فصل القاف مع الحاء المهملة
ق-ب-ح
صفحة : 1706
القبح، بالضم: ضد الحسن، يكون في الصورة والفعل، ويفتح. قبح ككرم يقبح
قبحا، بالضم، وقبحا، بالفتح، وقباحا، كغراب، وقبوحا، كقعود، وقباحة،
كسحابة، وقبوحة، بالضم. فهو قبيح من قوم قباح وقباحى وامرأة قبحى وقبيحة من
نسوة قبائح وقباح. وقبحه الله قبحا وقبوحا: أقصاه ونحاه وباعده عن الخير
كله، كقبوح الكلب والخنزير. قاله أبو زيد. وفي القرآن ويوم القيامة هم من
المقبوحين أي البعدين عن كل خير. وعن ابن عباس: أي من ذوي صور قبيحة. فهو
مقبوح. وقال ابن سيده: المقبوح: الذي يرد ويخسأ. والمنبوح: الذي يضرب له
مثل الكلب، وروي عن عمار أنه قال لرجل نال بحضرته من عائشة رضي الله عنها
اسكت مقبوحا مشقوحا منبوحا، أراد هذا المعنى. وقبح البثرة: فضخها، بالخاء
المعجمة، حتى يخرج قيحها، وفي الأساس: عصرها قبل نضجها، وعن ابن الأعرابي:
يقال: قد استكمت العر فاقبحه. العر: البثرة، واستكماته: اقترابه للانفقاء.
وقبح البيضة: كسرها. وكل شيء كسرته فقد قبحته. وقالوا: قبحا له وشقحا،
بالضم فيهما، وقبحا له وشقحا، وهذا إتباع. وسيأتي في ش-ق-ح قريبا إن شاء
الله تعالى. وأقبح فلان: أتى بقبيح واستقبحه: رآه قبيحا، وهو ضد استحسنه.
وقبح له وجهه: أنكر عليه ما عمل وقبح عليه فعله تقبيحا، إذا بين قبحه. وفي
حديث أم زرع فعنده أقول فلا أقبح، أي لا يرد علي قولي لميله إلى وكرامتي
عليه. وفي التهذيب: القبيح: طرف عظم المرفق. والإبرة: عظيم آخر رأسه كبير
وبقيته دقيق ملزز بالقبيح، وقال غيره: القبيح طرف عظم العضد مما يلي
المرفق، والذي يلي المنكب يسمى الحسن، لكثرة لحمه. وقال الفراء: أسفل العضد
القبيح، وأعلاها الحسن. وفي الأساس: ضرب حسنه وقبيحه. وقيل: القبيحان
الطرفان الدقيقان اللذان في رؤوس الذراعين. ويقال لطرف الذراع الإبرة. أو
القبيح ملتقى الساق والفخذ؛ وهما قبيحان، قال أبو النجم: حيث تلاقي الإبرة
القبيحا كالقباح كسحاب، وقال أبو عبيد: يقال لعظم الساعد مما يلي النصف منه
إلى المرفق: كسر قبيح. قال:
ولو كنت عيرا كنت عير مـذلة
ولو كنت كسرا كنت كسر قبيح وإنما
هجاه بذلك لأنه أقل العظام مشاشا، وهو أسرع العظام انكسارا، وهو لا ينجبر
أبدا. وقوله كسر قبيح، هو من إضافة الشيء إلى نفسه، لأن ذلك العظم يقال له
كسر. والقباح كرمان: الدب الهرم. وفي النوادر: المقابحة والمكابحة:
المشاتمة. وفي الأساس: ناقة قبيحة الشخب، أي واسعة الإحليل. وقبحان،
بالفتح: محلة بالبصرة قريبة من سوقها الكبير. ومما يستدرك عليه: قبحه الله:
صيرة قبيحا، قال الحطيئة.
أرى لك وجها قبح الله شخصه
فقبح من وجه وقبح حامـلـه وعن أبي عمر: قبحت له وجهه، مخففة،
والمعنى: قلت له: قبحه الله، من القبح وهو الإبعاد. وفي الحديث: لا تقبحوا
الوجه، معناه لا تقولوا إنه قبيح، فإن الله صوره، وحكى اللحياني: اقبح إن
كنت قابحا. وإنه لقبيح، وما هو بقابح فوق ما قبح. قال: وكذلك يفعلون في هذه
الحروف إذا أرادت افعل ذاك إن كنت تريد أن تفعل. وفي حديث أبي هريرة إن منع
قبح وكلح أي قال له: قبح الله وجهك. والعرب تقول: قبحه الله وأما زمعت به.
أي أبعده الله وأبعد والدته. والنقابح: ما يستقبح من الأخلاق. والممادح: ما
يستحسن منها
ق-ح-ح-
صفحة : 1707
القح، بالضم: الخالص من اللؤم والكرم ومن كل شيء، كأنه خالص فيه. قال:
لاأبتغى سيب اللئيم القح يكاد من نحنـحة وأح يحكى سعال الشرق الأبح والقح، أيضا: الجافي من الناس وغيرهم، وهذا قول الليث. ومن ذلك البطيخ النيء الذي لم ينضج، يقال له قح. وقيل: القح البطيخ آخر ما يكون. وقد قح يقح قحوحة، بالضم. قال الأزهري: أخطأ الليث في تفسير القح وفي قوله للبطيخة التي لم تنضج إنها لقح، وهذا تصحيف. قال: وصوابه الفج بالفاء والجيم، يقال ذلك لكل ثمر لم ينضج. وأعرابي قح وقحاح، بضمهما: محض خالص، وقيل: هو الذي لم يدخل الأمصار ولم يختلط بأهلها. وقد ورد في الحديث: وعربية قحة. وقال ابن دريد: قح : محض، فلم يخص أعرابيا من غيره، وأعراب أقحاح، والأنثى قحة. وعبد قح: محض خالص، بين القحاحة والقحوحة، خالص العبودية. وقالوا: عربي كح وعربية كحة، الكاف في كح بدل من القاف في قح، لقولهم: أقحاح، ولم يقولوا: أكحاح. يقال: فلان من قح العرب وكحهم، أي من صميمهم، قال ذلك ابن السكيت وغيره. وقحاح الأمر، بالضم: فصه وخالصه وأصله، وهذا عن كراع. يقال: صار إلى قحاح الأمر، أي أصله وخالصه. ولأضطرنك إلى قحاحك، أي إلى جهدك. وحكى الأزهري عن ابن الأعرابي: لأضطرنك إلى قحاحك أي إلى أصلك. وقال ابن بزرج: والله لقد وقعت بقحاح قرك، ووقعت بقرك، وهو أن يعلم علمه كله ولا يخفى عليه شيء منه. والقحقحة: تردد الصوت في الحلق وهو شبيه بالبحة. وضحك القرد يقال له القحقحة، وصوته الخنخنة. والقحقح، بالضم: العظم المطيف، أي المحيط بالدبر، وقيل هوما أحاط بالخوران. وقيل: هو ملتقى الوركين من باطن، وقيل هو داخل بين الوركين وهو مطيف بالخوران، والخوران بين القحقح والعصعص، وقيل: هو أسفل العجب في طباق الوركين فوق القب شيئا. وفي التهذيب: القحقح ليس من طرف الصلب في شيء، وملتقاه من ظاهر العصعص. قال: وأعلى العصعص العجب، وأسفله الذنب، وقيل: القحقح: مجتمع الوركين، والعصعص طررف الصلب الباطن، وطرفه الظاهر العجب. والخوران هو الدبر والقحقح: وقرب - محركة - قحقاح ومقحقح: شديد. والقحيح فوق العب والجرع، ومثله في اللسان.
