الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل السادس: فصل الحاء المهملة مع الدال

فصل الحاء المهملة مع الدال

ح - ت - د
حتد بالمكان يحتد، بالكسر حتدا: أقام به وثبت. مماتة. وعين حتد، بضمتين: لا ينقطع ماؤها، وعليه اقتصر في التهذيب وليس من عيون الأرض التي تجري وإنما هي الجارحة، أراد عين الرأس، كذا حققه الأزهري وغلط الجوهري رحمه الله تعالى حيث قيدها بعيون الأرض، وأقره الزبيدي في مختصر العين، وقال ابن الأعرابي: الحتد: العيون المنسلقة واحدتها حتد وحتود، والانسلاق لا يكون لعيون الماء، قاله الصغاني.

وعن ابن الأعرابي المحتد كمجلس: الأصل وكذا المحفد والمحقد والمحكد، يقال: إنه لكريم المحتد، قال شيخنا نقلا عن الشهاب الخفاجي ما نصه: ظاهر كلام الثعالبي أن المحتد الأصل في النسب لا مطلقا، قال فكأنه مشترك، قال شيخنا: وقد صرح به غير واحد من الأئمة.

والمحتد أيضا: الطبع، ويقال رجع إلى محتده، إذا فعل شيئا من المعروف ثم رجع عنه.

والحتد، ككتف: الخالص الأصل من كل شيء. قال الراعي حتى أنيخت لدى خير الأنام معا من آل حرب نماه منصب حتد وقد حتد يحتد حتدا كفرح وهو حتد.

والختد كعنق: العيون المنسلقة وفي بعض النسخ: المتسلقة، وقد ذكر قريبا عن ابن الأعرابي. وفي المجمل لابن فارس أن الحتد بضمتين العين النائية الماء الواحد حتد محركة، وحتود، كصبور، والحتد: جوهر الشيء وأصله، نقله الصاغاني. وحتدته تحتيدا، أي اخترته لخلوصه وفضله، نقله الصاغاني. والحتود بالضم: المشارع من الطريق، نقله الصاغاني.

ح - ث - ر- د
ومما يستدرك عليه: الحثرد، كزبرج الثاء مثلثة: الغثاء اليابس في أسفل الكر وفي قعر العين، هكذا ذكره الصاغاني في التكملة.

ح - د - د
الحد: الفصل الحاجز بين الشيئين لئلا يختلط أحدهما بالآخر، أو لئلا يتعدى أحدهما على الآخر، وجمعه حدود. وفصل ما بين كل شيئين حد بينهما والحد: منتهى الشيء، ومنه أحد حدود الأرضين وحدود الحرم، وفي االحديث في صفة القرآن لكل حرف حد، ولكل حد مطلع قيل: أراد لكل منتهى له نهاية.

صفحة : 1948

والحد من كل شيء: حدته، ومنه حديث عمر كنت أداري من أبي بكر بعض الحد، وبعضهم يرويه بالجيم من الجد ضد الهزل. وحد كل شيء: طرف شباته، كحد السكين والسيف والسنان والسهم، وقيل: الحد من كل ذلك: مارق من شفرته، والجمع حدود.

والحد منك: بأسك ونفاذك في نجدتك، يقال: إنه لذو حد، وهو مجاز.

والحد من الخمر والشراب: سورته وصلابته. قال الأعشى: وكأس كعين الديك باكرت حدها بفتيان صدق والنواقيس تضرب والحد: الدفع والمنع، وحد الرجل عن الأمر يحد حدا: منعه وحبسه، تقول: حددت فلانا عن الشر أي منعته، ومنه قول النابغة : إلا سليمان إذ قال الإله له قم في البرية فاحددها عن الفند كالحدد، محركة، يقال: دون ما سألت عنه حدد، أي منع. ولا حدد عنه أي لا منع ولا دفع، قال زيد ابن عمرو بن نفيل.

لا تعبدن إلها غير خالقكم وإن دعيتم فقولوا دونه حدد وهذا أمر حدد أي منيع حرام لا يحل ارتكابه.

والحد: تأديب المذنب، كالسارق والزاني وغيرهما بما يمنعه عن المعاودة ويمنع أيضا غيره عن إتيان الذنب، وجمعه حدود. وحددت الرجل: أقمت عليه الحد. وفي التهذيب: فحدود الله عز وجل ضربان: ضرب منها حدود حدها للناس في مطاعمهم ومشاربهم ومناكحهم وغيرها مما أحل وحرم، وأمر بالانتهاء عما نهى عنه منها ونهى عن تعديها، والضرب الثاني عقوبات جعلت لمن ركب ما نهى عنه، كحد السارق وهو قطع يمينه في ربع دينار فصاعدا، وكحد الزاني البكر، وهو جلد مائة وتغريب عام، وكحد المحصن إذا زنى وهو الرجم، وكحد القاذف وهو ثمانون جلدة، سميت حدودا لأنها تحد أي تمنع من إتيان ما جعلت عقوبات فيها، وسميت الأولى حدودا، لأنها نهايات نهى الله عن تعديها.

والحد ما يعتري الإنسان من الغضب والنزق، كالحدة بالكسر، وقد حددت عليه أحد بالكسر، حدة وحدا، عن الكسائي. وفي الحديث الحدة تعتري خيار أمتي، الحدة، كالنشاط والسرعة في الأمور والمضاء فيها، مأخوذ من حد السيف، والمراد بالحدة هنا المضاء في الدين والصلابة والمقصد إلى الخير، ويقال: هو من أحد الرجال، وله حد وحدة، واحتد عليه، وهو مجاز.

والحد: تمييز الشيء عن الشيء وقد حددت الدار أحدها حدا، والتحديد مثله، وحد الشيء من غيره يحد حدا وحدده: ميزه، وحد كل شيء منتهاه، لأنه يرده ويمنعه عن التمادي، والجمع الحدود، وفي حاشية البدر القرافي: لو قال: تمييز شيء عن شيء كان أولى، لأن المعرفة إذا أعيدت كانت عينا فكأنه قال تمييز الشيء عن نفسه، بخلاف النكرة، فإنها تكون غيرا. انتهى.

ويقال: فلان حديد فلان، إذا كان داره إلى جانب داره أو أرضه إلى جانب أرضه.

ودأري حديدة داره ومحادتها، إذا كان حدها كحدها.

والحديد، من أى معروف، وهو هذا الجوهر المعروف، لأنه منيع، القطعة منه حديدة: ج حدائد وحديدات، هكذا في النسخ، والصواب حدائدات، وهو جمع الجمع، قال الأحمر في نعت الخيل

وهن يعلكن حدائداتها والحداد، ككتان: معالجه، أي الحديد، أي يعالج ما يصطنعه من الحرف. ومن المجاز، الحداد: السجان لأنه يمنع من الخروج، أو لأنه يعالج الحديد من القيود، قال:

يقول لي الـحـداد وهـو يقـودنـي    إلى السجن لا تفزع فما بك من باس

صفحة : 1949

والحداد: البواب، لأنه يمنع من الخروج، وهو مجاز أيضا. والحداد: الحر. وقيل نهر بعينه، قال إياس بن الأرت

ولو يكون على الحداد يملـكـه     لم يسق ذا غلة من مائه الجاري وفي الحديث حين قدم من سفر فأراد الناس أن يطرقوا النساء ليلا فقال: أمهلوا كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة قال أبو عبيد: الاستحداد استفعال من الحديدة، يعني الاحتلاق بالحديد استعمله على طريق الكناية والتورية.

وحد السكين والسيف وكل كليل يحدها حدا وأحدها إحدادا وحددها، شحذها ومسحها بحجر أو مبرد، وحدده فهو محدد مثله، قال اللحياني: الكلام: أحدها بالألف، واقتصر القزاز على الثلاثي والرباعي بالألف، وأغفل الجوهري الثلاثي، واقتصر ابن دريد على الثلاثي فقط، فحدت تحد حدة، المتعدي منهما كنصر، واللازم كضرب، واحتدت فهي حديد بغير هاء، وبهاء كما في اللسان.

وحداد، كغراب، نقله الجوهري عن الأصمعي. وزعم ابن هشام أن الحداد جمع لحديد كظريف وظراف وكبير وكبار. قال: وما أتى على فعيل فهذا معناه، وضبطه ابن هشام اللخمي في شرح الفصيح بالكسر ككتاب ولباس، وحكى أبو عمرو: سيف حداد، مثل رمان، وقال حكاهما ابن سيده في المحكم وابن خالويه في الأفق واللبلى في شرح الفصيح، قال ابن خالويه: ولا يقال سكين حاد، وهو قول الأكثر، قال شيخنا وجوزه بعض قياسا.

ج حديدات وحدائد وحداد. وحد نأبه يحد حدة وناب حديد وحديدة، كما تقدم في السكين، ولم يسمع فيها حداد. وحد السيف يحد حدة واحتد فهو حاد حديد، وأحددته وسيوف حداد وألسنة حداد ورجل حديد وحداد كغراب، من قوم أحداء وأحدة وحداد، بالكسر، يكون في اللسن، محركة، والفهم والغضب. والفعل من ذلك كله حد يحد حدة، وحد عليه يحد، من حد ضرب حددا محركة، وحدد مشددا، وقد سقط هذا من بعض النسخ واحتد فهو محتد، واستحد إذا غضب. وحاده محادة: غاضبه وعاداه مثل شاقه وخالفه ونازعه ومنع ما يجب عليه كتحاده، وكأن اشتقاقه من الحد الذي هو الحيز والناحية، كأنه صار في الحد الذي فيه عدوه، كما أن قولهم: شاقه: صار في الشق الذي فيه عدوه. وفي التهذيب استحد الرجل واحتد حدة، فهو حديد، قال الأزهري: والمسموع في حدة الرجل وطيشه احتد، قال: ولم أسمع فيه استحد، إنما يقال استحد واستعأن، إذا حلق عانته.

وناقة حديدة الجرة، بكسر الجيم، إذا كان يوجد منها، أي الجرة رائحة حادة، وذلك مما يحمد. وقولهم: رائحة حادة، أي ذكية، على المثل.

