الباب الخامس: باب الجيم - الفصل الحادي عشر: فصل الزاي مع الجيم

فصل الزاي مع الجيم

ز-أ-ج
في التهذيب عن شمر: قولهم: زأج بينهم كمنع : إذا حرش ، أي أغرى وسلط بعضهم على بعض، مثل زمج.
ز-ب-ج

صفحة : 1420

ويقال: أخذه أي الشيء بزأبجه وزأمجه أي بجميعه، إذا أخذه كله . قال الفارسي: وقد همز، وليس بصحيح. قال: ألا ترى إلى سيبويه كيف ألزم من قال إن الألف فيه أصل، لعدم ما يذهب فيه أن يجعله كجعفر. قال ابن الأعرابي: الهمزة فيهما غير أصلية.

قلت: ولذا لم يتعرض له الجوهري.

ز-ب-ر-ج
الزبرج، بالكسر: الزينة، من وشي أو جوهر ونحو ذلك؛ هذا نص الجوهري. وقال غيره: الزبرج الوشي. والزبرج: زينة السلاح. وفي حديث علي، رضي الله عنه: حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها زبرج الدنيا: غرورها وزينتها.
والزبرج: النقش.

وزبرج الشيء: حسنه. وكل شيء حسن: زبرج؛ عن ثعلب.

الزبرج: الذهب . وأنشدوا:

يغلى الدماغ به كغلي الزبرج الزبرج: السحاب الرقيق فيه حمرة ، قاله الفراء. وقيل: هو السحاب النمر بسواد وحمرة في وجه. وقيل: هو الخفيف الذي تسفره الريح. وقيل: هو الأحمر منه. وسحاب مزبرج. قال الأزهري: والأول هو الصواب. والسحاب النمر مخيل للمطر، والرقيق لا ماء فيه. وفي الصحاح يقال: زبرج مزبرج أي مزين .

ز-ب-ر-د-ج
الزبردج و الزبرجد : الزمرذ. صريحه أنه لغة مشهورة، وليس كذلك، فقد صرح ابن جنى في أول الخصائص: إنما جاء الزبردج مقلوبا في ضرورة شعر، وذلك في القافية خاصة، وذلك لأن العرب لا تقلب الخماشي.

ز-ب-ن-ج
ابن زبنج كسفنج : اسم رجل، وهو راويه ابن هرمة الشاعر، وناقل شعره.

ز-ج-ج
الزج، بالضم: طرف المرفق المحدد، وإبرة الذراع التي يذرع الذراع من عندها؛ قاله الأصمعي. وفي الأساس: ومن المجاز: اتكأ على زجى مرفقيه، واتكئوا على زجاج مرافقهم. وفي اللسان: زج المر}فق: طرفه المحدد، على التشبيه. والزج: زج الرمح والسهم. قال ابن سيده: الزج: الحديدة التي تركب في أسفل الرمح ، والسنان يركب عاليته. الوزج يركز به الرمح في الأرض، والسنان يطعن به. ج زجاج كجلال ، بالكسر جمع جل، قال الجوهري: جمع زج الرمح زجاج، بالكسر لا غير، ويجمع أيضا على زججة، مثل فيلة ، وأزجاج وأزجة. وفي الصحاح: ولا تقل أزجة.
الزج: ع:.

الزج أيضا: جمع الأزج وهو من النعام للبعيد الخطو . وفي اللسان: الزجج في النعامة: طول ساقيها وتباعد خطوها، يقال ظليم أزج، ورجل أزج: طويل الساقين: أو الأزج من النعام: الذي فوق عينيه ريش أبيض .

الزج: نصل السهم ، عن ابن الأعرابي. ج زججة كعنبة وزجاج كجلال، وأزجة. قال زهير:

ومن يعص أطراف الزجاج فإنه      يطيع العوالي ركبت كل لهـذم قال ابن السكيت: يقول: من عصى الأمر الصغير صار إلى الأمر الكبير. وقال أبو عبيدة: هذا مثل، يقول إن الزج ليس يطعن به، إنما يطعن بالسنان؛ فمن أبى الصلح - وهو الزج الذي لا طعن به - أعطى العوالي - وهي التي بها الطعن. قال خالد بن كلثوم: كانوا يستقبلون أعداءهم إذا أرادوا الصلح بازجة الرماح، فإذا أجابوا إلى الصلح وإلا قلبوا الأسنة وقاتلوهم.

والزج بالفتح: الطعن بالزج يقال: زجه يزجه زجا: طعنه بالزج ورماه به، فهو مزجوج.

ومن المجاز: الزج: الرمي . يقال: زج بالشيء من يده يزج زجا: رمى به. وفي اللسان: الزج: رميك بالشيء تزج به عن نفسك.

