الباب السابع: باب الخاء المعجمة - الفصل الثاني: فصل الباء الموحدة مع الخاء المعجمة

فصل الباء الموحدة مع الخاء المعجمة

ب-خ-خ

صفحة : 1798

بخ كقد، أي عظم الأمر وفخم، وهي كلمة تقال وحدها، قال شيخنا: كلامه كالصريح في أنها فعل ماض، لأنه شرحها به وفيه نظر، وقد تكرر فيقال بخ بخ، الأوا منون والثاني مسكن، كقولك غاق غاق، وقل في الإفراد بخ ساكنة، وبخ مكسورة، وبخ منونة مكسورة وبخ منونة مضمومة، ويقال: بخ بخ، مسكنين، وبخ بخ منونين مكسورين مخففين، وبخ بخ منونين مكسورين مشددين، كل ذلك كلمة تقال عند الرضا والإعجاب بالشيء أو الفخر والمدح، وقد تستعمل للإنكار، وتكون للرفق بالشيء، وللمبالغة، كما حكاهما في عقود الزبرجد. وقال أبو حيان في شرح التسهيل: قالوا في الحذف: بخ بخ، بالكسر، وبخ بخ، بالتسكين، وهي كلمة تقال عند استعظام الشيء قال: فأما من كسره فلأنه لما حذف التقى ساكنان الخاء الأولى والتنوين، فكسر الخاء. وأما من سكن فلأنه لما حذف اللام حذف معها التنوين، فبقي الأوسط على سكونه. وقال السهيلي في الروض الأنف: بخ بخ، كلمة معناها التعجب، وفيها لغات: بخ بسكون الخاء، وبكسرها مع التنوين، وبتشديدها مع التنوين وعدمه. وفي اللسان: قال ابن السكيت بخ بخ وبه به بمعنى واحد. قال ابن الأنباري: معنى بخ بخ تعظيم الأمر وتفخيمه، وسكنت الخاء فيه كما سكنت اللام في هل وبل. وفي التهذيب وبخ كلمة تقال عند الإعجاب بالشيء، تخفف وتثقل، وقال: بخ بخ لهذا كرما فوق الكرم. وقال أبو الهيثم: بخ بخ كلمة تتكلم بها عند تفضيلك الشيء، وكذلك بذخ وجخ. وتبخبخ الحر، كتخبخب وباخ: سكن بعض فورته. وبخبخوا عنكم من الظهيرة: أبردوا كخبخبوا، وهو مقلوب منه. وتبخبخت الغنم: سكنت حيث - وفي بعض الأمهات: أينما - كانت. وبخبخ البعير بخبخة وبخباخا: هدر، وبخباخه: هدير يملأ فمه بشقشقته. وهو جمل بخباخ الهدير. وقيل: بخباخه: أول هديره. وبخبخ الرجل: أبرد من الظهيرة، كخبخب. وقد ورد في الحديث كما تقدم. وتبخبخ لحمه، أي الرجل: صار يسمع له صوت من هزال بعد سمن. وريما شددت كالاسم. وقد جمعها الشاعر فقال يصف بيتا:

روافده أكرم الرافدات    بخ لك بخ لبحر خضم وعن أبي عمرو: بخ، إذا سكن من غضبه وخب من الخبب. وبخ في النوم غط، كبخبخ. وعن ابن الأعرابي: إبل مبخبخة، أي عظيمة الأجواف، وهي المخبخبة، وقد تقدم، مقلوب مأخوذ من بخ بخ. والعرب تقول للشيء تمدحه: بخ بخ، وبخ بخ: فكأنها من عظمها إذا رآها الناس قالوا: ما أحسنها. وقال ابن سيده: وإبل مبخبخة: يقال لها: بخ بخ إعجابا بها. وعن ابن الأعرابي: البخ: الرجل السري. ودرهم بخي، مخففا، وقد تشدد الخاء، إذا كتب عليه بخ ومعمعي: كتب عليه مع، مضاعفا لأنه منقوص، وإنما يضاعف إذا كان في حال إفراده مخففا، لأنه لا يتمكن في التصريف في حال تخفيفه، فيحتمل طول التضاعف. ومن ذلك ما يثقل فيكتفى بتثقيله. وإنما حمل ذلك على ما يجري على ألسنة الناس، فوجدوا بخ مثقلا في مستعمل الكلام، ووجدوا مع مخففا، وجرس الخاء أمتن من جرس العين، فكرهوا تثقيل العين، فافهم ذلك. وقال الأصمعي: درهم بخي: خفيفة، لأنه منسوب إلى بخ، وبخ خفيفة الخاء، وهو كقولهم ثوب يدي للواسع، ويقال للضيق، وهو من الأضداد. قال: والعامة تقول بخي، بتشديد الخاء، وليس بصواب. وقال أبو حاتم: لو نسب إلى بخ على الأصل قيل بخوي كما إذا نسب إلى دم قيل دموي. ومما يستدرك عليه: بخبخ الرجل: قال بخ بخ. وفي الحديث أنه لما قرأ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة قال: بخ بخ . وقال الحجاج لأعشى همدان في قوله:

صفحة : 1799

بين الأشج وبين قيس باذخ     بخبخ لوالده وللمـولـود والله لا بخبخت بعدها. وعن الأصمعي: رجل وخواخ وبخباخ، إذا استرخى بطنه واتسع جلده.

ب-د-خ
البديخ: الرجل العظيم الشأن. ج بدخاء قال: ساعدة. بدخاء كلهم إذا ما نوكروا وقد بدخ، مثلثة الدال، وتبدخ، إذا تعظم وتكبر، ويقال: فلان يتيدخ علينا ويتمدخ، أي يتعظم ويتكبر. وامرأة بيدخة: تارة، لغة حميرية. وبيدخ: اسم امرأة، قال:

هل تعرف الدار لآل بيدخـا     جرت عليها الريح ذيلا أنبخا

ب-ذ-خ
البذخ، محركة: الكبر، وتطاول الرجل بكلامه، وافتخاره. وقد جاء ذلك في حديث الخيل: والذي يتخذها أشرا وبطرا وبذخا. بذخ كفرح ونصر، يبذخ ويبذخ، والفتح أعلى، بذخا وبذوخا، وتبذخ، إذا تكبر وفخر وعلا. ومن المجاز: شرف باذخ وعز شامخ: الجبل الطويل، صفة غالبة، وجبال بواذخ وشوامخ. وقد بذخ بذوخا. ومن المجاز: رجل باذخ، والجمع بذخاء. ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم عالم وعلماء. وقال ساعدة بن جؤية:

بذخاء كلهم إذا مـا نـوكـروا     يتقى كما يتقى الطلي الأجرب ويجمع الباذخ على بذخ. والبيذخ: المرأة البادن، لغة في المهملة وبيذخ: نخلة م، أي معروفة وبذخ، محركة، وبذخ، بكسرتين، بمعنى بخ وعجبا، كذا في التهذيب. وأنشد:

نحن بنو صعب وصعب لأسد     فبذخ هل تنكرن ذاك معـد ومن المجاز: بعير بذخ، بالكسر، وبذخ وبذاخ ككتف وكتان: هدار مخرج لشقشقته فلم يكن فوقه شيء وقد بذخ يبذخ بذخانا فهو باذخ. وبذاخ. والبذاخي بالضم: العظيم. ومما يستدرك عليه: رجل باذخ وبذاخ، قال طرفة: أنت ابن هند فقل لي من أبوك إذا لايصلح الملك إلا كل بذاح وباذخه: فاخره. وفي التهذيب: في الكلام هو بذاخ، وفي الشعر هو باذخ. وتقول إذا زجرته عن ذلك أو حكيته: بذخ بذخ. واستدرك هنا بعض أرباب الحواشي: البذخان جمع بذخ، محركة، لوضلد الضأن، ونقله عن النهاية معتمدا على بعض روايات الترمذي، والصواب أنه البذجان، بالجيم، وقد تقدم.

ب-ذ-ل-خ
بذلخ الرجل بذلخة وبذلاخا بالفتح: طرمذ، فهو مبذلخ وبذلاخ بالكسر، وهو الذي يقول ولا يفعل.