وحدد الزرع تحديداإذا تأخر خروجه لتأخر المطر، ثم خرج ولم يشعب، وحدد إليه وله: قصد ويقال حدد فلان بلدا، أي قصد حدوده، قال القطامي:

محددين لبرق صاب من خلل    وبالـقـرية رادوه بـرداد أي قاصدين.

وحداد حدية مبنيا على الكسر كقطام، كلمة تقال لمن تكره طلعته، عن شمر، وقولهم:

حداد دون شرها حداد وقال معقل بن خويلد الهذلي

عصيم وعبد اللـه والـمـرء     وحدي حداد شر أجنحة الرخم أراد: اصرفي عنا شر أجنحة الرخم، يصفه بالضعف واستدفاع شر أجنحة الرخم على ما هي عليه من الضعف. والحد الصرف عن الشيء من الخير والشر.

صفحة : 1950

والمحدود المحروم والممنوع من الخير وغيره، وكل مصروف عن خير أو شر محدود كالحد، بالضم، وعن الشر، وقال الأزهري: المحدود: المحروم، قال: ولم أسمع فيه: رجل حد، لغير الليث، وهو مثل قولهم رجل حد إذا كان مجودا. وقال الصاغاني: هو ازدواج لقولهم رجل جد.

والحاد، من حدت ثلاثيا، والمحد، من أحدت رباعيا، وعلى الأخير اقتصر الأصمعي، وتجريد الوصفين عن هاء التأنيث هو الأفصح الذي اقتصر عليه في الفصيح وأقره شراحه. وفي المصباح: ويقال محدة، بالهاء أيضا. تأركة الزينة والطيب، وقال ابن دريد: هي المرأة التي تترك الزينة والطيب بعد زوجها للعدة، يقال حدت تحد، بالكسر، وتحد بالضم، حدا، بالفتح، وحدادا، بالكسر، وفي كتاب اقتطاف الأزاهر للشهاب أحمد بن يوسف بن مالك عن بعض شيوخ الأندلس أن حدت المرأة على زوجها بالحاء المهملة والجيم، قال: والحاء أشهرهما، وأما بالجيم فمأخوذ من جددت الشيء، إذا قطعته، فكأنها أيضا قد انقطعت عن الزينة وما كأنت عليه قبل ذلك. وأحدت إحدادا، وأبى الأصمعي إلا أحدت تحد فهي محد، ولم يعرف حدت. وفي الحديث لا تحد المرأة فوق ثلاث ولا تحد إلا على زوج قال أبو عبيد: وإحداد المرأة على زوجها: ترك الزينة. وقيل: هو إذا حزنت عليه ولبست ثياب الحزن وتركت الزينة والخضاب، قال أبو عبيد: ونرى أنه مأخوذ من المنع، لأنها قد منعت من ذلك، ومنه قيل للبواب حداد لأنه يمنع الناس من الدخول وقال اللحياني في نوادره: ومن أحد بالألف، جاء الحديث، قال: وحكى الكسائي عن عقيل: أحدت المرأة على زوجها بالألف. قال أبو جعفر: وقال الفراء في المصادر، وكان الأولون من النحويين يؤثرون أحدت فهي محد، قال: والأخرى أكثر من كلام العرب. وأبو الحديد رجل من الحرورية قتل امرأة من الإجماعيين كانت الخوارج قد سبتها فغالوا بها لحسنها، فلما رأى أبو الحديد مغالاتهم بها خاف أن يتفاقم الأمر بينهم، فوثب عليها فقتلها. ففي ذلك يقول بعض الحرورية يذكرها:

أهاب المسلمون بهـا وقـالـوا     على فرط الهوى هل من مزيد

فزاد أبو الحديد بنصـل سـيف     صقيل الحد فعل فتـى رشـيد أم الحديد امرأة كهدل الرجز كجعفر، وإياها عنى بقوله:


قد طردت أم الحديد كهدلا     وابتدر الباب فكان الأولا وحد بالضم: ع بتهامة، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد.

فلو أنها كانت لقاحي كثـيرة     لقد نهلت من ماء حد وعلت وعن أبي عمرو: الحدة، بالضم الكثبة والصبة.

ويقال: دعوة حدد، محركة، أي باطلة. وأمر حدد: ممتنع باطل، وأمر حدد. لا يحل أن يرتكب. وحدادتك، بالتفح، امرأتك، حكاه شمر. وحدادك، بالضم، أن تفعل كذا، أي قصاراك ومنتهى أمرك. ومالي عنه محد، بالفتح، كما هو بخط الصاغاني، ويوجد في بعض النسخ بالضم، ومحتد، وكذا حدد وملتد، أي بد ومحيد ومصرف ومعدل، كذا عن أبي زيد وغيره.

صفحة : 1951

وبنو حدان بن قريع بن عوف بن كعب، جاهلي ككتأن: بطن من تميم، من بني سعد منهم أوس بن مغراء الحداني الشاعر، قاله الدارقطني والحافظ. وبالضم الحسن بن حدان المحدث الراوي عن جسر بن فرقد، وعنه ابن الضريس. وذو حدان بن شراحيل في نسب همدان وفي الأزد حدان بن شمس بضم الشين المعجمة، ابن عمرو بن غالب بن عيمان بن نصر بن زهران، هكذا في النسخ وقيده الحافظ وغيره. وسعيد بن ذي حدان التابعي يروي عن علي رضي الله عنه. وحدان بن عبد شمس حي من الأزد، وأدخل عليه ابن دريد اللام. قلت هو بعينه حدان بن شمس الذي تقدم ذكره وذو حدان أيضا في أنساب همدن، وهو بعينه الذي تقدم ذكره آنفا، قال ابن حبيب: وإليه ينسب الحدانيون.

وحدة، بالفتح: ع بين مكة المشرفة وجدة، وكانت قبل تسمى حداء وهو واد فيه حصن ونخل قال أبو جندب الهذلي.

بغيتهم ما بين حداء والحشـى    وأوردتهم ماء الأثيل فعاصما وحدة: ة قرب صنعأء اليمن نقله الصاغاني، وواد بتهامة. والحدادة: ة بين بسطام ودامغان، وقيل بين قومس والري من منازل حاج خراسان، منها علي بن محمد بن حاتم ابن دينار القومسي الحدادي، عن جعفر بن محمد الحدادي، وعنه ابن عدي والإسماعيلي، وأبو عبد الله طاهر بن محمد بن أحمد بن نصر الحدادي صاحب كتاب عيون المجالس، روى عن الفقيه أبي الليث السمرقندي، وعنه كثيرون، والحسن بن يوسف الحدادي، عن يونس بن عبد الأعلى وغير هؤلاء، وقد استوفاهم الحافظ في التبصير.

والحدادية: ة بواسط العراق، وأخرى من أعمال مصر. وحدد، محركة: جبل بتيماء مشرف عليها يبتدئ به المسافر، وأرض لكلب، نقل الصاغاني.

وحدوداء، بفتح الحاء والدال وتضم الدال أيضا: ع ببلاد عذرة، وضبطه البكري بدالين مفتوحتين. وفي التكملة: حدودى وحدوداء، أي بالقصر والمد، والدالات مفتوحة فيهما، فتأمل. والحدحد، كفرقد: القصير من الرجال أو الغليظ.

ومما يستدرك عليه: الحداد: الزراد، وعن الأصمعي: استحد الرجل، إذا أحد شفرته بحديدة وغيرها، وحد بصره إليه يحده وأحده، الأولى عن اللحياني، كلاهما حدقه إليه ورماه به، ورجل حديد الناظر، على المثل، لا يتهم بريبة فيكون عليه غضاضة فيها فيكون كما قال تعالى ينظرون من طرف خفي والحداد الخمار، قال الأعشى يصف الخمر والخمار.

فقمنا ولما يصح ديكنا    إلى جونة عند حدادها فإنه سمى الخمار حدادا، وذلك لمنعه إياها وحفظه لها وإمساكه لها وإمساكه لها حتى يبذل له ثمنها الذي يرضيه. وحد الإنسان: منع من الظفر. وقوله تعالى فبصرك اليوم حديد أي رأيك اليوم نافذ.


وحد الله عنا شر فلان حدا: كفه وصرفه، ويدعى على الرجل فيقال: اللهم احدده، أي لا توفقه للإصابة.

وقال أبو زيد: تحدد بهم، أي تحرش. والحداد: ثياب المأتم السود. ويقال: حددا أن يكون كذا، كقولك: معاذ الله، وقد حدد الله ذلك عنا. وفي الأمثال الحديد بالحديد يفلح. وبنو حديدة قبيلة من الأنصار. والحديدة، مصغرا: قرية على ساحل بحر اليمن، سمعت بها الحديث. وأقام حد الربيع: فصله، وهو مجاز. وفي عبد القيس حداد بن ظالم بن ذهل، وعبد الملك بن شداد الحديدي شيخ لعفان بن مسلم، وأبو بكر ابن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد وآل بيته بدمشق. وأبو علي الحداد الأصبهاني وآل بيته مشهورون.

ح - د - ب - د

صفحة : 1952

لبن حدبد كعلبط، أهمله الجوهري، وقال كراع: أى خاثر كهدبد. والحدنبدى بفتح الحاء والدال وسكون النون: العجب، عن ابن الأعرابي، وأنشد لسالم بن دارة.

حدنبدى حدنبدى حدنبـدان     حدنبدى حدنبدى يا صبيان وقد تقدم في ح - د - ب ح - د - ر - د

أبو حدرد، كجعفر، سلامة بن عمير بن أبي سلمة الأسلمي صحابي وولده عبد الله صحابي أيضا، ولم يجئ فعلع بتكرير العين غيره، ولو كان فعللا لكان من المضاعف. لأن العين واللام من جنس واحد، وليس منه.

والحدرد: القصير، كذا في شرح التسهيل لمصنفه ولأبي حيان، فإنه مذكور فيهما جميعا، وأورده ابن القطاع أيضا في تصريفه.