صفحة : 1421

والزج: عدو الظليم . يقال زج الظليم برجله زجا: عدا فرمى بها. وهو مجاز. وظليم أزج: يزج برجليه. ويقال للظلم إذا عدا: زج برجليه أزج الرمح، وزججه، وزجاه، على البدل: ركب فيه الزج: وأزججته فهو مزج. قال أوس بن حجر:

أصـم ردينـيا كـأن كـعـوبـه      نوى القسب عراصا مزجا منصلا قال ابن الأعرابي: ويقال: أزجه: إذا أزال منه الزج، ويروى عنه أيضا أنه قال: أزججت الرمح: جعلت له زجا ، ونصلته: جعلت له نصلا، وأنصلته: نزعت نصله. قال: ولا يقال: أزججته إذا نزعت زجه.

والزجاج: القوارير، م، ويثلث . والواحد من ذلك زجاجة، بالهاء. وأقلها الكسر. وعن الليث: الزجاجة - في قوله تعالى - القنديل. وعن أبي عبيدة: يقال للقدح: زجاجة. مضمومة الأول، وإن شئت مكسورة، وإن شئت مفتوحة، وجمعها زجاج، وزجاج وزجاج.

والزجاج . كعطار :عامله وصانعه. وحرفته الزجاجة: قال ابن سيده: وأراها عراقية.

والزجاجي بالضم وياء النسبة: بائعه .

وأبو القاسم إسماعيل بن أبي حارث، وفي نسخة: حرب بدل حارث صاحب الأربعين . روى عن يوسف بن موسى، وعنه أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الآبندوني وغيره.

وأبو القاسم يوسف بن عبد الله، اللغوي المصنف المحدث. سكن جرجان، وروى عن الغطريفي، ومات سنة 415. وعبد الرحمن بن أحمد الطبري.

وأبو علي الحسن بن محمد بن العباس، روى عن علي بن محمد بن مهرويه القزويني، مات قبل الأربعمائة. والفضل بن أحمد بن محمد .

وبالفتح مشددا، أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق النحوي الزجاجي صاحب الجمل ، بغدادي، سكن دمشق عن محمد بن العباس اليزيدي وابن دريد وابن الأنباري، نسب إلى شيخه أبي إسحاق إبراهيم بن السري ابن سهل النحوي الزجاج ، صاحب معاني القرآن، روى عن المبرد وثعلب، وكان يخرط الزجاج، ثم تركه وتعلم الأدب، توفي ببغداد سنة 311.

والمزج ، بالكسر: رمح قصير كالمزراق ، في أسفله زج، وقد استعملوه في السريع النفوذ.

والزجج، محركة : رقة مخط الحاجبين ودقتهما وطولهما وسبوغهما واستقواسهما. وقيل: الزجج: دقة الحاجبين في طول . وفي بعض النسخ: دقة في الحاجبين وطول. والنعت أزج . يقال: رجل أزج، وحاجب أزج، ومزجج. وهي زجاء ، بينه الزجج. وزججه أي الحاجب بالمزج، إذا دققه وطوله . وقيل: أطاله بالإثمد. وقوله:

إذا ما الغانيات برزن يوما      وزججن الحواجب والعيونا إنما أراد: وكحلن العيون.

وفي اللسان: وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم: أزج الحواجب . الزجج: تقوس في الناصية، مع طول في طرفه وامتداد.

والمزجة: ما يزجج به الحواجب.

والأزج: الحاجب: اسم له في لغة أهل اليمن، وفي حديث الذي استسلف ألف دينار في بني إسرائيل: فأخذ خشبة فنقرها وأدخل فيها ألف دينار وصحيفة، ثم زجج موضعها أي سوى موضع النقر وأصلحه، من تزجيج الحواجب، وهو حذف زوائد الشعر. قال ابن الأثير: ويحتمل أن يكون مأخوذا من الزج: النصل، وهو أن يكون النقر في طرف الخشبة، فترك فيه زجا ليمسكه ويحفظ ما في جوفه.

والزجج - بضمتين - الحمير المقتلة ، وفي بعض النسخ: المقتتلة.

والزجج أيضا: الحراب المنصلة ، ظاهر صنيعه أنه جمع ولم يذكر مفرده.

صفحة : 1422

وفي الحديث ذكر زج لاوة ، وهو بالضم :ع نجدي بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحاك ابن سفيان يدعو أهله إلى الإسلام.

ومن المجاز: زجاج الفحل، بالكسر: أنيابه ، وأنشد:

لها زجاج ولهاة فارض وأجماد الزجاج: ع بالصمان ذكره ذو الرمة:

فظلت بأجماد الزجاج سواخطا      صياما تغني تحتهن الصفائح يعني الحمير سخطت على مراتعها ليبسها.

