الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل التاسع عشر: فصل اللام مع الحاء المهملة

فصل اللام مع الحاء المهملة

ل-ب-ح
اللبح، محركة: الشجاعة، نقله الأزهري عن ابن الأعرابي، وبه سمي رجل له ذكر في كتب الحديث والسير، ومنه الخبر: تباعدت شعوب من لبح فعاش أياما. واللبح: الشيخ المسن. ولبح كمنع، وألبح ولبح، ذكر الأفعال ولم يتعرض لمعانيها، مع أن قياس التحريك فيه يقتضي أن يكون فعله من حد فرح، فتأمل. ولباح كغراب: ع.

ل-ت-ح
لتحه، كمنعه، يلتحه لتحا: ضرب وجهه أو جسده بالحصى فأثر فيه من غير جرح شديد. قال أبو النجم يصف عانة طردها مسحلها وهي تعدو وتثير الحصى في وجهه:

يلتحن وجها بالحصى ملتوحا أو لتحه: فقأ عينه بضربها وروى عن أبي الهيثم أنه قال: لتحه ببصره: رماه به، حكاه عن أبي الحسن الأعرابي الكلابي، وكا فصيحا. ولتح جاريته لتحا، إذا نكحها وجامعها، وهو لاتح وهي ملتوحة. ولتح فلانا: ما ترك عنده شيئا إلا أخذه. ولتح بيده ضربه بها على وجه أو جسد أو عين. ولتح، كفرح: جاع. والنعت لتحان، وهي لتحى. وفي التهذيب عن ابن الأعرابي: هو رجل لاتح ولتاح كغراب، ولتحه كهمزة، ولتح ككتف: عاقل داهية. وقوم لتاح، وهم العقلاء من الرجال الدهاة. ويقال: هو ألتح شعرا منه، أي أوقع على المعاني وفي بعض النسخ: على المعنى.

ل-ج-ح

صفحة : 1730

اللجح، بالضم، بالجيم قبل الحاء: شيء يكون في أسفل البئر والجبل كأنه نقب، وشيء يكون في أسفل الوادي كالدحل، كاللحج بالحاء قبل الجيم، قال شمر: باد نواحيه شطون اللجح قال الأزهري: والقصيدة على الحاء، قال: وأوصله اللحج، الحاء قبل الجيم فقلب. واللجح، بالتحريك: اللخص في العين، أو الغمص، بالغين محركة. وعير العين - بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية، وفي بعض النسخ بضم العين وسكون الموحدة وهو خطأ - الذي ينبت الحاجب على حرفه، وهو كفتها، كلحجها، والجمع من كل ذلك ألجاح

ل-ح-ح
ألح في السؤال مثل ألحف بمعنى واحد. والح السحاب: دام مطره، قال امرؤ القيس:

ديار لسلمى عافـيات بـذي خـال     ألح عليها كل أسحم هطال وسحاب ملحاح: دائم، وألح السحاب بالمكان: أقام به، مثل ألث. ومن المجاز: ألح الجمل: حرن ولزم مكانه فلم يبرح كما يبرح الفرس، وأنشد:

كما ألحت على ركبانها الخور وكذا ألحت الناقة. وقال الأصمعي حرن الدابة، وألح الجمل، وخلأت الناقة. وأجاز غير الأصمعي ألحت الناقة خلآت. وفي حديث الحديبة: فركب ناقته فزجرها المسلمون فألحت، أي لزمت مكانها؛ من ألح بالشيء، إذا لزمه واصر عليه. وألحت المطي: كلت فأبطأت وكل بطيء ملحاح، ودابة ملح، إذا برك ثبت ولم ينعث. ومن المجاز: ألح القتب: عقر ظهرها، قال البعيث المجاشعي:

ألد إذا لاقيت قوما بخـطة     ألح على أكتافهم قتب عقر قال ابن بري: وصف نفسه بالحذق في المخاصمة وأنه إذا علق بخصم لم ينفصل منه حتى يؤثر كما يؤثر القتب في ظهر الدابة. وهو، أي القتب، ملحاح يلزق بظهر البعير فيعقره، وكذلك هو من الرحال والسرج، وهو مجاز. ولحلحوا: لم يبرحوا مكانهم، كتلحلحوا. قال ابن مقبل:

بحي إذا قيل اظعنوا قد اتيتم    أقاموا على أثقالهم وتلحلحوا يريد أنهم شجعان لايزولون عن موضعهم الذي هم فيه إذا قيل لهم أتيتم، ثقة منهم بأنفسهم. ويقول الأعرابي، إذا سئل ما فعل القوم: تلحلحوا، أي ثبتوا، ويقال تلحلحوا، أي تفرقوا. وأنشد الفراء لمرأة دعت على زوجها بعد كبره:

تقول وريا كلما تنحنحا    شيخا إذا قلبته تلحلحا

صفحة : 1731

أرادت: تحلحلا فقلبت، أرادت أن أعضاءه قد تفرقت من الكبر. وفي الحديث أن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلحلحت عند بيت أبي أيوب ووضعت جرانها ، أي أقامت وثبتت . ولححت عينه كسمع: لصقت بالرمص وقيل: لححها: لزوق أجفانها لكثرة الدموع، وهو أحد الأحرف التي أخرجت على الأصل من هذا الضرب، منبهة على أصلها ودليلا على أولية حالها. والإدغام لغة. وقال الأزهري عن ابن السكيت قال: كل ما كان على فعلت ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو مدغم، نحو صمت المرأة وأشباهها، إلا أحرفا جاءت نوادر في إظهار التضعيف، وهي لححت عينه، إذا التصقت، ومششت الدابة، وصككت وضبب البلد : إذا كثر ضبابه ، وألل السقاء إذا تغيرت ريحه، وقطط شعره. ولحت عينه كلخت: كثر دموعها وغلظت أجفانها. ومكان لاح ولحح، ككتف، ولحلح: ضيق. وروي: مكان لاخ، بالمعجمة. وواد لاح: أشب يلزق بعض شجره ببعض. وفي حديث ابن عباس في قصة إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر وإسكان إبراهيم إياهما مكة، والوادي يومئذ لاح أي ضيق ملتف بالشجر والحجر. أي كثير الشجر. وروى شمر والوادي يومئذ لاخ ، بالخاء المعجمة، وسيأتي ذكره. وهو ابن عمي لحا، في المعرفة، وابن عم لح، في النكرة بالكسر، لأنه نعت للعم، أي لاصق النسب، ونصب لحاعلى الحال لأن ما قبله معرفة، والواحد والاثنان والجميع والمؤنث في هذا سواء، بمنزلة الواحد. وقال اللحياني: هما ابنا عم لح ولحا، وهما ابنا خالة، ولا يقال هما ابنا خال لحا ولا ابنا عمة لحا، لأنهما مفترقان، إذ هما رجل وامرأة. وعن أبي سعيد: لحت القرابة بيننا لحا، إذا دنت، فإن لم يكن ابن العم لحا وكان رجلا من العشيرة قلت: هو ابن عم الكلالة وابن عم كلالة وكلت تكل كلالة، إذا تباعدت. وخبزة لحة ولحلحة ولحلح: يابسة. قال:

حتى أتتنا بقريص لحلـح     ومذقة كقرب كبش أملح والملحلح، كمحمد. وفي نسخة: كمسلسل وهو الصواب: السيد كالمحلحل، وسيأتي.

واللحوح، بالضم لغة عربية لا مولدة على ما زعمه شيخنا، وكونه بالضم هو الصواب، والمسموع من أفواه الثقات خلفا عن سلف، ولا نظر فيه كما ذهب إليه شيخنا: شبه خبز القطائف لا عينه كما ظنه شيخنا، وجعل لفظ شبه مستدركا، يؤكل باللبن غالبا، وقد يؤكل مثرودا في مرق اللحم نادرا، يعمل باليمن، وهو غالب طعام أهل تهامة، حتى لا يعرف في غيره من البلاد. وقول شيخنا إنه شاع بالحجاز أكثر من اليمن، تحامل منه في غير محله، بل اشتبه عليه الحال فجعله القطائف بعينه فاحتاج إلى تأويل، وكأنه يريد أول ظهوره، ولذلك اقتصر على استعماله باللبن، وفي اليمن، فإنه في الحجاز أكثر استعمالا وأكثر أنواعا. انظر هذا مع الاشتهار المتعارف عند أهل المعرفة أن اللحوح من خواص أرض اليمن لا يكاد يوجد في غيره. ومما يستدرك عليه: ألح في الشيء: كثر سؤاله إياه كاللاصق به. وقيل: ألح على الشيء: أقبل عليه ولا يفتر عنه، وهو الإلحاح، وكله من اللزوق. ورجل ملحاح: مديم للطلب، وألح الرجل في التقاضي، إذا وظب. ورحى ملحاح على ما يطحنه. والملح: الذي يقوم من الإعياء فلا يبرح.

ل-د-ح
لدحه، كمنعه: ضربه بيده، قال الأزهري: والمعروف لطحه، وكأن الطاء والدال تعاقبا في هذا الحرف.

ل-ز-ح
التلزح: تحلب فيك، أي فمك من أكل رمانة أو إجاصة تشهيا لذلك.

ل-ط-ح

صفحة : 1732

لطحه، كمنعه: ضربه ببطن كفه، كلطخه، أو لطحه إذا ضربه ضربا لينا على الظهر ببطن الكف، كذا في الصحاح. قال: ويقال: لطح به، إذا ضرب به الأرض. وقيل: لطحه: ضربه بيده منشورة ضربا غير شديد، وفي التهذيب اللطح كالضرب باليد، يقال منه: لطحت الرجل بالأرض، قال: وهو الضرب ليس بالشديد ببطن الكف ونحوه. ومنه حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلطح أفخاذ أغيلمة بني عبد المطلب ليلة المزدلفة ويقول: أبني لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس . واللطح كاللطخ إذا جف وحك ولم يبق له أثر. ومثله في التهذيب والمحكم.