ق-د-ح
القدح، بالكسر: السهم قبل أن يراش وينصل. وقال أبو حنيفة: القدح: العود إذا
بلغ فشذب عنه الغصن وقطع على مقار النبل الذي يراد من الطول والقصر. وقال
الأزهري: القدح قدح السهم وقداح، بالكسر. و قدح الميسر، والجمع أقدح وأقداح
وأقاديح، الأخيرة جمع الجمع. قال أبو ذؤيب يصف إبلا:
أما أولات الذرى منها فعاصبة
تجول بين مناقيهـا الأقـاديح
صفحة : 1708
والكثير قداح. وفي حديث أبي رافع: كنت أعمل الأقداح أي السهام التي كانوا
يستقسمون أو الذي يرمى به عن القوس، وقيل هو جمع قدح وهو الذي يؤكل فيه.
وفي حديث آخر أنه كان يسوى الصفوف حتى يدعها مثل القدح أو الرقيم أي مثل
السهم أو سطر الكتابة. وفي حديث أبي هريرة: فشربت حتى استوى بطني فصار
كالقدح، أي انتصب بما حصل فيه من اللبن وصار كالسهم بعد أن كان لصق بظهره
من الخلو. والقدح فرس لغني بن أعصر. والقدح، بالتحريك: آنية للشرب معروفة.
قال أبو عبيد: تروى الرجلين وليس لذلك وقت، أو هو اسم يجمع الصغار والكبار
منها، أقداح. ومتخذه قداح، وصنعته القداحة، بالكسر. وقدح فيه، أي في نسبه
كمنع، إذا طعن، وهو مجاز. ومنه قول الجليح يهجو الشماخ:
أشماخ لا تمدح بعرضك واقتصد فأنت امرؤ زنداك للمتـقـادح أي لا حسب لك ولا نسب يصح معناه، فأنت مثل زند من شجر متقادح، أي رخو العيدان ضعيفها إذا حركته الريح حك بعضه بعضا فالتهب نارا، فإذا قدح به لمنفعة لم يور شيئا. وقدح في عرض أخيه يقدح قدحا: عابه. وقدح في القدح يقدح، وذلك إذا خرقه، أي السهم بسنخ النصل، وذلك الخرق هو المقدح. وقدح بالزند يقدح قدحا رام الإيراء به، كاقتدح اقتداحا. والمقدح، بالكسر، والقداح ككتان، والمقداح، والمقدحة، كله حديدته التي يقدح بها، و قيل: القداح والقداحة: حجره الذي يقدح به النار، وقال الأزهري: القداح: الحجر الذي يورى منه النار. والقدح: قدحك بالزند وبالقداح لتورى. وعن الأصمعي: يقال للذي يضرب فتخرج منه النار: قداحة. وفي مثل: ستأتيك بما في قعرها المقدحة، أي يظهر لك ما أنت عم عنه. المقدح والمقدحة المغرفة. وقال جرير:
إذا قدرنا يوما عن النار أنزلت لنا مقدح منها وللجار مقدح والقدح والقادح: أكال يقع في الشجر والأسنان. والقادح: العفن، وكلاهما صفة غالبة. قال الأصمعي: يقال وقع القادح في خشبة بيته، يعني الآكل، وقد قدح في السن والشجرة وقدحا. وقدح الدود في الأسنان والشجر قدحا، وهو تأكل يقع فيه. والقادح: الصدع في العود، والسواد الذي يظهر في الأسنان، قال جميل:
رمى الله في عيني بثينة بالقذى وفي الغر من أنيابها بالقوادح ويقال: عود قد قدح فيه، إذا وقع فيه القادح. والقادحة: الدودة التي تأكل السن والشجر، تقول: قد أسرعت في أسنانه القوادح. والقدحة، بالضم: ما اقتدح، يقال، أعطني قدحة من المرق، أي غرفة منه وبالفتح المرة الواحدة من الفعل. ومن المجاز: هو أطيش من القدوح، كصبور، هو الذباب، كالأقدح. قال الشاعر:
ولأنت أطيش حين تغدو سـادرا
رعش الجنان من القدوح الأقدح
وكل ذباب أقدح، ولا تراه إلا وكأنه يقدح بيديه، كما قال عنترة:
هزجا يحك ذراعه بـذراعـه قدح المكب
على الزناد الأجذم والقدوح أيضا: الركي تغرف وفي نسخة: تغترف باليد. وفي
الأساس: بئر قدوح: لايؤخذ ماؤها إلا غرفة غرفة. والقديح: المرق، أو ما يبقى
في أسفل القدر فيغرف بجهد. وفي حديث أم زرع تقدح قدرا وتنصب أخرى أي تغرف.
يقال قدح القدر إذا غرف ما فيها. وقدح ما في أسفل القدر يقدحه قدحا فهو
مقدوح وقديح، إذا غرفه بجهد. قال النابغة الذبياني:
صفحة : 1709
يظل الإماء يبتدرن قديحهـا كما
ابتدرت كلب مياه قراقر
وقبله:
بقية قدر من قدور توورثت لآل الجلاح كابرا بـعـد كـابـر ورواه أبو عبيد: كما ابتدرت سعد. وقراقر هو لسعد هذيم وليس لكلب. ومن المجاز: التقديح: تضمير الفرس، وقد قدحه: ضمره. وخيل مقدحة على صيغة اسم المفعول: ضامرة كأنها ضمرت، فعل ذلك بها. والتقديح: غؤور العين، كالقدح، يقال قدحت عينه وقدحت: غرت، فهي مقدحة. وخيل مقدحة: غائرة العيون. والقدحة، بالكسر: اسم مشتق من اقتداح النار بالزند، قال الليث، والقدحة بالفتح للمرة الواحدة من الفعل، ومنه في الحديث لو شاء الله لجعل للناس قدحة ظلمة كما جعل لهم قدحة نور. والقداح، ككتان: نور النبات قبل أن يتفتح ، اسم كالقذاف. وقيل: هي أطراف النبت من الورق الغض. وقال الأزهري: القداح: أرآد - جمع رئد، وهو فرخ الشجر، كما سيأتي - رخصة، أي ناعمة، من الفصفصة، عراقية. والواحدة قداحة. والقداح: في ديار بني تميم. واقتدح المرق و قدحه: غرفه بالمقدحة. واقتدح الأمر: دبره ونظر فيه، والاسم القدحة، بالكسر، قال عمرو بن العاص:
يا قاتل الله وردانـا وقـدحـتـه أبدى لعمرك ما في النفس وردان وردان: غلام لعمرو بن العاص، استشاره عمرو في أمر على رضي الله عنه وأمر معاوية إلى أيهما يذهب، فأجابه وردان بما كان في نفسه، وقال له: الآخرة مع على والدنيا مع معاوية، وما أراك تختار على الدنيا، فقال عمرو هذا البيت، ومن رواه: وقدحته، أراد به مرة واحدة. وقال ابن الأثير في شرحه: القدحة: اسم الضرب بالمقدحة، والقدحة المرة. ضربها مثلا لاستخراجه بالنظر حقيقة الأمر. وذو مقيدحان ابن ألهان: قيل من الأقيال الحميرية. ومما يستدرك عليه: من أمثالهم اقدح بدفلى في مرخ يضرب للرجل الأديب الأريب، قاله أبو زيد. قال الأزهري: وزناد الدفلى والمرخ كثيرة النار لاتصلد. وقدح الشيء في صدري أثر، من ذلك. وفي حديث على كرم الله وجهه: يقدح الشك في قلبه بأول عارضة من شبهة. وهو من ذلك. ويقال في مثل: صدقني وسم قدحه - أي قال الحق، قاله أبو زيد. ويقولون: أبصر وسم قدحك، أي اعرف نفسك، وأنشد:
ولكن رهط أمك من شـتـيم فأبصر وسم قدحك في القداح ومن المجاز: قدح في ساق أخيه، إذا غشه وعمل في شيء يكرهه. روى الأزهري عن ابن الأعرابي: تقول: فلان يفت في عضد فلان ويقدح في ساقه، قال: والعضد: أهل بيته. وساقه: نفسه. قال الزمخشري: وهو مستعار من وقوع القوادح في ساق الشجرة. وقدوح الرحل: عيدانه، لا واحد لها. قال بشر بن أبي خازم:
لها قرد كجثو النمل جـعـد تعض بها العراقي والقدوح وفي الحديث: لا تجعلني كقدح الراكب أي لا تؤخروني في الذكر، لأن الراكب يعلق قدحه في آخر رحله عند فراغه من ترحاله ويجعله خلفه، كما قال حسان:
كما نيط خلف الراكب القدح الفرد وقدحت العين، إذا أخرجت منها الماء الفاسد. وقدح ختام الخابية قدحا: فضه، قال لبيد:
أغلى السباء بكل أدكن عاتـق
أو جونة قدحت وفض ختامها
صفحة : 1710
وفي المثل: هذا ماء لا ينام قادحه إذا وصف بالقلة. ومن المجاز: قادحه:
ناظره، وتقادحا، وجرت بينهما مقادحة: مقاذعة، من القدح بمعنى الطعن. ومن
الأمثال: أضىء لي أقدح لك، أي كن لي أكن لك. وفي المضاف للثعالبي: قدح ابن
مقبل يضرب مثلا في حسن الأثر. ودارة القداح: موضع، عن كراع، وهو من ديار
تميم، وسيأتى
ق-ذ-ح
قاذحه: شاتمه وقابحه، قال الأزهري خاصة: قال ابن الفرج: سمعت خليفة الحصيني
قال: يقال: المقاذحة والمقاذعة: المشاتمة. ويقال تقذح له بشر، إذا تشرر،
وسيأتى.
