الباب الخامس: باب الجيم - الفصل السابع والعشرون: فصل الهاء مع الجيم

فصل الهاء مع الجيم

ه-ب-ج
الهبج، محركة، كالورم يكون في ضرع الناقة. و تقول: هبجه تهبيجا ، أي ورمه، فتهبج ، أي تورم. والهبج في الضرع أهون الورم. يقال: أصبح فلان مهبجا، أي مورما. والمهبج، كمعظم : الرجل الثقيل النفس . والهبيج: الظبي له جدتان مستطيلتان في جنبيه بين شعر بطنه وظهره ، كأنه قد أصيب هنالك. والهوبجة: بطن من الأرض ، قاله الأزهري أو الموضع المطمئن منها ، أي الأرض، أو الأرض المرتفعة فيها حصى. الهوبجة: منتهى الوادي حيث تدفع دوافعه . أصبنا هوبجة من رمث، إذا كان كثيرا في بطن واد. قال النضر: الهوبجة: أن يحفر في مناقع الماء ثماد يسيلون الماء إليها فتمتلئ فيشربون منها وتعين تلك الثماد إذا جعل فيها الماء. قال الأزهري: ولما أراد أبو موسى حفر ركايا الحفر قال: دلون على موضع بئر تقطع به هذه الفلاة. قالو: هوبجة تنبت الأرطى بين فلج وفليج فحفر الحفر، وهو حفر أبي موسى، بينه وبين البصرة خمسة أميال. والهوبجة بن بجير بن عامر، من بني ضبه، قتل يوم مؤتة، فيقال إن جسده فقد؛ كذا قاله البلاذري. والهوابج: رياض باليمامة ، عن الحفصي، كذا في المعجم. وهبجه، كمنعه ، يهبج هبجا: ضربه ضربا متتابعا فيه رخاوة. وقيل: الهبج: الضرب بالخشب كما يهبج الكلب إذا قتل. وهبجه بالعصا: ضرب منه حيث ما أدرك. وفي الصحاح: هبجه بالعصا هبجا، مثل حبجه حبجا: أي ضربه. والكلب يهبج: أي يقتل. والهبيج ، بفتح الأول الثاني والتحتية مشددة: لغة في الهبيخ بالخاء، وسيأتي في محله إن شاء الله تعالى.

ه-ب-ر-ج
الهبرج: المشي السريع الخفيف فيه اختلاط. الهبرج: المختال الذيال الطويل الذنب؛ وهذا عن الأصمعي. الهبرج: الرجل المخلط في مشيه ، وفي نسخة: مشيته. قال أبو نصر: سألت الأصمعي مرة: أي شيء هبرج? قال: مخلط في مشيه. الهبرج الموشى من الثياب ، قال العجاج:

يتبعن ذيالا موشى هبرجا

صفحة : 1534

الهبرج والموشى واحد. الهبرج: الضخم السمين من الرجال، ويكسر في هذا. الهبرج: الثور. و هو أيضا الظبي المسن . والهبرجة: الوشي، والاختلاط في المشي ، وقد تقدم عن الأصمعي ما يشهد لذلك. والمهبرج، كمسرهد، من الأوتار: الفاسد المختلف المتن ، من التكملة.

ه-ج-ج
الهجيج: الأجيج ، مثل هراق وأراق. وقد هجت النار تهج هجا وهجيجا: إذا اتقدت وسمعت صوت استعارها، وهججها هو. عن ابن دريد: الهجيج: الوادي العميق كالإهجيج ، بالكسر. وروي: واد هجيج وإهجيج: عميق، يمانية، فهو على هذا صفة. والجمع هجان. قال بعضهم: أصابنا مطر سالت منه الهجان. الهجيج: الارض الطويلة، لأنها تستهج السائرة أي تستعجلهم. و الهجيج: الخط يخط في الأرض للكهانة، ج هجان . قولهم: ركب من أمره هجاج، كقطام، ويفتح آخره ، أي ركب رأسه ، هكذا في سائر النسخ، وفي بعض الأمهات: رأيه، أي الذي لم يترو فيه. وكذا ركب هجاجيه، تثنية. قال المتمرس بن عبد الرحمن الصحاري:

فلا يدع اللئام سـبـيل غـي     وقد ركبوا على لومي هجاج عن الأصمعي: من أراد كف الناس عن شيء قال: هجاجيك وهذاذيك. وقال اللحياني: يقال للأسد والذئب وغيرهما في التسكين: هجاجيك وهذاذيك، على تقدرير الاثنين ، وقال غيره: هجاجيك، ها هنا، أي كف. وعن شمر: الناس هجاجيك، مثل دواليك وحواليك: أراد أنه مثله في التثنية لا في المعنى؛ وقد أخطأ أبو الهيثم. والهجاجة ، بالفتح : الهبوة التي تدفن كل شيء بالتراب ، والعجاجة مثلها. ولم يذكرها المصنف في عج، فهو مستدرك عليه. هجاجة، بلا لام: الأحمق ، قال الشاعر:

هجاجة منتخب الفؤاد
كأنه نعامة في وادي

قال شمر: هجاجة: أي أحمق، وهو الذي يستهج على الرأي ثم يركبه، غوي أم رشد. واستهجاجه: أن لا يؤامر أحدا ويركب رأيه، كالهجهاج ، وهو الجافي الأحمق، والهجهاجة ، وهو الكثير الشر الخفيف العقل، وقال أبو زيد: رجل هجهاجة: لا عقل له ولا رأي. وهج هج، بالسكون: زجر للغنم والكلب أيضا؛ قاله الأزهري وغلط الجوهري في بنائه على الفتح، وإنما حركه الشاعر -وهو عبيد بن الحصين الراعي يهجو عاصم بن قيس النميري ولقبه الحلال:

وعيرني تلك الحلال ولم يكن    ليجعلها لابن الخبيثة خالقـه
ولكنما أجدى وأمتـع جـده     بفرق يخشيه بهجهج ناعقه

وكان الحلال قد مر بإبل الراعي فعيره بها. فقال فيه هذا الشعر. والفرق: القطيع من الغنم. ويخشيه: يفزعه. والناعق: الراعي. يريد أن الحلال صاحب غنم لا صاحب إبل، ومنها أثرى وأمتع جده بالغنم وليس له سواها. فلأي شيء تعيرني بالإبل وأنت لم تملك إلا قطيعا من الغنم. والفخر عندهم إنما هو بملك الإبل والخيل ولا يملك الغنم إلا الضعفاء الذين لا شوكة لهم ولا غناء عندهم - ضرورة ، أي للشعر. قال الأزهري: هجا هجا، وهج هج وهج هج: زجر للكلب . قال ويقال للأسد والذئب وغيرهما بالتسكين. قال ابن سيده: وقد يقال هجا هجا للإبل. قال هميان:

تسمع للأعبد زجرا نافجا
من قيلهم أياهجا أياهجا

قلت للأزهري: وأنت إن شئت قلتها مرة واحدة، قال الشاعر:

سفرت فقلت لها: هج، فتبرقعت    فذكرت حين تبرقعت ضبـارا

صفحة : 1535

وضبار: اسم كلب؛ كذا وجد بخط أبي زكريا، ومثله بخط الأزهري وأورده أيضا ابن دريد في الجمهرة وكذلك هو في كتاب المعاني، غير أن في نسخة الصحاح: هبارا ، بالهاء، كذا وجد بخط الجوهري. ورواه اللحياني: هجي. قال الأزهري: ويقال في معنى هج هج: جه جه، على القلب. وفي الصحاح: هج، مخفف: زجر للكلب، يسكن وينون ، كما يقال: بخ بخ. وهجهج بالسبه وهجهج السبع: إذا صاح به وزجره ليكف. قال لبيد:

أو ذو زوائد لا يطاف بـأرضـه    يغشى المهجهج كالذنوب المرسل يعني الأسد يغشى مهجهجا به فينصب عليه مسرعا فيفترسه. وعن الليث: الهجهجة: حكاية صوت الرجل إذا صاح بالأسد. وقال الأصمعي هجهجت بالأسد، وهرجت به: كلاهما إذا صاح به. ويقال لزاجر الأسد: مهجهج ومهجهجة. هجهج بالجمل: زجره فقال له: هيج ، بالسكون، وكذلك الناقة. قال ذو الرمة:

أمرقت من جوزه أعناق ناجية    تنجو إذا قال حاديها لها: هيج قال: إذا حكوأ ضاعفوا هجهج، كما يضاعفون الولولة من الويل فيقولون: ولولت المرأة: إذا أكثرت من قولها: الويل. وقال غيره: هج، في زجر الناقة. قال جندل:

فرج عنها حلق الرتائج
تكفح السمائم الأواجج
وقيل: عاج، وأيا أيا هج فكسر القافية، وإذا حكيت قلت: هجهجت بالناقة. والهجهاج: النفور. والشديد الهدير من الجمال . والبعير يهاج في هديره: يردده. وفحل هجهاج، في حكاية شدة هديره. الهجهاج: الطويل منها ، أي من الجمال، ومنا . يقال: رجل هجهاج: طويل، وكذلك البعير. قال حميد بن ثور:

بعيد العجب حين ترى قراه    من العرنين هجهاج جلال الهجهاج: الجافي الأحميق ، وقد تقدم. الهجهاج: الداهية . والهجهج بالفتح: الأرض الصلبة الجدبة التي لا نبات بها، والجميع هجاهج. قال:

فجئت كالعود النزيع الهادج
قيد في أرامل العرافج
في أرض سوء جدبة هجاهج جمع على إرادة المواضع. هجج كعلبط: الكبش. والماء الشروب ، قال اللحياني: ماء هجهج: لا عذب ولا ملح، ويقال ماء زمزم هجهج. هجاهج كعلابط: الضخم منا. والهجهجة: حكاية صوت الكرد عند القتال . يقال تهجهجت الناقة ، إذا دنا نتاجها . وهج البيت يهجه هجا وهجيجا: هدمه ، قال: ألا من لقبر لا تزال تهجه شمال ومسياف العشي جنوب والهج، بالضم: النير على عنق الثور ، وهي الخشبة التي على عنقه بأداتها. وسير هجاج، كسحاب: شديد قال مزاحم العقيلي:

وتحتي من بنات العيد نضو   أضر بنيه سيرق هجـاج الأحمق استهج : إذا ركب رأيه غوي أم رشد، واستهجاجه: أن لا يؤامر أحدا ويركب رأيه استهج السائرة في الطريق: استعجلها . واهتج فلان فيه ، أي في رأيه، إذا تمادى عليه ولم يصغ لمشورة أحد. ومما يستدرك عليه: عن الليث: هجج البعير يهجج، إذا غارت عينه في رأسه من جوع أو عطش أو إعياء غير خلقة. قال:

إذا حجاجا مقلتيها هججا

صفحة : 1536

ومثله قوله الأصمعي. وعين هاجة: أي غائرة. قال ابن سيده: وأما قول ابنة الخس حين قيل لها: بم تعرفين لقاح ناقتك? فقالت: أرى العين هاج، والسنام راج، وتمشي فتفاج، فإما تكون على هجت وإن لم يستعمل، وإما أنها قالت: هاجا، إتباعا لقولهم: راجا. قال: وهم يجعلون للإتباع حكما لم يكن قبل ذلك، فذكرت على إرادة العضو أو الطرف، وإلا فقد كان حكمها أن تقول هاجة. ومثله قول الآخر:

والعين بالإثمد الحاري مكحول على أن سيبويه إنما يحمل هذا على الضرورة. قال ابن سيده: ولعمري إن في الإتباع أيضا لضرورة تشبه ضرورة الشعر. وعن ابن الأعرابي: الهجج: الغدران. والهجيج: الشق الصغير في الجبل. وهجهج الرجل: رده عن كل شيء. وظليم هجهاج وهجاهج: كثير الصوت. والهجهاج: المسن. والهجهاج والهجهاجة: الكثير الشر. ويوم هجهاج: كثير الريح شديد الصوت، يعني الصوت الذي يكون فيه عن الريح. وقال ابن منظور: ووجدت في حواشي بعض نسخ الصحاح: المستهج: الذي ينطق في كل حق وباطل.

ه-د-ج
الهدجان، محركة ، والهدج الهداج كغراب : مشي رويد في ضعف. والهدجان: مشية الشيخ ونحو ذلك، وهو مجاز. وقد هدج الشيخ في مشيته يهدج ، بالكسر، هدجا وهدجانا وهداجا: قارب الخطو أو أسرع من غير إرادة. قال الحطيئة:

ويأخذه الهداج إذا هـداه     وليد الحي في يده الرداء وقال الأصمعي: الهدجان: مداركة الخطو. وأنشد:

هدجانا لم يكن من مشيتي
هدجان الرأل خلف الهيقت وقال ابن الأعرابي: هدج: إذا اضطرب مشيه من الكبر، وهو الهداج. هدج و هو هداج وهدجدج . والهدجة، محركة: حنين الناقة على ولدها، وقد هدجت وتهدجت، وهي ناقة مهداج وهدوج. والهودج: مركب للنساء مقبب وغير مقبب. وفي المحكم: يصنع من العصي ثم يجعل فوقه الخشب فيقبب. وفي التوشيح: الهودج: محمل له قبة تستر بالثياب يركب فيه النساء. وتهدج الصوت : إذا تقطع في ارتعاش. و تهدجت الناقة: تعطفت على الولد . ولو قال عند ذكر الهدجة: هدجت وتهدجت وهي مهداج، كان أحسن لطريقته. من المجاز: هدجت القدر: إذا غلت بشدة. و قدر هدوج : أي سريعة الغليان أو شديدته. هداج ككتان: فرس الريب ابن شريق ، وفي هامش الصحاح: فارس هداج: هو ربيعة بن مدلج الباهلي. وأنشد الأصمعي للحارثية ترثي من قتل من قومها في يوم كان لباهلة على بني الحارث ومراد وخثعم:

شقيق وحرمي أراقا دماءنـا    وفارس هداج أشاب النواصيا أراد بشقيق وحرمي، شقيق بن جزء بن رياح الباهلي، وحرمي بن ضمرة النهشلي. هداج: أبو قبيلة . والمستهدج روي بكسر الدال في قول العجاج يصف الظليم:

أصك نغضا لا يني مستهدجا أي العجلان، و قال ابن الأعرابي: هو بفتح الدال ومعناه الاستعجال . ومما يستدرك عليه: هدج الظليم يهدج هدجانا واستهدج: وهو مشي وسعي وعدو، كل ذلك إذا كان في ارتعاش. وظليم هداج. ونعام هدج وهوادج، وتقول: نظرت إلى الهوادج على الهوادج. والهدجدج: الظليم، سمي بذلك لهدجانه في مشيه. قال ابن أحمر:

لهدجدج جرب مساعـره     قد عادها شهرا إلى شهر

صفحة : 1537

وهدجة الريح، محركة: التي لها حنين، وقد هدجت هدجا: أي حنت وصوتت، وريح مهداج. قال أبو وجزة السعدي يصف حمر الوحش:

حتى سلكن الشوى منهن في مسك     من نسل جوابة الآفاق مـهـداج لأن الريح تستدر السحاب وتلقحه فيمطر، فالماء من نسلها. وتهدجوا عليه: أظهروا إلطافه. وهداج: اسم قائد الأعشى. وهداج: اسم فرس ربيعة بن صيدح. وهدجت الناقة: ارتفع سنامها وضخم فصار عليها منه شبه الهودج، وهو مجاز. وعبد الله بن هداج الحنفي: صحابي، روى عنه هاشم بن عطاف، والصواب عن أبيه عنه في الخضاب؛ كذا في معجم ابن فهد.

