الباب الخامس: باب الجيم - الفصل الثامن عشر: فصل العين المهملة مع الجيم

فصل العين المهملة مع الجيم

ع ب ج
العبجة، محركة، قال إسحاق بن الفرج، سمعت شجاعا السلمي يقول: العبكة: الرجل البغيض الطغام -بالفتح والغين المعجمة، وفي نسخة: الطغامة، بزيادة الهاء- الذي لا يعي ما يقول ولا خير فيه . قال: وقال مدرك الجعفري: هو العبجة؛ جاء بهما في باب الكاف والجيم.

ع ث ج
العثج بفتح فسكون، ويحرك: اليثعج ، بتقديم الثاء على العين، وقد تقدم، و هو الجماعة من الناس في السفر، كالعثجة، بالضم ، مثال الجرعة، وقيل: هما الجماعات. وفي تلبية بعض العرب في الجاهلية.

لا هم لولا أن بكرا دونكا
يعبدك الناس ويفجرونكا
ما زال منا عثج يأتونكا

ويقال: رأيت عثجا وعثجا من الناس: أي جماعة. ويقال للجماعة من الإبل تجتمع في المرعى: عثج قال الراعي يصف فحلا:

بنات لبونه عثـج إلـيه      يسفن الليت منه والقذالا قال ابن الأعرابي: سألت المفضل عن هذا البيت، فأنشد:

صفحة : 1453

لم تلتفتـلـلـداتـهـا        ومضت على غلوائها فقلت: أريد أبين من هذا. فأنشأ يقول:

خمصانة قلق موشحـهـا    رؤد الشباب غلا بها عظم يقول: من نجابة هذا الفحل ساوى بنات اللبون من بناته قذاله لحسن نباتها.

و العثج والعثج: القطعة من الليل . يقال: مر عثج من الليل وعثج، أي قطعة.

وعثج يعثج عثجا وعثج بالكسر كلاهما :أدام ، وفي نسخة: أدمن الشرب شيئا بعد شيء .

والعثجج: الجمع الكثير .
والعثوثج: البعير السريع الضخم المجتمع الخلق، كالعثنجج، والعثوجج .

وقد اعثوثج اعثيثاجا واعثوجج: إذا أسرع .

واثعنجج الماء، والدمع: سالا.

ع ث ن ج
ومما يستدرك عليه من هذا الفصل: العثنج، بتخفيف النون: الثقيل من الإبل.

والعثنج، بشدها: الثقيل من الرجال، وقيل: الثقيل، ولم يحد من أي نوع عن كراع.

والعثنثج: الضخم من الإبل، وكذلك العثمتم والعبنبل، وسيأتي ذكرهما.

ع ج ج
عج يعج ، كضرب يضرب، و عج يعج، كيمل -أي بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع، خلافا من توهم أنه بفتح العين فيهما نظرا إلى ظاهر عبارة المصنف، وهو غير وارد لعدم حرف الحلق فيه، وشذ: أبى يأبى، وقد تقدم لنا هذا البحث مرارا، وسيأتي أيضا في بعض المواضع من هذا الشرح - عجا وعجيجا ، وكذا ضج يضج: إذا صاح ، وقيده الأزهري بالدعاء والاستغائة، ورفع صوته .

وفي الحديث: أفضل الحج العج والثج ، العج: رفع الصوت بالتلبية.

وفي الحديث: من قتل عصفورا عج إلى الله تعالى يوم القيامة .

وعجة القوم وعجيجهم: صياحهم وجلبتهم. وفي الحديث: من وحد الله تعالى في عجته وجبت له الجنة أي من وحده علانية، كعجعج ، مضاعفا، دليل على التكرير فيه.

وعج الناقة: زجرها . في اللسان: ويقال للناقة إذا زجرتها: عاج. وفي الصحاح: عاج، بكسر الجيم مخففة. وقد عجعج بالناقة، إذا عطفها إلى شيء فقال: عاج عاج .

وفي النوادر: عج القوم وأعجوا، وهجوا وأهجوا، وخجوا وأخجوا: إذا أكثروا في فنونهم ويوجد في بعض النسخ: في فنونه الركوب .

وعجت الريح وأعجت : اشتدت ، أو اشتد هبوبها فأثارت وساقت العجاج أي الغبار، كأعج، فيهما ، وقد عرفت. وعججته الريح: ثورته. وقال ابن الأعرابي: النكب في الرياح أربع: فنكباء الصبا والجنوب مهياف ملواح، ونكباء الصبا والشمال معجاج مصراد لا مطر فيها ولا خير، ونكباء الشمال والدبور قرة ونكباء الجنوب والدبور حارة. قال: والمعجاج: هي التي تثير الغبار.

ويوم معج وعجاج ورياح معاجيج ضد مهاوين.

والعجاج: مثير العجاج.

والتعجيج: إثارة الغبار.

والعجة، بالضم : دقيق يعجن بسمن ثم يشوى. قال ابن دريد: العجة: ضرب من الطعام، لا أدري ما حدها. وفي الصحاح: طعام يتخذ من البيض. مولد . قلت: لغة شامية. قال ابن بري. قال ابن دريد: لا أعرف حقيقة العجة، غير أن أبا عمرو ذكر لي أنه دقيق يعجن بسمن. وحكى ابن خالويه عن بعضهم أن العجة كل طعام يجمع، مثل التمر والأقط.

وجئتهم فلم أجد إلا العجاج والهجاج. العجاج، كسحاب: الأحمق . والهجاج: من لا خير فيه.

والعجاج: الغبار . وقيل: هو من الغبار ما ثورته الريح، واحدته عجاجة، وفعله التعجيج.

صفحة : 1454

والعجاج: الدخان ، والعجاجة أخص منه. و في الحديث: لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض، فيبقى عجاج لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا . قال الأزهري: العجاج: رعاع الناس والغوغاء والأراذل ومن لا خير فيه، واحده عجاجة، قال:

يرضى إذا رضي النساء عجاجة    وإذا تعمد عمده لم يغـضـب والعجاجة: الإبل الكثيرة العظيمة ؛ حكاه أبو عبيد عن الفراء. وقال شمر: لا أعرف العجاجة بهذا المعنى.

وفلان لف عجاجته عليهم : إذا أغار عليهم . وقال الشنفرى:

وإني لأهوى أن ألف عجاجـتـي     على ذي كساء من سلامان أو برد أي أكتسح غنيهم ذا البرد، وفقيرهم الكساء.

وفي المقامات الحريرية: ثم إنه لبد عجاجته وغيض مجاجته: أي كف عما كان فيه .

والعجاج: الصياح من كل ذي صوت من قوس وريح؛ نهر عجاج، وفحل عجاج في هديره. وعجت القوس تعج عجيجا: صوتت، وكذلك الزند عند الوري، كالعجعاج والعاج. والأنثى بالهاء. وقال اللحياني: رجل عجعاج بجباج: إذا كان صياحا. والبعير يعج في هديره عجا وعجيجا: يصوت ويعجعج: يردد عجيجه ويكرره.

وقال غيره: عج: صاح. وجع: أكل الطين. وعج الماء يعج عجيجا وعجعج، كلاهما: صوت. قال أبو ذؤيب:

لكل مسيل من تهامة بعدمـا     تقطع أقران السحاب عجيج ونهر عجاج: تسمع لمائه عجيجا، أي صوتا، ومنه قول بعض الفخرة: نحن أكثر منكم ساجا وديباجا وخراجا ونهرا عجاجا . وقال ابن دريد: نهر عجاج: كثير الماء وفي حديث الخيل إن مرت بنهر عجاج فشربت منه كتبت له حسنات أي كثير الماء كأنه يعج من كثرته وصوت تدفقه.

والعجاج بن رؤبة بن العجاج السعدي، من سعد تميم، الشاعر، وهما ، أي العجاجان أشعر الناس. قال ابن دريد: سمي بذلك لقوله:

حتى يعج ثخنا من عجعجا واسم العجاج عبد الله.

والعجعاج: النحيب المسن من الخيل ، قاله ابن حبيب.

ويقال طريق عاج زاج، أي ممتلئ .

وعجعج البعير: ضرب فرغا وصوت أو حمل عليه حمل ثقيل فصوت لأجله.

وعجج البيت من الدخان ، وفي نسخة: دخانا تعجيجا ، إذا ملأه فتعجج .

ومما يستدرك عليه من المادة: العجعجة: وهي في قضاعة كالعنعنة في تميم، يحولون الياء جيما مع العين، يقولون: هذا راعج خرج معج: أي راعي خرج معي، كما قال الراجز:

خالي لقيط وأبو علـج
المطعمان اللحم بالعشج
وبالغداة كسر البرنـج
يقلع بالود وبالصيصج

أراد علي، والعشي، والبرني، والصيصي. وفي الأساس: ومن المستعار: جارية عج ثدياها: تكعبت. ودخل وله رائحة تعج بالمسجد.

والعجاجة: الهبوة، كالهجاجة، وسيأتي في هج.

ع د ر ج
العدرج، كعملس: السريع الخفيف، واسم ، كذا عن ابن سيده.

ويقال: ما بها . أي بالدار من عدرج ، أي أحد .

ع ذ ج
العذج: الشرب . عذج الماء يعذجه عذجا. وقيل: عذجه: جرعه، وليس بثبت. وعذجه عذجا: شتمه؛ عن ابن الأعرابي. والغين أعلى.