ق-ر-ح
القرح، بالفتح ويضم لغتان: عض السلاح ونحوه مما يجرح البدن ومما يخرج،
بالبدن. أو القرح بالفتح: الآثار وبالضم، الألم، يقال: به قرح من قرح، أي
ألم من جراحة، وقال يعقوب: كأن القرح الجراحات بأعيانها وكأن القرح ألمها،
وقال الفراء في قوله تعالى: إن يمسسكم قرح قال: وأكثر القراء على فتح
القاف، قال: وهو مثل الجهد والجهد، والوجد والوجد. وفي حديث أحد: من بعد ما
أصابهم القرح وهو بالفتح والضم: الجرح، وقيل هو بالضم الاسم، وبالفتح
المصدر. أراد ما نالهم من القتل والهزيمة يومئذ. وقرح كمنع: جرح، يقرحه
قرحا. وقيل: سميت الجراحات قرحا بالمصدر، قاله الزجاج. وقرح جلد الرجل،
كسمع: خرجت به القروح يقرح قرحا فهو قرح. والقريح: الجريح، من قوم قرحى
وقراحى، وقد قرحه، إذا جرحه. وفي حديث جابر كنا نختبط بقسسينا ونأكل حتى
قرحت أشداقنا، أي تجرحت من أكل الخبط. قال قال المتنخل الهذلى:
لايسلمون قريحا حل وسطـهـم يوم اللقاء ولا يشوون من قرحوا قال ابن بري: معناه لا يسلمون من جرح منهم لأعدائهم، ولا يشوون من قرحوا، أي ولا يخطئون في رمى أعدائهم. والمقروح: من به قروح. والقرحة واحدة القرح والقروح. والقرح أيضا: البثر، بفتح فسكون، إذا ترامى إلى فساد. وقال الليث: القرح: جرب شديد يهلك، ونص عبارة الليث: يأخذ الفصلان، بالضم، جمع فصيل، أي فلا تكاد تنجو. وفصيل مقروح. قال أبو النجم:
يحكى الفصيل القارح المقروحا وأقرحوا: أصاب مواشيهم أو إبلهم ذلك، أي القرح. وقرح قلب الرجل من الحزن، وأقرحه الله، قال الأزهري: الذي قاله الليث من أن القرح جرب شديد يأخذ الفصلان غلظ، إنما القرحة داء يأخذ البعير فيهدل مشفره منه. قال البعيث:
ونحن منعنا بالكلاب نسـاءنـا بضرب كأفواه المقرحة الهدل وقرح البعير فهو مقروح وقريح، إذا أصابته القرحة، وقرحت الإبل فهي مقرحة، والقرحة ليست من الجرب في شيء، ويسأتى لذلك بقية. وفي التهذيب: القرحة بالضم الغرة في وسط الجبهة، وفي وجه الفرس ما دون الغرة. وقيل: القرحة: كل بياض يكون في وجه الفرس ثم ينقطع قبل أن يبلغ المرسن، وتنسب القرحة إلى خلقتها في الاستدارة، والتثليث والتربيع، والاستطالة والقلة، وقيل: إذا صغرت الغرة فهي القرحة، وأنشد الأزهري:
تباري قرحة مثل ال
وتيرة لم تكن مغدا
صفحة : 1711
يصف فرسا أنثى. والوتيرة: الحلقة الصغيرة يتعلم عليها الطعن والرمي.
والمغد: النتف. أخبر أن قرحتها جبلة لم تحدث عن علاج نتف، وقال أبو عبيدة:
الغرة ما فوق الدرهم، والقرحة قدر الدرهم فما دونه. وقال النضر: القرحة بين
عيني الفرس مثل الدرهم الصغير. وما كان أقرح ولقد قرح يقرح قرحا. ومن
المجاز روضة قرحاء: فيها، أي في وسطها نوارة بيضاء، قال ذو الرمة يصف روضة.
حواء قرحاء أشراطية وكفت فيها
الذهاب وحفتها البراعيم وقيل القرحاء: التي بدا نبتها. والقرحان، بالضم:
ضرب من الكمأة بيض صغار ذوات رؤوس كرؤس الفطر، قال أبو النجم:
وأوقر الظهر إلى الجانـي من كمأة حمر ومن قرحان الواحد أقرح أو قرحانة. و القرحان من الإبل: ما لم يجرب أي لم يصبه جرب قط. و القرحان من الصبية: من لم يجدر، أي لم يمسه القرح، وهو الجدري، وكأنه الخالص من ذلك، الواحد والاثنان والجميع والمذكر والمؤنث سواء، إبل قرحان، وصبي قرحان، وفي حديث امير المؤمنين عمر رضي الله عنه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدموا معه الشام وبها الطاعون، وقيل له: إن معك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قرحان، فلا تدخلهم على هذا الطاعون أي لم يصبهم داء قبل هذا. قال شمر: قرحان، إن شئت نونت وإن شئت لم تنون. وقد جمعه بعضهم بالواو والنون. وأورده الجوهري حديثا عن عمر رضي الله عنه حين أراد أن يدخل الشام وهي تستعر طاعونا، فقيل له: إن من معك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قرحانون فلا تدخلها، وهي لغية، وفي المختار واللسان والصحاح والأساس: وهي لغة متروكة. ومن المجاز: أنت قرحان مما قرحت به، أي بريء. وقال الأزهري: أنت قرحان من هذا الأمر وقراحي، أي خارج، وأنشد قول جرير:
يدافع عنكم كل يوم عظـيمة وأنت قراحي بسيف الكواظم والقرحان: من لم يشهد الحرب، كالقراحي. و في التهذيب قال بعضهم: القرحان: من لم يمسه قرح ولا جدرى ولا حصبة، والقرحان أيضا: من مسه القروح، وهو ضد، يذكر ويؤنث. ومن المجاز: قرحه بالحق: استقبله به، وقارحه: واجهه. ولقيه مقارحة. أي كفاحا ومواجهة. والقارح من ذي الحافر بمنزلة البازل من الإبل. في الصحاح: كل ذي حافر يقرح، وكل ذي خف يبزل وكل ذي ظلف يصلغ. قال الأعشى في الفرس:
والقارح العدا وكل طمـرة لا تستطيع يد الطويل قذالها قوارح وقرح، كسكر، ومقاريح قال أبو ذؤيب:
جاوزته حين لا يمشي بعقوته
إلا المقانيب والقب المقاريح
صفحة : 1712
قال ابن جني: هذا من شاذ الجمع، يعنى أن يكسر فاعل على مفاعيل، وهو في
القياس كأنه جمع مقراح كمذكار ومئناث، ومذاكير ومآنيث، وهي، أي الأنثى،
قارح وقارحة، وهي بغير هاء أعلى، قال الأزهري: ولا يقال قارحة. وقد قرح
الفرس، كمنع وخجل يقرح قروحا وقرحا، الأخيرة محركة، وفيه اللف والنشر
المرتب. وأقرح، بالألف. هكذا حكاه اللحياني، وهي لغة رديئة، وقيل ضعيفة
مهجورة، ففي الصحاح وغيره: الفرس في السنة الأولى حولى، ثم جذع، ثم ثني، ثم
رباع، ثم قارح. وقيل: هو في الثانية فلو، وفي الثالثة جذع. يقال: أجذع
المهر وأثنى وأربع، وقرح، هذه وحدها بغير ألف. وقارحه: سنه الذي قد صار به
قارحا، وقروحه انتهاء سنة، وإنما تنتهى في خمس سنين، أو قروحه: وقوع السن
التي تلي الرباعية. وقد قرح، إذا ألقى أقصى أسنانه. وليس قروحه بنباته. وله
أربع أسنان يتحول من بعضها إلى بعض: يكون جذعا، ثم ثنيا، ثم رباعيا ثم
قارحا، وقد قرح نابه. وقال الأزهري عن ابن الأعرابي: إذا سقطت رباعية الفرس
ونبت مكانها سن فهو رباع، وذلك إذا استتم الرابعة. فإذا حان قروحه سقطت
السن التي تلي رباعيته ونبت مكانها نابه، وهو قارحه، وليس بعد القروح سقوط
سن ولا نبات سن. قال: وإذا دخل الفرس في السادسة واستتم الخامسة فقد قرح.
