الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل الثالث عشر: فصل الصاد المهملة مع الحاء المهملة

فصل الصاد المهملة مع الحاء المهملة

ص-ب-ح
الصبح ، بالضم : الفجر، أو أول النهار، ج أصباح، وهو الصبيحة؛ والصباح نقيض المساء، والإصباح بالكسر، ,المصبح، كمكرم ، لأن المفعول مما زاد على الثلاثة كاسم المفعول. قال الله عز وجل: فالق الإصباح قال الفراء: إذا قيل: الأمساء والأصباح، فهو جمع المساء والصبح. قال: ومثله الأبكار والإبكار، وقال الشاعر:

أفنى رياحا وذوي رياح
تناسح الإمساء والإصباح

وحكى اللحياني: تقول العرب إذا تطيروا من الإنسان وغيره: صباح الله لا صباحك، قال: وإن شئت نصبت. وأصبح: دخل فيه ، أي الصبح، كما يقال: أمسى، إذا دخل في المساء. وفي الحديث: أصبحوا بالصبح فإنه أعظمث للأجر ، أي صلوها عند طلوع الصبح. وفي التنزيل وإنكم لتمرون عليهم مصبحين أصبح: بمعني صار . قال شيخنا فيه تطويل لأن بمعنى مستدرك كما لا يخفى. قال سيبويه: أصبحنا وأمسينا، أي صرنا في حين ذاك. وأصبح فلان عالما: صار. وصبحهم تصبيحا: قال لهم: عم صباحا ، وهو تحية الجاهلية، أو قال: صبحك الله بالخير. صبحهم: أتاهم صباحا، كصبحهم، كمنع . قال أبو عدنان: الفرق بين صبحنا وصبحنا أنه يقال: صبحنا بلد كذا وكذا، وصبحنا فلانا، فهذه مشددة؛ وصبحنا أهلها خيرا أو شرا. وقال النابغة:

وصبحه فلجا فـلا زال كـعـبـه   على كل من عادى من الناس عاليا ويقال: صبحه بكذا، ومساه بكذا، كل ذلك جائز، قال بجير بن زهير المزني، وكان أسلم:

صبحناهم بألف من سـلـيم     وسبع من بني عثمان وافي معناه أتيناهم صباحا بألف رجل من بني سليم. وقال الراجز:

نحن صبحنا عامرا في دارها
جردا تعادى طرفي نهارها

يريد أتيناها صباحا بخيل جرد. وقال الشماخ:

وتشكو بعين ما أكل ركـابـهـا    وقيل المنادي: أصبح القوم أدلجى

صفحة : 1653

قال الأزهري: يسأل السائل عن هذا البيت فيقول: الإدلاج: سير الليل، فكيف يقول: أصبح القوم، وهو يأمر بالإدلاج? وقد تقدم الجواب في دلج فراجعه. صبحهم: سقاهم صبوحا من لبن، يصبحهم صبحا، وصبحهم تصبيحا، كذلك. وهو ، أي الصبوح: ما حلب من اللبن بالغداة ، أو ما شرب بالغداة فما دون القائلة. وفعلك الاصطباح. الصبوح أيضا: كل ما أكل أو شرب غدوة، وهو خلاف الغبوق. والصبوح: ما أصبح عندهم من شراب فشربوه. الصبوح: الناقة تحلب صباحا ، حكاه اللحياني وأبو الهيثم. وقول شيخنا إنه غريب محل نظر. من المجاز: هذا يوم الصباح ، ولقيتهم غداة الصباح: وهو يوم الغارة ، قال الأعشى:

به ترعف الألف إذ أرسلت     غداة الصباح إذا النقع ثارا يقول: بهذا الفرس يتقدم صاحبه الألف من الخيل يوم الغارة. والعرب تقول إذا نذرت بغارة من الخيل تفجؤهم صباحا: يا صباحاه: ينذرون الحي أجمع بالنداء العالي. ويسمون يوم الغارة يوم الصباح، لأنهم أكثر ما يغيرون عند الصباح. والصبحة، بالضم: نوم الغداة، ويفتح ، وقد كرهه بعضهم. وفي الحديث أنه نهى عن الضبحة، وهي النوم أول النهار، لأنه وقت الذكر ثم وقت طلب الكسب. وفي حديث أم زرع، أنها قالت: وعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح . أرادت أنها مكفية فهي تنام الصبحة. الصبحة: ما تعللت به غدوة . وقد تصبح : إذا نام بالغداة. وفي الحديث: من تصبح بسبع تمرات عجوة ، هو تفعل من صبحت القوم: إذا سقيتهم الصبوح، وصبحت، التشديد لغة فيه. الصبحة والصبح: سواد إلى الحمرة، أو لون يضرب إلى الشهبة قريب منها أو إلى الصهبة ، وجزم السهيلي بأن الصبحة بياض غير خالص. وقال الليث: الصبح: شدة الحمرة في الشعر. وهو أصبح. وهي صبحاء . وعن الليث: الأصبح قريب من الأصهب. وروى شمر عن أبي نصر قال: في الشعر الصبحة والملحة. ورجل أصبح اللحية: الذي تعلوا شعره حمرة. وقال شمر: الأصبح: الذي يكون في سواد شعره حمرة. وفي حديث الملاعنة: إن جاءت به أصبح أصهب ، الأصبح: الشديد حمرة الشعر. ومنه صبح النهار، مشتق من الأصبح. قال الأزهري: ولون الصبح الصادق يضرب إلى الحمرة قليلا، كأنها لون الشفق الأول في أول الليل. وأتينه لصبح خامسة ، بالضم، كما تقول: لمسي خامسة، ويكسر، أي لصباح خمسة أيام . وحكى سيبويه: أتيته صباح مساء. من العرب من يبنيه كخمسة عشر، ومنهم من يضيفه، إلا في حد الحال أو الظرف. وأتيته ذا صباح، وذا صبوح، أي بكرة . قال سيبويه: لا يستعمل إلا ظرفا ، وهو ظرف غير متمكن. وقد جاء في لغة لخثعم اسما قال أنس بن نهيك، منهم:

عزمت على إقامة ذي صباح    لأمر ما يسود مـن يسـود

صفحة : 1654

لم يستعمله ظرفا. قال سيبويه: هي لغة لخثعم. ووجدت في هامش الصحاح: البيت لرجل من خثعم قاله على لغته، لأنه جر ذا صباح، وهو ظرف لا يتمكن، والظروف التي لا تتمكن لا تجر ولا ترفع، ولا يجوز ذلك إلا في لغة قوم من خثعم أو يضطر إليه شاعر. يريد: عزمت على الإقامة إلو وقت الصباح، لأني وجدت الرأي والحزم يوجبان ذلك. ثم قال: لشيء ما يسود من يسود: يقول: إن الذي يسوده قومه لا يسود إلا لشيء من الخصال الجميلة والأمور المحمودة رآها قومه فيه فسودوه من أجلها؛ كذا قاله ابن السيرافي. ولقيته ذات صبحة وذا صبوح، أي حين أصبح، وحين شرب الصبوح. وعن ابن الأعرابي: أتيته ذات الصبوح، وذات الغبوق، إذا أتاه غدوة وعشية؛ وذا صباح، وذا مساء؛ وذات الزمين، وذات العويم، أي منذ ثلاثة أزمان وأعوام. والأصبح: الأسد ، بين الصبح. ورجل أصبح، كذلك. الأصبح: شعر يخلطه بياض بحمرة خلقة أيا كان، وقد اصباح اصبيحاحا، وصبح كفرح صبحا ، محركة وصبحة، بالضم . والمصبح، كمكرم: موضع الإصباح ووقته ، وعبارة الصحاح: والمصبح، بالفتح: موضع الإصباح، ووقت الإصباح أيضا، قال الشاعر:

بمصبح الحمد وحيث يمسي وهذا مبني على أصل الفعل قبل أن يزاد فيه، ولو بني على أصبح لقيل: مصبح، بضم الميم. انتهى. وفي بعض النسخ، بعد قوله: كمكرم: وكمذهب وهو الصواب إن شاء الله تعالى. وقال الأزهري: المصبح: الموضع الذي يصبح فيه، والممسي: المكان الذي يمسى فيه. ومنه قوله:

قريبة المصبح من ممساها والمصباح: السراح ، وهو قرطه الذي تراه في القنديل وغيره. وقد يطلق السراج على محل الفتيلة مجازا مشهورا؛ قاله شيخنا. وقال أبو ذؤيب الهذلي:

أمنك برق أبيت الليل أرقـبـه    كأنه في عراض الشام مصباح المصباح من الإبل: الذي يبرك في معرسه فلا ينهض حتى يصبح وإن أثير. وقيل: المصباح: الناقة التي تصبح في مبركها لا ترعى حتى يرتفع النهار ، وهو مما يستحب من الإبل، وذلك لقوتها وسمنها، جمعه مصابيح. أنشد ابن السيد في الفرق:

مصابيح ليست باللواتي يقودها    نجوم ولا بالآفلات الدوالـك المصباح: السنان العريض وأسنة صباحية. المصباح: قدح كبير ، عن أبي حنيفة، كالمصبح كمنبر ، في الأربعة. وعلى الثاني قول المزرد أخي الشماخ:

ضربت له بالسيف كوماء مصبحا     فشبت عليها النار فهي عـقـير

صفحة : 1655

والصبوحة: الناقة المحلوبة بالغداة، كالصبوح ، عن اللحياني. وقد تقدم ذكر الصبوح آنفا. ولو قال هناك: كالصبوحة، سلم من التكرار. وحكى اللحياني عن العرب: هذه صبوحي وصبوحتي. والصباحة: الجمال ، هكذا فسره غير واحد من الأئمة، وقيده بعض فقهاء اللغة بأنه الجمال في الوجه خاصة. ونقل شيخنا في عن أبي منصور: الصباحة في الوجه، والوضاءة في البشرة، والجمال في الأنف والحلاوة في العين، والملاحة في الفم، والظرف في اللسان، والرشاقة في القد، واللباقة في الشمائل، وكمال الحسن في الشعر. وقد صبح ككرم صباحة: أشرق وأنار؛ كذا في المصباح. فهو صبيح، وصباح، نقله الجوهري عن كسائي، واقتصر عليهما، وصباح، وصبحان، كشريف وغراب ورمان وسكران ، وافق الذين يقولون فعال الذين يقولون فعيل، لاعتقابهما كثيرا، والأنثى فيهما بالهاء والجمع صباح. وافق مذكره في التكسير، لاتفاقهما في الوصفية. وقال الليث: الصبيح: الوضيء الوجه. ورجل صبحان، محركة: يعجل الصبوح ، وهو ما اصطبح بالغداة حارا. قرب تصبيحنا. وقرب إلى الضيوف تصابيحهم، التصبيح الغداء ، وفي حديث المبعث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتيما في حجر أبي طالب، وكان يقرب إلى الصبيان تصبيحهم فيختلسون ويكف وهو اسم بني على تفعيل ، مثل الترعيب للسنام المنقطع، والتنبيت اسم لما ينبت من الغراس، والتنوير اسم لنور الشجر. يقال: صبت عليهم الأصبحية. الأصبحي: السوط ، وهي السياط الأصبحية، نسبة إلى ذي أصبح، لملك من ملوك اليمن من حمير؛ قاله أبو عبيدة. وذو أصبح هذا، قيل: هو الحارث بن عوف بن زيد ابن سدد بن زرعة وقال الن حزم هو ذو أصبح مالك بن زيد بن الغوث من ولد سبإ الأصغر، من أجداد سيدنا الإمام الأقدم والهمام الأكرم عالم المدينة مالك بن أنس الفقيه، وجده الأقرب أبو عامر بن عمرو بن الحارث ابن غيمان الأصبحي الحميري، تابعي. وذكر الحازمي في كتاب النسب: أن ذا أصبح من كهلان، وأن منهم الإمام مالكا. والمشهور هو الأول، لأن كهلان أخو حمير، على الصحيح، خلافا للجوهري، كما سيأتي. واصطبح: أسرج ، كأصبح؛ وهذا من الأساس. والشمع مما يصطبح به، أي يسرج به. اصطبح: شرب الصبوح -وصبحه يصبحه صبحا: سقاه صبوحا- فهو مصطبح ، وقال قرط بن التوأم اليشكري:

كان ابن أسماء يعشوه ويصبحه     من هجمة كفسيل النحل درار

صفحة : 1656

يعشوه: يطعمه عشاء. والهجمة: القطعة من الإبل. ودرار: من صفتها. وفي الحديث: ومالنا صبي يصطبح ، أي ليس لنا لبن بقدر ما يشربه الصبي بكرة من الجدب والقحط فضلا عن الكثير اصطبح واغتبق، وهو صبحان وغبقان. ومن أمثالهم السائرة في وصف الكذاب قولهم: أكذب من الآخذ الصبحان . قال شمر: هكذا قال ابن الأعرابي. قال وهو الحوار الذي قد شرب فروي، فإذا أردت أن تستدر به أمه لم يشرب لريه درتها. قال: ويقال أيضا: أكذب من الأخيذ الصبحان . قال أبو عدنان: الأخيذ: الأسير. والصبحان: الذي قد اصطبح فروي. قال ابن الأعرابي: وهو رجل كان عند قوم فصبحوه حتى نهض عنهم شاخصا، فأخذه قوم وقالوا: دلنا على حيث كنت. فقال: إنما بت بالققر، فبينما هم كذلك إذ قعد يبول. فعلموا أنه بات قريبا عند قوم. فاستدلوا به عليهم واستباحوهم. والمصدر الصبح، بالتحريك. واستصبح بالمصبح: استسرج به. وفي حديث جابر في شحوم الميتة: ويستصبح بها الناس ، أي يشعلون بها سروجهم. والصباحية، بالضم: الأسنة العريضة . وأسنة صباحية، قال ابن سيده: لا أدري إلام نسب. والصبحاء : الواضحة الجبين. الصبحاء والمصبح كمحدث: فرسان لهم. ودم صباحي، بالضم: شديد الحمرة ، مأخوذ من الأصبح: الذي تعلو شعره حمرة. قال أبو زبيد
عبيط صباحي من الجوف أشقرا والصباح بالضم شعلة القنديل وبنو صباح ، بالضم: بطون. منها بطن في عبد القيس، وهو صباح بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، أخو شن بن لكيز. وبطن في ضبة. وبطن في غني. وبطن في عذرة. وذو صباح: ع، وقيل من أقيال حمير ، وهو غير ذو أصبح وصباح وصبح ماءان حيال ، أي حذاء نملى ، محركة. صباح كسحاب ابن الهذيل أخو الإمام زفر الفقيه . صباح بن خاقان، كريم جواد امتدحه إسحاق النديم. صباح، كغراب، ابن طريف، جاهلي من بني ربيعة؛ كذا قاله أئمة الأنساب. قال الحافظ ابن حجر: وليس كذلك، بل هو ضبي، هو صباح بن طريف ابن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة، ينسب إليه جماعة، منهم عبد الحارث بن زيد بن صفوان بن صباح، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله. والصبح، محركة: بريق الحديد وغيره. وأم صبح، بالضم ، من أعلام مكة المشرفة، زيدت شرفا. في التهذيب: والتصبيح على وجوه، يقال: صبحت القوم الماء تصبيحا : إذا سريت بهم حتى أوردتهم إياه ، أي الماء صباحا ، ومنه قوله:

وصبحتهم ماء بفـيفـاء قـفـرة    وقد حلق النجمث اليماني فاستوى أراد سريت بهم حتى انتهيت بهم إلى ذلك الماء. وتقول: صبحت القوم تصبيحا، إذا أتيتهم مع الصباح. ومنه قول عنترة يصف خيلا:

وغداة صبحن الجفار عوابسا    تهدي أوائلهن شعث شزب

صفحة : 1657

أي أتين الجفار صباحا، يعني خيلا عليها فرسانها. ويقال: صبحت القوم، إذاسقيتهم الصبوح. انتهت عبارة التهذيب. وقد تقدم المعنيان الأخيران في أول المادة، ولم يزل دأب المصنف في تقطيع الكلام الموجب لسهام الملام، عفا عنا وعنه الملك العلام، فإنه لو ذكر هذه عند أخواتها كان أمثل لطريقته التي اختارها. من المجاز: يقال للرجل ينبه من سنة الغفلة: أصبح يا رجل، أي انتبه من غفلتك، وأبصر رشدك وما يصلحك. وقال رؤبة.

أصبح فما من بشر مآروش أي بشر معيب. ويقال للنائم: أصبح، أي استيقظ. وأصبحوا: استيقظوا في جوف الليل؛ كذا في الأساس. من المجاز أيضا: الحق الصابح ، وهو البين الظاهر الذي لا غبار عليه. وكذا قولهم صبحني فلان الحق، ومحضنيه. وصبحة ، بالفتح: قلعة بديار بكر ، بين آمد وميافارقين. ومما يستدرك عليه: قولهم: صبحك اله بخير، إذا دعا له. وأتيته أصبوحة كل يوم وأمسية كل يوم. وأصبح القوم: دنا وقت دخولهم في الصباح. وبه فسر قول الشماخ. والصبوح: كل ما أكل أو شرب غدوة، وهو خلاف الغبوق. وحكى الأزهري عن الليث: الصبوح: الخمر، وأنشد:

ولقد غدوت على الصبوح معي    شرب كرام من بنـي رهـم والصبائح في قول أبي ليلى الأعرابي: جمع صبوح، بمعنى لبن الغداة. وصبحت فلانا: أي ناولته صبوحا من لبن أو خمر. ومنه قول طرفة:

متى تأتني أصبحك كأسا روية أي أسقك. وفي المثل: أعن صبوح ترقق لمن يجمجم ولا يصرح. وقد يضرب أيضا لمن يوري عن الخطب العظيم بكناية عنه، ولمن يوجب عليك ما لا يجب بكلام يلطفه. وروي عن الشعبي أن رجلا سأله عن رجل قبل أم امرأته، فقال له الشعبي: أعن صبوح ترقق، حرمت عليه امرأته ظن الشعبي أنه كنى بتقبيله إياها عن جماعها. ورجل صبحان، وامرأة صبحى: شربا الصبوح، مثل سكران وسكرى. وفي مجمع الأمثال: وناقة صبحى: حلب لبنها، ذكره في الصاد. انتهى. وصبوح الناقة وصبحتها: قدر ما يحتلب منها صبحا. وصبح القوم شرا: جاءهم به صباحا. وصبحتهم الخيل وصبحتهم: جاءتهم صبحا. ويا صباحاه: يقولها المنذر. وصبح الإبل يصبحها صبحا: سقاها غدوة. والصابح: الذي يصبح إبله الماء، أي يسقيها صباحا. ومنه قول أبي زبيد:

حين لاحت للصابح الجوزاء وتلك السقية تسميها العرب الصبحة، وليست بناجعة عند العرب. ووقت الورد المحمود عندهم مع الضحاء الأكبر. وفي حديث جرير: و ولا يحسر صابحها ، أي لا يكل ولا يعيا، وهو الذي يسقيها صباحا لأنه يوردها ماء ظاهرا على وجه الأرض. وفي الحديث: فأصبحي سراجك ، أي أصلحيها. وفي حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام: كان يخدم بيت المقدس نهارا ويصبح فيه ليلا ، أي يسرج السراج. والمصابيح: الأقداح التي يصطبح بها، وأنشد:

نهل ونسعى بالمصابيح وسطها    لها أمر حزم لا يفرق مجمع

صفحة : 1658

ومصابيح النجوم: أعلام الكواكب. وفلان يتصابح ويتحاسن. ومن المجاز: رأيت المصاريح تزهر في وجهه. وفي مثل: أصبح ليل . ومخاطبةث الليل وخطاب الوحش مجازان؛ كذا في الأساس. وقد سمت صبحا وصباحا وصبيحا وصباحا وصبيحا ومصبحا، كقفل وسحاب وزبير وكتان وأمير ومسكن. وأسود صبح، تأكيد؛ قاله الزمخشري. وصباح: مولى العباس بن عبد المطلب؛ ذكره ابن بشكوال في الصحابة. وصبيح: مولى أبي أحيحة، تجهز لبدر فمرض. وعبد الله بن صبيح: تابعي، روى عنه محمد ابن إسحاق. وصبيحة بن الحارث القرشي التيمي: من مسلمة الفتح. وبنو صبح بن ذهل بن شيبان، قبيلة. وبنو صبح بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة فخذ. وصباح بن ثابت القشيري. وصبيح: مولى زيد بن أرقم. وصبيح بن عميرة. وصبيح مولى عبد الله بن رباح. وصبيح بن عبد الله العبسي، تابعيون. وصباح، بالضم: ابن نهد بن زيد، في قضاعة، وصباح بن عبيل بن أسلم، في عنزة. وصباح بن لكيز في عبد القيس، منهم أبو خيرة الصباحي، يأتي للمصنف في خ ي ر مع وهم. وصباح بن ظبيان في نسب جميل صاحب بثينة. وفي سعد هذيم صباح بن قيس بن عامر ابن هذيم. وصبح بن معبد بن عدي في طيئ. وصباح -كشداد- ابن محمد بن صباح، عن المعافى بن سليمان.

ص-ح-ح

صفحة : 1659

الصح، بالضم، والصحة، بالكسر ، وقد وردت مصادر على فعل، وفعلة، بالكسر، في ألفاظ هذا منها، وكالقل والقلة، والذل والذلة؛ قاله شيخنا، والصحاح، بالفتح ، الثلاثة بمعنى ذهاب المرض . وقد صح فلان من علته، هو أيضا البراءة من كل عيب وربب. وحكى ابن دريد عن أبي عبيدة: كان ذلك في صحه وسقمه. قال: ومن كلامهم: ما أقرب الصحاح من السقم. وقد صح يصح صحة، فهو صحيح، وصحاح ، بالفتح. وصحيح الأديم، وصحاح الأديم: بمعنى، أي غير مقطوع. وفي الحديث: يقاسم ابن آدم أهل النار قسمة صحاحا ، يعني قابيل الذي قتل أخاه هابيل، يعني أنه يقاسمهم قسمة صحيحة، فله نصفها ولهم نصفها. الصحاح بالفتح: بمعنى الصحيح. يقال: درهم صحيح وصحاح، ويجوز أن يكون بالضم كطوال في طويل، ومنهم من يرويه بالكسر، ولا وجه له. ورجل صحاح وصحيح، من قوم صحاح بالكسر، وأصحاء ، فيهما، وامرأة صحيحة، من نسوة صحاح وصحائح . وأصح الرجل فهو صحيح: صح أهله وماشيته ، صحيحا كان هو أو مريضا. وأصح القوم، وهم مصحون، إذا كانت قد أصابت أموالهم عاهة ثم ارتفعت. وفي الحديث: لا يورد الممرض على المصح. . أي لا يورد من إبله مرضى على من إبله صحاح، ولا يسقيها معها، كأنه كره ذلك أن يظهر بمال المصح ما ظهر بمال الممرض فيظن أنها أعدتها فيأثم بذلك. وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا عدوى أصح الله تعالى فلانا وصححه: أزال مرضه . ورد في بعض الآثار: الصوم مصحة ، بالفتح، ويكسر الصاد والفتح أعلى، أي يصح به مبنيا للمجهول. وفي اللسان: أي يصح عليه، هو مفعلة من الصحة: العافية. وهو كقوله في الحديث الآخر: صوموا تصحوا . والسفر أيضا مصحة. والصحصح والصحصاح والصحصحان ، كله : ما استوى من الأرض وجرد، والجمع الصحاصح. والصحصح: الأرض الجرداء المستوية ذات حصى صغار. ونقل شيخنا عن السهيلي في الروض: الصحصح: الأرض الملساء. انتهى. وأرض صحاصح وصحصحان: ليس بها شيء ولا شجر ولا قرار للماء. قال أبو منصور: وقلما تكون إلا في سند واد أو جبل قريب من سند واد، قال: والصحراء أشد استواء منها. قال الراجز:

تراه بالصحاصح السمالق
كالسيف من جفن السلاح

الدالق وقال آخر:
وكم قطعنا من نصاب عرفج
وصحصحان قذف مخرج
به الرذايا كالسفين المخرج

ونصاب العرفج: ناحيته. والقذف: التي لا مرتع بها. والمخرج: الذي لم يصبه مطر، أرض مخرجة. فشبه شخوص الإبل الحسرى بشخوص السفن. وأما شاهد الصحصاح فقوله.

حيث ارثعن الودق في الصحصاح وفي حديث جهيش: وكائن قطعنا إليك من كذا وكذا وتنوفة صحصح . وفي حديث ابن الزبير، لما أتاه قتل الضحاك، قال: إن ثعلب بن ثعلب حفر بالصحصحة فأخطأت استه الحفرة. وصحاح الطريق، بالفتح: ما اشتد منه ولم يسهل ولم يوطأ، قال ابن مقبل يصف ناقة:

إذا واجهت وجه الطريق تيممت    صحاح الطريق عزة أن تسهلا

صفحة : 1660

وصحصح الأمر: تبين ، مثل حصحص. والمصحصح ، بالضم: الرجل الصحيح المودة. و من المجاز: المصحصح: من يأتي بالأباطيل . وصحصح: ع بالبحرين. و صحصح: والد محرز أحد بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. صحصح: أبو قوم من تيم. و صحصح: أبو قوم من طيئ . والصحصحان: ع شديد البرد بين حلب وتدمر . والصحيح: فرس لأسد بن الرهيص الطائي صاحب الوقائع المشهورة. يقال: رجل صحصح وصحصوح، بضمهما ، إذا كان يتتبع دقائق الأمور فيحصيها ويعلمها . من المجاز: الترهات الصحاصح لا سدائد ولا صحائح: أي أباطيل لا أصل لها، مثله بالإضافة أيضا. وكذلك الترهات البسابس، و معناه الباطل . وهما بالإضافة أجود. قال ابنمقبل:

وما ذكره دهماء بعد مزارهـا     بنجران إلا الترهات الصحاصح ومما يستدرك عليه: استصح فلان من علته: إذا برئ قال الأعشى:

أم كما قالوا سقـيم فـلـئن     نفض الأسقام عنه واستصح وأنا أستصح ما تقول، وهو مجاز. وأرض مصحة: بريئة من الأوباء، صحيحة لا وباء فيها، ولا تكثر فيها العلل والأسقام. وصح الشيء: جعله صحيحا. وصححت الكتاب والحساب تصحيحا: إذا كان سقيما فأصلحت خطأه. وأتيت فلانا فأصححته، أي وجدته صحيحا. والصحيح من الشعر: ما سلم من النقص. وقيل: كل ما يمكن فيه الزحاف فسلم منه فهو صحيح. وقيل: الصحيح: كل آخر نصف يسلم من الأشياء التي تقع عللا في الأعاريض والضروب، ولا تقع في الحشو. والمصحصح في قول مليح الهذلي:

فحبك ليلـى حـين تـدنـو زمـانة    ويلحاك في ليلى العريف المصحصح قيل: أراد الناصح، كأنه المصحح، فكره التضعيف. ومن المجاز: صح عند القاضي حقه. وصحت شهادته. وصح له عليه كذا. وصح قوله؛ كذا في الأساس.

ص-د-ح
صدح الرجل والطائر كمنع يصدح صدحا ، بفتح فسكون، وصداحا كغراب: رفع صوته بغناء أو غيره. وصدح الديك والغراب: صاح. واسم الفاعل منه صداح. قال لبيد:

وقينة ومزهر صداح وقال حميد بن ثور

مطوقة خطباء تصدح كـلـمـا     دنا الصيف وانزاح الربيع فأنجما والصدح أيضا: شدة الصوت وحدته. والفعل كالفعل، والمصدر كالمصدر. والقينة الصادحة: المغنية. والصيدح ، كصقيل، والصدوح ، كصبور، والصيداح والمصدح: الصياح الصيت ، أي الشديد الصوت. قال:

وذعرت من زاجر وحواح
ملازم آثارهـا صـيداح

وصدح الحمار، وهو صدوح: صوت. قال أبو النجم:

محشرجا ومرة صدوحا

صفحة : 1661

وقال الأزهري: قال الليث: الصدح: من شدة صوت الديك والغراب ونحوهما. والصدحة، وبالضم، وبالتحريك واقتصر الجوهري على الأول: خرزة للتأخيذ . وفي الصحاح: خرزة يؤخذ بها الرجال.. وفي اللسان: خرزة يستعطف بها الرجال. وقال اللحياني: هي خرزة تؤخذ بها النساء الرجال والصدح، محركة: العلم، والمكان الخالي، في التهذيب: الصدح: الأكمة الصغيرة الصلبة الحجارة ، جمع ها صدحان. الصدح: ثمرة أشد حمرة من العناب وأنشز منه قليلا، وحمرته تضرب إلى السواد؛ قاله ابن شميل. الصدح: حجر عريض. و حكى ابن الأعرابي: الصدح: الأسود، ج صدحان، بالكسر . والأصدح: الأسد ، لزئيره. وصيدح : اسم ناقة ذي الرمة الشاعر المشهور، وفيها يقول:

سمعت: الناس ينتجعون غيثا     فقلت لصيدح انتجعي بلالا وفي الصحاح: رأيت الناس ، بدل: سمعت ، والناس مرفوع. قال أبو سهل: هكذا بخط الجوهري، وصحح عليه، والمحفوظ: سمعت الناس . ووجدت في الهامش لابن القطاع: يروى هذا البيت برفع الناس ونصبه بعد سمعت فالنصب ظاهر، وأما الرفع فعلى الحكاية، لأن سمعت فعل غير مؤثر، فجاز أن يعلق وتقع بعده الجمل، وتقدير المعنى: سمعت من يقول: الناس ينتجعون غيثا. وأما مع رأيت فلا يصح ذلك. وهو ، أي الصيدح أيضا: الفرس الشديد الصوت . ومن المجاز: قينة صادحة، وحاد صيدح، ومزهر صداح؛ كذا في الأساس.