وازدج الحاجب: تم إلى ذنابى العين .

والمزجوج : المرمي به، و غرب لا يديرونه ويلاقون بين شفتيه ثم يخرزونه .

ومما يستدرك عليه: زج: إذا طعن بالعجلة.

والزجاجة: الاست، لأنها تزج بالضرط والزبل.

والزجج في الإبل: روح في الرجلين وتجنيب.

وازدج النبت: اشتدت خصاصه.

وفي الأساس: ومن المجاز: نزلنا بواد يزج النبات وبالنبات أي يخرجه ويرميه كأنه يرمي به عن نفسه ، انتهى.

وفي حديث عائشة قالت: صلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة في رمضان، فتحدثوا بذلك. فأمسى المسجد من الليلة المقبلة زاجا. قال ابن الأثير: قال الحربي: أظنه جأزا، أي غاصا بالناس، فقلب، من قولهم: جئز بالشراب جأزا: إذا غص به. قال أبو موسى: ويحتمل أن يكون: راجا، بالراء، أراد أن له رجة من كثرة الناس.

وزج: ماء أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم العداء بن خالد.

قلت: ومزجاجة، بالكسر: موضع بالقرب من زبيد، منه شيخنا رضي الدين عبد الخالق بن أبي بكر بن الزين ابن الصديق بن محمد بن المزجاجي، ورهطه.

وأبو محمد عبد الرحيم بن محمد ابن أحمد بن فارس الثعلبي البغدادي الحنبلي، عرف بابن الزجاج، سمع ابن صرما وابن روزبه وجماعة، وحدث.

وقال قطرب في مثلثه: الزجاج بالفتح: حب القرنفل.

ز-ر-ج
زرجه بالرمح يزرجه زرجا: زجه . قال ابن دريد: وليس باللغة العالية.

والزرج في بعض: جلبة الخيل وأصواتها . ونص غير المصنف: الزرج: جلبة الخيل وأصواتها. قال الأزهري: ولا أعرفه.

والزرجون، كقربوس أي محركة شجر العنب بلغة الطائف؛ قاله النضر. أو قضبانها .

والزرجون: الخمرة ، معرب زركون، أي لون الذهب؛ كذا في شفاء الغليل.

والزرجون أيضا: المطر الصافي المستنقع في الصخرة .

وذكره الجوهري تبعا للأزهري في زرجن في النون، وسيأتي ذكره هناك مستوفي، ووهم في ذلك، ألا ترى إلى قول الراجز:

هل تعرف الدار لأم الخزرج
منها فظلت اليوم كالمـزرج

أي كالنشوان الذي أسكرته الخمرة، أي أحدثت فيه نشوة.

قال شيخنا: ولا وهم فيه، بل هو الصواب، لأن النون فيه أصلية عند جماهير أئمة اللغة والتصريف، بدليل أن من لغاته زرجون، بالضم كعصفور، وفي هذه اللغة نونه كسين قربوس على أنه قد تبع الجوهري في النون، وأقره هناك بغير تنبيه على وهم ولا غيره، وقال جماعة: الحق هو صنيع الجوهري، لأنهم نصوا على أن هذا من خلط العربي في الاشتقاق من اللفظ العجمي، لكونه ليس من لغته. وقياسه: المزرجن، نبه عليه ابن جنى في المحتسب وابن السراج وغيرهما. وقالوا: إن العرب قد تتصرف في الألفاظ العجمية كتصرفها في العربية بالحذف وغيره. فالراجز توهم زيادة النون فعاملها معاملة الزائد فحذفها، ولا يكون ذلك دالا على زيادتها. انتهى بتصرف يسير.

ومما يستدرك عليه: الزرجين: محلة كبيرة بمرو، منها رزين بن أبي رزين، عن عكرمة مولى ابن عباس، وعنه ابن المبارك.

صفحة : 1423

ز-ر-ن-ج
ومما يستدرك عليه: الزردج، بالفتح اسم للعصفر، معرب عن زرده.

ز-ر-ن-ج
زرنج، كسمند: قصبة سجستان قال ابن قتيبة: وسجستان إقليم عظيم، قصبته زرنج. قال ابن قيس الرقيات:

جلبوا الخيل من تهامة حتى     وردت خيلهم قصور زرنج منها أبو عبد الله محمد بن كرام العابد السجزي صاحب المذهب المشهور. وزرنوج وزرنوق ، القاف بدل عن الجيم :د، للترك وراء أوزجند ، بضم الهمزة وسكون الزاي.

ز-ع-ج
زعجه، كمنعه: أقلقه وقلعه من مكانه، كأزعجه، رباعيا، فانزعج .

