فصل الباء الموحدة مع الدال المهملة
ب-ج-د
بجد بالمكان يبجد بجودا، كقعود، وبجدا، الأخيرة عن كراع، وبجد تبجيدا، وهذه
عن ابن الأعرابي، أي أقام به. وبجدت الإبل بجودا وبجدت: لزمت المرتع، ويقال
للرجل المقيم بالموضع إنه لباجد. والبجدة، بفتح فسكون: الأصل والصحراء،
والتراب، والبجدة أيضا: دخلة الأمر وباطنه، أي بطانته، يقال: هو عالم ببجدة
أمرك. وبضمة وبضمتين، ففيه ثلاث لغات. ومن المجاز هو ابن بجدتها، وفي كتب
الأمثال أنا ابن بجدتها يقال ذلك للعالم بالشيء المتقن له الممز له. والهاء
راجعة إلى الأرض، قاله الميداني والزمخشري. ويقال أيضا: هو ابن مدينتها
وابن بجدتها. وكذلك يقال للدليل الهادي الخريت، ثم تمثل به لكل عالم بالأمر
ماهر فيه. ويقال: البجدة التراب، فكأن قولهم: أنا ابن بجدتها: أنا مخلوق من
ترابها. قال كعب بن زهير:
فيها ابن بجدتها يكـاد يذيبـه وقد النهار إذا استنار الصيخد يعني بابن بجدتها الحرباء، والهاء في قوله فيها إلى الفلاة التي يصفها. وكذلك يقال لمن لا يبرح مكانه، مأخوذ من قوله - وفي بعض النسخ عن قوله وهو خطأ -: بجد بالمكان إذا أقام به، ومن أقام بموضع علم ذلك، أي علمه، ومثله في المحكم. ويقال عليه بجد منا: من الناس، أي جماعة وجمعه بجود، قال كعب بن مالك:
تلوذ الـبـجـود بـأذرائنـا من الضر في أزمات السنينا والبجد من الخيل: مائة فأكثر، عن الهجري. وقولهم: اشتمل ببجاده، واحتبى بنجاده، البجاد، ككتاب: كساء مخطط من أكسية الأعراب. وقيل: إذا غزل الصوف يسرة ونسج بالصيصة فهو بجاد، والجمع بجد. ويقال للشقة من البجد قليح وجمعه قلح. ومنه عبد الله بن عبد نهم بن عفيف بن سحيم بن عدي بن ثعلبة بن سعد المزني الصحابي، من المهاجرين السابقين، وعده بعض من أهل الصفة، ولقبه ذو البجادين، قال ابن سيده: أراه كان يلبس كساءين في سفره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل سمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه حين أراد المصير إليه قطعت أمه بجادا لها قطعتين فارتدى بإحداهما واتزر بالأخرى، وهو دليل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في بعض الغزوات. وإلا فالذي في الصحيح أن دليله مالك لبن فهيرة على ما عرف. وبجودات، بالفتح، في ديار بني سعد: مواضع م، أي معروفة، وربما قالوا بجودة، وقد ذكرها العجاج في شعره فقال:
بجدن للنوح
صفحة : 1878
أي أقمن بذلك المكان، وضبطه ياقوت في المعجم بالتحتية بدل الموحدة. وثوبان
بن بجدد كقعدد، ويقال جحدر، أبو عبد الله مولى النبي صلى الله تعالى عليه
وسلم، نزل دمشق، ترجمته واسعة في تاريخ الذهبي ووفيات الصفدي. والطفيل بن
راشد العبسي ثم البجادي شاعر منسوب إلى جده بجاد، ككتاب.وبجيد، كزبير: اسم
جماعة، عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد الصحابي، وحسان بن بجيد الرعيني، روى
عن ابن عمر، وأيوب بن بجيد المعافري، ولقيط بن عباد بن بجيد بن بكر بن عمرو
بن سواءة، له وفادة. وأم بجيد خولة، وفي بعض النسخ حواء بنت يزيد بن السكن،
صحابية أنصارية حارثية، وهي أخت أسماء، روى عنها ابنها عبد الرحمن، وعنه
المقبري. وأبو بجيد نافع بن الأسود التميمي، له ذكر. وابن بجدان، كعثمان:
تابعي. وبجد، بكسر فجيم مشددة مكسورة كجلق وحمص وحلز: ع، موضع، ومالهن
خامس، قال شيخنا: وسيأتي له في الزاي خامس. وعمر بن بجءدان، بالضم، صحابي،
لم أجد له ذكرا في المعاجم. وأبجد، كأحمر، وقيل محركة ساكنة الآخر، وقيل
أبا جاد، كصيغة الكنية، إلى قرشت، محركة ساكنة الآخر، وكلمن، بالضبط السابق
رئيسهم، وقد روي أنهم كانوا ملوك مدين، كما قيل. وفي ربيع الأبرار للزمخشري
أن أبا جاد كان ملك مكة، وهوز وحطي بوج من الطائف، والباقين بمدين. وقيل:
بل إنها أسماء شياطين، نقله سحنون عن حفص بن غياث. وقيل: أولاد سابور، وقيل
غير ذلك. وهم أول ما وضعوا الكتابة العربية على عدد حروف أسمائهم، وقد روي
عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعروة بن الزبير أنهما قالا. أول من وضع
الكتاب العربي قوم من الأوائل نزلوا في عدنان بن أدد واستعربوا، وأسماؤهم
أبجد وهوز وحطي وكلمن وسعفص وقرشت، فوضعوا الكتاب العربي على أسمائهم.
وهكذا ذكره أبو عبد الله حمزة بن الحسن الأصفهاني قال: وقد روي أنهم هلكوا
يوم الظلة مع قوم شعيب عليه السلام، فقالت ابنة كلمن، محركة، وقيل بالضم،
ويقال بسكون الميم مع التحريك، ومنهم من ضبطه بالواو بعد الميم. وفي ألف
باللبلوي أنها أخت كلمن، ترثيه، وفي التكملة: تؤبنه:
كلمن هدم ركني وفي ألف با:
ابن أمي هد ركنـي
هلكه وسط المحـلة
سيد القـوم أتـاه ال حتف نارا وسط
ظله
جعلت نارا علـيهـم دارهم
كالمضمحلـه
وقال رجل من أهل مدين يرثيهم:
ألا يا شعيب قد نطقـت
مـقـقـالة سبقت بها عمرا وحي
بني عمـرو
ملوك بني حطي وهواز مـنـهـم
وسعفص أهل في المكارم والفخر
هم صبحوا أهل الحجـاز بـغـارة كمثل
شعاع الشمس أو مطلع الفجر
وفي شرح شيخنا: ويذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقي أعرابيا فقال له: هل تحسن أن تقرأ القرآن? قال: نعم. قال: فاقرأ أم القرآن. فقال: والله ما أحسن البنات فكيف الأم. قال: فضربه ثم أسلمه إلى الكتاب فمكث فيه ثم هرب وأنشأ يقول:
أتيت مهاجرين فعلمونـي
ثلاثة أسطر متتابعـات
كتاب الله في رق صحيح
وآيات القران مفصلات
فخطوا لي أبا جاد وقالوا
تعلم سعفصا وقريشـات
وما أنا والكتابة والتهجي
وما حظ البنين من البنات
صفحة : 1879
ثم وجدوا بعدهم أحرفا ليست من أسمائهم، وهي الثاء والخاء والذال والضاد
والظاء والغين، يجمعها قولك ثخذ، محركة ساكنة الآخر، ضظغ، بالضبط المذكور،
وفي بعض الروايات، ظغش، بالشين بدل الغين فسموها الروادف. وقال قطرب: هو
أبو جاد، وإنما حذفت واوه وألفه لأنه وضع لدلالة المتعلم، فكره التطويل
والتكرار وإعادة المثل مرتين، فكتبوا أبجد بغير واو ولا ألف، لأن الألف في
أبجد والواو في هوز قد عرفت صورتهما، وكل ما مثل من الحروف استغني عن
إعادته. كذا في التكملة وقد سرد نص هذه العبارة أبو الحجاج البلوي في ألف
با أيضا ثم الاختلاف في كونها أعجميات أو عربيات كثير، فقيل إنها كلها
أعجميات، كما جوزه المبرد، وهو الظاهر، ولذلك قال السيرافي: لا شك أن أصلها
أعجمية، أو بعضها أعجمي وبعضها عربي، كما هو ظاهر كلام سيبويه، وغير ذلك
مما ذكره الرضي وغيره، ووسع الكلام فيها الجلال في المزهر. قلت: وبقي إن
كان أبءجد أعجميا كما هو رأي الأكثر فالصواب أن همزته أصلية، وأن الصواب
ذكره في فصل الهمزة، كما أشار إليه شيخنا. وجزم جماعة بأن أبجد عربي،
واستدلوا بأنه قيل فيه أبو جاد بالكنية، وأن الأب لا شك أنه عربي. وجاد من
الجود، وهو قول مرجوح. ومما يستدرك عليه: أصبحت الأرض بجدة واحدة? إذا
طبقها هذا الجراد الأسود. وبجاد، بالكسر، اسم رجل، وهو بجاد بن ريسان. وفي
الأساس: لقيت منه البجادي أي الدواهي. وبجاد: اسم لثلاث قبائل: في عبس، وفي
شيبان، وفي همدان، ذكرها الوزير أبو القاسم المغربي. وبجدان، كعثمان: موضع
بين الحرمين، قد جاء ذكره في الحديث. والبجادة: ماءه لبني كعب بن عبد بن
أبي بكر بن كلاب. قلت: وبجاد من ولد سعد بن أبي وقاص، منهم أبو طالب عمر بن
سعد بن إبراهيم بن محمد بن بجاد ابن موسى بن سعد بن أبي وقاص. وأبو البجاد
شاعر، سمي ببيت قاله:
فويل الركب إذ آبوا جياعا ولا يدرون ما تحت البجاد وثمامة بن بجاد، وربيعة بن عامر ابن بجاد، ذكرا في الصحابة، وكذا عمرو بن بجاد.
ب-خ-ن-د
البخنداة كعلنداة، من النساء: المرأة التامة القصب الرياء كالخبنداة. وفي
حديث أبي هريرة أن العجاج أنشده:
قامت تريك خشية أن تصرما ساقا بخنداة وكعبـا أدرمـا كالبخندي والخبندي، والياء للإلحاق بسفرجل. ج بخاند وخباند. وابخندي البعير: عظم، كاخبندي، وبعير مبخند ومخبند. وابخندت الجارية: تم قصبها، كاخبندت.
ب-د-د
بدده تبديدا: فرقه، فتبدد: تفرق. يقال: شمل مبدد. وتبدد القوم: تفرقوا.
وبده يبده بدا: فرقه. وبدد زيد: أعيا، أو نعس وهو قاعد لا يرقد، نقله
الصاغابي. وجاءت الخيل بداد بداد، وذهب القوم بداد، بداد، أي واحدا واحدا
مبني على الكسر، لأنه معدول عن المصدر وهو البدد. قال حسان بن ثابت وكان
عيينة بن حصن بن حذيفة أغار على سرح المدينة فركب في طلبه ناس من الأنصار،
منهم أبو قتادة الأنصاري، والمقداد بن الأسود الكندي حليف بني زهرة، فردوا
السرح، وقتل رجل من بني فزارة يقال له الحكم ابن أم قرفة، جد عبد الله بن
مسعدة، فقال حسان:
هل سر أولاد اللقيطة أننا
سلم غداة فوارس المقداد
كنا ثمانية وكانوا جحفـلا لجبا
فشلوا بالرماح بداد
صفحة : 1880
وقال الجوهري: وإنما بني للعدل والتأنيث والصفة، فلما منع بعلتين بني
بثلاث، لأنه ليس بعد المنع من الصرف إلا منع الإعراب. وحكى اللحياني: جاءت
الخيل بداد بداد يا هذا، وبداد بداد، وبدد بدد، مبنيان على الفتح الأخير
كخمسة عشر، وبددا بددا، على المصدر، أي متفرقة. وفي اللسان: واحدا بعد
واحد. قال شيخنا: وكلها مبنية ما عدا الأخير، وكلها في محل نصب على الحالية
سوى الأخير فإنه منصوب اللفظ أيضا. وبد رجليه في المقطرة: فرقهما. وكل من
فرج رجليه فقد بدهما. ويقال ذهبوا عباديد تباديد، هكذا بالمثناة الفوقية في
نسختنا وفي بعضها بالياء التحتية على ما في اللسان وأباديد أي فرقا
متبددين، ورجل أبد: متباعد اليدين عن الجنبين، أو هو العظيم الخلق المتباعد
بعضه من بعض، وقد بد يبد بددا. وقيل: هو المتباعد ما بين الفخذين مع كثرة
لحم، وقيل: عريض ما بين المنكبين. وقد بددت، كفرحت، بددا، محركة، وعن ابن
السكيت: البدد في الناس: تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما، تقول منه:
بددت يا رجل، بالكسر، فأنت أبد. وبقرة بداء. والبد، بالفتح: التعب. وبدد:
تعب وأعيا وكل، عن ابن الأعرابي. وأنشد.
لما رأيت محجما قـد بـددا
وأول الإبل دنا فاسـتـوردا
دعوت عوني وأخذت المسدا
والبد، بالكسر: المثل، وهما
بدان. والبد أيضا: النظير، كالبديدة، يقال: ما أنت لي ببديد فتكلمني.
