الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل الحادي عشر: فصل السين المهملة مع الحاء

فصل السين المهملة مع الحاء

س-ب-ح

صفحة : 1615

سبح بالنهر، وفيه، كمنع ، يسبح سبحا ، بفتح فسكون، وسباحة، بالكسر: عام ، وفي الاقتطاف: ويقال: العوم علم لا ينسى. قال شيخنا: وفرق الزمخشري بين العوم والسباحة، فقال: العوم: الجري في الماء مع الانغماس، والسباحة: الجري فوقه من غير انغماس. قلت: وظاهر كلامهم الترادف. وجاء في المثل: خف تعم . قال شيخنا: وذكر النهر ليس بقيد، بل وكذلك البحر والغدير، وكل مستبحر من الماء. ولو قال: سبح بالماء، لأصاب. وقوله: بالنهر، وفيه، إنما هو تكرار فإن الباء فيه بمعنى في لأن المراد الظرفية. قلت: العبارة التي ذكرها المصنف بعينها نص عبارة المحكم والمخصص والتهذيب وغيرها، ولم يأت هو من عنده بشيء، بل هو ناقل. وهو سابح وسبوح، من سبحاء، وسباح من قوم سباحين ظاهره أن السبحاء جمع لسابح وسبوح، وأما ابن الأعرابي فجعل السبحاء جمع سابح، وبه فسر قول الشاعر:
وماء يغرق السبحاء فيه سفينته المواشكة الخبوب قال: السبحاء جمع سابح، وعنى بالماء السراب، جعل الناقة مثل السفينة حين جعل السراب كالماء. قال شيخنا: والسبوح كصبور، جمعه سبح، بضمتين، أو سباح، بالكسر، الأول مقيس، والثاني شاذ. من المجاز قوله تعالى في كتابه العزيز: والسابحات سبحا فالسابقات سبقا قال الأزهري: هن ، وفي نسخة: هي السفن ، والسابقات: الخيل أو أنها أرواح المؤمنين تخرج بسهولة. وقيل: الملائكة تسبح بين السماء والأرض. أو السابحات: النجوم تسبح في الفلك، أي تذهب فيه بسطا كما يسبح السابح في الماء سبحا. وأسبحه في الماء: عومه . قال أمية.

والمسبح الخشب فوق الماء وسخرها     في اليم جريتهـا كـأنـهـا عـوم

صفحة : 1616

من المجاز: فرس عوم وسبوح. و السوابح: الخيل، لسبحها بيديها في سيرها ، وهي صفة غالبة، وسبح الفرس: جريه. وقال ابن الأثير: فرس سابح، إذا كان حسن مد اليدين في الجري. التسبيح: التنزيه. وقولهم: سبحان الله ، بالضم: هكذا أوردوه، فإنكار شيخنا هذا القيد على المصنف في غير محله. وقيل: تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أن يوصف به. وقال الزجاج: سبحان في اللغة تنزيه الله عز وجل عن السوء، معرفة . قال شيخنا: يريد أنه علم على البر، ونحوه من أعلام الأجناس الموضوعة للمعاني. وما ذكره من أنه علم هو الذي اختاره الجماهير، وأقره البيضاوي والزمخشري والدماميني وغير واحد. قال الزجاج في قوله تعالى: سبحان الذي أسرى نصب على المصدر ، أي على المفعولية المطلقة، ونصبه بفعل مضمر متروك إظهاره، تقديره: أسبح الله سبحانه تسبيحا. قال سيبويه: زعم أبو الخطاب أن سبحان الله كقولك: براءة الله، أي أبرئ الله تعالى من السوء براءة . وقيل: قوله: سبحانك، أي أنزهك يا رب من كل سوء وأبرئك. انتهى. قال شيخنا: ثم نزل سبحان منزلة الفعل، وسد مسده، ودل على التنزيه البليغ من جميع القبائح التي يضيفها إليه المشركون، تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا كبيرا. انتهى. وروى الأزهري بإسناده أن ابن الكواء سأل عليا رضي الله عنه عن سبحان، فقال: كلمة رضيها الله تعالى لنفسه، فأوصى بها، أو معناه على ما قال ابن شميل: رأيت في المنام كأن إنسانا فسر لي سبحان الله، فقال: أما ترى الفرس يسبح في سرعته? وقال: سبحان الله: السرعة إليه والخفة في طاعته . وقال الراغب في المفردات: أصله في المر السريع، فاستعير للسرعة في العمل، ثم جعل للعبادات قولا وفعلا. وقال شيخنا نقلا عن بعضهم: سبحان الله: إما إخبار قصد به إظهار العبودية واعتقاد التقدس والتقديس، أو إنشاء نسبة القدس إليه تعالى. فالفعل للنسبة، أو لسلب النقائص، أو أقيم المصدر مقام الفعل للدلالة على أنه المطلوب، أو للتحاشي عن التجدد وإظهار الدوام. ولذا قيل: إنه للتنزيه البليغ مع قطع النظر عن التأكيد. وفي العجائب للكرماني: من الغريب ما ذكره المفضل: أن سبحان: مصدر سبح، إذا رفع صوته بالدعاء والذكر وأنشد:

قبح الإله وجوه تغلب كلمـا    سبح الحجيج وكبروا إهلالا قال شيخنا: قلت: قد أورده الجلال في الإتقان عقب قوله: وهو، أي سبحان، مما أميت فعله. وذكر كلام الكرماني متعجبا من إثبات المفضل لبناء الفعل منه. وهو مشهور أورده أرباب الأفعال وغيرهم، وقالوا: هو من سبح، مخففا، كشكر شكرانا. وجوز جماعة أن يكون فعله سبح مشددا، إلا أنهم صرحوا بأنه بعيد عن القياس، لأنه لا نظير له، بخلاف الأول فإنه كثير وإن كان غير مقيس. وأشاروا إلى اشتقاقه من السبح: العوم أو السرعة أو البعد أو غير ذلك. من المجاز: العرب تقول: سبحان من كذا، تعجب منه . وفي الصحاح بخط الجوهري: إذا تعجب منه. وفي نسخة: إذا تعجبت منه. قال الأعشى:

أقول لما جاءني فخـره     سبحان من علقمة الفاخر يقول: العجب منه إذ يفخر. وإنما التأنيث. وقال ابن بري: إنما امتنع صرفه للتعريف وزيادة الألف والنون، وتعريفه كونه اسما علما للبراءة، كما أن نزال اسم علم للنزول، وشتان اسم علم للتفرق. قال: وقد جاء في الشعر سبحان منونة نكرة، قال أمية:

صفحة : 1617

سبحانه ثم سبحانا يعود لـه    وقبلنا سبح الجودي والجمد

صفحة : 1618

وقال ابن جني: سبحان: اسم علم لمعنى البراءة والتنزيه، بمنزلة عثمان وحمران، اجتمع في سبحان التعريف والألف والنون، وكلاهما علة تمنع من الصرف. قلت: ومثله في شرح شواهد الكتاب للأعلم. ومال جماعة إلى أنه معرف بالإضافة المقدرة، كأنه قيل: سبحان من علقمة الفاخر، نصب سبحان على المصدر، ولزومها النصب من أجل قلة التمكن، وحذف التنوين منها لأنها وضعت علما للكلمة فجرت في المنع من الصرف مجرى عثمان ونحوه. وقال الرضي: سبحان هنا للتعجب، والأصل فيه أن يسبح الله عند رؤية العجيب من صنائعه، ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه. يقول: العجب منه إذ يفخر. يقال: أنت أعلم بما في سبحانك بالضم، أي في نفسك وسبحان بن أحمد: من ولد هارون الرشيد العباسي. وسبح كمنع سبحانا كشكر شكرانا، وهو لغة ذكرها ابن سيده وغيره. قال شيخنا فلا اعتداد بقول ابن يعيش وغيره من شراح المفصل وقول الكرماني في العجائب: إنه أميت الفعل منه. حكى ثعلب: سبح تسبييحا وسبحانا. وسبح الرجل: قال: سبحان الله وفي التهذيب: سبحت الله تسبيحا وسبحانا: بمعنى واحد، فالمصدر تسبيح، والاسم سبحان، يقوم مقام المصدر. ونقل شيخنا عن بعضهم ورود التسبيح بمعنى التنزيه أيضا: سبحه تسبيحا، إذا نزهه. ولم يذكره المصنف. وسبوح قدوس ، بالضم فيهما ويفتحان ، عن كراع: من صفاته تعالى، لأنه يسبح ويقدس ، كذا في المحكم. وقال أبو إسحاق: السبوح: الذي ينزه عن كل سوء، والقدوس: المبارك الطاهر. قال اللحياني: المجمع عليه فيها الضم. قال: فإن فتحته فجائز. وقال ثعلب. كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول إلا السبوح والقدوس، فإن الضم فيهما أكثر، وكذلك الذروح؛ كذا في الصحاح. وقال الشيخ أبو حيان في ارتشاف الضرب نقلا عن سيبويه: ليس في الكلام فعول صفة غير سبوح وقدوس. وأثبت فيه بعضهم ذروحا، فيكون اسما. ومثله قال القزاز في جامعه. قال شيخنا: ولكن حكى الفهري عن اللحياني في نوادره أنه يقال: درهم ستوق وستوق. وشبوط وشبوط، لضرب من الحوت، وفروج وفروج، لواحد الفراريج. وحكوا أيضا اللغتين في سفود وكلوب. انتهى. وقال الأزهري: وسائر الأسماء تجيء على فعول، مثل سفود وقفور، وقيور، وما أشبهها، والفتح فيها أقيس، والضم أكثر استعمالا. يقال: السبحات، بضمتين مواضع السجود. وسبحات وجه الله تعالى: أنواره وجلاله وعظمته. وقال جبيريل عليه السلام إن لله دون العرش سبعين حجابا، لو دنونا من أحدها لأحرقتنا سبحات وجه ربنا رواه صاحب العين. قال ابن شميل: سبحات وجهه: نور وجهه. وقيل: سبحات الوجه: محاسنه، لأنك إذا رأيت الحسن الوجه قلت: سبحان الله. وقيل: معناه: تنزيها له، أي سبحان وجهه. والسبحة بالضم: خرزات تنظمن في خيط للتسبيح، تعد ، وقال الفارابي، وتبعه الجوهري: السبحة: التي يسبح بها. وقال شيخنا: إنها ليست من اللغة في شيء، ولا تعرفها العرب، وإنما أحدثت في الصدر الأول إعانة على الذكر وتذكيرا وتنشيطا. السبحة: الدعاء، وصلاة التطوع ، والنافلة: يقال: فرغ فلان من سبحته، أي من صلاة النافلة، سميت الصلاة تسبيحا لأن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كل سوء. وفي الحديث: اجعلوا صلاتكم معهم سبحة : أي نافلة. وفي آخر: كنا إذا نزلنا منزلا لا نسبح حتى نحل الرحال ، أراد

صفحة : 1619

صلاة الضحى، يعني أنهم كانوا مع اهتمامهم بالصلاة لا يباشرونها حتى يحطوا الرحال، ويريحوا الجمال رفقا وإحسانا. السبحة بالفتح: الثياب من جلود ، ومثله في الصحاح، وجمعها سباح. قال مالك بن خالد الهذلي:ة الضحى، يعني أنهم كانوا مع اهتمامهم بالصلاة لا يباشرونها حتى يحطوا الرحال، ويريحوا الجمال رفقا وإحسانا. السبحة بالفتح: الثياب من جلود ، ومثله في الصحاح، وجمعها سباح. قال مالك بن خالد الهذلي:

وسباح ومناح ومـعـط     إذا عاد المسارح كالسباح وصحف أبو عبيدة هذه الكلمة، فرواها بالجيم وضم السين، وغلط في ذلك. وإنما السبجة كساء أسود. واستشهد أبو عبيدة على صحة قوله بقول مالك الهذلي المتقدم ذكره، فصحف البيت أيضا. قال: وهذا البيت من قصيدة حائية مدح بها زهير بن الأغر اللحياني، وأولها:

فتى ما ابن الأغر إذا شتونـا    وحب الزاد في شهري قماح والمسارح: المواضع التي تسرح إليها الإبل. فشبهها لما أجدبت بالجلودالملس في عدم النبات. وقد ذكر ابن سيده في ترجمة سبج بالجيم ما صورته: والسباج: ثياب من جلود، واحدها سبجة، وهي بالحاء أعلى، على أنه أيضا قد قال في هذه الترجمة: إن أبا عبيدة صحف هذه الكلمة، ورواها بالجيم كما ذكرناه آنقا. ومن العجب وقوعه في ذلك، مع حكايته عن أبي عبيدة أنه وقع فيه، اللهم إلا أن يكون وجد نقلا فيه. وكان يتعين عليه أنه لو وجد نقلا فيه أن يذكره أيضا في هذه الترجمة عند تخطئته لأبي عبيدة ونسبته من التهمة والانتقاد. وقال شمر: السباح، بالحاء: قمص للصبيان من جلود، وأنشد:

كأن زوائد المهرات عنهـا     جواري الهند مرخية السباح قال: وأما السبجة، بضم السين والجيم: فكساء أسود السبجة: فرس للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم معدود من جملة خيله، ذكره أرباب السير، فرس آخر لجعفر بن أبي طالب الملقب بالطيار ذي الجناحين، فرس آخر لآخر . وفي حديث المقداد أنه كان يوم بدر على فرس يقال له سبحة . قال ابن الأثير. هو من قولهم: فرس سابح: إذا كان حسن مد اليدين في الجري. قال ابن الأثير: سبحة الله بالضم: جلاله . والتسبيح قد يطلق ويراد به الصلاة والذكر والتحميد والتمجيد. وسميت الصلاة تسبيحا لأن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كل سوء. وتقول: قضيت سبحتي. وروي أن عمر رضي الله عنه جلد رجلين سبحا بعد العصر، أي صليا. قال الأعشى:


وسبح على حين العشيات والضحى    ولا تعبد الشيطان والله فاعـبـدا

صفحة : 1620

يعني الصلاة بالصباح والمساء. وعليه فسر قوله تعالى فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون يأمرهم بالصلاة في هذين الوقتين. وقال الفراء: حين تمسون: المغرب والعشاء، وحين تصبحون، صلاة الفجر، وعشيا: صلاة العصر، وحين تظهرون: الأولى. وقوله: وسبح بالعشي والإبكار أي وصل. ومنه أيضا قوله عز وجل فلولا أنه كان من المسبحين أراد من المصلين قبل ذلك. وقيل: إنما ذلك لأنه قال في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين والسبح الفراغ . وقوله تعالى: إن لك في النهار سبحا طويلا إنما يعني به فراغا طويلا وتصرفا. وقال الليث: معناه فراغا للنوم. وقال أبو عبيدة: منقلبا طويلا. وقال المؤرج: هو الفراغ والجيئة والذهاب. قال أبو الدقيش: ويكون السبح أيضا فراغا بالليل. وقال الفراء: يقول: لك في النهار ما تقضي حوائجك. وقال أبو إسحاق من قرأ سبخا فمعناه قريب من السبح. قال ابن الأعرابي: السبح: الاضطراب و التصرف في المعاش . فمن قرأه أراد به ذلك، ومن قرأ سبحا أراد راحة وتخفيفا للأبدان. السبح الحفر . يقال: سبح اليربوع في الأرض ، إذا حفر فيها. قيل في قوله تعالى: إن لك في النهار سبحا طويلا أي فراغا للنوم. وقد يكون السبح بالليل. والسبح أيضا: النوم نفسه. السبح أيضا: السكون. و السبح: التقلب والانتشار في الأرض والتصرف في المعاش، فكأنه ضد. و السبح: الإبعاد في السير . قال ابن الفرج: سمعت أبا الجهم الجعفري يقول: سبحت في الأرض، وسبخت فيها، إذا تباعدت فيها. السبح: الإكثار من الكلام . وقد سبح فيه، إذا أكثر. عن أبي عمر: كساء مسبح، كمعظم: قوي شديد . وعنه أيضا: كساء مسبح: أي معرض، وقد تقدم في الجيم. السباح ككتان: بعير ، على التشبيه. والسباح: جواد مشهور. سباح كسحاب: أرض عند معدن بني سليم ملساء؛ ذكره أبو عبيد البكري في معجمه. من المجاز: السبوح كصبور فرس ربيعة بن جشم ، على التشبيه. وفي شواهد التلخيص:

وتسعدني في غمرة     بعد غمرة سبوح لها منها عليها شواهد وسبوحة بفتح السين مخففة: مكة المشرفة، زيدت شرفا، أو واد بعرفات ، وقال يصف نوق الحجيج:

خوارج من نعمان أو من سـبـوحة     إلى البيت أو يخرجن من نجد كبكب المسبح، كمحدث، اسم وهو المسبح بن كعب بن طريف ابن عصر الطائي، وولده عمرو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أرمى العرب، وذكره امرؤ القيس في شعره :

رب رام من بني ثعل

صفحة : 1621

وبنو مسبح: قبيلة بواسط زبيد يواصلون بني الناشري؛ كذا في أنساب البشر. والأمير المختار عز الملك محمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحي الحراني: أحد الأمراء المصريين وكتابهم وفضلائهم، كان على زي الأجناد، واتصل بخدمة الحاكم، ونال منه سعادة. و له تصانيف عديدة في الأخبار والمحاضرة والشعراء. من ذلك كتاب التلويح والتصريح في الشعر، مائة كراس؛ ودرك البغية في وصف الأديان والعبادات، في ثلاثة آلاف وخمسمائة ورقة؛ وأصناف الجماع، ألف ومائتا ورقة، والقضايا الصائبة في معاني أحكام النجوم، ثلاثة آلاف ورقة؛ وكتاب الراح والارتياح، ألف وخمسمائة ورقة؛ وكتاب الغرق والشرق فيمن مات غرقا أو شرقا، مائتا ورقة؛ وكتاب الطعام والإدام، ألف ورقة؛ وقصص الأنبياء عليهم السلام، ألف وخمسمائة ورقة؛ وجونة الماشطة، يتضمن غرائب الأخبار والأشعار والنوادر، ألف وخمسمائة ورقة؛ ومختار الأغاني ومعانيها، وغير ذلك. وتولي المقياس، والبهنسا من الصعيد. ثم تولى ديوان الترتيب. وله مع الحاكم مجالس ومحاضرات. ولد سنة 366 وتوفي سنة 420. أبو محمد بركة بن علي بن السابح الشروطي ، الوكيل، له مصنف في الشروط، توفي سنة 650؛ وأحمد بن خلف السابح ، شيخ لابن رزقويه؛ وأحمد بن خلف بن محمد أبو العباس، روى عن أبيه، وعن زكريا بن يحيى بن يعقوب وغيرهما، كتب عنه عبد الغني الأزدي؛ ومحمد بن سعيد ويقال: سعد، عن الفضيل بن عياض؛ وعبد الرحمن بن مسلم عن مؤمل ابن إسماعيل؛ ومحمد بن عثمان البخاري ، قال الذهبي: هو أبو طاهر ابن أبي بكر الصوفي الصابوني، روى عنه السمعاني، وابنه عبد الرحمن، توفي سنة 555، وأخوه أبو حفص عمر بن عثمان، حدث، السبحيون، بالضم وفتح الباء، محدثون ، وضبط السمعاني في الأخير بالخاء المعجمة، وقال: كأنه نسب إلى الدباغ بالسبخة. ومما يستدرك عليه: التسبيح: بمعنى الاستثناء. وبه فسر قوله تعالى: ألم أقل لكم لولا تسبحون أي تستثنون، وفي الاستثناء تعظيم الله تعالى والإقرار بأنه لا يشاء أحد إلا أن يشاء الله، فوضع تنزيه الله موضع الاستثناء. وهو في المصباح واللسان. ومن النهاية: فأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه . السباحة والمسبحة: الإصبع التي تلي الإبهام، سميت بذلك لأنها يشار بها عند التسبيح. وفي الأساس: ومن المجاز: أشار إليه بالمسبحة والسباحة. وسبح ذكرك مسابح الشمس والقمر. وفلان يسبح النهار كله في طلب المعاش. انتهى. والسبحة، بالضم: القطعة من القطن.

س-ب-د-ح
السبادج ، على وزن مساجد: يستعمل في قلة الطعام، يقال: أصبحنا سبادح ولصبياننا عجاعج -جمع عجعجة، وهو رفع الصوت، وقد تقدم- من الغرث محركة، وهو الجوع، وقد تقدم أيضا. وقال شيخنا: تطبيق ما بعده من الكلام على ما ذكرنا من معناه لا يخلو عن تأويل وتكلف، فتأمل.

س-ج-ح
سجح الخد، كفرح، سجحا وسجاحة: سهل ولان وطال في اعتدال وقل لحمه ، مع وسع، وهو أسجح الخدين. والسجح، بضمتين: اللين السهل كالسجيح . وخلق سجيح: لين سهل. وكذلك المشية، يقال مشى فلان مشيا سجحا وسجيحا ومشية سجح، أي سهلة. وورد في حديث علي رضي الله عنه، يحرض أصحابه على القتال: وامشوا إلى الموت مشية سجحا . قال حسان:

دعوا التخاجؤ وامشوا مشية سجحا     إن الرجال ذوو عصب وتذكـير

صفحة : 1622

قال الأزهري: هو أن يعتدل في مشيه ولا يتمايل فيه تكبرا. السجح المحجة من الطريق، كالسجح بالضم ، يقال: تنح عن سجح الطريق، وهو سننه وجادته، لسهولتها. وتقول: من طلب بالحق ومشى في سجحه، أوصله الله إلى نجحه. السجح: القدر، كالسجيحة. ومنه قولهم: بنوا بيوتهم على سجح واحد، أي على قدر واحد وكذا سجيحة واحدة، وغرار واحد وكذا سجيحة واحدة، وغرار واحد. السجاح كغراب: الهواء . السجاح ككتاب: التجاه ، أي المواجهة. والأسجح من الرجال: الحسن المعتدل . وفي التهذيب: قال أبو عبيد: الأسجح الخلق: المعتدل الحسن. ووجه أسجح بين السجح، أي حسن معتدل. قال ذو الرمة:

لها أذن حشر وذفرى أسيلة     ووجه كمرآة الغريبة أسجح وأورد الأزهري هذا البيت شاهدا على لين الخد؛ وأنشده: وخد كمرآة الغريبة . ومثله قال ابن بري والسجح، والسجيحة : السجية والطبيعة؛ قاله أبو عبيد. وقال أبو زيد: ركب فلان سجيحة رأسه: وهو ما اختاره لنفه من الرأي فركبه. والمسجوحة والمسجوح: الخلق ، بضمتين، وأنشد:

هنا وهنا وعلى المسجوح قال أبو الحسن: هو كالميسور والمعسور، وإن لم يكن له فعل، أي من المصادر التي جاءت على مال مفعول. والسجحاء من الإبل: التامة طولا وعظما، هي أيضا الطويلة الظهر . عن الليث: سجحت الحمامة و سجعت : بمعنى واحد. قال: ربما قالوا: مزجح، في مسجح، كالأسد والأزد. قال شيخنا: قيل: إنه لثغة، وأنكره ابن دريد. قال الأزهري: في النوادر: يقال: سجح له بكلام ، إذا عرض بمعنى من المعاني، كسجح مشددا، وسرح وسرح، وسنح وسنح؛ كل ذلك بمعنى واحد. يقال: انسجح لي فلان بكذا: انسمح . والإسجاح: حسن العفو ، ومنه المثل السائر في العفو عند المقدرة: ملكت فأسجح . وهو مروي عن عائشة، قالته لعلي رضي الله عنهما يوم الجمل حين ظهر على الناس. فدنا من هودجها ثم كلمها بكلام فأجابته: ملكت فأسجح ، أي ظفرت فأحسن، وقدرت فسهل وأحسن العفو. فجهزها عند ذلك بأحسن الجهاز إلى المدينة. وقالها أيضا ابن الأكوع في غزوة ذي قرد: إذا ملكت فأسجح . ويقال: إذا سألت فأسجح ، أي سهل ألفاظك وارفق. مسجح كمنبر ، اسم رجل . سجاح كقطام ، هكذا بخط أبي زكريا: امرأة من بني يربوع، ثم من بني تميم تنبأت ، أي ادعت النبوة، وخطبها مسيلمة الكذاب وتزوجته، ولهما حديث مشهور. والمسجوح: الجهة .