و عذج عاذج بالكسر: مبالغة فيه، كقولهم: جهد جاهد. قال هميان بن قحافة:

تلقى من الأعبد عذجا عاذجا. أي تلقى هذه الإبل من الأعبد زجرا كالشتم.

ورجل معذج كمنبر: الغيور السيئ الخلق، والكثير اللوم ، الأخير عن ابن الأعرابي، وأنشد:

صفحة : 1455

فعاجت علينا من طوال سـرعـرع     على خوف زوج سيئ الظن معذج

ع ذ ل ج
عذلج السقاء: ملأه ، وقد عذلجت الدلو. و عذلج ولده: أحسن غذاءه ، فهو معذلج.


والولد عذلوج بالضم: حسن الغذاء.

والمعذلج: الممتلئ ، قال أبو ذؤيب يصف صيادا:

له من كسبهن معذلجـات     قعائد قد ملئن من الوشيق والمعذلج: الناعم عذلجته النعمة، الحسن الخلق ، بفتح الخاء ضخم القصب وهي بهاء امرأة معذلجة: حسنة الخلق ضخمة القصب.

وعيش عذلاج، بالكسر: ناعم .

ع ر ج
عرج في الدرجة والسلم يعرج، بالضم عروجا ومعرجا ، بالفتح :ارتقى ، وعرج في الشيء وعليه يعرج، بالكسر، ويعرج، بالضم عروجا أيضا: رقي. وعرج الشيء فهو عريج: ارتفع وعلا. قال أبو ذؤيب:

كما نور المصباح للعجم أمرهم      بعيد رقاد النـائمـين عـريج وعرج زيد يعرج، بالضم : أصابه شيء في رجله فخمع وليس بخلقة. فإذا كان خلقة فعرج، كفرح ، ومصدره العرج، محركة. والعرجة، بالضم أو يثلث، في غير الخلقة، وهو أعرج بين العرج، من قوم عرج وعرجان . بالضم فيهما، وعرج، بالكسر لا غير: صار أعرج.

وأعرجه الله تعالى : جعله أعرج.

وما أشد عرجه. ولا تقل: ما أعرجه، لأن ما كان لونا أو خلقة في الجسد لا يقال منه: ما أفعله، إلا مع أشد.

والعرجان، محركة: مشيته ، أي الأعرج.

وعرج عرجانا: مشى مشية الأعرج بعرض فغمز من شيء أصابه.

ويقال: أمر عريج : إذا لم يبرم .

وعرج البناء تعريجا: ميل فتعرج. وعرج النهر: أماله. وعرج عليه: عطف. و عرج بالمكان: إذا أقام . ومن التعريج على الشيء: الإقامة عليه. وعرج فلان على المنزل. وفي الحديث: فلم أعرج عليه أي لم أقم ولم أحتبس. و عرج: حبس المطية على المنزل . يقال: عرج الناقة: حبسها. والتعريج أن تحبس مطيتك مقيما على رفقتك أو لحاجة، كتعرج . قرأت في التهذيب في ترجمة عرض : تعرض يا فلان، وتهجس، وتعرج: أي أقم.

والمنعرج من الوادي: المنعطف منه يمنة ويسرة، كلاهما بفتح العين على صيغة اسم المفعول، ووهم من قال خلاف ذلك. وانعرج: انعطف. وانعرج القوم عن الطريق: مالوا. ويقال للطريق إذا مال: انعرج.

ويقال: مالي عندك عرجة، بالكسر، ولا عرجة، بالفتح، ولا عرجة، محركة، ولا عرجة، بالضم، ولا تعرج: أي مقام، وقيل: محبس.

والمعراج والمعرج ، بحذف الألف والمعرج بالفتح؛ نقله الجوهري عن الأخفش ونظره بمرقاة ومرقاة :السلم أو شبه درجة، تعرج عليه الأرواح إذا قبضت، يقال: ليس شيء أحسن منه إذا رآه الروح لم يتمالك أن يخرج.

والمعرج: المصعد ، والطريق الذي تصعد فيه الملائكة جمعه المعارج. وفي التنزيل: من الله ذي المعارج قيل: معارج الملائكة: مصاعدها التي تصعد فيها وتعرج فيها. وقال قتادة: ذي المعارج: ذي الفواضل والنعم. وقال الفراء ذي المعارج من نعت الله، لأن الملائكة تعرج إلى الله تعالى، فوصف نفسه بذلك. قال الأزهري: ويجوز أن يجمع المعراج معارج، والمعراج: السلم ومنه ليلة المعراج والجمع معارج ومعاريج مثل مفاتح ومفاتيح. قال الأخفش: إن شئت جعلت الواحد معرجا ومعرجا.

والعرج، محركة: غيبوبة الشمس أو انعراجها نحو المغرب ، وأنشد أبو عمرو:

حتى إذا ما الشمس همت بعرج

صفحة : 1456

والعرج ككنف: ما لا يستقيم مخرج بوله من الإبل ، والعرج فيه كالحقب، فيقال: حقب البعير حقبا، وعرج عرجا، فهو عرج، ولا يكون ذلك إلا للجمل إذا شد عليه الحقب، يقال: أخلف عنه لئلا يحقب.

والعرج بالفتح: د، باليمن، وواد بالحجاز ذو نخيل، و: ع، ببلاد هذيل . قال شيخنا: إن كان هو الذي بالطائف فالصواب فيه التحريك كما جزم به غير واحد، وإن كان منزلا آخر لهذيل فهو بالفتح، وبه جزم ابن مكرم انتهى قلت: ليس في كلام ابن مكرم ما يدل على ما قاله شيخنا، كما ستعرف نصه، ومنزل بطريق مكة ، شرفها الله تعالى. في اللسان: العرج بفتح العين وإسكان الراء: قرية جامعة من أعمال الفرع. وقيل هو موضع بين مكة والمدينة وقيل: هو على أربعة أميال من المدينة. منه عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ثالث الخلفاء، العرجي الشاعر ، رضي الله عنه، الذي قال:

أضاعوني وأي فتى أضاعوا     ليوم كريهة وسداد ثـغـر وفي بعض النسخ: عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان، ولم يتابع عليه. وله قصة غريبة نقلها شراح المقامات. وقول شيخنا: وفي لسان العرب ما يقضي أن الشاعر غير عبد الله وهو غلط واضح، وإن توقف فيه الشيخ علي المقدسي لقصوره، غير وارد على صاحب اللسان، فإنه لم يذكر قولا يفهم منه التغاير، مع أني تصفحت النسخة -وهي الصحيحة المقروءة- فلم أجد فيها ما نسب شيخنا إليه، والله أعلم.

والعرج: القطيع من الإبل ما بين السبعين إلى الثمانين أو نحو الثمانين ، وهكذا وجد بخط أبي سهل، أو منها إلى تسعين، أو مائة وخمسون وفويقها ، ونسبه الجوهري إلى أبي عبيدة، أو من خمسمائة إلى ألف ، ونسبه الجوهري إلى الأصمعي. وقال أبو زيد: العرج: الكثير من الإبل. وقال أبو حاتم: إذا جاوزت الإبل المائتين وقاربت الألف فهي عرج. وقرأت في الأنساب للبلاذري قول العلاء بن قرظة خال الفرزدق:

وقسم عرجا كأسه فوق كفه    وآب بنهب كالفسيل المكمم قال: العرج: ألف من الإبل. ويكسر، ج أعراج وعروج ، قال ابن قيس الرقيات:

أنزلوا من حصونهن بنات الت    رك يأتون بعد عرج بعـرج

وقال:
يوم تبدى البيض عن أسوقها      وتلف الخيل أعراج النعـم

وقال ساعدة بن جؤية:

واستدبروهم يكفئون عروجهم     مور الجهام إذا زفته الأزيب والعريجاء، ممدودة ، مضمومة: الهاجرة، وأن ترد الإبل يوما نصف النهار ويوما غدوة وبهذا اقتصر الجوهري. وقيل: هو أن ترد غدوة ثم تصدر عن الماء، فتكون سائر يومها في الكلأ وليلتها ويومها من غدها، فترد ليلا الماء، ثم تصدر عن الماء فتكون بقية ليلتها في الكلأ ويومها من الغد وليلتها، ثم تصبح الماء غدوة، وهي من صفات الرفه؛ وأن يأكل الإنسان كل يوم مرة ، يقال: إن فلانا ليأكل العريجاء، إذا أكل كل يوم مرة واحدة. ونقل شيخنا عن أمثال حمزة أن العريجاء أن ترد الإبل كل يوم ثلاث وردات، وصححه جماعة. قلت: وهو غريب.

وعريجاء، بلا لام: ع .

وأعرج الرجل: حصل له إبل عرج ، بالضم، هكذا في سائر النسخ، والصواب: حصل له عرج من الإبل، أي قطيع منها، كما في اللسان وغيره. و أعرج الرجل دخل في وقت غيبوبة الشمس، كعرج تعريجا و أعرج فلانا: أعطاه عرجا من الإبل، أي وهبه قطيعا منها.

والأعور الأعرج: الغراب ، لحجلانه.