ل-ف-ح
لفحه بالسيف، كمنعه: ضربه به لفحة: ضربة خفيفة. وفي الصحاح: لفحت النار بحرها وكذا السموم: أحرقت. وفي التنزيل تلفح وجوههم النار قال الأزهري: لفحته النار إذا أصابت أعلى جسده فأحرقته. وفي العباب والمحكم: لفحته النار تلفحه لفحا، بفتح فسكون، ولفحانا، محركة: أصابت وجهه؛ إلا أن النفح أعظم تأثيرا منه، وكذلك لفحت وجهه. وقال الزجاج في ذلك: تلفح وتنفح بمعنى واحد، إلا أن النفح أعظم تأثيرا منه. قال أبو منصور: ومما يؤيد قوله قوله تعالى: ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك . وفي حديث الكسوف: تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها ، لفح النار: حرها ووهجها. والسموم تلفح الإنسان. ولفحته السموم لقحا: قابلت وجهه. وأصابه لفح من حرور وسموم. والنفح لكل بارد وأنشد أبو العالية:

ما أنت يا بغداد إلا سلـح     إذا يهب مطر أو نفـح
وإن جففت فتراب برح برح: خالص دقيق. واللفاح

كرمان: نبت يقطيني أصفر، م، يشبه الباذننجان طيب الرائحة، قال ابن دريد: لا أدري ما صحته. وفي الصحاح: اللفاح هذا الذي يشم شبيه بالباذنجان إذا اصفر. واللفاح: ثمرة اليبروح، بتقديم المثناة التحتية على الموحدة، لا على ما زعمه شيخنا فإنه تصحيف في نسخته، وقد تقدمت الإشارة بذلك في برح، وتقدم أيضا تحقيق معناه، فراجعه إن شئت.

ل-ق-ح
لقحت الناقة كسمع تلقح لقحا، بفتح فسكون، ولقحا، محركة، ولقاحا، بالفتح، إذا حملت، فإذا استبان حملها قيل: استبان لقاحها. وقال ابن الأعرابي: قرحت تقرح قروحا، ولقحت تلقح لقاحا ولقحا: قبلت اللقاح،بالكسر والفتح معا، كما ضبط في نسختنا بالوجهين. وروى عن ابن عباس أنه سئل عن رجل كانت له امرأتان أرضعت إحداهما غلاما، وأرضعت الأخرى جارية، هل يتزوج الغلام الجارية? قال: لا اللقاح واحد. قال الليث: أراد أن ماء الفحل الذي حملتا منه واحد، فاللبن الذي أرضعت كل واحدة منهما مرضعها كان أصله ماء الفحل، فصار المرضعان ولدين لزوجهما، لأنه كان ألقحهما. قال الأزهري: ويحتمل أن يكون اللقاح في حديث ابن عباس معناه الإلقاح، يقال ألقح الفحل الناقة إلقاحا ولقاحا، فالإلقاح مصدر حقيقي، واللقاح اسم لما يقوم مقام المصدر، كقولك أعطى عطاء وإعطاء وأصلح صلاحا وإصلاحا، وأنبت نباتا وإنباتا فهي ناقة لاقح وقارح يوم تحمل، فإذا استبان حملها فهي خلفة قاله، ابن الأعرابي، من إبل لواقح ولقح كقبر، ولقوح، كصبور من إبل لقح، بضمتين. واللقاح كسحاب: ما تلقح به النخلة، وطلع الفحال، بضم فتشديد، وهو مجاز. والحي اللقاح، والقوم اللقاح - ومنه سميت بنو حنيفة باللقاح، وإياهم عني سعد بن ناشب:

صفحة : 1733

بئس الخلائف بعدنا    أولاد يشكر واللقاح وقد تقدم في برح فراجعه - الذين لا يدينون للملوك ولم يملكوا، أو لم يصبهم في الجاهلية سباء أنشد ابن الأعرابي:

لعمر أبيك والأنباء تنـمـي      لنعم الحي في الجلى رياح
أبوا دين الملوك فهم لـقـاح    إذا هيجوا إلى حرب أشاحوا