س-ح-ح

صفحة : 1623

السح. الصب المتتابع؛ قاله ابن دريد. وفي المصباح: الصب الكثير. ومثله في جامع القزاز. وفي العين: هو شدة الانصباب. ونقله ابن التياني في شرح الفصيح قال بعضهم: السح: هو السيلان من فوق ، والفعل كنصر، سواء كان متعديا أو لازما، كما هو ظاهر الصحاح، وصرح به الفيومي وبعضهم قال: يجري على القياس، فالمتعدي مضموم، واللازم مكسور. وسحه غيره، كالسحوح -بالضم لأنه مصدر. وسحت السماء مطرها. وسح الدمع والمطر والماء يسح سحا وسحوحا: أي سال من فوق، واستد انصبابه. وساح يسيح سيحا: إذا جرى على وجه الأرض- والتسحسح والتسحح . يقال: تسحسح الماء والشيء: سال. قال شيخنا: ظاهر كلامه كالجوهري أن السح والسحوح مصدران للمتعدي واللازم، والصواب أنه إذا كان متعديا فمصدره السح كالنصر من نصر، وإذا كان من اللازم فمصدره السحوح بالضم كالخروج من خرج، ونحوه. قال الأزهري: سمعت البحرانيين يقولون لجنس من القسب : السح. وبالنباح عين يقال لها: عريفجان تسقي نخيلا كثيرا، ويقال لتمرها: سح عريفجان. قال: وهو من أجود قسب رأيت بتلك البلاد. أو السح: تمر يابس لم ينصح بماء متفرق منثور على وجه الأرض، لم يجمع في وعاء، ولم يكنز؛ وهو مجاز، كالسح، بالضم ، قال ابن دريد: لغة يمانية. السح: الضرب والطعن والجلد . يقال: سحه مائة سوط يسحه سحا، أي جلده. من المجاز: السح والسحوح: أن يسمن غاية السمن ، أو يسمن ولم ينته الغاية. وقد سحت الشاة والبقرة تسح، بالكسر، سحا وسحوحا وسحوحة: إذا سمنت؛ حكاها أبو حنيفة عن أبي زيد، وزاد ابن التياني: سحوحة. وقال اللحياني: سحت تسح، بضم السين، ونقله الزمخشري. وقال أبو معد الكلابي: مهزول، ثم منق إذا سمن قليلا، ثم شنون، ثم سمين، ثم ساح، ثم مترطم: وهو الذي انتهى سمنا. وشاة ساحة وساح بغير هاء، الأخيرة على النسب. قال الأزهري: قال الخليل: هذا مما يحتج به أنه من قول العرب، فلا نبتدع فيه شيئا. وغنم سحاح ، بالكسر، وسحاح بالضم، أي سمان، الأخيرة نادرة ، من الجمع العزيز كظؤار ورخال، حكاه أبو مسحل في نوادره، وابن التياني في شرح الفصيح، وكراع في المجرد. وكذا روي بيت ابن هرمة:

وبصرتني بعد خبط الـغـشـو     م هذي العجاف وهذي السحاحا

صفحة : 1624

وفي شرح شيخنا: وزاد أبو مسحل في نوادره أنه يقال: شياه سحاح، بالضم مع تشديد الحاء، على القياس في جمع فاعل أنثى على فعال، بتشديد العين، وهذا غريب لم يتعرض له أكثر أهل اللغة. قلت: وهذا الذي ذكره قد حكاه ثعلب، ونقله عنه ابن منظور، وفي الصحاح: غنم سحاح، هكذا بالتشديد بخط الجوهري؛ كذا ضبطه ياقوت. وفي الهامش لابن القطاع: سحاح، بالكسر. وفي حديث الزبير: والدنيا أهون علي من منحة ساحة ، أي شاة ممتلئة سمنا. ويروى: سحساحة ، وهو بمعناه. ولحم ساح: قال الأصمعي: كأنه من سمنه يصب الودك. وفي حديث ابن عباس: مررت على جزور ساح ، أي سمينة. وفي حديث ابن مسعود: يلقى شيطان الكافر شيطان المؤمن شاحبا أغبر مهزولا، وهذا ساح ، أي سمين، يعني شيطان الكافر. من المجاز: فرس مسح ، بالكسر، أي جواد سريع، كأنه يصب الجري صبا، شبه بالمطر في سرعة انصبابه، كذا في جامع القزاز. والسحسح: عرصة الدار وعرصة المحلة، كالسحسحة . قال الأحمر: اذهب فلا أرينك بسحسحى وسحاي وحراي وحراتي وعقوتي وعقاتي. وقال ابن الأعرابي: يقال: نزل فلان بسحسحهن أي بناحيته وساحته. السحسح : الشديد من المطر يسح جدا، يقشر وجه الأرض، كالسحساح ، بالفتح أيضا. وعين سحاحة ، وفي نسخة: سحساحة، وهو الصواب: صبابة للدمع أي كثيرة الصب له. في التهذيب: عن الفراء قال: هو السحاح كسحاب: الهواء وكذلك الإيار واللوح والحالق. ومما يستدرك عليه: انسح إبط البعير عرقا فهو منسح أي انصب. ومن المجاز: في الحديث: يمين الله سحاء، لا يغيضها شيء الليل والنهار أي دائمة الصب والهطل بالعطاء. يقال: سح يسح سحا، فهو ساح، والمؤنثة سحاء، وهي فعلاء لا أفعل بها، كهطلاء. وفي رواية: يمين الله ملأى سحا ، بالتنوين على المصدر. واليمين هنا كناية عن محل عطائه. ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها، فجعلها كالعين الثرة لا يغيضها الاستقاء، ولا ينقصها الامتياح. وخص اليمين لأنها في الأكثر مظنة للعطاء، على طريق المجاز والاتساع. والليل والنهار منصوبان على الظرف. وفي حديث أبي بكر أنه قال لأسامة حين أنفذ جيشه إلى الشام: أغر عليهم غارة سحاء ، أي تسح عليهم البلاء دفعة من غير تلبث. قال دريد بن الصمة.

وربت غارة أوضعت فيها     كسح الخزرجي جريم تمر معناه أي صببت على أعدائي كصب الخزرجي جريم التمر، وهو النوى. وحلف سح، أي منصب متتابع وطعنة مسحسحة: سائلة، وأنشد.

مسحسحة تعلو ظهور الأنامل وأرض سحسح: واسعة. قال ابن دريد: ولا أدري ما صحتها. ومن المجاز: استنشدته قصيدة فسحها علي سحا.

س-د-ح
السدح، كالمنع: ذبحك الشيء وبسطكه على الأرض . وقال الليث: هو ذبحك الحيوان ممدودا على وجه الأرض. قد يكون الإضجاع على وجه الأرض سدحا، نحو القربة المملوءة المسدوحة. وقال الأزهري: السدح والسطح واحد، أبدلت الطاء فيه دالا، كما يقال: مط ومد، وما أشبهه. السدح: الصرع بطحا على الوجه ، وقد سدحه فهو مسدوح وسديح: صرعه، كسطحه، أو الإلقاء على الظهر لا يقع قاعدا ولا متكورا. تقول: سدحه فانسدح، وهو مسدوح وسديح . قال خداش ابن زهير:

بين الأراك وبين النخل تسدحهم     زرق الأسنة في أطرافها شبم

صفحة : 1625

ورواه المفضل: تشدخهم، بالخاء والشين المعجمتين. فقال له الأصمعي: صارت الأسنة كافر كوبات تشدخ الرؤوس، إنما هو تسدحهم. وكان الأصمعي يعيب من يرويه: تشدخهم، ويقول: الأسنة لا تشدخ، إنما ذلك يكون بحجر أو دبوس أو عمود أو نحو ذلك مما لا قطع له. السدح: إناخة الناقة . وقد سدحها سدحا: أناخها، كسطحها. فإما أن تكون لغة وإما أن تكون بدلا. السدح: الإقامة بالمكان . قال ابن الأعرابي: سدح بالمكان وردح، إذا أقام به أو المرعى. السدح: ملء القربة ، وقد سدحها يسدحها سدحا: ملأها ووضعها إلى جنبه. وقربة مسدوحة. السدح: القتل، كالتسديح وأن تحظى المرأة من زوجها ، قال ابن بزرج: سدحت المرأة وردحت، إذا حظيت عند زوجها ورضيت. سدح المرأة أيضا: أن تكثر من ولدها . والسادحة: السحابة الشديدة التي تصرع كل شيء. وفلان سادح ، أي مخصب . وسادح: قبيلة قال أبو ذؤيب:

وقد أكثر الواشون بيني وبـينـه     كما لم يغب عن غي ذبيان سادح ومما يستدرك عليه: رأيته منسدحا: مستلقيا مفرجا رجليه؛ كذا في الأساس واللسان، وسيأتي هذا للمصنف في سرح فلينظر.

