الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل الثاني عشر: فصل السين مع الدال المهملتين

فصل السين مع الدال المهملتين

س - أ - د
الإسآد كالإكرام: الإغذاذ في السير، وسيأتي أغذ، في المعجمة. أو الإسآد: سير الليل كله بلا تعريس فيه، كما أن التأويب سير النهار لا تعريج فيه. قلت: هو قول المبرد. قال الجوهري وهو أكثر ما يستعمل، وأنشد قول لبيد:

يسئد السير عليهـا راكـب     رابط الجأش على كل وجل ومن سجعات الأساس: أسعد يومه إسعادا، من أسأد ليلته إسآدا. أو الإسآد: سير الإبل الليل مع النهار: وهو قول أبي عمرو. وسئد كفرح: شرب، عن الصاغاني.

وسئد جرحه: انتقض، يسأد سأدا فهو سئد، عن أبي عمرو. وأنشد:

فبت من ذاك ساهرا أرقـا    ألقى لقأء اللاقي من السأد وسأده، كمنعه سأدا، يفتح فسكون، على القياس وسأدا، محركة على غير قياس: خنقه. ويقال للمرأة: إن بها أي فيها سؤدة، بالضم، أي بقية من الشباب والقوة.

وففي الصحاج: المسأد، كمنبر: نحي السمن والعسل، يهمز ولا يهمز، فيقال: مساد، فإذا همز فهو مفعل، وإذا لم يهمز فهو فعال. وقال الأحمر: المسأد من الزقاق أصغر من الحميت. وقال شمر: الذي سمعناه المسأب، بالباء: الزق العظيم. وبعير به سؤاد، كغراب: داء يأخذ الإنسان، هكذا في النسخ، وفي بعض الأمهات: الناس ?، وهو الصواب. والإبل والغنم من شرب وفي بعض الأمهات: على الماء الملح وقد سئد، كعني، فهو مسؤود، إذا أصابه ذلك الداء. ولم يذكر المصنف السأد، وهو المشي، قال رؤبة:

من نضو أورام تمشت سأدا وقال الشماخ:

حرف صموت السرى إلا تلفتها    بالليل في سأد منها وإطـراق وأساد، السير: أدابه. أنشد اللحياني:

لم تلق خيل قبلها ما لقـيت     من غب هاجرة وسير مسأد

س - ب - د
السبد، بفتح فسكون: حلق الشعر واستئصاله، كالإسباد، والتسبيد.

وقال أبو عمرو: سبد شعره وسبده وأسبده وسبته، إذا حلقه. والسبد بالكسر: الذئب أخذه من قول المعذل بن عبد الله:

من السح جوالا كأن غـلامـه     يصرف سبدا في العنأن عمردا

صفحة : 2020

ويروى سيدا: والسبد: الداهية، كالسبدة. ويقال: هو سبد أسباد، أي دأهية وفي بعض الأمهات: داه في اللصوصية. والسبد، بالتحريك: القليل من الشعر، ومن ذلك قولهم: فلان ماله سبد ولا لبد، محركتان، أي لا قليل ولا كثير، وهذا قول الأصمعي. وهو مجاز، أي لا شيء له.

وفي اللسان: أي ماله ذو وبر ولا صوف متلبد، يكنى بهما عن الإبل والغنم، وقيل يكنى به عن المعز والضأن، وقيل يكنى به عن الإبل ولامعز، فالوبر للإبل والشعر للمعز. وقيل: السبد من الشعر، واللبد من الصوف. وبهذا الحديث سمي المال سبدا. والسبدة، والسبد كصرد: العانة، لكونها منبت الشعر، من سبد رأسه، إذا جزه، كما في الأساس. والسبد: ثوب يسد به الحوض المركو لئلا يتكدر الماء، يفرش فيه وتسقى الإبل عليه، وإياه عنى طفيل الغنوي:

تقريبهأ المرطى والجوز معتدل     كأنه سبد بالماء مـغـسـول المرطى: ضرب من العدو، والجوز: الوسط. وسبد ع قرب مكة شرفها الله تعالى: أو جبل أو واد بها، كما في معجم البكري. وقال بعضهم: السبد في قول طفيل: طائر لين الريش إذا وقع عليه، أي على ظهره قطرتان وفي بعض الأمهات: قطرة، من الماء جرى من فوقه للينه، وأنشد قول الراجز:


أكل يوم عرشها مقيلي
حتى ترى المئزر ذا الفضول
مثل جناح السبد المغسول

والعرب تسمي الفرس به إذا عرق وقيل: السبد: طائر مثل العقاب، وقيل: ذكر العقبان، وإيأه عنى ساعدة بقوله:

كأن شئونه لبـات بـدن     غداة الوبل أو سبد غسيل وجمعه: سبدان. وحكى أبو منجوف عن الأصمعي، قال: السبد: هو الخطاف البري. وقال أبو نصر: هو مثل الخطاف، إذا أصابه الماء جرى عنه سريعا. قلت: وهكذا في شرح أبي سعيد السكري لأشعار هذيل عن الأصمعي، وقبله:

إذا سبل العماء دنا عليه يزل بريده ماء زلول وغسيل: أصابه المطر. والسبد: الشؤم، حكاه الليث عن أبي الدقيش في قول أبي دواد الإيادي:

امرؤ القيس بن أروى موليا    إن رآني لأبوأن بـسـبـد
قلت بجرا قلت قولا كاذبـا    إنما يمنعني سـيفـي ويد

وسبد بن رزام بن مازن بن ثعلبة بن ذبيان، في أنساب قيس. والسبد، ككتف: البقية من الكلإ.

والتسبيد: التشعيث وترك الادهان وبه فسر الحديث في حق الخوارج: التسبيد فيهم فاش حكاه أبو عبيد، عن أبي عبيدة وقال غيره: هو الحلق. واستئصال الشعر، وقال أبو عبيد: وقد يكون الأمران جميعا. وفي حديث آخر: سيماهم التحليق والتسبيد . وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قدم مكة مسبدا رأسه فأتى الحجر فقبله قال أبو عبيد: فالتسبيد هنا ترك التدهن والغسل. وبعضهم يقول: التسميد، بالميم ومعناهما واحد. والتسبيد: بدو ريش الفرخ وتشويكه، قال النابغة:

منهرت الشدق لم تنبت قوادمـه     في حاجب العين من تسبيده زبب

صفحة : 2021

والتسبيد: بدو شعر الرأس يقال سبد شعره، استأصله حتى ألزقه بالجلد، وأعفاه جميعا، فهو ضد. وقال أبو عبيد: سبد شعره وسمده، إذا استأصله حتى ألحقه بالجلد، قال: وسبد شعره، إذا حلقه ثم نبت منه الشيء اليسير. والتسبيد: نبات حديث النصي في قديمه، كالإسباد، وقد سبد، وأسبد. والتسبيد: أن تسرح شعر رأسك وتبله ثم تتركه، قاله أبو تراب عن سليمان بن المغيرة. والأسباد، بالفتح: ثياب سود، جمع سبد، و الأسباد من النصي: رؤوسها أول ما تطلع، جمع سبد:. قاله أبو عمرو، وأنشد قول الطرماح يصف قدحا فائزا:

مجرب بالرهان مسـتـلـب     خصل الجواري طرائف سبده أارد أنه مستطرف فوزه وكسبه. ويقال: بأرض بني فلان أسباد، أي بقايا من نبت، واحدهأ: سبد، ككتف، وقال لبيد:

سبدا من التنوم يخبطه الندى ونوادرا من حنظل خطبان والسبد: ما يطلع من رؤوس النبات قبل أن ينتشر. والسبندى بفتحتين الطويل في لغة هذيل، وقيل: الجري. وقل: هو الجرئ من كل شيء على كل شيء، هذلية. وأورده الأزهري في الرباعي. وكل جريء سبندى وسبنتي. وقيل: هي اللبوة الجريئة. وقيل: هي الناقة الجريئة الصدر، وكذلك الجمل، قال:
على سبندى طالما اعتلى به والسبندى: النمر، وقال أبو الهيثم: السبنتاة النمر، ويوصف بها السبع. والسبندى والسبندى والسبنتى: النمر، وقيل: الأسد، أنشد يعقوب:

قرم جواد من بني الجلند
يمشي إلى الأقران كالسبندي ج: سباند وسباندة.

أو هي الفراغ وأصحاب اللهو والتبطل، كالسنادرة كما في نوادر الأعراب.

ومما يتسدرك عليه: السبود كسفود: الشعر، نقله ابن دريد عن بعض أهل اللغة، قال وليس يثبت. وسبد كزفر: بطن من قريش. وسبد، محركة: جبب أو واد، أظنه حجازيا. كذا في المعجك. وسبد شاربه: طال حتى سبغ على الشفة. والإسبيدة، بالكسر: داء يأخذ الصبي من حموضة اللبن والإكثار منه، فيضخم بطنه لذلك، يقال: صبي مسبود، نقله الصاغاني.

س - ب - ر - د
سبرد شعره، أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي أي حلقه.

وسبردت الناقة، إذا ألقت ولدها لا شعر عليه، وهي مسبرد وهو مسبرد نقله الصاغاني.

س - ت - د
ساتيدا، أهمله الجماعة وهو في قول يزيد بن مفرغ الشاعر:

فدير سوى فساتيدا فبصرى     فحلوان المخأفة فالجبـال

صفحة : 2022

اسم جبل بين ميا فارقين وسعرت، قاله أبو عبيد. وأصله: ساتيد ما وإنما حذف الشاعر ميمه، فينبغي أن يذكر هنا وينبه على أصله. وفي المراصد: قيل هو جبل بالهند، وقيل هو الجبل المحيط بالأرض، وقيل نهر بقرب أرزن، وهذا هو الصحيح. وقولهم: إنه جبل بالهند غلط. وقيل: إنه واح ينصب إلى نهر بين آمد وميافارقين، ثم يصب في دجلة. قال شيخنا: وكلامهم صريح في أنه أعجمي اللفظ والمكان، فلا تعرف مادته ولا وزنه. والشعراء يتلاعبون بالكلام، على مقتضى قرائحهم وتصرفاتهم، ويحذفون بحسب ما يعرض لهم من الضرائر، كما عرف ذلك في محله، فلا يكون في كلامهم شاهد على إثبات شيء من الكلمات العجمية. وقوله: ينبغي أن يذكر هنا إلى آخره، بناء على أن وزنه فاعيل ما، وأن مادته: ستد، وليس الأمر، كذلك بل هذه المادة مهملة في كلامهم وهذه اللفظة عجمية لا أصل لها، وذكرها إن احتاج إليها الأمر، لوقوعها في كلام العرب، ينبغي أن يكون في الميم، أو في باب المعتل، لأن وزنها غير معلوم لنا، كأصلهأ، على ما هو المقرر المصرح به في كلام ابن السراج وغيره من أئمة الاشتقاق، وعلماء التصريف. انتهى والله أعلم.

س - ج - د
سجد: خضع ومنه سجود الصلاة، وهو وضع الجبهة على الأرض، ولا خضوع أعظم منه، والاسم: السجدة، بالكسر. وسجد: انتصب في لغة طيئ قال الأزهري: ولا يحفظ لغير الليث، ضد. قال شيخنا: وقد يقال لا ضدية بين الخضوع والانتصاب، كما لا يخفى، قال بان سيده: سجد يسجد سجودا: وضع جبهته على الأرض، وقوم سجد وسجود. وقال أبو بكر: سجد إذا انحنى وتطأمن إلى الأرض. وأسجد: طاطأ رأسه وانحنى وكذلك البعير، وهو مجاز. قال الأسدي أنشده أبو عبيدة:

وقلن له أسجد لليلى فأسجدا يعني بعيرها أنه طاطأ رأسه لتركبه، وقال حميد بن ثور يصف نساء:

فلما لوين على معـصـم     وكف خضيب وإسوارها
فضول أزمتها أسـجـدت    سجود النصارى لأحبارها

يقول: لما ارتحلن ولوين فضول أزمة جمالهن على معاصمهن أسجدت لهن. وسجدت وأسجدت، إذا خفضت رأسها لتركب. وفي الحديث: كان كسرى يسجد للطالع أي يتطامن وينحنى والطالع: هو السهم الذي يجاوز الهدف من أعلاه، وكانوا يعدونه كالمقرطس، والذي يقع عن يمينه وشماله يقال له: عاصد. والمعنى أنه كان يسلم لراميه ويستسلم. وقال الأزهري: معناه أنه كان يخفض رأسه إذا شخص سهمه وارتفع عن الرمية ليتقوم السهم فيصيب الدارة.

ومن المجاز: أسجد: أدام النظر مع سكون. وفي الصحاح: زيادة في إمراض بالكسر أجفان، والمراد به: النظر الدال على الإدلال، قال كثير:

أغرك مني أن دلك عنـدنـا     وإسجاد عينك الصيودين رابح والمسجد، كمسكن: الجبهة حيث يصيب الرجل ندب السجود. وهو مجاز، والآراب السبعة مساجد قال الله تعالى: وأن المساجد لله وقيل: هي مواضع السجود من الإنسان: الجبهة، والأنف، واليدأن، والركبتان، والرجلان. وقال الليث: السجود، مواضعه من الجسد والأرض: مساجد، واحدها مسجد، قال: والمسجد اسم جامع حيث سجد عليه.

صفحة : 2023

والمسجد بكسر الجيم: من أي موضع السجود نفسه. وفي كتاب الفروق لابن بري: المسجد: البيت الذي يسجد فيه، وبالفتح: موضع الجبهة. وقال الزجاج: كل موضع يتعبد فيه فهو مسجد، ويفتح جيمه قال: ابن الأعرابي مسجد بفتح الجيم، محراب البيوت ومصلى الجماعات. وفي الصحاح: قال الفراء المفعل من باب نصر، بفتح العين، اسما كان أو مصدرا، ولا يقع فيه الفرق، مثل دخل مدخلا، وهذا مدخله إلا أحرفا من الأسماء كمسجد، ومطلع، ومشرق، ومسقط، ومفرق، ومجزر، ومسكن، ومرفق، ومنبت، ومنسك فإنهم ألزموها كسر العين وجعلوا الكسر علامة الاسم. والفتح في كله جائز وإن لم نسمعه، فقد روي مسكن ومسكن وسمع المسجد والمسجد، والمطلع والمطلع. قال وما كان من باب جلس يجلس فالموضع بالكسر، والمصدر بالفتح، للفرق بينهما، تقول نزل منزلا. بفتح الزاي، أي نزولا، وتقول هذا منزله، بالكسر، لأنه بمعنى الدار. قال: وهو مذهب تفرد به هذا الباب من بين أخواته، وذلك أن المواضع والمصادر في غير هذا الباب يرد كلها إلى فتح العين، ولا يقع فيها الفرق، ولم يكسر شيء فيما سوى المذكور إلا الأحرف التي ذكرناها، انتهى نص عبارة الفراء.

ومن المجاز: سجدت رجله، كفرح، إذا انتفخت فهو أي الرجل أسجد. والأسجاد بالفتح في قول الأسود ابن يعفر النهشلي من يدوانه رواية المفضل.

من خمر ذي نطف أغن منطق     وافى بها كدراهم الأسـجـاد هم اليهود والنصارى، أو معناه الجزية، قاله أبو عبيدة، ورواه بالفتح. أو دراهم الأسجاد هي دراهم الأكاسرة كانت عليها صور يسجدون لها، وقيل: كانت عليها صورة كسرى فمن أبصرها سجد لها، أي طاطأ رأسه لهأ وأظهر الخضوع، قاله ابن الأنباري، في تفسير شعر الأسود بن يعفر وروي بكسر الهمزة، وفسر، باليهود وهو قول ابن الأعرابي. ومن المجاز: الإسجاد: فتور الظرف، وعين ساجدة إذا كانت فاترة، وأسجدت عينها غضتها. ومن المجاز أيضا: شجر ساجد، وسواجد، ونخلة ساجدة، إذا أمالها حملها، وسجدت النخلة مالت، ونخل سواجد: مائلة، عن أبي حنيفة، قال لبيد:

بين الصفا وخليج العين سـاكـنة     غلب سواجد لم يدخل بها الحصر وقوله تعالى: سجدا لله وهم داخرون أي خضعاء متسخرة لما سخرت له.