ه-ر-ج
هرج الناس يهرجون من حد ضرب، هرجا، إذا وقعوا في فتنة واختلاط وقتل . وأصل الهرج الكثرة في الشيء والاتساع، والهرج: الفتنة في آخر الزمان. والهرج: شدة القتل وكثرته. وفي الحديث: بين يدي الساعة هرج : أي قتال واختلاط. وقال أبو موسى: الهرج، بلسان الحبشة: القتل. وقال ابن قيس الرقيات أيام فتنة ابن الزبير:

ليت شعر أأول الهرج هـذا    أم زمان من فتنة غير هرج وهرج البعير كفرح يهرج هرجا: سدر ، أي تحير، من شدة الحر وكثرة الطلاء بالقطران وثقل الحمل. وفي حديث ابن عمر: لأكونن فيها مثل الجمل الرداج يحمل عليه الحمل الثقيل فيهرج ويبرك ولا ينبعث حتى ينحر : أي يتحير ويسدر. وقال الأزهري: ورأيت بعيرا أجرب هنئ بالخضخاض فهرج فمات. والهرج، بالكسر: الأحمق، والضعيف من كل شيء قال أبو وجزة:

والكبش هرج إذا نب العتود له    زوزى بأليته للذل واعترفـا الهرجة بهاء: القوس اللينة ، وهي المسماة بكباده. والتهريج في البعير: حمله على السير في الهاجرة حتى يسدر أي يتحير؛ قاله الأصمعي، كالإهراج . يقال: أهرج بعيره إذا وصل الحر إلى جوفه. التهريج: زجر السبع والصياح به . يقال: هرج بالسبع: إذا صاح به وزجره. قال رؤبة.

هرجت فارتد ارتداد الأكمه
في غائلات الحائر المتهته

التهريج في النبيذ: أن يبلغ من شاربه يقال: هرج النبيذ فلانا: إذا بلغ منه فانهرج وأنهك. وقال خالد بن جنبة: باب مهروج وهو الذي لا يسد، يدخله الخلق. قد هرج الباب يهرجه بالكسر: أي تركه مفتوحا، و هرج في الحديث : إذا أفاض فأكثر ، هذا هو الأكثر، أو هرج في الحديث: إذا خلط فيه. و الهرج: كثرة النكاح. وقد هرج جاريته : إذا جامعها يهرج ، بالضم، ويهرج ، بالكسر. هرج الفرس يهرج هرجا: جرى . وإنه لمهرج وهراج، كمنبر وشداد ، إذا كان كثير الجري. وفرس مهراج، إذا اشتد عدوه. والهراجة: الجماعة يهرجون في الحديث . ومما يستدرك عليه: في حديث أبي الدرداء: يتهارجون تهارج البهائم ، أي يتسافدون. والتهارج: التناكح والتسافد. والهرج: كثرة الكذب وكثرة النوم. والهرج: شيء تراه في النوم وليس بصادق. وهرج يهرج هرجا: لم يوقن بالأمر، كذا في اللسان، وسيأتي في هلج. وهرج الرجل: أخذه البهر من حر أو مشي. ورجل مهرج: إذا أصاب إبله الجرب فطليت بالقطران، فوصل الحر إلى جوفها. وفي حديث ابن عمر: فذلك حين استهرج له الرأي : أي قوي واتسع.

ه-ر-ب-ج

صفحة : 1538

الهربجة: أن يساء العمل ولا يحكم ، كأنه مقلوب من هرجب أو هبرج، ولذا لم يتعرض له ابن منظور.

ه-ر-د-ج
الهردجة: سرعة المشي : ذكره ابن منظور هكذا.

