الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل الثامن عشر: فصل الكاف مع الحاء المهملة

فصل الكاف مع الحاء المهملة

ك-ب-ح

صفحة : 1722

كبح الدابة: جذب لجامها، وضرب فاها به لتقف ولا تجري، يكبحها كبحا. ويقال: ليس كبح الصعب الشرس إلا باللجام الشكس. وفي حديث الإفاضة من عرفات: وهو يكبح راحلته، هو من ذلك. كبحت الدابة، إذا جذبت رأسها إليك وأنت راكب ومنعتها من الجماح وسرعة السير. هذه عبارة النهاية، وقد تصحفت على ملا علي قارىء في الناموس فقال: وأسرعت السير بدل وسرعة السير، وجعل بين العبارتين مباينة. وقد تكفل شيخنا برده. كأكبحها، وهذه عن يعقوب. وعبارة الجوهري: يقال: اكمحتها وأكفحتها وكبحتها، هذه وحدها عن الأصمعي بلا ألف. وكبحه بالسيف: ضرب، وهو ضرب في اللحم دون العظم. ومن المجاز: كبح فلان كبحا: رده عن الحاجة، وكبح الحائط السهم، إذا أصاب الحائط حين رمي به ورده عن وجهه ولم يرتز فيه. وكبح الحجر حافر الدابة: صكه. والكبح، بالضم: نوع من المصل أسود، أو هو الرخبين، بفتح فسكون وكسر الموحدة. وإنه لمكبح، كمعظم ومكرم: شامخ عال، وقد أكبح، بالضم، إذا كان كذلك. ومن ذلك قولهم: بعير أكبح: شديد وكابحه: شاتمه وقابحه. ومن المجاز: الكابح: ما وفي نسخة التهذيب: من استقبلك مما يتطير منه من تيس وغيره، وهو النطيح، لأنه يكبحه عن وجهه. كابح. قال البعيث: ومغتديات بالنحوس كوابح

ك-ت-ح
كتح الطعام كمنع: أكل منه حتى شبع. وكتحت الريح فلانا: سفت عليه التراب، أو نازعته ثيابه. وفي نسخة ثوبه مثل كثحته بالمثلثة، كما سيأتي. وكتح الدبي الأرض: أكل ما عليها من نبات أو شجر. قال:

لهم أشد عـلـيكـم يوم ذلـكـم    من الكواتح من ذاك الدبي السود والكتح: دون الكدح من الحصى. والكتح: الشيء يصيب الجلد فيؤثر فيه، دون الكدح، وكتحه كتحا: رمى جسمه بما أثر فيه. قال أبو النجم يصف حميرا:

يكتحن وجها بالحصى مكتوحا    ومرة بحافر مـكـبـوحـا ومما يستدرك عليه: الكتيح، مشددا مصغرا: اسم نبت.

ك-ث-ح
الكثحة من الناس: جماعة غير كثيرة، من النوادر، كالكفحة. وتكاثحوا بالسيوف: تكافحوا، الثاء لغة في الفاء. وكثح الرجل ثوبه عن استه كمنع: كشف، عربي صحيح خلافا للبعض. وكثحت الريح عليه التراب: سفته أو نازعته ثوبه، ككتحته، وقد تقدم، ككثح تكثيحا؛ إذا كشف. وقال المفضل. كثح من المال ما شاء، مثل كسح، وسيأتي وكثح الشيء: جمعه وفرقه، كأنه ضد. وتكثح بالحصى وبالتراب، أي تضرب به.