ص-ر-ح
الصرح : بيت واحد يبنى منفردا ضخما طويلا في السماء. وقيل: هو القصر ، قاله الزجاج. قيل: هو كل بناء عال مرتفع. وفي التنزيل إنه صرح ممرد من قوارير والجمع صروح. قال أبو ذؤيب:

على طرق كنحور الظـبـا     ء تحسب آرامهن الصروحا وقال بعض المفسرين: الصرح: بلاط اتخذ لبلقيس من قوارير. الصرح: قصر لبخت نصر الجبار المشهور قرب بابل بالعراق، كان اتخذه لتجبره وعناده، وقصته مشهورة. الصرح بالتحريك : المحض الخالص من كل شيء . ومنهم من قيده بالأبيض، وأنشد للمتنخل بالهذلي:

تعلو السيوف بأيدينا جماجمهـم   &nbnbsp;  كما يفلق مرو الأمعز الصرح وأورد الأزهري والجوهري هذا البيت مستشهدا به على الخالص، من غير تقييد، كالصريح كأمير والصراح، بالفتح والضم ، والكسر أفصح. والاسم الصراحة بالفتح، والصروحة ، بالضم. وصرح نسبه، ككرم: خلص ، وكذا كل شيء. وكل خالص: صريح، وهو أي الرجل الخالص النسب: صريح من قوم صرحاء ، وهي أعلى. في التهذيب: والصريح من الرجال والخيل: المحض، ويجمع الرجال على صرحاء، والخيل على الصرائح يقال: فرس صريح من خيل صرائح . يقال: شتمه مصارحة وصراحا، بالضم والكسر، أي كفاحا و مواجهة. والاسم الصراح بالضم، كغراب . ويقال: لقيته مصارحة، وصراحا، وصراحا وكفاحا: بمعنى واحد، إذا لقيته مواجهة. قال:

قد كنت أنذرت أخـا مـنـاح
عمرا وعمرو عرضة الصراح

صفحة : 1662

وكأس صراح ، بالضم : لم تشب ، أي خالصة لم تخلط بمزاج ، هكذا في النسخ، وفي بعضها: بمزج. والتصريح: خلاف التعريض يقال: صرح فلان بما في نفسه تصريحا: إذا أبداه. التصريح: تبيين الأمر، كالصرح ، بفتح فسكون، والإصراح . يقال: صرح الشيء وصرحه وأصرحه، إذا بينه وأظهره. وفي حديث ابن عباس: سئل متى يحل شراء النخل? قال: حين يصرح، قيل: وما التصريح? قال: حين يستبين الحلو من المر . قال الخطابي: هكذا يروى ويفسر، والصواب: يصوح، بالواو، وسيذكر في موضعه. ومن أمثالهم: صرحت بجدان. وجلدان ، أي أبدى الرجل أقصى ما يريده. التصريح: انكشاف الأمر ، وفي نسخة: الحق، يقال: انصرح الحق، وصرح، إذا بان. ومن ذلك المثل عند التصريح تستريح . وهو في مجمع الأمثال للميداني، لازم و متعد. و التصريح في الخمر: ذهاب زبدها وقد صرحت، إذا انجلى زبدها فخلصت. قال الأعشى.

كميتا تكشف عن حمرة     إذا صرحت بعد إزبادها يقول: قد صرحت بعد تهدار وإزباد. وتصرح الزبد عنها: انجلى فخلص. تقول: صرحت كحل، أي أجدبت وصارت صريحة ، أي خالصة في الشدة. وكذلك تقول: صرحت السنة، إذا ظهرت جدوبتها. قال سلامة بن جندل :

قوم إذا صرحت كحـل، بـيوتـهـم     مأوى الضيوف ومأوى كل قرضوب صرح الرامي تصريحا، إذا رمى ولم يصب الهدف. والمصراح بالكسر: الناقة لا ترغي ؛ كذا في التهذيب. وفي المحكم وغيره: ناقة مصراح: قليلة الرغوة خالصة اللبن. والصراحية ، بالضم وتشديد المثناة التحتية: آنية للخمر ، قال ابن دريد: ولا أدري ما صحته الصراحية بالتخفيف مع الضم: الخمر نفسها الخالصة ، أي من غير مزج. كذلك من الكلمات الخالصة . وكذب صراحية، كالصراح، بالضم . وكذب صراحي، كالصراح، بالكسر أيضا، أي بين يعرفه الناس. ويوم مصرح، كمحدث ، أي بلا سحاب ، وهو في شعر الطرماح، في قوله يصف ذئبا:

إذا امتل يهوي قلت ظل طخاءةذري الريح في أعقاب يوم مصرح امتل: عدا. وطخاءة: سحابة خفيفة. أي ذراه الرح في يوم مصح. شبه الذئب في عدوه في الأرض بسحابة خفيفة في ناحية من نواحي السماء. وصرح النهار: ذهب سحابه وأضاءت شمسه؛ كما في الأساس. وانصرح الحق: بان وانكشف. وصارح بما في نفسه: أبداه وأظهره، كصرح مشددا ومخففا. وأنشد أبو زياد:

وإني لأكنو عن قذور بغيرهـا     وأعرب أحيانا بها فأصـارح
أمنحدرا ترمي بك العيس غربة    ومصعدة برح لعينيك بـارح

والصريح، كجريح : فحل من خيل العرب، وهو فرس عبد يغوث بن حرب، وآخر لبني نهشل، وآخر للخم . وبلا لام: اسم فحل منجب. وقال أوس بن غلفاء الهجيمي:

ومركضة صريحي أبوها    يهان لها الغلامة والغلام

وقال طفيل:

عناجيح فيهن الصريح ولاحق    مغاوير فيها للأريب معقب

صفحة : 1663

ويروى: من آل الصريح وأعوج، غلبت الصفة على هذا الفحل فصارت له اسما. صراح كرمان: طائر كالجندب ، وحكمه أنه يؤكل . وصرواح، بالكسر: حصن باليمن بناه الجن لبلقيس بأمر سيدنا سليمان عليه السلام، وهو في الصحاح معرف بالألف واللام. والصمارح بالضم: الخالص . من كل شيء، والميم زائدة، ويروى عن أبي عمرو: الصمادح، بالدال. قال الجوهري: ولا أظنه محفوظا. وخرج لهم صرحة برحة. أي بارزا لهم. وإن خروج صرحة برحة -بالفتح في آخرهما، وبالتنوين معا- لكثير . ومما يستدرك عليه: قولهم: أتاه بالأمر صراحية، أي خالصا. ولبن صريح: ساكن الرغوة خالص. وفي المثل:

برز الصريح بجانب المتن يضرب للأمر الذي وضح. وبول صريح: خالص ليس عليه رغوة. قال الأزهري: يقال للبن والبول: صريح، إذا لم يكن فيه رغوة. قال أبو النجم:

يسوف من أبوالها الصريحا وصريح النصح: محضه. ومن المجاز: شر صراح. وصرح الحق عن محضه، أي انكشف؛ كذا في الأساس. وكذب صرحان، بالضم، أي خالص؛ عن اللحياني. والصراح: اللبن الرقيق الذي أكثر ماؤه فترى في بعضه سمرة من مائه وخضرة. والصراح: عرق الدابة يكون في اليد؛ كذا حكاه كراع، بالراء، والمعروف: الصماح. ويقال: هذه صرحة الدار، وقارعتها، أي ساحتها وعرصتها. وقيل: الصرحة متن من الأرض مستو. والصرحة من الأرض: ما استوى وظهر. يقال: هم في صرحة المربد وصرحة الدار: وهو ما استوى وظهر، وإن لم يظهر فهو صرحة بعد أن يكون مستويا حسنا. قال: وهي الصحراء، فيما زعم أبو أسلم، وأنشد للراعي:

كأنها حين فاض الماء واختلفت    فتخاء لاح لها بالصرحة الذيب وفي هامش الصحاح أن البيت للنعمان بن بشير يصف فرسا. وفي نسخة: صقعاء، بدل: فتخاء. والصرحة أيضا: موضع. والصريحان: قبيلة.

ص-ر-د-ح
الصردح، كجعفر وسرداب: المكان المستوي الواسع الأملس. وقيل: هو المكان الصلب. وفي حديث أنس : رأيت الناس في إمارة أبي بكر جمعوا في صردح، ينفذهم البصر ويسمعهم الصوت. قال: الصردح الأرض الملساء، وجمعها صرادح. والصردحة: الصحراء التي لا تنبت، وهي غلظ من الأرض مستو. وعن كراع: الصرداح: الفلاة التي لا شيء فيها. وعن ابن شميل: الصرداح: الصحراء التي لا شجر بها ولا نبت. وعن أبي عمرو: هي الأرض اليابسة التي لا شجر بها. وضرب صرادحي وصمادحي، بالضم فيهما : شديد بين ، وسيأتي.

ص-ر-ط-ح
ومما يستدرك عليه: الصرطح: المكان الصلب، وكذلك الصرطاح؛ والسين لغة.

ص-ر-ف-ح
الصرنفح: الصياح ، أي الشديد الصوت، وهو أيضا الشديد الخصومة، كالصرنقح. وصرح ثعلب أن المعروف إنما هو بالفاء.