وفي اللسان: الإزعاج نقيض الإقرار، تقول: أزعجته من بلاده فشخص، وانزعج قليلا. قال: ولو قيل: انزعج وازدعج، لكان قياسا. ولا يقولون: أزعجته فزعج. قال ابن دريد: يقال: زعجه وأزعجه: إذا أقلقه. وفي حديث أنس: رأيت عمر يزعج أبا بكر إزعاجا يوم السقيفة ، أي يقيمه ولا يدعه يستقر حتى بايعه.

وزعج: إذا طرد وصاح. و الاسم الزعج، محركة ، وهو القلق . وفي حديث عبد الله بن مسعود: الحلف يزعج السلعة ويمحق البركة قال الأزهري: أي يحطها. وقال ابن الأثير: أي ينفقها ويخرجها من يد صاحبها ويقلقها.

والمزعاج بالكسر :المرأة التي لا تستقر في مكان .

ز-ع-ب-ج
الزعبج، كجعفر وزبرج: الغيم الأبيض ، قاله الأزهري، أو الرقيق الخفيف وليس بثبت؛ قاله ابن سيده. والزعبج: الحسن من كل شيء، و الزعبج: الزيتون .

ز-ع-ل-ج
الزعلجة: سوء الخلق ، كذا في التهذيب واللسان.

ز-غ-ب-ج
الزعبج ، كجعفر، بالموحدة بعد الغين، كذا في النسح، وفي اللسان بالنون بدل الباء : ثمر العتم بضم العين المهملة، وهو زيتون الجبال، وهو كالنبق الصغار يكون أخضر ثم يبيض ثم يسود فيحلو في مرارة، وعجمته مثل عجمة النبق، يؤكل ويطبخ ويصفى ماؤه وله رب يؤتدم به كرب العنب.

ز-غ-ل-ج
الزغلجة: سوء الخلق، كالزعلجة. والأول الصواب .

ز-ل-ج
الزلج، محركة: الزلق، ويسكن يقال: مكان زلج، وزلج، وزليج: أي دحض. ويقال: مر يزلج ، بالكسر، زلجا ، بالسكون، وزليجا ، كأمير: إذا خف على الأرض .

والزالج: الناجي من الغمرات، ومن يشرب شربا شديدا من كل شيء يقال: زلج يزلج، فيهما جميعا.
والتزلج: التزلق.

والسهم يزلج على وجه الأرض ويمضي مضاء زلجا، فإذا وقع السهم بالأرض -ولم يقصد إلى الرمية قلت: أزلجت السهم.

وزلج السهم يزلج زلوجا. وزليجا: وقع على وجه الأرض ولم يقصد الرمية.

وسهم زلج كأنه وصف بالمصدر. قال أبو الهيثم: الزالج من السهام: إذا رماه الرامي فقصر عن الهدف وأصاب صخرة إصابة صلبة، فاستقل من إصابة الصخرة إياه، فقوى، وارتفع إلى القرطاس فهو لا يعد مقرطسا.

وسهم زالج: يتزلج عن القوس ، وفي نسخة ينزلج، كالزلوج كصبور.

صفحة : 1424

والمزلج، كمحمد: القليل . يقال: عطاء مزلج: أي وتح قليل. وعطاء مزلج: مدبق لم يتم. وكل ما لم تبالغ فيه ولم تحكمه فهو مزلج. وقيل: المزلج: الملصق بالقوم وليس منهم . وقيل: الدعي. والمزلج: الذي ليس بتام الحزم. والمزلج: الرجل الناقص الضعيف. وقيل: هو الناقص الخلق. وقيل: هو الدون من كل شيء. والمزلج أيضا: البخيل. ومن العيش: المدافع بالبلغة. ومن الحب: ما كان غير خالص، حب مزلج: فيه تغرير. وقال مليح:

وقالت ألا قد طال ما قد غررتنا     بخدع وهذا منك حب مزلـج والمزلاج والزلاج ، الأخير ككتاب: المغلاق، إلا أنه يفتح باليد، والمغلاق الذي لا يفتح إلا بالمفتاح ، سمي بذلك لسرعة انزلاجه. وقد أزلجت الباب، أي أغلقته. قال ابن شميل: مزاليج أهل البصرة: إذا خرجت المرأة من بيتها ولم يكن فيه راقب تثق به، خرجت فردت بابها، ولها مفتاح أعقف مثل مفاتيح المزاليج من حديد، وفي الباب ثقب فتزلج فيه المفتاح، فتغلق به بابها. وقد زلجت بابها زلجا: إذا أغلقته بالمزلاج.
وأمرأة مزلاج: رسحاء .

والزلج: السرعة في المشي وغيره.

و الزلوج كصبور: السريع . وزلوج: فرس عبد الله بن جحش الكناني، أو ناقته ، وهو الصواب.

