئمة اللغة، وجعلوه من تحقيقات أسرار العرب. وقال بعضهم: الإدلاج: سير الليل كله، والاسم منه الدلجة بالضم. وقال ابن سيده: الدلجة، بالفتح والإسكان: سير السحر، والدلجة أيضا: سير الليل كله والدلجة والدلجة، بالفتح والضم مع إسكان اللام، والدلج والدلجة، بالفتح والتحريك فيهما: الساعة من آخر الليل، وأدلجوا: ساروا من آخره، وادلجوا: ساروا الليل كله. وقيل: الدلج: الليل كله من أوله إلى آخره، حكاه ثعلب عن أبي سليمان الأعرابي، وقال: أي ساعة سرت من أول الليل إلى آخره فقد أدلجت، على مثال أخرجت. وأنكر ابن درستويه التفرقة من أصلها، وزعم أن معناهما معا سير الليل مطلقا دون تخصيص بأوله أو آخره، وغلط ثعلبا في تخصيصه المخفف بأول الليل، والمشدد بآخره، وقال: بل هما جميعا عندنا سير الليل في كل وقت من أوله ووسطه وآخره، وهو إفعال وافتعال من الدلج، والدلج: سير الليل، بمنزلة السرى، وليس واحد من هذين المثالين بدليل على شىء من الأوقات، ولو كان المثال دليلا على الوقت لكان قول القائل الاستدلاج على الاستفعال دليلا أيضا لوقت آخر، وكان الاندلاج لوقت آخر، وهذا كله فاسد. ولكن الأمثلة عند جميعهم موضوعة لاختلاف معاني الأفعال في أنفسنا لا لاختلاف أوقاتها. قال: فأما وسط الليل وآخره وأوله وسحره وقبل النوم وبعده فمما لا تدل عليه الأفعال ولا مصادرها، ولذلك احتاج الأعشى إلى اشتراطه بعد المهام، وزهير إلى سحره، وهذا بمنزلة قولهم: الإبكار والابتكار والتبكير والبكور في أنه كله العمل بكرة ولا يتغير الوقت بتغيير هذه الأمثلة وإن اختفلت معانيها، واحتجاجهم ببيت الأعشى وزهير وهم وغلط، وإنما كل واحد من الشاعرين وصف ما فعله دون ما فعله غيره، ولولا أنه يكون بسحرة وبغير سحرة لما احتاج إلى ذكر سحرة، فإنه إذا كان الادلاج بسحرة وبعد المنام فقد استغنى عن تقييده، قال: ومما يوضح فساد تأويلهم أن العرب تسمى القنفذ مدلجا، لأنه يدرج بالليل، ويتردد فيه، لا لأنه لا يدرج إلا في أول الليل أو في وسطه أو في آخره، أو في كله، ولكنه يظهر بالليل في أي أوقاته احتاج إلى الدروج لطلب علف أو ماء أو غير ذلك، قال شيخنا قال أبو جعفر اللبلى في شرح نظم الفصيح: هذا كلام ابن درستويه في رد كلام ثعلب ومن وافقه من اللغويين. قلت وأنشدوا لعلى رضى الله عنه :

اصبر على السير والإدلاج في السحر    وفي الرواح على الحاجات والبكر فجعل الإدلاج في السحر، وينظر هذا مع قول المصنف: الإدلاج في أول الليل: وأما قول الشماخ:

وتشكو بعين ما أكـل ركـابـهـا      وقيل المنادى: أصبح القوم أدلجى

صفحة : 1407

فتهكم وتشنيع، كما يقول القائل: أصبحتم، كيف تنامون، قاله ابن قتيبة. قال شيخنا: والصواب في الفرق أنه إن ثبت عن العرب عموما أو خصوصا فالعمل على الثابت عنهم، لأنهم أئمة اللسان، وفرسان الميدان، ولا اعتداد بما تعلق به ابن درستويه ومن وافقه من الأبحاث في الأمثلة، فالبحث فيها ليس من دأب المحققين كما تقرر في الأصول، وإن لم يثبت ذلك ولا نقل عنهم، وإنما تفقه فيه بعض الناظرين في أشعار العرب اعتمادا على هذه الشواهد، فلا يلتفت إلى ذلك ولا يعتد به في هذه المشاهد. دلج الساقي يدلج، ويدلج بالضم، دلوجا: أخذ الغرب من البئر فجاء بها إلى الحوض، قال الشاعر:

لها مرفقان أفتلان كأنما     أمرا بسلمى دالج متشدد و الدالج: الذي يتردد بين البئر والحوض بالدلو يفرغها فيه، قال الشاعر:
بانت يداه عن مشاش والج
بينونه السلم بكف الدالج

وقيل: الدلج: أن يأخذ الدلو إذا خرجت فيذهب بها حيث شاء، قال:

لو أن سلمى أبصرت مطلى
تمتح أو تدلج أو تعلى

التعلية: أن ينتأ بعض الطى في أسفل البئر فينزل رجل في أسفلها فيعلى الدلو عن الحجر الناتئ. وفي الصحاح: والدالج: الذي يأخذ الدلو ويمشى بها من رأس البئر إلى الحوض ليفرغها فيه . وذلك الموضع مدلج ومدلجة ومن سجعات الأساس: وبات يجول بين المدلجة والمنحاة. المدلجة والمدلج: ما بين البئر والحوض. والمنحاة من البئر إلى منتهى السانية. قال عنترة:

كأن رماحهم أشطان بئر      لها في كل مدلجة خدود الدالج أيضا : الذي ينقل اللبن إذا حلبت الإبل إلى الجفان، وقد دلج الساقى يدلج ويدلج، بالضم دلوجا ،بالضم. والمدلج، كمحسن، وأبو مدلج: القنفذ ، لأنه يدلج ليلته جمعاء، كما قال:

فبات يقاسي ليل أنـقـد دائبـا     ويحذر بالقف اختلاف العجاهن وسمى القنفذ مدلجا، لأنه لا يهدأ بالليل سعيا، قال رؤبة:

قوم إذا دمس الظلام عليهم حدجوا قنافذ بالنميمة تمزع كذا في اللسان. وفي الأساس: ومن الإدلاج قيل للقنفذ: أبو مدلج. فلا يلتفت إلى إنكار شيخنا وتمسكه بكلام ابن درستويه السابق أنه مدلج، بغير كنية. وبنو مدلج قبيلة من كنانة . في التوشيح: هو مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة. زاد الجوهري: ومنهم القافة. قلت: وكحيلات بنى مدلج من أعرق الخيول. المدلجة، كمكنسة: العلبة الكبيرة التي ينقل فيها اللبن . المدلجة كمرتبة: كناس الوحش يتخذه في أصول الشجر، كالدولج والتولج، الأصل وولج، فقلبت الواو تاء ثم قلبت دالا. قال ابن سيده: الدال فيها بدل عن التاء، عند سيبويه، والتاء بدل عن الواو عنده أيضا، قال ابن سيده: وإنما ذكرته في المكان لغلبة الدال عليه، وأنه غير مستعمل على الأصل، قال جرير:

متخذا في ضعوات دولجا

صفحة : 1408

ويروى تولجا وقد سبق ذكره في حرف التاء، وفي حديث عمر أن رجلا أتاه فقال: لقيتني امرأة أبايعها فأدخلتها الدولج الدولج: المخدع، وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير، وأصله وولج، وقد جاء ذكره في حديث إسلام سلمان، وقالوا هو الكناس مأوى الظباء. والدلجان كرمضان: الجراد الكثير . إنما هو الديحان، بالمثناة التحتية بدل اللام، حكاه أبو حنيفة، ولعله تصحف على المصنف. ومدلج، كمطلب، ابن المقدام، محدث. دليج كزبير، و دلاج مثل كتان، اسمان ، وكذلك دلجة ودلجة مسكنا ومحركا ودولج ومدلج أسماء. والدولج: السرب ، فوعل، عن كراع، وتفعل، عند سيبويه.

