الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل السابع: فصل الخاء المعجمة مع الدال المهملة

فصل الخاء المعجمة مع الدال المهملة

خ - ب - ن - د
اخبندى البعير، أهمله الجوهري في هذا التركيب. وقال الصاغاني: أي عظم وصلب واشتد، كابخندى وهو مخبند. وقال الأصمعي: جارية خبنداة: تامة القصب. أو تأرة ممتلئة، كالبخنداة. وقيل تامة الخلق كله. أو ثقيلة الوركين، وخبندى: فعنلل، وهو واحد، والفعل اخبندى. وساق خبنداة: مستديرة ممتلئة. ويقال: رجل خبندى وخبندد، إذا تم قصبه، ج خباند وخبنديات عن الليث. وقصب خبندى: ممتلئ ريان. واخبندت الجارية، واخبدت. واخبندى واخبد: تم قصبه، عن الليث.

خ - ج - د
ومما يستدرك عليه: خجادة كثمامة: قرية ببخارى، منها أبو بكر محمد بن عبد الله بن علاثى التميمي، روى له الماليني. وخجندة، بضم ففتح: مدينة كبيرة، بطرف سيحون، نسب إليها جماعة من المحدثين. واستدرك الأخيرة شيخنا في آخر الفصل. قلت: وقد ذكره الجوهري في: بخند، فلا يكون مستدركا عليه. ولكنه لا يستغنى عن ذكره هنا.

خ - د - د

صفحة : 1967

الخدان بالفتح، والخدتان بالضم، عن ابن دريد، وهو قليل: ما جاوز مؤخر العينين إلى منتهى الشدق. أو الخدان: اللذان يكتنفان الأنف عن يمين وشمال. أو الخدان من الوجه: من لدن المحجر إلى اللحي من الجانبين جميعا، ومنه اشتق اسم المخدة كما سيأتي. قال اللحياني: هو مذكر لا غير، والجمع: خدود، لا يكسر على غير ذلك.

وعن ابن الأعرابي: الخد: الطريق والدخ: الدخان: جاء به بفتح الدال. والخد: الجماعة من الناس ومضى خد من الناس، أي قرن. ورأيت خدا من الناس، أي طبقة وطائفة. وقتلهم خدا فخدا، أي طبقة بعد طبقة، وهو مجاز، قال الجعدي:

شراحيل إذ لا يمنعون نساءهم     وأفناهم خدا فخدا تـنـقـلا والخد: الحفرة المستطيلة في الأرض، كالخدة، بالضم، والأخدود، بالضم أيضا. ولو أخر قوله: بالضم، وقال بضمهما، كان أولى.

وجمع الخدة: خدد، قال الفرزدق:

وبهن يدفع كرب كل مثوب    وترى لها خددا بكل مجال وفي التهذيب: الخد: جعلك أخدودا في الأرض، تحفره مستطيلا، يقال: خد خدا، والجمع: أخاديد، وأنشد:

ركبن من فلج طريقا ذا قحم
ضاحي الأخاديد إذا الليل ادلهم

أراد بالأخاديد: شرك الطريق. والخد والأخدود: شقان في الأرض غامضان مستطيلان، قال ابن دريد: وبه فسر أبو عبيد قوله تعالى: قتل أصحاب الأخدود وكانوا قوما يعبدون صنما، وكان معهم قوم يعبدون الله عز وجل ويوحدونه ويكتمون إيمانهم، فعلموا به، فخدوا لهم أخدودا وملؤوه نارا، وقذفوا بهم في تلك النار، فتقحموها ولم يرتدوا عن دينهم، ثبوتا على الإسلام، ويقينا أنهم يصيرون إلى الجنة. فجاء في التفسير أن آخر من ألقي منه امرأة معها صبي رضيع، فلما رأت النار صدت بوجهها وأعرضت، فقال لها: يا أمتاه قفي، ولا تنافقي وقيل: إنه قال لها: ما هي إلا غميضة. فصبرت فألقيت في النار. فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء. ونقل شيخنا في شرحه: أن صاحب الأخدود هو ذو نواس أحد أذواء اليمن، وروى عن جبير بن نفير، أنه قال: الذي خدوا الأخدود ثلاثة: تبع صاحب اليمن، وقسطنطين، ملك الروم، حين صرف النصارى عن التوحيد ودين المسيح إلى عبادة الصليب. وبختنصر، من أهل بابل، حين أمر الناس بالسجود إليه، فأبى دانيال وأصحابه، فألقاهم في النار، فكانت عليهم بردا وسلاما. والخد: الجدول. والخد صفيحة الهودج. وفي الأساس: ومن المجاز أصلح خدود الهوادج، وهي صفائح الخشب في جوانب الدفتين. وقال الأصمعي: الخدود في الغبط والهوادج: جوانب الدفتين، عن يمين وشمال، وهي صفائح خشبهما، الواحد خد ج أخدة، على غير قياس، والكثير خدأد، بالكسر، وخدان، بالكسر أيضا، والخد: التأثير في الشيء يقال: خد الدمع في خده، إذا أثر، وخد الفرس الأرض بحوافره: أثر فيها. والأخاديد: آثار السياط، ويقال: أخاديد السياط في الظهر ما شقت منه. وأخاديد الأرشية في البئر: تأثير جرها فيه.

ومن المجاز: خدد لحمه وتخدد: هزل ونقص، وقيل: التخديد: من تخديد اللحم إذا ضمرت الدواب، قال جرير يصف خيلا هزلت:

أحرى قلائدها وخدد لحمها    ألا يذقن مع الشكائم عودا

صفحة : 1968

والمتخدد: المهزول، رجل متخدد وامرأة متخددة: مهزول قليل اللحم، وامرأة متخددة، إذا نقص جسمها، وهي سمينة. وخدده السير، إذا أضمره وأضناه. وخدده سوء الحال. كما في الأساس. وهو مجاز، لا زم متعد. وخداء: ع، عن ابن دريد. والخدود، بالضم: مخلاف بالطائف، عن الصاغاني. وقال البكري: وأظنه الخدد، وقيل: خداد. وخد العذراء لقب الكوفة، لحسنها وبهجتها. وفي التكملة: لنزاهتها وطيبها. وخدد، كزفر: ع لبني سليم يشرف عليه حصن يذكر مع جلذان بالطائف. وخدد أيضا: عين ماء بهجر، ذكره البكري وغيره. والخداد، ككتاب: ميسم في الخد، يقال: بعير مخدود: موسوم في خده، وبه خداد. والخداد: ع، جاء في الشعر، ذو نخل، أريد به فيما يظن: الخدد الذي تقدم. والخدخد كهدهد وعلبط، ويقال: خدخود، كسرسور: دويبة، عن الصاغاني. ومن المجاز: خاده إذا حنق عليه فعارضه في عمله، عن الصاغاني، وتخادا: تعأرضا.

وتخدد اللحم: اضطرب من الهزال وتشنج، كخدد، وقد تقدم. وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه: المخدة، بالكسر، وهي المصدغة، لأن الخد يوضع عليها، والجمع: مخاد، كدوأب، كما في المصباح، واللسان. وفي الأساس: وطرحوا النمارق والمخاد. وخدد. دخل عليه فأظهر له المودة وألقى له المخدة وخد السيل في الأرض، إذا شقها بجريه. والمخدة، بالكسر: حديدة تخد بها الأرض، أي تشق. وضربة أخدود، أي خدت في الجلد. وهو مجاز. ويقال: تخدد القوم إذا صاروا فرقا. وخدد الطريق: شركه، قاله أبو زيد. والمخدان: النابان. وإذا شق الجمل بنابه شيئا قيل: خده. وعن ابن الأعرابي: أخده فخده، إذا قطعه. ومن المجاز: عارضه خد من القف: جانب منه. وسهل بن حسان بن أبي خدويه، محدث. خداند: قرية بسمرقند، منها أحمد بن محمد المطوعي.

خ - ر - د
الخريد والخريدة بهاء، والخرود، كصبور، فهي ثلاث لغات، من النساء: البكر التي لم تمسس قط، أو الخفرة الحيية الطويلة السكوت، الخافضة الصوت، المتسترة، قد جاوزت الإعصار ولم تعنس، ج: خرائد وخرد بضمتين، وخرد بضم فتشديد، الأخيرة نادرة، لأن فعيلة لا تجمع على فعل، وقد خردت كفرح، خردا، وتخردت، قال أوس يذكر بنت فضالة التي وكلها أبوها بإكرامه حين وقع من راحلته فانكسر:

فلم تلهها تلك التكاليف إنـهـا     كما شئت من أكرومة وتخرد وصوت خريد: لين عليه أثر الحياء، أنشد ابن الأعرابي:

من البيض أما الدل منها فكامل    مليح وأما صوتهـا فـخـريد وخرد، بفتح فسكون: لقب سعد بن زيد مناة، نقله الصاغاني. والخرد، بالتحريك: طول السكوت، كالإخراد. والمخرد: الساكت من ذل لا حياء، وأخرد: أطال السكوت. ونص أبي عمرو: الخارد: الساكت من حياء لا من ذل، والمخرد: الساكت من ذل لا من حياء. وفي سياق المصنف قصور لا يخفى. ومن المجاز الخريدة: اللؤلؤة لم تثقب، نقله الليث عن أعرابي من كلب، وكل عذراء: خريدة، وقد أخردت إخرادا. وأخرد: استحيا، والذي قاله ابن الأعرابي: خرد، إذا ذل، وخرد إذا استحيا. وأخرد إلى اللهو: مال وأخرد: سكت من ذل لا حياء والذي في الأساس: وأخرد: سكت حياء، وأقرد: سكت ذلا.

ومما يستدرك عليه: خرد، بالفتح: جد مالك بن صخر الجاهلي. ذكره ابن ماكولا. والخرد، ككتف لقب جماعة. وخربنده ملك العراق، فارسية أي عبد الحمار.

خ - ر - ب - د

صفحة : 1969

الخربد، كعلبط، أهلمه الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو اللبن الرائب الحامض الخاثر، كهدبد.

خ - ر - م د
المخرمد، بكسر الميم الثانية وضم الميم الأولى، أهمله الجوهري، والصاغاني، وقال كراع: هو المقيم في منزله، وأيضا: المطرق الساكت عن حياء أو ذل أو فكر.

خ - ز - م - د
خويزمنداد، أهمله الجوهري، والجماعة. وقال أئمة الأنساب هو: بضم الخاء وفتح الواو وسكون التحتية وكسر الزاي وفتح الميم وقد تكسر، وقد تبدل باء موحدة، كلاهما عن الحافظ أبي عمر بن عبد البر: والمشهور ما ذكره المصنف، كما قاله البدر الزركشي وسكون النون فدالين مهملتين، بينهما ألف، وقيل: معجمتين، وقيل: الأولى مهملة، وقيل: بالعكس. كذا في شرح الشفاء للشهاب، وفي حواشي شيخ الإسلام زكريا على جمع الجوامع: أنه بإسكان الزاي وفتح الميم وكسرها: لقب والد الإمام أبي بكر، وقيل أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله المالكي الأصولي تلميذ الأبهري، وتوفي في حدود الأربعمائة، وهو من أهل البصرة، كما في التمهيد لابن عبد البر.

خ - ش - د
ومما يستدرك عليه: الإخشيد، بالكسر: ملك الملوك، بلغة أهل فرغانة، ذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء. وكافور الإخشيدي، إلى الإخشيد بن طغج.

خ - ض - د
خضد العود رطبا أو يابسا، وكذلك الغصن، يخضده خضدا كسره، ولم يبن، فهو مخضود، وخضيد، فانخضد وتخضد، وخضدت العود فانخضد، أي ثنيته فانثنى من غير كسر، وعن أبي زيد انخضد العود انخضادا، وانعط انعطاطا إذا تثنى من غير كسر يبين، وخضده: قطعه، وكل رطب قضبته فقد خضدته. وكذلك التخضيد. وأصل الخضد: كسر الشيء اللين من غير إبانة له، وقد يكو بمعنى القطع. ومن المجاز: خضد البعير عنق بعير آخر: قاتله. كذا قاله الليث، ومثله في الأساس واللسان: وخضد البعير عنق صاحبه يخضدها كسرها: وثناه، هكذا في النسخ، والصواب: ثناها. وخضد الشجر: قطع شوكه، قال الله عز وجل: في سدر مخضود هو الذي خضد شوكه، فلا شوك فيه. قال الزجاج والفراء: قد نزع شوكه. ومن المجاز خضد زيد: أكل أكلا شديدا، وهو يخضد خضدا: اشتد أكله، أو خضد إذا أكل شيئا رطبا كالقثاء والجزر وما أشبههما. وقيل لأعرابي، وكان معجبا بالقثاء: ما يعجبك منه? قال: خضده أي مكسره كما في الأساس. والخضد، محركة: ضمور الثمار وانزواؤه هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا والصواب: انزواؤها، أي الثمار، بتأنيث الضمير، يقال خضدت الثمرة، إذا غبت أياما، فضمرت وانزوت. والخضد: وجع يصيب الإنسان في الأعضاء، لا يبلغ أن يكون كسرا، قال الكميت:

حتى غدا ورضاب الماء يتبعه    طيان لا سأم فيه ولا خضـد كالخضاد، بالفتح، نقله الصاغاني. والخضد: كل ما قطع من عود رطب، قال الشاعر:

أو جرت جفرته خرصا فمال به    كما انثنى خضد من ناعم الضال أو الخضد: اسم لما تكسر من شجر ونحى عنه، كاليخضود، وفي اللسان: الخضد: ما تكسر وتراكم من البردي وسائر العيدان الرطبة، قال النابغة:

فيه ركام من الينبوت والخضد

صفحة : 1970

والخضد: نبت أو هو شجر رخو بلا شوك. والخضد: التوهن والضعف في النبات. والخضد ككتف: العاجز عن النهوض من خضد في بدنه، وهو التكسر والتوجع مع الكسل، كالمخضود. ومن المجاز: في حديث مسلمة ابن مخلد أنه قال لعمرو بن العاص: إن ابن عمك هذا لمخضد، كمنبر، من الخضد، أي الشديد الأكل، يأكل بجفاء وسرعة. والخضاد، كسحاب من شجر الجنبة، وهو مثل النصي، ولورقه حروف كحروف الحلفاء. والأخضد: المتثني، كالمتخضد، مأخوذ من خضد الغصن، إذا ثناه. وأخضد المهر، بالضم، الصغير من الخيل، جاذب المرود، بالكسر، حديدة تدور في اللجام نشاطا ومرحا، أي خفة. واختضد البعير: أخذه من الإبل، وهو صعب لم يذلل فخطمه ليذل وركبه، حكاها اللحياني. وقال الفارسي: إنما هو اختضر. ويقال: انخضدت الثمار الرطبة، إذا حملت من موضع إلى موضع فتشدخت، كتخضدت. ومنه قول الأحنف بن قيس، حين ذكر الكوفة، وثمار أهلها، فقال: تأتيهم ثمارهم لم تخضد أراد أنها تأتيهم بطراءتها لم يصبها ذبول ولا انعصار، لأنها تحمل في الأنهار الجارية فتؤديها إليهم.

ومما يستدرك عليه: سدر خضيد ومخضد. وبعير خضاد. وخضد الفرس يخضد، مثل قضم وهي خضود، ومن المجاز: خضد السفر، وهو التعب والإعياء الذي يحصل للإنسان منه. ورجل مخضود: منقطع الحجة، كأنه منكسر.

خ - ف - د
خفد، كنصر وفرح، يخفد خفدا محركة وخفدا بفتح فسكون وخفدانا محركة: أسرع في مشيه كحفد، بالمهملة، وقد تقدم. والخفيدد والخفيفد: السريع، مثل بهما سيبويه صفتين، وفسرهما السيرافي. والخفيدد: الظليم الخفيف، وقيل: هو الطويل الساقين، وإنما سمي به لسرعته. وفيه لغة أخرى: خفيفد، وهو ثلاثي من خفد، ألحق بالرباعي ج: خفادد، قال الليث: إذا جاء اسم على بناء فعالل مما آخره حرفان مثلان، فإنهم يمدونه، نحو خفيدد وخفاديد، وقد جاء في جمع خفيدد خفيددات أيضا. والخفيدد اسم فرس أبي الأسود، وفي بعض الأمهات: الأسود بن حمران بن عمرو. والخفدود، كبهلول: الخفاش، سمي بذلك لأنه يختفي بالنهار ويبدو بالليل، ويقال خفي وخفت وخفد، بمعنى، قاله شيخنا نقلا عن بعض أئمة الاشتقاق. يقال: أبصر من خفدود، كالخفدد، كهدهد. والخفدود: طائر آخر يشبهه، عن ابن دريد.

وأخفدت الناقة إذا أخدجت، أي ألقت ولدها لغير تمام قبل أن يستبين خلقه فهي خفود، ونظيره أنتجت فهي نتوج إذا حملت؛ وأعقت الفرس فهي عقوق، إذا لم تحمل، وأشصت الناقة، وهي شصوص، إذا قل لبنها أو أخفدت الناقة، إذا أظهرت أنها حامل ولم تكن كذلك، وهي مخفد. وخفدان كسرطان: ع عن ابن دريد.

ومما يستدرك عليه: عن ابن الأعرابي: إذا ألقت المرأة ولدها بزحرة قيل: زكبت به، وأزلخت به، وأمصعت به، وأخفدت به، وأسهدت به، وأمهدت به.

خ - ل - د
الخلد، بالضم: البقاء والدوام في دار لا يخرج منها، كالخلود، ودار الخلد: الآخرة، لبقاء أهلها، والخلد من أسماء الجنة، وفي التهذيب: من أسماء الجنان.

صفحة : 1971

والخلد ضرب من القبرة، والفأرة العمياء، ويفتح، قال ابن الأعرابي: من أسماء الفأر: الثعبة والخلد والزبابة. أو الخلد دابة عمياء، وهي ضرب من الجرذان تحت الأرض لم تخلق لها عيون، تحب رائحة البصل والكراث، فإن وضع على جحره خرج له فاصطيد. ومن خواصه تعليق شفته العليا على المحموم بالربع يشفيه، ودماغه مدوفا بدهن الورد يذهب البرص والبهق والقوابي والجرب والكلف والخنازير وكل ما يخرج بالبدن طلاء، قال الليث: واحدها خلد، بالكسر، والجمع خلدان. وفي التهذيب: واحدتها خلدة، بالكسر، والجمع خلدان، وهو غريب، ونقل الكسر شيخنا عن صاحب الكفاية عن الخليل، واستغربه جدا، ج: مناجذ هكذا بالذال المعجمة في آخره. وفي بعض النسخ بالمهلمة من غير لفظه، أي الواحد، كالمخاض من الإبل مع خلفة، بفتح فكسر.

والخلد: السوار والقرط كالخلدة محركة، وهذه عن الصاغاني، ج كقردة. وعن أبي عمرو: خلد جاريته، إذا حلاها بالخلدة وجمعها: خلد وهي القرطة. والخلد لقب عبد الرحمن الحمصي التابعي، هكذا ذكره الصاغاني. والخلد: قصر للمنصور العباسي، على شاطئ دجلة، وكان موضع المارستان العضدي اليوم، وبنيت حواليه منازل، خرب، فصار موضعه محلة كبيرة عرفت بالخلد. والأصل فيه القصر المذكور. وقد نسب إليها جماعة منهم: صبح ابن سعيد الخلدي وغيره. وأما أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي الخواص، أحد مشايخ الصوفية فإنه غير منسوب إليه أي إلى ذلك القصر بل لقب له، قيل لأن الجنيد سئل عن مسألة فقال له: أجب، فأجاب، فقال: يا خلدي من أين لك هذه الأجوبة? فبقي عليه. والخلد، بالتحريك: البال والقلب والنفس، وجمعه أخلاد، يقال: وقع ذلك في خلدي، أي روعي وقلبي، وقال أبو زيد: من أسماء النفس الروع والخلد، وقال: البال: النفس، فإذا التفسير متقارب. وخلد يخلد خلودا بالضم: دام وبقي وأقام. وخلد يخلد، من حد ضرب، خلدا، بفتح فسكون، وخلودا، كقعود: أبطأ عنه الشيب وقد أسن كأنما خلق ليخلد.

وفي التهذيب: ويقال للرجل إذا بقي سواد رأسه ولحيته، على الكبر، إنه لمخلد. ويقال للرجل، إذا لم تسقط أسنانه من الهرم: إنه لمخلد. وهو مجاز. وزاد في الأساس: وقيل: هو بفتح اللام، كأن الله أخلده عليها. وخلد بالمكان يخلد خلودا، وكذا خلد إليه، إذا بقي وأقام كأخلد، وخلد، فيهما. قال الصاغاني: خلد إلى الأرض خلودا وخلد إليها تخليدا، لغتان قليلتان في أخلد إليها إخلادا. وسوى الزجاج بين خلد وأخلد، يقال: خلده الله تخليدا، وأخلده إخلادا. وأهل الجنة خالدون مخلدون، وأخلد الله أهل الجنة إخلادا. وقوله تعالى: يحسب أن ماله أخلده أي يعمل عمل من لا يظن مع يساره أنه يموت. والخوالد: الأثافي في مواضعها والخوالد: الجبال والحجارة والصخور، لطول بقائها بعد دروس الأطلال، وقال:

إلا رمادا هامدا دفعـت     عنه الرياح خوالد سحم قال الجوهري: قيل لأثافي الصخور: خوالد لطول بقائها بعد دروس الأطلال.

صفحة : 1972

وعن ابن سيده: أخلد الرجل بصاحبه: لزمه، وقال أبو عمرو: أخلد به إخلادا، وأعتصم به إعصاما، إذا لزمه. ومن المجأز: أخلد إليه: مال ورضي به. وفي حديث علي كرم الله وجهه يذم الدنيا: من دان لها وأخلد إليها أي ركن إليها ولزمها. ويقال: خلد إلى الأرض، بغير ألف، وهي قليلة، وعن الكسائي: خلد، واخلد، وخلد إلى الأرض، وهي قليلة. وقوله تعالى: يطوف عليهم ولدان مخلدون أي مقرطون بالخلدة، وهي جماعة الحلي، وقال الزجاج: محلون، أن مسورن، يمانية، قاله أبو عبيدة وأنشد:

ومخلدات باللجين كأنمـا     أعجازهن أقاوز الكثبان أو مخلدون لا يهرمون أبدا، يقال للذي أسن ولم يشب: كأنه مخلد. وقيل: معناه: يخدمهم وصفاء لا يجاوزون حد الوصافة. وقال الفراء في قوله: مخلدون: إنهم على سن واحد لا يتغيرون. وخالد وخويلد وخالدة ومخلد، كمسكن، وخليد، ويخلد، وخلاد، وخلدة وخليدة مثل زبير وينصر وكتان وحمزة وجهينة، أسماء. ومسلمة بن مخلد، كمعظم ابن الصامت الخزرجي الساعدي، صحابي، وله رواية يسيرة، كذا في التجريد.

والخالدان من بني أسد، وهما: خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس، وخالد بن قيس بن المضلل بن مالك بن الأصغر بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين، قال الأسود بن يعفر:

وقبلي مات الخالدان كلاهـمـا    عميد بني جحوان وابن المضلل ومما يستدرك عليه: الخالدي: ضرب من المكاييل، عن ابن الأعرابي. والخويلدية من الإبل نسبت إلى خويلد من بني عقيل. وأبو خالد: كنية الكلب، والثعلب، كما في المزهر. وكنية البحر أيضا كما في الروض للسهيلي. وخلاد بن سويد بن ثعلبة. وخلاد بن رافع أبو يحيى، وخلاد بن عجلان، وخلاد بن عمرو بن الجموح، وخلاد الأنصاري، وخلدة الأنصاري، وخليد الحضرمي وخليد بن قيس: صحابيون. والمسمى بخالد من الصحابة ثلاثة وسبعون نفسا، ليس هذا محل ذكرهم، وكذا المكنى بأبي خالد، منهم ستة أنفار، راجعهم في التجريد. والخالديان: الشاعران: أبو عثمان سعيد، وأبو بكر محمد، ابنا هاشم ابن وعلة الموصليان، منسوبان إلى جدهما: خالد بن عبد عنبسة بن عبد القيس، وقيل إلى الخالدية: قرية بالموصل.

