الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل الخامس: فصل الجيم مع الحاء

فصل الجيم مع الحاء

ج-ب-ح

صفحة : 1562

جبح القوم بكعابهم وجبخوا بها : رموا بها لينظروا أيها يخرج فائزا . والجبح بالفتح ويثلث : حيث تعسل النحل إذا كان غير مصنوع. وقيل: خلية العسل، ج أجبح وجباح. وفي التهذيب: وأجباح كثيرة. قال الطرماح يخاطب ابنه:

وإن كنت عندي أنت أحلى من الجنىجنى النحل أضحى واتنا بين أجبح واتنا: مقيما. والخاء المعجمة لغة.

ج-ح-ح
الجح: بسط الشيء. و قال الأزهري: جح الرجل، إذا أكل الجح، وهو بالضم البطيخ الصغير المشنج، أو الحنظل قبل نضجه، واحدته جحة، وهو الذي يسميه أهل نجد الحدج. والجح عندهم: كل شجر انبسط على وجه الأرض، كأنهم يريدون: انجح على الأرض، أي انسحب. يقال: أجحت المرأة ، إذا حملت فأقربت وعظم بطنها، فهي مجح . وقيل: حملت فأثقلت. وفي الحديث أنه مر بامرأة مجح قال أبو عبيد: هي الحامل المقرب. وأصله في السباع . في الصحاح: قال أبو زيد: قيس كلها تقول لكل سبعة إذا حملت فأقربت وعظم بطنها: قد أجحت، فهي مجح. وقال الليث: أجحت الكلبة: إذا حملت فأقربت، والجمع مجاج. وفي الحديث: أن كلبة كانت في بني إسارئيل مجحا، فعوى جراؤها في بطنها ويروى: مجحة ، بالهاء على أصل التأنيث. والجحجح: السيد السمح. وقيل: الكريم. ولا توصف به المرأة، الجحجاح ، بالفتح أيضا. و ج الجحجاح جحاجح، وجحاجحة، وجحاجيح . وقال أمية بن أبي الصلت:

ماذا ببدر فـالـعـقـن     قل من مرازبة جحاجح وفي الصحاح: والهاء عوض من الياء المحذوفة، لابد منها أو من الياء ولا يجتمعان. ولشيخنا هنا كلام حسن رد به على الجوهري قوله هذا، فراجعه. في التهذيب عن أبي عمرو: الجحجح: الفسل من الرجال . وأنشد:

لا تعلقي بجحجح حيوس
ضيقة ذراعـه يبـوس الجحجح كهدهد: الكبش العظيم ، عن كراع. وجحجح: استقصى وبادر . وفي حديث الحسن وذكر فتنة ابن الأشعث فقال: والله إنها لعقوبة، فما أدري أمستأصلة أم مجحجحة : أي كافة. يقال: جحجحت عليه، وحجحجت، وهو من المقلوب. جحجح عن الأمر : تأخر و كف ، مقلوب من حجحج أو لغة فيه. جحجح عن القرن: نكص . يقال: حملوا ثم جحجحوا: أي نكصوا. وقال العجاج:

حتي رأى رائيهم فجحجحا وجح جح ، بالفتح، ويضمان: زجر للضأن . ومما يستدرك عليه: جح الشيء يجحه جحا: سحبه يمانية. والجحجح: بقلة تنبت نبتة الجزر، وكثير من العرب من يسميه الحنزاب. وجحجحت المرأة: جاءت بجحجاح. وجحجح الرجل: ذكر جحجاحا من قومه. قال:

إن سرك العز فجحجح بجشم وجحجح الرجل: عدد وتكلم. قال رؤبة:

ما وجد العداد فيما جحجحا

أعز منه نجدة وأسمـحـا والجحجحة: الهلاك؛ كذا في اللسان.

ج-د-ح


صفحة : 1563

المجدح، كمنبر : خشبة في رأسها خشبتان معترضتان. وقيل: المجدح: ما يجدح به ، وهو خشبة طرفها ذو جوانب. والجدحث والتجديح: الخوض بالمجدح، يكون ذلك في السويق ونحوه. وكل ما خلط: فقد جدح. المجدح: واحد المجاديح: نجم من النجوم كانت العرب تزعم أنها تمطر به، لقولهم بالأنواء. وقيل: هو الدبران لأنه يطلع آخرا، ويسمى حادي النجوم. قال شمر: الدبران يقال له: المجدح والتالي والتابع. قال: وكان بعضهم يدعوا جناحي الجوزاء المجدحين. أو هو نجم صغير بينه و بين الثريا ، حكاه ابن الأعرابي. وأنشد:

باتت وظلت بأوام برح
يلفحها المجدح أي لفح
تلوذ منه بجناء الطلح
لها زمجر فوقها ذو صدح

ويضم الميم ، حكاه أبو عبيد عن الأموي. قال درهم بن زيد الأنصاري:

وأطعن بالقوم شطر الملو     ك حتى إذا خفق المجدح
أمرت صحابي بأن ينزلوا    فناموا قليلا وقد أصبحوا ويقال: إن المجدح: ثلاثة كواكب كالأثافي، كأنها مجدح له ثلاث شعب، يعتبر بطلوعها الحر. قال ابن الأثير: وهو عند العرب من الأنواء الدالة على المطر. المجدح: سمة للإبل على أفخاذها وأجدحها: وسمها بها . وفي نسخة: به. ومجاديح السماء: أنواؤها . ويقال: أرسلت السماء مجاديح الغيث. قال الأزهري: المجدح في أمر السماء يقال: تردد ريق الماء في السحاب، ورواه عن الليث. وقال: أما ما قله الليث في تفسير المجاديح أنها تردد ريق الماء في السحاب فباطل، والعرب لا تعرفه. وروي عن عمر رضي الله عنه أنه خرج إلى الاستسقاء، فصعد المنبر فلم يزد على الاستغفار حتى نزل. فقيل له: إنك لم تستسق، فقال: لقد استسقيت بمجاديح السماء. قال ابن الأثير: الياء زائدة للإشباع. قال: والقياس أن يكون واحدها مجداحا، فأما مجدح فجمعه مجادح. والذي يراد من الحديث أنه جعل الاستعفار استسقاء، وأراد إبطال الأنواء والتكذيب بها، وإنما جعل الاستغفار مشبها للأنواء مخاطبة لهم بما يعرفونه لا قولا بالأنواء. وجاء بلفظ الجمع لأنه أراد الأنواء جميعا التي يزعمون أن من شأنها المطر. والمجدوح: دم كان يخلط مع غيره فيؤكل في الجدب. وقيل: هو دم الفصيد، كانوا يستعملونه في الجدب في الجاهلية. قال الأزهري: المجدوح: من أطعمة الجاهلية، كان أحدهم يعمد إلى الناقة فيفصدها ويأخذ دمها في إناء فيشربه. وجدح، السويق وغيره كمنع: لته، كأجدحه. واجتدحه : شربه بالمجدح. وعن الليث: جدح السويق في اللبن ونحوه: إذا خاضه بالمجدح حتى يختلط. واجتدحه أيضا: إذا شربه بالمجدح. وجدحه تجديحا : إذا لطخه ، هكذا في سائر النسخ. والصواب: خلطه، كما في اللسان وغيره من الأمهات. وعبارة اللسان: والتجديح الخوض بالمجدح يكون ذلك في السويق ونحوه. وكل ما خلط فقد جدح... وجدح الشيء: إذا خلطه. وفي قول أبي ذؤيب:

فنحا لها بمذلقـين كـأنـمـا    بهما من النضح المجدح أيدع عنى بالمجدح الدم المحرك، يقول: لما نطحها حرك قرنه في أجوافها. وجدح، بكسرتين كجطح: زجر للمعز ، وسيأتي. والمجداح: ساحل البحر ، جمعه مجادح واستعاره بعضهم للشر فقال:

ألم تعلمي يا عصم كيف حفيظتي    إذا الشر خاضت جانبيه المجادح ج-ر-ح

صفحة : 1564

جرحه، كمنعه يجرحه جرحا: أثر فيه بالسلاح، هكذا فسره ابن منظور وغيره. وأما قول المصنف: كلمة فقد رده شيخنا بقوله: الجرح في عرف الناس أعرف وأشهر من الكلم، وشرط المفسر الشارح أن يكون أعرف من المشروح. ولو قال: قطعه أو شق بعض بدنه. أو أبقاه وأحاله على الشهرة كالجوهري، لكن أولى. قلت: وعبارة الأساس: جرحه كقطعه، ولا يخفى ما فيه من المناسبة. كجرحه تجريحا: إذا أكثر ذلك فيه. قال الحطيئة:

ملوا قراه وهرته كلابهـم    وجرحوه بأنياب وأضراس والاسم الجرح، بالضم و ج جروح وأجراح، وجراح. قيل: قل أجراح إلا ما جاء في شعر. ووجدت في حواشي بعض نسخ الصحاح الموثوق بها: عنى به قول عبدة بن الطبيب:

ولى وصرعن من حيث التبسن به     مضرجات بأجراح ومقـتـول وهو ضرورة من جهة السماع. قال شيخنا: وقال بعض فقهاء اللغة: الجرح، بالضم: يكون في الأبدان بالحديد ونحوه؛ والجرح، بالفتح: يكون باللسان في المعاني والأعراض ونحوها. وهو المتداول بينهم، وإن كانا في أصل اللغة بمعنى واحد. والجراح، بالكسر: جمع جراحة ، من الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء. وفي التهذيب: قال الليث: الجراحة: الواحدة من طعنة أو ضربة. قال الأزهري: وقول الليث: الجراحة: الواحدة، خطأ، ولكن جرح وجراح وجراحة، كما يقال: حجارة وجمالة وحبالة، لجمع الحجر والجمل والحبل. ورجل جريح وامرأة جريح، ج جرحى . يقال: رجال جرحى، ونسوة جرحى، ولا يجمع جمع السلامة لأن مؤنثة لا يدخله الهاء. في التنزيل: ويعلم ما جرحتم بالنهار جرح الشيء كمنع: اكتسب وهو مجاز كاجترح . يقال: فلان يجرح لعياله ويجترح ويقرش ويقترش بمعنى. وفي التنزيل: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أي اكتسبوا. وفي الأساس: وبئسما جرحت يداك، واجترحت، أي عملتا وأثرتا. وهو مستعار من تأثير الجارح. وفي العناية للخفاجي أن صار استعارة حقيقة فيه من المجاز جرح فلانا بلسانه. إذا سبه . وفي نسخة: سبعه وشتمه . ومن ذلك قولهم:

جرحوه بأنياب وأضراس

صفحة : 1565

شتموه وعابوه. من المجاز: جرح الحاكم شاهدا : إذا عثر منه على ما أسقط به عدالته من كذب وغيره. وقد قيل ذلك في غير الحاكم، فقيل: جرح الرجل: غض شهادته. وفي الأساس: ويقال: للمشهود عليه: هل لك جرحة? وهي ما تجرح به الشهادة. وكان يقول حاكم المدينة للخصم إذا أراد أن يوجه عليه القضاء: أقصصتك الجرحة، فإن كان عندك ما تجرح به الحجة التي توجهت عليك فهلمها: أي أمكنتك من أن تقص ما تجرح به البينة. يقال: جرح الرجل كسمع: أصابته جراحة. و جرح الرجل أيضا: إذا جرحت شهادته وكذا روايته، أي ردت ووجه إليه القضاء. والجوارح: إناث الخيل . واحدتها جارحة لأنها تكسب أربابها نتاجها، قاله أبو عمرو، كذا في التهذيب. من المجاز: الجوارح: أعضاء الإنسان التي تكتسب وهي عوامله من يديه ورجليه، واحدتها جارحة، لأنهن يجرحن الخير والشر، أي يكسبنه. قلت: وهو مأخوذ من جرحت يداه واجترحت. الجوارح: ذوات الصيد من السباع والطير والكلاب، لأنها تجرح لأهلها، أي تكسب لهم، الواحدة جارحة. فالبازي جارحة، والكلب الضاري جارحة. قال الأزهري: سميت بذلك لأنها كواسب أنفسها، من قولك: جرح واجترح. وفي التنزيل: يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين أراد: وأحل لكم صيد ما علمتم من الجوارح، فحذف لأن في الكلام دليلا عليه. ويقال: ماله جارحة، أي ماله أنثى ذات رحم تحمل؛ وماله جارحة، أي ماله كاسب. جوارح المال: ما ولد. يقال: هذه الفرس و الناقة والأتان من جوارح المال، أي أنها شابة مقبلة الرحم ، والشباب يرجى ولدها. من المجاز: قد استجرح الشاهد. الاستجراح : النقصان و العيب والفساد ، وهو منه، حكاه أبو عبيد. واستجرح فلان: استحق أن يجرح؛ كذا في الأساس. وفي خطبة عبد الملك: وعظتكم فلم تزدادوا على الموعظة إلا استجراحا ، أي فسادا. وقيل: معناه إلا ما يكسبكم الجرح والطعن عليكم. وقال ابن عون: استجرحت هذه الأحاديث. قال الأزهري: ويروى عن بعض التابعين أنه قال: كثرت هذه الأحاديث واستجرحت، أي فسدت وقل صحاحها، وهو استفعل من جرح الشاهد: إذا طعن فيه ورد قوله؛ أراد أن الأحاديث كثرت حتى أحوجت أهل العلم بها إلى جرح بعض رواتها ورد روايته كذا في اللسان والأساس. جراح كشداد: علم ، وكنوا بأبي الجراح. والجراح: قرية من إقليم المنصورة. ومما يستدرك عليه: خاتم مرح، وسوار جرح، وهو القلق. وسكين جرح النصاب، به جرح؛ كذا في الأساس. وأنا أخشى أن يكون مرجا، وجرجا بالجيم، وقد تقدم. وفي الحديث: العجماء جرحها جبار بفتح الجيم لا غير، على المصدر. وجرح له من ماله: قطع له منه قطعة، عن ابن الأعرابي. ورد عليه ثعلب ذلك فقال: إنما هو: جزح، بالزاي. وكذلك حكاه أبو عبيد.

ج-ر-د-ح
جردح -عنقه: كأنه أطاله . في التهذيب: من النوادر: يقال: جرداح وجرداحة من الأرض، بكسرهما . ونص عبارة النوادر: جرداح من الأرض وجرادحة: وهي إكام الأرض ومنه، غلام مجردح الرأس، تشبيها بالأكمة.

ج-ز-ح

صفحة : 1566

جزح الرجل كمنع: مضى لحاجته ولم ينتظر. جزح له: أعطى عطاء جزيلا. أو جزح: أعطى ولم يشاور أحدا ، كالرجل يكون له شريك فيغيب عنه فيعطي من ماله ولا ينتظره. جزحت الظباء: دخلت كناسها ، أي مأواها. جزح الشجر: ضربه ليحت ورقه . جزح له من ماله جزحة ، بالفتح، وجزحا: قطع له قطعة . وأنشد أبو عمرو لتميم بن مقبل:

وإني إذا ضن الرفود برفـده     لمختبط من تالد المال جازح هكذا أورده الأزهري وابن سيده وغيرهما، أي أقطع له من مالي قطعة. ويقال: جزح من ماله جزحا: أعطاه شيئا. والجزح: العطية . واسم الفاعل جازح. أنشد أبو عبيدة لعدي بن صبح يمدح بكارا:

ينمي بك الشرف الرفيع وتتقي     عيب المذمة بالعطاء الجازح يقال: غلام جزم كجبل وكتف: إذا نظر وتكايس ، أي صار كيسا. ومما يستدرك عليه: جزح، بكسرتين: زجر للعنز المتصعبة عند الحلب، معناه: قري؛ قاله ابن منظور.

