الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل السابع: فصل الدال المهملة مع الحاء المهملة

فصل الدال المهملة مع الحاء المهملة

د-ب-ح
دبح الرجل تدبيحا : حنى ظهره؛ عن اللحياني. والتدبيح: تنكيس الرأس في المشي. والتدبيح في الصلاة: أن يطأطئ رأسه ويرفع عجزه. وعن الأصمعي: دبح: بسط ظهره وطأطأ رأسه ، فيكون رأسه أشد انحطاطا من أليتيه. وفي الحديث نهى أن يدبح الرجل في الركوع كما يدبح الحمار. قال أبو عبيد: معناه يطأطئ رأسه في الركوع حتى يكون أخفض من ظهره. وعن ابن الأعرابي: التدبيح: خفض الرأس وتنكيسه. وقال بعضهم: دبح: طأطأ رأسه فقد، ولم يذكر هل ذلك في مشي أو مع رفع عجز. وقال الأزهري: دبح الرجل ظهره، إذا ثناه فارتفع وسطه كأنه سنام. قال: رواه الليث بالذال المعجمة، وهو تصحيف، والصحيح أنه بالمهملة، كاندبح . دبح: ذل ، وهذا عن ابن الأعرابي. دبحت الكمأة ، إذا انفتح عنها الأرض وما ظهرت بعد. دبح في بيته: لزمه فلم يبرح . روى ابن الأعرابي: ما بالدار دبيح، كسكين بالحاء والجيم، والحاء أفصحهما، ورواه أبو عبيد بالجيم، أي أحد . وقال الأزهري: معناه من يدب. عن ابن شميل: رملة مدبحة، بكسر الباء ، أي حدباء، ج مدابح . يقال: رمال مدابح. أما قولهم: أكل ماله بأبدح ودبيدح فقد تقدم ذكره في ب د ح فراجعه إن شئت. ومما يستدرك عليه: قال أبو عدنان: التدبيح: تدبيح الصبيان إذا لعبوا، وهو أن يطأمن أحدهم ظهره، ليجيء الآخر يعدو من بعيد حتى يركبه، والتدبيح: هو التطأطؤ. يقال: دبح لي حتى أركبك. ودبح الحمار: إذا ركب، وهو يشتكي ظهره من دبره، فيرخي قوائمه، ويطأمن ظهره وعجزه من الألم، كذا في اللسان.

د-ح-ح

صفحة : 1574

الدح : شبه الدس . دح الشيء يدحه دحا: وضعه على الأرض ثم دسه حتى لزق بها. قال أبو النجم في وصف قترة الصائد:

بيتا خفيا في الثرى مدحوحا أي مدسوسا؛ كذا في المجمل الدضح: النكاح . وقد دحها يدحها دحا. وقال شمر: دح فلان فلانا يدحه دحا ودحاه: إذا دفعه ورمى به، كما قالوا: عراه وعره. وفي حديث عبيد الله بن نوفل، وذكر ساعة يوم الجمعة: فنام عبيد الله فدح دحة . الدح: الدفع وإلصاق الشيء بالأرض، وهو قريب من الدس. الدح: الدع في القفا ، وهو الضرب بالكف منشورة، وقد دح قفاه يدحه دحوحا ودحا. واندح: اتسع . وفي الحديث: كان لأسامة بطن مندح ، أي متسع. قال ابن بري: أما اندح بطنه فصوابه أن يذكر في فصل ندح، لأنه من معنى السعة لا من معنى القصر. ومنه قولهم: ليس لي عن هذا الأمر مندوحة، ومنتدح: أي سعة. قال: ومما يدلك على أن الجوهري وهم في جعله اندح في هذا الفصل كونه قد استدركه أيضا، فذكره في فصل ندح. قال: وهو الصحيح. ووزنه افعل مثل احمر. وإذا جعلته من فصل دحح فوزنه انفعل مثل انسل انسلالا، وكذلك اندح اندحاحا. والصواب هو الأول. وهذا الفصل لم ينفرد الجوهري بذكره في هذه الترجمة، بل ذكره الأزهري وغيره في هذه الترجمة. وقال أعرابي: مطرنا لليلتين بقيتا فاندحت الأرض كلأ. والدحداح بالفتح الدحداحة، بهاء، والدحدح ، كجعفر والدحادح، بالضم، والدحيدحة ، مصغرا، والدودح ، كجوهر، حكاه ابن جني ولم يفسره، والدحدحة ، كل ذلك بمعنى القصير الغليظ البطن. وامرأة دحدحة ودحداحة. وكان أبو عمرو قد قال: الذحذاح، بالذال: القصير، ثم رجع إلى الدال المهملة. قال الأزهري وهو الصحيح. قال ابن بري: حكة اللحياني أنه بالذال معا. وكذلك ذكره أبو زيد. قال: وأما أبو عمرو الشيباني فإنه تشكك فيه، وقال: هو بالدال أو بالذال: والدحوح: المرأة والناقة العظيمتان . يقال: امرأة دحوح، وناقة دحوح. ذكر الأزهري في الخماسي دحندح، بالكسر فيهما، وهو دويبة ؛ كذا قال. دحندح: لعبة للصبية يجتمعون لها فيقولونها، فمن أخطأها قام على رجل وحجل سبع مرات . وروى ثعلب: يقال: هو أهون علي من دحندح. قال: فإذا قيل: أيش دحندح? قال: لا شيء، وذكر محمد بن حبيب هكذا إلا أنه قال دح دح دويبة صغيرة، كذا في اللسان. ويقال للمقر: دح دح بالكسر والتسكين، حكاه ابن جني ودح دح بالتنوين، أي أقررت فاسكت ؛ قاله ابن سيده فيما يذكر عن محمد بن الحسن في تفسير هذه الكلمة. قال: وظنته الرواة كلمة واحدة وليس كذلك. قال: ومن هنا قلنا: إن صاحب اللغة إن لم يكن له نظر أحال كثيرا منها وهو يرى أنه على صواب، ولم يؤت من أمانته وإنما أتي من معرفته. حكى الفراء عن العرب يقل: دحا محا، أي دعها معها ، هكذا يريدون. ومما يستدرك عليه: دح في الثرى بيتا، إذا وسعه. وبيت مدحوح، أي مسوى موسع. والدح: الضرب بالكف منشورة، أي طوائف الجسد أصابت. وفيشلة دحوح. قال:

قبيح بالعجوز إذا تـغـدت     من البرني واللبن الصريح
تبغيها الرجال، وفي صلاها    مواقع كل فيشلة دحـوح

صفحة : 1575

والدحح: الأرضون الممتدة. ويقال: اندحت خواصر الماشية اندحاحا، إذا تفتقت من أكل البقل ودح الطعام بطنه يدحه، إذا ملأه حتى يسترسل إلى أسفل. وأبو الدحداح ثابت بن الدحداح، صحابي، وإليه ينسب المرج. وقال الليث: الدحداح والدحداحة من الرجال والنساء: المستدير الململم، وأنشد:

أغرك أنني رجل جلـيد     دحيدحة وأنك علطميس?

 د-د-ح
الدودحة: السمن مع القصر، وذكره ابن جني، ولم يفسره. وقد تقدم في قول المصنف: الدودح: القصير، فذكره ثانيا تكرار.
د-ر-ح
درح، كمنع: دفع، وكفرح: هرم هرما تاما. منه قيل: ناقة درح ككتف ، أي هرمة مسنة؛ قاله الأزهري. ورجل درحاية، بالكسر : كثير اللحم قصير سمين بطين لئيم الخلقة وهو فعلاية. قال الراجز:

إما تريني رجلا دعكايه
عكوكا إذا مشى درحايه
تحسبني لا أحسن الحدايه
أيايه أيايه أيايه

د-ر-ب-ح
دربح الرجل: عدا من فزع. و دربح: حنى ظهره ، عن اللحياني، وطأطأه . قال الأصمعي: قال لي صبي من أعراب بني أسد: دلبح، أي طأطئ ظهرك. قال: ودربح مثله. دربح: تذلل ، عن كراع، والخاء أعرف، وسوى يعقوب بينهما.

د-ر-د-ح
الدردح، بالكسر فيهما هو المولع بالشيء. و الدردح العجوز، والشيخ الهم . وشيخ دردح، أي كبير. وقيل: الدردح: المسن الذي ذهبت أسنانه. في التهذيب: الدردحة، بهاء، المرأة التي طولها وعرضها سواء، ج درادح قال أبو وجزة:

وإذ هي البكر الهجان إذا مشت     أبى لا يماشيها القصار الدرادح الدردح من الإبل: التي أكلت أسنانها ولصقت بحنكها كبرا ، قال الأزهري في ترجمة علهز ناب علهز ودردح: هي التي فيها بقية وقد أسنت.

د-ل-ح
دلح الرجل كمنع يدلح دلحا: مشى بحمله منقبض الخطو غير منبسطه لثقله عليه؛ وكذلك البعير: إذا مر به مثقلا. وقال الأزهري: الدالح: البعير إذا دلح، وهو تثاقله في مشيه من ثقل الحمل. وناقة دلوح: مثقلة حملا أو موقرة شحما. دلحت تدلح دلحا ودلحانا. قال الأزهري: السحابة تدلح في مسيرها من كثرة مائها. يقال: سحابة دلوح كصبور: كثيرة الماء . وسحابة دالحة: مثقلة بالماء كثيرته. ج دلح بضمتين كقدم في قدوم. وسحاب دالح، ج دلح، كركع في راكع، ودوالح . وفي حديث علي ووصف الملائكة وقال منهم كالسحاب الدلح جمع دالح و سحاب دوالح قال البعيث:

وذي أشر كالأقحوان تـشـوفـه    ذهاب الصبا والمعصرات الدوالح وتدالح الرجلان الحمل بينهما تدالحا، أي حملاه بينهما. وتدالحا العكم: إذا أدخلا عودا في عرى الجوالق وأخذا بطرفي العود فحملاه. وتدالحاه فيما بينهما: حملاه على عود . وفي الحديث أن سلمان وأبا الدرداء رضي الله عنهما اشتريا لحما فتدالحاه بينهما على عود. ودولح: امرأة ، كذا في الصحاح وغيره. وفي هامش نسخة الصحاح ما نصه: ووجد بخط أبي زكريا الخطيب ما نصه: دولح: اسم ناقة. وهكذا ضبطه الفراء، وبالجيم ضبطه ابن الأعرابي، ولم يتعرض له المصنف هناك. الدلح كصرد: الفرس الكثير العرق . يقال: فرس دلح: يختال بفارسه ولا يتعبه. قال أبو دواد:

صفحة : 1576

ولقد أغدوا بطرف هيكل    سبط العذرة مياح دلـح ومما يستدرك عليه: في الحديث: كن النساء يدلحن بالقرب على ظهورهن في الغزو: المراد أنهن كن يستقين الماء ويسقين الرجال، وهو من مشي المثقل بالحمل، وقال الأزهري عن النضر: الدلاح من اللبن: الذي يكثر ماؤه حتى تتبين شبهته. ودلحت القوم ودلحت لهم، وهو نحو من غسالة السقاء في الرقة أرق من السمار.

د-ل-ب-ح
دلبح الرجل: حنى ظهره ، عن اللحياني وطأطأه . نقل الأزهري عن أعراب بني أسد: دلبح، أي طأطئ ظهرك. ودربح مثله. وقد تقدم.

د-م-ح
دمح الرجل تدميحا ودبح: طأطأ رأسه ، عن أبي عبيد. ودمح طأطأ ظهره؛ عن كراع واللحياني: والدمحمح ، كسفرجل : المستدير الململم . وفي التهذيب في ترجمة ضب:

خناعة ضب دمحت في مغارة رواه أبو عمرو: دمحت، بالحاء، أي أكبت؛ كما في اللسان.

د-م-ل-ح
دملحه: دحرجه . والدملحة بالضم ، أي الأول والثالث : الضخمة التارة من النساء أو من النوق. وهذه المادة أغفلها ابن منظور وغيره.

د-ن-ح
دنح، كمنع، دنوحا ، بالضم: ذل ، عن ابن الأعرابي، كدنح ، مشددا. ودنح الرجل: طأطأ رأسه. قال ابن دريد: الدنح، بالكسر -لا أحسبها عربية صحيحة- : عيد للنصارى وتكلمت به العرب.

د-ن-ب-ح
الدنبح، كسنبل : الرجل السيئ الخلق اللازم بيته. ويحتمل زيادة النون. وقد أغفلها ابن منظور وغيره.

د-و-ح
الداح: نقش يلوح به للصبيان يعللون به . ومنه قولهم: الدنيا داحة . وفي التهذيب عن أبي عبد الله الملهوف، عن أبي حمزة الصوفي أنه أنشده:

لولا حبـتـي داحـه     لكان الموت لي راحه قال فقلت له: ما داحة? فقال: الدنيا. قال أبو عمرو: هذا حرف صحيح في اللغة لم يكن عند أحمد بن يحيى. قال: وقول الصبيان: الداح، منه. الداح: سوار ذو قوى مفتولة: الداح: الخلوق من الطيب. و الداح: وشي ونقش، يقال: فلان يلبس الداح، أي الموشى والمنقش. وجاء وعليه داحة، كذا في الأساس. الداح: خطوط على الثور وغيره . والدوحة: الشجرة العظيمة ذات الفروع الممتدة من أي الشجر كانت ج دوح ، وأدواح جمع الجمع. وداح بطنه ودوح: انتفخ و عظم واسترسل إلى أسفل، من سمن أو علة، كانداح واندحى ودحى. وقد داحت سروهم. وبطن منداح: خارج مدور. وقيل متسع دان من السمن. داحت الشجرة تدوح، إذا عظمت ، كأداحت. وهذا من الأساس. فهي دائحة، ج دوائح . وقال أبو حنيفة: الدوائح: العظام من الشجر، والواحدة دوحة، وكأنه جمع دائحة، وإن لم يتكلم به. ودوح ماله تدويحا: فرقه كديحه، ويأتي بعد هذا. ومما يستدرك عليه: في الحديث كم من عذق دواح في الجنة لأبي الدحداح . الدواح: العظيم الشديد العلو. والدوحة: المظلة العظيمة. والدوح: البيت الضخم الكبير من الشعر؛ عن ابن الأعرابي. ومن المجاز: فلان من دوحة الكرم.

د-ي-ح
الديحان، كريحان: الجراد ، عن كراع، لا يعرف اشتقاقه. وهو عند كراع فيعال. قال ابن سيده: وهو عندنا فعلان. ومما يستدرك عليه: ديح في بيته: أقام. وديح ماله: فرقه، كدوحه؛ كذا في اللسان.