والقراح، كسحاب: الماء الذي لا يخالطه ثفل، بضم فسكون من سويق وغيره، وهو
الماء الذي يشرب إثر الطعام. قال جرير:
تعلل وهي ساغبة بنيها بأنفاس من الـشـبـم الـقــراح وفي الحديث جلف الخبز والماء القراح هو الماء الذي لم يخالطه شيء يطيب به، كالعسل والتمر والزبيب. والقراح: الخالص كالقريح، قاله أبو حنيفة، وأنشد قول طرفة:
من قرقف شيبت بماء قريح ويروى قديح، أي مغترف. والقراح: الأرض البارز الظاهر الذي لا ماء بها ولا شجر ولم يختلط بشيء، قاله الأزهري. أقرحة، كقذال وأقذلة. ويقال: هو جمع قريح، كقفيز وأقفزة. أو القراح من الأرضين كل قطعة على حيالها من منابت النخل وغير ذلك. وقال أبو حنيفة: القراح: الأرض المخلصة للزرع والغرس. وقيل القراح المزرعة التي ليس عليها بناء ولا فيها شجر، كالقرواح، وهو الفضاء من الأرض التي ليس بها شجر ولم يختلط بها شيء، عن ابن الأعرابي، والقرياح والقرحياء، بكسرهن. قال ابن شميل: القرواح جلد من الأرض وقاع لا يستمسك فيه الماء وفيه إشراف، وظهره مستو، ولا يستقر فيه ماء إلا سال عنه يمينا وشمالا. والقراح أربع محال ببغداد. والقرواح، بالكسر: الناقة الطويلة القوائم، قال الأصمعي: قلت لأعرابي: ماالناقة القرواح? قال: التي كأنها تمشي على أرماح. والقرواح: النخلة الطويلة الجرداء الملساء، أي التي انجرد كربها وطالت، قراويح، وأما في قول سويد بن الصامت الأنصاري:
أدين وما ديني عليكم بمـغـرم ولكن على الشم الجلاد القرواح وكان حقه القراويح، فاضطر فحذف. وعن أبي عمرو: القرواح: الجمل يعاف الشرب مع الكبار، فإذا جاء الدهداه، وهي الصغار، شرب معها، وفي نسخة: معهن. والقرواح أيضا: البارز الذي لا يستره من السماء شيء، وقيل هو الأرض البارزة للشمس، قال عبيد:
فمن بنجوته كمن بعـقـوتـه
والمستكن كمن يمشى بقرواح
والقراحى بالضم: من لزم القرية ولا يخرج إلى البادية. قال جرير:
صفحة : 1713
يدافع عنكم كل يوم عظـيمة وأنت
قراحى بسيف الكواظم وقيل قراحى: منسوب إلى قراح وهو اسم موضع، قال الأزهري:
هي قرية على شاطئ البحر، نسبه إليها. والقارح: الأسد، كالقرحان، و القارح:
القوس البائنة عن وترها. وقرحت الناقة: استبان حملها. قال ابن الأعرابي: هي
قارح أيام يقرعها الفحل، فإذا استبان حملها فهي خلفة، ثم لا تزال خلفة حتى
تدخل في حد التعشير. وعن الليث: ناقة قارح، وقد قرحت قروحا بالضم، إذا لم
يظنوا بها حملا ولم تبشر بذنبها حتى يستبين الحمل في بطنها. وقال أبو عبيد:
إذا تم حمل الناقة ولم تلقه فهي حين يستبين الحمل بها قارح: وقال غيره: فرس
قارح. أقامت أربعين يوما من حملها أو أكثر حتى شعر والقارح: الناقة أول ما
تحمل، والجمع قوارح وقرح، وقد قرحت تقرح قرحا وقراحا. وقيل القروح أول ما
تشول بذنبها، وقيل إذا تم حملها فهي قارح، وقيل هي التي لا تشعر بلقاحها
حتى يستبين حملها. وعبارة الكل متقاربة. والقريحة: أول ماء يستنبط، أي يخرج
من البئر حيت تحفر كالقرح، بالضم. قال ابن هرمة:
فإنك كالقريحة حين تمهى شروب الماء ثم تعود ماجا المأج: الملح، ورواه أبو عبيد بالقريحة، وهو خطأ كذا في اللسان. ومنه قولهم: لفلان قريحة جيدة، يراد استنباط العلم بجودة الطبع. قال شيخنا: وهي قوة تستنبط بها المعقولات، وهو مجاز صرح به غير واحد. وقال أوس:
على حين أن جد الذكاء وأدركت قريحة حسى من شريح مغمـم يقول: حين جد ذكائي، أي كبرت وأسننت، وأدرك من ابني قريحة حسى، يعني شعر ابنه شريح بن أوس، شبهه بما لا ينقطع ولا يغضغض، مغمم، أي مغرق. و قريحة الشباب: أوله، وقيل هي أول كل شيء وباكورته، وهو مجاز. و القريحة منك: طبعك الذي جبلت عليه لأنه أول خلقتك ووقع في كلام بعضهم أنها الخاطر والذهن. والقرح، بالضم: أول الشيء. وهو في قرح سنه، أي أولها. قال ابن الأعرابي: قلت لأعرابي: كم أتى عليك? فقال: أنا في قرح الثلاثين. يقال: فلان في قرح الأربعين، أي في أولها، و القرح: ثلاث ليال من أول الشهر، ومنهم من ضبطه كصرد. نقله شيخنا. ومن المجاز الاقتراح: ارتجال الكلام، يقال: اقترح خطبته، أي ارتجلها. و الاقتراح: استنباط الشيء من غير سماع. وفي حاشية الكشاف للجرجاني: هو السؤال بلا روية. والاقتراح: الاجتباء والاختبار. قال ابن الأعرابي: يقال اقترحته، واجتبيته، وخوصته، وخدمته واختلمته واستخلصته واستميته كله بمعنى اخترته. ومنه يقال: اقترح عليه صوت كذا وكذا، أي اختاره. والاقتراح: ابتداع أول الشيء تبتدعه وتقترحه من ذات نفسك من غير أن تسمعه. وقد اقترحه، عن ابن الأعرابي. واقترح السهم وقرح: بدئ عمله. وفي الأساس: وأنا أول من اقترح مودة فلان، أي أول من اتخذه صديقا، وهو مجاز. والاقتراح: التحكم، ويعدى بعلى، يقال: اقترح عليه بكذا: تحكم وسأل من غير روية. وعبارة البيهقي في التاج: الاقتراح طلب شيء ما من شخص ما بالتحكم. ومن المجاز: الاقتراح: ركوب البعير قبل أن يركب، وقد اقترحه. والقريح: السحابة أول ما تنشأ والقريح: الخالص، كالقراح، قاله أبو حنيفة. وأنشد أبو ذؤيب:
وإن غلاما نيل في عهد كاهـل
لطرف كنصل السمهري قريح
صفحة : 1714