وثوب معرج: مخطط في التواء

صفحة : 1457

وعرج، وعراج بضمهما معرفتين ممنوعتين من الصرف: الضباع، يجعلونها بمنزلة القبيلة ولا يقال للذكر: أعرج. قال أبو مكعت الأسدي:

أفكان أول ما أثبت تهارشت     أبناء عرج عليك عند وجار يعني أبناء الضباع، وترك صرفها لجعلها اسما للقبيلة. وأما ابن الأعرابي فقال: لم يجر عرج وهو جمع، لأنه أراد التوحيد، والعرجة، فكأنه قصد إلى اسم واحد، وهو إذا كان اسما غير مسمى نكرة.

والعرجاء: الضبع ، خلقة فيها، والجمع عرج.

وذو العرجاء: أكمة بأرض مزينة.

وعراجة، كثمامة: اسم .

وعريجة، كحنيفة: جد نسير بن ديسم .

وبنو الأعرج: حي م ، أي معروف، وكذلك بنو عريج، وسيأتي.

والعرج -بالضم- من المحدثين: كثيرون .

والأعيرج مصغرا: حية صماء من أخبث الحيات لا تقبل الرقية تثب حتى تصير مع الفارس في سرجه. قال أبو خيرة: وتطفر كالأفعى . وقيل: هي حية عريض له قائمة واحدة عريضة.

قال الليث بن مظفر: لا يؤنث و ج الأعيرجات .

والعارج: الغائب ، هكذا بالغين المعجمة عندنا، والصواب العائب بالمهملة كما في اللسان.

والعرنجج اسم حمير بن سبأ ، قاله السهيلي في الروض، وابن هشام وابن إسحاق في سيرتهما.

واعرنجج،: جد في الأمر ، قيل: ومنه أخذ اسم العرنجج.

ومما يستدرك عليه: العرجة: الظلع، وموضع العرج من الرجل.

وتعارج: حكى مشية الأعرج.

والعرج: النهر، والوادي، لانعراجهما.

وعرج الشيء فهو عريج: ارتفع وعلا والروح معروج في قول الحسين بن مطير أي معرج به، فحذف.

والأعرج: حية أصم خبيث.

والعرج: ثلاث ليال من أول الشهر، حكي ذلك عن ثعلب.

وبنو عريج، كأمير: من بني عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة، وهم قليلون، كما في المعارف لابن قتيبة. ومنهم أبو نوفل بن أبي عقرب، وثقه في التقريب.

وذكر في أحكام الأساس هنا: العرجون، لانعراجه، وثوب معرجن فيه صور العراجين. قلت: وهذا إذا قيل بزيادة النون، فليراجع.

ع ر ب ج
العربج، بالضم ، والباء الموحدة، ومثله في التكلمة: الكلب الضخم . وفي التهذيب: العربج والثمثم: كلب الصيد، وضبط القلم بالكسر.

ع ر ط ج
عرطوج، كزنبور: ملك من الملوك.

ع ر ف ج
العرفج: شجر ، وقيل: ضرب من النبات سهلي سريع الانقياد واحدته بهاء، وبه وفي بعض النسخ: ومنه :سمي الرجل . وقيل: هو من شجر الصيف لين أغبر، له ثمرة خشناء كالحسك. وقال أبو زياد: العرفج: طيب الريح أغبر إلى الخضرة، وله زهرة صفراء، وليس له حب ولا شوك. قال أبو حنيفة: وأخبرني بعض الأعراب أن العرفجة أصلها واسع، يأخذ قطعة من الأرض تنبت لها قضبان كثيرة بقدر الأصل، وليس لها ورق له بال إنما هي عيدان دقاق، وفي أطرافها زمع يظهر في رؤوسها شيء كالشعر أصفر. قال: وعن الأعراب القدم: العرفج مثل قعدة الإنسان، يبيض إذا يبس، وله ثمرة صفراء، والإبل والغنم تأكله رطبا ويابسا، ولهبه شديد الحمرة، ويبالغ بحمرته فيقال: كأن لحيته ضرام عرفجة. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: خرج كأن لحيته ضرام عرفج .

ومن أمثالهم: كمن الغيث على العرفجة ، أي أصابها وهي يابسة فاخضرت. قال أبو زيد: يقال ذلك لمن أحسنت إليه، فقال لك: أتمن علي?

صفحة : 1458

وقال أبو عمرو: إذا مطر العرفج ولان عوده قيل: قد ثقب عوده، فإذا اسود شيئا قيل: قد قمل، فإذا ازداد قليلا قيل: قد ارقاط، فإذا ازداد شيئا قيل: قد أدبى، فإذا تمت خوصته قيل: قد أخوص. قال الأزهري: ونار العرفج يسميها العرب نار الزحفتين، لأن الذي يوقدها يزحف إليها، إذا اتقدت زحف عنها. وذكر أبو عبيد البكري: فإذا ظهرت به خضرة النبات قيل: عرفجة خاضبة.

والعرافج . بالفتح: رمال لا طريق فيها .

ولي العرفجة: ضرب من النكاح . وعرفجاء ، بالمد :ع، أو ماء لبني عميل .

ع ز ج
عزج عزجا: دفع: و قد يكنى به عن النكاح، يقال: عزج الجارية : إذا نكحها. و عزج الأرض بالمسحاة : إذا قلبها ، كأنه عاقب بين عزق وعزج.

ع س ج
عسج يعسج عسجا وعسجانا وعسيجا: مد العنق في مشيه ، وهو العسيج، قال جرير:

عسجن بأعناق الظباء وأعين ال جآذر وارتجت لهن الروادف ومن ذلك بعير معساج ، أو من العسج، وهو ضرب من سير الإبل.

قال ذو الرمة يصف ناقته:

والعيس من عاسج أو واسج خببا     ينحزن من جانبيها وهي تنسلب يقول: الإبل مسرعات يضربن بالأرجل في سيرهن ولا يلحقن ناقتي، وسيأتي في و س ج.

والعوسجة: ع باليمن، و قال أبو عمرو: في بلاد باهلة، معدن للفضة ، يقال له: عوسجة.

والعوسجة: شوك . وفي اللسان: شجر من شجر الشوك، وله ثمر أحمر مدور كأنه خرز العقيق. قال الأزهري: هو شجر كثير الشوك، وهو ضروب: منه ما يثمر ثمرا أحمر يقال له المقنع فيه حموضة. قال ابن سيده: والعوسج المحض يقصر أنبوبه ويصغر ورقه ويصلب عوده، ولا يعظم شجره، فذلك قلب العوسج، وهو أعتقه. قال؛ وهذا قول أبي حنيفة، ج ، أراد الجمع اللغوي، عوسج بلا هاء. قال الشماخ:

منعمة لم تدر ما عيش شـقـوة     ولم تغتزل يوما على عود عوسج ومنه سمي الرجل. قال أعرابي وأراد الأسد أن يأكله فلاذ بعوسجة:

يعسجني بالخوتلـه    يبصرني لا أحسبه أراد. يختلني بالعوسجة يحسبني لا أبصره. ويقال: إن جمع العوسجة عواسج، قال الشاعر:

يا رب بكر بالردافى عواسج
اضطرخ الليل إلى عواسج
عواسج كالعجز النواسج

قال ابن منظور: وإنما حملنا هذا على أنه جمع عوسجة لا جمع عوسج الذي هو جمع عوسجة لأن جمع الجمع قليل البتة إذا أضفته إلى جمع الواحد.

وعسج المال كفرح: مرضت -التأنيث لأن المراد من المال الإبل خاصة- من رعيتها ، بالكسر. وأحسن من هذا عبارة المحكم: وعسج الدابة يعسج عسجانا: ظلع.

وعوسج: فرس طفيل بن شعيث ، بالثاء المثلثة مصغرا.

والعواسج: قبيلة م ، أي معروفة. واعسج الشيخ اعسجاجا: مضى في حاله وتعوج كبرا .

وذو عوسج: موضع، قال أبو الربيس الثعلبي.

أحب تراب الأرض إن تنزلي بـه وذا عوسج والجزع جزع الخلائق وعوسجة: اسم شاعر مذكور في الطبقات، وأورد له الميداني في الهاء قوله:

هذا أحق منـزل بـتـرك     الذئب يعوي والغراب يبكي استدركه شيخنا رحمه الله تعالى.

ع س ل ج

صفحة : 1459

العسلج : الغصن الناعم. وفي المحكم: العسلج والعسلوج، بضمهما والعسلاج: الغصن لسنته. وقيل: هو كل قضيب حديث. والعسلج والعسلوج: ما لان واخضر من القضبان أي قضبان الشجر والكرم أول ما تنبت. ويقال: عساليج الشجر: عروقها، وهي نجومها التي تنجم من سنتها. قال: والعساليج عند العامة: القضبان الحديثة.

وعسلجت الشجرة: أخرجته ، أي العسلوج. وفي الصحاح: أخرجت عساليجها.

وفي حديث طهفة: ومات العسلوج : هو الغصن إذا يبس وذهبت طراوته، وقيل: هو القضيب الحديث الطلوع، يريد أن الأغصان يبست وهلكت من الحدب.

وفي حديث علي: تعليق اللؤلؤ الرطب في عساليجها : أي أغصانها. وفي اللسان: العساليج: هنوات تنبسط على وجه الأرض كأنها عروق، وهي خضر، وقيل: هو نبت على شاطئ الأنهار يتثنى ويميل من النعمة، قال:

تأود إن قامت لشيء تـريده تأود     عسلوج على شط جعفر ويقال: جارية عسلوجة النبات والقوام: ناعمة ، وهو مجاز.
والعسلج كعملس: الطيب من الطعام، أو الرقيق منه .
و عسلج :ة بالبحرين وقوام عسلج، بالضم: قد ناعم قال العجاج:

وبطن أيم وقواما عسلجا وقيل: إنما أراد عسلوجا، فخفف. وشباب عسلج: تام.

