الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل الخامس: فصل الجيم مع الدال المهملة

فصل الجيم مع الدال المهملة

ج-ح-د
جحده حقه. وجحده بحقه، كمنعه - يتعدى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتلرة بحرف الجر، وقال بعضهم: لا يتعدى بالباء إلا بتضمين معنى كفر، أو بحمله عليه، قاله شيخنا - يجحده جحدا، بفتح فسكون، وجحودا كقعود: أنكره مع علمه، قاله الجوهري، أي فهو أخص. ويقال له المكابرة. وقد يطلق على مطلق الإنكار، قاله شيخنا. وجحد فلانا: صادفضه بخيلا قليل الخير. وفي الأساس: وقلة الخير، على معنيين: الشح والفقر. وجحد، كفرح: قل من كل شيء وجحد: نكد. يقال رجل جحد وجحد، كقولهم نكد ونكد. ونكدا له وجحدا، دعاء عليه، وجحد النبت: قل ونكد ولم يطل والجحد، بالفتح والضم والتحريك: قلة الخير والضيق في المعيشة، كالجحود. جحد عيشهم، كفرح جحدا، إذا ضاق واشتد. وأنشد بعض الأعراب في الجحد:

لئن بعثت أم الحـمـيدين مـائرا     لقد غنيت في غير بوس ولا جحد

صفحة : 1914

فهو جحد، ككتف، وجحد، بفتح فسكون، وأجحد. والجحاد، كشداد: الرجل البطيء الإنزلال، نقله الصغاني. والجحادي بالضم: الضخم من كل شيء، حكاه يعقوب. قال: والخاء لغة. وقال شمر: الجحادية، بهاء: القربة المملوءة لبنا، والغرارة الملوءة تمرا أو حنطة. وأنشد أبو عبيدة:

وحتى ترى أن العلاة تمدها     جحادية والرائحات الرواسم وفرس جحد ككتف: غليظ قصير. وهي بهاء. ج جحاد، ككتاب، نقله الصغاني. ومما يستدرك عليه: أرض جحدة: يابسة لا خير فيها. وقد جحدت، وعام جحد: قليل المطر. وعن أبي عمرو: أجحد الرجل وجحد، إذا أنفض وذهب ماله. وجحادة اسم رجل. وقال الزجاج: أجحدت فلانا: صادفته بخيلا.


ج-خ-د
الجخادي بالضم وتشديد الياء التحتية، أهمله الجوهري وقال الصاغاني: هو الصحن، كذا في النسخ، وفي التكملة الصخر يحلب فيه. والجخادي: الضخم من الإبل، أو الضخم من كل شيء، كما حكاه يعقوب في البدل. وأبو جخاد كغراب: الجراد، وهو كنيته.

ج-د-د
الجد: أبو الأب وأبو الأم، معروف. ج أجداد وجدود وجدودة، وهذه عن الصغاني، قال: هو مثل الأبوة والعمومة. وفلان صاعد الجد، معناه البخت والحظ في الدنيا. وفلان ذو جد في كذا، أي ذو حظ. وفي حديث القيامة وإذا أصحاب الجد محبوسون، أي ذوو الحظ والغنى في الدنيا، وفي الدعاء: لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، أي من كان له حظ في الدنيا لم ينفعه ذلك منه في الآخرة. والجمع أجداد وأجد وجدود، عن سيبويه. ورجل مجدود: ذو جد. والجد: الحظوة والرزق، ويقال: لفلان في هذا الأمر جد، إذا كان مرزوقا منه، قاله أبو عبيد. وعن ابن بزرج: يقال: هم يجدون بهم ويحظون بهم، أي يصيرون ذوي حظ وغني. وتقول: جددت يا فلان، أي صرت ذا جد، فأنت جديد: حظيظ، ومجدود: محفوظ، وعن ابن السكيت وجددت بالأمر جدا: حظيت به، خيرا كان أو شرا. والجد: العظمة، وفي التنزيل، وأنه تعالى جد ربنا قيل: جده: عظمته، وقيل: غناه. وقال مجاهد: جد ربنا: جلال وقال بعضهم: عظمة ربنا، وهما قريبان من السواء. وفي حديث الدعاء تبارك اسمك وتعالى جدك أي علا جلالك وعظمتك. والجد. الحظ والسعادة والغنى. وفي حديث أنس أنه كان الرجل منا إذا حفظ البقرة وآل عمران جد فينا أي عظم في أعيننا وصار ذا جد. وخص بعضهم بالجد عظمة الله عز وجل. والجد: شاطىء النهر، وضفته، كالجد والجدة، بكسرهما، والجدة، بالضم، والجد، الأخيرتان عن ابن الأعرابي. وقيل: جدة النهر وجدته: ما قرب منه من الأرض. وقال الأصمعي: كنا عند جدة النهر، بالهاء، وأصله نبطي أعجمي كد فأعرب. وقال أبو عمرو كنا عند أمير فقال جبلة بن مخرمة: كنا عند جد النهر، فقلت: جدة النهر. فما زلت أعرفها فيه. والجد، بلفتح: وجه الأرض، ويروى بالكسر أيضا كالجدة بالكسر، والجديد كأمير، والجدد، محركة. وفي الحديث ما على جديد الأرض، أي ما على وجهها. وقال الشاعر:

تى إذا ما خـر لـم يوسـد     إلا جديد الأرض أو ظهر اليد

صفحة : 1915

والجد بالفتح: الرجل العظيم الحظ، كالجد والجدي، بضمهما، قال سيبويه: رجل جد مجدود، وجمعه جدون ولا يكسر، والجديد والمجدود. وقد جد، وهو أجد منك، أي أحظ. قال أبو زيد: رجل جديد، إذا كان ذا حظ من الرزق. وجديد حظيظ، ومجدود محظوظ. والجد، بالفتح: وكف البيت، وهذه عن المطرز، هكذا في نسختنا، وفي غيرها ما نصه: وكف البيت، وهذه عن المطر. وفي نسخة أخرى. وكف البيت من المطر. والذي في التكملة: جد البيت يجد، إذا وكف، عن ابن الأعرابي. وعلى ما في نسختنا: وهذه عن المطرز غريب من المصنف، فإن المطرز رواه عن ابن الأعرابي، وليس من عادته أن يعزو إلى أحد إلا إذا تفرد فيما عزي إليه. وهذا ليس من ذلك، فتأمل. ويكسر. والجد: القطع، جددت الشيء أجده، بالضم، جدا، قطعته. وحبل جديد: مقطوع. قال:

أبى حبي سليمى أن يبيدا     وأمسى حبلها خلقا جديدا قال شيخنا: وظاهر هذا البيت كالمتناقض، وهو في الصحاح واللسان. وأورده أهل المعاني، انتهى. ومنه ملحفة جديد، بلا هاء، لأنها بمعنى مفعولة. وعن ابن سيده: يقال: ملحفة جديد وجديدة، وثوب جديد كما يراد به حين جده الحائك، أي قطعه. ويقال: ثوب جديد: قطع حديثا، ج جدد كسرر، بضمتين، كقضيب وقضب، قاله ابن قتيبة ونقله ثعلب. وحكى فتح الدال أيضا أبو زيد وأبو عبيد عن بعض العرب، وحكى المبرد الوجهين، والأكثرون على الضم. والجد، بالفتح: صرام النخل وقد جده يجده جدا، كالجداد، بالكسر، والجداد، بالفتح، عن اللحياني. وقيل الحداد بمهملتين قطع النخل خاصة، وبمعجمتين قطع جميع الثمار على جهة العموم، وقيل هما سواء. وأجد النخل: حان له أن يجد. وفي اللسان: والجداد أوان الصرام. وقال الكسائي: هو الجداد والجداد، والحصاد والحصاد، والقطاف والقطاف والصرام والصرام. والجد، بالضم: ساحل البحر المتصل بمكة زيدت شرفا ونواحيها كالجدة بالهاء. وجدة بلا لام: اسم لموضع بعينه منه، أي من ساحل البحر. وفي حديث ابن سيرين كان يختار الصلاة على الجد إن قدر عليه. قال ابن الأثير: الجد بالضم: شاطىء النهر، والجدة أيضا، وبه سميت المدينة التي عند مكة جدة. قلت: وهي الآن مدينة مشهورة مرسى السفن الواردة من مصر والهند واليمن والبصرة وغيرها. قال شيخنا: واختلف في سبب تسميتها بجدة، فقيل لكونها خصت من جدة البحر، أي شاطئه. وقيل سميت بجدة بن جرم بن ربان لأنه نزلها، كما في الروض للسهيلي، وقيل غير ذلك. وقال البكري في المعجم: الصواب أنه هو الذي سمي بها، لولادته فيها. والجد بالضم: جانب كل شيء والجد أيضا، السمن، والبدن، نقله الصغاني وثمر كثمر الطلح، وهو الجدادة، وسيأتي قريبا. والجد البئر التي تكون في موضع كثير الكلإ، قال الأعشي يفضل عامرا على علقمة:

ما جعل الجد الظنون الـذي    جنب صوب اللجب الماطر
مثل الفراتي إذا ماطـمـى     يقذف بالبوصي والماهـر

والجد: البئر المغزرة، وقيل هي القليلة الماء، ضد. والجد: الماء القليل، وقيل هو الماء في طرف فلاة. وقال ثعلب: هو الماء القديم، وبه فسر قول أبي محمد الحذلمي:

ترعى إلى جد لها مكين

صفحة : 1916

والجمع من ذلك كله أجداد. والجد بالكسر: الاجتهاد في الأمر، وقد جد به الأمر إذا اجتهد. وفلان جاد مجتهد. وفي حديث أحد لئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم قتل المشركين ليرين الله ما أجد، أي أجتهد. والجد نقيض الهزل، وفي الحديث: لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا جادا، أي لا يأخذه على سبيل الهزل فيصير جدا. وقد جد في الأمر يجد، بالكسر، ويجد، بالضم، جدا، وأجد يجد: اجتهد وحقق، وكذا جد به الأمر وأجد، وهو مجاز. وقال الأصمعي: أجد الرجل في أمره يجد، إذا بلغ فيه جده، وجد لغة، ومنه يقال فلان جاد مجد، أي مجتهد. وقال: أجد يجد، إذا صار ذا جد واجتهاد. والجد: العحلة. وفلان على جد أمر، أي عجلة أمر. وهو مجاز. وفي الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جد في السير جمع بين الصلاتين، أي اهتم به وأسرع فيه. والجد: التحقيق، وقد جد يجد ويجد وأجد إذا حقق. والجد المحقق البمالغ فيه، وبه فسر دعاء القنوت ونخشى عذابك الجد. والجد: وكفان البيت، وقد جد يجد، بالكسر فقط، وهو نص ابن الأعرابي، كما تقدم. والجدة، بالفتح: أم الأم وأم الأب، معروفة، وجمعها جدات. والجدة، بالضم: الطريقة من كل شيء، وهو مجاز، والجمع جدد، كصرد. والجدة: الطريقة في السماء والجبل. قال الله تعالى جدد بيض وحمر أي طرائق تخالف لون الجبل. وقال الفراء: الجدد الخطط والطرق تكون في الجبال بيض وسود وحمر، واحدها جدة. والجدة من كل شيء العلامة، وهذه عن ثعلب. وفي الصحاح: الجدة الخطة التي في ظهر الحمار تخالف لونه. وأنشد الفراء قول امرىء القيس:

كأن سراته وجدة متـنـه   كنائن يجري فوقهن دليص وجدة: ع على الساحل. ومن المجاز: يقال: ركب فلان جدة من الأمر، إذا رأى فيه رأيا، كذا قاله الزجاج. والجدة، بالكسر: قلادة في عنقش الكلب، جمعه جدد، حكاه ثعلب وأنشد:

لو كنت كلب قنيص كنت ذا جدد     تكون أربته في آخر المـرس والجدة، بالكسر: ضد البلى، قال أبو علي وغيره: جد الثوب والشيء يجد، بالكسر، فهو جديد، والجمع أجدة وجدد وجدد. وأجده أي الثوب وجدده واستجده: صيره أو لبسه جديدا، فتجدد، وأصل ذلك كله القطع، فأما ما جاء منه في غير ما يقبل القطع فعلى المثل بذلك، ويقال للرجل إذا لبس ثوبا جديدا: أبل وأجد واحمد الكاسي. وقولهم: أجد بها أمرا، أي أجد أمره بها، نصب على التمييز، كقولك؛ قررت به عينا، أي قرت عيني به. وعن الأصمعي أجد فلان أمره بذلك، أي أحكمه. وأنشد:

أجد بهـا أمـرا وأيقـن أنـه    لها أو لأخرى كالطحين ترابها قال أبو نصر: حكي لي عنه أنه قال: أجد بها أمرا، معناه أجد أمره. قال: والأول سماعي منه، ويقال: جد فلان في أمره، إذا كان ذا حقيقة ومضاء. وأجد فلان السير، إذا انكمش فيه، كذا في اللسان. والجداد، كرمان: خلقان الثياب، معرب كداد بالفارسية جزم به الجوهري. والجداد: كل متعقد بعضه في بعض من خيط أو غصن. قال الطرماح:

تجتني ثـامـر جـداده     من فرادى برم أو تؤام

صفحة : 1917

والجداد: الجبال الصغار، عن أبي عمرو، وبه فسر قول الطرماح السابق، قال: أي تجتني جداد هذه الأرض، وفي بعض النسخ حبال: بالحاء، وهو تصحيف. والجداد، ككتان: بائع الخمر، أي صاحب الحانوت الذي يبيع الخمر، ومعالجها، ذكره ابن سيده. وذكره الأزهري عن الليث. وقال الأزهري: هذا حاق التصحيف الذي يستحي من مثله من ضعفت معرفته، فكيف بمن يدعي المعرفة الثاقبة وصوابه بالحاء. والجداد، ككتاب: جمع جدود كقلاص وقلوص للأتان السمينة، قاله أبو زيد. قال الشماخ:

كأن قتودى فوق جأب مـطـرد     من الحقب لاحته الجداد الغوارز والجديدان والأجدان: الليل والنهار، وذلك لأنهما لا يبليان أبدا. ومنه قول ابن دريد في المقصورة.