ج-ط-ح
جطح، بكسرتين مبنية على السكون، أي قري ، تقوله العرب للغنم. وفي التهذيب: يقال للعنز إذا استعصت على حالبها . وفي نسخة: استعصت، فتقر ، بلا اشتقاق فعل، أو يقال للسخلة ولا يقال للعنز . قال كراع: جطح، بشد الطاء وسكون الحاء بعدها، زجر للجدي والحمل. وقال بعضهم: جدح، فكأن الدال دخلت على الطاء، أو الطاء على الدال؛ وقد تقدم ذكر جدح.

ج-ل-ح
جلح المال الشجر، كمنع يجلحه جلحا، وجلحه تجليحا: أكله. وقيل: أكل أعلاه وقيل: رعى أعاليه وقشره . والمجلوح: المأكول رأسه. الجالحة و الجوالح: ما تطاير من رؤوس النبات و القصب والبردي في الريح شبه القطن، وكذلك ما أشبهها من نسج العنكبوت. يقال: جالحني فلان وجلحنى. المجالحة : المشارة، مثل المكالحة. و المجالحة: المجاهرة بالأمر ، عن الأصمعي، والمكاشفة بالعداوة والمكابرة . منه المجالح : المكابر. وقد سمي بذلك الأسد. و المجالح: الناقة التي تدر في الشتاء . وقيل: هي التي تقضم عيدان الشجر اليابس في الشتاء إذا أقحطت السنة وتسمن عليها فيبقى لبنها؛ عن ابن الأعرابي. والمجاليح: جمعها . وقيل: المجاليح من النحل والإبل: اللواتي لا يبالين قحوط المطر، وقال أبو حنيفة: أنشد أبو عمرو:

غلب مجاليح عند المحل كفأتهـا     أشطانها في عذاب البحر تستبق الواحدة مجلاح ومجالح. وسنة مجلحة: مجدبة. المجاليح: السنون التي تذهب بالمال والمجلاح ، بالكسر: الناقة الجلدة على السنة الشديدة في بقاء لبنها ، وكذلك المجلحة. والجلح، محركة: انحسار الشعر عن جانبي الرأس . وقيل: ذهابه عن مقدم الرأس. وقيل: إذا زاد قليلا على النزعة. جلح كفرح جلحا، والنعت أجلح وجلحاء واسم ذلك الموضع جلحة. قال أبو عبيد: إذا انحسر الشعر عن جانبي الجبهة فهو أنزع، فإذا زاد قليلا فهو أجلح، فإذا بلغ النصف ونحوه فهو أجلى، قم هو أجله. وجمع الأجلح جلحان. وفي التهذيب: الجلحاء من الشاء والبقر: بمنزلة الجماء التي لا قرن لها. وفي المحكم: وعنز جلحاء: جماء، على التشبيه. وعم بعضهم به نوعى الغنم، فقال: شاة جلحاء كجماء، وكذلك هي من البقر. والمجلح كمحدث: الأكول . وفي الصحاح: الرجل الكثير الأكل. المجلح كمحمد: المأكول الذي ذهب فلم يبق منه شيء قال ابن مقبل يصف القحط:

صفحة : 1567

ألم تعلمي أن لا يذم فجـاءتـي     دخيلي إذا اغبر العضاه المجلح أي الذي أكل حتى لم يترك منه، وكذلك كلأ مجلح. والأجلح: هودج ماله رأس مرتفع ، حكاه ابن جني عن ابن كلثوم. قال: وقال الأصمعي. هو الهودج المربع، وأنشد لأبي ذؤيب:

إلا تكن ظعنا تبنى هوادجها      فإنهن حسان الزي أجلاح قال ابن جني: أجلاح: جمع أجلح، ومثله أعزل وأعزال، وأفعل وأفعال قليل جدا. وقال الأزهري: هودج أجلح: لا رأس له. في حديث أبي أيوب: من بات على سطح أجلح فلا ذمة له . وهو سطح ليس له قرن. قال ابن الأثير: يريد الذي لم يحجز بجدار ولا شيء يمنع من السقوط. وبقر جلح كسكر: بلا قرون . وهو خطأ والصواب،: وبقر جلح، بضم فسكون. في الصحاح: قال الكسائي: أنشدني ابن أبي طرفة:

فسكنتهم بالقول حتى كأنهم     بواقر جلح أسكنتها المراتع وفي اللسان: فسكنتهم بالمال . ونسب الشعر لقيس بن عيزارة الهذلي. قلت: وقد تتبعت شعر قيس هذا، فلم أجده له في ديوانه. الجلاح كغراب: السيل الجراف ، لشدة جريانه وهجومه. الجلاح: والد أحيحة الخزرجي المتقدم ذكره. والتجليح: الإقدام الشديد، والتصميم في الأمر، والمضي، والسير الشديد. وقال ابن شميل: جلح علينا، أي أتى علينا. التجليح: حمله السبع . قال أبو زيد: جلح على القوم تجليحا، إذا حمل عليهم. والجلواح، بالكسر: الأرض الواسعة المكشوفة. وجلحاء: ة، ببغداد، و: ع: بالبصرة على فرسخين منها. والجلحاءة، بالكسر: الأرض لا تنبت شيئا ، على التشبيه بأجلح الرأس. والجليحة: المخض بالسمن . والجليحاء، كغبيراء: شعار بني غني بن أعصر فيما بينهم. وجلمح: رأسه حلقه ، والميم زائدة. ومما يستدرك عليه: قرية جلحاء: لا حصن لها، وقرى جلح. وفي حديث كعب: قال الله لرومية: لأدعنك جلحاء ، أي لا حصن عليك والحصون تشبه القرون، فإذا ذهبت الحصون جلحت القرى فصارت بمنزلة البقرة التي لا قرن لها. وأرض جلحاء: لا شجر فيها. جلحت جلحا، وجلحت: كلاهما أكل كلؤها. وقال أبو حنيفة: جلحت الشجرة: أكلت فروعها فردت إلى الأصل، وخص مرة به الجنبة. ونبات مجلوح: أكل ثم نبت. والثمام المجلوح، والضعة المجلوحة: التي أكلت ثم نبتت. وكذلك غيرها من الشجر. ونبت إجليح: جلحت أعاليه وأكل. وناقة مجالحة: تأكل السمر والعرفط، كان فيه ورق أو لم يكن. والجوالح: قطع الثلج إذا تهافتت. وأكمة جلحاء، إذا لم تكن محددة الرأس. ويوم أجلح وأصلع: شديد. ولا تجلح علينا يا فلان. وفلان وقح مجلح. وجلح في الأمر: ركب رأسه. وذئب مجلح: جرئ، والأنثى بالهاء قال امرؤ القيس:

عصافـير وذبـان ودود     وأجرأ من مجلحة الذئاب وقيل: كل مارد مقدم على شيء: مجلح. وأما قول لبيد:

فكن سفينها وضربن جأشا     لخمس في مجلحة أزوم فإنه يصف مفازة متكشفة بالسير. وجلاح وجليح وجليحة وجليح: أسماء. وفي حديث عمر والكاهن. في حديث الإسراء: يا جليح، أمر نجيح . قال ابن الأثير: اسم رجل قد ناداه. وبنو جليحة: بطن من العرب. وجلح، بفتح فسكون: من مياه كلب لبني تويل منهم.

ج-ل-ب-ح

صفحة : 1568

الجلبح، بالكسر: الداهية، من النساء القصيرة. وقال أبو عمرو: الجلبح: العجوز الدميمة ، هكذا بالدال المهملة، أي قبيحة المنظر. قال الضحاك العامري:

إني لأقلي الجلبح العجوزا
وأمق الفتية العكموزا

ج-ل-د-ح
الجلادح، بالضم: الطويل. والجمع بالفتح، كجوالق ، عن ابن دريد. وقال الراجز:
مثل الفنيق العلكم الجلادح والجلندح: الثقيل الوخم من الرجال. وناقة جلندحة، بضم الجيم وفتح اللام والدال، وضمهما أيضا: صلبة شديدة وهو خاص بالإناث . ومما يستدرك عليه: الجلدح: المسن من الرجال. وفي التهذيب: رجل جلندح، وجلحمد: إذا كان غليظا ضخما. وقد سبق في حلدج : الحلندجة والحلندجة: الصلبة من الإبل.

ج-ل-م-ح
ج-م-ح
جمح الفرس بصاحبه ، كمنع، جمحا ، بفتح فسكون، وجموحا ، بالضم، وجماحا ، بالكسر، إذا ذهب يجري جريا غالبا، وهو جامح و جموح ، الذكر والأنثى في جموح سواء؛ قاله الأزهري. وذلك إذا اعتز فارسه وغلبه . وفرس جموح: إذا لم يثن رأسه. وقال الأزهري: وله معنيان: أحدهما يوضع موضع العيب، وذلك إذا كان من عادته ركوب الرأس لا يثنيه راكبه؛ وهذا من الجماح الذي يرد منه بالعيب. والمعنى الثاني في الفرس الجموح: أن يكون سريعا الثاني في الفرس الجموح: أن يكون سريعا نشيطا مروحا، وليس بعيب يرد منه، ومنه قول امرئ القيس في صفة فرس:

وأعددت للحـرب وثـابة      جواد المحثة والـمـرود
جموحا رموحا، وإحضارها    كمعمعة السعف الموقـد

من المجاز: جمحت المرأة زوجها ، هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا، والذي في الصحاح واللسان وغيرهما: جمحت المرأة من زوجها تجمح جماحا، إذا خرجت من بيته إلى أهلها قبل أن يطلقها ، ومثله طمحت طماحا. قال الراجز:

إذا رأتني ذات ضغن حنت
وجمحت من زوجها وأنت

جمح إليه وطمح: إذا أسرع ولم يرد وجهه شيء. وبه فسر أبو عبيدة قوله تعالى: لولوا إليه وهم يجمعون وفي الحديث جمح في أثره، أي أسرع إسراعا لا يرده شيء. ومثله قول الزجاج. وفي الأساس أي يجرون جري الخيل الجامحة. وهو مجاز حينئذ. جمح الصبي الكعب بالكعب كجبح، إذا رماه حتى أزاله عن مكانه ، ويقال: تجامحوا. الجماح كرمان: المنهزمون من الحرب ، عن ابن الأعرابي. الجماح: سهم صغير بلا نصل، مدور الرأس، يتعلم به الصبي الرمي. و قيل؛ بل تمرة أو طين تجعل على رأس خشبة لئلا تعقر، يلعب بها الصبيان . وقال الأزهري: يرمى به الطائر فيلقيه ولا يقتله حتى يأخذه راميه. ويقال له جباح، أيضا. وقال أبو حنيفة: الجماح: سهم الصبي يجعل في طرفه تمرا معلوكا بقدر عفاص القارورة ليكون أهدى له، أملس ، وليس له ريش، وربما له، أملس، وليس له ريش، وربما لم يكن له أيضا فوق. الجماح: ما يخرج على أطرافه شبه سنل ، غير أنه لين كأذناب الثعالب، واحدته جماحة، أو هو كرؤوس الحلي والصليان ونحوه مما يخرج على أطرافه ذلك. ج جماميح. وجاء في الشعر. جمامح . على الضرورة، ويعني به قول الحطيئة:

بزب اللحى جرد الخصى كالجمامح

صفحة : 1569

وأما في غير ضرورة الشعر فلا، لأن حرف اللين فيه رابع، وإذا كان حرف اللين رابعا في مثل هذا كان ألفا أو واوا أو ياء، فلا بد من ثباتها ياء في الجمع والتصغير، على ما أحكمته صناعة الإعراب. جماح وجميح وجمح وجموح ككتان وزبير وزفر وصبوح، أسماء . وعبد الله بن جمح، بالكسر: شاعر عبقسي ، من بني عبد القيس. جميح كزبير: الذكر . قال الأزهري: العرب تسمى ذكر الرجل: جميعا ورميحا، وتسمي هن المرأة شريحا، لأنه من الرجل يجمح فيرفع رأسه، وهو منها يكون مشروحا أي مفتوحا. جمح كزفر: جبل لبني نمير . والجموح كصبور: فرس مسلم بن عمرو الباهلي. الجموح: الرجل يركب هواه فلا يمكن رده ، وهو مجاز، لشبهه له بالجموح من الخيل الذي لا يرده لجام. وكل شيء مضى على وجهه فقد جمح، وهو جموح. قال الشاعر:

خلعت عذاري جامحـا مـا يردنـي    عن البيض أمثال الدمى زجر زاجر ومما يستدرك عليه: جمحت السفينة تجمح جموحا: تركت قصدها فلم يضبطها الملاحون. وجمحت المفازة بالقوم: طرحت لهم، لبعدها، وهما من المجاز. وبنو جمح من قريش: هم بنو جمح ابن عمرو بن هصيص بن كعب ابن لؤي. وسهم: أخو جمح، جد بني سهم. وزعم الزبير بن بكار أن اسم جمح تيم، واسم سهم زيد، وأن زيدا سابق أخاه إلى غاية، فجمح عنها تيم فسمي جمح، ووقف عليها زيد فقيل: قد سهم زيد، فسمي سهما. وجمح به مراده: لم ينله، وهو مجاز.
ج-ن-ح
جنح إليه يجنح ، كيمنع، على القياس، لغة تميم، وهي الفصيحة ويجنح ، بالضم لغة قيس، ويجنح بالكسر، وقد قرئ بهما شاذا، كما في المحتسب وغيره، نقله شيخنا جنوحا بالضم : مال . قال الله عز وجل: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها أي إن مالوا إليك فمل إليها، والسلم: المصالحة، ولذلك أنثت. كاجتنج . وفي الحديث: فاجتنح على أسامة حتى دخل المسجد : أي خرج مائلا متكئا عليه. ويقال: جنح الرجل واجتنح: مال على أحد شقيه وانحنى في قوسه. وأجنح فلانا: أصاب جناحه ، هكذا رباعيا في سائر النسخ التي بأيدينا. والذي في الصحاح ولسان العرب والأساس وغيرها من الأمهات: جنحه جنحا: أصاب جناحه، هكذا ثلاثيا. قال شيخنا: وهو الصواب، لأن القاعدة فيما تقصد إصابته من الأعضاء أن يكون فعله ثلاثيا، كعانه: إذا أصاب عينه. وأذنه: إذا أصاب أذنه. وما عداهما. فالصواب ما في الصحاح والأفعال، وما في الأصل غفلة. وأجنحه: أماله . وجنوح الليل بالضم: إقباله . وجنح الظلام: أقبل الليل: وجنح الليل يجنح جنوحا: أقبل. والجوانح : أوائل الضلوع تحت الترائب مما يلي الظهر، سميت بذلك لجنوحها على القلب. وقيل: الجوانح: الضلوع القصار التي في مقدم الصدر. واحدته جانحة . وقيل: الجوانح من البعير والدابة: ما وقعت عليه الكتف، ومن الإنسان ما كان من قبل الظهر، وهن ست: ثلاث عن يمينك، وثلاث عن شمالك. وجنح البعير، كعني: انكسرت جوانحه لثقل حمله . وقيل: جنح البعير جنوحا: انكسر أول ضلوعه مما يلي الصدر. والجناح من الإنسان: اليد . ويدا الإنسان: جناحاه، وكذا من الطائر. وقد جنح يجنح جنوحا: إذا كسر من جناحيه ثم أقبل كالواقع اللاجئ إلى موضع. قال الشاعر:

ترى الطير العتاق يظلن منه     جنوحا إن سمعن له حسيسا

صفحة : 1570

ج أجنحة وأجنح . حكى الأخيرة ابن جني، وقال: كسروا الجناح، وهو مذكر، على أفعل، وهو من تكسير المؤنث، لأنهم ذهبوا بالتأنيث إلى الريشة. وكله راجع إلى معنى الميل، لأن جناح الإنسان والطائر في أحد شقيه. في القرآن المجيد واضمم إليك جناحك من الرهب قال الزجاج: معنى جناحك العضد . ويقال: اليد كلها جناح الجناح: الإبط والجانب . قال الله تعالى: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة أي ألن لهما جانبك. وخفض له جناحه، مجاز. الجناح: نفس الشيء . ومنه قول عدي بن زيد: وأحور العين مربوب له غسن مقلد من جناح الدر تقصارا يقال: الجناح من الدر: نظم منه يعرض، أو كل ما جعلته في نظام : فهو جناح. من المجاز: الجناح: الكنف والناحية . يقال: أنا في جناحه، أي داره وظله وكنفه. الجناح: الطائفة من الشيء، ويضم، والروشن كجوهر، والمنظر . الجناح: فرس للحوفزان ابن شريك التميمي، وآخر لبني سليم، وآخر لمحمد بن مسلمة الأنصاري، وآخر لعقبة بن أبي معيط . الجناح: اسم رجل، واسم ذئب. قال:
ما راعني إلا جناح هابطا
على الجدار، قوطها العلابطا

وجناح، اسم خباء من أخبيتهم قال:

عهدي بجناح إذا ما اهتزا
وأذرت الريح تربا نزا
أن سوف تمضيه وما ارمأزا

وجناح جناح ، هكذا مبنيا على السكون: إشلاء العنز عند الحلب . والجناح هي السوداء . وذو الجناحين : لقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي، ويقال له: الطيار، أيضا. وكان من قصته أنه قاتل يوم غزوة مؤتة حتى قطعت يداه فقتل ، وكان حامل رايتها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدله بيديه، جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء . وسيرته في الكتب مشهورة. قال الأزهري: للعرب أمثال في الجناح. يقال: ركبوا جناحي الطريق ، هكذا في سائر النسخ، والذي في اللسان: جناحي الطائر: إذا فارقوا أوطانهم . وأنشد الفراء.

كأنما بجناحي طائر طاروا ويقال: فلان في جناحي طائر، إذا كان قلقا دهشا، كما يقال: كأنه على قرن أعفر، هو مجاز. يقولون: ركب فلان جناحي النعامة ، إذا جد في الأمر واحتفل . قال الشماخ:

فمن يسع أو يركب جناحي نعامة    ليدرك ما قدمت بالأمس يسبـق وهو مجاز. يقولون: نحن على جناح السفر، أي نريده، وهو أيضا مجاز. الجناح بالضم : الميل إلى الإثم . وقيل: هو الإثم عامة وما تحمل من الهم والأذى، أنشد ابن الأعرابي:

ولاقيت من جمل وأسباب حبهـا    جناح الذي لاقيت من تربها قبل وقال أبو الهيثم في قوله تعالى: ولا جناح عليكم الجناح: الجناية والجرم. وقال غيره: هو التضييق. وفي حديث ابن عباس في مال اليتيم: إني لأجنح أن آكل منه: أي أرى الأكل منه جناحا، وهو الإثم. قال ابن الأثير: وقد تكرر الجناح في الحديث، فأين ورد فمعناه الإثم والميل. والجنح، بالكسر: الجانب من الليل والطريق. قال الأخضر بن هبيرة الضبي:
أناخ قليلا عند جنح سبيل الجنح: الكنف والناحية قال:

فبات بجنح القوم حـتـى إذا بـدا    له الصبح سام القوم إحدى المهالك

صفحة : 1571

الجنح من الليل: الطائفة، ويضم ، لغتان. وقيل: جنح الليل: جانبه. وقيل: أوله. وقيل: قطعة منه نحو النصف. ويقال: كأنه جنح ليل: يشبه به العسكر الجرار. وقي الحديث: إذا استجنح الليل فاكفتوا الصبيان المراد به أول الليل. الجنح، بالكسر اسم و ذو الجناح ، لقب شمر -ككتف- ابن لهيعة الحميري . الجناح ككتان: بيت بناه أبو مهدية بالبصرة . والاجتناح في السجود: أن يعتمد الرجل على راحتيه مجافيا لذراعيه غير مفترشهما، كالتجنح ، قاله شمر. وقال ابن الأثير: هو أن يرفع ساعديه في السجود عن الأرض ولا يفترشهما، ويجافيهما عن جانبيه، ويعتمد على كفيه، فيصيران له مثل جناحي الطائر. واجتنح الرجل في مقعده على رحله: إذا انكب على يديه كالمتكئ على يد واحدة. وروى أبو صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالتجنح في الصلاة. فشكا ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم الضعفة، فأمرهم أن يستعينوا بالركب ، وفي رواية: شكا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الاعتماد في السجود، فرخص لهم أن يستعينوا بمرافقهم على ركبهم كذا في اللسان. الاجتناح في الناقة: الإسراع قاله شمر. وأنشد :

