الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل الرابع عشر: فصل الضاد المعجمة مع الحاء المهملة

فصل الضاد المعجمة مع الحاء المهملة

ض-ب-ح

صفحة : 1675

ضبح الخيل كمنع ، هكذا في سائر النسخ، والأولى: ضبحت الخيل، في عدوها تضبح ضبحا ، بفتح فسكون، وضباحا بالضم: أسمعت من أفواهها صوتا ليس بصهيل ولا حمحمة . وقيل: تضبح: تنحم، وهو صوت أنفاسها إذا عدون، قال عنترة:

والخيل تعلـم حـين تـض     بخ في حياض الموت ضبحا والضباح: الصهيل. أو ضبحت، إذا عدت عدوا دون التقريب . وفي التنزيل: والعاديات ضبحا كان ابن عباس يقول: هي الخيل تضبح. وهذا القول قدمه الجوهري في الصحاح، ونقله عن أبي عبيدة، قال: ضبحت الخيل ضبحا: مثل ضبعت، وهو السير. وكان علي رضوان الله عليه يقول: هي الإبل تذهب إلى وقعة بدر، وقال: ما كان معنا يومئذ إلا فرس كان عليه المقداد، والضبح في الخيل أظهر عند أهل العلم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما ضبحت دابة قط إلا اللغة: من جعلها للإبل جعل ضبحا بمعنى ضبعا يقال: ضبحت الناقة في سيرها وضبعت، إذا مدت ضبعيها في السير. وفي كتاب الخيل لأبي عبيدة: هو أن يمد الفرس ضبعيه إذا عدا حتى كأنه على الأرض طولا، يقال: ضبحت وضبعت، وأنشد:

إن الجياد الضابحات في العدد وقال السهيلي في الروض: الضبح نفس الخيل والإبل إذا أعيت. ضبحت النار والشمس الشيء كالعود والقدح واللحم وغيرها تضبحه ضبحا: غيرته ولوحته. وفي التهذيب: غيرت لونه وقيل: ضبحته النار: غيرته ولم تبالغ . وفي اللسان: ضبح العود بالنار يضبحه ضبحا: أحرق شيئا من أعاليه، وكذلك اللحم وغيره. وفي التهذيب: وكذلك حجارة القداحة إذا طلعت كأنها متحرقة مضبوحة. وضبح القدح بالنار: لوحه. وقدح ضبيح ومضبوح: ملوج. قال:

وأصفر مضبوح نظرت حـواره    على النار واستودعته كف مجمد أصفر: قدح، وذلك أن القدح إذا كان فيه عوج ثقف بالنار حتى يستوي فانضبح انضباحا. ويقال: انضبح لونه، إذا تغير إلى السواد قليلا. والضبح، بالكسر: الرماد ، لتغير لونه. ضباح كغراب: صوت الثعلب ، نقله الأزهري عن الليث. تقول: ما سمعت إلا نباح الأكالب وضباح الثعالب. وفي حديث ابن الزبير: قاتل الله فلانا، ضبح ضبحة الثعلب وقبع قبعة القنفذ . وفي اللسان: ضبح الأرنب والأسود من الحيات والبوم والصدى والثعلب والقوس، إذا صوت، قال ذو الرمة:

سباريت يخلو سمع مجتاز ركبها     من الصوت إلا من ضباح الثعالب والهام تضبح ضباحا. ومنه قول العجاج:
من ضابح الهام وبوم بوام

صفحة : 1676

ضباح : ع. ومحدث ، وفي نسخة: واسم. والمضبوحة: حجارة القداحة التي كأنها محترقة. والمضبوح: حجر الحرة، لسواده. والضبيح ، كأمير: اسم أفراس: للريب بن شريق، كأمير، وللشويعر محمد بن حمران الجعفي، وللحازوق ، بالحاء المهملة، فاعول من حزق الحنفي الخارجي ، رثته ابنته، وسيأتي، وللأسعر ، وفي نسخة: الأسعد الجعفي، ولداوود بن متمم بن نويرة. ضبيح، كزبير: فرسان للحصين بن حمام، ولخوات بن جبير الصحابي. وضبح بالفتح فسكون، اسم الموضع الذي يدفع منه أوائل الناس من عرفات . ضباح كشداد ابن إسماعيل الكوفي، و ضباح بن محمد بن علي، محدثان . والضبحاء: القوس وقد عملت فيها النار فغيرت لونها. وقد ضبحت تضبح ضبحا: صوتت. أنشد أبو حنيفة:

حنانة من نشم أو تولب
تضبح في الكف ضباح الثعلب

والمضابحة: المقابحة والمكافحة والمدافعة عنك. ومما يستدرك عليه: الضوابح، وهو في شعر أبي طالب:

فإني والضوابح كل يوم جمع ضابح، يريد القسم بمن رفع صوته بالقراءة، وهو جمع شاذ في صفة الآدمي، كفوارس. وضبح يضبح ضباحا: نبح. وفي حديث أبي هريرة: تعس عبد الدينار والدرهم، الذي إن أعطي مدح وضبح، وإن منع قبح وكلح . قال ابن قتيبة: معنى ضبح: صاح وخاصم عن معطيه، وهذا كما يقال: فلان ينبح دونك، ذهب إلى الاستعارة. وعن أبي حنيفة: الضبح والضبي: الشي. والمضابح والمضابي: المقالي. وضبيح ومضبوح: اسمان.

ض-ح-ح
ضحضح السراب ، بالسين المهملة، هكذا في الأمهات، وفي بعض النسخ بالشين المعجمة: ترقرق كتضحضح . من المجاز: الضح، بالكسر، الشمس. و قيل: هو ضوءها إذا استمكن من الأرض. وفي الحديث: لا يقعدن أحدكم بين الضح والظل فإنه مقعد الشيطان ، أي نصفه في الشمس ونصفه في الظل. قال ذو الرمة يصف الحرباء:

غدا أكهب الأعلـى وراح كـأنـه    من الضح واستقباله الشمس أخضر أي واستقباله عين الشمس. وفي النهذيب: قال أبو الهيثم: الضح: نقيض الظل، وهو نور الشمس الذي في السماء على وجه الأرض، والشمس هو النور الذي في السماء يطلع ويغرب، وأما ضوؤه على الأرض فضح. وروى الأزهري عن أبي الهيثم أنه قال: الضح كان في الأصل والوضح، فحذفت الواو، وزيدت حاء مع الحاء الأصلية، فقيل: الضح. قال الأزهري: والصواب أن أصله الضحي، من ضحيت الشمس. الضح: البراز الظاهر من الأرض للشمس. الضح أيضا: ما أصابته الشمس . ولا جمع لكل شيء من ذلك؛ كما نقله الفهري في شرح الفصيح. ومنه من المجاز: جاء فلان بالضح والريح -إذا جاء بالمال الكثير ولا تقل: بالضيح والريح، في هذا المعنى، فإنه بيس بشيء وقد نسبه الجوهري إلى العامة. وبه جزم ثعلب في الفصيح إلا أبا زيد، فإنه قد حكاه بالتخفيف، ونقله محمد بن أبان. وقال ابن التياني عن كراع: الضيح أيضا: الشمس، وهو ضوؤها، ويقال: ما برز للشمس، وأنشد:

والشمس في اللجة ذات الضيح

صفحة : 1677

وقال أبو مسحل في نوادره: استعمل فلان على الضيح والريح أي جاء بما طلعت عليه الشمس وما جرت عليه الريح . وفي حديث أبي خيثمة: يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح والريح، وأنا في الظل? أي يكون بارزا لحر الشمس وهبوب الرياح. قال الهروي: أراد كثرة الخيل والجيش. وفي الحديث لو مات كعب عن الضح والريح لورثه الزبير . أراد لو مات عما طلعت عليه الشمس وجرت عليه الريح، كنى بهما عن كثرة المال وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد آخى بين الزبير وكعب بن مالك. قال ابن الأثير: ويروى: عن الضيح والريح . والضحضاح: الماء اليسير يكون في الغدير وغيره، والضحل مثله، كالضحضح . وأنشد شمر لساعدة:

واستدبروا كل ضحضاح مدفـئة    والمحصنات وأوزاعا من الصرم أو هو الماء إشلى الكعبين، أو إلى أنصاف السوق، أو هو ما لا غرق فيه ولا له غمر الضحضاح: الكثير، بلغة هذيل ، لا يعرفها غيرهم؛ قاله خالد ابن كلثوم، يقال: عنده إبل ضحضاح، قال الأصمعي: غنم صحصاح، وإبل ضحضاح: كثيرة. وقال الأصمعي: هي المنتشرة على وجه الأرض، ومنه قوله:

ترى بيوت وترى رماح

وغنم مزنم ضحضاح قال الأصمعي: هو القليل على كل حال. والضحضحة، والضحضح بالفتح، والضحضح بالضم جري السراب . وضحضح الأمر: تبين وظهر. ومما يستدرك عليه: ماء ضحضاح: قريب القعر. وفي الحديث الذي يروى في أبي طالب: وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. الضحضاح في الأصل: ما رق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار.

ض-ر-ح
ضرحه، كمنعه: دفعه ونحاه ، وفي اللسان: الضرح: أن يؤخذ شيء فيرمى به في ناحية وزاد في شرح أمالي القالي أن ضرحه دفعه برجله خاصة؛ نقله شيخنا. وعبارة الصحاح والأساس واللسان تفيد أن الضرح هو الدفع مطلقا. قال الشاعر:

فلما أن أتين علـى أضـاخ    ضرحن حصاه أشتاتا عزينا من المجاز: ضرح شهادة فلان عني: جرحها وألقاها عني لئلا يشهدوا علي بباطل. ضرحت الدابة برجلها تضرح ضرحا: رمحت، كضرحت -وفي نسخة: كضرح- ضراحا ككتب كتابا ؛ وهذا عن سيبويه، وهي ضروح . قال العجاج:

وفي الدهاس مضبر ضروح وفي اللسان: الضروح: الفرس النفوح وفي اللسان: الضروح: الفرس النفوح برجله، وفيها ضراح، بالكسر وقيل ضرح الخيل بأيديها، ورمحها بأرجلها. ضرح، كمنع للميت: حفر له ضريحا ، من الضرح، وهو الشق والحفر. وفي حديث دفن النبي صلى الله عليه وسلم: نرسل إلى اللاحد والضارح، فأيهما سبق تركناه . ضرحت السوق ضروحا وضرحا: كسدت، و قد أضرحتها حتى ضرحت. والضرح، محركة: الرجل الفاسد ، قاله المؤرج. ومنه أضرحت فلانا، أي أفسدته. قال عرام: نية ضرح وطرح، أي بعيدة . وقال غيره: ضرحه وطرحه: بمعنى واحد. وقيل: نية نزح ونفح وطوح وضرح ومصح وطمح وطرح، أي بعيدة. وأحال ذلك على نوادر الأعراب ضراح، عنه كقطام، أي اضرح ، أي أبعد، وهو اسم فعل كنزال. والضريح: البعيد فعيل بمعنى مفعول: قال أبو ذؤيب:

عصاني الفؤاد فأسلمتـه    ولم أك مما عناه ضريحا

صفحة : 1678

نور الله ضريحه. الضريح: القبر كله. قال الأزهري: لأنه يشق في الأرض شقا. وفي حديث سطيح: أوفى على الضريح. أو الضريح: الشق في وسطه كالضريحة، واللحد: في الجانب؛ كذا في التهذيب في لحد، أو الضريح: قبر بلا لحد. وقد ضرح للميت يضرح ضرحا ، إذا حفر له. ولا يخفى أنه مع ما قبله تكرار. والضراح كغراب ، ويروى: الضريح: بيت في السماء مقابل الكعبة في الأرض، قيل: هو البيت المعمور ؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما، من المضارحة: وهي المقابلة والمضارعة. وقد جاء ذكره في حديث علي ومجاهد. قال ابن الأثير: ومن رواه بالصاد فقد صحف واختلف في محله: فقيل: إنه في السماء الرابعة . ومثله في تفسير القاضي، في آل عمران. وجاء من وجه مرفوعا عن أنس رضي الله عنه، ومن وجه آخر عن محمد بن عباد ابن جعفر، وعليه اعتمد المصنف والقاضي. وجزم جماعة من الحفاظ بأنه في السماء السابعة، بغير خلاف. وبه جزم الحافظ ابنث حجر في فتح الباري. وقيل: هو في السماء السادسة. وقيل: تحت العرش. وقيل: في السماء الأولى. أقوال ذكرها شيخنا في شرحه. وقوس ضروح: شديدة الحفز و الدفع للسهم ، عن أبي حنيفة. وضارحه و سابه وراماه ، واحد. ضارحه: قاربه وضارعه. والضرح بالفتح: الجلد . وأضرح الرجل: أفسد، و للسوق: أكسد، و دفع، و أبعد . والمضرحي ، بالفتح: الصقر الطويل الجناح وهو كريم. وفي الكفاية: المضرحي: النسر، وبجناحيه شبه طرف ذنب الناقة، وما عليه من الهلب. قال طرفة:

كأن جناحي مضرحي تكنـفـا     حفافيه شكا في العسيب بمسرد شبه ذنب الناقة في طوله وضفوه بجناحي الصقر، كالمضرح، بغير ياء، والأول أكثر. قال:

كالرعن وافاه القطام المضرح قال أبو عبيد: الأجدل والمضرحي والصقر والقطامي، واحد. من المجاز: فلان أريحي مضرحي، ومر بي من قريش مضرحي، عليه برد حضرمي، وهو السيد الكريم: السري عتيق النجار. قال عبد الرحمن بن الحكم يمدح معاوية:

بأبيض من أمية مضرحي     كأن جبينه سيف نصـيع المضرحي أيضا: الأبيض من كل شيء . يقال: نسر مضرحي. المضرحي: الطويل ، مجازا. المضرحي: اسم رجل من شعرائهم، ويقال: اسمه عامر، والمضرحي لقبه. وعرفجةث بن ضريح، كزبير، أو هو بالشين المعجمة، وقيل: ابن طريح، وقيل: ابن شريك، وقيل: ابن ذريح صحابي ، روى عنه قطبة بن مالك وزياد بن علاقة، وأبو يعقوب. وشيء مضطرح ، على صيغة المفعول، أي مرمي في ناحية . وقد ضرحه. ومنه قولهم: اضطرحوا فلانا: أي رموه في ناحية. والعامة تقول: اطرحوه، يظنونه من الطرح، وإنما هو من الضرح. قال الأزهري. وجائز أن يكون اطرحوه افتعالا من الطرح، قلبت التاء طاء، ثم أدغمت الضاد فيها، فقيل: اطرح. وسموا ضارحا، وضراحا ومضرحا، كشداد ومحدث . وضريحة ، كسفينة : ع . ومما يستدرك عليه: الضرح والضرج، بالحاء والجيم: الشق. وقد انضرح الشيء وانضرج، إذا انشق. وكل ما شق فقد ضرح. قال ذو الرمة:

ضرحن البرود عن ترائب حرة     وعن أعين قتلننا كل مقـتـل

صفحة : 1679

وقال الأزهري: قال أبو عمرو في هذا البيت: ضرحن البرود، أي ألقين، ومن رواه بالجيم فمعناه شققن، وفي ذلك تغاير. وقد ضرح: تباعد. وانضرح ما بين القوم مثل انضرح، إذا تباعد ما بينهم. وبيني وبينهم ضرح، أي تباعد ووحشة. والانضراح: الاتساع. والمضارح: مواضع معروفة. وضريح، كأمير، ومضرحي، اسمان. واستدرك شيخنا: المضارح للثياب التي يتبذل فيها الرجال. وأنشد قول كثير.

بأثوابه ليست لهن مضارح نقلا عن كتاب الفرق لابن السيد. قلت: هو تصحيف، والصواب: المضارج، بالجيم، وهي الثياب الخلقان، وقد تقدم في موضعه.