وفي طيئ: خالد بن الأصمع أخو سدوس، منهم جواب بن نبيط بن أنس بن خالد الشاعر، وأنيف بن منيع بن أنس، ارتد، ولم يرتد من طيء غيره، قاله ابن الكلبي. وخلد بن سعد العشيرة، بالفتح: بطن. وخلدة بن مخلد: جد جماعة من البدريين. وثابت بن مخلد، قتل يوم الحرة. والارث بن مخلد، عن أبي هريرة. وعامر بن مخلد بن الحارثأنصاري بدري. وقيس بن مخلد المازني الأنصاري، قتل يوم أحد.

خ - م - د
خمدت النار كنصر وسمع، تخمد خمدا بفتح فسكون، ذكره ابن القطاع، وخمودا، كقعود: سكن لهبها ولم يطفأ جمرها، وهمدت همودا، إذا طفئ جمرها البتة وأخمدتهأ أنا والخمود، كتنور: مدفنها لتخمد فيه. ومن المجاز خمد المريض إذا أغمي عليه أو مات. وخمدت الحمى: سكنت أو سكن فورانها. وهو مجاز أيضا وأخمد: سكن وسكت. وهو مخمد: ساكن قد وطن نفسه على أمر. وفي نوادر الأعراب: تقول رأيته مخمدا ومخبتا، ومخلدا، ومخبطا، ومسبطا ومهديا، إذا رأيته ساكنا لا يتحرك. وقوم خامدون: لا تسمع لهم حسا.

صفحة : 1973

وقال الزجاج في قوله تعالى: فإذا هم خامدون : فإذا هم ساكتون، قد ماتوا، وصاروا بمنزلة الرماد الخامد الهامد، قال لبيد:

وجدت أبي ربيعا لليتامى     وللضيفان إذ خمد الفئيد ومما يستدرك عليه: يقال: كيف يقوم خنديد طيئ بفحل مضر، هو الخصي من الخيل. أورده الزمخشري في الأساس.

خ - و - د
الخود الفتاة الحسنة الخلق، بفتح فسكون، الشابة ما لم تصر نصفا. أو هي: الجارية الناعمة، ج خودات وخود، بالضم في الأخير، مثل: رمح لدن ورماح لدن، ولا فعل له. والتخويد: سرعة السير، وقيل: سرعة سير البعير، يقال: خود البعير: أسرع وزج بقوائمه، وقيل: هو أن يهتز كأنه يضطرب. وكذلك الظليم، وقد يستعمل في الإنسان.

وفي الحديث: طاف عمر رضي الله عنه بين الصفا والمروة فخود ، أي أسرع. والتخويد: إرسال الفحل في الإبل، عن الليث، وأنشد للبيد:

وخود فحلها من غير شل      بدار الريح تخويد الظليم والتخويد: نيل شيء من الطعام. وفي الأساس، والتكملة، يقال تخود الغصن إذا تثنى ومال. وخود كثشمر: ع، قال ذو الرمة:

وأعين العين بأعلى خودا نقله ابن بري عن ابن الجواليقي. وقد مرت نظائره في توج. وخود من هذا الطعام شيئا: نال منه، وقد ذكر هذا فهو تكرار. وحسين بن علي بن خود الحربي بفتح فسكون، كذا ضبطه الحافظ في التبصير، أو بتشديد الواو، كذا ضبط عندنا، محدث يروي عن سعيد بن أحمد بن البناء وغيره.

خ - ي - د
الخيد كميل، أهمله الجوهري، وقال الليث هي: الرطبة، فارسية عربوها وغيروهأ وحولوا الذال دالا وأصلها خيذ كما هو نص الليث، وتبعه الأزهري. وقال الصاغاني: الذي أعرفه من هذه اللغة للرطبة خويذ بالكسر، والذال المعجمة.