الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل الثالث: فصل التاء المثناة مع الحاء

فصل التاء المثناة مع الحاء

ت-ح-ح
التحتحة: الحركة، و هو أيضا صوت حركة السير . فلان ما يتتحتح من مكانه : أي ما يتحرك وهو مقلوب الحتحتة، وهو السرعة؛ وقد تقدم.

ت-ر-ح
الترح، محركة: الهم ، نقيض الفرح. وقد ترح كفرح ترحا وتترح وترحه الأمر تتريحا : أي أحزنه. أنشد ابن الأعرابي:
قد طالما ترحها المترح أي نغصها المرعى. رواه الأزهري عن ثعلب، والاسم الترحة. قال ابن مناذر: الترح: الهبوط . وما زلنا مذ الليلة في ترح. وأنشد:

كأن جرس القتب المضبب
إذا انتحى بالترح المصوب

قال: والانتحاء أن يسقط هكذا، وقال بيده بعضها فوق بعض. وهو في السجود أن يسقط جبينه إلى الأرض ويشده، ولا يعتمد على راحتيه، ولكن يعتمد على جبينه، قال الأزهري: حكى شمر هذا عن عبد الصمد بن حسان، عن بعض العرب. قال: وكنت سألت ابن مناذر عن الانتحاء في السجود فلم يعرفه. قال: فذكرت له ما سمعت، فدعا بداواته وكتبه بيده، كذا في اللسان. الترح ككتف: القليل الخير ، قال أبو وجزة السعدي يمدح رجلا:

يحيون فياض الندى متفضلا      إذا الترح المناع لم يتفضل الترح، بالفتح: الفقر ، قال الهذلي:

كسوت على شفا ترح ولؤم      فأنت على دريسك مستميت

صفحة : 1560

روى الأزهري بإسناده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لباس القسي المترح ، وأن أفترش حلس دابتي على ظهرها حتى أذكر اسم الله، فإن على كل ذروة شيطانا، فإذا ذكرتهم اسم الله ذهب ، وهو من الثياب ما صبغ صبغا مشبعا . المترح من العيش: الشديد. و المترح من السيل: القليل وفيه انقطاع . وقال ابن الأثير: الترح: ضد الفرح، وهو الهلاك والانقطاع أيضا. والمترح كمحسن ، وفي نسخة: كمكرم : من لا يزال يسمع ويرى مالا يعجبه . ومما في الصحاح واللسان وأغفله المصنف: ناقة متراح: يسرع انتقطاع لبنها، والجمع المتاريح وتارح، كآدم: أبو إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا، بناء على أن آزر عمه وأطلق عليه أبا مجازا، وفيه خلاف مشهور؛ قاله شيخنا.

ت-ش-ح
التشحة، بالضم: الجد والحمية ، قاله أبو عمرو، والأصل وشحة . قال الأزهري: أظن التشحة في الأصل أشحة، فقلبت الهمزة واوا، ثم قلبت تاء، كما قالوا: تراث وتقوى. قال شمر: أشح يأشح، إذا غضب. ورجل أشحان، أي غضبان. قال الأزهري: وأصل تشحة أشحة، من قولك: أشح. قال الطرماح بن حكيم الشاعر يصف ثورا:

ملا بائصا ثم اعترته حـمـية      على تشحة من ذائد غير واهن أي على حمية غضب ، وقال الأزهري: قال أبو عمرو: أي على جد وحمية. والذائد: الدافع. وغير واهن: غير ضعيف. وملا: جمع ملاة: الصحراء. وقول شيخنا: ولكنه في فصل الواو وأعرض عن هذا الأصل، ولم يظهر له في كلام فصل، فلا يخلو عن نظر وتأمل. لا يخفى أن الأوفق إيراده في أشح لما نقله الأزهري عن شمر وأقره على ذلك، لأن أصله أشح لا وشح ، فلا نظر في إعراضه عنه في فصل الواو. نعم كان ينبغي أن يورده في أشح ونحن قد أشرنا هنالك إليه. التشحة: الجبن والفرق، أو الحرد وخبث النفس والحرص، كالتشح، محركة، في الكل . ولكن المنقول عن كراع في الحرد والغضب هو التسحة بالسين المهملة، كما أورده ابن سيده في المحكم نقلا عنه. قال ولا أحقها. ورجل أتشح ، هذا بناء على أن التاء أصلية، وليس كذلك. وإنما الصواب: رجل أشحان وامرأة أشحى، وقد تقدم في بابه.

