فصل النون مع الجيم
ن- أ-ج
نأج في الأرض، كمنع ، ينأج نؤوجا ، بالضم: إذا ذهب . وفي التهذيب: ونأج
الخبر: أي ذهب في الأرض. نأجت الريح تنأج نئيجا: تحركت، فهي نؤوج: شديدة
المر، لها حفيف، والجمع نوائج. نأج إلى الله ينأج: إذا تضرع في الدعاء. وفي
الحديث ادع ربك بأنأج ما تقدر عليه ؛ أي بأبلغ ما يكون من الدعاء وأضرع.
وتقول: بت أناجي ربي وأنأج إليه. نأج البوم ينأج نأجا: نأم أي صاح، وكذلك
الإنسان. نأج الثور ينأج وينئج نأجا ونؤاجا: خار . وثور نئاج: كثير النأج.
ورجل نئاج: رفيع الصوت. ونئج كسمع: أكل أكلا ضعيفا . وللريح نئيج: أي مر
سريع بصوت . ونأجت الريح الموضع: مرت عليه مرا شديدا. ونئج القوم، كعني:
أصابتهم النؤوج. قال الشاعر:
وتنأج الركبان كل منأج
به نئيج كل ريح سيهج
أنشد ابن السكيت:
قد علم الأحمـاء والأزاويج
أن ليس عنهن حديث منؤوج
الحديث المنؤوج: المعطوف ، هذا فسره. ونائجات الهام: صوائحها ، قال العجاج:
واتخذته النائجات منأجا والنائجات أيضا: الرياح الشديدة الهبوب. والنئاج كشداد: السريع. و الأسد ، لسرعة وثوبه. ونأجت الإبل في سيرها. ومن المجاز: نأجت الرائحة، أي عجت.
ن-ب-ج
صفحة : 1513
النباج: الشديد الصوت ، وقد نبج ينبج نبيجا. نبج، إذا خاض سويقا أو غيره.
قال المفضل: العرب تقول للمخوض المجدح والمزهف والنباج، للسويق وغيره. وفي
كتاب ليس لابن خالويه، يقال: نبجت اللبن الحليب: إذا جدحته بعود في طرفه
شبه فلكة حتى يكرفئ ويصير ثمالا فيؤكل به التمر يجتحف اجتحافا. قال: ولا
يفعل ذلك أحد من العرب إلا بنو أسد. يقال: لبن نبيج ومنبوح، واسم ما ينبح
به النباجة. النباجة: بهاء: الاست . والنبج: ضرب من الضرط. يقال كذبت
نباجتك، إذا حبق. النباج ككتاب: ة، بالبادية على طريق البصرة، يقال له نباج
بني عامر بن كريز، وهو بحذاء فيد. وفي المعجم: قال أبو عبيد الله السكوني:
النباج: من البصرة على عشرة مراحل، به يوم من أيام العرب مشهور، لتميم على
بكر ابن وائل. قال: والنباج هذا استنبط ماءه عبد الله بن عامر بن كريز، شقق
فيه عيونا، وغرس نخلا، وولده به، وساكنه رهطه بنو كريز ومن انضم إليهم من
العرب، ومن وراء النباج رمال أقواز صغار يمنة ويسرة على الطريق، والمحجة
فيها أحيانا لمن يصعد إلى مكة رمل وقيعان، منها قاع بولان والقضيم. قال
أعرابي:
ألا حـبـذا ريح الألاء إذا
سـرت به بعد تهـتـان
رياح جـنـائب
أهم ببغض الرمل ثمـت إنـنـي
إلى الله من أن أبغض الرمل تائب
وإني لمقدور لي الشوق كلما بدا لي من نخل النباح العصائب منها الزاهدان: يزيد بن سعيد سمع مالك بن دينار، وعنه رجاء بن محمد بن رجاء البصري، ذكره ابن الأثير؛ أبو عبد الله سعيد بن بريد، كزبير ، ذكره الأمير. و: ة، أخرى ، وتعرف بنباج بني سعد بالقريتين، بينه وبين اليمامة غبان لبكر بن وائل، والغب: مسيرة يومين. وقول البحتري:
إذا جزت صحراء الـنباج مغربا
وجازتك بطحاء السواجـير يا سعد
فقل لبني الضحاك مهلا فإنني
أنا الأفعوان الصل والضيغم الورد
صفحة : 1514
قال في المعجم: السواجير: نهر منبج، فيقتضي ذلك أن يكون النباج بالقرب
منها، ويبعد أن يريد نباج البصرة، وبين منبج وبينها أكثر من مسيرة شهرين.
النباج، كغراب: الردام . قال أبو تراب: سألت مبتكرا عن النباج، فقال: لا
أعرف النباج إلا الضراط. ونباج الكلب ونبيجه: نباحه ، لغة فيه. يقال: كلب
نباج ، بالتشديد ونباجي بالضم: نباج ضخم الصوت؛ عن اللحياني. ومنبج كمجلس:
ع ، قال اليعقوبي: من كور قنسرين. وقال غيره: بعمان. وفي المعجم: هو بلد
قديم، وما أظنه إلا روميا، إلا أن اشتقاقه في العربية يجوز أن يكون من
أشياء، فذكرها. وذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى لما غلب على الشام، وسماها
من به أي أنا أجود، فعربت. والرشيد أول من أفرد العواصم، وجعل مدينتها
منبج، وأسكنها عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس. وقال
بطليموس: بينها وبين حلب عشرة فراسخ، وإلى الفرات ثلاثة فراسخ. وبخط ابن
العطار: منبج بلدة البحتري وأبي فراس. وينسب إليها جماعة: عمر بن سعيد بن
أحمد بن سنان أبو بكر الطائي، وأبو القاسم عبدان بن حميد بن رشيد الطائي،
وأبو العباس عبد الله بن عبد الملك بن أبي الإصبع المنبجيون، محدثون؛ كذا
في المعجم. في الصحاح واللسان: قال سيبويه: الميم في منبج زائدة بمنزلة
الألف، لأنها إنما كثرت مزيدة أولا، فموصع زيادتها كموضع الألف، وكثرتها
ككثرتها، إذا كانت أولا في الاسم والصفة. فإذا نسبت إليه فتحت الباء، قلت:
كساء منبجاني ، أخوجوه مخرج مخبراني ومنظراني. زاد المصنف أنبجاني، بفتح
بائهما، نسبة إلى منبج على غير قياس ، ومثله في كتاب المحيط. وقال ابن
قتيبة في أدب الكاتب: كساء منبجاني، ولا يقال: أنبجاني، لأنه منسوب إلى
منبج، وفتحت باؤه لأنه أخرج مخرج منظراني ومخبراني. قال ياقوت: قال أبو
محمد البطليوسي في تفسيره لهذا الكتاب: قد قيل أنبجاني وجاء ذلك في بعض
الحديث. وقد أنشد أبو العباس المبرد في الكامل في وصف لحية:
كالأنبجاني مصقولا عوارضها
سوداء في لين خد الغادة
الرود
صفحة : 1515
ولم ينكر ذلك. وليس مجيئه مخالفا للفظ منبج مما يبطل أن يكون منسوبا إليها،
لأن المنسوب يرد خارجا عن القياس كثيرا كمروزي ودرا وردي ورازي. قلت:
دراوردي منسوب إلى داربجرد. والحديث الذي أشار إليه هو ائتوني بأنبجانية
أبي جهم. قال ابن الأثير: المحفوظ بكسر الباء ويروى بفتحها. يقال: كساء
أنبجاني منسوب إلى منبج، فتحت بالباء في النسب، وأبدلت الميم همزة، وقيل
منسوبة إلى موضع اسمه أنبجان، وهو أشبه، لأن الأول فيه تعسف، وهو كساء من
الصوف له خمل ولا علم له، وهي من أدون الثياب الغليظة. قال: والهمزة فيها
زائدة، في قول. انتهى. يقال أيضا: ثريد أنبجاني بفتح الباء: أي به سخونة .
