الباب السابع: باب الخاء المعجمة - الفصل الثالث عشر: فصل الصاد المهملة مع الخاء المعجمة

فصل الصاد المهملة مع الخاء المعجمة

ص-ب-خ
الصبخة لغة في السبخة، والسين أعلى. وصبيخة القطن: سبيحته، والسين فيه أفشى.

ص-خ-خ

صفحة : 1824

الصخ: الضرب بالحديد على الحديد، وبشء صلب كالعصا على شيء مصمت. والصخ: صوت الصخرة، كالصخيخ، إذا ضربتها بحجر أو غيره، وكل صوت من وقع صخرة على صخرة ونحوه. وقد صخت تصخ، تقول: ضربت الصخرة بحجر فسمعت لها صخة. وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة فخاف الناس أن يصيبهم صاخة من السماء، الصاخة: صيحة تصخ الأذن، أي تصم لشدتها. قاله ابن سيده. ومنه سميت القيامة الصخة، وبه فسر أبو عبيدة قوله تعالى: فإذا جاءت الصاخة فإما أن يكون اسم الفاعل من صخ يصخ، وإما أن يكون المصدر. وقال أبو إسحاق: الصاخة هي الصيحة التي تكون فيها القيامة تصخ الأسماع أي تصمها فلا تسمع إلا ما تدعى به للإحياء. وتقول: صخ الصوت الأذن يصخها صخا. وفي نسخة من التهذيب أصخ إصخاخا. وفي الأساس: الصاخة: الداهية الشديدة، ومنه سميت القيامة. ويقال: كأنه في أذنه صاخة، أي طعنة. وصخ الغراب يصخ إذا طعن بمنقاره في دبرة البعير، وصخ صخيخا، وهو صوته إذا فزع. وصخ لحديثه: أصاخ له. ومن المجاز: صخني فلان بعظيمة: رماني بها وبهتني.

ص-ر-خ
الصرخة: الصيحة الشديدة عند الفزع أو المصيبة. والصراخ، كغراب: الصوت مطلقا أو شديده ما كان، صرخ يصرخ صراخا. ومن أمثالهم كانت كصرخة الحبلى للأمر يفجؤك. والصرخ: المغيث، والمستغيث، ضد، قاله ابن القطاع، وحكاه يعقوب في كتاب الأضداد عن الجماهير. وقيل الصارخ: المستغيث والمصرخ المغيث. قال الأزهري: أضن يكون بمعنى المغيث. قال: والناس كلهم على أن الصارخ المستغيث والمصرخ المغيث، كالصريخ فيهما، أي في المغيث والمستغيث، فهو من الأضداد أيضا. قال أبو الهيثم: الصريخ: الصارخ، وهو المغيث، مثل قدير وقادر. والمصرخ، كمحسن، وضبط في بعض النسخ بالتشديد: المغيث والمعين، أحدهما تصحيف عن الآخر، قال الله تعالى في كتابه العزيز: ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي قال أبو الهيثم: معناه ما أنا بمغثيكم. وفي التهذيب: الصريخ. قد يكون فعيلا بمعنى مفعل مثل نذير بمعنى منذر، وسميع بمعنى مسمع. وقال شيخنا نقلا عن أرباب المعاني: الصراخ: الصياح، ثم تجوز به عن الاستغاثة، إذ لا يخلو منه غالبا، ثم صار حقيقة عرفية فيه. وفي الكشاف: لا صريخ، أي لامغيث، أو لا إغاثة، يقال: أتاهم الصريخ، أي الإغاثة. واصطرخوا واستصرخوا وتصارخوا بمعنى صرخوا. والصارخة: الإغاثة، مصدر على فاعلة وأنشد:

فكانوا مهلكي الأنباء لولا     تداركهم بصارخة شفيق

صفحة : 1825

ويقال: الصارخة صوت الاستغاثة. ومنه قولهم: سمعت صارخة القوم. وقال الليث: الصارخة بمعنى الصريخ المغيث. ومن المجاز في الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من النوم إذا سمع صوت الصارخ أي الديك، لأنه كثير الصياح بالليل؛ وقيل: هو حقيقة فيه. وقد جوزوا الوجهين. وعن ابن الأعرابي: الصراخ ككتان: الطاووس. والنباح: الهدهد. والصرخة: الأذان، مأخوذ من الصيحة الشديدة. وصرخ، كقفل: جبل بالشأم ومما يستدرك عليه: المستصرخ، وهو المستغيث، وروى شمر عن أبي حاتم أنه قال: الاستصراخ: الاستغاثة، والاستصراخ الاستعانة والصراخ صوت استعانتهم: قال ابن الأثير: استصرخ الإنسان، إذا أتاه الصارخ، وهو الصوت يعلمه بأمر حادث يستعين به عليه، أو ينعى له ميتا. واستصرخته، إذا حملته على الصراخ. والتصرخ تكلف الصراخ. ويقال التصرخ بالعطاس حمق. ويقال: استصرخني فأصرخته، أي أغثته، وقيل الهمزة للسلب، أي أزلت صراخة. والصريخ: صوت المستصرخ. ويقال: صرخ فلان يصرخ صراخا، إذا استغاث فقال: واغوثاه، واصرختاه.

ص-ر-ب-خ
الصربخة: الخفة والنزق والنشاط، ولم يذكره صاحب اللسان.

ص-ل-خ
الأصلخ: الأصم جدا، كذلك قال الفراء وأبو عبيد: قال ابن الإعرابي: فهؤلاء الكوفيون أجمعوا على هذا الحرف بالخاء المعجمة، وأما أهل البصرة ومن في ذيك الشق من العرب فإنهم يقولون الأصلج، بالجيم. وقد صلخ سمعه وصلج، الأخيرة عن ابن الأعرابي ذهب فلا يسمع شيئا البتة. ورجل أصلخ بين الصلخ. قال ابن الأعرابي: فإذا بالغوا بالأصم قالوا: أصم أصلخ: وإذا دعي على الرجل قيل: صلخا كصلخ النعام. لأن النعام كله أصلخ. وكان الكميت أصم أصلخ. والأصلخ: الجمل الأجرب. وناقة صلخاء وإبل صلخى وجرب صالخ: سالخ، وهو الناخس الذي يقع في دبره فلا يشك أنه سيصلخه. وصلخه إياه أنه يشمل بدنه. وتصالخ علينا فلان، إذا تصام كتصالج، بالجيم. وداهية صلوخ، كصبور: مهلكة. واصطحع. ومما يستدرك عليه: أسود صالخ وسالخ، لنوع من الحيات، حكاه أبو حاتم بالصاد وبالسين. وقال غيره: أقتل مايكون من الحيات إذا صلخت جلدها. ويقال للأبرص الأصلخ.

ص-م-خ

صفحة : 1826

الصماخ، بالكسر: خرق الأذن الباطن الذي يفضي إلى الرأس، تميمية، كالأصموخ بالضم، والسين لغة فيهما، وقد مرت الإشارة إليه، والجمع أصمخة وصمخ وصمائخ. وضرب الله على أصمختهم، إذا أنامهم. وهو جمع قلة. وفي حديث علي رضي الله عنه: أصغت لاستراق صمائخ الأسماع هي جمع صماخ كشمائل وشمال. وغلط شيخنا مرتين حيث استدركه في آخر مادة الصاخة، وصحفه بالمصايخ. ويقال إن الصماخ هو الأذن نفسها، وذكره الجوهري مستدلا بقول العجاج. والصماخ: القليل من الماء، والصواب أن الصماخ البئر القليلة الماء، والجمع صمخ. يقال للعطشان: إنه لصادي الصماخ. والصماخ، بالضم: اسم ماء. وصمخه يصمخه صمخا إذا أصاب صماخه بأن عقره بعود أو غيره. وعن ابن السكيت: صمخعينه يصمخها صمخا، إذا ضربها بجمع، بضم الجيم، كفه، وفي بعض الامهات: يده. وعن أبي عبيد: صمخت الشمس وجهه: أصابته. وقال شمر: صمخته الشمس إذا اشتد وقعها عليه. وامرأة صمخة، كفرحة: غضة. والصماخة، كجبانة: القطنة. وعن أبي عبيد: الصمخ والصمغ، بالكسر: شيء يابس يوجد في أحاليل - جمع إحليل - الشاء، هكذا عندنا بالهمز، وفي غالب النسخ: الشاة، بالتاء في آخره، أي في إحليل ضرعها بعيد ولادتها، فإذا فطر ذلك أفصح لبنها بعد ذلك واحلولى، ويقال للحالب إذا حلب الشاة: ما ترك فيها فطرا. الواحدة بهاء صمخة وصمغة.

