الباب السابع: باب الخاء المعجمة - الفصل الثامن عشر: فصل الفاء مع الخاء المعجمة

فصل الفاء مع الخاء المعجمة

ف-ت-خ
الفتخة، بفتح فسكون ويحرك، ذكرهما غير واحد من أئمة الغريب، فلا اعتداد بإنكار شيخنا على اللغة الأولى: خاتم كبير يكون في اليد والرجل بفص وغير فص، وقيل: هي الخاتم أيا كان. أو حلقة من فضة تلبس في الإصبع كالخاتم وقيل: الفتخة حلقة من فضة لافص فيها، فإذا كان فيها فص فهي الخاتم. وكانت نساء الجاهلية يتخذنها في عشرهن. ج فتخ، بالتحريك، وفتوخ، بالضم، وفتخات، محركة وذكر في جمعه فتاخ. قال الشاعر:

تسقط منه فتخي في كمي قال ابن زوج العجاج، وكانت رفعته إلى المغيرة بن شعبة فقالت له: أصلحك الله، إني منه بجمع، أي لم يفتضني، فقال العجاج:

الله يعلـم يا مـغـيرة أنـنـي      قد دستها دوس الحصان المرسل
وأخذتها أخذ المقصـب شـاتـه     عجلان يذبحهـا لـقـوم نـزل

فقالت الدهناء:
والله لا تخدعنـي بـشـم         ولا بتقبـيل ولا بـضـم
إلا بزعزاع يسلي همـي          تسقط منه فتخي في كمي

قال: وحقيقة الفتخة أن تكون في أصابع الرجلين. ومعنى شعر الدهناء أن النساء كن يتختمن في أصابع أرجلهن، فتصف هذه أنه إذا شال برجليها سقطت خواتيمها في كمها؛ وإنما تمنت شدة الجماع. والفتخ، محركة: اسسترخاء المفاصل ولينها وعرضها، وقيل: هو اللين في المفاصل وغيرها، فتخ فتخا، وهو أفتخ أو الفتخ: عرض الكف والقدم وطولهما. ومنه: أسد أفتخ: عريض الكف. ورجل أفتخ بين لبفتخ، إذا كان عريض الكف والقدم مع اللين.. قال الشاعر:

فتخ الشمائل في أيمانهم روح

صفحة : 1833

والفتخ شبه الطرق، محركة في الإبل. والفتخ: كل جلجل، كهدهد، هكذا ضبط في سائر النسخ الموجودة عندنا، والذي في اللسان: كل خلخال لا يجرس، أي لا يصوت. وفتخ الرجل أصابعه فتخا وفتخها تفتيخا: عرضها وأرخاها، وقيل، فتخ أصابع رجليه في جلوسه، ثناها ولينها. قال أبو منصور: يثنيهما إلى ظاهر القدم لا إلى باطنها. وفي الحديث أنه كان إذا سجد جافي عضديه عن جنبيه وفتخ أصابع رجليه. قال يحيى بن سعيد: الفتخ أن يصنع هكذا، ونصب أصابعه ثم غمز موضع التفاصل منها إلى باطن الراحة وثناها إلى باطن الرجل، يعني أنه كان يفعل ذلك بأصابع رجليه في السجود. قال الأصمعي. وأصلث الفتخ اللين. والفتخاء شيء مربع شبه ملبن من خشب يقعد عليه مشتار - اسم فاعل من اشتار - العسل ثم يمد من فوق حتى يبلغ موضع العسل. والفتخاء من العقبان، بالكسر، جمع عقاب: اللينة الجناح لأنها إذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتهما، وهذا لا يكون إلا من اللين. وقال شيخنا. وفي أكثر المصنفات اللغوية أن الفتخاء المسترخية الجناحين مطلقا من الطيور، ثم أطلقت على العقبان، كأنها صفة لازمة لها، فصارت من أسمائها. ولذلك زعم قوم أن إطلاقها عليها مجاز. وأنشد:

كأني بفتخاء الجـنـاحـين لـقـوة      دفوف من العقبان طأطأت شملالي ويقال: ناقة فتخاء الأخلاف، إذا ارتفعت أخلافها قبل بطنها، وهو ذم، وفي المرأة والضرع مدح وعبارة اللسان تعطي أنه في المرأة مدح أيضا، فليظر. وفتاخ، ككتاب، اسم ع. وفتوخ الأسد، بالضم: مفاصل مخالبه، هكذا في النسخ، والذي في اللسان الفتخ عرض مخالب الأسدولين مفاصلها وأفتخ الرجل: ارتخى، وأعيا وانبهر. والأفاتيخ من الفقوع هنوات، وفي بعض الأصول. هنات تخرج أولا، وفي بعض الأصول. في أوله، فتظن كمأة، وفي بعض الأصول: فيحسبها الناس كمأة حتى تستخرج فتعرف، حكاه أبو حنيفة، ولم يذكر للأفاتيخ واحدا. ورجل، وفي الأساس: وظبي أفتخ الطرف: فاتره. وفتيخ كزبير: ع. وفي اللسان: فتيخ وفتاخ دحلان بأطراف الدهناء مما يلي اليمامة، عن الهجري. ومما يستدرك عليه: الفتخ والفتخة: باطن ما بين العضد والذراع. والفتخ في الرجلين طول العظم وقلة اللحم قال الشاعر:

على فتحاء تعلم حين تنـجـو      وما إن حيث تنجو من طريق قال: عنى بالفتخاء رجله، قال: وهذا صفة مشتار العسل. وقال الأصمعي: فتخاء قدم لينة. وقال أبو عمرو: فيها عوج، وفي الأساس: وتفتخت المرأة، وخرجت متفتخة. والضفادع فتخ الأرجل.

ف-خ-خ
الفخ: المصيدة، بكسر الميم، وهب التي يصاد بها، معروف، ج فخاخ وفخوخ، بالكسر والضم، قال. وقيل. هو معرب من كلام العجم. قال أبو منصور: والعرب تسمي بالفخ الطرق قال الفراء، وقد تقدم في الموحدة. وفي حديث بلال:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة     بفخ وحولي إذ خر وجلـيل

صفحة : 1834

فخ: ع بمكة. وهو فيما قيل: وادي الزاهر، دفن به أورع الصحابة وأشدهم اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم واقتفاء لآثاره عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، كذا قاله ابن حبان وغيره. وقال مصعب الزبيري: دفن بذي طوى، يعني بمقبرة المهاجرين. وفي تاريخ الأزرقي أنه دفن بالمقبرة العليا عند ثنية أذاخر. وقال قوم: إنه بالمحصب. وأما ما قيل إنه بالجبل الذي بالمعلاة فلا يصح بوجه، كما لا يعتد بقول من قال إنه مات بالمدينة أو في الطريق أو غير ذلك. وترجمة سيدنا عبد الله بن عمر واسعة راجعها في الكتب المطولات. والفخ: استرخاء الرجلين، كالفخخ والفخة، رجل أفخ وامرأة فخاء وفخ النائم يفخ فخا وفخيخا: غط، كافتخ افتخاخا وفخت الرائحة فاحت والفخة والفخ في النوم: دون الغطيط، تقول: سمعت له فخيخا. وفي حديث صلاة الليل: أنه نام حتى سمعت فخيخه، أي غطيطه. والفخيخة والفخ: أن ينام الرجل وينفخ في نومه. وفي حديث علي رضي الله عنه: أفلح من كان له مزخه يزخها ثم ينام الفخه أي ينام نومة بعد الجماع. والفخة: المرأة القذرة، كالفخ. قال جرير:

وأمكم فخ قذام وخيضف وأنشد الأزهري للمنقري:

ألست ابن سوداء المحاجر فخة        لها علبة لخوا ووطب مجزم والفخة أيضا: المرأة الضخمة. والفخة أيضا: النوم على القفا، نقله أبو العباس عن ابن الأعرابي. ويقال: الفخة نوم الغداة، كذا في الأساس. والفخة القوس اللينة. وعن المفضل: فخفخ الرجل، إذا فاخر بالباطل. وقال ابن سيده: فخيخ الأفعى: فحيحها، وبالحاء أعلى. قال أبو منصور: أما الأفعى فإنه يقال في فعله فح يفح فحيحا، بالحاء، قاله الأصمعي وأبو خيرة الأعرابي. وقال شمر: الفحيح لما سوى: الأسود من الحيات بفيه، كأنه نفس شديد، قال: والحفيف من جرس بعضه ببعض. قال أبو منصور: ولم أسمع لأحد في الأفعى وسائر الحيات فخيخا، وهذا غلط اللهم إلا أن يكون لغة لبعض العرب لا أعرفها، فإن اللغات أكثر من أن يحيط بها رجل واحد. وقال الأصمعي: فحت الأفعى تفح، إذا سمعت صوتها من فمها، فأما الكشيش فصوتها من جلدها. ومما يستدرك عليه: فخ: ماء أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم عظيم بن الحارث المحاربي. والخفخفة والفخفخة: حركة القرطاس والثوب الجديد. ومن المجاز: وثب فلان من فخ إبليس: تاب:

ف-د-خ
فدخ رأسه بالحجر كمنع يفدخه فدخا: شدخه وهو رطب. والفدخ: الكسر. وفدخت الشيء فدخا: كسرته ولا يكون إلا للشيء الرطب وفي نسخة: في الشيء الرطب.

ف-ر-خ
الفرخ: ولد الطائر هذا الأصل، وقد استعمل في كل صغير من الحيوان والنبات: الشجر وغيرها. ج القليل أفرخ، بضم الراء، وأفراخ، وهو شاذ، لأن فعلا الصحيح العين لا يجمع على أفعال، وشذ منه ثلاثة ألفاظ فرخ وأفراخ، وزند وأزناد، وحمل وأحمال، قاله ابن هشام في شرح الكعبية، وأشار إليه في التوضيح وغيره. قال: ولا رابع لها، بخلاف نحو ضيف وأضياف، وسيف وأسياف، فإنه باب واسع، كذا نقله شيخنا. وفراخ، بالكسر جمع كثير، وكذلك فروخ، بالضم، وفرخ، بحذف الواو، وأفرخة، جمع قليل نادر، عن ابن الأعرابي. وأنشد:

أفواقها حذة الجفير كأنها      أفواه أفرخة من النغران

صفحة : 1835

وفرخان، بالكسر جمع كثير. والفرخ: الرجل الذليل المطرود، وقد فرخ، إذا ذل، قاله أبو منصور. ومن المجاز: الفرخ الزرع المتهيىء للانشقاق بعد ما يطلع، وقيل هو إذا صارت له أغصان، وقد فرخ وأفرخ، وقال الليث: الزرع ما دام في البذر فهو الحب، فإذا انشق الحب عن الورق فهو الفرخ، فإذا طلع رأسه فهو الحقل. والفرخ علم. والفرخ مقدم الدماغ، على التشبيه، كما قيل له: العصفور، جمعه فراخ. قال الفرزدق:

ويوم جعلنا البيض فيه لعامر        مصممة تفأى فراخ الجماجم يعني به الدماغ. والفرخ: مقدم دماغ الفرس. وأفرخت البيضة والطائرة وفرخت، مشددا: صار، هكذا بالصاد في النسخ التي بأيدينا، والذي في اللسان وغيره: طار لها، بالطاء المهملة فرخ. وهي مفرخ، كمحسن ومفرخ، بالتشديد، وأفرخ البيض: خرج فرخه وأفرخ الطائر: صار ذا فرخ، وفرخ، كذلك. والمفارخ: مواضع تفريخها، لم يذكروا له مفردا. واستفرخ الحمام: اتخذها للفراخ، ومنه قول الحريري. يستفرخ حيث لاأفراخ. ومن المجاز: فرخ الروع، بفتح الراء تفريخا: ذهب، كأفرخ، ومنهم من ضبط الروع، بالضم، ولا معنى لذهاب القلب، كما هو ظاهر، يقال: ليفرخ عنك روعك، أي ليخرج عنك فزعك كما يخرح الفرخ عن البيضة. وفرخ الرجل: تفريخا فزع ورعب، وفرخ الرعديد، بالبناء للمجهول، تفريخا: رعب وأرعد، وكذلك الشيخ الضعيف. وقال الأزهري: يقال للفرق الرعديد: قد فرخ تفريخا، وفرخ القوم: ضعفوا، أي صاروا كالفراخ من ضعفهم. وفي الأساس: من المجاز فرخ الزرع تفريخا: نبت أفراخه، وفرخ شجرهم فراخا كثيرة، وهي ما يخرج في أصوله من صغاره. وفرخ الرجل: كفرح: زال فزعه واطمأن. وقال الهوازني: إذا سمع صاحب الآمة الرعد والطحن فرخ إلى الأرض أي لزق بها، تفريخا، هذا مقتضى عبارته، وقد ورد من باب فرح أيضا. وفي حديث أبي هريرة يا بني فروخ، قال الليث: هو كتنور من ولد إبراهيم عليه وعلى نبيينا أفضل الصلاة والسلام أخو سيدنا الذبيح إسماعيل، وسيدنا الغيور إسحاق عليهما السلام، ولد بعدهما وكثر نسله ونما عدده، فهو أبو العجم الذين في وسط البلاد، وهو فاري، ومعناه السعيد طالعه، وقد تيط واوه في الاستعمال. وقال الشاعر:

فإن يأكل أبو فروخ آكـل      ولو كانت خنانيصا صغارا قال ابن منظور: جعله أعجميا فلم يصرفه، لمكان العجمة والتعريف. ومن المجاز أفرخ الأمر وفرخ: استبان آخر أمره بعد اشتباه. ومنه أيضا أفرخ القوم بيضتهم، وفي بعض الأمهات بيضهم، إذا أبدوا سرهم، يقال ذلك للذي أظهر أمره وأخرج خبره، لأن إفراخ البيض أن يخرج فرخه، ومنه أيضا نقل الأزهري عن أبي عبيد من أمثالهم المنتشرة في كشف الكرب عند المخاوف عن الجبان قولهم أفرخ روعك يا فلان، أي سكن جأشك، يقول: ليذهب رعبك وفزعك؛ فإن الأمر ليس على ما تحاذر. وفي الحديث كتب معاوية إلى ابن زياد أفرخ روعك قد وليناك الكوفة وكان يخاف أن يوليها غيره. وأفرخ فؤاد الرجل، إذا خرج، روعه وانكشف عنه الفزع كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج. وأصل الإفراخ الانكشاف، قال الأزهري: وقلبه ذو الرمة لمعرفته بالمعنى فقال:

ولي يهز انهزاما وسطـهـا زعـلا        جذلان قد أفرخت عن روعه الكرب قال: والروع في الفؤاد كالفرخ في البيضة. وأنشد:

صفحة : 1836

وقل للـفـؤاد إن نـزابـك نـزوة      من الخوف أفرخ أكثر الروع باطله وقال أبو عبيدة: أفرخ روعه إذا دعي له أن يسكن روعه ويذهب. والفرخة، بفتح فسكون: السنان العريض. وفريخ، كزبير: لب أزهر بن مروان المحدث. وقولهم فلان فريخ قريش، إنما هو تصغير تعظم على وجه المدح، كقول الحباب بن المنذر: أناجذيلها المحكك وعذيقها المرجب. والعرب تقول: فلان فريخ قومه، إذا كانوا يعظمونه ويكرمونه، وصغر على وجه المبالغة في كرامته. ومما يستدرك عليه: باض فيهم الشيطان وفرخ، أي اتخذهم مسكنا ومعبرا لا يفارقهم، كما يلازم الطائر موضع بيضه وأفراخه. وقال بعضهم:

أرى فتنة هاجت وباضت وفرخت          ولو تركت طارت إليها فراخهـا وفي الحديث أنه نهى عن بيع الفروخ بالمكيل من الطعام. قال ابن الأثير: الفروخ من السنبل: ما استبان عاقبته وانعقد حبه، وهو مثل نهيه عن بيع المخاضرة والمحاقلة. والفرخ، ككتف: المدغدغ من الرجال. والفريخ، مصغرا، قين كان في الجاهلية تنسب إليه النصال الفريخية، ومنه قول الشاعر:

ومقذوذين من بري الفريخ ومن المجاز: فلان فرخ من الفروخ، أي ولد زني. وقال الخفاجي في شفاء الغليل: هو إطلاق أهل المدينة خاصة. وقال شيخنا: بل هو إطلاق شائع مولد في الحجاز. وفي الأساس: فلان فريخ قومه، للمكرم فيهم، شبيه بفريخ في بيت قوم يربونه ويرفرفون عليه. وللمعاني متصرفات ومذاهب، ألا تراهم قالوا: أعز من بيضة البلد، حيث كانت عزيزة لترفرف النعامة عليها وحضنها، وأذل من بيضة البلد، لتركها إياها وحضن أخرى. وشيبان بن فروخ محدث مشهور خرج له الأئمة، وذكره الحافظ في التقريب. وعمرو بن خالد بن فروخ الحراني التميمي، والد أبي علاثة، من رجال الصحيحين.