يقال: عجين أنبجان ، بفتح الباء: أي مدرك منتفخ حامض. قال: الجوهري: وهذا
الحرف في بعض الكتب بالخاء معجمة. وسماعي بالجيم عن أبي سعيد وأبي الغوث
وغيرهما، ومالها أخت سوى أرونان ، يقال: يوم أرونان؛ وسيأتي. المنبج كمنبر:
المعطي بلسانه ما لا يفعله . قال أبو عمرو: نبج إذا قعد على النبجة ، وهي
محركة: الأكمة ، ومنهم من جعل منبجا موضعا من هذا قياسا صحيحا، ورد بأنها
على بسيط من الأرض لا أكمة فيه. والنابجة: الداهية ، والصواب أنه البائجة،
وقد تقدم في الموحدة، فإني لم أجدها في الأمهات فتصحف على المصنف. عن أبي
عمرو: هو طعام جاهلي كان يتحذ في أيام المجاعة يخاض الوبر باللبن فيجدع
ويؤكل كالنبيج . قال الجعدي يذكر نساء:
تركن بطالة وأخذن جذا وألقين المكاحل للنبيج قال ابن الأعرابي: الجذ: طرف المرود. والأنبج، كأحمد، وتكسر باؤه: ثمرة شجرة هندية يربب بالعسل، على خلقة الخوخ، محرف الرأس، يجلب إلى العراق، في جوفه نواة كنواة الخوخ فمن ذلك اشتقوا اسم الأنبجات التي تربب بالعسل من الأترج والإهليلج ونحوه؛ كذا في اللسان والأساس، وهو معرب أنب . قال أبو حنيفة: شجر الأنبج كثير بأرض العرب من نواحي عمان، يغرس غرسا، وهو لونان: أحدهما ثمرته في مثل هيئة اللوز، لا يزال حلوا من أول نباته، وآخر في هيئة الإجاص يبدو حامضا ثم يحلو إذا أينع، ولهما جميعا عجمة وريح طيبة، ويكبس الحامض منهما وهو غض في الجباب حتى يدرك فيكون كأنه الموز في رائحته وطعمه، ويعظم شجره حتى يكون كشجر الجوز وورقه كورقه، وإذا أدرك فالحلو منه أصفر، والمر منه أحمر. وأنبج الرجل: إذا خلط في كلامه . أنبج: قعد على النباج اسم للآكام العالية؛ وهذا عن ابن الأعرابي. والنبج، بضمتين: الغرائر السود كالنباج، كما في المعجم لياقوت. ونبجت القيحة ، هكذا في سائر النسخ الموجودة بأيدينا، بالقاف والتحتية، وهو غلط، والصواب القبجة بالموحدة، وهو ذكر الحجل: خرجت من جحرها. وقد تقدم مثل هذا أيضا في ب ن ج، فلا أدري أيهما أصح، فلينظر. وتنبج العظم: تورم، كانتبج والنبجان، محركة: الوعيد والنبج ، بفتح فسكون: البردي يجعل بين لوحين من ألواح السفينة . وناباج: لقل عبد الله بن خالد، ولقل والد علي بن خلف . ومما يستدرك عليه: إنه نفاج نباج: ليس معه إلا الكلام. والنباج: المتكلم بالحمق. والنباج: الكذاب؛ وهذه عن كراع. والنبج: نبات؛ قاله ابن منظور، وأنا أخشى أن يكون مصحفا عن البنج؛ وقد تقدم.
ن-ب-ر-ج
صفحة : 1516
النبريج، بالكسر: الكبش الذي يخصى فلا يجز له صوف أبدا فارسي معرب نبريده
أي غير مجزوز، لأن النون علامة النفي، وبريده، بالضم: هو المقطوع، ويطلق
على المجزوز. قلت: ومقتضى التعريب أن يكون نبريدج إلا أن يكون خفف.
ن-ب-ه-ر-ج
النبهرج كسفرجل: كالبهرج، وهو الزيف الرديء . وفي المغرب هو الباطل الرديء
من الشيء. والدرهم النبهرج: ما بطل سكته. وقيل: فضة رديئة. وهو معرب نبهره.
واستظهر الشيخ أبو حيان زيادة نونه، لقولهم بمعناه: بهرج. وقال أبو حيان:
الأصالة محتملة، ويكون كسفرجل. وقد تقدم الكلام في بهرج فراجعه.
ن-ت-ج
نتجت الناقة والفرس كعني ، صرح به ثعلب والجوهري، نتجا و نتاجا ، بالكسر،
وأنتجت بالضم: إذا ولدت. وبعضهم يقول: نتجت، وهو قليل. وعن ابن الأعرابي:
نتجت الفرس والناقة: ولدت، وأنتجت: دنا ولادها؛ كلاهما فعل ما لم يسم
فاعله. وقال: ولم أسمع نتجت ولا أنتجت على صيغة فعل الفاعل. وقد نتجها
أهلها ينتجها نتجا، وذلك إذا ولي نتاجها، فهو ناتج، وهي منتوجة. وفي
التهذيب: الناتج للإبل: كالقابلة للنساء. وفي حديث أبي الأحوص: هل تنتج
إبلك صحاحا آذانها ?: أي تولدها وتلي نتاجها. وأنتجت الفرس : إذا حملت و
حان نتاجها . قال أبو زيد: فهي نتوج ومنتج: إذا دنا ولادها وعظم بطنها.