ومما يستدرك عليه: الدليج الاسم من دلج، قال مليح:

به صوى تهدى دليج الواسق كذا في الصحاح وفي اللسان. ودلج بحمله يدلج دلجا ودلوجا، فهو دلوج: نهض به مثقلا، قال أبو ذؤيب:

وذلك مشبوح الذراعين خلجـم     خشوف بأعراض الديار دلوج وأبو دليجة: كنية، قال أوس:

أبا دليجة من تـوصـى بـأرمـلة    أم من لأشعث ذي طمرين ممحال ودليجان قرية بأصبهان يقال لها دليكان، منها أبو العباس أحمد بن الحسين بن المظفر. يعرف بالخطيب، وبنتاه أم البدر لامعة وضوء الصباح، وسمعتا الحديث وروتاه. وحبيش بن دلجة كهمزة أول أمير أكل على المنبر، وحديثه مشهور، وقتل بالربذة أيام ابن الزبير. ودلجة بن قيس تابعي ذكره ابن حبان في الثقات. والتلج، كصرد: فرخ العقاب، أصله دلج، وقد تقدم في ت ل ج، فراجعه. ودولج، بالجيم، اسم امرأة في رواية الفراء، وذكره المصنف في الحاء المهملة على ضبط ابن الأعرابي. ودلجة محركة قرية بمصر.

د - م - ج
دمج الوحش في الكناس دموجا بالضم : دخل . وفي الصحاح: دمج الشىء دموجا، إذا دخل في الشىء واستحكم فيه والتأم، كاندمج اندماجا، ودمج الظبى في كناسه واندمج: دخل، وكذلك دمج الرجل في بيته وادمج بتشديد الدال، وادرمج ، بزيادة الراء وتشديد الميم المفتوحة، وهو ثابت في سائر النسخ مثل ما هو في الصحاح، وسقط عن بعض النسخ، والصحيح ثبوته، وكل هذا يقال ذلك إذا دخل في الشىء واستتر فيه. دمجت الأرنب تدمج دموجا : عدت، فأسرع تقارب قوائمها في الأرض ، وفي المحكم، أسرعت وقاربت الخطو، وكذل البعير إذا أسرع وقارب خطوة في المنحاة. أدمجت الماشطة ضفائر المرأة ودمجت: أدرجتها وملستها. و الدمج ، بالفتح : الضفيرة ، وفي اللسان: كل ضفيرة منها على حيالها تسمى دمجا واحدا. الدمج : بالكسر: الخذن والنظير . المندمج المدور ، يقال نصل مندمج إذا كان مدورا. من المجاز: التدامج: التعاون: التوافق، يقال: تدامج القوم على فلان تدامجا، إذا تظافروا عليه وتعاونوا، وفي الأساس: تألبوا. من المجاز: ليل دامج، الدامج المظلم ، وليلة دامجة، أي مظلمة. وفي الأساس: ليل دامج: دامس ملتف الظلام، دمج بعضه في بعض. عن أبي الهيثم: مفعال لا تدخل فيه الهاء، قال: وقد جاء حرفان نادران: المدماجة وهي العمامة ، المعنى أنه مدمج محكم، كأنه نعت للعمامة، ويقال: رجل مجذامة إذا كان قاطعا للأمور، قال أبو منصور: هذا مأخوذ من الجذم وهو القطع. وأنشد ابن الأعرابي:

صفحة : 1409

ولست بدميجة في الفراش     ووجابة يحتمى أن يجيبيا الدميجة، بالضم وفتح الميم المشددة: النوام اللازم في منزله . وقال ابن الأعرابي: رجل دميجة: متداخل، وقال أبو منصور: هو مأخوذ من ادمج في الشىء إذا دخل فيه، وادمج في الشىء ادماجا، واندمج اندماجا، إذا دخل فيه. من المجاز: دمج أمرهم: صلح والتأم، و صلح دماج كغراب وكتاب: خفى ، أي كأنه في خفاء، أو تام محكم قوى، قاله الأزهري في ترجمة دجم، قال ذو الرمة:

وإذا نحن أسباب المودة بيننا     دماج قواها لم يخنها وصولها وقال أبو عمرو: الدماج: الصلح على غير دخن. من المجاز: أدمجه: لفه في ثوب . وفي الأساس: وجد البرد فتدمج في ثيابه: تلفف. والمدمج كمكرم: القدح ، بالكسر، وقال الحارث بن حلزة:

ألفيتنا للضيف خير عمـارة      إلا يكن لبن فعطف المدمج يقول إن لم يكن لبن أجلنا القدح على الجزور فنحرناها للضيف. المدمج أيضا :المدملج ، أي المدرج مع ملاسته، ومتن مدمج بين الدموج أي مملس، قال ابن منظور: وهو شاذ، لأنه لا يعرف له فعل ثلاثي غير مزيد. دماج كغراب: ع ومما يستدرك عليه: دمج الأمر يدمج دموجا: استقام. وأمر دماج: مستقيم. ودامجه عليهم دماجا: جامعه. ودامجتك عليه: وافقت وهذا مجاز. وأدمج الحبل: أجاد فتله وقيل: أحكم فتله في رقة. ورجل مدمج ومندمج: مداخل كالحبل المحكم الفتل، ونسوة مدمجات الخلق ودمج، كالحبل المدمج، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

والله للنوم وبيض دمج
أهون من ليل قلاص تمعج

وقال أبن سيده: ولم نجد لها واحدا. وقوله أنشده ابن الأعرابي:

يحاولن صرما أو دماجا على الخنى     وما ذا كم من شيمتي بـسـبـيل هو من قولك: أدمج الحبل، إذا أحكم فتله، أي يظهرن وصلا محكم الظاهر فاسد الباطن. وعن الليث: متن مدمج، وكذلك الأعضاء المدمجة، كأنها أدمجت وملست كما تدمج الماشطة مشطة المرأة إذا ضفرت ذوائبها. ودمج الرجل صاحبه، كدجم. وفلان مدامج لفلان: مداجم. والمدامجة المداجاة. وفي الحديث، من شق عصا المسليمن وهم في إسلام دامج فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ، الدامج: المجتمع. ودماج الخط: مقاربته، منه، وكل ما فتل فقد أدمج. ومن المجاز: أدمج الفرس: أضمره فاندمج. وفي حديث علي، رضى الله عنه بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة أي اجتمعت عليه وانطويت واندرجت. وفي الحديث سبحان من أدمج قوائم الذرة والهمجة وفي التهذيب: دمج عليهم، ودمر وادرمج، وتعلى عليهم، كلها بمعنى واحد. وعن أبي زيد: يقال: هو على تلك الدجمة والدمجة، أي الطريقة. وأدرج الطومار وأدمجه: شد أدراجه. ومن المجاز: أدمج كلامه إذا أتى به متراصف النظم.

د - م - ل - ج

صفحة : 1410

الدملج كجندب في لغتيه أي بفتح اللام وضمها الدملوج، مثل زنبور: المعضد من الحلي، ويقال: ألقى عليه دماليجه. والدملجة والدملاج ، الأخير بالكسر : تسوية الشىء، وقيل هو تسوية صنعة الشىء ، كما يدملج السوار، وفي حديث خالد بن معدان دملج الله لؤلؤة . دملج الشىء، إذا سواه وأحسن صنعته. وعن اللحياني: دملج جسمه دملجة، أي طوى طيا حتى اكتنز لحمه والدماليج: الأرضون الصلاب ، وهكذا في اللسان والتكملة. والمدملج بالضم، المدرج الأملس ، قال الراجز:

كأن منها القصب المدملجا
سوق من البردى ما تموجا

والدملج بالضم : فرس معاذ بن عمرو بن الجموح والدملج والدملوج: الحجر الأملس ودملج اسم رجل، قال:

لا تحسبي دراهم ابنى دملج
تأتيك حتى تدلجى وتدلجى

كذا في اللسان. قتل: وقد تقدم في د ل ج إنشاد هذا الشعر فلينظر مدلج هو أم دملج.

د - م - ه - ج
الدمهج، والدماهج: العظيم الخلق من كل شىء، كالدناهج، وقد أهمله المصنف، وأورده في اللسان.

د - ن - ج
الدناج بالكسر: إحكام الأمر وإتقانه. والدنج بضمتين: العقلاء من الرجال. والداناج: العالم ، وهو فارسي معرب دانا ، عرب بزيادة الجيم كنظائره. منه لقب عبد الله بن فيروز البصرى : روى عن أبي برزة الأسلمى، وعند حماد بن سلمة وابن أبي عروبة. وتراب دانج: دارج ، بمعنى،أي تثيره الرياح، وقد تقدم في درج. والداناج أيضا لقب محمد بن موسى السرخسى والد أبي محمد عبيد، وقد حدث.