وعن الليث: الزلج: سرعة ذهاب المشي ومضية. يقال: زلجت الناقة تزلج زلجا: إذا مضت مسرعة كأنها لا تحرك قوائمها من سرعتها. وأما قول ذي الرمة:

حتى إذا زلجت عن كل حنجرة       إلى الغليل ولم يقصعنه نغـب فإنه أراد: انحدرت في حناجرها مسرعة لشدة عطشها.
وقدح زلوج: سريع الانزلاق من اليد . وفي بعضها: من القوس وقال:

فقدحه زعل زلوج وعقبة زلوج: بعيدة طويلة . قال اللحياني: يقال: سرنا عقبة زلوجا وزلوقا: أي بعيدة طويلة.

وزلج الباب: أغلقه بالمزلاج، كأزلجه . وقد مر ذلك قريبا.

وزلج فلان كلامه تزليجا : إذا أخرجه وسيره . وقال ابن مقبل:

وصالحة العهد زلجتـهـا       لواعي الفؤاد حفيظ الأذن يعني قصيدة أو خطبة.

وناقة زلجى، كجمزي وزلوج وزليجة: سريعة في السير. وقيل: سريعة الفراغ عند الحلب. ومر عن الليث ما يقاربه.
والزلجان، محركة: التقدم في السرعة، وكذلك الزبجان. قال أبو زيد: زلجت رجله وزبجت. ويقال: الزلجان: سير لين.
والزلج،، بضمتين: الصخور الملس ، لأن الأقدام تنزلق عنها.

والتزليج: مدافعة العيش بالبلغة قال ذو الرمة:

عتق النجار وعيش غير تزليج     وتزلج النبيذ والشراب: إذا ألح في شربه ، عن اللحياني، كتسلجه، وتركت فلانا يتزلج النبيذ، أي يلج في شربه.

ومزلج، كمقبل، لقب عبد الله بن مطر، لقوله:

نلاقي بها يوم الصباح عدونا      إذا أكرهت فيها الأسنة تزلج وعن ابن الأعرابي: الزلج: السراح من جميع الحيوان.

ز-م-ج
زمج القربة زمجا: إذا ملأها لغة في جزمها. قال ابن سيده: وزعم يعقوب أنه مقلوب. والمصدر يأبى ذلك. وعن شمر: زأج بينهم وزمج: إذا حرش وأغرى. وزمج عليهم زمجا: إذا دخل بلا إذن ولا دعوة فأكل. وعن ابن الأعرابي: زمج على القوم ودمق ودمر بمعنى واحد.

صفحة : 1425

وزمج كفرح: غضب زمجا، محركة وهو زمج ومزمئج . قال الأصمعي: سمعت رجلا من أشجع يقول: ما لي أراك مزمئجا: أي غضبان. والزمجي كزمكي: أصل ذنب الطائر ومنبته.

وزمج كدمل: طائر دون العقاب يصاد به. وقيل: هو ذكر العقبان -عن أبي حاتم. وقد يقال زمجة- يشبه صوته نباح الجرو. وفي سفر السعادة: هو من الجوارح التي تعلم. وقال الجرمي: هو ضرب من العقبان. قال ابن سيده: زعم الفارسي عن أبي حاتم أنه معرب، قال: وذكر سيبويه الزمج في الصفات ولم يفسره السيرافي. قال: والأعرف أنه الزمح، بالحاء. وفي التهذيب فارسيته دوبرادران، لأنه إذا عجز عن صيده أعانه أخوه على أخذه. ووهم الجوهري في: ده لأن ده معناه عشرة و دو معناة اثنان. فاتضح أن قول شيخنا في تأييد الجوهري أن المصنف جرى على فارسية مولدة تحامل محض.

وأخذه بزأمجه وزأبره، مهموز: أي أخذه كله ولم يدع منه شيئا. وحكاه سيبويه غير مهموز عند ذكر العالم والناصر، وقد همزا. وقيل: إن الهمزة فيهما أصلية.

وزمجه الظليم - ذكر النعام - بكسرتين وشد الجيم: منقاره.

ومما يستدرك عليه: عن ابن سيده: يقال رجل زمج وزماج: وهو الخفيف الرجلين.

وجاءني القوم بزأمجهم أي بأجمعهم. وازمأجت الرطبة: انتفخت من حر أو ندى أو انتهاء، عن الهجري. وفي الأساس: سمعت لزيد زمجة صخبا وزجرا، وهو ذو زماجر وزماجير، ويجوز كون ميمها زائدة.

ز-م-ه-ج
كلأ مزمهج ، أي أنيق ناضر كثير ، أهمله الجوهري وابن منظور.