وقال يعقوب: إذا ظهر حملها. قال: وكذلك الناقة، و لا يقال: منتج . وعن
الليث: لا يقال: نتجت الشاة إلا أن يكون إنسان يلي نتاجها، ولكن يقال: نتج
القوم: إذا وضعت إبلهم وشاؤهم، قال: ومنهم من يقول: أنتجت الناقة: إذا
وضعت. وقال الأزهري: هذا غلط، لا يقال: أنتجت، بمعنى وضعت. قال: ويقال
نتجت: إذا ولدت، فهي منتوجة؛ وأنتجت: إذا حملت، فهي نتوج، ولا يقال: منتج.
وقال الليث: النتوج: الحامل من الدواب، فرس نتوج: في بطنها ولد قد استبان،
وبها نتاج، أي حمل. قال: وبعض يقول للنتوج من الدواب: قد نتجت، بمعنى حملت،
وليس بعام. وقال كراع: نتجت الفرس، وهي نتوج. ليس في الكلام فعل وهي فعول
إلا هذا، وقولهم: بتلت النخلة عن أمها وهي بتول: إذا أفردت. وقال مرة:
أنتجت الناقة فهي نتوج: إذا ولدت. ليس في الكلام أفعل وهو فعول إلا هذا،
وقولهم: أخفدت الناقة وهي خفود إذا ألقت ولدها قبل أن يتم، وأعقت الفرس فهي
عقوق: إذا لم تحمل، وأشصت الناقة وهي شصوص: إذا قل لبنها. وناقة نتيج
كنتوج؛ حكاها كراع أيضا. أتت الناقة على منتجها، المنتج، كمجلس: الوقت الذي
تنتج فيه . عن يونس: يقال للشاتين إذا كانتا سنا واحدة: هما نتيجة، وكذلك
غنمي نتائج: إذا كانت في سن واحدة . يقال: انتتجت الناقة ، من باب
الافتعال، إذا ذهبت على وجهها فولدت حيث لا يعرف موضعها . قال يعقوب: وإذا
ولدت الناقة من تلقاء نفسها ولم يل نتاجها أحد قيل: قد انتتجت. وقد قال
الكميت بيتا فيه لفظ ليس بالمستفيض في كلام العرب، وهو قوله:
لينتتجوها فتنة بعد فتنة
صفحة : 1517
والمعروف من الكلام: لينتجوها. و وتنتجت الناقة: إذا تزحرت ليخرج ولدها.
كذا في الأسس. وأنتجوا: أي عندهم إبل حوامل تنتج ، وأنتجوا: نتجت إبلهم
وشاؤهم. ومما يستدرك عليه: تناتجت الإبل: إذا انتتجت. ونوق مناتيج. ومن
المجاز: الريح تنتج السحاب: تمريه حتى تخرج قطره. وقال أبو حنيفة: إذا نأت
الجبهة نتج الناس وولدوا، واجتني أول الكمأة؛ هكذا حكاه نتج، بالتشديد،
يذهب في ذلك إلى التكثير. وفي مثل: العجز والتواني تزاوجا فأنتجا الفقر.
وهذه المقدمة لا تنتج نتيجة صادقة: إذا لم يكن لها عاقبة محمودة. ويقال:
هذا الوالد نتيج ولدي: إذا ولد في شهر أو عام واحد. وهذه نتيجة من نتائج
كرمك. وقعد منتجا: قاضيا حاجته، جعل ذلك نتاجا له كذا في الأساس.
ن-ث-ج والمنتجة والمنثجة، كمكنسة: الاست سميت لأنها تنثج أي تخرج ما في البطن قاله ابن الأعرابي؛ كذا في التهذيب. من المجاز: خرج فلان منثجا، كمنبر: أي خرج وهو يسلح سلحا ، والذي في الأساس منتجا بالمثناة الفوقية، أي قاضيا حاجته، كما تقدم قريبا. ونثج بطنه بالسكين ينثجه ، بالكسر، إذا وجأه . والنثج، بالكسر: الجبان لا خير فيه . النثج، بضمتين: أمات سويد . في اللسان: يقال لأحد العدلين إذا استرخى: قد استنثج ، قال هميان:
يظل يدعونيبه الضماعجا
بصفنة تزفي هديرا ناثجا
أي مسترخيا.
ن-ج-ج نجت القرحة تنج ، بالكسر، نجا ونجيجا : إذا رشحت، وقيل: سالت بما فيها . قال الأصمعي: إذا سال الجرح بما فيه قيل: نج ينج نجيجا. قال القطران:
فإن تلك قرحة خبثت ونجت فإن الله يفعل مـا يشـاء وهذا البيت أورده الجوهري منسوبا لجرير، ونبه عليه ابن بري في أماليه أنه للقطران، كما ذكره ابن سيده. قلت: وهكذا في كتاب الألفاظ لابن السكيت: يقال خبثت القرحة: إذا فسدت وأفسدت ما حولها، يريد أنها وإن عظم فسادها فإن الله قادر على إبرائها. وفي حديث الحجاج: سأحملك على صعب حدباء حدبار ينج ظهرها أي يسيل قيحا. وكذلك الأذن إذا سال منها الدم والقيح. ونجنج فلانا عن الأمر: كفه و منع. و نجنج: إذا حرك وقلب. ويقال: نجنج أمرك فلعلك تجد إلى الخروج سبيلا. نجنج الأمر : إذا هم به ولم يعزم عليه ، أو ردد أمره ولم ينفذه. نجنج الإبل ، إذا ردها عن الماء. وعبارة الجوهري: نجنج إبله: إذا رددها على الحوض وأنشد بيت ذي الرمة:
حتى إذا لم يجد وغلا ونجنجها
مخافة الرمي حتى كلها هيم
صفحة : 1518
عن الليث: نجنج، إذا جال عند الفزع. و نجنج القوم: صافوا في المربع ؛ هكذا
بالموحدة، وفي أخرى بالمثناة الفوقية، ثم عزموا على تحضر المياه . يقال:
تنجنج ، إذا تحرك . نجنج في رأيه وتنجنج: تحير واضطرب. وقول الجوهري: تنجنج
لحمه، أي كثرو استرخى، غلط، وإنما هو تبجبج، بباءين موحدتين وقد تقدم، وهذا
الذي رد به عليه هو قول الهروي بعينه، كذا وجد بخط أبي زكريا في هامش
الصحاح. ونج: أسرع، فهو نجوج . ومما يستدرك عليه: نج الشيء من فيه نجا:
كمجه، وعن أبي تراب: قال بعض غني: يقال: لجلجت اللقمة ونجنجتها: إذا حركتها
في فيك ورددتها فلم تبتلعها. وعن شجاع السلمي: مجمج بي ونجنج: إذا ذهب بك
في الكلام مذهبا على غير استقامة، وردك من حال إلى حال. وعن ابن الأعرابي:
مج ونج، بمعنى واحد. وقال أوس:
أحاذر نج الخيل فوق سرتها
وربا غيورا وجهه يتمعـر
نجتها: إلقاؤها عن ظهورها. والنجنجة: الحبس عن المرعى. ونجنجت عينه: غارت.
