الباب الخامس: باب الجيم - الفصل الرابع والعشرون: فصل الميم مع الجيم

صفحة : 1499

فصل الميم مع الجيم

م-أ-ج
المأج: الأحمق المضطرب ، كأن فيه ضوى، كذا في التهذيب المأج: القتال والاضطراب ، مصدر مأج يمؤج. المأج أيضا: الماء الأجاج ، أي الملح. في التهذيب: مؤج ككرم يمؤج مؤوجة فهو مأج . وأنشد الجوهري لابن هرمة:

فإنك كالقريحة عام تمهـى    شروب الماء ثم تعود مأجا قال ابن بري: صوابه ماجا بغير همز، لأن القصيدة مردفه بألف، وقبله:

ندمت فلم أطق ردا لشعـري     كما لا يشعب الصنع الزجاجا والقريحة: أول ما يستنبط من البئر. وأميهت البئر: إذا أنبط الحافر فيها الماء. وعم ابن سيده: مأج يمأج مؤوجة. قال ذو الرمة:

بأرض هجان اللون وسمية الثرى    عذاة نأت عنها المؤوجة والبحر ومأجج: ع ، وهو على وزن فعلل عند سيبويه ملحق بجعفر كمهدد، فالميم أصلية، وهو قليل. وخالفه السيرافي في شرح الكتاب، وزعم أن الميم في نحو مأجج ومهدد زائدة، لقاعدة أنها لا تكون أصلا وهي متقدمة على ثلاثة أحرف. قال: والفك أخف لأنه كثير في الكلام بخلاف غيره. قال شيخنا: وأغفل الجوهري التكلم على هذا اللفظ وما هذا مبسوط في مصنفات التصريف، وأورده أبو حيان وغيره.

م-ت-ج
سرنا عقبة - هكذا بضم العين وسكون القاف عندنا في النسخ، وفي بعضها محركة، وهو الأكثر متوجا ، بالفتح، كما يقتضيه قاعدة الإطلاق: أي بعيدة. عن أبي السميدع قال: وسمعت مدركا ومبتكرا الجعفريين يقولان: سرنا عقبة متوجا ومتوحا ومتوخا: أي بعيدة. فإذا هي ثلاث لغات. وبهذا علم أن ما ذكره شيخنا من إيراده على المصنف في هذا التركيب وعدم إبداله بنحو رقينا أو صعدنا مما يقال في العقبة، وضبط متوج بالموحدة عن بعضهم، أوهام لا يلتفت إليها، لأنه في صدد إيراد كلام أئمة اللغة كما نطقوا واستعملوا؛ فتأمل. ومتيجة، كسكينة: د، بأفريقية وضبطها الصابوني في التكملة بالفتح، ونسب إليها أبا محمد عبد الله بن إبراهيم بن عيسى، توفي سنة 636 بالإسكندرية، وولده أبو عبد الله محمد سمع بالإسكندرية من شيوخ الثغر والقادمين عليه، وحدث، وتوفي سنة 659.

م-ث-ج
مثج الشيء، بالمثلثة: إذا خلط. و مثج: إذا أطعم. و مثج البئر: نزحها وهذا في التهذيب. والذي في اللسان: مثج بالشيء، إذا غذي به. وبذلك فسر السكري قول الأعلم:

والحنطئ الحنطـي يم    ثج بالعظيمة والرغائب وقيل: يمثج: يخلط قلت: وقرأت في شعر الأعلم هذا البيت، ونصه:

الحنطئ الـمـريح يم    نح بالعظيمة والرغائب

وأوله:

دلجي إذا ما الليل جن    على المقرنة الحباحب وفي شرح السكري: الحنطئ: المنتفخ. ولم يعرف الأصمعي هذا البيت، فلينظر.

م-ج-ج
مج الرجل الشراب والشيء من فيه يمجه مجا، بضم العين في المضارع كما اقتضته قاعدته، ونقل شيخنا عن شرح الشهاب على الشفاء: أن بعضهم جوز فيه الفتح، قال: قلت وهو غير معروف، فإن كان مع كسر الماضي سهل، وإلا فهو مردود دراية ورواية. ومج به: رماه ، قال ربيعة ابن الجحدر الهذلي:

وطعنة خلس قد طعنت مـرشة     يمج بها عرق من الجوف قالس أراد: يمج بدمها. قلت: هكذا قرأت في شعره في مرثية أثيلة بن المتنخل. وفي اللسان: وخص بعضهم به الماء. قال الشاعر:

صفحة : 1500

ويدعو ببرد الماء وهـو بـلاؤه    وإن ما سقوه الماء مج وغرغرا هذا يصف رجلا به الكلب. والكلب إذا نظر إلى الماء تخيل له فيه ما يكرهه فلم يشربه. ومج بريقه يمجه: إذا لفظه. وقال شيخنا حقيقة المج هو طرح المائع من الفم. فإذا لم يكن ما في الفم مائعا قيل: لفظ. وكثيرا ما يقع في عبارات المصنفين والأدباء: هذا كلام تمجه الأسماع. فقالوا: هو من قبيل الاستعارة، فإنه تشبيه اللفظ بالماء لرقته، والأذن بالفم، لأن كلا منهما حاسة، والمعنى: تتركه. وجوزوا في الاستعارة أنها تبعية أو مكنية أو تخييلية... وقال جماعة: يستعمل المج بمعنى الإلقاء في جميع المدركات مجازا مرسلا. ومنه حديث: ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها ، أي لم يتفكر فيها، كما نقله البيضاوي والزمخشري، وعدوه بالباء لما فيه من معنى الرمي. انتهى. وانمجت نقطة من القلم: ترششت . وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ من الدلو حسوة ماء، فمجها في بئر ففاضت بالماء الرواء . وقال شمر: مج الماء من الفم: صبه من فمه قريبا أو بيعدا، وقد مجه. وكذلك إذا مج لعابه. وقيل: لا يكون مجا حتى يباعد به. وفي حديث عمر رضي الله عنه قال في المضمضة للصائم: لا يمجه ولكن يشربه فإن أوله خيره أراد المضمضة عند الإفطار، أي لا يلقيه من فيه فيذهب خلوفه. ومنه حديث أنس: فمجه في فيه . وفي حديث محمود بن الربيع: عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها في بئر لنا . وفي حديث الحسن رضي الله عنه: الأذن مجاجة وللنف حمضة معناه أن للنفس شهوة في استماع العلم، والأذن لا تعي ما تسمع ولكنها تلقيه نسيانا كما يمج الشيء من الفم. والماج: من يسيل لعابه كبرا وهرما ، كعطف التفسير لما قبله. قال شيخنا ولو حذف كبرا لأصاب المحز. وفي الصحاح: وشيخ ماج: يمج ريقه ولا يستطيع حبسه من كبره. الماج: الناقة الكبيرة التي من كبرها تمج الماء من حلقها. وقال ابن سيده: والماج من الناس والإبل: الذي لا يستطيع أن يمسك ريقه من الكبر. والماج: الأحمق الذي يسيل لعابه. قلت: وهذا مجاز. يقال: أحمق ماج. وقيل: هو الأحمق مع الهرم. وجمع الماج من الإبل مججة. وجمع الماج من الناس ماجون؛ كلاهما عن ابن الأعرابي. والأنثى منهما بالهاء. والماج: البعير الذي قد أسن وسال لعابه. قلت: وجمع الماج من الناس أيضا المجاج، بالضم والتشديد، لما في الحديث: أنه رأى في الكعبة صورة إبراهيم فقال: مروا المجاج يمجمجون عليه : وهو جمع ماج، وهو الرجل الهرم الذي يمج ريقه ولا يستطيع حبسه. المجاج كغرب: الريق ترميه من فيك. و المجاجة: الريقة. في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل القثاء بالمجاج: وهو العسل ، لأن النحل تمجه، وحمله كثيرون على أنه مجاز. وقد يقال له لأجل ذلك: مجاج النحل وقد مجته تمجه. قال:

ولا ما تمج النحل من متمنع فقد ذقته مستطرفا وصفا ليا ويقال له أيضا: مجاج الدبى. قال الشاعر:

وماء قديم عـهـده وكـأنـه    مجاج الدبى لاقت بهاجرة دبى من المجاز: مزج الشراب بمجاج المزن. مجاج المزن: المطر. عن ابن سيده: خبز مجاجا هكذا بالضم: أي خبز الذرة ، عن الخطابي، وقد وجد ذلك في بعض نسخ المتن. المجاج بالفتح: العرجون ، قاله الرياشي، وأنشد:

صفحة : 1501

نقائل لفت على المجاج قال: النقائل: الفسيل. قال: هكذا قرأت بفتح الميم. قال: ولا أدري أهو صحيح أم لا. ومجمج الرجل في خبره : إذا لم يبينه . وفي الأساس: لم يشف. مجمج الكتاب: ثبجه ولم يبين حروفه . وفي الأساس: ومجمج خطه: خلطه. وخط ممجمج: لم تتبين حروفه. وما يحسن إلا المجمجة. وفي اللسان: ومجمج الكتاب: خلطه وأفسده بالقلم؛ قاله الليث. عن شجاع السلمي: مجمج بفلان وبجبج، إذا ذهب في الكلام معه ، وفي بعض الأمهات: به، مذهبا غير مستقيم فرده وفي بعض الأمهات: ورده من حال إلى حال . وقال ابن الأعرابي: مج وبج بمعنى واحد. وأمج الفرس : جرى جريا شديدا. قال:

كأنما يستضرمان العرفجا
فوق الجلاذي إذا ما أمججا

أراد: أمج، فأظهر التضعيف للضرورة. وعن الأصمعي، إذا بدأ الفرس بالجري قبل أن يضطرم جريه قيل: أمج إمجاجا. يقال: أمج زيد ، إذا ذهب في البلاد . وأمج إلى بلد كذا: انطلق. من المجاز: أمج العود ، إذا جرى فيه الماء . عن ابن الأعرابي: المجج، بضمتين: السكارى. و المجج أيضا: النحل . المجج، بفتحتين وكذلك المج: استرخاء الشدقين نحو ما يعرض للشيخ إذا هرم. عن أبي عمرو: المجج: إدراك العنب ونضجه . وفي الحديث: لا تبع العنب حتى يظهر مججه . أي بلوغه. مجج العنب يمجج إذا طاب وصار حلوا. وفي حديث الخدري: لا يصلح السلف في العنب والزيتون وأشباه ذلك حتى يمجج . والمجماج ، الرهل المسترخي . ورجل مجماج، كبجباج: كثير اللحم غليظه. وكفل ممجمج، كمسلسل : أي مرتج من النعمة، وقد تمجمج . وأنشد:

وكفل ريان قد تمجمجا وكذا لحم ممجمج: إذا كان مكتنزا. ومجج تمجيجا: إذا أرادك وفي بعض النسخ: إذا أراده بالعيب ، هكذا في سائر النسخ، ولم أدر ما معناه. وقد تصفحت غالب أمهات اللغة وراجعت في مظانها فلم أجد لهذه العبارة ناقلا ولا شاهدا، فلينظر. والمج والمجاج حب كالعدس إلا أنه أشد استدارة منه. قال الأزهري: هذه الحبة التي يقال لها الماش ، والعرب تسميه الخلر والزن وصرح الجوهري بتعريبه، وخالفه الجواليقي. وقال أبو حنيفة: المجة: حمضة تشبه الطحماء غير أنها ألطف وأصغر. المج بالضم: نقط العسل على الحجارة . وآجوج ويمجوج: لغتان في يأجوج ومأجوج ، وقد تقدم ذكرهما مستطردا في أول الكتاب، فراجعه. ومما يستدرك عليه: مجاجة الشيء: عصارته؛ كذا في الصحاح. ومجاج الجراد: لعابه. ومجاج فم الجارية: ريقها. ومجاج العنب: ما سال من عصيره؛ وهو مجاز. والمجاج: الكاتب، سمي به لأن قلمه يمج المداد، وهو مجاز. والمج: سيف من سيوف العرب؛ ذكره ابن الكلبي. والمصنف ذكره في حرف الباء، فقال: البج سيف ابن جناب ، والصواب بالميم. والمج: فرخ الحمام، كالبج. قال ابن دريد: زعموا ذلك ولا أعرف صحته. ومن المجاز: قول ممجوج. وكلام تمجه الأسماع. ومجت الشمس ريقتها. والنبات يمج الندى؛ كذا في الأساس. وفي اللسان: والأرض إذا كانت ريا من الندى فهي تمج الماء مجا. واستدرك شيخنا: مجاج، ككتاب وسحاب: اسم موضع بين مكة والمدينة؛ قاله السهيلي في الروض. قلت. والصواب أنه محاج، بالحاء، كما سيأتي في التي تليها.