وقال ثعلب: الحي اللقاح مشتق من لقضاح الناقة: لأن الناقة إذا لقحت لم تطاوع الفحل. وليس بقوي. وفي الصحاح: اللقاح. ككتاب: الإبل بأعيانها. واللقوح، كصبور واحدتها، وهي الناقة الحلوب، مثل قلوص وقلاص، أو الناقة التي نتجت لقوح أول نتاجها إلى شهرين أو إلى ثلاثة، ثم يقع عنها اسم اللقوح، فيقال هي لبون. وعبارة الصحاح: ثم هي لبون بعد ذلك. ومن المجاز: اللقاح: النفوس وهي جمع لقحة، بالكسر، قال الأزهري: قال شمر: وتقول العرب: إن لي لقحة تخبرني عن لقاح الناس. يقول: نفسي تخبرني فتصدقني عن نفوس الناس، إن أحببت لهم خيرا أحبوا لي خيرا وإن أحببت لهم شرا أحبوا لي شرا، ومثله في الأساس. وقال يزيد بن كثوة: المعنى أني أعرف إلى يصير إليه لقاح الناس بما أرى من لقحتي: يقال عند التأكيد للبصير بخاص أمور الناس وعوامها. واللقاح: اسم ماء الفحل من الإبل أو الخيل، هذا هو الأصل، ثم استعير في النساء فيقال: لقحت، إذا حملت: قال ذلك شمر وغيره من أهل العربية. واللقحة، بالكسر: الناقة من حين يسمن سنام ولدها، لايزال ذلك اسمها حتى تمضي لها سبعة أشهر ويفصل ولدها، وذلك عند طلوع سهيل وقيل: اللقحة هي اللقوح، أي الحلوب الغزيرة اللبن، ويفتح، ولا يوصف به، ولكن يقال لقحة فلان، قال الأزهري: فإذا جعلته نعتا قلت: ناقة لقوح. قال: ولا يقال: ناقة لقحة إلا أنك تقول هذه لقحة فلان لقح، بكسر ففتح، ولقاح، بالكسر، الأول هو القياس، وأما الثاني فقال سيبويه: كسروا فعلة على فعال كما كسروا فعلة عليه، حتى قالوا جفرة وجفار قال: وقالوا لقاحان أسودان، جعلوها بمنزلة قولهم إبلان: ألا ترى أنهم يقولون لقاحة واحدة، كما يقولون قطعة واحدة. قال: وهو في الإبل أقوى لأنه لا يكسر عليه شيء. وقال ابن شميل: يقال لقحة ولقح، ولقوح، ولقائح. واللقاح ذوات الألبان من النوق، واحدها لقوح ولقحة. قال عدي بن زيد:

من يكن ذا لقح راخـيات    فلقاحي ما تذوق الشعيرا
بل حواب في ظلال فسيل   ملئت أجوافهن عصـيرا

واللقحة واللقحة: العقاب الطائر المعروف، واللقحة: الغراب. واللقحة في قول الشاعر:

ولقد تقيل صاحبي من لقحة     لبنا يحل ولحمها لا يطعـم

صفحة : 1734

عنى بها المرأة المرضعة. وجعلها لقحة لتصح له الأحجية. وتقيل: شرب القيل، وهو شرب نصف النهار. واللقح، محركة: الحبل. يقال امرأة سريعة اللقح. وقد يستعمل ذلك في كل أنثى، فإما أن يكون أصلا، وإما أن يكون مستعارا. واللقح أيضا: اسم ما أخذ من الفحل، وفي بعض الأمهات: الفحال ليدس في الآخر. والإلقاح والتلقيح: أن يدع الكافور، وهو وعاء طلع النخل، ليلتين أو ثلاثا بعد انفلاقه ثم يأخذ شمراخا من الفحال. قال الأزهري: وأجوده ما عتق وكان من عام أول، فيدسون ذلك الشمراخ في جوف الطلعة، وذلك بقدر. قال: ولا يفعل ذلك إلا رجل عالم بما يفعل منه، لأنه إن كان جاهلا فأكثر منه أحرق الكافور فأفسده، وإن أقل منه صار الكافور كثير الصيصاء، يعني بالصصاء مالا نوى له. وإن لم يفعل ذلك بالنخلة لم ينتفع بطلعها ذلك العام. وفي الصحاح: الملاقح: الفحول، جمع ملقح، بكسر القاف. والملاقح أيضا: الإناث التي في بطونها أولادها، جمع ملقحة، بفتح القاف. وقد يقال: الملاقيح: الأمهات. ونهي عن أولاد الملاقيح وأولاد المضامين في المبايعة، لأنهم كانوا يتبيعون أولاد الشاء في بطون الأمهات وأصلاب الآباء. والملاقيح في بطون الأمهات، والمضامين في أصلاب الآباء. وقال أبو عبيد: الملاقيح: ما في بطونها أي الأمهات من الأجنة. أو الملاقيح: ما في ظهور الجمال الفحول. روي عن سعيد بن المسيب أنه قال: لاربا في الحيان، وإنما نهي عن الحيوان عن ثلاث: عن المضامين والملاقيح وحبل الحبلة. قال سعيد فالملاقيح ما في ظهور الجمال، والمضامين ما في بطون الإناث. قال المزني: وأنا أحفظ أن الشافعي يقول: المضامين مضا في ظهور الجمال، والملاقيح ما في بطون الإناث. قال المزني: وأعلمت بقوله عبد الملك بن هشام، فأنشدني شاهدا له من شعر العرب:

إن المضامين التي في الصلب
ماء الفحول في الظهور الحدب
ليس بمغن عنك جهد اللزب

وأنشد في الملاقيح:

منيتني ملاقحا في الأبطن
تنتج ما تلقح بعد أزمن

قال الأزهري: وهذا هو الصواب. جمع ملقوحة. قال ابن الأعرابي: إذا كان في بطن الناقة حمل فهي مضمان وضامن، وهي مضامين وضوامن، والذي في بطنها ملقوح وملقوحة. ومعنى الملقوح: المحمول، واللاقح: الحامل. وقال أبو عبيد: واحدة الملاقيح ملقوحة، من قولهم لقحت، كالمحموم من حم، والمجنون من جن، وأنشد الأصمعي:

وعدة العام وعـام قـابـل     ملقوحة في بطن ناب حائل يقول: هي ملقوحة فيما يظهر لي صاحبها، وإنما أمها حائل. قال: فالملقوح هي الأجنة التي في بطونها، وأما المضامين فما في أصلاب الفحول، وكانوا يبيعون الجنين في بطن الناقة، ويبيعون ما يضرب الفحل في عامه أو في أعوام، كذا في لسان العرب. وتلقحت الناقة، إذا شالت بذنبها وأرت أنها لاقح لئلا يدنو منها الفحل ولم تكن كذلك. وتلقح زيد: تجنى على ما لم أذنبه. ومن المجاز: تلقحت يداه، إذا أشار بهما في التكلم، تشبيها بالناقة إذا شالت بذنبها. وأنشد:

تلقح أيديهـم كـأن زبـيبـهـم     زبيب الفحول الصيد وهي تلمح

صفحة : 1735

أي أنهم يشيرون بأيديهم إذا خطبوا. والزبيب شبه الزبد يظهر في صامغي الخطيب إذا زبب شدقاه. وإلقاح النخلة وتلقيحها: لقحها وهو دس شمراخ الفحال في وعاء الطلع، وقد تقدم، وهو مجاز، فإن أصل اللقاح للإبل. يقال: لقحوا نخلهم وألقحوها. وجاءنا زمن اللقاح، أي التلقيح. وقد لقحت النخيل تلقيحا. ومن المجاز أيضا: ألقحت الرياح الشجر والسحاب ونحو ذلك في كل شيء يحمل فهي، لواقح، وهي الرياح التي تحمل الندى ثم تمجه في السحاب، فإذا اجتمع في السحاب صار مطرا. وقيل: إنما هي ملاقح. فأما قولهم: لواقح، فعلى حذف الزائد، قال الله تعالى: وأرسلنا الرياح لواقح قال ابن جني: قياسه ملاقح، لأن الريح تلقح السحاب. وقد يجوز أن يكون على لقحت فهي لاقح، فإذا لقحت فزكت ألقحت السحاب، فيكون هذا مما اكتفي فيه بالسبب عن المسبب، قاله ابن سيده. وقال الأزهري: قرأها حمزة لواقح فهو بين، ولكن يقال إنما الريح ملقحة تلقح الشجر فكيف قيل لواقح? ففي ذلك معنيان: أحدهما أن تجعل الريح هي التي تلقح بمرورها على التراب والماء، فيكون فيها اللقاح، فيقال: ريح لاقح، كما يقال: ناقة لاقح، ويشهد على لك أنه وصف ريح العذاب بالعقيم، فجعلها عقيما إذ لم تلقح. والوجه الآخر: وصفها باللقح وإن كانت تلقح، كما قيل ليل نائم، والنوم فيه، وسر كاتم، وكما قيل المبروز والمختوم، فجعله مبروزا ولم يقل مبرزا فجاز مفعول لمفعل كما جاز فاعل لمفعل. وقال أبو الهيثم: ريح لاقح، أي ذات لقاح، كما يقال درهم وازن، أي ذو وزن، ورجل رامح وسائف ونابل، ولا يقال رمح ولا ساف ولا نبل، يراد ذو سيف وذو نبل وذو رمح. قال الأزهري: ومعنى قوله وأرسلنا الرياح لواقح ، أي حوامل، جعل الريح لاقحا لأنها تحمل الماء والسحاب وتقلبه وتصرفه ثم تستدره فالرياح لواقح أي حوامل على هذا المعنى. ومنه قول أبي وجزة:

حتى سلكن الشوى منهن في مسك     من نسل جوابة الآفاق مـهـداج سلكن يعنى الأتن، أدخلن شواهن، أي قوائمهن في مسك، أي فيما صار كالمسك لأيديهما. ثم جعل ذلك الماء من نسل ريح تجوب البلاد. فجعل الماء للريح كالولد، لأنها حملته. ومما يحقق ذلك قوله تعالى: وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا أي حملت. فعلى هذا المعنى لا يحتاج إلى أن يكون لاقح بمعنى ذي لقح، ولكنها تحمل السحاب في الماء. قال الجوهري رياح لواقح ولا يقال ملاقح، وهو من النوادر، وقد قيل: الأصل فيه ملقحة، ولكنها لا تلقح إلا وهي في نفسها لاقح، كأن الرياح لقحت بخير، فإذا أنشأت السحاب وفيها خير وصل ذلك إليه. قال ابن سيده: وريح لاقح، على النسب، تلقح الشجر عنها، كما قالوا في ضده: عقيم. وحرب لاقح على المثل بالأنثى الحامل. وقال الأعشي.