وقال الفراء في قوله تعالى: والنجم والشجر يسجدان معناه: يستقبلان الشمس ويميلان معها حتى ينكسر الفيء. وقوله تعالى وخر له سجدا سجود تحية لا عبادة، وقال الأخفش معنى الخرور في هذه الآية: المرور لا السقوط والوقوع. وقال ابن عباس في قوله تعالى: وادخلوا الباب سجدا أي ركعا وقال: باب ضيق. وسجود الموات محمله في القرآن طاعته لما سخر له، وليس سجود الموات لله بأعجب من هبوط الحجارة من خشية الله، وعلينا التسليم لله، والإيمان بما أنزل من غير تطلب كيفية ذلك السجود، وفقهه.

ومما يستدرك عليه: المسجدان: مسجد مكة، ومسجد المدينة، شرفهما الله تعالى، قال الكميت، يمدح بني أمية:

لكم مسجدا الله المزوران والحصى     لكم قبصه ما بين أثرآ وأقترا والمسجدة، بالكسر، والسجادة: الخمرة المسجود عليها، وسمع ضم السين، كما في الأساس. ورجل سجاد، ككتان، وعلى وجهه سجادة: أثر السجود والسواجد النخيل المتأصلة الثابتة. قاله ابن الأعرابي وبه فسر قول لبيد. وسورة السجدة، بالفتح. ويكون السجود بمعنى التحية.

صفحة : 2024

والسفينة تسجد للريح، أي تميل بميله، وهو مجاز، ومنه أيضا فلان ساجد المنخر، إذا كان ذليلا خاضعا. والسجاد: لقب علي بن الحسين بن علي، وعلي بن عبد الله بن عبأس، ومحمد بن طلحة بن عبدالله التميمي رضي الله عنهم.

س - ج - ر - د
ساجرد، بكسر الجيم أهمله الجماعة، وهي: ة قرب قاشان بديار العجم. وقرية أخرى ببوشنج من مضافات هراة.

ومما يستدرك عليه: ساسنجرد: قرية بمرو، منها بسام بن أبي بسام، ومحمود بن والان، من مشاهير الأئمة، وغيرهما.

س - ح - د
السحدد كقنفذ، أهمله الجوهري وقال الصاغاني: هو الشديد المارد من الناس، كالسخدد، بالمعجمة، والسختت.

س - خ - د
السخد، بفتح فسكون: الحار يقال: يوم سخد. والسخد بالضم: ماء أصفر غليظ يخرج مع الولد، كالسخت. قاله ابن سيده. و قيل: هو ماء يخرج مع المشيمة، قيل: هو للناس خاصة، وقيل هو للإنسان والماشية.

وفي حديث زيد بن ثابت: كان يحيي ليلة سبع عشرة من رمضان وكأن السخد على وجهه. شبه ما بوجهه من التهيج بالسخد في غلظه من السهر. والسخدود، بالضم: الرجل الحديد، كالسختوت والسحدود. والمسخد، كمعظم: الثقيل الخائر النفس، عن الصاغاني والمصفر الثقيل المورم من مرض أو غيره. وسخد ورق الشجر، بالضم، تسخيدا: ندي وركب بعضه بعضا. ويقال شباب سخود، كجعفر: ناعم، نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: السخد، بالضم: هنة، كالكبد أو الطحال، مجتمعة، تكون في السلى، وربما لعب بها الصبيان. وقيل: هو نفس السلى. والسخد: بول الفصيل في بطن أمه. والسخد: الرهل، والصفرة في الوجه، والصاد في كل ذلك لغة، على المضارعة.

س - د - د
سدده تسديدا أي الرمح: قومه كذا في الصحاح. وقال أهل الأفعال: سدد سهمه إلى المرمى: وجهه.

زاد في التوشيح: وبالشين المعجمة لغة فيه. وقالوا سدده علمه النضال وسد الثلم: أصلحه وأوثقه. وسدده: وفقه للسداد، بالفتح أي الصواب من القول والعمل والقصد منهما. والإصابة في المنطق: أن يكون الرجل مسددا، ويقال: إنه لذو سداد في منطقه وتدبيره. وكذلك في الرمي. ومنه اللهم سددني، أي وفقني. وسد الرجل والسهم بنفسه والرمح يسد بالكسر، إذا صار سديدا وكذا القول، وهو أن يصيب السداد. وسهم سديد: مصيب، ورمح سديد: قل أن تخطئ طعنته، ورجل سديد وأسد، من السداد وقصد الطريق، وأمر سديد وأسد: قاصد. وسد الثلمة، بضم المثلثة، وهي الفرجة، كمد، يسد، بالضم، سدا ردمها وأصلحها ووثقها، وفي بعض النسخ: أوثقها، كسددها فانسدت واستدت وهذا سدادها بالكسر، واستد الشيء: استقام كأسد وتسدد، وقال:

أعلمه الرماية كـل يوم     فلما استد ساعده رماني قال الأصمعي: اشتد بالشين المعجمة ليس بشيء.

قال ابن بري: هذا البيت ينسب إلى معن بن أوس، قاله في ابن أخت له، وقال ابن دريد: هو لمالك بن فهم الأزدي، وكان اسم ابنه سليمة، رماه بسهم فقتله، فقال البيت: قال ابن بري: ورأيته في شعر عقيل ابن علفة بقوله في ابنه عميس، حين رماه بسهم، وبعده:

فلا ظفرت يمينك حين ترمي     وشلت منك حاملة البـنـان وأسد الرجل أصاب السداد أي القصد والاستقامة، أو أسد الرجل: طلبه، أصاب أو لم يصب ويقال: أسد يا رجل، وقد أسددت ما شئت، أي طلبت السدأد والقصد، أصبته أو لم تصب. قال الأسود ابن يعفر:

صفحة : 2025

أسدى يا مني لحمـيري     يطوف حولنا وله زئير يقول: اقصدي له يا منية حتى يموت.

والسدد، محركة: القصد والاستقامة كالسداد بالفتح، الأول مقصور من الثاني يقال: قل قولا سددا وسدادا وسديدا، أي صوابا، قال الأعشى:

ماذا عليها وماذا كان ينقصها    يوم الترحل لو قالت لنا سددا وسداد بن سعيد، كسحاب، السبعي، حدث، وهو شيخ لمحمد ابن الصلت.

وقال أبو عبيدة: كل شيء سددت به خللا فهو سداد، بالكسر، ولهذا سمي سداد القارورة وهو صمامها، لأنه يسد رأسها. ومنها سداد الثغر إذا سد بالخيل والرجال فبالكسر فقط لا غير، وأنشد للعرجي:

أضاعوني وأي فتى أضاعوا      ليوم كر يهة وسـداد ثـإر ومن المجاز: فيه سداد من عوز، وأصبت به سدادا من عيش، لما تسد به الخلة أي الحاجة، ويرمق به العيش، فيكسر، وقد يفتح، وبهما قال ابن السكيت، والفارابي، وتبعه الجوهري، والكسر أفصح، وعليه اقتصر الأكثرون، منهم ابن قتيبة وثعلب، والأزهري، لأنه مستعارمن سداد القارورة فلا يغير.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم في السؤال أنه قال: لا تحل المسألة إلا لثلاثة، فذكر منهم رجلا أصابته جائحة فاجتاحت ماله، فيسأل حتى يصيب سدادا من عيش أو قواما، أي ما يكفي حاجته. قال أبو عبيدة: قوله سدادا من عيش، أي قواما، هو بكسر السين. وكل شيء سددت به خللا فهو سداد، بالكسر، أو الفتح في سداد من عوز لحن ليس من كلام العرب. وفيه إشارة إلى قصة المازني، أوردها الحريري في درة الغواص.

وعن النضر بن شميل سداد من عوز، إذا لم يكن تاما ولا يجوز فتحه.

ونقل البارع عن الأصمعي: سدأد من عوز، بالكسر، ولا يقال بالفتح. ومعناه: إن أعوز الأمر كله ففي هذا ما يسد بعض الأمر. والسد بالفتح: الجبل السد: الحاجز، كذا في التهذيب ويضم فيهما، صرح به الفيومي وغيره. وقال ابن السكيت: يقال لكل جبل سد وصد وصد أو بالضم: ما كان مخلوقا لله عز وجل، وبالفتح من عملنا، حكاه الزجاج. وعلى ذلك وجه قراءة من قرأ بين السدين والسدين، ورواه أبو عبيدة. ونحو ذلك قال الأخفش.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بين السدين . وبينهم سدا بفتح السين. وقرآ في يس من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب بضم السين في بضم السين في الأربعة المواضع، وقرأ حمزة والكسائي: بين السدين بضم السين. وعن أبي زيد: السد، بالضم من السحاب: النشء الأسود من أي أقطار السماء نشأ، ج سدود وهي السحائب السود. وهو مجاز، لكونه حاجزا بين السماء والأرض. وفي المحكم: السد: السحأب المرتفع الساد للأفق، والجمع: سدود. قال:

قعدت له وشيعتي رجال  وقد كثر المخايل والسدود وقد سد عليهم وأسد.

والسد بالضم: الوادي فيه حجارة وصخور يبقى الماء فيه زمانا، ج: سددة، كقردة كجحر وجحرة، كما في الصحاح. وقيل: أرض بها سددة، والواحد سدة. ومن المجاز: السد، بالضم الظل، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

قعدت له في سد نقض معود     لذلك في صحراء جذم درينها

صفحة : 2026

أي جعلته سترة لي من أن يراني. والسد، بالضم ماء سماء في حزم بني عوال جبيل لغطفان أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسده. والسد، بالضم: حصن باليمن وقيل: قرية بها. والسد أيضا: الوادي لكونه يسد ويردم. وكل بناء سد به موضع فهو سد وسد. ومن المجاز: جراد سد بالضم، أي كثير سد الأفق، ويقال: جاءنا سد من جراد، وجاءنا جراد سد، إذا سد الأفق من كثرته. وسد أبي جراب، بالضم: موضع أسفل من عقبة منى دون القبور عن يمين الذاهب إلى منى، منسوب إلى أبي جراب عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر. وسد قناة، بالضم: واد ينصب في الشعيبة تصغيرا لشعبة. والسد: بالكسر: الكلام السديد المستقيم الصحيح، عن الصاغاني.

ومن المجاز: السد بالفتح: العيب كالودس، قاله الفراء، ج أسدة، نادر على غير قياس، والقياس الغالب: سدود، بالضم، أو أسد. وفي التهذيب: القياس أن يجمع سد أسدا أو سدودا. وفي التهذيب: السد كل بناء سد به موضع. والجمع أسدة وسدود. فأما سدود فعلى الغالب، وأما أسدة فشاذ. قال ابن سيده وعندي أنه جمع سداد. وعن أبي سعيد: يقال: ما بفلان سدادة يسد فاه عن الكلام، أي ما به عيب، ومنه قولهم: إذا تجعلن بجنبك الأسدة، أي لا تضيقن صدرك فتسكت عن الجواب كمن به عيب، من صمم أو بكم. قال الكميت:

وما بجنبي من صفح وعـائدة      عند الأسدة إن العي كالعضب يقول: ليس بي عي ولا بكم عن جواب الكاشح، ولكني أصفح عنه، لأن العي عن الجواب كالعضب وهو قطع يد أو ذهأب ? عضو، والعائدة: العطف. والسد بالفتح: شيء يتخذ من قضبان، هكذا في سائر النسخ. والصواب: سلة من قضبان، كما في سائر أصول الأمهات له أطباق والجمع: سداد وسدود. وقال الليث السدود: السلال تتخذ من قضبان لها أطباق، والواحدة سدة. وقال غيره: السلة يقال لها السدة والطبل. والسدة، بالضم: باب الدار والبيت كما في التهذيب. يقال: رأيته قاعدا بسدة بابه، وبسدة داره. وقيل هي السقيفة.

صفحة : 2027

وقال أبو سعيد: السدة في كلام العرب: الفناء، يقال لبيت الشعر وما أشبهه. والذين تكلموا بالسدة لم يكونوا أصحاب أبنية ولا مدر، ومن جعل السدة كالصفة، أو كالسقيفة، فإنما فسره على مذهب أهل الحضر. وقال أبو عمرو: السدة كالصفة تكون بين يدي البيت. والظلة تكون لباب الدار، ج: سدد.، بضم ففتح. وفي بعض النسخ: بضمتين. وفي حديث أبي الدرداء، أنه أتى باب معاوية فلم يأذن له، فقال: من يغش سدد السلطان يقم ويقعد. وسدة المسجد الأعظم ما حوله من الرواق، وسمي أبو محمد إسماعيل ابن عبد الرحمن الأعور الكوفي التابعي المشهور، السدي، روى عن أنس وابن عباس وغيرهما، لبيعه المقانع والخمر على باب مسجد الكوفة. وفي الصحاح: في سدة مسجد الكوفة، وهي ما يبقى من الطاق المسدود. قال أبو عبيد: وبعضهم يجعل السدة البأب نفسه، ومنه حديث أم سلمة: أنها قالت لعائشة لما أرادت الخروج إلى البصرة إنك سدة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أمته أي باب. وقال الذهبي: لقعوده في باب. وقال الذهبي: لقعوده في باب جامع الكوفة. وقال الليث: السدي رجل منسوب إلى قبيلة من اليمن، قال الأزهري. إن أراد إسماعيل السدي فقد غلط، لا يعرف في قبائل اليمن: سد ولا سدة. وأغرب أبو الفتح اليعمري فقال: كان يجلس في المدينة، في مكان يقال له: السد، فنسب إليه. والسدي ضعفه ابن معين ووثقه الإمام أحمد، واحتج به مسلم. وفي التقريب أنه صدوق. مات سنة سبع وعشرين ومائة، وروى له الجماعة إلا البخاري. وقال الرشاطي: وليس هو صاحب التفسير، ذاك محمد ابن مروان الكوفي، يعرف بالسدي، عن يحيى بن عبيد الله، والكلبي، وعنه هشام بن عبد الله، والمحاربي. وقال جرير: هو كذاب. والسدة، بالضم: داء في الأنف يسده، يأخذ بالكظم، ويمنع نسيم الريح، كالسداد، بالضم أيضا، مثل العطاس والصداع. والسد، بالضم: ذهاب البصر. وعن ابن الأعرابي: السدد، بضمتين: العيون المفتحة لا تبصر بصرا قويا، وهو مجاز. ويقال منه هي عين سادة، أو عين سادة وقائمة: هي التي ابيضت لا يبصر بها، ولم تنفقئ بعد، قاله أبو زيد. وعن ابن الأعرابي: السادة هي الناقة الهرمة وهي سادة وسلمة، وسدرة وسدمة. ومن المجاز: السادة: ذؤابة الإنسان تشبيها بالسحأب أو بالظل. ومن المجاز: هو من أسد المسد، وهو موضع بمكة عند بستأن ابن عامر، وذلك البستان مأسدة، قال أبو ذؤيب:

ألفيت أغلب من أسد المسد حدي     د الناب أخذته عفر فتطـريح لا بستان ابن معمر، ووهم الجوهري. قال الأصمعي: سألت ابن أبي طرفة عن المسد فقال: هو بستان ابن معمر الذي يقول فيه الناس: بستان ابن عامر. هذا نص عبارة الجوهري، فلا وهم فيه، حيث بين الأمرين، ولم يخالفه فيما قاله أحد، بل صرح البكري وغيره، بأن قولهم بستان ابن عامر، غلط، صوابه ابن معمر. وسيأتي في الراء، إن شاء الله تعالى. وسدين كسجين: د، بالساحل قريب، يسكنه الفرس، كذا في المعجم. والسداد ككتاب: الشيء من اللبن ييبس في إحليل الناقة. وسداد بن رشيد الجعفي، محدث، روى عن جدته أرجوانة وعنه ابنه حسين وأبو نعيم، وابنه حسين بن سداد روى عن جابر بن الحر. وقولهم:

ضربت عليه الأرض بالأسداد

صفحة : 2028

أي سدت عليه الطرق وعميت عليه مذاهبه، وواحد الأسداد: سد، ومنه أخذ السد بمعنى ذهاب البصر. وقد تقدم. وتقول صببت في القربة ماء فاستدت به عيون الخرز وانسدت، بمعنى واحد.