ه-ز-ج
الهزج، محركة: من الأغاني وفيه تضرنم . وق هزج كفرح: إذا تغنى. الهزج: صوت مطرب. و قيل: هو صوت فيه بحح ، محركة. وقيل: صوت دقيق مع ارتفاع. وكل كلام متدارك متقارب في خفة: هزج. والجمع أهزاج. وبه سمي، وقيل: سمي هزجا تشبيها بهزج الصوت؛ قاله الخليل. وقيل: لطيبه. لأن الهزج من الأغاني. وقيل غير ذلك. والهزج: جنس وفي بعض نسخ الصحاح: نوع من العروض ، وفي بعض لنسخ: وبه سمي جنس العروض، وهو مفاعيلن مفاعيلن على هذا البناء كله أربعة أجزاء، سمي بذلك لتقارب أجزائه، وهو مسدس الأصل حملا على صاحبيه في الدائرة، وهما الرجز والرمل، إذ تركيب كل واحد منهما من وتد مجموع وسببين خفيفين. وقد أهزج الشاعر : أتى بالهزج. وهزج المغني كفرح ، في غنائه والقارئ في قراءته: طربا في تدارك الصوت وتقاربه. وله هزج مطرب. وتهزج صوته وهزج تهزيجا: بمعنى واحد، أي داركه وقاربه. وقال أبو إسحاق: التهزج: تردد التحسين في الصوت. وقيل: هو صوت مطول غير رفيع. ومضى هزيج من الليل و هزيع بمعنى واحد. من المجاز: تهزجت القوس إذا صوتت عند الإنباض ، أي أرنت عند إنباض الرامي عنها. قال الكميت:

لم يعب ربها ولا الناس منها    غير إنذارها عليه الحميرا
بأهازيج من أغانيهـا الـج     ش وإتباعها النحيب الزفيرا

ومما يستدرك عليه: الهزج: الخفة وصرعة وقع القوائم ووضعها. صبي هزج، وفرس هزج. قال النابغة الجعدي:

غدا هزجا طربا قلبه     لغبن وأصبح لم يلغب والهزج: الفرح. ورعد متهزج: مصوت. وقد هزج الصوت. ومن المجاز: هزج الرعد: صوته. وعود هزج. وللعود والقوس أهازيج. وسحاب هزج بالرعد. وقال الجوهري: الهزج: صوت الرعد والذبان. وأنشد:

أجش مجلجل هزج ملـث    تكركره الجنائب في السداد وفي اللسان: هو هزج الصوت هزامجه: أي مداركه. وليس الهزج من الترنم في شيء. ولذا استعمله ابن الأعرابي في معنى العواء. وأنشد بيت عنترة العبسي:

وكأنما تنأى بجانب دفـهـا ال     وحشي من هزج العشي مؤوم
هر جنيب كلما عطفـت لـه      غضبى اتقاها باليدين وبالفـم

قال: هزج العشي كثير العواء بالليل. ووضع العشي موضع الليل لقربه منه. وأبدل هرا من هزج ورواه الشيباني ينأى ، وهر عنده رفع، فاعل لينأى. وقال غيره: يعني ذبابا لطيرانه ترنم، فالناقة تحذر لسعه إياها. وفي الحديث: أدبر الشيطان وله هزج . وفي رواية: وزج ، الهزج: الرنة. والوزج دونه.

ه-ز-م-ج
الهزامج، كعلابط: الصوت المتدارك ، وإنما قدمه على الذي يليه لكونه من الهزج والميم زائدة . وقد ذكره الجوهري في هزج . ويوجد في بعض النسخ مكتوبا بالحمرة، وليس بصواب. والهزمجة: كلام متتابع، واختلاط صوت زائد ، وأنشد الأصمعي:

أزامجا وزجلا هزامجا والهزامج: أدنى من الرغاء.

ه-ز-ل-ج
الهزلاج، بالكسر : السريع، و الذئب الخفيف السريع. والجمع هزالج. قال، جندل بن المثنى الحارثي:

صفحة : 1539


يتركن بالأمالس السمارج
للطير واللغاوس الهزالج

وفي التهذيب: أنشد الأصمعي لهميان:

تخرج من أفواهها هزالجا قال: والهزالج: السراع من الذئاب. وقول الحسين بن مطير:

هدل المشافر أيديها موثقة    دفق وأرجلها زج هزاليج فسره ابن الأعرابي فقال: سريعة خفيفة. وقال كراع: الهزلاج: السريع، مشتق من الهزج، واللام زائدة. وهذا قول لا يلتفت إليه، كذا في اللسان. وظليم هزلج، كعملس: سريع . وقد هزلج هزلجة. وقيل: كل سرعة: هزلجة. والهزلجة: اختلاط الصوت كالهزمجة، وهذا يؤيد ما ذهب إليه كراع؛ فتأمل.

ه-س-ن-ج
هسنجان، بكسر الهاء والسين ، وفي المعجم بفتح السين : ة، بالعجم ، معرب هسنكان. وهي من قرى الري، ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد الرازي، وعلي بن الحسن الرازي، وأخوه عبد الله بن الحسن، وغيرهم، كذا في اللباب والمعجم.

ه-ض-ج
هضج ماله تهضيجا : إذا لم يجد رعيها ، من الإجادة، والمراد بالمال الإبل. يقال: صبيان هضيج ، أي صغار لم يحسنوا شيئا.