ص-ر-ق-ح
الصرنقح: الشديد الشكيمة من الرجال، الذي له عزيمة لا يخدع، ولا يطمع فيما عنده ، كذا في التهذيب. قيل: الصرنقح : الظريف . وقال ثعلب: الصرنقح: الشديد الخصومة والصوت. وأنشد لجران العود في وصف نساء ذكرهن في شعر له، فقال:

إن من النسوان من هي روضة     تهيج الرياض قبلها وتـصـوح
ومنهن غل مقفـل مـا يفـكـه    من الناس إلا الأحوذي الصرنقح

وفي التهذيب: إلا الشحشحان الصرنقح. قال شمر: ويقال: صرنقح، وصلنقح، بالراء واللام، والصرنقح أيضا: الماضي الجريء، والمحتال.

صفحة : 1664

ص-ط-ح
:المصطح، كمنبر: الصحراء الواسعة ليس بها رعي ، بكسر الراء، أي ما ترعاه الدواب ومكان يسوونه لدوس الحصيد فيه ، وهذه مما استدرك المصنف.

ص-ف-ح
الصفح من كل شيء: الجانب وصفحاه: جانباه، كالصفحة. وفي حديث الاستنجاء: حجرين للصفحين وحجرا للمسربة ، أي جانبي المخرج. الصفح من الجبل: مضطجعه والجمع صفاح. الصفح منك: جنبك. و الصفح من الوجه، والسيف: عرضه ، بضم العين وسكون الراء، ويضم فيهما. ونسب الجوهري الفتح إلى العامة. يقال نظر إليه بصفح وجهه، وصفحه، أي بعرضه. وضربه بصفح السيف، وصفحه. و ج، صفاح بالكسر، وأصفاح. وصفحتا السيف: وجهاه. أما قول بشر:

رضيعة صفح بالجباه ملـمة    لها بلق فوق الرؤوس مشهر فهو اسم رجل من بني كلب ابن وبرة، وله حديث عند العرب. ففي الصحاح أنه جاور قوما من بين عامر فقتلوه غدرا. يقول: غدرتكم بزيد بن ضباء الأسدي أخت غدرتكم بصفح الكلبي. صفح كمنع: أعرض وترك ، يصفح صفحا. يقال: ضربت عن فلان صفحا، إذا أعرضت عنه وتركته. ومن المجاز: أفنضرب عنكم الذكر صفحا منصوب على المصدر، لأن معنى قوله أنعرض عنكم الصفح، وضرب الذكر رده وكفه، وقد أضرب عن كذا، أي كف عنه وتركه. صفح عنه يصفح صفحا: أعرض عن ذنبه. وهو صفوح وصفاح: عفا . وصفحت عن ذنب فلان، وأعرضت عنه، فلم أؤاخذه به. صفح الإبل على الحوض إذا أمرها عليه إمرارا. صفح السائل عن حاجته يصفحه صفحا: رده ومنعه. قال:

ومن يكثر التسآل يا حر لا     يزل يمقت في عين الصديق ويصفح كأصفحه . يقال: أتاني فلان في حاجة فأصفحته عنها إصفاحا، إذا طلبها فمنعته. وفي حديث أم سلمة: لعله وقف على بابكم سائل فأصفحتموه ، أي خيبتموه. قال ابن الأثير: يقال: صفحته، إذا أعطيته، وأصفحته، إذا حرمته. صفحه بالسيف وأصفحه: ضربه به مصفحا كمكرم، أي بعرضه . وقال الطرماح:

فلما تناهت وهي عجلى كـأنـهـا    على حرف سيف حده غير مصفح وضربه بالسيف مصفحا ومصفوحا. عن ابن الأعرابي، أي معرضا. وفي حديث سعد بن عبادة: لو وجدت معها رجلا لضربته بالسيف غير مصفح . يقال: أصفحه بالسيف، إذا ضربه بعرضه دون حده، فهو مصفح بالسيف، والسيف مصفح، يرويان معا. وسيف مصفح ومصفح: عريض. وتقول: وجه هذا السيف مصفح، أي عريض، من أصفحته. وقال رجل من الخوارج: لنضربنكم بالسيوف غير مصفحات . يقول: نضربكم بحدها لا بعرضها. صفح فلانا يصفحه صفحا: سقاه أي شراب كان ومتى كان. صفح الشيء: جعله عريضا . قال:

يصفح للفنة وجها جأبا
صفح ذراعيه لعظم كلبا

صفحة : 1665

أراد صفح كلب ذراعيه، فقلب. وقيل: هو أن يبسطهما ويصير العظم بينهما ليأكله. وهذا البيت أورده الأزهري، قال: وأنشد أبو الهيثم، وذكره، ثم قال: وصف حبلا عرضه فاتله حين فتله فصار له وجهان، فهو مصفوح، أي عريض. قال: وقوله: صفح ذراعيه، أي كما يبسط الكلب ذراعيه على عرق يوتده على الأرض بذراعيه يتعرقه. ونصب كلبا على التفسير. كصفحه تصفيحا. ومنه قولهم: رجل مصفح الرأس، أي عريضها. صفح القوم صفحا، كذا ورق المصحف ، إذا عرضها ، وفي نسخة: عرضهما، وهي الصواب، واحدا واحدا. و صفح في الأمر إذا نظر فيه، كتصفح ، يقال: تصفح الأمر وصفحه: نظر فيه. وقال الليث: وصفح القوم وتصفحهم: نظر إليهم طالبا لإنسان. وصفح وجوههم وتصفحها: نظرها متعرفا لها. وتصفحت وجوه القوم، إذا تأملت وجوههم تنظر إلى حلاهم وصورهم وتتعرف أمرهم. وأنشد ابن الأعرابي:

صفحنا الحمول للسلام بنظرة     فلم يك إلا ومؤها بالحواجب

صفحة : 1666

أي تصفحنا وجوه الركاب وتصفحت الشيء، إذا نظرت في صفحاته. وفي الأساس: تصفحه: تأمله ونظر في صفحاته: والقوم: نظر في أحوالهم وفي خلالهم، هل يرى فلانا. وتصفح الأمر. قال الخفاجي في العناية في أثناء القتال: التصفح: التأمل لا مطلق النظر، كما في القاموس قال شيخنا: قلت: إن النظر هو التأمل، كما صرح به في قولهم: فيه نظر، ونحوه، فلا منافاة. قلت: وبما أوردنا من النصوص المتقدم ذكرها يتضح الحق ويظهر الصواب. صفحت الناقة تصفح صفوحا بالضم: ذهب لبنها وولى، وكذلك الشاة، فهي صافح . قال ابن الأعرابي: الصافح: الناقة التي فقدت ولدها فغرزت وذهب لبنها. والمصافحة: الأخذ باليد، كالتصافح . والرجل يصافح الرجل: إذا وضع صفح كفه في صفح كفه، وصفحا كفيهما: وجهاهما. ومنه حديث: المصافحة عند اللقاء: وهي مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف وإقبال الوجه على الوجه؛ كذا في اللسان والأساس والتهذيب، فلا يلتفت إلى من زعم أن المصافحة غير عربي. ملائكة الصفيح الأعلى: هو من أسماء السماء . وفي حديث علي وعمار: الصفيح الأعلى من ملكوته . ووجه كل شيء عريض : صفيح وصفيحة. والمصفح كمكرم: العريض من كل شيء، ويشدد ، وهو الأكثر. المصفح إصفاحا: الذي اطمأن جنبا رأسه ونتأ جبينه فخرجت وظهرت قمحدوته. المصفح من السيوف: الممال والمصابي الذي يحرف على حده إذا ضرب به، ويمال إذى أرادوا أن يغمدوه. قال ابن بزرج: المصفح: المقلوب . يقال: قلبت السيف وأصفحته وصابيته: بمعنى واحد. المصفح من الأنوف: المعتدل القصبة المستويها بالجبهة. المصفح من الرؤوس: المضغوط من قبل صدغيه حتى طال ، وفي نسخة: فطال ما بين جبهته وقفاه . وقال أبو زيد: من الرؤوس المصفح إصفاحا، وهو الذي مسح جنبا رأسه ونتأ جبينه، فخرج، وظهرت قمحدوته، والأرأس: مثل المصفح، ولا يقال: رؤاسي. المصفح من القلوب : الممال عن الحق. وفي الحديث: قلب المؤمن مصفح على الحق أي ممال عليه، كأنه قد جعل صفحه، أي جانبه عليه. وقوله: ما اجتمع ، مأخوذ من حديث حذيفة أنه قال: القلوب أربعة: فقلب أغلف، فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلك قلب رجع إلى الكفر بعد الإيمان؛ وقلب أجرد مثل السراج يزهر، فذلك قلب المؤمن؛ وقلب مصفح اجتمع فيه الإيمان والنفاق -ونص الحديث بتقديم النفاق على الإيمان- فمثل الإيمان فيه كمثل بقلة يمدها الماء العذب، ومثل النفاق فيه كمثل قرحة يمدها القيح والدم، وهو لأيهما غلب . قال ابن الأثير: المصفح: الذي له وجهان، يلقى أهل الكفر بوجه، وأهل الإيمان بوجه. وصفح كل شيء وجهه وناحيته. وهو معنى الحديث الآخر: شر الرجال ذو الوجهين: الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه . وهو المنافق. وجعل حذيفة قلب المنافق الذي يأتي الكفار بوجه، وأهل الإيمان بوجه آخر، ذا وجهين. قال الأزهري: وقال شمر فيما قرأت بخطه: القلب المصفح، زعم خالد أنه المضجع الذي فيه غل، الذي ليس بخالص الدين. قلت: فإذا تأملت ما تلونا عليك عرفت أن قول شيخنا رحمه الله تعالى -: كيف يجتمعان? وكيف يكون مثل هذا من كلام العرب، والنفاق والإيمان لفظان إسلاميان? فتأمل فإنه غير محرر، انتهى- نشأ من عدم اطلاعه على نصوص