ومما يستدرك عليه: سد الروحاء وسد الصهباء موضعان بين مكة والمدينة. وفي الحديث: كان له قوس يسمى السداد سميت به تفاؤلا بإصابة ما رمي عنها. وعن ابن الأعرابي: رماه في سد راقته، أي في شخصها، قال والسد، والدريئة، والدريعة: الناقة التي يستتر بها الصائد ويختل ليرمي الصيد، وانشد لأوس:

فمأ جبنوا أنا نسد عـلـيهـم     ولكن لقوا نارا تحس وتسفع قال الأزهري: قرأت بخط شمر في كتابه: يقال سد عليك الرجل يسد سدا، إذا أتى السداد. وفي حديث الشعبي: ما سددت على خصم قط قال شمر: زعم العتريفي: أي ما قطعت عليه، فأسد كلامه. وقال شمر: ويقال: سدد صاحبك، أي علمه واهده. وسدد مالك أي أحسن العمل به. والتسديد للإبل أن تسيرها لكل مكان مرعى، وكل مكان ليان، وكل مكان رقاق، والمسدد: المقوم. وفي الحديث: قال لعلي: سل الله السداد، واذكر بالسداد تسديدك السهم أي إصابة القصد به. وفي صفة متعلم القرآن: يغفر لأبويه إذا كان مسددين أي لازمي الطريقة المستقيمة. ويروى بكسر الدال. وقال أبو عدنان: قل لي جابر: البذخ الذي إذا نازع قوما سدد عليهم كل شيء قالوه، قلت: وكيف يسدد عليهم? قال: ينقض عليهم كل شيء قالوه. وفي المثل سد ابن بيض الطريق وسيأتي.

ومن المجاز: هو يسد مسد أبيه، ويسدون مسد أسلافهم. وسداد البطحاء، بالكسر: لقب أبي عمرو عبيدة بن عبد مناف، وهو أخو هاشم والد عبد المطلب. وقد انقرض ولده. وأتتنا ريح من سداد أرضهم: من قصدهأ، وهو مجأز. وسدود بالضم، كأنه جمع سد: قرية بفلسطين، وأخرى بمصر، في المنوفية. ويقال في الأخيرة: أسدود أيضا. ورجل سداد، ككتان: مستقيم. والمسد: قرية بالمغرب. وسديدة بنت أحمد بن الفرج الدقاق. وسديدة بنت أبي المظفر الشاشي. سمع منهما أبو المحاسن القرشي. والسد، بالضم: ماء سماء، جبل شوران مطل عليه، نقله الصاغاني. وهو غير الذي لغطفان.

س - ر - د
السرد: الخرز في الأديم والنعل وغيرهما، والسراد: الخراز. و الخرز مسرود ومسرد. وسرد خف البعير سردا: خصفه بالقد كالسراد بالكسر، والسرد: الثقب وأنشد ابن السيد في الفرق:

كأن فروج اللأمة السرد شده     أعلى نفسه عبل الذراعين مخدر

صفحة : 2029

كالتسريد، فيهما والإسراد في الأخير فقط، تقول: سرد الشيء سردا، وسرده وأسرده، إذا ثقبه. والسرد: نسج الدرع، وهو تداخل الحلق بعضها في بعض. والسرد: اسم جامع للدروع وسائر الحلق وما أشبهها من عمل الحلق، وسمي سردا لأنه يسرد فيثقب طرفا كل حلقة بالمسمار، فذلك الحلق المسرد. والمسرد هو المثقب، وهو السراد، بالكسر. وقوله عز وجل: وقدر في السرد قيل هو ألا يجعل المسمار غليظا، والثقب دقيقا فيفصم الحلق، ولا يجعل المسمار دقيقا والثقب واسعا، فيتقلقل أو ينخلع أو يتقصف، اجعله على القصد، وقدر الحاجة. وقال الزجاج: السرد: السمر وهو غير خارج من اللغة، لأن السرد تقديرك طرف الحلقة إلى طرفها الآخرز ومن المجاز: السرد: جودة سياق الحدث، سرد الحديث ونحوه يسرده سردا، إذا تابعه، وفلان يسرد الحديث سردا وتسرده، إذا كان جيد السياق، وسرد القرآن: تابع قراءته في حدر، منه. والسرد: ع ببلاد أزد، جاء ذكره في الشعر مع أبارع. والسرد: متابعة الصوم وموالاته وسرد فلان، كفرح: صار يسرد صومه ويواليه ويتابعه. وفي الحديث: أن رجلا قال له يا رسول الله: إني أسرد الصيام في السفر، فقال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر. والسرندي، كسبنتى: الجريء السريع في أموره إذا أخذ يها عن ابن دريد. وقيل: الشديد والأنثى سرنداة. وقال سيبويه: رجل سرندى مشتق من السرد، ومعناه الذي يمضي قدما. والسرندي: اسم رجل، وهو شاعر من بني التيم كان يعين عمر بن لجإ، قال ابن أحمر.

فخر وجال المهـر ذات شـمـالـه      كسيف السرندى لاح في كف صاقل واسرنداه الشيء: غلبه واعتلاه والمسرندي: الذي يعلوك ويغلبك. قال:

قد جعل النعأس يغرنديني
أدفعه عني ويسرنديني

واغرنداه مثله بمعنى علاه وغلبه وسيأتي. والياء فيهما للإلحاق بافعنلل. وقد قيل إنه لا ثالث لهما، ويقال: إن اغرنداه: علاه بالشتم. والسراد كسحاب: الخلال الصلب، الواحد سرادة، عن الفرائ، وهي البسرة تحلو قبل أن تزهي وهي بلحة. وقال أبو حنيفة: السراد: الذي يسقط من البسر قبل أن يدرك وهو أخضر. وقد أسرد النخل، والسراد ما أضر به العطش من الثمر فيبس قبل ينعه، نقله الصاغاني. وسردد، كقنفذ وجندب وجعفر، الأخيرة عن الأصمعي. قال الصاغاني: والمسموع من العرب الوجه الثاني: واد مشهور متسع بتهامة اليمن، مشتمل على قرى، ومدن وضياع، قل أبو دهبل الجمحي:

سقى الله جازانا فمن حل وليه    فكل مسيل من سهأم وسردد قال ابن سيده: سردد: موضع، هكذا حكاه سيبويه متمثلا به بضم الدال وعدله بشرنب، قال: وأما ابن جني فقال: سردد، بفتح الدال، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

تصيفت نعمان واصيفـت      جبال شرورى إلى سردد قال ابن جني: إنما ظهر تضعيف سردد، لأنه ملحق بما لم يجيء، وقد علمنا أن الإلحاق إنما هو صنعة لفظية، ومع هذا لم يظهر ذلك الذي قدره هذا ملحقا فيه، فلولا أن ما يقوم الدليل عليه بما لم يظهر إلى النطق بمنزلة الملفوظ به لما ألحقوا سرددا وسوددا بما لم يفوهوا به، ولا تجشموا استعماله. انتهى.

صفحة : 2030

وساردة بن تزيد، بالمثناة الفوقية والتحتية معا، نسختان، ابن جشم بن الخزرج، في نسب الأنصار، من ولده سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة، ذكره ابن حبيب. ومن المجاز: يقال هو ابن مسرد، كمنبر وفي الأساس: ابن أم مسرد، أي ابن أمة أو قينة، عن الصاغاني، لأنها من الخوارز، كما في الأساس، شتم لهم يتشاتمون به بينهم. والسريد، كأمير، وسحاب، ومنبر: الإشفى الذي في طرفه خرق وهو المخصف.

وسردانية بالفتح: جزيرة كبيرة ببحر المغرب بها قرى وعمائر، عن الصاغاني. وسردرود: ة، بهمذان، وهي مركضبة من سرد ورود. ومعناها: النهر البارد.

ومما يستدرك عليه: السرد: تقدمة شيء إلى شيء تأتي به متسقا بعضه في إثر بعض متتابعا. وقيل لأعرابي. أتعرف الأشهر الحرم? فقال: نعم، واحد فرد وثلاثة سرد. فالفرد: رجب، لأنه يأتي بعده شعبان، وشهر رمضان، وشوال. والثلاثة السرد: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. وهو مجاز. والسراد، والمسرد: المثقب. والمسرد: اللسان، يقال فلان يخرق الأعراض بمسرده، أي بلسانه. وهو مجاز. والمسرد: النعل المخصوفة اللسان. والسراد والمسرد: المخصف، وما يخرز به. والخرز مسرود ومسرد. والمسرودة: الدرع المثقوبة.

والسارد: الخراز، قاله أبو عمرو. ودرع مسرود، ولبوس مسرد، ولأمة سرد. ومن المجاز: السرد: الحلق، تسمية بالمصدر. ونجوم سرد: متتابعة. وتسرد الدر: تتابع في النظام، ولؤلؤ متسرد، وتسرد دمعه، كما يتسرد اللؤلؤ، وماش متسرد: يتابع خطاه في مشيه. والسردية: قبيلة من العرب. ومسرد، كمعظم: كوفي، روآ عن سعد بن أبي وقاص.

س - ر - ب - د
سربد، يقال منه: حاجب مسربد: لا شعر عليه، عن كراع. وقد تقدم سبرد. ولعل هذا مقلوبه، كما هو ظاهر.

س - ر - م - د
السرمد: الدائم، قاله الزجاج. وعليه اقتصر الجوهري وغيره وفي حديث لقمان: جواب ليل سرمد السرمد: الدائم الذي لا ينقطع.ومثله في النهاية. وقال الخليل: السرمد: هو دوام الزمان، واتصاله من ليل أو نهار. قاله المرزوقي في شرح الحماسة. ومثله في اللسان. والسرمد: الطويل من الليالي، يقال ليل سرمد، أي طويل. وفي التنزيل العزيز: قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا وفسره الزجاج بما تقدم. وسرمد: ع من عمل حلب، نقله الصاغاني. وسرمد: جد أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن محمد بن سرمد الكرابيسي النيسابوري، توفي سنة 366. ونقل شيخنا عن الفخر الرازي أن اشتقاق السرمد من السرد، وهو التوالي والتعاقب.ولما كان الزمان إنما يبقى بتعاقب أجزائه وكان ذلك مسمى بالسرد، أدخلوا عليه الميم الزائدة، ليفيد المبالغة في ذلك، انتهى، قال: وعليه، فوزنه: فعمل، وموضعه سرد.

س - ر - ن - د
السرندى: الجريء الشديد، قد ذكر في س ر د بناء على أن النون زائة. وقد تقدم النقل فيه عن سيبويه، وهذا موضعه، لأن سرند بعد سرمد. وسيف سرندي: ماض في الضريبة ولا ينبو. ومن جعل سرندى: فعنللا صرفه، ومن جعله، فعنلى لم يصرفه، وقد تقدم.

س - ر - ه - د

صفحة : 2031

سرهد الصبيي سرهدة: أحسن غذاءه. وسرهد السنام: قطعه، ومنه قيل: سنام مسرهد، أي مقطع قطعا. والمسرهد: المنعم المغذى، وامرأة مسرهدة، سمينة مصنوعة، وكذلك الرجل. والمسرهد أيضا: السمين من الأسنمة، يقال سنام مسرهد، أي سمين، وربما قيل لشحم السنأم: سرهد، وماء سرهد، أي كثير. ومسدد، كمعظم، ابن مسرهد بن مجرهد بن مسربل، وقيل أرمل بن مغربل بن مرعبل بن مطربل بن أرندل بن سرندل بن عرندل بن ماسك المستورد الأسدي البصري، من بني أسد بن شريك، بالضم، ابن مالك بن عمرو بن مالك ابن فهم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد: محدث. قال أبو زرعة، قال أحمد: مسدد صدوق. وقال ابن القراب: مات أبو الحسن مسدد، لست عشرة ليلة خلت من رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين. قال شيخنا: صرح جماعة من شراح الصحيحين، وغيرهما من أرباب الطبقات، بأن هذه الأسماء إذا كتبت وعلقت على محموم كانت من أنفع الرقى، وجربت فكانت كذلك.

س - ع - د

صفحة : 2032

سعد يومنا، كنفع يسعد سعدا، بفتح فسكون، وسعودا، كقعود: يمن ويمن ويمن مثلثة، يقال: يوم سعد، ويوم نحس. والسعد: ع قرب المدينة على ثلاثة أميال منها، كانت غزوة ذات الرقاع قريبة منه، والسعد: جبل بالحجأز، بينه وبين الكديد ثلاثون ميلا، عنده قصر، ومنازل، وسوق، وماء عذب، على جادة طريق كان يسلك من فيد إلى المدينة. والسعد: د، يعمل فيه الدروع، فيقال: الدروع السعدية، نسبة إليه وقيل السعد: قبيلة نسبت إليها الدروع. والسعد ثلث اللبنة، لبنة القميص والسعيد كزبير: ربعها، أي تلك اللبنة. نقله الصاغاني. واستسعد به: عده سعيدا و في نسخة: سعدا. والسعادة: خلاف الشقاوة، والسعودة خلاف النحوسة، وقد سعد كعلم وعني سعدا وسعادة فهو سعيد، نقيض شقي مثل سلم فهو سليم وسعد بالضم سعادة، فهو مسعود والجمع سعداء والأنثى بالهاء. قال الأزهري: وجائز أن يكون سعيد بمعنى مسعود، من سعده الله، ويجوز أن يكون من سعد يسعد، فهو سعيد. وقد سعده الله، وأسعده الله، فهو مسعود وسعد جده، وأسعده: أنماه. والجمع مساعيد ولا يقال مسعد كمكرم، مجاراة لأسعد الرباعي، بل يقتصر على مسعود، اكتفاء به عن مسعد، كما قالوا: محبوب ومحموم، ومجنون، ونحوها من أفعل رباعيا. قال شيخنا: وهذا الاستعمال مشهور، عقد له جماعة من الأقدمين بابا يخصه، وقالوا: باب أفعلته فهو مفعول وساق منه في الغريب المصنف ألفاظا كثيرة، منها: أحبه فهو محبوب وغير ذلك، وذلك لأنهم يقولون في هذا كله قد فعل، بغير ألف، فبني مفعول على هذا، وإلا فلا وجه له. وأشار إليه ابن القطاع في الأبنية، ويعقوب، وابن قتيبة، وغير واحد من الأئمة. والإسعاد، والمساعدة: المعاونة. وساعده مساعدة وسعادا وأسعده: أعأنه، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يقول في افتتاح الصلاة: لبيك وسعديك والخير بين يديك والشر ليس إليك. قال الأزهري: وهو خبر صحيح، وحاجة أهل العلم إلى تفسيره ماسة. فأما لبيك فهو مأخوذ من لب بالمكان، وألب، أي أقام به، لبا وإلبابا، كأنه يقول: أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة، ومجيب لك إجابة بعد إجابة. وحكي عن ابن السكيت في قوله لبيك وسعديك: تأويله إلبابا لك بعد إلباب، أي لزوما لطاعتك بعد لزوم، وإسعادا بعد إسعاد وقال أحمد بن يحيى: سعديك، أي مساعدة لك، ثم مساعدة، وإسعادا لأمرك بعد إسعاد. وقال ابن الأثير أي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة وإسعادا بعد إسعاد، ولهذا ثني، وهو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال. قال الجرمي: ولم يسمع سعديك مفردا، قال الفراء: لا واحد للبيك وسعديك على صحة. قال الفراء: وأصل الإسعاد والمساعدة، متابعة العبد أمر ربه ورضاه. قال سيبويه: كلام العرب على المساعدة والإسعاد، غير أن هذا الحرف جاء مثنى على سعديك، ولا فعل له على سعد. قال الأزهري: وقد قرئ قوله تعالى: وأما الذين سعدوا وهذا لا يكون إلا من: سعده الله، وأسعده، أي أعانه ووفقه، لا من أسعده الله. وقال ابو طالب النحوي: معنى قوله لبيك وسعديك، أي أسعدني الله إسعادا بعد إسعاد. قال الأزهري: والقول ما قاله ابن السكيت، وأبو العباس، لأن العبد يخاطب ربه، ويذكر طاعته ولزومه أمره، فيقول: سعديك، كما يقول لبيك، أي مساعدة لأمرك بعد مساعدة. وإذا قيل أسعد الله العبد، وسعده، فمعناه: وفقه الله لما يرضيه عنه، فيسعد بذلك سعادة. كذا في اللسان. والسعد،