نيل، أي قتل. في عهد كاهل، أي له عهد وميثاق. والقريح بن المنخل في نسب
سامة بن لؤي بن غالب القرشي. والقريح من السحابة ماؤها حين ينزل. قال ابن
مقبل: وكأنما اصطبحت قريح سحابة. وقال الطرماح:
ظعائن شمن قريح الخريف من الأنجم الفرغ والذابحه وذو القروح: لقب امرئ القيس بن حجر الشاعر الكندي، لأن قيصر ملك الروم ألبسه، وفي نسخة: بعث إليه قميصا مسموما فلبسه فتقرح منه جسده فمات. قال شيخنا: وهذا هو المشهور الذي عليه الجمهور، وفي شرح شواهد المغني للحافظ جلال الدين السيوطي أنه ذو الفروج بالفاء والجيم، لأنه لم يخلف إلا البنات. وقد أخرج ابن عساكر عن ابن الكلبي قال: أتى قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن أشعر الناس، فقال: ائتوا حسانا، فأتوه فسألوه فقال: ذو الفروج. وذو القرح: كعب بن خفاجة الشاعر. والقرحاء: فرسان لهم. وعن أبي عبيدة: القراح كغراب: سيف - بكسر السين المهملة - القطيف، وأنشد للنابغة:
قراحية ألوت بليف كـأنـهـا عفاء قلاص طار عنها تواجر
وقال جرير:
ظعائن لم يدن مع النصارى
ولا يدرين ما سمك القراح وقال غيره: هو سيف البحر مطلقا. و:ة
بالبحرين. وفي نسخة و:ع، أي واسم موضع. والقريحاء، كبتيراء: هنة تكون في
بطن الفرس كرأس الرجل ومثله في التهذيب واللسان. قال: و هي من البعير لقاطة
الحصى. وعن أبي زيد: قرحة الربيع أو الشتاء بالضم: أوله. وأصبنا قرحة
الوسمي: أوله، وهو مجاز في الأساس. ويقال طريق مقروح: قد أثر فيه فصار
ملحوبا بينا موطوءا. والمقرحة: أول الإرطاب، وذلك إذا ظهرت مثل القروح.
والمقرحة من الإبل: ما بها قروح في أفواهها فتهدلت لذلك مشافرها، واسم ذلك
الداء القرحة، بالضم ونسبه الأزهري إلى الليث، وهو الصواب. قال البعيث:
ونحن منعنا بالكلاب نسـاءنـا بضرب كأفواه المقرحة الهدل ومثله في إصلاح المنطق لابن السكيت، قال: وإنما سرق البعيث هذا المعنى من عمرو بن شأس:
وأسيافهم آثـارهـن كـأنـهـا مشافر قرحى في مباركها هدل
وأخذه الكميت فقال:
يشبه في الهـام آثـارهـا
مشافر قرحى أكلن البريرا وقال الأزهري: قرحت الإبل فهي مقرحة، والقرحة ليست
من الجرب في شيء. وقرح الرجل بئرا، كمنع، واقترحها: حفر في موضع لا يوجد
فيه الماء، أو لم يحفر فيه، فكأنه ابتدعها. وأقرح، بضم الراء: لبنى سواءة
من طيىء، ويقال: الأقارح أيضا، وهو شعب. وقرحياء، بالكسر: آخر وذو القرحى
سوق بوادي القرى. وقد جاء في الحديث ذكر قرح، بضم القاف وسكون الحاء وقد،
يحرك في الشعر: سوق وادي القرى، صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنى
به مسجدا. وأما قول الشاعر:
حبسن في قرح وفي داراتها
سبع ليال غير معلوفاتهـا
صفحة : 1715
فهو اسم وادي القرى. كذا في لسان العرب. والقراحتان بالضم: الخاصرتان وتقرح
له بالشر، إذا تهيأ مثل تقذح وتقدح. ومما يستدرك عليه في هذه
المادة:التقريح: أول نبات العرفج. وقال أبو حنيفة: التقريح أول شيء يخرج من
البقل الذي ينبت في الحب. وتقريح البقل:نبات أصله، وهو ظهور عوده. وقال رجل
لآخر: ما مطر أرضك? فقال: مرككة فيها ضروس وثرد، يدر بقله ولا يقرح أصله.
ثم قال ابن الأعرابي: وينبت البقل حينئذ مقترحا صلبا. وكان ينبغي أن يكون
مقرحا، إلا أن يكون اقتراح لغة في قرح. وقد يجوز أن يكون قوله مقترحا، أي
منتصبا قائما على أصله. وقال ابن الأعرابي لا يقرح البقل إلا من قدر الذراع
من ماء المطر، فما زاد. قال: ويذر البقل من مطر ضعيف قدر وضح الكف.
والتقريح: التشويك، ووشم مقرح: مغرز بالإبرة. وتقريح الأرض: ابتداء نباتها
وفي الحديث: خبر الخيل الأقرح المحجل، هو ما كان في جبهته غرة وفي الأساس:
فرس أقرح: أغر، وخيل قرح. ومن المجاز: تفرى الدجى عن وجه أقرح، وهو الصبح،
لأنه بياض في سواد. قال ذو الرمة:
وسوج إذا الليل الخـداري شـقـه عن الركب معروف السماوة أقرح يعنى الفجر والصبح. والقرحاء: الروضة التي بدأ نبتها. وهضبة قرواح: ملساء جرداء طويلة. وفي الأساس: قرحت سن الصبي: همت بالنبات، فإذا خرجت قيل: غررت. وهو قرحة أصحابه: غرتهم، وهو مجاز. وبنو قريح، كأمير: حي. وقرحان: اسم كلب. وفي الأساس: ولا ذباب إلا وهو أقرح، كما لا بعير إلا وهو أعلم.
ق-ر-د-ح
القردح بالضم: ضرب من البرود، ويفتح. وفي التهذيب في الرباعي القردح: القرد
الضخم كالقردوح. بالضم. وقردح الرجل: أقر بما يطلب إليه أو يطلب منه. و عن
ابن الأعرابي: القردحة: الإقرار على الضيم، والصبر على الذل. وقد قردح، إذا
تذلل وتصاغر، وهو مقردح. قال: وأوصى عبد الله بن خازم بنيه عند موته فقال:
يا بني، إذا أصابتكم خطة ضيم لا تطيقون وقعها فقردحوا لها فإن اضطرابكم منه
أشد لرسوخكم فيه. وقال الفراء: القردحة الذل والقردوحة والقردحة، بضمها شيء
ناتى كالجوزة في حلق المراهق، وهو علامة بلوغه. والمقردح: المتصاغر؛ ومنه
سمي الذي يجيء بعءد السكيت، وهو العاشر من خيل الحلبة، وقد تقدم ذكر
أسمائها. اقرندح لي: تجنى علي. والمقرندح المستعد للشر المتهيء له. وهذه
المادة مما استدركه على الجوهري، ولم يذكرها ابن منظور، والنون والألف
زائدتان.
