الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل العشرون: فصل الميم مع الحاء المهملة

فصل الميم مع الحاء المهملة

م-ت-ح
متح الماء كمنع، يمتحه متحا: نزعه. وفي اللسان: المتح: نزعك رشاء الدلو تمد بيد وتأخذ بيد على رأس البئر. متح الدلو يمتحها متحا ومتح بها. وقيل: المتح كالنزع، غير أن المتح بالقامة وهي البكرة. وفي الصحاح: الماتح المستقي، وكذلك المتوح. ومتح الدلو متحا، إذا جذبها مستقيا لها. وماحها يميحها، إذا ملأها من أسفل البئر. وتقول العرب: هو أبصر من المائح باست الماتح، يعنى أن الماتح فوق المائح، فالمائح يرى الماتح ويرى استه. قال شيخنا: وعندهم من الضوابط: الأعلى للأعلى، والأسفل للأسفل. ومتحه متحا، إذا صرعه وقلعه. وقال أبو سعيد: متح الشيء ومتخه، إذا قطعه من أصله. ومن المجاز: متحه عشرين سوطا، عن ابن الأعرابي: ضربه. ومتح بها: حبق. ومتح بسلحه ومتخ به: رمى. ومتح الجراد: رز، أي ثبت أذنابه في الأرض ليبيض، كمتح تمتيحا وأمتح. ومثله بن وأبن وبنن، وقلز وأقلز وقلز. وفي التهذيب: ومتخ الجراد، بالخاء، مثل متح. ومن المجاز: متح النهار، إذا ارتفع وامتد، لغة في متع ومن المجاز: بئر متوح، كصبور، يمتح منها، أي يمد منها باليدين على البكرة نزعا, وقيل: قريبة المنزع، كأنها تمتح، بنفسها، كما في الأساس والجمع متح. وعقبة متوح، أي بعيدة، وبيننا فرسخ متحا، أي مدا. وفرسخ ماتح ومتاح: ممتد. وفي التهذيب: مداد. وليل متاح ككتان: طويل وسئل ابن عباس عن السفر الذي تقصر فيه الصلاة فقال: لا تقصر إلا في يوم متاح إلى الليل، أراد لا تقصر الصلاة إلا في مسيرة يوم يمتد فيه السير إلى المساء بلا وتيرة ولا نزول. قال الأصمعي: يقال متح النهار ومتح الليل، إذا طالا، ويوم متاح: طويل تام، يقال ذلك لنهار الصيف وليل الشتاء ومتح النهار، إذا طال وامتد وكذلك أمتح، وكذلك الليل. ومن المجاز فرس متاح: طويل مداد، أي في السير، كذا في الأساس. وروى أبو تراب عن بعض العرب: انتتحت الشيء وامتتحته: انتزعته، بمعنى واحد، كذا في التهذيب في ترجمة نتح. ومن المجاز الإبل تتمتح في سيرها أي تتروح بأيديها. وفي بعض النسخ، تراوح. وزاد في الأساس: كتراوح يدي جاذب الرشاء، قال ذو الرمة:

لأيدي المهارى خلفها متمتح ومما يستدرك عليه: رجل ماتح، ورجال متاح، وبعير ماتح، وجمال موتح. ومنه قول ذي الرمة:

ذمام الركايا أنكزتها المواتح     ومتح الخمسين: قاربـهـا والخاء أعلى. وفي حديث أبي: فلم أر الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه، أي مدت أعناقها نحوه. وقوله متوحها، مصدر غير جار على فعله، أو يكون كالشكور والكفور. وفي الأساس: من المجاز: وبئس ما متحت به أمه، أي قذفت به.

م-ج-ح

صفحة : 1741

مجح، كمنع وفرح، كما في اللسان، مجحا ومجحا، الأخيرة محركة: تكبر وافتخر، كتمجح وتبجح، وهو مجاح بجاح بما لا يملك، يمانية. ومجاح ككتاب: فرس مالك ابن عوف النضري، واسم موضع ذكره السهيلي في حديث الهجرة، قاله شيخنا. واسم فرس أبي جهل بن هشام المخزومي. ومجحت بذكره، بالكسر: بجحت، أي بذخت. ومجح الدلو - بلغتيه - في البئر: خضخضها، وهو مستدرك عليه من اللسان.

م-ح-ح
المح: الثوب الخلق البالي كالماح. وقد مح يمح كشد يشد، ومح يمح كفر يفر، لغتان صحيحتان، خلافا لشيخنا، فإنه ادعي في الثانية الشذوذ، محا ومححا، محركة، ومحوحا، بالضم، وأمح يمح، إذا أخلق وكذلك الدار إذا عفت. وأنشد:

ألا يا قيل قد خلق الجديد     وحبك ما يمح وما يبيد وهذه قد ذكرها الزمخشري في الأساس، وابن منظور في اللسان. والمح، بالضم: خالص كل شيء، والمح: صفرة البيض كالمحة. قال ابن سيده: وإنما يريدون فص البيضة، لأن المح جوهر والصفرة عرض، ولا يعبر بالعرض عن الجوهر، اللهم إلا أن تكون العرب قد سمت مح البيضة صفرة. قال: وهذا ما لا أعرفه، وإن كانت العامة قد أولعت بذلك. أنشد الأزهري لعبد الله بن الزبعري:

كانت قريش بيضة فتفلقت     فالمح خالصها لعبد مناف أو ما في البيض كله من أصفر وأبيض، قاله ابن شميل. قال: ومنهم من قال المحة: الصفراء، والغرقيء: البياض الذي يؤكل. وقال أبو عمرو: يقال لبياض البيض الذي يؤكل: الآح، ولصفرته الماح، وسيأتي. والمحاح كغراب: الجوع. والمحاح ككتان: الكذاب، ومن يرضيك بقوله ولا فعل، وفي التهذيب يرضي الناس بكلامه ولا فعل له، وهو الكذوب وقيل هو الكذاب الذي لا يصدقك أثره، يكذبك من أين جاء، قال ابن دريد: أحسبهم رووا هذه الكلمة عن أبي الخطاب الأخفش. ويقال مح الكذاب يمح محاحة. والمحاح، كسحاب، من الأرض: القليلة الحمض. يقال أرض محاح. والمحمح والمحماح والمحامح: الخفيف النزق ككتف، وفي نسخة: النذل وقيل: هو الضيق البخيل. والأمخ: السمين، كالأبح. وفي التهذيب: محمح فلانا، إذا أخلص مودته. وتمحمح: تبحبح. ومحمحت المرأة: دنا وضعها. ومحماح، بالكسر، بمعنى بحباح. قال اللحياني: وزعم الكسائي أنه سمع رجلا من بني عامر يقول: إذا قيل لنا أبقي عندكم شيء قلنا: محماح، أي لم يبق شيء. ومما يستدرك عليه: مح الكتاب وأمح، أي درس.

م-د-ح

صفحة : 1742

مدحه، كمنعه يمدحه مدحا ومدحة، بالكسر، هذا قول بعضهم، والصحيح أن المدح المصدر، والمدحة الاسم، والجمع مدح: أحسن الثناء عليه، ونقيضه الهجاء. وقال شيخنا: قال أئمة الاشتقاق وفقهاء اللغة: المدح بمعنى الوصف بالجميل، يقابله الذم و:بمعنى عد المآثر، ويقابله الهجو، ونقله السيد الجرجاني في حاشية الكشاف. كمدحه تمديحا، وامتدحه وتمدحه تمديحا، وامتدحه وتمدحه. وفي المصباح: مدحته مدحا، كنفع: أثنيت عليه بما فيه من الصفات الجميلة خلقية كانت أو اختيارية، ولهذا كان المدح أعم من الحمد. قال الخطيب التبريزي: المدح من قولهم انمدحت الأرض إذا اتسعت. فكأن معنى مدحته: وسعت شكره ومدهته مدها مثله وعن الخليل بالحاء للغائب وبالهاء للحاضر، وقال السرقسطي: يقال إن المده في صفة الحال والهيئة لا غير، نقله شيخنا. والمديح، والمدحة، بالكسر، والأمدوحة، بالضم: ما يمدح به من الشعر. مديح مدائح، وجمع الأمدوحة أماديح. وإذا كان جمع مديح فعلى غير قياس، ونظيره حديث وأحاديث. قال أبو ذؤيب:

لو أن مدحة حي أنشرت أحدا     أحيا أبوتك الشـم الأمـاديح وهي رواية الأصمعي على الصواب كما قاله ابن بري. ورجل ممدح كمحمد، أي ممدوح جدا، وممتدح كذلك. وتمدح الرجل، إذا تكلف أن يمدح وقرظ نفسه وأثنى عليها. وتمدح الرجل: افتخر وتشبع بما ليس عنده. وتمدحت الأرض والخاصرة: اتسعتا، ثنى الضمير نظرا إلى الأرض والخاصرة، لا كما زعمه شيخنا أنه ثناه اعتمادا على أن كل شخص له خاصرتان، فكأنه قصد الجنس، فأما تمدحت الأرض فعلى البدل من تندحت وانتدحت. وتمدحت خواصر الماشية: اتسعت شبعا، مثل تندحت. في الصحاح: قال الراعي يصف فرسا.

فلما سقيناها العكيس تمـدحـت     خواصرها وازداد رشحا وريدها يروى بالدال والذال جميعا. قال ابن بري: الشعر للراعي يصف امرأة طرقته وطلبت منه القرى، وليس يصف فرسا. كامتدحت وامدحت بتشديد الميم كادكرت. ووهم الجوهري في قوله امدحت، بتشديد الحاء لغة في اندحت. نص عبارة الجوهري: امدح بطنه لغة في اندح، وأقره عليه الصاغاني وابن بري وغيرهما مع كثرة انتقادهما لكلامه، وهما هما، مع تحريف كلامه عن مواضعه كما صرح به شيخنا. ومما يستدرك عليه: رجل مادح من قوم مدح. والممادح: ضد المقابح. وانمدحت: اتسعت. ومادحه وتمادحوا، ويقال: التمادح التذابح. والعرب تتمدح بالسخاء

م-ذ-ح
المذح محركة: عسل جلنار المظ، وهو الرمان البري. والمذح: اصطكاك الفخذين من الماشي إذا مشى لسمنة، كذا في النموس. وفي اللسان: المذح التواء في الفخذين إذا مشى انسحجت إحداهما بالأخرى. ومذح الرجل يمذح مذحا، إذا اصطكت فخذاه والتوتا حتى تسحجا ومذحت فخذاه. قال الشاعر:

إنك لو صاحبتنا مذحـت    وحكك الحنان فانفشحت

صفحة : 1743

وقال الأصمعي: إذا اصطكت أليتا الرجل حتى ينسحجا قيل: مشق مشقا، وإذا اصطكت فخذاه قيل: مذح يمذح مذحا، ورجل أمذح بين المذح، وقيل: مذح للذي تصطك فخذاه إذا مشى. والمذح في شعر الأعشي، فسروه بالحكة في الأفخاذ، وأكثر ما يعرض للسمين من الرجال. وكان عبد الله بن عمرو أمذح. أو المذح: احتراق ما بين الرفغين والأليتين. وقد مذحت الضأن مذحا عرقت أفخاذها. والمذح أيضا: تشقق الخصية لاحتكاكها بشيء، وقيل: المذح: أن يحتك الشيء بالشيء فيتشقق. قال ابن سيده: وأرى ذلك في الحيوان خاصة. والأمذح: المنتن. ومن ذلك قولهم: ما أمذح ريحه، أي ما أنتن. وتمذحه: امتصه. وتمدحت خاصرتاه: انتفختا ريا. قال الراعي:

فلما سقيناها العكيس تمـذحـت     خواصرها وازداد رشحا وريدها والتمذح: التمدد، يقال: شرب حتى تمذحت خاصرته، أي انتفخت من الري، وقد سبق.

م-ر-ح
مرح، كفرح: أشر وبطر، والثلاثة ألفاظ مترادفة، ومنه قوله تعالى: بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون وفي المفردات: المرح: شدة الفرح والتوسع فيه. ومرح: اختال، ومنه قوله تعالى: ولا تمش في الأرض مرحا أي متبخترا مختالا. ومرح مرحا: نشط. في الصحاح والمصباح: المرح: شدة الفرح، والنشاط حتى يجاوز قدره، ومرح مرحا، إذا خف، قاله ابن الأثير. وأمرحه غيره. والاسم مراح، ككتاب، وهو مرح، ككتف ومريح، كسكين، من قوم مرحى ومراحى، كلاهما جمع مرح، ومريحين، جمع مريح، ولا يكسر. وفرس ممرح وممراح بكسرهما ومروح، كصبور: نشيط، وقد أمرحه الكلأ، وناقة ممراح ومروح، كذلك، قال:

تطوي الفلا بمروح لحمها زيم وقال الأعشي يصف ناقة:

مرحت حرة كقنطرة الرو      مي تفري الهجير بالإرقال والمرحان، محركة: الفرح والخفة، وقيل: المرحان: الضعف، وقد مرحت العين مرحانا: ضعفت. و المرحان: شدة سيلان العين وفسادها وهيجانها، قال النابغة الجعدي:

كأن قذى بالعين قد مرحت بـه    وما حاجة الأخرى إلى المرحان وقد مرحت، كفرحت، إذا أسبلت الدمع والمعنى أنه لما بكى ألمت عينه فصارت كأنها قذية، ولما أدام البكاء قذيت الأخرى، وهذا كقول الآخر

بكت عيني اليمنى فلما زجرتها     عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا وقال شمر: المرح: خروج الدمع إذا كثر، وقال عدي بن زيد:

مرح وبله يسح سيوب ال     ماء سحا كأنه منحـور وعين ممراح: سريعة البكاء. ومرحت عينه مرحان: فسدت وهاجت. ومن المجاز: قوس مروح كصبور: يمرح راؤوها تعجبا لحسنها إذا قلبوها، وقيل: هي التي تمرح في إرسالها السهم. تقول العرب طروح مروح، تعجل الظبي أن يروح. أو قوس مروح كأن بها مرحا لحسن إرسالها السهم، كذا في الصحاح. ومن المجاز: مرحت الأرض بالنبات مرحا: أخرجته. والممراح من الأرض: السريعة النبات حين يصيبها المطر. وقال الأصمعي: الممراح من الأرض: التي حالت سنة فلم تمرح بنباتها. ومن المجاز الممراح من العين: الغزيرة الدمع ومرحى مر ذكره في ب-ر-ح قال أبو عمرو بن العلاء: إذا رمى الرجل فأصاب قيل: مرحى له، وهو تعجب من جودة رميه. وقال أمية بن أبي عائذ:

يصيب القنيص وصـدقـا يق     ول مرحى وأيحي إذا ما يوالي

صفحة : 1744

وإذا أخطأ قيل له: برحى. ومرحى: اسم ناقة عبد الله بن الزبير، كأمير، الشاعر، عن ابن الأعرابي وأنشد:

ما بال مرحى قد أمست وهي ساكنة    باتت تشكي إلى الأين والـنـجـدا والتمريخ: تنقية الطعام من العفا، هكذا في سائر النسخ، وفي بعض الأمهات من الغفي بالمحاوق، أي المكانس. والتمريح: تدهين الجلد. قال:

سرت في رعيل ذي أداوي منوطة     بلباتها مـدبـوغة لـم تـمـرح ومن المجاز: التمريح: ملء المزادة الجديدة ماء ليذهب مرحها أي لتنسد عيونها ولا يسيل منها شيء. وفي التهذيب: هو أن تؤخذ المزادة أول ما تخرز فتملأ ماء حتى تمتلىء خروزها وتنتفسخ، والاسم المرح، وقد مرحت مرحانا. وقال أبو حنيفة: مزادة مرحة: لا تمسك الماء. وعن ابن الأعرابي: التمريح: تطييب القربة الجديدة بإذخر أو شيح، فإذا طيبت بطين فهو التشريب. ومرحت القربة: شربتها. ومن المجاز التمريح: أن تصير إلى مرحى الحرب، أخذت من لفظ المرحى لا من الاشتقاق، لأن التمريح مزيد، فلا يكون مشتقا من المجرد، والأخذ أوسع دائرة من الاشتقاق. ومرحيا، محركة: زجر، عن السيرافي، يقال للرامي عند إصابته، كمرحى، وقد مر قريبا. ومرحيا: ومن المجاز كرم ممرح، كمعظم: مثمر أو معرش على دعائمه. ومريح كزبير: أطم بالمدينة لبنى قينقاع، كذا في معجم أبي عبيد البكري. ومراح، ككتاب: ثلاث شعاب ينظر بعضها إلى بعض، يجيء سيلها من داءة. قال:

تركنا بالمراح وذي سحيم    أبا حيان في نفر مناقي والمرحة، بالكسر: الأنبار من الزبيب وغيره، وهو المحل الذي يخزن فيه ذلك: ومما يستدرك عليه: التمراحة، من أبنية المبالغة، من المرح وهو النشاط، وقد جاء ذكره في حديث علي كذا في النهاية. وعن ابن سيده: المروح: الخمر، سميت بذلك لأنها تمرح في الإناء. قال عمارة:

من عقار عند المزاج مروح وقول أبي ذؤيب:

مصفقة مصفاة عقـار    شآمية إذا جليت مروح أي لها مراح في الرأس وسورة يمرح من يشربها. ومرح الزرع يمرح مرحا: خرج سنبله. ومرح مهره: ليينه وأزال مرحه وشماسه ومهر ممرح: مذلل. ومن المجاز: مرحت عينه بقذاها: رمت به: ومرح السحاب: أسبل المطر. ولا تمرح بعرضك: لا تعرضه. ومن أمثالهم: مرحى مراح، كصمي صمام، يراد به الدهية. قال الشاعر:

فأسمع صوته عمرا وولى    وأيقن أنه مرحى مراح قاله الميداني، ونقله شيخنا.

م-ز-ح

صفحة : 1745

مزح كمنع يمزح مزحا ومزاحا ومزاحة، بضمهما - وقد ضبط بالكسر في أولهما أيضا وضبط الفيومي ثانيهما ككرامة، وهما أي المزاح والمزاحة اسمان للمصدر - دعب، هكذا فسروه. وفي المحكم: المزح نقيض الجد. ونقل شيخنا عن بعض أهل الغريب أنه المباسطة إلى الغير على جهة التلطف والاستعطاف دون أذنة، حتى يخرج الاستهزاء والسخرية. وقد قال الأئمة: الإكثار منه والخروج عن الحد مخل بالمروءة والوقار، والتنزه عنه بالمرة والتقبض مخل بالسنة والسيرة النبوية المأمور باتباعها والاقتداء، وخير الأمور أوسطها. ومزاحه ممازحة ومزاحا، بالكسر، استدركه بالضبط لإزالة الإبهام بينه وبين ما قبله. وإياك والمزاح، ضبط بالكسر والضم. وتمازحا: تداعبا، ورجل مزاح. والإمزاح: تعريش الكرم، حكاه أبو حنيفة. ومن المجاز: مزح العنب تمزيحا: لون، وكذلك السنبل. ومزح الكرم: أثمر، أو الصواب بالجيم، وقد تقدم، وأورده الزمخشري وغيره هنا. والمزح: السنبل: ومما يستدرك عليه: المزح من الرجال: الخارجون من طبع الثقلاء المتميزون من طبع البغضاء، قاله الأزهري. ومنية مزاح، ككتان، قرية بمصر من الدقهلية، نسب إليها أبو العزائم سلطان بن أحمد بن إسماعيل، مقريء الديار المصرية وعالمها، حدثنا عنه شيوخ مشايخ مشايخنا.

م-س-ح
المسح، كالمنع: إمرارك اليد على الشيء السائل أو المتلطخ لإذهابه بذلك، كمسحك رأسك من الماء وجبينك من الرشح، كالتمسيح والتمسح، مسحه يمسحه مسحا، ومسحه، وتمسح منه وبه. وفي حديث فرس المرابط أن علفه وروثه ومسحا عنه، في ميزانه يريد مسح التراب عنه وتنظيف جلده. وفي لسان العرب: وقوله تعالى وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين فسره ثعلب فقال: نزل القرآن، بالمسح والسنة بالغسل، وقال بعض أهل اللغة: من خفض أرجلكم فهو على الجوار. وقال أبو إسحاق النحوي: الخفض على الجوار لا يجوز في كتاب الله عز وجل، وإنما يجوز ذلك في ضرورة الشعر، ولكن المسح على هذه القراءة كالغسل. ومما يدل على أنه غسل أن المسح على الرجل لو كان مسحا كمسح الرأس لم يجز تحديده إلى الكعبين كما جاز التحديد في اليدين إلى المرافق، قال الله عز وجل وامسحوا برؤوسكم ، بغير تحديد في القرآن، وكذلك في التيمم فامءسحوا بوجوهكم وأيديكم منه من غير تحديد، فهذا كله يوجب غسل الرجلين. وأما من قرأ وأرجلكم فهو على وجهين: أحدهما أن فيه تقديما وتأخيرا، كأنه قال: فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأرجلكم إلى الكعبين وامسحوا برءوسكم، فقدم وأخر ليكون الوضوء ولاء شيئا بعد شيء. وفيه قول آخر، كأنه أراد: واغسلوا أرجلكم إلى الكعبين لأن قوله إلى الكعبين قد دل على ذلك كما وصفنا، وينسق بالغسل، كما قال الشاعر:

ياليت زوجك قد غدا     متقلدا سيفا ورمحا المعنى متقلدا أسيفا وحاملا رمحا,

صفحة : 1746

وفي الحديث أنه تمسح وصلى أي توضأ. قال ابن الأثير: يقال للرجل إذا توضأ: قد تمسح، والمسح يكون مسحا باليد وغسلا. ونقل شيخنا هذه العبارة بالاختصار ثم أتبعها بكلام أبي زيد وابن قتيبة ما نصه: قال أبو زيد: المسح في كلام العرب يكون إصابة البلل، ويكون غسلا، يقال مسحت يدي بالماء، إذا غسلتها، وتمسحت بالماء، إذا اغتسلت، وقال ابن قتيبة أيضا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمد، فكان يمسح بالماء يديه ورجليه وهو لها غاسل قال: ومنه قوله تعالى وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم المراد بمسح الأرجل غسلها. ويستدل بمسحه صلى الله عليه وسلم رجليه بأن فعله مبين بأن المسح مستعمل في المعنيين المذكورين، إذ لو لم يقل بذلك لزم القول بأن فعله عليه السلام بطريق الآحاد ناسخ للكتاب، وهو ممتنع. وعلى هذا فالمسح مشترك بين معنيين، فإن جاز إطلاق اللفظة الواحدة وإرادة كلا معنييها إن كانت مشتركة أو حقيقة في أحدهما مجازا في الآخر، كما هو قول الشافعي، فلا كلام. وإن قيل بالمنع فالعامل محذوف، والتقدير: وامسحوا بأرجلكم مع إرادة الغسل. ومن المجاز: المسح: القول الحسن من الرجل، وهو في ذلك ممن يخدعك به. مسحه بالمعروف، أي بالمعروف من القول وليس معه إعطاء، قاله النضر بن شميل. قيل: وبه سمي المسيح الدجال، لأنه يخدع بقوله ولا إعطاء. كالتمسيح. والمسح المشط. والماشطة. قيل: وبه سمي المسيح الدجال، لأنه يزين ظاهره ويموهه بالأكاذيب والزخارف. ومن المجاز: المسح: القطع: وقد مسح عنقه وعضده: قطعهما. وفي اللسان: مسح عنقه وبها، يمسح مسحا: ضربها، وقيل قطعها. قيل: وبه سمي المسيح الدجال، لأنه يضرب أعناق الذين لا ينقادون له. وقوله تعالى: ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق يفسر بهما جميعا. وروى الأزهري عن ثعلب أنه قيل له: قال قطرب: يمسحها يبرك عليها فأنكره أبو العباس وقال: ليس بشيء. قيل له: فأيش هو عندك? فقال: قال الفراء وغيره: يضرب أعناقها وسوقها، لأنها كانت سبب ذنبه. قال الأزهري: ونحو ذلك قال الزجاج، قال: ولم يضرب سوقها ولا أعناقها إلا وقد أباح الله له ذلك، لأنه لا يجعل التوبة من الذنب بذنب عظيم. قال: وقال: قوم إنه مسح أعناقها وسوقها بالماء بيده. قال: وهذا ليس يشبه شغلها إياه عن ذكر الله، وإنما قال ذلك قوم لأن قتلها كان عندهم منكرا، وما أباحه الله فليس بمنكر، وجائز أن يبيح ذلك لسليمان عليه السلام في وقته ويحظره في هذا الوقت. قال ابن الأثير: وفي حديث سليمان عليه السلام فطفق مسحا بالسوق والأعناق قيل: ضرب أعناقها وعرقبها. يقال: مسحه بالسيف، أي ضربه، ومسحه بالسيف: قطعه. وقال ذو الرمة: ومستامة تستام وهي رخيصة تباع بساحات الأيادي وتمسح تمسح أي تقطع: والماسح: القتال. والمسح: أن يخلق الله الشيء مباركا أو ملعونا. قال المنذري: قلت لأبي الهيثم: بلغني أن عيسى إنما سمي مسيحا لأنه مسع بالبركة وسمي الدجال مسيحا لأنه ممسوح العين، فأنكره وقال: إنما المسيح ضد المسيح، يقال مسحه الله، أي خلقه خلقا مباركا حسنا، ومسحه الله أي خلقه خلقا قبيحا ملعونا. قلت: وهذا الذي أنكره أبو الهيثم قد قاله أبو الحسن القابسي: ونقله عنه أبو عمر الداني، وهو الوجه الثاني والثالث. وقول أبي الهيثم الرابع والخامس. والمسح: الكذب، قيل: وبه سمي المسيح الدجال لكونه أكذب خلق الله، وهو الوجه السادس، كالتمساح، بالفتح، أنشد ابن الأعرابي:

صفحة : 1747

قد غلب الناس بنو الطماح     بالإفك والتكذاب والتمساح وفي المزهر للجلال، قال سلامة بن الأنباري في شرح المقامات: كل ما ورد عن العرب من المصادر على تفعال فهو بفتح التاء، إلا لفظتين: تبيان وتلقاء. وقال أبو جعفر النحاس في شرح المعلقات: ليس في كلام العرب اسم على تفعال إلا أربعة أسماء وخامس مختلف فيه، يقال تبيان، ولقلادة المرأة: تقصار، وتعشار وتبراك موضعان، والخامس تمساح، وتمسح أكثر وأفصح. كذا نقله شيخنا. فكلام ابن الأنباري في المصدرين، وكلام ابن النحاس في الأسماء ومن المجاز المسح: الضرب، يقال: مسحه بالسيف: أي ضربه. وقوله تعالى: فطفق مسحا بالسوق والأعناق ، قيل: ضرب أعناقها وعرقبها، وقد تقدم قريبا. ومنه: مسح أطراف الكتائب بسيفه. وقال الأزهري: المسيح: الماسح، وهو القتال، وبه سمي، كذا ذكره المصنف في البصائر. قلت: وهو قريب في المسح بمعنى القطع، وهو الوجه السابع. ومن المجاز المسح: الجماع وقد مسحها مسحا، ومتنها متنا: نكحها ومن المجاز: المسح: الذرع كالمساحة، بالكسر، يقال مسح الأرض مسحا ومساحة: ذرعها، وهو مساح. والمسح: أن تسير الإبل يومها، يقال سحت الإبل الأرض يومها دأبا، أي سارت فيها سيرا شديدأ. ومسح الناقة أيضا أن تتعبها وتدبرها وتهزلها، كالتمسيح، يقال مسحتها ومسحتها، قاله الأزهري، وهو مجاز. والمسح بالكسر: البلاس بكسر الموحدة وتفتح، ثوب من الشعر غليظ، كذا في التهذيب. وجمعه بلس، وسيأتي في السين، قيل: وبه سمي المسيح الدجال، لذلة وهوانه وابتذاله، كالمسح الذي يفرش في البيت، قيل: وبه سمي كلمة الله أيضا للبسة البلاس الأسود تقشفا. فهما وجهان ذكرهما المصنف في البصائر. والمسح: الجادة من الأرض، قيل وبه سمي المسيح، لأنه سالكها، قاله المصنف في البصائر. مسوح، وهو الجمع الكثير، وفي القليل أمساح. قال أبو ذؤيب:

ثم شربن بنبط والجمـال كـأ     ن الرشح منهن بالآباط أمساح قال السكري: يقول تسود جلودها على العرق، كأنها مسوح. ونبط: موضع. والمسح بالتحريك: احتراق باطن الركبة لخشونة الثوب، وفي نسخة: من خشنة الثوب. أو هو اصطكاك الربلتين، هو مس باطن إحدى الفخذين باطن الأخرى، فيحدث لذلك مشق وتشقق، والربلة بالفتح وسكون الموحدة وفتحها: باطن الفخذ، كما سيأتي. وفي بعض النسخ الركبتين وهو خطأ. قال أبو زيد: إذا كان إحدى ربلتي الرجل تصيب الأخرى قيل. مشق مشقا. ومسح، بالكسر، مسحا، والنعت امسح، وهي مسحاء، رسحاء، وقوم مسح رسح. وقال الأخطل:

دسم العمائم مسح لا لحوم لهـم     إذا أحسوا بشخص نابىء أسدوا

صفحة : 1748

وفي حديث اللعان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ولد الملاعنة: إن جاءت به ممسوح الأليتين، قال شمر: الذي لزقت أليتاه بالعظم ولم يعظما. وقيل: وبه سمي المسيح الدجال، لأنه معيوب بكل عيب قبيح. والمسيح: عيس بن مريم صلى الله تعالى عليه وعلى نبينا وسلم، لبركته، أي لأنه مسح بالبركة، قاله شمر، وقد أنكره أبو الهيثم، كما سيأتي، أو لأن جبريل مسحه بالبركة، وهو قوله تعالى: وجعلني مباركا أينما كنت ولأن الله مسح عنه الذنوب. وهذان القولان من كتاب دلائل النبوة لأبي نعيم: وقال الراغب: سمي عيسى بالمسيح لأنه مسحت عنه القوة الذميمة من الجهل والشره والحرص وسائر الأخلاق الذميمة، كما أن الدجال مسحت عنه القوة المحمودة من العلم والعقل والحلم والأخلاق الحميدة. وذكرت في اشتقاقه خمسين قولا في شرحي لمشارق الأنوار النبوية للصاغاني. وشرحه المسمى بشوارق الأسرار العلية، وليس بمشارق القاضي عياض، كما توهمه بعض. وسبق للمصنف كلام مثل هذا في ساح، وذكر هناك أنه أوردها في شرحه لصحيح البخاري، فلعله المراد من قوله وغيره كما لا يخفى. قلت: وقد أوصله المصنف في بصائر ذوي التمييز في لطائف كتاب الله العزيز، مجلدان، إلى ستة وخمسين قولا، منها ما هو مذكور هنا في أثناء المادة، وقد أشرنا إليه، ومنها ما لم يذكره. وتأليف هذا الكتاب بعد تأليف القاموس، لأني رأيته قد أحال في بعض مواضعه عليه. قال فيه: واختلف في اشتقاق المسيح، في صفة نبي الله وكلمته عيسى، وفي صفة عدو الله الدجال أخزاه الله، على أقوال كثيرة تنيف على خمسين قولا. وقال ابن دحية الحافظ في كتابه مجمع البحرين في فوائد المشرقين والمغربين: فيها ثلاثة وعشرون قولا، ولم أر من جمعها قبلي ممن رحل وجال، ولقي الرجال. انتهى نص ابن دحية. قال: الفيروز آباذى: فأضفت إلى ما ذكره الحافظ من الوجوه الحسنة والأقوال البديعة، فتمت بها خمسون وجها. وبيانه أن العلماء اختلفوا في اللفظة، هل هي عربية أم لا. فقال بعضهم: سريانية، وأصلها مشيحا، بالشين المعجمة، فعربتها العرب، وكذا ينطق بها اليهود، قاله أبو عبيد، وهذا القول الأول. والذين قالوا إنها عربية اختلفوا في مادتها، فقيل: من س-ي-ح، وقيل: من م-س-ح، ثم اختلفوا، فقال الأولون مفعل، من ساح يسيح، لأنه يسيح في بلدان الدنيا وأقطارها جميعها، أصلها مسيح فأسكنت الياء ونقلت حركتها إلى السين، لاستثقالهم الكسرة على الياء وهذا القول الثاني وقال الآخرون: مسيح مشتق من مسح، إذا سار في الأرض وقطعها، فعيل بمعنى فاعل. والفريق بين هذا وما قبله أن هذا يختص بقطع الأرض وذاك بقطع جميع البلاد، وهذا الثالث. ثم سرد الأقوال كلها، ونحن قد أشرنا إليها هنا على طريق الاستيفاء ممزوجة مع قول المصنف في الشرح، وما لم نجد لها مناسبة ذكرناها في المستدركات لأجل تتميم القصود وتعميم الفائدة. والمسيح: الدجال لشؤمه، ولا يجوز إطلاقه عليه إلا مقييدا فيقال المسيح الدجال، وعند الإطلاق إنما ينصرف لعيسى عليه السلام، كما حققه بعض العلماء. أو هو، أي الدجال، مسيح كسكين، رواه بعض المحدثين. قال الأثير: قال أبو الهيثم: إنه الذي مسح خلفه، أي شوه. قال: وليس بشيء. والمسيح والمسيحة: القطعة من الفضة، عن الأصمعي، قيل: وبه سمي عيسى عليه السلام لحسن وجهه. ذكره ابن السيد في الفرق. وقال سلمة بن الخرشب يصف فرسا:

تعادى من قوائمها ثلاث       بتحجيل وواحدة بـهـيم
كأن مسيحتي ورق عليها      نمت قرطيهما أذن خذيم

صفحة : 1749

قال ابن السكيت: يقول كأنما ألبست صفيحة فضة من حسن لونها وبريقها، وقوله نمت قرطيهما، أي نمت القرطين اللذين من المسيحتين، أي رفعتهما، وأراد أن الفضة مما تتخذ للحلي، وذلك أصفى لها. والمسيح: العرق: قال لبيد:

فراش المسيح كالجمان المثقب وقال الأزهري: سمي العرق مسيحا لأنه يمسح إذا صب. قال الراجز:

يا ريها وقد بدا مسيحي     وابتل ثوباي من النضيح وخصه المصنف في البصائر بعرق الخيل، وأنشد:

وذا الجياد فضن بالمسيح قال: وبه سمي المسيح. والمسيح: الصديق بالعبرانية، وبه سمي عيسى عليه السلام، قاله إبراهيم النخعي، والأصمعي، وابن الأعرابي، قال ابن سيده: سمي بذلك لصدقه. ورواه أبو الهيثم كذلك، ونقله عنه الأزهري. قال أبو بكر: واللغويون لا يعرفون هذا. قال: ولعل هذا كان يستعمل في بعض الأزمان فدرس فيما درس من الكلام قال: وقال الكسائي: وقد درس من كلام العرب كثير. وقال الأزهري: أعرب اسم المسيح في القرآن على مسيح، وهو في التوراة مشيحا فعرب وغير، كما قيل موسى وأصله موشي.ومن المجاز عن الأصمعي: المسيح الدرهم الأطلس، هكذا في الصحاح والأساس، وهو الذي لا نقش عليه. وفي بعض النسخ الأملس قيل: وبه سمي المسيح، وهو مناسب للأعور الدجال، إذ أحد شقي وجهه ممسوح. المسيح: الممسوح بمثل الدهن، قيل: وبه سمي عيسى عليه السلام، لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن أو كأنه ممسوح الرأس، أو مسح عند ولادته بالدهن، فهي ثلاثة أوجه أشار إليها المصنف في البصائر. والمسيح أيضا: الممسوح باللبركة، قيل: وبه سمي عيسى عليه السلام، لأنه مسح بالبركة، وقد تقدم. والمسيح: الممسوح بالشؤم، قيل: وبه سمي الدجال. ومن المجاز المسيح هو الرجل الكثير السياحة، قيل وبه سمي عيسى عليه السلام، لأنه مسح الأرض بالسياحة. وقال ابن السيد: سمي بذلك لجولانه في الأرض. وقال ابن سيده: لأنه كان سائحا في الأرض لايستقر، كالمسيح، كسكين، راجع للذي يليه، وهو يصلح أن يكون تسمية لعيسى عليه السلام، كما يصلح لتسمية الدجال، لأن كلا منهما يسيح في الأرض دفعة، كما هو معلوم، وإن كان كلام المصنف يوهم أن المشدد يختص بالدجال، كمامر. فقد جوز السيوطي الأمرين في التوشيح، نقله شيخنا. ومن المجاز: المسيح: الرجل الكثير الجماع، كالماسح، وقد مسحها يمسحها، إذا نكحها، قيل: وبه سمي المسيح الدجال، قاله ابن فارس. ومن المجاز المسيح هو الرجل الممسوح الوجه، ليس على أحد شقي وجهه عين ولا حاجب، والمسيح الدجال منه على هذه الصفة، وقيل سمي بذلك لأنه ممسوح العين. وقال الأزهري: المسيح: الأعور، وبه سمي الدجال. ونحو ذلك قال أبو عبيد. والمسيح: المنديل الأخشن، لكونه يمسح به الوجه، أو لكونه يمسك الوسخ. قيل: وبه سثمي المسيح الدجال، لاتساخه بدرن الكفر والشرك، قاله المصنف. والمسيح: الكذاب، كالماسح، والممسح وأنشد:

إني إذا عن معن متـيح    ذا نخوة أو جدل بلندح
أو كيذبان ملذان ممسح

صفحة : 1750

والتمسح، وهذا عن اللحياني، بكسر أولهما، والأمسح وعن ابن سيده: المسحاء: الأرض المستوية ذات حصى صغار لا نبات فيها، والجمع مساح ومساحي غلب فكسر تكسير الأسماء. ومكان أمسح. والمسحاء: الأرض الرسحاء. قال ابن شميل: المسحاء: قطعة من الأرض مستوية جرداء كثيرة الحصى، ليس فيها شجر ولا نبت، غليظة جلد، تضرب إلى الصلابة، مثل صرحة المربد، وليست بقف ولا سهلة. ومكان أمسح. قيل: وبه سمي المسيح الدجال، لعدم خيره وعظم ضيره، قاله المصنف في البصائر. وقال الفراء: يقال مررت بخريق من الأرض بين مسحاوين. والخريق: الأرض التي توسطها النبات. وقال أبو عمرو: المسحاء: الأرض الحمراء، والوحفاء: السوداء. والمسحاء: المرأة قدمها مستوية لا أخمص لها، ورجل أمسح القدم. وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم مسيح القدمين، أراد أنهما ملساوان لينتان ليس فيهما تكسر ولا شقاق، إذا أصابهما الماء نبا عنهما. قيل: وبه سمي المسيح عيسى، لأنه لم يكن لرجله أخمص، نقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما. والمسحاء: المرأة التي مالثدييها حجم. والمسحاء: العوراء. والذي في التهذيب: المسيح: الأعور، قيل: وبه سمي المسيح الدجال. والمسحاء: البخقاء التي لا تكون عينها ملوزة، هكذا عندنا في النسخ بالميم واللام والزاي، وفي بعض الأمهات بلورة بكسر الموحدة وشد اللام وبعد الواو راء. والمسحاء: السيارة في سياحتها والرجل أمسح. والمسحاء: الكذابة، والرجل أمسح. ووتخصيص المرأة بهذه المعاني غير الأولين غير ظاهر، وإحالة أوصاف الإناث على الذكور خلاف القاعدة، كما صرح به شيخنا ومن المجاز: تماسحا، إذا تصادقا، أو تماسحا إذا تبايعا فتصافقا وتحالفا: وماسحا، إذا لاينا في القول غشا، أي والقلوب غير صافية، وهو المداراة. ومنه قولهم: غضب فماسحته حتى لان، أي داريته. قيل: وبه سمي المسيح الدجال، كذا في المحكم. قال المصنف في البصائر: لأنه يقول خلاف ما يضمر. والتمسح والتمساح، بكسرهما، من الرجال: المارد الخبيث، والكذاب الذي لا يصدق أثره، يكذبك من حيث جاء. والتمسح: المداهن المداري الذي يلاينك بالقول وهو يغشك. قيل: وبه سمي المسيح الدجال، لأنه يغش ويداهن. والتمسح كأنه مقصور من التمساح، وهو خلق كالسلحفاة ضخم، وطوله نحو خمسة أذرع وأقل من ذلك يخطف الإنسان والبقر ويغوص به في الماء فيأكله، وهو من دواب البحر يكون بنيل مصر وبنهر مهران، وهو نهر السند. وبهذا استدلوا أن بينهما اتصالا، على ما حققه أهل التاريخ. قيل: وبه سمي المسيح الدجال، لضرره وإيذائه، قاله المصنف في البصائر. والمسيحة: الذؤابة، وقيل: هي ما ترك من الشعر فلم يعالج بدهن ولا بشيء. وقيل المسيحة من رأس الإنسان: مابين الأذن والحاجب، يتصعد حتى يكون دون اليافوخ. وقيل: هو ما وقعت عليه يد الرجل إلى أذنه من جوانب شعره، قال:

مسائح فودى رأسه مسبـغـلة    جرى مسك دارين الأحم خلالها

صفحة : 1751

وقيل: المسائح: موضع يد الماسح. ونقل الأزهري عن الأصمعي: المسائح: الشعر. وقال شمر: وهي ما مسحت من شعرك في خدك ورأسك، وفي حديث عمار أنه دخل عليه وهو يرجل مسائح من شعره ، قيل هي الذوائب وشعر جانبي الرأس قيل: وبه سمي المسيح الدجال، لأنه يأتي آخر الزمان، تشبيها بالذوائب، وهي ما نزل من الشعر على الظهر، قاله المصنف في البصائر. والمسيحة: القوس الجيدة. ج مسائح قال أبو الهيثم الثعلبي:

لنا مسائح زور في مراكضها     لين وليس بها وهن ولا رقق قيل: وبه سمي المسيح عيسى، لقوته وشدته واعتداله ومعدلته، كذا قاله المصنف في البصائر. والمسيحة: واد قرب مر الظهران. ومن المجاز عليه مسحة، بالفتح، من جمال، ومسحة ملك، أي أثر ظاهر منه قال شمر: العرب تقول: هذا رجل عليه مسحة جمال ومسحة عتق وكرم، ولا يقال ذلك إلا في المدح. قال: ولا يقال عليه مسحة قبح. وقد مسح بالعتق والكرم مسحا. قال الكميت:

خوادم أكفاء عليهن مـسـحة    من العتق أبداها بنان ومحجر

صفحة : 1752

أو به مسحة من هزال وسمن، نقله الأزهري عن العرب، أي شيء منه. وذو المسحة جرير بن عبد الله ابن جابر بن مالك بن النضر أبو عمرو البجلي رضي الله عنه. وفي الحديث عن اسماعيل بن قيس قال: سمعت جريرا يقول ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي، قال: ويطلع عليكم رجل من خيار ذي يمن على وجهه مسحة ملك . وهذا الحديث في النهاية لابن الأثير يطلع عليكم من هذا الفج رجل من خير ذي يمن، عليه مسحة ملك فطلع جرير بن عبد الله، كذا في اللسان. وعن أبي عبيد المسوح: الذهاب في الأرض، وقد مسح في الأرض مسوحا إذا ذهب، والصاد لغة فيه، قيل: وبه سمي المسيح الدجال. وتل ماسح: ع بقنسرين. وامتسح السيف من غمده، إذا استله. والأمسوح، بالضم: كل خشبة طويلة في السفينة وجمعه الأماسيح. ومن المجاز: هو يتمسح به، أي يتبرك به لفضله وعبادته، كأنه يتقرب إلى الله تعالى بالدنو منه، ويتمسح بثوبه أي يمر ثوبه على الأبدان فيتقرب به إلى الله تعالى، قيل وبه سمي المسيح عيسى، قاله الأزهري. ومن المجاز: فلان يتمسح أي لا شيء معه، كأنه يمسح ذراعيه، قيل: وبه سمي المسيح الدجال الإفلاسه عن كل خير وبركة. ومما يستدرك عليه: مسح الله عنك ما بك، أي أذهب، قد جاء في حديث الدعاء للمريض. والماسح من الضاغط، إذا مسح المرفق الإبط من غير أن يعركه عركا شديدا. وإذا أصاب المرفق طرف كركرة البعير فأدماه قيل: به حاز، وإن لم يدمه قيل: به ماسح، كذا في الصحاح. وخصي ممسوح، إذا سلتت مذاكيره. والمسح: نقص وقصر في ذنب العقاب، قيل: وبه سمي المسيح الدجال، ذكره المصنف في البصائر، كأنه سمي به لنقصه وقصر مدته. وعضد ممسوحة: قليلة اللحم، وقيل: سمي المسيح لأنه كان يمسح بيده على العليل والأكمه والأبرص فيبرئه بإذن الله تعالى. وروي عن ابن عباس أنه كان لايمسح بيده ذا عاهة إلا برأ. وقيل: سمي عيسى مسيحا اسم خصه الله به، ولمسح زكريا إياه، قاله أبو إسحاق الحربي في غريبه الكبير. وروي عن أبي الهيثم أنه قال: المسيح بن مريم الصديق، وضد الصديق المسيح الدجال، أي الضليل الكذاب، خلق الله المسيحين، أحدهما ضد الآخر، فكان المسيح ابن مريم يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله، وكذلك الدجال يحيي الميت ويميت الحي وينشىء السحاب وينبت النبات بإذن الله، فهما مسيحان. وفي الحديث أما مسيح الضلالة فكذا فدل هذا الحديث على أن عيسى مسيح الهدى، وأن الدجال مسيح الضلالة. والأمسح من الأرض المستوي، والجمع الأماسح. وقال الليث: الأمسح من المفوز كالأملس والماسح: القتال، قاله الأزهري؛ وبه سمي المسيح الدجال، على قول. والشيء الممسوح: القبيح المشؤم المغير عن خلقته. والمسيح: الذراع، قيل: وبه سمي المسيح الدجال، لأنه يذرع الأرض بسيره فيها. والأمسح: الذئب الأزل المسرع، قيل: وبه سمي المسيح الدجال لخبثه وسرعة سيره ووثوبه. ومن المجاز في حديث أبي بكر أغر عليهم غارة مسحاء هو فعلاء من مسحهم يمسحهم، إذا مر بهم مرا خفيفا لا يقيم فيه عندهم. وفي المحكم: مسحت الإبل الأرض: سارت فيها سيرا شديدا، قيل: وبه سمي المسيح، لسرعة سيره. والمسيح أيضا الضليل، ضد الصديق، وهو من الأضداد، وبه سمي الدجال، لضلالته، قاله أبو الهيثم. ويقال مسح الناقة، إذا هزلها وأدبرها وضعفها. قيل وبه سمي الدجال، كأنه لوحظ فيه أن

صفحة : 1753

منتهى أمره إلى الهلاك والدبار. ويقال: مسح سيفه، إذا سله من غمده. قيل: وبه سمي الدجال، لشهره سيوف البغي والعدوان. وقيل: سمي المسيح عيسى لحسن وجهه والمسيح هو الحسن الوجه الجميل. وقال أبو عمر المطرز: المسيح السسيف. وقال غيره: المسيح المكاري. وقال قطرب: يقال مسح الشيء، إذا قال له: بارك الله عليك. وفي مفردات الراغب: روي أن الدجال كان ممسوح اليمنى، وأن عيسى كان ممسوح اليسرى، انتهى. وقيل: سمي المسيح لأنه كان يمشي على الماء كمشيه على الأرض. وقيل: المسيح: الملك. وهذان القولان من العيني في تفسيره. وقيل: لما مشى عيسى على الماء قال له الحواريون: بم بلغت? قال: تركت الدنيا لأهلها فاستوى عندي بر الدنيا وبحرها. كذا في البصائر. وعن أبي سعيد: في بعض الأخبار نرجو النصر على من خالفنا، ومسحة النقمة على من سعى. مسحتها: آيتها وحليتها. وقيل: معناه أن أعناقهم تمسح، أي تقطف. وسرنا في الأماسيح، وهي السباسب الملس. ومن المجاز تمسح للصلاة: توضأ. وفي الحديث أنه تمسح وصلى أي توضأ. قال ابن الأثير: يقال للرجل إذا توضأ: قد تمسح. والمسح يكون مسحا باليد وغسلا. ومسح البيت: الطواف. وفي الحديث: تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة، أراد به التيمم، وقيل: أراد مباشرة ترابها بالجباه في السجود من غير حائل. والخيل تمسح الأرض بحوافرها. وماسحه: صافحه، والتقوا فتماسحوا: تصافحوا. وماسحه: عاهده. ومسح القوم قتلا: أثخن فيهم. ومسح أطراف الكتائب بسيفه. وكتب على الأطراف الممسوحة. وكل ذلك من المجاز. وما سوح: قرية من قرى حسبان من الشام نسب إليها جماعة من المحدثين. وأبو علي أحمد بن علي المسوحي بالضم، من كبار مشايخ الصوفية صحب السري، وسمع ذا النون، وعنه جعفر الخلدي. وتميم بن مسيح، كزبير، يروي عن علي رضي الله عنه، وعنه ذهل بن أوس. وعبد العزيز بن مسيح، روى حديث قتادة.تهى أمره إلى الهلاك والدبار. ويقال: مسح سيفه، إذا سله من غمده. قيل: وبه سمي الدجال، لشهره سيوف البغي والعدوان. وقيل: سمي المسيح عيسى لحسن وجهه والمسيح هو الحسن الوجه الجميل. وقال أبو عمر المطرز: المسيح السسيف. وقال غيره: المسيح المكاري. وقال قطرب: يقال مسح الشيء، إذا قال له: بارك الله عليك. وفي مفردات الراغب: روي أن الدجال كان ممسوح اليمنى، وأن عيسى كان ممسوح اليسرى، انتهى. وقيل: سمي المسيح لأنه كان يمشي على الماء كمشيه على الأرض. وقيل: المسيح: الملك. وهذان القولان من العيني في تفسيره. وقيل: لما مشى عيسى على الماء قال له الحواريون: بم بلغت? قال: تركت الدنيا لأهلها فاستوى عندي بر الدنيا وبحرها. كذا في البصائر. وعن أبي سعيد: في بعض الأخبار نرجو النصر على من خالفنا، ومسحة النقمة على من سعى. مسحتها: آيتها وحليتها. وقيل: معناه أن أعناقهم تمسح، أي تقطف. وسرنا في الأماسيح، وهي السباسب الملس. ومن المجاز تمسح للصلاة: توضأ. وفي الحديث أنه تمسح وصلى أي توضأ. قال ابن الأثير: يقال للرجل إذا توضأ: قد تمسح. والمسح يكون مسحا باليد وغسلا. ومسح البيت: الطواف. وفي الحديث: تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة، أراد به التيمم، وقيل: أراد مباشرة ترابها بالجباه في السجود من غير حائل. والخيل تمسح الأرض بحوافرها. وماسحه: صافحه، والتقوا فتماسحوا: تصافحوا. وماسحه: عاهده. ومسح القوم قتلا: أثخن فيهم. ومسح أطراف الكتائب بسيفه. وكتب على الأطراف الممسوحة. وكل ذلك من المجاز. وما سوح: قرية من قرى حسبان من الشام نسب إليها جماعة من المحدثين. وأبو علي أحمد بن علي المسوحي بالضم، من كبار مشايخ الصوفية صحب السري، وسمع ذا النون، وعنه جعفر الخلدي. وتميم بن مسيح، كزبير، يروي عن علي رضي الله عنه، وعنه ذهل بن أوس. وعبد العزيز بن مسيح، روى حديث قتادة.

صفحة : 1754

م-ش-ح
المشح، محركة: اصطكاك الربلتين، قد تقدم ضبط هذه اللفظة، وسيأتي في موضعه أيضا إن شاء الله تعالى، أو هو احتراق باطن الركبة لخشونة الثوب، أو هو أن يمس باطن إحدى الفخذين باطن الأخرى، فيحدث لذلك مشق وتشقق. وقد مشح، لغة في المهملة وقد تقدم وأمشحت السنة: أجدبت وصعبت. وأمشحت السماء: تقشع عنها السحاب. ومما يستدرك عليه: عمارة بن عامر بن مشيح بن الأعور، كأمير له صحبة.

م-ص-ح
مصح بالشيء، كمنع يمصح مصحا ومصوحا: ذهب. وكذا مصح الشيء، إذا ذهب وانقطع. وكذا مصح في الأرض مصحا: ذهب. قال ابن سيده: والسين لغة. والثدى، هكذا في الأصول المصححة بالثاء المثلثة والدال المهملة. ورشح، بالشين المعجمة والحاء المهملة، وفي بعض الأصول رسخ، بالسين المهملة والخاء المعجمة. والذي في اللسان وغيره من الأمهات: ومصح الندى، هكذا بالنون والدال يمصح مصوحا: رسخ في الثرى: ومصح الثرى مصوحا، إذا رسخ في الأرض. فيحتمل أن يكون كلام المصنف مصحفا عن الثرى، أو عن الندى. وذهب ورسخ ضد. ومصحت أشاعر الفرس، إذا رسخت أصولها، وهو قول الشاعر:

عبل الشوى ما صحة أشاعره معناه: رسخت أصول الأشاعر فأمنت أن تنتف أو تنحص. ومصح الثوب: أخلق ودرس. ومصح النبات: ولى لون زهره. ومصح الزهر مصوحا: ولى لونه، عن أبي حنيفة. وأنشد:

يكسين رقم الفارسي كأنه    زهر تتابع لونه لم يمصح ومصح الظل مصوحا: قصر. ومصح الشيء: ذهب به، والذي في الصحاح: مصحت بالشيء: ذهبت به. قال ابن بري: هذا يدل على غلط النضر بن شميل في قوله: مصح الله ما بك، بالصاد، ووجه غلطه أن مصح بمعنى ذهب لا يتعدى إلا بالباء، أو بالهمزة، فيقال مصحت به، أو أمصحته، بمعنى أذهبته. قال: والصواب في ذلك ما رواه الهروي في الغريبين قال: ويقال: مسح الله مابك، بالسين، أي غسلك وطهرك من الذنوب، ولو كان بالصاد لقال: مصح الله بما بك أو أمصح الله مابك. ومصح الضرع مصوحا: غرز وذهب لبنه. ومصح لبن الناقة: ولى وذهب كمصع مصوعا. ومصح الله تعالى مرضك. ونص عبارة ابن سيده: ما بك مصحا: أذهبه، كمصحه تمصيحا. والأمصح: الظل الناقص الرقيق. وقد مصح كفرح. والذي في الأمهات اللغوية أن مصح الظل من باب منع، فلينظر مع قول المصنف هذا. ومما استدرك المصنف على الجوهري: المصاحات كغرابات. مسوك - جمع مسك وهو الجلد - الفصلان - بالضم، جمع فصيل: ولد الناقة - تحشى بالتبن فتطرح للناقة لتظنهاولدها. ومما يستدرك عليه: مصح الكتاب يمصح مصوحا: درس أو قارب ذلك، ومصحت الدار: عفت. والدار تمصح أي تدرس. قال الطرماح:

قفا نسل الدمن الماصحـه     وهل هي إن سئلت بائحه ومصح في الأرض مصحا، ذهب. قال ابن سيده: والسين لغة.

م-ض-ح
مضح عرضه، كمنع، يمضحه مضحا: شانه وعابه، كأمضح إمضاحا، كذا عن الأموي. وأنشد للفرزدق يخاطب النوار امرأته:

وأمضحت عرضي في الحياة وشنتني     وأوقدت لي نارا بـكـل مـكـان قال الأزهري: وأنشدنا أبو عمر وفي مضح، لبكر بن زيد القشيري:

لا تمضحن عرضي فإني ماضح    عرضك إن شاتمتنـي وقـادح

صفحة : 1755

يريد أنه يهلك من شاتمه ويفعل به ما يؤدي إلى عطبه، كالقادح في الشجرة. وقال شجاع: مضح عنه ونضح: ذب ودفع. وفي نوادر الأعراب: مضحت الإبل ونضحت ورفضت، إذا انتشرت. ومضحت المزادة رشحت، كنضحت. ومضحت الشمس ونضحت، إذا انتشر شعاعها على الأرض.

م-ض-ر-ح
المضرح والمضرحي، والأخير أكثر: الصقر الطويل الجناح. وفي الكفاية: المضرحي: النسر، وقال أبو عبيد: الأجدل والمضرحي والصقر والقطامي واحد. وقد مر للمصنف في ضرح فراجعه. وإنما أعاده هنا نظرا إلى أصالة الميم في قول بعض أهل اللغة، وتقدم لنا الكلام هناك.

م-ط-ح
مطحه كمنعه: ضربه بيده يمطحه مطحا، وربما كني به عن النكاح. ومطح المرأة: جامعها. قال الأزهري: أما الضرب باليد مبسوطة فهو البطح. قال: وما أعرف المطح، إلا أن تكون الباء أبدلت ميما. وامتطح الوادي: ارتفع وكثر ماؤه وسال سيلا عريضا، كتبطح وتمطح.

م-ل-ح
الملح، بالكسر، أي معروف، وهو ما يطيب به الطعام: وقد يذكر، والتأنيث فيه أكثر، كذا في العبب. وتصغيره مليحة. وقال الفيومي: جمعها ملاح كشعب وشعاب. ومن المجاز الملح: الرضاع وقد روي فيه الفتح أيضا، كذا في المحكم، ونقله في اللسان، وقد ملحت فلانة لفلان، إذا أرضعت، تملح وتملح. وقال أبو الطمحان، وكانت له إبل يسقي قوما من ألبانها ثم إنهم أغاروا عليها فأخذوها:

وإني لأرجو ملحها في بطونكـم     وما بسطت من جلد أشعث أغبرا وذلك أنه كان نزل عليه قوم فأخذوا إبله فقال: أرجو أن ترعوا ما شربتم من ألبان هذه الإبل، وما بسطت من جلود قوم كأن جلودهم قد يبست فسمنوا منها. وفي حديث وفد هوازن أنهم كلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبي عشائرهم فقال خطيبهم: إنا لو كنا ملحنا للحارث بن أبي شمر أو للنعمان بن المنذر ثم نزل منزلك هذا منا لحفظ ذلك لنا وأنت خير المكفولين، فاحفظ ذلك. قال الأصمعي في قوله ملحنا. أي أرضعنا لهما. وإنما قال الهوازني ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مسترضعا فيهم. أرضعته حليمة السعدية. والملح: العلم. والملح أيضا العلماء، هكذا في اللسان وذكرهما ابن خالويه في كتابه الجامع للمشترك، والقزاز في كتابه الجامع. ومن المجاز: الملح الحسن، من الملاحة، وقد ملح يملح ملوحة وملاحة وملحا، أي حسن. ذكره صاحب الموعب واللبلي في شرح الفصيح، والقزاز في الجامع. ومن المجاز: ملح القدر إذا جعل فيها شيئا من ملح، وهو الشحم. وفي التهذيب عن أبي عمرو: أملحت القدر، بالألف، إذا جعلت فيها شيئا من شحم. والملح أيضا: السمن القليل، وضبطه شيخنا بفتح السين وسكون الميم، وجعله مع ما قبله عطف تفسير ثم قال: وقد يقال إنهما متغايران، والصواب ما ذكرناه. وأملح البعير، إذا حمل الشحم، وملح فهو مملوح، إذا سمن. ويقال: كان ربيعنا مملوحا. وكذلك إذا ألبن القوم وأسمنوا، كالتملح والتمليح وقد ملحت الناقة: سمنت قليلا، عن الأموي ومنه قول عروة ابن الورد:

أقمنا بها حينا وأكثر زادنـا    بقية لحم من جزور مملح والذي في البصائر:

عشية رحنا سائرين وزادنا إلخ وجزور مملح فيها بقية من سمن، وأنشد ابن الأعرابي:

ورد جازرهم حرفـا مـصـهـرة     في الرأس منها وفي الرجلين تمليح

صفحة : 1756

أي سمن: يقول لا شحم لها إلا في عينها وسلاماها. قال: أول ما يبدأ السمن في اللسان والكرش، وآخر مايبقى في السلامى والعين. وتملحت الإبل كملحت وقيل هو مقبول عن تحلمت وقيل أي سمنت، وهو قول ابن الأعرابي. قال ابن سيده: ولا أرى للقلب هنا وجها. وأرى ملحت النقة بالتخفيف لغة في ملحت. وتملحت الضباب كتحلمت، أي سمنت، وهو مجاز. والملح: الحرمة والذمام، كالملحة، بالكسر، وأنشد أبو سعيد قول أبي الطمحان المتقدم، وفسره بالحرمة والذمام. ويقال: بين فلان وفلان ملح وملحة، إذا كان بينهما حرمة، كما سيأتي. فقال: أرجو أن يأخذكم الله بحرمة صاحبها وغدركم بها. قال أبو العباس: العرب تعظم أمر الملح والنار والرماد. والملح: ضد العذب من الماء كالمليح، هذا وصف وما ذكر قبله كلها أسماء. يقال ماء ملح. ولا يقال: مالح إلا في لغة رديئة، عن ابن الأعرابي، فإن كان الماء عذبا ثم ملح يقال: أملح. وبقلة مالحة. وحكى ابن الأعرابي: ماء مالح كملح. وإذا وصفت الشيء بما فيه من الملوحة قلت: سمك مالح، وبقلة مالحة. قال ابن سيده: وفي حديث عثمان رضي الله عنه: وأنا أشرب ماء الملح، أي الشديد الملوحة قال الأزهري عن أبي العباس: إنه سمع ابن الأعرابي قال: ماء أجاج، وقعاع، وزعاق، وحراق وماء يفقأ عين الطائر، وهو الماء المالح. قال: وأنشدنا:

بحرك عذب الماء ما أعقـه     ربك والمحروم من لم يسقه أراد: ما أقعه. من القعاع، وهو الماء الملح فقلب. قال ابن شميل: قال يونس: لم أسمع أحدا من العرب يقول ماء مالح. ويقال: سمك مالح، وأحسن منهما سمك مليح ومملوح. قال الجوهري: ولا يقال مالح. قال: وقال أبو الدقيش: يقال ماء مالح وملح. قال أبو منصور: هذا وإن وجد في كلام العرب قليلا لغة لا تنكر. قال ابن بري: قد جاء المالح في أشعار الفصحاء، كقول الأغلب العجلي يصف أتنا وحمارا:

تخاله من كربهن كالحـا     وافتر صابا ونشثوقا مالحا

وقال غسان السليطي:

وبيض غذاهن الحليب ولـم يكـن    غذاهن نينان من البحـر مـالـح
أحب إلينـا مـن أنـاس بـقـرية    يموجون موج البحر والبحر جامح

وقال عمر بن أبي ربيعة:

ولو تفلت في البحر والبحر مالح لأصبح ماء البحر من ريقها عذبا قال: وقال ابن الأعرابي: يقال شيء مالح، كما يقال: حامض. قال ابن بري: وقال أبو الجراح: الحمض: المالح من الشجر. قال ابن بري: ووجه جواز هذا من جهة العربية أن يكون على النسب، مثل قولهم ماء دافق، أي ذو دفق، وكذلك ماء مالح، أي ذو ملح، وكما يقال: رجل تارس، أي ذو ترس، ودارع، أي ذو درع. قال: ولا يكون هذا جاريا على الفعل. وقال ابن سيده: وسمك مالح ومليح ومملوح ومملح وكره بعضهم مليحا ومالحا، ولم ير بيت عذافر حجة، وهو قوله:

لو شاء ربي لم أكن كريا    ولم أسق لشعفر المطيا
بصرية تزوجت بصريا     يطعمها المالح والطريا

صفحة : 1757

وأملح الرجل: ورده، أي ماء ملحا، ملحة، بزيادة الهاء وملاح بالكسر، كشعب وشعاب، وأملاح، كترب وأتراب، وملح، بكسر ففتح، وقد يقال أماه ملح وركية ملحة. وقد ملح الماء، ككرم، وهي لغة أهل العالية. ومنع، عن ابن الأعرابي - ونقله ابن سيده وابن القطاع - ونصر، نسبها الفيومي لأهل الحجاز، وذكرها الجوهري وغير واحد، ملوحة، بالضم، وملاحة مصدري باب كرم، وملوحا، مصدر باب منع كقعد قعودا، ذكره الجوهري والفيومي. والحسن ملح ككرم، يملح ملوحة وملاحة وملحا. فهذه ثلاثة مصادر: الأول هو الجاري على القياس، والثاني هو الأكثر فيه، والثالث أقلها. فهو مليح، وملاح، كغراب، وملاح، بالتشديد، وهو أملح من المليح، كذا في التهذيب. قال:

تمشي بجهم حسن ملاح     أجم حتى هم بالصياح يعني فرجا، وهذا المثال لما أرادوا المبالغة قالوا فعال، فزادوا في لفظه لزيادة معناه، مثل كريم وكرام، وكبير وكبار. ج أي جمع المليح ملاح، بالكسر، وأملاح، كلاهما عن أبي عمرو، مثل شريف وأشراف. وكريم وكرام. وجمع ملاح وملاح ملاحون وملاحون، وهما جمعا سلامة، والأنثى مليحة. وفي الأساس: من المجاز: ملحه أي عرضه، كمنعه: اغتابه ووقع فيه وملح الطائر: كثر سرعة خفقانه بجناحيه. قال:

ملح الصقور تحت دجن مغين قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: أتراه مقلوبا من اللمح? قال: لا، إنما يقال لمح الكوكب ولا يقال ملح، فلو كان مقلوبا لجاز أن يقال ملح. وملح، الشاة: سمطها، فهي مملوحة، كملحها تمليحا، وتمليحها: أخذ شعرها وصوفها بالماء. وفي حديث عمرو بن حريث عنضاق قد أجيد تمليحها وأحكم نضجها قال ابن الأثير: التمليح هنا السمط، وقيل تمليحها تسمينها، وقد تقدم. وملح الولد: أرضعه يملح ويملح، وهو مجاز. وملح السمك وملحه فهو مملوح مملح مليح. ويقال سمك مالح. وملح القدر يملحه ملحا: طرح فيه الملح بقدر. كذا في الصحاح، كملحه، كضربه يملحه ملحا، فهما لغتان فصيحتان. وفاته ملحه تمليحا، وذلك إذا أكثر ملحه فأفسده ونقل ابن سيده عن سيبويه ملح وملح وأملح بمعنى واحد. ثم إن الموجود في النسخ كلها تذكير الضمير، والمقرر عندهم أن أسماء القدور كلها مؤنثة إلا المرجل فكان الصواب أن يقول: كملحها، أشار إليه شيخنا وملح الماشية ملحا أطعمها سبخة الملح. وهو تراب وملح والملح أكثر، وذلك إذا لم تقدر على الحمض فأطعمها، كملحها تمليحا. والملح، محركة: داء وعيب في رجل الدابة. وقد ملح ملحا. وهو ورم في عرقوب الفرس دون الجرذ، فإذا اشتد فهو الجرذ. والملح: ع من ديار بني جعدة باليمامة، وقيل: بسواد الكوفة موضع يقال له ملح. وقال السكري: ملح: ماء لبني العدوية، ذكر ذلك في شرح قول جرير:

يهدي السلام لأهل الغور من ملح    هيهات من ملح بالغور مهدانـا كذا في المعجم. وأملح الماء: صار ملحا. وقد كان عذبا، عن ابن الأعرابي. وأملح الإبل: سقاها إياه، أي ماء ملحا. وأملحت هي: وردت ماء ملحا. وأملح القدر: كثر ملحها، كملحها تمليحا، قال أبو منصور: وهو الكلام الجيد: والملاحة مشددة: منبته، كالبقالة لمنبت البقل، كالمملحة، بفتح الميم، هكذا هو مضبوط عندنا، وهو ما يجعل فيه الملح، وضبطه الزمخشري في الأساس بالكسر والملاح، ككتان: بائعه، أو هو صاحبه، حكاه ابن الأعرابي. وأنشد:

صفحة : 1758

حتى ترى الحجرات كل عشية     ما حولها كمعرس المـلاح كالمتملح وهو متزوده أو تاجره.

قال ابن مقبل يصف سحابا:

ترى كل واد سال فيه كأنما     أناخ عليه راكب متملـح والملاح: النوتي. وفي التهذيب: صاحب السفينة، لملازمته الماء الملح. وه أيضا متعهد النهر، وفي بعض النسخ: البحر، ليصلح فوهته، وأصله من ذلك، وصنعته الملاحة، بالكسر. والملاحية، بالفتح والتشديد وقيل: سمي السفان ملاحا لمعالجته الماء الملح بإجراء السفن فيه. وأنشد الأزهري للأعشي:

تكافأ ملاحها وسطـهـا     من الخوف، كوثلها يلتزم وفي حديث ظبيان يأكلون ملاحها، ويرعون سراحها، قال الأزهري عن الليث: الملاح كرمان من الحمض. وأنشد:

يخبطن ملاحا كذاوي القرمل وقال أبو منصور: الملاح من بقول الرياض، الواحدة ملاحة، وهي بقلة غضة فيها ملوحة، منابتها القيعان وفي المحكم: الملاحة: عشبة من الحموض ذات قضب وورق، منبتها القفاف، وهي مالحة الطعم ناجعة في المال، وحكى ابن الأعرابي عن أبي المجيب الربعي في وصفه روضة: رأيتها تندى من بهمى وصوفانة وينمة وملاحة ونهقة. ونقل ابن سيده عن أبي حنيفة، الملاح نبت مثل القلام فيه حمرة، يؤكل مع اللبن، وله حب يثجمع كما يجمع الفث ويخبز فيؤكل، قال: وأحسبه سمي ملاحا للون لا للطعم. وقال مرة: الملاح: عنقود الكباث من الأراك، سثمي لطعمه، كأن فيه من حرارته ملحا ويقال: نبت ملح ومالح للحمض والملاح، ككتاب: الريح تجري بها السفينة، عن ابن الأعرابي قال: وبه سمي الملاح ملاحا. وفي الحديث أن المختار لما قتل عمر بن سعد جعل رأسه في ملاح وعلقه، الملاح: المخلاة بلغة هذيل. قلت: وسيأتي في ولح أن الوليحة الغرارة، والملاح المخلاة. قال ابن سيده هناك: وأراه مقلوبا من الوليحة، إذ لم أستدل به على ميمه أهي زائدة أم أصل وحملها على الزيادة أكثر. وقيل: هو سنان الرمح. قال ابن الأعرابي: والملاح السترة. والملاح: أن تهب الجنوب عقب الشمال. والملاح برد الأرض حين ينزل الغيث. وعن الليث: الملاح: الرضاع. وقال غيره: المراضعة، مصدر مالح ممالحة، وسيأتي ما يتعلق به في الممالحة. والملاح: معالجة حياء الناقة إذا اشتكت، فتؤخذ خرقة ويطلى عليها دواء ثم تلصق على الحياء فيبرأ، كذا في التهذيب. والملاح: المياه الملح هكذا في النسخ، وهو نص عبارة التهذيب. والملاحي كغرابي، عن ابن سيده، وقد يشدد، حكاه أبو حنيفة، وهي قليلة: عنب أبيض طويل، أي في حبة طول، وهو من الملحة. وقال أبو قيس بن الأسلت.

وقد لاح في الصبح الثريا كما ترى     كعنقود مثـلاحـية حـين نـورا وقال أبو حنيفة إنما نسب إلى الملاح وإنما الملاح في الطعم. والملاحي نوءع من التين صغار أملح صادق الحلاوة ويزبب والملاحي من الأراك: ما فيه بياض وحمرة وشهبة، قاله أبو حنيفة، وأنشد لمزاحم العقيلي:

فما أم أحوى الطرتين خلا لهـا     بقرى ملاحي من المرد ناطف

صفحة : 1759

والملحة، بالفتح: لجة البحر. وروي عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصادق يعطى ثلاث خصال: الملحة، والمهابة، والمحبة . الملحة بالضم: المهابة والبركة. قال ابن سيده: أراه من قولهم: تملحت الإبل سمنت. فكأنه يريد الفضل والزيادة. ثم إن الذي في أمهات اللغة أن الملحة هي البركة، وأما المهابة فهي لفظ الحديث كما عرفت، وليس بتفسير للملحة فتأمل. ومن المجاز: أطرفنا بملحة من ملحك. الملحة: واحدة الملح من الأحاديث، وهي الكلمة المليحة وقيل: القبيحة، وبهما فسر قول عائشة رضي الله عنها: ردوها علي، ملحة في النار اغسلوا عني أثرهابالماء والسدر قال الأصمعي: بلغت بالعلم ونلت بالملح. وأبو علي إسماعيل ابن محمد الصفار النحوي الأديب الملحي راوي نسخة ابن عرفة، وأبو حفص ابن شاهين يعرف بابن الملحي. قال الحافظ ابن حجر: وأشعب الطامع أيضا يعرف بذلك، قال: وهؤلاء نسبوا إلى رواية اللطائف والملح ومن المجاز الملحة من الألوان بياض يشوبه، أي يخالطه سواد، كالملح، محركة، تقول في الصفة: كبش أملح بين الملحة والملح. وقال الأصمعي: الأملح الأبلق بسواد وبياض. وقال غيره: كل شعر وصوف ونحوه كان فيه بياض وسواد، فهو أملح. وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بكبشين أملحين فذبحهما . وفي التهذيب ضحى بكبشين أملحين ونعجة ملحاء: شمطاء سوداء تنفذها شعرة بيضاء. وقال الكسائي وأبو زيد وغيرهما: الأملح: الذي فيه بياض وسواد ويكون البياض أكثر. وقد أملح الكبش املحاحا. صار أملح. ويقال كبش أملح، إذا كان شعره خليسا. والملحة أيضا: أشد الزرق حتى يضرب إلى البياض، وقد ملح ملحا واملح املحاحا وأملح. وقال الأزهري: الزرقة إذا اشتدت حتى تضرب إلى البياض قيل: هو أملح العين. وملحة، بالكسر: اسم رجل. وملحة الجرمي شاعر من شعرائهم. ومن المجاز: ملحان، بالكسر اسم شهر جمادى الآخرة، سمي بذلك لابيضاضه. قال الكميت:

إذا أمست الآفاق حمرا جنوبها      لشيبان أو ملحان واليوم أشهب شيبان: جمادى الأولى، وقيل كانون الأول وملحان: الكانون الثاني، سمي بذلك لبياض الثلج. ونقل الأزهري عن عمرو بن أبي عمرو: شيبان، بكسر الشين. وملحان من الأيام إذا ابيضت الأرض من الصقيع. وفي الصحاح: يقال لبعض شهور الشتاء ملحان، لبياضثلجه. وملحان: مخلاف باليمن مشهور، يضاف إلى حفاش. وملحان جبل بديار سليم بالحجاز. وقال ابن الحائك: ملحان بن عوف بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير، وإليه ينسب جبل ملحان المطل على تهامة والمهجم، واسم الجبل ريشان فيما أحسب. كذا في المعجم. والملحاء: شجرة سقط ورقها وبقيت عيدانها خضرا. والملحاء من البعير: الفقر التي عليها السنام، ويقال: هي ما بين السنام إلى العجز، وقيل لحم في الصلب مستبطن من الكاهل إلى العجز. قال العجاج:

موصولة الملحاء في مستعظم    وكفل من نحضه مـلـكـم وقول الشاعر:

رفعوا راية الضراب ومروا     لايبالون فارس الملـحـاء

صفحة : 1760

يعني بفارس الملحاء ما على السنام من الشحم. وفي التهذيب: الملحاء بين الكاهل والعجز وهي من البعير ما تحت السنام والجمع ملحاوات. ومن المجاز: أقبل فلان في كتيبة ملحاء، الملحاء: الكتيبة البيضاء العظيمة، قال حسان بن ربيعة الطائي:

وأنا نضرب الملحاء حتى      تولي والسيوف لنا شهود والملحاء: كتيبة كانت لآل المنذر من ملوك الشام، وهما كتيبتان، إحداهما هذه، والثانية الشهباء. قال عمرو بن شأس الأسدي: يفلقن رأس الكوكب الضخم بعدما تدورحي الملحاء في الأمر ذي البزل وملحاء: واد باليمامة من أعظم أوديتها. وقال الحفصي. وهو من قرى الخرج بها. كذا في المعجم. ومن المجاز فلان ملحه على ركبته، هكذا بالإفراد في النسخ، والصواب على ركبتيه بالتثنية كما في أمهات اللغة كلها. واختلف في تفسيره على أقوال ثلاثة، أي لاوفاء له، وهو القول الأول. قال مسكين الدارمي:

لا تلمها إنهـا مـن نـسـوة     ملحها موضوعة فوق الركب قال ابن الأعرابي: هذه قليلة الوفاء. قال: والعرب تحلف بالملح والماء تعظيما لهما. وفي التهذيب في معنى المثل: أي مضيع لحق الرضاع غير حافظ له، فأدنى شيء ينسيه ذمامه، كما أن الذي يضع الملح على ركبتيه أدنى شيء يبدده. أو سمين. وهو القول الثاني، قال الأصمعي في معنى البيت السابق: هذه زنجية، والملح شحمها ها هنا، وسمن الزنج في أفخاذها. وقال شمر: الشحم يسمى ملحا. أو حديد في غضبه، وهو القول الثالث. وقال الأزهري: أي سيىء الخلق يغضب من أدنى شيء كما أن الملح على الركبة يتبدد من أدنى شيء. وفي الأساس: أي كثير الخصام، كأن طول مجاثاته ومصاكته لركب قرح ركبتيه، فهو يضع الملح عليهما يداويهما. وفي المحكم: سمك مالح ومليح ومملوح ومملح وكره بعضهم مليحا ومالحا، ولم ير بيت عذضافر حجة، وقد تقدم.وقليب مليح: ماؤه ملح. وأقلبة ملاح، قال عنترة يصف جعلا:

كأن مؤشر العضدين حجلا    هدوجا بين أقلبة مـلاح واستملحه، إذا عده مليحا ويقال وجده مليحا. وذات الملح: ع قال الأخطل:

بمرتجز داني الرباب كـأنـه     على ذات ملح مقسم ما يريمها وقصر الملح موضع آخر قرب خوار الري، على فراسخ يسيرة، والعجم يسمونه ده نمك. ومليح، كزبير: قرية بهراة، منها أبو عمر عبد الواحد ابن أحمد بن أبي القاسم الهروي، حدث عن أبي منصور محمد بن محمد بن سمعان النيسابوري وغيره. وبنو مليح: حي من خزاعة، وهم بنو مليح بن عمرو بن ربيعة، وعمرو هو جماع خزاعة. وأميلح: ماء لبني ربيعة الجوع وهو ربيعة بن مالك بن زيد مناة. و: ع في بلاد هذيل كانت به وقعة. قال المتنخل:

لا ينسإ الله منا معشرا شهـدوا     يوم الأميلح لا غابوا ولا جرحوا

صفحة : 1761

والملوحة كسفودة: بحلب كبيرة، كذا في المعجم. ومليحة، كجهينة: ع في بلاد بني تميم، وكان به يوم بين بني يربوع وبسطام بن قيس الشيباني. واسم جبل في غربي سلمى أحد جبلى طييء، وبه آبار كثيرة وطلح. ومن المجاز يقال: بينهما ملح وملحة، بكسرهما، أي حرمة وذمام وحلف، بكسر فسكون. وفي بعض النسخ بفتح فكسر مضبوطا بالقلم. والعرب تحلف بالملح والماء تعظيما لهما، وقد تقدم. ومنه أيضا امتلح الرجل، إذا خلط كذبا بحق، كارتثأ. قاله أبو الهيثم، وقالوا إن فلانا يمتذق، إذا كان كذوبا، ويمتلح، إذا كان لا يخلص الصدق. والأملاح، بالفتح: ع، قال طرفة بن العبد:

عفا من آل ليلى السه     ب فالأملاح فالغمر وقال أو ذؤيب:

أصبح من أم عمر وبطن مر فأج     زاع الرجيع فذو سدر فأمـلاح وملح الشاعر إذا أتى بشيء مليح، وقال الليث أملح: جاء بكلمة مليحة. وملح الجزور فهي مملح: سمنت قليلا، وقال ابن الأعرابي. جزور مملح: فيها بقية من سمن. وفي التهذيب: يقال: أميلحه فصغروا الفعل وهم يريدون الصفة حتى كأنهم قالوا مليح، ولم يصغر من الفعل غيره وغير قولهم ما أحيسنه وقال بعضهم: وما أحيلاه. قال شيخنا: وهو مبني على مذهب البصريين الذين يجزمون بفعلية أفعل في التعجب. أما الكوفيون الذين يقولون باسميته فإنهم يجوزون تصغيره مطلقا، ويقيسون مالم يرد على ورد، ويستدلون بالتصغير على الاسمية، على ما بين في العربية. قال الشاعر:

ياما أميلح غزلانا عطون لنـا     من هؤلياء بين الضال والسمر البيت لعلي بن أحمد الغريبي وهو حضري ويقال اسمه الحسين بن عبد الرحمن، ويروى للمجنون، وقبله:

بالله يا ظبيات القاع قلن لنـا     ليلاي منكن أم ليلى من البشر ومن المجاز: مالحت فلانا ممالحة الممالحة، المواكلة. وفلان يحفظ حرمة الممالحة، وهي الرضاع. وفي الأمهات اللغوية: المراضعة. قال ابن بري: قال أبو القاسم الزجاجي لايصح أن يقال تمالح الرجلان، إذا رضع كل واحد منهما صاحبه، هذا محال لا يكون، وإنما الملح رضاع الصبي المرأة، وهذا مالا تصح فيه المفاعلة، فالممالحة لفظة مولدة وليست من كلام العرب. قال: ولا يصح أن يكون بمعنى المواكلة ويكون مأخوذا من الملح، لأن الطعام لا يخلو من الملح. ووجه فساد هذا القول أن المفاعلة إنما تكون مأخوذة من مصدر، مثل المضاربة والمثقاتلة، ولا تكون مأخوذة من الأسماء غير المصادر. ألا ترى أنه لا يحسن أن يقال في الاثنين إذا أكلا خبزا: بينهما مخابزة، ولا إذا أكلا لحما: بينهما ملاحمة. وملحتان، بالكسر، تثنية ملحة، من أودية القبلية، عن جار الله الزمخشري عن علي. كذا في المعجم ومما يستدرك عليه من هذه المادة: ملح الجلءد واللحم يمءلحه ملحا فهو مملوح، أنشد ابن الأعرابي:

تشلي الرموح وهي الرموح    حرف كأن غبرها مملوح

وقال أبو ذؤيب:

يستن في عرض الصحراء فائره     كأنه سبط الأهداب مـمـلـوح

صفحة : 1762

يعني البحر، شبه السراب به. وأملح الإبل: سقاها ماء ملحا. وأملحني بنفسك: زييني. وفي التهذيب: سأل رجل آخر فقال: أحب أن تملحني عند فلان بنفسك، أي تزينني وتطريني وقال أبو ذبيان بن الرعبل: أبغض الشيوخ إلي الأقلح الأملح الحسو الفسو. كذا في الصحاح. وفي حديث خباب لكن حمزة لم يكن له إلا نمرة ملحاء، أي بردة فيها خطوط سود وبيض. ومنه حديث عبيد بن خالد خرجت في بردين وأنا مسبلهما، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنما هي ملحاء. قال وإن كانت ملحاء، أمالك في أسوة. والملحة والملح في جميع شعر الجسد من الإنسان وكل شيء: بياض يعلو السواد. وقال الفراء: المليح: الحليم والراسب. ومن المجاز يقال: أصبنا ملحة من الربيع، أي شيئا يسيرا منه. وأصاب المال ملحة من الربيع: لم يستمكن منه فنال منه شيئا يسيرا والملح: اللبن، عن ابن الأعرابي. وذكره ابن السيد في المثلث والملح البركة، يقال: لا يبارك الله فيه ولا يملح، قاله ابن الأنباري. وقال ابن بزرج: ملح الله فيه فهو مملوح فيه، أي مبارك له في عيشه وماله. والملحة، بالضم، موضع، كذا في المعجم. وفي الحديث لا تحرم الملحة والملحتان أي الرضعة والرضعتان، فأما بالجيم فهو المصة، وقد تقدمت ومليح، كأمير: ماء باليمامة لبني التيم، عن أبي حفصة، كذا في المعجم. وملح الماشية تمليحا: حك الملح على حنكها. والأملحان: موضع. قال جرير:

كأن سليطا في جواشنها الحصى    إذا حل بين الأملحين وقيرهـا وفي معجم أبي عبيد: الأملحان: ماءان لضبة بلغاط ولغاط واد لضبة. والممالح في ديار كلب، فيها روضة، كذا في المعجم. ويقال للندى الذي يسقط بالليل على البقل أملح، لبياضه. قال الراعي يصف إبلا.