إذا شمرت بالناس شهباء لاقح     عوان شد يد همزها وأظلت يقال همزته بناب، أي عضته ومن المجاز: يقال للنخلة: الواحدة: لقحت، بالتخفيف. واستلقحت النخلة أي آن لها أن تلقح. و في الأساس: ومن المجاز رجل ملقح كمعظم، أي مجرب منقع مهذب. وشقيح لقيح، إتباع، وقد تقدم. ومما يستدرك عليه: نعم المنحة اللقحة، وهي الناقة القريبة العهد بالنتاج. واللقح: إنبات الأرضين المجدبة قال يصف سحابا:

لقح العشجاف له لسابع سبعة     فشر بن بعد تحلؤ فـروينـا

صفحة : 1736

يقول: قبلت الأرضون ماء السحاب كما تقبل الناقة ماء الفحل، وهو مجاز. وأسرت الناقة لقحا ولقاحا، وأخفت لقحا ولقاحا. قال غيلان:

أسرت لقاحا بعد ما كان راضها     فراس وفيها عزة ومـياسـر أسرت أي كتمت ولم تبشر به، وذلك أن الناقة إذا لقحت شالت بذنبها وزمت بأنفها واستكبرت، فبان لقحها، وهذه لم تفعل من هذا شيئا. ومياسر: لين. والمعنى أنها تضعف مرة وتدل أخرى. قال:

طوت لقحا مثل السرار فبشرت      بأسحم ريان العشية مسـبـل مثل السرار، أي مثل الهلال في السرار. وقيل: إذا نتجت بعض الإبل ولم ينتج بعض، فوضع بعضها ولم يضع بعضها فهي عشار فإذا انتجت كلها ووضعت فهي لقاح. وأدروا لقحة المسلمين في حديث عمر، المراد بها الفيء والخراج الذي منه عطاؤهم وما فرض لهم. وإدراره: جبايته وتحلبه وجمعه مع العدل في أهل الفيء، وهو مجاز. واللواقح: السياط. قال لص يخاطب لصا:

ويحك يا علقمة بن ماعـز     هل لك في اللواقح الحرائز وهو مجاز. وفي حديث رقية العين: أعوذ بك من شر كل ملقح ومخبل. الملقح: الذي يولد له، والمخبل الذي لا يولد له، من ألقح الفحل الناقة إذا أولدها. وقال الأزهري في ترجمة صمعر: قال الشاعر:

أحية واد نغرة صمعـرية    أحب إليكم أم ثلاث لواقح قال: أراد باللواقح العقارب. ومن المجاز: جرب الأمور فلقحت عقله. والنظر في عواقب الأمور تلقيح العقول. وألقح بينهم شرا: سداه وتسبب له ويقال اتق الله ولا تلقح سلعتك بالأيمان.

ل-ك-ح
لكحه، كمنعه يلكحه لكحا: وكزه، أو لكحه، إذا ضربه بيده شبيها به، أي بالوكز، قال الأزهري:

يلهزه طورا وطورا يلكح    حتى تراه مائلا يرنـح

ل-م-ح
لمح إليه، كمنع، يلمح لمحا: اختلس النظر، كألمح، أي أبصر بنظر خفيف. وقال بعضهم: لمح نظر، وألمحه هو، والأول أصح. وفي النهاية: اللمح. سرعة إبصار الشيء كاللمء، بالهمز. واللمحة: النظرة بالعجلة، وقيل لا يكون اللمح إلا من بعيد. ولمح البرق والنجم: لمعا، يلمحان لمحا، ولمحانا محركة في الثاني وتلحاحا بالفتح تفعال من لمح البصر. ولمحه ببصره. وهو أي البرق لامح ولموح، كصبور ولماح، ككتان، قال:

في عارض كمضيء الصبح لماح وألمحه: جعله ممن يلمح. وفي الصحاح: لمحه وألمحه والتمحه، إذا أبصره بنظر خفيف. والاسم اللمحة. وفي التهذيب: ألمحت المرأة من وجهها إلماحا، إذا أمكنت من أن يلمح، تفعل ذلك الحسناء تري، بضم حرف المضارعة، أي تظهر محاسنها من يتصدى لها ثم تخفيها، قال ذو الرمة:

وألمحن لمحا من خـدود أسـيلة     رواء خلا ما أن تشف المعاطس

صفحة : 1737

ومن المجاز: لأرينك لمحا باصرا، أي أمرا واضحا. والملامح: المشابه. قال الجوهري: تقول: رأيت لمحة البرق، وفي فلان لمحة من أبيه، ثم قالوا: فيه ملامع من أبيه أي مشابه. وملامح الإنسان: ما بدا من محاسن الوجه ومساويه، وقيل: هو ما يلمح منه، جمع لمحة، بالفتح، نادر على غير قياس، ولم يقولوا: ملمحة. قال ابن سيده: قال ابن جني استغنوا بلمحة عن واحد ملامح. وفي التهذيب: اللماح كرمان: الصقور الذكية، قاله ابن الأعرابي. والألمحي من الرجال: من يلمح كثيرا. والتمح، بصره بالبناء للمفعول: ذهب به. ومما يستدرك عليه: من المجاز أبيض لماح: يقق، كذا في الأساس. واستدرك شيخنا لامح عطفيه، وهو المعجب بنفسه الناظر في عطفيه.