ز-ن-ج
الزنج بالفتح ويكسر لغتان فصيحتان والمزنجة بالفتح والزنوج بالضم: جيل من السودان تسكن تحت خط الاستواء وجنوبيه وليس وراءهم عمارة. قال بعضهم: وتمتد بلادهم من المغرب إلى قرب الحبشة، وبعض بلادهم على نيل مصر. واحدهم زنجي بالفتح والكسر، حكاه ابن السكيت وأبو عبيد مثل رومي وروم وفارسي وفرس، لأن ياء النسب عديلة هاء التأنيث في السقوط.

وأما الأزنج في قول الشاعر:

تراطن الزنج بزجل الأزنج فإنه تكسير على إرادة الطوائف والأبطن، قاله الفارسي، كذا في المحكم.

وأبو خالد مسلم بن خالد الزنجي القرشي مولاهم، إنما لقب بالضد لبياضه.

والزنج بالتحريك: شدة العطش ، زنجت الإبل زنجا: عطشت مرة بعد مرة فضاقت بطونها. وكذلك زنج الرجل من ترك الشرب، عن كراع. وفي التهذيب زنج زنجا وصر صريرا وصدى وصرى بمعنى واحد، أو هو أن تقبض أمعاؤه ومصارينه من العطش . قال ابن بزرج: الزنج والحجز واحد، يقال حجز الرجل وزنج: وهو أن تقبض أمعاء الرجل ومصارينه من الظمإ ولا يستطيع، هكذا في النسخ، وصوابه فلا يستطيع بالفاء. إكثار الطعم والشرب.

ويقال عطاء مونج، كمعظم قليل . لم يذكره أحد من أئمة اللغة، فالظاهر أنه تحريف عن مزلج، باللام وقد تقدم.

وزنج، بالضم: ة، بنيسابور .

وزنجان بالفتح. د، بأذربيجان بالجبل منه محمد بن أحمد بن شاكر عن نصر بن علي وإسماعيل ابن بنت السدى، وعنه يوسف بن القاسم الميانجي وغيره، والإمام سعد بن علي شيخ الحرم، وأبو القاسم يوسف بن الحسن، عن أبي نعيم الحافظ، مات سنة 473 وأبو القاسم يوسف بن علي ، تفقه على أبي إسحاق الشيرازي، وأفتى، وبرع، مات سنة 555 الزنجانيون .

والزناج، بالكسر: المكافأة بخير أو شر، عن أبي عمرو.

صفحة : 1426

وزنيج، كزبير: لقب أبي غسان محمد بن عمرو المحدث .

وزنجويه: جد أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن زنجويه فقيه فاضل، من زنجان روى عن أبي علي من شاذان، ومات سنة 490 وزنجويه: لقب مخلد بن قتيبة بن عبد الله الأزدي، وابنه حميد أبو أحمد النسائي الحافظ، محدث مشهور، كذا في تاريخ ابن النجار.

وتزنج علي فلان: تطاول، ذكره ابن منظور وابن الأثير.

والبرهان إبراهيم بن عبد الوهاب الزنجاني شارح الوجيز.

ز-ن-ذ-ن-ج
الزنذنيج: قرية ببخارا، وإليها تنسب الثياب الزنذنيجية. وسيأتي ذكرها.

ز-ن-ف-ل-ج
الزنفيلجة، بكسر الزاي وفتح اللام، والزنفالجة ، بقلب الياء ألفا والزنفليجة، كقسطبيلة: شبيه بالكنف ، بالكسر، صرح أبو حيان وغيره من أهل التصريف أن نونها زائدة، والصواب أنه معرب عن زن بيله، بفتح الزاي وكسر الموحدة فإن قدمت اللام على الياء، كسرتها وفتحت ما قبلها، فقلت: الزنفليجة.

وهذه المادة عندنا بالأسود، بناء على أن الجوهري قد ذكرها، وفي نسخة شيخنا بالحمرة، وهو وهم.

ز-ن-ف-ج
الزنفجة: الداهية ، أهملها ابن منظور والجوهري.

ز-و-ج
الزوج للمرأة: البعل. و للرجل: الزوجة ، بالهاء، وفي المحكم الرجل زوج المرأة، وهي زوجه وزوجته. وأباها الأصمعي بالهاء. وزعم الكسائي عن القاسم بن معن أنه سمع من أزدشنوءة بغير هاء والكلام بالهاء ألا ترى أن القرآن جاء بالتذكير: اسكن أنت وزوجك الجنة هذا كله قول اللحياني. قال بعض النحويين: أما الزوج فأهل الحجاز يضعونه للمذكر والمؤنث وضعا واحدا، تقول المرأة: هذا زوجي، ويقول الرجل: هذه زوجي. قال تعالى: وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج أي امرأة مكان امرأة، وفي المصباح: الرجل: زوج المرأة، وهي زوجه أيضا. هذه هي اللغة العالية، وجاء بها القرآن... والجمع منهما أزواج. قال أبو حاتم: وأهل نجد يقولون في المرأة: زوجة، بالهاء، وأهل الحرم يتكلمون بها. وعكس ابن السكيت فقال: وأهل الحجاز يقولون للمرأة: زوج، بغير هاء، وسائر العرب زوجة بالهاء، وجمعها زوجات. والفقهاء يقتصرون في الاستعمال عليها للإيضاح وخوف لبس الذكر بالأنثى، إذ لو قيل: فريضة فيها زوج وابن، لم يعلم أذكر أم أنثى.

