الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل الحادي عشر: فصل الزاي مع الدال المهملة

فصل الزاي مع الدال المهملة

ز - أ - د
زأده كمنعه يزأده زأدا وزأدا: أفزعه، وقيل استخفه. وعن الكسائي: زئد الرجل كعني زؤودا فهو مزؤود، أي مذعور إذا فزع. وفي الحديث: فزئد، أي فزع، وسئف الرجل سأفا، مثله، والزؤد، بالضم، مخفف، عن اللحياني والزؤد، بضمتين الفزع، قال:

يضحى إذا العيس أدركنا نكايتها     خرقاء يعتادها الطوفان والزؤد وقال أبو حزام العكلي:

بلى زودا تفشغ في العواصي
سافطس منه لا فحوي البطيط ومن سجعات الأساس: شعار الزهد، استشعار الزؤد. ومن المجاز: بات في ليلة مزءودة.

ز - ب - د
الزبد، محركة، للماء وغيره كالبعير، والفضة، وغيرها. والزبد: زبد الجمل الهائج، وهو لغامه الأبيض الذي تتلطخ به مشافره إذا هاج، وللبحر زبد إذا هاج موجه. وزبد: جبل باليمن، عن ابن حبيب. وزبد: ة، بقنسرين لبني أسد، كما في التكملة، والتبصير. وهي التي أوردها المصنف في ري د. وزبد اسم حمص القديم، وبه فسر قول صخر الغي:

مآبه الروم أوتنوخ أو ال     آطام من صوران أو زبد أو زبد: ة، بهأ، أي بقربها، ويروى بالنون أيضا. والزبد: ع غربي بغداد، وقد أزبد البحر إزبادا فهو مزبد، قاله الليث، وبحر مزبد، أي مائج يقذف بالزبد، وزبد الماء والجرة واللعأب: طفاوته وقذاه، والجمع: أزباد.

صفحة : 2003

ومن المجاز: أزبد السدر إزبادا، إذا ثور أي طلعت له ثمرة بيضاء كالزبد على الماء، وزبد القتاد وأزبد: ندرت خوصته واشتد عوده، واتصلت بشرته وأثمر، قال أعرابي: تركت الأرض مخضرة كأنها حولاء، بها فصيصة رقطاء، وعرفجة خاضبة، وقتأدة مزبدة، وعوسج كأنه النعأم من سواده. وكل ذلك مفسر في مواضعه. كذا في اللسان. والزبد، بالضم، وكرمان، الأخيرة عن الصاغاني: زبد السمن قبل أن يسلأ والقطعة منه زبدة، وهو ما خلص من اللبن إذا مخض. وزبد اللبن: رغوته. وفي المحكم: الزبد: خلاصة اللبن، والزبدة أخص من الزبد. وقد زبد اللبن. وزبده يزبده زبدا: أطعمه إياه، أي الزبد وزبد السقاء: مخضة ليخرج زبده. والمزدبد: صاحبه، وزبد له يزبده زبدا: رضخ له من ماله، والزبد، بفتح فسكون: الرفد والعطاء. وفي الحديث: أن رجلا من المشركين أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية فردها، وقال: إنا لا نفبل زبد المشركين. أي رفدهم. وقال الأصمعي: يقال زبدت فلانا أزبده، بالكسر، زبدا، إذا أعطيته، فإن أعطيته زبدا قلت: أزبده زبدا، بضم الباء من أزبده، أي أطعمته الزبد. وقال اللحياني: وكل شيء إذا أردت أطعمتهم أو وهبت لهم، قلت: فعلتهم بغير ألف وإذا أردت أن ذلك قد كثر عندهم قلت: أفعلوا. وتزبد الإنسان، إذا غضب وظهر على صماغيه زبدتان. وزبد شدقه تزبيدا: تزبد، وتزبدت السويق وزبدته أزبده، وسويق مزبود. والزباد والزبادى كرمان وحوارى: نبت سهلي، له ورق عراض وسنفة، وقد ينبت في الجلد، يأكله الناس، وهو طيب. وقال ابو حنيفة: له ورق صغير منقبض غبر مثل ورق المرزنجوش: تنفرش أفنانه قال: وقال أبو زيد: الزباد من الأحرار، كالزباد، كسحاب. وزباد اللبن، كرمان: مالا خير فيه. وقالوا في موضع الشدة اختلط الخاثر بالزباد أي اختلط الخير بالشر، والجيد بالردئ، والصالح بالطالح، وذلك إذا ارتجن. يضرب مثلا لاختلاط الحق بالباطل. ومزبد، كمحدث: اسم رجل ضاحب النوادر، وضبطه عبد الغني وابن ماكولا: كمعظم، وكذا وجد بخط الشرف الدمياطي، وقال: إنه وجده بخط الوزير المغربي. قال الحافظ: ووجد بخط الذهبي ساكن الزاي مكسور الموحدة. وزبيد كزبير، ابن الحارث أبو عبد الرحمن اليامي، نسبة إلى يام القبيلة، مات سنة 126 وليس في الصحيحين غيره. وفي أسماء رجال الصحيحين للبرماوي: وليس في الصحيح زبيد غيره. وزبيد بطن من مذحج. وهو منبه الأكبر بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك، وهو جماع مذحج. وزبيد الأصغر هو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن زبيد الأكبر، قال ابن دريد: زبيد تصغير زبد وهو العطية. وهم رهط عمرو بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد الأصغر، كنيته أبو ثور، قدم في وفد زبيد وأسلم سنة تسع، وشهد الفتوح، وقتل بالقادسية، وقيل بنهاوند، رضي الله عنه. ومنهم: محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي القاضي أبوالهذيل الحمصي صاحب محمد بن شهاب الزهري قال أحمد بن عوف: هو من ثقات المسلمين، مات سنة 148 عن سبعين سنة. ومحمية بن جزء بن عبد يغوث ابن جريج بن عمرو بن زبيد الأصغر. قال الكلبي: حليف بني جمح، وقيل بني سهم. قال أبو عمرو: هو عم عبد الله بن الحارث بن جزء، قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة. ومحمد بن الحسين الأندلسي صاحب القالي وابناه اللغويون وفي نسخة الزبيديون ومنهم محمد ابن عبيد الله

صفحة : 2004

بن مذحج بن محمد ابن عبد الله بن بشر الزبيدي الإشبيلي اللغوي نزيل قرطبة. مذحج بن محمد ابن عبد الله بن بشر الزبيدي الإشبيلي اللغوي نزيل قرطبة.