ه-ل-ج
الإهليلج ، بكسر الأول والثاني وفتح الثالث وقد تكسر اللام الثانية ، قاله الفراء، وكذلك رواه الإيادي عن شمر، وهو معرب إهليله، وإنما فتحوا اللام ليوافق وزنه أوزان العرب؛ حققه شيخنا والواحدة بهاء -إهليلجة. قال الجوهري: ولا تقل هليلجة. قال ابن الأعرابي: وليس في الكلام إفعيلل -بالكسر- ولكن إفعيلل، مثل إهليلج وإبريسم وإطريفل- ثمر، م ، أي معروف، وهو على أقسام. منه أصفر ومنه أسود وهو البالغ النضيج، ومنه كابلي . وله منافع جمة، ذكرها الأطباء في كتبهم، منها أنه ينفع من الخوانيق، ويحفظ العقل، ويزيل الصداع باستعماله مربى، وهو في المعدة كالكذبانونة ، بفتح فسكون، في البيت، وهي المرأة العاقلة المدبرة تترك البيت في غاية الصلاح، فكذلك هذا الدواء للدماغ والمعدة. والهالج: الكثير الأحلام بلا تحصيل وهلج يهلج ، بالكسر، هلجا: أخبر بما لا يؤمن به من الأخباء؛ هكذا في النسخ، وفي بعض الأمهات: بما لا يوقن به، بالقاف، بدل الميم. والهلج، بالضم: الأضغاث في النوم . الهلج بالفتح : أخف النوم، وشيء تراه في نومك مما ليس برؤيا صادقة، و جد محمد بن العباس البلخي المحدث . وهلجة، محركة: جد يعقوب بن زيد بن هلجة بن عبد الله بن أبي مليكة التيمي، ثقة، حدث. وأهلجه : إذا أخفاه ، كأهمجه، أو أن اللام بدل عن الميم، كما سيأتي. وقد مر في هرج شيء من ذلك.

ه-ل-ب-ج

صفحة : 1540

الهلباجة، بالكسر والهلباج: الأحمق الذي لا أحمق منه. وقيل: هو الوخم الأحمق المائق القليل النفع. زاد الأزهري: الثقيل من الناس. وقال خلف الأحمر: سألت أعرابيا عن الهلباجة فقال: هو الأحمق الضخم الفدم الأكول ، الذي،الذي، الذي، ثم جعل يلقاني بعد ذلك فيزيد في التفسير كل مرة شيئا. ثم قال لي بعد حين وأراد الخروج: هو الجامع كل شر . وفسره الميداني بأنه النؤوم والكسلان العطل الجافي. قلت: واسم الأعرابي ابن أبي كبشة بن القبعثري. وفي كتاي الأمثال لحمزة، وقد ساق حكاية الأعرابي، فيها: فتردد في صدره من خبث الهلباجة ما لم يستطع معه إخراج وصفه في كلمة واحدة. ثم قال: الهلباجة: الضعيف العاجز الأخرق الجلف الكسلان الساقط، لا معنى له، ولا غناء عنده، ولا كفاية معه، ولا عمل لديه، وبلى، يستعمل، وضرسه أشد من عمله، فلا تحاضرن به مجلسا، وبلى فليحضر ولا يتكلمن. وزاد ابن السكيت عن الأصمعي: فلما رآني لم أقنع قال: احمل عليه من الخبث ما شئت. واللبن الخاثر أي الثخينث : هلباجة. ولبن ورجل هلباج: الهلبج كعلبط، و هلابج، مثل علابط ؛ حكاه ابن سيده في المخصص، ومثله صاحب الواعي.

ه-م-ج
الهمج، محركة: ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعينها. وفي بعض النسخ: والحمر. وقيل: الهمج: صغار الدواب. وعن الليث: الهمج: كل دود ينفقئ عن ذباب أو بعوض؛ هكذا في الأساس. الهمج: الغنم المزولة. واحدته بهاء. و الهمج: الحمقى من الناس، رجل همج وهمجة: أحمق. وجمع الهمج أهماج. وقال أبو سيعد: الهمجة من الناس: الأحمق الذي لا يتماسك. الهمج: النعاج الهرمة . ويقال للنعجة إذا هرمت: همجة وعشمة. والهمجة: النعجة. عن ابن خالويه: الهمج: الجوع . قيل: وبه سمي البعوض، لأنه إذا جاع عاش وإذا شبع مات. وهمج إذا جاع. قال الراجز، وهو أبو محرز المحاربي:

قد هلكت جارتنا من الهمج
وإن تجع تأكل عتودا أو بذح الهمج: سوء التدبير في المعاش . وبه فسر بعضهم قول الراجز المتقدم آنفا. قالوا: همج هامج ، على المبالغة. وقيل: توكيد له، كقولك: ليل لائل. وهمجت الإبل من الماء تهمج همجا، بالتسكين: إذا شربت منه دفعة واحدة حتى رويت. وأهمجه: أخفاه كأهلجه. أهمج الفرس إهماجا: جد في جريه فهو مهمجق، ثم ألهب في ذلك، وذلك إذا اجتهد في عدوه. وقال اللحياني: يكون ذلك في الفرس وغيره مما يعدو. والهميج: الفتية الحسنة الجسم من الظباء. و الهميج: الخميص البطن. أو الهميج من الظباء: التي لها جدتان ، بالضم، على ظهرها سوى لونها، ولا يكون ذلك إلا في الأدم منها، يعني البيض؛ وكذلك الأنثى بغير هاء. وقيل: هي التي لها جدتان في طرتيها، أو التي أصابها وجع فذبل وجهها وبه فسر قول أبي ذؤيب يصف ظبية:

موشحة بالطرتين هميج

صفحة : 1541

واهتمج الرجل، هكذا في النسخ، والذي في بعض الأمهات: اهتمج ، بالبناء للمفعول، واهتمجت نفسه: ضعف من جهد أو حر أو غيره. و اهتمج وجهه ذبل . والهامج : تأكيد لهمج، و المتروك يموج بعضه في بعض ، وهو مجاز: ومما يستدرك عليه: إبل هامجة وهوامج: تشتكي عن شرب الماء. ومن المجاز: الهمج: الرعاع من الناس. وقيل: هم الأخلاط. وقيل: هم الهمل الذين لا نظام لهم. ويقال للرعاع من الناس: إنما هم همج هامج. وفي حديث علي رضي الله عنه: وسائر الناس همج رعاع والهمج: رذال الناس. ويقال: لأشابة الناس الذين لا عقول لهم ولا مروءة: همج هامج. وقوم همج: لا خير فيهم. قال حميد ابن ثور:

هميج تعلل عن خـاذل    نتيج ثلاث بغيض الثرى والهمج: ماء وعيون عليه نخل من المدينة، من جهة وادي القرى. والإهماج: الإسماج؛ قال ابن الأعرابي. وهماج، بالكسر: اسم موضع بعينه. قال مزاحم العقيلي:

نظرت وصحبتي بقصور حجر    بعجلى الطرف غائرة الحجاج
إلى ظعن الفضيلة طالـعـات     خلال الرمل وارادة الهمـاج

وقال أبو زياد: الهماج: مياه في نهي تربة؛ كذا في المعجم.

ه-م-ر-ج
الهمرجة: الاختلاط والالتباس كالهمرج. وقد همرج عليه الخبر همرجة: خلطه عليه. وقالوا: الغول همرجة من الجن. الهمرجة: الخفة والسرعة. و الهمرجة: لغط الناس، كالهمرجان، بالضم الهمرجة: الباطل والتخليط في الخبر . وقد همرج عليه الخبر. الهمرج كعملس: الماضي في الأمور . ووقع القوم في همرجة، بالتشديد أي اختلاط. قال:

بينا كذلك إذا هاجت همرجة أي اختلاط وفتنة. وقال الجوهري الهمرجة: الاختلاط في المشي. قلت: فإذن ينبغي أن تكتب هذه المادة بالمداد الأسود.
ه-م-ل-ج
الهملاج، بالكسر، من البراذين : واحد الهماليج. والبرذون واحد البراذين. وهو المسمى برهوان، وهو المهملج. و مشيه الهملجة وهو فارسي معرب : حسن سير الدابة في سرعة. وقد هملج. والهملاج: الحسن السير في سرعة وبخترة. عن ابن الأعرابي: شاة هملاج: لا مخ فيها لهزالها . وأنشد:

أعطى خليلي نعجة هملاجا
رجاجة، إن لها رجاجا

وأمر مهملج ، بفتح اللام، أي مذلل منقاد . وقال العجاج:

قد قلدوا أمرهم المهملجا وهملاج الرجل: مركبه.

ه-ن-ج
تهنج الفصيل : إذا تحرك في بطن أمه وأخذت الحياة فيه .

ه-و-ج
الهوج، محركة: طول في حمق ، كالهوك. هوج هوجا فهو أهوج. والأهوج: المفرط الطول مع هوج. ويقال للطويل إذا أفرط في طوله: أهوج الطول. ورجل أهوج بين الهوج: أي طويل به طيش وتسرع . وفي حديث عثمان: هذا الأهوج البجباج . الأهوج: المتسرع إلى الأمور كما يتفق. وقيل: الأحمق القليل الهداية. وفي الأساس: من المجاز: وهو أهوج الطول: مفرطه. والهوجاء من الإبل: الناقة المسرعة حتى كأن بها هوجا . وكذلك بعير أهوج. قال أبو الأسود.

على ذات لوث أو بأهوج دوسر     صنيع نبيل يملأ الرحل كاهله

صفحة : 1542

وقيل: إن الهوجاء من صفة الناقة خاصة، ولا يقال: جمل أهوج. وفي الأساس: من المجاز: وناقة هوجاء: كأن بها هوجا لسرعتها لا تتعهد مواطئ المناسم من الأرض. الهوجاء الريح التي تقلع البيوت، ج هوج ، بالضم، وهو مجاز. وقال ابن الأعرابي: هي الشديدة الهبوب من جميع الرياح. وقيل: ريح هوجاء: متداركة الهبوب كأن بها هوجا. وقيل: هي التي تحمل المور وتجر الذيل. ومما يستدرك عليه: التهوج: وهو الهوج. وقال أبو عمرو: في فلان عوج هوج: بمعنى واحد. وفي حديث مكحول: ما فعلت في تلك الهاجة يريد الحاجة. قيل: إنها لغية. ومن المجاز: الأهوج: الشجاع الذي يرمي بنفسه في الحرب، على التشبيه بالأحمق.