ع س ن ج
العسنج، كعملس: الظليم ، وهو ذكر النعام. أورده ابن منظور، وأهمله الجوهري.

ع ش ن ج
العشنج، كعملس: المنقبض الوجه السيئ الخلق ، بضمتين؛ هكذا في النسج، والصواب: السيئ المنظر من الرجال، كما في نسخة.

ع ص ج
الأعصج: الأصلع ، قال ابن سيده: وهي لغة شنعاء لقوم من أطراف اليمن لا يؤخذ بها. قلت: ولذا أهمله الجوهري. فإنه ليس على شرطه.

ع ص ل ج
العصلج، كعملس : الرجل المعوج الساق ، أهمله ابن منظور والجوهري.
ع ض ث ج
العضاثج كعلابط، والثاء مثلثة، والعصافج، كعلابط بالفاء: كلاهما الصلب الشديد من الإبل والخيل. والضخم السمين .

ع ض ن ح
الذي في اللسان: عبد عضنح بالنون: ضخم ذو مشافر؛ قال ابن سيده: أرى ذلك لعظم شفتيه.

قلت: فلينظر ذلك إن لم يكن ما قاله المصنف تصحيفا. وسيأتي فيما بعد أن الضخم السمين هو العفاضج، وهذا مقلوب منه.

ع ض م ج
العضمجة ، بالميم :الثعلبة ، هكذا في النسخ، وقد أهمله ابن منظور وغيره، وسيأتي في عمضج. وإن هذا مقلوب منه.

ع ف ج
العفج ، بفتح فسكون، وبالكسر وفي بعض النسخ بإسقاط واو العطف، والأول الصواب، والعفج ، بالتحريك، و العفج ككتف ، فهذه أربع لغات، وفي الصحاح ثلاث لغات، فإنه أسقط منها ما صدر به المصنف: وهو المعى. وقيل: ما سفل منه. وقيل: هو مكان الكرش لما لا كرش له. والجمع أعفاج. وفي الصحاح: الأعفاج من الناس والحافر والسباع كلها: ما ينتقل ونص الصحاح: ما يصير الطعام إليه بعد المعدة ، وهو مثل المصارين لذوات الخف والظلف التي تؤدى إليها الكرش بعد ما دبغته، وفي بعض نسخ الصحاح: بعد ما دفعته، وقال الليث: العفج من أمعاء البطن لكل ما لا يجتر كالممرغة للشاة. قال الشاعر:

مباسيم من غب الخزير كأنما     ينقنق في أعفاجهن الضفادع جمع أعفاج وعفجة.

وعفج عفجا فهو عفج: سمنت أعفاجه. قال:

يا أيها العفج السمين، وقومه     هزلى تجرهم بنات جعار والأعفج: العظيمها أي الأعفاج.

صفحة : 1460

وعفج بالعصا يعفج ، إذا ضرب. و عفج جاريته: جامعها . وفي الصحاح: وربما يكنى به أيضا عن الجماع. وعبارة اللسان وعفج جاريته: نكحها.

والمعفج، كمنبر: الأحمق الذي لا يضبط؛ الكلام والعمل وقد يعالج شيئا يعيش به على ذلك.
والمعفاج : ما يضرب به.

والمعفجة: العصا وقد عفجه بالعصا يعفجه عفجا: ضربه بها في ظهره ورأسه. وقيل: هو الضرب باليد. قال:
وهبت لقومي عفجة في عباءة ومن يغش بالظلم العشيرة يعفج والعفجة، بكسر الفاء: نهاء بكسر النون-وفي بعض النسخ: أنهاء، بزيادة الألف- إلى جنب ، وفي نسخة: جانب الحياض ف إذا قلص ماء الحياض شربوا من ماء العفجة واغترفوا منها ، وفي بعض النسخ: اغترفوا وشربوا منها؛ وهو الأحسن.

والعفنجج ، قال الأزهري: هو بوزن فعنلل. وبعضهم يقول: عفنج، بتشديد النون: وهو الأخرق الجافي الذي لا يتجه لعمل، وقيل: الأحمق فقط. وقال ابن الأعرابي: هو الجافي الخلق. وأنشد:

وإذ لم أعطل قوس ودي ولم أضع     سهام الصبا للمستميت العفنجج قال: المستميت: الذي استمات في طلب اللهو والنساء. وقال في مكان آخر: العفنجيج. بإثبات الياء وهو الجافي الخلق. وقيل: هو الضخم الأحمق ، قال الراجز: أكوس ذوي الأضغان كيا منضجا منهم وذا الخنابة العفنججا والعفنجج أيضا: الضخم اللهازم والوجنات والألواح، وهو مع ذلك أكول فسل عظيم الجثة ضعيف العقل وقيل: هو الغليظ، مع ما تقدم فيه. قال سيبويه: عفنجج ملحق بجحنفل، ولم يكونوا ليغيروه عن بنائه، كما لم يكونوا ليغييروا عفججا عن بناء جحفل. أراد بذلك أنهم يحفظون نظام الإلحاق عن تغيير الإدغام.

و العفنجج أيضا: الناقة الضخمة المسنة. وقيل: هي السريعة ، وكذا ناقة عنفجيج، وسيأتي.

وتعفج البعير في مشيه ، وفي بعض النسخ: في مشيته، أي تعوج .

واعفنجج: أسرع ومما يستدرك عليه: العفج: أن يفعل الرجل بالغلام فعل قوم لوط عليه السلام.

والمعفاج: الخشبة التي تغسل بها الثياب.

واعفنجج الرجل: خرق، عن السيرافي، كذا في اللسان.

ع ف ش ج
العفشج ، بالشين المعجمة بعد الفاء :الطويل الضخم ، هكذا في نسختنا، والصواب: الثقيل الوخم، كما في نسخة أخرى ورجل عفشج: إذا كان كذلك. قال ابن سيده: زعم الخليل أنه مصنوع. قلت: ولذا لم يذكره الجوهري، لأنه ليس على شرطه.

ع ف ض ج
العفضج، بالمعجمة بعد الفاء، كجعفر، و العفضاج، مثل هلقام ، بالكسر، والعفاضج، مثل علابط ، بالضم: كله :الضخم السمين الرخو المنفتق اللحم.

والأنيى عفضاج.

والاسم العفضجة والعفضج، بالهاء، وغير الهاء؛ الأخيرة عن كراع.

وبطن عفضاج. وعفضجته: عظم بطنه وكثرة لحمه.

والعفضاج من النساء: الضخمة البطن المسترخية اللحم.

والعفضج، كجعفر: الصلب الشديد ، لم أجد هذا في أمهات اللغة، غير أنهم قالوا: ويقول العرب: هو معصوب ما عفضج، بالضم ، وما حفضج: أي ما سمن . وعبارة اللسان: إذا كان شديد الأسر غير رخو ولا مفاض البطن. وقد تقدم في حفضج فانظره.

ع ف ن ج
ومما يستدرك عليه هنا: العفنج، بالفتح وتشديد النون: وهو الثقيل من الناس. وقيل: هو الضخم الرخو من كل شيء، وأكثر ما يوصف به الضبعان.

ع ل ج

صفحة : 1461

العلج: بالكسر: العير الوحشي إذا سمن وقوي. والعلج الحمار مطلقا ويقال: هو حمار الوحش السمين القوي ، لاستعلاج خلقه وغلظه. وكل صلب شديد: علج.

والعلج: الرغيف ، عن أبي العميثل الأعرابي. ويقال: هو الغليظ الحرف .

والعلج: الرجل من كفار العجم ، والقوي الضخم منهم.

ج علوج وأعلاج ومعلوجى، مقصور، قاله ابن منظور، ومعلوجاء ممدود: اسم للجميع يجري مجرى الصفة عند سيبويه. وفي الروض الأنف للعلامة السهيلي، بعد أن جوز في لفظ مأسدة أنه جمع أسد، قال: كما قالوا: مشيخة ومعلجة، حكى سيبويه: مشيخة ومشيوخاء، ومعلجة ومعلوجاء، قال: وألفيت أيضا في النبات مسلوماء، لجماعة السلم، ومشيوحاء -بالحاء المهملة- للشيح الكثير. قال شيخنا: ونقل ابن مالك في شرح الكافية: معبوداء جمع عبد، وسيأتي للمصنف. فهذه خمسة، والاستقراء يجمع أكثر مما هاهنا. انتهى. و زاد الجوهري في جمعه علجة ، بكسر ففتح.

ويقال: هو علج مال ، بالكسر، كما يقال: إزاؤه .

وعالجه أي الشيء، علاجا ومعالجة: زاوله ومارسه. وفي حديث الأسلمي: إني صاحب ظهر أعالجه أي أمارسه وأكاري عليه، وفي حديث آخر عالجت امرأة فأصبت منها . وفي حديث: من كسبه وعلاجه . وفي حديث علي رضي الله عنه أنه بعث برجلين في وجه وقال: إنكما علجان فعالجا عن دينكما ، العلج: هو الرجل القوي الضخم. وعالجا: أي مارسا العمل الذي ندبتكما إليه واعملا به وزاولاه. وكل شيء زاولته ومارسته فقد عالجته.