والبد، بالضم: البعوض، هكذا في نسختنا، وهو خطأ والصواب العوض، كما في
اللسان والصحاح وغيرهما من الأمهات. وقال ابن دريد: البد الصنم نفسه الذي
يعبد لا أصل له، فارسي، معرب بت. ج بددة، كقردة، وأبداد، كخرج وأخراج،
وقيل: البد: بيت الصنم والتصاوير، وهو أيضا معرب، ولو قال والصنم أو بيته
معرب كان أخصر. والبد أيضا: النيب من كل شيء، كالبداد، بالكسر، والبداد
والبدة، هما بالضم الأخيرتان عن ابن الأعرابي. وروى بيت النمر بن تولب:
فمنحت بدتها رقيبا جانحا
صفحة : 1881
قال ابن سيده: والمعروف بدأتها وجمع البدة بدد، وجمع البداد بدد، كل ذلك عن
ابن الأعرابي. وخطىء الجوهري في كسرها. قال الصغاني: البدة، بالضم: النصيب،
عن ابن الأعرابي، بالكسر خطأ ذكره أبو عمرو في ياقوتة العقم. ونص عبارة
الجوهري والبدة، بالكسر: القوة والبدة أيضا النصيب قلت وفي الدعاء اللهم
أحصهم عددا، واقتلهم بددا قال ابن الأثير: يروى بكسر الباء جمع بدة وهي
الحصة والنصيب، أي اقتلهم حصصا مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه. قولهم لابد
اليوم من قضاء حاجتي، أي لا فراق منه، عن أبي عمرو. وقيل: لا بد منه: لا
محالة منه. وقال الزمخشري: أي لا عوض ومعناه أمر لازم لا تمكن مفارقته ولا
يوجد بدل منه ولا عوض يقوم مقامه. قال شيخنا: قالوا: ولا يستعمل إلا في
النفي، واستعماله في الإثبات مولد. وبداد السرج والقتب، مقتضى اصطلاحه أن
يكون بالفتح، والذي ضبطه الجوهري بالكسر وبديدهما ذلك المحشو الذي تحتهما،
وهو خريطتان تحشيان فتجعلها تحت الأحناء لئلا يدبر الخشب الفرس أو البعير.
وقال أبو منصور البددان في القتب شبه مخلاتين تحشيان وتشدان بالخيوط إلى
ظلفات القتب وأحنائه. والجمع بدائد وأبدة، تقول: بد قضتبه يبده. وقال غيره:
البداد: بطانة تحشى وتجعل تحت القتب وقاية لبعير أن لا يصيب ظهره القتب،
ومن الشق الآخر مثله، وهما محيطان مع القتب. وبداد السرج مشتق من قولك: بد
الرجل رجليه، إذا فرج ما بينهما، كذا في الصحاح. والبديد، كأمير: الخرج،
بضم الخاء وسكون الراء، هكذا في نسختنا، والذي في الصحاح: والبديدان
الجرجان، هكذا كما تراه بجيمين والبديدة: المفازة الواسعة. والبداد:
بالكسر، لبد يشد مبدودا على الدابة الدبرة. وبد عن دبرها، أي شق. والبداد
والبدادة، بكسرهما، والفتح لغة في الأول، وبهما روي قول القطامي:
فثم كفيناه البداد ولم نـكـن
لننكده عما يضن به الصدر
صفحة : 1882
والمبادة في السفر: أن يخرج كل إنسان شيئا من النفقة ثم يجمع فيبقونه، هكذا
في نسختنا، وهو خطأ، والصواب فينفقونه بينهم. وعن ابن الأعرابي: البداد أن
يبد المال القوم فيقسم بينهم، وقد أبددتهم المال والطعام، والاسم البدة
والبداد، جمعهما بدد وبدد. وبايعه بددا، وباده مبادة، وفي بعض: مباددة،
وبدادا ككتاب، كلاهما: باعه معارضة، أي عارضه، بالبيع، وهو من قولك: هذا
بده وبديده، أي مثله. وبده، أي بد صاحبه عن الشيء: أبعده وكفه، وأنا أبد بك
عن ذلك الأمر، أي أدفعه عنك. وبد الشيء يبده بدا: تجافى به. وقال ابن سيده:
الباد: باطن الفخذ، وقيل: هو ما يلي السرج من فخذ الفارس، وقيل: هو ما بين
الرجلين، ومنه قول الدهناء بنت مسحل: إني لأرخي له بادي قال ابن الأعرابي:
سمي بادا لأن السرج بدهما أي فرقهما، فهو على هذا فاعل في معنى مفعول وقد
يكون على النسب. وقال ابن الكلبي: كان دريد بن الصمة قد برص باداه من كثرة
ركوبه الخيل أعراء. وباداه: ما يلي السرج من فخذيه. وقال القتيبي: يقال
لذلك الموضع من الفرس باد. والبداغء من النساء: الضخمة الإسكتين المتباعدة
الشفرين، وقيل: هي المرأة الكثيرة لحم الفخذين. ويقال: بيني وبينك بدة.
البدة بالضم: الغاية والمدة. وقال الفراء: طير أباديد، وفي بعض نسخ الصحاح
المصححة: يباديد، بالتحتية، وتباديد، بالمثناة الفوقية، أي متفرقة، كذا في
النسخ، وفي الصحاح: متفرق، ونص عبارة الفراء: أي مفترق. وتصحف على الجوهري
فقال: طير يباديد. وأنشد:
كأنما أهل حجر ينظرون متى يرونني خارجا طير يبـاديد برفع يباديد على أنه صفة طير، وكذا رواه يعقوب. قال أبو سهل الهروي: وقرأته بخط الأزهري في كتابه كما رواه الجوهري بالرفع وبالباء، وإنما هو طير اليناديد، بالنون والإضافة. وفي إصلاح المنطق في باب ما يقال الياء والهمزة يقال أعصر ويعصر، وألملم ويلملم، وطير يناديد: متفرقة، بالنون. ومن أقوى الدلائل أن القافية مكسورة ودعوى الإقواء على ما زعم شيخنا غير مسلم. وقبله:
ونحن في عصبة عض الحديد بهم من مشتك كبله منهم ومصفـود كأنما أهل حجر، الخ. والبيت لعطارد بن قران الحنظلي أحد اللصوص. وقوله، أي الجوهري في إنشاد قول الراجز، وهو أبو نخيلة السعدي. من كل ذات طائف وزؤد ألد يمشي مشية الأبد غلط، والصواب:
بداء تمشي مشية الأبد لأنه في صفة امرأة. وبعده:
وخدا وتخويدا إذا لم تخدي
صفحة : 1883
والطائف: الجنون: والزؤد: الفزع. وقد سبقه إلى ذلك ابن بري وأبو سهل الهروي
والصغاني. ويقال: لقي فلان وفلان فلانا فابتداه بالضرب ابتدادا، إذا أخذاه
من جانبيه، أو أتياه من ناحيتيه. والسبعان يبتدان الرجل، إذا اتياه من
جانبيه. والرضيعان التوأمان يبتدان أمهما، يرضع هذا من ثدي وهذا من ثدي.
ويقال: لو أنهما لقياه بخلاء فابتداه لما أطاقاه، ويقال: لما أطاقه أحدهما.
وهي المبادة، ولا تقل ابتدها ابنها، ولكن ابتدها ابناها. ويقال: ماله به
بدد ولا بدة بالفتح، ويروى بالكسر أيضا، أي ماله به طاقة ولا قوة.
والبديدة، كذا في النسخ، كسفنة، والصواب البدبدة، بموحدتين مفتوحتين، كما
هو بخط الصغاني: الداهية، يقال: أتانا ببدبدة. والأبد: الحائك، لتباعد ما
بين فخيه. والأبد بين البدد: الفرس بعيد ما تبين اليدين، وقيل: هو الذي في
يديه تباعد عن جنبيه، وهو البدد. وبعير أبد، وهو الذي في يديه فتل. وقال
أبو مالك: الأبد: الواسع الصدر. والأبد الزنيم: الأسد، وصفوه بالأبد لتباعد
في يديه، وبالزنيم لانفراده. وتبددوا الشيء: اقتسموه بددا، بالكسر، أي
حصصا، جمع البدة، بالكسر، وهو النصيب والقسم، قاله ابن الأعرابي. وقد أنكر
شيخنا ذلك على الجوهري، كما سبق. وفي حديث عكرمة فتبددوه بينهم، أي اقتسموه
حصصا على السواء. وتبدد الحلي صدر الجارية: أخذه كله. وفي الأساس: أخذ
بجانبيه. قال ابن الخطيم:
كأن لباتـهـا تـبـددهـا هزلي جراد أجوافه جلف وبدبد، أي بخ بخ، نقله الصاغاني. والقوم تبادوا. وقولهم: لقوا بدادهم، بالفتح، كلاهما بمعنى واحد، أي أخذوا أقرانهم ولقيهم قوم أبدادهم، أي أعدادهم لكل رجل رجل. ويقال: يا قوم بداد بداد، مرتين كقطام، أي ليأخذ كل رجل قرنه. قال الجوهري: وإنمما بني هذا على الكسر لأنه اسم لفعل الأمر، وهو مبني. ويقال إنما كسر لاجتماع الساكنين، لأنه واقع موقع الأمر, واستبد فلان به، أي تفرد به دون غيره. كذا في بعض نسخ الصحاح، وفي أكثرها انفرد به وقد جاء ذلك في حديث علي رضي الله عنه. والبداد، كسحاب: المبارزة. والعرب تقول: لو كان البداد لما أطاقونا، أي لو بارزناهم رجل رجل.وفي بعض الأمهات رجل لرجل. وفي حديث يوم حنين إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبد يده - أي مدها إلى الأرض - فأخذ قبضة. والرجل إذا رأى ما يستنكره فأدام النظر إليه يقال: أبد فلان نظره، إذا مده، وأبددته بصري. وفي الحديث كان يبد ضبعيه في السجود أي يمدهما ويجافيهما، ويقال للمصلي: أبد ضبعيك. وأبد العطاء بينهم، أي أعطى كلا منهم بدته بالضم، ويروى بالكسر، كما للزمخشري، أي نصيبه على حدة ولم يجمع بين اثنين، بسكون ذلك في الطعام والمال وكل شيء. قال أبو ذؤيب يصف الكلاب والثور:
فأبدهن حتوفهن فهارب بذمائه أو بارك متجعجع قيل: إنه يصف صيادا فرق سهامه في حمر الوحش. وقيل: أي أعطى هذا حتى عمهم. وقال أبو عبيد: الإبداد في الهبة: أن تعطي واحدا واحدا. والقران: أن تعطي اثنين اثنين. وقال رجل من العرب: إن لي صرمة أبد منها وأقرن. وقال الأصمعي: يقال أبد هذا الجزور في الحي فأعط كل إنسان بدته، أي نصيبه. وقول عمر بن أبي ربيعة:
أمبد سؤالك العالمينا
صفحة : 1884
قيل: معناه أمقسم أنت سؤالك على الناس واحدا واحدا حتى تعمهم. وقيل: معناه:
أملزم أنت سؤالك الناس? من قولك: مالك منه بد. والبدد، محركة: الحاجة.
وبدبد كفدفد: ع، بل هو ماء في طرف أبان الأبيض الشمالي. قال كثير:
إذا أصبحت بالحبس في أهل قرية وأصبح أهلي بين شطب فبدبـد وبديد، كزبير: جد جلزة بكسر الجيم واللام المشددة، وفي بعض النسخ بالحاء بدل الجيم، وهو الصواب. وهو ابن مكروه اليشكري والد الحارث وعمر والشاعرين. ومما يستدرك عليه: كتف بداء: عريضة متباعدة الأقطار. وامرأة: متبددة مهزولة بعضها من بعض. واستبد بأميره: غلب عليه فلا يسمع إلا منه. وفي حديث أم سلمة أن مساكين سألوها فقالت: يا جارية أبديهم تمرة تمرة، أي فرقي فيهم وأعطيهم. وأنشد ابن الأعرابي:
بلغ بني عجب وبلغ مأربا قولا يبدهم وقولا يجمع فسره فقال: يبدهم: يفرق القول فيهم. قال ابن سيده: ولا أعرف في الكلام أبددته: فرقته. وتباد القوم: مروا اثنين اثنين يبد كل واحد منهما صاحبه. وعن ابن الأعرابي: البداد والعداد: المناهدة. وبدد الرجل، إذا أخرج نهده. ويقال: أضعف فلان على فلان بد الحصى، أي زاد عليه عدد الحصى. ومنه قول الكميت:
من قال أضعفت أضعافا على هرم في الجود بد الحصى قيلت له أجل ويقال: بدد فلان تبديدا، إذا نعس وهو قاعد لا يرقد. وفلاة بدبد: لا احد فيها. وتبادوا: تبارزوا. ومن المجاز: استبد الأمر بفلان: غلب عليه فلم يقدر أن يضبطه.