ك-ح-ح
الكح، بالضم: الخالص من كل شيء، مثل القح، يقال عربي كح وأعراب أكحاح، إذا كانوا خلصاء: وعربية كحة، كقحة، وعبد كح خالص العبودة. وزعم يعقوب أن الكاف في كل ذلك بدل عن القاف. قلت: وقد تقدم في القاف. وأم كحة، بالضم: امرأة نزلت في شأنها الفرائض، ولها ذكر في تفسير قوله تعالى: للرجال نصيب مما ترك في النساء. والكحكح كهدهد وسمسم، من الإبل والبقر والشاء: الهرمة التي لا تمسك لعابها، وقيل: هي التي قد أكلت أسنانها، وهي أيضا العجوز الهرمة والناقة المسنة، وناقة قحقح، وكحكح، وعزوم وعوزم، إذا هرمت. والأكح: الذي لا سن له. والكحح، بضمتين: العجائز الهرمات المسنات. وفي التهذيب: إذا أسنت الناقة وذهبت أسنانها فهي ضرزم ولطلط وكحكح وعلهز وهرهر ودردح.

ك-د-ح

صفحة : 1723

كدح في العمل كمنع: سعى يكدح كدحا، وقال أبو إسحاق: الكدح في اللغة، السعي، والحرص، والدءوب في العمل في باب الدنيا والآخرة. قال ابن مقبل:

وما الدهر إلا تارتان فمنـهـمـا     أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح أي تارة أسعى في طلب العيش وأدأب. وكدح الإنسان: عمل لنفسه خيرا أو شرا، ومنه قوله تعالى إنك كادح إلى ربك كدحا . قال الجوهري، أي تسعى. و كدح: كد، وهو يكدح في كذا، أي يكد، و أصابه شيء فكدح وجهه، أي خدش، أو كدح وجه فلان، إذا عمل به ما يشينه، ككدحه تكديحا فتكدح، خدشه فتخدش. أو كدح وجه أمره، إذا أفسده. و كدح لعياله: كسب، كاكتدح، أي اكتسب. قال الأغلب العجلى:

أبو عيال يكدح المكادحا وكدح رأسه بالمشط: فرج شعره به. وقولهم: به كدح، بفتح فسكون، أي خدش، وقيل الكدح أكبر من الخدش. كدوح. وفي الحديث: من سأل وهو غني جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا، أو خموشا، أو كدوحا في وجهه. قال ابن الأثير: الكدوج: الخدوش، وكل أثر من خدش أو عض فهو كدح، ويجوز أن يكون مصدرا سمي به الأثر. وتكدح الجلد: تخدش. ووقع من السطح فتكدح، أي تكسر. وتبدل الهاء من كل ذلك. وحمار مكدح كمعظم: معضض وقال أبو عبيد: الكدوح: آثار الخدوش ومنه قيل للحمار الوحشي مكدح، لأن الحمر يعضضنه. وأنشد:

يمسون حول مكدم قد كدحت    متنيه حمل حناتـم وقـلال وكودح كجوهر اسم رجل.

ك-د-ر-ح
كدراح، بالكسر: اسم، والصواب أنه كرداح.

ك-ذ-ح
كذحته الريح، كمنعه: رمته بالحصى والتراب، لغة في كدحته بالمهملة، مثل كتحته، بالمثناة الفوقية، وقد تقدم.

ك-ر-ح
الكرح، بالكسر: بيت الراهب. أكراح والكارح وبهاء كالكارخة: حلق الإنسان أو بعض ما يكون في الحلق منه. قال ابن دريد: أحسب ذلك. والأكيراح، بالضم: بيوت، ومواضع تخرج إليها النصارى في بعض أعيادهم، وهو معروف قال:

يا دير حـنة مـن ذات الأكـيراح    من يصح عنك فإني لست بالصاحي

ك-ر-ب-ح
كربحه: صرعه، أو الكربحة: الشد المتثاقل، كالكرمحة، و الكربحة: عدو دون الكردحة والكردمة، ولا يكردم إلا الحمار والبغل.

ك-ر-ت-ح
كرتحه، بالمثناة الفوقية: صرعه. وتكرتح في مشيته وكرتح، إذا مر مرا سريعا وأسرع.