س-ر-ح
السرح: المال السائم . وعن الليث: السرح: المال يسام في المرعى من الأنعام. وقال غيره: ولا يسمى من المال سرحا إلا ما يغدى به ويراح. وقيل: السرح من المال: ما سرح عليك. السرح أيضا: سوم المال، كالسروح ، بالضم، قال شيخنا ظاهره أنه مصدر المتعدي، والصواب أنه مصدر اللازم كما اقتضاه القياس. السرح: إسامتها، كالتسريح . يقال: سرحت الماشية تسرح سرحا وسروحا: سامت. وسرحها هو: أسامها، يتعدى ولا يتعدى. قال أبو ذؤيب:

وكان مثلين أن لا يسرحوا نعمـا     حيث استراحت مواشيهم وتسريح تقول: أرحت الماشية، وأنفشتها، وأسمتها، وأهملتها، وسرحتها سرحا، هذه وحدها بلا ألف. وقال أبو الهيثم في قوله تعالى: حين تريحون وحين تسرحون قال: يقال: سرحت الماشية: أي أخرجتها بالغدارة إلى المرعى، وسرح المال نفسه، إذا رعى بالغداة إلى الضحاء ويقال: سرحت أنا سروحا، أي غدوت. وأنشد لجرير:

وإذا غدوت فصبحتـك تـحـية     سبقت سروح الشاحجات الحجل السرح: شجر كبار عظام طوال، لا يرعى، وإنما يستظل فيه، وينبت بنجد في السهل والغلظ ولا ينبت في رمل ولا جبل، ولا يأكله المال إلا قليلا، له ثمر أصفر، أو هو كل شجر لا شوك فيه ، والواحد سرحة. أو هو كل شجر طال . وقال أبو حنيفة: السرحة: دوحة محلال واسعة يحل تحتها الناس في الصيف، ويبنون تحتها البيوت، وظلها صالح. قال الشاعر:

فيا سرحة الركبان ظلك بارد    وماؤك عذب لا يحل لوارد وقال الأزهري: وأخبرني أعرابي قال: في السرحة غبرة، وهي دون الأثل في الطول، وورقها صغار، وهي سبطه الأفنان. قال: وهي مائلة النبتة أبدا، وميلها من بين جميع الشجر في شق اليمين. قال: ولم أبل على هذا الأعرابي كذبا. وروي عن الليث قال: السرح: شجر له حمل، وهي الألاء، والواحدة سرحة. قال الأزهري: هذا غلط، ليس السرح من الألاء في شيء، قال أبو عبيد: السرحة: ضرب من الشجر، معروفة، وأنشد قول عنترة:

بطل كأن ثيابه في سـرحة    يحذى نعال السبت ليس بتوأم

صفحة : 1626

يصفه بطول القامة. فقد بين لك أن السرحة من كبار الشجر، ألا ترى أنه شبه به الرجل لطوله، والألاء لا ساق له ولا طول. وفي حديث ظبيان: يأكلون ملاحها ويرعون سراحها . قال ابن الأعرابي: السرح: كبار الذكوان. والذكوان: شجر حسن العساليج. السرح: فناء الدار . وفي اللسان: فناء الباب. السرح: السلح . السرح والسريح: انفجار البول وإدراره بعد احتباسه. وسرح عنه فانسرح وتسرح: فرج. ومنه حديث الحسن: يالها نعمة -يعني الشربة من الماء- تشرب لذة، وتخرج سرحا ، أي سهلا سريعا. السرح: إخراج ما في الصدر . يقال: سرحت ما في صدري سرحا، أي أخرجته. وسمي السرح سرحا لأنه يسرح فيخرج وأنشد:

وسرحنا كل ضب مكتمن السرح: الإرسال . يقال: سرح إليه رسولا: أي أرسله؛ كما في الأساس و فعل الكل كمنع إلا الأخير فإنه استعمل فيه التشديد أيضا. يقال سرحت فلانا إلى موضع كذا، إذا أرسلته. والتسريح: إرسالك رسولا في حاجة سراحا؛ كما في اللسان. وعمرو بن سواد بن الأسود ابن عمرو بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن أبي السرح؛ وأحمد بن عمرو بن السرح ، وهو أبو طاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح، عن ابن عيينة، وعنه مسلم وأبو داوود؛ وابنه عمر بن أبي الظاهر، حدث عن أبيه وجده؛ وولده أبو الغيداق إبراهيم، حدث وحفيده عبد الله بن عمر بن أحمد عن يونس بن عبد الأعلى؛ قاله الذهبي. السرحيون، محدثون . وتسريح المرأة: تطليقها، والاسم سراح كسحاب ، مثل التبليغ والبلاغ وسمى الله عز وجل الطلاق سراحا، فقال: وسرحوهن سراحا جميلا كما سماه طلاقا من طلق المرأة، وسماه الفراق؛ فهذه ثلاثة ألفاظ تجمع صريح الطلاق الذي لا يدين فيها المطلق بها إذ أنكر أن يكون عنى بها طلاقا؛ كذا في اللسان. التسريح: التسهيل والتفريج، وقد سرح عنه فانسرح. التسريح: حل الشعر وإرساله قبل المشط؛ كذا في الصحاح. وقال الأزهري: تسريح الشعر: ترجيله وتخليص بعضه من بعض بالمشط. والمنسرح من الرجال: المستلقي على ظهره المفرج بين رجليه كالمنسدح، وقد تقدم. المنسرح: المتجرد. وقيل: القليل الثياب الخفيف فيها، وهو الخارج من ثيابه ، قال رؤبة:

منسرح عنه ذعاليب الخرق المنسرح: ضرب من الشعر لخفته، وهو جنس من العروض تفعيله: مستفعلن مفعولات مستفعلن، ست مرات. وقال شيخنا: وهو العاشر من البحور، مسدس الدائرة. والسرياح، كجريال: الطويل من الرجال. السرياج: الجراد و اسم كلب. وأم سرياح : اسم امرأة ، مشتق منه. قال بعض أمراء مكة، وقيل: هو دراج بن زرعة بن قطن بن الأعرف الضبابي أمير مكة زيدت شرفا:

إذا أم سرياح غدت في ظعـائن    جوالس نجدا فاضت العين تدمع

صفحة : 1627

قال ابن بري: وذكر أبو عمر الزاهد أن أم سرياح في غير هذا الموضع كنية الجرادة. والسرياح: اسم الجراد. والجالس: الآتي نجدا. قلت: وهكذا في الغريبين للهروي. والمسروح: الشراب حكي عن ثعلب، وليس منه على ثقة. وذو المسروح: ع . والسريحة: السير التي يخصف بها ، وقيل: هو الذي يشد به الخدمة فوق الرسغ. والخدمة: سير يشد في الرسغ. السريحة: الطريقة المستطيلة من الدم إذا كان سائلا السريحة: الطريقة الظاهرة من الأرض المستوية الضيقة . قال الأزهري: وهي أكثر نبتا و شجرا مما حولها وهي مشرفة على ما حولها، فتراها مستطيلة شجيرة، وما حولها قليل الشجر، وربما كانت عقبة. السريحة: القطعة من الثوب المتمزق، ج أي جمع السريحة في الكل سرائح ، وسريح في الأخير، وسروح في الأول. والمسرح، كمنبر: المشط وهو المرجل أيضا، لأنه آلة التسريح والترجيل. المسرح بالفتح: المرعى الذي تسرح فيه الدواب للرعي، وجمعه المسارح. وفي حديث أم زرع له إبل قليلات المسارح . قيل: تصفه بكثرة الإطعام وسقي الألبان، أي أن إبله على كثرتها لا تغيب عن الحي، ولا تسرح في المراعي البعيدة، ولكنها باركة بفنائه ليقرب للضيفان من لبنها ولحمها، خوفا من أن ينزل به ضيف وهي بعيدة عازبة. وفرس سريح كأمير: عري، و خيل سرح، بضمتين ، أي سريع، كالمنسرح . يقال: ناقة سرح ومنسرحة في سيرها، أي سريعة. قال الأعشى:

بجلالة سرح كأن بغرزهـا     هرا إذا انتعل المطي ظلالها وفي اللسان: والسروح والسروح من الإبل: السريعة المشي. وعطاء سرح: بلا مطل. ومشية سرح، بكسر الميم -مثل سجح، أي سهلة والسرحة: الأتان، أدركت ولم تحمل. و السرحة: اسم كلب لهم. السرحة: جد عمر بن سعيد المحدث يروي عن الزهري. وأما اسم الموضع فبالشين والجيم، وغلط الجوهري فإنه تصحف عليه؛ هكذا نبه عليه ابن بري في حاشيته. ولكن في المراصد واللسان أن سرحة اسم موضع، كما قاله الجوهري. والذي بالشين والجيم موضع آخر، وكذلك في البيت الذي أنشده للبيد:

لمن طلل تضمنـه أثـال      فسرحة فالمرانة فالخيال والخيال بالخاء والياء على ما هو مضبوط في سائر نسخ الصحاح، وفي باب اللام أيضا، تصحيف . ولكن صرح شراح ديوان لبيد وفسروه بالوجهين. قال الجوهري في باب اللام: الخيال: أرض لبني تغلب قال شيخنا: وهو موافق في ذلك لما ذكره أبو عبيد البكري في معجمه والمراصد، وغيره، وإنما هو بالحاء المهملة والباء الموحدة لحبال الرمل ، كذا صوبه بعض المحققين. ووجدته هكذا في هامش الصحاح بخط يعتمد عليه. ووجدت أيضا فيه أن الخيال بالخاء المعجمة والتحتية أرض لبني تميم. وقوله: السرحة يقال له -نص عبارته: الواحدة سرحة، يقال: هي - الآء ، على وزن العاع، غلط أيضا، وليس السرحة الآء يشبه الزيتون. والسرحان، بالكسر -فعلان من سرح يسرح-: الذئب . قال سيبويه: النون زائدة كالسرحال ، عند يعقوب، وأنشد:

تري رذايا الكوم فوق الخال
عيدا لكل شيهم طـمـلال
والأعور العين مع السرحال

والأنثى بالهاء، والجمع كالجمع، وقد تجمع هذه بالألف والتاء؛ قاله الكسائي. السرحان والسيد : الأسد ، بلغة هذيل. قال أبو المثلم يرثي صخر الغي:

صفحة : 1628

هباط أودية حمال ألـوية     شهاد أندية سرحان فتيان سرحان كلب، و اسم فرس عمارة بن حرب البحتري الطائي، اسم فرس محرز بن نضلة الكناني. السرحان من الحوض: وسطه، ج سراح كثمان قال شيخنا: أي فيعرب منقوصا كأنهم حذفوا آخره. انتهى، وسراحي، كما يقال: ثعالب وثعالي، وسراح وسرحان كضباع وضبعان قال الأزهري: ولا أعرف لهما نظيرا، وسراحين ، وهو الجاري على الأصل الذي حكاه سيبويه. وأنشد أبو الهيثم لطفيل:

وخيل كأمثال السراح مصـونة      ذخائر ما أبقى الغراب ومذهب وذنب السرحان الوارد في الحديث: هو الفجر الكاذب ، أي الأول، والمراد بالسرحان هنا الذئب، ويقال: الأسد. وذو السرح: واد بين الحرمين ، زادهما الله شرفا، سمي بشجر السرح هناك، قرب بدر، وواد آخر نجدي. وسرح، كفرح: خرج في أموره سهلا ، ومنه حديث الحسن: يا لها نعمة -يعني الشربة من الماء- تشرب لذة، وتخرج سرحا ، أي سهلا سريعا. ومسرح، كمحمد: علم . وبنو مسرح، كمحدث: بطن وسودة بنت مسرح، كمنبر، صحابية حضرت ولادة الحسن بن علي، أورده المزي في ترجمته، وقيد أباها ابن ماكولا، أو هو مشرح، بالشين المعجمة. سراح، مبنيا على الكسر كقطام: فرس . وكسحاب، جد لأبي حفص عمر بن شاهين الحافظ المشهور. وككتان، فرس المحلق ، كمعظم، ابن حنتم ، بالنون والمثناة الفوقية، وسيأتي. وككتب: ماء لبني العجلان ، ذكره ابن مقبل، فقال:

قالت سليمى ببطن القاع من سروح وسرح ، بفتح فسكون علم قال الراعي:

فلو أن حق اليوم منـكـم إقـامة     وإن كان سرح قد مضى فتسرعا ومما يستدرك علين: السارح: يكون اسما للراعي الذي يسرح الإبل، ويكون اسما للقوم الذين لهم السرح، كالحاضر والسامر. وماله سارحة ولا رائحة: أي ماله شيء يروح ولا يسرح. قال اللحياني: وقد يكون في معنى ماله قوم. وقال أبو عبيد: السارح والسرح والسارحة سواء: الماشية. وقال خالد بن جنبة: السارحة: الإبل والغنم. قال: والدابة الواحدة. قال وهي أيضا الجماعة. وولدته سرحا، بضمتين، أضي في سهولة. وفي الدعاء: اللهم اجعله سهلا سرحا. وشيء سريح: سهل. وافعل ذلك في سراح ورواح، أي في سهولة. ولا يكون ذلك إلا في سريح، أي في عجلة. وأمر سريح: معجل، والاسم السراح. والعرب تقول: إن خيرك لفي سريح، وإن خيرك لسريح، وهو ضد البطيء. ويقال: تسرح فلان من هذا المكان إذا ذهب وخرج. ومن الأمثال: السراح من النجاح أي إذا لم تقدر على قضاء حاجة الرجل فأيئسه فإن ذلك عنده بمنزلة الإسعاف؛ كذا في الصحاح. والمستراح: موضع بمشان، وقرية بالشام. وسرح، بالفتح: عند بصرى. ومن المجاز: السرحة: المرأة. قال حميد بن ثور:

أبى الله إلا أن سرحة مالـك     على كل أفنان العضاه تروق كنى بها عن امرأة. قال الأزهري تكني عن المرأة بالسرحة النابتة على الماء. ومنه قوله:

يا سرحة الماء قد سدت موارده     أما إليك طريق غير مسـدود

صفحة : 1629

كنى بالسرحة النابتة على الماء عن المرأة، لأنها حينئذ أحسن ما تكون. والمنسرح: الذي انسرح عنه وبره. وفي الصحاح: وملاط سرح الجنب: منسرح للذهاب والمجيء. يعني بالملاط الكتف، وفي التهذيب: العضد. وقال ابن شميل: ملاطا البعير: هما العضدان. والمسرحة: ما يسرح به الشعر والكتان ونحوهما. والسرائح والسرح: نعال الإبل. وقيل: سيور نعالها، كل سير منها سريحة. وأورده ابن السيد في كتاب الفرق:

فطرن بمنصلي في يعملات     دوامي الأيد يخبطن السريحا وقال السهيلي في الروض: السريح شبه النعل تلبسه أخفاف الإبل. وعن أبي سعيد: سرح السيل يسرح سرحا: إذا جرى جريا سهلا، فهو سيل سارح. وسرائح السهم: العقب الذي عقب به. وقال أبو حنيفة: هي العقب الذي يدرج على الليط، واحدته سريحة. والسرائح أيضا آثار فيه كآثار النار. ومن المجاز: سرحه الله وسرحه، أي وفقه الله تعالى. قال الأزهري: هذا حرف غريب، سمعته بالحاء في المؤلف عن الإيادي. والمسرحان: خشبتان تشدان في عنق الثور الذي يحرث به، عن أبي حنيفة. وفرس سرياح: سريع. قال ابن مقبل يصف الخيل:

من كل أهوج سرياح ومقربة ومن المجاز: هو يسرح في أعراض الناس: يغتابهم. وهو منسرح من ثياب الكرم، أي منسلخ؛ كذا في الأساس. وأبو سريحة: صحابي، اسمه حذيفة بن سعيد؛ ذكره الحفاظ في أهل الصفة؛ قاله شيخنا. قلت: وقرأت في معجم ابن فهد: أبو سريحة الغفاري حذيفة بن أسيد، بايع تحت الشجرة، روى عنه الأسود بن يزيد. وأبو سرحان وسريحان: من كناهم. وسليم بن سرح: من التابعين؛ كذا في تاريخ البخاري. وبخط أبي ذر بالهامش: سرج، بالجيم. وسويد ابن سرحان، عن المغيرة، وعنه إياد بن لقيط. وأبو سرح أو أبو مسروح: كنية أنسة مولى النبي صلى الله عليه وسلم.

س-ر-ت-ح
سرتاح، بالكسر: نعت للناقة الكريمة . قلت: ولعل الصواب فيه: سرياح، بالمثناة التحتية، فإنهم أوردوا في وصف الناقة: ناقة سرياح وسروح: إذا كانت سريعة سهلة في السير. أما السرتاح فلم يذكروا فيه إلا قولهم: هو الأرض المنبات السهلة . وفي اللسان: أرض سرتاح: كريمة.

س-ر-ج-ح
هم على سرجوحة واحدة، بالضم، أي استوت أخلاقهم ؛ ومثله في اللسان.

س-ر-د-ح
السردح: الأرض المستوية اللينة. قال أبو خيرة: السردح: أماكن مستوية تنبت العضاه، وهي لينة. وقال الخطابي: الصردح، بالصاد: هو المكان المستوي، فأما بالسين فهو السرداح، وهي الأرض اللينة. وأرض سرداح: بعيدة، وهذا قد أغفله المصنف. السردح: المكان اللين ينبت النجمة و النصي والعجلة، وهي السرادح. وأنشد الأزهري:

عليك سرداحا من السرادح
ذا عجلة، وذا نصي واضح

والسرداح، بالكسر: الناقة الطويلة، أو الكريمة أو العظيمة، الأخير عن الفراء، أو السمينة ، وفي الصحاح وغيره: الكثيرة اللحم. قال:

إن تركب الناجية السرداحا أو القوية الشديدة التامة . وفي التهذيب: وأنشد الأصمعي:

وكأني في فحمة ابن جمير    في نقاب الأسامة السرداح

صفحة : 1630

الأسامة الأسد. ونقابه: جلده. والسرداح: من نعته، وهو القوي الشديد التام، كالسرداحة ، بالكسر. ج سرادح. و السرداح أيضا: جماعة الطلح، الواحدة سرداحة بهاء وسردحه: أهمله، وقد تقدم في الجيم. والسرداح: الضخم؛ عن السيرافي.

س-ر-ف-ح
السرفح: اسم شيطان ، هكذا بالفاء على وزن جعفر، وأهمله كثيرون.

س-ط-ح
السطح: ظهر البيت إذا كان مستويا، لانبساطه، وهو معروف، وأعلى كل شيء ، والجمع سطوح. السطح: ع بين الكسوة وغباغب ، الكسوة، بالضم: قرية بدمشق، وسيأتي. وتقدم غباغب، كان فيه وقعة للقرمطي أبي القاسم نسبوا إلى حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط صاحب الناقة . سطحه يسطحه كمنعه فهو مسطوح وسطيح: بسطه . وفي حديث عمر رضي الله عنه: قال للمرأة التي معها الصبيان: أطعميهم وأنا أسطح لك ، أي أبسطه حتى يبرد. سطحه: إذا صرعه أو صرعه فبسطه على الأرض، كما في اللسان. سطحه يسطحه: أضجعه . وفي الأساس: ضربه فسطحه: بطحه على قفاه ممتدا، فانسطح، وهو سطيح ومنسطح. ومثله في التهذيب. وانسطح الرجل: امتد على قفاه فلم يتحرك. سطح سطوحه سواها . وسطح البيت يسطحه سطحا: كسطحها تسطيحا. سطح السخل: أرسله مع أمه . والسطيح: القتيل المنبسط . وقال الليث: السطيح: كالمسطوح ، وأنشد:

حتى يراه وجهها سطيحا

صفحة : 1631

قيل: السطيح: هو المنبسط البطيء القيام لضعف وقد أنكره شيخنا. وهو موجود في أمهات اللغة. والسطيح أيضا: الذي يولد ضعيفا لا يقدر على القيام والقعود، فهو أبدا منبسط، أو السطيح: المستلقي على قفاه من زمانة . السطيح: المزادة التي من أديمين قوبل أحدهما بالآخر، وتكون صغيرة وتكون كبيرة، كالسطيحة ، وهي من أواني المياه. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض أسفاره، ففقدوا الماء، فأرسل عليا وفلانا يبغيان الماء، فإذا هما بامرأة بين سطيحتين . قال: السطيحة: المزادة تكون من جلدين، أو المزادة أكبر منها. سطيح: كاهن بني ذئب ، كان يتكهن في الجاهلية، واسمه ربيعة بن عدي بن مسعود بن مازن ابن ذئب بن عدي بن مازن بن غسان. كان يخبر بمبعث نبينا صلى الله عليه وسلم. عاش ثلاثمائة سنة. ومات في أيام أنو شروان، بعد مولده صلى الله عليه وسلم. سمي بذلك لأنه كان إذا غضب قعد منبسطا، فيما زعموا. وقيل: سمي بذلك لأنه لم يكن له بين مفاصله قصب تعمده، فكان أبدا منبسطا منسطحا على الأرض، لا يقدر على قيام ولا قعود. يقال: ما كان فيه عظم سوى رأسه . وهو خال عبد المسيح بن عمرو بن نفيلة الغساني؛ كذا في شرح المواهب، وفي المضاف والمنسوب: أن سطيحا كان يطوى كما تطوى حصيرة، ويتكلم بكل أعجوبة. السطاح كرمان: نبت ، والواحدة سطاحة. قال الأزهري: السطاحة: بقلة ترعاها الماشية، وتعسل بورقها الرؤوس. وقيل: هي نبتة سهلية وقيل: هي شجرة تنبت في الديار في أعطان المياه متسطحة، وهي قليلة، وليست فيها منفعة. قيل: السطاح: ما افترش من النبات فانبسط ، ولم يسم؛ عن أبي حنيفة. المسطح كمنبر وتفتح ميمه؛ قاله الجوهري: مكان مستو يبسط عليه التمر ويجفف؛ كذا في الروض للسهيلي، ويسمى الجرين ، يمانية. المسطح: عمود للخباء . وفي الحديث أن حمل بن مالك قال للنبي صلى الله عليه وسلم: كنت بين جاريتين لي، فضربت إحداهما الأخرى بمسطح، فألقت جنينا ميتا وماتت . فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدية المقتولة على عاقلة القاتلة، وجعل في الجنين غرة . وقال عوف بن مالك النصري. وفي حواشي ابن بري: مالكث بن عوف:

تعرض ضيطارو خزاعة دوننا     وما خير ضيطار يقلب مسطحا يقول: ليس له سلاح يقاتل به غير مسطح. والضيطار: الضخم الذي لا غناء عنده. المسطح: الصفاة يحاط عليها بالحجارة ليجتمع فيها الماء . وفي التهذيب: المسطح: صفيحة عريضة من الصخر، يحوط عليها لماء السماء. قال: وربما خلق الله عند فم الركية صفاة ملساء مستوية فيحوط عليها بالحجارة ويستقى فيها للإبل، شبه الحوض. المسطح كوز يتخذ للسفر ذو جنب واحد كالمسطحة، وهي شبه مطهرة ليست بمربعة. المسطح: حصير يسف من خوص الدوم . ومنه قول تميم بن مقبل:

إذا الأمعز المحزو آض كـأنـه     من الحر في حد الظهيرة مسطح

صفحة : 1632

وقال الأزهري: قال الفراء: هو المسطح والمحور، المسطضح: مقلى عظيم للبر يقلى فيه. المسطح: الخشبة المعرضة على دعامتي الكرم بالأطر . قال ابن شميل: إذا عرش الكرم عمد إلى دعائم يحفر لها في الأرض، لكل دعامة شعبتان، ثم تؤخذ شعبة فتعرض على الدعامتين، وتسمى هذه الخشبة المعرضة المسطح، ويجعل على المساطح أطر من أدناها إلى أقصاها. المسطح: المحور يبسط به الخبز . مسطح بن أثاثة بن عباد ابن عبد المطلب بن عبد مناف الصحابي ، رضي الله عنه، وأمه أم مسطح: مطلبية. وأنف مسطح، كمحمد: منبسط جدا . وسطح مسطح: مستو. ومما يستدرك عليه: رأيت الأرض مساطح، لا مرعى بها، شبهت بالبيوت المسطوحة. وتسطح الشيء وانسطح: انبسط. وتسطيح القبر: خلاف تسنيمه. وسطح الناقة: أناخها. والمسطاح: لغة في المسطح، بمعنى الجرين. وأم سطيح: قرية بمصر.