ب-ر-د
البرد، بفتح فسكون: ضد الحر، وهو م معروف. يقال برد الشيء كنصر وكرم بردا
وبرودة، الأخير مصدر الباب الثاني. ويقال ماء برد بفتح فسكون، وبارد وبرود،
كصبور صيغة مبالغة، وكذلك براد، كغراب، ومبرود، على صيغة اسم المفعول فإنه
من برده إذا صيره باردا، وقد برده بردا وبرده تبريدا: جعله باردا وفي
المصباح: وأما برد بردا من باب قتل فيستعمل لازما ومتعديا، يقال: برد الماء
وبردته فهو بارد ومبرود، وبردته، بالتثقيل، مبالغة، انتهى. وفي. الأساس:
فلان يشرب المبرد بالمبرت: الماء البارد بالطبرزذ. قال الجوهري: ولا يقال
أبردته إلا في لغة رديئة. أو برده يبرده، إذا خلطه بالثلج وغيره. وأبرده:
جاء به باردا. وأبرد له: سقاه باردا، يقال سقيته فأبردت له إبرادا، إذا
سقيته باردا. والبرد: النوم، ومنه قوله عز وجل: لا يذوقون فيها بردا، ولا
شرابا يريد نوما. وإن النوم ليبرد صاحبه، وإن العطشان لينام فيبدد بالنوم.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أي برد الشراب ولا الشراب. وأنشد
الأزهري قول العرجي:
وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا
بردا قال ثعلب: البرد هنا: الريق. والنقاخ: الماء العذب. والبرد بالتحريك:
حب الغمام. وعبره الليث فقال: مطر جامد. والبرد. ع، وضبطه البكري بكسر
الراء وقال: هو جبل في أرض غطفان يلي الجناب. وسحاب برد، ككتف وأبرد: ذو قر
وبرد. وسحابة بردة، على النسب، ولم يقولوا برداء. وقد برد القوم، كعني:
أصابهم البرد. والأرض مبردة، وهذه عن الزجاج، ومبرودة: أصابها البرد
والبرد، بالضم: ثوب مخطط، وخص بعضهم به الوشي، قاله ابن سيده. ج أبراد
وأبدد وبرود وبرد، كصرد، عن ابن الأعرابي، وبراد كبرمة وبرام، أو كقرط
وقراط، قاله ابن سيده في شرح قول يزيد بن المفرغ.
صفحة : 1885
طوال الدهر نشتمل البراد والبرد - نظرا إلى أنه اسم جنءس جمعي -: أكسية
يلتحف بها، الواحدة بهاء. وقيل: إذا جعل الصوف شقة وله هدب فهي بردة. قال
شمر: رأيت أعرابيا وعليه شبه منديل من صوف قد اتزر به، فقلت: ما تسميه?
فقال: بردة. وقال الليث: البرد معروف، من برود العصب والوشي. قال: وأما
البردة فكساء مربع أسود فيه صغر تلبسه الأعراب. والبرادة، كجبانة: إناء
يبرد الماء، بني على أبرد. زقال الليث: البرادة كوارة يبرد عليها الماء.
قلت: ومنه قولهم: باتت كيزانهم على البرادة. وقال الأزهري: لا أدري هي من
كلام العرب أم كلام المولدين. وفي الحديث إن البطيخ يقطع: الإبردة، وهي
بالكسر، أي للهمزة والراء: برد في الجوف ورطوبة غالبتان، منهما يفتر عن
الجماع، وهمزتها زائدة. ويقال رجل به إبردة، وهو تقطير البول ولا ينبسط إلى
النساء. وفي حديث ابن مسعود: كل داء أصله البردة، بفتح فسكون، ويحرك:
التخمة وإنما سميت التخمة بردة لأن التخمة تبرد المعدة فلا تستمريء الطعام
ولا تنضجه. ويقال: ابترد الماء، إذا صبه عليه، أي على رأسه بالردا. قال:
إذا وجدت أوار الحب في كبدي
أقبلت نحو سقاء القوم أبتـرد
هذا بردت ببرد الماء ظاهـره
فمن لحر على الأحشاء يتقـد
أو ابترده، إذا شربه ليبرد
كبده به. قال الراجز.
فطالما حلاتماها ترد
فخلياها والسجال تبترد
من حر أيام ومن ليل ومد
وتبرد فيه، أي الماء: استنقع. وابترد: اغتسل بالماء البارد، كتبرد. وفي الحديث: من صلى البردين دخل الجنة، وفي حديث ابن الزبير: كان يسير بنا الأبردين، الأبردان هما الغداة والعشي، أو العصران كالبردين، بفتح فسكون. والأبردان أيضا: الظل والفيء، سميا بذلك لبردهما. قال الشماخ بن ضرار:
إذا الأرطي توسـد أبـرديه
خدود جوازيء بالرمل عين وأبرد
الرجل: دخل في آخر النهار. ويقال: جئناك مبردين، إذا جاءوا وقد باخ الحر.
وقال محمد ابن كعب: الإبراد: أن تزيغ الشمس. قال: والركب في السفر يقولون
إذا زاغت الشمس: قد أبردتم فروحوا. قال ابن أحمر.
في موكب زجل الهواجر مبرد قال الأزهري: لاأعرف محمد ابن كعب هذا، غير أن
الذي قاله صحيح من كلام العرب، وذلك أنهم ينزلون للتغوير في شدة الحر
ويقيلون، فإذا زالت الشمس ثاروا إلى ركابهم فغيروا عليها أقتابها ورحالها
ونادى مناديهم: ألا قد أبردتم فاركبوا. وبردنا الليل يبردنا بردا. وبرد
علينا: أصابنا برده، وليلة باردة العيش وبردته: هنئة. قال نصيب:
فيالـك ذا ود ويالـك لـــيلة بخلت وكانت بردة العيش ناعمه وعيش بارد: هنىء طيب. قال:
قليلة لحم النـاظـرين يزينـهـا
شباب ومخفوض من العيش بارد
صفحة : 1886
أي طاب لها عيشها. قال: ومثله قولهم: نسألك الجنة وبردها. أي طيبها
ونعيمها. ومن المجاز في حديث عمر فهبره بالسيف حتى برد: مات قال ابن منظور:
وهو صحيح في الاشتقاق، لأنه عدم حرارة الروح. وقال شيخنا نقلا عن بعض
الشيوخ: هو كناية للزوم انطفاء حرارته الغريزية، أو لسكون حركته، لأن البرد
استعمل بمعنى السكون. ومنه أيضا: برد لي حقي على فلان: وجب ولزم وثبت. ولي
عليه ألف بارد، أي ثابت. ومنه حديث ابن عمر في الصحيح وددت أنه برد لنا
عملنا. ومنه أيضا: برد مخه يبرد بردا هزل، وكذلك العظام. وجاء فلان باردا
مخه، وبارد العظام وحارها، للهزيل والسمين. وبرد الحديد بالمبرد ونحوه من
الجواهر يبدده بردا: سحله. وبرد العين بالبرود يبردها بردا: كحلها به.
وبردت عينه: سكن ألمها. والبرود: كحل يبرد العين من الحر. وفي حديث الأسود
أنه كان يكتحل بالبرود وهو محرم. وبرد الخبز: صب عليه الماء فبله، فهو
برود، كصبور ومبرود، وهو خبز يبرد في الماء تطعمه النساء للسمنة. وبرد زيد
يبرد بردا ضعف، وفي التكملة ضعفت قوائمه، كبرد كعني، وهذه عن الصاغاني.
وبرد، إذا فتر، عن هزال أو مرض - وفي حديث عمر أنه شرب النبيذ بعد ما برد،
أي سكن وفتر. ويقال: جد في الأمر ثم برد، أي فتر، وفي الحديث لما تلقاه:
بريدة الأسلمي قال له: من أنت? قال? أنا بريدة. قال لأبي بكر: برد أمرنا
وصلح أي سهل - برادا، كغراب، وبرودا، كقعود. قال ابن بزرج: البراد: ضعف
القوائم من جوع أو إعياء، يقال: به براد، وقد برد فلان إذا ضعفت قوائمه.
وبرده، أي الشيء تبريدا، وأبرده: فتره وأضعفه، وأنشد ابن الأعرابي:
الأسودان أبردا عظامـي الماء والفث ذوا أسقامي والبرادة بالضم: السحالة، وفي الصحاح: البرادة: ما سقط منه. والمبرد، كمنبر: ما برد به وهو السهان، بالفارسية. والبرد: النحت يقال: بردت الخشبة بالمبرد بردا، إذا نحتها. والبردي، بالفتح: نبات، وفي نسخة: نبت م أي معروف، واحدته بردية. قال الأعشي:
كبردية الغيل وسـط الـغـري
ف قد خالط الماء منها
السريرا
صفحة : 1887
وفي الحديث أنه: أمر أن يؤخذ البردي في الصدقة. البردي بالضم: تمر جيد يشبه
البرني، عن أبي حنيفة، وقيل: هو ضرب من تمر الحجاز. والبردي: لقب محمد ابن
أحمد بن سعيد الجياني الأندلسي للحدث نزيل بغداد، سمع محمد ابن طرخان
التركي والبريد: المرتب، كما في الصحاح. وفي الحديث: لا أخيس بالعهد، ولا
أحبس البرد أي لا أحبس الرسل الواردين علي. قال الزمخشري: البرد ساكنا: جمع
بريد، وهو الرسول، فخفف عن برد كرسل ورسل، وإنما خففه هنا ليزاوج العهد.
وفي المصباح: ومنه قول بعض العرب الحمى بريد الموت، أي رسوله. وفي العناية
أثناء سورة النساء: سمي الرسول بريدا لركوبه البريد، أو لقطعه البريد، وهي
المسافة، وهي فرسخان. كل فرسخ ثلاثة أميال، والميل أربعة آلاف ذراعس. أو
أربعة فراسخ، وهو اثنا عشر ميلا. وفي الحديث: لا تقصر الصلاة في أقل من
أربعة برد وهي ستة عشر فرسخا. وفي كتب الفقه: السفر الذي يجوز فيه القصر
أربعة برد، وهي ثمانية وأربعون ميلا بالأميال الهاشمية التي في طريق مكة.
أو ما بين المنزلين. والبريد: الفرانق، بضم الفاء، سمي به لأنه ينذر قدام
الأسد، قيل: هو ابن آوى، وقيل غير ذلك، وسيأتي. والبريد الرسل على دواب
البريد والجمع برد. قال الزمخشري في الفائق: البريد كلمة فارسية يراد بها
في الأصل البغل، وأصلها برده دم أي محذوف الذنب، لأن بغال البريد كانت
محذوفة الأذناب، كالعلامة لها، فأعربت وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه
بريدا، والمسافة التي بين السكتين بريدا. والسكة: موضع كان يسكنه الفيوج
المرتبون من بيت أو قبة أو رباط، وكان يرتب في كل سكة بغال، وبعد ما بين
السكتين فرسخان أو أربعة. انتهى. ونقله ابن منظور وابن كمال باشا في رسالة
المعرب، وقال: وبهذا التفصيل تبين ما في كلام الجوهري وصاحب القاموس من
الخلل، فتامل. وسكة البريد: محلة بخوارزم. وقال الذهبي: بجرجان، منها أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، حدث عن الفضل بن محمد البيهقي وجماعة.
قال الحافظ ابن حجر وأبو إسحاق: هكذا ضبطه الأمير بالتحتانية والزاي، مات
سنة 333، ومنصور بن محمد الكاتب أبو القاسم، البريديان، حدث عن عبد الله
ابن الحسن بن الضراب، وعنه السلفي. وبرده وأبرده: أرسله بريدا، وزاد في
الأساس: مستعجلا. وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال إذا أبردتم إلي
بريدا فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم. وقولهم: هما في بردة أخماس، فسره ابن
الأعرابي فقال: أي يفعلان فعلا واحدا فيشتبهان كأنهما في بردة. وبردى،
بثلاث فتحات كجمزي وبشكى. قال جرير:
لا ورد للقوم إن لم يعرفوا
بردى إذا تجوب عن
أعناقها السدف
صفحة : 1888
نهر دمشق الأعظم، قال نفطويه، هو بردى ممال، يكتب بالياء مخرجه من قرية
يقال قنوا، من كورة الزبداني، بفتح فسكون على خمسة فراسخ من دمشق مما يلي
بعلبك، يظهر الماء من عيون هناك ثم يصب إلى قرية تعرف بالفيجة على فرسخين
من دمشق، وتنضم إليه أعين أخرى، ثم يخرج الجميع إلى قرية تعرف بحمزايا
فيفترق حينئذ فيصير أكثره في بردى، ويحمل الباقي نهر يزيد وهو نهر حفره
يزيد بن معاوية في لحف بعض جبل قاسيون، فإذا صار ماء بردى إلى قرية يقال
لها دمر افترق على ثلاثة أقسام، لبردى منه نحو النصف، ويفترق الباقي نهرين،
يقال لأحدهما ثورا في شمالي بردى وللآخر باناس في قبليه، وتمر هذه الأنهار
الثلاث بالبوادي، ثم بالغوطة،حتى يمر بردى بمدينة دمشق في ظاهرها فيشق ما
بينها وبين العقيبة حتى يصب في بحيرة المرج في شرقي دمشق، وإليه تنصب فضلات
أنهرها. ويساوقه من الجهة الشمالية نهر ثورا، وفي شمالي ثورا نهر يزيد، إلى
أن ينفصل عن دمشق وبساتينها، ومهما فضل من ذلك كله صب في بحيرة المرج. وأما
باناس فإنه يدخل إلى وسط مدينة دمشق فيكون منه بعض مياه قنواتها وقساطلها،
وينفصل باقية فيسقى زروعها من جهة الباب الصغير والشرقي. وقد أكثر الشعراء
في وصف بردى في شعهم، وحق لهم. فإنه بلاشك أنزه نهر في الدنيا. فمن ذلك قول
ذي القرنين أبي المطاع بن حمدان:
سقى الله أرض الغوطتين وأهلهـا
فلى بجنوب الغوطتـين شـجـون
وما ذقت طعم الماء إلا استخفنـي
إلى بردى والنـيربـين حـنـين
وقد كان شكى في الفراق يرو عنى
فكيف يكون الـيوم وهـو يقـين
فوالله ما فارقتكـم قـالـيا لـكـم
ولكن ما يقضى فسـوف يكـون
وقال العماد الكاتب الأصبهاني يذكر هذه الأنهار من قصيدة:
إلى ناس باناس لي صـبـوة
فلي الوجءد داع وذكري مثير
يزيد اشتياقي وينمـو كـمـا يزيد
يزيد وثـورا يثـــور
ومن بردى برد قلبي المشوق فها
أنا من حره أسـتـجـير
وفي ديوان حسان بن ثابت:
يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل وسيأتي في حرف الصاد. وبردى أيضا: جبل بالحجاز في قول النعمان بن بشير:
يا عمر لو كنت أرقى الهضب
من بردى أو
العلا من ذرا نعمان أو جردا
بما رقيتك لا ستهونت مانعها فهـل
تـكـونـين إلا صخـرة صـلـدا
وبردى أيضا: ة بحلب من ناحية السهول. وبردى أيضا: نهر بطرسوس بالثغر. وبرديا، بفتح الدال وياء مشددة وألف، وفي كتاب التكملة للخارزنجي - بكسر الدال، وهو من أغلاطه -: بالشام أو نهر. وقال أحمد بن يحيى في قول الراعي النميري:
واعتم من برديا بين أفلاج
صفحة : 1889
إنه نهر بالشأم، والأعرف أنه بردى، كما تقدم، كذا في اللسان. وتبرد، بكسر
التاء المثناة الفوقية ع، وقد أعاده المصنف في التاء مع الدال أيضا، وأما
ابن منظور فإنه أورده بتقديم الباء الموحدة على المثناة الفوقية، فلينظر،
ذلك. وبرد، بفتح فسكون: جبل يناوح رؤافا، وهما جبلان مستديران بينهما فجوة
في سهل من الأرض غير متصلة بغير هما من الجبال بين تيماء وجفر عنزة في
قبليها. وبرد، أيضا: ماء قرب صفينة من مياه بني سليم ثم لبني الحارث منهم.