ض-و-ح
واستدرك هنا الزمخشري في الأساس مادة ضوح، وذكر منها: أخذوا في ضوح الوادي، وأضواح الأودية: محانها ومكاسرها. وركبني اليوم بأضواح من الكلام يموج علي بها.

ض-ي-ح
الضيح: العسل، والمقل إذا نضج، واللبن الرقيق الممزوج الكثير الماء؛ في التهذيب: وأنشد شمر.

قد علمت يوم وردنا سيحا
أني كفيت أخويها الميحا
فامتحضا وسقياني الضيحا

وقال الأصمعي: إذا كثر الماء في اللبن فهو الضيح، كالضياح، بالفتح . قال شيخنا: ذكر الفتح مستدرك. قال خالد بن مالك الهذلي :

يظل المصرمون لهم سجودا     ولو لم يسق عندهم ضياح

صفحة : 1680

وفي التهذيب: الضيوح: اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يجدح وقد ضاحه ضيحا. وضيحته وضوحته: سقيته إياه أي الضيح، فتضيح. وكذا كل دواء أو سم يصب فيه الماء ثم يجدح: ضياح، ومضيح. وقد تضيح. وقال الأزهري عن الليث: ولا يسمى ضياحا إلا اللبن. وتضيحه: تزيده. قال: والضياح والضيح عند العرب: أن يصب الماء على اللبن حتى يرق، سواء كان اللبن حليبا أو رائبا. قال: وسمعت أعرابيا يقول: ضوح لي لبينة، ولم يقل: ضيح. قال: وهذا مما أعلمتك أنهم يدخلون أحد حرفي اللين على الآخر، كما يقال: حيضه، وحوضه وتوهه وتيهه. ضيحت اللبن ، إذا مزجته بالماء حتى صار ضيحا، كضحته . قال ابن دريد: إنه ممات. والضيح، بالكسر: الضح ، ونسبه ابن دريد إلى العامة، وهو غير معروف، وقد تقدم في كلام المصنف الضيح: إتباع للريح في قولهم: جاء بالريح والضيح. فإذا أفرد لم يكن له معنى؛ قاله أبو زيد، ونقله الليث. وتضيح اللين: صار ضياحا وذلك إذا صب فيه الماء وجدح. تضيح الرجل ، إذا شربه . والضاحة: البصر أو العين . وعيش مضيوح: ممذوق ، أي ممزود، وهو مجاز. ضياح ككتان: اسم . ومحمد بن ضياح، محدث يروي عن الضحاك بن مزاحم. وحكى عبد الغني في والده التخفيف مع كسر الأول؛ قاله الحافظ في التبصير. وأبو الضياح الأنصاري، النعمان بن ثابت بن النعمان بن ثابت بن امرئ القيس، صحابي بدري من الأنصار من الأوس، قتل بخيبر، وقيل: هو كنية عمير بن ثابت. وقال الحافظ ابن حجر: وحكاه المستغفري بالتخفيف. والمتضيح: من يرد الحوض بعد ما شرب أكثره وبقي شيء مختلط بغيره ، وهو مجاز، تشبيها باللبن المخلوط بالماء. وفي الحديث: من لم يقبل العذر ممن تنصل إليه، صادقا كان أو كاذبا، لم يردعلي الحوص إلا متضيحا . قال أبو الهيثم: هو الذي يجيء آخر الناس في الورد؛ حكاه الهروي في الغريبين. وقال ابن الأثير: معناه أي متأخرا عن الواردين، يجيء بعد ما شربوا ماء الحوض إلا أقله، فيبقى كدرا مختلطا بغيره. وضاحت البلاد: خلت. وفي دعاء الاستسقاء: اللهم ضاحت بلادنا : أي خلت جدبا. ومما يستدرك عليه: الضيحة، أي الشربة من الضيح، وقد جاء في حديث أبي بكر رضي الله عنه: فسقته ضيحة حامضة . وسقاه الضيح والضياح: المذق؛ عن الزمخشري في الأساس.