والينجوج والأنجوج: عود البخور. قال أبو دواد.
يكتبين الأنجوج في كبة المش تى
وبله أحلامهـن وسـام وفي حديث سلمان: أهبط آدم من الجنة وعليه إكليل، فتحات
منه عود الأنجوج ، والمشهور فيه ألنجوج ويلنجوج، وقد تقدم. ومما يستدرك
عليه: النجج: كناية عن النكاح، والخاء لغة.
ن-خ-ج
النخج، كالمنع: المباضعة ونخجها ينخجها. نخج السيل في الوادي ينخج، بالكسر،
نخجا: صدمه. نخجه: تصويته في سند الوادي. و النخج: صوت خضخضة الدلو يقال:
نخج الدلو في البئر نخجا، ونخج بها: حركها في الماء لتمتلئ، لغة في مخجها.
وزعم يعقوب أن نون نخج بدل من ميم مخج . من المجاز: النخج: صوت الاست .
واستنخج الرجل: لان . النخج: أن تضع المرأة السقاء على ركبتيها ثم تمخضه..
وقيل: النخج: أن تأخذ اللبن وقد راب، فتصب لبنا حليبا فتخرج الزبدة فشفاشة
ليست لها صلابة. وعن ابن السكيت: النخيجة: زبد رقيق يخرج من السقاء إذا حمل
على بعير بعدما ينزع أي يخرج زبده الأول فيمخض فيخرج منه زبد رقيق. وقال
غيره: هو النخيج، بغير هاء. وزاد في الصحاح: ويقال النجيخة، بتقديم الجيم،
ولا أدري ما صحته. ومما يستدرك عليه: فلان ميمون العريكة والنخيجة
والطبيعة، بمعنى واحد.
ن-ر-ج
النورج: سكة الحراث، كالنيرج ، بالفتح أيضا؛ كذا في نوادر الأعراب. النورج
السراب يظن أنه ماء وليس بماء، من النوادر. ونرج: داس الطعام بالنيرج.
النورج، والنورج، الأخيرة يمانية، ولا نظير له، كل ذلك ما يداس به الأكداس
، جمع كدس، وهي الصبرة الكبيرة من الزرع، من خشب كان أو حديد ، بيان لما
يداس به. وفي سفر السعادة: النيرج: هذا الذي يدرس به الحب، من حديد وخشب،
والجمع النوارج، قال:
أيا ليت لي نجدا وطيب ترابهـا
وهذا الذي تجري عليه النوارج.
والنورجة والنيرجة: الاختلاف إقبالا وإدبارا، وكذا النورجة في الكلام: وهي
النميمة والمشي بها . من ذلك قيل: النيرج: النمام. و النيرج: الناقة الجواد
لسرعتها في عدوها. فلان عدا عدوا نيرجا، أي بسرعة وتردد ، يقال: أقبلت
الوحش والدواب نيرجا، وهي تعدو نيرجا: وهي سرعة في تردد. وكل سريع نيرج.
قال العجاج:
صفحة : 1519
ظل يباريها وظلت نيرجا من المجاز: نيرجها: جامعها . عن الليث: النيرنج،
بالكسر ، هكذا في سائر النسخ، والمنقول عن نص كلام الليث: النيرج، بإسقاط
النون الثانية: أخذ ، بضم ففتح كالسحر، وليس به، أي ليس بحقيقته ولا
كالسحر، إنما هو تشبيه وتلبيس، وهي النيرنجيات. والنارنج: ثمر، م ، فارسي
معرب نارنك ، أنشد شيخنا قال: أنشدنا الإمام محمد بن المسناوي:
وشادن قلت له صف لـنـا
بستاننا الزاهي ونارنجـنـا
فقال لي: بستانـكـم جـنة ومن
جنى النارنج نارا
جنى وأنشدنا شيخنا نور الدين محمد القبولي المتوفى بحضرة دهلي سنة 1159:
إن بستاننـا نـارنـجـنـا من جنى نارنجنا نارا جنى ومما يستدرك على المصنف: ريح نيرج ونورج: عاصف. وامرأة نيرج: داهية منكرة، كلاهما من نوادر الأعراب. والنيرج: ضرب من الوشي؛ من سفر السعادة. ونارجة قرية كبيرة بالأندلس من أعمال مالقة.
ن-ز-ج
نزج ، بالزاي بعد النون: رقص ، عن ابن الأعرابي. وقال غيره: النيزج بالفتح:
جهاز المرأة إذا كان نازي البظر طويله ، وأنشد:
بذاك أشفي النيزج الخجاما
ن-س-ج
نسج الحائك الثوب ينسجه ، بالكسر، وينسجه ، بالضم، نسجا. فانتسج. والنسج
معروف. ونسجت الريح الورق والهشيم: جمعت بعضه إلى بعض. قيل: ونسج الحائك
الثوب، من ذلك، لأنه ضم السدى إلى اللحمة فهو ناسج، وصنعته النساجة ،
بالكسر، والموضع منه منسج ومنسج ، كمقعد ومجلس. من المجاز: نسج الكلام .