ك-ر-د-ح
الكردح، بالكسر، أي كسر الأول والثالث: العجوز، والرجل الصلب. والكرداح، بالكسر: السريع العدو المتقارب المشي، والاسم منه الكردحة، وهو من عدو القصير المتقارب الخطو المجتهد في عدوه. وقال ابن الأعرابي: وهو سعي في بطء وقد كردح. والكرداح، بالضم: القصير وعن الأصمعي: سقط من السطح فتكردح، أي تدحرج، والهاء لغة فيه. و مثله تكرتح بالتاء المثناة الفوقية، وقد تقدم. وكردحه: صرعه، مثل كربحه. والكردحاء، بالمد وقياسه القصر: ضرب من المشي فيه قرمطة وإسراع، كالكرتحة والكرمحة. وكردح، إذا عدا على جنب واحد. والمكردح: بفتح الدال: المتذلل المتصاغر. والكرداح موضع، وهو الصواب

ك-ر-ف-ح
المكرفح: المشوه الخلقة.

ك-ر-م-ح
الكرمحة: الكربحة، الميم مقلوبة عن الباء، وهو دون الكردمة. قال أبو عمرو: كرمحنا في آثار القوم، أي عدونا عدو المتثاقل.

ك-س-ح

صفحة : 1724

كسح البيت والبئر، كمنع يكسح كسحا: كنس. و كسحت الريح الأرض: قشرت عنها التراب. ومن المجاز: أغاروا عليهم فاكتسحوهم، أي أخذوا مالهم كله. ويقال: أتينا بني فلان فاكتسحنا مالهم، أي لم نبق لهم شيئا. وفي الأساس: وكسح فلان من مالي ما شاء. وفي اللسان: قال المفضل: كسح وكثح بمعنى واحد. والمكسحة: المكنسة. قال سيبويه: هذا الضرب مما يعتمل مكسور الأول، كانت الهاء فيه أو لم تكن. وفي الصحاح: المكسحة ما يكنس به الثلج وغيره. و قال ابن سيده: الكساحة: الكناسة، بضمها. وقال اللحياني كساحة البيت: ما كسح من التراب فألقي بعضه على بعض. والكساحة: تراب مجموع كسح بالمكسح. والكساحة والكساح: الزمانة في اليدين والرجلين، وأكثر ما يستعمل في الرجلين. وقال الأزهري: الكسح: ثقل في إحدى الرجلين إذا مشى جرها جرا. كسح كفرح كسحا، وهو أكسح وكسحان وكسيح كأمير وكسيح، كزبير. وقال أبو سعيد: الكساح، بالضم: داء للإبل، جمل مكسوح لا يمشي من شدة الظلع. وقال أيضا: العود المكسح، كمعظم، أي المقشر المسوى. ومنه قول الطرماح:

جمالية تغتال فضل جديلـهـا     شناح كصقب الطائفي المكسح وإعجام السين لغة فيه. والكسيح، كأمير: العاجز إذا مشى، كأنه يكسح الأرض أي يكنسها. وقيل: الأكسح: الأعرج، والمقعد أيضا. ج، كسحان بالضم كأحمر وحمران. وفي حديث ابن عمر سئل عن مال الصدقة فقال إنها شر مال، إنما هي مال الكسحان والعوران ومعنى الحديث أنه كره الصدقة إلا لأهل الزمانة. وفي حديث قتادة في تفسير قوله تعالى: ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم أي جعلناهم كسحا يعني مقعدين، جمع أكسح كأحمر وحمر. والمكاسحة: المشاربة، هكذا في النسخ غالبا، وفي بعض الأمهات: المشارة الشديدة، فليراجع. والكسح، كالكتف: من تستعينه ولا يعينك لعجزه. ويقال فلان ما أكسحه، أي ما أثقله. ويقال جمل مكسوح إذا كان به ظلع شديد. وقد تقدم أنه تتمة من قول أبي سعيد اللغوي. والكسح، بفتح فسكون: العجز من داء يأخذ في الأوراك فتضعف له الرجل. ومكسحة، كمعظمة، بالسين والشين، ويفتحان ويكسران: ع باليمامة، قال الحفصي هو نخل في جزع الوادي قريبا من أشى. قال زياد بن منقذ العدوي:

يا ليت شعري عن جنبي مكشة       وحيث يبنى من الحناءة الأطم
عن الأشاءة هل زالت مخارمها      وهل تغير من آرامـهـا إرم

كذا في معجم ياقوت.