ل-و-ح
اللوح: كل صفيحة عريضة، خشبا أو عظما، ومثله في المحكم والتهذيب. ألواح، وألاويح جج أي جمع الجمع، قال سيبويه: لم يكسر هذا الضرب على أفعل كراهية الضم على الواو. واللوح: الكتف إذا كتب عليها، كذا في التهذيب. واللوح: الهواء بين السماء والأرض، وبالضم أعلى، ولم يحك الفتح فيه إلا اللحياني. قال الشاعر:

لطائر ظل بـنـا يخـوت     ينصب في اللوح فما يفوت ويقال: لا أفعل ذلك ولو نزوت في اللوح، أي ولو نزوت في السكاك، والسكاك بالضم هو الهواء الذي يلاقي أعنان السماء واللوح: النظرة، كاللمحة. ولاحه ببصره لوحة: رآه ثم خفي عنه. واللوح: أخف العطش، وعم به بعضهم جنس العطش. وقال اللحياني: اللوح: سرعة العطش كاللوح واللواح واللؤوح، بضمهن، الأخيرة عن اللحياني واللوحان، محركة، والالتياح. وقد لاح يلوح، والتاح. وألاح النجم: بدا وأضاء وتلألأ، كلاح. وألاح البرق: أو مض، فهو مليح. وقيل: ألاح: أضاء ما حوله. قال أبو ذؤيب:

رأيت وأهلي بوادي الرجي     ع من نحو قيلة برقا مليحا كلاح يلوح لوحا ولؤوحا ولوحانا. وقال المتلمس:

وقد ألاح سهيل بعدما هجعوا     كأنه ضرم بالكف مقبـوس قال ابن السكيت: يقال لاح السهيل، إذا بدا وألاح، إذا تلألأ. ومن المجاز: ألاح الرجل من الشيء يليح إلا حة كأشاح: خاف وأشفق وحاذر، وفي بعض الأصول حذر ثلاثيا. وفي حديث المغيرة: أتحلف عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم? فألاح من اليمين، أي أشفق وخاف. ومن المجاز: ألاح بسيفه: لمع به وحركة، كلوح تلويحا. وألاح فلانا: أهلكه، يليحه إلاحة. والملواح: الطويل، والضامر، وكذلك الأنثى: امرأة ملواح. ودابة، ملواح، إذا كان سؤيع الضمر. والملواح: المرأة السريعة الهزال وجمعه ملاويح، قال ابن مقبل:

بيض ملاويح يوم الصيف لا صبر      على الهوان ولا سود ولا نكـع والملواح: العظيم الألواح، والألواح من الجسد: كل عظم فيه عرض قال:

يتبعن إثر بـازل مـلـواح     وبعير ملواح ورجل ملواح.

صفحة : 1738

وقال شمر وأبو الهيثم: الملواح هو: الجيد الألواح العظيمها. وقيل: ألواحه ذراعاه وساقاه وعضداه. والملواح: سيف عمرو بن أبي سلمة، وهو مجاز، تشبيها بالعطشان. و الملواح: البومة تخيط عينها وتشد في رجلها صوفة سوداء، ويجعل له مربأة ويرتبيء الصائد في القترة ليصاد بها البازي، وذلك أن يطيرها ساعة بعد ساعة، فإذا رآه الصقر أو البازي سقط عليه فأخذه الصائد. فالبومة وما يليها تسمى ملواحا. والملواح من الدواب: السريع العطش، قاله أبو عبيد. كالملوح، مثل منبر، والملياح، الأخيرة عن ابن الأعرابي. فأما ملواح فعلى القياس، وأما ملياح فنادر. قال ابن سيده: وكأن هذه الواو إنما قلبت ياء لقرب الكسرة، كأنهم توهموا الكسرة في لام ملواح حتى كأنه لواح، فانقلبت الواو ياء لذلك. وإبل لوحى، أي عطشى، ولاحه العطش أو السفر والبرد والسقم والحزن يلوحه لوحا: غيره وأضمره. وأنشد:

ولم يلحها حزن على ابنم     ولا أخ ولا أبس فتسهم كلوحة تلويحا. وقالوا: التلويح هو تغيير لون الجلد من ملاقاة حر النار أو الشمس. وقدح ملوح: مغير بالنار، وكذلك نصل ملووح. ولوحته الشمس: غيرته وسفعت وجهه. وقال الزجاج: لواحة للبشر أي تحرق الجلد حتى تسوده. يقال لاحه ولوحه. وألواح السلاح: ما يلوح منه، كالسيف ونحوه مثل السنان. قال ابن سيده: والألواح: ما لاح من السلاح، وأكثر ما يعنى بذلك السيوف لبياضها. قال عمرو بن أحمر الباهلي:

تمسي كألواح السلاح وتض    حى كالمهاة صبيحة القطر قال ابن بري: وقيل في ألواح السلاح إنها أجفان السيوف، لأن غلافها من خشب، يراد بذلك ضمورها، يقول تثمسي ضامرة لايضرها ضمرها، وتصبح كأنها مهاة صبيحة القطر، وذلك أحسن لها وأسرع لعدوها. والملوح كمعظم: المغير بالنار أو الشمس أو السفر. واسم سيف ثابت بن قيس الأنصاري. واسم والد فضالة، له ذكر في شرح الشفاء. وجد قباث بن أشيم الكناني. ولحته: أبصرته. ولحت إلى كذا ألواح: إذا نظرت إلى نار بعيدة. قال الأعشي:

لعمري لقد لاحت عيون كثيرة    إلى ضوء نار في يفاع تحرق أي نظرت.