صفحة : 1667

العلماء في بابه. المصفح: السادس من سهام الميسر ، ويقال له: المسبل، أيضا. وقال أبو عبيد: من أسماء قداح الميسر المصفح والمعلى. المصفح من الوجوه: السهل الحسن ، عن اللحياني. والصفوح: الكريم ، لأنه يصفح عمن جنى عليه. أما الصفوح من صفات الله تعالى فمعناه العفو عن ذنوب العباد، معرضا عن مجازاتهم بالعقوبة تكرما. الصفوح في نعت المرأة: المعرضة الصادة الهاجرة ، فأحدهما ضد الآخر. قال كثير يصف امرأة أعرضت عنه:ماء في بابه. المصفح: السادس من سهام الميسر ، ويقال له: المسبل، أيضا. وقال أبو عبيد: من أسماء قداح الميسر المصفح والمعلى. المصفح من الوجوه: السهل الحسن ، عن اللحياني. والصفوح: الكريم ، لأنه يصفح عمن جنى عليه. أما الصفوح من صفات الله تعالى فمعناه العفو عن ذنوب العباد، معرضا عن مجازاتهم بالعقوبة تكرما. الصفوح في نعت المرأة: المعرضة الصادة الهاجرة ، فأحدهما ضد الآخر. قال كثير يصف امرأة أعرضت عنه:

صفوحا فما تلقاك إلا بـخـيلة    فمن مل منها ذلك الوصل ملت كأنها لا تسمح إلا بصفحتها . والصفائح: قبائل الرأس ، واحدتها صفيحة. الصفائح: ع. و الصفائح من الباب: ألواحه. و قولهم: استلوا الصفائح، أي السيوف العريضة ، واحدتها صفيحة. وقولهم: كأنها صفيحة يمانية. الصفائح: حجارة عراض رقاق ، والواحد كالواحد. يقال: وضعت على القبر الصفائح، كالصفاح، كرمان ، وهو العريض. والصفاح، أيضا من الحجارة كالصفائح، الواحدة صفاحة، وفي اللسان: وكل عريض من حجارة أو لوح ونحوهما صفاحة والجمع صفاح؛ وصفيحة والجمع صفائح. ومنه قول: النابغة:
ويوقدن بالصفاح نار الحباحب قال الأزهري: ويقال للحجارة العريضة: صفائح، واحدتها صفيحة وصفيح. قال لبيد:

وصفائحا صما، روا    سيها يسددن الغضونا وهو -قال شيخنا: هكذا بالتذكير في سائر النسخ، والأولى: وهي- الإبل التي عظمت أسنمتها ، فكاد سنام الناقة يأخذ قراها، وهو مجاز، أنشد ابن الأعرابي :

وصفاحة مثل الفنيق منحتها    عيال ابن حوب جنبته أقاربه شبه الناقة بالصفاحة، لصلابتها. وابن حوب رجل مجهود محتاج. ج صفاحات وصفافيح . الصفاح : ع قرب ذروة ، في ديار غطفان بأكناف الحجاز لبني مرة. والمصفحة: كمعظمة المصراة . وفي التهذيب: ناقة مصفحة ومصراة ومصواة ومصربة: بمعنى واحد. المصفحة: السيف، ويكسر، ج مصفحات . وقيل المصفحات: السيوف العريضة. وقال لبيد يصف سحابا:

كأن مصفحات في ذراه     وأنواحا عليهن المآلي

صفحة : 1668

قال الأزهري: شبه البرق في ظلمة السحاب بسيوف عراض. وقال ابن سيده: المصفحات: السيوف، لأنها صفحت حين طبعت، وتصفيحها تعريضها ومطلها. ويروى بكسر الفاء، كأنه شبه تكشف الغيث إذا لمع منه البرق فانفرج ثم التقى بعد خبوه بتصفيح النساء إذا صفقن بأيديهن. قلت: هكذا عبارة الصحاح، وصوابه: الغيم، بدل: الغيث. ويعلم من هذا أن المصفحات -على رواية الكسر- من المجاز، فتأمل. والتصفيح مثل التصفيق . وفي الحديث: التسبيح للرجال والتصفيح للنساء . ويروى أيضا بالقاف. يقال: صفح بيديه وصفق. قال ابن الأثير: هو من ضرب صفحة الكف على صفحة الكف الأخرى، يعني إذا سها الإمام ينبهه المأموم، إن كان رجلا قال: سبحان الله، وإن كانت امرأة ضربت كفها على كفها الأخرى، عوض الكلام. وروى بيت لبيد:

كأن مصفحات في ذراه جعل المصفحات نساء يصفقن بأيديهن في مأتم، شبه صوت الرعد بتصفيقهن. ومن رواه: مصفحات، أراد بها السيوف العريضة، شبه بريق البرق ببريقها. قال ابن الأعرابي في جبهته صفح، محركة، أي عرض ، بسكون الراء، فاحش . وفي حديث ابن الحنفية، أنه ذكر رجلا مصفح الرأس، أي عريضه. ومنه إبراهيم الأصفح مؤذن المدينة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. قال شيخنا: الأصفح مؤذن المدينة، يروي عن أبي هريرة، وعنه ابنه إبراهيم؛ قاله ابن حبان. فالصواب إبراهيم بن الأصفح. والصفاح: ككتا، ويكره في الخيل: شبيه بالمسحة في عرض الخد يفرد بها اتساعه. و الصفاح: جبال تتاخم ، أي تقابل نعمان ، بفتح النون: جبل بين مكة والطائف. وفي الحديث ذكره، وهو موضع بين حنين وأنصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكة. وأصفحه: قلبه فهو مصفح، وقد تقدم. والمصافح: من يزني بكل امرأة حرة أو أمة . ومما يستدرك عليه: لقيه صفاحا، أي استقبله بصفح وجهه، عن اللحياني. وفي الحديث: غير مقنع رأسه ولا صافح بخده ، أي غير مبرز صفحة خده ولا مائل في أحد الشقين وصفيحة الوجه: بشرة جلده. والصفحان من الكتف: ما انحدر عن العين من جانبيهما، والجمع صفاح، وصفحة الرجل: عرض صدره. والصفاح. واستصفحه ذنبه: استغفره إياه وطلب أن يصفح له عنه. ومن المجاز: أبدى له صفحته: كاشفه.

ص-ق-ح
الصقح، محركة: الصلع. والنعت أصقح، و هي صقحاء. والاسم الصقح محركة والصقحة بالضم، وهي لغة يمانية.

ص-ل-ح
الصلاح: ضد الفساد -وقد يوصف به آحاد الأمة، ولا يوصف به الأنبياء والرسل عليهم السلام. قال شيخنا: وخالف في ذلك السبكي وصحح أنهم يوصفون به، وهو الذي صححه جماعة، ونقله الشهاب في مواضع من شرح الشفاء- كالصلوح ، بالضم. وأنشد أبو زيد:

فكيف بأطرافي إذا ما شتمتني     وما بعد شتم الوالدين صلوح

صفحة : 1669

وقد صلح كمنع ، وهي أفصح، لأنها على القياس، وقد أهملها الجوهري، وكرم ، حكاها الفراء عن أصحابه؛ كما في الصحاح. وفي اللسان: قال ابن دريد: وليس صلح بثبت -وأغفل المصنف اللغة المشهورة، وهي صلح كنصر- يصلح ويصلح، صلاحا وصلوحا، وقد ذكرها الجوهري والفيومي وابن القطاع والسرقسطي في الأفعال وغير واحد. وهو صلح، بالكسر، وصالح وصليح ، الأخيرة عن ابن الأعرابي. وهو مصلح في أموره وأعماله. وقد أصلحه الله تعالى. والجمع صلحاء وصلوح. وأصلحه: ضد أفسده ، وقد أصلح الشيء بعد فساده: أقامه. من المجاز: أصلح إليه، أحسن . يقال: أصلح الدابة: إذا أحسن إليها فصلحت. وفي التهذيب: تقول: أصلحت إلى الدابة، إذا أحسنت إليها. وعبارة الأساس: وأصلح إلى دابته: أحسن إليها وتعهدها. يقال: وقع بينهما صلح. الصلح، بالضم : تصالح القوم بينهم، وهو السلم بكسر السين المهملة وفتحها، يذكر ويؤنث. الصلح أيضا: اسم جماعة متصالحين. يقال: هم لنا صلح، أي مصالحون. هو من أهل نهر فم الصلح، بالكسر ، هكذا قيدوه، وعبارة الزمخشري تشير إلى الضم، وهو نهر بميسان ، بفتح الميم. ومنه علي بن الحسن بن علي بن معاذ الصلحي، راوي تاريخ واسط. قد صالحه مصالحة، وصلاحا ، بالكسر على القياس. قال بشر بن أبي خازم:

يسومون الصلاح بذات كهف     وما فيها لهم سلـع وقـار قوله: وما فيها. أي وما في المصالحة، ولذلك أنث الصلاح. وهكذا أورده ابن السيد في الفرق. واصطلحا واصالحا مشددة الصاد، قلبوا التاء صادا، وادغموها في الصاد، وتصالحا واصتلحا بالتاء بدل الطاء: كل ذلك بمعنى واحد. من سجعات الأساس: كيف لا يكون من أهل الصلاح، من هو من أهل صلاح، كقطام ، يجوز أن يكون من الصلح، لقوله عز وجل حرما آمنا ويجوز أن يكون من الصلاح، وقد يصرف : من أسماء مكة شرفها الله تعالى. قال حرب بن أمية يخاطب أبا مطر الحضرمي، وقيل: هو للحارث بن أمية:

أبا مطر هلم إلـى صـلاح     فتكفيك الندامى من قـريش
وتأمن وسطهم وتعيش فيهـم     أبا مطر هديت بخير عـيش
وتسكن بلدة عزت لـقـاحـا    وتأمن أن يزورك رب جيش

قال ابن بري: الشاهد في هذا الشعر صرف صلاح. قال: والأصل فيها أن تكون مبنية كقطام: وأما الشاهد على صلاح، بالكسر من غير صرف، فقول الآخر:

منا الذي بصلاح قام مؤذنا     لم يستكن لتهدد وتنـمـر

صفحة : 1670

يعني خبيب بن عدي. رأى الإمام المصلحة في كذا، واحدة المصالح ، أي الصلاح. ونظر في مصالح الناس. وهم من أهل المصال لا المفاسد. واستصلح: نقيض استفسد . من المجاز: هذا يصلح لك، كينصر، أي من بابتك ؛ هذا نص عبارة الجوهري. والبابة: النوع، وقد تقدم. وروح بن صلاح: محدث . وصالحان: محلة بأصبهان . منها أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الواعظ، عن أبي الشيخ الحافظ وغيره، وعنه حفيده أبو بكر محمد ابن علي، توفي سنة 440. ومفتي أصبهان أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن أيوب الصالحاني، ولده أبو محمد عبد الله، حدث عن ابن مندة، وعنه ابن مردويه. والصالحية: ة قرب الرهى ، من إنشاء الملك الصالح. الصالحية: محلة ببغداد، و: ة، بها وبظاهر دمشق، و: ة، بمصر نسبتا إلى الملك الصالح صلاح الدين يوسف بن أيوب والد الملوك سلطان مصر والشام. وسموا صلاحا كسحاب وصلحا ، بالضم ومصلحا ، كمحسن، وصليحا، كزبير . ومما يستدرك عليه: قو صلوح: متصالحون، كأنهم وصفوا بالمصدر. ومطرة صالحة، أي كثيرة، من باب الكناية. ومنه قول ابن جني: أبدلت الياء من الواو إبدالا صالحا، أي كثيرا. وصلاحية الشيء، مخففة كطواعية: مصدر صلح، وليس في كلامهم فعالية مشددة؛ كذا نقلوه. وصلحت حال فلان. وهو على حالة صالحة. وأتتني صالحة من فلان. ولا تعد صالحاته وحسناته. وصالح النبي عليه السلام من مشاهير الأنبياء، كانت منازل قومه في الحجر، وهو بين تبوك والحجاز. والاصطلاح على أمر مخصوص؛ قاله الخفاجي. ومن المجاز: هذا أديم يصلح للنعل. والصالحيون: محدثون، نسبة إلى جدهم. وبنو الصليحي: ملوك اليمن. وجعفر بن أحمد بن صليح الصلحي بضم الصاد وفتح اللام: محدث.

ص-ل-ب-ح
الصلنباح ، بتقديم النون على الموحدة كسقنطار: سمك طويل دقيق .

ص-ل-د-ح-
الصلدح، كجعفر: الحجر العريض ، رواه الأزهري عن الليث. وجارية صلدحة: عريضة . عن ابن دريد: ناقة جلندحة: شديدة، و صلندحة ، بفتح الصاد واللام، ويضم الصاد خاصة: صلبة ، وهي خاصة بالإناث دون الذكور. والصلودح: الصلت الشديد وعلى الأول اقتصر أئمة اللغة.

ص-ل-ط-ح
الصلطح: الضخم، وبهاء: العريضة من النساء. واصلنطحت البطحاء: اتسعت ، قال طريح:

أنت ابن مصلنطح البطاح ولم    تعطف عليك الحني والولوج يمدحه بأنه من صميم قريش وهم أهل البطحاء. والمصلطح والصلاطح، كمسرهد وعلابط: العريض ، يقال: نصل مصلطح، أي عريض. ومكان صلاطح، أي عريض. منه قول الساجع: صلاطح بلاطح ، بلاطح، إتباع . والصلوطح: ع ، قال:

إني بعيني إذا أمت حمولهم     بطن الصلوطح لا ينظرن من تبعا

ص-ل-ف-ح
صلفح الدراهم: قلبها ، هذه المادة في سائر النسخ هكذا بالفاء بعد اللام، وصاحب اللسان أوردها بالقاف بدل الفاء. والصلافح: الدراهم ، عن كراع، بلا واحد . والمصلفح: العريض من الرؤوس ، اللام زائدة، وقد تقدم في صفح. والصلنفح الصياح أي الشديد الصوت، وكذلك الأنثى بغير هاء. وقال بعضهم: إنها لصلنفحة الصوت صمادحية، فأدخل الهاء؛ كذا في اللسان.

ص-ل-ق-ح
الصلنقح ، بالقاف: الرجل الشديد الشكيمة ، الذي له عزيمة؛ قاله شمر. وقد تقدم في صرنقح، أو الصلنقح: هو الظريف

ص-ل-م-ح

صفحة : 1671

صلمح رأسه ، بزيادة اللام: حلقه . من ذلك قولهم: جارية مصلمحة الرأس: زعراء لا شعر برأسها. وهذه المادة ملحقة بما بعدها لكون أن اللام زائدة على الصواب.

ص-م-ح
صمحه الصيف، كمنع وضرب: أذاب دماغه بحره ، أي بشدة حره، كذا هو نص عبارة الليث. قال الطرماح يصف كانسا من البقر
يذيل إذا نسـم الأبـردان     ويخدر بالصرة الصامحه والصرة: شدة الحر والصامحة: التي تؤلم الدماغ تصمحه وتصمحه صمحا: إذا اشتد عليه حرها حتى كادت تذيب دماغه. قال أبو زبيد الطائي:

من سموم كأنها لفح نار    صمحتها ظهيرة غراء صمحه بالسوط صمحا: ضربه به. صمحه يصمحه، إذا أغلظ له في المسألة وغيرها . وفي بعض الأمهات ونحوها ، بدل: وغيرها قال أبو وجزة:

زبنون صماحون ركن المصامح يقول: من شادهم شادوه فغلبوه. الصماح كغراب: العرق المنتن . وقيلك خبث الرائحة من العرق، هو الصنان وأنشد:

ساكنات العقيق أشهى إلى النف    س من الساكنات دور دمشـق
يتضوعن لو تضمخن بالمـس    ك صماحا كأنـه ريح مـرق

المرق: الجلد الذي لم يستحكم دباغه، وهو الإهاب المنتن. الصماح: الكي ، عن كراع. قال العجاج:

ذوقي، عقيد، وقعة السلاح
والداء قد يطلب بالصماح ويروى: يبرأ وعقيد: قبيلة من بجيلة في بكر بن وائل. وقوله بالصماح، أي بالكي. يقول: آخر الدواء الكي. قال أبو منصور: والصماح: أخذ من قولهم: صمحته الشمس، إذا آلمت دماغه بشدة حرها، كالصماحي بالضم وياء النسبة، مأخوذ من الصماح، وهو الصنان. الصماح: دابة دون الوبر ، بفتح فسكون. الصماح: شحمة تذاب فتوضع على شق الرجل تداويا . الصمحاء كحرباء: الأرض الغليظة كالحزباء، واحدتهما صمحاءة وحزباءة. وفي الصحاح: الصلبة ، بدل الغليظة . عن أبي عمرو: الأصمح: الشجاع الذي يتعمد رؤوس الأبطال بالنقف والضرب بشجاعته. صومح و صومحان: ع . قال:

ويوم بالمجازة والكلـنـدي     ويوم بين ضنك وصومحان هذه كلها مواضع. والصمحمح، والصمحمحي: الرجل الشديد ، كذا في الصحاح، المجتمع الألواح وكذلك الدمكمك. قال: وهو في السن ما بين الثلاثين والأربعين. ومثله في الروض الأنف للسهيلي. ولا عبرة بإنكار شيخنا عليه في التحديد، فمن حفظ حجة على من لم يحفظ. قال الجرمي: هو الغليظ القصير. و قيل: هو القصير الأصلع. و قيل: هو المحلوق الرأس ، عن السيرافي. والأنثى من كل ذلك بالهاء، قال:

صمحمحة لا تشتكي الدهر رأسها    ولو نكزتـهـا حـية لأبـلـت

صفحة : 1672

وقال: ثعلب: رأس صمحمح، أي أصلع غليظ شديد، وهو فعلعل، كرر فيه العين واللام. وبعير صمحمح: شديد قوي. قال ابن جني: الحاء الأولى من صمحمح زائدة، وذلك أنها فاضلة بين العينين، والعينان متى اجتمعتا في كلمة واحدة مفصولا بينهما، فلا يكون الحرف الفاصل بينهما إلا زائدا، نحو عثوثل وعقنقل وسلالم وخفيفد. وقد ثبت أن العين الأولى هي الزائدة، فثبت إذن أن الميم والحاء الأولتين في صمحمح هما الزائدتان، والميم والحاء الأخيرتين هما الأصليتان، فاعرف ذلك؛ كذا في اللسان. وحافر صموح ، كصبور، أي شديد ، وقد صمح صموحا. قال أبو النجم:

لا يتشكى الحافر الصموحا
يلتحن وجها بالحصى ملتوحا

وقيل: حافر صموح: شديد الوقع، عن كراع. ومما يستدرك عليه: شمس صموح: حارة مغيرة. قال:

شمس صموح وحرور كاللهب ويوم صموح وصامح: شديد الحر. واستدرك شيخنا صمحة أو أصمحة في اسم النجاشي، وإن كان المشهور أصحمة، كما يأتي في الميم.

ص-م-د-ح

صمدح يومنا: اشتد حره . منه الصميدح، كسميدع: اليوم الحار، والصلب الشديد، كالصمادحي ، بياء النسبة، والصمادح، بضمهما . وصوت صمادحي وصمادح وصميدح شديد. قال:

مالي عدمت صوتها الصميدحا وقال أبو عمرو: الصمادح: الشديد من كل شيء، وأنشد:

فشام فيها مذلغا صمادحا ورجل صميدح: صلب شديد. وضرب صرادحي وصمادحي: شديد بين. وهما أي الصمادحي والصمادح: الخالص من كل شيء ، عن أبي عمرو. قال الأزهري سمعت أعرابيا يقول لنقبة جرب حدثت ببعير فشك فيها، أبثر أم جرب: هذا خاق صمادح الجرب. والصمادح: الأسد ، لشدته وصلابته. ومن الطريق: واضحه البين. والصميدح: الخيار؛ عن ابن الأعرابي. ونبيذ صمادحي: قد أدرك وخلص. وبنو صمادح، من أعيان الأندلس ووزرائها، وإليهم تنسب الصمادحية من متنزهات الدنيا بالأندلس.

