الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل العاشر: فصل الراء مع الدال المهملة

فصل الراء مع الدال المهملة

ر - أ - د
الرئد بالكسر مهموزا: الترب، تقول: هذا رئدي، أي قرني في السن، وهو مجاز، كما في الأساس. وربما لم يهمز فذكروه في الياء. وفي اللسان: ورئد الرجل: تربه وكذلك الأنثى وأكثر ما يكون في الإناث، قال:

قالت سليمى قولة لريدها أراد الهمز فخفف، وأبدل طلبا للردف، والجمع: أرآد. وقال كثير، فلم يهمز:

وقد درعوها وهي ذات مؤصد     مجوب ولما يلبس الدرع ريدها

صفحة : 1978

والرئد: الضيق، ولم أجده فيما لدي من أمهات اللغة. والرئد: فرخ الشجرة، وقيل: هو ما لان من أغصانها والجمع رئدان. والرأد بالفتح والرؤد بالضم والرأدة والرؤدة، بهاء فيهما، فهي أربع لغأت: الشابة الناعمة الحسنة السريعة الشباب، مع حسن غذاء. والجمع: أرآد، كالرؤودة، على فعولة. وهذه عن الصاغاني، والرادةن بتسهيل الهمزة، فهي ست لغات. والروودة: أصل اللحي، كذا في النسخ التي بأيدينا وفي بعضها: والرودة وأصل اللحي، بناء على أن الرودة وأصل اللحي، بناء على أن الرودة مسهلة عن الهمزة، معطوفة على ما قبلها. وأصل اللحي كلام مستقل فتكون اللغأت سبعة. قال شيخنا: وبعضهم أوصلها إلى ثمانية، بتجريد المسهل من الهاء أيضا. قلت: وهو يشير إلى ما ذكرنا. ثم إن الذي في الأساس وغيره: أن قولهم جارية رأدة من المجاز، تقول: امرأة رادة، غير رادة: ناعمة غير طوافة، تخفيف الأول جائز، والثاني واجب. وفي اللسان: الغصن الذي نبت من سنته أرطب ما يكون وأرخصه: رؤد، والواحدة: رؤدة. وسميت الجارية رودا، تشبيها به.

ومن المجاز: ضربه في رأده، الرأد والرؤد، بالفتح والضم: أصل اللحي الناتئ تحت الأذن، وقيل: أصل الأضراس في اللحي. وقيل الرأدان: طرفا اللحيين الدقيقان اللذان في أعلاهما، وهما المحددان الأحجنان المعلقان في خرتين دون الأذنين. وقيل: طرف كل غصن: رؤد والجمع أرآد، وأرائد نادر وليس بجمع جمع، إذ لو كان ذلك لقيل: أرائيد. أنشد ثعلب:

ترى شئون رأسه العواردا
الخطم واللحيين والأرائدا

والرؤد بالضم التؤدة، قال:

كأنه ثمل يمشي على رود احتاج إلى الردف فخفف همزة الرؤد، ومن جعله تكبير رويد لم يجعل أصله الهمزة. ورواه أبو عبيد:

كأنها ثمل من يمشي على رود فقلب ثمل وغير بناءه. قال ابن سيده: وهو خطأ. ومن المجاز: ترأد الرجل ترؤدا: اهتز نعمة وتثنى. وكذا ترأدت الجارية ترؤدا كارتأد ارتئادا. وترأدت الريح: اضطربت وتمايلت يمينا وشمالا. ومن المجاز: ترأد زيد: قام فأخذته رعدة، وتميل عند قيامه. وترأد الغصن: تفييأ وتذبل وتثنى وترأد العنق: التوى والشيء: ذهب وجاء. ومن المجاز: لقيته رأد الضحى، وارائد الضحى، وهذه عن الصاغاني ورأده: ارتفعاعه حين يعلو النهار، الأكثر يمضي من النهار خمسه، وفوعة النهار بعد الرأد. والرأد: رونق الضحى وقيل هو بعد انبساط الشمس، وارتفاع النهأر، وقد تراءد وترأد. ورأد الأرض: خلاؤها، يقال ذهبنا في رأد الأرض. نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: ترأدت الحية اهتزت في انسيابهأن وأنشد:

كأن زمامها أيم شـجـاع    ترأد في غصون مغضئله وهو مجاز، كما في الأساس.

ر - ب - د

صفحة : 1979

ربد، كنصر، بالمكان ربودا بالضم، إذا أقام فيه، ومنه أخذ المربد. وربد ربودا: حبس، عن ابن الأعرابي. قيل ومنه أخذ المربد كمنبر: المحبس. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أن مسجده كان مربدا ليتمين في حجر معاذ بن عفراء، فجعله للمسلمين، فبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا. قال الأصمعي: المربد: كل شيء حبست به الإبل والغنم ولهذا قيل مربد النعم الذي بالمدينة. والمربد: الجرين الذي يوضع فيه التمر بعد الجداد لييبس. قال سيبويه: هو اسم كالمطبخ. وقال أبو عبيد: المربد، بلغة أهل الحجاز. والجرين لهم أيضا، والأندر، لأهل الشأم. و البيدر لأهل العراق. قال الجوهري: وأهل المدينة يسمون الموضع الذي يجفف فيه التمر لينشف: مربدا، وهو المسطح، والجرين، والمربد للتمر كالبيدر للحنطة. وفي الحديث: حتى يقوم ابو لبابة يسد ثعلب مربده بإزاره، يعني موضع تمره وبه سمي مربد: ع بالبصرة، وقيل لأنه كان تحبس به الإبل. والربدة بالضم الغبرة، أو لون إلى الغبرة، وقال أبو عبيدة: هو لون بين السواد والغبرة، وقد اربد اربدادا وارباد اربيدادا، كاحمر، واحمار، فهو مربد ومرباد. ومنه الحديث. وآخر أسود مربد كالكوز مجخيا.

ومن المجاز: داهية ربداء. الربداء المنكرة. والربداء من المعز: السوداء المنقطة بحمرة، وهي المنقطة الموسومة موضع النطاق منها بحمرة، وهي من شيات المعز خاصة، وشاة ربداء: منقطة بحمرة، وبياض، او سواد. والأربد: حية خبيثة، وقيل ضرب من الحيات يعض الإبل. والأربد: الأسدن كالمتربد، عن الصاغاني. وأربد بن ضابئ الكلابي وأربد بن شريح المازني. وأربد بن ربيعة، وهو أخو لبيد الشاعر: شعراء. وقال ابن شميل: لما رآني تربد لونه، وتربده: تلونه، تراه أحمر مرة، وأصفر مرة، وأخضر مرة، ويتربد لونه من الغضب، أي يتلون. وتربد وجهه: تغير، وقيل: صار كلون الرماد كارمد. وإذا غضب الإنسان تربد وجهه، كأنه يسود منه مواضع. وفي الحديث: كان إذا نزل عليه الوحي اربد وجهه ، أي تغير إلى الغبرة.

وفي حديث عمرو بن العاص: أنه قام من عند عمر مربد الوجه في كلام أسمعه. وتربدت السماء: تغيمت، وهي متربدة: متغيمة. وتربد الرجل تعبس. وفي متنه ربد، الربد، كصرد: الفرند، هذلية. قال صخر الغي:

وصارم أخلصت خشيبته     أبيض مهو في متنه ربد وسيف ذو ربد إذا كنت ترى فيه شبه غبار، أو مدب نمل يكون في جوهره. والربيد كأمير: تمر منضد في الجرار أو في الحب، ثم نضح عليه الماء. وفي بعض الأمهات: ثم نضح بالماء والربيدة بهاء: قمطر المحأضر، وهي السجلات. والرابد: الخازن، وقد ربد الرجل إذا كنز التمر في الربائد، وهي الكراحات. وقال ابو عدنان: المربد: كمحمر: المولع بسواد وبياض، وقد اربد وارباد، كاحمر واحمار، وتربد، كل ذلك إذا احمر حمرة فيها سواد. وأربدة، بفتح فسكون، وفي التقريب: بكسر فسكون، وموحدة مكسورة، أو أربد، بحذف الهاء، التميمي المفسر تابعي صدوق، من الثالثة.

مربد النعم، كمنبر: ع قرب المدينة على ليلتين منها، وهو متسع كانت الإبل تربد فيه، أي تحبس للبيع، وهو مجتمع العرب ومتحدثهم، كذا في الأساس، وهو قول الأصمعي.

صفحة : 1980

ومما يستدرك عليه: الربدة بالضم، والربد في النعام: سواد مختلط، وقيل: هو أن يكون لونها كله سوادا، عن اللحياني، ظليم أربد، ونعامة ربداء، ورمداء: لونها كلون الرماد والجمع: رمد. وقال اللحياني: الربداء: السوداء، وقال مرة: هي التي في سوادها نقط بيض وحمر. وربدت الشاة ورمدت، وذلك إذا أضرعت فترى في ضرعها لمع سواد وبياض، وتربد ضرعهأ، إذا رأيت فيه لمعا من سواد ببياض خفي. والربدة: غبرة في الشفة، يقال: امرأة ربداء، ورجل أربد، ويقال للظليم: الأربد، للونه. والمربد، بالكسر: خشبة أو عصا تعترض صدور الإبل، فتمنعها عن الخروج، قال:

عواصي إلا ما جعلت وراءهـا     عصا مربد تغشى نحورا وأذرعأ قيل يعني بالمربد هنا عصا جعلها معترضة على الباب، تمنع الإبل من الخروج، سماها مربدا لهذا. قال أبو منصور: وقد أنكر غيره ما قال، وقال: أراد عصا معترضة على باب المربد، فأضاف العصا المعترضة إلى المربد، ليس أن العصا مربد. والربد، محركة: الطين. وقد جاء في حديث صالح بن عبد الله بن الزبير أنه كان يعمل ربدا بمكة والرباد: الطيان أي بناء من طين كالسكر، ويروى بالزاي والنون، كما سيأتي. وأبو علي الحسن بن محمد بن ربدة، بضم فسكون، القيرواني، حدث عن علي بن منير الخلال. وربداء بنت جرير بن الخطفى، الشاعر،لها ذكر. وأبو الربداء البلوي، واسمه ياسر، صحابي. قال ابن يونس: صحفه بعض الرواة فقال أبو الرمداء، بالميم. ومن ولده: شعيب بن حميد بن أبي الربداء، كان على شرطة مصر، وعاش إلى بعد المائة، قاله الحافظ. والمربدان في قول الفرزدق:

عشية سال المربدان كلاهـمـا    عجاجة موت بالسيوف الصوارم هما: سكة المربد بالبصرة، والسكة التي تليها من ناحية بني تميم، جعلهما المربدين، كما يقال الأحوصان، للأحوص، وعوف بن الأحوص. والمربد أيضا: فضاء وراء البيوت يرتفق به. والمربد: كالحجرة في الدار. وأربد الرجل: أفسد ماله ومتاعه، وربدت الإبل: ربطتها، وتمر أربد. والمجاز: عام أربد: مقحط. وأربد، اسم خاجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، استدركه أبو موسى. وأربد بن مخشي، ذكره أبو معشر في شهداء بدر. وأربد بن قيس أخو لبيد بن ربيعة لأمه: شاعر مشهور، وذكره أبو عبيد البكري في شرحه لأمالي القالى، وأورده الجوهري. والربيدان: نبت.