قال شيخنا: وأنشدوا:

وأصفر من ضرب دار الملوك    تلوح على وجهه جـعـفـرا

صفحة : 1739

قال ابن بري: هو من لاح، إذا رأى وأبصر، أي تبصر وترى على وجه الدينار جعفرا، أي مرسوما فيه، وهو ظاهر لا غبار عليه. قال: وروي يلوح بالتحتية، وهو يحتاج إلى تأويل وتقدير فعل ناصب لجعفر، نحو اقصدوا جعفرا، وشبهه. وقد استوفاه الجلال السيوطي في أواخر الأشباه والنظائر النحوية واستلاح الرجل، إذا تبصر في الأمر. وقولهم، لوح الصبي، معناه قته - بالضم، أمر من قات يقوت - مايمسكه، وفي نسخة. بما يمسكه. والملتاح، بالضم: المتغير من الشمس أو من السفر أو غير لك. واللياح، كسحاب وكتاب: الصبح لبياضه. ولقيته بلياح، إذا ألقيته عند العصر والشمس بيضاء واللياح واللياح: الثور الوحشي، لبياضه. واللياح: سيف لحمزة بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه، ومنه قوله. قد ذاق عثمان يوم الجر من أحد وقع اللياح فأودى وهو مذموم قال ابن الأثير: هو من لاح يلوح لياحا، إذا بدا وظهر. واللياح: الأبيض من كل شيء. ومن المجاز يقال: أبيض لياح بالوجهين، ويقق ويلق: ناصع، وذلك إذا بولغ في وصفه بالبياض. وفي نسختنا: لماح، بالميم بدل لياح بالتحتية، وهو صحيح في بابه، وقد تقدم استدراكه، وأما هنا فليس إلا بالتحتية. قال الفراء: إنما صارت الواو في لياح ياء لانكسار ما قبلها. وأنشد:

أقب البطن خفاق حـشـاه      يضيء الليل كالقمر اللياح قال ابن بري: البيت لمالك بن خالد الخناعي يمدح زهير بن الأغر. اللياح الأبيض المتلألىء. وقال الفارسي: وأما لياح، يعنى كسحاب فشاذ: انقلبت واوه ياء لغير علة إلا طلب الخفة. ولوحه بالنار تلويحا أحماه، قال جران العود، واسمه عامر بن الحارث.

عقاب عقنباة كأن وظـيفـهـا     وخرطومها الأعلى بنار ملوح ولاح الشيب يلوح في رأسه: بدا، ولوح الشيب فلانا غيره، وذلك إذا بيضه. قال:

من بعد ما لوحك القتير وقال الأعشي:

فلئن لاح في الذوأبة شيب     يا لبكر وأنكرتني الغواني ومما يستدرك عليه: اللوح، اللوح المحفوظ، وهو في الآية مستودع مشيئات الله تعالى، وإنما هو على المثل: وفي قوله تعالى: وكتبنا له في الألواح قال الزجاج: قيل: كانا لوحين، ويجوز في اللغة أن يقال للوحين ألواح. ولوح الكتف: ما ملس منها عند منقطع عيرها من أعلاها. قال ابن الأثير: وفي أسماء دوابه صلى الله عليه وسلم أن اسم فرسه ملاوح، وهو الضمار الذي لا يسمن، والسريع العطش، والعظيم الألواح. ومن المجاز: لاح لي أمرك وتلوح: بان ووضح، كذا في الأساس. وقال أبو عبيد: لاح، الرجل وألاح، فهو لائح ومليح، إذا برز وظهر. ولوائح الشيء: ما يبدو منه وتظهر علامته عليه. وأنشد يعقوب في المقلوب قول خفاف ابن ندبة.

فإما تري رأسـي تـغـير لـونـه     ولاحت لواحي الشيب في كل مفرق

صفحة : 1740

قال: أراد لوائح. وفي الأساس: نظرت إلى لوائحه وألواحه، إلى ظواهره. ومن المجاز ألاح بثوبه ولوح به، الأخيرة عن اللحياني: أخذ طرفه بيده من مكان بعيد ثم أداره ولمع به ليريه من يحب أن يراه: وكل من لمع بشيء وأظهره فقد لاح به، ولوح وألاح، وهما أقل. ولوحه بالسيف والسوط والعصا: علاه بها فضربه. وفي الأساس من المجاز: لوحته بعصا أو نعل: علوته، ولوح للكلب برغيف فتبعه. وألاح بحقي: ذهب به. وقلت له قولا فما ألاح منه، أي ما استحى. وألاح على الشيء: اعتمد. وفي الأساس: ومن المجاز: لم يبق منه إلا الألواح، وهي العظام العراض للمهزول.