وزبيد، كأمير: د، باليمن مشهور، اختطه محمد بن زياد مولى المهدي في زمن الرشيد العباسي، إذ بعثه إلى اليمن فاختار هذه البقعة، واختط بها هذه المدينة المباركة، وسورها، وجعل لها أبوابا ثم مات سنة 245. ثم خلفه ابنه إبراهيم بن زياد، واتسمر إلى سنة 289. وخلفه ابنه زياد بن إبراهيم، ثم أخوه إسحاق ومات سنة 391. ثم ابنه زياد وهو طفل، فتوزر له حسين بن سلامة، وهو باني السور، ثم أدار عليها سورا ثانيا الوزير أبو منصور الفاتكي، ثم أدار عليها سورا ثالثا سيف الإسلام طغتكين بن أيوب في سنة 589 وهو الذي ركب على السور أربعة أبواب، قال ابن المجاور: عددت أبراج مدينة زبيد فوجدتها مائة برج وسبعة أبراج?، بين كل برج وبرج ثمانون ذراعا، قال: ويدخل في كل برج عشرون ذراعا، فيكون دور البلد عشرة آلاف ذراع وتسعمائة ذراع. وقد تكفل بتفصيل أخبارها ابن سمرة الجندي في تاريخ اليمن وكذا صاحب المفيد في تاريخ زبيد. منه موسى بن طارق أبو قرة قاضي زبيد، روى عن إسحاق بن راهويه، وابن جريج، والثوري. ومحمد بن يوسف كنيته أبو حمة، روى عن موسى بن طارق وغيره. وتلميذه: محمد بن شعيب بن الحجاج شيخ للطبراني: المحدثون. وقد بقي عليه ممن نسب، إلى زبيد: موسى بن عيسى شيخ للطبراني، وقد وهم فيه ابن ماكولا فسماه محمدا، نبه على ذلك ابن نقطة. ومحمد بن يحيى بن مهران شيخ مسلم، ذكر ابن طاهر أنه من زبيد اليمن. ومحمد ابن يحيى بن علي بن المسلم الزبيدي الزاهد، نزيل بغداد، وأولاده إسماعيل وعمر ومبارك، حدثوا. والحسن والحسين ابنا المبارك الزبيدي، سمأ من أبي الوقت صحيح البخاري، واتصل عنه بالعلو بالديار المصرية والشامية من طريق الحسين، وابن أخيهما عبد العزيز بن يحيى بن المبارك الزبيدي، سمع منه منصور وذكره في الذيل وأبوه يحيى سمع أبا الفتوح الطائي، وأخواه أحمد ومحمد ابنا يحيى، وإسماعيل ابن محمد، وإبراهيم ابن أحمد بن محمد بن يحيى، حدثوا كلهم، وأحمد وإسماعيل ابنا عبد الرحمن بن إسماعيل الزبيدي، سمعأ إسماعيل بن الحسن بن المبارك الزبيدي. ذكره أبو العلا الفرضي. وأبو بكر بن المضرب الزبيدي، انتشر عنه مذهب الشافعي باليمن على رأس الأربعمائة. والحسن بن محمد ابن أبي عقامة الزبيدي قاضي اليمن زمن الصليحي، وابن أخيه أبو الفتوح ابن عبد الله بن أبي عقامة أوحد عصره، نقل عنه صاحب البيان، وآل بيته وهم أجل بيت بزبيد وعبد الله بن عيسى بن أيمن الهرمي من جلة فقهاء زبيد، كان يحفظ المهذب وعلي بن القاسم بن العليف الحكمي الزبيدي صاحب مشكلات المهذب، يقال خرج من تلامذته ستون مدرسا، توفي سنة 640، وتلميذه محمد بن أبي بكر الزوقري الحطاب الزبيدي، وأبو الخير بن منصور بن أبي الخير الشماخ الزبيدي السعدي، سمع من ابن الجميزي، وكان حسن الضبط توفي سنة 680. وابنه أحمد سمع عليه الملك المؤيد داوود، سنن أبي داوود وتوفي نسة 729 كذا في التبصير للحافظ. وزيبدان كفيعلان، بضم العين ع، قال القرافي: في قوله بضم العين غنى عن قوله كفيعلان، لأن الباء عين الكلمة. وزباد كسحاب: طيب م مفرد يتولد من السنور الآتي ذكره وغلط الفقهاء واللغويون في قولهم: الزبأد دابة يحلب منها الطيب. قال القرافي: ولك أن تقول إنما سموا الدابة باسم ما يحصل منها ومثل ذلك لا يعد غلطا، وإنما هو مجاز، علاقته المجاورة، كما في قوله تعالى: فأنبتنا فيها حبا وعنبا انتهى.

صفحة : 2005

قلت: وقد وقع التعبير بهذا في كلام الثقات، كالزمخشري وأضربه من ائمة اللسان، وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: قال الزمخشري الزباد: هرة. ويقال للزيلع، وهم الذين يحلبون الزباد: يا زيلع: يا زيلع، الزبادة ماتت. فيغضب وإنمأ الدابة: السنور أي البري، وهو كالأهلي، لكنه أطول منه وأكبر جثة، ووبره أميل إلى السواد، ويجلب من بلاد الهند والحبشة. وفي كتاب طبائع الحيوان: ومن السنانير ما يقال له الزبادة. والزباد: الطيب وهو رشح شبيه بالوسخ الأسود اللزج يجتمع تحت ذنبها على المخرج، وفي باطن أفخاذهأ أيضا. كما في عين الحياة للدماميني فتمسك الدابة وتمنع الاضطراب ويسلت ذلك الوسخ المجتمع هنأك بليطة أو ملعقة، وهو الأكثر أو خرقة أو درهم رقيق، وقد نظر القرافي في قوله على المخرج بقوله: إذ لو كان كذلك لكان متنجسا. وفي كتاب طبائع الحيوان: وإذا تفقدت أرفاغه ومغابنه وخواصره وجد فيها رطوبة تحك منها فتكون لها رائحة المسك الذكي، وهو عزيز الوجود.

وفي اللسان: الزباد مثل السنور الصغير، يجلب من نواحي الهند، وقد يأنس فيقتنى ويحتلب شيئا شبيها بالزبد يظهر على حلمته بالعصر، مثل ما يظهر على أنوف الغلمان المراهقين، فيجتمع وله رائحة طيبة، وهو يقع في الطيب. كل ذلك عن أبي حنيفة. وزباد: د، بالمغرب، منه مالك ابن خير الإسكندراني، قاله أبو حاتم بن حبان. وزباد بن كعب جاهلي. وقال عبد الغني بن سعيد: زباد: بطن من ولد كعب بن حجر بن الأسود بن الكلاع، منهم خالد بن عبدالله الزبادي. وزباد بنت بسطام بن قيس، وهي امرأة الوليد بن عبد الملك التي قال فيها الشاعر:

لعمر بني شيبان إذ ينكحونه     زباد لقد ما قصروا بزباد ذكره المبرد في الكامل ومحمد بن أحمد بن زباد المذاري، عن عمرو بن عاصم أو زبداء. والثاني أشهر، وهكذا ذكره الحافظ في التبصير، نقلا عن أبي بكر بن خزيمة. وأحمد بن يحيى التستري وآخرين، وقد وقع في مسند البزار: حدثنا محمد بن زباد عن عمرو بن عاصم. وأبو الزبد، بالضم: محمد بن المبارك بن أبي الخير العامري، هكذا ضبطه الحافظ في التبصير والصاغاني. وتزبده ابتلعه ابتلاع الزبدة كقولهم: حذهأ حذ العير الصليانة أو تزبده: أخذ صفوته، وكل ما أخذ خالصه فقد تزبد، وإذا أخذ الرجل صفو الشيء قيل تزبده. وعن أبي عمرو: تزبد فلان اليمين فهو متزبد، إذا حلف بها وأسرع إليها، وأنشد:

تزبـدهـا حـذاء يعـلـم أنـه      هو الكاذب الآتي الأمور البجاريا الحذاء: اليمين المنكرة.

والزبد ككتف اسم فرس الحوفزان بن شريك. واسم الحوفزان بن شريك. واسم الحوفزان: الحارث. والزعفران أيضا له. وهو الزعفران بن الزبد. وزبدة بنت الحارث، بالضم أم علي أخت بشر الحافي، قدس سره. والحسن بن محمد بن زبدة، بالضم: محدث كنيته أبو علي القيراواني، عن علي بن منير الخلال. وزبد بن سنان، بالفتح فالسكون، وقال الحافظ: ومنهم من ضبطه بالتحتية. وزبد بالتحريك: اسم أم ولد سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه.

صفحة : 2006

وزبيدة، مصغرا، لقب امرأة الرشيد الخليفة العباسي، لنعمة كانت في بدنها، وهي بنت جعفر ابن المنصور وأم الأمين محمد بن هارون. وزبيد بنت إسماعيل بن الحسن البغدادية، أجاز لها أبو الوقت، توفيت سنة 628. والزبيدية، بالضم ?: بركة ماء بطريق مكة المشرفة، قرب المغيثة. والزبيدية: ة، بالجبال، وأخرى بواسط. وهي أيضا محلة ببغداد وأخرى أسفل منهأ، نسبة كل منها إلى زبيدة المذكورة.

