الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل الأول: فصل الهمزة مع الحاء المهملة

فصل الهمزة مع الحاء المهملة

أ-ج-ح
الأجاح، مثلثة الأول ، إنما أتى بلفظ الأول مع كونه مخالفا لاصطلاحه لئلا يشتبه بوسط الحروف وآخرها، لأن كلا منهما يحتمل التثليث، ومعناه الستر . وسيأتي في وجح فالمهزة مبدلة منه.

أ-ح-ح
أح الرجل يؤح أحا: إذا سعل قال رؤبة بن العجاج يصف رجلا بخيلا إذا سئل تنحنح وسعل.

يكاد من تنحنح وأح
يحكي سعال النزق الأبح

والأحاح، بالضم: العطش، والغيظ . وقيل: اشتداد الحزن أو العطش. وسمعت له أحاحا، إذا سمعته يتوجع من غيظ أو حزن. قال:

يطوي الحيازيم على أحاح الأحاح: حزازة الغم ، كذا بخط الجوهري بزاءين، وفي نسخة: براءين كالأحيحة والأحيح والأحة. يقال: أحأح زيد من باب أفعل: إذا أكثر من قوله: يا أحاح بالضم. أح الرجل و أحى ، إذا توجع أو تنحنح . وقيل: أح، إذا ردد التنحنح في حلقه، وقيل كأنه توجع مع تنحنح وأصله ، أي أحى، أحح، كتظنى أصله تظنن ، قلبت حاؤه ياء. قال الفراء: في صدره أحاح وأحيحة من الضغن، وكذلك من الغيظ والحقد. وبه سمي أحيحة مصغرا رجل من الأوس، وهو ابن الجلاح ، بالضم، الأنصاري. وفي الموعب: أح القوم يئحون أحا، إذا سمعت لهم حفيفا عند مشيهم؛ وهذا شاذ. واستدرك شيخنا أبا أحيحة سعيد بن العاص بن أمية، والد خالد الصحابي وأخيه أبان بن سعيد. قلت وهو الملقب بذي التاج. وقد ذكره المصنف في الجيم.

أ-ز-ح
أزح الإنسان وغيره يأزح من حد ضرب أزوحا ، بالضم، وكذلك أرز يأرز أروزا، إذا تقبض ودنا بعضه من بعض ، قاله الأصمعي. أزح، إذا تباطأ وتخلف ، وهذا من التهذيب، كتأزح. و عن الأصمعي: أزحت القدم ، إذا زلت ، وكذلك أزحت نعله. قال الطرماح يصف ثورا وحشيا:

تزل عن الأرض أزلامه      كما زلت القدم الآزحه أزح العرق ، إذا اضطرب ونبض ، أي تحرك. أنشد الأزهري:

جرى ابن ليلى جرية السبوح
جرية لا كاب ولا أزوح الأزوح

كصبور: الرجل المنقبض الداخل بعضه في بعض. وحكى الجوهري عن أبي عمرو: هو المتخلف . وقال الغنوي: الأزوح من الرجال: الذي يستأخر عن المكارم قال: والأنوح مثله. وأنشد:

أزوح أنوح لا يهش إلى الـنـدى    قرى ما قرى للضرس بين اللهازم قيل: الأزوح: الحرون كالمتقاعس عن الأمر؛ قاله شمر. قال الكميت: ولم أك عند محملها أزوحا كما يتقاعس الفرس الجرور

صفحة : 1545

يصف حمالة احتملها. والتأزح: التباطؤ عن الأمر والتقاعس . وفي التهذيب: الأزوح: الثقيل الذي يزحر عند الحمل. واستدرك شيخنا أزح بمعنى كل وأعيا، عن أرباب الأفعال. قلت، وهو قريب من معنى التقاعس.

أ-ش-ح
أشح الرجل كفرح يأشح: إذا غضب، و منه الأشحان: الغضبان وزنا ومعنى؛ كذا في التهذيب عن أبي عدنان، وهي أشحى ، كغضبى. قال: وهذا حرف غريب، وأظن قول الطرماح منه:

على تشحة من ذائد غير واهن أراد: على اشحة، فقلبت الهمزة تاء، كما قيل: تراث ووراث، وتكلان وأكلان، أي على غضب، أشح يأشح. والأشاح، بالكسر والضم: الوشاح ومحله الواو، لأن الهمزة ليست أصلية.

أ-ف-ح
أفيح، كأمير وزبير: ع قرب بلاد مذحج . قال تميم بن مقبل:

وقد جعلن أفيجا عن شمائلها    بانت مناكبه عنها ولم تبـن ويستدرك هنا:

أ-ك-ح
الأوكح: التراب، على فوعل، عند كراع. وقياس قول سيبويه أن يكون أفعل. وسيأتي في وكح الإشارة إلى ذك.وهنا استدركه ابن منظور.

أ-م-ح
أمح الجرح يأمح ، من حد ضرب أمحانا، محركة ، وكذلك نبذ، وأز، وذرب، ونتع، ونبع: إذا ضرب بوجع ، كذا في التهذيب عن النوادر.

أ-ن-ح
أنح يأنح من حد ضرب أنحا ، بالتسكين، وأنيحا وأنوحا ، الأخير بالضم، إذا تأذى و زحر من ثقل يجده من مرض أو بهر ، بالضم، كأنه يتنحنح ولا يبين، فهو أنح أي ككتف، هكذا هو مضبوط في نسختنا بالقم، والذي في غيرها من النسخ والصحاح واللسان: فهو آنح، بالمد، بدليل ما بعده، ج أنج كركع ، جمع راكع، وفي اللسان: الأنوح: مثل الزفير يكون من الغم والغضب والبطنة والغيرة. وقال الأصمعي: هو صوت مع تنحنح. ورجل آنج كراكع وأنوح كصبور وأنح كقبر ، أي بضم فشد، وأناح ككتان، هذه الأخيرة عن اللحياني: الذي إذا سئل تنحنح بخلا . وقال رؤبة:

كز المحيا أنح إرزب وقال آخر:

أراك قصيرا ثائر الشعر أنـحـا     بعيدا من الخيرات والخلق الجزل والأزوح من الرجال والأنوح: الذي يستأخر عن المكارم، وسبق إنشاد البيت. وفي حديث ابن عمر أنه رأى رجلا يانح ببطنه ، أي يقله مثقلا به، من الأنوح: صوت يسمع من الجوف معه نفس وبهر ونهيج يعتري السمان من الرجال، وكذلك الأنيح. قال أبو حية النميري:

تلاقيتهم يوما على قطـرية     وللبزل مما في الخدور أنيح يعني من ثقل أردافهن. والآنحة: القصيرة . أنحة كقبرة: ة، باليمامة وفي بعض النسح: وكقبرة: النمامة. قال أبو ذؤيب:

سقيت به دارهـا إذ نـأت    وصدقت الخال فينا الأنوحا قال أبو سعيد السكري: فرس أنوح كصبور: إذا جرة فرفر ، هذا هو الصواب. وفي بعض النسخ: قرقر. قال العجاج:

جرية لا كاب ولا أنوح وهو مثل النحيط

أ-ي-ح
الآح، كباب: بياض البيض الذي يؤكل . وصفرته الماح، كذا في التهذيب في آخر حرف الحاء في اللفيف، عن أبي عمرو. وآح مبنيا على الكسر: حكاية صوت الساعل وأيحى وإيحى ، بالفتح والكسر: كلمتا تعجب، يقال للمقرطس إذا أصاب. فإذا أخطأ قيل: برحى. ويقال لمن يكره الشيء: آح بالكسر، أو آح بالفتح.