ف-ر-د-خ
المفردخ، كمسرهد: الضخم الناعم. هذه المادة لك يذكرها ابن منظور ولا غيره، وأنا أخاف أن يكون مصحفا من مفرضخ، بالضاد المعجمة، لاتحاد المعنى، فلينظر.

ف-ر-س-خ

صفحة : 1837

الفرسخ، ذكره الجوهري في كتابه ولم يذكر له معنى، لأنه قال: الفرسخ واحد الفراسخ فارسي معرب. وقد يقال إنه لم يثبت عنده ما ذكره المصنف من المعاني، فلا يؤاخذ به. وهو السكون، ذكره غير واحد من أئمة الغريب. والفرسخ الساعة من النهار، قالت الكلابية: فراسخ الليل والنهار: ساعاتهما وأوقاتهما. وقال خالد بن جنبة: هؤلاء قوم لا يعرفون مواقيت الدهر وفاسخ الأيام، قال: حيث يأخذ الليل من النهار. والفرسخ من المسافة المعلومة في الأرض مأخوذ منه. ويوجد في نسخ المصباح: الفرسخة: السعة، ومنه أخذ فرسخ الطريق. والصواب أن الذي بمعنى السعة هو الفرشخة، بالشين المعجمة، وهي التي تليها. والفرسخ: الراحة. ومنه أخذ فرسخ الطريق كما قيل، وهو ثلاثة أميال هاشمية، أو ستة، أو اثنا عشر ألف ذراع، أو عشرة ىلاف ذراع، سمي بذلك لأن صاحبه. إذا مشى قعد واستراح، من ذلك، كأنه سكن. والفرسخ: الفرجة، هكذا بضم الفاء والجيم بعد الراء في سائر النسخ. ويقال لشىء لا فرجة فيه: فرسخ، هكذا ضبط، كأنه على السلب، وهو ضد. وقولهم انتظرتك فرسخا، أي الطويل من الزمان، أي من الليل أو من النهار، وكأن الفرسخ أخذ من هذا، والفرسخ الفينة، وفي نسخة: برازخ بين السكون والحركة. وعن ابن شميل: الفرسخ: الشيء الدائم الكثير الذي لا ينقطع، وهي كلية عنده. والتفرسخ، هكذا في النسخ عندنا، وفي بعض الأمهات: والفرسخ. والافرنساخ: انكسار البرد، وقال بعض العرب: أعصبت السماء أياما بعين ما فيها فرسخ، أي ليس فيها فرجة ولا إقلاع، كالفرسخة. والافرنساخ: انفراج الهم وانكسار الحمى، يقال: فرسخ عني المرض وافرنسخ، أي تباعد، وكذلك تفرسخت عنه الحمى وغيرها من الأمراض. وسراويل مفرسخة: واسعة، من الفرسخة، وهي السعة، على ما في المصباح.

ف-ر-ش-خ
الفرشخة، بالشين المعجمة: السعة. هذه المادة ساقطة من اللسان وغيره من كتب الغريب، وإنما ذكروا معانيها في المهملة. قال أبو زياد ما مطر الناس من مطر بين نوأين إلا كان بينهما فرسخ: قال: والفرسخ انكسار البرد. وإذا احتبس المطر اشتد البرد وإذا، وفي نسخة. فإذا مطر الناس كان للبرد بعد ذلك فرشخ، هكذا بالشين المعجمة: والصواب أنه فرسخ، بالسين المهملة، أي سكون، من قولك فرسخ عنشي المرض إذا تباعد.

ف-ر-ض-خ
الفرضخ، بالكسر، من أسماء العقرب كالشوشب وتمرة. ورجل فرضاخ: ضخم عريض غليظ كثير اللحم، أو طويل، وهي بهاء لحيمة عريضة. وامرأة فرضاخة وفرضاخية والياء للمبالغة: ضخمة عريضة الثديين. ورجل مفرضخ، كمسرهد ضخم ضعيف ناعم. ومما يستدرك عليه: فرس فرضاخة، وقدم فرضاخة وفرضاخ والفرضاخ النخلة الفتية. وقيل: ضرب من الشجر.