صفحة : 2033

والسعود، الأخيرة أشهر وأقيس، كلاهما: سعود النجوم: وهي الكواكب التي يقال لكل واحد منها: سعد كذا، وهي عشرة أنجم، كل واحد منها سعد: سعد بلع. قال ابن كنأسة: سعد بلع: نجمان معترضان خفيان. قال أبو يحيى: وزعمت العرب أنه طلع حين قال الله تعالى: يا أرض ابلعي ماءك ويقال إنما سمي بلعا لأنه كان لقرب صاحبه منه يكاد أن يبلعه. وسعد الأخبية ثلاثة كواكب على غير طريق السعود، مائلة عنها، وفيها اختلاف، وليست بخفية غامضة، ولا مضيئة منيرة، سميت بذلك لأنها إذا طلعت خرجت حشرات الأرض وهوامها من جحرتهأ، جعلت جحراتهأ لها كالأخبية. وقيل: سعد الأخبية: ثلاثة أنجم، كأنهأ أثافي ورابع تحت واحد منهن. وسعد الذابح، قال ابن كناسة: هو كوكبان متقاربان، سمي أحدهما ذابحا لأن معه كوكبا صغيرا غامضا، يكاد يلزق به فكأنه مكب عليه يذبحه، والذابح أنور منه قليلا. وسعد السعود كوكبان، وهو أحمد السعود، ولذلك أضيف إليها، وهو يشبه سعد الذابح في مطلعه. وقال الجوهري: هو كوكب نير منفرد.ود، الأخيرة أشهر وأقيس، كلاهما: سعود النجوم: وهي الكواكب التي يقال لكل واحد منها: سعد كذا، وهي عشرة أنجم، كل واحد منها سعد: سعد بلع. قال ابن كنأسة: سعد بلع: نجمان معترضان خفيان. قال أبو يحيى: وزعمت العرب أنه طلع حين قال الله تعالى: يا أرض ابلعي ماءك ويقال إنما سمي بلعا لأنه كان لقرب صاحبه منه يكاد أن يبلعه. وسعد الأخبية ثلاثة كواكب على غير طريق السعود، مائلة عنها، وفيها اختلاف، وليست بخفية غامضة، ولا مضيئة منيرة، سميت بذلك لأنها إذا طلعت خرجت حشرات الأرض وهوامها من جحرتهأ، جعلت جحراتهأ لها كالأخبية. وقيل: سعد الأخبية: ثلاثة أنجم، كأنهأ أثافي ورابع تحت واحد منهن. وسعد الذابح، قال ابن كناسة: هو كوكبان متقاربان، سمي أحدهما ذابحا لأن معه كوكبا صغيرا غامضا، يكاد يلزق به فكأنه مكب عليه يذبحه، والذابح أنور منه قليلا. وسعد السعود كوكبان، وهو أحمد السعود، ولذلك أضيف إليها، وهو يشبه سعد الذابح في مطلعه. وقال الجوهري: هو كوكب نير منفرد.

وهذه الأربعة منها من منأزل القمر ينزل بها، وهي في برجي الجدي والدلو ومن النجوم: سعد ناشرة، وسعد الملك، وسعد البهام، وسعد الهمام، وسعد البارع، وسعد مطر. وهذه الستة ليست من المنازل، كل سعد منها كوكبان، بينهما في المنظر نحو ذراع وهي متناسقة. وفي الصحاح: في العرب سعود، قبائل، كثيرة، منها: سعد تميم، وسعد قيس، وسعد هذيل، وسعد بكر، وأنشد بيت طرفة:

رأيت سعودا من شعوب كثيرة     فلم تر عيني مثل سعد بن مالك

صفحة : 2034

قال ابن بري: يقول: لم أر فيمن سمي سعدا أكرم من سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة، وغير ذلك، مثل: سعد بن قيس عيلان، وسعد بن ذبيان بن بغيض، وسعد بن عدي بن فزارة، وسعد بن بكر بن هوازن، وهم الذين أرضعوا النبي صلى الله عليه وسلم وسعد ابن مالك بن سعد بن زيد مناة وفي بني أسد سعد بن ثعلبة بن دودان، وسعد بن الحارث بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان. قال ثابت: كان بنو سعد بن مالك لا يرى مثلهم في برهم ووفائهم. وفي قيس عيلان سعد بن بكر، وقضاعة سعد هذيم، ومنها سعد العشيرة وهو أبو أكثر قبائل مذحج. ولما تحول الأضبط بن قريع السعدي من، وفي نسخة: عن قومه وانتقل في القبائل، فلما لم يحمدهم رجع إلى قومه وقال: بكل واد بنو سعد فذهب مثلا. يعني سعد بن زيد مناه بن تميم وأما سعد بكر فهم أظآر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبنو أسعد: بطن من العرب وهو تذكير سعدى، وأنكره ابن جني وقال: لو كان كذلك حري أن يجيء به سماع، ولم نسمعهم قط وصفوا بسعدى، وإنما هذا تلاق وقع بين هذين الحرفين المتفقي اللفظ، كما يقع هذان المثالان في المختلفة نحو أسلم وبشرى. وفي الصحاح: وفي المثل قولهم: أسعد أم سعيد، كأمير هكذا هو مضبوط عندنا. وفي سائر الأمهات اللغوية: كزبير، وهو الصواب، إذا سئل عن الشيء أي هو مما يحب أو يكره. و في خطبة الحجاج: انج سعد فقد قتل سعيد، هذا مثل سائر وأصله أن ابنى ضبة بن أد خرجا في طلب إبل لهما فرجع سعد وفقد سعيد فكان ضبة إذا رأى سوادا تحت الليل قال: أسعد أم سعيد هذا أصل المثل فأخذ ذلك اللفظ منه، وصار يتشاءم به، وهو يضرب مثلا في العناية بذي الرحم، ويضرب في الاستخبار عن الأمرين: الخير والشر أيهما وقع. وهو مجاز. ويقال برك البعير على السعدانة، وهو كركرة البعير سميت لاستدارتها. والسعدانة: الحمامة قال:

إذا سعدانة السعفات ناحت    عزاهلها سمعت لها حنينا أو السعدانة اسم حمامة خاصة، قاله ابن دريد، وأنشد البيت المذكور. قال الصاغاني: وليس في الإنشاد ما يدل على أنها اسم حمامة، كأنه قال: حمامة السعفات، اللهم إلا أن يجعل المضاف والمضاف إليه اسما لحمامة، فيقال: سعدانة السعفات: اسم حمامة. ويقال: عقد سعدانة النعل، وهي عقدة الشسع السفلى مما يلي الأرض والقبال، مثل الزمام، بين الإصبع الوسطآ والتي تليها. والسعدانة من الاست: ما تقبض من حتارها، أي دائر الدبر، وسيأتي.


صفحة : 2035

والسعدأنة من الميزان: عقدة في أسفل كفته، وهي السعدانات. والسعدانأت أيضا: هنات أسفل العجاية، بالضم عصب مركب فيه فصوص من عظام، كما سيأتي، ومنهم من ضبطه بالموحدة، وهو غلط كأنها أظفار. ويقال: شد الله على ساعدك وسواعدكم، ساعداك: ذراعاك والساعد: ملتقى الزندين من لدن المرفق إلى الرسغ، والساعد: الأعلى من الزندين في بعض اللغات، والذراع: الأسفل منهما. قال الأزهري: والساعد: ساعد الذراع، وهو ما بين الزندين والمرفق، سمي ساعدا لمساعدته الكف إذا بطشت شيئا، أو تناولته، وجمع الساعد: سواعد. والساعدان من الطائر: جناحاه يطير بهما، وطائر شديد السواعد، أي القوادم، وهو مجاز. والسواعد: مجأري الماء إلى النهر أو إلى البحر. وقال أبو عمرو: السواعد: مجاري البحر التي تصب إليه الماء، واحدهأ ساعد، بغير هاء. وقال غيره: الساعد مسيل الماء إلى الوادي والبحر. وقيل: هو مجرى البحر إلى الأنهار. وسواعد البئر: مخارج مائها ومجاري عينها. والسواعد: مجاري عيونها. والسواعد: مجاري المخ في العظم، قال الأعلم يصف ظليما:

على حت البراية زمخري ال      سواعد ظل في شري طوال عنى بالسواعد مجرى المخ من العظام، وزعموا أن النعأم والكرى لا مخ لهما.

وقال الأزهري في شرح هذا البيت: سواعد الظليم أجنحته، لأن جناحيه ليسا كاليدين والزمخري في كل شيء: الأجوف مثل القصب. وعظام النعأم جوف لا مخ فيها. والحت: السريع. والبراية: البقية. يقول: هو سريع عند ذهأب برايته، أي عند انحسار لحمه وشحمه. والسعد، بالضم: من الطيب. والسعادى، كحبارى مثله، وهو طيب م أي معروف. وقال أبو حنيفة: السعد من العروق: الطيبة الريح وهي أرومة مدحرجة، سوداء صلبة كأنها عقدة تقع في العطر وفي الأدوية، والجمع سعد. قال: ويقال لنباته السعادى، والجمع: سعاديات. وقال الأزهري: السعد: نبت له أصل تحت الأرض، أسود طيب الريح. والسعادآ نبت آخر، وقال الليث: السعأدآك نبت السعد. وفيه منفعة عجيبة في القروح التي عسر اندمالها، كما هو مذكور في كتب الطب. وساعدة: اسم من أسماء الأسد معرفة لا ينصرف، مثل أسامة، ورجل أي علم شخص عليه. وبنو ساعدة: قوم من الأنصار من بني كعب بن الخزرج بن ساعدة، منهم سعد بن عبادة وسهل ابن سعد، الساعديان، رضي الله عنهما، وسقيفتهم بمكة، هكذا في سائر النسخ المصححة، والأصول المقروءة. ولا شك في أنه سبق قلم، لأنه أدرى بذلك، لكثرة مجاورته وتردده في الحرمين الشريفين.والصواب أنها بالمدينة. كما وجد ذلك في بعض النسخ على الصواب، وهو إصلاح من التلامذة. وقد أجمع أهل الريب وأئمة الحديث وأهل السير أنها بالمدينة، لأنها مأوى الأنصار، وهي بمنزلة دار لهم ومحل اجتماعاتهم. ويقال: كانوا يجتمعون بها أحيانا. والسعيد كأمير: النهر الذي يسقي الأرض بظواهرها، إذا كان مفردا لها. وقيل هو النهر الصغير، وجمعه: سعد، قال أوس بن حجر:

وكأن ظعنهم مقـفـية    نخل مواقر بينها السعد

صفحة : 2036

وسعيد المزرعة: نهرها الذي يسقيها?. وفي الحديث: كنا نزارع على السعيد. والسعيدة، بهاء: بيت كانت ربيعة من العرب تحجه بأحد في الجاهلية، هكذا في النسخ. وهو قول ابن دريد قال: وكان قريبا من شداد. وقال ابن الكلبي: على شاطئ الفرات، فقوله: بأحد، خطأ. والسعيدية: ة بمصر نسبت إلى الملك السعيد. والسعيد والسعيدية: ضرب من برود اليمن، كأنها نسبت إلى بني سعيد. وسعد: صنم كان لبني ملكان بن كنانة بساحل البحر، مما يلي جدة، قال الشاعر:

وهل سعد إلا صخرة بـتـنـوفة    من الأرض لا تدعو لغي ولا رشد ويقال: كانت تعبره هذيل في الجاهلية. وسعد، بالضم: ع قرب اليمامة، قال شيخنا: زعم قوم أن الصواب: قرب المدينة. وسعد: جبل بجنبه ماء وقرية ونخل، من جانب اليمامة الغربي. والسعد، بضمتين: تمر، قال

وكأن ظعن الحي مدبرة    نخل بزارة حمله السعد

صفحة : 2037

هكذا فسره أبو حنيفة. والسعد، بالتحريك، وبخط الصاغاني: بالفتح، مجودا: ماء كان يجري تحت جبل أبي قبيس يغسل فيه القصارون.وأجمة م معروفة، وفي قوله: معروفة، نظر. والسعدان بالفتح: نبت في سهول الأرض من أفضل، وفي الأمهات: من أطيب مراعي الإبل ما دام رطبا. والعرب تقول: أطيب الإبل لبنا ما أكل السعدان والحربث. وقال الزهري في ترجمة صفع: والإبل تسمن على السعدان، وتطيب عليها ألبانها، واحدته سعدانة، والنون فيه زائدة، لأنه ليس في الكلام فعلال غير خزعال وقهقار، إلا من المضاعف. وقال أبو حنيفة: من الأحرار السعدأن، وهي غبر اللون، حلوة يأكلها كل شيء، ويست بكبيرة، وهي من أنجع المرعى. ومنه المثل: مرعى ولا كالسعدان وماء ولا كصداء، يضربان في الشيء الذي فيه فضل وغيره أفضل منه. أو للشيء الذي يفضل على أقرانه. وأول من قاله: الخنساء ابنة عمرو بن الشريد. وقال أبو عبيد: حكى المفضل أن المثل لامرأة من طيئ وله شوك كأنه فلكة يستلقي فينظر إلى شوكه كالحا إذا يبس. وقال الأزهري: يقال لشوكه: حسكة السعدان. ويشبه به حلمة الثدي، فيقال لها سعدانة الثندوة، وخلط الليث في تنمسير السعدأن، فجعل الحلمة ثمر السعدان، وجعل له حسكا كالقطب. وهذا كله غلط. والقطب شوك غير السعدان، يشبه الحسك. وأما الحلمة. فهي شجرة أخرى. وليست من السعدان في شيء. وتسعد الرجل: طلبه، يقال: خرج القوم يتسعدون، أي يرتادون مرعى السعدان، وهو من خير مراعيهم أيام الربيع، كما تقدم. وسعدان، كسبحان: اسم للإسعأد، ويقال: سبحانه وسعدانه، أي أسبحه وأطيعه، كما سمي التسبيح بسبحان، وهمأ علمأن كعثمان ولقمان. والساعدة: خشبة تنصب تمسك البكرة، وجمعها السواعد. وسموا سعيدا، ومسعودا، ومسعدة، بالفتح، ومساعدا، وسعدون، وسعدان، وأسعد، وسعودا، بالضم، وللنساء: سعاد وسعدى، بضمهمها، وسعدة وسعيدة، بالفتح، وسعيدة بالضم. والأسعد: شقاق كالجرب يأخذ البعير فيهرم منه ويضعف. وسعاد، ككتان، ابن سليمان الجعفي المحدث، شيخ لعبد الصمد بن النعمان. وسعأد بن راشدة في سب لخم، من ولده حاطب بن أبي بلتعة الصحابي. واختلف في عبد الرحمن بن سعاد، الراوي عن أبي أيوب، فالصوااب أنه كسحأب، وقيل ككتان، قاله الحافظ. والمسعودة: محلتان ببعداد، إحداهما بالمأمونية، والأخرى في عقار المدرسة النظامية. وبنو سعدم كجعفر: بطن من مالك بن حنظلة من بني تميم والميم زائدة، نقله ابن دريد في كتاب الاشتقاق. ودير سعد: ع، بين بلاد غطفان والشام. وحمام سعد: ع بطريق حاج، الكوفة، عن الصاغاني. ومسجد سعد منزل على ستة أميال من الزبيدية بين المغيثة والقرعاء، منسوب إلى سعد بن أبي وقاص. والسعدية: منزل منسوب لبني سعد بن الحارث بن ثعلبة، بطرف جبل يقال له: النزف: والسعدية: ع لبني عمرو بن ساعدة، هكذا في النسخ. والصواب: عمرو بن سلمة وفي الحديث: أن عمرو بن سلمة هذا لمأ وفد على النبي، صلى الله عليه وسلم استقطعه ما بين السعدية والشقراء، وهما ماءان. والسعدية: ع لبني رفاعة باليمامة. والسعدية: بئر لبني أسد في ملتقى دار محأرب بن خصفة، ودار غطفان، من سرة الشربة. وماء في ديار بني كلاب، وأخرى لبني قريظ من بني أبي بكر بن كلاب. والسعدية قريتأن بحلب، سفلى وعليا. والسعدى كسكرى: ة أخرى