وقال الجوهري: ويقال أيضا: هي زوجته، واحتج بقول الفرزدق:

وإن الذي يسعى يحرش زوجتي     كساع إلى أسد الشرى يستبيلها والزوج: خلاف الفرد. يقال زوج أو فرد، كما يقال: شفع أو وتر.

والزوج: النمط. وقيل: الديباج. قال لبيد:

من كل محفوف يظل عصيه      زوج عليه كلة وقرامـهـا وقال بعضهم: الزوج هنا: النمط يطرح على الهودج. ومثله في الصحاح، وأنشد قول لبيد. ويشبه أن يكون سمي بذلك لاشتماله على ما تحته اشتمال الرجل على المرأة. وهذا ليس بقوي.
والزوج: اللون من الديباج ونحوه. والذي في التهذيب: والزوج اللون. قال الأعشى:

وكل زوج من الديباج يلبسه      أبو قدامه محبوا بذاك معا فتقييد المصنف بالديباج ونحوه غير سديد. وقوله تعالى: وآخر من شكله أزواج قال: معناه ألوان وأنواع من العذاب.

صفحة : 1427

ويقال للاثنين: هما زوجان، وهما زوج كما يقال: هما سيان، وهما سواء. وفي المحكم: الزوج: الفرد الذي له قرين، والزوج: الاثنان. وعنده زوجا نعال، وزوجا حمام يعني ذكرين أو أنثيين، وقيل: يعني ذكرا وأنثى. ولا يقال: زوج حمام، لأن الزوج هنا هو الفرد وقد أولعت به العامة. وقال أبو بكر: العامة تخطئ، فتظن أن الزوج اثنان، وليس ذلك من مذاهب العرب، إذ كانوا لا يتكلمون بالزوج موحدا في مثل قولهم: زوج حمام، ولكنهم يثنون فيقولون: عندي زوجان من الحمام، يعنون ذكرا وأنثى؛ وعندي زوجان من الخفاف، يعنون اليمين والشمال، ويوقعون الزوجين على الجنسين المختلفين، نحو الأسود والأبيض، والحلو والحامض، وقال ابن شميل: الزوج: اثنان، كل اثنين: زوج. قال: واشتريت زوجين من خفاف: أي أربعة. قال الأزهري: وأنكر النحويون ما قال. والزوج: الفرد، عندهم. ويقال للرجل والمرأة: الزوجان. قال الله تعالى: ثمانية أزواج يريد ثمانية أفراد وقال هذا هو الصواب. والأصل في الزوج الصنف والنوع من كل شيء، وكل شيئين مقترنين: شكلين كانا أو نقيضين: فهما زوجان، وكل واحد منهما: زوج.

وزوجته امرأة ، يتعدى بنفسه إلى اثنين، فتزوجها: بمعنى أنكحته امرأة فنكحها. وتزوجت امرأة. و زوجته بامرأة. وتزوجت بها، أو هذه تعديتها بالباء قليلة، نقله الجوهري عن يونس. وفي التهذيب وتقول العرب: زوجته امرأة، وتزوجت امرأة، وليس من كلامهم: تزوجت بامرأة، ولا زوجت منه امرأة، وقال الفراء: تزوجت بامرأة: لغة في أزدشنوءة، وتزوج في بني فلان نكح فيهم. وعن الأخفش: وتجوز زيادة الباء فيقال: زوجته بامرأة، فتزوج بها.
وامرأة مزواج: كثيرة التزوج والتزاوج.

وكثيرة الزوجة كعنبة، أي الأزواج، إشارة إلى أنه جمع للزوج، فقول شيخنا: إن الأقدمين ذكروا في جمع الزوج زوجة كعنبة، وقد أغفله المصنف كالأكثرين، فيه تأمل.