ف-ر-ف-خ
الفرفخ، والفرفخة: البقلة الحمقاء، ولا تنبت بنجد، وتسمى الرجلة، قال أبو حنيفة: معرب فارسيته بربهن، أي بالفتح، معناه عريض الجناح، فإن بر هو الجناح، بهن هو العريض، قال العجاج:

ودستهم كما يداس الفرفخ       يؤكل أحيانا وحينا يشدخ والفرفخ: الكعابر، جمع كعبورة من الحنطة.

ف-س-خ

صفحة : 1838

الفسخ: الضعف في العقل والبدن كالفسخة. والفسيخ، كأمير: الضعيف الذي ينفسخ عند الشدة. والفسخ: الجهل، وهو يرجع إلى ضعف العقل. والفسخ: الطرح، يقال فسخت عني ثوبي، إذا طرحته. والفسخ: إفساد الرأي، وقد فسخ رأيه، كفرح. فسخا فهو فسيخ: فسد وفسخه فسخا: أفسده. والفسخ: النقض فسخ الشيء يفسخه فسخا فانفسخ: نقضه فانتقض. والفسخ: التفريق، وقد فسخ الشيء، إذا فرقه. والفسخ الضعيف العقل والبدن كالفسخة. والفسخ: من لايظفر بحاجته ولا يصلح لأمره، كالفسيخ، كأمير. ومن المجاز: انفسخ العزم والبيع والنكاح: انتقض، وقد فسخه، إذا نقضه. وفي الحديث كان فسخ الحج رخصة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن يكون نوى الحج أولا ثم يبطله وينقضه ويجعله عمرة ويحل ثم يعود يحرم بحجة، وهو التمتع أو قريب منه. وفسخ يده، كمنع، يفسخها فسخا: أزال المفصل عن موضعه من غير كسر. وفسخه فانفسخ. وفسخ المحببر يده: فك مفصلها. ويقال: وقع فلان فانفسخت قدمه وفسخته أنا وفسخ رأيه، كفرح: فسد وفسخه: أفسده. وتفسخ الشعر عن الجلد واللحم عن العظم: زال وتطاير، خاص بالميت أي لا يقال إلا لشعر الميتة وجلدها. وتفسخت الفأرة في الماء تقطعت. وتفسخ الربع، كصرد، وهو الفصيل تحت الحمل الثقيل: ضعف وعجز، وذلك إذا لم يطقه. ومما يستدرك عليه: انفسخ اللحم وتفسخ: انخضد عن وهن أو صلول. واللحم إذا أصل انفسخ. وأفسخ القرآن: نسيه. ودخل يفسخ ثيابه. ومن المجاز: فاسخه البيع وتفاسخاه. وتفاسخت الأقاويل: تناقضت.

ف-ش-خ
فشخهن كمنعه: ضرب رأسه بيده أو صفعه، وفي نسخة: ضعفه، والأولى الصواب، يفشخه فشخا. وفشخه في اللعب: ظلمه. وفشخه في اللضعب أي لعب الصبيان: كذب. والتفشيخ:: إرخاء المفاصل. وفنشخ وفشخ أعيا.

ف-ص-خ
فصخ عنه. كمنع: تغابى عنه وأنت تعلمه يقال: فصخت عن ذلك الأمر فصخا، قاله ابن شميل، وفصخ، كعني: غبن في البيع. ويقال: رجل فصيخ وفصخة وفاصخة من فواصخ، أي غير مصيب الرأي. ومما يستدرك عليه: فصخ يده وفسخها إذا أزاله عن مفصله، حكي الصاد عن أبي حاتم: فصخ النعام بصومه، إذا رمى به.

