الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل الثامن: فصل الدال المهملة مع نفسها

فصل الدال المهملة مع نفسها

د - أ - د
دأدد الرجل، أهلمه الجوهري. وقال الليث: إذا أرادوا اشتقاق الفعل من ددد لم ينقد، لكثرة الدالات، فيفصلون بين حرفي الصدر بهمزة، فيقولون: دأدد يدأدد دأددة لها ولعب، قال: وإنما اختاروا الهمزة لأنها أقوى الحروف.

قال شيخنا: وبقي عليه مما يذكر هنا. دأد، بالفتح، اسم لآخر يوم من الشهر، وجمعه: دآد، وهي الثلاثة الأخيرة من الشهر. قاله أبو حيان في باب العدد من شرح التسهيل. وأشار إليه المصنف في: ددأ، من الهمزة وأغفله هنا. قلت: ومن سجعات الأساس: وتقول: ابن آدم أنت في الدوادي، وما بقي من عمرك إلا الدآدي، وهي ليالي المحاق، والدوادي: المراجح وسيأتي.

د - د - د
الدد، مخفف: اللهو واللعب، ومنه الحديث: ما أنا من دد، ولا الدد مني، وفيه أربع لغات: تقول هذا دد، كيد، وددا، كقفا ومثله الدماميني بعصا، وددن، بالنون ثالثة، وددد، بثلاث دالات. كذا في شرح التسهيل للدماميني. والدد: ع، و اسم امرأة، والدد: الحين من الدهر، نقله الصاعاني، وقد يعاد في ددى، أعني المعتل اللام، وفي النون أيضا إن شاء الله تعالى، وسنلم عليه بالكلام هناك.

الددد، ككتف، أهمله الجوهري، وهذه هي اللغة الرابعة التي سبقت الإشارة إليها، وقد جاء في قول الطرماح بن حكيم الشاعر، فيما أنشده بعض الرواة، قاله الليث:

واستطرقت ظعنهم لما أحزأل     بهمآل الضحى ناشطا من داعب ددد

صفحة : 1974

قال الليث: وإنما قال ددد، لأنه لما جعله نعتا لداعب كسعه، أي أتبعه بدال ثالثة، وإنما عبر بالكسع إغرابا وإيماء إلى وقوع مثله في كلام بعض الأقدمين من الصرفيين. قاله شيخنا، لأن النعت لا يتمكن حتى يتم ثلاثة أحرف فما فوقها، فصار دددا. انتهى نص الليث. قال شيخنا: وفيه نظر. وأراد الناشط الشوق النازع، أي الجاذب، وهذا من جملة مقالة الليث. قال الصاغاني: ويروى: من داعبات دد.

د - ر - د
الدرد، محركة: ذهاب الأسنان، درد دردا، ورجل أدرد: ليس في فمه سن، بين الدرد، والأنثى درداء، ورجال درد. وفي الحديث: أمرت بالسواك حتى خفت لأدردن وفي رواية. حتى خفت لأدردن وفي رواية. حتى خشيت أن يدردني، أي يذهب بأسناني. وناقة درداء ودردم، بالكسر وزيادة الميم كما قالوا للدلقاء: دلقم، وللدقعاء: دقعم: مسنة. أو الدرداء هي التي لحقت أسنانها بدردرها من الكبر. وقول النابغة الجعدي:

ونحن رهنا بالأفاقة عامرا بما كان في الدرداء رهنا فأبسلا قال أبو عبيدة: كتيبة كانت لهم تسمى الدرداء. ودردي الزيت، بالضم: ما يبقى أسفله. وفي حديث الباقر: أتجعلون في النبيذ الدردي? قيل وما الدردي? قال الروبة أرد بالدردي الخميرة التي تترك على العصير والنبيذ ليتخمر، وأصله ما يركد في أسفل كل مائع كالأشربة والأدهان. ودريد: اسم، وهو مصغر أدرد، مرخما. وحكيم هذه الأمة أبو الدرداء، عويمر بن مالك من بني الحارث بن الخزرج، نزل دمشق. وأم الدرداء الكبرى، خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي، نزلت الشام، وتوفيت في إمرة عثمان: من الصحابة، رضي الله عنهم، وأما أم الدردأء الصغرى واسمها هجيمة فالصحيح أنه لا صحبة لها، وذكرها وهم، كذا في التجريد.

ومما يستدرك عليه: الدرد: الحرد. ورجل درد: حرد د - ر - ب - د
ومما يستدرك عليه: دربود: اسم للناقة الذلول، قيل أصل، وقيل لغة في تربوت نقله شيخنا.

د - ر - ب - ن - د
ومما يستدرك عليه أيضا: دربند، وهو مدينة باب الأبواب وقد ذكره السلفي في معجم البلدان.

د - ر - و - ر - د
ومما يستدرك عليه أيضا: الدراوردي، قال أبو حاتم عن الأصمعي: هو منسوب إلى دراب جرد بالكسر، على غير قياس وقياسه درابي أو جردي. والأول أكثر. ودراب جرد: قد مر للمصنف في ج - ر - د. ولكن لا يستغنى عن معرفة الدراوردي.