وعالج المريض معالجة وعلاجا عاناه و داواه . والمعالج: المداوي، سواء عالج جريحا أو عليلا أو دابة. وفي حديث عائشة رضي الله عنها أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي بالحبشي على رأس أميال من مكة فجأة، فنقله ابن صفوان إلى مكة. فقالت عائشة: ما آسى على شيء من أمره إلا خصلتين: أنه لم يعالج، ولم يدفن حيث مات أرادت أنه لم يعالج سكرة الموت فتكون كفارة لذنوبه. قال الأزهري: ويكون معناه أن علته لم تمتد به فيعالج شدة الضنى ويقاسي علز الموت. وقد روي: لم يعالج، بفتح اللام: أي لم يمرض، فيكون قد ناله من ألم المرض ما يكفر ذنوبه.

وعالجه ف علجه علجا: إذا زاوله ف غلبه فيها ، أي في المعالجة.

و استعلج جلده : أي غلظ ، فهو مستعلج الخلق.

ورجل علج ، ككتف، وصرد، وخلر ، الأخير بالضم وتشديد الثاني، وفي نسخة: سكر ، وهذان الأخيران من التهذيب: ومعناه شديد العلاج صريع، معالج للأمور . وفي اللسان: العلج: الشديد من الرجال قتالا ونطاحا.

والعلج، بالتحريك: أشاء النخل ، عن أبي حنيفة، أي صغاره. وقد تقدم في حرف الهمزة.

والعلجان، بالضم: جماعة العضاه و العلجان بالتحريك: اضطراب الناقة ، وقد علجت تعلج.

وعلجان :ع .

والعلج والعلجان نبت م أي معروف. قيل: شجر مظللم الخضرة وليس فيه ورق. وإنما هو قضبان كالإنسان القاعد، ومنبته السهل، ولا تأكله الإبل إلا مضطرة، قال أبو حنيفة: العلج، عند أهل نجد: شجر لا ورق له، إنما هو خيطان جرد، في خضرتهما غبرة، تأكلها الحمير فتصفر أسنانها، فلذلك قيل للأقلح: كأن فاه فو حمار أكل علجانا. واحدته علجانة. قال عبد بني الحسحاس:

فبتنا وسادانا إلى علـجـانة      وحقف تهاداه الرياح تهاديا قال الأزهري: العلجان: شجر يشبه العلندى، وقد رأيهما بالبادية وناقة علجة بكسر اللام أي شديدة وتجمع علجات. وقال:

أتاك منها علجـات نـيب       أكلن حمضا فالوجوه شيب وقال أبو داود:

صفحة : 1462

علجات شعر الفراسن والأش_شداق كلف كأنها أفهار والعالج: بعير يرعاه أي العلجان.
تعلج الرمل: اعتلج.

وعالج: رمال معروفة بالبادية، كأنه منه بعد طرح الزائد، قال الحارث بن حلزة:
قلت لعمرو حين أرسلته     وقد حبا من دوننا عالج
لا تكسع الشول بأغبارها     إنك لا تدري من الناتج

وعالج: ع بالبادية به رمل . وفي حديث الدعاء: وما تحويه عوالج الرمال: هي جمع عالج، وهو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض .

وذكر الجوهري في هذه الترجمة العلجن ، بزيادة النون: وهي الناقة الكناز اللحم ، قال رؤبة:

وخلطت كل دلاث علجن     تخليط خرقاء اليدين خلبن والمرأة الماجنة ، كذا في التهذيب وأنشد:

يا رب أم لصغير علجن
تسرق بالليل إذا لم تبطن

وبنو العليج، كزبير، وبنو العلاج، بالكسر: بطنان الأخير من ثقيف. وقد أنكر بعض تعريفهما. ومن الأخير عمرو بن أمية. واعتلجوا: اتخذوا صراعا وقتالا . وفي الحديث: إن الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان أي يتصارعان. اعتلجت الأرض: طال نباتها . والمعتلجة: الأرض التي استأسد نباتها والتف وكثر. من المجاز: اعتلجت الأمواج: التطمت ، وكذلك اعتلج الهم في صدره، على المثل في الحديث: ونفى معتلج الريب: هو منه، أو من اعتلجت الأمواج. العلجانة، محركة: تراب تجمعه الريح في أصل شجرة ، وهذا لم يذكره ابن منظور ولا الجوهري. علجانة :ع . وقد تقدم أن علجان محركة موضع، فهما واحد، أو اثنان، فيحرر. يقال: هذا علوج صدق وعلوك صدق وألوك صدق بالفتح في الكل: لما يؤكل، بمعنى واحد. وما تعلجت بعلوج: ما تألكت . وفي بعض النسخ: ما تلوكت بألوك ، وكذلك ما تعلكت بعلوك. ومما يستدرك عليه في هذه المادة: العلج، بالكسر: الرجل الشديد الغليظ. وقيل: هو كل ذي لحية. واستعلج الرجل: خرجت لحيته وغلظ واشتد وعبل بدنه. وإذا خرج وجه الغلام قيل قد استعلج. والعلاج: المراس والدفاع، واسم لما يعالج به. واعتلجت الوحش: تضاربت وتمارست. قال أبو ذؤيب يصف عيرا وأتنا:

فلبثن حينا يعتلجـن بـروضة     فتجد حينا في المراح وتشمع وتعلج الرمل: اجتمع. وناقة علجة: كثيرة اللحم. والعلج، محركة: نبت. وتعلجت الإبل: أصابت من العلجان، وعلجتها أنا: علفتها العلجان.

ع-ل-ه-ج
العلهجة: تليين الجلد بالنار ليمضغ ويبلع ، وكان ذلك من مأكل القوم في المجاعات. والعلهج: شجر . والمعلهج، كمزعفر : الرجل الأحمق الهذر اللئيم ، قاله الليث، وأنشد:

فكيف تساميني وأنت معلهج     هذارمة جعد الأنامل حنكل

صفحة : 1463

المعلهج: الدعي، والذي ولد من جنسين مختلفين. وقال ابن سيده: وهو الذي ليس بخالص النسب. وفي الصحاح: المعلهج: الهجين بزيادة الهاء، وحكم الجوهري بزيادة هائه غلط . قال شيخنا: لا غلط، فإن أئمة الصرف قاطبة صرحوا بزيادة الهاء فيه، ونقله أبو حيان في شرح التسهيل، وابن القطاع في تصريفه، وغير واحد؛ فلا وجه للحكم عليه بالغلط في موافقة الجمهور، والجري على المشهور. ثم إن هذه المادة مكتوبة عندنا بالحمرة، وكذا في سائر النسخ التي بأيدينا، بناء على أنه زادها على الجوهري، وليس كذلك، بل المادة مذكورة في الصحاح ثابتة فيه، فالصواب كتبها بالأسود. والله أعلم.

ع-م-ج
عمج يعمج ، بالكسر: قلب: معج، إذا أسرع في السير. و عمج سبج في الماء . والعموج، في شعر أبي ذؤيب: السابح. عمج: التوى في الطريق يمنة ويسرة ، يقال: عمج في سيره إذا سار في كل وجه، وذلك من النشاط كتعمج . والتعمج: التلوي في السير والاعوجاج. وتعمج السيل في الوادي: تعوج في مسيره يمنة ويسرة. قال العجاج:

مياحة تميح مشيا رهوجا
تدافع السيل إذا تعمجـا

والعمج: كجبل، وسكر: الحية ، لتلويها، الأول عن قطرب. وتعمجت الحية: تلوت. قال:

تعمج الحية في انسيابه وقال:

يتبعن مثل العمج المنسوس
أهوج يمشي مشية المألوس

كالعومج ، عن كراع، حكاها في باب فوعل. قال رؤبة:

حصب الغواة العومج المنسوسا يقال سهم عموج: يتلوى في ذهابه ، وفي نسخة: في مسيره وفرس عموج: لا يستقيم في سيره. وناقة عمجة وعمجة: متلوية.

ع-م-ض-ج
العمضج والعماضج كجعفر وعلابط: الصلب الشديد من الخيل والإبل ، ومثله في اللسان، وقد تقدم في عضمج.

ع-م-ل-ج
ومما يستدرك عليه: عملج عن كراع: المعملج: الذي في خلقه خبل واضطراب، وهي بالغين المعجمة أكثر. ورجل عملج كعملس: حسن الغذاء. قال أزهري: الذي رويناه للثقات الفصحاء: رجل كان ناعما. والعملج: المعوج الساقين، كذا في اللسان.

ع-م-ه-ج
العمهج والعماهج كجعفر وعلابط : مثل الخامط من اللبن عند أول تغيره؛ قاله أبو زيد. وقال ابن الأعرابي: العماهج: الألبان الجامدة. وقال الليث: العماهج: اللبن الخاثر من ألبان الإبل. وأنشد:

تغذى بمحض اللبن العماهج قال ابن سيده: وقيل هو ما حقن حتى أخذ طعما غير حامض، وبم يخالطه ماء، ولم يخثر كل الخثارة فيشرب العماهج: الرجل المختال المتكبر. و قال الأزهري: العمهج: الطويل من كل شيء ويقال: عنق عمهج وعمهوج. قال ابن دريد: العمهج: السريع. العماهج: الممتلئ لحما وشحما والضخم السمين، لغة في المعجمة، وأنشد:

ممكورة في قصب عماهج كالعمهوج ، بالضم. العماهج: الأخضر الملتف من النبات . وأنشد ابن سيده لجندل بن المثنى:

في غلواء القصب العماهج ويروى: الغمالج. ج العماهيج قال الأزهري: وكل نبات غض فهو عمهوج. وشراب عماهج: سهل المساغ. والعماهج: التام الخلق. وقال أبو عبيدة: من اللبن العماهيج والسماهيج، وهما اللذان ليسا بحلوين ولا آخذي طعم.