إن الجديدين إذا ما استوليا    على جديد أدياه للبلـى والجدجد كفدفد: الأرض الملساء، والغليظة، وفي الصحاح الصلبة المستوية. وأنشد لابن أحمر الباهلي:

يجنى بأوظفة شداد أسرهـا     صم السنابك لا تقي بالجدجد وقال أبو عمرو: الجدجد: الفيف الأملس. والجدجد، كهدهد: طويئر، تصغير طائر، يصر بالليل. وقال العدبس: هو الصدى، والجندب: الجدجد. والصرصر: صياح الليل، وقيل هو صرار اليل. وهو قفاز وفيه شبه من الجراد، والجمع الجداجد. وقال ابن الأعرابي: هي دويبة تعلق الإهاب فتأكله. والجدجد: بثرة تخرج في أصل الحدقة. وكل بثرة في جفن العين تدعى الظبظاب. قال شيخنا: قالوا هذا إطلاق بني تميم، وقول العامة كدكد غلط، قاله الجواليقي، قال وربيعة تسميها القمع. وعن ابن سيده: الجدجد: دويبة كالجندب إلا أنها سويداء قصيرة، ومنها ما يضرب إلى البياض ويسمى صرصرا. والجدجد: الحر العظيم، وهو تصحيف فاحش والصواب الحر، كذا في كتب الغريب. وأنشد للرماح:

حتى إذا صهب الجنادب ودعت    نور الربيع ولاحهن الجدجـد والجداء: المرأة الصغيرة الثدي وفي حديث علي في صفة امرأة قال: إنها جداء أي قصيرة الثدييين. والجداء من الغنم والإبل المقطوعة الأذن. وقيل: الجداء من كل حلوبة: الذاهبة اللبن عن عيب والجدودة: القليلة اللبن من غير عيب. والجمع جدائد وجداد. والجداء: الفلاة بلا ماء. ومفازة جداء: يابسة. قال:

وجداء لا يرجى بها ذو قـرابة    لعطف ولا يخشى السماة ربيبها السماة: الصيادون. وربيبها: وحشها، قاله أبو علي الفارسي. وجداء: ة، بالحجاز، قال أبو جندب الهذلي:

بغيتهم ما بين جداء والحشـى     وأوردتهم ماء الأثيل وعاصما

صفحة : 1918

وفي التهذيب، وقولهم: صرحت جداء، غير منصرف، وبجد، منصرف، وبجد، ممنوعة من الصرف، وبجدان، بالدال المهملة، وبجذان، بالمعجمة، وأورده حمزة في أمثاله، وبقدان وبقذان وبجلدان وجلدا، والأخيران من مجمع الأمثال. وبقردحمة وبقرذحمة. وأخرج اللبن رغوته، كل ذلك يقال في شيء وضح بعد التباسه، ويقال جلذان وجلدان صحراء. يعني برز الأمر إلى الصحراء بعدما كان مكتوما، كذا في اللسان. قال الصغاني: وهو على الجملة اسم موضع بالطائف لين مستو كالراحة لا حجر، كذا في النسخ، والصواب لا خمر، كما هو بخط الصاغاني فيه يتوارى به. والتاء في صرحت عبارة عن القصة أو الخطة، كأنه قيل: صرحت القصة أو الخطة، أو نحو ذلك مما يقتضيه المقام. قال شيخنا: وهو مأخوذ من كلام الميداني. وعن ابن السكيت: الجدود، بالفتح: النعجة التي قل لبنها من غير بأس ويقال للعنز: مصور ولا يقال جدود. وجدود: ع بعينه من أرض تميم، قريب من حزن بني يربوع بن حنظلة، على سمت اليمامة، فيه ماء يسمى الكلاب، وكانت فيه وقعة مرتين يقال للكلاب الأول يوم جدود، وهي لتغب على بكر بن وائل، قال الشاعر:

أرى إبلى عافت جدود فلم تذق     بها قطرة إلا تحلة مقـسـم وتجدد الضرع: ذهب لبنه، قال أبو الهيثم: ثدي أجد، إذا يبس. وجد الثدي والضرع وهو يجد جددا. والجدد، محركة: وجه الأرض، وقد تقدم، وما استرق من الرمل وانحدر. وقال ابن شميل: الجدد: ما استوى من الأرض وأصحر. قال والصحراء جدد، والفضاء جدد لا وعث فيه ولا جبل ولا أكمة، ويكون واسعا وقليل السعة، وهي أجداد الأرض. وفي حديث ابن عمر كان لا يبالي أن يصلي في المكان الجدد أي المستوي من الأرض. والجدد: شبه السلعة بعنق البعير. والجدد: الأرض الغليظة، وقيل: الأرض الصلبة، وقيل: المستوية، وفي المثل من سلك الجدد أمن العثار، يريد: من سلك طريق الإجماع. فكنى عنه بالجدد. وأجد: سلكها، أي الجدد، أو صار إليها. وأجد القوم علوا جديد الأرض، أو ركبوا جدد الرمل. وأنشد ابن الأعرابي.

أجددن واستوى بهن السهب     وعارضتهن جنوب نعـب وأجد الطريق، إذا صار جددا. وقالوا: هذا عربي جدا، نصبه على المصدر، لأنه ليس من اسم ما قبله ولا هو هو. وقالوا: هذا العالم جد العالم، وهذا عالم جد عالم، بالكسر، أي متناه بالغ الغاية فيما يوصف به من الخلال. وجاده في الأمر مجادة حاققه وأجد حقق، وقد تقدم. وما عليه جدة، بالكسر والضم، أي خرقة. وحكى اللحياني: أصبحت ثيابهم خلقانا، وخلقهم جددا. أراد: وخلقانهم جددا فوضع الواحد موضع الجمع. وأجدت قروني منه، بالفتح، أي نفسي، إذا أنت تركته. والجديد: ما لا عهد لك به، ولذلك وصف الموت بالجديد، هذلية. قال أبو ذؤيب:

فقلت لقلبي يالك الخير إنما     يدليك للموت الجديد حبابها

صفحة : 1919

وقال الأخفش والمغافص الباهلي: جديد الموت: أوله. والجديد: نهر باليمامة أحدثه مروان بن أبي الجنوب. وعن أبي عمرو: أجدك لا تفعل، بفتح الجيم وكسرها، والكسر أفصح، ولذلك اقتصر عليه، معناهما: مالك أجدا منك. ونصبهما على المصدر. قال الجوهري: معناهما واحد، ولا يقال أي لا يتكلم به ولا يستعمل إلا مضافا. وقال الأصمعي: أجدك، معناه أبجد هذا منك، ونصبهما بطرح الباء. وقال الليث: إذا كسر الجيم استحلفه بحقيقته وجده، وإذا فتح استحلفه ببخته وجده. وفي حديث قس:

أجدكما لا تقضيان كراكما أي أبجد منكما. وقال سيبويه: أجدك مصدر، كأنه قال أجدا منك، ولكنه لا يستعمل إلا مضافا. وقال ثعلب: ما أتاك في الشعر من قولك أجدك فهو بالكسر، وإذا قلت بالواو فتحت: وجدك لا تفعل. وإنما وجب الفتح لأنه صار قسما، فكأنه حلف بجده والد أبيه كما يحلف بأبيه. وقد يراد القسم بجده الذي هو بخته. وقال الشيخ ابن مالك في شرح التسهيل: وأما قولهم أجدك لا تفعل، فأجاز فيه أبو علي الفارسي تقديرين: أحدهما أن تكون لا تفعل موضع الحال، والثاني أن يكون أصله أجدك أن لا تفعل، ثم حذفت أن وبطل عملهاز وزعم أبو علي الشلوبين أن فيه معنى القسم. وفي الارتشاف لأبي حيان: وها هنا نكته، وهي أن الاسم المضاف إليه جد حقه أن يناسب فاعل الفعل الذي بعده في التكلم والخطاب والغيبة، نحو أجدي لا أكرمك، أجدك لا تفعل، وأجده لا يزورنا. وعلة ذلك أنه مصدر يؤكد الجملة التي بعده، فلو أضفته لغير فاعله اختل التوكيد. كذا نقله شيخنا في شرحه. والجادة: معظم الطريق، وقيل سواؤه، وقيل، وسطه، وقيل: هي الطريق الأعظم الذي يجمع الطرق ولا بد من المرور عليه. وقيل: جادة الطريق: مسلكه وما وضح منه. وقال أبو حنيفة: الجادة: الطريق إلى الماء. وقال الزجاج كل طريقة جدة وجادة. وقال الأزهري: وجادة الطريق سميت جادة لأنها خطة ملحوبة. ج جواد بتشديد الدال. وقال الليث: الجاد يخفف ويثقل، أما التخفيف فاشتقاقها من الجواد إذا أخرجه على فعله، والمشدد مخرجه من الطريق الجدد الواضح. قال أبو منصور قد غلط الليث في الوجهين معا، أما التخفيف فما علمت أحدا من أئمة اللغة أجازه، ولا يجوز أن يكون فعله من الجواد بمعنى السخي. وأما قوله: إذا شدد، فهو من الأرض الجدد، فهو غير صحيح، إنما سميت المحجة المسلوكة جادة لأنها ذات جدة وجدود، وهي طرقاتها وشركها المخططة في الأرض، وكذلك قال الأصمعي، وقال في قول الراعي:

فأصبحت الصهب العتاق وقد بدا     لهن المنار والجواد الـلـوائح قال: أخطأ الراعي حيث خفف الجواد، وهي جمع الجادة من الطرق التي بها جدد. وجد، بالضم: ع، حكاه ابن الأعرابي، وهو اسم ماء بالجزيرة. وأنشد:

فلو أنها كانت لقاحي كثـيرة      لقد نهلت من ماء جد وعلت

صفحة : 1920

ويروى: من ماء حد، وسيأتي. وجد الأثافي وجد الموالي: موضعان بعقيق المدينة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. وجدان، مشددة: ع كأنه تثنية جد. وجدان بن جديلة بن أسد بن ربيعة الفرس أبو بطن كبير، وهو بخط الصاغاني بفتح الجيم. والجديدة قريتان بمصر، إحداهما من الشرقية، والثاني من المرتاحية. ومصغرة: الجديدة: قلعة حصينة قرب حصن كيفي، وفي التكملة أعمالها متصلة بأعمال حصن كيفى. والجديدة: ع بنجد، فيه روضة ومناقع ماء، وهو عامر الآن بين الحرمين. والجديدة: ماء بالسماوة لبني كلب. وأجداد، بلا لام، والصواب الأجاد ع لبني مرة وأشجع وفزارة. قال عروة بن الورد:

فلا وألت تلك النفوس ولا أتـت     على روضة الأجداد وهي جميع وذو الجدين، بالفتح، عبد الله بن الحارث بن همام، وعمرو ابن ربيعة بن عمرو فارس الضحياء، ويقال إن فارس الضحياء هو بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد الشيباني، وهما قولان. وكزبير: جديد بن خطاب الكلبي، شهد فتح مصر، وروى عن عبد الله بن سلام. ومما يستدرك عليه: هذا الطريق أجد الطريقين، أي أوطؤهما وأشدهما استواء وأقلهما عدواء. وأجدت لك الأرض، إذا انقطع عنك الخبار ووضحت. قال أبو عبيد: وجاء في الحديث فأتينا على جدجد متدمن قيل: الجدجد، بالضم: البئر الكثيرة الماء. قال أبو عبيد: وهذا لا يعرف إنما المعروف الجد، وهي البئر الجيدة الموضع من الكلإ. قال أبو منصور وهذا مثل الكمكمة للكم، والرفرفة للرف. وسنة جداء: محلة. وعام أجد. وشاة جداء: قليلة اللبن يابسة الضرع، وكذلك الناقة والأتان. والجدودة: القليلة اللبن من غير عيب، والجمع جدائد. وقال الأصمعي: جدت أخلاف الناقة، إذا أصابها شيء يقطع أخلافها. والمجددة: المصرمة الأطباء. وعن شمر: الجداء الشاة التي انقطع أخلافها. وقال خالد: هي المقطوعة الضرع، وقيل هي اليابسة الأخلاف إذا كان الصرار قد أضر بها. والجداء من الغنم والإبل: المقطوعة الأذن. وقولهم جدد الوضوء، والعهد، على المثل. وكساء مجدد: فيه خطوط مختلفة. وفي حديث أبي سفيان جد ثديا أمك أي قطعا، وهو دعاء عليه بالقطيعة، قاله الأصمعي. وعنه أيضا: يقال للناقة إنها لمجدة بالرحل، إذا كانت جادة في السير. قال الأزهري: لا أدري أقال مجدة أو مجدة: فمن قال مجدة فهي من جد يجد، ومن قال مجدة فهي من أجدت. وعن الأصمعي: يقال: لفلان أرض جاد مائة وسق، أي تخرج مائة وسق إذا زرعت. وهو كلام عربي. والجاد بمعنى المجدود. وقال اللحياني: جدادة النخل وغيره: ما يستأصل. وجديدتا السرج والرحل: اللبد الذي يلزق بهما من الباطن. قال الجوهري: وهذا مولد. وقولهم: في هذا خطر جد عظيم. أي عظيم جدا. وجد به الأمر: اشتد، قال أبوسهم:

أخالد لا يرضى عن العبد ربه    إذا جد بالشيخ العقوق المصمم وعن الأصمعي: أجد فلان أمره بذلك، أي أحكمه. وأنشد:

أجد بهـا أمـرا وأيقـن أنـه    لها أو لأخرى كالطحين ترابها

صفحة : 1921

وجدان بن جديلة، بالضم: بطن من ريبعة. والجداد كرمان: صغار العضاه. وقال أبو حنيفة: صغار الطلح، الواحدة جدادة. وفي الحديث: احس الماء حتى يبلغ الجد، قال ابن الأثير هي ها هنا المسناة، وهو ما وقع حول المزرعة كلجدار، وقيل هو لغة في الجدار، ويروى الجدر، بالضم جمع جدار ويروى بالذال وسيأتي. والجد بن قيس له ذكر. والجدية بالكسر: قرية قرب رشيد. وجداد كغراب: بطن من خولان، منهم الليث بن عاصم، وأخوه أبو رجب العلاء بن عاصم إمام جامع مصر، وجدهما لأمهما ملكان بن سعد الجدادي، كان شريفا بمصر. وأسيد الخولاني الجدادي، شهد فتح مصر وصحب عمر. وعبد الملك بن إبراهيم الجدي، وقاسم بن محمد الجدي، وأحمد بن سعيد بن فرقد الجدي، وعبد الله ابن إبراهيم الجدي، وعلي بن محمد القطان الجدي، كل هؤلاء بكسر الجيم، محدثون. وبفتح الجيم أبو سعيد بن عبدوس الجدي، سمع من مالك. وأبو عبد الله محمد بن عمر الجديدي، من أهل بخارا، زاهد عابد حدث عنه أبو منصور النسفي. وعبد الجبار بن عبد الله بن أحمد ابن الجد الحربي، بكسر الجيم محدث، هكذا ضبطه منصور بن سليم. وبنو جديد، كزبير: بطن من العرب.

ج-ر-د
الجرد، محركة: فضاء لا نبات فيه. قال أبو ذؤيب يصف حمارا وأنه يأتي الماء ويشرب ليلا:

يقضي لبانته بالـلـيل ثـم إذا     أضحى تيمم حزما حوله جرد ومن المجاز مكان جرد، تسمية بالمصدر، وأجرد وجرد، ككتف: لا نبات به. جرد الفضاء كفرح جردا. وأرض جرداء وجردة، كفرحة كذلك. وقد جردت جردا. وجمع الأجرد الأجارد، وقد جاء ذكره في الحديث. وقد جردها القحط جردا، هكذا ضبط في سائر النسخ، والصواب جردها تجريدا، كما في اللسان وغيره. وسنة جارود: مقحطة شديدة المحل، كأنها تهلك الناس، وهو مجاز. وكذلك الجارودة. وجرده، أي الشيء يجرده جردا وجرده تجريدا: قشره. قال:

كأن فداءها إذ جـردوه     وطافوا حوله سلك يتيم ويروى حردوه، بالحاء المهملة وسيأتي. وجرد الجلد يجرده جردا: نزع عنه شعره، وكذلك جرده تجريدا. قال طرفة:

كسبت اليماني شعره لم يجرد وجرد القوم يجردهم جردا سألهم فمنعوه، أو أعطوه كارهين. وجرد زيدا من ثوبه: عراه، كجرده تجريدا. وحكى الفارسي عن ثعلب: جرده من ثوبه وجرده إياه، فتجرد وانجرد، أي تعرى. قال سيبويه: انجرد ليست للمطاوعة إنما هي كفعلت. وجرد القطن: حلجه، نقله الصاغاني. ومن المجاز ثوب جرد، أي خلق قد سقط زئبره، وقيل هو الذي بين الجديد والخلق. ومن المجاز: رجل أجرد: لا شعر عليه، أي على جسده. وفي صفته صلى الله عليه وسلم أنه أجرد ذو مسربة قال ابن الأثير: الأجرد الذي ليس على بدنه شعر، ولم يكن صلى الله عليه وسلم كذلك وإنما أراد به أن الشعر كان في أماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين، فإن ضد الأجرد الأشعر، وهو الذي على جميع بدنه شعر. وفي حديث صفة أهل الجنة جرد مرد متكحلون. ومن المجاز: فرس أجرد وكذلك غيره من الدواب: قصير الشعر، وزاد بعضهم: رقيقه. وقد جرد، كفرح، وانجرد. وذلك من علامات العتق والكرم. وقولهم أجرد القوائم، إنما يريدون أجرد شعر القوائم، قال:

كأن قتودى والقيان هوت به من الحقب جرداء اليدين وثيق

صفحة : 1922

وتجرد الفرس وانجرد: تقدم الحلبة فخرج منها، ولذلك قيل نضا الفرس الخيل، إذا تقدمها، كأنه ألقاها عن نفسه كما ينضو الإنسان ثوبه عنه. والأجرد: السباق، أي الذي يسبق الخيل وينجرد عنها لسرعته، عن ابن جني، وهو مجاز. ومن المجاز أيضا جرد السيف من غمده كنصر، وجرده تجريدا: سله. وسيف مجرد: عريان. و. جرد الكتاب والمصحف تجريدا: لم يضبطه، أي عراه من الضبط والزيادات والفواتح. ومنه قول عبد الله بن مسعود وقد قرأ عنده رجل فقال: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فقال: جردوا القرآن ليربو فيه صغيركم، ولا ينأى عنه كبيركم ولا تلبسوا به شيئا ليس منه وكان إبراهيم يقول: أراد بقوله جردوا القرآن من النقط والإعراب والتعجيم وما أشبهها. وقال أبو عبيد أراد لا تقرنوا به شئيا من الأحايث التي يرويها أهل الكتاب، ليكون وحده مفردا. وعن ابن شميل: جرد فلان الحج تجريدا، إذا أفرده ولم يقرن، وكذا تجرد بالحج. قال السيوطي: لم يحك ابن الجوزي والزمخشري سواه كما نقله شيخنا. وجرد الرجل تجريدا: لبس الجرود، بالضم، اسم للخلقان من الثياب، يقال: أثواب جرود. قال كثير عزة:

فلا تبعدن تحت الضريحة أعظم     رميم وأثواب هنـاك جـرود والتجرد: التعري. ويقال امرأة بضة الجردة، بضم الجيم، والمجرد، كمعظم والمتجرد، بفتح الراء المشددة وكسرها، والفتح أكثر، أي بضة عند التجرد. وفي صفته صلى الله عليه وسلم أنه كان أنور المتجرد أي ما جرد عنه الثياب من جسده وكشف، يريد أنه كان مشرق الجسد. والمتجرد على هذا مصدر. ومثل هذا رجل حرب أي عند الحرب، فإن كسرت الراء أردت الجسم. وفي التهذيب: امرأة بضة المتجرد، إذا كانت بضة البشرة إذا جردت من ثوبها. وتجرد العصير: سكن غليانه. وتجردت السنبلة وانجردت: خرجت من لفائفها، وكذلك النور عن كمامه. ومن المجاز: تجرد زيد لأمره، إذا جد فيه، ومنه تجرد للعبادة. وجرد للقيام بكذا. وكذلك تجرد في سيره وانجرد، وكذلك قالوا: شمر في سيره. وتجرد بالحج: تشبه بالحاج ومأخوذ ذلك من حديث عمر تجردوا بالحج وإن لم تحرموا. قال إسحاق بن منصور: قلت لأحمد: ما قوله تجردوا بالحج? قال: تشبهوا بالحاج وإن لم تكونوا حجاجا. ومن المجاز خمر جرداء: صافية، منجردة عن خثاراتها وأثفالها، عن أبي حنيفة. وأنشد للطرماح:

فلما فت عنها الطين فـاحـت     وصرح أجرد الحجرات صافي وانجرد به السيل، هكذا باللام في سائر النسخ، والصواب على ما في الأساس واللسان وغيرهما من كتب الغريب: انجرد به السير: امتد وطال من غير لي على شيء. وقالوا: إذا جد الرجل في سيره فمضى يقال: انجرد فذهب، وإذا جد في القيام بأمر قيل: تجرد. وانجرد الثوب: انسحق ولان كجرد. وفي حديث أبي بكر ليس عندنا من مال المسلمين إلا جرد هذه القطيفة أي التي انجرد خملها وخلقت. والجرد، بفتح فسكون: الفرج، للذكر والأنثى. وفي بعض النسخ الفرخ، بالخاء المعجمة، وهو تحريف والذكر. قال شيخنا: من عطف الخاص على العام. والجرد: الترس، والبقية من المال. وفي التهذيب: قال الرياشي: أنشدني الأصمعي في النون مع الميم:

ألا لها الويل على مبين    على مبين جرد القصيم

صفحة : 1923

الجرد، بالتحريك: د، هكذا في سائر النسخ. وفي الصحاح: اسم موضع ببلاد تميم، والقصيم نبت، وقيل موضع بعينه معروف في الرمال المتصلة بجبال الدهناء. والجرد، محركة: عيب، م، أي معروف في الدواب، أو هو بالذال المعجمة، وقد حكى ذلك. والفعل منه جردجردا. قال ابن شميل: الجرد: ورم في مؤخر عرقوب الفرس يعظم حتى يمنعه المشي والسعي. وقال أبو منصور: ولم أسمعه لغيره، وهو ثقة مأمون. والجارود: المشئوم، بالهمزة، وفي بعض النسخ المشتوم من الشتم. وهو مجاز، كأنه يجرد الخير لشؤمه. وفي اللسان: الجرد أخذك الشىء عن الشيء حرقا وسحقا، ولذلك سمي المشئوم جارودا. والجارود لقب بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى، من بني عبد القيس العبدي الصحابي رضي الله عنه، كنيته أبو المنذر، وقيل أبو غياث وهو أصح، وضبطه عبد الغني، أبو عتاب، وذكرهما أبو أحمد الحاكم، له حديث، وقتل بفارس، في عقبة الطين سنة إحدى وعشرين، وقيل بنهاوند مع النعمان بن المقرن، سمي به لأنه فر بإبله الجرد، أي التي أصابها الجرد إلى أخواله من بني شيبان ففشا ذلك الداء في إبلهم فأهلكها. وفيه يقول الشاعر:

لقد جرد الجارود بكر بن وائل ومعناه شئم عليهم، وقيل: استأصل ما عندهم. والجارودية: فرقة من الزيدية من الشيعة نسبت إلى أبي الجارود زياد بن أبي زياد، وفي بعض النسخ ابن أبي زياد. وأبو الجارود هو الذي سماه الإمام الباقر سرحوبا وفسره بأنه شيطان يسكن البحر. من مذهبهم النص من النبي صلى الله عليه وسلم على إمامة علي وأولاده، وأنه وصفهم وإن لم يسمهم، وأن الصحابة رضي الله عنهم وحماهم كفروا بمخالفته وتركهم الاقتداء بعلي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم. والإمامة بعد الحسن والحسين شورى في أولادهما، فمن خرج منهم بالسيف وهو عالم شجاع فهو إمام. نقله شيخنا في شرحه. ومن المجاز: ضربه بجريدة. الجريدة هي سعفة طويلة رطبة، الجريدة للنخلة كالقضيب للشجرة، أو الجريدة هي التي تقشر من خوصها كما يقشر القضيب من ورقه، والجمع جريد وجائد، وقيل هي السعفة ما كانت، بلغة أهل الحجاز. وفي الصحاح: الجريد: الذي يجرد عنه الخوص، ولا يسمى جريدا ما دام عليه الخوص وإنما يسمى سعفا. ومن المجاز: الجريدة: خيل لا رجالة فيها ولا سقاط. ويقال: ندب القائد جريدة من الخيل، إذا لم ينهض معهم راجلا. قال ذو الرمة يصف عيرا:

يقلب بالصمان قودا جريدة     ترامى به قيعانه وأخاشبه ويقال جريدة من الخيل للجماعة جردت من سائرها لوجه، كالجرد بالضم. والجريدة: البقية من المال. ومن المجاز أشأم من جرادة الجرادة امرأة، وهي قينة كانت بمكة، ذكروا أنها غنت رجالا بعثهم عاد إلى البيت يستسقون، فألهتهم عن ذلك، وإياها عنى ابن مقبل بقوله:

سحرا كما سحرت جرادة شربها     بغرور أيام ولـهـو لـيالـي

صفحة : 1924

والجرادة: اسم فرس عبد الله ابن شرحبيل، سميت بواحد الجراد، على التشبيه لها بها، كما سماها بعضهم خيفانة. ولاجرادة أيضا فرس لأبي قتادة الحارث بن ربعي السلمي الصحابي، توفي، سنة أربع وخمسين. وفرس آخر لسلامة بن نهار بن أبي الأسود ابن حمران بن عمرو بن الحرث بن سدوس. وآخر لعامر بن الطفيل سيد بني عامر في الجاهلية، وأخذها بعد سرح بن مالك الأرحبي كما نقله الصاغاني، كل ذلك على التشبيه. وجرادة العيار: فرس، وأنكره بعضهم. وقال في قول ابن أدهم النعامي الكلبي:

ولقد لقيت فوارسا من رهطنا     غنظوك غنظ جرادة العيار ما ذكره المصنف، وقو قوله: أو العيار اسم رجل أثرم أخذ جرادة ليأكلها فخرجت من موضع الثرم بعد مكابدة العناء فصار مثلا قال الصاغاني: وهو الصواب. وفي قصة أبي رغال: فغنته الجراداتان، وهما مغنيتان كانتا بمكة في الجاهلية مشهورتان بحسن الصوت والغناء، أو أنهما كانتا للنعمان بن المنذر. ومن المجاز: يوم جريد وأجرد، أي تام، وكذلك الشهر، عن ثعلب وفي الأساس: ويقال مضى عليه عام أجرد وجريد، وسنة جرداء كاملة متجردة من النقص. والجرد كمعظم والجردان بالضم، والأجرد: قضيب ذوات الحافر، أو هو عاك، وقيل هو في الإنسان أصل وفيما سواه مستعار. ج أي جمع الجردان جرادين. ومن المجاز: ما رأيته مذ أجردان وجريدان ومذ أبيضان، يريد يومينش أو شهرين تامين. والجراد، ككتان: جلاء آنية والإجرد، بالكسر كإكبر، أي مشددة الراء، وقد يخفف فيكون كإثمد: نبت يدل على الكمأة. قال

جنيتها من مجتنـى عـويص     من منبت الإجرد والقصيص

صفحة : 1925

وقال النضر: الإجرد: بقل له حضب كأنه الفلفل. والجراج، بالفتح، م أي معروف، الواحدة جرادة، للذكر والأنثى. قال الجوهري: وليس الجراد بذكر للجرادة، وإنما اسم للجنس، كالبقر والبقرة، والتمر والتمرة، والحمام والحمامة، وما أشبه ذلك، فحق مذكره أن لا يكون مؤنثه من لفظه، لئلا يلتبس الواحد المذكر بالجمع. قال أبو عبيد: قيل: هو سروة، ثم دبى، ثم غوغاء، ثم خيفان، ثم كتفان، ثم جضراد. وقيل: الجراد الذكر، والجرداة الأنثى. ومن كلامهم: رأيءت جرادا على جرادة. كقولهم: رأيت نعاما على نعامة. قال الفارسي: وذلك موضوع على ما يحافظون عليه ويتركون غيره الغالب إليه من إلزام المؤنث العلامة، المشعرة يالتأنيث،وإن كان أيضا غير ذلك من كلامهم واسعا كثيرا، يعني المؤنث الذي لا علامة فيه، كالعين والقدر، والمذكر الذي فيه علامة التأنيث كالحمامة والحية. قال أبو حنيفة: قال الأصمعي: إذا اصفرت الذكور واسودت الإناث ذهب عنها الأسماء، إلا الجراد، يعني أنه اسم لا يفارقها. وذهب أبو عبيد في الجراد إلى أنه آخر أسمائه. وجراد: ع، وجبل، قيل: سمي الموضع بالجبل، وقيل بالعكس، وقيل هما متباعدان، ومنه قول بعض العرب: تركت جرادا كأنها نعامة باركة أي كثير العشب، هكذا أورده الميداني وغيره. وجردت الأرض فهي مجرودة، إذا أكل الجراد نبتها. وجرد الجراد الأرض يجردها جردا: احتنك ما عليها من النبات فلم يبق منه، شيئا، وقيل: إنما سمي جرادا بذلك. قال ابن سيده: فأما ما حكاه أبو عبيد من قولهم: أرض مجرودة فالوجه عندي أن يكون مفعولة، من جردها الجراد. والآخر أن يعنى بها كثيرته، أي الجراد، كما قالوا أرض موحوشة: كثيرة الوحش، فيكون على صيغة مفعول من غير فعل إلا بحسب التوهم، كأنه جردت الأرض، أي حدث فيها الجراد، أو كأنها رميت بذلك. وجرد الرجل، كفرح، جردا، إذا شري جلده من أكله، أي الجراد، فهو جرد. كذا وقع في الصحاح واللسان وغيرهما، وفي بعض النسخ عن أكله. وجرد الإنسان، كعني، أي مبنيا للمجهول، إذا أكل الجراد فشكا بطنه عن أكله، فهو مجرود. وجرد الزرع: أصابه الجراد. ومن المجاز قولهم: ما أدرى أي جراد، هكذا في الصحاح. وفي الأساس واللسان: أي الجراد عاره، أي أي الناس ذهب به. والجرادي، كغرابي: ة بصنعاء اليمن، نقله الصاغاني. والجرادة، بالضم: اسم رملة بأعلى البادية بين البصرة واليمامة. وجراد، كغراب: ماء أو موضع بديار بني تميم، بين حائل والمروت. ويقال هو جرد القصيم، وقيل: أرض بين عليا تميم وسفلى قيس. ويقال: رمي فلان على جرده، محركة، وأجرده، أي على ظهره. ودراب - كسحاب - جرد، بكسر فسكون: موضعان، هكذا في سائر النسخ، والذي في اللسان وغيره موضع، بالإفراد. قال: فأما قول سيبويه: فدراب جرد كدجاجة، ودراب جردين كدجاجتين فإنه لم يرد أن هناك دراب جردين، وإنما يريد أن جرد بمنزلة الهاء في دجاجة، فكما تجىء بعلم التثنية بعد الهاء في قولك دجاجتين كذلك تجىء بعلم التثنية بعد جرد، وإنما هو تمثيل من سيبويه، لا أن دراب جردين معروف. وابن جردة، بالفتح، كان من متمولي بغداد، وإليه نسبت خرابة ابن جردة ببغداد، نقله الصاغاني. وجرادى، كفعالى، وفي بعض النسخ كفرادى ع، عن ابن دريد. وجردان، كعثمان: واد بين عمقين ووادي حبان من اليمن، كما هو نص التكملة، وسياق المصنف لا يخلو عن قصور. والمتجردة: اسم امرأة النعمان بن المنذر ملك الحيرة.