م-ح-ج

صفحة : 1502

محج اللحم، كمنع ، يمحجه محجا، وكذلك العود: قشره. و محج الحبل -الأولى: الأديم، كما في سائر الأمهات- يمحجه محجا دلكه ليلين ويمرن. قال الأزهري: محج، عند ابن الأعرابي، له معنيان: أحدهما محج بمعنى جامع، و الآخر محج بمعنى : كذب . يقال: محج المرأة يمحجها محجا: نكحها، وكذلك مخجها. قال ابن الأعرابي: اختصم شيخان: غنوي وباهلي. فقال أحدهما لصاحبه: الكاذب محج أمه، فقال الآخر: انظروا ما قال لي: الكاذب محج أمه، أي ناك أمه. فقال له الغنوي: كذب، ما قلت له هكذا، ولكني قلت: ملج أمه، أي رضعها. ابن الأعرابي: المحاج: الكذاب. وأنشد:

ومحاج إذا كثر التجني محج اللبن ومخجه، إذا مخضه ، بالخاء المعجمة وبالحاء معا. محج محجا: مسح شيئا عن شيء حتى ينال المسح جلد الشيء لشدة مسحك. والريح تمحج الأرض محجا: تذهب بالتراب حتى تتناول من أدمتها ترابها . وفي اللسان: حتى تناول من أرومة العجاج. قال العجاج:

ومحج أرواح يبارين الصبا
أغشين معروف الديار التيربا

وماحجه مماحجة ومحاجا: ماطله . يقال: عقبة محوج ، أي بعيدة ، كمتوج. محاج ككتاب وقطام: اسم فرس معروفة من خيل العرب، وهي فرس مالك بن عوف النصري ، بالصاد، المهملة أو المعجمة، قال:
أقدم محاج إنه يوم نكر
مثلي على مثلك يحمي

ويكر محاج أيضا: اسم فرس أبي جهل لعنه الله تعالى. ومما يستدرك عليه: محج محجا: أسرع. ومحج الدلو محجا: خضحضها كمخجها، عن اللحياني، والإعجام أعرف وأشهر. ومحاج: اسم موضع. أنشد ثعلب:
لعن الله بطن لقف مسيلا    ومحاجا فلا أحب محاجا

م-خ-ج
مخج بالدلو وغيرها مخجا ومخجها: خضخضها. وقيل: مخج الدلو، كمنع: جذب بها ونهزها حتى تمتلئ ، وهذا نقله الجوهري عن أبي الحسن اللحياني، وأنشد:

فصبحت قليذما همومـا
يزيدها مخج الدلا جموما

عن الأصمعي: مخج المرأة يمخجها مخجا: جامعها عن أبي عبيد: تمخج الماء: حركه قال:

صافي الجمام لم تمخجه الدلا أي لم تحركه. ومما يستدرك عليه: تمخج بالدلو وتماخج، وتمخجها وتماخجها: مثل مخجها. ومخج البئر ومخضها بمعنى واحد. ومخج البئر يمخجها مخجا: ألح عليها في الغرب.

م-د-ج
مدج، كقبر: سمكة بحرية ، قال الليث: وأحسبه معربا. وأنشد أبو الهيثم في المدج:

يغني أباذروة عن حانوتهـا
عن مدج السوق وأنزروتها

وقال: مدج: سمك. وتسمى المشق . وأنزروتها: يريد عنزروتها.

م-د-ل-ج
المدلوج، بالضم : مقلوب الدملوج

م-ذ-ج
تمذج البطيخ: نضج ، هذه المادة لم يذكرها الجوهري ولا ابن منظور. تمذج الإناء: امتلأ. و تمذج الشيء: انتفخ واتسع و منه مذجه تمذيجا ، إذا وسعه .

م-ذ-ح-ج

صفحة : 1503

مذحج، كمجلس : أبو قبيلة من اليمين، وهو مذحج بن يحابر بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبإ، تقدك بيانه في ذ ح ج وسبق الكلام هناك. ووهم الجوهري في ذكره هنا بناء على أن ميمه أصلية وإن نسبه إلى سيبويه . ورأيت في هامشالصحاح ما نصه: ذكره مذحج خطأ من وجهين: أولا قوله: مذحج مثال مسجد، يدل على أن الميم زائدة، لأنه ليس في الكلام جعفر، بكسر الفاء، وفيه مفعل، مثل مسجد، فدل على زيادة الميم؛ فكان الواجب أن يورده في ذحج . وإن كانت الميم أصلية كما ذكره عن سيبويه، فكيف يقال: مثل مسجد? وثانيا إذا ثبت أن الميم أصلية، وجب أن يكون مذحج مثل جعفر، وهذا لم يقله أحد. بل تعرض لما أورده سيبويه، فإنه قد روي في كتاب سيبويه مأجج فصحفه بمذحج. وميم مأجج: أصليه، وهو اسم موضع. وذكر ابن جني في كتابه المنصف كلاما مثل هذا فقال: وقد قال بعضهم إن مذحج قبائل شتى، مذحجت أي اجتمعت. فإن كان هذا ثبتا في اللغة، فلابد أن تكون الميم زائدة، وتكون الكلمة مفعلا، لأنهم قد قالوا مذحج. فإن جعلت الميم أصلا كان وزن الكلمة فعللا، وهذا خطأ لأنه ليس في الكلام اسم مثل جعفر. فثبت أنه مفعل مثل منهج، ولهذا لم يصرف نرجس اسم رجل، لأنه ليس في الأصول مثل جعفر، وقضي بأن النون زائدة مثلها في نضرب . وقد تحامل شيخنا هنا على المجد تحاملا كليا، وانتصر للجوهري بملء شدقه، وخرق الإجماع. وقد سبق الرد عليه في ذ ح ج والتنبيه على هامش الحاشية حين كتابتي في هذا المحل. والله الموفق.