ق-ر-ز-ح
القرزح، بالضم، كالقرزوح: شجر، واحدته قرزحة. وقرزح اسم فرس. والقرزح: لباس
كان لنسائهم أي الأعراب، كن يلبسنه. والقرزحة، بهاء، المرأة القصيرة
والميمة أي القبيحة الخلقة. والجمع القرزح، قال:
عبلة لا دل الخوامل دلـهـا ولا زيها زي القباح القرازح والقرزحة بقلة، عن كراع، ولم يحلها. وعن أبي حنيفة: القرزحة: شجيرة جعدة لها حب أسود.
ق-ر-ش-ح
قرشح الرجل: وثب وثبا متقاربا، كفرشح. وقد تقدم.
ق-ز-ح
صفحة : 1716
القزح، بالكسر: بزر البصل، شامية. والقزح: التابل، بفتح الموحدة، الذي يطرح
في القدر، كالكمون والكزبرة، ويفتح، أي في الأخير، وجمعهما أقزاح، وبائعه
قزاح. وعن ابن الأعرابي: هو القزح والقزح والفحا والفحا. وقزح القدر، كمنع،
وقزحها تقزيحا: جعله فيها وطرح فيها الأبازير، كما يقال فحاها. وفي الحديث
وإن قزحه وملحه، أي توبله، من القزح. ومليح قزيح إتباع، قال شيخنا وهو قول
مرجوح، والصواب أن كل واحد منهما أريد منه معناه الموضوع له، ففي اللسان:
المليح من الملح، والقزيح من القزح، والإتباع يقتضي التأكيد وأن الثاني ليس
له معنى مستقل به. وليس كذلك. والمقزحة، بالكسر: نحو، وفي بعض النسخ: نوع
من المملحة، قال شيخنا: وجوز بعضهم في ميمه الفتح، كالموضع. والتقازيح:
الأبازير، من الجموع التي لا واحد لها وتقزيح الحديث: تزيينه وتحسينه
وتتميمه، من غير أن يكذب فيه، وهو مجاز. وقزح الكلب ببوله وقزح، كمنع وسمع
يقزح في اللغتين جميعا قزحا، بالفتح، وقزوحا، بالضم: بال، وقيل: رفع رجله
وبال، وقيل: رمى به ورشه، وقيل: هو إذا أرسله دفعا، بفتح فسكون، وفي بعض
النسخ بضم ففتح. وعن أبي زيد: قزحت القدر قزحا، بفتح فسكون، وقزحانا،
محركة، إذا أقطرت ما خرج منها والقزح، بفتح فسكون: بول الكلب، وقد قزح، إذا
بال وبالكسر: خرء الحية، جمعه أقزاح وقزح، هكذا هو مضبوط عندنا بالتخفيف،
والصواب بالتشديد، أصل الشجرة فهي مقزحة: بوله، والشجرة القزحة التي قزحت
الكلاب والسباع بأبوالها عليها. ويأتي. وقوس قزح، كزفر، وفي بعض النسخ
كصرد: طرائق متقوسة تبدو في السماء أيام الربيع، زاد الأزهري: غب المطر
بحمرة وصفرة، وخضرة وهو غير مصروف، ولا يفصل قزح من قوس، لا يقال: تأمل قزح
فما أبين قوسه. وفي الحديث عن ابن عباس: لا تقولوا قزح، فإن قزح اسم
شيطان،، وقولوا قوس الله عز وجل قيل: سميت لتسويلها للناس وتحسينها إليهم
المعاصي، من التقزيح وهو التحسين، وقيل لتلونها، من القزحة، بالضم، اسم
للطريقة من صفرة وحمرة وخضرة، وهي الألوان التي في القوس. أو لارتفاعها، من
قزح الشيء، إذا ارتفع، كأنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية وأن يقال،
قوس الله، فيرفع قدرها كما يقال: بيت الله. ومنه: سعر قازح، أي غال.
وقالوا: قوس الله أمان من الغرق. وفي التهذيب عن أبي عمرو: القسطان: قوس
قزح، وسيأتي في: قسط. وسئل أبو العباس عن صرف قزح فقال: من جعله اسم شيطان
ألحقه بزحل. وقال المبرد: لا ينصرف زحل، للمعرفة والعدل، أو قزح اسم ملك
موكل بالسحاب، وبه قال ثعلب، فإذا كان هكذا ألحقته بعمر. قال الأزهري: وعمر
لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة، أو قزح: اسم ملك من ملوك العجم،
أضيفت قوس إلى أحدهما. أي إلى ملك أو ملك. وهذا القول الأخير غريب جدا،
واستبعده شيخنا، ولم أجده في كتاب ولم يذكر القول المشهور أن قزح اسم
شيطان. ومن الغريب، قال الدميري في المسائل المنثورة، إن قولهم قوس قزح
بالحاء خطأ، والصواب قوس قزع، بالعين، لأن قزع هو السحاب، نقله شيخنا. وفي
المصباح واللسان والعباب قزح اسم جبل بالمزدلفة، وهو القرن الذي يقف عنده
الإمام بها، لا ينصرف، للعدل والعلمية. يقال أضيفت القوس إليه، لأنه أول ما
ظهرت فوقه في الجاهلية. ولم يشر إليه المصنف، وقد روي، ذلك في بعض التفاسير
نقلا عن بعضهم. والقازح الذكر الصلب، صفة غالبة. وتقزح النبات والشجر، إذا
تشعب شعبا كثيرة.
صفحة : 1717
ومن ذلك المقزح كمعظم: شجر يشبه التين من غريب شجر البر، له أغصان قصار.
وفي الحديث: نهى عن الصلاة خلف الشجرة المقزحة، قيل: هي التي تشعبت شعبا
كثيرة، وقيل: أراد بها كل شجرة قزحت الكلاب والسباع بأبوالها عليها. و قزاح
كغراب: مرض يصيب الغنم. وقال أبو وجزة: ذلك المقزح كمعظم: شجر يشبه التين
من غريب شجر البر، له أغصان قصار. وفي الحديث: نهى عن الصلاة خلف الشجرة
المقزحة، قيل: هي التي تشعبت شعبا كثيرة، وقيل: أراد بها كل شجرة قزحت
الكلاب والسباع بأبوالها عليها. و قزاح كغراب: مرض يصيب الغنم. وقال أبو
وجزة:
لهم حاضر لا يجهلون وصارخ كسيل الغوادي ترتمي بالقوازح قال الأزهري: قوازح الماء نفاخاته التي تنتفخ فتذهب. والتقزيح: شيء على رأس نبت أو شجرة يتشعب شعبا كبرثن الكلب، وهو اسم كالتمتين والتنبيت. وقد قزحت.
ق-س-ح
قسح الشيء، كمنع، قساحة، بالفتح، وقسوحة، بالضم: صلب. وقسح الرجل: أنعظ أو
كثر إنعاظه، يقسح قسوحا، كأقسح، من باب الإفعال، وفي بعض النسخ كاقتسح، من
باب الافتعال. وهو قاسح وقساح ومقسوح، هذه حكاية أهل اللغة. قال ابن سيده:
ولا أدري للفظ مفعول هنا وجها، إلا أن يكون موضوعا موضع فاعل، كقوله تعالى:
كان وعده مأتيا أي آتيا. وقسح الحبل: فتله. والقسح، محركة والقسوح والقساح:
اليبس، أو بقية الإنعاظ، أو شدته. وفي التهذيب: إنه لقساح مقسوح: يابس صلب.