ك-ش-ح
الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، وهو من لدن السرة إلى المتن، قال طرفة:

وآليت لا ينفك كشحي بطانة     لعضب رقيق الشفرتين مهند قال الأزهري: هما كشحان، وهو موقع السيف من المتقلد، وفي حديث سعد: إن أميركم هذا الأهضم الكشحين، أي دقيق الخصرين. قال ابن سيده: وقيل الكشحان جانبا البطن من ظاهر وباطن، وهما من الخيل كذلك. وقيل: الكشح ما بين الحجبة إلى الإبط. وقيل: هو الخصر. وقيل: هو الحشى. والكشح: أحد جانبي الوشاح. وقيل: إن الكشح من الجسم إنما سمي بذلك لوقوعه عليه. وفي الأساس: كما قيل للإزار الحقو. والمجاز: طوى كشحه على الأمر: أضمره وستره، هو نص عبارة الجوهري، وفي اللسان وغيره: طوى كشحه على أمر: استمر عليه، وكذلك الذاهب القاطع الرحم، قال:

طوى كشحا خليلك والجناحا      لبين منك ثم غدا صراحـا

صفحة : 1725

وطوى كشحا على ضغن، إذا أضمره. قال زهير:

وكان طوى كشحا على مستكنة     فلا هو أبداها ولم يتجمـجـم وطوى كشحه عني، إذا قطعني وعاداني. ومنه قول الأعشي:

وكان طوى كشحا وأب ليذهبا قال الأزهري: يحتمل قوله: وكان طوى كشحا، أي عزم على أمر واستمرت عزيمته، ويقال: طوى كشحه عنه، إذا أعرض عنه. والكشح: الودع. وكل ذلك كشوح، لا يكسر إلا عليه. قال أبو ذؤيب:

كأن اللظباء كشوح النسـا      ء يطفون فوق ذراه جنوحا قال أبو سعيد السكري جامع أشعار الهذليين: الكشح وشاح من ودع، فأراد: كأن الظباء في بياضها ودع. يطفون فوق ذرا الماء. وجنوح: مائلة. شبه الظباء وقد ارتفعن في هذا السيل بكشوح النساء عليهن الودع. ثم قال: وكانت الأوشحة تعمل من ودع أبيض والكشح بالتحريك: داء في الكشح، أي الخاصرة، يكوى منه، أو هو ذات الجنب. وكشح كشحا: شكا كشحه. وقد كشح، كعني، كشحا، إذا كوي منه، ومنه سمي المكشوح المرادي حلفا، ونسبه في بجيلة ثم في بني أحمس، واسمه هبيرة بن هلال، ويقال، عبد يغوث بن هبيرة بن الحارث ابن عمرو بن عامر بن علي بن أسلم ابن أحمس بن الغوث بن أنمار، وهو والد بجيلة وخثعم. وفي الروض الأنف: وإنما سمي مكشوحا لأنه ضرب بسيف على كشحه. قال شيخنا: ويمكن الجمع بينهما بأنه لما أصيب في كشحه بالسيف عالجوه بالكي. وابنه قيس ويكنى أبا شداد، قاتل الأسود العنسي، من فرسان الإسلام. والكشاح، ككتاب: سمة في الكشح. ورجل مكشوح: وسم بالكشاح في أسفل الضلوع. وكشح البعير، وكشحه: وسمه هنالك. التشديد عن كراع. والكاشح: مضمر العداوة المتولى عنك بوده. والعدو المبغض كأنه يطوى العدواة في كشحه، أو كأنه يوليك كشحه ويعرض عنك بوجهه. والاسم الكشاحة. وفي الحديث: أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح قال ابن الأثير: وسمي العدو كاشحا لأنه ولاك كشحه وأعرض عنك. وقيل: لأنه يخبأ العداوة في كشحه وفيه كبده والكبد بيت العداوة والبغضاء. ومنه قيل للعدو أسود الكبد، كأن العداوة أحرقت الكبد. وكشح له بالعداوة: عاداه وفاسده ككاشحه مكاشة وكشاحا. وكشح القوم: فرقهم، يقال: مر فلان يكشح القوم ويشلهم ويشحنهم، أي يفرقهم ويطردهم. وكشحت الدابة، إذا أدخلت ذنبها بين رجليها. وأنشد:

يأوي إذا كشحت إلى أطبائها    سلضب العسيب كأنه ذعلوق

صفحة : 1726

وكشح البيت: كنسه، لغة في المهملة. وفي الأساس: توشحها وتكشحها: جامعها وتغشاها. والمكشاح: الفأس، وقيل: منه الكاشح، قاله المفضل. والمكشاح. حد السيف كالمكشح، ومنه سمي المكشوح المرادي، على ما أسلفنا عن كتاب الروض. والتكشيح: التقشير والتسويه، لغة في المهملة. والتكشيح: الكي على الكشح بالنار، وقد تقدم أنه عن كراع. ومنه إبل مكشحة. والكشوح، كصبور، من السيوف السبعة التي أهدتها بلقيس إلى سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، نقل شيخنا عن رأس مال النديم لابن حبيب قال: هي ذو الفقار، والصمصامة، ومخذم ورسوب وضرس الحمار، وذو النون، والكشوح. وكشحوا عن الماء وانكشحوا، إذا ذهبوا عنه وتفرقوا. وفي التهذيب: كشح عن الماء، إذا أدبر عنه. وفي الأساس: ولما رآني كشح، أي أدبر وولى بكشحه. وكشح الظلام، وكشح الضوء أدبر. وهذا مجاز. ومكشحة، بضم فتشديد الشين: اسم موضع باليمامة، وقد مر في ك-س-ح، والصواب ذكره هنا، كما صرح به ياقوت في المعجم. ومما يستدرك عليه: الكشاحة، بالضم: المقاطعة. وكشح العود كشحا: قشره. وكشح الطائر: صدر مسرعا. وكشحه: طعن في كشحه. والكشحان: القرنان، أورده الفقهاء ولا إخاله عربيا، قاله شيخنا نقلا عن بعضهم. قلت: وهو خطأ والصواب بالخاء المعجمة، وسأتي في محله إن شاء الله تعالى.

ك-ف-ح
الكفيح: الكفء والنديد، وزوج المرأة، لكونه يكافحها مواجهة. والضجيع لها، كما في الأساس. والضيف المفاجىء على غفلة. والأكفح: الأسود المتغير. وكفحته كفحا كلوحته. وكفحه، كمنعه: كشف عنه غطاءه، ككشحه وكثحه. وكفحه بالعصا كفحا: ضربه بها. وقال الفراء: كفحته بالعصا، أي ضربته، بالحاء. وقال شمر: كفخته، بالخاء المعجمة. وقال الأزهري كفحته بالعصا والسيف، إذا ضربته مواجهة، صحيح. وكفخته بالعصا، إذا ضربته لا غير. وكفح لجام الدابة كفحا: جذبه. وعبارة التهذيب والمحكم: كفحها باللجام كفحا جذبها، كأكفحه. وفي التهذيب: أكفح الدابة إكفاحا تلقى فاها باللجام يضربه به لتلتقمه، وهو من قولهم: لقيته كفاحا، أي استقبلته كفة كفة. وكفح فلانا: واجهه وكفح المرأة يكفحها: قبلها فجأة، أي غفلة، ككافحها، فيهما، أي في تقبيل المرأة والمواجهة، وقول شيخنا إن هذه عبارة قلقة غير محررة ليس بسديد، بل هي في غاية الوضوح والبيان، فإنه أشار بقوله فيهما إلى الوجهين، ففي المحكم والمشارق والتهذيب: المكافحة مصادفة الوجه بالوجه مفاجأة، كفحه كفحا وكافحه مكافحة وكفاحا: لقيه مواجهة، ولقيه كفحا ومكافحة وكفاحا، أي مواجهة، جاء المصدر فيه على غير لفظ الفعل، قال ابن سيده: وهو موقوف عند سيبويه مطرد عند غيره. وأنشد الأزهري:

أعاذل من تكتب له النار يلقهـا       كفاحا ومن يكتب له الخلد يسعد

صفحة : 1727

والكافحة في الحرب: المضاربة تلقاء الوجوه. وفي النهاية في الحديث أنه قال لحسان لا تزال مؤيدا بروح القدس ما كافحت عن رسول الله، المكافحة: المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه، ويروى نافحت، وهو بمعناه وفي الصحاح: كافحوهم، إذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها ترس ولا غيره. وفي حديث جابر إن الله كلم أباك كفاحا أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول. وقال الأزهري في حديث أبي هريرة أنه سئل: أتقبل وأنت صائم? فقال: نعم وأكفحها، أي أتمكن من تقبيلها وأستوفيه من غير اختلاس، من المكافحة، وهي مصادفة الوجه. وبعضهم يرويه: وأقحفها قال أبو عبيد: فمن رواه وأكفحها أراد بالكفح اللقاء والمباشرة للجلد؛ وكل من واجهته ولقيته كفة كفة فقد كافحته كفاحا ومكافحة، ومن رواه وأقحفها أراد شرب الريق، من قحف الرجل ما في الإناء، إذا شرب ما فيه. وإذا علمت ذلك ظهر لك وضوح عبارته ودفع التعارض بين عبارة النهاية والقاموس على ما ادعى القاري في الناموس. والله تعالى أعلم. وكفح عنه كسمع: خجل وجبن عن الإقدام، وقال ابن شميل في تفسير الحديث: أعطيت محمدا كفاحا أي أشياء كثيرة من ونص عبارته: أي كثيرا من الأشياء في الدنيا والآخرة. وأكفحته عني: ردته عن الإقدام علي. ومما يستدرك عليه: الكفحة من الناس: جماعة ليست بكثيرة، كالكثحة، كذا في النوادر. وكفحته السمائم كفحا: لوحته. وتكافحوا، وتكافحت الكباش. ومن المجاز: تكافحت الأمواج. وبحر متكافح الأمواج. وكافحته السموم. والمكافح: المباشر بنفسه، وفلان يكافح الأمور، إذا باشرها بنفسه. وتكفحت السمائم أنفسها: كفح بعضها بعضا. قال جندل ابن المثنى الحارثي:

فرج عنها حلق الرتائج     تكفح السمائم الأواجج أراد الأواج، ففك التضعيف للضرورة. وكافحه بما ساءه. وأصابه من السموم لفح، ومن الحرور كفح. والمكافحة: الدفع بالحجة، تشبيها بالسيف ونحوه. وهذه استدركها شيخنا نقلا من مفردات الراغب.