صفحة : 2038

بحلب، و: ع في حلة بني مزيد بالعراق. وقول أمير المؤمنين علي بن أبي طابي رضي الله عنه:، و: ع في حلة بني مزيد بالعراق. وقول أمير المؤمنين علي بن أبي طابي رضي الله عنه:

أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا يا سعد تورد الإبل

فسيأتي في ش ر ع. والسعدتين، كأنه تثنية سعدة. كذا في النسخ المصححة: ة قرب المهدية بالمغرب منها: وفي نسخة القرافي، موضع، بدل: قرية. ولذا قال: والأولى منه أو أنثه باعتبار السعدتين. قلت: وعلى ما في نسختنا فلا يرد على المصنف شيء خلف الشاعر ومما يستدرك عليه: يوم سعد وكوكب سعد، وصفا بالمصرد، وحكى ابن جني يوم سعد، وليلة سعدة، قال: وليسا من باب الأسعد والسعدى، بل من قيل أن سعدا وسعدة صفتان مسوقتأن على منهاج واستمرار، فسعد من سعدة كجلد من جلدة، وندب من ندبة، ألا تراك تقول: هذا يوم سعد، وليلة سعدة، كما تقول، هذا شعر جعد، وجمة جعدة.

وساعدة الساق: شظيتها. والساعد: إحليل خلف الناقة، وهو الذي يخرج منه اللبن. وقيل: السواعد: عروق في الضرع يجيء منها اللبن إلى الإحليل، وقال الأصمعي: السواعد: قصب الضرع وقال أبو عمرو: هي العروق التي يجيء منها اللبن، سميت بسواعد البحر، وهي مجارية. وساعد الدر: عرق ينزل الدر منه إلى الضرع من الناقة، وكذلك العرق الذي يؤدي الدر إلى ثدي المرأة، يسمى ساعدا، ومنه قوله:

ألم تعلمي أن الأحاديث في غد    وبعد غد يا لبن ألب الطرائد
وكنتم كأم لبة ظعن ابـنـهـا    إليها فما درت عليه بساعـد

وي حديث سعد: كنأ نكري الأرض بما على السواقي وما سعد من الماء فيها، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قوله: ما سعد من الماء، أي: ما جاء من الماء سيحا لا يحتاج إلى دالية، يجيئه الماء سيحا، لأن معنى ما سعد: ما جاء من غير طلب. والسعدانة الثندوة، وهو ما استدار من السواد حول الحلمة. وقال بعضهم: سعدانة الثدي: ما أطاف به كالفلكة. والسعدانة مدخل الجردان من ظبية الفرس. والسعدان: شوك النخل عن أبي حنيفة وفي الحديث أنه قال: لا إسعاد ولا عقر في الإسلام: وهو إسعاد النساء في المناحات، تقوم المرأة. فتقوم معها أخرى من جاراتها فتساعدها على النياحة. وقد ورد في حديث آخر: قالت أم عطية: إن فلانة أسعدتني فأريد أسعدها، فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا. وفي رواية: قال: فاذهبي فأسعديهأ ثم بايعيني قال الخطابي: أما الإسعاد فخاص في هذا المعنى، وأما المساعدة فعامة في كل معونة يقال إنما سمي المساعدة المعاونة، من وضع الرجل يده على ساعد صاحبه، إذا تماشيا في حاجة، وتعاونا على أمر. ويقال: ليس لبني فلان ساعد، أي لي لهم رئيس يعتمدونه وساعد القوم: رئيسهم، قال الشاعر:

وما خير كف لا تنوء بساعد وبنو سعد وبنو سعيد بطنان. قال اللحياني: وجمع سعيد: سعيدون وأساعد، قال ابن سيده: فلا أدري أعنى الاسم أم الصفة، غير أن جمع سعيد على أساعد شاذ. والسعدان: ماء لبني فزارة، قال القتال الكلابي:

رفعن من السعدين حتى تفاضلت    قنأبل من أولاد أعـوج قـرح وسعد، بالضم: موضع بنجد. قال جرير:

ألا حي الديار بسعد، إني     أحب لحب فاطمة الديارا

صفحة : 2039

وساعد القين: لغة في سعد القين. قال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول كذلك. وسيأتي في د - ه - د - ر . ويقال: أدركه الله بسعدة ورحمة. والمساعيد: بطن من العرب. والسعدان: موضع. ومدرسة سعادة من مدارس بغداد. وسعد القرقرة: مضح: النعمان بن المنذر. وسعدان بن عبد الله بن جابر مولى بني عامر بن لؤي: تابعي مشهور، من أهل المدينة، يروي عن أنيس وغيره.

واستدرك شيخنا قولهم: بنت سعد، استعملوها في الكناية عن البكارة، قال أبو الثناء محمود في كتابه: حسن التوسل في صناعة الترسل: ومن أحسن كنايات الهجاء قول الشاعر يهجو شخصا يرمي أمه بالفجور ويرميه بداء الأسد:

أراك أبوك أمك حين زفت    فلم توجد لأمك بنت سعد
أخو لخم أعارك منه ثوبـا   هنيئا بالقميص المستجـد

أراد ببنت سعد: عذرة، وبقوله: أخو لخم: جذاما، فإنه أخوه. ومن المجاز: أمر ذو سواعد، أي ذو وجوه ومخارج. وأبو بكر محمد بن أحمد بن وردان، البخاري. وأبو منصور عتيق ابن أحمد بن حامد السعداني: محدثان. سعدون: جد أبي طاهر محمد ابن الحسن بن محمد بن سعدون الموصلي المحدث. وخالد بن عمرو الأموي السعيدي، إلى جده سعيد بن العاص. روى عن الثوري، لا يحل الاحتجاج به. وأسعد بن همام بن مرة بن ذهل جد الغضبان بن القبعثري.

س - ع -ر - د
إسعرد بالكسر أهمله الجوهري، وقال الصاغاني هو: د، يقال فيه أيضا: سعرت، منه: المسندة زينب بنت المحدث سليمان بن إبراهيم بن هبة الله الإسعردي، خطيب بيت لهياء، قرية بالشام: حدثت عن أبي عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي وغيره، وعنها التقي السبكي وغيره. وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عباس الإسعردي: حدث عن أبي علي الحسن بن ناصر بن علي الحضرمي وغيره.

س - غ - د
السغد، بالضم، أهمله الجوهري. وقال الصاغاني هي: بساتين نزهة وأماكن مثمرة بسمرقند، قاله ابن الأثير. وهو أحد متنزهات الدنيا، على ما حكاه المؤرخون، من فتوح قتيبة بن مسلم. منه كامل بن مكرم أبو العلاء، نزيل بخارى، حدث عن الربيع المرادي. والقاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد إمام فاضل، سكن بخارى، مات سنة 461 روى عن إبراهيم بن سلمة البخاري وأحمد بن حاجب الحافظ قال الذهبي: روى عن أبي حاتم ويحيى بن أبي طالب، مات بعد سنة 433: السغديون المحدثون.

وفاته: ذكر أبي العباس الفضل بن محمد بن نصر السغدي، شيخ للإدريسي، وعلي بن أحمد بن الحسين السغدي، شيخ لأبي سعد بن السمعاني. ومن القدماء: أيوب بن سليمان السغدي عن أبي اليمان. وسغد الرجل، كعني: ورم وفي التهذيب في النوادر: فصال ساغدة ومسغدة، بفتح الغين، ونص النوادر: ومسغدة ومساغدة: رواء من اللبن سمان، وكذا ممغدة، ومماغيد، ومسمغدة. وسغدان، كسلطان: ة ببخارى، عن الصاغاني. وسغادى، كسكارى: نبت. ويقال: أغصه الله تعالى بسغد مغد، بتسكين الغين، أي بمطر لين ومغد: تأكيد.

ومما يستدرك عليه: سغدت الفصال أمهاتها ومغدتها، إذا رضعتها. كذا في النوادر.
س - ف - د

صفحة : 2040

سفد الذكر على الأنثى، كضرب وعلم يسفدها ويسفدها سفدا، وسافدها سفادا بالكسر فيهما جميعا نزا، ويكون في الماشي والطائر، وقد جاء في الشعر: في السابح. وقال الأصمعي: يقال للسباع كلها: سفد أنثاه، وللتيس والثور، والبعير، والسباع، والطير. وأسفدته، ويقال أسفدني تيسك، عن اللحياني، أي أعزني إيأه ليسفد عنزي. واستعاره أمية بن أبي الصلت للزند، فقال:

والأرض صيرها إلإله طروقة    للماء حتى كل زند مسـفـد وتسافد السباع والطيور. ويكنى به عن الجماع. وقال الأصمعي: إذا ضرب الجمل الناقة قيل: قعأ وقاع، وسفد يسفد.وأجاز غيره: سفد يسفد. وسفود كتنور، ويضم: حديدة ذات شعب معقفة يشوى بها، وفي بعض النسخ: به، اللحم وجمعه: سفافيد. وتسفيد اللحم: نظمه فيها للاشتواء، وجعله الزمخشري من المجاز، حيث قال: ويكنى به عن الجماع، ومنه السفود، لأنه يعلق بما يشوى عليه علوق السافد. وعن ابن الأعرابي: استسفد بعيره إذا أتاه من خلفه فركبه. وتسفده، أي فرسه، واستسفدها، الأخيرة عن الفارسي؛ تعرقبه، أي ركبه من خلف. والإسفند، وتكسر الفاء: الخمر وزعم أرباب الاشتقاق أن الدال بدل من الطاء في الإسفنط الذي هو من أسماء الخمر، كما سيأتي.

ومما يستدرك عليه: السفود من الخيل، كصبور: التي قطع عنها السفاد حتى تمت منيتها، ومنيتها عشرون يوما، عن كراع. وفي التهذيب في ترجمة جعر: لعبة يقال لها: سفد اللقاح، وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إثر بعض، كل واحد آخذ بحجزة صاحبه من خلفه.

س - ف - ر - د
ومما يستدرك عليه: سفردان، بضم فسكون: قرية ببخارى، منها أبو الحسن علي بن المهدي البخاري، روى وحدث.

س - ق - د
السقدد، كقعدد، أهمله الجوهري وقال أبو عمرو هو: الفرس المضمر، كذا في التهذيب في الرباعي، وكذلك السلقد. وفي غيره: السقد، بغير تكرار الدال، وأسقده إسقادا وسقده يسقده، سقدا وسقده تسقيدا وسلقده: ضمره. والسقدة، بالضم، ومنه قول عبد الله بن معيز السعدي: خرجت سحرا أسقد بقرس لي، فمررت على مسجد بني حنيفة فسمعتهم يذكرون مسيلمة الكذاب، ويزعمون أنه نبي، فأتيت ابن مسعود فأخبرته، فبعث إليهم الشرط، فجاءوا بهم فاستتابهم فتابوا، فخلى عنهم، وقدم ابن النواحة فضرب عنقه. والباء في أسقد بفرس مثل في، قول قول ذي الرمة:

وإن تعتذر بالمحل من ذي ضروعها     إلى الضيف يجرح في عراقيبها نصلي والمعنى: أفعل التضمير بفرسي. وكجهينة: الحمرة، طائر معروف، ج سقد، بضم ففتح، أو بضمتين، كما هو مضبوط بهما في النسخ المصححة. وسقيدات: جمع سقيدة.

س - ك - د
سكدة، كحمزة، أهمله الجوهري، والجماعة، وقال الصاغاني هو: د بساحل بحر أفريقية، كذا في التكملة وسكندان، بضمتين: ة، بمرو، منها أبو يحيى أشعث بن بريدة، مات سنة 260.

س - ك - ل - ك - ن - د
سكلكند، أهمله الجوهري، والجماعة، وهو بالفتح ويكسر: كورة بطخارستان من بلخ، وقد يقال: اسكلكند، بزيادة الألف، منها، علي بن الحسين السكلكندي الفقيه، وأبو علي عصمة ابن عاصم، الحافظ السكلكندي، وغيرهما.

س - ل - خ - د
السلخد والسلخداة، كجردحل وخبنداة، أهمله الجوهري، والجماعة، وقال الصاغاني: هي الناقة القوية. ج: سلاخد، كذا في التكملة.

س - ل - غ - د

صفحة : 2041

السلغد، كجردحل وقرشب الأخيرة عن الصاغاني الأحمق، قال الكميت، يهجو بعض الولاة:

ولاية سـلـغـد ألـف كـأنـه     من الرهق المخلوط بالنوك أثول يقولك كأنه من حمقه وما يتناوله من الخمر تيس مجنون. وهو في الصحاح: السلغد، مثل قرشب والسلغد: الرخو من الرجال. ومن المجاز: السلغد الغضبان فإنه إذا غضب احمر وجهه، يقال أحمر سلغد: شديد الحمرة، عن اللحياني. ويقال: السلغد: الذئب، والأشقر من الخيل الذي خلصت شقرته. وأنشد أبو عبيدة:

أشقر سلغد وأحوى أدعج وعن ابن الأعرابي: السلغد الأكول الشروب من الرجال. ورجل سلغد: لئيم، عن كراع وهو مستدرك عليه، وهي بهاء في الكل.

س - ل - ق - د
السلقد، أهملوه، هكذا بصيغة الجمع، وهو غريب، فإن الصاغاني ذكره في : س - ق - د وكأنه عنى بذلك، أصي في هذا التركيب، وهو كزبرج: الفرس المضمر عن أبي عمرو. وفي التهذيب، في الرباعي: السلقد: الضاوي المهزول. وسلقده: ضمره، ومنه قول ابن معيز: خرجت أسلقد فرسي، أي أضمره.

قل الصاغاني: اللام في سلقد محكوم بزيادتها، مثلها في كلصم بمعنى كصم، إذا فر ونفر، ولعل الدال فيه التركيب معاقب للطاء، لأن التضمير إسقاط لبعض السمن، إلا أن الدال جعلت لها خصوصية بهذا الضرب من الإسقاط.