ومما يستدرك عليه: صمخ أنفه: دقه، عن اللحياني. والصمخ: كل ضربة أثرت. قال أبو زيد: كل ضربة أثرت في الوجه فهو صمخ.

ص-م-ل-خ
الصملاخ، بالكسر: داخل خرق الأذن، ووسخه وما يخرج من قشورها، كالصملوخ، بالضم، والجمع الصماليخ. ومن سجعات الأساس: أخرج من صماخه صملاخة وقال النضر: صملوخ الأذن وسملوخها. والصمالخ، كعلابط: اللبن: الخاثر المتلبد. وقال ابن شميل في باب اللبن: الصمالخي والسمالخي والسمالخي من اللبن: الذي حقن في السقاء ثم حفر له حفرة ووضع فيها حتى يروب. يقال: سضقاني لبنا صمالخيا. وقال ابن الأعرابي: الصمالخي من الطعام واللبن: الذي لا طعم له. وصماليخ النصي والصليان: ما رق من نبات أصولها. واحدته صمءلوخ. قال الطرماخ:

سماوية زغب كأن شكـيرهـا    صماليخ معهود النصي المجلح وقال أبو حنيفة: الصملوخ أمصوخ النصي، وهو ما ينتزع منه مثل القضيب.

ص-ن-ح
الصنخ، بالكسر: لغة في السنخ، وهو الوضح والوسخ. وفم صنخ، ككتف: خرجت أصناخه: أوساخه. ورجل صناخية، بالضم وتشديد التحتية، أي عظيم. وفي حديث أبي الدرداء نعم البيت الحمام يذهب الصنخة ويذكر النار. وهو محركة: الدرن والوسخ. يقال: صنخ بدنه وسنخ، والسين أشهر.

ص-ي-خ
الصاخة بالتخفيف: ورم في العظم من كدمة أو صدمة، يبقى أثره كالمشش. هكذا بتذكير الضمير في سائر النسخ، عائد إلى الورم. وفي الأمهات اللغوية: يبقى أثرها. وهو الصواب. والصاخة: الداهية، لغة في التشديد، وقد تقدم ج صاخات وصاخ. وأنشد:

بلحييه صاخ من صدام الحوافر وأصاخ له وإليه يصيخ إصاخة: استمع وأنصت لصوته. قال أبو دواد:

ويصيخ أحيانا كـمـا   اس تمع المضل لصوت ناشد

صفحة : 1827

وفي حديث ساعة الجمعة: ما من دابة إلا وهي مصيخة أي مستمعة منصتة، ويروي بالسين، وقد تقدم. وفي حديث الغار: فانصاخت الصخرة، روي بالخاء المعجمة، وإنما هو بالمهملة، بمعنى انشقت. ويقال انصاخ الثوب، إذا انشق من قبل نفسه. وألفها منقلبة عن واو، وقد رويت بالسين. قال ابن الأثير: ولو قيل إن الصاد فيها مبدلة من السين لم تكن الخاء غلطا. ويقال: بلد صواخ، كرمان، إذا كان تصوخ فيه الأرجل. وصاخ في الأرض يصوخ ويصيخ: ساخ، أي دخل فيها، وقد تقدم. ومن المجاز: أصاخ فلان على حق فلان: سكت عليه أن يذهب به.