ك-ل-ح
كلح كمنع يكلح كلوحا وكلاحا، بضمها، إذا تكشر في عبوس. وقال ابن سيده: الكلوح والكلاح: بدو الأسنان عند العبوس. كتكلح وأنشد ثعلب:

ولوى التكلح يشتكي سغبا   وأنا ابن بدر قاتل السغب وأكلح واكلوح وهذه من الأساس أكلحته. قال لبيد يصف السهام:

رقميات عليها نـاهـض      يكلح الأروق منها والأيل قال الأزهري: وسمعت أعرابيا يقول لجمل يرغو وقد كشر عن أنيابه: قبح الله كلحته، يعني فمه، ومن المجاز قولهم: ما أقبح كلحته وجلحته، محركة، أي فمه وحواليه، قاله ابن سيده والزمخشري ومن المجاز: أصابتهم سنة كلاح. الكلاح كغراب وقطام: السنة المجدبة. قال لبيد:

كان غياث المرمل الممتاح       وعصمة في الزمن الكلاح

صفحة : 1728

والكولح، كجوهر: الرجل القبيح. ومن المجاز تكلح، إذا تبسم. ومنه: تكلح البرق، إذا تتابع. وتكلح البرق: دوامه واستسراره في الغمامة البضاء. ومن المجاز: دهر كالح وكلاح، قال الأزهري: أي شديد. والمكالحة: المشارة. وكالح القمر: لم يعدل عن المنزل بل استتر في الغمامة. ومما يستدرك عليه: الكالح: الذي قد قلصت شفته عن أسنانه نحو ما ترى من رؤوس الغنم إذا برزت الأسنان وتشمرت الشفاه، قاله أبو إسحاق الزجاجي، وبه فسر قوله تعالى: تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون . والبلاء المكلح الذي يكلح الناس بشدته، جاء ذلك في حديث علي. وفي الأساس: كلح وجهه: عبسه. وكلح في وجه الصبي والمجنون فزعه. واستدرك شيخنا الكلحة، وقال: فسرها جماعة بالهم. وكلحه الأمر: همه، وهو غريب في الدواوين. قلت: الصواب أنه أكلحه الهم، وقد تصحف على شيخنا. قال الأزهري: وفي بيضاء بني جذيمة ماء يقال له كلح، وهو شروب عليه نخل بعل قد رسخت عروقها في الماء.

ك-ل-ت-ح
الكلتحة ضرب من المشي وكلتح اسم. ورجل كلتح: أحمق

ك-ل-د-ح
الكلدحة هو الكلتحة، لضرب من المشي. والكلدح، بالفتح، وضبطه بعض بالكسر: الصلب، والعجوز

ك-ل-م-ح
الكلمح، بالكسر: التراب يقال: بفيه الكلمح، وسيذكر في كلحم.

ك-م-ح
كمح الدابة وأكمحها: كبحها، قال ابن سيده: كمحت الدابة باللجام كمحا، إذا جذبته إليك لتقف ولا تجري، وأكمحه، إذا جذب عنانه حتى ينتصب رأسه. ومنه قول ذي الرمة:

تمور بضبعيها وترمي بجوزها     ذارا من الإيعاد والرأس مكمح ويروى تموج ذراعاها وعزاه أبو عبيد لابن مقبل، وقال: كمحه وأكمحه، وكبحه وأكبحه بمعنى، وأراد الشاعر بقوله الإيعاد ضربه لها بالسوط، فهي تجتهد في العدو لخوفها من ضربه ورأسها مكمح، ولو ترك رأسها لكان عدوها أشد. وفي الصحاح: أكمح الكرم، إذا تحرك للإيراق. ونقل الأزهري عن الطائفي: أكمحت الزمعة إذا ما ابيضت وخرج عليها مثل القطن، وذلك الإكماح. والزمع: الأبن في مخارج العناقيد. والكومح، كجوهر، ويضم، هو الرجل العظيم الأليتين، قال:

أشبهه فجاء رخوا كومحا       ولم يجئ ذا أليتين كومحا والكومح من الرجال أيضا: من تملأ فاه أسنانه حتى يغلظ كلامه. قال ابن دريد: الكومح: الرجل المتراكب الأسنان في الفم حتى كأن فاه قد ضاق بأسنانه. وفم كومح: ضاق من كثرة أسنانه وورم لثاته. والكيموح: المشرف زهوا. والكيموح والكيح: التراب، قاله أبو زيد، والعرب تقول: احث في فيه الكومح يعنون التراب، وأنشد:

اهج القلاخ واحش فاه الكومحا        تربا فأهل هو أن يقـلـحـا وأكمح الرجل: رفع رأسه من الزهو، كأكمخ، عن اللحياني، والحاء أعلى، وإنه لمكمح ومكبح، المكمح، كمكرم: الشامخ، ومثله المكبح. وقد أكمح وأكبح على ما لم يسم فاعله، إذا كان كذلك. والمكاميح من الإبل: المقاريب في السير. والكومحان: موضع. قال ابن مقبل يصف السحاب:

أناخ برمل الكومحين إناخة ال        يماني قلاصا حط عنهن أكورا وقال الأزهري: هما حبلان، بالحاء المهملة، من حبال الرمل. وأنشد البيت، م أي معروفان. ومما يستدرك عليه: الكومح: الفيشلة.

ك-ن-ت-ح
الكنتح، كجعفر: الأحمق، مثل الكلتحوالكنثح.

ك-ن-ث-ح

صفحة : 1729

الكنثح، بالثاء المثلثة هو الكنتح، بالمثناة الفوقية، وهو الأحمق.

ك-ن-س-ح
الكنسح، بالكسر: الأصل والمعدن، كالكنسيح.

ك-و-ح
كاحه كوحا: قاتله فغلبه، ككاوحه، وعبارة المحكم: كاوحه فكاحه كوحا: قاتله فغلبه. وقال الأزهري: كاوحت فلانا مكاوحة، إذا قاتلته فغلبته. وعن ابن الأعرابي كوحه تكويحا وأكاحه إكاحة، إذا غلبه. وأكاح زيدا: أهلكه. وكاحه كوحا: غطه في ماء أو تراب. وكوحه تكويحا: أذله. وكوح الزمام البعير، إذا ذلله. وقال الشاعر:

إذا رام بغيا أو مراحا أقامه      زمام بمثناه خشاش مكوح وكوحه، إذا رده. وقال الأزهري: التكويح: التغليب. وأنشد أبو عمرو:
أعددته للخصم ذي التعدي     كوحته منك بدون الجهد وفي الأساس: كاوحه، إذا شاتمه وجاهره بالخصومة ورأيتهما يتكاوحان، وقد تكاوحا، أي تمارسا وتعالجا في الشر بينهما. وقال ابن سيده: الكاح: عرض الجبل، كالكيح، بالكسر. وقال غيره: عرض الجبل، وأغلظه، وقيل: هو سفحه وسفح سنده. ج أكواح. قال ابن سيده: وإنما ذكرته هنا لظهور الواو في التكسير. وجمع الكيح أكياح وكيوح، بالضم. ونقل الأزهري عن الأصمعي: الكيح: ناحية الجبل. قال: والوادي ربما كان له كيح إذا كان في حرف غليظ، فحرفه كيحه، ولا يعد الكيح إلا ما كان من أصلب الحجارة وأخشنها، وكل سند جبل غليظ كيح. والجماعة الكيحة. وهو كواح مال، بالكسر، أي إزاؤه. وما أكاحه: ما أعطاه.

ك-ي-ح
الكيح محركة: الخشونة والغلظ. وعن الليث: أسنان كيح، بالكسر. وأنشد:

ذا حنك كيح كحب القلقل وكيح أكيح: خشن غليظ، كيوم أيوم، تأكيد. وإنما سمي سند الجبل كيحا لغلظه وخشونته. وما كاح فيه السيف وما أكاح، كما حاك، وسيأتي في الكاف إن شاء الله تعالى. وأكاحه: أهلكه، وذكره الأزهري في الواو، وقد نقدم.