ر - ث - د

صفحة : 1981

رثد المتاع يرثد رثدا: نضده ووضع بعضه فوق بعض، أو إلى جنب بعض، كارتثده، وفي بعض النسخ: كأرثده، فهو رثيد، ومرثود، ورثد، محركة. وفي حديث عمر: أن رجلا ناداه فقال: هل لك في رجل رثدت حاجته وطال انتظاره أي دافعت بحوائجه ومطلته. فأوقع المفرد موقع الجمع. والرثد، بالكسر، والرثدة، واللثدة: الجماعة الكثيرة من الناس، وهم المقيمون ولا يظعنون. وقد أرثدوا: أقاموا. والرثد، بالتحريك: ضعفة الناس، يقال تركنا على الماء رثدا ما يطيقون تحملا. وأما الذين ليس عندهم ما يتحملون عليه فهم مرتثدون، وليسوا برثد، كما سيأتي. ورثد الرجل، كفرح: كدر، كأرثد. ومرثد، كمسكن: الرجل الكريم، قال ابن السكيت: مأخوذ من أرثد القوم، إذا احتفروا حتى بلغوا الثرى. والمرثد: اسم من أسماء الأسد. ومرثد: اسم رجل، ومرثد ملك لليمن ملكها ستمائة سنة. وتركتهم مرتثدين ما تحملوا بعد، أي ناضدين متاعهم. وعن الكسائ: يقال: احتفر حتى أرثد، إذا بلغ الثرى، ومنه اشتق مرثد. ويرثد كيمنع: واد، والذي في اللسان: أرثد، بالألف، قال:

ألا تسأل الخيمات من بطن أرثدإلى النخل من ودان ما فعلت نعم ومما يستدرك عليه: طعام رثيد ومرثود، والخبز عندهم رثيد. ورثدت القصعة بالثريد: جمع بعضه إلى بعض وسوى. والثريد فيها رثيد. وقال ثعلبة بن صعير المازني، وذكر الظليم والنعامة، وأنهما ذكرا الظليم والنعامة، وأنهما ذكرا بيضهما في أدحيهما، فأسرعا إليه:

فتذكرا ثقلا رثيدا بعـدمـأ    ألقت ذكاء يمينها في كافر ورثد البيت: سقطه. ورثدت الدجاجة بيضها: جمعته. عن ابن الأعرابي.

ومن المجاز: الخير عنده رثيد، والمال في بيته نضيد. ومرثد بن جابر الكندي ومرثد بن ربيعة، ومرثد بن الصلت الجعفي. ومرثد بن ظبيان السدوسي، ومرثد ابن عامر الثعلبي.ومرثد بن عدي الكندي، ومرثد بن عياض، أو عياض ابن مرثد، ومرثد بن أبي مرثد كناز الغنوي، ومرثد بن محب الففزاري. ومرثد بن وداعة أبو قتيلة الحمصي الكندي: صحابيون، رضي الله عنهم، مع اختلاف في البعض. ورثد الماء: كدر، عن الصاغاني.

ر - ج - د
رجد رأسه، كعني، رجدا، بالفتح فالسكون ورجد، مبنيا للمفعول، من رجد، ترجيدا وأرجد: الثلاثة عن ابن الأعرابي بمعنى: ارتعش، وقد أرجد إرجادا، وأرعد بمعنى. والرجاد ككتان: نقال السنبل إلى البيدر، وهو الجرين، وقد رجد الرجل رجادا بالفتح.

ر - خ - د
الرخودة، بالفتح: اللين، والنعومة، والخصب، وسعة العيش، وهم في رخودة من العيش، ويقال هو رخود، بالكسر، كإردب. قال أبو الهيثم: الرخود: الرخو، زيدت فيه دال وشددت، مكسوعا بها، كما يقال فعم وفعمد، وهي بهاء: رخودة. ويقال: رجل رخود الشباب: ناعمه، وامرأة رخودة: ناعمة. وقيل رجل رخود لين العظام، سمين، كثير اللحم، رخو وجمع رخودة: رخاويد?، قال أبو صخر الهذلي:

عرفت من هند أطلالا بذي البيد     قفرا وجاراتهأ البيض الرخاويد

ر - د - د

صفحة : 1982

رده عن وجهه يرده ردا ومردا، كلاهما من المصادر القياسية، ومردودا، من المصادر الواردة على مفعول، كمحلوف ومعقول، ورديدى، بالكسر مشددا، كخصيصى، وخليفى، يبنى للمبالغة: صرفه ورجعه، ويقال رده عن الأمر ولده، أي صرفه عنه برفق. وأمر الله لا مرد له. وفي التنزيل: فلا مرد له وفيه يوم لا مرد له قال ثعلب: يعني يوم القيامة، لأنه شيء لا يرد.

وفي حديث عائشة. من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد أي مردود عليه، يقال أمر رد، إذا كان مخالفا لما عليه السنة، وهو مصدر وصف به. وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: لا رديدى في الصدقة أي لا تؤخذ في السنة مرتين، والاسم رداد، ورداد، كسحاب وكتاب، وبهما جميعا روي قول الأخطل:

وما كل مغبون ولو سلف صفقه    براجع ما قـد فـاتـه بـرداد ورد عليه الشيء، إذا لم يقبله، وكذلك خطأه. ونقل شيخنا عن جماعة من أهل الاشتقاق والتصريف أن رد يتعدى إلى المفعول الثاني بإلى، عند إرادة الإكرام، وبعلى، للإهانة، واستدلوا بنحو قوله تعالى. فرددناه إلى أمه و يردوكم على أعقابكم ونقله الجلال السيوطي وسلمه، فتأمله، فإن الاستقراء ربما ينافيه. ومن المجاز: المردودة الموسى لردها في نصابها. ومن المجاز أيضا: امرأة مردودة، وهي: المطلقة: كالردي، كالحمى، الأخيرة عن أبي عمرو. وفي حديث الزبير، في دار له وقفها فكتب. وللمردودة من بناته أن تسكنها. لأن المطلقة لا مسكن لها على زوجها. والرد، بالفتح: الشيء الرديء وهو مجاز، ودرنهم رد: لا يروج، وردود الدراهم، واحدهأ: رد، وهو مازيف فرد على ناقده، بعدما أخذ منه. وكل ما رد بعد أخد: رد. والرد في اللسان: الحبسة وعدم الانطلاق. والرد، بالكسر: عماد الشيء الذي يدفعه ويرده، قال:

يا رب أدعوك إلها فردا
فكن له من البـلايا ردا

أي معقلا يرد عنه البلاء.

وقوله تعالى: فأرسله معي ردا يصدقني فيمن قرأ به يجوز أن يكون من الاعتماد، وأن يكون على اعتقاد التثقيل في الوقف، بعد تخفيف الهمزة.

ويقال في لسانه ردة، أي حبسة، وفي وجهه ردة، الردة بالفتح: القبح مع شيء من الجمال، يقال: في وجهه ردة، وهو راد، وقال ابن دريد:

في وجهه قبح وفيه ردة أي عيب.

وقال أبو ليلى: في فلان ردة، أي يرتد البصر عنه من قبحه، قال: وفيه نظرة، أي قبح. وقال الليث: يقال للمرأة إذا اعتراها شيء من خبال، وفي وجهها شيء من قباحة: هي جميلة، ولكن في وجهها بعض الردة، وهو مجاز.

والردة، بالكسر: الاسم من الارتداد وقد ارتد، وارتد عنه: تحول، ومنه الردة عن الإسلام، أي الرجوع عنه، وارتد فلان عن دينه، إذا كفر بعد إسلامه. وفي الصحاح: الردة: امتلاء الضرع من اللبن قبل النتاج، عن الأصمعي، وأنشد لأبي النجم:

تمشي من الردة مشي الحفل
مشي الروايا بالمزاد المثقل

وفي اللسان: الردة: أن يشرق ضرع الناقة، ويقع في اللبن، وقد أردت. والردة: تقاعس في الذقن إذا كان في الوجه بعض القباحة، ويعتريه شيء من الجمال، وهو مجاز. ومن المجاز أيضا: سمعت ردة الصدى، وهو ما يرد عليك من صدى الجبل أي صوته.

صفحة : 1983

والردة والردد أن تشرب الإبل الماء عللا فترتد الألبان في ضروعها. والترداد بالفتح: بناء للتكثير، قال ابن سيده، قال سيبويه هذا باب ما يكثر فيه المصدر من فعلت فتلحق الزائد وتبنيه بناء آخر، كما أنك قلت في فعلت: فعلت، حين كثرت الفعل. ثم ذكر المصادر التي جاءت على التفعأل: كالترداد، والتلعاب، والتهذار، والتصفاق، والتقتال، والتسيار، وأخواتها، قال: وليس شيء من هذا مصدر أفعلت، ولكن لما أردت التكثير بنيت المصدر على هذا، كما بنيت فعلت على فعلت. انتهى.

وأما الترديد فإنه قياس من ردده، كما صرح به غير واحد، ويقال: ردده ترديدا وترادادا فهو مردد، ورجل مردد. والمردد، كمعظم: الحائر البائر، وهو مجاز والارتداد، الرجوع، ومنه المرتد، وراده الشيء، أي رده عليه، وراده القول: راجعه، وهما يترادان البيع، من الرد والفسخ. وهذا الأمر أرد عليه أي أنفع له، وهذا الأمر لا رادة فيه، أي لا فائدة له، وما يردك هذا: ما ينفعك. وهو مجاز، كلا مردة، ضبطه الصاغاني، بضم الميم وكسر الراء. والمرد، على صيغة اسم الفاعل: الشبق. والبحر المرد: المواج، أي كثير الماء، قال الشاعر:

ركب البحر إلى البحـر إلـى     غمرات الموت ذي المود المرد وأرد البحر: كثرت أمواجه وهاج. والمرد: الغضبان، يقال جاء فلان مرد الوجه، أي غضبان. وأرد الرجل: انتفخ غضبا، حكاها صاحب الألفاظ قال أبو الحسن: وفي بعض النسخ: اربد. والمرد: الرجل الطويل العزوبة. أو الطويل الغربة، فتراد الماء في ظهره، قال الصاغاني: والأول أصح، لأنه يتراد الماء في ظهره، كالمردود. والمرد ناقة انتفخ ضرعها وحياؤها لبروكها على ندى، وقيل أردت، وكل حامل دنت ولادتها فعظم بطنها وضرعها: مرد، وقال الكسائي: ناقة مرمد، على مثال مكرم، ومرد، مثال مقل، إذا أشرق ضرعها، ووقع فيه اللبن، وقد تقدم. وقيل هو ورم الحياء من الضبعة، وقيل: أردت الناقة وهي مرد: ورمت أرفاغها وحياؤها من شرب الماء. والمرد: شاة أضرعت وقد أردت. وناقة مرد، وكذا جمل مرد، إذا أكثر من شرب الماء فثقل، ج مراد، نوق مراد، وجمال مراد. وعن ابن الأعرابي الردد، كعنق: القباح من الناس جمع رد. وقد تقدم. والرديد، كأمير: الشيء المردود، قال:

فتى لم تلده بـنـت عـم قـريبة    فيضوى وقد يضوى رديد الغرائب والرديد: الجفل من السحاب هريق ماؤه. واسترده الشيء: طلبه وسأله رده، أي أن يرده عليه كارتده. ورداد، ككتان: اسم مجبر، م أي معروف ينسب إليه المجبرون، فيقال لكل مجبر: ردادي، لذلك. ورئي رجل يوم الكلاب يشد على قوم ويقول: أنا أبو شداد. ثم يرد عليهم ويقول: أنا أبو رداد. والرادة: خشبة في مقدم العجلة تعرض بين النبعين.