ه-ي-ج
هاج الشيء يهيج هيجا ، بفتح فسكون، وهيجانا ، محركة، وهياجا، بالكسر: ثار لمشقة أو ضرر. تتمول: هاج به الدم وهاجه غيره وهيجه، يتعدى، ولا يتعدى، وهيجه وهايجه: بمعنى، كاهتاج وتهيج . وشيء هيوج. والأنثى هيوج أيضا. قال الراعي:

قلى دينه واهتاج للشوق إنـهـا     على الشوق إخوان العزاء هيوج ومهياج كهيوج. هاج الإبل: إذا حركها و أثار بالليل إلى المورد والكلإ. المهياج من الإبل: التي تعطش قبل الإبل. وهاجت الإبل: إذا عطشت . والملواح مثل المهياج. هاج النبت يهيد هيجا: إذا يبس . وكذا هاجت الأرض. والهائج: الفحل الذي يشتهي الضراب . وقد هاج يهيج هياجا وهيوجا وهيجانا، واهتاج، إذا هدر وأراد الضراب، وهو مجاز. وفحل هيج: هائج، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي. وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة، ولم يفسره أحد. قال ابن سيده: وهو خطا. وفي حديث الديات: وإذا هاجت الإبل رخصت ونقصت قيمتها . هاج الفحل: إذا طلب الضراب، وذلك مما يهزله فيقل ثمنه. الهائج: الفورة، والغضب يقال: هاج هائجه: إذا اشتد غضبه وثار. وهدأ هائجه: سكنت فورته. وفي الأساس في المجاز: وإذا اشتعل الرجل غضبا، قيل: هاج هائجه. وهاج المخبل بالزبرقان فهجاه. وهاج الهجاء بينهما. من المجاز: شهدت الهيج والهياج، و الهيجاء: الحرب ، يمد ويقصر ، لأنها موطن غضب، وكل حرب ظهر فقد هاج. يوم الهياج، بالكسر : يوم القتال . هياج كشداد ابن بسام وفي نسخة: ابن عمران هياج بن بسطام، محدثان . ومما فاته: هياج ابن عمران بن الفضيل البرجمي التميمي، من أهل البصرة، يروي عن عمران بن الحصين، وسمرة، وعنه الحسن، وأبو الهياج حيان ابن حصين، يروي عن علي وعمار بن ياسر. وهيج الغبار وهاجه. يقال: تهايجوا ، إذا تواثبوا للقتال. وهاج الشر بين القوم. والمهياج ، بالكسر: الناقة النزوع إلى وطنها . وقد هيجتها فانبعثت. ويقال: هجته فهاج. المهياج: الجمل الذي يعطش قبل الإبل . وقد هاجت: إذا عطشت، كما تقدم. والهاجة: الضفدعة الأنثى والنعامة، ج هاجات ، وتصغرها بالواو والياء: هويجة، ويقال: هييجة. يقال: يومنا يوم هيج ، بفتح فسكون، أي يوم ريح . قال الراعي:

ونـار وديقة فـي يوم هـيج      من الشعرى نصبت لها الجبينا أو يوم غيم ومطر . قال الأصمعي: يقال للسحاب أول ما ينشأ: هاج له هيج حسن. وأنشد للراعي:

تراوحها رواعد كثل هيج     وأرواح أطلن بها الحنينا

صفحة : 1543

والهائجة: أرض يبس بقلها أو اصفر ، هكذا في الصحاح. وفي غيره: واصفر. وهو مجاز. وقد هاج البقل فهو هائج وهيج: يبس واصفر وطال. وفي التنزيل: ثم يهيج فتراه مصفرا وهاجت الأرض هيجا وهيجانا: يبس بقلها. وأهاجه: أيبسه . يقال: أهاجت الريح النبت: إذا أيبسته. وأهيجها وجدها هائجة النبات ، قال رؤبة:

وأهيج الخلصاء من ذات البرق وهيج، بالكسر، مبنيا على الكسر، وهج بالسكون مع كسر أوله: كلاهما من زجر الناقة قال :

تنجو إذا قال حاديها لها: هيج وقد تقدم طرف من ذلك في هج.

ومما يستدرك عليه: هاجت السماء فمطرنا، أي تغيمت وكثرت ريحها. وفي حديث الملاعنة: رأى مع أمرأته رجلا فلم يهجه . أي لم يزعجه ولم ينفره. والهاجة: النعجة التي لا تشتهي الفحل. قال ابن سيده: وهو عندي على السلب، كأنها سلبت الهياج. والهيج الصفرة، وعن ابن الأعرابي: هو الجفاف، والحركة، والفتنة، وهيجان الدم أو الجماع أو الشوق. وهيج: موضع؛ عن أبي عمرو؛ وكذا في المعجم. والهيجة: قرية عظيمة بمعالي القحرية: وقد خربت منذ مدة طويلة، وكانت مبنية بالحجاره والمدر، وسكنتها بنو أبي الديلم من قبائل عك؛ كذا في أنساب البشر.