صفحة : 1926

وجرود كصبور: ع بدمشق من شرقيها بالغوطة. وأجارد بالضم، كأباتر، وهي من الألفاظ التسعة التي وردت على أفاعل، بالضم، على ما قاله ابن القطاع، وجارد، هكذا في سائر النسخ التي بين أيدينا، ومثله في اللسان وغيره: موضعان، وقد شذ شيخنا حيث جعله أجارد، بزيادة الهمزة المفتوحة في أوله. ومما يستدرك عليه: الجرادة، بالضم: اسم لما جرد من الشيء أي قشر. والجردة، بالفتح: البردة المنجردة الخلقة، وهو مجاز. وفي الأساس، أي لأنها إذا أخلقت انتفض زئبرها واملاست. وفي الحديث وفي يدها شحمة وعلى فرجها جريدة، تصغير جردة، وهي الخرقة البالية. والسماء جرداء إذا لم يكن فيها غيم. وفي الحديث إنكم في أرض جردية قيل. هي منسوبة إلى الجرد، محركة، وهي كل أرض لا نبات بها. وفي حديث أبي حدرد: فرميته على جريداء بطنه أي وسطه، وهو موضع القفا النجرد عن اللحم، تصغير الجرداء. ومن المجاز: خد أجرد: لا نبات به. وكا للنبي صلى الله عليه وسلم نعلان جرداوان، أي شعر عليهما. والتجريد: التشذيب. وعن أبي زيد: يقال للرجل إذا كان مستحييا ولم يكن بالمنبسط في الظهور: ما أنت بمنجرد السلك، وهو مجاز، والذي في الأساس: ما أنت بمنجرد السلك أي لست بمشهور. وانجردت الإبل من أورها، إذا سقطت عنها. وتجرد الحمار: تقدم الأتن فخرج عنها. ورجل مجرد، كمكرم: أخرج من ماله، عن ابن الأعرابي. ويقال: تنق إبلا جريدة، أي خيارا شدادا. والمجرود: المقشور، وما قشر عنه: جرادة. ومن المجاز: قلب أجرد، أي ليس فيه غل ولا غش. والجرداء: الصخرة الملساء. ومن المجاز: لبن أجرد: لا رغوة له، قال الأعشي:ود كصبور: ع بدمشق من شرقيها بالغوطة. وأجارد بالضم، كأباتر، وهي من الألفاظ التسعة التي وردت على أفاعل، بالضم، على ما قاله ابن القطاع، وجارد، هكذا في سائر النسخ التي بين أيدينا، ومثله في اللسان وغيره: موضعان، وقد شذ شيخنا حيث جعله أجارد، بزيادة الهمزة المفتوحة في أوله. ومما يستدرك عليه: الجرادة، بالضم: اسم لما جرد من الشيء أي قشر. والجردة، بالفتح: البردة المنجردة الخلقة، وهو مجاز. وفي الأساس، أي لأنها إذا أخلقت انتفض زئبرها واملاست. وفي الحديث وفي يدها شحمة وعلى فرجها جريدة، تصغير جردة، وهي الخرقة البالية. والسماء جرداء إذا لم يكن فيها غيم. وفي الحديث إنكم في أرض جردية قيل. هي منسوبة إلى الجرد، محركة، وهي كل أرض لا نبات بها. وفي حديث أبي حدرد: فرميته على جريداء بطنه أي وسطه، وهو موضع القفا النجرد عن اللحم، تصغير الجرداء. ومن المجاز: خد أجرد: لا نبات به. وكا للنبي صلى الله عليه وسلم نعلان جرداوان، أي شعر عليهما. والتجريد: التشذيب. وعن أبي زيد: يقال للرجل إذا كان مستحييا ولم يكن بالمنبسط في الظهور: ما أنت بمنجرد السلك، وهو مجاز، والذي في الأساس: ما أنت بمنجرد السلك أي لست بمشهور. وانجردت الإبل من أورها، إذا سقطت عنها. وتجرد الحمار: تقدم الأتن فخرج عنها. ورجل مجرد، كمكرم: أخرج من ماله، عن ابن الأعرابي. ويقال: تنق إبلا جريدة، أي خيارا شدادا. والمجرود: المقشور، وما قشر عنه: جرادة. ومن المجاز: قلب أجرد، أي ليس فيه غل ولا غش. والجرداء: الصخرة الملساء. ومن المجاز: لبن أجرد: لا رغوة له، قال الأعشي:

ضمنت لنا أعجازه أرمـاحـنـا     ملء المراجل والصريح الأجردا

صفحة : 1927

وناقة جردا: أكول. وأبو جرادة: عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر، أخي عبادة وعمر. ووالد خفاجة بن عقيل أخي قشير وجعدة والحريش أولاد كعب أخي كلاب ابني ربيعة بن عامر بن صعصعة، صاحب علي رضي الله عنه، وهو جد بني جرادة بحلب. وقرأت في معجم شيوخ الحافظ الدمياطي قال: عيسى بن عبد الله بن أبي جرادة، نقل من البصرة مع أبيه سنة إحدى وخمسين، في طاعون الجارف إلى حران ثم إلى حلب، فولد بها موسى ووالد موسى هارون وعبد الله، فهارون جد بني العديم، وعبد الله جد بني أبي جرادة. انتهى. وجردو: قرية بالفيوم. وجرد القصيم من القريتين على مرحلة، وهما دون رامة بمرحلة، ثم إمرة الحمى ثم طخفة ثم ضرية. والمجرد كمنبر: محلج القطن. وكمعظم: الذكر، كالأجرد. والجردة، محركة، من نواحي اليمامة، بالفتح نهر بمصر مخرجه من النيل. والجرداء: فرس أبي عدي بن عامر ابن عقيل. والمجرود: من جرده السفر أو العمل. والجردة والتجريدة: الجريدة من الخيل. وتجريدة عامر: قرية بشرقية مصر وخسر وجرد: قرية من ناحية بيهق. وبقي من الأمثال قولهم أحمى من مجير الجراد وهو مدلج بن سويد الطائي. وأجارد، بفتح الهمزة: اسم موضع، كذا عن ابن القطاع. والجاررد بن المنذر صحابي، وهو غير الذي ذكره المصنف، روى عنه ابن سيرين والحسن شيئا يسيرا. وجراد أبو عبد الله العقيلي، وجراد ابن عبس من أعراب البصرة، صحابيان. وأبو عاصم الجرادي الزاهد، كان في عصر مالك بن دينار، نسب إلى جد له. وجرداة، بالضم: ماء في ديار بني تميم. وجردان، كسحبان: بلد قرب زابلستان بين غزنة وكابل، به يصيف أهل ألبان. والجراد، ككتاب: بادية بين الكوفة والشام

ج-ر-ه-د
اجرهد الرجل في سيره أسرع. واجرهد الطريق: امتد. و اجرهد الليل: طال. واجرهد في السير استمر. واجرهد القوم: قصدوا القصد. واجرهدت الأرض لم يوجد فيها نبت ولا مرعى. واجرهدت السنة: اشتدت وصعبت. قال الأخطل:

مساميح الشتاء إذا اجرهـدت    وعزت عند مقسمها الجزور أي اشتدت وامتد أمرها. والجرهدة: الوحاء في السير. والجرهدة. جرة الماء. ويقال هي جرهدة كالمرزبة، بكسر الميم. والجرهد، كجعفر وسنبل: السيار النشيط، قاله أبو عمرو. والمجرهد: المسرع في الذهاب. قال اشاعر:

لم تراقب هناك ناهلة الوا     شين لما اجرهد ناهلهـا وبه سمي جرهد بن خويلد وقيل ابن ازاح بن عدي الأسلمي أبو عبد الرحمن، صحابي من أهل الصفة شهد الحديبية، رضي الله عنه.

ج-س-د
الجسد، محركة: جسم الإنسان، ولا يقال لغيره من الأجسام المغتذية، ولا يقال لغير الإنسان جسد من خلق الأرض. وكل خلق لا يأكل ولا يشرب من نحو الجن والملائكة مما يعقل فهو جسد. وفي كلام ابن سيده ما يقتضي أن إطلاقه على غير الإنسان من قبيل المجاز. والجسد: الزعفران أو العصفر، كالجساد، ككتاب، قال ابن الأعرابي ويقال للزعفران الريهقان والجادي والجساد. وعن الليث: الجساد: الزعفران ونحوه من الصبغ الأحمر والأصفر الشديد الصفرة. وأنشد:

جسادين من لونين ورس وعندم

صفحة : 1928

وكان عجل بني إسرائيل جسدا يصيح لا يأكل ولا يشرب، وكذا طبيعة الجن. قال عز وجل فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار جسدا بدل من عجلا لأن العجل ها هنا هو الجسد، وإن شئت حملته على الحذف، أي ذا جسد، والجمع أجساد. والجسد: الدم اليابس، وفي البارع: لايقال لغير الحيوان العاقل جسد إلا للزعفران والدم إذا يبس، كالجسد، ككتف، والجاسد والجسيد والجساد، ككتاب، الأخير من روض السهيلي. وقال الليث: الجسد من الدماء: ما قد يبس، فهو جامد جاسد. قال الطرماح يصف سهاما بنصالها:

فراغ عواري الليط يكسى ظباتها      سبائب منها جاسـد ونـجـيع وفي الصحاح: الجسد: الدم، قال النابغة:

وما هريق على الأنصاب من جسد والجسد، محركة: مصدر جسد الدم به، كفرح، إذا لصق به، فهو جاسد وجسد. وثوب مجسد، كمكرم، ومجسد كمعظم: مصبوغ بالزعفران أو العصفر، كذا قاله ابن الأثير. وقيل المجسد: الأحمر. ويقال على فلان ثوب مشبع من الصبغ، وعليه ثوب مفدم. فإذا قام قياما من الصبغ قيل: قد أجسد ثوب فلان إجسادا فهو مجسد. والمجسد، كمبرد، وأشهر منه كمنبر: ثوب يلي الجسد، أي جسد المرأة فتعرق فيه. وقال ابن الأعرابي. ولا تخرجن إلى المساجد في المجاسد: هو جمع مجسد، وهو القميص الذي يلي البدن، وقال الفراء: المجسد والمجسد واحد، وأصله الضم لأنه من أجسد أي ألزق بالجسد، إلا أنهم استثقلوا الضم فكسروا الميم، كما قالوا للمطرف مطرف، والمصحف مصحف والجساد، كغراب: وجع يأخذ في البطن يسمى بيجيدق معرب بيجيده. وقال الخليل: يقال صوت مجسد، كمعظم: مرقوم على نغمات ومحنة، هكذا في النسخ، وفي بعضها مرقوم على محسنة ونغم وهو خطأ. وجسداء، محركة ممدودا: ع ببطن جلذان بكسر الجيم واللام وتشديد الال المعجمة، وفي التكملة: جسداء، بضم الجيم وفتحها معا، مع المد: موضع. وكشط على قوله ببطن جلذان، وكأنه لم يثبت عنده ذلك. وذو المجاسد لقب عامر بن جشم بن حبيب، لأنه أول من صبغ ثيابه بالزعفران، فلقب به، نقله الصاغاني. وذكر الجوهري الجلسد هنا غير سديد وقد ذكره غيره في الرباعي، وتبعه المصنف كما سيأتي فيما بعد. وإذا كانت اللام زائدة كما هو رأي الجوهري، وأكثر الأئمة فلا وجه للاعتراض وإيراده إياها فيما بعد بقلم الحمرة، كما قاله شيخنا. ومما يستدرك عليه: حكى اللحياني: إنها لحسنة الأجساد، كأنهم جعلوا كل جزء منها جسدا، ثم جمعوه على هذا. وتجسد الرجل، مثل تجسم، والجسم البدن. ومجسد، بالفتح: موضع في شعر.

ج-ض-د
رجل جضد، بفتح فسكون، أهمله الجوهري، وقال الفراء: أي جلد، يبدلون اللام ضادا، ورواه أبو تراب أيضا.

ج-ع-د
الجعد من الشعر: خلاف السبط، أو هو القصير منه، عن كراع. جعد الشعر، ككرم، جعودة بالضم، وجعادة، بالفتح وجعد، بالكسر، جعدا، كذا في الأفعال وتجعد، وجعده صاحبه تجعيدا. وهو جعد الشعر بين الجعودة وهي بهاء، وجمعها جعاد. قال معقل بن خويلد:

وسود جعاد غلاظ الرقا     بمثلهم يرهب الراهب وتراب جعد: ند وثرى جعد مثل ثعد إذا كان لينا. وجعد الثرى وتجعد: تقبض وتعقد. وحيس جعد ومجعد، كمعظم: غليظ غير سبط. أنشد ابن الأعرابي:

خذامية آدت لها عجوة القرى     وتخلط بالمأقوط حيسا مجعدا

صفحة : 1929

رماها بالقبيح، يقول: هي مخلطة لا تختار من يواصلها. ومن المجاز: رجل جعد، أي كريم جواد، كناية عن كونه عربيا سخيا، لأن العرب موصوفون بالجعودة، كذا في الأساس. ورجل جعد: بخيل لئيم. فهو من الأضداد وإن لم ينبه. وفي اللسان: الجعد إذا ذهب به مذهب المدح فله معنيان مستحبان: أحدهما أن يكون معصوب الجوارح شديد الأسر والخلق غير مسترخ ولا مضطرب. والثاني أن يكون شعره جعدا غير سبط، لأن سبوطة الشعر هي الغالبة على شعور العجم من الروم والفرس، وجعودة الشعر هي الغالبة على شعور العرب. فإذا مدح الرجل بالجعد لم يخرج عن هذين المعنيين. وأما الجعد المذموم فله أيضا معنيان كلاهما منفي عمن يمدح، أحدهما أن يقال رجل جعد إذا كان قصيرا متردد الخلق. والثاني أن يقال رجل جعد، إذا كان بخيلا لئيما لا يبض حجره. وإذا قالوا رجل جعد السبوطة فمدح، إلا أن يكون قططا مفلفلا كشعر الزنج والنوبة فهو حينئذ ذم. وفي حديث الملاعنة إن جاءت به جعدا قال ابن الأثير: الجعد في صفات الرجال يكون مدحا وذما، ولم يذكر ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم هل جاءت به على صفة المدح أو الذم. كجعد اليدين وجعد الأنامل، وهو البخيل. قال الأصمعي: زعموا أن الجعد السخي. قال: ولا أعرف ذلك، والجعد البخيل، وهو معروف، قال كثير في السخاء يمدح بعض الخلفاء:

إلى الأبيض الجعد ابن عاتكة الذي    له فضل ملك في البرية غالـب قال الأزهري: وفي شعر الأنصار ذكر الجعد، وضع موضع المدح أبيات كثيرة، وهم من أكثر الشعراء مدحا بالجعد. ومن المجاز: رجل جعد القفا، إذا كان لئيم الحسب. وفي المصباح يرد الجعد بمعنى الجواد والكريم والبخيل واللئيم، ويقابل السبط، ويوصف بقطط كجبل وكتف في الكل. ومن المجاز رجل جعد الأصابع إذا كان قصيرها وجعد الجنان، للبخيل. والجعودة في الخد: ضد الأسالة، وهو ذم أيضا. يقال خد جعد، أي غير أسيل. وبعير جعد: كثير الوبر وقد يكنى البعير بأبي الجعد. زبد جعد: متراكب مجتمع، وذلك إذا صار بعضه فوق بعض على خطم البعير أو الناقة، يقال جعد اللغام، بالضم، إذا كان متراكم الزبد، قال ذو الرمة:


تنجو إذا جعلت تدمى أخشتها    واعتم بالزبد الجعد الخراطيم وأبو جعدة وأبو جعادة، بفتح فيهما ويضم في الأخير أيضا: كنية الذئب، وفي بعض النسخ كنيتا الذئب، وليس له بنت تسمى بذلك، قال الكميت يصفه:

ومستطعم يكنى بغير بـنـاتـه    جعلت له حظا من الزاد أوفرا وقال عبيد بن الأبرص:

وقالوا هي الخمر تكنى الطلا    كما الذئب يكنى أبا جـعـدة

صفحة : 1930

أي كنيته حسنة وعمله منكر. أبو عبيد: يقول: الذئب وإن كني أبا جعدة ونوه بهذه الكنية فإن فعله غير حسن وكذلك الطلا وإن كان خاثرا فإن فعله فعل الخمر لإسكاره شاربه، أو كلام هذا معناه. وقيل: كني بهما لبخله من قولهم: فلان جعد اليدين، إذا كان بخيلا. نقله شيخنا. وبنو جعدة: حي من قيس، وهو أبو حي من العرب، وهو جعدة بن كعب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة منهم النابغة الجعدي الشاعر المشهور، وسيأتي ذكر النوابغ في الغين إن شاء الله تعالى. ومن المجاز وجه جعد، أي مستدير قليل الملح، كذا في الأصول وهو الصواب، وفي بعض النسخ اللحم بدل الملح. والجعدة: الرخل، بكسر الراء وسكون الخاء المعجمة، وككتف: الأنثى من ولد الضأن، نقله الصاغاني. قيل: وبها كني الذئب، لأنه يقصدها لضعفها وطيبها. كذا في مجمع الأمثال. وقال النضر: الجعاديد والصعارير شيء أصفر غليظ يابس فيه رخاوة وبلل كأنه جبن، يخرج من الإحليل أول ما ينتفتح باللبإ مدحرجا، وقيل يخرج اللبأ أول ما يخرج مصمغا، وفي التهذيب الجعدة: ما بين صمغي الجدي من اللبإ عند الولادة. وسموا جعدا وجعيدا، وقيل هو الجعيد، باللام. ومما يستدرك عليه: الجعد من الرجال: المجتمع بعضه إلى بعض. والسبط: الذي ليس بمجتمع. وقيل: الجعد: الخفيف من الرجال. وناقة جعدة: مجتمعة الخلق شديدة. وقدم جعدة: قصيرة من لؤمها. وهو مجاز. قال العجاج.