ومما يستدرك عليه: ارتد الشيء: رده، قال مليح:

بعزم كوقع السيف لا يستقلـه     ضعيف ولا يرتده الدهر عاذل وارتد عن هبته: ارتجعها، قال الزمخشري: كذا سمعته عن العرب. وأنشد:

فيا بطحاء مكة خبريني أما ترتدني تلك البقاع ورد إليه جوابا: رجع، وارتد الشيء: طلب رده عليه، قال كثير عزة:

وما صحبتي عبد العزيز ومدحتي     بعارية يرتدها مـن يعـيرهـا

صفحة : 1984

وهذا مردود القول، ورديده. وردد القول كرره. ولا خير في قول مردود، ومردد. وراده القول: راجعه. وترادا القول. وارده البيع: قايله. وتراد الماء: ارتد عن مجراه لحاجز. والرد، بالكسر: الكهف، عن كراع. وبه فسر بعضهم قوله تعالى فأرسله معي ردا . وفي الحديث. ردوا السائل ولو بظلف محرق . أي أعطوه، ولم يرد رد الحرمان والمنع، كقولك: سلم فرد عليه، أي أجابه. وفي حديث آخر: لا تردوا السائل ولو بظلف أي لا تردوه رد حرمان بلا شيء، ولو أنه ظلف. وقول عروة بن الورد:

وزود خيرا مالكا إن مالكا     له ردة فينا إذا العم زهدوا قال شمر: الردة: العطفة عليهم، والرغبة فيهم. وفي حديث الفتن: ويكون عند ذلكم القتال ردة شديدة. وهو بالفتح أي عطفه قوية. وتردد وتراد، تراجع. وتردد في الجواب: تعثر لسانه. وهو يتردد بالغدوات إلى مجالس العلم، ويختلف إليها. والرد، بالكسر: الحمولة من الإبل. قال أبو منصور: سميت ردا لأنها ترد من مرتعها إلى الدار يوم الظعن. ورجل متردد: مجتمع قصير ليس بسبط الخلق. وفي صفته صلآ الله عليه وسلم: ليس بالطويل البائن ولا القصير المتردد أي المتناهي في القصر، كأنه هذا تردد بعض خلقه على بعض وتداخلت أجزاؤه. وعضو رديد: مكتنز مجتمع، قال أبو خراش:

تخاطفه الحتوف فهو جون     كناز اللحم فـائلـه رديد والردة: البقية، قال أبو صخر الهذلي:

إذا لم يكـن بـين الـحـبـيبـين ردة    سوى ذكر شيء قد مضى درس الذكر ومردود: فرس زياد أخي محرق الغساني. والرودد: كجوهر: العاطف، قال رؤبة:

وإن رأينا الحجج الرواددا
قواصرا بالعمر أو مواددا

أورده الصاغاني في تركيب رود. ورجل مرد، بالكسر: كثير الرد والكر، قال أبو ذؤيب:

مرد قد نرى ما كان منه      ولكن إنما يدعآ النجيب وفي المصباح: ترددت إليه: رجعت مرة بعد أخرى. ومن المجاز: ضيعة كثيرة المرد والرد، أي الريع. والرداد بن قيس بن معاوية بن حزن: بطن. وأبو الرداد الليثي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. وأبو الرداد عمرو بن بشر القيسي، عن برد بن سنان. ومحمد بن عبد الرحمن بن رداد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، ضعيف. وهلال بن رداد الكناني عن الزهري وابنه محمد، سمع أباه. ومحمد بن الخضر بن رداد الدمشقي، عن علي بن خشرم، وأبو الرداد عبد الله بن عبد السلام المصري المؤذن، صاحب المقياس. وفي ولده أمر المقياس إلى الآن. ومحمد بن طرخان بن رداد المقدسي، من شيوخ منصور بن يسلم.

ر - ش - د

صفحة : 1985

رشد كنصر يرشد، وهو الأشهر، والأفصح، ورشد يرشد، مثل فرح، رشدا بضم فسكون، مصدر رشد كنصر، ورشدا محركة ورشادا كسحاب، مصدر رشد، كفرح: اهتدى وأصاب وجه الأمر والطريق، فهو رشيد وراشد. والرشاد نقيض الضلال ونقل شيخنا عن بعض أرباب الاشتقاق أن الرشد يستعمل في كل ما يحمد، والغي في كل ما يذم. وجماعة فرقوا بين المضموم والمحرك فقالوا: الرشد، بالضم يكون في الأمور الدنيوية والأخروية، وبالتحريك إنما يكون في الأخروية خاصة، قال وهذا لا يوافقه السماع، فإنهم استعملوا اللغتين، ووردت القراءات بالوجهين، في آيات متعددة. و الله أعلم. كاسترشد يقال: استرشد فلان لأمره، إذا اهتدى له، وأرشدته فلم يسترشد، واسترشده: طلبه، أي طلب منه الرشد، والرشدى، محركة كجمزى: اسم منه، أي من الرشد. عن ابن الأنباري قال: ومثله امرأة غيرى من الغيرة، وحيرى من التحير. وأنشد الأحمر:

لا نزل كـذا أبـدا    ناعمين في الرشدى وأرشده الله تعالى ورشده: هداه. والرشد، بالضم: الاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه. والرشيد في صفات الله تعالى الهادي إلى سواء الصراط فعيل بمعنى مفعل. والرشيد أيضا: هو الذي حسن تقديره فيما قدر، أو الذي تنساق تدبيراته إلى غايا تها على سبيل السداد من غير إشارة مشير ولا تسديد مسدد. ورشيدة قرب الإسكندرية وقد دخلتها، وهي مدينة معمورة، حسنة العمارة، على بحر النيل. وقد نسب إليها بعض المتأخرين من المحدثين، والرشيدتة: طعام. م كأنه منسوب إلى الرشيد، في الظاهر، وليس كذلك، وإنما هو معرب فارسيته رشته، بفتح الراء وكسرها.

ويقال:هو يهدي إلى المراشد أي مقاصد الطرق، قال أسامة بن حبيب الهذلي:

توق أبا سهم ومن لم يكن لـه     من الله واق لم تصبه المراشد وليس له واحد، إنما هو من باب: محاسن وملامح. ومن المجاز: ولد فلان لرشدة، بفتح الراء، ويكسر، إذا صح نسبه، ضد لزنية. وفي الحديث: من ادعى ولدا لغير رشدة فلا يرث ولا يورث يقال: هذا ولد رشدة إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: ولد زنية، بالكسر فيهما. و يقال بالفتح، وهو أفصح اللغتين. قال الفراء في كتاب المصادر: ولد فلان لغير رشدة وولد لغية ولزنية كلها بالفتح. وقال الكسائي: يجوز لرشدة وزنية، قال: وهو اختيار ثعلب في الفصيح، فأما غية فهو بالفتح. وقال أبو زيد والفراء: هما بالفتح. ونحو ذلك قال الليث. وأنشد أبو زيد هذا البيت بالفتح:

لذى غية من أمـه ولـرشـدة     فيغلبها فحل على النسل منجب وكذلك قول ذي الرمة:

وكائن ترى من رشدة في كريهة   ومن غية تلقى عليها الشراشر يقول: كم رشد لقيته فيما تكرهه، وكم من غي فيما تحبه وتهواه، والشراشر: النفس والمحبة.

صفحة : 1986

إذا عرفت هذا فقول شيخنا: والفتح لغة مرجوحة، محل تأمل وأم راشد: كنية الفأرة. وسموا رأشدا ورشدا، ورشيدا، ورشيدا، ورشدا، ورشدان، ورشادا، ومرشدا، ومرشدا كقفل وأمير وزبير وجبل وسحبان وسحأب ومسكن ومظهر. والرشادة: الصخرة. وقال أبو منصور: سمعت غير واحد من العرب يقول: الرشادة: الحجر الذي يملأ الكف، ج: رشاد قال: وهو صحيح. وقال أيضا حب الرشاد: الحرف، كقفل، عند أهل العراق، سموه به تفاؤلا، لأن الحرف معناه الحرمان، وهم يتطيرون به. والرشدية: ة ببغداد، نقله الصاغاني. وبنو رشدان بالفتح، ويكسر: بطن من العرب كانوا يسمون بني غيان، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وسماهم بني رشدان، ورواه قوم بالكسر. وقال لرجل: ما اسمك? قال: غيان. فقال: بل رشدان وفتح الراء لتحاكي غيان الراء لتحاكي غيان قال ابن منظور: وهذا واسع في كلاب العرب، يحافظون عليه، ويدعون غيره إليه، أعني أنهم قد يؤثرون المحاكاة، والمناسبة بين الألفاظ، تاركين لطريق القياس. قال ونظير مقابلة غيان برشدان، ليوفق بين الصيغتين استجازتهم تعليق فعل على فاعل لا يليق به ذلك الفعل، لتقدم تعليق فعل على فاعل يليق به ذلك الفعل. وكل ذلك على سبيل المحاكاة، كقوله تعالى إنما نحن مستهزئون، الله يستهزئ بهم والاستهزاء من الكفار حقيقة وتعليقه بالله عز وجل مجاز، جل ربنا وتقدس عن الاستهزاء، بل هو الحق، ومنه الحق.

ومما يستدرك عليه: رشد أمره: رشد فيه. وقيل: إنما ينصب على توهم: رشد أمره، وإن لم يستعمل هكذا. ونظيرة بطرت عيشك وسفهت نفسك. والطريق الأرشد نحو الأقصد ويقال: يا راشدين، بمعنى: يا راشد. ورشدين بن سعد، محدث. والرشاد، ككتان، كثير الرشد، وبه قرئ في الشواذ إلا سبيل الرشاد عن ابن جني. وبنو رشدة: بطن من العرب. ورشيد بن رميض مصغرين: شاعر. والرواشد: بطن من العرب، ومنية مرشد قرية بمصر. والراشدية: أخرى بها، وقد دخلت كلا منهما. والرشيد: لقب هارون الخليفة العباسي. وكذا الراشد، والمسترشد، من ألقابهم. وراشدة بن أدب قبيلة من لخم. والرشيدية، مصغرا: طائفة من الخوارج. وأبو رشيد، كأمير، محمد بن أحمد الأدمى، شيخ للخطيب. وأبو رشيد أحمد بن محمد الخفيفي عن زاهر بن طاهر. وعبد اللطيف بن رشيد التكريتي، التاجر، حدث عن النجيب الحراني. وأحمد بن رشد بن خيثم الكوفي، محركة، عن عمه، وعنه أبو حاتم وغيره، قاله ابن نقطة.