ح - ر - د
حرده يحرده، بالكسر، حردا: قصده ومنعه، كلاهما عن ابن الأعرابي، وقد فسر بهما قوله تعالى: وغدوا على حرد قادرين : كحرده تحريدا، قال:

كأن فداءها إذ حردوه    أطافوا حوله سلك يتيم وقال الفراء: تقول للرجل: قد أقبلت قبلك، وقصدت قصدك، وحردت حردك. وحرده: ثقبه،ورجل حرد، كعدل، وحارد، وحرد، ككتف، وحريد، ومتحرد، وحردان من قوم حراد، بالكسر، جمع حرد ككتف، وحرداء، جمع حريد بمعتزل متنح، وامرأة حريدة، ولم يقولوا: حردى، وحي حريد،: منفرد معتزل من جماعة القبيلة، ولا يخالطهم في ارتحاله وحلوله؛ وإما لعزته، أو لقلته وذلته. وقالوا: كل قليل في كثير حريد، قال جرير:

نبني على سنن العدو بيوتنا    لا نستجير ولا نحل حريدا يعني أننا لا ننزل في قوم من ضعف وذلة، لما نحن عليه من القوة والكثرة.

وقد حرد يحرد حرودا إذا تنحى واعتزل عن قومه ونزل منفردا لم يخالطهم، قال الأعشى يصف رجلا شديد الغيرة على امرأته، فهو يبعد بها إذا نزل الحي قريبا من ناحيته:

إذا نزل الحي حل الجحيش     حريد المحل غويا غيورا والجحيش: المتنحي عن الناس أيضا. وفي حديث صعصعة: فرفع لي بيت حريد أي منتبذ متنح عن الناس. وحردد عليه كضرب وسمع، حردا، محركة، وحردا، كلاهما: غضب، وفي التهذيب: الحرد، جزم، والحرد، لغتان، يقال: حرد الرجل إذا اغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهم به، فهو حارد وحرد، وأنشد:

أسود شرى لا قت أسود خفية    تساقين سما كلهـن حـوارد قال ابن سيده: فأمأ سيبويه، فقال: حردحردا ورجل حرد وحارد غضبان قال أبو العباس، وقال أبو زيد، والأصمعي، وأبو عبيدة: الذي سمعنا من العرب الفصحاء، في الغضب: حرد يحرد حردا، بتحريك الراء، قال أبو العبأس: وسألت ابن الأعرابي عنها فقال: صحيحة، إلا أن المفضل روآ أن من العرب من يقول: حرد حردا وحردا، والتسكين أكثر، والأخرى فصيحة، قال: وقلمأ يلحن الناس فلي اللغة.

وفي الصحاح: الحرد: الغضب، وقال أبو نصر أحمد بن حاتم، صاحب الأصمعي: هو مخفف، وأنشد للأعرج المعني:

إذا جياد الخيل جاءت تردى    مملوءة من غضب وحرد وقال الآخر:

يلوك من حرد على الأرما وقال ابن السكيت: وقد يحرك فيقال منه: حرد، بالكسر، فهو حارد وحردان، ومنه قيل: أسد حارد، وليوث حوارد. وقال ابن بري: الذي ذكره سيبويه: حرد يحرد حردا، بسكون الراء، إذا غضب، قال: وهكذا ذكره الأصمعي وابن دريد وعلي بن حمزة، قال: وشاهده قول الأشهب بن رميلة:

صفحة : 1953

أسود شرى لاقت أسود خفـية    تساقوا على حرد دماء الأساود والحرد، بالكسر: قطعة من السنام، قال الأزهري: ولم أمسع بهذا لغير الليث، وهو خطأ، إنما الحرد: المعى. والحرد، بالكسر مبعر البعير والناقة، كالحردة، بالكسر أيضا. وهذه نقلها الصاغاني، والجمع حرود.

وأحراد الإبل: أمعاؤها، وخليق أن يكون واحدها حردا كواحد الحرود التي هي مباعرها، لأن المباعر والأمعاء متقاربة. وقال الأصمعي: الحرود مباعر الإبل، واحدها حرد وحردة، قال شمر: وقال ابن الأعرابي: الحثرود: الأمعاء، وقال: وأقرأنا لابن الرقاع:

بنيت على كرش كأن حرودها    مقط مطواة أمـر قـواهـا وزياد بن الحرد، ككتف، مولى عمرو بن العاص، روى عن سيده المذكور. وحاردت الإبل حرادا: انقطعت ألبانها أو قلت، أنشد ثعلب:

سيروي عقيلا رجل ظبي وعلبة    تمطت به مصلوبة لم تحـارد واستعاره بعضهم للنساء فقال:

وبتن على الأعضاد مرتفقاتها    وحاردن إلا ما شربن الحمائما يقول: انقطعت ألبانهن إلا أن يشربن الحميم، وهو الماء يسخنه فيشربنه، وإنما يسخنه لأنهن إذا شربنه باردا على غير مأكول عقر أجوافهن. ومن المجاز: حاردت السنة: قل ماؤها ومطرها، وقد استعير في الآنية إذا نفد شرابها، قال:

ولنا بـاطـية مـمـلـوءة      جونة يتبعهـا بـرزينـهـا
فإذا ماحـاردت أو بـكـأت     فت عن حاجب أخرى طينها

البرزين: إناء يتخذ من قشر طلع الفحال، يشرب به.

ويقال: ناقة حرود، كصبور، ومحارد، ومحاردة، بينة الحراد شديدته، وهي القليلة الدر. والحرد، محركة داء في قوائم الإبل إذا مشى نفض قوائمه فضرب بهن الأرض كثيرا.

أو هو داء يأخذ الإبل من العقال في اليدين دون الرجلين، بعير أحرد، وقد حرد حردا، بعير أحرد، وقد حرد حردا، بالتحريك لا غير. أو الحرد يبس عصب إحداهما أي إحدى اليدين من العقال، وهذا فصيل فيخبط بيديه الأرض أو الصدر إذا مشى، وقيل: الأحرد: الذي إذا مشى رفع قوائمه رفعا شديدا ووضعها مكانها من شدة قطافته، يكون في الدواب وغيرها، والحرد مصدره.

وفي التهذيب: الحرد في البعير حاديث ليس بخلقه. وقال ابن شميل: الحرد أن تنقطع عصبة ذراع البعير فتسترخي يده، فلا يزال يخفق بها أبدا، وإنما تنقطع العصبة من ظاهر الذراع فتراها إذا مشى البعير كأنها تمد مدا من شدة ارتفاعها من الأرض ورخاوتها. والحرد: أن تثقل الدرع على الرجل فلم يستطع ولم يقدر على الانتشاط وفي بعض النسخ: الانبساط. وهو الصواب في المشي وقد حرد حردا، ورجل أحرد، وأنشد الأزهري:

إذا ما مشى في درعه غير أحرد

صفحة : 1954

والحرد: أن يكون بعض قوى الوتر أطول من بعض وقد حرد الوتر. وفعل الكل حرد كفرح، فهو حرد ككتف. والحردي والحردية، بضمهما، حياصة الحظيرة التي تشد على حائط القصب عرضا، قال ابن دريد: هي نبطية، وقد حرده تحريدا، والجمع الحرادي. وقال ابن الأعرابي: يقال لخشب السقف: الروافد، ولما يلقى عليها من أطيان القصب: حرادي. وغرفة محردة: فيها حرادي القصب عرضا. ولا يقال الهردي. والمحرد، كمعظم: الكوخ المسنم وبيت محرد. مسنم. والكوخ فارسيته لأنه ذكر في الخاء المعجمة: الكوخ والكاخ: بيت مسنم من قصب بلا كوة، فذكر المسنم بعد الكوخ كالتكرار. والمحرد من كل شيء: المعوج وتحريد الشيء: تعويجه كهيئة الطاق. والمحرد اسم البيت فيه حرادي القصب عرضا. وغرفة محردة كذلك، وقد تقدم.

وحبل محرد، إذا ضفر فصارت له حروف لا عوجاجه. وحرد الحبل تحريدا: أدرج فتله فجاء مستديرا، حكاه أبو حنيفة. وقال مرة: حبل حرد من الحرد: غير مستوي القوى. وقال الأزهري: سمعت العرب تقول للحبل إذا اشتدت إغارة قواه حتى تتعقد وتتراكب: جاء بحبل فيه حرود. وحرد الشيء: عوجه كهيئة الطاق. وفي التهذيب: وحرد زيد تحريدا، إذا أوى إلى كوخ، هكذا نص عبارته. وأما قول المصنف: مسنم، فليس في التهذيب، ولا في غيره. ومر الكلام عليه آنفا. وتحرد الأديم: ألقي ما عليه من الشعر. وقولهم: قطا حرد، أي سراع، فقد قال الأزهري: هذا خطأ. والقطا الحرد: القصار الأرجل. وهي موصوفة بذلك. والحريد: السمك المقدد، عن كراع. وأحرده: أفرده ونحاه، عن الزجاج. وأحرد في السير: أغذ، أي أسرع. ومن المجاز: الأحرد: البخيل من الرجال، اللئيم. قال رؤبة:

وكل مخلاف ومكـلـئز    أحرد أو جعد اليدين جبز ويقال له: أحرد اليدين أيضا، أي فيهما انقباض عن العطاء. كذا في التهذيب. وفي الأساس: حرد زيد: كان يعطي ثم أمسك. والحريداء: رملة ببلاد بني أبي بكر بن كلاب بن ربيعة، نقله الصاغاني، والحريداء عصبة تكون في موضع العقال تجعل الدابة حرداء تنفض إحدى يديها إذا مشت وقد يكون ذلك خلقة. ويقال جاء بحبل فيه حرود، الحرود، بالضم: حروف الحبل، كالحراديد، وقد حرد حبله. والمحأرد: المشافر، نقله الصاغاني. وانحرد النجم: انقض، والمنحرد: المنفرد، في لغة هذيل، قال أبو ذؤيب:

كانه كوكب بالجو منحرد ورواه أبو عمرو بالجيم، وفسره بمنفرد، وقال: هو سهيل. وفي الصحاح: كوكب حريد: معتزل عن الكواكب. وحردان كعثمان: ة بدمشق، نقله الصاغاني. وروى أن بريدا من بعض الملوك جاء يسأل الزهري عن رجل، معه ما مع المرأة: كيف يررث. قال: من حيث يخرج الماء الدافق، فقال في ذلك قائلهم:

ومهمة أعيا القضاة قضاؤهـا     تذر الفقيه يشك مثل الجاهلي
عجلت قبل حنيذها بشـوائهـا    وقطعت محردها بحكم فاصل

صفحة : 1955

المحرد كمجلس مفصل العنق أو موضع الرحل. يقال: حردت من سنام البعير حردا، إذا قطعت منه قطعة، أراد أنك عجلت الفتوى فيها ولم تستأن في الجواب، فشبهه برجل نزل به ضيف فعجل قراه بما قطع له من كبد الذبيحة ولحمها، ولم يحبسه على الخنيذ والشواء، وتعجيل القرى عندهم محمود، وصاحبه ممدوح. والحرداء، كصحراء: لقب بني نهشل بن الحارث، قاله أبو عبيد، وأنشد للفرزدق:

لعمر أبيك الخير ما رغم نهشل    علي ولا حرداؤها بـكـبـير
وقد علمت يوم القبيبات نهشـل    وأحرادها أن قد منوا بعسـير

والحردة، بالكسر: د، بساحل بحر اليمن، أهله ممن سارع إلى مسيلمة الكذاب. وقيل بفتح الحاء.