ب-ر-ب-خ
البربخ: منفذ الماء. وبربخ البول: مجراه، مصرية. وهو الإردبة، بالكسر وفتح الدال المهملة وشد الموحدة، وهي البالوعة من الخزف. و البربخ: ع وقد تقدم في المهملة ذلك، فأحدهما تصحيف عن الآخر.

ب-ر-خ
البرخ: النماء والزيادة، والرخيص من الأسعار عمانية، وقيل هي بالعبرانية أو السريانية. يقال: كيف أسعارهم? فيقال: برخ، أي رخيص. والبرخ القهر ودق العنق والظهر. والبرخ: ضرب يقطع بعض اللحم بالسيف. والبريخ، كأمير: المكسور الظهر، والمدقوق العنق. والتبريخ: الخضوع والذل والتبريك. قال:

ولو يقال برخوا لبـرخـوا     لمارسرجيس وقد تدخدخوا أي ذلوا وخضعوا. وبرخوا بركوا، بالنبطية. كذا في اللسان.

ب-ر-ز-خ

صفحة : 1800

البرزخ: ما بين كل شيئين. وفي الصحاح: الحاجز بين الشيئين. والبرزخ: ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر من وقت الموت إلى القيامة. وقال الفراء: البرزخ من يوم يموت إلى يوم يبعث. ومن مات فقد دخله، أي البرزخ. وفي حديث عبد الله وقد شئل عن الرجل يجد الوسوسة، فقال: تلك برازخ الإيمان، يريد مابين أوله وآخره. وأول الإيمان الإقرار بالله عز وجل، وآخره إماطة الأذى عن الطريق. أو برازخ الإيمان: ما بين الشك واليقين.

ب-ز-خ
البزخ، محركة: تقاعس الظهر عن البطن، وقيل: هو أن يدخل البطن وتخرج الثنة وما يليها، وقيل: هو أن يخرج أسفل البطن ويدخل ما بين الوركين، وقيل: هو خروج الصدر ودخول الظهر. يقال: رجل أبزخ وامرأة بزخاء، وفي وركه بزخ. وبزخ تبزيخا: استخذى، قاله أبو عمرو وأنشد قول العجاج. ولو أقول بزخوا لبزخوا وفسره به، ورواه غيره برخوا بالراء وقد تقدم، والزاي أفصح ومن المجاز: تبازخ الرجل عن الأمر إذا تقاعس. وربما يمشي الإنسان متبازخا كمشية المرأة العجوز خرجت عجيزتها وانحنى ثبجها. وفي الحديث ذكر وفد بزاخة، بالضم والتخفيف، ع، قال أبو عبيد: رملة من وراء النباج. وفي التوشيح: ماء ببلاد أسد وغطفان، وقيل: ماء لطيئ، عن الأصمعي ولبني أسد، عن أبي عمر والشيباني، كانت به وقعة للمسلمين في خلافة أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. وفي التهذيب عن الليث: البزخ، أي بفتح فسكون: الجرف بلغة عمان، قاله أبو منصور. وقال غيره: هو البرخ، بالراء. وبزخاء: فرس عوف بن الكاهن الأسلمي. ومما يستدرك عليه تبازخ الفرس إذا ثنى حافره إلى بطنه لقصر عنقه وقت الشرب، وبه فسر حديث عمر رضي الله عنه أنه دعا بفرسين هجين وعربي للشرب، فتطاول العتيق فشرب بطول عنقه، وتبازخ الهجين. وقال ابن سيده البزخ في الفزخ في الفرس: تطامن ظهره وإشراف قطاته وحاركه. والفعل من ذلك بزخ بزخا، وهو أبزخ، وانبزخ كبزخ، عن ابن الأعرابي. وبرذون أبزخ. والبزخ في الظهر: أن يطمئن وسطه ويخرج أسفل البطن. والبزخاء من الإبلك التي في عجزها وطأة. وبزخه بزخا: ضربه فدخل ما بين وركيه وخرجت سرته. والبزخ، بالكسر: الوطاء من الرمل، والجمع أبزاخ. وتبازخ الرجل: مشى مشية الأبزخ أو جلس جلسته. قال عبد الرحمن بن حسان:

فتبازت فتبـازخـت لـهـا       جلسة الجازر يستنجي الوتر وبزخ القوس: حناها. قالت بعض نساء ميدعان:

لو ميدعان دعا الصريخ لقد     بزخ القسي شمائل شعـر وبزخ ظهره بالعصا يبزخه بزخا: ضربه. وعصا يزوخ، كلاهما شديدة. قال:

أبت لي عزة بزرى بـزوخ       وبزخه يبزخه بزخا: فضحه. وبزاخ، كغراب: موضع، قال النابغة، يصف نخلا:

بزاخية ألوت بليف كـأنـهـا     عفاء قلاص طار عنها تواجر

ب-ز-م-خ

بزمخ الرجل، إذا تكبر، وهذا عن ابن دريد في الجمهرة.

ب-ط-خ

صفحة : 1801

البطيخ والطبيخ لغتان، وهو من اليقطين الذي لا يعلو، ولكن يذهب حبالا على وجه الأرض، واحدته بهاء بطيخة. والمبطخة، وتضم الطاء: موضعه ومنبته، وجمعه المبطخ. ومن سجعات الأساس: ورأيته يدور بين المطابخ والمباطخ. وأبطخوا وأقثئوا: كثر عندهم. ومحمد بن عبد الله بن أبي بكر ابن بطيخ الدلال، محدث شامي، حدث عن الناصح الحنبلي وغيره، روينا عن أصحابه. ونقل أبو حمزة عن أبي زيد: المطخ والبطخ: اللعق، ولم أسمعه من غيره. وباطخ الماء: الأحمق. ورجل بطاخي، كغرابي: ضخم. وإبل بطخة، ورجال بطخة كفرحة: ضخام. وكل ذلك مجاز. وتبطخ: أكل البطيخ، كذا في الأساس.

ب-ل-خ
بلخ كفرح: تكبر، كتبلخ، يبلخ بلخا، وهو ألخ بين البلخ. قال أوس بن حجر:

يجود ويعطي المال عن غير ضنة     ويضرب رأس الأبلخ المتهـكـم والجميع البلخ. وقال ابن سيده: البلخ، بالكسر: المتكبر في نفسه، ويفتح، والبلخ، بالفتح: شجر السنديان، كالبلاخ، كغراب، وهذه عن أبي العباس. قال: وهو الشجر الذي تقطع منه كدينات القصارين. والبلخ الطول. وبلا لام: د عظيمة بالعراق، وبها نهر جيحون، وهي أشهر بلاد خراسان وأكثرها خيرا وأهلا. وفي اللسان: كورة بخراسان. والبلخ، بالضم، جمع بليخ: اسم لنهر بالجزيرة يقال له بلخ، بضم فسكون، وبلخ، بضمتين وأبالخ وبليخات وبلائخ، كل ذلك جمع بليخ. والبلخاء من النساء: الحمقاء و، يقال نسوة بلاخ، بالكسر، أي ذوات أعجاز. والبلاخية، بالضم: العظيمة في نفسها الجريئة على الفجور، أو الشريفة في قومها. وبلخان، محركة: د قرب أبيورد والبلخية محركة، شجر يعظم كشجر الرمان أزهر حسن، كما في نسخة، وفي بعضها له زهر حسن.

ب-و-خ
باخ، الصواب باخت النار تبوخ بوخا وبؤوخا وبوخانا: سكنت وفترت. ومن المجاز: باخ الغضب، إذا سكن، قال رؤبة:
حتى يبوخ الغضب الحميت ومن المجاز: عدا الرجل حتى باخ وشاخ: أعيا وانبهر. وباخ اللحم بؤوخا بالضم، إذا تغير وفسد. وباخ الحر، إذا سكن فوره. ويقال: هم في بوخ من أمهم، بالضم، أي اختلاط. وفي الأمثال: مقعوا في دوكة وبوخ لمن وقع في شر وخصومة. قاله الميداني. وباخت النار، وأبختها: أطفأتها. ومما يستدرك عليه: أبخ عنك من الظهيرة، أي أقم حتى يسكن حر النهار ويبرد. ومن المجاز: بينهم حرب ما يبوخ سعيرها. وباخ عنه الورد: فترت عنه الحمى. وأباخ النائرة بينهم. كذا في الأساس.