إذا لخصه ، والشاعر الشعر: نظمه وحاكه، الكذاب الزور: زوره ولفقه. المنسج
كمنبر والمنسج بكسرهما: قال ابن سيده: خشبة و أداة مستعملة في النساجة التي
يمد عليها الثوب لينسج . وقيل: المنسج، بالكسر لا غير: الحف خاصة. وقال
الأزهري: منسج الثوب، بكسر الميم، ومنسجه: حيث ينسج؛ حكاه عن شمر. المنسج
من الفرس: أسفل من حاركه وكذا المنسج، بفتح الميم وكسر الشين. وقيل: هو ما
بين العرف وموضع اللبد. قال أبو ذؤيب
مستقبل الريح تجري فوق منسجه
إذا يراع اقشعر الكشح والعضد
صفحة : 1520
وفي التهذيب: المنسج: المنتبر من كاثبة الدابة عند منتهى منبت العرف تحت
القربوس المقدم. وقيل: سمي منسج الفرس لأن عصب العنق يجئ قبل الظهر، وعصب
الظهر يذهب قبل العنق، فينسج على الكتفين. وعن أبي عبيد: المنسج والحارك:
ما شخص من فروع الكتفين إلى أصل العنق إلى مستوى الظهر، والكاهل: خلف
المنسج. وفي الحديث: رجال جاعلو رماحهم على مناسج خيولهم . وقيل: المنسج
للفرس: بمنزلة الكاهل من الإنسان، والحارك من البعير. من المجاز: هو نسيج
وحده ، قال ثعلب: الذي لا يعمل على مثاله مثله، يضرب مثلا لكل من بولغ في
مدحه، وهو كقولك: فلان واحد عصره، وقريع قومه. فنسيج وحده: أي لا نظير له
في العلم وغيره وأصله في الثوب وذلك لأن الثوب إذا كان رفيعا -وفي بعض
الأمهات: كريما- لم ينسج على منواله غيره لدقته، وإذا لم يكن كريما نفيسا
دقيقا عمل على منواله سدى عدة أثواب، وهو فعيل بمعنى مفعول، ولا يقال إلا
في المدح. وفي حديث عائشة: أنها ذكرت عمر تصفه، فقالت: كان والله أحوذيا
نسيج وحده:، أرادت أنه كان منقطع القرين. من المجاز: نسجت الناقة في سيرها
تنسج، وهي نسوج: أسرعت نقل قوائمها. وقيل: ناقة نسوج : التي لا يضطرب عليها
الحمل ، هكذا في سائر النسخ، ولا أدري كيف ذلك، والذي صرح به غير واحد من
الأئمة: النسوج من الإبل: التي لا يثبت حملها ولا قتبها عليها إنما هو
مضطرب. وناقة نسوج وسوج: تنسج وتسج في سيرها، وهو سرعة نقلها قوائمها. أو
النسوج من الإبل: التي تقدمه أي الحمل إلى كاهلها لشدة سيرها ، وهذا عن ابن
شميل. من المجاز: نسج الريح الربع: أن يتعاوره ريحان طولا وعرضا لأن الناسج
يعترض النسيجة فيلحم ما أطال من السدى. والنساج: الزراد ، هو الذي يعمل
الدروع، ربما سمي بذلك. من المجاز: النساج: الكذاب الملفق. والنسج، بضمتين:
السجادات ، نقله ثعلب عن ابن الأعرابي. ومما يستدرك عليه: نسجت الريح
التراب: سحبت بعضه إلى بعض. والرح تنسج التراب، إذا نسجت المور والجول على
رسومها. والريح تنسج الماء، إذا ضربت متنه فانتسجت له طرائق كالحبك، قال
زهير يصف واديا:
مكلل بعميم النبت ينـسـجـه ريح خريق لضاحي مائه حبك ونسج العنكبوت نسجها، والشاعر ينسج الشعر ويحوكه، ونسج الغيث النبات، كل ذلك على المثل. وفي حديث جابر: فقام في نساجة ملتحفا بها . قال ابن الأثير: هي ضرب من الملاحف منسوجة، كأنها سميت بالمصدر.
ن-ش-ج
النشج، محركة: مجرى الماء، ج أنشاج ، قاله أبو عمرو، وأنشد شمر:
تأبد لأي منهم فعـتـائده
فذو سلم أنشاجه
فسواعده
صفحة : 1521
والنشيج: صوت الماء ينشج، ونشوجه في الأرض: أن يسمع له صوت. ونشج الباكي
ينشج ، بالكسر، نشجا و نشيجا ، إذا غص بالبكاء في حلقه من غير انتحاب .
وقال أبو عبيد: النشيج: مثل بكاء الصبي إذا ضرب فلم يخرج بكاؤه وردده في
صدره. وعن ابن الأعرابي: النشيج من الفم، والنخير من الأنف. وفي التهذيب:
وهو إذا غص البكاء في حلقه عند الفزعة. من المجاز: الحمار ينشج نشيجا عند
الفزع. وقال أبو عبيد: هو صوت الحمار. من غير أن يذكر فزعا. ونشج الحمار
نشيجا: ردد صوته في صدره. و كذلك نشج القدر والزق والحب: إذا غلى ما فيه
حتى سمع له صوت وهو مجاز. نشج المطرب ينشج نشيجا: إذا فصل بين الصوتين ومد.
و نشج الضفدع ينشج، إذا ردد نقيقه ، قال أبو ذؤيب يصف ماء مطر:
ضفادعه غرقى رواء كأنها قيان شروب رجعهن نشيج والنوشجان بضم النون وفتح الشين: قبيلة، أو: د ، أي بلد. قال ابن سيده: وأراه فارسيا؛ حكذا في اللسان. وقرأت في المعجم لياقوت: نوشجان مدينة بفارس، عن السمعاني. وقال ابن الفقيه: وهما العليا والسفلى ومن نوشجان الأعلى إلى مدينة خاقان التغزغز مسيرة ثلاثة أشهر في قرى كبار ذات خصب ظاهر، وأهلها أتراك، منهم مجوس، ومنهم زنادقة مانوية. ومما يستدرك عليه: النشيج: الصوت. والنشيج: مسيل الماء. وعبرة نشج: لها نشيج. ومن المجاز: الطعنة تنشج عند خروج الدم: تسمع لها صوتا في جوفها.
ن-ش-س-ت-ج
والنشاستج: ضيعة أو نهر بالكوفة، كانت لطلحة بن عبيد الله التيمي، أحد
العشرة، وكانت عظيمة كثيرة الدخل؛ كذا في المعجم.
ن-ض-ج
نضج الثمر والعنب والتمر واللحم، كسم ، قديدا أو شواء، ينضج نضجا ، بالضم
ونضجا ، بالفتح : أدرك ، والنضج الاسم، يقال: جاد نضج هذا اللحم. وقد أنضجه
الطاهي، وأنضجه إبانه، فهو منضج و نضيج وناضج، وأنضجته أنا، والجمع نضاج.
وفي حديث لقمان: قريب من نضيج بعيد من نئ النضيج: المطبوخ، أراد أنه يأخذ
ما طبخ لإلفه المنزل وطول مكثه في الحي، وأنه لا يأكل النيء كما يأكل من
أعجله الأمر عن إنضاج ما اتخذ، وكما يأكل من غزا واصطاد. قال ابن سيده:
واستعمل أبو حنيفة الإنضاج في البرد، في كتابه الموسوم بالنبات : المهروء:
الذي قد أنضجه البرد. قال: وهذا غريب، إذا الإنضاج إنما يكون في الحر
فاستعمله هو في البرد. من المجاز: هو نضيج الرأي : أي محكمه ، على المثل.
من المجاز نضجت الناقة بولدها ونضجت: جاوزت الحق بشهر ونحوه، أي زادت على
وقت الولادة. ونص عبارة الأصمعي: إذا حملت الناقة ف جازت السنة من يوم لقحت
ولم تنتج ، بضم الأول وفتح الثالث، والسنة مرفوع ومنصوب كذا هو مقيد في
نسختنا، قيل: أدرجت ونضجت، وقد جازت الحق، وحقها: الوقت الذي ضربت فيه، فهي
مدراج و منضج . وقد استعمل ثعلب نضجته في المرأة، فقال في قوله:
تمطت به أمه في النفاس
فليس بـيتـن ولا تـوأم
صفحة : 1522
يريد أنها زادت على تسعة أشهر حتى نضجته. وفي اللسان: والمنضجة: التي تأخرت
ولادتها عن حين الولادة شهرا، وهو أقوى للولد. والمنضاج: السفود ومما
يستدرك عليه: من المجاز: أمر منضج. وأنضج رأيك. وهو لا يستنضج كراعا.