ومما يستدرك عليه: الحرد: الجد، وهكذا فسر الليث في كتابه الآية على حرد قادرين قال: على جد من أمرهم. قال الأزهري: وهكذا وجدته مقيدا. والصواب على حد، أي منع، قال: هكذا قاله الفراء. وروي في بعض التفاسير أن قريتهم كان اسمها: حردا، ومثله في المراصد.

وتحريد الشعر: طلوعه منفردا، وهو عيب، لأنه بعد وخلاف للنظير. والمحرد، كمعظم، من الأوتار: الحصد الذي يظهر بعض قواه على بعض، وهو المعجر. ورجل حردي، بالضم: واسع الأمعاء. وقال يونس: سمعت أعرابيا يسأل ويقول: من يتصدق على المسكين الحرد، أي المحتاج. وككتاب، حراد بن نداوة بن ذهل، في محأرب خصفة. وحراد بن شلخب الأكبر في حضرموت. وكغراب. حراد بن مالك بن كنانة بن خزيمة. وحرأد بن نصر بن سعد بن نبهان في طييء. وحراد بن معن بن مالك في الأزد. وحراد بن ظالم بن ذهل في عبد القيس، قاله الافظ. وأحراد وأم أحراد: بئرقديمة بمكة، واحتفرها بنو عبد الدار لها ذكر في الحديث. وذكر القالي في أماليه من معاني الحرد: القلة والحقد وزاد غيره: السرعة. قال شيخنا: ومن غريب إطلاقاته ما رواه بعض الأئمة عن الشيباني، أنه قال: الحرد: الثوب، وأنشد لتأبط شرا.

أتركت سعدا للرمأح دريئة    هبلتك أمك أي حرد ترقع وقال الفسوي: الحرد في هذا البيت: الثوب الخلق. واستبعده غيرهما وقال: إنه في البيت بالجيم، قال البكري في شرح الأمالي? وهو المعروف في الثوب الخلق.

قال شيخنا: هو كذلك، إلا أن الرواية مقدمة، والحافظ حجة. ومن الأمثال قولهم: تمسك بحردك حتى تدرك حقك أي دم على غيظك. ومن المجاز: حاردت حالي، إذا تنكدت. كذا في الأساس.

ح - ر - ف - د
الحرافد، بالفاء، أهمله الجوهري، والصاغانين وفي اللسلان: هي كرام الإبل واحدها، حرفدة.

ح - ر - ق - د
الحرقدة بالقاف: عقدة الحنجور، جمعه حراقد. والحرقد، كزبرج كالحرقدة: أصل اللسان قاله ابن الأعرابي والحراقد: الحرافد، وهي النوق النجيبة.

ح - ر - م - د
الحرمد، كجعفر، وزبرج الأخيرة عن الصاغاني: الحمأة، وقيل: هو الطين الأسود المتغير اللون وفي بعض النسخ: والمتغير اللون، بزيادة الواو والرائحة، وقيل: الشديد السواد منه، قال أمية:

فرأى مغيب الشمس عند مسائها    في عين ذي خلب وثأط حرمد وعن ابن الأعرابي: يقال لطين البحر: حرمد. وقال أبو عبيد: الحرمدة: الحمأة. وعين محرمدة، بكسر الميم: كثيرة الحمأة، يعني عين الماء، نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 1956

الحرمدة، بالكسر: الغرين،وهو التفن في أسفل الحوض. وقال الأزهري: الحرمدة في الأمر: اللجاج، والمحك فيه.

ح - ز - د
الحزد، أهمله الجوهري والأزهري والصاغاني. وقال ابن سيده هي لغة في الحصد. كذا في المحكم.

ح - س - د
حسده الشيء وعليه، وشاهد الأول قول شمر بن الحارث الضبي يصف الجن:

أتوا ناري فقلت منون أنـتـم    فقالوا الجن قلت عموا ظلاما
فقلت إلى الطعأم فقال منهـم    زعيم نحسد الإنس الطعامـا

يحسده بالكسر، نقله الأخفش عن البعض، ويحسده بالضم، هو المشهور، حسدا، بالتحريك، وجوز صاحب المصباح سكون السين. والأول أكثر، وحسودا، كقعود، وحسادة بالفتح، وحسده تحسيدا، إذا تمنى أن تتحول إليه، وفي نسخة: عنه نعمته وفضيلته أو يسلبهما هو، قال:

وترى اللبيب محسدا لم يجترم    شتم الرجال وعرضه مشتوم وفي الصحاح: الحسد أن تتمنى زوال نعمة المحسود إليك. وفي النهاية: الحسد: أن يرى الرجل لأخيه نعمة فيتمنى أ تزول عنه، وتكون له دونه. والغبط، أن يتمنى أن يكون له مثلها ولا يتمنى زوالها عنه. وقال الأزهري: الغبط ضرب من الحسد، وهو أخف منه؛ ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما سئل: هل يضر الغبط? فقال: نعم، كما يضر الخبط أصل الحسد القشر كما قاله ابن الأعرابي. وقي شرح الشفاء للشهاب: أقبح الحسد تمني زوال نعمة لغير لا تحصل له. وفي الأساس: الحسد تمني زوال نعمة المحسود. وحسده على نعمة الله، وكل ذي نعمة محسود، والحسد يأكل الجسد، والمحسدة مفسدة. وهو حاسد من قوم حسد، وحساد، وحسدة، مثل حامل وحملة، وحسود، من قوم حسد، بضمتين والأنثى بغير هاء. وقال ابن سيده وحكى اللحياني عن العرب: حسدني الله إن كنت أحسدك، وهذا غريب. قال: وهذا كما يقولون: نفسها الله علي إن كنت أنفسها عليك. وهو كلام شنيع، لأن الله عز وجل يجل عن ذلك. والذي يتجه هذا عليه أنه أراد أي عاقبني الله على الحسد، أو جازاني عليه، كما قال: ومكروا ومكر الله . وتحاسدوا: حسد بعضهم بعضا.

ومما يستدرك عليه: الحسدل، بالكسر: القراد، واللام زائدة، حكاه الأزهري عن ابن الأعرابي. وصحبته فأحسدته، أي وجدته حاسدا.

ح - ش - د
حشد القوم يحشد هم، بالكسر ويحشد هم، بالضم: جمع. وحشد الزرع: نبت كله، و حشد القوم: حفوا، بالحاء المهملة، وبالخاء المعجمة، في التعاون، أو، وفي بعض النسخ أي، والأول أكثر دعوا فأجابوا مسرعين، هذا فعل يستعمل في الجميع، وقلما يقال للواحد: حشد. أو حشد القوم يحشدون، بالكسر، حشدا: اجتمعوا لأمر واحد، كأحشدوا، وكذلك حشدوا عليه، واحتشدوا، وتحاشدوا وفي حديث سورة الإخلاص: احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن أي اجتمعوا. واحتشد القوم لفلان، إذا أردت أنهمم تجمعوا له، وتأهبوا. وحشدت الناقة تحشد حشودا حفلت الللبن في ضرعها، ومنه الحشود، كصبور: ناقة سريعة جمع اللبن في ضرعها. والتي لا تخلف قرعا واحدا أن تحمل، نقلهما الصاغاني. والحشد، بفتح فسكون، ويحرك، وهذه عن ابن دريد: الجماعة يحتشدون، وي حديث عمر قال في عثمان: إني أخاف حشده. وعند فلان حشد من الناس، أي جماعة. والحشد ككتف: من لا يدع عند نفسه شيئا من الجهد والنصرة والمال، كالمحتشد والحاشد، وجمعه: حشد، قال أبو كبير الهذلي:

صفحة : 1957

سجراء نفسي غير جمع أشابة     حشدا ولا هلك المفارش عزل والحشاد، كسحاب: الأرض تسيل من أدنى مطر، وكذلك زهاد وسحاح ونزلة، قال ابن السكيت. وقال النضر: الحشاد من المسايل، إذا كانت أرض صلبة سريعة المسايل، إذا كانت أرض صلبة سريعة السيل، وكثرت شعابها في الرحبة وحشد بعضها بعضا. أو الحشاد أن لا تسيل إلا عن ديمة أي مطركثير، كما في الصحاح وهذا يخالف ما ذكره ابن سيده وغيره، فإنه قال: حشاد: تسيل من أدنى مطر، كما عرفت. وواد حشد، ككتف، كذلك، وهو الذي يسيله القليل الهين من الماء. وعين حشد: لا ينقطع ماؤها، قال ابن سيده: وقيل إنما هي حتد. قال: وهو الصحيح. قلت: وقد تقدم قريبا. والحاشد: من لا يفتر حلب الناقة والقيام بذلك، قال الأزهري: المعروف في حلب الإبل: حاشك، بالكاف، لا حاشد، بالدال، وسيأتي ذكره في موضعه، إلا أن أبا عبيد قال: حشد القوم، وحشكوا وتحرشوا بمعنى القوم، وحشكوا وتحرشوا بمعنى واحد، فجمع بني الدأل والكاف في هذا المعنى. والحاشد العذق الكثير الحمل. وحاشد حي من همدأن، يذكر مع بكيل، ومعظمهم في اليمن. وحشاد، وككتان: واد، عن الصاغاني. ورجل محشود محفود: مطاع في قومه يخفون لخدمته ويجتمعون إليه. وقد جاء ذكره في حديث أم معبد.