وزوج الشيء بالشيء وزوجه إليه: قرنه. وفي التنزيل وزوجناهم بحور عين أي قرناهم وأنشد ثعلب:

ولا يلبث الفتيان أن يتفرقوا    إذا لم يزوج روح شكل إلى شكل قال شيخنا: وفيه إيماء إلى أن الآية تكون شاهدا لما حكاه الفراء، لأن المراد منها القران لا التزويج المعروف، لأنه لا تزويج في الجنة. وفي واعي اللغة لأبي محمد عبد الحق الأزدي: كل شكل قرن بصاحبه: فهو زوج له، يقال: زوجت بين الإبل: أي قرنت كل واحد بواحد. وقوله تعالى: وإذا النفوس زوجت أي قرنت كل شيعة بمن شايعت. وقيل: قرنت بأعمالها. وليس في الجنة تزويج. ولذلك أدخل الباء في قوله تعالى وزوجناهم بحور عين وقال الزجاج في قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا وأزواجهم الأزواج: القرناء والضرباء والنظراء. وتقول: عندي من هذا أزواج: أي أمثال. وكذلك زوجان من الخفاف، أي كل واحد نطير صاحبه. وكذلك الزوج المرأة، والزوج المرء، قد تناسبا بعقد النكاح. وقوله تعالى أو يزوجهم ذكرانا وإناثا أي يقرنهم، وكل شيئين اقترن أحدهما بالآخر فهما زوجان. قال أبو منصور: أراد بالتزويج التصنيف، والزوج: الصنف. والذكر صنف، والأنثى صنف.

وتزوجه النوم: خالطه.

والزاج: ملح م أي معروف. وقال الليث: يقال له الشب اليماني وهو من الأدوية، وهو من أخلاط الحبر.

صفحة : 1428

والزيج، بالكسر: خيط البناء كشداد، وهو المطمر، وهما معربان، الأول عن زاك، والثاني عن زه، وهو الوتر؛ كذا في شفاء الغليل . وفي مفاتيح العلوم: الزيج: كتاب يحسب فيه سير الكواكب، وتستخرج التقويمات، أعني حساب الكواكب سنة سنة، وهو بالفارسية زه، أي الوتر، ثم عرب فقيل: زيج، وجمعوه على زيجة كقردة .

بقي أن المصنف أورد الزيج في الواو إشارة إلى أنه واوي. وليس كذلك بل الأولى ذكرها في آخر المواد، لكونها معربة. فإبقاؤها على ظاهر حروفها أنسب. قاله شيخنا. وقال الأصمعي في الأخير: لست أدري أعربي هو أم معرب.
وزاج بينهم وزمج: إذا حرش وأغرى. وقد تقدم. وقيل: إن زاج مهموز العين، فليس هذا محل ذكره.

ومن المجاز: تزاوج الكلامان وازدوجا. وقالوا على سبيل المزاوجة هو والازدواج بمعنى واحد. وازدوج الكلام وتزاوج: أشبه بعضه بعضا في السجع أو الوزن، أو كان لإحدى القضيتين تعلق بالأخرى.

ومن المجاز أيضا: أزوج بينهما وزاوج، كذا في الأساس.

وفي اللسان: والافتعال من هذا الباب ازدوجت الطير ازدواجا فهي مزدوجة.

وتزاوج القوم وازدوجوا: تزوج بعضهم بعضا. صحت في ازدوجوا لكونها في معنى تزاوجوا.

ومما يستدرك عليه: الزواج، بالفتح، من التزويج: كالسلام من التسليم. والكسر فيه لغة، كالنكاح وزنا ومعنى، وحملوه على المفاعلة، أشار إليه الفيومي.

والزيج: علم الهيئة.

وزايجة: صورة مربعة أو مدورة تعمل لموضع الكواكب في الفلك، لينظر في حكم المولد، في عبارة المنجمين؛ ونقله عن مفاتيح العلوم للرازي.

وزاج: لقب أحمد بن منصور الحنظلي المحدث.

ز-ر-د-ج
ومما يستدرك عليه: الزردج، بالفتح: اسم لعصفر، معرب عن زرده.

ز-ه-ز-ج
الزهزج كجعفر بالزاءين، هكذا في نسختنا، والذي في اللسان وغيره الزهرج، بالراء قبل الجيم: وهو عزيف الجن وجلبتها ، أي حكاية أصواتها، ج زهازج ذكره الأزهري في ترجمة سمهيج من أبيات.

تسمع للجن بها زهازجا

 ز-ه-ل-ج
تزهلج الرمح : إذا اطرد.

و الزهلجة: المداراة .

وفي النوادر: زهلج له الحديث وزهلقه وزهمجه، كذا في التهذيب.

ز-ن-ذ-ن-ج
الزنذنيج: قرية ببخارا، وإليها تنسب الثياب الزنذنيجية. وسيأتي ذكرها.

ز-ه-م-ج
ومما يستدرك عليه: زهمج. ففي النوادر: زهلج له الحديث وزهمقه وزهمجه بمعنى، قاله أبو منصور.