ومما يستدرك عليه: من الأمثال: قد صرح المحض عن الزبد في الصدق يحصل بعد الخبر المظنون. ويقالك ارتجنت الزبدة إذا اختلطت باللبن، فلم تخلص منه. يضرب في الأمر المشكل لا يهتدى لإصلاحه. وتزبد الإنسان، إذا غضب وظهر على صماغية زبدتان. وأزبد الشراب. ومن المجاز: زبدت المرأة القطن: نفشته وجودته حتى يصلح لأن تعزله، والتزبيد: التنفيش. وكان لقاؤك زبدة العمر. وزبدته ضربة أورمية: عجلتهأ له، كأني أطعمته بها زبدة. وفلان يزابد فلانا: يقأرضه الكلام ويوازره به. وأزبد الشيء: اشتد بياضه، وأبيض مزبد، نحو يقق، وكل ذلك مجاز. وزبيد، كأمير: قرية من بلاد أفريقية بساحل المهدية. وزبدان، كعثمان: منزل بين بعلبك ودمشق، والزبداني، بفتح فسكون: نهر من أنهار دمشق. وأبو طالب يحيى بن سعيد بن زبادة، كسحابة: شيخ الإنشاء، مات سنة 594. وهبة الله بن محمد بن جرير الزبداني، محركة، روى عن ابن ملاعب حضورا. وإبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زيد الزبيدي، بفتح فسكون: محدث. والمنسوب إلى الزبد المأكول: الشمس علي بن سليمان بن الزبدي البغدادي، سمع من عبد الصمد بن أبي الجيش، وتوفي سنة 666. والأنجب بن أبي منصور الزبدي، روى عن أبي الحسين بن يوسف. وأمين الدين محمد بن علي بن يوسف الزبدي، روى عنه قطب الدين الحلبي. والزبدية، بالكسر: صحفة من خزف، والمع. الزبادي.

ز - ب - ر - ج - د
الزبرجد والزبردج : جوهر، من أي معروف، وهو من أنواع الزمرد، ولقب به قيس بن حسأن بن عمرو بن مرثد، لجمأله وأنشدوا:

تأوي إلى مثل الغزال الأغيد
خمصانة كالرشإ المقـلـد
درا من الياقوت والزبرجـد

ز - ر - د
زرد اللقمة، كسمع: بلعها، زردا، محركة كازدردها ازدرادا: ابتلعها، وتزردها، كما في الأساس. وزردها، ككتب، زردا، بفتح فسكون، وزردانا، محركة، نقله ابن دريد في الجمهرة، وابن سيده في المحكم، وابن القطاع في الأفعال، وغير واحد. وإن أنكره ثعلب ونسبه شراحه إلى العامة وقالوا: ازدارها بمعنى ازدرد، وهي أغربها، حكاها أبو عمر المطرز.

صفحة : 2007

وقال أبو عبيد: سرطت الطعأم وزردته وازدردته ازدرادا. والمزرد بالفتح: الحلق والبلعوم. والمزرد والزراد كمنبر وكتاب خيط يخنق به البعير لئلا يدسع، أي يدفع بجرته - هو بالكسر ما يفيض به البعير فيأكله ثانية - فيملأ راكبه. والمزرد بن ضرار كمحدث: لقب أخي الشماخ الشاعر. وزرده كنصره وضربه يزرده ويزرده زردا: خنقه فهو مزرود: مخنوق. وفي الأساس: زرد حلقه: عصره، وهو زراد: خناق، ومنه قيل للهن الضيق زردان، كأنه يخنق صاحبه. وزرد الدرع: سردها، وقيل الزاي في ذلك كله بدل من السين، والزرد مثل السرد، وهو تداخل حلق الدرع، بعضها في بعض. وزرد، بفتح فسكون: ة بأسفراين منها: أبو عمرو أحمد بن محمد بن عبد الله، اللغوي الأديب العلامة، سمع منه الحاكم، توفي سنة 338. وزردة: قلعة حصينة بدرتنك بفتح الدال المهملة وكسر الراء، وفتح المثناة الفوقية، وسكون النون، والكاف. هكذا أورده الصاغاني. وزردة: جبل بشيراز، كأنه لصفرة لونه، فإن زرد بالفارسية هو اللون الأصفر. والزرد، ككتف: السريع الابتلاع.

وفي التكملة: الازدراد، ومنه الرجز الذي يعزى إلى الضب:

أصبح قلبي صردا
لا يشتهي أن يردا
إلا عرادا عـردا
وصلـيانـا زردا

والذي في نوادر الأعراب: طعأم ذمط وزرد، أي لين، سريع الانحدار. والزردأن، محركة: الحر، قال بعضهم: سمي به لأنه يزدرد الأيور، أي يسترطها، وقالت جلفة، من نساء العرب: إن هني لزردان معتدل أو لأنه يزردها كينصر، أي يخنقها، أي الأيور لضيقه، نقله الصاغاني. ولبسوا الزرد، بفتح فسكون تسمية بالمصدر، والزرد، محركة: الدرع المزرودة فعل بمعنى مفعول وجمع الزرد: زرود، والزراد: صانعها، كالسراد، جيد الزرادة والسرادة. والزراد، ككتاب: المخنقة، وقد تقدم في كلامه قريبا، فهو تكرار. وزرند كمرند: د، م أي معروف من أعيان مدنها، وهي بلدة قديمة بكرمان، وفي الدرر الكامنة للحافظ ابن حجر أنه من أعمال الري. وزرند: ة، وفي المراصد بليدة بأصفهان، بينها وبين ساوة، منها أبو عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن خالد ابن يزيد الشيرازي النحوي، روى أن الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد العبقسي، وأبي الحسن الخركوشي وعنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي. وزرند: ع قرب المدينة بل محلة من محلاتها نسبت إلى الزرندي الأنصاري المشهور، لاأنه من مواضع العرب القديمة، كما صرح به شيخنا. والزرواند: دواء، م عند الأطباء وهو نوعان: طويل ومدحرج، فالطويل هو الذكر، والمدحرج هو الأنثى، وأجودهما والأحمر، حار يابس بقسميه، الأول يدر الحيض ويخرج الجنين، وإذا طلي به البدن مع الدهن قتل القمل. والثاني ينفع القروح الخبيثة، وينبت اللحم، ويقوي السمع، وينفع من الصرع والوسواس، وتفصيله في المنهاج والتذكرة.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2008

زرده: أخذ عنقه. والزردان: الضيف وقد تقدم. ومن سجعات الأساس: قد تبين فيه الدرد، فأطعمه ما يزدرد. ودواء صعب المزدرد. ومن المجاز: أخذ بمزرده: ضيق عليه، كأخذ بمخنقه. وزرد عينه على صاحبه: غضب عليه وتجهمه. ومعناه ضيقهأ عليه لا يفتحها حتى يملأها منه. وظن فلان أني زردة له، أي أكلة، وتقول للحالف: تزردهأ حصاء، وتزبدها حذاء. وأبو الطيب محمد بن جعفر بن إسحاق الزراد، محدث. وأبو بكر أحمد بن محمد بن سفيان ابن أبي الزرد الزردي، إلى جده، محدث. وزرود كصبور: اسم رمل، مؤنث، قال الكلحبة اليربوعي:

فقلت لكأس ألجميهـا فـإنـمـأ     حللت الكثيب من زورود لأفزعا وهو في الصحاح.

وزرنباد: عروق تجلب من الصين تشبه السعد، لكنه أعظم وأقل عطرية، وله خواص مذكورة في كتب الطب.

ز - ع - د
الزعد، وهو الفدم الغبي. كذا في اللسان. ويروى بالغين.