ر - ص - د

صفحة : 1987

رصده بالخير وغيره، يرصده رصدا، بفتح فسكون، على القياس ورصدا، محركة، على غير قياس، كالطلب ونحوه: رقبه، فهو راصد، كترصده، وارتصده. والراصد بالشيء: الراقب به ولذلك سمي به الأسد. والرصيد: السبع الذي يرصد الوثوب، أي يترقب ليث. والرصود، كصبور: ناقة ترصد شرب غيرها من الإبل لتشرب هي، وفي الأساس، والمحكم: ثم تشرب هي. وروى أبو عبيد، عن الأصمعي، والكسائي: رصدت فلانا أرصده، إذا ترقبته. وأرصدت له: أعددت. قلت: وبه فسر بعض المفسرين قوله تعالى: والذين اتخذ مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله . قالوا: كان رجل يقال له أبو عامر الراهب، حارب النبي، صلى الله عليه وسلم ومضى إلى هرقل، وكان أحد المنافقين، فقال المنافقون الذين بنوا المسجد الضرار: نقضي فيه حاجتنا، ولا يعاب علينا، إذا خلونا، ونرصده لأبي عامر مجيئه من الشام أي نعده. قال الأزهري: وهذا صحيح من جهة اللغة. وقال الزجاج: أي ننتظر أبا عامر حتى يجيء ويصلي فيه. والإرصاد: الانتظار. ومن المجاز: أرصدت له: كافأته بالخير، هذا هو الأصل، أو بالشر، جعله بعضهم فيه أيضا. وأنشد لعبد المطلب حين أرادت حليمة أن ترحل بالنبي صلى الله عليه وسلم، إلى أرضها:

لاهم رب الراكب المسافـر
احفظه لي من أعين السواحر
وحية ترصد في الهـواجـر

فالحية لا ترصيد إلا بالشر. ويقال: أنا لك مرصد بإحسانك حتى أكافئك به.

صفحة : 1988

قال الليث: والمرصد، كمذهب، والمرصاد كمفتاح الطريق، كالمرتصد. قال الله عز وجل: واقعدوا لهم كل مرصد . قال الفراء: معناه اقعدوا لهم على طريقهم إلى البيت الحرام. وقال ابو منصور: على كل طريق. وقال الله عز وجل إن ربك لبالمرصاد معناه لبالطريق، أي بالطريق الذيم ممرك عليه. وقال الزجاج: أي يرصد من كفر به وصد عنه بالعذاب. وقال ابن عرفة: أي يرصد كل إنسان حتى يجازيه بفعله. وعن ابن الأنباري: المرصاد: المكان الذي يرصد فيه العدو، كالمضمار، الموضع الذي يضمر فيه الخيل من ميدان السباق ونحوه. وجمع المرصد: المراصد. وقال الأعمش في تفسير الآية: المرصاد ثلاثة جسور خلف الصراط: جسر عليه الأمانة، وجسر عليه الرحم، وجسر عليه الرب. والرصدة، بالضم: الزبية. والرصدة حلقة من صفر أو فضة في حمائل السيف، يقال: رصدت لها رصدة. وقال أبو عبيد: كان قبل هذا المطر له رصدة. الرصدة بالفتح: الدفعة من المطر والجمع: رصاد. والرصد، محركة: الراصدون، ويقال المرتصدون، وهو اسم للجمع. وفي التنزيل: فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا أي إذا نزل الملك بالوحي أرسل الله معه رصدا، يحفظون الملك من أن يأتي أحد من الجن فيستمع الوحي فيخبر به الكهنة ويخبروا به الناس، فيساووا الأنبياء. وقوم رصد، كحرس، وخدم، وفلان يخاف رصدا من قدامه وطلبا من ورائه: عدوا يرصده. والرصد: القليل من الكلإ، كما قاله الجوهري. وزاد ابن سيده: في أرض يرجى لهاحيا الربيع. والرصد أيضا: القليل من المطر، كالرصد، بفتح فسكون، وقيل: هو المطر يأتي بعد المطر، وقيل: هو المطر يقع أولا لما يأتي بعده، وقيل: هو أول المطر. وقال الأصمعي: من أسماء المطر الرصد. وعن ابن الأعرابي: الرصد: العهأد ترصد مطرا بعدها، قال: فإن أصابها مطر فهو العشب، واحدتها عهدة واحدته رصدة ورصدة، الأخيرة عن ثعلب ج: أرصاد، عن أبي حنيفة وفي بعض أمهات اللغة، عن أبي عبيد: رصاد، ككتأب. ويقال: أرض مرصدة، كمحسنة: بها شيء من رصد، أي الكلإ، ويقال: بها رصد من حيا. أو المرصدة: هي التي مطرت، وترجى لأن تنبت، قاله أبو حنيفة. ويقال: رصدت الأرض فهي مرصودة أيضا: أصابتها الرصدة. وقال ابن شميل إذا مطرت الأرض في أول الشتاء فلا يقال لها: مرت، لأن بها حينئذ رصدا، والرصد حينئذ: الرجاء لها، كما ترجى الحامل. وقال بعض أهل اللغة: لا يقال مرصودة ولا مرصدة، إنما يقال: أصابها رصد ورصد. ورضد، بضم الراء، وسكون الصاد المشددة، هكذا في النسخ والصواب: كسر الصاد المشددة، كما هو نص التكملة: ة باليمن من أعمال بعدان.

ومما يستدرك عليه: الرصيد: الحية التي ترصد المارة على الطريق لتلسع.

وفي الحديث: فأرصد الله على مدرجته ملكا أي وكله بحفظها. وترصد له: قعد له على طريقه. وراصده: راقبه. والمرصد: موضع الرصد. وقعد له بالمرصد، والمرتصد، والرصد، كالمرصاد. ومراصد الحيأت مكامنها. وقال عرام: الرصائد والوصائد: مصايد تعد للسباع. ومن المجاز قول عدي:

وإن المنايا للرجال بمرصد

صفحة : 1989

ومن المجاز أيضا: أرصد الجيش للقتال، والفرس للطراد، والمال لأدائه الحق: أعده لذلك. وارتصد لك العقوبة. ويرصد الزكاة في صلة إخوانه: يضعهأ فيها على أنه يعتد بصلتهم من الزكاة. ولا يخطئك مني رصدات خير أو شر: أكافئك بما كان منك. وهي المرات من الرصد الذي هو مصدر، أو جمع الرصدة التي هي المرة. كما في الأساس. ونقل شيخنا عن العناية: وإرصاد الحساب: إظهاره وإحصاؤه أو إحضاره، انتهى.

وروي عن ابن سيرين أنه قال: كانوا لا يرصدون الثمار في الدين، وينبغي أن يرصد العين في الدين. وفسره ابن المبارك فقال: من عليه دين، وعنده من العين مثله لم تجب عليه الزكاة، وتجب إذا أخرجت أرضه ثمرة، ففيها العشر.

ر - ض - د
رضد المتاع، أهمله الجوهري: وفي نوادر الأعراب: رضد المتاع إذا رثده فارتضد كرضمه فارتضم. نقله الأزهري، والصاغاني.

ر - ع - د
الرعد: صوت يسمع من السحاب، كما زعمه أهل البادية، هكذا قاله الأخفش. قلت: وهو يميل إلى قول الحكماء. أو الرعد: اسم ملك يسوقه كما يسوق الحادي الإبل بحدائه، قاله ابن عباس. ومثله قال الزجاج، قال: وجائز أن يكون صوت الرعد تسبيحه، لأن صوت الرعد من عظيم الأشياء. وسئل وهب بن منبه عن الرعد فقال: الله أعلم. قالوا: وذكر الملائكة بعد الرعد في قوله عز وجل. ويسبح الرعد بحمده والملائكة يدل على أن الرعد ليس بملك وقال الذين قالوا الرعد ملك ذكر الملائكة بعد الرعد كما يذكر الجنس بعد النوع. وسئل علي رضي الله عنه عن الرعد فقال: ملك، وعن البرق فقال: مخاريق بأيدي الملائكة، من حديد، وقد رعد كمنع ونصر يرعد، ويرعد، الأولى عن الفراء، ورعدت السماء ترعد وترعد رعدا وعودا وأرعدت: صوتت للإمطار. وفي المثل: رب صلف تحت الراعدة وفي النهاية في مادة: صلف: أنه حديث ولفظه: كم من صلف تحت الراعدة يضرب لمكثار، أي الذي يكثر الكلام ولا خير عنده. وذكره ابن سيده هكذا، وأغفله الأكثرون وفي النهاية: يضرب لمن يكثر ترعد ولا تمطر. وهو مجاز، كما في الأساس. ومن المجاز: رعد زيد وبرق: تهدد، قال ابن أحمر:

يا جل ما بعدت عليك بـلادنـا     وطلابنا فابرق بأرضك وارعد وعن الأصمعي: يقال: رعدت السماء وبرقت، ورعد له وبرق له، إذا أوعده. ولا يجيز أرعد ولا أبرق، في الوعيد، ولا في السماء. وقال الفراء: رعدت السماء وبرقت رعدا، ورعودا، وبرقا وبروقا، بغير ألف. وفي حديث أبي مليكة: إن أمنا ماتت حين رعد الإسلام وبرق، أي حين جاء بوعيده وتهدده. ومن المجاز: رعدت لي هي، أي المرأة، وبرقت، إذا تحسنت وتزينت وتعرضت، كأرعدت. ومن المجاز: رعد لي بالقول يرعد رعدا، وأرعد: أوعد، أوتهدد، وكان أبو عبيدة يقول: رعد وأرعد وبرق وأبرق، بمعنى واحد، ويحتج بقول الكميت:

أرعـد وأبـرق يا يزي    د فما وعيدك لي بضائر

صفحة : 1990

ولم يكن الأصمعي يحتج بقول الكميت. ويقال للسماء المنتظرة، إذا كثر الرعد والبرق قبل المطر: قد أرعدت وأبرقت. ويقال في ذلك كله. رعدت وبرقت. وأرعد: أصابه رعد قاله اللحياني. ويقال أرعد، إذا سمع الرعد. ورعد، مبنيا للمفعول: أصابه الرعد. وتقول: أرعده فارتعد، أي اضطرب، والاسم: الرعدة، بالسر ويفتح، وهي النافض تكون من الفزع وغيره. وقد أرعد بالضم، أي مبنيا للمفعول، فارتعد وترعدد: أخذته الرعدة، وأرعدت فرائصه عند الفزع. ومن المجاز، عن ابن الأعرابي: كثيب مرعد، أي منهال وقد أرعد مبنيا للمفعول، إرعادا. وأنشد:

وكفل يرتج تحت المجسد
كالغصن بين المهدات المرعد

أي ما تمهد من الرمل.

