الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل الثالث عشر: فصل الشين المعجمة مع الدال المهملة

فصل الشين المعجمة مع الدال المهملة

ش - ح - د
الشحدود كسرسور، أهمله الجوهري. قال الليث هو السيئ الخلق، قالت أعرابية وأرادت أن تركب بغلا:لعله حيوص، أو قموص، أو شحدود. قال الأزهري: وجاء به غير الليث.

ش - خ - د
شخدد، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو اسم مأخوذ من السواد.

ش - د - د
الشدة، بالكسر، اسم من الاشتداد وهي الصلابة تكون في الجواهر والأعراض، والجمع: شدد، عن سيبويه، قال: جاء على الأصل لأنه لم يشبه الفعل، وقد شده يشده ويشده شدا فاشتد، وكل ما أحكم فقد شد، وشدد، وشدد هو، وتشاد، وشيء شديد،: بين الشدة وشيء شديد: مشتد قوي.

صفحة : 2055

وف ي الحدجيث: لا تبيعوا الحب حتى يشتد، أي يقوى. والشدة، بالفتح الحملة الواحدة، والشد: الحمل. وشد على القوم في الحرب يشد ويشد شدا وشدودا: حمل. وفي الحديث: ألا تشد فنشد معك، يقال شد في الحرب، يشد، بالكسر، ومنه الحديث: ثم شد عليه فكان كأمس الذاهب. أي حمل عليه فقتله. وشد فلان على العدو شدة واحدة، وشد شدات كثيرة، وشد الذئب على الغنم شدا وشدودا، كذلك.

ورئي فارس يوم الكلاب من بني الحارث يشد على القوم فيردهم ويقول: أنا أبو شداد. فإذا كروا عليه ردهم وقال: أنا أبو رداد. والشد بالفتح: الحضر والعدو، والفعل اشتد، أي عدا، قال ابن رميض العنبري:

هذا أوان الشد فاشتدي زيم وزيم: اسم فرسه. وفي حديث القيامة: كحضر الفرس ثم كشد الرجل الشديد العدو، ومنه حديث السعي: لا يقطع الوادي إلا شدا أي عدوا، وفي حديث أحد: حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل أي يعدون. وشد في العدو شدا واشتد: أسرع وعدا، وقال عمرو ذو الكلب:

فقمت لا يشتد شدي ذو قدم جاء بالمصدر على غير الفعل، ومثله كثير. والشد في النار: ارتفاعها، هكذا في النسخ التي بأيدينا، وهو غلط، والصواب على ما في الأمهات: والشد في النهار: ارتفاعه. وشد النهار: ارتفع، وكذلك شد الضحى، يقال جئتك شد النهار، وفي شد النهأر، وشد الضحى وفي شد الضحى. ويقال لقيته شد النهار، وهو حين يرتفع، وكذلك امتد، وأتانا مد النهأر، أي قبل الزوال حين مضى من النهار خمسة. وفي حديث عتبان بن مالك: فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما اشتد النهار أي علا وارتفعت شمسه، ومنه قول كعب:

شد النهار ذراعي عيطل نصف    قامت فجاوبها نكد مثـاكـيل أي وقت ارتفاعه وعلوه. والشد: التقوية تقول: شد الله ملكه، وشدده، أي قواه. وقوله تعالى وشددنا ملكه أي قويناه، وشد على يده: قواه وأعانه، قال:

فإنس بحمد اللـه لا سـم حـية    سقتني ولا شدت على كف ذابح وشد عضده: قواه، واشتد الشيء، من الشدة. والشد: الإيثاق وشده: أوثقه. ويشده ويشده أيضا، وهو من النوادر قال الفراء: ما كان من المضاعف على فعلت غير واقع فإن يفعل منه مكسور العين، مثل: عف يعف وخف يخف، وما أشبهه. وما كان واقعا مثل: مددت فإن يفعل منه مضموم إلا ثلاثة أحرف. شده يشده ويشده، وعله يعله ويعله، من العلل، ونم الحديث ينمه وينمه. فإن جاء مثل هذا مما لم نسمعه، فهو قليل، وأصله الضم. قال: وقد جاء حرف واحد بالكسر، من غير أن يشركه الضم، وهو حبة يحبه. وقال غيره: شد فلان في حضره. وقد حققنا ذلك في مؤلفاتنا التصريفية. قال الله تعالى: فشدوا الوثاق وقال تعالى: اشدد به أزري واشتد الرجل عدا، كشد. وقد تقدم. والمشادة في الشيء: التشدد فيه والمغالبة، ومنه الحديث: لن يشاد الدين أحد إلا غلبه أراد غلبه الدين، أي من يقاومه ويقاويه ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقته. وشاده مشادة وشدادا: غالبه،وهو مثل الحديث الآخر: إن هذا الدين متين فأوغل في برفق. والمتشدد: البخيل، كالشديد، قال طرفة:

أرى الموت يعتام الكرام ويصطي     عقيلة مال الفاحش المـتـشـدد

صفحة : 2056

والأشد مبلغ الرجل الحنكة والمعرفة، قال الله تعالى: حتى إذا بلغ أشده وقال الأزهري: الأشد في كتاب الله تعالى على ثلاثة معان يقرب اختلافها: فأما قوله في قصة يوسف عليه السلام: ولما بلغ أشده فمعناه الإدراك والبلوغ، وحينئذ راودته امرأة العزيز عن نفسه. وكذلك قوله تعالى: ولا تقربوا مال اليتم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده بفتح فضم، ويضم أوله وهي قليلة، حكاها السيرافي. قال الزجاج. معناه احفظوا عليه ماله حتى يبلغ أشده، فإذا بلغ أشده فادفعوا إليه ماله. قال وبلوغه أشده أن يؤنس منه الرشد مع أن يكون بالغا. قال: وقال بعضهم حتى يبلغ أشده حتى يبلغ ثماني عشرة سنة، قال أبو إسحاق: لست أعرف ما وجه ذلك، لأنه إن أدرك قبل ثمان عشرة سنة وقد أونس منه الرشد فطلب دفع ماله إليه وجب له ذلك. قال الأزهري: وهذا صحيح، وهو قول الشافعي وقول أكثر أهلي العلم. وفي الصحاح حتى يبلغ أشده أي قوته، وهو ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين سنة، وقال الزجاج: هو من نحو سبع عشرة إلى الأربعين، وقال مرة: هو ما بين الثلاثين والأربعين، وهو مذكر ومؤنث، وفي التهذيب: وأما قوله تعالى، في قصة موسى عليه اسلام: ولما بلغ أشده واستوى فإنه قرن بلوغ الأشد بالاستواء، وهو أن يجتمع أمره وقوته، ويكتهل وينتهي شبابه، وأما قوله تعالى في سورة الأحقاف. حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة فهو أقصى نهاية بلوغ الأشد، وعند تمامها بعث محمد صلى الله عليه وسلم نبيا.وقد اجتمعت حنكته وتمام عقله، وفبلوغ الأشد محصور الأول، محصور النهاية، غير محصور ما بين ذلك. قال الجوهري: وهو واحد جاء على بناء الجمع، كآنك، وهو الأسرب ولا نظير لهما. قال شيخنا: ولعل مراده: من الأسماء المطلقة التي استعملتها العرب، فلا ينافي ورود أعلام على بلاد، ككابل وآمل، وما يبديه الاستقراء، أو جمع لا واحد به من لفظه مثل أبابيل وعبابيد ومذاكير، ذهب إليه أحمد بن يحيى، فيما رواه عن أبي عثمان المازني. كذا في المحكم. وقال السيرافي أيضا. أو واحده شدة، بالكسر كنعمة وأنعم، نقله الجوهري عن سيبويه، وهو حسن في المعنى، يقال بلغ الغلام شدته. وقال أبو الهيثم: واحدة الأنعم نعمة وواحدة الأشد شدة. مع أن، وفي نص عبارة سيبويه: ولكن فعلة بالكسر لا يتجمع على أفعل، أو واحده شد، ككلب وأكلب، وقال السيرافي: القياس: شد وأشد، كما يقال: قد وأقد، أو واحده: شد، كذئب وأذؤب، قال أبو الهيثم: وكأن الهاء في النعمة والشدة لم تكن في الحرف، إذ كانت زائدة، وكأن الأصل: نعم وشد، فجمعا على أفعل، كما قالوا رجل، وأرجل، وضرس وأضرس. وقال أبو عبيد: واحدها شد في القياس. ولم أسمع لها بواحدة.

وقال ابن جني: جاء على حذف التاء كما كان ذلك في نعمة وأنعم ونقل ابن جني عن أبي عبيد: هو جمع أشد، على حذف الزيادة، قال وقال أبو عبيدة: ربما استكرهوا على حذف هذه الزيادة في الواحد، وأنشد بيت عنترة:

عهدي به شد النهار كأنمـا     خضب اللبأن ورأسه بالعظم

صفحة : 2057

أي أشد النهار، يعني أعلاه وأمتعه وما هما أي شدا وشدا بمسموعين عن العرب بل قياس، كما يقولون في واحد الأبابيل: إبول، قياسا على عجول، وليس هو شيئا سمع من العرب، كما سبقت الإشارة إليه. قال الفراء: الأشد، واحدها شد، في القياس، قال: ولم أسمع لها بواحد. ومثله عن أبي عبيد. والشدة: النجدة وثبات القلب والشديدة: الشجاع والقوي من الرجال، والجمع: أشداء وشداد وشدد، عن سيبويه، قال جاء على الأصل لأنه لم يشبه الفعل، وقد شد يشد بالسر لا غير. والشديد البخيل، وفي التنزيل العزيز: وإنه لحب الخير لشديد قال أبو إسحاق: إنه من أجل حب المال لبخيل. وقال أبو ذؤيب.

حدرناه بالأثوأب في قعـر هـوة     شديد على ما ضم في اللحد جولها أراد: شحيح على ذلك.

والشديد: الأسد، لقوته وجلادته. والشديد: اسم مولى لأبي بكر رضي الله عنه مذكور في حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم. والشديد بن قيس المحدث البرتي روى عنه يزد بن أبي حبيب، وكان شريفا بمصر، ولي بحر مصر. وشديد، كزبير: شاعر وهو شديد بن شداد بن عامر بن لقيط العامري، في زمن بني أمية. وشداد، ككتان: اسم جماعة. والحروف الشديدة ثمانية وهي الهمزة، والجيم، والدال، والتاء، والطاء، والباء والقاف، والكاف. قال ابن جني: ويجمعها في اللفظ قولك: أجدت طبقك، وقولهم: أجدك طبقت، أو أجدك قطبت. والحروف التي بين الشديدة والرخوة ثمانية، يجمعها في اللفظ قولك: لم يروعنا وإن شئت: قلت لم يرعونا . ومعنى الشديد أنه الحرف الذي يمنع الصوت أن يجري فيه، ألا ترى أنك لو قلت الحق والشط، ثم رمت مد صوتك في القاف والطاء لكان ممتنعا. وأشد الرجل إشدادا، إذا كانت معه دابة شديدة، وفي الحديث: يرد مشدهم على مضعفهم. المشد: الذي دوابه قوية، والمضعف: الذي دوابه ضعيفة، يريد أن القوي من الغزاة يساهم الضعيف فيما يكسبه من الغنيمة. ويقال: أشد لقد كان كذا، وأشد مخففة، أي أشهد وهو غريب نقله الصاغاني. وأشد، على صيغة أفعل التفضيل: أخو يوسف الصديق عليه السلام. أورده تلميذه الحافظ في التبصير. وذكر الجواني في المقدمة الفاضلية إخوة سيدنا يوسف الأحد عشر الأسباط هكذا: كاد، وبنيامين، ويهوذا، ونفتالى، وزبولون، وشمعون، وروبين، ويساخا، ولاوى، ودان، وياشير. فلم يذكر فيهم أشد.

وأبو الأشد: من الأبطال وآخر محدث، أو هو بالسن، هكذا في النسخ. وفي بعضها: وسنان بن خال الأشد، من الأبطال. وأبو الأشد السلمي: محدث، أو هو بالسين، وهذا هو الصواب، فإن الفارس البطل هو سنان بن خالد، يعرف بالأشد، لا بأبي الأشد، والمحدث هو أبو الأشد، يقال بالشين وبالسين، وعلى رواية المهملة فبسكونها، وهو الذي وقع في المسند، وعلى رواية المعجمة وهو الراجح فبتشديد الدال، وهو شيخ لعثمان بن زفر، فتأمل.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2058

عن ابن الأعرابي: يقال: حلبت بالساعد الأشد أي استعنت بمن يقوم بأمرك، ويعنى بحاجتك. وقال أبو عبيد: يقال حلبتها بالساعد الأشد أي حين لم أقدر على الرفق أخذته بالقوة والشدة. ومن أمثالهم في الرجل يحرز بعض حاجته ويعجز عن تمامها: بقي أشده قال طالب: يقال إنه كان فيما يحكى عن البهائم أن هرا كان قد أفنى الجرذان، فاجتمع بقيتها وقلن تعالين نحتال بحيلة لهذا الهر، فأجمع رأيهن على تعليق جلجل في رقبته، فإذا رآهن سمعن صوت الجلجل، فهربن منه فجئن بجلجل، وشددنه في خيط، ثم قلن: من يعلقه في عنقه? فقال بعضهن: بقي أشده. وقد قيل في ذلك:

ألا امرؤ يعقد خيط الجلجل ويقال للرجل إذا كلف عملا: ما أملك شدا ولا إرخاء أي لا أقدر على شيء، وقال أبو زيد: أصابتني شدى، على فعلى، أي شدة. ومسك شديد الرائحة: قويها ذكيها. ورجل شديد العين: لا يغلبه النوم، وقد يستعار ذلك في الناقة قال الشاعر:

بات يقاسي كل ناب ضـرزة     شديدة جفن العين ذات ضرائر وقوله تعالى، واشدد على قلوبهم أي اطبع على قلوبهم.

والشدة: المجاعة. والشدائد الهزاهز. والشدة: صعوبة الزمن، وقد اشتد عليهم. والشدة والشديدة: من مكاره الدهر وجمعها، شدائد، فإذا كان جمع شديدة فهو على القياس، وإذا كان جمع شدة، فهو نادر.

وشدة العيش: شظفه.

وفي المثل: رب شد في الكرز وذلك أن رجلا خرج يركض فرسا له، فرمت بسخلتها، فألقاها في كرز بين يديه، وهو الجوالق، فقال له إنسان: لم تحمله? ما تصنع به? فقال: رب شد في الكرز يقول هو سريع الشد كأمه، يضرب للجل يحتقر عندك، وله خبر قد علمته أنت. قال سيبويه: وقالوا: شد ما أنك ذاهب، كقولك: حقا أنك ذاهب، قال. وإن شئت جعلت شد بمنزلة نعم، كما تقول نعم العمل أنك تقول الحق. وقال أبو زيد: خفت شدى فلان، أي شدته، وأنشد.

فإني لا ألين لقول شـدى    ولو كانت أشد من الحديد والأشد: لقب عمرو بن أهبان بن دثأر بن فقعيس الأسدي، جاهلي. وفي حديث قيام شهر رمضان: أحيا الليل وشد المئزر ، وهو كناية عن اجتناب النساء، أو عن الجد والاجتهاد في العمل، أو عنهما معا. وتشددت القينة، إذا جهدت نفسها عند رفع الصوت بالغناء، ومنه قول طرفة:

إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا     على رسلهأ مطروقة لم تشدد وبنو شداد وبنو الأشد: بطنان. والأشداء: بطن من آل علي بن أبي طالب.