والكراع: يد الشاة، أي إنه ضعيف لا غناء عنده. ونوق منضجات. ونضجت الناقة
بلبنها: إذا بلغت الغاية. قال ابن سيده: وأراه وهما، إنما نضجت ولدها.
ن-ع-ج
النعج، محركة والنعوج ، بالضم: الابيضاض الخالص، والفعل كطلب ، نعج اللون
الأبيض ينعج نعجا ونعوجا فهو نعج: خالص بياضه. قال العجاج يصف بقر الوحش:
في نعجات من بياض نعجا
كما رأيت في الملاء البردجا
ثم إن قوله: والفعل كطلب هكذا في سائر نسخ الصحاح، وهكذا وجد مضبوطا بخط أبي سهل. وفي نسخة مقورءة على الشيخ أبي محمد بن بري رحمه الله في المتن: وقد نعج اللون ينعج نعجا مثل صخب يصخب صخبا. وعلى الحاشية: قال الشيخ: ورأيت بخط الجوهري: وقد نعج اللون ينعج نعجا مثل طلب يطلب طلبا. انتهى. ومن سجعات الأساس: نساء نعج المحاجر، دعج النواظر. النعج: السمن . نعجت الإبل تنعج: سمنت. قال الأزهري: قال أبو عمرو: وهو في شعر ذي الرمة. قال شمر: نعجت: إذا سمنت، حرف غريب. قال: وفتشت شعر ذي الرمة فلم أجد هذه الكلمة فيه. قال الأزهري: نعج بمعنى سمن حرف صحيح، ونظر إلي أعرابي كان عهده بي وأنا ساهم الوجه ثم رآني وقد ثابت إلي نفسي فقال: نعجت أبا فلان بعدما رأيتك كالسعف اليابس. أراد سمنت وصلحت. يقال: قد نعج هذا بعدي: أي سمن. والنعج: أن يربو وينتفخ. وقيل: النهج مثله. النعج: ثقل القلب من أكل لحم الضأن، والفعل نعج الرجل نعجا، كفرح فهو نعج. قال ذو الرمة:
كأن القوم عشوا لحم ضـأن فهم نعجون قد مالت طلاهم يريد أنهم قد أتخموا من كثرة أكلهم الدسم فمالت طلاهم. والطلى: الأعناق. والناعجة: الأرض السهلة المستوية المكرمة للنبات تنبت الرمث؛ قاله أبو خيرة. الناعجة: الناقة البيضاء اللون الكريمة. وجمل ناعج: حسن اللون مكرم. الناعجة أيضا: السريعة من الإبل. وقد نعجت الناقة نعجا: وهو ضرب من سير الإبل. وفي اللسان: النواعج من الإبل: السراع. وقد نعجت الناقة في سيرها، بالفتح: أسرعت، لغة في معجت. الناعجة أيضا: الناقة التي يصاد عليها نعاج الوحش . قال ابن جني: وهي من المهرية. وفي شعر خفاف ابن ندبة:
والناعجات المسرعات للنجا يعني
الخفاف من الإبل،. وقيل: الحسان الألوان. والنعجة: الأنثى من الضأن والظباء
والبقر الوحشي والشاء الجبلي، ج نعاج ، بالكسر، ونعجات محركة. وقرأ الحسن:
ولي نعجة واحدة فعسى أن يكون الكسر لغة. وأنعجوا إنعاجا: نعجت، أي سمنت
إبلهم . ونعاج الرمل: البقر، الواحدة نعجة ، والعرب تكني بالنعجة والشاة عن
المرأة، ويسمون الثور الوحشي شاة. قال أبو عبيد: ولا يقال لغير البقر من
الوحش نعاج. وقال الفارسي: العرب تجري الظباء مجرى المعز، والبقر مجرى
الضأن. ويدل على ذلك قول أبي ذؤيب.
وعادية تلقي الثياب كـأنـهـا
تيوس ظباء محصها وانتبارها فلو أجروا الظباء مجرى الضأن لقال: كباش ظباء.
ومما يدل على أنهم يجرون البقر مجرى الضأن قول ذي الرمة:
صفحة : 1523
إذا ما رآها راكب الصيف لم يزل
يرى نعجة في مرتع فيثـيرهـا
مولعة خنساء ليسـت بـنـعـجة يدمن
أجواف المـياه وقـيرهـا
فلم ينف الموصوف بذاته الذي هو النعجة، ولكنه نفاه بالوصف، وهو قوله:
يدمن أجواف المياه وقيرها يقول: هي نعجة وحشية لا إنسية، تألف أجواف المياه أولادها، ولا سيما وقد خصها بالوقير، ولا يقع الوقير إلا على الغنم التي في السواد والأرياف والحضر. وأبو نعجة صالح بن شرحبيل، والأخنس بن نعجة الكلبي: شاعران . ومنعج، كمجلس: ع وهو واد يأخذ بين حفر أبي موسى . والنباج، ويدفع في بطءن فلج ويوم منعج من أيام العرب لبني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم على بني كلاب، قال جرير:
لعمرك لا أنسى ليالي منـعـج ولا عاقلا إذ منزل الحي عاقل ووهم الجوهري في فتحه ووجد بخط أبي زكريا، في هامش الصحاح: إنما هو منعج، بالكسر. وحاول شيخنا في انتصار الجوهري فقال: إنما مراده بالفتح أوله ويبقى غيره على العموم. وأنت خبير بأنه غير ظاهر، وأبو زكريا أعرف بمراده من غيره، والمجد تبعه في ذلك. وإنما يقال: إن الجوهري إنما ضبطه بالفتح لأن قياس المكان فتح العين، لفتح عين مضارعه، ومجيؤه مكسورا ينافيه، فالمجد بنى على الكسر لكونه مشهورا، والجوهري نظر إلى أصل القاعدة. ومما يستدرك عليه: امرأة ناعجة: حسنة اللون. ويوم ناعجة: من أيام العرب.