ت-ف-ح
التفاح : هذا الثمر م ، وهو بضم فتشديد، وإنما أطلقه لشهرته، واحدته تفاحة. وذكر عن أبي الخطاب أنه مشتق من التفحة، وهي الرائحة الطيبة. والمتفحة: منبت أشجاره . قال أبو حنيفة: هو بأرض العرب كثير. قال الأزهري: وجمعه تفافيح، وتصغير التفاحة الواحدة تفيفحة. ومن سجعات الأساس: أتحفك من أتفحك. من المجاز: ضربه على تفاحتيه. التفاحتان: رؤوس الفخذين في الوركين ، عن كراع. ولطمن العناب التفاح: أي بالبنان الخدود؛ كذا في الأساس.

ت-و-ح
تاح له الشيء يتوح توحا: إذا تهيأ قال:

تاح له بعدك حنزاب وأي كتاح يتيح تيحا، واوي العين ويائيها، وكلاهما لازم. وأتاحه الله تعالى : هيأه. وأتاح الله له خيرا وشرا. وأتاحه له: قدره. وتاح له الأمر: قدر عليه. قال الليث: يقال: وقع في مهلكه فتاح له رجل فأنقذه. وأتاح الله له من أنقذه. وفي الحديث: فبي حلفت لأتيحنهم فتنة تدع الحليم منهم حيران. فأتيح له الشيء، أي قدر أو هيئ قال الهذلي:

أتيح له أقيدر ذو حـشـيف     إذا سامت على الملقات ساما

صفحة : 1561

والمتيح، كمنبر: من يعرض في كل شيء ويقع فيما لا يعنيه . قال الراعي:

أفي أثر الأظعان عينك تلمح    نعم لات هنا إن قلبك متيح أو رجل متيح: لا يزال يقع في البلايا ، والأنثى بالهاء. وفي التهذيب عن ابن الأعرابي: المتيح: الداخل مع القوم ليس شأنه شأنهم. المتيح: فرس يعترض في مشيته نشاطا ويميل على قطريه، كالتياح ككتان، والتيحان كسحبان، هكذا مضبوط عندنا والصواب بكسر التحتية المشددة كما سيأتي، والتيحان بفتح التحتية المشددة، ووجدت في هامش الصحاح: قال أبو العلاء المعري: التيحان: يروى بكسر الياء وفتحها، وهو الذي يعترض في الأمور. وقال سيبويه: لا يجوز أن يروى بالكسر، لأن فيعلان لم يجئ في الصحيح فيبنى عليه المعتل قياسا. قال: وهو فيعلان بفتح العين مثل تيحان وهيبان، وهما صفتان حكاهما سيبويه بالفتح. ومثالهما من الصحيح قيقبان وسيسبان. وفي اللسان: ولا نظير له إلا فرس سيبان وسيبان ورجل هيبان وهيبان. قال سوار بن المضرب السعدي:

لخبرها ذوو أحساب قومي    وأعدائي، فكل قد بلانـي بذبي الذم عن حسبي بمالي وزبونات أشوس تيحان في الكل ، أي في الفرس والرجل. قال أبو الهيثم: التيحان والتيحان: الطويل. وقال الأزهري: رجل تيحان: يتعرض لكل مكرمة وأمر شديد. وقال العجاج:

لقد منوا بتيحان ساطي وفي التهذيب: فرس تيحان: شديد الجري. وفرس تياح: جواد. وفرس متيح وتياح وتيحان. والمتياح، بالكسر: الرجل الكثير الحركة العريض كسكين، أي كثير التعرض. المتياح: الأمر المقدر، كالمتاح بالضم. وتاح في مشيته ، إذا تمايل . وأبو التياح يزيد بن زهير الضبعي ، بضم ففتح، إلى بني ضبيعة: تابعي يروي عن أنس بن مالك، وعنه حرب بن زهير؛ ذكره ابن حبان في الثقات.