ومما يستدرك عليه: الحشد: جمع حاشد، وجاء ذكره في حديث وفد مذحج. وفي حديث الحجاج: أمن أهل المحاشد والمخاطب، أي مواضع الحشد والخطب، وقيل هما جمع الحشد والخطب، على غير قياس، كالمشابه والملامح، ويقال جاء فلان حافلا حاشدا، ومحتفلا محتشدا، أي مستعدا متأهبا، ورجل محشود: عنده حشد من الناس، ويقال للرجل إذا نزل بقوم فأكرموه، وأحسنوا ضيافته: قد حشدوا. وقال الفراء: حشدوا له وحفلوا له، إذا اختلطوا له، وبالغوا في إلطافه وإكرامه. ومن المجاز: بت في ليلة تحشد علي الهموم. كذا في الأساس.

ح - ص - د
حصد الزرع وغيره من النبات يحصده، بالكسر، ويحصده، بالضم، حصدا، بفتح فسكون، وحصادا، بالفتح، وحصادا، بالكسر، عن اللحياني: قطعه بالمنجل. وأصل الحصاد في الزرع، كاحتصده قال الطرماح:

إنما نحن مثل خأمة زرع     فمتى يأن يأت محتصده وهو حاصد، من قوم حصدة، محركة، وحصاد، بضم فتشديد. والحصاد، بالفتح: أوانه، ويكسر. والحصاد: نبت ينبت في البراق على نبتة الخافور يخبط الغنم، وفي بعض النسخ: يخبط للغنم. وقال أبو حنيفة: الحصاد يشبه السبط. وروي عن الأصمعي: الحصاد: نبت له قصب ينبسط في الأرض، وريقه على طرف قصبه. وفي الصحاح: الحصاد كالنصي. والحصاد: الزرع المحصود، كالحصد، محركة، والحصيد، كأمير، والحصيدة، بزيادة الهاء، وأنشد:

إلى مقعدات تطرح الريح بالضحى     عليهن رفضا من حصاد القلاقـل أراد بحصاد القلاقل: ما تنأثر منه بعد هيجه. وأحصد البر والزرع: حان أن يحصد ، كاستحصد، قاله ابن الأعرابي. وقيل استحصد: دعأ إلى ذلك من نفسه. وأحصد الحبل: فتله فتلا محكما.

صفحة : 1958

والحصيدة: أسافل الزرع التي تبقى لا يتمكن منها المنجل. والحصيد: المزرعة، لأنها تحصد. وقال الأزهري: الحصيدة المزرعة إذا حصدت كلها. والجمع الحصائد. والحصيد: الذي حصدته الأيدي. قاله أبو حنيفة. وقيل هو الذي انتزعته الرياح فطارت به. والمحصد، كمجمل: ما جف وهو قائم. والحصد، محركة: نبات، واحدته حصدة، أو شجر، قال الأخطل:

تظل فيه بنأت الماء أنـجـية     وفي جوانبه الينبوت والحصد والحصد: ما جف من النبات وأحصد، قال النابغة:

يمده كل واد متـرع لـجـب    فيه حطام من الينبوت والحصد والحصد: اشتدأد الفتل، واستحكام الصناعة في الأوتار والحبال والدروع، يقال: حبل أحصد وحصد، ككتف، ومحصد، كمكرم، ومستحصد على صيغة اسم الفاعل، وقال الليث: الحصد مصدر الشيء الأحصد، وهو المحكم فتله وصنعته، وحبل محصد، أي محكم مفتول، ووتر أحصد: شديد الفتل.
ودرع حصداء: ضيقة الحلق محكمة صلبة شديدة. وشجرة حصداء: كثيرة الورق نقلهما الصاغاني.

وحصد الرجل: مات، حكاه اللحياني عن أبي طيبة، وقال هي لغتنا، ولغة الأكثر: عصد، بالعين المهملة. واستحصد الرجل غضب، أو اشتد غضبه واستحصد القوم: اجتمعوا وتضافروا. واستحصد الحبل استحكم، وكذلك أمر القوم، كاستحصف. والمحصد كمنبر: المنجل الذي يجز به الزرع. ومن المجاز: رجل محصد الرأي، كمجمل: سديده محكمه، على التشبيه بالحبل المحصد. ورأي مستحصد: محكم.

ومما يستدرك عليه: حصاد كل شجرة: ثمرتها. وحصاد كل شجرة: ثمرتها. وحصاد البقول البرية: ما تناثر من حبتها عند هيجها. وحب الحصيد ممأ أضيف إلى نفسه، وقال الليث: أراد حب البر المحصود. ومن المجاز: حصدهم بالسيف يحصدهم حصدا: قتلهم، أو بالغ في قتلهم، واستأصلهم، مأخوذ من حصد الزرع.

وفي التهذيب: وحصاد البروق: حبة سوداء، ومنه قول ابن فسوة:

كأن حصاد البروق الجعد جائل     بذفرى عفرناة خلاف المعذر وحصائد الألسنة: أي ما قالته الألسنة، وهو ما يقتطعونه من الكلام الذي لا خير فيه، واحدتها حصيدة، تشبيها بما يحصد من الزرع إذا جز، وتشبيها للسان وما يقتطعه من لاقول بحد المنجل الذي يحصد به.

وحكى ابن جني عن أحمد بن يحيى: حاصود وحواصيد، ولم يفسره. قال ابن سيده: ولا أدري ما هو.

ومن المجاز: من زرع الشر حصد الندامة.

ح - ض - د
الحضد، بضمتين، وكصرد أهمله الجوهري. وقال الفراء في نوادره: هو الحضض وذكر اللغتين.

ح - ف - د
حفد يحفد من حد ضرب، حفدا، بفتح فسكون، وحفدانا. ومحركة: خف في العمل وأسرع. وفي حديث عمر رضي الله عنه، وذكر له عثمان للخلافة، قال أخشى حفده أي إسراعه في مرضاة أقاربه. كاحتفد.

قل الليث: الاحتفأد: السرعة في كل شيء. وحفد واحتفد بمعنى الإسراع، من المجاز، كما في الأساس.ومن المجاز أيضا: حفد يحفد حفدا: خدم، قال الأزهري: الحفد في الخدمة والعمل: الخفة.

وفي دعاء القنوت: وإليك نسعى ونحفد، أي نسرع في العمل والخدمة.

وقال أبو عبيد: أصل الحفد: الخدمة والعمل. والحفد، محركة والحفدة الخدم والأعوان، جمع حافد، قال ابن عرفة: الحفد عند العرب: الأعوان، فكل من عمل عملا أطاع فيه وسارع، فهو حافد.

صفحة : 1959

والحفد، محركة مشي دون الخبب، وقد حفد البعير والظليم، وهو تدارك السيير، كالحفدان، محركة، والحفد، بفتح فسكون، وبعير حفاد.

وقال أبو عبيد: وفي الحفد لغة أخرى، وهو الإحفاد وقد أحفد الظليم.

وقيل: الحفدان فوق المشي? كالخبب.

ومن المجاز: حفدة الرجل: بناته أو أولاد أولاده، كالحفيد وهو واحد الحفدة، وهو ولد ولد الولد، والجمع حفداء.

وروي عن مجاهد في قوله تعالى: بنين وحفدة أنهم الخدم أو الأصهار. روي عن عبد الله بن مسعود، أنه قال لزر: هل تدري ما الحفدة? قال: نعم حفاد الرجل من ولده وولد ولده. قال: لا ولكنهم الأصهار. قال عاصم: وزعم الكلبي أن زرا قد أصاب، قال سفيان: قالوا وكذب الكلبي. وقال الفراء: الحفدة: الأختان، ويقال: الأعون. وقال الحسن. البنين: بنوك وبنو بنيك وأما الحفدة فما حفدك من شيء وعمل لك وأعانك. وروى أبو حمزة عن ابن عباس في قوله تعالى: بنين وحفدة . قال: من أعانك فقد حفدك. وقال الضحاك: الحفدة: بنو المرأة من زوجها الأول. وقال عكرمة: الحفدة: من خدمك من ولدك، وولد ولدك. وقيل: المراد بالبنات في قول المصنف هن خدم الأبوين في البيت. وعن ابن الأعرابي: الحفدة صناع الوشي والحفد: الوشي.

والمحفد، كمجلس أو منبر، وعلى هذه اقتصر الصاغاني: شيء يعلف فيه الدواب كالمكتل. ومنهم من خص الإبل، قال الأعشى، يصف ناقته:

بناها الغوادي الرضيخ مع الخلا    وسقيي وإطعامي الشعير بمحفد الغوادي: النوى، والرضيخ: المرضوخ، وهو النوى يبل بالماء ثم يرضخ. وقد روي بيت الأعشى بالوجهين معا، فمن كسر الميم عده مما يعتمل به، ومن فتحها فعلى توهم المكان أو الزمان.

والمحفد كمنبر: طرف الثوب، عن ابن شميل.

وروى ابن الأعرابي عن أبي قيس: قدح يكال به واسمه المحفد وهو القنقل. والمحفد كمجلس: الأصل عامة، كالمحتد، والمحكد، والمحقد، عن ابن الأعرابي.