لا عاجز الهوء ولا جعد القدم وصليان جعد، وبهمي جعدة، بالغوا بهما. والحشيشة تنبت على شاطىء الأنهار وتجعد. وقيل هي شجرة خضراء تنبت في شعاب الجبال بنجد، وقيل في القيعان. وقال أبو حنيفة: الجعدة خضراء وغبراء تنبت في الجبال، لها رعثة مثل رعثة الديك طيبة الريح، تنبت في الربيع وتيبس في الشتاء، وهي من البقول تحشى بها المرافق. قال الأزهري: الجعدة بقلة برية لا تنبت على شطوط الأنهار، وليس لها رعثة. قال: وقال النضر بن شميل: هي شجرة طيبة الريح خضراء لها قضب في أطرافها ثمر أبيض تحشى بها الوسائد لطيب ريحها، إلى المرارة ما هي، وهي جهيدة يصلح عليها المال، واحدتها وجماعتها جعدة. وفي حاشية شيخنا: الجعدة نبتة طيبة الرائحة تنبت في الربيع وتجف سريعا. وكذا الذئب وإن شرف بالكنية فإنه يغدر سريعا ولا يبقى على حالة واحدة. وجعادة: قبيلة. قال جرير:

فوارس أبلوا في جعادة مصدقا     وأبكوا عيونا بالدموع السواجم وجعدة بن خالد بن الصمة الجشمي وجعدة بن هانىء الحضرمي، وجعدة بن هبيرة الأشجعي، وجعدة بن هبيرة المخزومي: صحابيون. وجعدة كان له شعر جعد فسماه النبي صلى الله عليه وسلم جعدة، في خبر لا يصح. كذا في التجريد. وجعادة بن بلال الثابتي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في بني عك. أورده الناشري النسابة في أنساب البشر، ولم يذكره الذهبي ولا ابن فهد. والجعد بن درهم مولى سويد بن غفلة، صاحب رأي أخذ به جماعة بالجزيرة، وإليه نسب مروان الحمار، فيقال له الجعدي، وكان إذ ذاك واليا بالجزيرة. وأما يوسف بن يعقوب بن إسحاق الجعدي فإلى جده الجعد شيخ نيسابوري مشهور. ومما يستدرك عليه:

ج-ع-ف-د
الجعفدة، أهمله الجماعة، وذكر ابن دحية في التنوير أنه مصدر منحوت من قولهم: جعلني الله فداك. قال: وقولهم جعفلة باللام خطأ، نقله شيخنا.

ج-ل-د

صفحة : 1931

الجلد، بالكسر، اقتصر عليه جماهير أهل اللغة والتحريك - مثل شبه وشبة، الأخيرة عن ابن الأعرابي، حكاها ابن السكيت عنه. قال: وليست بالمشهورة، وأما قول عبد مناف بن ربع الهذلي:

إذا تجاوب نوح قامتا مـعـه    ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا فإنما كسر اللام ضرورة، لأن للشاعر أن يحرك الساكن في القافية بحركة ما قبله، كما قال. علمنا إخواننا بنو عجل شرب النبيذ واعتقالا بالرجل وكان ابن الأعرابي يرويه بالفتح - المسك، بالفتح، من كل حيوان، قال شيخنا: ولو قال هو معروف كان أظهر، ولذلك أعرض الجوهري عن شرحه. ج أجلاد وجلود، والجلدة أخص من الجلد. وفي المصباح: الجلد من الحيوان: ظاهر بشرته. وفي التهذيب: الجلد غشاء جسد الحيوان. ويقال جلدة العين. وأجلاد الإنسان وتجاليده: جماعة شخصه، أو جسمه وبدنه، لأن الجلد محيط بهما. ويقال: فلان عظيم الأجلاد والتجاليد، إذا كان ضخما قوي الأعضاء والجسم. وجمع الأجلاد أجالد، وهي الأجسام والأشخاص. ويقال: عظيم الأجلاد زضئيل الأجلاد وما أشبه أجلاده بأجلاد أبيه، أي شخصه وجسمه. وفي الحديث ردوا الأيمان على أجالدهم أي عليهم أنفسهم. وفي حديث ابن سيرين: كان أبو مسعود تشبه تجاليده تجاليد عمر أي جسمه جسمه. وعظم مجلد، كمعظم: لم يبق عليه إلا الجلد، قال:


أقول لحرف أذهب السير نحضهـا    فلم يبق منها غير عظم مـجـلـد
خدي بي ابتلاك الله بالشوق والهوى    وشاقك تحنان الحمام الـمـغـرد

وفي التهذيب: التجليد للإبل بمنزلة السلخ للشاء، وتجليد الجزور: نزع جلدها، يقال جلد جزوره، وقلما يقال سلخ. وعن ابن الأعرابي: جزرت الضأن، وحلقت المعزى، وجلدت الجمل، لا تقول العرب غير ذلك. وجلده يجلده جلدا، من حد ضرب: ضربه بالسوط، وامرأة جليد وجليدة، كلتاهما عن اللحياني، أي مجلودة من نسوة جلدي جمع جليد، وجلائد جمع جليدة. وجلده الحد جلدا، أي ضربه، وأصاب جلدة، كقولك: رأسه وبطنه. ومن المجاز: جلده على الأمر: أكرهه عليه، نقله الصاغاني. ومنه أيضا: جلد جاريته: جامعها، يجلدها جلدا. وجلدت الحية: لدغت، وخص بعضهم به الأسود من الحيات، قالوا: والأسءود يجلد بذنبه. والجلد، محركة أن يسلخ جلد البعير أو غيره من الدواب فيلبسه غيره من الدواب، قال العجاج يصف أسدا:

كأنه في جلد مرفل

صفحة : 1932

والجلد: جلد البو يحشى ثماما ويخيل به للناقة فترأم بذلك على غير ولدها، وفي بعض النسخ على ولد غيرها ومثله في اللسان، وفي عبارة بعضهم: الجلد: أن يسلخ جلد الحوار ثم يحشى ثماما أو غيره من الشجر، وتعطف عليه أمه فترأمه. أو جلد حوار يسلخ ويلبس حوارا آخر لترأمه أم المسلوخة. وعبارة الصحاح: لتشمه أم المسلوخ فترأمه. وجلد البو: ألبسه الجلد. والجلد أيضا: الأرض الصلبة - منه حديث سراقة وحل بي فرسي وإني لفي جلد من الأرض - المستوية المتن الغليظة، وكذلك الأجلد، وجمع الجلد أجلاد وجمع الأجلد أجالد والجلد: الشاة يموت ولدها حين تضعه كالجلدة، محركة فيهما، قال أبو حنيفة: أرض جلد، بفتح اللام، وجلدة، بالهاء. وقال مرة: هي الأجالد. وقال الليث: هذه أرض جلدة وجلدة ومكان جلد. والجميع الجلدات. وشاة جلدة، جمعها جلاد وجلدات. والجلد: الكبار من الإبل التي لا صغار فيها، الواحدة بهاء. والجلد من الغنم والإبل: مالا أولاد لها ولا ألبان، كأنه اسم جمع. قال محمد بن المكرم: قوله لا أولاد لها، الظاهر منه أن غرضه لا أولاد لها صغار تدر عليها ولا تدخل في ذلك الأولاد الكبار. وقال الفراء الجلد من الإبل: التي لا أولاد معها، فتصبر على الحر والبرد. قال الأزهري: الجلد: التي لا ألبان لها وقد ولى عنها أولادها. ويدخل في الجلد بنات اللبون فما فوقها من السن، ويجمع الجلد أجلادا وأجاليد، ويدخل فيها المخاض والعشار والحيال، فإذا وضعت أولادها زال عنها اسم الجلد وقيل لها العشار واللقاح. والجلد: الشدة والقوة والصبر والصلابة. وهو جلد وجليد بين الجلد والجلادة، وربما قالوا جضد، يجعلون اللام مع الجيم ضادا إذا سكنت، وقد تقدم، من قوم، أجلاد وجلداء بالضم ففتح ممدودا، وجلاد، بالكسر، وجلد، بضمتين، وفي بعض النسخ بضم فسكون. وقد جلد، ككرم، جلادة، بالفتح، وجلودة، بالضم، وجلدا، محركة، ومجلودا، مصدر مثل المحلوف والمعقول. قال الشاعر:

فاصبر فإن أخا المجلود من صبرا وتجلد الرجل للشامتين، تكلفه، أي الجلد، وتجلد: أظهر الجلد. وقوله:

وكيف تجلد الأقوام عنه     ولم يقتل به الثأر المنيم عداه بعن لأن فيه معنى تضبر والجلاد، ككتاب: الصلاب الكبار من النخل، واحدتها جلدة، وقيل: هي التي لا تبالي بالجدب، قال سويد بن الصامت الأنصاري:

أدين وما ديني عليكم بـمـغـرم    ولكن على الجرد الجلاد القراوح والجلاد من الإبل: الغزيرات اللبن، والجلاد أدسم الإبل لبنا، وعن ثعلب: ناقة جلدة. مدرار، كالمجاليد، جمع مجلاد. أو الجلاد من الإبل مالا لبن لها ولا نتاج، قال:

وحاردت النكد الجلاد ولم يكن     لعقبة قدر المستعيرين معقب

صفحة : 1933

والمجلد، كمنبر: قطعة من جلد تمسكها النائحة بيدها وتلدم، أي تلطم بها وجهها وخدها. ج مجاليد، عن كراع. قال ابن سيده: وعندي أن المجاليد جمع مجلاد، لأن مفعلا ومفعالا يعتقبان على هذا النحو كثيرا. وجلدته بالسيف والسوط. والمجالدة: المبالطة. وجالدوا بالسيف: تضاربوا، وكذا تجالدوا واجتلدوا. والجليد: ما يسقط من السماء على الأرض من الندى فيجمد. وقال الجوهري: هو الضريب والسقيط. وفي الحديث حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد. والأرض مجلودة: أصابها الجليد. وجلدت الأرض، كفرح، وأجلدت، وهذه عن الزجاج، وأجلد لناس. وجلد البقل، ويقال في الصقيع والضريب مثله، والقوم أجلدوا، على ما لم يسم فاعله: أصابهم الجليد، هو الماء الجامد من البرد. ومن المجاز. إنه ليجلد بكل خير، أي يظن به، ورواه أبو حاتم يجلذ، بالذال المعجمة. وقول الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه: كان مجالد يجلد، أي يكذب، أي يتهم ويرمى بالكذب، فكأنه وضع الظن موضع التهمة. وجلد به، كعني. سقط إلى الأرض من شدة النوم، ومنه الحديث أن رجلا طلب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي معه بالليل فأطال النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فجلد بلا رجل نوما، أي سقط من شدة النوم. وفي حديث الزبير كنت أتشدد فيجلد بي أي يغلبني النوم حتى أقع. واجتلد ما في الإناء: شربه كله. قال أبو زيد: حملت الإناء فاجتلدته: واجتلدت ما فيه، إذا شربت كل ما فيه. وقولهم صرحت بجلدان، بكسر الجيم، وجلداء، ممدودا بمعنى جداء، وقد تقدم بيانه. يقال ذلك في الأمر إذا بان. وقال اللحياني. صرحت بجلدان أي بجد. وبنو جلد، بفتح فسكون: حي من سعد العشيرة. وجلود، كقبول: ة بالأندلس، وقيل بإفريقية، قاله ابن السكيت وتلميذه ابن قتيبة. وفي شروح الشفاء: هي قرية ببغداد أو الشام، أو محلة بنيسابور منه، هكذا بتذكير الضمير كأنه باعتبار الموضع حفص بن عاصم الجلودي، وقد أنكر ذلك علي ابن حمزة، كما سيأتي. وأما الإمام أبو أحمد محمد بن عيسى ابن عبد الرحمن بن عمروية بن منصور الجلودي النيسابوري الزاهد الصوفي راوية صحيح الإمام مسلم بن الحجاج القشيري فبالضم لا غير، قال أبو سعيد السمعاني: نسبة إلى الجلود جمع جلد. وقال أبو منسوب إلى سكة الجلوديين بنيسابور الدارسة. وفي التبصير للحافظ: وقد اختلف في جيم راوي صحيح مسلم، فالأكثر على أنه بالضم، وقال الرشاطي: هو بالفتح على الصحيح وكذا وقع في رواية أبي علي المطري. وتعقبه القاضي عياض بأن الأكثر على الضم، وأن من قاله بالفتح اعتمد على ما قاله ابن السكيت. قلت: وهو عجيب؛ لأن أبا أحمد من نيسابور لا من إفريقية، وعصره متأخر عن عصر الفراء وابن السكيت بمدة، فكيف يضبط من لم يجىء بعد. والحق أن راوي مسلم منسوب إلى سكة الجلود بنيسابور، فهو بالضم، انتهى. قلت: ومنها أيضا أبو الفضل أحمد ابن الحسن بن محمد بن علي الجلودي المفسر، روى عن أبي بكر بن مردويه وغيره، قرأت حديثه في الجزء الثاني من معجم أبي علي الحداد المقري. ووهم الجوهري في قوله: ولا تقل الجلودي، أي بالضم. وفي التبصير الحافظ ابن حجر: وقال أبو عبيد البكري: جلود، بفتح أوله، على وزن فعول قرية من قرى إفريقية، يقال فلان الجلودي، ولا يقال بالضم إلا أن يسب إلى الجلود: قال: وهذا إنما يتم إذا غلبت وصارت بالاسم نحو الأنصار والشعوب. وقال الجوهري في الصحاح: فلان

صفحة : 1934

الجلودي، بفتح الجيم، قال الفراء: هو منسوب إلى جلد قرية من قرى إفريقية، ولا يقال بالضم. وتعقب أبو عبد الله بن الجلاب هذا بأن علي بن حمزة قال: سألت أهل إفريقية عن جلود هذه فلم يعرفوها. انتهى كلامه. والجلد الذكر، قاله الفراء وبه فسر قوله تعالى وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قيل: أي لفروجهم كني عنها بالجلود، كما قال عز وجل: أو جاء أحد منكم من الغائط والغائط: الصحراء، والمراد من ذلك: أو قضى أحد منكم حاجة. وقال ابن سيده: وعندي أن الجلود هنا مسوكهم التي تباشر المعاصي. وأجلده إليه، أي ألجأه وأحوجه كأدءمغه وأدغمه، قاله أبو عمرو. والمجلد: من يجلد الكتب، وقد نسب إليه جماعة من الرواة، منهم شيخ مشايخنا الوجيه عبد الرحمن ابن أحمد السليمي الحنفي الدمشقي المعمر ولد سنة 1046 وحدث عن الشيخ عبد الباقي البعلي الأثري وغيره وتوفي بدمشق سنة 1140. والمجلد، كمعظم: مقدار من الحمل معلوم الكيل والوزن، ونص التكملة: أو الوزن. وفرس مجلد: لا يفزع. وفي بعض النسخ لا يجزع. من الضرب أي من ضرب السوط. والجلندى والجلندد، بفتحهما: الفاجر الذي يتبع الفجور. أورده الأزهري في الرباعي وأنشد:ودي، بفتح الجيم، قال الفراء: هو منسوب إلى جلد قرية من قرى إفريقية، ولا يقال بالضم. وتعقب أبو عبد الله بن الجلاب هذا بأن علي بن حمزة قال: سألت أهل إفريقية عن جلود هذه فلم يعرفوها. انتهى كلامه. والجلد الذكر، قاله الفراء وبه فسر قوله تعالى وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قيل: أي لفروجهم كني عنها بالجلود، كما قال عز وجل: أو جاء أحد منكم من الغائط والغائط: الصحراء، والمراد من ذلك: أو قضى أحد منكم حاجة. وقال ابن سيده: وعندي أن الجلود هنا مسوكهم التي تباشر المعاصي. وأجلده إليه، أي ألجأه وأحوجه كأدءمغه وأدغمه، قاله أبو عمرو. والمجلد: من يجلد الكتب، وقد نسب إليه جماعة من الرواة، منهم شيخ مشايخنا الوجيه عبد الرحمن ابن أحمد السليمي الحنفي الدمشقي المعمر ولد سنة 1046 وحدث عن الشيخ عبد الباقي البعلي الأثري وغيره وتوفي بدمشق سنة 1140. والمجلد، كمعظم: مقدار من الحمل معلوم الكيل والوزن، ونص التكملة: أو الوزن. وفرس مجلد: لا يفزع. وفي بعض النسخ لا يجزع. من الضرب أي من ضرب السوط. والجلندى والجلندد، بفتحهما: الفاجر الذي يتبع الفجور. أورده الأزهري في الرباعي وأنشد:

قامت تناجي عامرا فأشهدا
وكان قدما ناجيا جلنددا
قد انتهى ليلته حتى اغتدى

والعاجز، بالعين والزاي تصحيف، هكذا نقله الصاغاني. ونقل شيخنا عن سيدي أبي علي البوسي في حواشي الكبرى أنه صرح بأنه يطلق على كل منهما، قال: وعندي فيه توقف، فتأمل. والمجلندي، كالمعرندي: البعير الصلب الشديد. وجلنداء، بضم أوله وفتح ثانية ممدودة، وبضم ثانية مقصورة: اسم ملك عمان، وفي كلام الخفاجي في شرح الشفاء ما يقتضي أنه أبو جلنداء، بالكنية، والمشهور خلافه، وقد صرح النووي وغيره بأنه أسلم، والله أعلم. وفي شرح المفصل لابن الحاجب: الأولى أن لا تدخل عليه أل، ومعناه القوي المتحمل، من الجلادة، كما قاله المعري في بعض رسائله. ووهم الجوهري فقصره مع فتح ثانية. قال الأعشي:

وجلنداء في عمان مـقـيمـا     ثم قيسا في حضرموت المنيف ويقال إن بيت الأعشي هذا الذي استدل به لا دليل فيه، لجواز كونه ضرورة. وقد روي

وجلندي لدى عمان مقيما

صفحة : 1935

وسموا جلدا، بفتح فسكون، وجليدا، مصغرا، وجلدة، بالكسر، ومجالدا قال:

نكهت مجالدا وشممـت مـنـه    كريح الكلب مات قريب عهـد
فقلت له متى استحدثـت هـذا     فقال: أصابني في جوف مهدي

وعبد الله بن محمد بن أبي الجليد، كأمير، محدث، روى عن صفوان بن صالح المؤذن، كذا في التبصير للحافظ. وعباس بن جليد. كزبير، روى عن ابن عمر. والجليد بن شعوة وفد على عمر. ومما يستدرك عليه قولهم: قوم من جلدتنا، أي من أنفسنا وعشيرتنا. وجلدت به الأرض أي صرعته. وجلد به الأرض: ضربها. وفي الحديث فنظر إلى مجتلد القوم فقال: الآن حمي الوطيس أي إلى موضع الجلاد، وهو الضرب بالسيف في القتال. وفي حديث علي كرم الله وجهه كنت أدلو بتمرة أشترطها جلدة الجلدة، بالفتح والكسر، هي اليابسة اللحاء الجيدة. وتمرة جلدة: صلبة مكتنزة. وناقة جلدة: صلبة شديدة، ونوق جلدات، وهي القوية على العمل والسير. ويقال للناقة الناجية إنها لجلدة وذات مجلود، أي فيها جلادة. قال الأسود بن يعفر:

وكنت إذا ما قدم الزاد مولعا    بكل كميت جلدة لم توسف

وقال غيره:

من اللواتي إذا لانت عريكتها    يبقى لها بعدها أل ومجلود قال أبو الدقيش: يعني بقية جلدها. وناقة جلدة لا تبالي البرد. وجلدات المخاض: شدادها وصلابها. وقد جاء في قول العجاج. وقال سلمة: القلفة والقلفة والرغلة والرغلة والجلدة، كله الغرلة. قال الفرزدق:

من آل حوران لم تمسس أيورهم     موسى فتطلع عليها يابس الجلد والجليدية من طبقات العين. وأبو جلدة، بالكسر: مسهر بن النعمان بن عمرو بن ربيعة، من بني خزيمة بن لؤي بن غالب، وأبو جلدة اليشكري شاعر، وآخر من بني عجل، ذكره المستغفري. وجوز الأمير أنه الذي قبله، قاله الحافظ، وأبو الجلد: جيلان بن فروة الأسدي. بصري روى عنه عمران الجوني وغيره. والجلاد: من يضرب بالسياط، وأيضا بائع الجلود.

ج-ل-ب-د
جلبدة الخيل، أهمله الجوهري وقال الصغاني هي أصواتها كالجلبة والجلفدة.

ج-ل-ح-م-د
الجلحمد، كسفرجل، أهمله الجوهري والصاغاني. وقال المفضل: هو الرجل الغليظ الضخم، كالجلندح، نقله الأزهري في الخماسي عنه.

ج-ل-خ-د
المجلخد كمسبطر: المستلقي الذي قد رمى بنفسه وامتد، كذا عن الأصمعي. قال ابن أحمر:

يظل أمام بيتك مجلخـدا    كما ألقيت بالسند الوضينا وقال الليث: المجلخد: المضطجع. وأنشد يعقوب لأعرابية تهجو زوجها:

إذا اجلخد لم يكد يراوح     هلباجة حفيسأ دحادح أي ينام إلى الصبح لا يراوح بين جنبيه، أي لا ينقلب من جنب إلى جنب. ويقال رجل جلخدي: لا غناء عنده، وهذه عن الصاغاني.

ج-ل-س-د
جلسد، بلا لام، والجلسد، باللام: اسم صنم كان يعبد في الجاهلية. وذكره الجوهري في ترجمة جسد على أن اللام زائدة، قال الشاعر:

فبات يجتاب شقارى كمـا    بيقر من يمشي إلى الجلسد قال ابن بري: البيت للمثقب العبدي: قال وذكر أبو حنيفة أنه لعدي بن وداع.

ج-ل-ع-د
الجلعد الصلب الشديد. قال حميد بن ثور:

فحمل الهم كنازا جلعدا والجلعد من الحمر: القصير الغليظ. والجلعد من النساء: المسنة الكبيرة. وجلعد: ع ببلاد قيس. والجلعدة: السرعة في الهرب. واجلعد الرجل، إذا امتد صريعا. وجلعدته أنا. وقال جندل ابن المثنى:

صفحة : 1936

كانوا إذا ما عاينوني جلعدوا    وضمهم ذو نقمات صنـدد وفي النوادر: يقال: رأيته مجرعبا ومجلعبا ومجلعدا ومسلحدا، إذا رأيته مصروعا ممتدا. والجلعد والجلاعد، كعلابط: الجمل الشديد. وأنشد الجوهري للفقعسي:

صوى لها ذا كدنة جلاعـدا    لم يرع بالأصياف إلا فاردا وهكذا أنشده أبو عبيد في المصنف. و ج جلاعد، بالفتح والجلاعد أيضا: الصلب الشديد.

ج-ل-ف-د
الجلفدة أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هي الجلبة التي لا غناء لها، الفاء مبدلة عن الباء.

ج-ل-م-د
الجلمد: الصخر، وفي المحكم: الصخرة، كالجلمود، بالضم. وقيل: الجلمد والجلمود أصغر من الجندل قدر ما يرمى بالقذاف. وعن ابن شميل: الجلمود مثل رأس الجدي ودون ذلك، شيء تحمله بيدك قابضا على عرضه ولا تلتقي عليه كفاك جميعا يدق به النوى وغيره. وقال الفرزدق:

فجاء بجلمود له مثـل رأسـه     ليسقي عليه الماء بين الصرائم والجلمد: الرجل الشديد الصوت كالجلمدة، بزيادة الهاء، قاله الليث. وعن أبي عمرو: الجلمدة البقرة. وفي بعض نسخ النوادر: هي الجلمدة. والجلمد: القطيع الضخم من الإبل، أو المسان منها، كالجلمود. بالضم. والجلمد: الزائد على مائة من الضأن، يقال: ضأن جلمد، إذا كان كذلك. وعن ابن الأعرابي الجلمد، كزبرج: أتان الضحل، بفتح فسكون، وهي الصخرة التي تكون في الماء القليل، وقيل الجلامد كالجراول. وأرض جلمدة: حجرة، ونص ابن دريد: ذات حجارة. وعن كراع: يقال: ألقى عليه جلاميدة، أي ثقله. وذلت الجلاميد: ع، سمي بتلك الصخور.

ج-م-د
جمد الماء وكل سائل، كنصر وكرم، يجمد جمدا، أي قام، وهو ضد ذاب وكذلك غيره إذا يبس، فهو جامد وجمد، الأخير بفتح فسكون، سمي بالمصدر. وجمد الماء والعصارة تجميدا: حاول أن يجمد. والجمد، محركة، الثلج. والجمد جمع جامد، مثل خادم، و الجمد: الماء الجامد. ومن المجاز: الجماد، كسحاب: الأرض، والسنة لم يصبها مطر، قال الشاعر:

وفي السنة الجماد يكون غيثا     إذا لم تعط درتها العصوب وفي التهذيب: سنة جامدة: لاكلأ فيها ولا خصب ولا مطر. وأرض جماد: يابسة لم يصبها مطر ولا شيء فيها. قال لبيد.

أمرعت في نداه إذ قحط القط     ر فأمسى جمادها ممطـورا وأرض جماد: لم تمطر، وقيل هي الغليظة. والجماد: النقة البطيئة، قال ابن سيده: ولا يعجبني والصحيح أنها التي لا لبن لها، وهو مجاز. وكذلك شاة جماد. وفي التهذيب: الجماد: البكيئة، وهي القليلة اللبن، وذلك من يبوستها. جمدت تجمد جمودا. والجماد ضرب من الثياب والبرود، ويكسر. قال أبو دواد:

عبق الكباء بهن كل عشـية     وغمرن ما يلبسن غير جماد ويقال للبخيل جماد له، كقطام، ذما، أي لا زال جامد الحال، وإنما بني على الكسر لأنه معدول عن المصدر، أي الجمود، كقولهم فجار. أو هو، أي البخيل جماد الكف والجامد. وقد جمد يجمد، إذا بخل، وهو مجاز. ومنه الحديث إنا والله ما نجمد عند الحق، ولا نتدفق عند الباطل، حكاه ابن الأعرابي. وهو جامد، إذا بخل بما يلزمه من الحق. وجماد: نقيض قولهم حماد، بالحاء في المدح، وسيأتي. قال المتلمس:

جماد لها جماد ولا تقولن     لها أبدا إذا ذكرت حماد

صفحة : 1937

وجمادى، كحبارى: من أسماء الشهور العربية. وهما جماديان، فعالى من الجمد، معرفة لكونها علما على الشهر مؤنثة، سميت بذلك لجمود الماء فيها عند تسمية الشهور. قال الفراء: الشهور كلها مذكرة إلا جماديين فإنهما مؤنثان. قال بعض الأنصار:

إذا جمادى منعت قطرها      زن جناني عطن مغضف يعني نخلا. يقول: إذا لم يكن المطر الذي به العشب يزين مواضع الناس فجناني مزينة بالنخل. قال الفراء: فإن سمعت تذكير جمادى فإنما يذهب به إلى الشهر. ج جماديات. على القياس، ولو قيل جماد لكان قياسا. وروي عن أبي الهيثم جمادى خمسة، هي جمادى الأولى، وهي الخامسة من أول شهور السنة، وجمادى ستة، هي جمادى الآخرة، وهي تمام ستة أشهر من أول السنة، ورجب هو السابع، قال لبيد:

حتى إذا سلخا جمادى سـتة     جزآ فطال صيامه وصيامها هي جمادى الآخرة. وفي شرح شيخنا ناقلا عن الغنوي عن ابن الأعرابي بإضافة جمادى إلى ستة وقال: أراد ستة أشهر الشتاء، وهي أشهر الندى. وكان أبو عمرو الشيباني ينشده بخفض ستة ويقول: أراد جمادى ستة أشهر، فعرف بجمادى. وروى بندار بنصب ستة على الحال، أي تتمة ستة على الحال، أي تتمة ستة، أراد الآخرة. وقال أبو سعيد: الشتاء عند العرب جمادى، لجمود الماء فيه. وأنشد للطرماح.

ليلة هاجـت جـمـادية    ذات صر جربياء النسام أي ليلة شتوية. وعن الكسائي: ظلت العين جمادى، أي جامدة لا تدمع، وأنشد.

من يطعم النوم أو يبت جذلا     فالعين مني للهم لم تـنـم
ترعى جمادى النهار خاشعة     والليل منها بوادق سـجـم

أي ترعى النهار جامدة، فإذا جاء الليل بكت. وعين جمود، كصبور: لا دمع لها. ورجل جامد العين: قليل الدمع، وهو مجاز. وفي المحكم: الجمد، بالضم وبضمتين مثل عسر وعسر، والجمد، بالتحريك: ما ارتفع من الأرض. ج أجماد وجماد، الأخير بالكسر، مثل رمح وأرماح ورماح. ومكان جمد: صلب مرتفع. قال امرؤ القيس:

كأن الصوار إذ يجاهدن غدوة      على جمد خيل تجول بأجلال

صفحة : 1938

والجمد: مكان حزن. وقال الأصمعي: هو المكان المرتفع الغليظ. وقال ابن شميل: الجمد قارة ليست بطويلة في السماء، وهي غليظة تغلظ مرة وتلين أخرى، تنبت الشجر، ولا تكون إلا في أرض غليظة، سميت جمدا من جمودها، أي من يبسها، والجمد أصغر الآكام، يكون مستديرا صغيرا، والقارة مستديرة طويلة في السماء، ولا ينقادان في الأرض، وكلاهما غليظ الرأس، ويسمميان جميعا أكمة. قال: وجماعة الجمد جماد، ينبت البقل والشجر. قال: وأما الجمود فأسهل من الجمد وأشد مخالطة للسهول، ويكون الجمود في ناحية القف وناحية السهول، كذا في اللسان. وأجمد، كأحمد، بن عجيان، مصغرا، وضبطه ابن القراب على وزن سفيان، صحابي فرد، من بني همدان، له وفادة، وخطته معروفة بجيزة مصر، قاله ابن يونس، كذا في التجريد للذهبي. والجامد: الحد بين الدارين، وجمعه جوامد. وقال ابن الأعرابي: الجوامد الأرف وهي الحدود بين الأرضين، واحدها جامد. وفي الحديث إذا وقعت الجوامد فلا شفعة، هي الحدود. وجمد الكندي صحابي، له ذكر في حديث مرسل يرويه عاصم ابن بهدلة عنه، كذا في التجريد. وجمد بن معد يكرب، من ملوك كندة، كذا ضبطه ابن ناصر وصوبه، أو هو بالتحريك، كذا ضبطه ابن ألأثير. قال الحافظ: وبنته آمنة كانت زوج الأشعث بن قيس. وجماد، ككتاب: محدث وهو جماد بن أبي أيوب، شيخ لحفص بن غياث. وجمد، كعنق: جبل بنجد، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي. قال أمية بن أبي الصلت:

سبحانه ثم سبحانا يعود لـه     وقبلنا سبح الجودي والجمد ومنهم من ضبطه محركة أيضا. ونسب ابن الأثير عجز هذا البيت لورقة بن نوفل. ويقال إن جمدا كجبل: ة ببغداد من قرى دجيل وأنشدوا البيت السابق. وروى مسلم في صحيحه هذا جمدان، سبق المفردون هو كعثمان جبل بطريق مكة شرفها الله تعالى بين ينبع والعيص وقيل بين قديد وعسفان، ويقال على ليلة من المدينة المشرفة، مر عليه سيدنا رسول الله صلى عليه وسلم، قال حسان

لقد أتى عن بني الجرباء قولهم    ودونهم دف جمدان فموضوع وجمدان أيضا: واد بين أمج وثنية غزال. ومن المجاز: ما زلت أضربه حتى جمد. جمده: قطعة. ومنه سيف جماد، ككتان: صارم قطاع، عن أبي عمرو. وأنشد

والله لو كنتم بأعلـى تـلـعة     من رأس قنفذ أو رؤس صماد
لسمعتم من وقع حر سيوفـنـا    ضربا بكل مهـنـد جـمـاد

وفي الأساس: من المجاز سيف جماد: يجمد من يضرب به. ومن المجاز: لك جامد هذا المال وذائبه، أي ما جمد منه وما ذاب، وقيل: أي صامته وناطقه، وقيل: حجره وشجره. ومن المجاز جمد لي عليه حقي وذلب، أي وجب. وأجمدته عليه: أوجبته. والمجمد، كمحسن: البخيل الشحيح، قاله خالد. وقال ابن سيده: المجمد البخيل المتشدد، وقيل: هو الأمين في القمار، وبه فسر بيت طرفة بن العبد.