م-ر-ج
المرج : الفضاء، وأرض ذات كلإ ترعى فيها الدواب. وفي التهذيب: أرض واسعة فيها نبت كثير تمرج فيها الدواب. وفي الصحاح: الموضع الذي ترعى فيه الدواب . وفي المصباح: المرج: أرض ذات نبات ومرعى، والجمع مروج. قال الشاعر:

رعى بها مرج ربيع ممرجا

صفحة : 1504

المرج: مصدر مرج الدابة يمرجها، وهو إرسالها للرعي في المرج. وأمرجها: تركها تذهب حيث شاءت. وقال القتيبي: مرج دابته: خلاها، وأمرجها: رعاها من المجاز: المرج: الخلط. و منه قوله تعالى مرج البحرين يلتقيان العذب والملح، خلطهما حتى التقيا. ومعنى لا يبغيان : أي لا يبغي الملح على العذب فيختلط وهذا قول الزجاج. وقال الفراء: يقول: أرسلهما ثم يلتقيان بعد. قال وهو كلام لا يقوله إلا أهل تهامة أما النحويون فيقولون: أمرجهما : أي خلاهما ثم جعلهما لا يلتبس أحدهما بالآخر . وعن ابن الأعرابي: المرج: الإجراء. ومنه مرج البحرين أي أجراهما. قال الأخفش: ويقول قوم: أمرج البحرين مثل مرج البحرين، فعل وأفعل بمعنى. ومرج الخطباء، بخراسان في طريق هراة، يقال له: بل طم وهو قنطرة. ووجدت في هامش الصحاح بخط أبي زكريا: قال أبو سهل: قال لي أبو محمد: قال الجوهري: مرج الخطباء على يوم من نيسابور، وإنما سمي هذا الموضع بالخطباء، لأن الصحابة لما أرادوا فتح نيسابور اجتمعوا وتشاوروا في ذلك؛ فخطب كل واحد منهم خطبة. مرج راهط بالشام ومنه يوم المرج، لمروان بن الحكم على الضحاك بن قيس الفهري مرج القلعة ، محركة منزل بالبادية بين بغداد وقرميسين مرج الخليج: من نواحي المصيصة بالقرب من أذنة مرج الأطراخون، بها أيضا. و مرج الصفر، كقبر: بدمشق ، بالقرب من الغوطة. مرج عذراء بها أيضا. و مرج فريش كسكين بالأندلس ، ولها مروج كثيرة. مرج بني هميم ، كزبير، بن عبد العزى بن ربيعة بت تميم بن يقدم بن يذكر بن عنزة، بالصعيد الأعلى. مرج أبي عبدة محركة، شرقي الموصل. و مرج الضيازن قرب الرقة. و مرج عبد الواحد: بالجزيرة؛ مواضع ، والمروج كثيرى فإذا أطلق فالمراد مرج راهط. ومما فاته من المروج: مرج دابق: بالقرب من حلب، المذكور في النهاية، وتاريخ ابن العديم. ومرج فاس. والمرج: قرية كبيرة بين بغداد وهمذان، بالقرب من حلوان. ونهر المرج: في غربي الإسحاقي، عليه قرى كثيرة. والمرج: صقع من أعمال الموصل، في الجانب الشرقي من دجلة، منها الإمام أبو نصر أحمد بن عبد الله المرجي، سكن الموصل. والمرج، محركة: الإبل إذا كانت ترعى بلا راع . ودابة مرج للواحد والجميع . المرج: الفساد . وفي الحديث كيف أنتم إذا مرج الدين : أي فسد. المرج: القلق . مرج الخاتم في إصبعي. وفي المحكم: في يدي، مرجا: أي قلق: ومرج؛ والكسر أعلى مثل جرج. ومرج السهم: كذلك. المرج: الاختلاط والاضطراب . ومرج الدين: اضطرب والتبس المخرج فيه. وكذلك مرج العهود واضطرابها: قلة الوافاء لها. ومرج الناس: اختلطوا. ومرج العهد والأمانة والدين: فسد. ومرج الأمر: اضطرب. قال أبو دواد:

مرج الدين فـأعـددت لـه     مشرف الحارك محبوك الكتد هكذا في نسخ الصحاح. ووجدت في المقصور والممدود لابن السكيت، وقد عزاه إلى أبي دواد:

أرب الدهر فأعددت له

صفحة : 1505

وقد أورده الجوهري في أرب فانظره. يقال: إنما يسكن المرج مع الهرج ازدواجا للكلام. والمرج: الفتنة المشكلة، وهو مجاز. و مرج الأمر كفرح مرجا، فهو مارج ومريج: التبس واختلط. في التنزيل: فهم في أمر مريج : يقول في ضلال. وأمر مريج: مختلط ، مجاز. وقال أبو إسحاق: في أمر مريج : متلف ملتبس عليهم. وأمرجت الناقة وهي ممرج: إذا ألقت ولدها بعد ما صار غرسا ودما . وفي المحكم: إذا ألقت ماء الفحل بعدما يكون غرسا ودما. أمرج دابته: رعاها في المرج، كمرجها. أمرج العهد: لم يف به وكذا الدين. ومرج العهود: قلة الوفاء بها، وهو مجاز. المارج: الخلط. والمارج: الشعلة الساطعة ذات اللهب الشديد. وقوله تعالى: وخلق الجان من مارج من نار : مجاز. قيل: معناه الخلط. وقيل: معناه الشعلة. كل ذلك من باب الكاهل والغارب. وقيل: المارج: الهب المختلط بسواد النار. وقال الفراء: المارج هنا: نار دون الحجاب، منها هذه الصواعق. وقال أبو عبيد: من مارج : من خلط من نار. وفي الصحاح: أي نار بلا دخان خلق منها الجان. من المجاز: المرجان بالفتح: صغار اللؤلؤ أو نحوه. قال شيخنا: وعليه فقوله تعالى: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان من عطف الخاص على العام. وقال بعضهم: المرجان: البسذ، وهو جوهر أحمر. وفي تهذيب الأسماء واللغات: المرجان، فسره الواحدي بعظام اللؤلؤ، وأبو الهيثم بصغارها، وآخرون بخرز أحمر، وهو قول ابن مسعود، وهو المشهور في عرف الناس. وقال الطرطوشي: هو عروق حمر تطلع في البحر كأصابع الكف. قال الأزهري: لا أدري أرباعي هو أم ثلاثي، وأورده في رباعي الجيم. قلت: صرح ابن القطاع في الأبنية بأنه فعلان من مرج كما اقتضاه صنيع المصنف؛ قاله شيخنا. قال أبو حنيفة في كتاب النبات: المرجان: بقلة ربعية ترتفع قيس الذراع، لها أغصان حمر، وورق مدور عريض كثيف جدا رطب روي، وهي ملبنة واحدتها بهاء . وسعيد بن مرجانة: تابعي، وهي أي مرجانة اسم أمه، و أما أبوه فإنه عبد الله ، وهو مولى قريش، كنيته أبو عثمان، كان من أفاضل أهل المدينة، يروي عن أبي هريرة، وعنه محمد بن إبراهيم، مات بها سنة 96، عن سبع وسبعين؛ قاله ابن حبان. يقال: ناقة ممراج ، إذا كانت عادتها الإمراج وهو الإلقاء. مرج أمره يمرجه: ضيعه. و رجل ممراج: يمرج أموره ولا يحكمها. في التهذيب: خوط مريج : أي غصن ملتو، له شعب صغار قد التبست شناغيبه، فبذلك هو متداخل في الأغصان . وقال الداخل الهذلي:

فراغت فالتمست به حشاها     فخر كأنه خـوط مـريج

صفحة : 1506

قال السكري: أي انسل فمرج مرحا، أي تقلقل واضطرب؛ ومر. والمريج ، كالأمير: العظيم -تصغير العظم- الأبيض الناتئ وسط القرن، ج أمرجة . ومما يستدرك عليه: أمرجه الدم: إذا أقلقه. وسهم مريج: قلق. والمريج: الملتوي الأعوج. ومرج أمره: ضيعه. والمرج: الفتنة المشكلة. والمرج: الإجراء. ومرج السلطان الناس. ورجل مارج: مرسل غير ممنوع. ولا يزال فلان يمرج علينا: يأتينا مفاجئا. ومن المجاز: مرج فلان لسانه في أعراض الناس وأمرجه. وفلان سراج مراج: كذاب. وقد مرج الكذب يمرجه مرجا. وفي اللسان: رجل مراج: يزيد في الحديث. ومرج الرجل المرأة مرجا: نكحها؛ روى ذلك أبو العلاء، يرفعه إلى قطرب. والمعروف: هرجها يهرجها. والمريج بن معاوية، مصغرا، في قشير، منهم عوسجة بن نصر بن المريج، شاعر. ومرجة والأمراج: موضعان. قال السليك بن السلكة:

وأذهر كلابا يقود كلابـه    ومرجة لما أقتبسها بمقنب

وقال أبو العيال الهذلي:

أنا لقينا بـعـدكـم بـديارنـا     من جانب الأمراج يوما يسأل أراد يسأل عنه. ومرج جهينة: من أعمال الموصل.

م-ر-ت-ج
المرتج : تعريب مرتك، وهو نوعان: فضي وذهبي. وهو المردارسنج، وليس بتصحيف مريخ كسكين كما زعم. والوجه في ذلك ضم ميمه لأنه معرب مرده ، وهو الميت. وهذا القول فيه تأمل.

م-ر-د-س-ن-ج
المردارسنج، م وهو بضم الميم، وقد تسقط الراء الثانية تخفيفا، وهو معرب مردارسنك ، ومعناه الحجر الميت. ومردا سنجه بإسقاط الراء الثانية: لقب جد أبي بكر محمد بن المبارك بن محمد السلامي، شيخ مستور، بغدادي، روى عن أبي الخطاب بن البطر، وعنه أبو سعد السمعاني.

م-ز-ج
المزج: الخلط بالشيء، مزج الشراب: خلطه بغيره. ومزج الشيء يمزجه مزجا فامتزج: خلطه. من المجاز: المزج: التحريش تقول: مزجته على صاحبه: إذا غظته وحرشته عليه؛ كذا في الأساس. المزج بالكسر: اللوز المر ، قال ابن دريد: لا أدري ما صحته، وقيل: إنما هو المنج، المزيج ، كأمير؛ الأخير من الأساس. المزج، بالكسر: العسل ، وفي التهذيب: الشهد. قال أبو ذؤيب الهذلي.

فجاء بمزج لم ير الناس مثـلـه    هو الضحك إلا أنه عمل النحل قال أبو حنيفة: سمي مزجا لأنه مزاج كل شراب حلو طيب به. وسمى أبو ذؤيب الماء الذي تمزج به الخمر مزجا، لأن كل واحد من الخمر والماء يمازج صاحبه، فقال:

بمزج من العذب عذب الفرات     يزعزعه الريح بعد المطـر

صفحة : 1507

وغلط الجوهري في فتحه فإن أبا سعيد السكري قيده في شرحه بالكسر عن ابن أبي طرفه، وعن الأصمعي وغيرهما، وكفى بهم عمدة، أو هي لغية ذكرها صاحب ديوان الأدب في باب فعل بفتح الفاء، وتبعه ابن فارس والجوهري. وهكذا وجد بخط الأزهري في التهذيب مضبوطا. مزاجه عسل. مزاج الشراب: ما يمزج به ، وكل نوعين امتزجا فكل واحد منهما لصاحبه مزج ومزاج. المزاج من البدن: ما ركب عليه من الطبائع الأربع: الدم والمرتين والبلغم، وهو عند الحكماء كيفية حاصلة من كيفيات متضادة وفي الأساس: يقال: هو صحيح المزاج وفاسده، وهو ما أسس عليه البدن من الاخلاط. وأمزجة الناس مختلفة. النساء يلبسن الموزج : وهو الخف، معرب موزه، ج موازجة مثال الجورب والجواربة، ألحقوا الهاء للعجمة. قال ابن سيده: وهكذا وجد أكثر هذا الضرب الأعجمي مكسرا بالهاء فيما زعم سيبويه، إن شئت حذفتها وقلت موازج . ومن سجعات الأساس: فلان يبيع الموازج، ويأخذ الطوازج . والتمزيج: الإعطاء ، قال ابن شميل: يسأل السائل فيقال: مزجوه، أي أعطوه شيئا. من المجاز: التمزيج في السنبل والعنب: أن يلون من خضرة إلى صفرة . وقد مزج: اصفر بعد الخضرة؛ ومثله في التهذيب. والمزاج، ككتاب: ناقة. و: ع شرقي المغيثة بين القادسية والقرعاء أو يمين القعقاع ، وفي نسخة: أو بمتن القعقاع. ومازجه ممازجة. وتمازجا وامتزجا. ومن المجاز: مازجه: فاخره. و قول البريق الهذلي:

ألم تسل عن ليلى وقد ذهب الـدهـر     وقد أوحشت منها الموازج والحضر قال ابن سيده: أظن الموازج، ع ، وكذلك الحضر. قلت: وهكذا صرح به أبو سعيد السكري في شرحه. ومما يستدرك عليه: شراب مزج: أي ممزوج. ورجل مزاج وممزج: لا يثبت على خلق إنما هو ذو أخلاق. وقيل: هو المخلط الكذاب؛ عن ابن الأعرابي، وأنشد لمدرج الريح:

إني وجدت إخاء كل ممـزج     ملق يعود إلى المخافة والقلى ومن المجاز: تمازج الزوجان تمازج الماء والصهباء. وطبع عطارد متمزج؛ كذا في الأساس. ومزاج الخمر كافوره: يعني ريحها لا طعمها.

م-ش-ج
مشج بينهما: خلط. وشيء مشيج ومشج كقتيل وسبب، وكتف في لغتيه ، بفتح فسكون وكسر: وهو كل لونين اختلطا. وقيل: هو ما اختلط من حمرة وبياض. وقيل: هو كل شيئين مختلطين. ج أمشاج مثل يتيم وأيتام، وسبب وأسباب، وكتف وأكتاف. قال زهير بن حرام الداخل الهذلي:

كأن الريش والفوقين مـنـه    خلاف النصل سيط به مشيج أي كأن الريش والفوقين من النصل خلاف النصل. سيط، أراد خلط بهما مشيج. قد دمي الريش والفوقان، قاله السكري؛ وهذه رواية أبي عبيدة. ورواه المبرد:

كأن المتن والشرجين مـنـه    خلاف النصل سيط به مشيج

صفحة : 1508

في التنزيل العزيز: إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه قال الفراء: الأمشاج: هي الأخلاط: ماء الرجل وماء المرأة، والدم والعلقة. وقال ابن السكيت: الأمشاج: الأخلاط، يريد النطفة، لأنها ممتزجة من أنواع، ولذلك يولد الإنسان ذا طبائع مختلفة. وقال أبو إسحاق: أمشاج: أخلاط من مني ودم، ثم ينقل من حال إلى حال. ويقال: نطفة أمشاج، أي مختلطة بماء المرأة ودمها . وفي الحديث في صفة المولود: ثم يكون مشيجا أربعين ليلة . والأمشاج: التي تجتمع في السرة . ومما يستدرك عليه: عن أبي عبيدة: وعليه أمشاج غزل: أي داخلة بعضها في بعض، يعني البرود فيها ألوان الغزول. وقال الأصمعي: أمشاج وأوشاج غزول: داخل بعضها في بعض؛ كذا في اللسان.

م-ع-ج
معج السيل كمنع يمعج: أسرع . والمعج: سرعة المر. وريح معوج: سريعة المر. قال أبو ذؤيب.

تكركره نـجـدية وتـمـده     مسفسفة فوق التراب معوج معج الملمول ، بالضم، في المكحلة ، إذا حركه فيها. معج: جامع . يقال: معج جاريته يمعجها: إذا نكحها. معج الفصيل ضرع أمه يمعجه معجبا: لهزة و قلب أي فتح فاه في نواحيه ليستمكن ، وفي أخرى: ليتمكن في الرضاع. وقد روي: مغج الفصيل، بالإعجام أيضا. والمعج: القتال والاضطراب . وفي حديث معاوية فمعج البحر معجة تفرق لها السفن ، أي ماج واضطرب. المعجة، بهاء: العنفوان من الشباب. قال عقبة بن غزوان: فعل ذلك في معجة شبابه، وغلوة شبابه، وعنفوانه. وقال غيره: في موجة شبابه، بمعنى. والتمعج: التلوي والتثني . ومما يستدرك عليه: معج في الجري يمعج: تفنن. وقيل: المعج: أن يعتمد الفرس على إحدى عضادتي العنان، مرة في الشق الأيمن، ومرة في الشق الأيسر. وفرس ممعج: كثير المعج؛ ومعوج. وحمار معاج: يستن في عدوه يمينا وشمالا. ومعجت الناقة معجا: سارت سيرا سهلا؛ قاله ثعلب. ومعج في سيره، إذا سار في كل وجه، وذلك من النشاط. ومر يمعج: أي مر مرا سهلا. وقال ابن الأثير: المعج: هبوب الريح في لين. والريح تمعج في النبات: تقلبه يمينا وشمالا. قال ذو الرمة:

أو نفحة من أعالي حنوة معـجـت     فيها الصبا موهنا والروض مرهوم

م-غ-ج
مغج ، كمنع إذا عدا. و مغج: إذا سار ، نقله الأزهري في التهذيب عن أبي عمرو، قال: ولم أسمع مغج لغيره. ومغج الفصيل أمه: لهزها، لغة في المعملة؛ نقله غير واحد من الأئمة.

م-ف-ج
مفج الرجل: إذا حمق ، حكاه الهروي في الغريبين. ورجل مفاجة كثفاجة، زنة ومعنى ، أي أحمق مائق.