ص-ن-د-ح
الصندح: الحجر العريض . النون زائدة: وقد تقدم في صدح بعينه، فإيراده هنا غير لائق، كما لا يخفى.

ص-ن-ب-ح
صنابح ، الضم: أبو بطن من مراد. والنون زائدة. وقد ذكره الجوهري في صبح فهو غير مستدرك على الجوهري كما قبله. وحكى ابن القطاع في زيادتها الخلاف. منهم صفوان بن عسال الصحابي ، رضي الله عنه. ترجمه الخافظ ابن حجر في الإصابة وابن ابن أخيه عبد الرحمن بن عسيلة بن عسال تابعي مخضرم، ذكره ابن حبان. وصنابح بن الأعسر الأحمسي البجلي صحابي آخر ، رضي الله عنه، كوفي، روى عنه قيس بن أبي حازم وحده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إني فرطكم على الحوض . والحديث صحيح في جزء الجابري.

ص-و-ح
الصوح، بالفتح والضم ، لغتان صحيحتان، والفتح عن ابن الأعرابي: حائط الوادي . وفي الحديث أن محلم بن جثامة الليثي قتل رجلا يقول: لا إله إلا الله، فلما مات هو دفنوه فلفظته الأرض، فألقته بين صوحين فأكلته السباع . قيل: هو أسفل الجبل، أو وجهه القائم تراه كأنه حائط . وألقوه بين الصوحين: أي بين الجبلين. فأما ما أنشده بعضهم:

وشعب كشك الثوب شكس طريقه    مدارج صوحيه عذاب مخاصر
تعسفته بالليل لـم يهـدنـي لـه    دليل ولم يشهد له النعت خابـر

صفحة : 1673

فإنما عنى فما قبله فجعله كالشعب لصغره، ومثله بشك الثوب، وهي طريقة خياطته، لاستواء منابت أضراسه وحسن اصطفافها وتراصفها وجعل ريقه كالماء، وناحيتي الأضراس كصوحي الوادي. والتصوح: التشقق في الشعر وغيره، كالانصياح . يقال: انصاح الثوب انصياحا: إذا تشقق من قبل نفسه. وفي حديث الاستسقاء اللهم انصاحت جبالنا ، أي تشققت وجفت لعدم المطر. وفي حديث ابن الزبير: فهو ينصاح عليكم بوابل البلايا ، أي ينشق. التصوح: تناثر الشعر وتشققه من قبل نفسه. وقد صوحه الجفوف كالتصيح ، وكذلك البقل والخشب ونحوهما، لغة في تصوح. وقد صيحته الريح والحر والشمس، مثل صوحته. وتصيح الشيء: تكسر وتشقق. وصيحته أنا. التصوح: أن ييبس البقل من أعلاه وفي ندوة، قال الراعي:

وحاربت الهيف الشمال وآذنت    مذانب منها اللدن والمتصوح والتصويح: التجفيف . في اللسان: يقال: تصوح البقل وصوح تم يبسه. وقيل: إذا أصابته آفة ويبس. قال ابن بري: وقد جاء صوح البقل غير متعد بمعنى تصوح: إذا يبس، وعليه قول أبي علي البصير :

ولكن البلاد إذا اقشعـرت     وصوح نبتها رعي الهشيم وصوحته الريح: أيبسته. قال ذو الرمة:

وصوح البقل نئاج تجيء به    هيف يمانية في مرها نكب وقال الأصمعي: إذا تهيأ النبات لليبس قيل: قد اقطار، فإذا يبس وانشق قيل: قد تصوح. قال الأزهري: وتصوحه من يبسه زمان الحر، لا من آفة تصيبه. وفي الحديث نهى عن بيع النخل قبل أن يصوح ، أي قبل أن يستبين صلاحه وجيده من رديئه. ويروى بالراء، وقد تقدم. وفي حديث علي: فبادروا العلم من قبل تصويح نبته . والصواح، كغراب: الجص ، بكسر الجيم. قال الأزهري عن الفراء قال: الصواحي: مأخوذ من الصواح، وهو الجص، وأنشد:

جلبنا الخيل من تثليث حتى    كأن على مناسجها صواحا هكذا رواه ابن خالويه منصوبا، قال: شبه عرق الخيل لما ابيض بالصواح، وهو الجص. الصواح أيضا: عرق الخيل . وأنشد الأصمعي:

جلبنا الخيل دامية كـلاهـا     يسن على سنابكها الصواح وفي رواية: يسيل؛ كذا في الصحاح، والبيت الأول من التهذيب. الصواح: ما غلب عليه الماء من اللبن ؛ قاله أبو سيعد، وهو الضياح والشهاب. الصواح: الرخوة ، وفي اللسان: النجوة من الأرض. و الصواح: طلع النخل حين يجف فيتناثر؛ عن أبي حنيفة. تقول: هذه الساحة كأنها الصاحة : وهي أرض لا تنبت شيئا أبدا ، أي لا خير فيها. الصواحة كرمانة: ما تشقق من الشعر و ما تناثر منه، وكذا من الصوف. من المجاز: انصاح القمر انصياحا، إذا استنار . وانصاح الفجر والبرق: أضاء. وأصله الانشقاق. والمنصاح في قول عبيد يصف مطرا قد ملأ الوهاد والقرارات

فأصبح الروض والقيعان مترعة ما بين مرتتق منها ومنصـاح هو الفائض الجاري على وجه الأرض كذا رواه ابن الأعرابي. قال شمر: ويروى: مرتفق ، وهو الممتلئ. والمرتتق من النبات: الذي لم يخرج نوره وزهره من أكمامه. والمنصاح: الذي قد ظهر زهره. وروي عن أبي تمام الأسدي أنه أنشده:

من بين مرتفق منها ومن طاحي

صفحة : 1674

والطاحي: الذي فاض وسال وذهب. وصاحات: جبال بالسراة . وصاحتان: ع . وصاحة : موضع، و جبل . قال بشر بن أبي خازم:

تعرض جأبه المدرى خذول    بصاحة في أسرتها السلام قال ابن الأثير: الصاحة هضاب حمر قرب عقيق المدينة وقد جاء ذكرها في الحديث. والصوحان، بالضم: اليابس ، وبه سمي الرجل. ونخلة صوحانة: كزة السعف يابسته. وصحته أصوحه، أي شققته، فانصاح ، أي انشق. وبنو صوحان، من بني عبد القيس . وزيد بن صوحان بن حجر بن الحارث أبو سليمان، وقيل: أبو عائشة، أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وله ترجمة حسنة. وأخوه صعصعة بن صوحان، وسيحان بن صوحان. قال:

قتلت علياء وهند الجملي
وابنا لصوحان علي دين علي

ص-ي-ح
الصيح، والصيحة، والصياح، بالكسر والضم، والصيحان، محركة: الصوت . وفي التهذيب: صوت كل شيء إذا اشتد. وقد صاح يصيح وصيح: صوت بأقصى الطاقة ، يكون ذلك في الناس وغيرهم. قال :

وصاح غراب البين وانشقت العصا     ببين كما شق الأديم الصـوانـع

وقال الهذلي:

يصيح بالأسحار في كل صارة    كما ناشد الذم الكفيل المعاهـد والمصايحة والتصايح: أن يصيح القوم بعضهم ببعض . وقد صايحه وصايح به: ناداه. وصح لي بفلان: ادعه لي. من المجاز: صاحت النخلة: طالت . ويقال: بأرض فلان شجر صاح. من المجاز: صاح العنقود يصيح: إذا استتم خروجه من كمته -وفي بعض النسخ أكمته، وهي الأكمام- وطال، وهو في ذلك غض . وقول رؤبة:

كالكرم إذ نادى من الكافور إنما أراد صاح؛ فيما زعم أبو حنيفة. وصيح بهم ، إذا فزعوا. و صيح: فيهم إذا هلكوا . وقال امرؤ القيس:

دع عنك نهبا صيح في حجراته     ولكن حديث ما حديث الرواحل قول الله عز وجل فأخذتهم الصيحة يعني العذاب . والصيحة أيضا: الغارة إذا فوجئ الحي بها. والصائحة: صيحة المناحة ، يقال: ما ينتظرون إلا مثل صيحة الحبلى، أي شرا سيعاجلهم. من المجاز: عن ابن السكيت: يقال: غضب من غير صيح ولا نفر ، بفتح فسكون فيهما، أي من غير شيء صيح به، قال:

كذوب محول يجعل الله جـنة    لأيمانه من غير صيح ولا نفر أي من غير قليل ولا كثير . ويقال أيضا: لقيته قبل كل صيح ونفر. الصيح: الصياح. والنفر: التفرق، وذلك إذا لقيته قبل طلوع الفجر؛ كذا في أمثال الميداني. وتصيح الشيء: تكسر، و البقل ، مثل تصوح ، قد تقدم. وصيحته الشمس و صوحته ولوحته: إذا أذوته وآذته، كما في النوادر. من المجاز: تصايح غمد السيف ، إذا تشقق ، كما تقول: تداعى البنيان. من المجاز: غسلت رأسها بالصياح. الصياح، ككتان: عطر أو غسل ، بالكسر، من الخلوق ونحوه، كقولهم: عجت له ريحة. الصياح: علم. وبهاء نخل باليمامة . والصيحاني : ضرب من تمر المدينة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. قال الأزهري: هو أسود صلب الممضغة، نسب إلى صيحان ، اسم لكبش كان يربط إليها ، أي إلى تلك النخلة، فأثمرت تمرا صيحانيا فنسب إلى صيحان؛ أو اسم الكبش الصياح ، ككتان، وهو من تغييرات النسب كصنعاني في صنعاء.