والمحفد: السنام وفي المحكم: أصل السنام، عن يعقوب، وأنشد لزهير:

جمالية لم يبق سيري ورحلتـي    على ظهرها من نيها غير محفد والمحفد: وشى الثوب، جمعه المحافد. ومحفد كمجلس ة باليمن من ميفعة. والمحفد كمقعد: ة بالسحول بأسفلها. وسيف محتفد: سريع القطع، قال الأعشى، يصف السيف:

ومحتفد الوقع ذو هبة    أجاد جلاه يد الصيقل قال الأزهري: وروى: ومحتفل الوقع، باللام، قال: وهو الصواب. وأحفده: حمله على الحفد وهو الإسراع قال الراعي:

مزايد خرقاء اليدين مسيفة     أخب بهن المخلفان وأحفدا وفي التهذيب. أحفدا، خدما، قال: وقد يكون أحفدا غيرهما. ومن المجاز رجل محفود أي مخدوم، يخدمه أصحابه ويعظمونه، ويسرعون في طاعته، يقال: حفدت واحفدت، وأنا حافد ومحفود. وقد جاء ذكره في حديث أم معبد. وممن اشتهر بالحفيد: أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف، النيسابوري، ابن بنت العباس بن حمزة، الفقيه الواعظ.

ح - ف - ر - د
الحفرد كزبرج أهمله الجوهري والصاغاني، وعن كراع هو: حب الجوهر، والحفرد: نبت، كذا في اللسان. والحفرد: ضرب من الحيوان، حكاه ابن خروف، عن اللحياني، وأبى حاتم. نقله شيخنا. وهو مستدرك عليه.

ح - ف - ن - د
الحفندد كسفرجل، أهمله الجوهري والجماعة وهو: صاحب المال، الحسن القيام عليه والمراد بالمال: الإبل.

ح - ف - ل - د

صفحة : 1960

الحفلد كعملس هو الحقلد، بالقاف، عن ابن الأعرابي، ذكره الأزهري.

ح - ق - د
حقد عليه، كضرب، وفرح، حقدا، بالكسر وحقدا، بالفتح، وهذه عن الصاغاني وحقدا، محركة مصدر حقد كفرح، وحقيدة، فهو حاقد: أمسك عداوته في قلبه وتربص لفرصتها. وقيل: الحقد الفعل، والحقد الاسم، كتحقد، قال جرير:

باعدن إن وصالهن خـلابة    ولقد جمعن مع البعاد تحقدا والحقود، كصبور: الكثير الحقد، أي الضغن، على ما يوجب هذا الضرب من الأمثلة. وجمع الحقد أحقاد وحقود وحقائد، قال أبو صخر الهذلي:

وعد إلى قوم تجيش صدورهم     بغشى لا يخفون حمل الحقائد وأحقده الأمر صيره حاقدا، وأحقده غيره. وحقد المطر، كفرح، واحتقد، وأحقد: احتبس. وكذلك المعدن إذا انقطع فلم يخرج شيئا. قال ابن الأعرابي: حقد المعدن، وأحقد، إذا لم يخرج منه شيء، وذهبت منالته. ومعدن حاقد ومحقد، إذا لم ينل شيئا. وحقدت الناقة حقدا امتلأت شحما، نقله الصاغاني. وقال الجوهري: أحقدوا: طلبوا من المعدن شيئا فلم يجدوه، قال: وهذا الحرف نقلته من كلام، ولم أسمعه. والمحقد كمجلس: الأصل، وهو المحتد والمحفد المحكد.

ومما يستدرك عليه: حقدت السماء وحقبت، إذا لم يكن فيها قطر. والحقود والمحقد: الناقة التي تلقي ولدها. وعليه شعر، نقله الصاغاني.

ح - ق - ل - د
الحقد، كعملس: الضيق البخيل، كذا في الصحاح، وقيل: هو الضيق الخلق، قاله أبو عبيد. ونقله الصاغاني في العباب والضعيف، قال شيخنا، وهو معنى صحيح أورده غير واحد وتبعهم المصنف.

قلت: أورده الصاغاني في التكملة، وبه فسر أيضا قول زهير الآتي. وفي قول زهير الشاعر:

تقي نقي لم يكثر غنـيمة     بنهكة ذي قربى ولا بحقلد والآثم، بالمد اسم فاعل من أثم كفرح، لا مصدر كما توهمه ابن الملا الحلبي في شرحه على المغني. قاله شيخنا وهكذا هو في النسخ. قلت: وهو قول أبي عبيد واستصوبه شمر.

أو الحقلد هو الحقد والعداوة، وبه فسر الأصمعي البيت المذكور. والقول من قال إنه الآثم. وقول الأصمعي ضعيف، قاله شمر. ورواه ابن الأعرابي: ولا بحفلد، بالفاء، وفسره بأنه البخيل، وهو الذي لا تراه إلا وهو يشار الناس ويفحش عليهم. قال أبو الهيثم: وهو باطل، والرواة مجمعون على القاف. والحقلد، كزبرج: السيئ الخلق ومنهم من قيده بالبخيل. وهو أيضا: الثقيل الروح مثل: الحلقد. نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: الحقلد، كعملس: عمل فيه إثم، وقيل: هو الآثم بعينه، وبه فسر قول زهير أيضا. وأيضا: الصغير، كما في اللسان، وأيضا: الثقيل.

ح - ك - د
حكد إلى أصله، أهمله الجوهري. وقال الصاغاني: حكد إلى أصله يحكد من حد ضرب رجع. وأحكد إليه: تقاعس كأخلد إليه، واعتمد، كحاكد، وراجع للمعنى الأخير فقط. والمحكد كمجلس: المحتد، عن ابن الأعرابي، يقال هو في محكد صدق، ومحتد صدق. وقال الميداني: لغة عقيل، وبالتاء لغة كلاب. والمحكد: الملجأ، حكاه ثعلب، وأنشد لحميد الأرقط:

ليس الإمام بالشحيح الملحـد
ولا بوبر بالحجاز مـقـرد
إن ير يوما بالفضاء يصطد
أو ينجحر فالجحر شر محكد

ومن المحاز: إذا ففعل شيئا من المعروف ثم رجع عنه يقال: رجع إلى محكده. ومن الأمثال حبب إلى عبد سوء محكده.

ح - ل - ب - د

صفحة : 1961

الحلبد، كزبرج، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو من الإبل: القصير، وهي بهاء، كما في العباب. ويقال ضأن حلبدة، كعلبطة: ضخمة، كما في التكملة.

ح - ل - ق - د
الحلقد كزبرج، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو السيئ الخلق الثقيل الروح كالحقلد. كذا في التهذيب، والتكملة.


ح - ل - د
إبل محاليد، أهمله الجوهري، والجماعة، أي ولت ألبانها. قلت: وقد تقدم له هذا المعنى بعينه: إبل مجاليد. فإن لم يكن تصحيفا من بعض الرواة فلا أدري.

ح - م - د
الحمد: نقيض الم، وقال اللحياني: الحمد: الشكر، فلم يفرق بينهما. وقال ثعلب الحمد يكون عن يد، وعن غير يد، والشكر لا يكون إلا عن يد. وقال الأخفش: الحمد لله: الثناء. وقال الأزهري: الشكر لا يكون إلا ثناء ليد أو ليتها، والحمد قد يكون شكرا للصنيعة، ويكون ابتداء للثناء على الرجل. فحمد الله: الثناء عليه، ويكون شكرا لنعمه التي شملت الكل. والحمد أعم من الشكر.

وبما تقدم عرفت أن المصنف لم يخالف الجمهور، كما قاله شيخنا، فإنه تبع اللحياني في عدم الفرق بينهما. وقد أكثر العلماء في شرحهما، وبيانهما، وما لهما وما بينهما من النسب، وما فيهما من الفرق من جهة المتعلق أو المدلول، وغير ذلك، ليس هذا محله. والحمد: الرضا والجزاء، وقضاء الحق وقد حمده كسمعه: شكره وجزاه وقضى حقه، حمدا، بفتح فسكون ومحمدا بكسر الميم الثانية، ومحمدا بفتحها، ومحمدة ومحمدة، بالوجهين، ومحمدة، بكسرها نادر، ونقل شيخنا عن الفناري في أوائل حاشية التلويح أن المحمدة بكسر الميم الثانية مصدر، وبفتحها خصلة يحمد عليها، فهو حمود، هكذا في نسختنا. والذي في الأمهات اللغوية: فهو محمود، وحميد، وهي حميدة، أدخلوا فيها الهاء، وإن كانت في المعنى مفعولا، تشبيها لها برشيدة، شبهوا ما هو في امعنى مفعول بما هو في معنى فاعل، لتقارب المعنيين. والحميد، من صفات الله تعالى بمعنى المحمود على كل حال، وهو من الأسماء الحسنى. وأحمد الرجل: صار أمره إلى الحمد، أو أحمد: فعل ما يحمد عليه.

ومن المجاز يقال: أتيت موضع كذا فأحمدته، أي صادفته محمودا موافقا، وذلك إذا رضيت سكناه أو مرعاه. وأحمد الأرض: صادفها حميدة، فهذه اللغة الفصيحة كحمدها، ثلاثيا. ويقال: أتينا فلانا فأحمدناه وأذممناه، أي وجدناه محمودا أو مذموما. وقال بعضهم: أحمد فلانا إذا رضي فعله ومذهبه ولم ينشره للناس، وأحمد أمره: صار عنده محمودا. وعن ابن الأعرابي: رجل حمد ومنزل حمد، وأنشد:

وكانت من الزوجات يؤمن غيبها     وترتاد فيها العين منتجعا حمدا وامرأة حمد وحمدة ومنزلة حمد، عن اللحياني: محمودة موافقة. والتحميد حمدك الله عز وجل مرة بعد مرة، وفي التهذيب: التحميد: كثرة حمد الله سبحانه، بالمحامد الحسنة، وهو أبلغ من الحمد، وإنه لحماد لله عز وجل. ومنه أي من التحميد محمد، هذا الاسم الشريف الواقع علما عليه صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم أسمائه وأشهرها كأنه حمد مرة بعد مرة أخرى. وقول العرب: أحمد إليك الله، أي أشكره عندك. وفي التهذيب: أي أحمد معك الله. قلت: وهو قول الخليل. وقال غيره: أشكر إليك أياديه ونعمه. وقال بعضهم: أشكر إليك نعمه وأحدثك بها. وقولهم حماد له، كقطام، أي حمدا له وشكرا.

إنما بني على الكسر لأنه معدول عن المصدر، قال المتلمس:

جماد لها جماد ولا تقـولـى     طوال الدهر ما ذكرت حماد

صفحة : 1962

وقال اللحياني: حماداك أن تفعل كذا وحمادى أن أفعل كذا بضمهما، وحمدك أن تفعل كذا أي مبلغ جهدك، وقيل غايتك وغايتي. وعن ابن الأعرابي: قصاراك أن تنجو منه رأسا برأس، أي قصرك وغايتك. وقالت أم سلمة: حماديات النساء غض الطرف معناه غاية ما يحمد منهن هذا. وقيل غنأماك مثل حماداك، وعناناك مثله. وقد سمت العرب أحمد، ومحمدا، وهما، من أشرف أسمائه، صلى الله عليه وسلم، ولم يعرف من تسمى قبله صلى الله عليه وسلم بأحمد، إلا ما حكى أن الخضر عليه السلام اسمه كذلك. وحامدا، وحمادا ككتان، وحميدا، كأمير وحميدا، مصغرا وحمدا بفتح فسكون، وحمدون وحمدين، وحمدان، وحمدى، كسكرى وحمودا، كتنور، وحمدويه، بفتح الدال والواو، وسكون الياء عند النحاة والمحدثون يضمون الدال ويسكنون الواو يفتحون الياء. والمحمد، كمعظم: الذي كثرت خصاله المحمودة، قال الأعشى:

إليك أبيت اللعن كان كـلالـهـا     إلى الماجد القرم الجواد المحمد قال ابن بري: ومن سمي بمحمد في الجاهلية سبعة: محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي، ومحمد بن عتوارة اليثي الكناني، ومحمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي، ومحمد بن حمران بن مالك الجعفي المعروف بالشويعر، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، ومحمد بن خزاعي بن علقمة، ومحخمد بن حرمأز بن مالك التميمي. ويحمد كيمنع، ويقال فيه يحمد كيعلم آتي اي مضارع أعلم، كذا ضبطه السيرافي: أبو قبيلة من الأزد ج اليحامد.

قال ابن سيده: والذي عندي أن اليحامد في معنى اليحمديين واليحمديين، فكان يجب أن تلحقه الهاء عوضا عن ياء النسب كالمهالبة، ولكنه شذ، أو جعل كل واحد منهم يحمد أو يحمد. وحمدة النار، محركة: صوت التهابها كحدمتها وقال الفراء: للنأر حمدة. ويوم محتمد ومحتدم: شديد الحر، واحتمد الحر، قلب: احتدم. وحمادة كحمامة ناحية باليمامة، نقله الصاغاني. والمحمدية عدة مواضع، نسبت إلى اسم محمد بانيها، منها: ة بنواحي بغداد، من طريق خراسان، أكثر زرعها الأرز. والمحمدية: بلد ببرقة، من ناحية الإسكندرية، نقله الصاغاني. والمحمدية: د بنواحي الزاب من أرض المغرب، نقله الصاغاني. والمحمدية: بلد بكرمان، نقله الصاغاني. والمحمدية: ة قرب تونس، والمحمدية: محلة بالري، وهي التي كتب ابن فارس صاحب المجمل عدة كتب بها. والمحمدية: اسم مدينة المسيلة، بالمغرب أيضا اختطها أبو القاسم محمد بن المهدي الملقب بالقائم. والمحمدية: ة باليمامة. ويقال: هو يتحمد علي، أي يمتن، ويقال فلان يتحمد الناس فلا يتحمد به إلى الناس بجوده، أي يريهم أنه محمود. ومن أمثالهم: من أنفق ماله على نفسه، إنما يحمد على إحسانه إلى الناس. ورجل حمدة، كهمزة: مكثر الحمد للأشياء، ورجل حماد، مثله. وفي النوادر: حمد علي فلان حمدا كفرح إذا غضب، كضمد له ضمدا، وأرم أرما. ومن المجاز: قولهم: العود أحمد، أي أكثر حمدا، قال الشاعر:

فلم تجر إلا جئت في الخير سابقا    ولا عدت إلا أنت في العود أحمد

صفحة : 1963

كذا في الصحاح: وكتب الأمثال لأنك لا تعود إلى الشيء غالبا إلا بعد خبرته، أو معناه: أنه إذا ابتدأ المعروف جلب الحمد لنفسه، فإذا عاد كان أحمد، أي أكسب للحمد له، أو هو أفعل، من المفعول، أي الابتداء محمود، والعود أحق بأن يحمدوه وفي كتب الأمثال: بأن يحمد منه. وأول من قاله، أي هذا المثل خداش بن حأبس التميمي في فتاة من بني ذهل ثم من بني سدوس، يقال لها الرباب، لما هام بها زمانا وخطبها فرده أبواها، فأضرب، أي أعرض عنها زمانا، ثم أقبل ذات ليلة راكبا حتى انتهى إلى حلتهم أي منزلهم متغنيا، منها هذا البيت:

ألا ليت شعري يا رباب متى أرى       لنا منك نجحا أو شفاء فأشتفـي

وبعده:

فقد طالمأ غيبـتـنـي ورددتـنـي     وأنت صفيي دون من كنت أصطفي
لحى الله من تسمو إلى المال نفسـه     إذا كان ذا فضل به ليس يكتـفـي
فينكح ذا مـال ذمـيمـا مـلـومـا    ويترك حرا مثله ليس يصطـفـي

فسمعت الرباب وعرفته وحفظت الشعر وأرسلت إلى الركب الذين فيهم خداش وبعثت إليه: أن قد عرفت حاجتك فاغد على أبي خاطبا، ورجعت إلى أمها ثم قالت لأمها: يا أمه: هل أنكح إلا من أهوى، وألتحف إلا من أرضى? قالت: بلى، فما ذلك? قالت: فأنكحيني خداشا. قالت: وما يدعوك إلى ذلك مع قلة ماله? قالت: إذا جمع المال السيئ الفعال، فقبحا للمال، فأخبرت الأم أباها بذلك، فقال: ألم نكن صرفناه عنا? فما بداله? فأصبح خداش، وفي مجمع الأمثال: فلما أصبحوا غدا عليهم خداش وسلم عليهم، وقال: العود أحمد، والمرأة ترشد، والورد يحمد، فأرسلها مثلا. قاله الميداني، والزمخشري، وغيرهما.

ومحمود اسم الفيل المذكور في القرآن العزيز في قصرة أبرهة الحبشي، لما أتى لهدم الكعبة، ذكره أرباب السير مستوفى في محله. وأبو بكر أحمد بن محمد ابن أحمد بن يعقوب بن حمدويه، بضم الحاء وشد الميم وفتحها، وضم الدال وفتح الياء: محدث، آخر من حدث عن ابن شمعون. هكذا ضبطه أبو علي البرداني الحافظ.

أو هو حمدوه، بلا ياء، كذا ضبطه بعض المحدثين، البغدادي المقرئ الرزاز، من أهل النصرية. ولد في صفر سنة 381 روى عنه ابن السمرقندي والأنماطي وتوفي في ذي الحجة سنة 469.

وحمدونة، كزيتونة: بنت الرشيد العباسي. وكذا حمدونة بنت غضيض، كأمير، أم ولد الرشيد، ينسب إليها محمد بن يوسف بن الصباح الغضيضي. وحمدون بن أبي ليلى محدث روى عن أبيه، و عنه أبو جعفر الحبيبي وحمدية، محركة، كعربية: جد والد إبراهيم بن محمد بن أحمد بن حمدية راوي المسند للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وكذا أخوه عبد الله، كلاهما روياه عن أبي الحصين هبة الله بن محمد بن عبد الواحد أبي القاسم الشيباني، وماتا معا في صفر سنة 592.
ومما يستدرك عليه: أحمده: استبان أنه مستحق للحمد. وتحمد فلان: تكلف الحمد، تقول وجدته متحمدا متشكرا، واستحمد الله إلى خلقه بإحسانه إليهم وإنعامه عليهم ولواء الحمد: انفراده وشهرته بالحمد في يوم القيامة. والمقام المحمود. هو: مقام الشفاعة. وحكى ابن الأعرابي: جمع الحمد على أحمد كأفلس، وأنشد

وأبيض محمود الثناء خصصته     بأفضل أقوالي وأفضل أحمدي نقله السمين.

صفحة : 1964

وفي حديث ابن عباس: أحمد إليكم غسل الإحليل أي أرضاه لكم وأتقدم فيه إليكم. ومن المجاز: أحمدت صنيعه. والرعاء يتحامدون الكلأ. وجاورته فما حمدت جواره. وأفعاله حميدة. وهذا طعام ليست عنده محمدة، أي لا يحمده آكله، وهو بكسر الميم الثانية، كما في المفصل. وزياد بن الربيع اليحمدي بضم الياء وكسر الميم، مشهور، وسعيد بن حبان الأزدي اليحمدي عن ابن عباس، وعتبة بن عبد الله اليحمدي، عن مالك ومالك بن الجليل اليحمدي، عن ابن أبي عدي، مشهور، وحمدى بن بادى، محركة: بطن من غافق بمصر، منهم مالك بن عبادة أبو موسى الغافقي الحمدي، له صحبة. وفي الأسماء: أبو البركات سعد الله ابن محمد بن حمدى البغدادي، سمع ابن طلحة النقالى، توفي سنة 557. وابنه إسماعيل، حدث عن ابن ناصر، مات سنة 614 قاله الحافظ، وعبد الله ابن الزبير الحميدي، شيخ البخاري. وأبو عبد الله الحميدي صاحب الجمع بين الصحيحين، وبالفتح أبو بكر عتيق بن علي الصنهاجي الحميدي، ولى قضاء عدن، ومات بها، وآل حمدان، من ربيعة الفرس، والحميدات من بني أسد بن غرى ينسبون إلى حميد بن زهير بن الحارث بن راشد، كما في التوشيح. ومن أمثالهم حمد قطاة يستمي الأرانب. قال الميداني: زعموا أن الحمد فرخ القطاة ولم أر له ذكرا في الكتب والله أعلم بصحته، والاستماء: طلب الصيد. أي فرخ قطاة يطلب صيد الأرانب، يضرب للضعيف يروم أن يكيد قويا. وحماد، جد أبي علي الحسن بن علي ابن مكي بن عبد الله بن إسرافيل بن حماد النخشبي، تفقه عليه عامة فقهاء نخشب، وروى وحدث. وحماد بن زيد بن درهم وحماد بن زيد بن دينار، وهما الحمادان.