وأصفر مضبوح نظرت حـويره     على النار واستودعته كف مجمد

صفحة : 1939

أو المجمد: الأمين بين القوم، وهو الذي لا يدخل في الميسر، ولكنه يدخل بين أهل الميسر فيضرب بالقداح وتوضع على يديه ويؤتمن عليها، فيلزم الحق من وجب عليه ولزمه. وقيل: هو الذي لم يفز قدحه في الميسر. وفي التهذيب: أجمد يجمد إجمادا فهو مجمد، إذا كان أمينا بين القوم. وقال أبو عبيد: رجل مجمد أمين مع شح لا يخدع. وقال أبو عمرو في تفسير بيت طرفة: استودعت هذا القدح رجلا يأخذ بكلتا يديه فلا يخرج من يديه شيء. وكان الأصمعي يقول: المجمد في بيت طرفة هو الداخل في جمادى، وكان جمادى في ذلك الوقت شهر برد وقيل: المجمد القليل الخير. وقد أجمد القوم إجمادا إذا قل خيرهم وبخلوا، وهو مجاز. ويقال: هو مجامدي أي مصاقبي وموارفي ومتاخمي. وسعيد بن أبي سعيد - وفي التبصير: سعيد بن أبي سعد - الجامدي، زاهد، وله رواية عن الكروخي، توفي سنة 603، ترجمه الذهبي في التاريخ. وأبو يعلى محمد بن علي بن الحسين الجامدي الواسطي، حدث عن الحلابي بالإجازة، ومات سنة 618 قاله الحافظ. ومما يستدرك عليه: مخة جامدة، أي صلبة. وعن الفراء: الجماد: الحجارة، واحدها جمد. والجامد: ما لا يشتق منه، والبليد. ورجل جميد العين وجمادهما كجامدها. ودارة الجمد، بضمتين: موضع، عن كراع، وسيأتي في الراء. ومحمد بن أحمد الجمدي، محركة، سمع عبد الوهاب الأنماطي. وابنه أحمد سمع أبا المعالي أحمد بن علي ابن السمين. وجمدان، معثمان: أمير كان بمصر في دولة العادل كتبغا، ذكره الحافظ.

ج-م-ع-د
الجمعد، أهمله الجوهري، وفي التكملة: هي الحجارة المجموعة، عن كراع، أو تصحيف من ابن عباد صاحب البحر المحيط، والصحيح الجمعرة، بالراء.

ج-ن-د

صفحة : 1940

الجند، بالضم: العسكر والأعوان والأنصار، والجمع الأجناد والجنود، والواحد جندي، فالياء للوحدة، مثل روم ورومي، كذا في المصباح. والجند: المدينة، وجمعها أجناد. وخص أبو عبيدة به مدن الشأم. وأجناد الشأم خمس كور: دمشق، وحمص، وقنسرين، والأردن، وفلسطين، يقال لكل مدينة منها جند. وفي حديث عمر أنه خرج إلى الشأم فلقيه أمراء الأجناد وهي هذه الخمسة أماكن، كل واحد منها يسمى جندا، أي المقيمين بها من المسلمين المقاتلين. وكل صنف من الخلق جند على حدة والجمع كالجمع. وفي المثل إن جنودا منها العسل قال شيخنا في هذا المثل: إنه لمعاوية رضي الله عنه، قاله لما سمع أن الأشتر سقي عسلا فيه سم فمات. يضرب عند الشماتة بما يصيب العدو، وقاله الميداني والزمخشري. ووقع في تاريخ المسعودي إن لله جندا في العسل. والجند بالتحريك: الأرض الغليظة. وقيل: هي حجارة تشبه الطين. والجند: د، باليمن بين عدن وتعز، وهو أحد مخاليفها المشهورة، نزلها معاذ بن جبل رضي الله عنه. والجند بن شهران: بطن من المعافر، منهم شرف بن محمد بن الحكم ابن أخي يحيى بن الحكم المعافري. وجند، كنجم: د. على نهر سيحون، منه القاضي الشاعر يعقوب ابن فاضل، قدم خوارزم سنة 548. وخلاد بن عبد الرحمن بن جندة - الصاغاني - بالضم، عن سعيد بن المسيب وغيره، وعنه ابن أخيه القاسم بن الفياض بن عبد الرحمن وغيره. والهيثم بن جناد، ككتان، وعلي بن جند، محركة، محدثون، الأخير يعرف بالطائفي: عن عمرو بن دينار. وجنادة، بالضم، ابن أبي أمية الأزدي، وابن جراد الغيلاني الأسدي، وابن زيد الحارثي، وابن سفيان أخو جابر، وابن عبد الله بن علقمة بن عبد المطلب، وابن عوف وابن مالك صحابيون، رضي الله عنهم. وجنيد بن عبد الرحمن بن عوف بن خالد العامري وحميد أخوه، صحابيان. وأجنادين بفتح الألف، وفتح الدال وكسرها، وفي اللسان وأجنادين وأجنادان موضع، النون معربة بالرفع. قال ابن سيده: وأرى البناء قد حكي فيهما. والأخير من الوجهين ذكره البكري في المعجم، كأنه تثنية أجناد، وبه جزم ابن الأثير وقيده ابن إسحاق. وقال السهيلي: كذا سمعت الشيخ الحافظ أبا بكر ينطق به، وقيدناه عن أبي بكر بن طاهر عن أبي علي الغساني بكسر أوله وفتح الدال: ع مشهور من نواحي دمشق الشأم، كانت فيه الوقعة العظيمة بين الروم والمسلمين. وجند يسابور. بالضم، موضع آخر، ولفظه في الرفع والنصب سواء لعجمته، وهو كور الأهواز. والجنيد، كزبير: لقب سيد الأقطاب أبي القاسم سعيد بن عبيد وقيل هو الجنيد بن محمد بن الجنيد الخراز القواريري سلطان الطائفة الصوفية، وسيدهم، صحب سريا السقطي والحارث المحاسبي، وسمع الحسن بن عرفة؛ وعنه جعفر الخلدي وتفقه على أبي ثور صاحب الشافعي، وأفتى في حلقته، وكان شيخ وقته وفريد عصره حالا وقالا. توفي سنة 298 ودفن عند شيخه سري بالشونيزية ببغداد. ومما يستدرك عليه: جند مجند، أي مجموعة. وهذا كما يقال ألف مؤلفة، وقناطير مقنطرة أي مضعفة. وجند، بفتح فسكون: ناحية بسواد العراق بين فم النيل والنعمانية. والهيثم بن محمد بن جناد، ككتان، الجهني، محدث. والجنادي: جنس من الأنماط أو الثياب يستر بها الجدران. وتجند: اتخذ جندا. وجنادة، بالضم: حي. والجند بالضم: جبل باليمن. وجنيد بن سميع المزني، ذكره العقيلي في الصحابة. والقاسم بن فياض بن عبد الرحمن ابن جندة، صنعاني، يعد من أهل اليمن. ومحمد بن عبد الله بن الجنيد الجنيدي. ومحمد بن يوسف بن الجنيد الجنيدي الكشي الجرحاني. وأبو محمد حيدر بن محمد

صفحة : 1941

بن أحمد ابن الجنيد البخاري. فهؤلاء إلى جدهم الجنيد. وأما عبد الله محمد الجنيدي فلأنه كان يتكلم كثيرا بكلام الجنيد. وأبو نصر الجنيد بن محمد بن أحمد بن عيسى الأسفرايني كان واعظا مقيما بطريثيث.بن أحمد ابن الجنيد البخاري. فهؤلاء إلى جدهم الجنيد. وأما عبد الله محمد الجنيدي فلأنه كان يتكلم كثيرا بكلام الجنيد. وأبو نصر الجنيد بن محمد بن أحمد بن عيسى الأسفرايني كان واعظا مقيما بطريثيث.

ج-و-د
الجيد، ككيس: ضد الرديء، على فيعل، وأصله جيود، قلبت الواو ياء لانكسارها ومجاورتها الياء، ثم أدغمت الياء الزائدة فيها. ج جياد، وجيادات جمع الجمع. أنشد ابن الأعرابي:

كم كان عند بني العوام من حسب     ومن سيوف جيادات وأرمـاح وفي الصحاح في جمعه جيائد بالهمز على غير قياس. وجاد الشيء يجود جودة، بالضم وجودة، بالفتح: صار جيدا. وأجاده غيره فجاد. والتجويد مثله. وقد قالوا أجوده، كما قالوا: أطال وأطول، وأطاب وأطيب، وألان وألين، على النقصان والتمام. ويقال هذا شيء بين الجودة والجودة. وقد جاد جودة، وأجاد: أتى بالجيد من القول أو الفعل. ويقال أجاد فلان في عمله وأجود، وجاد عمله يجود جودة، وجدت له بالمال جودا فهو مجواد، بالكسر، ومجيد، أي يجيد كثيرا. وصانع مجواد ومجيد. وأنشد رجل رجزا فقيل أجاد، فقيل إنه كان مجوادا، وهم مجاويد. واستجاده: وجده جيدا أو طلبه جيدا، وتخيره، كتجوده. وفي الأساس: وأجدتك ثوبا: أعطيتكه جيدا: والجواد، بالفتح: السخي والسخية، أي الذكر والأنثى سواء. واستدلوا بقول أبي شهاب الهذلي:

صناع بإشفاها حصان بشكـرهـا     جواد بقوت البطن والعرق زاخر وقيل: الجواد: هو الذي يعطي بلا مسألة صيانة للآخذ من ذل السؤال. وقال:

وما الجود من يعطي إذا ما سألته    ولكن من يعطي بغـير سـؤال وقال الكرماني: الجود: إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي. وعبارة غيره: الجود صفة هي مبدأ إفادة ما ينبغي لمن ينبغي لا لعوض. فهو أخص من الإحسان. ج أجواد، كسروا فعالا على أفعال، حتى كأنهم إنما كسروا فعلا. والكثير أجاود، على غير قياس، وجود بضمتين، كقذل في قذال. وفي بعض النسخ بضم فسكون. ونسوة جود مثل نوار ونور. قال الأخطل.

وهن بالبذل لا بخل ولا جود وإنما سكنت الواو لأنها حرف علة وجوداء، بضم ممدودا، وجودة ألحقوا الهاء للجمع، كما ذهب إليه سيبويه. وقد جاد الرجل جودا، بالضم. واستجاده: طلب جوده؛ فأجاده درهما: أعطاه إياه وفرس جواد، للذكر والأنثى. قال:

نمته جواد لا يباع جنينها بين الجودة، بالضم، أي رائع. ج جياد وأجياد، وأجاويد. وفي حديث الصراط: ومنهم من يمر كأجاويد الخيل. هي جمع أجواد، وأجواد جمع جواد، وكان القياس أن يقال جواد، فتصح الواو في الجمع لتحركها في الواحد الذي هو جواد، كحركتها في طويل، ولم يسمع مع هذا عنهم جواد في التكسير البتة، فأجروا واو جوادن لوقوعها قبل الألف، مجرى الساكن الذي هو واو ثوب وسوط، فقالوا جياد، كما قالوا حياض وسياط ولم يقولوا جواد كما قالوا قوام وطوال. وقد جاد الفرس في عدوه: صار رائعا، يجود جودة، بالضم، وعليه اقتصر في اللسان، وجودة، بالفتح، كما في بعض النسخ وجود تجويدا، وأجواد، كما قالوا أطال وأطول، وقد تقدم. ويقال: جاد، وأجود، إذا صار ذا دابة جواد أو فرس جواد، فهو مجيد، من قوم مجاويد. قال الأعشي:

صفحة : 1942

فمثلك قد لهوت بها وأرض     مهامه لا يقود بها المجـيد وفي حديث الاستسقاء ولم يأت أحد من ناحية إلا حدث بالجود الجود: المطر الواسع الغزير. وفي المحكم: الذي يروي كل شيء، أو الجود من المطر: الذي لا مطر فوقه البتة. جمع جائد مثل صاحب وصحب. وجادهم المطر يجودهم جودا. ومطر جود بين الجود. قال أبو الحسن: فأما ما حكى سيبويه من قولهم: أخذتنا بالجود وفوقه، فإنما هي مبالغة وتشنيع، وإلا فليس فوق الجود شيء، قال ابن سيده: هذا قول بعضهم. وسماء جود، وصفت بالمصدر. وفي كلام بعض الأوائل: هاجت بنا سماء جود، وكان كذا وكذا وسحابة جود كذلك، حكاه ابن الأعرابي. ومطرتان جودان. وقد جيدوا، أي مطروا مطرا جودا. وجيدت الأرض: سقاها الجود. وقال الأصمعي: الجود: أن تمطر الأرض حتى يلتقي الثريان. وأجيدت الأرض كذلك، وهذه عن الصاغاني. فهي مجودة: أصابها مطر جود. وقول صخر الغي:

يلاعب الريح بالعصرين قصطله     والوابلون وتهتان الـتـجـاويد يكون جمعا لا واحد له، كالتعاجيب والتعاشيب والتباشير، وقد يكون جمع تجواد. وجادت العين تجود جودا، بالفتح، وجؤودا، كقعود،: كثر دمعها، عن اللحياني. وجاد المريض بنفسه عند الموت يجود جودا وجؤدا قارب أن يقضي، يقال هو يجود بنفسه، إذا كان في السياق. والعرب تقول: هو يجود بنفسه، أي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإنسان ماله، وهو مجاز. وحتف مجيد، أي حاضر. وهو مجاز، قيل أخذ من جود المطر. قال أبو خراش:

غدا يرتاد في حجرات غيث     فصادف نوأه حتف مجـيد والجواد، كغراب: العطش أو شدته، قال الباهلي:

ونصرك خاذل عنى بطيء     كأن بكم إلى خذلى جوادا والجودة: العطشة. قال ذو الرمة:

تعاطيه أحيانا وقد جـيد جـودة    رضابا كطعم الزنجبيل المعسل وفي التهذيب: جيد الرجل يجاد جوادا وجودة فهو مجود إذا عطش، أو جيد فلان إذا أشرف على الهلاك، كأن الهلاك جاده، قال خداش بن زهير:

تركت الواهبي لدى مكـر     إذا ما جاده النزف استدارا والجواد: النعاس. وجاده الهوى: شاقه، والنعاس: غلبه، فهو مجود، كأن النوم جاده أي مطره. والمجود: الذي يجهد من النعاس وغيره، عن اللحياني، وبه فسر قول لبيد:

ومجود من صبابات الكـرى    عاطف النمرق صدق المبتذل وقيل: معنى مجود أي شيق. وقال الأصمعي: معناه صب عليه من جود المطر، وهو الكثير منه. وجاود فلان فلانا فجاده، إذا غلبه بالجود، كما يقال: ماجده، من المجد. ومن المجاز: إني لأجاد إليك أي إلى لقائك، أي أشتاق وأساق، كأن هواه جاده الشوق، أي مطره. وإنه ليجاد إلى كل شيء يهوله. والجود، بالضم: الجوع، كالجوس، لغة هذلية، يقال جودا له وجوسا له. قال أبو خراش الهذلي يرثي زهير بن العجوة:

تكاد يداه تـسـلـمـان إزاره    من الجود لما استقبلته الشمائل

صفحة : 1943

ويروى من القر لما استدلقته أي استخرجته من حيث كان. والشمائل جمع الشمأل، أي إذا هاجت الشمال في الشتاء، والشمائل أيضا: الأريحية، أي هزته شمائله. وقال: كاد يعطي إزاره، وكره أن يقول أعطى إزاره فيكون قد وصفه بالأفن والجنون. ويفسر الجود أيضا في البيت بالسخاء، عن الأصمعي. والجود: اسم قلعة في جبل شطب، نقله الصاغاني. وجودة، بالضم: واد باليمن والصواب أنه قلت في واد باليمن، كذا صرح به أبو عبيد. والجودي، بالضم وتشديد الياء: موضع، وقال الزجاج: هو جبل بآمد وقيل جبل بالجزيرة قرب الموصل، وقيل بالشأم، وقيل بالهند، استوت عليه سفينة نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، وكان ذلك يوم عاشوراء من المحرم. وقرأ الأعمش واستوت على الجودي بإرسال الياء، وذلك جائز للتخفيف.والجودي: جبل بأجأ، وقال أمية بن أبي الصلت:

سبحانه ثم سبحانا يعود لـه     وقبلنا سبح الجودي والجمد وأبو الجودي: تابعي لا يعرف اسمه ولا يعرف إلا بكنيته، قاله الصاغاني. وأبو الجودي: كنية الحارث بن عمير الأسدي الشامي، سكن واسط، روى عن سعيد بن المهاجر الحمصي، قاله المزي، قال الصاغاني: هو متأخر، شيخ شعبة ابن الحجاج العتكي. والجادي: الزعفران. قال كثير عزة:

يباشرن فأر المسك في كل مهجع   ويشرق جادي بـهـن مـفـيد أي مدوف، كذا في الصحاح. ويقال: أجاد فلان بالولد إذا ولده جوادا، وكذا أجاد به أبواه. قال الفرزدق:

قوم أبوهم أبو العاصي أجاد بهم     قرم نجيب لجدات منـاجـيب وتجاودوا: نظروا أيهم أجود حجة قال أبو سعيد: سمعت أعرابيا قال: كنت أجلس إلى قوم يتجاوبون ويتجاودون. فقلت له: ما يتجاودون? فقال: ينظرون أيهم أجود حجة. والجودياء، بالضم، الكساء نبطية أو فارسية، وعربة الأعشي فقال:

وبيداء تحسب آرامها رجال إياد بأجيادها وأنشد شمر لأبي زبيد الطائي في صفة الأسد:

حتى إذا ما رأى الأبصار قد غفلت      واجتاب من ظلمة جودي سمـور

صفحة : 1944

قال: جودي بالنبطية هي جودياء، أراد جبة سمور. وأجاده النقد: أعطاه جيادا. وشاعر مجواد، أي مجيد يجيد كثيرا. والجيد، بالكسر، يائي، وسيأتي ذكره قريبا. ويجوده، بفتح التحتية وضم الجيم: ع ببلاد تميم، وقد تقدم في الموحدة بدل التحتية ذكر بجودات بلفظ الجمع، وأنه مواضع في ديار بني سعد، وربما قالوا بجودة، وبنو سعد قوم من تميم، فتأمل. وجو جوادة، بفتح الجيمين: موضع ببلاد طيىء لبني ثعل منهم. وقولهم: وقعوا في أبي جاد، أي باطل. عن أبي زيد، وهو كنية رجل من ملوك حمير، وقد تقدم بيانه. ومما يستدرك عليه: تجودتها لك، أي تخيرت الأجود منها. وأجواد العرب مذكورون وجاد إليه: مال. وأجياد: جبل بمكة شرفها الله تعالى، ويقال أجيادين، بفتح الهمزة وكسر الدال، وجاء ذكره في الحديث، وكثير منهم من يصحفه بالنون، سمي بذلك لموضع خيل تبع، كما سمي قعيقعان لموضع سلاحه. وعدا عدوا جوادا، وسار عقبة جوادا، أي بعيدة حثيثة، وعقبتين جوادين، وعقبا جيادا وأجوادا، كذلك، إذا كانت بعيدة. ويقال: جود في عدوه تجويدا، وأجاده: قتله. وجودان: اسم. وتجود في صنعه: تنوق فيها. وجواد ككتان ابن وديعة بن شلخب الأكبر: بطن من حضرموت، منهم جواد بن أجير بن جواد الجوادي. وجودان بن عبد الله البصري، عن جرير بن حازم. وجودان قبيلة من الجهاضم. وكسحاب: جواد بن عمرو بن محمد الصدفي، الذي نسب إليه سقيفة جاد بمصر، روى عنه ابن عمير، توفي سنة 180، ذكره ابن يونس. ويقال للذي غلبه النوم: مجود، كأن النوم جاده أي مطره، قال لبيد:

ومجود من صبابات الكـرى    عاطف النمرق صدق المبتذل وأبو الجودي: راجز مشهور، قيل فيه:

لو قد حداهن أبو الجودي    برجز مسحنفر الروي أنشده المبرد في كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه. وليلى بنت الجودي التي عشقها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وتزوجها، وله فيها شعر وخير مشهور. وأبو البركات محمد بن عاسر الأجدابي الجودي، نسب لخدمة بدر الدين جودي القيمدي، أجاز له الكاشغري وطبقته، وهو جد العلامة مغلطاي لأمه، نقله الحافظ.

ج-ه-د
الجهد، بالفتح: الطاقة والوسع، ويضم. والجهد، بالفتح فقط: المشقة. قال ابن الأثير: قد تكرر لفظ الجهد والجهد في الحديث، وهو بالفتح المشقة، وقيل: المبالغة والغاية. وبالضم: الوسع والطاقة، فأما في المشقة والغاية فالفتح لا غير، ويريد به في حديث أم معبد في الشاة الهزال. ومن المضموم حديث الصدقة: أي الصدقة أفضل? قال: جهد المقل أي قدر ما يحتمله حال القليل المال. وفي التنزيل والذين لا يجدون إلا جهدهم قال الفراء: الجهد في هذه الآية الطاقة، تقول: هذا جهدي، أي طاقتي. وقرىء والذين لا يجدون إلا جهدهم و جهدهم ، بالضم والفتح، الجهد، بالضم: الطاقة، والجهد، بالفتح، من قولك اجهد جهدك في هذا الأمر، أي ابلغ غايتك، والكلام في هذا المحل طويل الذيل، ولكن اقتصرنا على هذا القدر لئلا يمل منه. وجهد، كمنع،يجهد جهدا: جد، كاجتهد. وجهد دابته جهدا: بلغ جهدها، وحمل عليها في السير فوق طاقتها، كأجهدها. وفي الصحاح: جهدته وأجهدته بمعنى. قال الأعشي:

فجالت وجال لها أربع     جهدن لها مع إجهادها

صفحة : 1945

وجهد بزيد: امتحنه عن الخير وغيره. وجهد المرض فلانا وكذا التعب والحب يجهده جهدا: هزله. ومن المجاز: جهد اللبن فهو مجهود، أي أخرج زبده كله. وفي الأساس: يقال: سقاه لبنا مجهودا، أي منزوع الزبد أو أكثره ماء. يقال: لا تجهد لبنك ومرقتك. ومرقة مجهودة. وجهد الطعام: اشتهاه، كأجهده والمجهود: المشتهى من الطعام واللبن. قال الشماخ يصف إبلا بالغزارة:

تضحي وقد ضمنت ضراتها غرقا    من ناصع اللون حلو الطعم مجهود فمن رواه هكذا أراد بالمجهود المشتهى الذي يلح عليه في شربه لطيبه وحلاوته، ومن رواه حلو غير مجهود فمعناه أنها غزار لا يجهدها الحلب فينهك لبنها. وقال الأصمعي في قوله غير مجهود: أي أنه لايمذق، لأنه كثير. قال الأصمعي كل لبن شد مذقه بالماء فهو مجهود. وجهد الطعام: أكثر من أكله، وغرثان جاهد: شهوان يجهد الطعام لايترك منه شيئا، وهو مجاز. وجهد عيشه، كفرح: نكد واشتد، وعيش مجهود. وفي الحديث أعوذ بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، قيل إنها هي الحالة الشاقة التي تأتي على الرجل يختار عليها الموت، أو هو كثرة العيال والفقر وقلة الشيء. وجهد جاهد، مبالغة، كما قالوا شعر شاعر وليل لائل. وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم نزل بأرض جهاد، الجهاد،كسحاب: الأرض الصلبة، وقيل: هي التي لا نبات بها، وقيل: هي المستوية؛ وقيل الغليظة. وتوصف به فيقال: أرض جهاد، وعن ابن شميل: الجهاد: أظهر الأرض وأسواها، أي أشدها استواء، نبتت أو لم تنبت، ليس قربه جبل ولا أكمة. والصحراء جهاد. وأنشد:

يعود ثرى الأرض الجهاد وينبت ال    جهاد بها والعود ريان أخـضـر وعن أبي عمرو: الجماد والجهاد: الأرض الجدبة التي لا شيء فيها، والجماعة جمد وجهد، قال الكميت:

أمرعت في نداه إذ قحط القط      ر فأمسى جهادها ممطـورا وقال الفراء: أرض جهاد وفضاء وبراز بمعنى واحد. وعن ابن الأعرابي: الجهاض والجهاد: ثمر الأراك، وهو البرير والمرد، أيضا. والجهاد، بالكسر: القتال مع العدو، كالمجاهدة، قال الله تعالى: وجاهدوا في الله يقال جاهد العدو مجاهدة وجهادا: قاتله. وفي الحديث لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية. الجهاد: محاربة الأعداء، وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل، والمراد بالنية إخلاص العمل لله تعالى. قال شيخنا: والإتيان ب مع فيه من لحن العامة كما نصوا عليه. وحقيقة الجهاد كما قال الراغب: استفراغ الوسع والجهد فيما لا يرتضى وهو ثلاثة أضرب: مجاهدة العدو الظاهر، والشيطان، والنفس. وتدخل الثلاثة في قوله تعالى وجاهدوا في الله حق جهاده . ومن المجاز: أجهد فيه الشيءب إجهادا، إذا بدا وكثر وأسرع وانتشر. قال عدي ابن زيد:

لا يواتيك إذ صحوت وإذ أج     هد في العارضين منك قتير وأجهدت لك الأرض: برزت. وأجهد لك الطريق. وأجهد لك الحق، أي برز وظهر ووضح . وأجهد في الأمر: احتاط وهو مجهد لك: محتاط. قال:

نازعتها بالهينمـان وغـرهـا     قيلي، ومن لك بالنصيح المجهد

صفحة : 1946

وأجهد الشيء: اختلط، نقله الصاغاني. وأجهد ماله: أفناه وفرقه. وفي حديث الحسن لا يجهد الرجل ماله ثم يقعد يسأل الناس قال النضر: قوله لا يجهد الرجل ماله، أي يعطيه ويفرقه جميعه ها هنا، وها هنا. ولكن الذي ضبطه الصاغاني بخطه في الحديث لا يجهد الرجل، من حد ضرب - وذكر المعنى المذكور عن النضر، فتأمل. وأجهد علينا العدو، إذا جد في العداوة. وعن أبي عمرو: يقال أجهد لي القوم، أي أشرفوا. وقال أبو سعيد: يقال: أجهد لك الأمر فاركبه، أي أمكنك وأعرض لك. وجهاداك، بالضم، أن تفعل: أي قصاراك وغاية أمرك. وبن جهادة، بالضم: بطن منهم، أي من العرب. وقولهم: لأبلغن جهيداك في هذا الأمر، الجهيدي، بالضم مخففة: الجهد كالعهيدي من العهد، والعجيلى من العجلة. ومن المجاز مرعى جهيد: جهده المال وأرض جهيدة الكلإ. وعن أبي عمرو: هذه بقلة لا يجهدها المال، أي لا يكثر منها. وهذا كلأ يجهده المال، إذا كان يلح على رعيته. وفي المشارق لعياض نقلا عن ابن عرفة: الجهد، بالضم الوسع والطاقة، والجهد المبالغة والغاية، ومنه قوله تعالى جهد أيمانهم أي بالغوا في اليمين واجتهدوا فيها. والتجاهد: بذل الوسع والمجهود، كالاجتهاد، افتعال من الجهد: الطاقة. ومما يستدرك عليه: جهد الرجل، كعني: بلغ جهده، وقيل غم. وفي التهذيب: الجهد: بلوغك غاية الأمر الي لا تألو على الجهد فيه، تقول: جهدت جهدي وأجهدت رأيي ونفسي حتى بلغت مجهودي، وجهدت فلانا، إذا بلغت مشقته، وأجهدءته على أن يفعل كذا وكذا. وفي حديث الغسل: إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها أي دفعها وحفزها. وقيل: الجهد من أسماء النكاح. والجهد الشيء القليل يعيش به المقل على جهد العيش. وقال أبو عمرو بن العلاء: حلف بالله فأجهد، وسار فأجهد، ولا يكون فجهد. والمجهد كمحسن: المعسر. وجهد الناس فهم مجهودون، إذا أجدبوا. وأما أجهد فهو مجهد فمعناه ذو جهد ومشقة، أو هو من أجهد داته، إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها. ورجل مجهد، إذا كان ذا دابة ضعيفة من التعب، فاستعاره للحال في قلة المال. وأجهد فهو مجهد، كمكرم، أي أنه أوقع في الجهد، أي المشقة. وفي حديث معاذ: أجتهد رأيي الاجتهاد: بذل الوسع في طلب الأمر، والمراد به رد القضية من طريق القياس إلى الكتاب والسنة. وهو مجاز، كما في الأساس. والجهدان، كسحبان: من أصابه الجهد، أي المشقة وسموا مجاهدا.

ج-ي-د
الجيد، بالكسر: العنق، قال السهيلي: الجيد إنما يستعمل في مقام المدح، والعنق في الذم، فتقول: صفعت عنقه، ولا تقول صفعت جيده. قال: وقوله تعالى: في جيدها حبل من مسد إنما جاء على طريق التهكم والتمليح، بجعل الحبل كالعقد. وتعقبه الشهاب في شرح الشفاء. أو مقلده، أو مقدمه وقد غلب على عنق المرأة. قال سيبويه: يجوز أن يكون فعلا وفعلا كسرت فيه الجيم كراهية الياء بعد الضمة. فأما الأخفش فهو عنده فعل لا غير. ج أجياد وجيود. والجيد، بالتحريك: طولها وحسنها، أو دقتها مع طول. جيد جيدا، وهو أجيد. وحكى اللحياني: ما كان أجيد ولقد جيد جيدا. يذهب إلى النقلة. قال: وقد يوصف العنق نفسه بالجيد، فيقال عنق أجيد، كما يقال عنق أوقص وهي جيداء: طويلة العنق حسنته، لا ينعت به الرجل. وقال العجاج:

تسمع للحلي إذا ماوسوسـا     وارتج في أجيادها وأجرسا

صفحة : 1947

جمع لجيد بما حوله. وامرأة جيدانة: حسنة الجيد. ج جود، بالضم. والجيد: أيضا: المدرعة الصغيرة، نقله الصاغاني. وأجيد بن عبد الله بن بشر الكندي محدث، عن سعيد بن أيوب، وأحمد بن زهير بن كثير، وغيرهما، قاله الحافظ. وأجياد: اسم شاة. وأجياد: أرض بمكة شرفها الله تعالى. قال الأعشى:

ولا جعل الرحمن بيتك في الذرا     بأجياد غربي الصفا والمحـرم أو جبل بها، لكونه موضع خيل تبع، وقال السهيلي في الروض: وأما أجياد فلم تسم بأجياد من أجل جياد الخيل، أي كما توهمه جماعة كالمصنف، لأن جياد الخيل لا يقال فيها أجياد، أي بالألف، وإنما أجياد جمع جيد. وذكر أصحاب الخبر أن مضاضا ضرب في ذلك الموضع أجياد مائة رجل من العمالقة، فسمي الموضع بأجياد. وهكذا ذكر ابن هشام. ووقع في النهاية وغيره أنه جياد، من غير ألف، وذكره غيره بالوجهين، وعليه جرى في المراصد. وجيدة، بفتح فسكون: ناحية بالحجاز. ومحمد بن أحمد بن جيدة، بالكسر سمع أبا سعيد بن الأعرابي، وعنه أبو عمرو محمد بن أحمد المستملى وشيخ مشايخنا الإمام المؤقت بالقرويين، أبو جيدة الفاسي، بالكسر، مات سنة 1145 حدث عنه محمد بن الطالب بن سردة وغيره.