د - ن - ه - ج
الدنهج، والدناهج العظيم الخلق من كل شىء. وبعير دناهج: ذو سنامين، أهمله المصنف وأورده في اللسان.

د - ه - ج
أدهج كأحمد، اسم النعجة، وتدعى للحلب فيقال: أدهج أدهج ، قد سميت باسم ما تدعى به. والدهجية بكسر فسكون فكسر ففتح: قرية بباب أصبهان منها أبو صالح محمد بن حامد، روى عن أبي على الثقفي.

د - ه - ب - ر - ج
الدهبرج، مشددة الراء ، فارسي معرب ده بره، أي عشر ريشات فده معناه عشرة، وبر بالباء الفارسية ريش. عرب بالجيم، وهاتان المادتان أهملهما ابن منظور وغيره.

د - ه - ر - ج
الدهرجة: السير السريع ، وفي اللسان: هو سرعة السير.

د - ه - م - ج
الدهمجة: اختلاط في المشى، أو مقاربة الخطو وقيل: هو المشى البطىء، وقد دهمج يدهمج. الدهمجة أيضا : الإسراع في السير الدهمجة : مشى الكبير كأنه في قيد . ودهمج الخبر: زاد فيه والدهمج: السير الواسع السهل . والعظيم الخلق من كل شىء، كالدهامج كعلابط ، كالدناهج والدماهج، وهو البعير ذو السنامين ، معرب. الدهامج أيضا : المقارب الخطو المسرع ، يقال: بعير دهامج: يقارب الخطو ويسرع وقيل: هو ذو سنامين، كدهانج قال ابن سيده: وأراه بدلا، وقال الأصمعي: يقال للبعير إذا قارب الخطو وأسرع: قد دهمج، يدهمج، وأنشد:

وعير لها من نبات الكداد      يدهمج بالوطب والمزود

د - ه - ن - ج
الدهانج: الدهامج . ودهنج: دهمج، في معانيه ، وفي اللسان: الدهانج: البعير الفالج ذو السنامين، فارسي معرب، قال العجاج يشبه به أطراف الجبل في السراب:

صفحة : 1411

كأن رعن الآل منه في الآل
إذا بدا دهانج ذو أعدال

وقد دهنج إذا أسرع في تقارب خطو، والدهنجة: ضرب من الهملجة. وبعير دهانج: ذو سنامين والدهنج، كجعفر ويحرك ، قال شيخنا توالي أربع حركات لا تعرف في كلمة عربية، انتهى. قلت: واقتصر على الرواية الأخيرة ابن منظور : جوهر كالزمرذ ، وأجوده العدسي. وفي اللسان: والدهنج: حصى أخضر تحلى به الفصوص، وفي التهذيب: تحك منه الفصوص قال: وليس من محض العربية، قال الشماخ:

تمسى مباذلها الفرند وهـبـرز     حسن الوبيص يلوح فيه الدهنج

د - و - ج
داج الرجل يدوج دوجا إذا خدم قاله ابن الأعرابي. قالوا: الحاجة و الداجة حكاه الزجاجي. قال: فقيل: الداجة: الحاجة نفسها، وكرر لاختلاف اللفظين. وقيل: الداجة تباع العسكر، و قيل: الداجة : ما صغر من الحوائج ، والحاجة: ما كبر منها أو إتباع للحاجة ، كما يقال حسن بسن. قال ابن سيده: وإنما حكمنا أن ألفها واو؛ لأنه لا أصل لها في اللغة، يعرف به ألفه، قال: فحمله على الواو أولى، لأن ذلك أكثر على ما وصانا به سيبويه، ويروى بتشديد الجيم، وقد تقدم. والدواج، كرمان وغراب: اللحاف الذي يلبس . وفي اللسان: هو ضرب من الثياب قال ابن دريد: لا أحسبه عربيا صحيحا، ولم يفسره.

د - ي - ج
داج الرجل يديج ديجا وديجا ، الأخيرة محركة، إذا مشى قليلا عن ابن الأعرابي. والديجان، محركة أيضا: الحواشي الصغار ، قاله شمر، وأنشد:

باتت تداعى قربا أفـايجـا
بالخل تدعو الديجان الداججا

 الديجان: : رجل من الجراد وفي اللسان: الكثير من الجراد، حكاه أبو حنيفة: