الباب السابع: باب الخاء المعجمة - الفصل الحادي عشر: فصل السين المهملة مع الخاء المعجمة

فصل السين المهملة مع الخاء المعجمة

س-ب-خ
التسبيخ: التخفيف، وهو مجاز. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن سارقا سرق من بيت عائشة رضي الله عنها شيئا فدعت عليه، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لاتسبخي عنه بدعائك عليه ، أي لاتخففي عنه إثمه الذي استحقه بالسرقة بدعائك عليه. يريد أن السارق إذا دعا عليه المسروق منه خفف ذلك عنه. قال الشاعر:

فسبخ عليك الهم واعلم بأنه      إذا قدر الرحمن شيئا فكائن ويقال: اللهم سبخ عنا الأذى، يعني اكشفه وخففه. والتسبيخ أيضا: التسكين والسكون جميعا. والتسبيخ: لف القطن بعد الندف لتغزله المرأة، ونحوه، كالصوف والوبر. وعن الأعرابي: سمعت أعرابيا يقول: الحمد لله على تسبيخ العروق من ضربان وألم فيه. والتسبيخ: الفراغ، والنوم الشديد، وقيل: هو رقاد كل ساعة. وسبخت أي نمت، كالسبخ فيهما، نقله الفراء عن أبي عمرو. وقال الزجاج: السبح والسبخ قريبان من السواء، وقرىء: إن لك في النهار سبخا طويلا قرأ بها يحيى بن يعمر. قال ابن الأعرابي: من قرأ سبحا فمعناه اضطرابا. ومعاشا، ومن قرأ سبخا أراد راحة وتخفيفا للأبدان والنوم. وقال الفراء: هو من تسبيخ القطن وهو توسيعه وتنفيشه، يقال سبخي قطنك، أي نفشيه ووسعيه. والسبيخ، كأمير المعرض من القطن ليوضع عليه الدواء فوق جرح، الواحدة بهاء سبيخة. والسبيخ أيضا: ما لف منه بعد الندف للغزل، وقطن سبيخ ومسبخ مفدك، وكذلك من الصوف والوبر. ومن المجاز: وردت ماء حوله سبيخ الطير، وهو ما تناثر من الريش ونسل، وهو المسبخ، وج الثلاثة سبائخ، قال الأخطل يذكر الكلاب:

فأرسلوهن يذرن التراب كما     يذري سبائخ قطن ندف أوتار

صفحة : 1815

والسبخة، محركة ومسكنة: أرض ذات نز وملح. ج سباخ. وقد سبختء سبخا فهي سبخة وأسبخت الأرض. والسبخ: المكان يسبخ فينبت الملح وتسوخ فيه الأقدام، وقد سبخ سبخا. والسبخة: ع بالبصرة ومنه فرقد بن يعقوب العابد، تفي سنة 131، وفي الحديث أنه قال لأنس وذكر البصرة إن مررت بها ودخلتها فإياك وسباخها وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. والسبخة: ما يعلو الماء من طول الترك كالطحلب ونحوه. وسبخ في الرض: تباعد كسبح، وقد تقدم. وتسبخ الحر والغضب: سكن وفتر، كسبخ تسبيخا. وأسبخ في حفره، إذا بلغ السباخ، تقول: حفر بئرا فأسبخ، إذا انتهى إلى سبخة.

س-خ-خ
السخاخ، كسحاب: الأرض اللينة الحرة كالسخاسخ. قال أبو منصور: هو جمع سخاخ، هكذا جمعه القطامي، وقال يصف سحابا ماطرا:

تواضع بالسخاسخ من منـيم     وجاد العين وافترش الغمارا وموضع بما وراء النهر، والسخاء: الرخاء، وهي الأرض اللينة الواسعة، كما تقدم، ج سخاخي كرخاخي، كلاهما بالفتح. وفي النوادر: سخ في الحفر والسير كزخ: أمعن فيهما. ويقال: لخ في البئر مثل سخ، أي احفر. وسخت الجرادة: غرزت ذنبها في الأرض لتبيض.

س-د-خ
انسدخ على الأرض: انبسط، يقال: ضربه حتى انسدخ. وقد تقدم انسدج في الجيم فراجعه.

س-ر-ب-خ
السربخ كجعفر: الأرض الواسعة، وقيل: هي البعيدة، وقيل: هي المضلة، بفتح الميم وكسر الضاد، وهي التي لا يهتدى فيها لطريق. وفي حديث جهيش: وكائن قطعنا إليك من دوية سربخ، أي مفازة واسعة الأرجاء. والسربخة: الخفة والنزق، محركة. والمشي الرويد، والمشي في الظهيرة. وفي النوادر: يقال ظللت اليوم مسربخا ومسنبخا، أي ظللت أمشي في الظهيرة. ومهمة سرباخ، بالكسر: واسع الأرجاء ومهمة مسربخ، كمسرهد: بعيد واسع، قال أبو دواد:

أسأدت ليلة ويوما فلـمـا     دخلت في مسربخ مردون قال: المردون: المنسوج بالسراب. والردن: الغزل.

س-ر-د-خ
السردوخ، بالضم: تمر يصب عليه الماء، لم يذكره أحد من الأئمة، ولا وجدته في الأمهات.

س-ف-ن-خ
الإسفاناخ، بالكسر: نبات م أي معروف، وهو معرب، ومن خواصه أنه فيه قوة جالية غسالة ينفع الصدر والظهر وهو ملين

س-ل-خ
سلخ الإهاب، كنصر ومنع، يسلخه ويسلخه سلخا: كشط عن ذيه. والسلخ: ما كشط عنه. وسلخ. نزع، يقال: سلخت المرأة درعها، إذا نزعته. وهو مجاز، قال الفرزدق:

إذا سلخت عنها أمامة درعهـا    وأعجبها رابي المجسة مشرف والمسلوخ: شاة سلخ عنها جلدها، وهي المسلوخة أيضا. وسلخ الشهر: مضى، كانسلخ. وسلخ فلان شهره يسلخه ويسلخه سلخا وسلوخا: أمضاه وصار في آخره، وهو مجاز. وفي التهذيب: يقال سلخنا الشهر، أي خرجنا منه فسلخنا كل ليلة عن أنفسنا جزءا من ثلاثين جزءا حتى تكاملت لياليه، فسلخناه عن أنفسنا كله. قال: وأهللنا هلال شهر كذا، أي دخلنا فيه ولبسناه، فنحن نزداد كل ليلة إلى مضي نصفه لباسا منه، ثم نسلخه عن أنفسنا كله. ومنه قوله:

إذا ما سلخت الشهر أهللت مثله     كفى قاتلا سلخي الشهور وإهلالي

وقال لبيد:
حتى إذا سلخا جمـادى سـتة     جزءا فطال صيامه وصيامها

صفحة : 1816

قال وجمادى ستة هي جمادى الآخرة، وهي تمام ستة أشهر من أول السنة، والنبات إذا سلخ ثم عاد فاخضر كله فهو سالخ، من الحمض وغيره وفي المحكم: سلخ النبات: اخضر بعد الهيج وعاد. ومن المجاز: سلخ الله النهار من الليل: استله، فانسلخ: خرج منه خروجا لا يبقى معه شيء من ضوئه، لأن النهار مكور على الليل، فإذا زال ضوؤه بقي الليل غاسقا قد غشي الناس. وسلخت الحية تسلخ سلخا وكذلك كل دابة: انسرى، هكذا في سائر النسخ، وفي الأمهات كلها: تنسري عن سلختها، بالفتح، أي جلدتها. ووجهه شيخنا بأن لفظ الحية يطلق على الذكر والأنثى، كما صرح به جماعة. والسلخ، بالفتح: آخر الشهر، كمنسلخه، بفتح اللام. والسلخ: اسم ما سلخ عن الشاة، والإهاب، أي كشط عنه، ومن المجاز سلخ الجرب جلده. والسالخ: جرب يسلخ منها الجمل وسلخ الحر جلد الإنسان وسلخه، فانسلخ وتسلخ. والسالخ: اسم الأسود من الحيات شديد السواد. قال ابن بزرج: ذلك أسود سالخا، جعله معرفة ابتداء من غير مسألة. وأسود سالخ، غير مضاف، لأنه يسلخ جلده كل سنة. والأنثى أسودة ولا تصف بسالخة. وأسود سالخ وأسودان سالخ، لا تثنى الصفة، في قول الأصمعي وأبي زيد، وقد حكى ابن دريد تثنيتها، والأول أعرف. وأساود سالخة وسوالخ وسلخ وسلخة، الأخيرة نادرة. والأسلخ: الأصلع، وهو بالجيم أكثر، والرجل الشديد الحمرة. والسليخة: عطر تراه كأنه قشر منسلخ ذو شعب. والسليخة: الولد، لكونه سلخ، أي نزع من بطن أمه. والسليخة: دهن ثمر البان قبل أن يربب بأفاويه الطيب، فإذا ربب بالمسك والطيب ثم اعتصر فهو منشوش، وقد نش نشا، أي اختلط الدهن براوئح الطيب. والسليخة من العرفج: ما ضخم من يبيسه. ومن الرمث: ماليس فيه مرعى، إنما هو خشب يابس، والعرب تقول للرمث والعرفج إذا لم يبق فيهما مرعى للماشية: ما بقي منهما إلا سليخة. والسلخ والمسلاخ: جلد الحية الذي تنسلخ عنه، كالسلخة. ومن المجاز: فلان حمار في مسلاخ إنسان. وفي حديث عائشة ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة. تمنت أن تكون مثل هيئتها وطريقتها. والمسلاخ: نخلة ينتثر بسرها وهو أخضر. وفي حديث ما يشترطه المشتري على البائع أنه ليس له مسلاخ ولا مخضار. والمسلاخ: الإهاب كالسلخ بالكسر. ورجل سليخ مليخ: شديد الجماع ولا يلقح. وسليخ مليخ: من لا طعم له. والذي في الأمهات بإسقاط من وفيه سلاخة وملاخة، إذا كان كذلك، عن ثعلب. والسلخ، محركة: ما على المغزل من الغزل. واسلخ الرجل اسلخاخا: اضطجع. وأنشد:

إذا غدا القوم أبي فاسلخا والإسليخ، كإزميل: نبات. ومما يستدرك عليه: في حديث سليمان عليه السلام والهدهد فسلخوا موضع الماء كما يسلخ الإهاب فخرج الماء، أي حفروا حتى وجدوا الماء. وشاة سليخ: كشط عنها جلدها، فلا يزال ذلك اسمها حتى يؤكل منها فإذا أكل منها سمي ما بقي منها شلوا، قل أو كثر. وسلخ الظليم، إذا أصاب ريشه داء وسلخ الشعر: وضع لفظ بمعنى اللفظش الآخر في جميعه، فتزيل ألفاظه وتأتي بدلها بألفاظ مرادفة لها في معناها؛ فهذا سلخ اسم جبل ذكر في غزوة بدر، نقله السهيلي.

س-م-خ

صفحة : 1817

السماخ: بالكسر: لغة في الصماخ، وهو ثقب الأذن الذي يدخل فيه الصوت، وبعضهم أنكر السين. وسمخه كمنعه يسمخه سمخا: أصاب سماخه فعقره. ويقال سمخني بحدة صوته وكثرة كلامه. ولغة تميم الصمخ. وسمخ الزرع: طلع أولا. ويقال: إنه لحسن السمخة، بالكسر، كأنه مأخوذ من السماخ، وهو العفاص. ومما يستدرك عليه: السماخ: الثقب الذي بين الدجرين من آلة الفدان.

س-م-ل-خ
السملوخ: بالضم: الصملوخ، كالسملاخ، وهو من الأذن: وسخها وما يخرج من قشورها، قاله النضر. والسملوخ: ما ينتزع من قضبان النصي الرخصة، مثل القضبان، وجمعه السماليخ، وهي الأماصيخ. والسمالخي من اللبن والطعام: مالا طعم له. والسمالخي: لبن حقن وترك في السقاء وحفر له حفرة ووضع فيها ليروب، وطعمه طعم مخض.