وقاسحه: يابسه. وثوب قاسح: غليظ. ورمح قاسح: صلب شديد.
ق-ش-ح
قشاح، كقطام: الضبع. ويقال: ثوب قاشح، أي قاسح، بالسين، لغة فيه. والقشاح،
كغراب: اليابس، كالقساح بالسين. وهذه المادة تركها الجوهري وابن منظور.
ق-ف-ح
قفحه، كمنعه: كرهه وتركه. وفي التهذيب: قفح فلان عن الشيء مثل الطعام
وغيره: امتنع عنه. وقفحت نفسه عن الطعام، إذا تركه. وقال شمر:: نفس قافحة،
أي تاركة. وعن ابن دريد: قفح الشيء إذا استفه كما يستف الدواء. والقفيحة هي
الزبدة تحلب عليها الشاة. وعجاجة قفحاء، وهي أن ترى شعوبا فيها كثيرة تتشعب
منها.
ق-ل-ح
القلح، محركة: صفرة تعلو الأسنان في الناس وغيرهم. وقيل هو أن تكثر الصفرة
على الأسنان وتغلظ ثم تسود أو تخضر. وقال أبو عبيد: هو صفرة في الأسنان
ووسخ يركبها من طول ترك السواك. وقال شمر: الحبر صفرة في الأسنان، فإذا
كثرت وغلظت واسودت واخضرت فهو القلح. ومن الغريب ما نقله شيخنا عن بعضهم:
القلح صفرة أسنان الإنسان، وخضرة أسنان الإبل، كالقلاح، بالضم، وإطلاقه
يوهم الفتح، وهو غير سديد. قال الأزهري: وهو اللطاخ الذي يلزق بالثغر. وقد
قلح، كفرح، قلحا والمرأة قلحاء، وجمعها قلح.قال الأعشي:
قد بنى اللؤم عليهم بيتـه
وفشا فيهم مع اللؤم القلح
صفحة : 1718
وقلح الرجل والبعير: عالج قلحهما. ومن ذلك قولهم: عود، بفتح العين المهملة
وسكون الواو يقلح، أي تنقى أسنانه وتعالج من القلح، وهو من باب قردت
البعير: نزعت عنه قراده، ومرضت الرجل، إذا قمت عليه في مرضه، وطنيت البعير،
إذا عالجته من طناه. فالتفعيل للإزالة. والقلح بالكسر: الثوب الوسخ،
وللمتلبس به قلح كفرح، قاله شمر. والقلح بالفتح: الحمار المسن. وقال ابن
سيده: الأقلح الجعل، لقذر في فيه، صفة غالبة. والأقلح بن بسام البخاري،
محدث يروي عن محمد بن سلام البيكندي. وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، هكذا في
النسخ المصححة، ووقع في بعضها بغير الكنية وهو خطأ؛ صحابي، كان يضرب
الأعناق بين يديه صلى الله عليه وسلم. وفي النوادر: تقلح فلان البلاد
تقلحا: تكسب فيها في الجدب وترقعها في الخصب. والقلحم، بالكسر المسن،
وموضعه حرف الميم، وسيأتي البيان هناك إن شاء الله تعالى. ومما يستدرك
عليه: ما ورد في الحديث عن كعب: أن المرأة إذا غاب زوجها تقلحت أي توسخت
ثيابها ولم تتعهد نفسها وثيابها بالتنظيف. ويروى بالفاء، وقد ذكر في موضعه.
ومن المجاز: رجل مقلح، أي مذلل مجرب، كذا في الأساس.
ق-ل-ف-ح
قلفحه: أكله أجمع
ق-م-ح
القمح: البر حين يجرى الدقيق في السنبل، وقيل: من لدن الإنضاج إلى
الاكتناز، وهي لغة شامية، وأهل الحجاز قد تكلموا بها، وقد تكرر ذكره في
الحديث، وقيل لغة قبطية، نقله شيخنا، والصواب الأول، كما في المصباح وغيره.
والقمح مصدر قمحه، كسمعه، أي السويق، استفه، كاقتمحه واقتمحه أيضا: أخذه في
راحته فلطعه، كذا في الأساس واللسان. والقميحة: الجوارش، بضم الجيم، هكذا
في النسخ، وفي بعضها بزيادة النون في آخره. والقميحة أيضا: السفوف من
السويق وغيره. والاسم القمحة، بالضم، كاللقمة. والقمحة: ملء الفم منه، أي
من السويق أو من الماء، كما صرح به غير واحد. والقمحان، كعنفوان وتفتح
الميم، وهي رواية البصريين في قول النابغة الآتي: الورس أو الذريرة نفسها،
أو كالذريرة يعلو الخمر، وهو زبدها، وقيل: هو الزعفران، كالقمحة، بالضم في
الكل. وقيل هو طيب. قال النابغة:
إذا فضت خواتممه علاه يبيس القمحان من المدام يقول: إذا فتح رأس الحب من حباب الخمر العتيقة رأيت عليها بياضا يتغشاها مثل الذريرة. قال أبو حنيفة: لا أعلم أحدا من الشعراء ذكر القمحان غير النابغة. قال. وكان النابغة يأتى المدينة وينشد بها الناس ويسمع منهم، وبها جماعة الشعراء وفي الصحاح والأساس واللسان نقلا عن أبي عبيد: قمح البعير قموحا، وقمه يقمه قموها، إذا رفع رأسه عند الحوض وامتنع من الشرب ريا، كتقمح وانقمح وقامح، الأخيرة من الأساس واللسان قال أبو زيد: تقمح فلان من الماء، إذا شرب الماء وهو متكاره فهو بعير قامح، يقال: شرب فتقمح وانقمح بمعنى. وقمح كركع. وقد قامحت إبلك، إذا وردت فلم تشرب ورفعت رؤوسها لداء يكون بها أو، برد ماء، أورى أو علة. وهي ناقة مقامح، بغير هاء وإبل مقامحة وقماح، على طرح الزائد. قال بشر بن أبي خازم يذكر سفينة وركبانها:
ونحن على جوانبهـا قـعـود
نغض الطراف كالإبل القماح
صفحة : 1719
والاسم القماح بالضم. وذكر الأزهري في ترجمة حمم: الإبل إذا أكلت النوى
أخذها الحمام والقماح ومن المجاز: أقمح الرجل، إذا رفع رأسه وغض بصره، قاله
الزجاج، ورواه سلمة عن الفراء. ومنه قوله تعالى: فهي إلى الأذقان فهم
مقمحون وفي حديث علي كرم الله وجهه، قال له النبي صلى الله عليه وسلم ستقدم
على الله أنت وشعتك راضيين مرضيين، ويقدم عليك عدوك غضابا مقمحين ثم جمع
يده إلى عنقه يريهم كيف الإقماح، وهو رفع الرأس وغض البصر. وأقمح بأنفه:
شمخ ورفع رأسه لا يكاد يضعه، فكأنه ضد. وأقمح السنبل: جرى فيه الدقيق،
تقول: قد جرى القمح في السنبل وقد أقمح البر. قال الأزهري وقد أنضج ونضج.
ومن المجاز: أقمح الغل الأسير، إذا ترك رأسه مرفوعا لضيقه، فهو مقمح، وذلك
إذا لم يتركه عمود الغل الذي ينخس ذقنه أن يطأطىء رأسه، كما في الأساس.