س-ف-ح
السفح: ع ، قال الأعشى:

ترتعي السفح فالكثيب فذا قـا    ر فروض القطا فذات الرئال من المجاز: السفح: عرض الجبل حيث يسفح فيه الماء، وهو عرضه المضطجع، أو أصله، أو أسفله، أو الحضيض ؛ كل ذلك أقوال مذكورة. ج سفوح ، بالضم. وسفح الدم، كمنع: أراقه وصبه. وسفحت دمه: سفكته. وسفحت الماء: أهرقته. ويقال: بينهم سفاح، أي سفك للدماء. وفي حديث أبي هلال: فقتل على رأس الماء حتى سفح الدم الماء . جاء تفسيره في الحديث أنه غطى الماء. قال ابن الأثير: وهذا لا يلائم اللغة، لأن السفح الصب، فيحتمل أنه أراد أن الدم غلب الماء فاستهلكه، كالإناء الممتلئ إذا صب فيه شيء أثقل مما فيه فإنه، يخرج مما فيه بقدر ما صب فيه، فكأنه من كثرة الدم انصب الماء الذي كان في ذلك الموضع، فخلفه الدم. سفح الدمع: أرسله يسفحه سفحا وسفوحا. و سفح الدمع نفسه سفحا وسفوحا وسفحانا ، محركة : انصب . قال الطرماح:

مفجعة لا دفع للضيم عـنـدهـا     سوى سفحان الدمع من كل مسفح

صفحة : 1633

وهو دمع سافح، ج سوافح ودمع سفوح: سافح، ومسفوح. والتسافح، والسفاح، والمسافحة : الزنا و الفجور . وفي المصباح: المسافحة: المزاناة، لأن الماء يصب ضائعا. انتهى. وفي التنزيل محصنين غير مسافحين قال الزجاج: وأصل ذلك من الصب. تقول: سافحته مسافحة وسفاحا، وهو أن تقيم امرأة مع رجل على الفجور من غير تزويج صحيح. وفي الحديث: أوله سفاح وآخره نكاح . وهي المرأة تسافح رجلا مدة، فيكون بينهما اجتماع على فجور، ثم يتزوجها بعد ذلك. وكره بعض الصحابة ذلك، وأجازه أكثرهم قال: وسمي الزنا سفاحا لأنه كان عن غير عقد، كأنه بمنزلة الماء المسفوح الذي لا يحبسه شيء. وقال غيره: سمي الزنا سفاحا لأنه ليس ثم حرمة نكاح ولا عقد تزويج، وكل واحد منهما سفح منيته أي دفقها بلا حرمة أباحت دفقها. وكان أهل الجاهلية، إذا خطب الرجل المرأة قال: أنكحيني، فإذا أراد الزنا قال: سافحيني. والسفاح، ككتان : الرجل المعطاء ، مشتق من ذلك، هو أيضا الرجل الفصيح . ورجل سفاح، أي قادر على الكلام. السفاح: لقب أمير المؤمنين عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهم، أول خلفاء بني العباس ، وآخرهم المستعصم بالله المقتول ظلما، وأخبارهم مشهورة. السفاح رئيس للعرب . السفاح: سيف حميد بن بحدل ، بالحاء المهملة، على وزن جعفر. والسفوح ، بالضم: جمع سفح وهي أيضا الصخور اللينة المتزلقة. والسفيح: الكساء الغليظ. و من المجاز: السفيح أيضا: قدح من قداح الميسر مما لا نصيب له . وقال اللحياني: السفيح: الرابع من القداح الغفل، التي ليست لها فروض ولا أنصباء، ولا عليها غرم، وإنما يثقل بها القداح اتقاء التهمة. وقال في موضع آخر: يدخل في قداح الميسر قداح يتكثر بها كراهة التهمة، أولها المصدر، ثم المضعف، ثم المنيح، ثم السفيح، ليس لها غنم ولا عليها غرم. السفيح: الجوالق ، كالخرج يجعل على البعير. قال:

ينجو إذا ما اضطرب السفيحان
نجاء هقل جافل بفيحان

والمسفوح: بعير قد سفح في الأرض ومد، والواسع، والغليظ . وإنه لمسفوح العنق، أي طويله غليظه. ومن المجاز: جمل مسفوح الضلوع: ليس بكزها. المسفوح: فرس صخر بن عمرو ابن الحارث . من المجاز: المسفح كمحدث: يقال لكل من عمل عملا لا يجدي عليه، وقد سفح تسفيحا ، شبه بالقدح السفيح، وأنشد:

ولطالما أربت غير مـسـفـح      وكشفت عن قمع الذرى بحسام قوله: أربت، أي أحكمت. يقال: أجروا سفاحا، أي بغير خطر . من المجاز: ناقة مسفوحة الإبط ، أي واسعته ، وفي الأساس: واسعتها. قال ذو الرمة:

بمسفوحة الآباط عريانة القرا     نبال تواليها رحاب جنوبهـا والأسفح ، بالفاء : الأصلع لغة في القاف، وسيأتي قريبا. ومما يستدرك عليه: يقال لابن البغي: ابن المسافحة. وقال أبو إسحاق: المسافحة: التي لا تمتنع عن الزنا. وللوادى مسافح: مصاب. ومن المجاز: بينهما سفاح: قتال أو معاقرة.

س-ق-ح
السقحة، محركة: الصلعة. والأسقح: الأصلع ، وسيأتي في الصاد قريبا.

س-ل-ح

صفحة : 1634

السلاح ، بالكسر والسلح كعنب ، وضبطه الفيومي في المصباح كحمل، والسلحان، بالضم: آلة الحرب ، وفي المصباح: ما يقاتل به في الحرب ويدافع، أو حديدتها ، أي ما كان من الحديد؛ كذا خصه بعضهم، يذكر وبؤنث ، والتذكير أعلى، لأنه يجمع على أسلحة، وهو جمع المذكر، مثل حمار وأحمرة ورداء وأردية. ربما خص به السيف . قال الأزهري: والسيف وحده يسمى سلاحا، قال الأعشى:

ثلاثا وشهرا ثم صارت رذية     طليح سفار كالسلاح المفرد يعني السيف وحده. السلاح القوس بلا وتر. والعصا تسمى سلاحا، ومنه قول ابن أحمر:

ولست بعرنة عرك، سلاحي     عصا مثقوبة تقص الحمارا والجمع أسلحة وسلح وسلحان. وتسلح الرجل: لبسه ، وهو متسلح. والمسلحة : مثل الثغر والمرقب، وجمعه المسالح، وهي مواضع المخافة. وفي الحديث: كان أدنى مسالح فارس إلى العرب العذيب . قال بشر:

بكل قياد مسنـفة عـنـود       أضر بها المسالح والغوار

وقال الشماخ:

تذكرتها وهنا وقد حال دونهـا    قرى أذربيجان المسالح والجال

صفحة : 1635

المسلحة أيضا: القوم ذوو سلاح في عدة، بموضع رصد، قد وكلوا به بإزاء ثغر، واحدهم مسلحي. ونسب شيخنا التقصير إلى المصنف، وهو غير لائق، لكون الذي استدركه مفهوم من كلامه هذا. وفي النهاية: سموا مسلحة لأنهم يكونون ذوي سلاح، أو لأنهم يسكنون المسلحة، وهي كالثغر والمرقب، يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم على غفلة، فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له. وقال ابن شميل: مسلحة الجند: خطاطيف لهم بين أيديهم ينفضون لهم الطريق، ويتجسسون خبر العدو، ويعلمون علمهم، لئلاذ يهجم عليهم، ولا يدعون واحدا من العدو يدخل بلاد المسلمين، وإن جاء جيش أنذروا المسلمين. ورجل سالح: ذو سلاح كقولهم تامر ولابن. السلاح كغراب: النجو ، ومثله في الصحاح. وفي الهامش: صوابه: النجو الرقيق. وقد سلح الرجل كمنع يسلح سلحا، وأسلحه غيره. وناقة سالح: سلحت من البقل وغيره. وسلح الحشيش الإبل. هذه الحشيشة تسلح الإبل تسليحا. والإسليح ، بالكسر: نبت سهلي ينبت ظاهرا، وله ورقة دقيقة لطيفة وسنفة محشوة حبا كحب الخشخاش، وهو من نبات مطر الصيف، يسلح الماشية، الواحد إسليحة: تغزر عليه الألبان ، وفي نسخة: تكثر، بدل: تغزر، وفي أخرى: الإبل، بدل: الألبان؛ وجمع بينهما الجوهري. قالت أعرابيةق، وقيل لها: ما شجرة أبيك? فقالت: شجرة أبي الإسليح: رغوة وصريح، وسنام إطريح. وقيل: هي بقلة من أحرار البقول، تنبت في الشتاء، تسلح الإبل إذا استكثرت منها. وقيل: هي عشبة تشبه الجرجير، تنبت في حقوف الرمل. قال أبو زياد: منابت الإسليح الرمل وهمزة إسليح ملحقة له ببناء قطمير، بدليل ما انضاف إليها من زيادة الياء معها. هذا مذهب أبي علي. قال ابن جني: سألته يوما عن تجفاف أتاؤه للإلحاق بباب قرطاس? فقال: نعم. واحتج في ذلك بما انضاف إليها من زيادة الألف معها. قال ابن جني: فعلى هذا يجوز أن يكون ما جاء عنهم من باب أملود وأظفور ملحقا بعسلوج ودملوج، وأن يكون إطريح وإسليح ملحقا بباب شنظير وخنزير. قال: ويبعد هذا عندي، لأنه يلزم منه أن يكون باب إعصار وإسنام ملحقا بباب حدبار وهلقام، وباب إفهال لا يكون ملحقا، ألا ترى أنه في الأصل للمصدر نحو إكرام وإنعام، وهذا مصدر فعل غير ملحق، فيجب أن يكون المصدر في ذلك على سمت فعله غير مخالف له. قال: وكأن هذا ونحوه إنما لا يكون ملحقا من قبل أن ما زيد على الزيادة الأولى في أوله إنما هو حرف لين، وحرف اللين لا يكون للإلحاق، إنما جيء به لمعنى، وهو امتداد الصوت به، وهذا حديث غير حديث الإلحاق، ألا ترى أنك إنما تقابل بالملحق الأصل، وباب المد إنما هو الزيادة أبدا. فالأمران على ما ترى في البعد غايتان؛ كذا في اللسان. سليح كجريح: قبيلة باليمن ، هو سليح بن حلوان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. قلت: واسمه عمرو، وهو أبو قبيلة، وإخوته أربع قبائل: تغلب الغلباء، وغشم، وربان، وتزيد، بني حلوان ابن عمرو. وسيلحون بالفتح : ة أو مدينة باليمن، على ما في المغرب ولا تقل: سالحون ، فإنه لغة العامة، بنصب النون ورفعها. وقد ذكر إعرابه وما يتعلق به في نصب فراجعه. وقال الليث: سيلحين: موضع، يقال: هذه سيلحون، وهذه سيلحين، وأكثر ما يقال: هذه سيلحون، ورأيت سيلحين. والسلح، كصرد: ولد الحجل مثل السلك والسلف، ج سلحان كصردان في صرد، أنشد أبو عمرو لجؤية:

صفحة : 1636

وتتبعه غبر مـا عـدا عـدوا    كسلحان حجلى قمن حين يقوم وفي التهذيب: السلحة والسلكة: فرخ الحجل، وجمعه سلحان وسلكان. عن ابن شميل: السلح بالتحريك: ماء السماء في الغدران وحيث ما كان. يقال: ماء العد، وماء السلح. قال الأزهري: سمعت العرب تقول لماء السماء: ماء الكرع، ولم أسمع السلح. وسلحته السيف ، جاء ذلك في حديث عقبة بن مالك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فسلحت رجلا منهم سيفا ، أي جعلته سلاحه . وفي حديث عمر رضي الله عنه لما أتي بسيف النعمان بن المنذر دعا جبير بن مطعم فسلحه إياه. وفي حديث أبي قال له: من سلحك هذا القوس? قال: طفيل . سلاح كسحاب أو قطام: ع أسفل خيبر . وفي الحديث: حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح . وماء لبني كلاب من شرب منه سلح . وحقيق أن يكون بهذه الصفة ماء أكرى. وسلحين ، بالفتح، بني في ثمانين سنة وفي الروض: بينون وسلحين: مدينتان عظيمتان خربهما أرياط، قال الشاعر:

أبعد بينون لا عين ولا أثـر     وبعد سلحين يبني الناس أبياتا السلح كقفل: ماء بالدهناء لبني سعد بن ثعلبة. السلح: رب يدلك به نحي السمن لإصلاحه. وقد سلح نحيه تسليحا ، إذا دلكه به. ومسلحة، كمعظمة: ع قال

لهم يوم الكلاب ويوم قـيس     أراق على المسلحة المزادا ومما يستدرك عليه: سلاح الثور: روقاه، سمي بذلك لأنه يذب بهما عن نفسه. قال الطرماح يذكر ثورا يهز قرنه للكلاب ليطعنها به:

يهز سلاحا لم يرثها كـلالة    يشك بها منها أصول المغابن إنما عنى روقيه. ومن المجاز: أخذت الإبل سلاحها: إذا سمنت. وكذا تسلحت بأسلحتها. قال النمر بن تولب:

أيام لم تأخذ إلي سلاحها    إبلي بجلتها ولا أبكارها قال ابن منظور: وليس السلاح اسما للسمن، ولكن لما كانت السمينة تحسن في عين صاحبها فيشفق أن ينحرها، صار السمن كأنه سلاح لها، إذ رفع عنها النحر. وفي كتاب الفرق لابن السيد: يقال: لأن صاحبها يمتنع من نحرها لحسنها في عينه، ولكثرة ألبانها، قال:

إذا سمعت آذانها صـوت سـائل     أصاخت فلم تأخذ سلاحا ولا نبلا وسبق في رمح مثل ذلك. والمسلحي: الموكل بالثغر والمرمر. والسلح: اسم لذي البطن. وقيل لما رق منه، من كل ذي بطن. وجمعه سلوح وسلحان. قال الشاعر فاستعاره للوطواط:

كأن برفغيها سلوح الوطاوط وأنشد ابن الأعرابي في صفة رجل:

ممتلئا ما تحته سلحانا وفي المصباح: هو سلحة، تسمية بالمصدر. وفي الأساس: هو أسلح من حبارى. وفي اللسان: والمسلح: منزل على أربع منازل من مكة. والمسالح: مواضع، وهي غير التي تقدمت. ومن المجاز: العرب تسمي السماك الرامح: ذا السلاح، والآخر: الأعزل؛ وهذا من الأساس.

س-ل-ط-ح
السلطح، بالضم: جبل أملس . السلاطح كعلابط: العريض ، قاله الأزهري، وأنشد:

سلاطح يناطح الأباطحا سلاطح: واد في ديار مراد القبيلة المشهورة. والسلنطح بالفتح، والمسلنطح بالضم: الفضاء الواسع، وسيذكر في الصاد المهملة. والاسلنطاح: الطول والعرض، يقال: قد اسلنطح. قال ابن قيس الرقيات:

أنت ابن مسلنطح البطاح ولم      تعطف عليك الحني والولوج

صفحة : 1637

قال الأزهري: الأصل السلاطح، والنون زائدة. والسلوطح: ع بالجزيرة، موجود في شعر جرير، مفسرا عن السكري، قال:

جر الخليفة بالجنود وأنـتـم      بين السلوطح والفرات فلول يقال: جارية سلطحة ، أي عريضة . واسلنطح الرجل: وقع على ظهره. ورجل مسلنطح، إذا انبسط. واسلنطح أيضا: وقع على وجهه كاسحنطر. اسلنطح الوادي: اتسع . واسلنطح الشيء: طال وعرض؛ كما في اللسان.

س-م-ح
سمح، ككرم، سماحا وسماحة وسموحا وسموحة ، بالضم فيهما وسمحا ، بفتح فسكون وسماحا، ككتاب ، إذا جاد بما لديه وكرم -قال شيخنا: المعروف في هذا الفعل أنه سمح كمنع، وعليه اقتصر ابن القطاع وابن القوطية وجماعة. وسمح، ككرم، معناه صار من أهل السماحة، كما في الصحاح وغيره. فاقتصار المصنف على الضم قصور. وقد ذكرهما معا الجوهري والفيومي وابن الأثير وأرباب الأفعال وأئمة الصرف وغيرهم. انتهى - كأسمح ، لغة في سمح. وفي الحديث: يقول الله تعالى: أسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبادي . يقال: سمح وأسمح: إذا جاد وأعطى عن كرم وسخاء، وقيل: إنما يقال في السخاء: سمح، وأما أسمح فإنما يقال في المتابعة والانقياد؛ والصحيح الأول. وسمح لي فلان: أعطاني. وسمح لي بذلك يسمح سماحة، وأسمح وسامح: وافقني على المطلوب؛ أنشد ثعلب:

لو كنت تعطي حين تسأل سامحت     لك النفس واحلولاك كل خلـيل فهو سمح ، بفتح فسكون. قال شيخنا: كلامه صريح كالجوهري في أن السمح يستعمل مصدرا وصفة من سمح بالضم، كضخم فهو ضخم. والذي في المصباح أنه ككتف، وسكون الميم في الفاعل تخفيف. وتصغيره سميح ، على القياس، وسميح ، بتشديد الياء، وقد أنكره بعض. وسمحاء ككرماء، كأنه جمع سميح كأمير، ومساميح كأنه جمع مسماح ، بالكسر، ومسمح ومسامح، ونسوة سماح ليس غير ، عن ثعلب؛ كذا في الصحاح. وفي المحكم والتهذيب: رجل سمح، وامرأة سمحة، من رجال ونساء سماح وسمحاء، فيهما؛ حكى الأخير الفارسي عن أحمد بن يحيى. ورجل سميح ومسمح ومسماح: سمح، ورجال مساميح، ونساء مساميح. قال جرير:

غلب المساميح الوليد سـمـاحة     وكفى قريش المعضلات وسادها وقال آخر: في فتية بسط الأكف مسامح عند الفضال قديمهم لم يدثر والسمحة للواحدة من النساء السمحة: القوس المواتية وهي ضد الكزة. قال صخر الغي:

وسمحة من قسي زارة حم     راء هتوف عدادها غرد قولهم: الحنيفية السمحة، هي الملة التي ما فيها ضيق ولا شدة. والتسميح: السير السهل. التسميح: تثقيف الرمح ورمح مسمح: ثقف حتى لان. التسميح: السرعة . قال نهشل بن عبد الله العنبري:

سمح واجتاب بلادا قيا وأورده الجوهري شاهدا على السير السهل. التسميح: الهرب . وقد سمح: إذا هرب. والمساهلة: كالمسامحة ، فهما متقاربان وزنا ومعنى. وفي اللسان: والمسامحة: المساهلة في الطعان والضراب والعدو. قال:

وسامحت طعنا بالوشيج المقوم السماح ككتاب كالسباح: بيوت من أدم ، حكاه ابن الفرج عن بعض الأعراب، وأنشد:

إذا كان المسارح كالسماح تقول العرب: عليك بالحق فإن فيه لمسمحا -كمسكن- أي متسعا ، كما قالوا: إن فيه لمندوحة. وقال ابن مقبل:

صفحة : 1638

وإني لأستحيي وفي الحق مسمح     إذا جاء باغي العرف أن أتعذرا وسمحة: فرس جعفر بن أبي طالب الطيار ذي الجناحين رضي الله عنه، وهذا الفرس من نسل خيل بني إياد، وبيته مشهور موجود نسله إلى الآن. وسمحة بن سعد، وابن هلال، كلاهما بالضم. وسميحة، كجهينة: بئر بالمدينة غزيرة الماء قديمة. وتسامحوا: تساهلوا . وفي الحديث المشهور السماح رباح ، أي المساهلة في الأشياء تربح صاحبها. وأسمحت قرونته -وفي بعض النسخ: قرينته- أي ذلت نفسه وتابعت، وسامحت كذلك. ويقال: أسمحت قرينته إذا ذل واستقام. وأسمحت قرونته لذلك الأمر إذا أطاعت وانقادت. أسمحت الدابة: لانت وانقادت بعد استصعاب . من المجاز: عود سمح بين السماحة والسموحة: مستو لين لا عقدة فيه . ويقال: ساجة سمحة: قال أبو حنيفة: وكل ما استوت نبتته حتى يكون ما بين طرفيه منه ليس بأدق من طرفيه أو أحدهما: فهو من السمح. وأبو السمح : كنية خادم النبي صلى الله عليه وسلم ومولاه، روى عنه محل بن خليفة: يغسل من بول الجارية . أبو السمح: تابعي، يدعى عبد الرحمن، ويلقب دراجا ومما يستدرك عليه: سمح وتسمح: فعل شيئا فسهل فيه. وعن ابن الأعرابي: سمح بحاجته، وأسمح: سهل له. ويقال فلان سميح لميح، وسمح لمح.

س-ن-ح
السنح، بالضم: اليمن والبركة وأنشد أبو زيد:

أقول والطير لنا سانـح     يجري لنا أيمنه بالسعود السنح: ع قرب المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، ويقال فيه بضمتين أيضا. وفيه منازل بني الحارث ابن الخزرج من الأنصار، كان به مسكن أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، لأنه كانت له زوجة من بني الحارث بن الخزرج، الذين كان السنح مسكنهم، وهي حبيبة أو مليكة بنت خارشجة، وكان عندها يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث الوفاة. ومنه ، أي من هذا الموضع خبيب بن عبد الرحمن السنحي . السنح من الطريق: وسطه . قال اللحياني: ضل عن سنح الطريق، وسجح الطريق: بمعنى واحد. من المجاز: سنح لي رأي، كمنع ، يسنح سنوحا ، بالضم وسنحا ، بضم فسكون وسنحا ، بضمتين، إذا عرض لي. سنح بكذا ، أي عرض تعريضا ولحن ولم يصرح . قال سوار بن مضرب:

وحاجة دون أخرى قد سنحت بها     جعلتها للتي أخفيت عـنـوانـا سنح فلانا عن رأيه ، أي صرفه ورده عما أراده؛ قاله ابن السكيت. سنح الرأي و الشعر لي يسنح: عرض لي أو تيسر. و سنحه به، وعليه: أحرجه ، أي أوقعه في الحرج، أ و أصابه بشر. و سنح عليه يسنح سنوحا وسنحا وسنحا. وسنح لي الظبي يسنح سنوحا ، بالضم إذا مر من مياسرك إلى ميامنك، وهو ضد برح. و في مجمع الأمثال للميداني: من لي بالسانح بعد البارح ، أي بالمبارك بعد الشؤم . قال أبو عبيدة: سأل يونس رؤبة وأنا شاهد عن السانح والبارح. فقال: السانح: ما ولاك ميامنه، والبارح: ما ولاك مياسره. وقال أبو عمرو الشيباني: ما جاء عن يمينك إلى يسارك، وهو إذا ولاك جانبه الأيسر، وهو إنسيه، فهو سانح؛ وما جاء عن يسارك إلى يمينك، وولاك جانبه الأيمن، وهو وحشيه، فهو بارح. قال: والسانح أحسن حالا من البارح عندهم في التيمن، وبعضهم يتشاءم بالسانح. قال عمرو بن قميئة:

صفحة : 1639

أجارهما بشر من الموت بعدما    جرى لهما طير السنيح بأشأم وقال أبو مالك: السانح يتبرك به والبارح يتشاءم به، والجمع سوانح. وقال ابن بري: العرب تختلف في العيافة، يعني في التيمن بالسانح والتشاؤم بالبارح، فأهل نجد يتيمنون بالسانح، وقد يستعمل النجدي لغة الحجازي.

والسنيح كأمير: هو السانح قال:

جرى يوم رحنا عامدين لأرضها     سنيح فقال القوم: مر سـنـيح والجمع سنح، بضمتين، قال: أبالسنح الميامن أم بنحس تمر به البوارح أم بنحس السنيح: الدر ، قاله بعضهم، قال أبو دواد يذكر نساء:

وتغالين بالسـنـيح ولا يس     ألن غب الصباح ما الأخبار أو السنيح خيطه الذي ينظم فيه الدر قبل أن ينظم فيه فإذا نظم فهو عقد، وجمعه سنح. السنيح: الحلي قاله بعضهم، واستشهد بقول أبي دواد المتقدم ذكره. سنيح كزبير: اسم . وسموا أيضا سنحا وسنيحا. في النوادر: يقال: استسنحته عن كذا، وتسنحته ، بمعنى استفحصته ، وكذلك استنحسته عن كذا، وتنحسته. وسنحان، بالكسر: مخلاف باليمن. و سنحان: اسم . ويقال: تسنح من الريح، أي استذر منها أي اطلب منها الذرا. يقال: رجل سنحنح ، أي لا ينام الليل ،وأورده ابن الأثير وذكر قول بعضهم:

سنحنح الليل كأني جني أي لا أنام الليل أبدا فأنا متيقظ، ويروى: سعمع وسيأتي ذكره في موضعه. ومما يستدرك عليه: السنح، بالكسر: الأصل، وروي بالجيم، والخاء، كما سيأتي. والسناح، بالكسر: مصدر سانح، كسنح؛ ذكره الجوهري وأورد بيت الأعشى:

جرت لهما طير السناح بأشأم والسنح، بضمتين: الظباء الميامين، والظباء المشائيم، على اختلاف أقوال العرب. قال زهير:

جرت سنحا فقلت لها أجيزي     نوى مشمولة فمتى اللقـاء مشمولة، أي شاملة، وقيل: مشمولة: أخذ بها ذات الشمال. وفي حديث عائشة رضي الله عنها واعتراضها بين يديه في الصلاة قالت: أكره أن أسنحه ، أي أكره أن أستقبله ببدني في الصلاة. وفي حديث أبي بكر قال لأسامة: أغر عليهم غارة سنحاء من سنح له له الرأي: إذا اعترضه. قال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية، والمعروف: سحاء، وقد ذكر في موضعه.

س-ن-ط-ح
السنطاح، بالكسر: الناقة الرحيبة الفرج ، كذا في التهذيب، وأنشد:

يتبعن سمحاء من السرادح
عيهلة حرفا من السناطح

س-و-ح
الساحة: الناحية، و هي أيضا فضاء يكون بين دور الحي . وساحة الدار: باحتها. ج ساح وسوح وساحات ، الأولى عن كراع. قال الجوهري: مثل بدنة وبدن، وخشبة وخشب. والتصغير سويحة.

س-ي-ح
ساح الماء يسيح سيحا وسيحانا ، محركة: إذا جرى على وجه الأرض. و ساح الظل ، أي فاء . السيح: الماء الجاري. و في التهذيب: الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض، وجمعه سيوح. وماء سيح وغيل، إذا جرى على وجه الأرض، وجمعه أسياج. السيح: الكساء المخطط يستتر به ويفترش وقيل: هو ضرب من البرود، وجمعه سيوح. وأنشد ابن الأعرابي:

وإني وإن تنكر سيوح عباءتي     شفاء الدقى يا بكر أم تمـيم سيح: ماء لبني حسان بن عوف ، وقال ذو الرمة:

يا حبذا سيح إذا الصيف التهب

صفحة : 1640

سيح: اسم ثلاثة أودية باليمامة ، بأقصى العرض منها، لآل إبراهيم بن عربي. والسياحة، بالكسر، والسيوح بالضم، والسيحان ، محركة، والسيح ، بفتح فسكون : الذهاب في الأرض للعبادة والترهب؛ هكذا في اللسان وغيره. وقول شيخنا: إن قيد العبادة خلت عنه أكثر زبر الأولين، والظاهر أنه اصطلاح، محل تأمل. نعم الذي ذكروه في معنى السياحة فقط، يعني مقيدا، وأما السيوح والسيحان والسيح فقالوا: إنه مطلق الذهاب في الأرض، سواء كان للعبادة أو غيرها. وفي الحديث: لا سياحة في الإسلام . أورده الجوهري، وأراد مفارقة الأمصار، والذهاب في الأرض، وأصله من سيح الماء الجاري، فهو مجاز. وقال ابن الأثير: أراد مفارقة الأمصار، وسكنى البراري، وترك شهود الجمعة والجماعات. قال: وقيل: أراد الذين يسعون في الأرض بالشر والنميمة والإفساد بين الناس، وقد ساح. ومنه المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام. في بعض الأقاويل، كان يذهب في الأرض، فأينما أدركه الليل صف قدميه وصلى حتى الصباح. فإذا كان كذلك فهو مفعول بمعنى فاعل. قد ذكرت في اشتقاقه خمسين قولا -قال شيخنا: كلها منقولة مبحوث فيها أنكرها الجماهير وقالوا: إنما هي من طرق النظر في الألفاظ، وإلا فهو ليس من ألفاظ العرب، ولا وضعته العرب لعيسى، حتى يتخرج على اشتقاقاتها ولغاتها- في شرحي لصحيح البخاري المسمى بمنح الباري وغيره من المصنفات. قال شيخنا: وشرحه هذا غريب جدا. وقد ذكره الحافظ ابن حجر وقال: إنه خرج فيه عن شرح الأحاديث المطلوب من الشرح إلى مقالات الشيخ محيى الدين بن عربي رحمه الله، الخارجة عن البحث، وتوسع فيها بما كان سببا لطرح الكتاب وعدم الالتفات إليه، مع كثرة ما فيه من الفوائد. بل بالغ الحافظ في شين الكتاب وشناعته بما ذكر. من المجاز: السائح الصائم الملازم للمساجد وهو سياحة هذه الأمة. وقوله تعالى: الحامدون السائحون قال الزجاج: السائحون -في قول أهل التفسير واللغة جميعا-: الصائمون. قال: ومذهب الحسن أنهم الذين يصومون الفرض. وقيل: هم الذين يديمون الصيام، وهو مما في الكتب الأول. وقيل: إنما قيل للصائم: سائح لأن الذي يسيح متعبدا يسيح ولا زاد معه، إنما يطعم إذا وجد الزاد، والصائم لا يطعم أيضا، فلشبهه به سمي سائحا. وسئل ابن عباس وابن مسعود عن السائحين، فقالا: هم الصائمون. والمسيح كمعظم: المخطط من الجراد ، الواحدة مسيحة. قال الأصمعي: إذا صار في الجراد خطوط سود وصفر وبيض فهو المسيح، فإذا بدا حجم جناحه فذلك الكتفان لأنه حينئذ يكتف المشي. قال: فإذا ظهرت أجنحته وصار أحمر إلى الغبرة فهو الغوغاء، الواحدة غوغاءة، وذلك حين يموج بعضه في بعض ولا يتوجه جهة واحدة. قال الأزهري هذا في رواية عمرو بن بحر. المسيح أيضا: المخطط من البرود . قال ابن شميل: المسيح من العباء: الذي فيه جدد: واحدة بيضاء، وأخرى سوداء ليست بشديدة السواد، وكل عباءة سيح ومسيحة؛ وما لم يكن جدد فإنما هو كساء وليس بعباء من المجاز: في التهذيب: المسيح من الطريق: المبين شركه ، محركة، هكذا هو مضبوط في النسخ، وضبطه شيخنا بضمتين، ولينظر، أي طرقه الصغار ، وإنما سيحه كثرة شركه، شبه بالعباء المسيح. من المجاز: المسيح: الحمار الوحشي لجدته التي تفصل بين البطن والجنب . وفي الأساس: والعير مسيح العجيزة، للبياض على عجيزته. قال ذو الرمة:

صفحة : 1641

تهاوي بي الظلماء حرف كأنها     مسيح أطراف العجيزة أصحر يعني حمارا وحشيا شبه الناقة به. من المجاز: سيحان كريحان: نهر بالشام بالعواصم من أرض المصيصة، نهر آخر بالبصرة، ويقال: فيه ساحين . سيحان: اسم واد أو : ة بالبلقاء من الشام، بها قبر سيدنا موسى الكليم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة و السلام ، وقد تشرفت بزيارته. وسيحون: نهر بما وراء النهر وراء جيحون، ونهر بالهند مشهور. من المجاز: المسياح بالكسر: من يسيح بالنميمة والشر في الأرض والإفساد بين الناس. وفي حديث علي رضي الله عنه: أولئك أمة الهدى، ليسوا بالمساييح ولا بالمذاييع البذر يعني الذين يسيحون في الأرض بالنميمة والشر والإفساد بن الناس. والمذاييع: الذين يذيعون الفواحش. قال شمر: المساييح ليس من السياحة، ولكنه من التسييح، والتسييح في الثوب أن تكون فيه خطوط مختلفة ليس من نحو واحد. وانساح باله: اتسع، وقال:

أمني ضمير النفس إياك بعدما   يراجعني بثي فينساح بالهـا انساح الثوب وغيره: تشقق ، وكذلك الصبح. وفي حديث الغار: فانساحت الصخرة : أي اندفعت وانشقت. ومنه ساحة الدار. ويروى بالخاء والصاد. انساح بطنه: كبر واتسع ودنا من السمن . وفي التهذيب عن ابن الأعرابي: يقال للأتان: قد انساح بطنها واندال، انسياحا، إذا ضخم ودنا من الأرض. وأساح فلان نهرا ، إذا أجراه ، قال الفرزدق:

وكم للمسلمين أسحت بحري     بإذن الله من نهر ونـهـر أساح الفرس بذنبه ، إذا أرخاه. وغلط الجوهري فذكره بالشين في أشاح. ووجدت في هامش الصحاح ما نصه: قال الأزهري: الصواب أساح الفرس بذنبه، إذا أرخاه، بالسين، والشين تصحيف. ومثله في التكملة للصغاني. وجزم غير واحد بأنه بالشين على ما في الصحاح. وجبل سياح بالإضافة ككتان حد بين الشام والروم ، ذكره أبو عبيد البكري. والسيوح بالضم: ة، باليمامة ، وهي الأودية الثلاثة التي تقدم ذكرها. أبو منصور مسلم بن علي ابن السيحي، بالكسر: محدث ، من أهل الموصل، روى عن أبي البركات بن حميد؛ قاله ابن نقطة. ومما يستدرك عليه. من اللسان: ويقال: أساح الفرس ذكره وأسابه، إذا أخرجه من قنبه قال خليفة الحصيني: ويقال سيبه وسيحه، مثله. ومن الأساس: من المجاز: وسيح فلان تسييحا كثر كلامه. وسيحان: ماء لبني تميم في ديار بني سعد؛ كذا في معجم البكري.