ف-ض-خ
فضخه، كمنعه، يفضخه فضخا: كسره، ولا يكون إلا في شيء أجوف، نحو الرأس والبطيخ. وفضخ رأسه وكذلك الرطبة ونحوها: شدخه، كافتخه، فيهما. وعن أبي زيد: فضخ عينه فضخة، وفقأها فقئا، وهما واحد للعين والبطن، وكل وعاء فيه دهن أو شراب. ويقال: انفضخت العين: انفقأت. وأفضخ العنقود: حان وصلح أن يفتضخ ويعتصر ما فيه. وفلان يشرب الفضيخ، وهو عصير العنب. وهو أيضا شراب يتخذ من بسر مفضوخ وحده من غير أن تمسه النار، وهو المشدوخ. وفضخت البسر وافتضخته. قال الراجز:

بال سهيل في الفضيخ ففسد

صفحة : 1839

يقول: لما طلع سهيل ذهب زمن البسر وأرطب، فكأنه بال فيه. وقال بعضهم: هو الفضوخ لا الفضيخ، المعنى أنه يسكر شاربه فيفضخه. وعن أبي حاتم: الفضيخ: لبن غلبه الماء حتى رق وهو أبيض، مثل الضيح، والخضار، والشجاج، والشهابة، والبراح، والمزرح، والدلاح، والمذق. والمفضخة، بالكسر: حجر يفضخ به البسر ويجفف. والمفضخة: الواسعة من الدلاء. وحكي عن بعضهم أنه قيل له: ما الإناء? فقال: حيث تفضخ الدلو أي تدفق فتفيض في الإناء. والمفاضخ: أواني - ينبذ فيها - الفضيخ. وانفخت القرحة وغيرها: انفتحت وانعصرت واتسعت، وكل شيء اتسع وعرض فقد انفضخ. وانفضخ زيد: بكى شديدا، يقال: بينا الإنسان ساكت إذ انفضخ، وهو شدة البكاء وكثرة الدمع. وانفضخت الدلو: دفقت ما فيها من الماء، ويقال فيه: انفضجت، بالجيم أيضا، وقد تقدم. وانفضخ سنام البعير: انشدخ وسئل ابن عمر عن الفضيخ فقال: ليس بالفضيخ، ولكن هو الفضوخ، كقبول، وهو الشراب، أراد أنه يفضخ شاربه، أي يكسره ويسكره، وبينهما الجناس. وفي حديث علي رضي الله عنه أنه قال كنت رجلا مذاء، فسألت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إذا رأيت المذي فتوضأ واغسل مذاكيرك، وإذا رأيت فضخ الماء فاغتسل يريد المنى. وفضخ الماء: دفقه: ومما يستدرك عليه: انفضخت القارورة، إذا تكسرت فلم يبق فيها شيء. والسقاء ينفضخ وهو ملآن فينشق ويسيل ما فيه.

ف-ق-خ
فقخه، كمنعه، فقخا وفقاخا، بالكسر: ضربه، كقفخه في معانيه، وسيأتي، ولا يكون الفقخ والقفخ إلا على الرأس أو شيء أجوف، فإن ضربه على شيء مصمت يابس قال: صفقته وصقعته، وسيأتي.

ف-ل-خ
فلخه، كمنعه، يفلخه فلخا سلعه وأوضحه، قاله شمر، كقفخه. والفيلخ، كصيقل: الرحى أو أحد رحيي الماء، واليد السفلى منهما، ومنه قوله:

ودرنا كما دارت على القطب فيلخ وفلخه تفليخا: ضربه، كفقخه.

ف-ل-ذ-خ
الفلذخ: اللوزينج. ذكره هنا ابن منظور، وأهمله المصنف.

ف-ن-خ
الفنخ: القهر والغلبة، وقيل هو أقبح الذل والقهر، فنخه يفنخه فنخا، وهو فنيخ. والفنخ: التذليل، كالتفنيخ في الكل والتفنخ. وفي حديث عائشة وذكرت عمر رضي الله عنهما ففنخ الكفرة أي أذلها وقهرها. والفنخ: تفتيت العظم من غير شق يبين ولا إدماء، وقيل: هو ضربك الرأس بالعصا، شقه أو لم يشقه، وفي قول العجاج:

لعلم الأقوام أني مفنخ      لهامهم أرضه وأنقخ المفنخ، كمنبر: من يذل أعداءه ويكسر، وفي بعض الأمهات ويشج رأسهم كثيرا، هكذا بإفراد رأسهم في سائر الأمهات إرادة الجنس، فلا معنى لاعتراض شيخنا عليه بقوله: قيل: الظاهر رءوسهم، ثم ثال: إلا أن المصنف غلط الجوهري بمثله في سلع فسرى إليه، ولا يقبل الاعتذار عنه عليه. وقالت امرأة:

مالي وللشـيوخ     يمشون كالفروخ والحوقل الفنيخ الفنيخ كأمير الشيخ الرخو الضعيف. ومما يستدرك عليه: فنخه يفنخه فنخا وفنوخا: أثخنه وفي حديث المتعة برد هذا غير مفنوخ أي غير خلق ولا ضعيف. يقال: فنخت رأسه وفنخته، أي شدخته وذللته.