م-ل-ج

صفحة : 1509

ملج الصبي أمه، كنصر وسمع يملجها ويملجها ملجا: إذا رضعها. وقيل: تناول ثديها بأدنى فمه ، وهو نص عبارة الصحاح. وامتلج الفصيل ما في الضرع من اللبن: امتصه . وأملجه: أرضعه ، وفي الحديث: لا تحرم الإملاجة ولا الإملاجتان يعني أن تمصه هي لبنها. والإملاجة: المرة من أملجته أمه: أرضعته، يعني أن المصة والمصتين لا يحرمان ما يحرمه الرضاع الكامل. والمليج: الرضيع المليج: الرجل الجليل . مليج: : ة بريف مصر قرب المحلة، منها أبو القاسم عمران بن موسى بن حميد، عرف بابن الطيب، روى عن يحيى بن عبد الله بن بكير وعمرو بن خالد، وعنه أبو بكر النقاش المقرئ، مات بمصر سنة 275، ذكره ابن يونس. وعبد السلام بن وهيب المليجي قاضي قضاة مصر، كان عارفا بالخلاف والكلام، ذكرهما الأمير؛ ومنيف بن عبد الرحمن المليجي، درس بالفخرية، وتوفي بمصر سنة 724. والأملج: الأسمر . وفي نوادر الأعراب: أسود أملج ألعس، وهم الملج. يقال: ولدت فلانة غلاما فجاءت به أملج، أي أصفر، لا أبيض ولا أسود. الأملج: القفر لا شيء فيه من النبات وغيره. الأملج: دواء ، فارسي معرب أمله ، أجوده الأسود، بارد في الدرجة الثانية، وهو يابس بلا خلاف، وهو قابض، يسود الشعر ويقويه، باهي، مسهل للبلغم، مقو للقلب والعصب والعين والمعدة ، وسقطت هذه من بعض النسخ، وفي بعضها: المقعدة بدل المعدة، وهو أيضا صحيح، لأنه يشدها: ويشهي الطعام، وينفع من البواسير، ويطفئ حرارة الدم؛ كذا في طيب الأشباح لابن الجوزي. وفي اللسان: والأملج: ضرب من العقاقير، سمي بذلك للونه. ورجل ملجان ، مصان، بالفتح : يرضع إبله أو غنمه من ضروعها ولا يحلبها لئلا يسمع، لؤما منه. عن أبي زيد: الملج، بالضم: نواة المقل ، والجمع أملاج. الملج: ناحية متسعة من الأحساء بين الستار والقاعة. الملج بضمتين: الجداء الرضع ، وهي صغار الخرفان. والمالج، كآدم: الذي يطين به ، فارسي معرب. مالج: لقب جد أبي جعفر محمد بن معاوية بن يزيد الأنماطي المحدث ، بغدادي لا بأس به، روى عن إبراهيم بن سعد الزهري وابن عيينة، وعنه عبد الله بن محمد بن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري ويحيى بن محمد بن صاعد. والأملوج ، بالضم، جاء في حديث طهفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه قوم يشكون القحط، فقال قائلهم: سقط الأملوج، ومات العسلوج . الأملوج: الغصن الناعم. وقيل: هو العرق من عروق الشجر يغمس في الثرى ليلين. وقيل: هو ضرب من النبات ورقه كالعيدان. وقيل: هو ورق من أوراق الشجر، ليس بالعريض كورق السرو والطرفاء؛ حكاه الهروي في الغريبين. الأملوج أيضا: لشجر بالبادية، ج الأماليج . وفي رواية: سقط الأملوج من البكارة : وهو جمع بكر، وهو الفتي السمين من الإبل، أي سقط عنها ما علاها من السمن برعي الأملوج، فسمى السمن نفسه أملوجا على سبيل الاستعارة، نسبه ابن الأثير إلى الزمخشري. الأملوج أيضا: نوى المقل وملج الرجل كسمع : إذا لاكه أي الأملوج في فمه وملنجة، بكسر الميم وسكون النون : قرية. وقيل: محلة بأصبهان ، منها أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الحسن ابن بردة الأصبهاني، عن أبي بكر القباب وأبي الشيخ الحافظ، وعنه أبو بكر الخطيب، توفي سنة 437؛ وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي

صفحة : 1510

القاسم المؤذن، سمع أبا الفضائل بن أبي الرجاء الضبابي، وأبا القاسم، إسماعيل بن علي الحمامي، وقدم بغداد حاجا، وحدث بها، وعاد إلى بلده، ومات سنة 612، كذا في معجم ياقوت. وملجت الناقة: ذهب لبنها وبقي شيء يجد من ذاقه طعم الملح في فمه. يقال املاج الصبي ، كاحمار واملأج ، كاقشعر: طلع . ومما يستدرك عليه: ملج المرأة: كلمجها نكحها، كذا في اللسان. وفي الأساس: استعدى أعرابي الوالي فقال: قال لي: ملجت أمك. قال: كذب، إنما قلت: لمج أمه: أي رضعها. قلت: وهذه الحكاية سبقت لنا في لمج ، فينظر ذلك. وفي معجم ياقوت: ملجتان، بالكسر، تثنية ملجة من: أودية القبلية، عن جار الله عن علي.قاسم المؤذن، سمع أبا الفضائل بن أبي الرجاء الضبابي، وأبا القاسم، إسماعيل بن علي الحمامي، وقدم بغداد حاجا، وحدث بها، وعاد إلى بلده، ومات سنة 612، كذا في معجم ياقوت. وملجت الناقة: ذهب لبنها وبقي شيء يجد من ذاقه طعم الملح في فمه. يقال املاج الصبي ، كاحمار واملأج ، كاقشعر: طلع . ومما يستدرك عليه: ملج المرأة: كلمجها نكحها، كذا في اللسان. وفي الأساس: استعدى أعرابي الوالي فقال: قال لي: ملجت أمك. قال: كذب، إنما قلت: لمج أمه: أي رضعها. قلت: وهذه الحكاية سبقت لنا في لمج ، فينظر ذلك. وفي معجم ياقوت: ملجتان، بالكسر، تثنية ملجة من: أودية القبلية، عن جار الله عن علي.

