الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل الثامن: فصل الذال المعجمة مع الحاء المهملة

فصل الذال المعجمة مع الحاء المهملة

ذ-أ-ح

صفحة : 1577

يستدرك عليه في هذا الفصل: ذأح السقاء ذأحا: نفخه، عن كراع؛ ذكره في اللسان.

ذ-ب-ح
ذبح الشاة كمنع يذبحها ذبحا ، بفتح فسكون، وذباحا ، كغراب، وهو مذبوح وذبيح، من قوم ذبحى وذباحى؛ وفي اللسان: الذبح: قطع الحلقوم من باطن عند النصيل، وهو موضع الذبح من الحلق. والذباح: الذبح. يقال: أخذهم بنو فلان بالذباح: أي ذبحوهم: والذبح أيا كان. وذبح: شق . وكل ما شق: فقد ذبح. ومنه قوله:

كأن عيني فيها الصاب مذبوح أي مشقوق معصور. من المجاز: ذبح: بمعنى فتق . ومسك ذبيح. قال منظور ابن مرثد الأسدي:
كأن بين فكها والفك
فأرة مسك ذبحت في سك أي فتقت في الطيب الذي يقال له سك المسك. ويقال: ذبحت فأرة المسك، إذا فتقتها وأخرجت ما فيها من المسك. ذبح، إذا نحر . قال شيخنا: قضيته أن الذبح في الحلق، والنحر في اللبة؛ كذا فصله بعض الفقهاء. وفي شرح الشفاء أن النحر يختص بالبدن، وفي غيرها يقال: ذبح. ولهم فروق أخر. ولا يبعد أن يكون الأصل فيهما إزهاق الروح بإصابة الحلق والمنحر، ثم وقع التخصيص من الفقهاء، أخذوا من كلام الشارع ثم خصصوه تخصيصا آخر بقطع الودجين وما ذكر معهما على ما بين في الفروع والله أعلم. من المجاز: ذبح : خنق ، يقال: ذبحته العبرة: إذا خنقته وأخذت بحلقه. ربما قالوا: ذبح الدن ، إذا بزله أي شقه وثقبه، وهو أيضا من المجاز. يقال أيضا: ذبح اللحية فلانا: سالت تحت ذقنه فبدا ، بغير همز، أي ظهر مقدم حنكه، فهو مذبوح، بها ، وهو مجاز: قال الراعي:

من كل أشمط مذبوح بلحـيتـه    بادي الأذاة على مركوه الطحل والذبح، بالكسر : اسم ما يذبح من الأضاحي وغيرها من الحيوان، وهو بمنزلة الطحن بمعنى المطحون، والقطف بمعنى المقطوف وهو كثير في الكلام حتى ادعى فيه قوم القياس، والصواب أنه موقوف على السماع؛ قاله شيخنا. وفي التنزيل وفديناه بذبح عظيم يعني كبش إبراهيم عليه السلام. وقال الأزهري: الذبح: ما أعد للذبح، وهو بمنزلة الذبيح والمذبوح. الذبح كصرد وعنب: ضرب من الكمأة بيض. قال ثعلب: والضم فقط : الجزر البري ، وله لون أحمر. قال الأعشى في صفة خمر:

وشمول تحسب العين إذا صفقت في دنها نور الذبح الذبح: نبت آخر ، هكذا في سائر النسخ، والصواب: والذبح نبت أحمر له أصل، يقشر عنه قشر أسود فيخرج أبيض كأنه خرزه بيضاء، حلو، طيب، يؤكل، واحدته ذبحة وذبحة. حكاه أبو حنيفة عن الفراء. وقال أيضا: قال أبو عمرو الذبحة: شجرة تنبت على ساق نبتا كالكراث، ثم تكون لها زهرة صفراء وأصلها مثل الجزرة وهي حلوة، ولونها أحمر. وقيل: هو نبات يأكله النعام. قال الأزهري: الذبيح: المذبوح . والأنثى ذبيحة. وإنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها. فإن قلت: شاة ذبيح، أو كبش ذبيح، لم يدخل فيه الهاء، لأن فعيلا إذا كان نعتا في معنى مفعول يذكر، يقال: امرأة قتيل، وكف خضيب. وقال أبو ذؤيب في صفة الخمر:

إذا فضت خواتمها وبجت     يقال لها دم الودج الذبيح قال الفارسي: أراد المذبوح عنه، أي المشقوق من أجله. وقال أبو ذؤيب أيضا.

وسرب تطلى بالعبير كأنه     دماء ظباء بالنحور ذبيح

صفحة : 1578

ذبيح وصف للدماء على حذف مضاف تقديره ذبيح ظباؤه. ووصف الدماء بالواحد لأن فعيلا يوصف به المذكر والمؤنث، والواحد فما فوقه، على صورة واحدة. الذبيح: لقب سيدنا إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى والده الصلاة و السلام وهذا هو الذي صححه جماعة وخصوه بالتصنيف. وقيل: هو إسحاق عليه السلام. وهو المروي عن ابن عباس. وقال المسعودي في تاريخه الكبير: إن كان الذبيح بمنى فهو إسماعيل، لأن إسحاق لم يدخل الحجاز، وإن كان بالشأم فهو إسحاق، لأن إسماعيل لم يدخل الشأم بعد حمله إلى مكة. وصوبه ابن الجوزي. ولما تعارضت فيه الأدلة توقف الجلال في الجزم بواحد منهما كذا في شرح شيخنا. في الحديث: أنا ابن الذبيحين أنكره جماعة وضعفه آخرون. وأثبته أهل السير والمواليد، وقالوا: الضعيف يعمل به فيهما. وإنما سمي به لأن جده عبد المطلب بن هاشم لزمه ذبح ولده عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم لنذر، ففداه بمائة من الإبل ، كما ذكره أهل السير والمواليد. الذبيح: ما يصلح أن يذبح للنسك ، قال ابن أحمر يعرض برجل كان يشتمه يقال له سفيان: نبئت سفيان يلحانا ويشتمنا والله يدفع عنا شر سفيانا
تهدى إليه ذراع البكر تكرمة     إما ذبيحا وإما كان حلانـا والحلان: الجدي الذي يؤخذ من بطن أمه حيا فيذبح. واذبح، كافتعل: اتخذ ذبيحا كاطبخ: إذا اتخذ طبيخا. القوم تذابحوا: ذبح بعضهم بعضا . يقال: التمادح التذابح، وهو مجاز كما في الأساس والمذبح مكانه أي الذبح، أو المكان الذي يقع فيه الذبح من الأرض، ومكان الذبح من الحلق، ليشمل ما قاله السهيلي في الروض: المذبح: ما تحت الحنك من الحلق؛ قاله شيخنا. المذبح: شق في الأرض مقدار الشبر ونحوه يقال: غادر السيل في الأرض أخاديد ومذابح. وفي اللسان: والمذابح: من المسايل، واحدها مذبح، وهو مسيل يسيل في سند أو على قرار الأرض. وعرضه فتر أو شبر. وقد تكون المذابح خلقة في الأرض المستوية، لها كهيئة النهر، يسيب فيها ماؤها، فذلك المذبح. والمذابح تكون في جميع الأرض: الأودية وغيرها وفيما تواطأ من الأرض. المذبح كمنبر : السكين. وقال الأزهري: هو ما يذبح به الذبيحة من شفرة غيرها. ومن المجاز: الذباح كزنار: شقوق في باطن أصابع الرجلين مما يلي الصدر. ومنه قولهم: ما دونه شوكة ولا ذباح. ونقل الأزهري عن ابن بزرج: الذباح: حز في باطن أصابع الرجل عرضا، وذلك أن ذبح الأصابع وقطعها عرضا، وجمعه ذبابيح. وأنشد:

حر هجف متجاف مصرعه
به ذبابيح ونكب يظـلـعـه

قال الأزهري: والتشديد في كلام العرب أكثر. وقد يخفف ، وإليه ذهب إلى أنه من الأدواء التي جاءت على فعال. الذباح والذبح كغراب وصرد: نبت من السموم يقتل آكله. وأنشد:

ولرب مطعمة تكون ذباحا

صفحة : 1579

وهو مجاز. من المجاز أيضا قولهم: الطمع ذباح. الذباح: وجع في الحلق كأنه يذبح. ويقال: أصابه موت زؤام وزؤاف وذباح؛ وسيأتي في آخر المادة، وهو مكرر. من المجاز أيضا: المذابح: المحاريب ، سميت بذلك للقرابين. المذابح : المقاصير في الكنائس، جمع مقصورة. ويقال هي المحاريب. المذابح: بيوت كتب النصارى، الواحد مذبح كمسكن . ومنه قول كعب في المرتد: أدخلوه المذبح وضعوا التوراة، وحلفوه بالله حكاه الهروي في الغريبين. والذابح: سمة أو ميسم يسم على الحلق في عرض العنق ومثله في اللسان. الذابح: شعر ينبت بين النصيل من الحلقوم، والنصيل قريب منه. وسعد الذابح منزل من منازل القمر، أحد السعود، وهما كوكبان نيران بينهما قيد أي مقدار ذراع وفي نحر أحدهما نجم صغير لقربه منه كأنه يذبحه فسمي لذلك ذابحا والعرب تقول: إذا طلع الذابح، جحر النابح. وذبحان، بالضم: د، باليمن، و ذبحان اسم جماعة، و اسم جد والد عبيد بن عمرو الصحابي ، رضي الله عنه. والمسمى بعبيد بن عمرو من الصحابة ثلاثة رجال: عبيد بن عمرو الكلابي، وعبيد بن عمرو البياضي، وعبيد بن عمرو الأنصاري أبو علقمة الراوي عنه. والتذبيح في الصلاة: التدبيح وقد تقدم معناه. يقال: ذبح الرجل رأسه: طأطأه للركوع، كدبح؛ حكاه الهروي في الغريبين وحكى الأزهري عن الليث في الحديث: نهى عن أن يذبح الرجل في صلاته كما يذبح الحمار . قال: وهو أن يطأطئ رأسه في الركوع حتى يكون أخفض من ظهره. قال الأزهري: صحف الليث الحرف، والصحيح في لحديث: أن يدبح الرجل في الصلاة بالدال غير معجمة، كما رواه أصحاب أبري عبيد عنه في غريب الحديث، والذال خطأ لا شك فيه. كذا في اللسان. والذبحة، كهمزة وعنبة وكسرة وصبرة وكتاب وغراب ، فهذه ست لغات، وفاته الذبح، بكسر فسكون، والمشهور هو الأول والأخير، وتسكين الباء نقله الزمخشري في الأساس، وهو مأخوذ من قنول الأصمعي، وأنكره أبو زيد، ونسبه بعضهم إلى العامة: وجع في الحلق . وقال الأزهري: داء يأخذ في الحلق وربما قتل، أو دم يخنق . وعن ابن شميل: هي قرحة تخرج في حلق الإنسان، مثل الذئبة التي تأخذ الحمار. وقيل: هي قرحة تظهر فيه، فينسد معها وينقطع النفس فيقتل . يقال: أخذته الذبحة. ومما يستدرك عليه: الذبيحة: الشاة المذبوحة. وشاة ذبيحة وذبيح، من نعاج ذبحى وذباحى وذبائح. وكذلك الناقة. والذبح: الهلاك، وهو مجاز، فإنه من أسرع أسبابه. وبه فسر حديث القضاء: فكأنما ذبح بغير سكين وذبحه: كذبحه. وقد قرئ: يذبحون أبناءكم قال أبو إسحاق: القراءة المجمع عليها بالتشديد، والتخفيف شاذ، والتشديد أبلغ لأن للتكثير، ويذبحون يصلح أن يكون للقليل والكثير، ومعنى التكثير أبلغ. والذابحة: كل ما يجوز ذبحه من الإبل والبقر والغنم وغيرها، فاعله بمعنى مفعولة. وقد جاء في حديث أم زرع: فأعطاني من كل ذابحة زوجا . والرواية المشهورة: من كل رائحة . وذبائح الجن المنهي عنها: أن يشتري الرجل الدار أو يستخرج ماء العين وما أشبهه، فيذبح لها ذبيحة للطيرة. وفي الحديث كل شيء في البحر مذبوح. أي ذكي لا يحتاج إلى الذبح. ويستعار الذبح للإحلال، في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه ذبح الخمر الملح والشمس والنينان : وهي جمع نون: السمك، أي هذه الأشياء تقلب الخمر فتستحيل عن هيئتها فتحل. ومن

صفحة : 1580

الأمثال: كان ذلك مثل الذبحة على النحر. يضرب للذي تخاله صديقا فإذا هو عدو ظاهر العداوة. والمذبح من الأنهار. ضرب كأنه شق أو انشق. ومن المجاز: ذبحه الظمأ: جهده ومسك ذبيح. والتقوا فأجلوا عن ذبيح، أي قتيل.مثال: كان ذلك مثل الذبحة على النحر. يضرب للذي تخاله صديقا فإذا هو عدو ظاهر العداوة. والمذبح من الأنهار. ضرب كأنه شق أو انشق. ومن المجاز: ذبحه الظمأ: جهده ومسك ذبيح. والتقوا فأجلوا عن ذبيح، أي قتيل.

ذ-ح-ح
الذح: الضرب بالكف، والجماع ، لغة في الدح، بالمهملة. الح: الشق. و قيل: الدق ، كلاهما عن كراع. والذحذحة: تقارب الخطو مع سرعة . وفي أخرى: مع سرعته. والذوذح ، وذكره ابن منظور في ذذح: الذي ينزل المني قبل أن يولج ، أو العنين، كذا وجد زيادة هذه في بعض النسخ. والذحذح، بالضم فيهما، والحذاح ، بالفتح: القصير . وقيل: القصير البطين ، والأنثى بالهاء؛ قاله يعقوب. وفي التهذيب: قال أبو عمرو: الذحاذح: القصار من الرجال، واحدهم ذحذاح. قال: ثم رجع إلى الدال، وهو الصحيح، وقد تقدم. وذحذحت الريح التراب : إذا سفته ، أي أثارته.

ذ-ر-ح
الذراح، كزنار ، وبه صدر الجوهري والزمخشري وقدوس -بالضم على الشذوذ. وهو أحد الألفاظ الثلاثة التي لا نظير لها، جاءت بالضم على خلاف الأصل: سبوح وقدوس وذروح، لأن الأصل في كل فعول أن يكون مفتوحا. وفي الصحاح: وليس عند سيبويه في الكلام فعول بواحدة. وكان يقول: سبوح وقدوس، بفتح أوائلهما. قال شيخنا: قلت: يريد بالضم، وبواحدة معناه فقط، وكثيرا ما يستعملونه بمعنى البتة. قلت: وفي هامش الصحاح: قال ابن بري: قول بواحدة: أي بضمة واحدة، يعني في الفاء. وإنما الصواب أن يكون بضمتين: ضم الفاء والعين كذا وجدت. وما ذكره شيخنا أقرب. قال شيخنا: وقوله: وكان يقول: سبوح وقدوس، بفتح أوائلهما، صريح في أن سيبويه لم يحك الضم فيهما. وليس كذلك، فإن سيبويه حكى الضم فيهما مع الفتح أيضا، كما في الكتاب وشروحه. والعجب من المصنف كيف غفل عن التنبيه عن هذا - وسكين أي بالكسر، وسفود أي بالفتح، وهو الأصل في فعول، كما تقدم التنبيه عليه، وصبور، وغراب، وسكر ، وفي نسخة: قبر، وكنينة هكذا بالنون من الكن. وفي نسخة: سكينة، والذرنوح بالنون مع ضم أوله، وحكى جماعة فيه الفتح أيضا، لأن وزنه فعنول لأن نونه زائدة، فلا يرد ضابط فعلول، كما لا يخفى؛ قاله شيخنا، وجمعوه على ذرانح؛ حكاه أبو حاتم وأنشد:

ولما رأت أن الحتوف اجتنبنني    سقتني على لوح دماء الذرانح قال شيخنا: قلت: وصواب الإنشاد:

فلما رأت أن لا يجيب دعاءها     سقته على لوح دماء الذرارح

صفحة : 1581

قاله ابن منظور وغيره، والذرحرح بالضم، وتفتح الراآن، وقد يشدد ثانيه يعني الراء الأولى، وقد تكسر الراء الثانية أيضا، عن ابن سيده. فهذه اثنتا عشرة لغة. وقد يؤخذ منه بالعناية أربع عشرة. ومع ذلك فقد فاتته لغات كثيرة غير الكنى. منها ذرح كصرد، حكاها ابن عديس عن ابن السيد. وذراح ككتان، حكي عن ابن عديس عن ابن خالويه أنه حكاه عن الفراء. وذريحة بالكسر والتشديد وهاء التأنيث، حكاها ابن التياني وابن سيده. وذرحرحة بالضبط المتقدم بهاء. وذروحة بالضم وهاء، حكاهما ابن سيده. وذرنوحة بالضم مع هاء، حكاها ابن سيده في الفرق وابن درستويه وأبو حاتم. فهؤلاء ست لغات. وأما الألفاظ التي وردت بالكنية فقد حكاها كراع في المجرد، قال: وطائر صغير يقال له أبو ذرحرح، وأبو ذرياح وأبو ذراح، وأبو ذرحرحة لا ينصرف مثل ابن فنبرة. كل ذلك دويبة . قال ابن عديس: أعظم من الذباب حمراء منقطة بسواد ، قال ابن عديس: مجزع مبرقش بحمرة وسواد وصفرة، لها جناحان، تطير بهما، وهي من السموم القاتلة. فإذا أرادوا أن يكسروا حر سمه خلطوه بالعدس، فيصير دواء لمن عضه الكلب الكلب. وقال ابن الدهان اللغوي: الذروح: ذباب منمنم بصفرة وبياض، وفرخه الديلم. وقال التدميري في شرح الفصيح: هو اسم طائر، فيما نقلته من خط القاضي أبي الوليد. قال التدميري: وذكر بعض حذاق الأطباء أن الذروح حيوان دودي، كأنه نسبة إلى الدود تشبيها به، في قدر الإصبع، وهو صنوبري الشكل، ورأسه في أغلظ موضع منه. وقال ابن درستويه: هي دابة طيارة تشبه الزنبور، من السموم القاتلة. ج ذراريح ، وذراح، كما في اللسان. وحكى هي زنابير مسمومة، ولم يصفها. قال أبو حاتم: الذراريح الوجه، وإنما يقال: ذرارح في الشعر. وفي الصحاح: وقال سيبويه: واحد الذراريح ذرحرح قال الراجز:

قالت له وريا إذا تنحـنـح
يا ليته يسقى على الذرحرح

وهو فعلعل، بضم الفاء وفتح العينين. فإذا صغرت حذفت اللام الأولى وقلت: ذريرح، لأنه ليس في الكلام فعلع إلا حدرد. قال شيخنا: ويأتي في حدرد في الدال: أنه اسم رجل. وذرح الطعام كمنع: جعله أي الذروح فيه . وطعام مذروح، كما في الأساس والتهذيب، كذرحه تذريحا. وفي الصحاح: وذرحت الزعفران وغيره في الماء تذريحا: إذا جعلت فيه منه شيئا يسيرا. ذرح الشيء في الريح: ذراه عن كراع. يقال: أحمر ذريحي، كوزيري: أرجوان بالضم، أي شديد الحمرة. وفي الأساس: قانئ . وهو من الألفاظ المؤكدة للألوان، كأبي ناصع، وأخضر يانع؛ أورده الزمخشري في الكشاف. والذريح كأمير: الهضاب، واحده الذريحة بهاء . الذريح : فحل تنسب إشليه الإبل وهي الذريحيات. قال الراجز:

من الذريحيات ضخما آركا

صفحة : 1582

ذريح: أبو حي من أحياء العرب؛ كذا في التهذيب. وذريح، كزبير، الحميري ، أبو المثنى الكوفي: محدث ، يروى عن علي، وعنه الحارث بن جميلة. ذريح كأمير: جماعة . والذرح، محركة: شجر تتخذ منه الرحالة للإبل. ذرح كزفر: والد يزيد السكوني ، بفتح السين المهملة. وذو ذراريح: قيل باليمن من الأقيال الحميرية، وسيد لتميم . ولبن مذرح ومذيق، كذلك عسل مذرح، كمعظم : إذا غلب عليهما الماء . وقد ذرح إذا صب في لبنه ماء ليكثر. والتذريح: طلاء الإداوة الجديدة بالطين لتطيب رائحتها؛ قاله أبو عمرو. وقال ابن الأعرابي: مرخ إداوته بهذا المعنى. ولبن ذراح، كسحاب ومذرح، كذلك، ومذرق ومذلق: ضياح أي ممزوج بالماء؛ عن أبي زيد. وأذرح، بضم الراء مع فتح أوله: موضع. وقيل: د، بجنب جرباء ، قال ابن الأثير: هما قريتان بالشأم ، وقد جاء ذكره في حديث الحوض: وبينهما مسيرة ثلاثة أميال على الصحيح، وغلط من قال: بينهما ثلاثة أيام. و قد ذكر في ج ر ب وتقدم ما يتعلق به.

ذ-ق-ح
تذقح له: تجرم وتجنى عليه ما لم يذنبه . من ذلك يقال: هو ذقاحة، بالضم والشد : إذا كان يفعل ذلك أي التجرم والتجني. في التهذيب قال: في نوادر الأعراب: فلان متذقح للشر ، ومتفقح، ومتنقح، ومتقذذ، ومتزلم، ومتشذب، ومتحذف: متلقح له ، كل هذه الألفاظ جاءت بمعنى واحد، وسيأتي كل واحد في محله.

ذ-ل-ح
الذلاح، كرمان والمذلح والمذيق والضياح: اللبن الممزوج بالماء ، عن أبي زيد. وأورده ابن منظور في مادة ذرح.
ذ-و-ح
الذوح : السوق الشديد و السير العنيف . قال ساعدة الهذلي يصف ضبعا نبشت قبرا:

فذاحت بالوتائر ثم بدت     يديها عند جانبها تهيل فذاحت: أي مرت مرا سريعا. الذوح: جمع الغنم ونحوها كالإبل. يقال: ذاح الإبل يذوحها ذوحا: جمعها وساقها سوقا عنيفا. ولا يقال ذلك في الإنس، إنما يقال في المال إذا حازه. وذاحت هي: سارت سيرا عنيفا. وذوح إبله تذويحا وذاحها ذوحا: بددها ؛ عن ابن الأعرابي ذاح ماله وذوحه: فرقه . وكل ما فرقه: فقد ذوحه. وأنشد الأزهري:

على حقنا في كل يوم تذوح والمذوح، كمنبر: المعنف في السوق.

ذ-ي-ح
ومما يستدرك عليه: الذيح، بفتح فسكون: وهو الكبر. وفي حديث علي رضي الله عنه: كان الأشعث ذا ذيح . أورده ابن الأثير.