والرعديد، بالكسر: الجبأن يرعد عند القتال جبنا، كالرعديدة، الهاء للمبالغة، والترعيد والرعشيش، قال أبو العيال:

ولا زميلة رعـدي    دة رعش إذا ركبوا ورجل رعشيش. وسيأتي والجمع رعاديد، ورعاشيش، وهو يرتعد ويرتعش. ومن المجاز: الرعديد: المرأة الرخصة يترجرج لحمها من نعمتها، والجمع رعاديد. ومن المجاز: قيل لأعرابي: أتعرف الفالوذ? فقال: نعم، أصفر رعديد. وجارية رعديدة: تارة ناعمة وجوار رعأديد. والرعاد، ككتان: ضرب من سمك البحر، من مسه خدرت يده وعضده وارتعدت ما حي السمك، أي مدة حياته. والرعاد: الرجل الكثير الكلام، كالرعأدة. والرعيداء من الطعام: ما يرمى به إذا نقي كالزؤان ونحوه، هكذا ذكره الفراء بالعين المهملة، وهي في بعض نسخ المصنف رغيداء، والعين أصح. والرعودد: اسم ناقة عن الصاغاني. والمرعدد: الملحف في السؤال، وهو يرعد، إذا كان يلحف في السؤال. ومن المجأز قولهم: جاء بذات الرعد والصلليل، أي الحرب، وفي الأساس: أي الداهية. وذات الرواعد: الدأهية، وفي الأساس: الدواهي. ومن المجاز ترعدت الألية: ترجرجت، وفي بعض الأمهات: ترعددت، وهو الصواب. وكذلك كل شيء يترجرج كالقريس، والفالوذ، والكثيب، ونحوها.

ومما يستدرك عليه: نبات رعديد: ناعم، عن ابن الأعرابي. وسحابة رعادة: كثيرة الرعد. وقال اللحياني: قال الكسائي: لم نسمعهم قالوا رعأدة. والذي في الأساس: سحابة راعدة وسحاب رواعد. ومن المجاز: في كتابه رعود وبروق، أي كلمات وعيد. وبنو راعد بطن، وفي الصحاح: بنو راعدة.

ر - غ - د

صفحة : 1991

عيشة رغد، بفتح فسكون، ورغد، محركة، قال أبو بكر: وهما لغتان: واسعة طيبة، وكذلك عيش رغيد، وراغد وأرغد، الأخيرة عن اللحياني، أي مخصب رفيه غزير، والفعل كسمع وكرم، تقول: رغد عيشهم ورغد. وقوم رغد ونسوة رغد، محركتين: مخصبون مغزرون. وأرغدوا موأشيهم: تركوها وسومها، وأرغدوا: أخصبوا وأصابوا عيشا واسعا، أو صاروا في عيش رغد، وأرغد الله عيشهم. وتقول: الأمن في المعيشة الرغيدة أطيب من البرني بالرغيدة، الرغيدة: لبن حليب يغلى ويذر عليه دقيق حتى يختلط فيلعق لعقا. وفسره الزمخشري بالزبدة، وجمعه:رغائد، تقول: هم في العيش الراغد، في الرطب والرغائد. وارغاد اللبن ارغيدادا: اختلط بعضه ببعض، ولم تتم خثورته بعد. والمرغأد، بضم الميم مشددة الدال: الغضبان المتغير اللون غضبا، وقيل: هو الذي لا يجيبك من الغيظ. والمرغاد أيضا: هو المريض لم يجهد. وقيل: ارغاد المريض، إذا عرفت فيه ضعضعة من هزأل، وقال النضر: ارغاد الرجل ارغيدادا، فهو مرغأد، وهو الذي بدأ به الوجع فأنت ترى فيه خمصا ويبسا وفترة، والمرغاد أيضا: النائم الذي لم يقض كراه فاستيقظ وفيه ثقلة. والمرغاد أيضا: الشاك في رأيه لا يدري كيف يصدره. وكذلك الارغيداد لكل مختلط بعضه في بعض والمصدر من المرغاد الارغيداد. والرغيداء بالغين، لغة في الرعيداء بالمهملة، عن أبي حنيفة وقد تقدمت الإشارة في رعد.

ومما يستدرك عليه: انزل حيث يسترغد العيش. والرغد: الكثير الواسع الذي لا يعييك من مال، أو ماء، أو عيش، أو كلإ. والمرغدة: الروضة. والمرغاد اللبن الذي لا تتم خثورته. ارغلد افعلل من الرغد، قال الصاغاني: اللام زائدة، انتهى، فلا تجعل حينئذ ترجمة على حدة، ولا تكتب بالحمرة، كما هو ظاهر، ولذا أورده الصاغاني في آخر تركيب: ر - غ - د .

ر - ف - د
الرفد، بالكسر: العطاء والصلة ومنه الحديث: من اقتراب الساعة أن يكون الفيء رفدا أي صلة وعطية، يريد أن الخراج والفيء الذي يحصل وهو لجمأعة المسلمين أهل الفيء يصير صلات وعطايا، ويخص به قوم دون قوم على قدر الهوى، لا بالاستحقاق، ولا يوضع مواضعه. والرفد، بالفتح، العس، وهو القدح الضخم يروي الثلاثة والأربعة، والعدة وهو أكبر من الغمر، والرفد أكبر منه، وعم بعضهم به القدح أي قدر كان، ويكسر. والرفد بالفتح مصدر رفده يرفده رفدا، من حد ضرب: أعطاه. والإرفاد: الإعأنة والإعطاء، وقد رفده وأرفده: أعانه، والاسم منهما الرفد. والإرفاد: أن تجعل للدابة رفادة، قاله الزجاج، كالرفد، بالفتح، قاله أبو زيد، رفدت على البعير أرفد عليه رفدا، إذا جعلت له رفادة، وهي دعامة السرج والرحل، وغيرهما. وقال الأزهري: هي مثل جدية، السرج وقال الليث: رفدت فلانا مرفدا، ومن هذا، أخذت رفادة السرج من تحته حتى يرتفع. والرفادة أيضا: خرقة يرفد بها الجرح وغيره. والرفادة: شيء كانت تترافد به قريش في الجأهلية فتخرج فيما بينها كل إنسان مالا بقدر طاقته وتشتري به للحاج طعاما وزبيبا وللنبيذ، فلا يزالون يطعمون الناس حتى تنقضي أيام موسم الحج. وكانت الرفادة والسقاية لبني هاشم، والسدانة واللواء لبني عبد الدار، وكان أول قائم بالرفادة هاشم بن عبد مناف، وسمي هاشما لهشمه الثريد.

صفحة : 1992

ومن المجاز: نهر له رافدان: نهران يمدانه والرافدان: دجلة والفرات، لذلك قال الفرزدق يعاتب يزيد بن عبد الملك في تقديم أبي المثن عمر بن هبيرة الفزاري على العراق، ويهجوه:

بعثت إلى العراق ورافديه   فزاريا أحذ يد القمـيص أراد أنه خفيف، نسبه إلى الخيانة. والارتفاد: الكسب وارتفد المال: اكتسبه، قال الطرماح:

عجبا ما عجبت من واهب الما     ل يباهـي بـه ويرتـفـده
ويضيع الذي قد أوجبه الـلـه     علـيه فـلـيس يعـتـمـده

وفي الأساس: ارتفدت منه: أصبت من رفده. والاسترفاد: الاستعأنة يقال استرفدته فأرفدني. والترافد: التعاون والمرافدة: المعاونة. ومن المجاز: رفدوا فلانا ورفلوه، الترفيد والترفيل: التسويد والتعظيم ورفد فلان: سود وعظم، ورفدوه: ملكوه أمرهم. والترفيد: شبه الهرولة، وفي بعض الأمهات: شبه الهملجة، وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

وإن غض من غربهأ رفدت     وشيجا وألوت بجلس طوال أراد بالجلس أصل ذنبها والمرفد، كمنبر: العظامة تتعظم بها المرأة الرسحاء. وملأ رفده ومرفده، تقدم ذكره الرفد هو المرفد: القدح الضخم الذي يقرى فيه الضيف، ولو قال: عند ذكر الرفد: كمرفد، كمنبر، لسلم من التكرار. والمرافيد: الشاء لا ينقطع لبنها صيفا ولا شتاء. والرفود كصبور: ناقة تملأ الرفد، بالكسر والفتح، أي القدح بحلبة واحدة، وقيل: هي الدائمة على محلبها، عن ابن الأعرابي. وقال مرة: هي التي تتابع الحلب، والجمع رفد، وفي حديث حفر زمزم:

ألم نسق الحجيج ونن    حر المذلاقة الرفدا وفي الحديث: أنه قال للحبشة: دونكم يا بني أرفدة بنو أرفدة كأزفلة مقتضاه أن يكون بفتح الفاء وهو مرجوح، والكسر هو الأكثر كما في النهاية، وشرح الكرماني على البخاري: جنس من الحبشة كما في توشيح الجلال، أو لقب لهم، أواسم أبيهم الأكبر، يعرفون به.

والرفدة، بفتح فسكون: ماءة بالسوارقية في سبخة. ورفيدة مصغرا: أبو حي من العرب، ويقال لهم الرفيدات، كما يقال لآل هبيرة: الهبيرات. وسموا، رافدا، ورفيدا ومرفدا كزبير ومظهر. ومن المجأز: هريق رفده، إذا مات أو قتل، كما يقال: صفرت وطابه، وكفئت جفنته. والروافد: خشب السقف، وأنشد الأحمر:

روافده أكرم الرافدات     بخ لك بخ لبحر خضم ومما يستدرك عليه: الرافد هو الذي يلي الملك ويقوم مقامه إذا غاب، أورده ابن بري في حواشيه، وأنشد قول دكين:

خير امرئ جاء من معده
من قبله أورافدا من بعده

والرافدة: فاعلة من الرفد، وهو الإعانة يقال: رفدته: أعنته. ولا أقوم إلا رفدا، أي إلا أن أعان على القيام. وفي حديث وفد مذحج: حي حشد رفد، جمع حاشد ورافد، والرفد: النصيب. وقال الزجاج: كل شيء جعلته عونا لشيء أو استمددت به شيئا فقد رفدته، يقال عمدت الحائط وأسندته، ورفدته، بمعنى واحد، وهو مجاز. وفلان نعم الرافد، إذا حل به الوافد. والرافدة: العصبة من الناس. والترفيد: العجيزة، اسم كالتمتين، والتنبيت، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

تقول خود سلس عقودها
ذات وشاح حسن ترفيدها
متى ترانا قائم عمودهـا

صفحة : 1993

أي نقيم فلا نظعن، وإذا قاموا قامت عمد أخبيتهم، فكأن هذه الخود ملت الرحلة لنعمتهأ، فسألت متى تكون الإقامة والخفض. وفلان يمد البرية رافداه: يداه وهو مجاز. وهو رفأدة صدق لي، ورفيدة صدق: عون. ومد فلان بأرفادي: نصرني وأعانني. وكل ذلك مجاز.