م-ن-ج
المنج: التمر تجتمع منه اثنتان وثلاث يلزق بعضها ببعض، و هو أيضا معرب منك اسم لحب مسكر يغير عقل آكله. وبالضم: الماش الأخضر . وقال أبو حنيفة: هو اللوز الصغار. وقال مرة: المنج: شجر لا ورق له، نباته قضبان خضر في خضرة البقل، سلب عارية، تتخذ منها السلال. ومنوجان: د ، بكرمان. وفي المعجم، هو منوقان بالقاف. ومنجان ، بالفتح : ة بأصفهان ، منها أبو إسحاق إبراهيم بن أبجه بن أعصر، روى عن محمد بن عاصم الأصبهاني، وعنه أبو إسحاق السيرجاني، وذكره ياقوت في معجمه. ومما يستدرك عليه: منجويه: جد أبي بكر أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الحافظ الأصبهاني، روى عن أبي بكر الإسماعيلي والحاكم، وعنه أبو بكر الخطيب.

م-و-ج

صفحة : 1511

الموج : ما ارتفع من الماء فوق الماء، ماج الموج. والموج: اضطراب أمواج البحر . وقد ماج يموج موجا وموجانا ومؤوجا وتموج: اضطربت أمواجه. وموج كل شيء وموجانه: اضطرابه. وعن ابن الأعرابي: ماج يموج: إذا اضطرب وتحير. موج بن قيس بن مازن ابن أخت القطامي، شاعر تغلبي خبيث، أو هو موج بن أبي سهم، أخو بني عبد الله بن غطفان، شاعر أيضا؛ كذا نقله شيخنا عن المختلف والمؤتلف للآمدي. من المجاز: الموج: الميل . يقال: ماج عن الحق : مال عنه، من الأساس. عن عقبة بن غزوان: موجة الشباب: عنفوانه . من المجاز: ناقة موجى، كسكرى ، أي ناجية قد جالت أنساعها لاختلاف يديها ورجليها . من المجاز: ماجت الداغصة والسلعة مؤوجا ، بالضم : مارت بين الجلد والعظم ، وفي نسخة: اللحم بدل العظم . وماجه بسكون الهاء، كما جزم به الشمس ابن خلكان: لقب والد الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد الربعي القزويني، صاحب التفسير والتاريخ و السنن ، ولد سنة 209، عن إبراهيم بن محمد الشافعي وأبي بكر بن أبي شيبة، وعنه محمد بن عيسى الأبهري وعلي بن إبراهيم القطان، مات لثمان بقين من رمضان سنة 273، وصلى عليه أخوه أبو بكر، لا جده أي لا لقب جده، كما زعمه بعض. قال شيخنا: وما ذهب إليه المصنف، فقد جزم به أبو الحسن القطان، ووافقه على ذلك هبة الله بن زاذان وغيره، قالوا: وعليه فيكتب ابن ماجه ، بالألف لا غير. وهناك قول آخر ذكره جماعة وصححوه، وهو أن ماجه اسم لأمه؛ والله أعلم. ومما يستدرك عليه: رجل مائج، أي متموج. وبحر مائج، كذلك. وماج أمرهم: مرج. وفرس غوج موج، إتباع، أي جواد. وقيل: هو الطويل القصب. وقيل: هو الذي ينثني فيذهب ويجئ. ومن المجاز: ماجت الناس في الفتنة، وهم يموجون فيها.

م-ه-ج
المهجة ، بالضم، وإنما أطلق لشهرته : الدم . وفي الصحاح: حكي عن أعرابي أنه قال: دفنت مهجته: أي دمه؛ هكذا في النسخ. ووجدت في هامشه أنه تصحيف، والذي ذكره ابن قتيبة وغيره في هذا: دفقت مهجته بالفاء والقاف. قلت: ومثله في نسخ الأساس، وهو مجاز. أو دم القلب ، ولا بقاء للنفس بعدما تراق مهجتها. والروح ، يقال: خرجت مهجته، أي روحه، وهو مجاز. وقيل: المهجة: خالص النفس. وقال الأزهري: بذلت له مهجتي، أي نفسي وخالص ما أقدر عليه. ومهجة كل شيء خالصه. والأمهج والأمهجان، بضمهما : اللبن الخالص من الماء، مشتق من ذلك. ولبن أمهجان، إذا سكنت رغوته وخلص ولم يخثر. والماهج: الرقيق من اللبن ما لم يتغير طعمه. ولبن أمهوج، مثله. الأمهج: الشحم الرقيق. وعن ابن سيده: شحم أمهج: نيء، وهو من الأمثلة التي لم يذكرها سيبويه. قال ابن جني: قد حظر في الصفة أفعل ، وقد يمكن أن يكون محذوفا من أمهوج كأسكوب. قال: ووجدت بخط أبي علي عن الفراء: لبن أمهوج ، فيكون أمهج هذا مقصورا؛ هذا قول ابن جني. ومهج، كمنع يمهج مهجا: رضع . مهج جاريته: نكحها . عن أبي عمرو: مهج: إذا حسن وجهه بعد علة من المجاز في الأساس: امتهج الرجل: إذا انتزعت مهجته وممهوج البطن ، إذا كان مسترخيه .

م-ي-ج

صفحة : 1512

الميج: الاختلاط ، كذا في التهذيب، وهو واوي ويائي؛ كذا في الناموس. ونقل عن ابن الأعرابي: ماج في الأمر، إذا دار فيه. وميجى، كمينى ، بالكسر: جد للنعمان بن مقرن المزني الصحابي ، رضي الله عنه، كان معه لواء مزينة يوم الفتح، هاجر هو إخوته التسعة.

م-ي-ن-ج
واستدرك عليه: ميانج، بالفتح في حروفه كلها: قال ياقوت في المعجم: أعجمي لا أعرف معناه. قال أبو الفضل: هو موضع بالشام، ولست أعرف في أي موضع هو منه. ينسب إليه أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي، سمع محمد بن عبد الله السمرقندي بالميانج، وولى القضاء بدمشق، وتوفي سنة 375؛ وأبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي، وأبو عبد الله أحمد بن طاهر بن المنجك الميانجي، كل هذا عن ابن طاهر. قال: وقد ينسب إلى ميانه: ميانجي، وهو بلد بأذربيجان، منها القاضي أبو الحسين علي بن الحسن الميانجي، قاضي همذان، وولده أبو بكر محمد، وحفيده عين القضاة عبد الله بن محمد؛ وكلهم فضلاء بلغاء.