ع-ن-ج

صفحة : 1464

العنج ، بفتح فسكون : أن يجذب الراكب خطام البعير قبل رأسه فيرده على رجليه حتى ربما لزم ذفراه بقادمة الرحل. وقد عنج الشيء يعنجه: جذبه. وكل شيء تجذبه إليك: فقد عنجته. وعنج رأس البعير يعنجه ويعنجه عنجا: جذبه بخطامه حتى رفعه وهو راكب عليه. وفي الحديث أن رجلا سار معه على جمل، فجعل يتقدم القوم، ثم يعنجه حتى يصير في أخريات القوم أي يجذب زمامه ليقف، من عنجه يعنجه. إذا عطفه. ومنه الحديث أيضا: وعثرت ناقته فعنجها بالزمام وفي حديث علي كرم الله وجهه: كأنه قلع داري عنجه نوتيه أي عطفه ملاحه. كالإعناج . وأعنجت: كفت. قال مليح الهذلي:

وأبصرتهم حتى إذا ما تقاذفت    صهابية تبطي مرارا وتعنج والاسم العنج، محركة وهو الرياضة، وفي المثل: عود يعلم العنج يضرب مثلا لمن أخذ في تعلم شيء بعد ما كبر. وقيل: معناه، أي يراض فيرد على رجليه. وعنجت البكر أعنجه عنجا: إذا ربطت خطامه في ذراعه وقصرته، وإنما يفعل ذلك بالبكر الصغير إذا ريض، وهو مأخوذ من عناج الدلو، كما يأتي. قولهم: شيخ شنج على عنج: أي شيخ هرم على جمل ثقيل؛ وقد تقدم: وهو أيضا الشيخ ، والذي في لغة هذيل: الرجل. لغة في الغين المعجمة . قال الأزهري: ولم أسمعه بالغين من أحد يرجع إلى علمه، ولا أدري ما صحته. تقول: لابد للداء من علاج، وللدلاء من عناج. العناج ككتاب حبل أو سير يشد إلى العراقي -جمع عرقوة- أو العراوي. قال: الأزهري: العناج: خيط خفيف يشد في إحدى آذان الدلو الخفيفة إلى العرقوة . وقيل: عناج الدلو: عروة في أسفل الغرب من باطن، تشد بوثاق إلى أعلى الكرب، فإذا انقطع الحبل أمسك العناج الدلو أن تقع في البئر، وكل ذلك إذا كانت الدلو خفيفة، و هو إذا كان في دلو ثقيلة حبل أو بطان يشد تحتها ثم يشد إلى العراقي فيكون عونا للوذم، فإذا انقطعت الأوذام أمسكها العناج. قال الحطيئة يمدح قوما عقدوا لجارهم عهدا فوفوا به ولم يخفروه:

قوم إذا عقدوا عقدا لجـارهـم     شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا وهذه أمثال ضربها لإيفائهم بالعهد. والجمع أعنجة وعنج. وقد عنج الدلو يعنجها عنجا: عمل لها ذلك. العناج: وجع الصلب والمفاصل، والأمر وملاكه ، هكذا في نسختنا، وهو وهم، والصواب: ومن الأمر ملاكه؛ ومثله في الأساس واللسان وغيرهما. يقال: إني لأرى لأمرك عناجا: أي ملاكا، مجاز مأخوذ من عناج الدلو. وفي الحديث: إن الذين وافوا الخندق من المشركين كانوا ثلاثة عساكر، وعناج الأمر إلى أبي سفيان : أي أنه كان صاحبهم ومدبر أمرهم والقائم بشؤونهم، كما يحمل ثقل الدلو عناجها. من المجاز أيضا: هذا قول لا عناج له، بالكسر : إذا أرسل بلا ، وفي نسخة: على غير روية . وأنشد الليث:

وبعض القول ليس له عناج     كسيل الماء ليس له إتـاء عن أبي عبيد: العناجيج : جمع عنجوج، كعنقود، جياد الخيل وقيل: الرائع منه. وأنشد ابن الأعرابي:

إن مضى الحول ولم آتكم     بعناج تهتدي أحوى طمر

صفحة : 1465

يروى بعناج وبعناجي. فمن رواه بعناج أراد بعناجج، أي بعناجيج، فحذف الياء للضرورة، فقال بعناجج، ثم حول الجيم الأخيرة ياء فصار على وزن جوار، فنون لنقصان البناء، وهو من محول التضعيف. ومن رواه عناجي، جعله بمنزلة قوله:

ولضفادي جمه نقانق أراد عناجج كما أراد ضفادع قد استعملوا العناجيج في الإبل ، أنشد ابن الأعرابي:

إذا هجمة صهب عناجيج زاحمت    فتى عند جرد طاح بين الطوائح قال الليث: ويكون العنجوج من النجائب أيضا، وفي الحديث: قيل: يا رسول الله، فالإبل? قال: تلك عناجيج الشياطين أي مطاياها واحدها عنجوج، وهو النجيب من الإبل. وقال ذو الرمة يصف جواري، وقد عجن إليه رؤوسهن يوم ظعنهن:

حتى إذا عجن من أعناقهن لنا   عوج الأخشة أعناق العناجيج وقيل: هو الطويل العنق من الإبل والخيل، وهو من العنج: العطف، وهو مثل ضربه لها، يريد أنها يسرع إليها الذعر والنفار. العناجيج: من الشباب أوله . وهذا يذكره ابن منظور ولا غيره. والعنجج، بالفتح ، هكذا عندنا على وزن جعفر في النسخ، وهو وهم، والصواب: العنجنج، بزيادة النون بين الجيمين، ومثله في الصحاح مضبوطا، وذكر الفتح مستدرك: وهو العظيم . وأنشد أبو عمرو لهميان السعدي:

عنجنج شفلح بلندح العنجج، بالضم: الضيمران من الرياحين. وقال الأصمعي ولم أسمعه لغير الليث. وقيل: هو الشاهسفرم. رجل معنج، المعنج، كمنبر: المتعرض للأمور ، وفي بعض النسخ: المعترض. وعنج بفتح فسكون ويحرك: جد محمد بن عبد الرحمن، من كبار أتباع التابعين . وأعنج الرجل: استوثف من أموره ، وهو كنابة عن الوفاء بالعهود، أعنج الرجل اشتكى من عناجه، أي من صلبه ومفاصله. وعنجة الهودج، محركة: عضادته عند بابه يشد بها الباب. ومما يستدرك عليه. العناج: ما عنج به. وفي الأساس عناج الناقة: زمامها، لأنها تعنج به أي تجذب. والعنج، محركة: جماعة الناس. ومن المجاز، وأعرابي فيه عنجهية: جفاء وكبر. وفي حديث ابن مسعود: فلما وضعت رجلي على مذمر أبي جهل، قال: اعل عنج. أراد: اعل عني، فأبدل الياء جيما.

ع-ن-ب-ج
العنبج، بالضم: الأحمق . وفي التهذيب: العنبج: الضخم الرخو والثقيل من الرجال الذي لا رأي له ولا عقل ، وقال أيضا: العنبج: الضخم الرخو الثقيل من كل شيء، وأكثر ما يوصف به الضبعان. وقالالليث: العنبج: الثقيل من الناس. وقال غيره: العنبج: الوتر الضخم الرخو العنبوج، فيهما أي في المعنيين. العنابج، كعلابط: الجافي الغليظ الثقيل.

ع-ن-ث-ج
العنثج، كجعفر وعلابط، بالثاء المثلثة بعد النون؛ هكذا في نسختنا، والذي في اللسان وغيره بالشين بدل الثاء: وهو الغادر السمين الضخم . وفي التهذيب: العنشج: المتقبض الوجه السيئ المنظر. وأنشد لبلال بن جرير، وبلغه أن موسى ابن جرير إذا ذكر نسبه إلى أمه، فقال:

يا رب خال لي أعز أبلجـا
من آل كسرى يغتدي متوجا
ليس كخال لك يدعى عنشجا

هكذا مضبوط عندنا في نسخة اللسان بكسر العين ضبط القلم، فليحرر.
ع-ن-ف-ج


صفحة : 1466

العنفجيج كزنجبيل: الناقة البعيدة ما بين الفروج، أو الحديدة المنكرة منها ، أي من النوق المفهو من الناقة أو المسنة الضخمة . وناقة عفنجج: عنفجيج. قال تميم بن مقبل:

وعنفجيج يمد الـحـر جـرتـهـا     حرف طليح كركن خر من حضن وهذا على أن النون أصلية. وقد ذكره غير واحد من الأئمة في عفج على أن النون زائدة.

ع-ن-ه-ج
العناهج، كعلابط: الطويل السريع من الإبل، لغة في العماهج، وقد تقدم آنفا.