وبرد، أيضا: ع يماني، قال: نصر: أحسب أنه أحد أبنيتهم. وبردون، بفتحتين
مشددة الدال وسكون الواو: ة بذمار من أرض اليمن. وبردة: علم للنعجة، وتدعى
للحلب فيقال برده برده. و: ة بنسف منها عزيز بن سليم بن منصور البردي
المحدث، قدم خراسان مع قتيبة بن مسلم فسكن بردة فنسب إليها. قال الحافظ:
هكذا ضبطه الذهبي والصواب فيه بزدة، بالزاي بعد الموحدة، وسيأتي للمصنف
فيما بعد، وكأنه تبع شيخة الذهبي في ذكره هنا. وبردة، أيضا: ة بشيراز.
زالبردة، بالتحريك، من العين: وسطها نقله الصاغاني. وبردة بنت موسى بن
يحيى، كذا في النسخ وفي التكملة نجيح بدل يحيى، حدثت عن أمها بهية، وبردة
الضأن، بالضم: ضرب من اللبن، نقله الصاغاني. ومحمد بن أحمد بن سعيد البردي،
بالضم، الأندلسي الجياني محدث نزل بغداد وسمع محمد بن طرخان. وهذا قد تقدم
له قريبا في أول التركيب، فهو تكرار. والبرداء ككرماء: الحمى بالقرة، أي
الباردة، وتسمى بالنافضة. نقله الصاغاني. وذو البردين: عامر بن أحيمر ابن
بهدلة بن عوف، لقب بذلك لأن الوفود اجتمعوا عند عمرو بن المنذر بن ماء
السماء، فأخرج بردين وقال: ليقم أعز العرب فليلبسهما، فقام عامر، فقال له:
أنت أعز العرب? قال: نعم؛ لأن العز كله في معد ثم نزار ثم مضر ثم تميم ثم
سعد ثم كعب، فمن أنكر ذلك فليناظر. فسكتوا فقال: هذه قبيلتك فكيف أنت في
نفسك وأهل بيتك? فقال: أنا أبو عشرة، وأخو عشرة وعم عشرة. ثم وضع قدمه على
الأرض وقال: من أزالها من مكانها فله مائة من الإبل. فلم يقم إليه أحد،
فأخذ البردين وانصرف. قاله أبو منصور الثعالبي في المضاف والمنسوب. وذو
البردين أيضا: لقب ربيعة بن رياح الهلالي وهو جواد، م أي معروف. وثوب برود،
كصبور: ماله زئبر، عن أبي عمرو وابن شميل. وثوب برود، إذا لم يكن دفيئا ولا
لينا من الثياب. والأبيرد الحميري: رجل سار إلى بني سليم فقتلوه، نقله
الصغاني. والأبيرد اليربوعي: شاعر أورده الجوهري. والأبيرد بن هرثمة العذري
شاعر آخر، ويقال فيه أربد بن هرثمة. وهكذا قاله البدر العيني في كشف القناع
المدني والباردة من أعلامهن أي النساء، نقله الصاغاني. وإبراهيم بن برداد
كصلصال محدث. وكذا غرفر بن برداد الحضرمي. وأما محمد بن برداد الفرغاني فقد
حدث عنه الحسن بن أحمد الكاتب، هكذا ذكروه، قال الحافظ: والصواب: خلف بن
محمد ابن برداد. وكذا عند الأمير. وبرداد: ة بسمرقند، على ثلاثة فراسخ
منها، ينسب إليها أبو سلمة النضر بن رسول البردادي السمرقندي، يروي عن أبي
عيسى الترمذي وغيره. وبردان، محركة: لقب أبي إسحاق إبراهيم بن أبي النضر
سالم القرشي التيمي المدني، مولى عمر بن عبيد الله، روى عن أبيه في صحيح
البخاري. والبردان: عين بالنخلة الشامية بأعلاها من أرض تهامة. وقال نصر:
البردان جبل مشرف على وادي نخلة قرب مكة، وفيها قال ابن ميادة:
صفحة : 1890
ظلت بروض البردان تغتسل تثرب
منها نهلات وتعـل والبردان أيضا: ماء بالسماوة دون الجناب وبعد الحني من
جهة العراق. وقال الأصمعي: البردان: ماء بنجد لعقيل بن عامر، بينهم وبين
هلال بن عامر. وقال ابن زياد: البردان في أقصى بلاد عقيل أول بلاد مهرة.
وأنشد:
ظلت بروض البردان تغتسل والبردان أيضا: ماء بالحجاز لبني نصر بن معاوية، لبني جشم، فيه شيء قليل لبطن منهم يقال لهم بنو عصيمة، يزعمون أنهم من اليمن، وأنهم ناقلة في بني جشم. والبردان: ة ببغداد، على سبعة فراسخ منها قرب صريفين، وهي من نواحي دجيل، وهو تعريب بردادان، أي محل السبي، وبرده بالفارسية هو الرقيق المجلوب في أول إخراجه من بلاد الكفر، كذا في كتاب الموازنة لحمزة، منها أبو علي الحافظ أحمد بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الحسين ابن علي البرداني الحنبلي، كان فاضلا، وهو شيخ الإمام الحافظ أبي طاهر السلفي نزيل ثغر الإسكندرية، توفي سنة 498. وتوفي والده أبو الحسن في ذي القعدة سنة 465. والبردان: ة بالكوفة وكانت منزل وبرة الأصغر بن رومانس بن معقل بن محاسن بن عمرو بن عبدود بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة؛ أخي النعمان ابن المنذر لأمه، فمات ودفن بهذا الموضع، فلذلك يقول مكحول بن حارثة، يرثيه:
لقد تركوا على البردان قبرا وهموا للتفرق بانطـلاق وقال ابن الكلبي: مات في طريقه إلى الشأم. فيجوز أن يكون البردان الذي بالسماوة. والبردان نهر بطرسوس، ولا يعرف في الشأم موضع أو نهر يقال له البردان غيره، فهو الذي عناه الزمخشري بقوله حين قيل إن الجمد المدقوق يضره:
ألا إن في قلبي جوى لا يبلـه
قويق ولا العاصي ولا البردان
صفحة : 1891
قال أبو الحسن العمراني: وهذه أسماء أنهار بالشأم. والبردان أيضا: نهر آخر
بمرعش يسقي بساتنها وضياعها، مخرجه من أصل جبل مرعش، ويسمى هذا الجبل
الأقرع. ذكرهما أحمد بن الطيب السرخسي. والبردان: بئر بتبالة باللبادية.
والبردان أيضا: ع ببلاد نهد باليمن، ولم يذكره ياقوت. والبردان أيضا: ع
باليمامة يقال له سيح البردان فيه نخل، عن ابن أبي حفصة. والبردان أيضا:
ماء ملح بالحمى، قال الأصمعي: من جبال الحمى الدهلول وماؤه، ثم البردان وهو
ماء ملح كثير النخل. والأبرد: النمر، ج أبارد، وهي بهاء، وهي الخيثمة أيضا،
نقله الصاغاني. وبرد الخيار لقب، وهو مضاف إلى الخيار، نقله الصاغاني. ومن
المجاز: وقع بينهما قد برود يمنه، بضم فسكون، إذا تخاصما وبلغا أمرا عظيما
في المخاصمة حتى تشاقا ثيابهما؛ لأن اليمن، بضم ففتح وهي برود اليمن غالية
الثمن، فهي لا تقد أي لا تشق إلا لعظيمة. وفي التكملة: إلا لأمر عظيم: وهو
مثل في شدة الخصومة. وبردانية: ة بنواحي بلد إسكاف، منه، هكذا في نسختنا
والصواب: منها القدوة أحمد بن مهلهل البرداني الحنبلي، روى عن أبي غالب
الباقلاني وغيره. وأيوب بن عبد الرحيم بن البردي، كجهني، بعلي، أي منسوب
إلى بعلبك، متأخر، حدث عن أبي سلمان ابن الحافظ عبد الغني، روينا عن
أصحابه، منهم الحافظ الذهبي. وأوس بن عبد الله بن البريدي نسبة إلى جده
بريدة بن الحصيب الصحابي. وفي بعض النسخ: أوس ابن عبيد الله. وسرخاب، وفي
بعض النسخ سرحان البريدي، روى. قال الذهبي. وهو مجهول لا أعرفه. وقال
الحافظ ابن حجر: بل هو معروف ترجمه الخطيب وضبطه بفتح الباء، وكذا في
الإكمال. وبالضم ذكره ابن نقطة فوهم، فقد ضبطه الخطيب وابن الجزري وغيرهم
بالفتح، وهو فقيه شافعي مشهور. وبردة وبريدة وبراد، الأخير ككتان، أسماء،
منهم أبو بردة ابن نيار الصحابي، خال البراء بن عازب، واسمه هانىء أو
الحارث، وأبو بردة الأصغر، واسمه بريد بن عبد الله. وأبو الأبرد زياد:
تابعي، وهو مولى بني خطمة، روى عن أسيد بن ظهير، وعنه عبد الحميد بن جعفر،
ذكره ابن المهندس في الكنى. وبردشير، بفتح فكسر الشين أعظم د، بكرمان مما
يلي المفازة، قال حمزة الأصفهاني: هو معرب أزدشير ابن باركان بانيه وأهل
كرمان يسمونها كواشير، فيها قلعة حصينة، وكان أول من اتخذ سكناها أبو علي
بن الياس، كان ملكا بكرمان في أيام عضد الدولة بن بويه، وبينها وبين
السيرجان مرحلتان، وبينها وبين زرند مرحلتان، وشربهم من الآبار، وحولها
بساتين تسقى بالقني، وفيها نخل كثير. وقد نسب إليها جماعة من المحدثين منهم
أبو غانم حمد بن رضوان بن عبيد الله بن الحسين الشافعي الكرماني البردشيري،
سمع أبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرزاي المقري، وأبا الحسن علي
بن أحمد بن محمد الواحدي المفسر، وغيره، ومات ببردشير في صفر سنة 521. وقال
أبو يعلى محمد ابن محمد البغدادي:
كم قد أردت مـسـيرا
من بردشير البغيضـه
فرد عزمي عـنـهـا هوى الجفون
المريضه
صفحة : 1892
كذا في المعجم. وبردرايا، بفتح الدال، والراء وبين الألفين ياء: ع أظنه
بنهروان بغداد، أي من أعمالها، ولو قدم هذا على بردشير كان أحسن. ومما
يستدرك عليه: في حديث أم زرع برود الظل أي طيب العشرة، وفعول يستوي فيه
الذكر والأنثى. وإبردة الثرى والمطر: بردهما. وهذا الشيء مبردة للبدن، قال
الأصمعي: قلت لأعرابي: ما يحملكم على نومه الضحى? قال: إنها مبردة في الصيف
مسخنه في الشتاء. وعن ابن الأعرابي: الباردة: الرباحة في التجارة ساعة
يشتريها. والباردة: الغنيمة الحاصلة بغير تعب. وفي الحديث الصوم في الشتاء
الغنمة الباردة، هي التي تجىء عفوا من غير أن يصطلى دونها بنار الحرب
ويباشر حر القتال، وقيل الثابتة، وقيل الطيبة. وكل مستطاب محبوب عندهم
بارد. وسحبة بردة، على النسب: ذات برد، ولم يقولوا برداء. وقال أبو حنيفة:
شجرة مبرودة: طرح البرد ورقها. وقول الساجع.