س - م - د
سمد سمودا، من حد كتب: رفع رأسه تكبرا، وكل رافع رأسه فهو سامد. وسمد يسمد سمودا: علا. وسمدت الإبل: جدت في السير ولم تعرف الإعياء. وسمد يسمد سمودا دأب في السير والعمل. والسمد: السير الدائم. وسمد سمودا: قام متحيرا. قال المبرد: السامد: القائم في تحير، وأنشد لهزيلة بنت بكر تبكي عادا:

قيل قم فانظر إليهم    ثم دع عنك السمودا وبه فسرت الآية: وأنتم سامدون . وفي حديث علي: أنه خرج إلى المسجد، والناس ينتظرونه للصلاة قياما، فقال: مالي أراكم سامدين، قال ابن الأثير: السامد، المنتصب إذا كان رافعا رأسه، ناصبا صدره. أنكر عليهم قيامهم قبل أن يروا إمامهم. والسمود: اللهو، وقد سمد يسمد، إذا لها، وغفل، وذهب عن الشيء وسمده تسميدا: ألهاه. وبه فسر بعض الآية المتقدمة. وقال ابن عباس: سامدون: مستكبرون. وقال الليث: سامدون: ساهون.
وقيل: السمود يكون حزنا وسرورا، وأنشد في الحزن لعبد الله بن الزبير الأسدي:

رمى الحدثان نسوة آل سعد     بأمر قد سمدن له سمـودا
فرد شعورهن السود بيضـا    ورد وجوههن البيض سودا

وقال ابن الأعرابي: السامد: اللاهي، والسامد: الغافل، والسامد: الساهي، والسامد: المتكبر، والسامد: القائم، والسامد: المتحير أشرا وبطرا. وسمد الأرض تسميدا: جعل فيها السماد، كسحاب، أي السرقين برماد يسمد به النبات ليجود. وفي حديث عمر أن رجلا كان يسمد أرضه بعذرة الناس فقال: أما يرضى أحدكم حتى يطعم الناس ما يخرج منه. السماد. وسمد الشعر تسميدا: استأصله وأخذه كله، لغة في: سبد. وقول رؤبة بن العجاج يصف إبلا:

قلصن تقليص النعأم الوخاد
سوامد الليل خفاف الأزواد

صفحة : 2042

أي دوائم السير يقال: سمد يسمد سمودا، إذا كان دائما في العمل. وفي اللسان: أي دوائب. وغلط الجوهري في تفسيره، بما في بطونها، أي ليس في بطونها علف، نبه عليه الصاغاني في تكملته، وهو تفسير قوله: خفاف الأزواد. كما صرح به ابن منظور وغيره. ويلزم من خفة العلف أن يكون ذلك أدوم لها على السير، فيكون تفسيرا للسوامد، بطريق اللزوم، كما صرح به أرباب الحواشي، ونقله شيخنا. فلا غلط حينئذ ينسب إلى الجوهري، كما هو ظاهر، وقيل: معنى خفاف الأزواد: ليس على ظهورها زاد للراكب. وقال الصاغاني: يريد لا زاد عليها مع رحالها. وسمد: ثبت في الأرض، ودام عليه. وهو لك أبدا سمدا، أي سرمدا، عن ثعلب. ولا أفعل ذلك أبدا سمدا، سرمدا. وهو يأكل السميد كأمير، الحوارى، وعن كراع: هو الطعام، وقال: هي بالدال غير معجمة وبالذال أفصح وأشهر. والإسميد الذي يسمى بالفارسية: السمد، معرب. قال ابن سيده: لا أدري أهو هذا الذي حكاه كراع، أم لا. وقد نسب اليه أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد، العدل المحدث. واسمد الرجل اسمدادا، وكذا اسمادا سميدادا: ورم وقيل: ورم غضبا غضبا، وقال أبو زيد: ورم ورما شديدا. واسمادت يده ورمت. وفي الحديث: اسمادت رجلها انتفخت وورمت. وكل شيء ذهب أو هلك فقد أسمد واسماد.واسماد من الغضب، واسماد الشيء: ذهب وسمدان محركة: حصن باليمن عظيم.

ومما يستدرك عليه: يقال للفحل إذا اغتلم: قد سمد. ووطب سامد: ملآن منتصب. وهو مجاز. وسمد سمودا: غنى، قال ثعلب: وهي قليلة. وقوله عز وجل: وأنتم سامدون فسر بالغناء. وروي عن ابن عباس أنه قال: السمود: الغناء، بلغة حمير. وزاد في الأساس: لأن المغني يرفع رأسه وينصب صدره. ويقال للقينة: أسمدينا، أي ألهينا بالغناء، وهو مجاز. وسمد الرجل سمودا: بهت. وأسمده سمدا مقصده، كصمده وسمد الأرض سمدا: سهلها. وسمدها: زبلها. والمسمد: الزبيل عن اللحياني. واسماد الشيء ذهب. وسمدون، محركة: قرية بمصر، في المنوفية.

س - م - ر - د
السمرود، بالضم، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو: الطويل من الرجال. كذا في التكملة.

س - م - ع - د
اسممعد الرجل اسمعدادا، أهمله الجوهري. وقال الصاغاني: إذا امتلأ غضبا، كاسمعط واشمعط. واسمعدت أنامله: تورمت، وكذا الرجل واليد. كاسمغد، بالمعجمة فيهما. وفي الحديث أنه صلى حتى اسمغدت رجلاه، أي تورمتا وانتفختا. والسمغد كحضجر: الطويل من الرجال الشديد الأركان، قاله أبو عمرو، وأنشد لإياس بن خيبري:

حتى رأيت العزب السمغدأ
وكان قد شب شبابا مغدا

والسمغد. أيضا: الأحمق الضعيف والسمغد أيضا: المتكبر المنتفخ غضبا. هكذا في النسخ. والصواب فيه: السمغد، كقرشب كما هو بخط الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: المسمغد، كمقشعر: الناعم، وقيل: الذاهب، وأيضا: الشديد القبض حتى تنتفخ الأنامل. أيضا: المتكبر. وأيضا: الوارم. واسمغدت أنامله: تورمت. واسمغد الجرح، إذا ورم. وعن ابن السكيت: رأيته مغدا مسمغدا، إذا رأيته وارما من الغضب. وقال أبو سواج:

إن المـنـي إذا سـرى     في العبد أصبح مسمغدا

 س- م - ن - د

صفحة : 2043

السمند، بفتحتين وسكون، أ?مله الجماعة. وهو: الفرس فارسية، ورد بأ،ه: فرس له لون مخصوص، إذ يقال: أسب سمند. كذا في شفاء الغليل. فقد أصاب المصنف في كونه فارسيا. وأخطأ في تفسيره بالفرس. كذا قاله بعضهم. ونقله عنه شيخنا. وقال الصاغاني: السمند: كلمة فارسية. ولم يزد على ذلك.

وسمندو: قلعة بالروم، وهي المعروفة الآن ببلغراد، كذ رأيته في بعض المجاميع.

وطائر أو دويبة، ويقال فيه: سمندر، وسمندل. كما في العناية. وقالوا: سميدر، بالتحتية.

وبزيادة راء آخره: د، قرب ملتان على البحر.

ومما يستدرك عليه: أسمند، بضم فسكون: قرية بسمرقند، منها أبو الفتح محمد بن عبد الحميد، الفقيه الحنفي، من فحول الفقهاء، ورد بغداد حاجا، وترجمه ابن النجار، في تاريخه.

س - م - ه - د
السمهد، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال الليث هو: الشيء اليابس الصلب، قال: والسمهد، والسمهدد: الكثير اللحم، الجسيم من الإبل، ويقال من ذلك اسمهد سنامه إذا عظم وسمهود: يأتي ذكره في: سمهط.

س - ن - ج - ر - د
ومما يستدرك عليه: سنجورد: محلة ببلخ منها أبو جعفر محمد بن مالك البلخي السنجوردي.

س - ن - د
السند، محركة ما قابلك من الجبل، وعلا عن السفح، هذا نص عبارة الصحاح. وفي التهذيب: والمحكم السند: ما ارتفع من الأرض في قبل الجبل، أو الوادي. والجع أسناد، لا يكسر على غير ذلك. والسند: معتمد الإنسان كالمستند. وهو مجاز. ويقال: سيد سند. وعن ابن الأعرابي: السند: ضرب من البرود اليمانية، وفي الحديث أنه رأى على عائشة رضي الله عنها أربعة أثواب سند ج: أسناد، وقال ابن بزرج: السند: واحد الأسناد من الثياب، وهي من البرود، وأنشد.

جبة أسناد نقـي لـونـهـا     لم يضرب الخياط فيها بالإبر قال: وهي الحمراء من جباب البرود. وقال الليث: السند: ضرب من الثياب، قميص ثم فوقه قميص أقصر منه. وكذلك قمص قصار من خرق مغيب بعضها تحت بعض. وكل ما ظهر من ذلك يسمى سمطا. قال العجاج يصف ثورا وحشيا:

كأن من سبائب الخياط
كتانها أو سند أسمـاط

صفحة : 2044

أو الجمع كالواحد، قاله ابن الأعرابي. وعنه أيضا: سند الرجل تسنيدا: لبسه، أي السند. وسند إليه يسند سنودا بالضم، وتساند وأسند: استند، وأسند غيره. وقال الزجاج: سند في الجبل يسند سنودا: صعد ورقي. وفي حديث أحد: رأيت النساء يسندن في الجبل أي يصعدن. كأسند، وفي حديث عب الله بن أنيس: ثم أسندوا إليه في مشربة أي صعدوا. وهو مجاز، وأسندته أنا، فيهما أي في الر قي والاستناد. ومن المجاز: سند للخمسين، وفي بعض النسخ: في الخمسين، والأولى: الصواب، إذا قارب لهأ مثل بسنود الجبل، أي رقي. وسند ذنب الناقة: خطر فضرب قطاتها يمنة ويسرة، نقله الصاغاني. ومن المجاز: حديث مسنند، وحديث قوي السند. والأسانيد: قوائم الأحاديث: المسند كمكرم من الحديث ما أسند إلى قائله أي اتصل إسناده حتى يسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمرسل والمنقطع: ما لم يتصل. والإسناد في الحديث: رفعه إلى قائله، ج: مساند، على القياس، ومسانيد بزيادة التحتية إشباعا، وقد قيل إنه لغة. وحكى بعضهم في مثله القياس أيضا. كذا قاله شيخنا عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي المطلبي، رضي الله عنه. ويقال: لا أفعله آخر المسند، أي الدهر، وعن ابن الأعرابي: لا آتيه يد الدهر، ويد المسند، أي لا آتيه أبدا. والمسند: الدعي، كالسنيد، كأمير، وهذه عن الصاغاني. قال لبيد:

وجدى فارس الرعشاء منهم     كريم لا أجـد ولا سـنـيد ويروى: رئيس لا ألف ولا سنيد ويروى أيضا: لا أسر ولا سنيد. ويقال: رأيت بالمسند مكتوبا كذا، وهو خط بالحميري مخالف لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أيام ملكهم فيما بينهم. قال أبو حاتم: هو في أيديهم إلى اليوم باليمن وفي حديث عبد الملك: أن حجرا وجد عليه كتاب بالمسند، قال: هي كتابة قديمة. وقيل هو خط حمير. قال أبو العباس: المسند: كلام أولاد شيث. ومثله في سر الصناعة لابن جني. والمسند: جبل م معروف، وعبد الله بن محمد المسند الجعفي البخاري، وهو شيخ البخاري، إنما لقب به لتتبعه المساند، أي الأحاديث المسندة، دون المراسيل والمقاطيع منها، في حداثته وأول أمره. مات يوم الخميس، لست ليال بقين من ذي القعدة، سنة تسع وعشرين ومائتين. ومن المحدثين من يكسر النون. وسنيد كزبير، لقب الحسين ابن داوود المصيصي، محدث، روى عنه البخاري، وله تفسير مسند مشهور، وولده جعفر بن سنيد حدث عن أبيه.

ومن المجاز: هم متساندون، أى تحت رايات شتى، كل على حياله، وإذا خرج كل بني أبي على راية، لا تجمعهم راية أمير واحد. والسناد، بالكسر: الناقة القوية الشديدة الخلق، قال ذو الرمة:

جمالية حرف سـنـاد يشـلـهـا    وظيف أزج الخطو ظمآن سهوق

صفحة : 2045

قاله أبو عمرو. وقيل: ناقة سناد: طويلة القوائم، مسندة السنام. وقيل: ضامرة. وعن أبي عبيدة: هي الهبيط الضامرة، وأنكره شمر. وقال أبو عبيدة: من عيوب الشعر السناد، وهو اختلاف الردفين، وفي بعض الأمهات: الأرداف في الشعر قال الدماميني: وأحسن ما قيل في وجخ تسميته سنادا أنهم يقولون: خرج بنو فلان متساندين، أي خرجوا على رايات شتى، فهم مختلفون غير متفقين. فكذلك قوافي الشعر المشتمل على السناد، اختلفت ولم تأتلف بحسب مجاري العادة في انتظام القوافي. قال شيخنا: وهذا نقله في الكافي عن قدامة، وقال هو صادق في جميع وجوه السناد، ثم إن السناد كونه اختلاف الأرداف فقط هو قول أبي عبيدة، وقيل: هو كل عيب قبل الروي، وهذا قول الأكثر.

وفي شرح الحاجبية: السناد أحد عيوب القوافي. وفي شرح الدماميني على الخزرجية قيل: السناد: كل عيب يلحق القافية أي عيب كان. وقيل هو كل عيب سوى الإقواء، والإكفاء، والإيطاء، وبه قال الزجاج. وقيل: هو اختلاف ما قبل الراوي وما بعده، من حركة أو حرف، وبه قال الرماني، وغلط الجوهري في المثال والرواية الصحيحة، في قول عبيد بن الأبرص:

فقد ألج الخدور على العذارى    كأن عيونهن عـيون عـين ثم قال:

فإن يك فاتني أسفا شبابي     وأصبح رأسه مثل اللجين اللجين، بفتح اللام، لا بضمه، كما ضبطه الجوهري فلا إسناد حينئذ واللجين هو الخطمي الموخف وهو يرغي ويشهأب عند الوخف، وسيأتي الوخف. والذي ذكره المصنف من التصويب، للخروج من السناد هو زعم جماعة. والعرب لا تتحاشآ عن مثله فلا يكون غلطا منه، والرواية لا تعأرض بالرواية. وفي اللسان، بعد ذكر البيتين: وهذا العجز الأخير غيره الجوهري فقال:

وأصبح رأسه مثل اللجين والصحيح الثابت.

وأضحى الرأس مني كاللجين والصواب في إنشادهما تقديم البيت الثاني على الأول، وقد أغفل ذلك المصنف. وروي عن ابن سلام أنه قال: السناد في القوافي مثل: شيب وشيب، وساند فلان في شعره. ومن هذا يقال: خرج القوم متساندين. وقال ابن بزرج: أسند في الشعر إسنادا بمعنى ساند الشاعر، إذا نظم كذلك وعن ابن سيده: ساند شعره سنادا، وساند فيه، كلاهما خالف بين الحركات التي تلي الأرداف.

قال شيخنا: وقد اتفقوا على أن أنواع السناد خمسة: أحدها: سناد الإشباع، وهو اختلاف حركة الدخيل، كقول أبي فراس:
لعل خيال العـامـرية زائر    فيسعد مهجور ويسعد هاجر

ثم قال:

ذا سل سيف الدولة السيف مصلتا    تحكم في الآجال ينهى ويامـر فحركة الدخيل في هاجر: كسرة.

وفي يامر: ضمة. وهذا منعه الأخفش، وأجازه الخليل، واختاره ابن القطاع.