ع-و-ج
عوج كفرح يعوج والاسم العوج كعنب على القياس، وقد صرح به أئمة الصرف. أو يقال في كل منتصب كان قائما فمال، كالحائط والعصا والرمح : فيه عوج، محركة، ويقال شجرتك فيها عوج شديد. قال الأزهري: وهذا لا يجوز فيه وفي أمثاله إلا العوج وفي الصحاح: قال ابن السكيت: وكل ما ينتصل كالحائط والعود قيل: فيه عوج، بالفتح. ما كان في نحو الأرض والدين : فيه عوج كعنب . وعاج يعوج. إذا عطف. والعوج في الأرض: أن لا تستوي. وفي التنزيل لا ترى فيها عوجا ولا أمتا . قال ابن الأثير وقد تكرر ذكر العوج في الحديث اسما وفعلا ومصدرا وفاعلا ومفعولا وهو بفتح العين مختص بكل شخص مرئي كالأجسام، وبالكسر، بما ليس بمرئي كالرأي والقول. وقيل الكسر يقال فيهما معا، والأول أكثر. ومنه الحديث: حتى يقيم به الملة العوجاء ، يعني ملة إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، التي غيرتها العرب عن استقامتها. والعوج بالكسر: في الدين. تقول: في دينه عوج، وفيما كان التعويج يكثر، مثل الأرض والمعاش. وفي التنزيل الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما قال الفراء: معناه: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، وفيه تأخير أريد به التقديم. وعوج الطريق وعوجه: زيغه. وعوج الدين والخلق: فساده وميله، على المثل. والفعل من كل ذلك: عوج عوجا وعوجا. قال الأصمعي: يقال: هذا شيء معوج، ولد اعوج اعوجاجا ، على افعل افعلالا. ولا يقال: معوج، على مفعل، إلا لعود أو شيء ركب فيه العاج. وعوجته : عطفته ، فتعوج ، انعطف. قال الأزهري: وغيره يجيز عوجت الشيء تعويجا فتعوج: إذا حنيته، وهو ضد قومته، فأما إذا انحنى من ذاته فيقال: اعوج اعوجاجا. يقال عصا معوجة، ولا تقل: معوجة، بكسر الميم؛ ومثله الصحاح. والأعوج لكل مرئي، والأنثى عوجاء، والجماعة عوج. ورجل أعوج بين العوج: وهو السيئ الخلق . أعوج بلا لام: فرس سابق ركب صغيرا فاعوجت قوائمه. والأعوجية منسوبة إليه. قال الأزهري والأعوجية منسوبة إلى فحل كان يقال له أعوج، يقال: هذا الحصان من بنات أعواج. وفي حديث أم زرع: ركب أعوجيا : أي فرسا منسوبا إلى أعوج، هو فحل كريم تنسب الخيل الكرام إليه. وأما قوله:

أحوى من العوج وقاح الحافر

صفحة : 1467

فإنه أراد: من ولد أعوج، وكسر أعوج تكسير الصفات، لأن أصله الصفة. وفي الصحاح: أعوج: اسم فرس كان لبني هلال بن عامر تنسب إليه الأعوجيات ، وبنات أعوج وبنات عوج. قال أبو عبيدة: كان أعوج لكندة، فأخذته بنو سليم في بعض أيامهم، ثم صار إلى بني هلال ، وليس في العرب فحل أشهر ولا أكثر منه نسلا أو صار إليهم -أي إلى بني هلال- من بني آكل المرار . وهذا القول ذكره الأصمعي في كتاب الفرس قال المبرد: أعوج: فرس لغني بن أعصر ركب صغيرا قبل أن تشتد عظامه فاعوجت قوائمه، وقيل: ظهره. وفي وفيات الأعيان لابن خلكان: أنه سمي أعوج لأنهم حملوه في خرج، وهربوا به لنفاسته عندهم، فاعوج في ذلك الخرج. قال شيخنا: وهو الذي اعتمده كثير من أرباب التواريخ. وذكر الواحدي في شرح ديوان أبي الطيب المتنبي من عجائب سير أعوج وأخباره أمورا لا تسعها العقول. وفي كتاب الفرق لابن السيد: الخيل المعروفة عند العرب بنات الأعوج ولاحق وبنات العسجدي وذي العقال وداحس والغبراء والجرادة والحنفاء والنعامة والسماء وحامل والشقراء والزعفران والحرون ومكتوم والبطون والبطين وقرزل والصريح والزبد والوحيف وعلوى. قال شيخنا: وأم أعواج يقال لها سبل، وكانت لغني أيضا. ثم ظاهر المصنف كالجوهري، وأكثر اللغويين وأرباب التصانيف في الخيل أن أعوج إنما هو واحد. وقال جماعة: إنهما أعوجان، هذا الذي ذكرناه ابن سبل، هو أعوج الأصغر. وأما أعوج الأكبر فهو فرس آخر يقال له: العجوس وهو ولد الدينار، وولدت الدينار زاد الركب فرس سليمان ابن داوود عليهما الصلاة والسلام، بقيت من الخيل التي خرجت من البحر، وكان أعطاه قوما وفدوا عليه وقال لهم: تصيدوا عليه ما شئتم، وكانوا من جرهم، فكان لا يفوته شيء فسمي زاد الركب. انتهى. والعوجاء: الضامرة من الإبل ، قال طرفة:

وإني لأمضي الهم عند احتضاره     بعوجاء مرقال تروح وتغتـدي ويقال: ناقة عوجاء: إذا عجفت فاعوج ظهرها العوجاء: اسم امرأة و هضبة تناوح جلبي طيئ سميت به لأن هذه المرأة صلبت عليها، ولها حديث تقدم بعضه في أول الكتاب عند ذكر أجإ العوجاء: فرس عامر بن جوين الطائي ، صوابه: عمرو بن جوين، وكون أن العوجاء فرس له لم يذكروه، وغاية ما يقال: إن المصنف أخذه من قوله:

إذا أجأ تلفعت بشـعـابـهـا     علي وأمست بالعماء مكللـه
وأصبحت العوجاء يهتز جيدها    كجيد عروس أصبحت متبذله

وبعضهم يرويه لامرئ القيس فالمراد بالعوجاء هنا أحد أجبل طيئ لا الفرس، فليحرر. العوجاء: اسم لمواضع منها قرية بمصر. العوجاء: القوس . وعاج الشيء عوجا وعياجا، وعوجه: عطفه. ويقال: عجته فانعاج أي عطفته فانعطف، ومنه قول رؤبة:

وانعاج عودي كالشظيف الأخشن وعاج بالمكان، وعليه، عوجا وعوج وتعوج: عطف. وعاج بالمكان يعوج عوجا ومعاجا بالفتح: أقام به، وفي حديث إسماعيل عليه السلام: هل أنتم عائجون ، أي مقيمون، يقال: عاج بالمكان، وعوج: أي أقام. وعاج غيره بالمكان يعوجه، لازم، متعد ، وفي بعض النسخ: لازم ويتعدى، ومنه حديث أبي ذر: ثم عاج رأسه إلى المرأة، فأمرها بطعام ، أي أماله إليها والتفت نحوها. عاج عليه وقف . والعائج: الواقف. وأنشد في الصحاح.

عجنا على ربع سلمى أي تعريج

صفحة : 1468

وضع التعريج موضع العوج إذا كان معناهما واحدا. عاج عنه: إذا رجع . قال ابن الأعرابي: فلان ما يعوج عن شيء أي ما يرجع عنه. عاج: عطف رأس البعير بالزمام ، وكذا الفرس. ومنه قول لبيد:

فعاجوا عليه من سواهم ضمر وعاج ناقته، وعوجها، فانعاجت وتعوجت: عطفها، أنشد ابن الأعرابي:

عوجوا علي وعوجوا صحبي      عوجا ولا كتعوج النـحـب عوجا متعلق بعوجوا لا بعوجوا، يقول: عوجوا مشاركين لا متفاردين متكارهين كما يتكاره صاحب النحب على قضائه. وفي اللسان: والعوج: عطف رأس البعير بالزمام أو الخطام. تقول: عجت رأسه أعوجه عوجا. قال والمرأة تعوج رأسها إلى ضجيعها. وعاج عنقه عوجا: عطفه. قال ذو الرمة يصف جواري قد عجن إليه رؤسهن يوم ظهنهن:

حتى إذا عجن من أعناقهن لنا     عوج الأخشة أعناق العناجيج أراد بالعناجيج هنا جياد الركاب، واحدها عنجوج. ويقال لجياد الخيل: عناجيج أيضا، وقد تقدم. وعاج مبنية بالكسر على التعريف : زجر للناقة وينون على التنكير. قال الأزهري: يقال للناقة في الزجر: عاج، بال تنوين فإن شئت جزمت على توهم الوقوف. يقال: عجعجت بالناقة: إذا قلت لها: عاج عاج. قال أبو عبيد: ويقال للناقة: عاج وجاه، بالتنوين. قال الشاعر:

كأني لم أزجر بعـاج نـجـيبة     ولم ألق عن شحط خليلا مصافيا قال الأزهري: قال أبو الهيثم فيما قرأت بخطه: كل صوت يزجر به الإبل فإنه يخرج مجزوما، إلا أن يقع في قافية فيحرك إلى الخفض، تقول في زجر البعير: حل حوب، وفي زجر السبع: هج هج، وجه جه، وجاه جاه، فإذا حكيت ذلك قلت للبعير: حوب أو حوب، وقلت للناقة: حل أو حل. وقال شمر: يقال للمسك: عاج. قال: وأنشدني ابن الأعرابي:

وفي العاج والحناء كف بنانها      كشحم القنا لم يعطها الزند قادح قال الأزهري: والدليل على صحة ما قال شمر في العاج أنه المسك ما جاء في حديث مرفوع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لثوبان: اشتر لفاطمة سوارين من عاج . لم يرد بالعاج ما يخرط من أنياب الفيلة لأن أنيابها ميتة، إنما العاج: الذبل ، وهو ظهر السلحفاة البحرية. وفي الحديث: أنه كان به مشط من العاج . العاج: الذبل وقيل: شيء يتخذ من ظهر السلحفاة البحرية. فأما العاج الذي هو للفيل فنجس عند الشافعي، وطاهر عند أبي حنيفة؛ كذا في اللسان. قلت: والحديث حجة لنا. وقال ابن قتيبة والخطابي: الذبل: هو عظم السلحفاة البرية والبحرية. وقيل: كل عظم عند العرب عاج. وقال ابن شميل: المسك من الذبل ومن العاج كهيئة السوار تجعله المرأة في يديها، فذلك المسك. قال والذبل: القرن، فإذا كان من عاج فهو مسك وعاج ووقف، وإذا كان من ذبل فهو مسك لا غير. وقال الهذلي.