وصليانا بردا أي ذو برودة. وقال أبو الهيثم: برد الموت على مصطلاه، أي ثبت
عليه. ومصطلاه: يداه ورجلاه ووجهه وكل ما برز منه، فبرد عند موته وصار حر
الروح منه باردا، فاصطلى النار ليسخنه. وقولهم لم يبرد منه شيء، المعنى لم
يستقر ولم يثبت، وهو مجاز. وسموم بارد، أي ثابت لا يزول. ومن المجاز: برد
في أيديهم سلما: لا يفدى ولا يطلق ولا يطلب. والبرود، كصبور: البارد. قال
الشاعر:
فبات ضجيعي في المنام مع المنى برود الثنايا واضح الثغر أشنب ومن المجاز ما أنشد ابن الأعرابي:
أنى اهتديت لفتية نـزلـوا بردوا غوارب أينق جرب أي وضعوا عنها رحالها لتبرد ظهورها. ومن المجاز أيضا في حديث عائشة رضي الله عنها: لا تبردي عنه، أي لا تخففي. يقال: لا تبرد عن فلان، معناه إن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إثمه. وفي الحديث: لا تبردوا عن الظالم، أي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة ذنبه. وثور أبرد: فيه لمع سواد وبياض، يمانية. وبردا الجراد والجندب: جناحاه، قال ذو الرمة:
كأن رجليه رجلا مقطف عجل إذا تجاوب من برديه تـرنـيم وهي لك بردة نفسها، أي خالصة. وقال أبو عبيد: هي لك بردة نفسها أي خالصا، فلم يؤنث خالصا. وقال أبو عبيد: هو لي بردة يميني، إذا كان لك معلوما. والمرهفات البوارد: السيوف القواطع. ومن المجاز: برد مضجعه: سافر. ورعب فبرد مكانه: دهش. وبرد الموت عليه: بان أثره. وسلب الصهباء بردتها: جريالها. وجعل لسانه عليه مبردا: آذاه وأخذه به. واستبرد عليه لسانه: أرسله عليه كالمبرد، كل ذلك مجاز. وقول الشاعر:
عافت الماء في الشتاء فقلنا
برديه تصادفيه سخـينـا
صفحة : 1893
قال ابن سيده: زعم قطرب أن برده بمعنى سخنه، فهو إذا ضد.وهو غلط، وإنما هو:
بل رديه. وباب البريد: أحد أبواب جامع دمشق، ذكره في المراصد. وعمر بن أبي
بكر بن عثمان السبحي البردوي، بفتح الموحدة وضم الدال نسبة إلى بردويه، حدث
عن أبي بكر محمد بن عبد العزيز الشيباني وغيره، وعنه أبو سعد السمعاني.
وأبارد، بالضم: اسم موضع ذكره ابن القطاع في كتاب الأبنية. والبردان،
محركة: موضع للضباب قرب دارة جلجل، عن ابن دريد. والبردان بالضم: تثنية
برد، غديران بنجد، بينهما حاجز، يبقى ماؤهما شهرين أو ثلاثة؛ وقيل هما
ضفيرتان من رمل. ويوم البردين من أيام العرب، وهو يوم الغبيط، ظفرت فيه بنو
يربوع ببني شيبان. والبردين: قرية بمصر، نسب إليها جماعة. ويبرود، فيعول:
صقع بين حمص ودمشق، هكذا بخط أبي الفضل. وقال بعضهم: هو يفعول: وبرد،
محركة: موضع في قول الفضل بن العباس اللهبي:
إني إذا حل أهلي من ديارهـم بطن العقيق وأمست دارها برد وفي أشعار بني أسد المعزو تصنيفها إلى أبي عمرو الشيباني: برد، بفتح ثم كسر، في قول المعترف المالكي:
سائلوا عن خيلنا ما فعلـت يا بني القين عن جنب برد وقال نصر: برد: جبل في أرض غصفان، وقيل هو ماء لبني القين، ولعلهما موضعان. وأبو محمد موسى بن هارون بن بشير البردي، لبردة لبسها، قاله الرشاطي. وأبو القاسم حبيش بن سلمان بن برد بن نجيح، مولى بني تجيب ثم بني أيدعان، نسب إلى جده. وبرد: بضم فسكون، قال النصر: صريمة من صرائم رمل الدهناء في ديار تميم، كان لهم فيه يوم. والبرود، كصبور، فيما بين ملل وبين طرف جبل جهينة. وأودية بطرف حرة النار يقال لهن البوارد، قاله يعقوب. وموضع بين الجحفة وودان، كذا في المعجم. والبريدان، بالضم على لفظة التثنية: جبل في شعر الشماخ. وبريدة، مصغرا: ماء لبني ضبينة، وهم ولد جعدة بن غني بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان. ويوم بريدة من أيامهم. وبريد، كزبير: ابن أصرم، عن علي وبريد بن أبي مريم، راوي حديث القنوت. وعبد الله بن بريدان بن بريد البجلي. وعمران بن أيوب بن بريد، صنف في الزهد. وبريد بن سويد بن حطان، شاعر، يقال له بريد الغواني. وبريد بن ربيع الكلابي، شاعر. وأبو بريد إسماعيل بن مرزوق بن بريد الكعبي، مصري مرادي ثقة. وعبد الله بن محمد بن مسلم البردي بالضم، عن إسماعيل بن أبي أويس. وهاشم بن البريد، كأمير: محدث. وترك سيفه مبردا، كمعظم، أي بارزا.
ب-ر-ج-د
البرجد، بالضم: كساء من صوف أحمر، قاله أبو عمرو. وقيل: هو كساء غليظ،
وقيل: كساء مخطط ضخم يصلح للخباء وغيره. وبرجد، بالفتح: لقب رجلس منهم، عن
ابن دريد. وبروجرد بضم الراء وكسر الجيم: د.م. قرب همذان، على ثمانية عشر
فرسخا منها، وبينها وبين الكرج عشرة فراسخ، وهي مدينة حصنة كثيرة الخيرات
ينبت بها الزعفران، ينسب إليها أبو الفضل محمد بن هبة الله بن العلاء بن
عبد الغفار الحافظ البروجردي، صحب أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي، وأبا
محمد الدوني، ويحيى ابن عبد الوهاب بن منده، كتب عنه أبو سعد. ومما يستدرك
عليه: البرجد: السبي، وهو دخيل. قلت: وأصله بردج فقلب. وبرجد، كهدهد: طريق
بين اليمامة والبحرين، وإياه أراد قيس بن الخطيم الأنصاري أو غيره:
فذق غب ما قدمت إني أنا الذي
صبحتكم كأس الحمام ببرجـد
صفحة : 1894
كذا في المعجم. وبرجنده، بالكسر: مدينة بتركستان، نسب إليها جماعة من أهل
العلم. وبرونجرد، بفتح فسكون وفتح الواو وسكون النون: قرية كبيرة عند
الرمل، خربت الآن، منها أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الفضل السرخسي.
ب-ر-خ-د
البرخداة، بضم الباء وفتح الراء وسكون الخاء، أهمله الجوهري، وقال
اللحياني: هي المرأة التارة الناعمة، هكذا ذكره في بخنداة، نقله ابن سيده
والصاغاني إلا أني رأيته بخط الصاغاني بفتح فسكون، وليس بعد الدال ألف.
ب-ر-ق-ع-د
برقعيد، كزنجبيل، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: د، قرب الموصل من جهة
نصيبين. وأورده الأزهري في خماسي العين، وهي واسعة وعليها سور. ولها ثلاثة
أبواب: باب بلد، وباب الجزيرة، وباب نصيبين. وأهلها يضرب بهم المثل في
اللصوصية. وقد نسب إليها قوم من الرواة، منهم الحسن بن علي بن موسى بن
الخليل البرقعيدي، وأحمد ابن عامر بن عبد الواحد الربعي البرقعيدي، سمعا
وحدثا. وكذا في المعجم.
ب-ر-ن-د
سيف برند، كفرند: عليه أثر قديم، عن ثعلب. وأنشد.
سيفا برندا لم يكن معضادا وفي نسخة: برند، كفطحل أو البرند بفتح فكسر وتفتح
راؤه، كلتاهما عن الفراء: الفرند، وسيأتي بيانه. والمبرندة: المرأة الكثيرة
اللحم، قيل إنه ليس بعربي، ولذا توقف فيه بعض. وعرعرة بن البرند الشامي
وهاشم بن البرند، محدثان. وحفيد الأول إبراهيم بن محمد بن عرعرة الحافظ
ونافلته إسحاق بن إبراهيم البرندي، وأما هاشم فإن الصواب في ضبط والده
كأمير، كما هو مضبوط في التكلمة والتبصير.
ب-ز-د
بزدة ويقال بزدوه، قد أهمله الجوهري، وهي ة من أعمال نسف، بزدة ويقال
بزدوه، قد أهمله الجوهري، وهي ة وأعمال نسف، وهي قلعة حصينة على ستة فراسخ
منها. والنسبة إليها بزدي وبزدوي، منها دهقانها المعمر منصور بن قرينة أو
مزينة وهو الصحيح، آخر من حدث بالجامع الصحيح عن الإمام أبي عبد الله محمد
بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه، مات سنة 329. وأبو الحسن علي بن محمد بن
الحسين بن عبد الكريم البزدوي الفقيه الحنفي بما وراء النهر، روى عنه صاحبه
أبو المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني الخطيب بسمرقند، وابنه القاضي
أبو ثابت الحسن بن علي البزدوي، مات بسمرقند سنة 555. ومما يستدرك عليه:
بزدان من قرى الصغد. وبازبدي، بكسر الزاي وفتح الدال المهملة ممال الألف:
كورة في غربي دجلة قرب باقردي، من ناحية جزيرة ابن عمر، وبالقرب منها جبل
الجودي، وقرية ثمانين، نسب إليها أبو يعلى المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال
التميمي البازبداوي، جد الحافظ أبي يعلى أحمد ابن علي بن المثنى. وقال بعض
الشعراء يفضلها على بغداد:
بقردي وبازبدي مصيف ومربع
وعذب يحاكي السلسبيل برود
وبغداد ما بغداد أما تـرابـهـا
فحمى وأما بردهـا فـشـديد
كذا في المعجم. ومما يستدرك عليه:
ب-س-د
بسد كسكر: أصل المرجان، ينبت في البحر، وليس في المعادن ما يشبه النبات
غيره، ذكره غير واحد من العلماء.
ب-ش-ن-د
وبشند كسمند، والشين معجمة، قرية بمصر.
ب-ش-ج-ر-د
ب-ش-غ-ر-د
ب-ش-ق-ر-د
وباشقرد. ويقال بالغين بدل القاف. وباشجرد بالجيم: بلاد بين القسطنطينية
وبلغار.
ب-ص-د
وبصيدا، بفتح الموحدة وكسر الصاد المهملة وسكون التحتية، من قرى بغداد.
ب-ع-د
صفحة : 1895
البعد، بالضم: ضد القرب، وقيل خلاف القرب، وهو الأكثر، وهو م أي معروف.
والبعد: الموت. والذي عبر به الأقدمون أن البعد بمعنى الهلاك كما في الصحاح
وغيره ويقال إن الذي بمعنى الهلاك إنما هو البعد، محركة، وفعلهما ككرم وفرح
- ظاهره أن فعلهما معا من البابين بالمعنيين، وليس كذلك، فإن الأكثر على
منع ذلك والتفرقة بينهما، وأن البعد الذي هو خلاف القرب الفعل منه بالضم
ككرم، والبعد، محركة، الذي هو الهلاك الفعل منه بعد بالكسر، كفرح. ومن جوز
الاشتراك فيهما أشار إلى أفصحية الضم في خلاف القرب، وأفصحية الكسر في معنى
الهلاك، حققه شيخنا - بعدا، بضم فسكون، وبعدا. محركة، قال شيخنا: فيه إيهام
أن المصدرين لكل من الفعلين، والصواب أن الضم للمضموم نظير ضده الذي هو قرب
قربا، والمحرك للمكسور كفرح فرحا. انتهى. قلت: والذي في المحكم واللسان:
بعد بعدا، وبعد: هلك أو اغترب، فهو باعد. والبعد: الهلاك، قال تعالى: ألا
بعدا لمدين كما بعدت ثمود . وقال ملك بن الريب المازني: يقولون لا تبعد وهم
يدفنونني وأين مكان البعد إلا مكانيا وقرأ الكسائي والناس: كما بعدت، وكان
أبو عبد الرحمن السلمي يقرؤها بعدت يجعل الهلاك والبعد سواء، وهما قريب من
السواء، إلا أن العرب بعضهم يقول بعد وبعضهم يقول بعد، مثل سحق وسحق. ومن
الناس من يقول بعد في المكان وبعد في الهلاك. وقال يونس: العرب تقول بعد
الرجل وبعد، إذا تباعد في غير سب. ويقال في السب: بعد وسحق لا غير، انتهى.
فالذي ذهب إليه المصنف هو المجمع عليه عند أئمة اللغة والذي رجحه غير
المصنف هو قول بعض منهم كما ترى. فهو بعيد وباعد وبعاد، الأخير بالضم، عن
يبويه، قيل: هو لغة في بعيد، ككبار في كبير. ج بعداء، ككرماء، وافق الذين
يقولون فعيل الذين يقولون فعال، لأنهما أختان. وقد قيل بعد، بضمتين كقضيب
وقضب، وينشد قول النابغة:
فتلك تبلغني النعمان إن له
فضلا على الناس في الأدنى وفي البعد
صفحة : 1896
وضبطه الجوهري بالتحريك، جمع باعد، كخادم وخدم. وبعدان، كرغيف ورغفان. قال
أبو زيد: إذا لم تكن من قربان الأمير فكن من بعدانه، أي تباعد عنه لا يصبك
شره. وزاد بعضهم في أوزان الجموع البعاد، بالكسر، جمع بعيد، ككريم وكرام.