ز - غ - د
زغد البعير، كمنع يزغدزغدا: هدر هديرا كأنه يعصره أو يقلعه، والزغد: الهدير، وهو الزغأدب والزغدب. وقيل الزغد من الهدير: الذي لا يكاد ينقطع. وقيل: زغد زغدا: هدر شديدا، وقيل الزغد: ما ردد في الغلصمة. وقال الأصمعي: إذا أفصح الفحل بالهدير، قيل: هدر يهدر هديرا، فإذا جعل يهدر هديرا كأنه يعصره قيل: زغد يزغد زغدا، وقول العجاج:
يمد زأرا وهديرا زغدبا قال ابن سيده: ذهب أحمد بن يحيى إلى أن الباء فيه زائدة، وذلك أنه لما رآهم يقولون هدير زغد زغدب اتعقد زيادة الباء في زغدب. قال ابن جني: وهذا تعجرف منه، وسوء اعتقاد.ويلزم من هذا أن تكون الراء في سبطر ودمثر زائدة، لقولهم سبط ودمث قال: وسبيل ما كانت هذه حاله ألا يحفل به. وزغد سقاءه يزغده زغدا: عصره حتى يخرج الزبد من فمه وقتد تضايق به وكذلك العكة وذلك الزبد زغيد، ويقال للزبدة: الزغيدة والنهيدة، ويقال: زغد الزبد، إذ علا فم السقاء فعصره حتى يخرج. وزغد فلانا: عصر حلقه، كزرده ومن المجاز: زغده بالكلام: حرشه. ويقال نهر زغاد، ككتان، أي زخار كثير الماء، وقد زغد وزخر وزغر، بمعنى واحد. قال أبو الصخر:

كأن من حل في أعياص دوحته    إذا توالج في أعياص آساد
إن خأف ثم رواياه على فلجمن    فضله صخب الآذي زغاد

وأزغده: أرضعه. ومن المجاز: المزغئد: الغضبان كأنه نهر يتدفق. والزغد، محركة: العيش، هكذا في سائر النسخ: وفي بعضها والرغد العيش، بالإضافة والراء، أي المزغثد هو الرجل الرغد العيش، أي واسعه. وهو الصواب. وفي التكملة: والمزغثد من النعمة: الرغيد.

ومما يستدرك عليه: هدير زغاد. وتزغدت الشقشقة في الفم: ملأته. وقيل: ذهبت وجاءت. والاسم الزغد. وفي التهذيب: الزغد: تزغد الشقشقة، وهو الزغدب. ورجل زغد: قدم غبي.

ز - غ - ب - د
الزغبد، كجعفر، أهمله الجوهري. وقال الليث هو: الزبد. وفي التهذيب وأنشد أبو حاتم:

صبحونا بزغبد وحتـي     بعد طرم وتأمك وثمال

ز - ع - ر - د
الزغردة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هدير للإبل يردده الفحل في جوفه، وفي اللسان: في حلقه. قلت: ومنه زغردة النساء عند الأفراح، وقد استخرج لها بعض العلماء أصلا من السنة.

ز - ف - د
زفده، أهمله الجوهري، وفي نوادر الأعراب: إذا ملأه، كذلك زكته. وزفد فلان فرسه شعيرا أكثر عليه، كذا في نوادر الأعراب، أيضا.

صفحة : 2009

ز - م - ر - د
الزمرد، بالضم، أهمله الجوهري وقال أبو عمرو في فائت الجمهرة هو: الزمرذ، بالذال المعجمة، قال: الدال والذال يتعاقبان. قال: ابن ماسويه: إنه ينفع من نفث الدم وإسهاله، إذا علق على من به ذلك، كذا في المنهاج. والزماورد، بالضم: دواء معروف، سيذكر في ورد فيما بعد، إن شاء الله تعالى.

ز - ن - د
الزند، بالفتح موصل طرف الذراع في الكف، وهما زندان: الكوع، والكرسوع، فطرف الزند الذي يلي الإبهام هو الكوع، وطرف الزند الذي يلي الإبهام هو الكوع، وطرف الزند الذي يلي الخنصر كرسوع. والرسغ: مجتمع الزندين، ومن عندهما تقطع يد السارق. وفي الأساس: أن الزندين بهذا المعنى مجاز، تشبيها بزندي القدح. والزند: العود الذي يقدح به النار، وفي بعض الأمهأت: يستقدح، وهو الأعلى، والسفلى زندة، بالهاء، وفيها الفرضة، وهي الأنثى، وإذا: اجتمعا قيل: زندان، ولا يقال، زندتان. قال شيخنا: لأنها من التثنية الواردة على طريقة التغليب، والمعروف فيه تغليب المذكر على المؤنث لا العكس، كما هو ظاهر ج زناد بالكسر قياسا. وأزند مثله في أوزان القلة، كفلس وأفلس. وأما أزناد فشاذ ولا نظير له، إلا فرخ وأفراخ، وحمل وأحمال، لا رابع لها كما قاله ابن هشام، وزنود، وأزاند جمع الجمع، قال أبو ذؤيب:

أقبا الكشوح أبيضان كلاهما      كعالية الخطي واري الأزاند

صفحة : 2010

وقد زند النار يزندها قدحها، وزندوا نار الحرب. وتقول لمن أنجدك وأعانك: ورت بك زنادي، وهو مجاز، والزناد كالزند، عن كراع. وإنه لواري الزند يضرب في الكرم وغيره من الخصال المحمودة والزند شجرة شاكة. والزند: ة ببخارى، منها أبو بكر أحمد بن محمد بن حمدان بن عازم، هكذا في النسخ، والذي في التبصير وغيره: أبو بكر محمد بن أحمد بن حمدان بن عازم، كتب عنه أبو عبد الله الحافظ غنجار، وجده حمدان روى عن خلف بن هشام البزار. قلت: هنا ذكره ابن ماكولا، وتبعه الحافظ. وأما أبو كامل البصير البخاري فإنه ذكره في زندنة، ومنه ثوب زندنيجي، قيل: الصواب أن الثياب الزندنيجية إنما تنسب إلى: زندنة، الآتي ذكرها، كما صرح به الصاغاني، وغير واحد من المؤرخين وأهل الأنساب. والزند جبل بنجد. وزندنة: أخرى ببخارى. منها أبو جعفر محمد بن سعيد بن حاتم ابن عطية بن عبد الرحمن البخاري، الزندني، من المحدثين مات سنة 320، حدث عن عبيد الله بن واصل، وأحمد بن موسى بن حاتم الزندني، عن سهل بن حاتم، والعلامة تاج الدين محمد ابن محمد الزندني مقري ما وراء النهر، كهل، أخذ عنه أبو العلاء الفرضي وعظمه. وأبو طاهر نصير ابن علي بن إبراهيم الزندني، عن أبي علي الكشاني. وزندرود، بفتح الزاي وضم الراء: نهر أصبهان، وقد روي بالذال المعجمة في آخره، وهو الصواب. وقال ابن خلكان: وقولهم الزندروذ نهر كبير بباب أصبهان: هذه العبارة ليست جيدة، فإن الروذ هو النهر بالفارسية. والظاهر أن الزند اسم قرية، أضيفت إليه، كقولهم: مرو الروذ. ونسب إلى الزندرود يوسف بن محمد، ومولده سنة 206. وزندورد، بفتح الزاي والواو: د، قرب واسط، خرب بعمارة واسط، منه أبو الحسن حيدرة بن عمرو، عنه أخذ البغداديون مذهب داوود. وزندة: د، بالروم، من فتوح أبي عبيدة رضي الله عنه. وزند بن الجون أبو دلامة الشاعر وفي بعض النسخ: حزن بدل الجون. وزند بن برى بن أعراق الثرى، في نسب عدنان. وبرى: هكذا هو بالموحدة عندنا، وفي بعضها بالتحتية. وزند، بالتحريك: ع، عن الصاغاني، والزند: الدرجة بالضم، وهي حجر تلف عليه خرق وتدس ويحشى بها في حياء الناقة وفيه خيط فإذا أخذها لذلك كرب جروه فأخرجوه، فتظن أنها ولدت، وذلك إذا ظئرت على ولد غيرها، فإذا فعل ذلك بها عطفت، كذا قاله أبو عبيدة وغيره. وقد زندت زندا، قال أوس:

أبني لبـينـى إن أمـكـم     دحقت فخرق ثفرها الزند وقال ابن شميل: زندت الناقة إذا كان في حيائها قرن، فثقبوا حياءها من كل ناحية، ثم جعلوا في تلك الثقب سيورا، وعقدوها عقدا شديدا، فذلك التزنيد. والمزند، كمعظم: البخيل الضيق الممسك لا يبض بشيء. والمزند، كمعظم: البخيل الضيق الممسك لا يبض بشيء. والمزند أيضا: اللئيم، وقيل هو الدعي في النسب. والمزند: الثوب الضيق القليل العرض القصيف. وعن ابن الأعرابي: زند الرجل تزنيدا إذا كذب، وزند إذا بخل، وزند، إذا عاقب فوق حقه، وفي الأمهات اللغوية: فوق ماله. وزند السقاء تزنيدا: ملأه، كزنده زندا، وكذلك الحوض والإناء، وملأ سقاءه حتى صار مثل الزند، أي امتلأ. وزند تزنيدا أورى زنده. وأزند الرجل: زاد، وأزند في رجعه: رجع، في التكملة: في وجعه. وزند الرجل كفرح: عطش، وسألته مسألة فتزند، إذا ضاق بالجواب، أي عنه، وحرج صدره: وتزند الرجل غضب وتحزق قال عدي:

إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلع     وقل مثل ما قالوا ولا تتزنـد

صفحة : 2011

وقد روي بالياء. وسيأتي ذكره وأصل التزنيد أن تخل أشاعر الناقة بأخلة صغار، ثم تشد بشعر، وذلك إذا اندحقت، أي اندلقت رحمهأ بعد الولادة، عن ابن دريد بالنون والباء. وعن أبي عمرو: ما يزندك أحد عليه، أي على فضل زيد، وما يزندك بالتشديد أي ما يزيدكو يزندينا، بفتح الزاي فسكون النون وكسر الدال، ثم ياء تحتية ساكنة: ة بنسف، منها الحاكم أبو الفوارس عبد الملك بن محمد بن زكريا بن يحيى النسفي ، توفي سنة 495. وزندان كسحبان: ة بمالين من أعمال هراة. وزندان أيضا: ة بمرو، ولم ينسب إليها أحد وناحية بالمصيصة غزاهأ ابن أبي سرح سنة إحدى وثلاثين ومما يستدرك عليه: عطاء مزند: قليل مضيق وفلان زند، أي متين. ومزادة مزندة: دقيقة في طول بينما ترى فيها شيئا إذ لا شيء فيها. وزند على أهله: شدد عليهم. وتزند فلان: ضاق صدره. ورجل مزند: سريع الغضب. وللفرس منخر لم يزند: لم يضيق حين خلق. وأبو الزناد: من أتبأع التابعين. والزنأد اسم. والزند محركة: المسناة من خشب وحجارة، يضم بعضهأ إلى بعض، وأثبته الزمخشري بسكون النون، وجعله مجازا، ويروى بالراء والباء وقد تقدم.

ومن المجاز: أنا مقتدح بزندك، وكل خير عندي من عندك. والزند، بالكسر: كتاب ماني المجوسي، والنسبة إليه زندي وزنديق.

ز - ن - م - ر - د
زنمردة، بفتح الزاي والميم، وبكسرهما، وبكسر الميم مع فتح الزاي، ويقال: زمردة كعلكدة، أهمله الجماعة. وقال ابن بري، وأبو سهل الهروي: هي المرأة المشبهة بالرجال، وأنشد الجوهري لأبي المغطش الحنفي، في: ك - د - ش:

منيت بزنمردة كالعصـا     ألص وأخبث من كندش فانظره في ك - د - ش.

ز - هذا - د
زهد فيه وعنه، كمنع، وهو أعلى، خلافا لما قاله شيخنا وسمع: يزهد، فيهما. وزاد ثعلب: زهد، مثل كرم ولا يعبأ بما قاله شيخنا: أنكرها الجماهير، وتكلف حتى جعله من نقل الفعل إلى فعل لإرادة المدح، وكمال التوصيف زهدا بالضم، هو المشهور، وزهدا، الفتح عن سيبويه، وزهادة كسحابة، فو زاهد، من قوم زهاد، أو هي أي الزهادة: في الدنيا. ولا يقال الزهد إلا في الدين خاصة، وهذا التفصيل نقله أئمة اللغة عن الخليل، ضد رغب. وفي المصباح: زهد فيه، وعنه، بمعنى تركه وأعرض عنه. وقال الله تعالى: وكانوا فيه من الزاهدين . قال ثعلب: اشتروه على زهد فيه.

وفي حديث الزهري، وسئل عن الزهد في الدنيا فقال: هو ألا يغلب الحلال شكره ولا الحرام صبره أرد أن يعجز ويقصر شكره على ما رزقه الله من الحلال ولا صبره عن ترك الحرام. ونقل شيخنا عن بعض الأئمة: أصوب ما قيل فيه أنه: أخذ أقل الكفاية مما تيقن حله، وترك الزائد على ذلك لله تعالى.

ومن المجاز: زهد النخل، كمنعه يزهده زهدا: حزره، وخرصه، كأزهده إزهادا. وهذه عن الصاغاني، وزهده تزهيدا. ومن المجاز: مالك تمنع الزهد محركة: الزكاة، حكاه أبو سعيد عن مبتكر البدوي، قال أبو سعيد: وأصله من القلة، لأن زكاة المال أقل شيء فيه، وفي الأساس: لأن ربع العشر قليل. والزهيد كأمير: الحقير والقليل، وعطاء زهيد: قليل ورجل زهيد: قليل الخير، وهو مجاز. والزهيد: الضيق الخلق من الرجال، والأنثى زهيدة، قاله اللحياني، كالزاهد، وفلان زاهد زهيد، بين الزهادة والزهد. أنشد أبو الطيبة:

وتسألي القرض لئيما زاهدا والزهيد: القليل الأكل

صفحة : 2012

وفي التهذيب:رجل زهيد، وامرأة زهيدة، وهما القليلا الطعم، وفيه في موضع آخر: وامرأة زهيدة: قليلة الأكل، ورغيبة: كثيرة الأكل، ورجل زهيد الأكل. ويفهم من عبارة الأساس أن مصدره: الزهادة والزهد. والزهيد: الوادي الضيق القليل الأخذ للماء، وزهيد الأرض: ضيقها، لا يخرج منها كثير ماء، وجمعه: زهدان. وقال ابن شميل: الزهيد من الأودية: القليل الأخذ للماء النزل الذي يسيله الماء الهين لو بالت فيه عناق سال، لأنه قاع صلب، وهو الحشاد والنزل. وازدهده، أي العطاء: استقله، أي عده قليلا، قال ابن السكيت: فلان يزدهد عطاء من أعطاه أي يعده زهيدا قليلا. والتزهيد، فيه وعنه، ضد الترغيب، وزهده في الأمر: رغبه. ومن المجاز: التزهيد: التبخيل، والناس يزهدونه ويبخلونه، قال عدي بن زيد:

وللبخلة الأولى لمن كان ياخلا     أعف ومن يبخل يلم أو يزهد أي يبخل، وينسب إلى أنه زهيد لئيم. وتزاهدوه في حديث خالد: كتب إلى عمر رضي الله عنه أن الناس قد اندفعوا في الخمر وتزاهدوا الحد أي احتقروه ورأوه زهيدا. وزاهد بن عبد الله بن الخصيب، وأبو الزاهد الموصلي: محدثان.

ومما يستدرك عليه: المزهد كمحسن: القليل المال. وهو مؤمن مزهد، لأن ما عنده من قلته يزهد فيه، قال الأعشى، يمدح قوما بحسن مجاورتهم جارة لهم:

فلن يطلبوا سرها للغنى     ولن يتركوها لإزهادها يقول: لا يتركونها لإزهادها، أي قلة مالها. وأزهد الرجل إزهأدا، إذا كان مزهدا، لا يرغب في ماله لقلته. ورجل زهيد وزاهد: لئيم مزهود فيما عنده. وأنشد اللحياني:

يا دبل ما بت بليلي هـاجـدا
ولا عدوت الركعتين ساجـدا
مخأفة أن تنفذى الـمـزاودا
وتغبقي بعد غبـوقـا بـاردا
وتشسألي القرض لئيما زاهدا

ويقال: خذ زهد ما يكفيك، أي قدر ما يكفيك، وهو مجاز.

