الباب السادس: باب الحاء المهملة - الفصل الثالث والعشرون: فصل الياء التحتية مع الحاء المهملة

فصل الياء التحتية مع الحاء المهملة

ي-و-ح
يوح ويوحى، بضمهما من أسماء الشمس. قال شيخنا: كتبه بالحمرةش مؤءذن بأن الجوهري لم يذءكره، وليس كذلك، فإنه قد ذكره في الوحدة، وأورد الخلاف هناك فأغنى عن إعادته هنا، انتهى. قلت: ووجدت في هامش الصحاح منقولا من خط الإمام أبي سهل ما نصه: يوح ويوحى من أسماء الشمس، وذكر ذلك أبو علي الفارسي في الحلبيات عن المبرد، انتهى. قلت: هذه العبارة تتمة من كلام ابن بري، فإنه قال: لم يذكر الجوهري في فصل الياء شيئا، وقد جاء منه يوح اسم للشمس. قال وكان ابن الأنباري يقول هو بوح، بالباء، وهو تصحيف. وذكره أبو علي الفارسي في الحلبيات عن المبرد بالياء المعجمة باثنتين، وكذلك ذكره أبو العلاء المعري في شعره فقال:

ويوشع رد يوحـى بـعـض يوم     وأنت مضتى سفرت رددت يوحا قال: ولما دخل بغداد اعترض عليه في هذا البيت فقيل له: صحفته، وإنما هو بوح بالباء، واحتجوا عليه بما ذكره ابن السكيت في الفاظه، فقال لهم: هذه النسخ التي بأيديكم غيرها شيوخكم، ولكن أخرجوا النسخ العتيقة فأخرجوها فوجدوها بالتحتية كما ذكره أبو العلاء. وقال ابن خالويه: هو يوح، بالياء المعجمة باثنتين وصحفه ابن الأنباري فقال بوح، بالموحدة, وجرى بين ابن الأنباري وبين أبي عمر الزاهد كل شيء حتى قالت الشعراء فيهما، ثم أخرجا كتاب الشمس والقمر لأبي حاتم السجستاني فإذا هو يوح بالياء المعجمة باثنتين،، وأما البوح بالباء فهو النفس لا غير. وقال ابن سيده: يوح: الشمس، عن كراع، لا يدخله الصرف ولا الألف واللام، والذي حكاه يعقوب بوح، انتهى. وفي حديث الحسن بن علي: هل طلعت يوح، يعني الشمس. وهو من أسمائها، كباح وهما مبنيان على الكسر. قال ابن الأثير: وقد يقال فيه يوحى، على مثال فعلى. ومن سجعات الأساس: جعلك الله أعمر من نوح، وأنور من يوح. ونقل شيخنا عن السفاقسي في إعراب الفاتحة: قيل لم يجىء ما فاؤه ياء تحتية وعينه واو غير يوم، اتفاقا، قيل: ويوح اسم للشمس، وقيل هو بالموحدة. ومثله في المزهر.

ي-د-ح
ومما يستدرك عليه من مادة الياء مع الحاء يدح. قال ابن منظور: رأيت في بعض نسخ الصحاح: الأيدح اللهو والباطل. تقول العرب: أخذته بأيدح ودبيدح، على الإتباع. وأيدح أفعل لا فيعل. قال ابن بري: لم يذكر الجوهري في فصل الياء شيئا، انتهى. قلت: وقد وجدت ذلك منقولا في هامش نسخة الصحاح من خط الإمام أبي سهل النحوي الهروي. والمصنف ذكره في بدح بالموحدة على خلاف الصواب، وهنا محل ذكره، والله سبحانه وتعالى أعلم، وأمره أحكم.