وقد جاء ذلك في قول جرير. ورجل مبعد، كمنجل: بعيد الأسفار. قال كثير عزة:
مناقلة عرض الفيافي شملة مطية قذاف على الهول مبعد وبعد باعد، مبالغة. وإن
دعوت به قلت: بعدا له، المختار فيه النصب على المصدرية. وكذلك سحقا له أي
أبعده الله أي لا لا يرثى له فيما نزل به. وتميم ترفع فتقول: بعد له وسحق،
كقولك: غلام له وفرس. وقال ابن شميل: راود رجل من العرب أعرابية فأبت إلا
أن يجعل لها شيئا، فجعل لها درهمين، فلما خالطها جعلت تقول: غمزا ودرهماك
لك، فإن لم تغمز فبعد لك. رفعت البعد. يضرب مثلا للرجل تراه يعمل العمل
الشديد. والبعد، بضم فسكون، والبعاد، بالكسر: اللعن، منه أيضا. وأبعده
الله: نحاه عن الخير، أي لا يرثى له فيما نزل به. وأبعده: لعنه، وغربه.
وباعده مباعدة وبعادا، وباعد الله ما بينهما، وبعده تبعيدا ويقرأ ربنا باعد
بين أسفارنا . وهو قرءاة العوام. قال الأزهري: قرأ أبو عمرو وابن كثير بعد،
بغير ألف، وقرأ يعقوب الحضرمي ربنا باعد بالنصب على الخبر. وقرأ نافع وعاصم
والكسائي وحمزة باعد بالألف على الدعاء. وأبعده غيره. ومنزل بعد، بالتحريك:
بعيد. وقولهم: تنح غير بعيد، وغير باعد، وغير بعد، محركة، أي كن قريبا،
وغير باعد، أي غير صاغر قاله الكسائي. ويقال: انطلق يا فلان غير باعد، أي
لا ذهبت. ويقال: إنه لغير أبعد، وهذه عن ابن الأعرابي. وغير بعد، كصرد، إذا
ذمه، أي لا خير فيه. وعن ابن الأعرابي: أي لا غور له في شيء. وإنه لذو بعد.
بضم فسكون، وبعدة، بزيادة الهاء، وهذه عن ابن الأعرابي، أي لذو رأي وحزم.
يقال ذلك للرجل إذا كان نافذ الرأي ذا غور وذا بعد رأي. ويقال: ما عنده
أبعد، أو بعد، كصرد، أي طائل، ومثله في مجمع الأمثال. وقال رجل لابنه: إن
غدوت على المربد ربحت عناء أو رجعت بغير بعد، أي بغير منفعة. وقال أبو زيد
يقال: ما عندك بعد، وإنك لغير بعد، أي ما عندك طائل. إنما تقول هذا إذا
ذممته. قال شيخنا: يمكن أن يحمل ما هنا على معنى الذي، أي ما عنده من
المطالب أبعد مما عنده غيره، ويجوز أن تحمل على النفي، أي ليس عنده شيء
يبعد في طلبه، أي شيء له قيمة أو محل. وبعد ضد قبل، يعني أن كلا منها ظرف
زمان، كما عرف في العربية، ويكونان للمكان، كما جوزه بعض النحاة، يبنى
مفردا، أي عن الإضافة، لكن بشرط نية معنى المضاف إليه دون لفظه، كما قرر في
العربية، ويعرب مضافا، أي لأن الإضافة توجب توغله في الاسمية وتبعده عن شبه
الحروف، فلا موجب معها لبنائه. وحكي: من بعد، أي بالجر وتنوين آخره، وقد
قرىء به قوله تعالى: لله الأمر من قبل ومن بعد بالجر والتنوين، كأنهم جردوه
عن الإضافة ونيتها. وحكى أيضا افعل كذا بعدا، بالتنوين منصوبا. وفي المصباح
وبعد ظرف مبهم، لا يفهم معناه إلإ بالاضافة لغيره، وهو زمان متراخ عن
الزمان السابق، فإن قرب منه قيل: بعيده بالتصغير، كما يقال قبل العصر، فإذا
قرب قيل قبيل العصر، بالتصغير، أي قريبا منه. وجاء زيد بعد عمرو، أي
متراخيا زمانه عن زمان مجيء عمرو. وتأتي بمعنى مع، كقوله تعالى: فمن اعتدى
بعد ذلك أي مع ذلك. انتهى. وقال الليث: بعد كلمة دالة على الشيء الأخير،
تقول: هذا بعد هذا، منصوب. وحكى سيبويه أنهم يقولون
صفحة : 1897
من بعد، فينكرونه، وافعل هذا بعدا. وقال الجوهري: بعد نقيض قبل، وهما اسمان
يكونان ظرفين إذا أضيفا، وأصلهما الإضافة، فمتى حذفت المضاف إليه لعلم
المخاطب بنيتهما على الضم ليعلم أنه مبني، إذ كان الضم لا يدخلهما إعرابا،
لأنهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتدإ ولا الخبر. وفي
اللسان: وقوله تعالى: لله الأمر من قبل ومن بعد أي من قبل الأشياء ومن
بعدها، أصلهما هنا الخفض، ولكن بنيا على الضم لأنهما غايتان، فإذا لم يكونا
غاية فهما نصب لأنهما صفة. ومعنى غاية أي أن الكلمة حذفت منها الإضافة
وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الحذف. وإنما بنيتا على الضم لأن إعرابهما في
الإضافة النصب والخفض، تقول: رأيته قبلك ومن قبلك، ولا يرفعان، لأنهما لا
يحدث عنهما، استعملا ظرفين، فلما عدلا عن بابهما حركا بغير لحركتين اللتين
كا نتا له يدخلان بحق الإعراب. فأما وجوب بنائهما وذهاب إعرابهما فلأنهما
عرفا من غير جهة التعريف، لأنه حذف منهما ما أضيفتا إليه، والمعنى. لله
الأمر من قبل أن تغلب الروم، ومن بعدما غلبت. وحكى الأزهري عن الفراء قال:
القراءة بالرفع بلا نون، لأنهما في المعنى تراد بهما الإضافة إلى شيء لا
محالة، فلما أدتا غير معنى ما أضفتا إليه وسمت بالرفع، وهما في موضع جر،
ليكون الرفع دليلا على ما سقط. وكذلك ما أشبههما وإن نويت أن تظهر ما أضيف
إليه وأظهرته فقلت:لله الأمر من قبل ومن بعد، جاز، كأنك أظهرت المخفوض الذي
أضفت إليه قبل وبعد. وقال ابن سيده: ويقرأ: لله الأمر من قبل ومن بعد
يجعلونهما نكرتين، المعنى: لله الأمر من تقدم ومن تأخر. والأول أجود. وحكى
الكسائي لله الأمر من قبل ومن بعد بالكسر بلا تنوين. واستبعد الرجل، إذا
تباعد. واستبعد الشيء: عده بعيدا. وقولهم: جئت بعديكما أي بعدكما، قال:
بعد، فينكرونه، وافعل هذا بعدا. وقال الجوهري: بعد نقيض قبل، وهما اسمان
يكونان ظرفين إذا أضيفا، وأصلهما الإضافة، فمتى حذفت المضاف إليه لعلم
المخاطب بنيتهما على الضم ليعلم أنه مبني، إذ كان الضم لا يدخلهما إعرابا،
لأنهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتدإ ولا الخبر. وفي
اللسان: وقوله تعالى: لله الأمر من قبل ومن بعد أي من قبل الأشياء ومن
بعدها، أصلهما هنا الخفض، ولكن بنيا على الضم لأنهما غايتان، فإذا لم يكونا
غاية فهما نصب لأنهما صفة. ومعنى غاية أي أن الكلمة حذفت منها الإضافة
وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الحذف. وإنما بنيتا على الضم لأن إعرابهما في
الإضافة النصب والخفض، تقول: رأيته قبلك ومن قبلك، ولا يرفعان، لأنهما لا
يحدث عنهما، استعملا ظرفين، فلما عدلا عن بابهما حركا بغير لحركتين اللتين
كا نتا له يدخلان بحق الإعراب. فأما وجوب بنائهما وذهاب إعرابهما فلأنهما
عرفا من غير جهة التعريف، لأنه حذف منهما ما أضيفتا إليه، والمعنى. لله
الأمر من قبل أن تغلب الروم، ومن بعدما غلبت. وحكى الأزهري عن الفراء قال:
القراءة بالرفع بلا نون، لأنهما في المعنى تراد بهما الإضافة إلى شيء لا
محالة، فلما أدتا غير معنى ما أضفتا إليه وسمت بالرفع، وهما في موضع جر،
ليكون الرفع دليلا على ما سقط. وكذلك ما أشبههما وإن نويت أن تظهر ما أضيف
إليه وأظهرته فقلت:لله الأمر من قبل ومن بعد، جاز، كأنك أظهرت المخفوض الذي
أضفت إليه قبل وبعد. وقال ابن سيده: ويقرأ: لله الأمر من قبل ومن بعد
يجعلونهما نكرتين، المعنى: لله الأمر من تقدم ومن تأخر. والأول أجود. وحكى
الكسائي لله الأمر من قبل ومن بعد بالكسر بلا تنوين. واستبعد الرجل، إذا
تباعد. واستبعد الشيء: عده بعيدا. وقولهم: جئت بعديكما أي بعدكما، قال:
صفحة : 1898
ألا يا اسلما يا دمنتي أم مالك ولا
يسلما بعديكما طلـلان وفي الصحاح: رأيته، وقال أبو عبيد: يقال: لقيته
بعيدات بين بالتصغير، إذا لقيته بعد حين. وقيل بعيداته، مكبرا، وهذه عن
الفراء، أي بعيد فراق، وذلك إذا كان الرجل يمسك عن إتيان صاحبه الزمان، ثم
يمسك عنه نحو ذلك أيضا، ثم يأتيه. قال: وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكن
ولا تستعمل إلا ظرفا. وأنشد شمر:
وأشعث منقد القميص دعوته بعيدات بين لا هدان ولا نكس ومثله في الأساس. ويقال: إنها لتضحك بعيدات بين، أي بين المرة ثم المرة في الحين. وأما بعد فقد كان كذا، أي إنما يريدون أما بعد دعائي لك. فإذا قلت أما بعد فإنك لا تضيفه إلى شيء ولكنك تجعله غاية نقيضا لقبل. وفي حديث زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبهم فقال: أما بعد، تقدير الكلام: أما بعد حمد الله. وأول من قاله داوود عليه السلام، كذا في أوليات ابن عساكر، ونقله غير واحد من الأئمة وقالوا: أخرجه ابن أبي حاتم والديلمي عن أبي موسى الأشعري مرفوعا. ويقال: هي فصل الخطاب، ولذلك قال عز وجل وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب أو كعب بن لؤي، زعمه ثعلب. وفي الوسائل إلى معرفة الأوائل: أول من قال أما بعد داوود عليه السلام، لحديث أبي موسى الأشعري مروعا، وقيل: يعقوب عليه السلام، لأثر في أفراد الدارقطني، وقيل، قس بن ساعدة كما للكلبي، وقيل يعرب بن قحطان، وقيل كعب بن لؤي. ويقال: هو محسن للأباعد والأقارب الأباعد: ضد الأقارب. وقال الليث: يقال هو أبعد وأبعدون، وأقرب وأقربون، وأباعد وأقارب. وأنشد:
من الناس من يغشى الأباعد نفعه
ويشقى به ى الممات أقـاربـه
فإن يك خيرا فالبـعـيد ينـالـه وإن
يك شرا فابن عمك صاحبه
وقولهم: بيننا بعدة - بالضم - من الأرض ومن القرابة. قال الأعشي:
بأن لا تبغي الود من متباعـد ولا تنأ من ذي بعدة إن تقربا وبعدان، كسحبان: مخلاف باليمن مشهور، وقد نسب إليه جملة من الأعيان. ومما يستدرك عليه قولهم: ما أنت منا ببعيد، وما أنتم منا ببعيد، يستوي فيه الواحد والجمع، وكذلك ما أنت ببعد، وما أنتم منا ببعد، أي بعيد. وإذا أردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أنثت لا غير، لم تختلف العرب فيها. والأبعد، مشدد الآخر في قول الشاعر:
مدا بأعناق المطـي مـدا
حتى توافي الموسم الأبعدا
صفحة : 1899
فلضرورة الشعر. والبعداء: الأجانب الذين لا قرابة بينهم، قاله ابن الأثير.