وقال الأزهري: رجل زهيد العين، إذا كأن يقنعه القليل، ورغيب العين، إذا كأن لا يقنعه إلا الكثير، وهو مجاز: وله عين زهيدة وعين رغيبة. وزهاد التلاع، بالفتح: صغارها، يقال: أصابنا مطر أسال زهاد الغرضان، أي الشعاب الصغار من الوادي. واشتهر بالزاهد، المحدث الرحال أبو بكر محمد بن داوود بن سليمان النيسابوري، توفي سنة 342 ومن المتأخرين، أبو العباس أحمد بن سليمان القادري بمصر، صاحب الكرامات.

ز - و - د
الزود: تأسيس الزاد والزاد طعام السفر والحضر جميعا، والجمع: أزواد وأزودة، الأخيرة على غير قياس. وقد جاء في الحديث.

والمزود، كمنبر: وعاؤه، أي الزاد، ويقال أزدته إزوادا، وهذه عن الصاغاني: زودته، فتزود: اتخذ زادا. قال أبو خراش: وقد يأتيك بالأخبار من لا تجهز بالحذاء ولا تزيد ورقاب المزاود: لقب للعجم، سموا به لطول رقابهم، كذا في حاشية القرافي، أو لضخامتها، كأنها ملأى، كما في شرح شيخنا.

صفحة : 2013

ومن المجاز قولهم: هيهات، إن زبيده، لا تشبه بزويده، زويدة كجهينة: امرأة من المهالبة آل أبي صفرة الأزدي. وزو اد، ككتان: ابن علوان، وفي بعض النسخ، علون، وهو الصواب الحديثي، عن أبي علي بن الصواف. وزواد بن محفوظ القريعي البصري، عن الحرمازي، وعنه أخو ذواد: محدثان. ومن المجاز هو زاد الركب، وأزواد الركب لقب ثلاثة من قريش: مسافر بن أبي عمرو بن أمية، وزمعة بن الأسود بن المطلب ابن أسد بن عبد العزى بن قصي، وأبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو ابن مخزوم والد أم المؤمنين أم سلمة، رضي الله عنها. سموا بذلك لأنه، وفي نسخة: لأنهم، لم يكن يتزود معهم أحد في سفر، يطعمونه ويكفونه الزاد ويغنونه، وذلك خلق من أخلاق قريش، ولكن لم يسم بهذا الاسم غير هؤلاء الثلاثة. وورد في الأمثال: أقرى من زاد الركب فقيل هو واحد منهم، وقيل: الكل. وزاد الركب: فرس معروف، من الخيل التي وصفها الله عز وجل بالصافنات الجياد. سمي به، لأنه كان يلحق الصيد، فكان الوفد إذا نزلوا ركبه أحدهم فصاد لهم ما يكفيهم، أعطاه سليمان، صلوات الله عليه وسلامه وعلى نبينا، للأزد القبيلة المشهورة لما وفدوا عليه، فتناسل عندهم وأنجب، قاله أبو الثدي قيل: ومنه أصل كل فرس عربي.

وذو زود، بالضم، اسمه سعيد، وهو من أقيال حمير، كتب إليه أبو بكر رضي الله عنه، في شأن الردة الثانية من أهل اليمن، نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: كل عمل انقلب به من خير أو شر، عمل أو كسب، زاد، على المثل. وفي التنزيل العزيز: وتزودوا فإنا خير الزاد التقوى وتزود من الدنيا للآخرة. وزودته كتابا، وتزود من الأمير كتابا لعامله، وتزود مني طعنة بين أذنيه، وسمة فاضحة بين عينيه.

ز - ي - د
الزيد بالفتح والكسر والتحريك قال شيخنا: ولو قال الزيد، ويكسر ويحرك، كان أخصر، وأوفق بقواعده، والزيادة، بالكسر والمزيد، والمزاد، والزيدان، بفتح فسكون، كل ذلك بمعنى، أي بمعنى النمو والزكاء. الأخير شاذ كالشنآن، ولذلك قالوا: الشنآن والليان، لا ثالث لهما، وعلى ما للمصنف يزاد: زيدأن. ويقال هم زيد على المائة وزيد، بالكسر والفتح، وبهما، روي قول ذي الإصبع العدواني:

وأنتم معشر زيد علـى مـائة    فأجمعوا أمركم طرا فكيدوني وزدته أنا أزيده زيادة: جعلت فيه الزيادة وأما الزوادة، بالضم، فتصحيف من الجوهري، وإنما هي الزوارة والزيارة، بالراء، بلا ذكر النمو، نبه عليه الصاغاني في تكملته، وعبارة الجوهري إنما هو نقل عن يعقوب، عن الكسائي، عن شيوخه، فلا أدري كيف ينسب الغلط إلى الناقل فتأمل. وزاده الله خيرا وزيده خيرا، إشارة إلى أن زأد يتعدى إلى مفعولين ثانيهما: خيرا، ومنه قوله تعالى: فزادهم الله مرضا وأمثاله، ولا عبرة بمن أنكره فزاد وقد يتعدى لواحد، ومطاوعه: زاد، لازما، وازداد، ومطاوع المتعدي لاثنين يتعدى لواحد نحو زاد كذا وازداد.

وفي العناية أن ازداد يرد في كلامهم لازما ومتعديا باتفاق أهل اللغة، وقالوا: إن الازدياد أبلغ من الزيادة، كالاكتساب والكسب، كذا قاله شيخنا.

صفحة : 2014

ومن المجاز: استزاده: استقصره وشكاه، أي عتب عليه في أمر لم يرضه وطلب منه الزيادة، ويقال: لا مستزاد على ما فعلت، ولا مزيد عليه، وهو يستزيد في حديثه. والتزيد: الغلاء في السعر، كالتزايد، وتزايدوا في الثمن حتى بلغ منتهاه كما فيث الأساس وفي اللسان، وتزايد أهل السوق على السلعة، إذا بيعت فيمن يزيد، والتزيد: الكذب في الحديث. والتزيد: سير فوق العنق، يقال تزيدت الإبل في سيرها: تكلفت فوق طاقتها. وفي الأساس: تزيدت الناقة: مدت بالعنق، وسارت فوق العنق، كأنهأ تعوم براكبها. وكذلك الفرس. والتزيد: تكلف الزيادة، في الكلام وغيره، أي الفعل، وإنسان يتزيد في حديثه وكلامه، إذا تكلف مجاوزة ما ينبغي، وأنشد:

إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلع    وقل مثل ما قالوا ولا تتـزيد ويروى بالنون. وقد تقدم. كالتزايد فيه، وفي الغلاء، كما مرت الإشارة إليه. يقال فيهما: تزيد وتزايد. والمزادة: الراوية. قال شيخنا: وإطلاق المزادة على الراوية، وبالعكس، إنما هو مجاز في الأصح. قالوا سميت راوية مجازا، للمجاورة، إذ الراوية هي الدابة التي تحملها، وهو الذي جزم به في المفتاح وزعم طائفة من أهل اللغة، منهم أبو منصور، أن عين المزادة واو، وأنهأ من الزود، وبه جزم صاحب المصباح وأورده صاحب اللسان في الواو والياء، وهو وهم. قال الخفاجي في شرح الشفاء: هي من الزيادة، لأنه يزاد فيها جلد ثالث، كما قاله أبو عبيدة، لا من الزاد كما توهم، وقال السيد في شرح المفتاح ح: ومن فسر المزادة بما جعل فيها الزاد فقد سها، أو المزأدة لا تكون إلا من جلدين تفأم بثالث بينهما لتتسع، وكذلك السطيحة، ح: مزاد ومزايد، قاله أبو عبيدة: والظاهر من عبارة المصنف أنهما قولان والمعروف أن الثاني بيان للأول ، كما قاله شيخنا. وفي المحكم: والمزأدة التي يحمل فيها الماء، وهي ما فئم بجلد ثالث بين الجلدين، لتتسع، سمي بذلك لمكان الزيادة، وقيل: هي المشعوبة من جانب واحد، فإن خرجت من وجهين فهي شعيب. وقالوا: البعير يحمل الزاد والمزأد، أي الطعام والشراب، والمزادة بمنزلة راوية لا عزلاء لها. قال أبو منصور: المزاد، بغير هاء، هي الفردة التي يحتقبها الراكب برحله، ولا عزلاء لها. وأما الراوية فإنها تجمع بين المزادتين يعكمان على جنبي البعير، ويروى عليهما بالرواء، وكل واحدة منها مزادة، والجمع مزايد. وربما حذفوا الهاء فقالوا: مزاد. وقال ابن شميل: السطيحة جلدان مقابلان، والمزأدة تكون من جلدين ونصف، وثلاثة جلود، سميت لأنها تزيد على السطيحتين. قال شيخنا: والمعروف في المزادة فتح الميم. وقال صاحب المصباح: القياس كسرها، لأنها آلة يستقى فيها الماء. قلت: ويخالفه قول السيد في شرح المفتاح: إنها ظرف للماء، وعليه فالقياس الفتح، ويؤيده قوله بعد: يستقى فيها، إذ لو كانت آلة لقال يستقى بها. فتأمل. والله أعلم.