وقال ابن الأثير: قوله تعالى:فهي إلى الأذقان هي كناية عن الأيدي لا عن
الأعناق، لأن الغل يجعل اليد تلى الذقن والعنق وهو مقارب للذقن. قال
الأزهري: وأراد عز وجل أن أيديهم لما غلت عند أعناقهم رفعت الأغلال أذقانهم
ورءوسهم صعدا كالإبل الرافعة رءوسها. وشهرا قماح، ككتاب وغراب: شهرا
الكانون، لأنهما يكره فيهما شرب الماء إلا على ثفل، قال مالك ابن خالد
الهذلي:
فتى ما ابن الأغر إذا شتونـا
وحب الزاد في شهري قماح
صفحة : 1720
روى بالوجهين، وقيل سمي بذلك لأن الأبل فيهما تقامح عن الماء فلا تشربه.
قال الأزهري: هما أشد ما يكون من البرد، سميا بذلك لكراهة كل ذي كبد شرب
الماء فيهما، ولأن الإبل لا تشرب فيهما إلا تعذيرا، وقال شمر: يقال لشهري
قماح: شيبان وملحان. والقمحي والقمحاة، بكسرهما: الفيشة، بالفتح،
والقمحانة، بالكسر: ما بين القمحدوة ونقرة القفا. ومن المجاز قمحه تقميحا،
إذا دفعه بالقليل عن كثير مما يجب له. كما يفعل الأمير الظالم بمن يغزو
معه، يرضخه أدنى شيء ويستأثر عليه بالغنيمة. كذا في الأساس. والقامح:
الكاره للماء لأية علة كانت، كالعيافة له، أو قلة ثفل في جوفه أو غير ذلك
مما ذكر. وعن الأزهري: قال الليث: القامح من الإبل ما اشتد عطشه حتى فتر
شديدا. وبعير مقمح وقد قمح يقمح من شدة العطش قموحا، وأقمحه العطش فهو
مقمح. قال الله تعالى: فهي إلى الأذقان فهم مقمحون : خاشعون لا يرفعون
أبصارهم. قال الأزهري: كل ما قاله الليث في تفسير القامح والمقامح، وفي
تفسير قوله عز وجل فهم مقمحون فهو خطأ، وأهل العربية والتفسير على غيره.
فأما المقامح فإنه روي عن الأصمعي أنه قال: بعير مقامح وناقة مقامح، إذا
رفع رأسه عن الحوض ولم يشرب وجمعه قماح. وروي عن الأصمعي أنه قال: التقمح:
كراهة الشرب قال: وأما قوله تعالى فهم مقمحون فإن سلمة روى عن الفراء أنه
قال: المقمح الغاض بصره بعد رفع رأسه. وقد مر شيء منه. واقتمح، البر: صار
قمحا نضيجا هكذا في سار النسخ، والذي في اللسان وغيره: أقمح البر، كما تقول
أنضج، صرح به الأزهري وغيره، فلينظر ذلك. واقتمح النبيذ والشراب اللبن
والماء: شربه كقمحه. وقال ابن شميل: إن فلانا لقموح للنبيذ، أي شروب له.
وإنه لقحوف الننبيذ. وقمح السويق قمحا، وأما الخبز والتمر فلا يقال فيهما
قمح، إنما يقال القمح فيما يسف. وفي الحديث أنه كان إذا اشتكى تقمح كفا من
حبة السوداء. ومما يستدرك عليه: قال الليث: يقال في مثل الظمأ القامح خير
من الري الفاضح. قال الأزهري: وهذا خلاف ما سمعناه من العرب، والمسموع منهم
الظمأ الفادح خير من الري الفاضح ومعناه العطش الشاق خير من ري يفضح صاحبه
وقال أبو عبيد في قول أم زرع: وعنده أقول فلا أقبح، وأشرب فأتقمح، أي أروى
حتى أدع الشرب. أرادات أنها تشرب حتى تروى وترفع رأسها. ويروى بالنون. قال
الأزهري: وأصل التقمح في الماء، فاستعارته للبن، أرادت أنها تروى من البن
حتى ترفع رأسها عن شربه كما يفعل البعير إذا كره شرب الماء ومن الأساس في
المجاز: قولهم: وما أصابت الإبل إلا قميحة من كلإ: شيئا من اليابس تستفه.
والقمحة نهر أول هجر. والقمحة: قرية بالصعيد.
ق-ن-ح
صفحة : 1721
قنحه، أي العود والغصن كمنعه يقنح قنحا، إذا عطفه حتى يصير كالمحجن، أي
الصولجان. وهو القناح والقناحة. وقنح الشارب يقنح قنحا روي فرفع رأسه ريا
وتكاره على الشرب، كتقنح، والأخيرة أعلى. وقال أبو حنيفة: قنح من الشراب
يقنح قنحا: تمززه. وقال الأزهري: تقنحت من الشراب تقنحا قال: وهو الغالب
على كلامهم. وقال أبو الصقر: قنحت أقنح قنحا. وفي حديث أم زرع وأشرب فأتقنح
أي أقطع الشرب وأتمهل فيه. وقيل: هو الشرب: بعد الري. قال شمر: سمعت أبا
عبيد يسأل أبا عبد الله الطوال النحوي عن معنى قولها فأتقنح فقال أبو عبد
الله: أظنها تريد أشرب قليلا قليلا. قال شمر: فقلت: ليس التفسير هكذا، ولكن
التقنح أن تشرب فوق الري، وهو حرف روي عن أبي زيد. قال الأزهري: وهو كما
قال شمر وهو التقنح والترنح، سمعت ذلك من أعراب بني أسد. وفي بعض النسخ
كقنح، والأولى أعلى. وفي التهذيب: قنح الباب فهو مقنوح نحت خشبة ورفعه بها.
تقول للنجار: اقنح باب دارنا فيصنع ذلك. كأقنحه. وتلك الخشبة هي القناحة،
كالرمانة، وعن ابن الأعرابي: يقال لدروند الباب النجاف والنجران، ولمترسه
القناح. ولعتبته النهضة. وفي كتاب العين القنح: اتخاذك قناحة تشد بها عضادة
بابك ونحوها، ويسميها الفرس قانه. قال ابن سيده: ولا أدري كيف ذلك، لأن
تعبيره عنه ليس بحسن. قال: وعندي أن القنح هنا لغة في القناح. وفي الصحاح:
القناحة بالضم مشددة: مفتاح معوج طويل، وقنحت الباب تقنيحا إذا أصلحت ذلك
عليه.
ق-و-ح
قاح الجرح يقوح: انتبر، وصارت فيه المدة، وسيذكر في الياء، كتقوح. وقاح
البيت قوحا: كنسه، لغة في حاقه، عن كراع، كقوحه. وعن ابن الأعرابي: أقاح
الرجل، إذا صمم على المنع بعد السؤال، ولكنه ذكره في الياء. وروى عن عمر
أنه قال: من ملأ عينيه من قاحة بيت قبل أن يؤذن له فقد فجر، القاحة:
الساحة، قال ابن الفرج: سمعت أبا المقدام السلمى يقول: هذا باحة الدار
وقاحتها. ومثله طين لازب ولازق، ونبيثه البئر ونقيثتها، عاقبت القاف الباء.
وقال ابن زياد: مررت على دوقرة فرأيت في قاحتها دعلجا شظييظا. قال قاحة
الدار: وسطها. والدعلج: الجوالق. الدوقرة: أرض نقية بين جبال أحاطت بها.
قوح، مثل ساحة وسوح، ولابة ولوب، وقارة وقور. وعن ابن الأعرابي: القوح:
الأرضون التي لا تنبت شيئا. وفي النهاية، في الحديث أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم احتجم بالقاحة وهو صائم، هو اسم بقرب المدينة على ثلاث مراحل
منها. وفي التوشيح: على ميل من السقيا.
ق-ي-ح
القيح: المدة الخالصة لا يخالطها دم، وقيل: هو الصديد الذي كأنه الماء وفيه
شكلة دم. قاح الجرح يقيح قيحا كقاح يقوح، وقيح الجرح وتقيح وتقوح وأقاح.
قال ابن سيده: الكلمة واوية ويائية.