وقال النضر في قولهم: هلك الأبعد قال: يعني صاحبه، وهكذا يقال إذا كنى عن
اسمه. ويقال للمرأة: هلكت البعدى. قال الأزهري: هذا مثل قولهم: فلا مرحبا
بالآخر، إذا كنى عن صاحبه وهو يذمه. ويقال: أبعد الله الأخر قلت: الأخر،
هكذا في نسخ الصحاح، وعليها علامة الصحة، فلينظر. قال: ولا يقال للأنثى منه
شيء. وقولهم: كب الله الأبعد لفيه، أي ألقاه لوجهه. والأبعد: الحائن: هكذا
في الصحاح بالمهملة. وفلان يستخرج الحديث من أباعد أطرافه. وأبعد في السوم:
شط. وتباعد مني، وابتعد، وتبعد. وفي الحديث أن رجلا جاء فقال: إن الأبعد قد
زنى، معناه المتباعد عن الخير والعصمة. وجلست بعيدة منك وبعيدا منك، يعني
مكانا بعيدا. وربما قالوا: هي بعيد منك، أي مكانها. وأما بعيدة العهد
فبالهاء. وذو البعدة: الذي يبعد في المعاداة. وأنشد ابن الأعرابي لرؤبة:
يكفيك عند الشدة اليبيسـا ويعتلي ذا البعدة النحوسا قال أبو حاتم: وقالوا قبل وبعد من الأضداد. وقال في قوله عز وجل: والأرض بعد ذلك دحاها أي قبل ذلك. ونقل شيخنا عن ابن خالويه في كتاب ليس ما نصه: ليس في القرآن بعد بمعنى قبل إلا حرف واحد ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر . وقال مغلطاي في الميس على ليس: قد وجدنا حرفا آخر، وهو والأرض بعد ذلك دحاها قال أبو موسى في كتاب المغيث: معناه هنا قبل، لأنه تعالى خلق الأرض في يومين ثم استوى إلى السماء. فعلى هذا خلق الأرض قبل السماء ونقله السيوطي في الإتقان، كذا نقله شيخنا. قلت: وقد رده الأزهري فقال: والذي قاله أبو حاتم عمن قاله خطأ، قبل وبعد كل واحد منهما نقيض صاحبه، فلا يكون أحدهما بمعنى الآخر، وهو كلام فاسد وأما ما زعمه من التناقض الظاهر في الآيات فالجواب أن الدحو غير الخلق، وإنما هو البسط، والخلق هو الإنشاء الأول، فالله عز وجل خلق الأرض أولا غير مدحوة، ثم خلق السماء، ثم دحا الأرض، أي بسطها. قال: والآيات فيها، متفقة ولا تناقض بحمد الله تعالى فيها عند من يفهمها، وإنما أتي الملحد الطاعن فيما شاكلها من الآيات من جهة غضباوته وغلظ فهمه وقلة علمه بكلام العرب. كذا في اللسان. قال شيخنا: وجعلها بعض المعربين بمعنى مع، كما مر عن المصباح، أي مع ذلك دحاها. وقال القالي في أماليه، في قول المضرب بن كعب:
فقلت لها فييء إليك فإنني حرام وإني بعد ذاك لبيب أي مع ذاك. ولبيب: مقيم. وقد يراد بها الآن في قول بعضهم:
كما قد دعاني في ابن منصور قبلها ومات فما حانت منـيتـه بـعـد أي الآن. وأبعد فلان في الأرض، إذا أمعن فيها. وفي حديث قتل أبي جهل هل أبعد من رجل قتلتموه قال ابن الأثير: كذا جاء في سنن أبي داوود، ومعناها أنهى وأبلغ، لأن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أبعد فيه. قال: والروايات الصحيحة: أعمد، بالميم. وأبعده الله، أي لعنه الله.
ب-غ-د-د
صفحة : 1900
بغداد، أهمله الجوهري. وبغداد وبغذاذ، بمهملتين ومعجمتين، وتقديم كل منهما،
فهذه أربع لغات. في المصباح: الدال الأولى مهملة، وهو الأكثر، وأما الثانية
ففيها ثلاث لغات حكاها ابن الأنباري وغيره: دال مهملة، وهو الأكثر،
والثانية نون، والثالثة وهي الأقل ذال معجمة. وبعضهم يختار بغدان بالنون،
لأن بناء فعلال بالفتح بابه المضاعف كالصلصال والخلخال، ولم يجىء من غير
المضاعف إلا ناقة بها خزعال، وهو الظلع. وقسطال، ممدود من قسطل. وقال أبو
حاتم: سألت الأصمعي: كيف يقال بغداد أو بغداذ أو بغدين. وقد تقلب الباء
ميما فيقال مغدان: فقال: قل مدينة السلام. فهذه سبع لغات الفصيح منها
بغداد، بدالين، وبغدان، بالنون، كما اقتصر عليه ثعلب. وأورد ابن سيده هذه
اللغات كما أورد المصنف، وزاد القزاز بغدام بالميم، في آخره. وقال ابن صاف
في شرحه على الفصيح: مغدام، بالميم في أوله. وزاد صاحب الواعي عن أبي محمد
الرشاطي بغذان بذال معجمة. وحكى أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء: بهداد
بالهاء والدال. قال أبو العباس: كلها لهذه البلدة المشهورة بمدينة السلام.
قال وهو اسم أعجمي عربته العرب. وقال صاحب الواعي: هو اسم صنم، فتأويلها
بستان صنم. وقال الرشاطي. قال عبد الله بن المبارك: لا يقال بغداذ بالذال
الثانية معجمة، فإن بغ صنم وداد عطية. وعن أبي بكر بن الأنباري عن بعض
الأعاجم، يزعم أن تفسيره بستان رجل، فبغ بستان. وداد رجل. وبعضهم يقول: بغ
اسم صنم لبعض الفرس كان يعبده، وداد رجل. قال الرشاطي: وكان الأصمعي ينهى
عن ذلك ويقول: مدينة السلام. قال شيخنا: ويقال لها دار السلام أيضا. وأنشد
الخفاجي:
وفي بغـداد سـادات كـرام
ولكن بالسلام بلا طـعـام
فما زادوا الصديق على سلام لذلك
سميت دار الـسـلام
وتبغدد الرجل: انتسب إليها أو
تشبه بأهلها، على قياس تمعدد وتمضر وتقيس وتنزر وتعرب. ومما يستدرك عليه:
تبغدد عليه، إذا تكبر وافتخر، مولدة.
ب-ف-د
بافد، بسكون الفاء، أهمله الجوهري والجماعة، وهو د، بكرمان من طريق شيراز
التقى فيها ساكنان، وقد يرد ذلك كثيرا في الفارسية، وهومعرب بافت، بالتاء
المثناة الفوقية، وهو من البلاد الحارة، روى ابن عبد الغافر الفارسي عن
جماعة من أهلها.
ب-غ-ن-د
باغند، بفتح الغين وسكون النون أهمله الجوهري والجماعة، وهو هكذا بتأخير
باغند عن بافد في النسخ، وفي بعضها بتقديم باغند على بافد، وهو الصواب: ة،
م أي معروفة. قال تاج الإسلام: أظنها من قرى واسط، نسب إليها الحافظ أبو
بكر محمد بن سليمان الأزدي الباغندي.
ب-ق-ر-د
ومما يستدرك عليه: باقردي، بكسر القاف وفتح الدال ممال الألف: قرية في شرقي
دجلة. وقد تقدم في بازندي.
ب-ك-ر-د
وبكرد، بفتح فكسر فسكون وآخره دال: قرية بمرو، على ثلاثة فراسخ منها. وبكر
أباد: محلة بجرجان.
ب-ل-د
صفحة : 1901
البلد، محركة مأخوذ من قوله تعالى: لا أقسم بهذا البلد والبلدة بفتح فسكون،
مأخوذ من قوله تعالى رب هذه البلدة الذي حرمها كلاهما علم على مكة شرفها
الله تعالى تفخيما لها، كالنجم للثريا، والعود للمندل. وقال التوربشتي في
شرح المصابيح بأنها هي البلدة الجامعة للخير، المستحقة أن تسمى بهذا الاسم
دون غيرها، لتفوقها على على سائر مسميات أجناسها تفوق الكعبة في تسميتها
بالبيت على سائر مسمياته، حتى كأنها هي المحل المستحق للإقامة دون غيرها،
من قولهم بلد بالمكان، إذا أقام به. والبلد والبلدة: كل موضع أو قطعة من
الأرض مستحيزة، من استحاز، بالحاء المهملة والزاي، عامرة أو غامرة، خالية
أو مسكونة. والبلد والبلدة: التراب. والذي نقله الخفاجي عن غير واحد في
العناية أثناء الأعراف، أن البلد الأرض مطلقا، واستعماله بمعنى القرية عرف
طارىء. انتهى. وفي النهاية: وفي الحديث أعوذ بك من ساكني البلد، قال: البلد
من الأرض: ما كان مأوى الحيوان وإن لم يكن فيه بناء. وأراد بساكنيه الجن.
والجمع بلاد وبلدان. والبلد: القبر نفسه. قال عدي ابن زيد:
من أناس كنت أرجو نفعهـم أصبحوا قد خمدوا تحت البلد ويقال البلد: المقبرة، والجمع كالجمع. والبلد: الدار، يمانية. قال سيبويه: هذه الدار نعمت البلد، فأنث حيث كان الدار، كما قال الشاعر، أنشده سيبويه
هل تعرف الدار يعفيها المور
الدجن يوما والسحاب المهمور
لكل ريح فيه ذيل مسفور
والبلد: الأثر من الدار. وفي المثل أذل من بيضة البلد وأعز من بيضة البلد. البلد: أدحي النعام، بضم الهمزة وسكون الدال وكسر الحاء المهملتين، معناه أذل من بيضة النعام التي تتركها في الفلاة فلا ترجع إليها. قال الراعي:
تأبى قضاعة أن تعرف لكم نسبا وابنا نزار فأنتم بيضة البـلـد وجوز أبو عبيد في قولهم: كان فلان بيضة البلد أن يراد به المدح. وزعم البكري أنه قد يضرب هذا مثلا للمنفرد عن أهله وأسرته. والبلد: اسم مدينة بالجزيرة على سبعة فراسخ من الموصل، وقد تشدد لامه، وهو أول ديار ربيعة بشاطىء دجلة، ومدينة بفارس. والبلد: ة، ببغداد، نقله الصاغاني والبلد: جبل بحمى ضرية، بينه وبين منشد مسيرة شهر، وقد تسكن لامه. والبلد: الأثر في الجسد. وج أبلاد. قال القطامي:
ليست تجرح فرارا ظهورهم وفي النحور كلوم ذات أبلاد وقال ابن الرقاع:
عرف الديار توهما فاعتادهـا من بعد ما شمل البلى أبلادها اعتادها، أعاد النظر إليها مرة بعد أخرى لدروسها حتى عرفها. ومما يستحسن من هذه القصيدة قوله في صفة أعلى قرن ولد الظبية:
تزجي أغن كأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها وبلد جلده: صارت فيه أبلاد. والبلدة: بلدة النحر، وقيل هو الصدر من الخف والحافر. قال ذو الرمة:
أنيخت فألقت بلدة فوق بلـدة
قليل بها الأصوات إلا بغامها
صفحة : 1902
يقول: ألقت صدرها على الأرض، قال شيخنا: وأورده بعض أهل البديع شاهدا على
الجناس التام. وفي اللسان: أراد بالبلدة الأولى ما يقع على الأرض من صدرها،
وبالثانية الفلاة التي أناخ ناقته فيها. ومن المجاز: ضرب بلدته على بلدته،
البلدة الأولى راحة اليد، والثانية الصدر. والبلدة: منزل للقمر، وهي ستة
أنجم من القوس تنزلها الشمس في أقصر يوم في السنة. والبلدة: هنة من رصاص
مدحرجة يقيس بها الملاح الماء. والبلدة الأرض. يقال: هذه بلدتنا، كما يقال
بحرتنا. والبلدة: ما بين الحاجبين، كالبلدة، بالضم. وقيل البلدة فوق
الفلجة، وقيل: قدر البلجة. وقد بلد الرجل، كفرح، بلدا، وهو أبلد بين البلد،
أي أبلج، وهو الذي ليس بمقون الحاجبين. والبلد: عنصر الشيء، عن ثعلب.