أقامت به حد الربيع وجارها أخو سلوة مسى به الليل أملح يعني الندى. يقول: أقامت بذلك الموضع أيام الربيع، فما دام الندى فهو في سلوة من العيش. والمملاح: قرية بزبيد، إليها نسب القاضي أبو بكر بن عمر بن عثمان الناشري قاضي الجند، توفي بها سنة 760. ومن المجاز: له حركات مستملحة. وفلان يتظرف ويتملح. ومليح بن الجراح أخو وكيع: وحرام بن ملحان، بالفتح والكسر: خال أنس بن مالك. وفي أمثالهم: ممالحان يشحذان المنصل للمتصافيين ظاهرا المضادين باطنا، أورده الميداني. والملح: اسم ماء لبني فزارة، استدركه شيخنا نقلا عن أبي جعفر اللبلي في شرح الفصيح، وأنشد للنابغة:

حتى استغاثت بأهل الملح ما طعمت     في منزل طعم نوم غـير تـأويب قلت: وفي معجم: الملح موضع بخراسان. والملاح، ككتاب: موضع، قال الشويعر الكناني:

فسائل جعفرا وبني أبـيهـا     بني البزري بطخفة والملاح وأبو الحسن علي بن محمد البغدادي الشاعر الملحي، بالكسر، إلى بيع الملح، روى عنه أبو محمد الجوهري. والملحية، بالكسر: قرية بأدنى الصعيد من مصر، ذات نخيل، وقد رأيتها. والملحية: قوم خرجوا على المستنصر العلوي صاحب مصر، ولهم قصة. ومليح بن الهون: بطن. ويوسف بن الحسن بن مليح، حدث. وإبراهيم بن مليح السلمي، له ذكر. وفاطمة بنت نعجة بن مليح الخزاعية هي أم سعيد بن زيد أحد العشرة. ومليح بن طريف شاعر. ومسعود بن ربيعة الملحي الصحابي نسب إلى بني مليح بن الهون.

م-ن-ح

صفحة : 1763

منحه الشاة والناقة كمنعه وضربه يمنحه ويمنحه: أعاره إياها، وذكره الفراء في باب يفعل ويفعل. ومنحه مالا: وهبه. ومنحه: أقرضه. ومنحه: أعطاه، والاسم المنحة، بالكسر، وهي العطية، كذا في الأساس. وقال اللحياني: منحه الناقة: جعل له وبرها ولبنها وولدها. وهي المنحة، بالكسر والمنيحة. قال: ولا تكون المنيحة إلا المعارة للبن. خاصة والمنحة منفعته إياه بما يمنحه. وفي الصحاح: والمنيحة: منحة اللبن، كالناقة أو الشاة تعطيها غيرك يحتلبها ثم يردها عليك. وفي الحديث: هل من أحد يمنح من إبله ناقة أهل بيت لا در لهم. وفي الحديث: ويرعى عليها منحة من لبن أي غنم فيها لبن، وقد تقع المنحة على الهبة مطلقا لا قرضا ولا عارية، وفي الحديث: من منحه المشركون أرضا فلا أرض له، فإن خراجها على صاحبها المشرك لايسقط الخراج عنه منحته إياها المسلم، ولا يكون على المسلم خراجها. وقيل: كل شيء تقصد به قصد شيء فقد منحته إياه، كما تمنح المرأة وجهها المرآة، كقول سويد بن كراع.

تمنح المـرآة وجـهـا واضـحـا      مثل قرن الشمس في الصحو ارتفع قال: ثعلب: معناه تعطي من حسنها المرآة. وفي الحديث: من منح منحة ورق أو منح لبنا كان كعتق رقبة وفي النهاية: كان كعدل رقبة قال أحمد بن حنبل: منحة الورق القرض: وقال أبو عبيد: المنحة عند العرب على معنيين: أحدهما أن يعطي الرجل صاحبه المال هبة أو صلة فيكون له، وأما المنحة الأخرى فأن يمنح الرجل أخاه ناقة أو شاة يحلبها زمانا وأياما ثم يردها، وهو تأويل قوله في الحديث الآخر: المنحة مردودة والعارية مؤداة. والمنحة أيضا تكون في الأرض، وقد تقدم. واستمنحه: طلب منحته، أي عطيته. وقال أبو عبيد: استرفده. والمنيح، كأمير: قدح بلا نصيب، قال اللحياني: هو الثالث من القداح الغفل التي ليست لها فرض ولا أنصباء. ولا عليها غرم، وإنما يثقل بها القداح كراهية التهمة. اللحياني: المنيح: أحد القداح الأربعة التي ليس لها غنم ولا غرم، أولها المصدر، ثم المضعف، ثم المنيح، ثم السفيح. وقيل: المنيح: قدح يستعار تيمنا بفوزه. قال ابن مقبل:

إذا امتنحته من معد عصـابة    غدا ربة قبل المفيضين يقدح يقول: إذا استعاروا هذا القدح غدا صاحبه يقدح النار لتيقنه بفوزه. وهذا هو المنيح المستعار. وأما قوله:

فمهلا يا قضاع فلا تكوني     منيحا في قداح يدي مجيل

صفحة : 1764

فإنه أراد بالمنيح الذي لا غنم له ولا غرم عليه. وأما حديث جابر: كنت منيح أصحابي يوم بدر، فمعناه أي لم أكن ممن يضرب له بسهم مع المجاهدين لصغري، فكنت بمنزلة السهم اللغو الذي لا فوز له ولا خسر عليه. أو المنيح قدح له سهم. ونص الصحاح: المنيح. سهم من سهام الميسر مما لا نصيب له، إلا أن يمنح صاحبه شيئا. والمنيح: فرس القريم أخي بني تيم. والمنيح أيضا: فرس قيس بن مسعود الشيباني. والمنيحة بهاء فرس دثار بن فقعس الأسدي. وأمنحت الناقة: دنا نتاجها، وهي مثمنح كمحسن، وذكره الأزهري عن الكسائي وقال: قال شمر: لا أعرف أمنحت بهذا المعنى. قال أبو منصور: وهذا صحيح بهذا المعنى ولا يضرة، إنكار شمر إياه. ومن المجاز المنوح والممانح مثل المجالح، وهي ناقة يبقى لبنها، أي تدر في الشتاء بعد ذهاب الألبان من غيرها. ونوق ممانح، وقد ما نحت مناحا وممانحة. ومنه أيضا الممانح من الأمطار: مالا ينقطع، وكذلك من الرياح غيثها. وامتنح: أخذ العطاء. وامتنح مالا، بالبناء للمفعول، إذا رزقه، وتمنحت المال: أطعمته غيري، ومنه حديث أم زرع في الصحيحين: وآكل فأتمنح أي أطعم غيري، تفعل من المنح: العطية، وهو مجاز. ومنه أيضا: ما نحت العين، إذا اتصلت دموعها فلم تنقطع. وسموا مانحا ومنيحا. قال عبد الله بن الزبير يهجو طيئا:

ونحن قتلنا بالـمـنـيح أخـاكـم     وكيعا ولا يوفي من الفرس البغل المنيح هنا: رجل من بني أسد من بني مالك، أدخل الألف واللام فيه وإن كان علما، لأن أصله الصفة ومما يستدرك عليه: فلان مناح مياح نفاح، أي كثير العطايا. وفلان يعطي المنائح والمنح، أي العطايا. والممانحة: المرافدة بعطاء. ومن المجاز: منحت الأرض وامتنحت القطار؛ كل ذلك من الأساس. ومنيح، كأمير: جبل لبني سعد بالدهناء. والمنيحة واحدة المنائح من قرى دمشق بالغوطة، إليها ينسب أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد المنيحي، روى وحدث. وبها مشهد يقال له قبر سعد بن عبادة الأنصاري، والصحيح أن سعدا مات بالمدينة، كذا في المعجم.

م-ي-ح
الميح: ضرب حسن من المشي في رهوجة حسنة. وقد ماح يميح ميحا، إذا تبختر، وهو مجاز، كالميحوحة. وهو مشي كمشي البطة. كذا في التهذيب. قال رؤبة:

من كل مياح تراه هيكلا والميح: أن تدخل البئر فتملأ الدلو لقلة مائها. ورجل مائح من قوم ماحة. وفي حديث جابر: أنهم وردوا بئرا ذمة - أي قليلا ماؤها - قال: فنزلنا فيها ستة ماحة. وأنشد أبو عبيدة:

يا أيها المائح دلوي دونكـا     إني رأيت الناس يحمدونكما والعرب تقول: هو أبصر من المائح باست الماتح تعني أن الماتح فوق المائح، والمائح يرى الماتح ويرى استه. والميح يجري مجرى المنفعة وكل من أعطى معروفا فقد ماح، وهو مجاز. وعن ابن الأعرابي: الميح: الاستيك، وقد ماح فاه بالسواك يميح ميحا إذا شاصه وسوكه. وهو مجاز. قال:

يميح بعود الضرو إغريض بغشة      جلا ظلمه من دون أن يتهممـا وقيل الميح المسواك بنفسه، وقيل هو استخراج الريق به، أي بالمسواك، وقال الراعي:

وعذب الكرى يشفي الصدى بعد هجعة    له من عروق المسـتـظـلة مـائح

صفحة : 1765

عني بالمائح السواك لأنه يميح الريق كما يميح الذي ينزل في القليب فيغرف الماء في الدلو. وعنى بالمستظلة الأراكة، فهو مجاز. ومن المجاز أيضا الميح: الشفاعة. يقال محته عند السلطان: شفعت له. ومن المجاز أيضا الميح: الإعطاء، وقد ماحه ميحا أعطاه، كالامتياح والمياحة، بالكسر، وقد ماح يميح في الكل، فالامتياح افتعال من الميح، والسائل ممتاح ومستميح، والمسئول مستماح. وقيل: امتاح الماء من البئر حقيقة، وامتاحه: استعطاه، مجاز. ومن المجاز: مايل السلطان ومايحه: خالطه، وكذلك النساء. والماحة: الساحة، لغة في الباحة. والماح: صفرة البيض أو بياضه، عن أبي عمرو، وقد تقدم في م-ح-ح والميح، بالكسر: الشيص من النخل، وهو الرديء منه. ومن المجاز: التميح: التكفؤ. وقد مر فلان يتميح، أي يتبختر ويتميل وينظر في ظله، كما في الأساس. ومياح، ككتان: اسم، واسم فرس عقبة بن سالم. ومن المجاز: تمايح الغصن والسكران: تمايل كميح، وتميح. ومن المجاز استمحته: استعطيته، أي سألته العطاء، أو استمحته: سألته أن يشفع لي عند السلطان. والمائح: فرس مرداس بن حوى. وامتاحت الشمس ذفري البعير: استدرت عرقه. قال ابن فسوة يذكر ناقته ومعذرها:

إذا امتاح حر الشمس ذفءراه أسهلت     بأصفر منها قاطرا كل مـقـطـر ومما يستدرك عليه: ماحت الريح الشجرة: أمالتها. قال المرار الأسدي:

كما ماحت مزعزعة بغيل     يكاد ببعضه بعض يميل وماح، إذا أفضل، وامتاح فلان فلانا، إذا أتاه يطلب فضله. وما يحن في قول صخر الغي:

كأن بوانـيه بـالـمـلا     سفائن أعجم ما يحن ريفا قال السكذري: أي امتحن، أي حملن من الريف. هذا تفسيره. وامتاحه الحر والعمل: عرقه، وهو مجاز. والمائح في قول العجير السلولي:

ولي مائح لم يورد الماء قبله    يعلى وأشطان الدلاء كثير عنى به اللسان لأنه يميح من قلبه. وعنى بالماء الكلام. وأشطان الدلاء، أي أسباب الكلام كثير لديه، غير متعذر عليه. وإنما يصف خصوما خاصمهم فغلبهم أو قاومهم، فهو مجاز. وبيني وبينه ممايحة وممالحة، وهو مجاز، كما في الأساس. ومياح بن سريع، ككتان، عن مجاهد. وأبو حامد محمد بن هارون ابن عبد الله بن مياح البعراني المياحي، روى عنه الدارقطني وغيره.