والزوائد: زمعات في مؤخر الرحل لزيادتها. وذ الزوائد: الأسد، سمي به لتزيده في هديره وزئيره وصوته قاله ابن سيده، وأنشد:

أوذي زوائد لا يطاف بـأرضـه     يغشى المهجهج كالذنوب المرسل وذو الزوائد: جهني، صحابي سكن المدينة. وعن أبي أمامة بن سهل قال: هو أول من صلى الضحى؛ كذا في معجم ابن فهد، والتجريد للذهبي، والاستيعاب والإصابة. ولم يذكروا اسمه. وقال ابن عبد البر: له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.

صفحة : 2015

وسموا: زيدا ويزيدن سموه بالفعل المستقبل مخلى من الضمير، كيشكر ويعصر، وزبيدا، كزبير، وزيادا ككتاب، وزيادا، ككتان، وزيدكا بزيادة الكاف. روى المدائني عن أبي سعيد القرشي عن زيدك خبرا، ذكره الحافظ ومزيدا كمصر وزيدلا بزيادة اللام، كزيادتها في عبدل للفعلية. قال الفارسي: وصححوه، لأن العلم يجوز فيه ما لا يجوز ي غيره، ومن ذكل العلاء بن زيدل، عن أنس، واه. و زيدويه، بضم الدال اسم مركب، كقولهم: عمرويه. ووجد في بعض النسخ، بعد زياد وزياد: وزيادة. وبعد زيدل: ومزيودة.

وزيادان، بالكسر: نهر، وناحية بالبصرة، والصواب في هذا السياق أن يقول: وزيادان: ناحية بالبصرة وأما نهر البصرة فنهر زياد لا زيادان. وقد أخذه من سياق الصاغاني، ونصه: زيادان ناحية، ونهر بالبصرة، ينسب إلى زياد مولى بني الهجيم، فتأمل. وزيدان كسحبان: د، بل صقع متسع متصل بنهر موسى بن محمد الهاشمي من عمل الأهواز، كذا في معجم البكري. وزيدان قصر بظفار من اليمن. والصواب أنه بالراء.

وقد استركنا به في ريد.

صفحة : 2016

وزيدان: ع بالكوفة، ويقال فيه صحراء زيدان، منه أبو الغنائم محمد بن محمد بن علي بن جناح الهمداني، توفي سنة 537. وأبو زيدان: دواء،م، أي معروف، وهو المشهور عند الأطباء بالفاوانيا، وعود الكهنيا، وعود الصليب، وبجزيرة إقريطش: بعبد السلام، وهو أصل شجرة. ولهم في ذلك تفصيل مودع في التذكرة وغيرها. وزيدوان بفتح الدال: ة بالسوس منها: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ابن شادأن السوسي من شيوخ أبي بكر ابن المقري. ويزيد: نهر بدمشق، ينسب إلى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، مخرجه ومخرج البردى واحد إلا أن هذا يجيئ في لحف جبل بينه وبين الأرض نحو مائتي ذراع أو نحوها، يسقي ما لا يصل إليه مياه بردى ولا ماء ثورا. واليزيدان نهر بالبصرة، منسوب إلى يزيد بن عمرو الأسيدي، وكان رجل أهل البصرة في زمانه، قال ياقوت: وهذا اصطلاح أهل البصرة، يزيدون في الاسم ألفا ونونا، إذا نسبوا أرضا إلى رجل. واليزيدية: اسم مدينة ولاية شروان وهي المشهور بشماخي أيضا عن السلفي. قاله ياقوت. والزيدي، كسكرى، كذا في النسخ: ة، باليمامة، وضبطه الصاغاني، بكسر الدال، وتشديد الياء. والزيدية: ة، ببغداد بالسواد، منها أبو بكر محمد بن يحيى بن محمد الشوكي، روى عنه الخطيب، توفي سنة 438. والزيدية: ماء لبني نمير والزيديون من المحدثين: جماعة كثيرة منسوبة إلى الإمام الشهيد صاحب المذهب زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم وأرضاهم عنا مذهبا أو نسبا، وهم أول خوارج غلوا، غير أنهم يرون الخروج مع كل خارج، وطائفة منهم امتحنوه، فرأوه يتولى أبا بكر وعمر فرفضوه، فسموا رافضة. فمن الذين جمعوا بين النسب والمذهب أبو البركات عمر بن إبراهيم ابن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين ابن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسيءن بن علي بن أبي طالب، الشريف، الحسيني، الزيدي، نسبا ومذهبا. قال ابن الأثير: كوفي حدث عن الخطيب أبي بكر الحافظ وأبي الحسين بن النقور، وعنه أبو سعد السمعاني وأبوه، وعمر حتى ألحق الأحفاد بالأجداد، وقد أعقب زيد الشهيد من ثلاثة: عيسى مؤتم الأشبال والحسين صاحب العبرة. ويحيى. ونسبتي بحمد الله تعالى متصلة إلى عيسى مؤتم الأشبال وقد بينت ذلك في شجرة الأنساب. وزيد بن عبدالله بن خارجة الزيدي روى عنه عبد العزيز الإدريسي من ولد فرضي الأمة كاتب الوحي زيد بن ثابت الصحابي، رضي الله عنه من بني مالك ابن النجار. وحروف الزيادة عشرة، ويجمعها قولك: اليوم تنساه وقد سقطت هذا العبارة من نسخ كثيرة، ولذا استدركه شيخنا.

وفي اللسان: وأخرج أبوالعباس الهاء من حروف الزيادة، وقال: إنما تأتي منفصلة ليبان الحركة والتأنيث، وإن أخرجت من هذه الحروف السين واللام، وضممت إليها الطأء والثاء والجيم، صارت أحد عشر حرفا تسمى: حروف البدل. قال شيخنا: وقد أورد هذه الحروف العلماء في كتبهم، وجمعوها في تراكيب مختلفة، أوصلوهأ إلى نحو مائة ونيف وثلاثين تركيبا.

ومن أحسن ضوابطها: قول أبي محمد عبد المجيد بن عبدون الفهري:

سألت الحروف الزائدات عن اسمها    فقالت ولم تكذب: أمان وتسهـيل قال: ومن ضوابطها: أهوى تلمسان ونظمه الإمام أبو العباس أحمد المقري في قوله:

قالت حروف زيادات لسائلهـا    هويت من بلدة: أهوى تلمسانا قال: وجمعها الشيخ ابن مالك أربع مرات في أربعة أمثلة بلا حشو، في بيت واحد، مع كمال العذوبة، فقال:

هناء وتسليم، تلا يوم أنسـه     نهاية مسئول، أمان وتسهيل وحكي أن أبا عثمان المازني سئل عنها فأنشد:

صفحة : 2017

هويت السمان فشيبـنـنـي    وقد كنت قدما هويت السمانا فقيل له: أجبنا فقال: أجبتكم مرتين. ويروى أنه قال: سألتمونيها، فأعطيتكم ثلاثة أجوبة. قال شيخنا: ومن ضوابطها: اليوم تنساه. الموت ينساه. أسلمني وتأه. هم يتساءلون. التناهي سمو، تنمي وسائله، تهاوني أسلم، ما سألت يهون، نويت سؤالهم. نويت مسائله سألتم هواني. تأملها يونس. أنمى تسهيل. سألت ما يهون. وسليمان أتاه. هو استمألني. وهين ما سألت. وهي كثيرةن جمع منها ابن خروف نحو اثنين وعشرين ضابطا، ونظمها جماعة، وهذه زبدة ذلك. انتهى.