ر - ق - د
الرقد، بفتح فسكون: النوم كالرقاد والرقود، بضمهما والرقدة: النومة، أو الرقاد خاص بالليل، عن الليث. وهو قول ضعيف. وفي التهذيب عن الليث: الرقود النوم بالليل، والرقاد النوم بالنهار. قال الأزهري: الرقاد، والرقود، يكون بالليل والنهار، عند العرب. قلت: ومثله في المصباح وغيره، ويدل على ذلك قوله تعالى: وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ورقد يرقد، رقدا، ورقودا، ورقادا: نام وقوم رقود ورقد بمعنى واحد. ورجل يرقود، على يفعول يرقد كثيرا. وسقاه المرقد، وهو بالضم: دواء يرقد شاربه وينومه. والمرقد: البين من الطريق، أي الواضح، كذا روي عن الأصمعي، مخففا، قال ابن سيده، ولا أدري كيف هو. وقا لغيره: هو المرقد، مشددا، وبعثه من مرقده، كمسكن: المضجع جمعه مراقد. وقوله تعالى: من بعثنا من مرقدنا هذا يحتمل أن يكون المضجع، والنوم أخو الموت، وأن يكون مصدرا. وأرقده: أنامه، وأرقدت المرأة ولدها: أنامته.

ومن المجاز أرقد المكان: أقأم به، وعن ابن الأعرابي: أرقد الرجل بأرض كذا إرقادا، إذا أقام بها. والرقدان، محركة: الطفر نشاطا ومرحا، ومنه طفر الجدي والحمل ونحوهما من النشاط. والارقداد والارمداد: السير، وكذلك الإغذاذ. وقال ابن سيده: الارقداد: الإسراع في السير، وقيل: الارقداد: عدو الناقز، كأنه نفر من شيء فهو يرقد. ويقال أتيتك مرقدا، وقيل: هو أن يذهب على وههه، قال العجاج يصف ثورا:

فظل يرقد من النـشـاط     كالبربري لج في انخراط ورجل مرقدى كمرعزى. يرقد، أي يسرع في أموره ورجل رقود، ومرقدى: دائم الرقاد، وأنشد ثعلب:

ولقد رقيت كلاب أهلك بالرقى     حتى تركت عقورهن رقـودا والراقود: دن كبير، أو هو دن طويل الأسفل كهيئة الإردبة يسيع داخله بالقأر والجمع: الرواقيد، معرب، وقال ابن دريد: لا أحسبه عربيا. وفي حديث عائشة لا يشرب في راقود ولا جرة الراقود: إناء من خزف مستطيل مقير، والنهي عنه كالنهي عن الشرب في الحناتم، والجرار المقيرة. والراقود: سمكة صغيرة تكون في البحر. والرقيدأت: ماء لبني كلب بن وبرة بالشام. ورقد، بفتح فسكون: جبل وراء إمرة، في بلاد بني أسد وقيل: هو جبل تنحت منه الأرحية قال ذو الرمة:

تفض الحصى عن مجمرات وقيعة     كأرحاء رقد زلمتها المـنـاقـر وقيل: رقد: واد في بلاد قيس. ومن المجاز: أصابتنا رقدة من حر أي قدر عشرة أيأم وفي الأساس: وهي أن تدوم نصف شهر، أو أقل. وفي اللسان: الرقدة: أن يصيبك الحر بعد أيام ريح وانكسار من الوهج. والترقيد: ضرب من المشي، نقله الصاغاني. و رقأد، وراقد كغراب، وصاحب، اسمان قال:

ألا قل للأمير جزيت خيرا     أجرنا من عبيدة والرقـأد ومما يستدرك عليه:

صفحة : 1994

تراقد: تناوم. واسترقدت فما أدركت الجماعة، إذا غلبك الرقاد. وبين الدنيا والآخرة همدة ورقدة. ورقد الحر: سكن. ومن المجاز: رقد الثوب رقدا ورقادا: أخلق. ولم يبق فيه مستمتع. وحكى الفارسي، عن ثعلب: رقدت السوق: كسدت، وهو كقولهم في هذا المعنى: نامت. ورقد عن ضيفه لم يتعهده. وامرأة رقود الضحى: متنعمة. ورقد عن الأمر: قعد وتأخر. وكل ذلك مجاز.

ر - ك - د
الركود بالضم السكون، والثبات، وكل ثابت في المكان فهو راكد. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يبال في الماء الراكد ثم يتوضأ منه. قال أبو عبيد: الراكد هو، الدائم الساكن الذي لا يجري، يقال ركد الماء ركودا، إذا سكن. وركد القوم يركدون ركودا: هدءوا وسكنوا. وركد الماء والريح: سكن. وريح راكدة، ورياح رواكد، وركدت السفينة: أرست. وركدت الشمس، إذا قام قائم الظهيرة، وفي الأساس: دامت حيال رأسك، كأنهأ لا تبرح وهذه مراكدهم ومراكزهم، وهي المواضع التي يركد فيها الإنسان وغيره.

ومن المجاز: ناقة ملود ركود، كقبول وهي الناقة يدوم لبنها ولا ينقطع، كما في الأساس والتكملة. ومن المجاز أيضا: الركود هي الجفنة الملأى الثقيلة قال:

المطعمين الجفنة الركودا
ومنعوا الريعانة الرفودا

يعني بالريعانة الرفود: ناقة فتية يرفد أهلها بكثرة لبنها. وركد الميزان، إذا استوى وأنشدوا:

وقوم الميزان حين يركد
هذا سميري وهذا مولد

قال: هما درهمان.

ومما يستدرك عليه: ركد العصير من العنب: سكن غليانه. والرواكد الأثافي، سميت لثباتها. وركدت البكرة: ثبتت ودارت، وهو ضد. أنشد ابن الأعرابي:

كما ركدت حواء أعطي حكمه     بها القين من عود تعلل جاذبه ثم فسره فقال: ركدت دارت ويكون بمعنى: وققت، يعني بالحواء بكرة صنعت من عود أحوى، والقين: العامل.

والمراكد: مغامض الأرض، قال أسامة بن حبيب الهذلي، يصف حمارا طردته الخيل فلجأ إلى الجبال في شعابها وهو يرى السماء طرائق:

أرته من الجرباء في كل موطن     طبابا فمثواه النهار المـراكـد ومن المجاز: ركدت ريحهم، أي زالت دولتهم وأخذ أمرهم يتراجع، وطفقت ريحهم تتراكد، كما في الأساس.

ر - ك - ن - د
وركند، بضعم ففتح فسكون: قرية بسمرقند.

ر - م - د
الرمدداء بالكسر ممدودا: الرماد. والأرمداء، كالأربعاء، واحد الرماد، كالأرمدة. وروى عن كراع: الإرمداء، بكسر الهمزة، وهو اسم للجمع. قال ابن سيده: ولا نظير لإرمداء البتة. ونقل شيخنا عن ابن القطاع فتح العين فيهما، أي الأرمداء والأربعاء. قال في الأوزان: ولا ثالث لهما. والرماد: دقاق الفحم من حراقة النار، وماهبا من الجمر فطار دقاقا، والطائفة منه: رمادة. وفي حديث أم زرع: زوجي عظيم الرماد، أي كثير الأضياف، لأن الرماد يكثر بالطبخ. والأرمد: ما على لونه، أي الرمأد، وهو غبرة فيها كدرة ومنه قيل للنعامة: رمداء، لما فيها من سواد منكسف كلون الرماد ... وظليم أرمد كذلك، وللبعوض: رمد، بالضم، قال أبو وجزة، يصف الصائد:

تبيت جارته الأفعى وسامره    رمد به عاذر منهن كالجرب

صفحة : 1995

وزعم اللحياني أن الميم بدل عن الباء. ورماد أرمد، ورمدد، كزبرج ودرهم، الأخير من الشواذ، أو هو مخفف من المكسور، كما صرح به أئمة الصرف وكذلك رماد رمديد، بالكسر، أي كثير دقيق جدا. وفي حديث وافد عاد: خذها رمادا رمددا، لا تذر من عاد أحدا. قال ابن الأثير: الرمدد، بالكسر: المتناهي في الاحتراق والدقة، يقال يوم أيوم، إذا أرادوا المبالغة. وقال سيبويه: إنما ظهر المثلان في رمدد، لأنه ملحق بزهلق. وصار الرماد رمددا، إذا هبا وصار أدق ما يكون. أو رماد رمدد: هالك جعلوه صفة. قاله الجوهري. وأرمد الرجل إرمادا: افتقر. وأرمد القوم: أمحلوا?، كأسنتوا، وأرمدوا، إذا جهدوا وهلكت مواشيهم من الجذب. وأرمدت الناقة: أضرعت، وكذلك البقرة والشاة، وهي مرمد، كرمدت ترميدا.

وعن ابن الأعرابي: والعرب تقول. رمدت الضأن فربق ربق، ورمدت المعزى فرنق رنق، أي هيئ للأرباق لأنها إنما تضرع على رأس الولد. والرمد، ككتف: الآجن المتغير من المياه، ومثله في الأساس، ونقل ابن منظور عن اللحياني: ماء مرمد، إذا كأن آجنا. والرمد بالتحريك: هيجان العين وانتفاخها، كالارمداد، وارمدت عينه، وارمد وجهه، واربد. وقد رمد كفرح يرمد رمدا، وأرمد إرمادا. وفي بعض النسخ: وارمد، أي كالحمر، وهو الصواب، كما هو بخط الصاغاني وهو رمد، ككتف وأرمد ومرمد كمكرم ومحمر، والأنثى رمداء، وعين رمداء ورمدة، ورمدت ترمد رمدا. وقد أرمد الله تعالى عينه فهي رمدة، وأرمد عينه البكاء. وبنو الرمد، بفتح فسكون، عن ابن دريد. وفي بعض النسخ: ككتف، وبنو الرمداء: بطنان من العرب. وأبو الرمداء البلوي: صحابي مولى امرأة كان يرعى لها، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال فيه: أبو الربداء، كذا في التجريد، اه. وقد تقدم في: ربد.