وثانيها: سناد التأسيس، وهو تركه في بيت دون آخر، كقول الشاعر الحماسي:

لو أن صدور الأمر يبدون للفتـى       كأعقابه لـم تـلـفـه يتـنـدم
إذا الأرض لم تجهل علي فروجها      وإذ لي عن دأر الهوان مراغـم

وثالثها: سناد الحذو، وهو اختلاف حركة ما قبل الردف، كقوله:

كأن سيوفنا من ومنهـم    مخاريق بأيدي اللاعبينا مع قوله:

 


كأن متونهن متون غـدر     تصفقها الرياح إذا جرينا ورابعها: سناد الردف، وهو تركه في بيت دون آخر، كقوله:

إذا كنت في حاجة مرسلا    فأرسل لبيبا ولا توصـه

صفحة : 2046

وإن باب أمر عليك التوى     فشاور حكيما ولا تعصه وخامسها. سناد التوجيه، وهو تغير حركة ما قبل الروي المقيد، أي الساكن، بفتحة مع غيرهأ، وهو أقبح الأنواع عند الخليل، كقول امرئ القيس:

فلا وأبيك ابنة العـامـري    لا يدعي القوم أنـي أفـر
تميم بن مر وأشـياعـهـا    وكندة حولى جميعا صبر
إذا ركبوا الخيل واستلأموا    تحرقت الأرض واليوم قر

ويقال: ساندته إلى الشيء، فهو يتساند إليه، أي أسندته إليه: قال أبو زيد. وساند فلانا: عاضده وكانفه، وسوند المريض، وقال: ساندوني.

وسانده على العمل: كافأه وجازاه. وسنداد، بالكسر على الأصل، والفتح فتكون النون حينئذ زائدة، إذ ليس في الكلام فعلال، بالفتح: نهر، م معروف، ومنه قول الأسود بن يعفر:

ماذا أؤمل بـعـد آل مـحـرق     تركوا منازلـهـم وبـعـد إياد
أهل الخورنق والسدير وبـارق      والقصر ذي الشرفات من سنداد

وفي سفر السعادة للعلم السخأوي أنه موضع أو اسم قصر بالعذيب وبه صدر في المراصد. وقيل: هي من منازل لإياد أسفل سواد الكوفة، وكان عليه قصر تحج العرب إليه.
وسندان الحداد، بالفتح معروف. وكذا سندان: ولد العباس المحدث، كذا في النسخ. والصواب والد العباس، كما هو نص الصاغاني. روى العبأس هذا عن سلمة بن وردان بخبر باطل. قال الحافظ: الآفة ممن بعده. والسندان بالكسر: التعظيم الشديد من الرجال ومن الذئاب، يقال: رجل سندان، وذئب سندان أي عظيم شديد. نقله الصاغاني. والسندانة بهاء هي: الأتان نقله الصاغاني.

والسند، بالكسر: بلاد، م معروفة، وعليه الأكثر، أو ناس، أو أن أحدهما أصل للآخر. واقتصر في المراصد على أنه بلاد بين الهند وكرمان وسجستان، والجمع. سنود وأسناد. الواحد: سندي وج: سند مثل زنجي وزنج. والسند: نهر كبير بالهند، وهو غير بلاد السند. نقله الصاغاني والسند: ناحية بالأندلس، والسند: د، بالمغرب أيضا. والسند بالفتح: د، بباجة من إقليمها. نقله الصاغاني. والسندي، بالكسر اسم فرس هشام بن عبد الملك بن مروان. والسندي لقب ابن شاهك صاحب الحرس ببغداد أيام الرشيد، وهو القائل:

والدهر حـرب لـلـحـي    ى وس~لم ذي الوجه الوقاح
وعلـي أن أسـعـى ولـي   س علي إدراك الـنـجـاح

ومن ولده: أبو عطاء السندي الشاعر المشهور، ذكره أبو تمام في الحماسة. والسندية: ماءة غربي المغيثة على ضحوة من المغيثة، والمغيثة على ثلاثة أميال من حفير. والسندية: ة ببغداد على الفرات، نسبت إلى السندي بن شاهك، منها المحدث أبو طاهر محمد بن عبد العزيز السندوأني، سكن بغداد، روى عن أبي الحسن علي بن محمد القزويني الزاهد، وتوفي سنة 503 وإنما غيروا النسبة، للفرق بين المنسوب إلى السند، وإلى السندية.

ومن المجاز: ناقة مساندة القرا: صلبته، ملاحكته، أنشد ثعلب:

مذكرة الثنيا مساندة القرا    جمألية تختب ثم تنـيب وقال الأصمعي: ناقة مساندة: مشرفة الصدر والمقدم، أو ناقة مساندة: يساند بعض خلقها بعضا، وهو قول شمر. وسنديون، بكسر السين وسكون النون وفتح الدال وضم المثناة التحتية: قريتان بمصر، إحداهما بفوة، في إقليم المزاحمتين على شط النيل والأخرى بالشرقية قريبة من قليوب. وقد دخلتهما.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2047

المساند جمع مسند، كمنبر، ويفتح: اسم لما يسند إليه: وخشب مسندة شدد للكثرة. وأسند في العدو: اشتد وجد. والإسناد: إسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذميل والهملجة. والسند: أن يلبس قميصا طويلا، تحت قميص أقصر منه. قال الليث: وكذلك قمص صغار من خرق مغيب بعضها تحت بعض. وكل ما ظهر من ذلك يسمى سمطا.

وفي حديث أبي هريرة: خرج ثمامة ابن أثال وفلان متساندين أي متعاونين، كأن كل واحد منهما يسند على الآخر ويستعين به. وقال الخليل: الكلام سند ومسند إليه، فالسند كقولك: عبد الله رجل صالح : فعبد الله سند ورجل صالح مسند إليه. وغيره يقول: مسند ومسند إليه. وسند، محركة: ماء معروف لبني سعد. وسندة، بالفح: قلعة بجبال همذان والسندان، بالفتح: جد عبد الله بن أبي بكر بن طليب المحدث، عن عبد الله بن أحمد بن يوسف.

وفي الأساس: ومن المجاز: أقبل عليه الذئبان متساندين، وغزأ فلان وفلان متساندين. وعن الكسائي: رجل سندأوة وقندأوة، وهو الخفيف. وقال الفراء: هي من النوق: الجريئة. وقال أبو سعيد: السندأوة: خرقة تكون وقاية، تحت العمامة، من الدهن. والأسناد: شجر. قلت: والمعروف: السنديان. والسندان: الصلاءة. والمسندة والمسندية: ضرب من الثياب. وسناديد: قرية بمصر، من أعمال الكفور الشاسعة. والسند، محركة، بلد معروف في البادية، ومنه قوله:

يا دار مية بالعلياء فالـسـنـد     أقوت وطال عليها سالف الأمد وسندان، بالفتح: قصبة بلاد الهند، مقصود للتجارة. وسندان، بالكسر: واد في شعر أبي دواد. كذا في معجم البكري.

س - و - د
السود، بالضم، وهو غريب. نقله الصاغاني، عن الفراء، والسودد بضم السين مع فتح الدال وضمها، غير مهموز والسؤدد، بالهمز، كقنفذ قال الأزهري: وهي لغة طيئ وكجندب، فهي أربع لغات، أغفل المصنف الأخيرة، وذكرها غير واحد من أئمة اللغة واشتهر عند العامة فتح السين والسيادة: الشرف، يقال ساد يسود سودا، وسؤددا الجوهري وغيره. وفي المصباح: ساد يسود سيادة، والاسم السودد، وهو المجد والشرف، فهو سيد، والأنثى سيدة. والسائد: السيد، أو دونه. قال الفراء: يقال هذا سيد قومه اليوم، فإذا أخبرت أنه عن قليل يكون سيدهم قلت: هو سائد قومه عن قليل. وسيد ج: سادة مثل: قائد وقادة، وذائد وذادة. ونظره كراع بقيم وقامة، وعيل وعالة. وقال ابن سيده: وعندي أن سادة جمع سائد، على ما يكثر في هذا النحو. وأما قامة وعالة فجمع قائم وعائل، لا جمع قيم وعيل كما زعم هو، وذلك لأن فيعلا لا يجمع على فعلة إنما بابه الواو والوون، وبما كسر منه شيء على غير فعلة، كأموات وأهوناء.

صفحة : 2048

وفي الصحاح، نقلا عن أهل البصرة: وقالوا إنما جمعت العرب الجيد والسيد على جيائد وسيائد، على غير قياس، لأن جمع فيعل فياعل، بلا همز. والسيد هو: الرئيس. وقال ابن شميل: السيد: الذي فاق غيره بالعقل والمال، والدفع والنفع، المعطي ماله في حقوقه، والمعين بنفه. وقال عكرمة: السيد الذي لا يغلبه غضبه. وقال قتادة: هو العابد، الورع، الحليم. وقال أبو خيرة: سيمي سيدا لأنه يسود سواد الناس. وعن الأصمعي: العرب تقول: السيد كل مقهور مغمور بحلمه، وقيل السيد: الكريم. وفي الحديث: قالوا فما في أمتك من سيد? قال: بلى، من آتاه الله مالا ورزق سماحة فأدى شكره وقلت شكايته في الناس. وفي الحديث: كل بني آدم سيد، فالرجل سيد أهل بيته، والمرأة سيدة أهل بيتها. وفي حديثه للأنصار قال: من سيدكم? قالوا: الجد بن قيس، على أنا نبخله. قال: وأي داء أدوى من البخل?. وعن الفراء: السيد: الملك، والسيد: السخي. وسيد العبد: مولاه. وسيد المرأة: زوجها، وبذلك فسروا قوله تعالى: وألفيا سيدها لدى الباب . وكل ذلك لم يتعرض له المصنف، مع أن بعض ذلك واجب الذكر. وأساد الرجل وأسود بمعنى: ولد غلاما سيدا، أو ولد غلاما أسود اللون، ضد.

صفحة : 2049

قال شيخنا، نقلا عن بعض أئمة التحقيق: إنه لا تضاد بينهما إلا بتكلف بعيد. وهو أن السيد في الغالب أبيض، والعبد في الغالب أسود، وبين السواد والبياض تضاد، كما بين السيد والعبد، فتأمل. وقد سود الشيء، بالكسر، وساد واسود اسودادا، واسواد اسويدادا كاحمر واحمار: صار أسود، ويجوز في الشعر: اسوأد، تحرك الألف، لئلا يجمع بين ساكنين. ويقال: اسواد، إذا صار شديد السواد، وهو أسود، والجمع: سود وسودان. وسوده: جعله أسود، والأمر منه اسوادد، وإسن شئت أدغمت. والأسود: الحية العظيمة وفيها سواد، والجمع أسودات، وأساود، وأساويد، غلب غلبة الأسماء. والأنثآ: أسودة، نادر. وإنما قيل للأسود: أسود سالخ، لأنه يسلخ جلده في كل عام. وأما الأرقم فهو الذي فيه سواد وبياض. وذو الطفيتين: الذي له خطان أسودان قال شمرالأسود: أخبث الحيات، وأعظمها، وأنكاها، وهي من الصفة الغالبة، حتى استعمل استعمال الأسماء وجمع جمعها، وليس شيء من الحيات أجرأ منه، وربما عارض الرفقة، وتبع الصوت، وهو الذي يطلب بالذحل،ولا ينجو سليمه. ويقال: هذا أسود، غير مجرى. والأسود: العصفور، كالسوادية والسودانة والسودانية، بضم السين فيهما، وهو طويئر كالعصفور، قبضة الكف، يأكل التمر، والعنب، والجراد. والأسود من القوم: أجلهم. وفي حديث ابن عمر: ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية، قيل: ولا عمر?. قال: كان عمر خيرا منه، وكان هو أسود من عمر قيل: أراد أسخى وأعطى للمال. وقيل: أحلم منه. ومن المجاز: ما طعامهم إلا الأسودان، وهما التمر والماء قاله الأصمعي والأحمر؛ وإنما الأسود التمر، دون الماء، وهو الغالب على تمر المدينة، فأضيف الماء إليه، ونعتا جميعا بنعت واحد إتباعا. والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان ويسميان معا بالاسم الأشهر منهما، كما قالوا: العمران، لأبي بكر وعمر، والقمران، للشمس والقمر. وفي الحديث أنه أمر بقتل الأسودين قال شمر: أراد بالأسودين: الحية والعقرب، تغليبا. واستادوا بني فلان استيادا، إذا قتلوا سيدهم، كذا قال أبو زيد، أو أسروه، أو خطبوا إليه، كذا عن ابن الأعرابي، أو تزوج سيدة من عقائلهم، عنه أيضا، واستاد القوم، واستاد فيهم: خطب فيهم سيدة، قال:

تمنى ابن كوز والسفاهة كاسمها    ليستاد منا أن شتونا لياليا أراد: يتزوج منا سيدة لأن أصابتنا سنة، وقيل استاد الرجل، إذا تزوج في سادة.

ومن المجاز: يقال: كثرت سواد القوم بسوادي، أي جماعتهم بشخصي. السواد: الشخص، لأنه يرى من بعيد أسود، وصرح أبو عيبد بأنه شخص كل شيء من متاع وغيره، والجمع أسودة، وأساود جمع الجمع وأنشد الأعشى:

تنأهيتم عنا وقد كان فـيكـم     أساود صرعى لم يوسد قتيلها يعني بالأساود شخوص القتلى وقال ابن الأعرابي في قولهم: لا يزايل سوادي بياضك، قال الأصمعي: معناه لا يزايل شخصي شخصك. السواد، عند العرب: الشخص، وكذلك البياض.

صفحة : 2050

وفي الحديث: إذا رأى أحدكم سوادا بليل فلا يكن أجبن السوادين فإنه يخافك كما تخافه أي شخصا وعن أبي مالك: السواد: المال ولفلان سواد، المال الكثير، ويقال: سواد الأمير ثقله. ومن المجاز: السواد من البلدة: قراها، وقد يقال: كورة كذا وكذا، وسوادهأ، إلى ما حوالي قصبتها وفسطاطها، من قراها ورساتيقها. وسواد البصرة والكوفة: قراهما. ومن المجاز: عليكم بالسواد الأعظم، السوأد: العدد الكثير من المسلمين تجمعت على طاعة الإمام. والسواد، من الناس: عامتهم، وهم الجمهور الأعظم، يقال أتاني القوم أسودهم وأحمرهم، أي عربهم وعجمهم. ويقال: رأيت سواد القوم، أي معظمهم. وسواد العسكر: ما يشتمل عليه من المضارب، والآلات، والدواب، وغيرها. ويقال: مرت بنا أسودات من الناس، وأساود، أي جماعات. ومن المجاز: اجعلهم في سواد قلبك، السواد من القلب: حبته، وقيل: دمه، كسودائه وأسوده، يقال: رميته فأصبت سواد قلبه، وإذا صغروه ردوه إلى سويداء، يقال: أصاب في سويدائه، ولا يقولون سوداء قلبه، كما يقولون: حلق الطائر في كبد السماء، وفي كبيد السماء. والسواد: اسم، وهو في الأعلام كثير، كسواد بن قارب وغيره. والسواد رستأق العراق وسواد كل شيء: كورة ما حول القرى والرساتيق، وعرف به أبو القاسم عبيد الله بن أبي الفتح أحمد ابن عثمان البغدادي الإسكافي الأصل. السوادي. والسواد: ع قرب البلقاء.

ومن المجاز: السواد بالكسر: السرار. ساد الرجل سودا وساوده سوادا، كلاها ساره فأدنآ سواده من سواده، ويضم فيكون اسما، قال ابن سيده. وعند أبي عبيد، السواد، بالكسر، والضم: اسمان. وقد تقدم في مزاح ومزاح، وأنكر الأصمعي الضم، وأثبته أبو عبيد وغيره. وقال الأحمر: هو من إدناء سوادك من سواده، أي شخصك من شخصه. قال أبو عبيد: فهذا من السرار، لأن السرار لا يكون إلا من إدناء السواد. وقيل لابنة الخس: لم زنيت وأنت سيدة قومك? فقالت: قرب الوساد، وطول السوأد. قال اللحياني: السواد هنا: المسارة، وقيل: المراودة، وقل: الجماع، بعينه. والسوأد، بالضم: داء للغنم تسواد منه لحومها فتموت، وقد يهمز فيقال: سئد، كعني، فهو مسئود. وماء مسودة: يأخذ عليه السؤاد. وقد ساد يسود: شرب المسودة، والسواد: داء في الإنسان، وهو وجع يأخذ الكبد من أكل التمر، وربما قتل. والسواد: صفرة في اللون وخضرة في الظفر يصيب القوم من الماء الملح، وهذا يهمز أيضا. والسيد بالكسر: الأسد، في لغة هذيل، قال الشاعر:

كالسيد ذي اللبدة المستأسد الضاري وهنا ذكره الجوهري وغيره، وهو قول أكثر أئمة الصرف.

صفحة : 2051

قال ابن سيده: وحمله سيبويه على أن عينه ياء، فقال في تحقيره: سييد كذييل. قال: وذلك أن عين الفعل لا ينكر أن تكون ياء، وقد وجدت في سيد، ياء، فهي على ظاهر أمرهأ إلى أن يرد ما يستنزل عن بادئ حالها. وفي حديث مسعود بن عمرو: لكأني بجندب بن عمرو أقبل كالسيد أي الذئب يقال: سيد رمل، كما في الصحاح، والجمع سودان، كالسيدأنة، بالكسر، وامرأة سيدأنة: جريئة. ومنهم من جعل السيدانة أنثى السيد، وهو ظاهر سياق الصاغاني. ثم إن ظاهر عبارة المصنف أن إطلاق السيد على الأسد أصالة، وعلى الذئب تبعا، والمعروف خلافه؛ ففي الصحاح: السيد: الذئب ويقال سيد رمل، والجمع سيدان، والأنثى: سيدة، عن الكسائي. وربما سمي به الأسد وهو الذي جزم به غيره. والسيد ككيس وإمع: المسن من المعز، الأولى عن الكسائي، والثانية عن أبي علي، ومنه الحديث: ثني الضأن خير من السيد من المعز. قال الشاعر:

سواء عليه شاة عام دنت له    ليذبحها للضيف أم شاة سيد كذا رواه أبو علي عنه، وقيل هو الجليل وإن لم يكن مسنا. وقيده بعض بالتيس وهو ذكر المعز. وعمم بعضهم في الإبل والبقر بما جاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أن جبريل قال لي: اعلم يا محمد أن ثنية من الضأن خير من السيد من الإبل والبقر. والسويداء: ة بحوران. منها أبو محمد عامر بن دغش بن حصن ابن دغش الحوراني صاحب الإمام أبي حامد الغزالي رضي الله عنه تفقه به، وسمع أبا الحسين بن الطيوري، وعنه ابن عساكر، توفي سنة 530. والسويداء: ع قرب المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والسويداء: د، بين آمد وحرأن. والسويداء: ة، بين حمص وحماة.

وفي الحديث: ما من داء إلا في الحبة السوداء له شفاء إلا السأم أراد به الشونيز، ويقال فيه السويداء أيضا. قال ابن الأعرابي: الصواب الشينيز قال: كذلك تقول العرب. وقال بعضهم: عنى به الحبة الخضراء، لأن العرب تسمي الأسود أخضر، والأخضر أسود. والتسود: التزوج وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تفقهوا قبل أن تسودوا. قال شمر: معناه تعلموا الفقه قبل أن تزوجوا فتصيروا أرباب بيوت فتشتغلوا بالزواج عن العلم، من قولهم: استاد الرجل، إذا تزوج في سادة، وأم سويد: من كنى الاست.

والسود، بالفتح: سح من الجبل مستدق في الأرض، مستو كثير الحجأرة السود خشنها، والغالب عليها لون السواد، وقلمأ يكون إلا عند جبل فيه معدن. قاله الليث. والجمع: أسواد. والقطعة منه بهاء?، ومنه سميت المرأة سودة، منهن: سودة بنت عك بن الديث بن عدنان: أم مضر بن نزار، وسودة بنت زمعة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم. والسود في شعر خداش بن زهير العامري:

لهم حبق والسود بيني وبينهم    يدي لكم والزائرات المحصبا هكذا أنشده الجوهري، وفي بعض نسخ الصحاح: يدي لكم. قال الصاغاني: وكل تصحيف. والرواية:

بذي بكم والعاديات المحصبا وبكم بضمتين هو جبال قيس، وفي حديث أبي مجلز: خرج إلى الجمعة وفي الطريق عذرات يابسة، فجعل يتخطاها ويقول: ما هذه الأسودات هي جمع سودات. وسودات جمع سودة، وهي القطعة من الأرض فيها حجارة سود خشنة، شبه العذرة اليابسة بالحجارة السود. والتسويد: الجرأة. والتسويد: قتل السادة، قال الشاعر:

فإن أنتم لم تثأروا وتـسـودوا     فكونوا بغايا في الأكف عيابها

صفحة : 2052

يعني عيبة الثياب. وقال الأزهري: تسودوا: تقتلوا. والتسويد دق المسح البالي من الشعر ليداوى به أدبار الإبل، جمع دبر، محركة، قاله أبو عبيد، وقد سود الإبل تسويدا، إذا فعل به ذلك.

ومن المجاز: رمى فلان بسهمه الأسود، وسهمه المدمى: السهم الأسود هو المبارك الذي يتيمن به، أي يتبرك، لكونه رمي به فأصاب الرمية، كأنه اسود من الدم، أو من كثر ما أصابه اليد، هكذا في سائر النسخ. والصواب: أصابته اليد، ونص التكملة: ما أصابه من دم الصيد. قال الشاعر:

قالت خليد لما جـئت زائرهـا    هلا رميت ببعض الأسهم السود وأسود العين، وأسود النسا، وأسود العشاريات، كذا في النسخ. والصواب العشارات وأسود الدم وأسود الحمى: جبال. قال الهجري: أسود العين في الجنوب من شعبى. وقال النابغة الجعدي في أسود الدم.

تبصر خليلي هل ترى من ظعـائن    خرجن بنصف الليل من أسود الدم وقال الصاغاني: أسود العشارات في بلاد بكر بن وائل، وأسود النسا، جبل لأبي بكر بن كلاب. وأنشد شاهدا لأسود العين:

ا زال عنكم أسود العين كنتم     كراما وأنتم ما أقـام لـئام أي لا تكونون كراما أبدا.

وأسودة: موضع للضباب، وهو اسم جبل لهم. وسود، بالضم، اسم. وبنو سود بطون من العرب. وسيدان بالكسر: اسم أكمة، قال ابن الدمينة:

كأن قرا السيدان في الآل غدوة     قرا حبشي في ركابين واقف وسيدان بن مضارب: محدث. وعن ابن الأعرابي: المسود، كمعظم: أن تأخذ المصران فتفصد فيها الناقة، ويشد رأسها، وتشوى وتؤكل، هذا نص عبارة ابن الأعرابي، وقد تبعه المصنف، فلا يعول بما أورده عليه شيخنا من جعل المصران هو نفس المسود.

وساوده: كابده، كذا في النسخ. وفي التكملة: كايده، بالتحتية، أو راوده، وقد تقدم. وساود الأسد: وساود الأسد: طرده. وساودت الإبل النبات: عالجته بأفواهها ولم تتمكن منه لقصره وقلته. وساوده: غالبه في السودد. أو في السواد. في الأساس: ساودته فسدته: غلبته في السودد. وفي اللسان: وساودت فلانا فسدته، أي غلبته بالسواد، من سواد اللون والسودد جميعا. والسوادية: ة بالكوفة، نسبت إلى سوادة بن زيد بن عدي. والسوداء: كورة بحمص، نقله الصاغاني. والسودتان: ع، نقله الصاغاني. وأسيد مصغرا عن الأسود، وإن شئت قلته: أسيود: علم. قال: هو تصغير ترخيم، ونبه عليه الجوهري وغيره، قالوا: هو أسيد بن عمرو بن تميم، نقله الرشاطي.وذكر منهم من الصحابة، حنظلة بن الربيع بن صيفي الأسيدي، وهو ابن أخي أكثم بن صيفي. وزعمت تميم أن الجن رثته، وأما النسبة إلى جد فأبو بكر محمد بن أحمد بن أسيد ابن محمد بن الحسن بن أسيد بن عاصم المديني، توفي سنة 468: يشددها المحدثون. والنحاة يسكنونها. وأسيدة ابنة عمرو بن ربابة نقله الصاغاني. ويقال: ماء مسودة، كمفعلة. يصاب عليه السواد، بالضم، أي من شربه، وساد يسود: شربها، أي المسودة، وقد تقدم. وعثمان بن أبي سودة، بالفتح: محدث، نقله الصاغاني.

ومما يتسدرك عليه سود الرجل، كما تقول: عورت عينه، وسودت أنا، قال نصيب:

سودت فلم أملك سوادي وتحتـه     قميص من القوهي بيض بنائقه

صفحة : 2053

وسودت الشيء، إذا غيرت بياضه سوادا. وسأوده سوادا: لقيه في سواد الليل. ويقال: كلمته فما رد علي سوداء ولا بيضاء، أي كلمة قبيحة ولا حسنة، أي ما رد علي شيئا. وهو مجاز. والسواد: جماعة النخل والشجر، لخضرته واسوداده، وقيل: إنما ذلك لأن الخضرة تقارب السواد. والسوأد والأسودأت والأساود: الضروب المتفرقون. والأسودأن: الماء واللبن، وجعلهما بعض الرجاز: الماء والفث، وهو ضرب من البقل يختبز فيؤكل، قال:

الأسودان أبردا عظامي الماء والفث دوا أسقامي والأسودان: الحرة والليل، لاسودادهما. والوطأة السوداء: الدارسة. والحمراء: الجديدة. وما ذقت عنده من سويد قطرة، وما سقاهم من سويد قطرة، وهو الماء نفسه، لا ييستعمل كذا إلا في النفي. ويقال للأعداء: سود الأكباد، وهو أسود الكبد: عدو، قال:

فما أجشمت من إتيان قوم     هم الأعداء فالأكباد سود وفي الحديث: فأمر بسواد البطن فشوي له أي الكبد. والمسود: الذي ساده غيره، والمسود: السيد. وفي حديث قيس اتقوا الله وسودوا أكبركم. وسيد كل شيء: أشرفه وأرفعه. وعن الأصمعي: يقال جاء فلان بغنمه سود البطون، وجاء بها حمر الكلى، معناهما: مهازيل. والحمار الوحشي سيد عانته. والعرب تقولك إذا كثر البياض قل السواد. يعنون بالبياض اللبن، وبالسواد التمر. وفي المثل: قال لي الشر أقم سوادك أي اصبر. والمساد ككتاب: نحي السمن أو العسل. والأسود علم في رأس جبل، قال الأعشى:

كلا يمين الله حتى تـنـزلـو      من رأس شاهقة إلينا الأسودا وأسودة: اسم جبل آخر. وهو الذي ذكر فيه المصنف أنه موضع للضباب. وأسود، والسود: موضعان. والسويداء: طائر، والسويداء أيضا: حبة السوداء. وأسودان: أبو قبيلة وهو نبهان. وسويد وسوادة: اسمان. والأسود: رجل. وبنو السيد: بطن من ضبة، واسمه مازن بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة، منهم الفضل بن محمد بن يعلى، وهو ضعيف الحديث.

وسيدأن: اسم رجل. وقال السهيلي في الروض: السودان: هذا الجيل من الناس، هم أنتن الناس آباطا وعرقا، وأشدهم في ذلك الخصيان. ومسيد: لغة في: مسجد، ذكره الزركشي قال شيخنأ: الظأهر أنه مولد. وبلغة المغرب المسيد: المكتب وسادت ناقتي المطايا: خلفتهن، وهو مجاز. والسوأدة: موضع قريب من البهنسا وقد رأيته. ومنية مسود: قرية بالمنوفية، وقد دخلتها. وفي قضاعة: سويد بن الحارث بن حصن بن كعب بن عليم، منهم الأحمر بن شجاع بن دحية بن قعطل بن سويد، من الشعراء. ذكره الآمدي في المؤتلف والمختلف. وسويد بن عبد العزيز الحدثاني: محدث رحل إليه أبو جعفر محمد بن النوشجان البغدادي فنسب إليه. والسودان، بالضم: قرية بأصبهان، ومنية السودان، بالمنوفية. ومحمد بن الطالب بن سودة، بالفتح: شيخنا المحدث، الفقيه المغربي، ورد علينا حاجا، وسمعنا منه. والسيدان، بالكسر: ماء لبني تميم. وعبد الله بن سيدان المطروري: صحابي، روى عن أبي بك. قاله ابن شاهين. وككتان: عمرو بن سواد صاحب ابن وهب، وآخرون. وكغراب، سواد بن مرى بن إراشة، من ولده جابر بن النعمان وكعب بن عجرة الصحابيان، وعدادهما من الأنصار. والأسودأن: الحية والعقرب. وأما قول طرفة:

ألا إنني سقيت أسود حالـكـا     ألا بجلي من الشراب ألا بجل

صفحة : 2054

قال أبو زيد: أراد الماء، وقيل: أارد سقيت سم أسود. والسيد: الزوج، وبه فسر قوله تعالى: وألفيا سيدها لدى الباب وكلب مسودة، كمحسنة: غنمها سود. وذو سيدان، من حمير. وسوادة، كثمامة: فرس لبني جعدة، وهي أم سبل.

س - ه - د
السهد، بالضم، كالسهأد، كغراب: الأرق، قال الأعشى.

أرقت وما هذا السهاد المؤرق كا قاله الليث. يقال: في عينه سهد وسهاد. وفي الصحاح: السهاد: الأرق. فالعجب من المصنق كيف ترك ذكر السهاد، مع وجوده في الصحاح وقد سهد كفرح يسهد سهدا وسهداوسهادا: لم ينم. والسهد، بضمتين: القليل النوم أو القليل من النوم، كما في اللسان. ورجل سهد: قليل النوم، قال أبو كبير الهذلي:

فأتت به حوش الفؤاد مبطنا      سهدا إذا ما نام ليل الهوجل وعين سهد كذلك.

وسهدته فهو مسهد،وسهده الهم والوجع، وأسهده. وهو مسهد وسهد: قليل النوم. وهذه عبارة الأساس.

ومن المجاز: ما رأيت منه سهدة، بالفتح، أي نبهة للخير ورغبة فيه، كما في الأساس. وفي اللسان: أي أمرا يعتمد عليه من كلام مقنع أو خير أو بركة. وفي باب الإتباع شيء سهد مهد، أي حسن ?، نقله الصاغاني. ومن المجاز: هو ذو سهدة، بالفتح، أي ذو يقظة، وهو أسهد رأيا منك، أحزم وأيقظ، وهو مجاز. ورجل مسهد وسهد: يقظ وحذر. ويقال: غلام سهود، غض حدث، قاله شمر، وأنشد:

وليته كان غلاما سهودا
إذا عست أغصانه تجددا

أو غلام سهود: طويل شديد، قاله ابن دريد. وعن ابن الأعرابي: أسهدت بالولد: ولدته بزحرة واحدة، كأمصعت به، وأخفدت به وأمهدت به، وحطأت به وسهدد، كجعفر: جبل، لا ينصرف، قاله الليث: كأنهم يذهبون به إلى الصخرة، أو البقعة. ويقال فلان يسهد، أي لا يترك أن ينام، ومنه قول النابغة.

يسهد من نوم العشاء سليمها    لحلي النساء في يديها قعاقع

س - ه - ر - د
ومما يستدرك عليه: سهرورد، بضم السين، وسكون الهاء وفتح الراء: مدينة بين زنجار وهمذان، منها: أبو النجيب عبد القاهر، وابن أخيه الشهاب عمر بن محمد: السهرورديان، حدثا.

س - ي - د
سيد محركة: ة بأبيورد وقد ذكرها المصنف، في سبد، بالموحدة بعد السين، وسيأتي أيضا ذكرها في سبذ، بالذال المعجمة. ونسسب إليها جماعة من المحدثين.