ن-ف-ج
نفج الأرنب : إذا ثار ونفجته أنا فثار من جحره. وفي حديث قيلة: فانتفجت منه
الأرنب ، أي وثبت ومنه الحديث: فانتفجنا أرنبا ، أي أثرناها. وفي حديث آخر
أنه ذكر فتنتين فقال: ما الأولى عند الآخرة إلا كنفجة أرنب أي كوثبته من
مجثمه، يريد تقليل مدتها. وكل ما ارتفع فقد نفج وانتفج، وتنفج ونفجه هو
ينفجه نفجا. نفجت الفروجة: خرجت من بيضتها . نفدج الثدي أي ثدي المرأة
القميص : إذا رفعه . من المجاز: نفجت الريح: جاءت بغتة. وقيل: نفجت الريح:
إذا جاءت بقوة . من المجاز: النفاج: المتكبر أي صاحب فخر وكبر، عن ابن
السكيت. وقيل: رجل نفاج: يفخر بما ليس عنده، وليست بالعالية، كالمنتفج .
وفي حديث علي: إن هذا البجباج النفاج لا يدري ما الله . النفاج: الذي يتمدح
بما ليس فيه، من الانتفاج: الارتفاع. ورجل نفاج: ذو نفج، يقول ما لا يفعل
ويفخر بما ليس له ولا فيه. النفيج كسكيت: الأجنبي الذي يدخل بين القوم
ويسمل بينهم ويصلح أمرهم؛ كذا عن ابن الأعرابي، أو الذي يعترض بين القوم لا
يصلح ولا يفسد ، قاله أبو العباس، ج نفج بضمتين. والنافجة: السحابة الكثيرة
المطر ، وهو مجاز، سميت بالريح التي تأتي بشدة، كما يسمى الشيء باسم غيره
لكونه منه بسبب. قال الكميت:
راحت له في جنوح الليل فافجة لا الضب ممتنع منها ولا الورل ثم قال:
يستخرج الحشرات الخشن ريقها
كأن أرؤسها في موجه الخشل
صفحة : 1524
النافجة: مؤخر الضلوع ، كالنافج، جمعه النوافج. كانت العرب تقول في
الجاهلية للرجل إذا ولدت له بنت: هنيئا لك النافجة، أي البنت ، وإنما سميت
بذلك لأنها تعظم مال أبيها ، وذلك أنه يزوجها فيأخذ بمهرها من الإبل فيضمها
إلى إبله فينفجها، أي يرفعها؛ ومنهم من جعله من المجاز. النافجة: وعاء
المسك ، مجاز، معرب عن نافه. قال شيخنا: ولذلك جزم بعضهم بفتح فائها، ونقله
التمرتاشي في شرح تحفة الملوك، عن أكثر كتب اللغة. وجزم الجواليقي في كتابه
بأنه معرب، وهو الصحيح، جمعه نوافج. وزعم صاحب المصباح أنها عربية، سميت
لنفاستها، من نفجته إذا عظمته؛ وهو محل تأمل. النافجة: الريح تبدأ بشدة .
وقيل: أول كل ريح تبدأ بشدة. قال الأصمعي: وأرى فيها بردا. قال أبو حنيفة:
ربما انتفجت الشمال على الناس بعدما ينامون فتكاد تهلكهم بالقر من آخر
ليلتهم، وقد كان أول ليلتهم دفيئا. وقال شمر: النافجة من الرياح: التي لا
تشعر حتى تنتفج عليك، وانتفاجها: خروجها عاصفة عليك وأنت غافل. والنفيجة،
كسفينة: القوس وهي شطيبة من نبع. قال الجوهري: ولم يعرفه أبو سعيد إلا
بالحاء. وقال مليح الهذلي.
أناخوا معيدات الوجيف كأنها
نفائج نبع لم تـريع ذوابـل من المجاز: النفغاجة، بالكسر: رقعة مربعة تحت
الكم من الثوب. من المجاز: النفاجة والنفجة كرمانة وصبرة: رقعة الدخريص
بالكسر يتوسع بها. والنفج، بضمتين: الثقلاء من الناس. والتنافيج: الدخاريص
، سميت لأنها تنفج الثوب فتوسعه. في حديث أبي بكر أنه كان يحلب لأهله
بعيرا، فيقول: أنفج أم ألبد . الإنفاج: إبانة الإناء عن الضرع عند الحلب
حتى تعلوه الرغوة. والإلباد: إلصاقه بالضرع حتى لا تكون له رغوة.
والأنفجاني ، بفتح الفاء، كأنبجاني : هو المفرط فيما يقول ، والمفتخر بما
ليس له. والمنافج: العظامات . وامرأة نفج الحقيبة ، بضمتين، إذا كانت ضخمة
الأرداف والمآكم ، وأنشد:
نفج الحقيبة بضة المتجرد وفي الحديث في صفة الزبير أنه كان نفج الحقيبة ، أي عظيم العجز. وصوت نافج: غليظ جاف ، قال الشاعر:
تسمع للأعبد زجرا نافجا
من قولهم أيا هجا أيا هجا
وقيل: أراد بالزجر النافج الذي ينفج الإبل حتى تتوسع في مراتعها ولا تجتمع. وتنفج الرجل وانتفج: إذا افتخر بأكثر مما عنده ، أو بما ليس له ولا فيه. عن ابن سيده: أنفجه الصائد واستنفجه، الأخيرة عن ابن الأعرابي، أي استخرجه، من ذلك، يقال: ما الذي استنفج غضبك ، أي أظهره وأخرجه ، وأنشد:
يستنفج الخزان من أمكائها ومما يستدرك عليه: النفجة: الوثبة. ونفج اليربوع ينفج وينفج نفوجا وانتفج عدا وقيل: أرخى عدوه من الأساس. وانتفج جنبا البعير: إذا ارتفعا وعظما خلقة، ومنه انتفاج الأهلة في حديث الأشراط. ورجل منتفج الجنبين، وبعير منتفج: إذا خرجت خواصره. ونفجت الشيء فانتفج، أي رفعته وعظمته. وفي حديث علي نافجا حضنيه كنى به عن التاظم والخيلاء. ونفج السقاء نفجا: ملأه. والنافجة: الإبل التي يرثها الرجل فيكثر بها إبله. وتنفجت الأرنب: اقشعرت يمانية . وكل ما اجتال: فقد انتفج. وفي حديث المستضعفين بمكة: فنفجت بهم الطريق ، أي رمت بهم فجأة.
ن-ف-ر-ج
صفحة : 1525
النفرج كزبرج والنفراج كسرداح والنفرجة، والنفراجة ونفرجاء كطرمساء معرفة،
بكسر الكل : هو الجبان الضعيف؛ كذا في الرباعي من التهذيب، عن ابن
الأعرابي. وقيل: هو الذي لا جلادة له ولا حزم. وحكى ابن القطاع: نفرج،
للجبان. وقال أبو زيد: رجل نفرج ونفرجاء: ينكشف فرجه، قيل: نونه زائدة.
قلت: ومال إليه أبو حيان وغيره، وصرح به أهل التصريف. واستدل ابن جني بقول
العرب: أفرج وفرج، لمن لا يكتم سرا، فنفرج مشتق منه، لأن إفشاء السر من قلة
الحزم. وضعفه ابن عصفور. وقد رد على ابن عصفور أبو الحسن بن الضائع.