والرمد: الهلاك والرماد: الهلكة ورمدت الغنم ترمد، من حد ضرب: هلكت من برد أو صقيع ورمد القوم رمدا: هلكوا، قال أبو وجزة السعدي:

صببت عليكم حاصبي فتركتكم     كأصرام عاد حين جللها الرمد هكذا أنشده الجوهري له. وقال الصاغاني: ليس لأبي وجزة على هذا الروي شيء. وقد ذكره أبو عبيد في المصنف له. ومنه عام الرمأدة في أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان ذلك سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة من الهجرة، سمي به لأنه هلكت فيه الناس والأموال كثيرا. وقيل هو لجدب تتابع فصير الأرض والشجر مثل لون الرماد. والأول أجود. والمرمئد: الماضي الجاد، عن ابن دريد. والرمادة: ع باليمن وقد رأيته، ونسب إليه جماعة من أهل العلم منهم: أحمد بن منصور، كذا نسبه ابن الأثير، ونسبه غيره إلى رمادة برقة. وموضع بفلسطين، منه عبيد الله بن رماحس القيسي الرملي. وآخر بالمغرب وهي رمادة برقة. والرمادة: د، بين مكة والبصرة، من وراء القريتين، وهي منصف بين مكة والبصرة قال ذو الرمة:

أمن أجل دأر بالرمادة قد مضـى     لها زمن ظلت بك الأرض ترجف والرمادة: محلة بحلب، بظاهرها كبيرة. والرمادة: ة ببلخ، عن الصاغاني. والرمأدة: ة، أو محلة بنيسابور، عن الصاغاني. والرمادة: د، بين برقة والإسكندرية منه يوسف بن هارون الكندي أبو عمر، شاعر من طيئ كثير الشعر، سريع القول، كان بعض أجداده من الرمادة. ورمادان، وفي بعض النسخ: رمدان، كسحبان. والأول أصوب: ع قال الراعي:

صفحة : 1996

فحلت نبيا أو رمادان دونهـا     رعأن وقيعان من البيد سملق وقولهم: ما تركوا إلا رمدة حتان، ككسرة، وحتان بالفتح، أي لم يبق منهم إلا ما تدلك به يديك ثم تنفخه في الريح بعد حته، أي كسره، نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: ثوب رمد وأرمد: وسخ، وثياب رمد، وهي الغبر فيها الكدورة. والرمادي: ضرب من العنب بالطائف، أسود أغبر. ورمدهم الله، وأرمدهم: أهلكهم، وقد رمدهم يرمدهم، قال ابن السكيت: يقال: قد رمدنا القوم نرمدهم ونرمدهم رمدا، أي أتينا عليهم. وفي النهاية. رمده وأرمده إذا أهلكه وصيره كالرماد، ورمد وأرمد، إذا هلك، ويقال أرمد عيشهم إذا هلكوا. وقال أبو عبيد: رمد القوم بكسر الميم، وارمدوا، بتشديد الدال. قال: والصحيح: رمدوا وأرمدوا. وعن ابن شميل: يقال للشيء الهالك من الثياب خلوقة: قد رمد وهمد وباد. والرامد: البالي الذي ليس فيه مهاة، أي خير وبقية. وقد رمد يرمد رمودة. ورمدت الشاة والناقة وهي مرمد: استبان حملهأ، وعظم بطنها وورم ضرعها وحياؤها. وقيل: هو إذا أنزلت شيئا عند النتاج أو قبيله. وفي التهذيب: إذا أنزلت شيئا قليلا من الللبن عند النتاج. والارمداد: سرعة السير، خص بعضهم به النعام. وفي الأساس: ومنه قيل: ارمد، أي عدا عدو الرمد. وعن أبي عمرو: ارقد البعير ارقدادا، وارمد ارمدادا، وهو شدة العدو. وقال الأصمعي: ارقد وارمد، إذا مضى على وجهه وأسرع. وبالشواجن ماء يقال له: الرمأدة. قال الأزهري: وشربت من مائها فوجدته عذبا فراتا. ومن المجاز: سفي الرمأد في وجهه: تغير. وبكت عليه المكارم حتى رمدت عيونها: وقرحت جفونها. ورمد الشواء ترميدا: أصابه بالرماد. وفي المثل: شوى أخوك حتى إذا أنضج رمد يضرب للرجل يعود بالفساد على ماكان أصلحه وقد ورد ذلك في حديث عمر، رضي الله عنه قال ابن الأثير: هو مثل يضرب للذي يصنع المعرف ثم يفسده بالمنة، أو يقطعه. ورمد الشواء: مله في الجمر. والمرمد من اللحم: المشوي الذي يمل في الجمر. والرمد، بفتح فسكون: ماء أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم جميلا العذري، حين وفد عليه وله ذكر في الحديث. وفي المراصد: الرمد: رمال بأقبال الشيحة، وهي رملة بين ذات العشر وبين الينسوعة.

ودار الرماد. قرية بالفيوم.

ر - ن - د

صفحة : 1997

الرند: شجر بالبادية طيب الرائحة يستاك به، وليس بالكبير، وله حب يسمى الغار، واحدته: رندة. وقال أبو عبيدة: ربما سموا العود الذي يتبخر به رندا، وروي عن أبي العباس أحمد بن يحيى أنه قال: الرند: الآس، عند جماعة أهلي اللغة إلا أبا عمر والشيباني وابن الأعرابي، فإنهما قالا: الرند الحنوة، وهو طيب الرائحة. قال الأزهري: والرند عند أهل البحرين: شبه جوالق صغير واسع الأسفل مخروط الأعلى يسف من الخوص يخيط ويضرب بالشروط المفتوله من الليف، حتى يتمتن فيقوم قائما، ويعرى بعرا وثيقة، ينقل فيه الرطب أيام الخراف، يحمل منه رندان على الجمل القوي. قال ورأيت هجريا يقول له: النرد، وكأنه مقلوب. ويقال له القرنة، أيضا. وذ ورند: ع. بجادة حاج البصرة بين فلجة والزجيج، منه أبو حفص عمر بن إبراهيم بن شبيب الرندي عن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، وعنه أبو عمر بن عبد الوهاب السلمي. ورندة، بالضم: حصن من تاكرنى بالأندلس، منها خطيبها البليغ المفوه عبيد الله بن عاصم القيسي الرندي، عالي السند، مات سنة 649. ومحمد بن عاصم بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله القيسي الرندي، سمع محمدا وأحمد، ابني محمد بن الحسين بن عتيق بن رشيق، وغيرهما. وأحمد بن أبي العافية الرندي، شيخ لمشايخنا، حدث عن التاج الغرافي وغيره.

ويبقى بن خلف ين سليمان الاندلسي الرندي، حدث عن السلفي.

ر - ه - د
رهده، أي الشيء كمنعه يرهده رهدا. أهمله الجوهري، وفي التكملة أي سحقه سحقا شديدا، والكاف أعرف. والرهادة، بالفتح: النعمة والرخاصة، عن الليث. والرهيد الناعم الرخص. والرهيدة: الشابة الرخصة الناعمة من النساء. والرهيدة: البر يدق ويصب عليه لبن فيؤكل. والرهودية بفتح وضم: الرفق والسكون، يقال: ما عندي في هذا الأمر رهودية ولا رخودية، أي ليس عندي فيه رفق ولا مهاودة. ورهد ترهيدا: أتى بالحماقة العظيمة المحكمة. وفي التكملة: إذا حمق حماقة محكمة. وأمر مرهود: لم يحكم، نقله الصاغاني. وتركتهم مرهودين: غير عازمين على أمر ولا جازمين به. نقله الصاغاني.

ر - و - د
الرود: الطلب، مصدر راد يرود، كالرياد، بالكسر، والارتياد والاسترادة، ويقالك راد أهله يرودهم مرعى، أو منزلا، ريادا، وارتاد لهم ارتيادا. ومنه الحديث: إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله أي يرتاد مكانا دمثا لينا منحدرا لئلا يرتد عليه بوله ويرجع عليه رشاشه. والرود: الذهاب والمجيء، يقال: راد يرود، إذا جاء وذهب ولم يطمئن. ومالي أراك ترود منذ اليوم، ومصدره الرودان والمرروادة والرواد، والريد، بكسرهما، كذا في النسخ. وفي التكملة: الريدة. قال والأصل رودة. والإرادة: المشيئة، وأراد الشيء: شاءه. وراودته على كذا مراودة وروادا، أي أردته، قال ثعلب: الإرادة تكون محبة وغير محبة، وأراده على الشيء كأداره. وأردته بكل ريدة، وهو اسم يوضع موضع الارتياد والإرادة، أي بكل نوع من أنواع الإرادة.

صفحة : 1998

والفرق بين الطلب والإرادة: أن الإرادة قد تكون مضمرة لا ظاهرة، والطلب لا يكون إلا لما بدا بفعل أو قول، كما في شرح أمالي القالي لأبي عبيد البكري. وهل محل الإرادة الرأس أو القلب? فيه خلاف، انظره في التوشيح. وفي اللسان: والإرادة: المشيئة، أصله الواو، لقولك: راوده أي أرده على أن يفعل كذا، إلا أن الواو سكنت فنقلت حركتها إلى ما قبلها، فانقلبت في الماضي ألفا، وفي المستقبل ياء، وسقطت في المصدر، لمجاورتها الألف الساكنة وعوض منها الهاء في آخره. والرائد: يد الرحآ، وقال ابن سيده: مقبض الطاحن من الرحى. والرائد: المرسل في التماس النجعة وطلب الكلإ ومساقط الغيث، والجمع: رواد، مثل زائر وزوار. وفي حديث علي في صفة الصحابة رضي الله عنهم يدخلون روادا ويخرجون أدلة أي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من عنده، ويخرجون أدلة هداة للناس. ورياد الإبل: اختلافها في المرعى، مقبلة ومدبرة، وقد رادت ترود. قاله أبو حنيفة والموضع من ذلك: مراد ومستراد، وقد استرادت الدواب: رعت. وكذلك مراد الريح، وهو المكان الذي يذهب فيه ويجاء، قال جندل:

والآل في كل مراد هوجل وفي حديث قس:

ومرادا لمحشر الخلق طرا وعن الأصمعي: يقال: امرأة رادة، بلا همز، التي ترود وتطوف، وبالهمزة: السريعة الشباب. وقد تقدم في موضعه وامرأة راد ورواد، بالتخفيف، غير مهموز وروادة، كثمامة، ورائدة ورؤد، الأخيرة عن أبي علي: طوافة في بيوت جاراتها وقد رادت ترود رودا ورودأنا محركة، فهي رادة، إذا أكثرت الاختلاف إلى بيوت جاراتها. ورجل راد، أي رائد، وقد جاء في شعر هذيل، راد رادهم، وبعثوا رادهم، قال أبو ذؤيب يصف رجلا حاجا طلب عسلا:

فبات بجمع ثم تـم إلـى مـنـى     فأصبح رادا يبتغي المزج بالسحل أي طالبا، فإما أن يكون فاعلا ذهبت عينه أو أن أصله رود: فعل محركة بمعنى فاعل، وعلى الأخير، إنما هو على النسب، لا على الفعل. وفي حديث ماعز: كما يدخل المرود في المكحلة. هو بالكسر: الميل الذي يكتحل به. ودار المهر والبازي في المرود، وهي حديدة مشدودة بالرسن تدور معه في اللجام. والمرود: محور البكرة إذا كان من حديد. وقولهم: امش على رود، بالضم أي مهل، قال الجموح الظفري:

تكاد لا تثلم البطحاء وطأتها كأنها ثمل يمشي على رود تصغير رويد: قال أبو عبيد عن أصحابه: تكبير رويد: رود وتقول منه قد أرود في السير إروادا في السير إروادا ومرودا كمكرم، قال امرؤ القيس:

وأعددت للخير وثـابة     جواد المحثة والمرود

صفحة : 1999

ومرودا: بفتح الميم، كالمخرج، ورويدا، ورويداء، الأخير بالمد، ورويدية، الأخيرتان عن الصاغاني، إذا رفق والإرواد: الإمهال، ولذلك قالوا: رويدا، مهلا بدلا من قولهم: إروادا التي بمعنى أرود، فكأنه تصغير الترخيم بطرح جميع الزوائد. وهذا حكم هذا الضرب من التحقير. وقال ابن سيده: وهذا مذهب سيبويه في رويد، لأنه جعله بدلا من أرود، غير أن رويدا أقرب إلى إرواد منها إلى أرود، لأنها اسم مثل إرواد. وذهب غير سيبويه إلى أن رويدا تصغير رود. كما تقدم. قال وهذا خطأ لأن رودا لم يوضع موضع الفعل، كما وضعت إرواد، بدليل أرود. وقالوا رويدك عمرا، أي أمهله، فلم يجعلوا للكاف موضعا، وإنما هي للخطاب. وإنما تدخله الكاف إذا كان بمعنى أفعل دون غيره ويكون حينئذ لوجوه أربعة: الأول: أن يكون اسم فعل، تقول رويد زيدا، أي أرود زيدا بمعنى أمهله. والثاني: أن يكون صفة، تقول ساروا سيرا رويدا، قاله سيبويه. والثالث: أن يكون حالا، نحو قولك: سار القوم رويدا، اتصل بالمعرفة فصار حالا لها. قال الأزهري: ومن ذلك قولهم: ضعه رويدا، أي وضعا رويدا، ومن ذلك قول الرجل يعالج الشيء رويدا، إنما يريد أن يقول: علاجا رويدا، قال: فهذا على وجه الحال إلا أن يظهر الموصوف به فيكون على الحال، وعلى غير الحال. والرابع: أن يكون مصدرا نحو قولك: رويد عمرو، بالإضافة كقوله تعالى: فضرب الرقاب. ونقل الأزهري عن الليث: إذا أردت برويد: الوعيد، نصبتها بلا تنوين. وأنشد:

رويد نصاهل بالعراق جيادنا     كأنك بالضحاك قد قام نادبه قال الأزهري: وإذا أردت برويد المهلة والإرواد في الشيء فانصب ونون، تقولك امش رويدا. قال: وتقول العرب: أرود، في معنى رويدا المنصوبة. قال ابن كيسان في باب رويدا: كأن رويدا من الأضداد، تقول رويدا، إذا أرادوا: دعه وخله، وإذا أرادوا: ارفق به وأمسكه قالوا: رويدا زيدا. قال: وتيد زيدا، بمعناها. ويقال للمذكر: رويدكنى، ولها أي للمؤنث رويدكنى بكسر الكاف، وفي المثنى: رويدكمانى، وفي جمع المذكر: رويدكموني، وفي جم المؤنث رويدكنني، قال الأزهري، عند قوله: فهذه الكاف التي ألحقت لتبيين المخاطب في رويدا، قال: وإنما ألحقت المخصوص لأن رويدا قد يقع للواحد، وللجمع والذكر والأنثى، فإنما أدخل الكاف حيث خيف التباس من يعنى ممن لا يعنى، وإنما حذفت في الأول استغناء بعلم المخاطب، لأنه لا يعنى غيره. وقد يقال: رويدا، لمن لا يخأف أن يلتبس بمن سواه، توكيدا، وهذا كقولهم: النجاءك والوحاك، تكون هذه الكاف علما للمأمورين والمنهيين. ورادت الريح ترود رودا، ورؤدا ورودانا: جالت وفي التهذيب: تحركت تحركا خفيفا. ويقال ريح رود ورواد ورائدة، أي لينة الهبوب، قال جرير:

أصعصع إن أمك بعد ليلى    رواد الليل مطلقة الكمام وريح رادة، إذا كانت هوجاء، تجئ وتذهب، ومراد الريح، حيث تجيء وتذهب. وما تريد ويقال فيه ما تريت: محلة بسمرقند، إليها ينسب أبو منصور الماتريدي المتكلم. وقد سبق في فصل الفوقية. والروند الصيني، كسبحل: دواء، م وهو أنواع أربعة، أعلاها الصيني، ودونه الخراساني، ويعرف براوند الدواب، تستعمله البياطرة، وهو خشب أسود مركب القوى، إلا أن الغالب عليه الحر واليبس والأطباء يزيدونها ألفا فيقولون: راوند. والذي في اللسان: الريوند الصيني دواء بارد جيد للكبد، وليس بعربي محض. وراوند: ع، أو قرية بقاشان بنواحي أصبهان، قال رجل من بني أسد اسمه نصر بن غالب يرثي أوس بن خال وأنيسا:

صفحة : 2000

ألم تعلما ما لي براوند كلـهـا    ولا بخزاق من صديق سواكما قلت: وهي المشهورة الآن بأروند، وأهلها شيعة، منها أبو حيان بن بشر بن المخارق الضبي الأسدى القاضي بأصبهان، روى عن أبي يوسف القاضي وغيره، ومات سنة 238، قاله السمعاني. قلت: ومنها الإمام المحدث ضياء الدين فضل الله بن علي بن عبيد الله الراوندي، وولده الشريف العلامة على ابن فضل الله، صاحب كتاب نثر اللآلى، وله عقب. وأما أبو الفضل وأبو الحسين أحمد بن يحيى الراوندي فإنه من أهل مرو الروذ المدينة المشهورة قاله الصاغاني هكذا.

ومما يستدرك عليه: إنا قوم رادة جمع رائد كحاكة، جمع حائك، وقد جاء ذلك في حديث وفد عبد القيس. وفي حديث معقل بن يسار: فاستراد لأمر الله، أي رجع ولان وانقاد. ومن أمثالهم الرائد لا يكذب أهله يضرب مثلا للذي لا يكذب إذا حدث. والرائد: الذي لا منزل له. والحمى رائد الموت، أي رسوله الذي يتقدمه كرائد الكلإ، وهو مجاز.

ومنه أيضا:
أعيذك بالواحد
من شر كل حاسد
وكل خلق رائد

أي الذي يتقدم بمكروه. ومن المجاز: قولهم فلان مستراد لمثله، وفلانة مسترادة لمثلها، أي مثله ومثلهأ يطلب ويشح به لنفاسته، وقيل: معناه مستراد مثله أو مثلها، واللام زائدة، وأنشد ابن الأعرابي: ولكن دلا مسترادا لمثله وضربا لليلى لا ترى مثله ضربا وراد الدار يرودها: سألها، قال يصف الدار:

وقفت فيها رائدا أرودها ورادت الدواب رودا ورودانا، واسترادت: رعت، قال أبو ذؤيب:

وكأن مثلين أن لا يسرحوا نعمـا     حيث استرادت مواشيهم وتسريح والروائد: المختلفة من الدواب، وقيل: الروائد منها: التي ترعى من بينهأ، وسائرها محبوس عن المرتع أو مربوط. وفي التهذيب: والروائد من الدواب: التي ترتع.

ورائد العين: عوارها الذي يرود فيها. ويقال: بات رائد الوساد، ورجل رائد الوساد، إذا لم يطمئن عليه لهم أقلقه، وأنشد:

تقول له لما رأت خمع رجله     أهذا رئيس القوم راد وسادها دعا عليها بأن لا تنأم فيطمئن وسادها. والرياد وذب الرياد: الثور الوحشي، سمي بالمصدر، قال ابن مقبل:

يمشى بها ذب الـرياد كـأنـه    فتى فارسي في سروايل رامح

صفحة : 2001

وأراده إلى الكلام، إذا ألجأه إليه. ومن المجاز: قوله تعالى: فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه أي أقامه الخضر، وقال يريد، والإرادة إنما تكون من الحيوأن، والجدار لا يريد إرادة حقيقية، لأن تهيؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أفعال المريدين، فوصف الجدار بالإرادة إذا كانت الصورتان واحدة، ومثل هذا كثير في اللغة والشعر وفي حديث علي: إن لبني أمية مرودا يجرزون إليه، وهو مفعل من الإرواد، الإمهال، كأنه شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون إليه، والميم زائدة. قال ابن سيده: فأما ما حكاه اللحياني من قولهم: هردت الشيء أهريده هرادة، فإنما هو على البدل. وراود جاريته عن نفسها، وراودته هي عن نفسه، إذا حاول كل واحد من صاحبه الوطء والجماع، ومنه قوله تعالى: تراود فتاها عن نفسه فجعل الفعل لها. والمراودة: المراجعة والمراددة. وراودته عن الأمر وعليه: داريته. والمرود: المفصل. والمرود: الوتد، حكاه السهيلي في الروض. ومن الأمثال: الدهر أرود مستبد أي لين المعاملة غالب على أمره. والدهر ارود ذو غير أي يعمل عمله في سكون لا يشعر به. وقولهم: إن كنت تريدينني، فأنا لك أريد قال الأخفش: هذا مثل، وهو مقلوب، وأصله: أرود. والرائد: الجاسوس: والرويدة: قرية بالصعيد. ورواد، وأبو الرواد: من الأعلام. وأبو سعيد بشر بن الياس الريودي، بكسر، فسكون، ففتح، هكذا ضبطه الحافظ، حدث عن حامد بن شبيب وغيره.

ر - ي - د
الريد: الحرف الناتئ من الجبل، ج: ريود. وقال ابن سيده: الريد:الحيد في الجبل كالحائط، وهو الحرف الناتئ منه، قال أبو ذؤيب، يصف عقابا:

فمرت على ريد وأعنت ببعضهـا     فخرت على الرجلين أخيب خائب والجمع أرياد، قال صخر الغي:

بنا إذا اطردت شهرا أزمتها ووازنت من ذرا فود بأرياد والجمع الكثير: ريود.

وريح ريدة ورادة وريدانة: لينة الهبوب، مثل رود، وأنشد:

هاجت به ريدانة معصفر وأنشد الليث:

إذا ريدة من حيثما نفحت له     أتاها برياها خليل يواصله وأنشد الجوهري لهميان بن قحافة:

جرت عليا كل ريح ريده
هوجاء سفواء نؤوج العوده

وريدة: د، باليمن ذو كروم وعيون، بينها وبين صنعاء يوم، ومنه البرد الريدية. وريدة: ة، بالصعيد بالأشمونين. وريدة: قريتان بحضرموت اليمن، ويقال لهما: الريدان وهما بالقرب من ظفار. وريدة: ة بقنسرين، وضبطه الحافظ في التبصير بزاي وموحدة مفتوحتين، هكذا هو في التكملة أيضا. وقد صحفه المصنف. وريدان: حصن بها، أي بقنسرين، وهو بالفتح، كما يؤخذ من إطلاقه.

ومما يستدرك عليه: الريد: الترب، قال كثير:

وقد درعوهأ وهي ذات مؤصد     مجوب ولما يلبس الدرع ريدها فلم يهمز. والريد أيضا: الأمر الذي تريده وتزاوله. والريدة اسم يوضع موضع الارتياد والإرادة. وريدان، كسحبان: أطم من آطام المدينة لآل حارثة بن سهل، من الأوس. وقصر عظيم بظفار من اليمن، يجري مجرى غمدان، وأشباهه. وريوند: من قرى نيسابور، منها أبو سعيد سهل بن أحمد بن سهل النيسابوري، مات سنة 350.

ومن الأمثال تهويد على ريود يضرب لم شرع في أمر وخيم العاقبة. وعبد الخالق بن صالح المكي، يعرف بابن ريدان، كسحبان، سمع السفلي ومات سنة 614.

صفحة : 2002

وعبد العزيز بن ريدان النحوي الفاسي، من شيوخ أبي عبد الله بن النعمان، قيده منصور بن سليم. والريدانية موضع خارج مصر.