فجاءت كخاصي العير لم تحل عاجة     ولا جاجة منها تلوح علـى وشـم فالعاجة: الذبلة. والجاجة: خرزة لا تساوي فلسا، وقد تقدم. العاج: الناقة اللينة الأعطاف هكذا في النسخ، وفي أخرى: اللينة الانعطاف. وفي اللسان: عاج: مذعان لا نظير لها في سقوط الهاء كانت فعلا، أو فاعلا ذهبت عينه. قال الأزهري: ومنه قول الشاعر:

تقدي بي الموماة عاج كأنها

صفحة : 1469

العاج: عظم الفيل ولا يسمى غير الناب عاجا، كذا قاله ابن سيده والقزاز، وسبقهم الليث. وفي المصباح: العاج: أنياب الفيلة. ومن خواصه أنه إن بخر به الزرع أو الشجر لم يقربه دود، وشاربته كل يوم درهمين بماء وعسل إن جومعت بعد سبعة أيام من شربها مع المداومة عليها ذهب عقرها و حبلت ؛ نقله الأطباء. وصاحبه -من الصحاح- وبائعه ، حكاه سيبويه، عواج . وذوعاج: واد . وعوجه أي الإناء تعويجا: ركبه أي العاج فيه . ومنه إناء معوج، قال المعري:

فعج يدك اليمنى لتشرب طاهرا    فقد عيف للشرب الإناء المعوج قال شراحه: أي الإناء الذي فيه العاج، وهو عظم الفيل. وعوج بن عوق، بضمهما لا عنق، كما يأتي للمصنف في عوق. قال الليث: هو رجل ذكر أنه كان ولد في منزل أبينا أبي البشر آدم عليه السلام فعاش إلى زمن السيد الكليم موسى عليه السلام، وأنه هلك على يديه وذكر من عظم خلقه شناعة . قال القزاز في جامع اللغة: عوج بن عوق: رجل من الفراعنة، كان يوصف من الطول بأمر شنيع. قال الخليل رحمه الله: ذكر أنه قام كان السحاب له مئزرا، وذكر أنه صاحب الصخرة التي أراد أن يطبقها على عسكر موسى عليه السلام. والعويج كأمير: فرس عروة ابن الورد المعروف بعروة الصعاليك. والعوجان، محركة: نهر . وجبلا عوج، بالضم: جبلان باليمن . ودارة عويج، كزبير، م . ومما يستدرك عليه من المادة: العوج: الانعطاف. وعجت إليه أعوج عياجا وعواجا، وأنشد:

قفا نسأل منازل آل ليلى     متى عوج إليها وانثناء? وانعاج: انعطف. ويقال: نخيل عوج: إذا مالت. قال لبيد يصف عيرا وأتنه وسوقه إياها:

إذا اجتمعت وأحوذ جانبيها    وأوردها على عوج طوال فقال بعضهم: أوردها على نخيل نابتة على الماء قد مالت فاعوجت لكثرة حملها. وقيل: معنى قوله: على عوج أي على قوائمها العوج، ولذلك قيل للخيل عوج. ويقال لقوائم الدابة: عوج. والتعويج فيها: التجنيب، ويستحب ذلك فيها. قال ابن سيده: العوج: القوائم، صفة غالبة. وخيل عوج: مجنبة، وهو منه. وأعوج: فرس عدي بن أيوب. وعاج به: مال وألم به ومر عليه. وامرأة عوجاء: إذا كان لها ولد تعوج إليه لترضعه. ومنه قول الشاعر:

إذا المرغث العوجاء بات يعزها     على ثديها ذو ودعتين لهـوج وماله على أصحابه تعويج ولا تعريج: أي إقامة. وناقة عائجة: لينة الانعطاف. والعوج: الأيام. وبه فسر قول ذي الرمة:

عهدنا بها لو تسعف العوج بالهوى     رقاق الثنايا واضحات المعاصـم وقال شمر: قال زيد بن كثوة: من أمثالهم: الأيام عوج رواجع ، يقال ذلك عند الشماتة، يقولها المشموت به، أو تقال عند، وقد تقال عند الوعيد والتهدد. وقال الأزهري: عوج هنا: جمع أعوج، ويكون جمعا لعوجاء، كما يقال: أصور وصور، ويجوز أن يكون جمع عائج فكأنه قال عوج على فعل فخففه. وداره العوج: موضع. وأعوج: اسم حوض. وبه فسر ما أنشده ثعلب:

إن تأتني وقد ملأت أعوجا
أرسل فيها بازلا سفنجـا

صفحة : 1470

والعويجاء: نوع من الذرة. وسفيان بن أبي العوجاء: مدني من التابعين. وإسماعيل ذو الأعوج: في عمود نسبه صلى الله عليه وسلم؛ ذكره السهيلي في الروض، والأعوج. فرسه، وأنه هو الذي ينسب إليه الخيل، وكان لغني بن أعصر، وهو جد داحس المذكور في حرب داحس والغبراء. وفي معارف ابن قتيبة: أبو العاج السلمي: كان عاملا على البصرة اسمه كثير بن عبد الله، قيل له: أبو العاج، لثناياه.

ع-ه-ج
العوهج والعمهج: الطويلة العنق من الظلمان ، جمع ظليم، وهو ذكر النعام، من النوق. والظباء . ويقال للنعامة: عوهج. قيل: هي الناقة الفتية . وقيل: هي التامة الخلق. وقيل: هي الحسنة اللون الطويلة العنق فقط. وقد يوصف الغزال بكل ذلك. وامرأة عوهج: تامة الخلق حسنة. وقيل: الطويلة العنق. قال:

هجان المحيا عوهج الخلق سربلت    من الحسن سربالا عتيق البنائق قيل: العوهج: الطويلة الرجلين من النعام . قال العجاج:
في شملة أو ذات زف عوهجا كأنه أراد الطويلة الرجلين؛ كذا في اللسان. العوهج: الظبية التي في حقويها خطتان سوداوان ، ومثله في اللسان. قال البشتي: العوهج: الحية في قول رؤبة:

حصب الغواة العوهج المنسوسا قال أبو منصور: وهذا تصحيف، دلك على أن صاحبه أخذ عربيته من كتب سقيمة، وأنه كاذب في دعواه الحفظ والتمييز. والحية يقال لها: العومج، بالميم. ومن قال: العوهج، فهو جاهل ألكن. وهكذا روى الرواة بيت رؤبة، وقد تقدم في ترجمة عمج. عوهج: فحل إبل كان لمهرة ، كان موصوفا بحسن خلقته. والعواهج: قوم من العرب قال:

يا رب بيضاء من العواهج
شرابة للبن العماهج
تمشي كمشي العشراء الفاسج
حلالة للسرر البواعج
لينة المس على المعالج
كأن ريحا من خزامة عالج
تطلى به دون الضجيع الوالج

ع-ي-ج
ما أعيج به وما أعيج من كلامه بشيء : ما أعبأ به. وبنو أسد يقولون: ما أعوج بكلامه، أي ما ألتفت إليه. والعيج: شبه الاكتراث. وقال أبو عمرو: العياج: الرجوع إلى ما كنت عليه. ويقال: ما أعيج به عووجا. وقال: ما أعيج به عيوجا: أي ما أكترث له ولا أباليه وأنشدوا:

وما رأيت بها شيئا أعيج به      إلا الثمام وإلا موقد النار تقول: عاج به يعيج عيجوجة فهو عائج به. قال ابن سيده: ما عاج بقوله عيجا وعيجوجة: لم يكترث له أو لم يصدقه. وما عجت به: لم أرض به . وما عاج به عيجا: لم يرضه ما عجت بالماء: لم أرو لملوحته ، وقد يستعمل في الواجب. وشربت شربة، ماء ملحا، فما عجت به، أي لم أنتفع به، أنشد ابن الأعرابي: ولم أر شيئا بعد ليلى ألذه ولا مشربا أروى به فأعيج أي أنتفع به. العيج: المنفعة. وما عجت بالداواء عيجا. وتناولت دواء فما عجت به: أي لم أنتفع به. وعن ابن الأعرابي: يقال: ما يعيج بقلبي شيء من كلامك، ويقال: ما عجت بخبر فلان، ولا أعيج به: أي لم أشتف به ولم أستيقنه . وعاج يعيج، إذا انتفع بالكلام وغيره.