ف-ن-ش-خ

صفحة : 1840

الفنشخة، بالشين المعجمة بعد النون: العجز والإعياء والتأخر عن الأمر. وقد فنشخ. وفشخ. والفنشخة: التفحيج بين الرجلين عند البول كالفرشحة والفنشخة: أن يكبر الرجل ويشيخ ويعيا من الهرم. ومن ذلك المفنشخ، وهو الساقط على الأرض من الإعياء النائم الكسلان. ومن المجاز: تفنشخت المرأة في حالة الجماع إذا باعدت بين رجليها. وفنشخ، كجعفر، علم. ومما يستدرك عليه من التهذيب: يقال: فنشخه فنشاخا، وزلزله زلزالا بمعنى واحد.

ف-ن-ق-خ
فنقخ، بالكسر: الداهية، كذا في التهذيب عن الفراء قلت: ويأتي للمصنف في قنقخ قريبا، وهنا ذكره ابن منظور.

ف-و-خ
فاخت الريح تفوخ وتفيخ فوخانا، محركة: سطعت، مثل فاحت، نقل ذلك عن الأصمعي. أو فاخت الريح تفوخ إذا كان لها صوت. قال أبو زيد: إذا جعلت الفعل للصوت قلت فاخ يفوخ، وفاخت الريح تفوخ فوخا، إذا كان مع هبوبها صوت. وأما الفوح بالحاء فمن الريح تجدها، ولا من الصوت. وفاخ الرجل يفوخ فوخا وفوخانا: خرجت منه ريح. وفاخ الحدث نفسه يفوخ: صوت، كأفاخ يفيخ إفاخة. قال ابن الأثير: الإفاخة الحدث من خروج الريح خاصة. وقال الليث: إفاخة الريح بالبر. وقال النضر بن شميل: إذا بال الإنسان أو الدابة فخرج منه ريح قيل: أفاخ، وسيذكر في الياء. وأنشد لجرير:

ظل اللهازم يلعبون بنسوة     بالجو يوم يفخن بالأبوال وفاخ الحر: سكن. وأفخ عنا، هكذا في سائر النسخ والصواب: عنك، كما في سائر الأمهات، من الظهيرة: أبرد، أي أقم حتى يسكن حر النهار ويبرد، وهو مذكور في الياء أيضا. ومما يستدرك عليه: قال الفراء: أفخت الزق إفاخة، إذا فتحت فاه ليفش ريحه. قال: وسمعت شيخا من أهل العربية يقول: أفخت الزق، إذا طليت داخله برب. وأفاخ ببوله، إذا اتسع مخرجه، وأفاخت الناقة ببولها وأشاعت وأوزغت.

ف-ي-خ
الفيخة السكرجة، بذم السين المهملة والكاف وتشديد الراء المضمومة وفيخ العجين: جعله كالسكرجة. وأنشد الليث:

ونهيدة في فيخة مع طرمة    أهديتها لفتى أراد الزغبدا والفيخة من البول: اتساع مخرجه، عن ابن الأعرابي. وقد أفاخت الناقة. والفيخة من الحر: شدته وفورانه. والفيخة من النبات: التفافه وكثرته. وفاخت الريح تفيخ فيخانا كتفوخ: سطعت. وأفاخ الرجل: سقط في يده. قال الفرزدق:

أفاخ وألقى الدرع عنه ولم أكن لألقي درعي عن كمي أقاتله كذا في التهذيب. وفيه أيضا: أفاخ فلان من فلان إذا صدعنه، وأنشد:

أفاخوا من رماح الخط لما راونا قد شرعناها نهـالا والإفاخة: الردام، بالضم، هو الضراط. وقد فاخ وأفاخ، إذا ضرط، أو هو الحدث مع خروج الريح خاصة. والفيخ: الانتشار كالفيح، عن كراع. قال اين سيده: ولست منها على ثقة.