إذا تبادرن الطريق تجتنح أو الاجتناح فيها: أن يكون مؤخرها يسند إلى مقدمها لشدة اندفاعها بخفزها رجليها إلى صدرها؛ قاله ابن شميل. الاجتناح في الخيل: أن يكون حضره واحدا لأحد شقيه يجتنح عليه، أي يعتمده في حضره ، قاله أبو عبيدة. ومما يستدرك عليه: الأجناح: جمع جانح، بمعنى المائل، كشاهد وأشهاد. وقد جاء في شعر أبي ذؤيب. وجناحا العسكر: جانباه. وكذا جناحا الوادي: جانباه، وهما مجريان عن يمينه وعن شماله. وهو مقصوص الجناح، للعاجز. وكل ذلك مجاز. وجناح الرحى: ناعورها. وجناحا النصل: شفرتاه. وناقة مجتنحة الجنبين: واسعتهما وجنحت الإبل: خفضت سوالفها. في السير وقيل: أسرعت. قال أبو عبيدة: الناقة الباركة إذا مالت على أحد شقيها يقال: جنحت. وجنحت السفينة تجنح جنوحا: انتهت إلى الماء القليل فلزقت بالأرض فلم تمض؛ كذا في الأساس واللسان. وفي التهذيب: الرجل يجنح: إذا أقبل على الشيء يعمله بيديه وقد حنى عليه صدره. وقال ابن شميل: جنح الرجل على مرفقيه: إذا اعتمد عليهما وقد وضعهما بالأرض أو على الوسادة، يجنح جنوحا وجنحا. أي متشوق؛ كذا حكي بضم الجيم. وأنشد:

يا لهف هند بعد أسرة واهب     ذهبوا وكنت إليهم بجنـاح أي متشوقا. وجنح الرجل يجنح جنوحا: أعطى بيده. وعن ابن شميل: جنح الرجل إلى الحرورية، وجنح لهم: إذا تابعهم وخضع لهم. والجناحية: طائفة من غلاة الروافض؛ ذكره ابن حزم، وأبو إسحاق الشاطبي.ومن المجاز: قدم لنا ثريدة ولها جناحان من عراق، ومجنحة بالعراق؛ كذا في الأساس.

ج-ن-ب-ح
ومما يستدرك عليه: الجنبح: العظيم. وقيل: الجنبخ، بالخاء؛ أورده في اللسان.

ج-ن-د-ح
جنادح بن ميمون كعلابط صحابي شهد فتح مصر ، ذكره ابن يونس، وأورده ابن فهد في معجمه.

ج-و-ح

صفحة : 1572

الجوح: البطيخ الشامي، والإهلاك والاستئصال . وقد جاحتهم السنة جوحا وجياحا كالإجاحة والاجتياح . وقد أجاحتهم واجتاحتهم استأصلت أموالهم. وفي الحديث: أعاذكم الله من جوح الدهر واجتاح العدو ماله: أتى عليه، ومنه الجائحة: للشدة والنازلة العظيمة التي تجتاح المال من سنة أو فتنة. وكل ما استأصله: فقد جاحه واجتاحه. وجاح الله ماله وأجاحه: بمعنى أهلكه بالجائحة. والجوحة والجائحة: للسنة المجتاحة للمال ، قاله واصل. وقال الأزهري عن أبي عبيد: الجائحة: المصيبة تحل بالرجل في ماله فتجتاحه كله وقال ابن شميل: أصابتهم جائحة، أي سنة شديدة اجتاحت أموالهم. وقال أبو منصور: والجائحة تكون بالبرد يقع من السماء إذا عظم حجمه فكثر ضرره، وتكون بالبرد المحرق أو الحر المحرق. قال شمر: وقال إسحاق: الجائحة إنما هي آفة تجتاح الثمر، سماوية، ولا تكون إلا في الثمار. والمجوح، كمنبر: الذي يجتاح كل شيء أي يستأصله. والجاح: الستر ، وهو الإجاج كما تقدم، والوجاج، كما سيأتي. والأجوح: الواسع من كل شيء ج جوح ، بالضم. تقول جوحت رجلي تجويحا: أي أخفيتها . عن ابن الأعرابي: جاح يجوح جوحا، إذا أهلك مال أقربائه. وجاح يجوح، إذا عدل عن المحجة إلى غيرها. ومما يستدرك عليه: الجائح: الجراد؛ ذكره الأزهري نقلا عن ابن الأعرابي في ترجمة جحا. وجوحان اسم. ومجاح: موضع. أنشد ثعلب:

لعن الله بطن قف مسيلا     ومجاحا فلا أحب مجاحا قال: وإنما قضينا على مجاح أن ألفه واو، لأن العين واوا أكثر منها ياء، وقد يكون مجاح فعالا، فيكون من غير هذا الباب، وقد تقدمت الإشارة إليه، وسيأتي فيما بعد.

ج-ي-ح
ومما يستدرك عليه: جيح، واستعمل منها جيحان وجيحون، مثل سيحان وسيحون: وهما نهران عظيمان مشهوران؛ وقد ذكر سيحان في ساح. وجيحان: واد معروف. وقد جاء في الحديث ذكرهما، وهما نهران بالعواصم عند أرض المصيصة وطرسوس؛ كذا في اللسان. وقد جاحهم الله جيحا وجائحة: دهاهم، مصدر كالعافية.