د - ع - د
دعد: لقب أم حبين حكي ذلك عن بعض الأعراب. قال أبو منصور: ولا أعرفه، ودعد: اسم امرأة، معروف، يصرف ويمنع، ج: دعود، ودعدات، وأدعد، قال جرير:

يا دار أقوت بجانب اللبب      بين تلاع العقيق فالكثـب
حيث استقرت نواهم فسقوا     صوب غمام مجلجل لجب
لم تتلفع بفضل مئزرهـا       دعد ولم يغذ دعد بالعلـب

أي ليست دعد هذه ممن تشتمل بثوبها، وتشرب اللبن بالعلبة، كنساء الأعراب الشقيات، ولكنها ممن نشأ في نعمة، وكسي أحسن كسوة.

د - ن - ب - د
دنباوند أهمله الجوهري والجماعة وهو بالضم وسكون النونين، وفتح الواو: جبل بكرمان مشهور. والعامة تقول: دماوند بفتح الدال والميم. وجبل آخر شاهق بنواحي الري غرب إليه أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه أبا الحنكة، بضم فسكون لمعاناة النيرنج، بكسر النون، وهو من أنواع السحر.

د - و - د

صفحة : 1975

الدودة: م، ج: دود وديدأن ودودان، والتصغير: دويد، وقياسه دويدة.

قال ابن بري: قاله الجوهري، وهو وم منه، وقياسه دويد، كما صغرته العرب، لأنه جنس بمنزلة تمر وقمح جمع تمرة وقمحة، فكما تقول في تصغيرهما: تمير وقميح، كذلك تقول في تصغير دود: دويد. وقد داد الطعأم يداد دودا، كخاف يخاف خوفا، وأداد يديد إدادة، ودود تدويدا، وديد تدييدا. وفي بعض النسخ: ديد، بالسكر، مبنيا للمفعول: صار فيه الدود، فهو مدود، كله بمعنى: إذا وقع فيه السوس. وفي الحديث: إن المؤذنين لا يدادون أي لا يأكلهم الدود. ودودان، بالضم: واد، وضبطه البكري بالفتح. ودودان بن أسد بن خزيمة أبو قبيلة من أسد. وأبو دواد، بالضم: شاعر من بني إياد. قلت: إن أراد به جويرية بن الحجاج فهو تكرار، وإن أراد غيره فلا أدري. والذي ذكره: الأمير: دواد بن أبي دواد: شاعر.

وقال الحافظ ابن حجر: ولا أدري: ابن من هو من هذه الثلاثة أي المذكورين فيما بعد، فلينظر. والدواد، كرمان، هكذا ضبط في نسختنا، والصواب كغراب: صغار الدود، أو هو الخضف بفتح وسكون يخرج من الإنسان، قيل: وبه كني أبو دواد الإيادي. كذا في اللسان. والدواد. الرجل السريع، لعله تشبيها بصغار الدود. والقاضي أحمد بن أبي دواد كغراب م، معروف، وهو القاضي الإيادي الجهمي وابناه: جرير وقد ذكره الأمير، وله رواية وأبو الوليد محمد، له ذكر. ومن ولد الأخير مكرم بن مسعود بن حماد بن عبد الغفار بن سعادة بن مقبل بن عبد الحميد بن أحمد بن أبي الوليد محمد بن أحمد بن أبي دواد الإيادي، يكنى أبا الغنائم الأبهريي. انتهى. قاله الحافظ.

وأبو دواد يزيد الراسي هكذا في النسخ، والصواب: الرواسي، كما في التبصير وهو يزيد بن معاوية، شاعر فارس. وجويرية بن الحجاج الإيادي من قدماء الشعراء. وعدي بن الرقاع العاملي من فحول الشعراء في دولة بني أمية: شعراء. وأبو بكر محمد بن علي بن أبي دواد الإيادي محدث فقيه ثقة، عن زكريا بن يحيى الساجي، وعنه الدارقطني. وأما علي بن دواد الناجي أبو المتوكل صاحب أبي سعيد الخدري، فقيل فيه: علي بن دواد أيضا. وداوود اسم أعجمي لا يهمز، وهو اسم النبي صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم. والدوداة: الجلبة، عن الفراء. والأرجوحة، وقيل هي صوت الأرجوحة، والجمع: دوأدي. وقال الأصمعي: الدوادي: آثار أراجيح الصبيان، واحدتها دوداة، وقال:

كأنني فوق دوداة تقلبني ودود الرجل: لعب بها، أي بالدوداة. ودويد بن زيد مصغرا، من الجاهلية عاش أربعمائة سنة وخمسين سنة، وأدرك الإسلام مسنا وهو لا يعقل. وارتجز محتضرا بقوله

اليوم يبنى لدويد بيته يعني القبر.

لو كان للدهر بلى أبليته أي لكثرة ما عاش.

أو كأن قرني واحدا كفيته القرن بالكسر النديد:

يا رب نهب صالح حويته
ورب غيل حسن لويتـه
ومعصم مخضب ثنيتـه

ودويد بن طارق: محدث روى عنه علي بن عاصم. ودويد: جد أبي بكر محمد بن سهل بن عسكر البخاري، محدث.