س-ن-خ
السنخ، بالكسر: الأصل من كل شيء. والجمع أسناخ وسنوخ، والحاء لغة فيه. ورجع فلان إلى سنخ الكرم وإلى سنخه الخبيث. وفي حديث الزهري أصل الجهاد وسنخه الرباط في سبيل الله. والسنخ من السن: منبته وأسناخ الثنايا والأسنان: أصولها. وفي النوادر: السنخ من الحمى: سورتها. والسنخ: ة بخراسان، منها ذاكر بن أبي بكر السنخي. والسنوخ: الرسوخ، وقد سنخ في العلم يسنخ سنوخا: رسخ فيه وعلا. والسنخ، محركة: البعير وسنخ الدهن والطعام وغيرهما، كفرح، يسنخ سنخا: تغير وفسدت ريحه، لغة في زنخ، وقد تقدم، وهو مجاز. وسنخ من الطعام وحده، إذا أكثر. والسناخة: الريح المنتنة، كالسنخة، بفتح فسكون، يقال: بيت له سنخة وسناخة. قال أبو كبير:

فدخلت بيتا غير بـيت سـنـاخة    وازدرت مزدار الكريم المفضل والسناخة: الوسخ وآثار الدباغ. وقيل في معنى البيت، أي ليس ببيت دباغ ولا سمن. وفي النوادر: بلد سنخ، ككتف: محمة، أي موضع الحمى. وسانخ: جد نصر بن أحمد، أو هو بالمهملة. والتسنيخ: طلب الشيء. والسنختان، بالضم: القامتان. ومما يستدرك عليه: سنخ السكين: طرف سيلانه الداخل في النصاب. وسنخ النصل: الحديدة التي تدخل في رأس السهم. وسنخ السيف: سيلانه. وأسناخ النجوم: التي لا تنزل بنجوم الأخذ، حكاه ثعلب. قال ابن سيده: فلا أحق أعنى بذلك الأصول أم غيرها. وقال بعضهم: إنما هي أشياخ النجوم. وعن أبي عمرو: صنخ الودك وسنيخ. وفي الأساس: سنخ الرجل: حفرت أسنانه، وسنخت: ائتكلت أصولها.

س-ن-ب-خ
المسنبخ كمسرهد: المسربخ، وهو الذي يمشي في الظهرة، تقول: ظللت اليوم مسضربخا ومسنبخا، كذا في النوادر.

س-و-خ

صفحة : 1818

ساخت قوائمه في الأرض: ثاخت، بالمثلثة لغة فيه. وساخت الرجل تسيخ: ثاخت، والأقدام تسوخ وتسيخ: تدخل فيها وتغيب. وفي حديث سراقة: فساخت يد فرسي، أي غاصت في الأرض. وساخ الشيء يسوخ: رسب وساخت الأرض بهم سوخا وسيوخا وسؤوخا، بضمهما، وسوخانا، محركة: انخسفت، وكذلك الأقدام. ويقال: إن فيه سواخية شديدة، كعلابطة، أي طين كثير. ويقال صارت الأرض سواخا بالضم، وسواخا كرمان، أي طينا. ويقال: مطرنا حتى صارت الأرض سواخي، بضم فتشديد كشقاري، هكذا في التهذيب، وتصغيرها سويوخة، كما يقال كمييثرة. وقول الجوهري على فعالى، أي بفتح اللام وتخفيف العين هو غلط، وقد وجد ذلك في بعض نسخ الأمهات، على ما أورده الجوهري، أي كثر بها رزاغ المطر. ويقال: بطحاء سواخي، وهي التي تسوخ فيها الأقدام. ووصف بعيرا يراض، قال: فأخذ صاحبه بذنبه في بطحاء سواخي، وإنما يضطر إليها الصعب ليسوخ فيها. والسواخي: طين كثر ماؤه من رزاغ المطر. وفي النوادر: تسوخ: وقع فيه، أي في السواخي، مثل تزوخ، وقد تقدم. وسوخ، بالضم: ة.

س-ي-خ
ساخ الشيء يسيخ سيخا وسيخانا، محركة: رسخ، مثل يسوخ. وساخ الصخر. ثاخ. والسياخ ككتاب: بناة الطين والساخة: لغة في السخاة، وهي البقلة الربعية. وفي حديث يوم الجمعة ما من دابة إلا وهي مسيخة، أي مصغية، مستمعة، ويروى بالصاد، وهو الأصل.