قلت: وقد خطر ببالي في أثناء هذا المقام بعض كلمات مركبة من حروف الزيادة، لا بأس بإ?يرادها هنا، وهي أحد وعشرون تركيبا. منها: تيمني وسلاه، ومن سلاتياه. تيمن لي وسها. هولى استأمن. واستئمن له. يوم نلت ساه. ناوي أتسلاه. وهي لامستني أو هو لمستني. أنسي له يوم. آه لو مستني. السنام وهي. سم ولا تنهى. السنا يؤمه. تسمى نوائله. تسالمي أهون. ونهى ما تسأل. وإني سألتهم. أو تسهي نميل. وهي أسلمتني. هم السوى وأنت. وعند إعمال الفكر تظهر ألفاظ كثيرة، ليس هذا محلها وفي هذا القدر كفاية. والزيادية، بالكسر والتخفيف محلة بالقيروان من إفريقية وزيد مصروفا: ع من مرج حسان بالجزيرة، كانت به الوقعة. وتزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، هكذا بالمثناة الفوقية، وفي نسختنا: بالفوقية، والتحتية: أبو قبيلة. ومنه البرود التزيدية، قال علقمة:

رد القيان جمال الحي فاحتملوا     فكلها بالتزيديات مـعـكـوم وهي برود فيها خطوط حمر يشبه بها طرائق الدم، قال أبو ذؤيب:

يعثرن في حد الظبات كأنمـا    كسيت برود بني تزيد الأذرع قال أبو سعيد السكري: العامة تقول: بني تزيد. ولم أسمعها هكذا. قال شيخنا: قيل: وصوابه تزيد بن حيدان، كما نبه عليه العسكري في التصحيف في لحن الخاصة. وفي كتاب الإيناس للوزير المغربي: في قضاعة تزيد بن حلوان. وفي الأنصار تزيد بن جشم بن الخزرج ابن حارثة. وسائر العرب غير هذين فبالياء المنقوطة من أسفل. وقال السهيلي في الروض: إن في بني سلمة من الأنصار ساردة بني تزيد بن جشم، بالفوقية. ولا يعرف في العرب تزيد إلا هذا، وتزيد بن الحاف بن قضاعة، وهم الذين تنسب إليهم الثياب التزيدية. قلت: وبه قال الدار قطني، والحق بيده، ووافقه على ذلك أئمة النسب، كابن الكلبي، وأبي عبيد، ومن المتأخرين الأمير ابن ماكولا، وابن حبيب. وذهب السمعاني وابن الأثير وغيرهما إلى أن تزيد بلدة باليمن، ينسج بها البرود، منها عمرو بن مالك الشاعر القائل:

وليلتنا بآمد لم ننمها     كليلتنا بميا فارقينا ونقل شيخنا عن بعض العلماء أن بني يزيد بالتحتية تجار كانوا بمكة، إليهم نسبت الهوادج اليزيدية. وقد غلط الجوهري، وتبعه المصنف. قاله العسكري في تصحيف الخاصة. وإبل كثيرة الزيائد، أي كثيرة الزيادات قال:

بهجمة تملأ عين الحاسد
ذات سروح جمة الزيائد

ومن قال الزوائد، فإنما هي جماعة الزائدة وإنما قالوا: الزوائد، في قوائم الدابة، كذا في اللسان.
ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2018

يقال للرجل يعطى شيئا: هل تزداد? المعنى هل تطلب زيادة على ما أعطيتك: وتقول: افعل ذلك زيادة، والعامة تقول: زائدة. وتقول: الولد كبد ذي الولد، وولد الولد زيادة الكبد، وهو من سجعات الأساس. وزيادة الكبد: هنة متعلقة منها لأنها تزيد على سطحها، وجمعها زيائد. وهي الزائدة، وجمعها الزوائد.

وفي التهذيب: زائدة الكبد جمعها زيائد. وقال غيره: وزائدة الكبدهنية منها صغيرة إلى جنبها متنحية عنها، وزائدة الساق شظيتها. وكان سعيد بن عثمان يلقب بالزوائدي، لأنه كان له ثلاث بيضات زعموا. وهو في الصحاح. والزيادة: فرس لأبي ثعلبة. وزيد الخيل بن مهلهل الطائي، مشهور، سماه النبي صلى الله عليه وسلم زيد الخير. وأبو زياد: كنية الذكر، قال أبو حليمة:

وضاحكة إلي من النـقـاب    تطالعني بطرف مستـراب
تحاول مـا يقـوم أبـو زياد   ودون قيامه شيب الغـراب
أتت بجرابها تكـتـال فـيه    فعادت وهي فارغة الجراب

واستدرك شيخنا: بني كعب بن عليم بن جناب، يقال لهم بنو زيد، غير مصروف، عرفوا بأمهم: زيد بنت مالك. وزيد في أعلام النساء قليل والجماهير على منعه من الصرف، على ما هو الأعرف في مثله، للتمييز بينه وبين علم الذكر. ولكن جوز المبرد فيه وفي أمثاله الصرف أيضا، كما حقق في مصنفات العربية.

قال القلقشندي: وفي مذحج زيد الله بن سعد العشيرة. قال أبو عبيد، وقد دخلوا في جعفي. وقال أبو عمرو: هو زيد اللات، وأبو أحمد حامد بن محمد الزيدي، إلى زيد بن أبي أنيسة، مات ببغداد سنة 329. وزيد بن عمرو بن ثمامة بن مالك ابن جدعاء بطن من طيئ، منهم صهيب بن عبد رضأ بن حويص بن زيد الزيدي الشاعر الطائي. وأبو المغيرة زياد بن سلم بن زياد الزيادي، إلى زياد ابن أبيه، وكان يقال له زياد ابن سمية. وفي مذحج زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة، منهم عبد الله بن قراد الصحابي، ذكره خليفة. وعبد الحجر بن عبد المدان بن الديان بن قطن بن زياد، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله. وأبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي، إلى جده زياد، وجعفر بن محمد بن الليث الزيادي البصري، وأبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، الفقيه النيسابوري: محدثون. وأبو عون محمد بن عون الزيادي، إلى ولاء زياد ابن أبيه. وأبو محمد الفضل بن محمد الزيادي، إمام سرخس في عصره، عنه المسعاني وغيره، قدم بغداد مرتين، توفي سنة 505 بسرخس.

صفحة : 2019

والزيادية من الخوارج: فرقة، نسبوا إلى زياد بن الأصفر، ويقال لهم: الصفرية أيضا. وفي قبائل الأزد: زياد بن شمس ابن عمرو بن غانم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران، ينسب إليه برير بن شمس بن عمرو بن عائد بن عبد الله بن أسد بن عائد بن زياد، الموصلي الزيادي، فارس مشهور. وأبو زيد سعيد بن الربيع الهروي البصري. وسعيد بن زياد الأنصاري. وسعيد بن زبد بن درهم الأزدي. وزياد بن أيوب أبو هاشم البغدادي. وزياد بن جبير بن حية الثقفي. وزياد بن حسان الأعلم. وزياد بن الربيع أبو خداش. وزياد بن سعد الخراسلتي. وزياد بن عبد الله البكائي. وزياد بن علاقة أبو مالك الكوفي وزياد بن فيروز أبو العالية. وزياد بن نافع الأوابي، من رجال الصحيحين. والزيدية: طائفة من العرب بجيزة مصر، ينتسبون إلى أبي زيد الهلالي. والزيأدية، بفتح وتشديد، ومحلة زياد ككتان: قريتان بمصر. وبيت الفقيه الزيدية مدينة باليمن. وزييد بن الصلت: تابعي عن عمر، وابنه الصلت بن زييد شيخ لمالك. وعبد الله بن زييد، أخو علي بن محمد بن الحسين، لأمه، محدث. وفروة بن زييد المديني، ذكره الأمير.