ح - م - ر - د
الحمردة، كسلسلة، أهمله الجوهري. وقال الصاغاني: هي الحمأة وقيل هو الغرين وهو بقية الماء الكدر يبقى في أسفل الحوض كالحرمدة. وقد تقدم.

ح - م - ش - د
ومما يستدرك عليه: حمشاد: جد أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن حمشاد النيسابوري، سمع أبا طاهر بن خزيمة.

ح - ن - د
الحند، كعنق أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هي الأحساء، وهي الأبيار والركايا، والواحد حنود، كقبول. قال الأزهري: رواه أبو العباس عنه. قال: وهو حرف غريب وأحسبها الحتد، من قولهم: عين حتد: لا ينقطع ماؤها. قلت: وقد تقدم ذكره في حشد، وفي: حتد، فراجعه.

ومما يستدرك عليه: مظفر بن محمد بن عبد الباقي بن حند، كسكر، سمع أبا طالب ابن يوسف ، مت سنة 750، وابن عمه بقاء بن حند، سمع من ابن الحصين ومات سنة 600.

ح - ن - ج - د
الحنجد، كقنفذ أهمله الجوهري وقال أبو عمرو: هو الحبل من الرمل الطويل، كذا في التكملة. والحنجود كزنبور: الحنجرة كالحنجور، بالراء، نقله الصاغاني. وقارورة طويلة للذريرة ووعاء كالسفط الصغير.

ومما يستدرك عليه: الحنجود: دويبة. وليس بثبت. وحنجود اسم، أنشد سيبويه:

أليس أكرم خلق الله قد علـمـوا    عند الحفاظ بنو عمر وبن حنجود

ح - و - د
حاد يحود، كيحيد، وسيأتي قريبا. وحاود اسم، وهو أبو قبيلة من بني حدان، وقد تقدم ذكره في ح - د - د. وقال يونس: يقال: فلان تحاوده الحمى، أي تتعهده، وهو يحاودنا بالزيارة، أي يزورنا بين الأيام، ومنه المحاودة للتأني في الأمر، تسعمله العامة. وحود، كهود: ع إن لم يكن مصحفا عن الجيم.

ح - ي - د

صفحة : 1965

حاد عنه يحيد حيدا، بقتح فسكون، وحيدانا، محركة على الأصل في المصادر ومحيدا تقول مالي عليه مزيد، ولا عنه محيد، وحيودا، كقعود وحيدة، بفتح فسكون وحيدودة، كصيرورة، عن اللحياني، وهو من المصادر القليلة: مال وعدل، ونقل ابن القطاع عن الفراء في قول العرب. طار طيرورة، وحاد حيدودة، وصار صيرورة: هو خاص بذوات الياء من بين الكلام إلا في أربعة أحرف من ذوات الواو، وهي: كينونة، وديمومة، وهيعوعة وسيدودة، وإنما جعلت بالياء وهي من الواو، لأنها جاءت على بناء لذوات الياء ليس للواو فيه حظ فقليت بالياء. والحيد: ما شخص من نواحي الشيء، ومن الرأس: ما شخص من نواحيه، يقال: ضربه على حيدة رأسه وحيدى رأسه وهما العجرتان في جانبيه. ويقال: قعد تحت حيد الجبل، الحيد من الجبل: حرف شاخص يخرج منه فيتقدم كأنه جناح، قاله ابن سيده.

وفي التهذيب: الحيد: ما شخص من الجبل واعوج، يقال جبل ذو حيود وأحياد، إذا كانت له حروف ناتئة في أعراضه، لا في أعاليه. وكل ضلع شديدة الاعوجاج حيد. وكذلك من العظم والحيد: العقدة في قرن الوعل ويقال: قرن ذو حيد، أي ذو أنابيب ملتوية وحيود القرن: ما تلوى منه. وقال الليث: الحيد: كل حرف من الرأس، وكل نتوء في قرن أو جبل وغيرهما ج حيود، بضم، وروي بالكسر أيضا، قال العجاج يصف جملا:

في شعشعان عنق يمـخـور     حابي الحيود فارض الحنجور وأحياد وحيد، كعنب وبدرة وبدر، قال مالك بن خالد الخناعي الهذلي:

تالله يبقى على الأيام ذو حيد     بمشمخر به الظيان والآس أي لا يبقى والحيد: المثل والنظير، ويكسر، ويقال: هذا نده ونديده، وبده وبديده، وحيده وحيده، أي مثله. والحيدان، كسحبان: ما حاد من الحصى عن قوائم الدابة في السير وأورده الأزهري في حدر، وقال: الحيدار من الحصى: ما صلب واكتنز، واستشهد عليه ببيت لابن مقبل:

ترمي النجاد بحيدار الحصى قمزا      في مشية سرح خلطا أفأنـينـا ورواه الأصمعي بالجيم، وسيذكر إن شاء الله تعالى.


والحيد، محركة، والذي في اللسان وغيره: الحياد: الطعام، وأنشد:

وإذا الركاب تروحت ثم اغتدت     بعد الرواح فلم تعج لـحـياد ويقال: اشتكت الشاة حيدا، وذلك أن ينشب ولد الشاة ولم يسهل مخرجه، نقله الصاغاني. والحيدى، كجمزى: مشية المختال، وحمار حيدى، وحيد ككيس، وبهما روي بيت الهذلي الآتي ذكره، أي يحيد عن ظله نشاطا، ويقال كثير الحيود عن الشيء، والرجل يحيد عن الشيء إذا صد عنه خوفا وأنفة ولم يوصف مذكر على فعلى غيره. وعبارة الصحاح: ولم يجئ في نعوت المذكر شيء على فعلى غيره، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

أو اصحم حام جراميزه    حزابية حيدى بالدحال قال ابن جني: جاء بحيدى للمذكر وقد حكى غيره: رجل دلظى، للشديد الدفع، إلا أنه قد روي موضع حيدى: حيد، فيجوز أن يكون هكذا رواه الأصمعي، لا حيدى. وكذلك أتان حيدى عن ابن الأعرابي. وقال الأصمعي: الأسمع فعلى إلا في المؤنث، إلا في قول الهذلي، وأنشد:

كأني ورحلي إذا رعتـهـا     على جمزى جازئ بالرمال وسمي جد جرير الخطفي ببيت قاله:

وعنقا بعد الكلال خطفى

صفحة : 1966

واستدرك شيخنا: وقرى، لراعى الوقير، وهو القطيع من الغنم. ورجل قفطى، أي كثير النكاح، قاله عبد الباسط البلقيني. وسموا حيدة بفتح فسكون وحيدا، بالكسر، وأحيد، كأحمد، وحيادة بالفتح، وحيدان، كسحبان. قال سيويه: حادان فعلان منه، ذهب به إلى الصفة، اعتلت ياؤه، لأنهم جعلوا الزيادة في آخره بمنزلة ما في آخره الهاء، وجعلوه معتلا كاعتلاله، ولا زيادة فيه، وإلا فقد كان حكمه أن يصح كما صح الجولان. وحيد عور، بفتح فسكون وضم العين المهملة وتشديد الواو أو هو حيد قور بالقاف أو حيد حور بالحاء المهلمة: جبل باليمن بين حضرموت وعمان فيه كهف يتعلم فيه السحر فيما يقال، ونقله الصاغاني. وحايده محايدة وحيادا، بالكسر جانبه، وفي الأساس: مال عنه. وزاد في مصادره: حيودا، بالضم. وقولهم: ما ترك له حيادا ولا ليادا، كسحاب فيهما، أي شيئا أو شخبا من اللبن، وهذا قد ضبطه الصاغاني بالضم، فقال: ويقال ما رأيت بإبلكم حيادا، أي شخبا من اللبن، ففي سياق المصنف قصور لا يخفى. وما نظر إلي إلا نظر الحيدة بفتح فسكون، أي نظر سوء فيه حيدودة. وحيدي حياد، أمر بالحيدودة والروغان، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: وهي كلمة يقولها الهارب كفيحي فياح، أي اتسعى، وصمي صمام أي اتسعى يا داهية، وأصل حيدي من حاد إذا انحرف، وحياد مبنية على الكسر كبداد. ويقال قد فلان السير فحيده وحرده، إذا جعل فيه حيودا، ويقال: في هذا العود حيود وحرود، أي عجر، ومما يستدرك عليه: الحيود، وهو من أبنية المبالغة وقد جاء في كلام علي رضي الله عنه يذم الدنيا هي الجحود الكنود الحيود الميود. وحيود البعير، بالضم، مثل الوركين والساقين، قال أبو النجم يصف فحلا:

يقودها ضافي الحيود هجرع
معتدل في ضبره هجنع

أي يقود الإبل فحل بهذه الصفة. وييقال: اعلوا بنا ذل الطريق ولا تعلوا بنا حيدته، أي غلظه. وحيدة: أرض، قال كثير:

ومر فأروى ينبعا فجنوبه     وقد حيد منه حيدة فعباثر وبنو حيدان: بطن، قال ابن الكلبي: هو أبو مهرة بن حيدان.

وحيد بن علي البلخي، كان في حدود الثلاثمائة.

ومحمد بن علي بن حيد، له جزء معروف، عن الأصم. وابنه أبو منصور بن حيد، حدث.

وحيادة بن يعرب بن قحطان، ذكره الأمير. وحائد بن شالوم الذي نسب إليه حديث النيل، لم يثبت.