والصواب أصالة النون، على ما ذهب إليه المصنف. والنفريج ، بالكسر: المكثار
المهذار. قد نفرج الرجل، إذا أكثر الكلام .
ن-ل-ن-ج
النيلنج، بكسر أوله وسكون التحتية والنون الثانية، وفتح اللام، هكذا هو
مضبوط على الصواب، وفي نسخ اللسان: نينلج، بتحتية بين نونين، قال: حكاه ابن
الأعرابي، ولم يفسره، وأنشد:
جاءت به من استها سفنجا
سوداء لم تخطط لها نينيلجا
وهو دخان الشحم يعالج به الوشم ليخضر . قلت: وهو معرب
ن-م-ذ-ج
النموذج، بفتاح النون والذال المعجمة، والميم مضمومة، وهو مثال الشيء ، أي
صورة تتخذ على مثال صورة الشيء ليعرف منه حاله، معرب نموده، والعوام
يقولون: نمونه. ولم تعربه العرب قديما، ولكن عربه المحدثون. قال البحتري:
أو أبلق يلقى العيون إذا بـدا من كل شيء معجب بنموذج والأنموذج بضم الهمزة لحن ، كذا قاله الصاغاني في التكملة، وتبعه المصنف. قال شيخنا نقلا عن النواجي في تذكرته: هذه دعوى لا تقوم عليها حجة. فما زالت العلماء قديما وحديثا يستعملون هذا اللفظ من غير نكير، حتى أن الزمخشري -وهو من أئمة اللغة- سمى كتابه في النحو الأنموذج، وكذلك الحسن بن رشيق القيرواني -وهو إمام المغرب في اللغة سمى به كتابه في صناعة الأدب. وكذلك الخفاجي في شفاء الغليل نقل عبارة المصباح وأنكر على من ادعى فيه اللحن. ومثله عبارة المغرب للناصر بن عبد السيد المطرزي شارح المقامات.
ن-و-ج
ناج ينوج نوجا : إذا راءى بعمله . والنوجه ، بالفتح: الزوبعة من الرياح .
كل ذلك عن ابن الأعرابي. وناج بن يشكر بن عدوان: قبيلة، ينسب إليها علماء
ورواة منهم ريحان بن سعيد الناجي. والنوائج: موضع في قول معن بن أوس
المزني:
إذا هي حلت كربلاء ولعلعا فجوز العذيب دونه فالنوائجا كذا في المعجم.
ن-و-ب-ن-د-ج
النوبندجان، بفتح النون وفي المعجم بضمها والدال المهملة: قصبة كورة سابور
، قريبة من شعب بوان الموصوف بالحسن والنزاهة، بينها وبين أرجان ستة عشر
فرسخا، وبينها وبين شيراز قريب من ذلك. وقد ذكرها المتنبئ في شعره فقال يصف
شعب بوان:
يحل به على قلب شجـاع
ويرحل منه عن قلب جبان
منازل لم يزل منها خـيال يشيعني
إلى النوبنـدجـان
منها أبو عبد الله محمد بن يعقوب القاري، رحل وسمع الكثير، وجمع وصنف، عن محمد بن معاذ وغيره، وعنه الفضل بن يحيى بن إبراهيم، ومات سنة 323.
ن-ه-ج
النهج ، بفتح فسكون : الطريق الواضح البين. وهو النهج، محركة أيضا. والجمع
نهجات، ونهج، ونهوج. قال أبو ذؤيب:
صفحة : 1526
به رجمات بينهن مخارم نهوج
كلبات الهجائن فيح وطرق نهجة: واضحة المنهج بالفتح، والمنهاج ، بالكسر. وفي
التنزيل: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا المنهاج: الطريق الواضح. النهج،
بالتحريك ، والنهجة، الأخير عن الليث: البهر ، بالضم، هو الربو وتتابع
النفس ، محركة، من شدة الحركة، يعلو الإنسان والدابة. قال الليث: ولم أسمع
منه فعلا. قال غيره: الفعل كفرح وضرب وأكرم. وفي الحديث: أنه رأى رجلا ينهج
: أي يربو من السمن ويلهث، نهجت أنهج نهجا، ونهج الرجل نهجا، وأنهج ينهج
إنهاجائ. وفي التهذيب: نهج الإنسان والكلب: إذا ربا وانبهر، ينهج نهجا. قال
ابن بزرج: طردت الدابة حتى نهجت، فهي ناهج في شدة نفسها، وأنهجتها أنا، فهي
منهجة. قال ابن شميل: إن الكلب لينهج من الحر، وقد نهج نهجة. وقال غيره نهج
الفرس حين أنهجته: أي ربا حين صيرته إلى ذلك. وأنهج الأمر والطريق وضح. و
أنهج: أوضح . قال يزيد بن الحذاق العبدي:
ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت سبل المكارم والهدى تـعـدي أي تعين وتقوي. أنهجت الدابة : إذا سار عليها حتى انبهرت وأعيت. وفي حديث عمر رضي الله عنه: فضربه حتى أنهج : أي وقع عليه الربو. وأفعل متعد. يقال: فلان ينهج في النفس فما أدري ما أنهجه. أنهج البلى الثوب أخلقه، كنهجه، كمنعه ينهجه نهجا. ونهج الثوب، مثلثة الهاء: بلي، كأنهج فهو نهج. وأنهج: بلي ولم يتشقق. وأنهجه البلى فهو منهج. وقال ابن الأعرابي: أنهج فيه البلى: استطار. وأنشد:
كالثوب إذ أنهج فيه البلـى أعيا على ذي الحيلة الصانع وفي الصحاح عن أبي عبيد: ولا يقال نهج الثوب ولكن نهج. ونهج الأمر كمنع: وضح، وأوضح ، يقال: اعمل على ما نهجته لك. نهج وأنهج لغتان. نهج الطريق: سلكه . واستنهج الطريق: صار نهجا واضحا بينا كأنهج الطريق: إذا وضح واستبان. وتقدم إنشاد قول يزيد بن الخذاق العبدي. وفلان استنهج طريق فلان : إذا سلك مسلكه . ومما يستدرك عليه: طريق ناهجة: أي واضحة بينة، جاء ذلك في حديث العباس. وضربه حتى أنهج: أي انبسط وقيل: بكى.
ن-ه-ر-ج
طريق نهرج: واسع ونهرجها: جامعها ، لم يكره الجوهري ولا ابن منظور.
ن-ي-ج
ومما يستدرك عليه: نيجة، بالكسر: بطن من أوربة من قبائل المغرب. استدركه
شيخنا، وذكر منهم الشيخ فلانا النيجي إمام المغرب، أحد شيوخ الإمام ابن
غازي.