والبلد: مالم يحفر من الأرض ولم يوقد فيه. قال الراعي:
وموقد النار قد بادت حمامته ما إن تبينه في جدة البلـد وبلدة النحر هي ثغزة النحر وما حولها، أو وسطها، وقيل هي الفلكة الثالثة من فلك زور الفرس، وهي ستة، وقيل هو رحى الزور. والبلد: اسم يقع على الكور. وقال بعضهم: البلد جنس المكان، كالعراق والشام، والبلدة: الجزء المخصص منه، كالبصرة ودمشق، وقد قيل إنها إطلاقات مولدة. والبلدة: د من عمل قبرة بالأندلس منه، سعيد بن محمد بن سيد أبيه بن مسعود البلدي كثير الجهاد والرباط، وهو على ما قاله الذهبي من شيوخ المعتزلة، توفي سنة 397 سمع بمكة أبا بكر محمد بن الحسين الآجري. والبلدة: رفعة من السماء لا كوكب بها البتة، وقيل إلا كواكب صغار بين النعائم وبين سعد الذابح، وهي آخر البروج ينزلها القمر وقد سبق ذلك أيضا، فهو تكرار كما كرر الأثر، ومثل هذا في مادة واحدة معيب وربما عدل القمر عنها فنزل بالقلادة، وهي أي البلدة ستة كواكب مستديرة تشبه القوس، وهي من برج القوس، وقد أودعنا تفصيل ذلك في مواضعه. وفي حاشية الصحاح: وأما ابن فارس فقال: والبلدة نجم، يقولون هي بلدة الأسد، أي صدره. فإن صح ذلك فهو كلام جيد، ولم يرد البلدة المنزل الذي في برج القوس. وقد عابه الحريري في الدرة وغيره في إيراد مثل هذا التركيب، وأجاب عنه ابن ظفر بوروده في الكلام، كما هو مبين في محله. وبلد بالمكان، كنصر، يبلد بلودا، بالضم، فهو بالد: أقام به ولزمه، كأبلد، عن أبي زيد، أو بلد به إذا اتخذه بلدا ولزمه. وأبلده، إياه: ألزمه، وفي بعض النسخ: أبلده الله: ألزمه، والأولى الصواب والمبالدة: المبالطة بالسيوف والعصي، إذا تجالدوا بها. وبلدوا كفرحوا وخرجوا ويقال الثانية بالتشديد: لزموا الأرض يقاتلون عليها، ويقال اشتق من بلاد الأرض. والتبلد: ضد التجلد، وهو استكانة وخضوع. قال:
ألا لا تلمه اليوم أن يتبـلـدا فقد غلب المحزون أن يتجلدا بلد، ككرم، بلادة، وبلد مثل فرح، بلدا، فهو بليد، إذا لم يكن ذكيا. والبلدة والبلدة والبلادة ضد النفاذ والذكاء والمضاء في الأمور. وهو أبلد من ثور، من ذلك. والتبلد: التصفيق بالكف. والتلبد: التحير، وقد تلد، إذا تردد متحيرا. وأنشد للبيد:
علهت تبلد في نهاء صعائد
سضبعا تؤاما كاملا أيامها
صفحة : 1903
وفي اللسان: قيل للممحير متبلد لأنه شبه بالذي يتحير في فلاة من الأرض لا
يهتدي فيها. ومن المجاز: التبلد: التلهف، كذا في الأساس واللسان. قال عدي
ابن زيد:
سأكسب مالا أو تقوم نوائح علي بليل مبديات التبلـد والتبلد: السقوط إلى الأرض من ضعف. قال الراعي:
وللدار فيها من حمولة أهلها عقير وللباكي بها المتبلـد والتبلد التسلط على بلد الغير. والتبلد: النزول ببلد ما به أحد يلهف نفسه، وكله من البلادة. والتبلد: تقليب الكفين، قيل هو التصفيق. وأبلد وتبلد: لحقته حيرة. والمبلود: المتحير، لا فعل له. وقال الشيباني: هو المعتوه. قال الأصمعي: هو المنقطع به، وكل هذا راجع للحيرة. وأنشد بيت أبي زبيد:
من حميم ينسي الحياء جليد ال قوم حتى تراه كالمـبـلـود وقيل: المبلود: الذي ذهب حياؤه أو عقله، وهو البليد. وبلد الرجل تبليدا، إذا لم يتجه لشءء. وبلد الإنسان إذا بخل ولم يجد. وبلد الرجل: لحقته حيرة، وضرب بنفسه الأرض إعياء. وبلدت السحابة: لم تمطر. وبلد الفرس: لم يسبق، وفرس بليد، إذا تأخر عن الخيل السوابق، وقد بلد بلادة. والأبلد: الرجل العظيم الخلق الغليظه. والبلندي: العريض. والمبلندي: الجمل الصلب الشديد. والبلندي والمبلندي: الكثير اللحم، أي لحم الجنبين، والبليد من الإبل: الذي لا ينشطه تحريك. وعن أبي زيد: أبلدوا إذا صارت دوابهم كذلك، أي بليدة لا تسبق. وقيل: أبلد، إذا كانت دابته بليدة. وأبلدوا: لصقوا بالأرض استكانة. وأنشد ابن الأعرابي قول شاعر يصف حوضا:
ومبلد بين موماة بمهـلـكة جاوزته بعلاة الخلق عليان هكذا رواه الجوهري، قال: المبلد، كمحسن: الحوض القديم هنا. قال: أراد: ملبد، فقلب، وهو اللاصق بالأرض. وقال غيره: حوض مبلد، بفتح اللام: ترك ودرس ولم يستعمل فتداعى. وقد أبلده الدهر إبلادا. وبلدة الوجه، بالضم: هيئته وصورته، نقله الصاغاني. وبلدود كقربوس: ع بنواحي المدينة، نقله الصاغاني. والبلد، بالضم فالسكون: حصاة القسم، بفتح فسكون، وهي بندقة من ذهب أو فضة أو رصاص، وإلا فهي المقلة، قاله أبو عمرو. ومما يستدرك عليه: يقال للشيء الدائم الذي لا يزول: تالد باللد. فالتالد القديم، والبالد إتباع له. وأبلد: لصق بالأرض. وبلدة الفرس: منقطع الفهدتين من أسافلها إلى عضدها. ومن المجاز: إن لم تفعل كذا فهي بلدة بيني وبينك، يريد القطيعة، والفراق، أي أباعدك حتى تفصل بيننا بلدة من البلاد. ولقيته ببلدة إصمت، وهي القفر لا أحد به. وقد تقدم في صمت. وتبلد: تكلف البلادة. والبلدة: الفلاة. قال الأعشي:
وبلدة مثل ظهر الترس موحشة للجن بالليل في حافلتها شعـل وبلد الرجل: نكس في العمل وضعف حتى في الجري. قال الشاعر:
جرى طلقا حتى إذا قلت سابق تداركه أعراق سوء فبـلـدا والحرباء ابن بلدته، للزومه الأرض. وفي الأساس: من المجاز: تبلدت البلاد: تقاصرت في رأي العين من ظلمة الليل. وعبارة اللسان: ويقال للجبال إذا تقاصرت في رأي العين لظلمة الليل: قد بلدت. ومنه قول الشاعر:
إذا لم ينازع جاهل القوم ذا
النهى وبلدت الأعلام بالليل كالأكم
صفحة : 1904
وبلدود: قرية من قرى ألبيرة منها أبو عمران موسى بن أحمد الشاعر، ذكره أبو
الخطاب بن حزم والبالدية: قرية لبني غبر، بينها وبين حجر ليلتان. وبلد بن
سنجار المقرىء الضرير، محركة، حدث عن المبارك بن علي الحاوي. وبلد: اسم
موضع، قال الراعي يصف صقرا:
إذا ما انجلت عنه غداة صبـابة رأى وهو في بلد خرائق منشد وفي الحديث ذكر بليد، بصيغة التصغير: قرية لآل علي، بواد قريب من ينبع. وفي معجم البكري: أنها لآل سعيد بن عنبسة بن سعيد بن العاص. وبليدة قرية من نواحي الأندلس وقرية بمصر، وبلدة مدينة بساحل بحر الشام قريب من جبلة، من فتوح عبادة بن الصامت، ثم خربت فأنشأ معاوية جبلة. ومما يستدرك عليه:
ب-ل-ب-د
بلبد، بباءين موحدتين بينهما لام ساكنة: مدينة بين برقة وطرابلس، حيث قتل
محمد بن الأشعث أبا الخطاب الإباضي.
ب-ل-ن-د
البلند، كسمند أهمله الجوهري وقال الصاغاني: هو أصل الحناء. قلت: وبالضم:
الطويل العالي، فارسي.
ب-م-ر-د
ومما يستدرك عليه: بامردى: قرية من أعمال البليخ من نواحي ديار مضر، بين
الرقة وحران، بالجزيرة.
ب-ن-د
البند: العلم الكبير، فارسي معرب، جمعه بنود. وفي المحكم: من أعلام الروم،
يكون للقائد، يكون تحت كل علم عشرة آلاف رجل أو أقل أو أكثر. وقال الهجيمي:
البند: علم الفرسان. وأنشد المفضل:
جاءوا يجرون البنود جرا وقال النضر: سمي العلم الضخم واللواء الضخم البند. وقال ياقوت: البنود بأرض الروم كالأجناد بأرض الشام، والأعراض بالحجاز، والكور بالعراق، والمخاليف لأهل اليمن. والبند: حيل مستعملة، جمع حبلة، فارسي معرب. ويطلق على الألغاز والمعميات، وهو هكذا في سائر النسخ. وذكر شيخنا هنا عن بعض النسخ حبل مستعملة، بضم المهملة والموحدة جمع حبالة. وفي بعضها دخيل بدال مهملة وخاء معجمة، كأنه قصد به أنه ليس بعربي، وذكر أنه صوبه بعض الشيوخ. قلت: والصواب ما ذكرناه، فقد جاء عن الليث: يقال: فلان كثير البنود، أي كثير الحيل. وذكر عن حاشية التحفة للسيد عمر البصري أن البند يطلق على المحابس التي تجعل بين حبات السبحة ليعلم بها على المحل الذي يقف عنده المسبح عند عروض شاغل. قال: قلت: والظاهر أنه مولد، بل محدث. قلت: وهو كذلك فارسي معرب وأصل البند العقد، ويطلق على تلك العقد مجازا. والبند: الذي يسكر من الماء. قال أبو صخر:
وإن معاجي للخيام وموقفي برابية البندين بال ثمامهـا يعني ألقي عليها ثمام وشجر. والبند: ع. والبند: بيدق منعقد بفرزان، فإنه يكون حينئذ كالحابس والعاقد للنفس. والبند، بالكسر: أمة من الأمم، وهم إخوة السند بالبحرين، ذكره ابن الكلبي في كتاب افتراق العرب. والبنودة، كسفودة: علم على الدبر، نقله الصاغاني وعوف بن بندوية، بالكسر، هو عوف بن أبي جبلة الأعرابي، واسم أبيه بندوية، يروي عن الحسن، مشهور. ومحمد بن بندوية الخراساني من المحدثين، ذكرهما الأمير أبو نصر
ب-ن-ر-د
ومما يستدرك عليه: بنرد، بكسر الوحدة والنون وسكون الراء وآخره دال: جد عبد
العزيز بن إبراهيم بن بنرد الأدمي الشرازي
ب-و-د
البود، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو البئر، كذا في التكملة. ومما
يستدرك عليه: باد الشيء بوادا، لغة في بدا بمعنى ظهر وسيأتي في الياء.
ب-ه-د
صفحة : 1905
بهدى كسكرى، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو ابن سعد بن الحارث بن ثعلبة
بن الحارث بن دودان بن أسد. م، أي معروف قلت: وفيه نظر. وأم بهد بنت ربيعة
بن سعد بن لجيم، نقله الصاغاني. ونو بهد: بطن في بني أسد بن خزيمة، منهم
سالم بن وابصة بن عقبة الشاعر البهدي، ذكره ابن السمعاني عن الدارقطني.
والبواهد: الدواهي، نقله الصغاني والصواب موضعان، وعلى الأخيرة اقتصر
الصاغاني. ومما يستدرك عليه: بهداد: لغة في بغداد، نقله بعض شراح الفصيح عن
الفراء، وقد مر ذلك.
ب-ي-د
باد الشيء يبيد بوادا، هكذا في اللسان - وقد أنكره شيخنا بناء على أنه لم
يذكره الجوهري ولا أرباب الأفعال، ولا لقتضاه قياس، وهذا وبيادا، بالفتح،
وبيودا، بالضم، وبيدودة، وهذه عن اللحياني: ذهب وانقطع. وباديبيد بيدا، إذا
هلك. وبادت الشمس بيودا: غربت، حكاه سيبويه. وأباده الله. أهلكه. وفي
الحديث: فإذا هم بديار باد أهلها، أي هلكوا وانقرضوا. والبيداء: الفلاة
والمفازة المستوية يجرى فيها الخيل، وقيل: مفازة لا شيء فيها. وقال ابن
جني: إنما سميت بذلك لأنها تبيد من يحلها. وعن ابن شميل: البيداء: المكان
المستوي المشرف، قليلة الشجر جرداء تقود اليوم ونصف يوم، وأقل، وإشرافها
شيء قليل، لا تراها إلا غليظة سلبة لا تكون إلا في أرض طين، ج بيد كسروه
تكسير الصفات لأنه في الأصل صفة، والقياس بيدوات، لأنه تكسير الأسماء. وفي
الحديث: إن قوما يغزون البيت فإذا نزلوا بالبيداء بعث الله جبريل فيقول:
يابيداء أبيديهم. فيخسف بهم أي أهلكيهم. وهي هنا اسم موضع بعينه، وهي أرض
ملساء بين الحرميءن الشريفين، بطرف الميقات المدني الذي يقال له ذو
الحليفة. والبيدانة: الأتان، اسم لها، كما في الصحاح. قال امرؤ القيس:
فيوما على صلت الجبين مسحج ويوما على بيدانة أم تـولـب والبيدانة: الحمارة الوحشية، أو هي التي تسكن البيداء: لا اسم لها أي أضفت إلى البيداء. ووهم الجوهري. وفي اللسان: وفي تسمية الأتان البيدانة قولان: أحدهما أنها سميت بذلك لسكونها البيداء، وتكون النون فيها زائدة، وعلى هذا القول جمهور أهل اللغة. والقول الثاني: أنها العظيمة البدن، وتكون النون فيها أصلية. ج بيدانات. وبيد، وبايد بمعنى غير، يقال: رجل كثير المال بيد أنه بخيل، معناه غير أنه بخيل، حكاه ابن السكيت. وقيل: هي بمعنى على، حكاه أبو عبيد، أي التي يراد منها المصاحبة. قال ابن سيده: والأول أعلى. وقد جاء في بعض الروايات: بايد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا. قال ابن الأثير: ولم أره في اللغة بهذا المعنى. وقال بعضهم: إنها بأيد، أي بقوة. قال أبو عبيد: وفيه لغة أخرى ميد بالميم. ويأتي بيد بمعنى من أجل، ذكره ابن هشام. ومثله بحديث: أنا أفضح العرب بيد أني من قريش. وطعام بيد: رديء. نقله الصغاني. وبيدان: اسم رجل، حكاه ابن الأعرابي وأنشد:
متى أنفلت من دين بيدان لا يعد
لبيدان دين في كرائم مـالـيا
على أنني قد قلت من ثقة بـه ألا
إنما باعت يميني شمـالـيا
وبيدان: ع، قال:
أجدك لن ترى بثعيلبات ولا بيدان ناجية ذمولا أو بيدان ماءة لبني جعفر ابن كلاب، وقيل: جبل أحمر مستطيل من أخيلة حمى ضرية. قاله أبو عبيد.