ومما يستدرك عليه

ش - ج - ر - د
شاجردى. وقد جاء في شعر الأعشى:

وما كنت شاجردى ولكن حسبتن    إذا مسحل سدى لي القول أنطق
شريكان فيما بيننا مـن هـوادة     صبيان جني وإنـس مـوفـق

قال البكري: ورواه أبو عبيدة: شاقردى، وهو المتعل. ومسحل: شيطانه وحسبتني هنا بمعنى اليقين، أورده شيخنا هكذا. واستدركه في آخر المادة. قلت: وهو معرب عن شاكرد، بكسر الكاف، بالفارسية، وهو المتعلم.

ش - ر - د
شرد البعير والدابة يشرد شردا، وشرودا، كقعود، وشرادا، كغراب، وشرادا، بالكسر: نفر، فهو شارد وشرود، كصبور، في المذكر والمؤنث ج شرد وشرد، كخدم وزبر، في خادم وزبور، قال:

ولا أطيق البكرات الشردا

صفحة : 2059

قال ابن سيده: هكذا روه ابن جني: شردا، على مثال عجل وكتب، استعصى وذهب على وجهه. وفي الصحاح: وجمع الشرود: شرد، مثل زبور وزبر. وأنشد أبو عبيدة لعبد مناف بن ربع الهذلي:

حتى إذا أسلكوهم في قتـائدة    شلا كما تطرد الجمالة الشردا ويروى: الشردا. وفرس شرود، وهو المستعصي على صاحبه. وفي الحديث: لتدخلن الجنة أجمعون أكتعون إلا من شرد على الله أي خرج عن طاعته، وفارق الجماعة. وشرد الرجل شرودا: ذهب مطرودا، والتشريد: الطرد، والتفريق، وقوله عز وجل فشرد بهم من خلفهم أي فرق وبدد جمعهم. وقال الفراء: نكل بهم من خلفهم ممن تخاف نقضه للعهد، لعلهم يذكرون فلا ينقضون العهد. وقيل: معناه سمع بهم من خلفهم. وقيل: فزع بهم من خلفهم. ويقال: شرد به تشريدا: سمع الناس بعيوبه، قال:

أطوف بالأباطح كـل يوم    مخافة أن يشرد بي حكيم معناه: يسمع بي. وحكيم:رجل من بني سليم، كانت قريش ولته الأخذ على أيد السفهاء. وأشرده وأطرده: جعله شريدا، أي طريدا لا يؤوى. وشرد الجمل شرودا، فهو شارد، فإذا كان مشردا فهو شريد طريد. وشرد الرجل شرودا: ذهب مطرودا. وأشرده، وشرده: طرده تطريدا. وقال أبو بكر، في قولهم: طريد شريد: أما الطريد فععناه المطرود، والشريد فيه قولان: أحدهما الهارب، من قولهم: شرد البعير وغيره، إذا هرب. وقال الأصمعي: الشريد المفرد. وأنشد اليمامي:

تراه أمام الناجيات كـأنـه    شريد نعام شذ عنه صواحبه وبنو الشريد، كأمير: بطن من سليم، منهم صخر أخو الخنساء، وفيهم تقول:

أبعد ابن عمرو من ال     الشري د حلت به الأرض أثقالهـا ومن المجاز: قافية شرود، كصبور: عائرة سائرة في البلاد تشرد كما يشرد البعير، قال الشاعر:

شرود إذا الراؤون حلوا عقالها    محجلة فيها كلام محـجـل ومما يستدرك عليه: تشرد القوم: ذهبوا. والشريد: البقية من الشيء. ويقال: في إداوتهم شريد من ماء، أي بقية. وأبقت السنة عليهم شرائد من أموالهم، أي بقايا، فإما أن يكون شرائد جمع شريد، على غير قياس، وإما أن يكون شريد لغة في شريد. كما في اللسان.

ومن الكناية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخوات: أما يشرد بكر بعيرك? قال أما منذ قيده الإسلام فلا. كما في الأساس. قلت: وهو إشارة إلى قصة مروية لخوات غير قصة ذات النحيين. وقد وهم الهروي، والجوهري، ومن فسره بذلك، وفي آخرها: ما فعل شراد الجمل? فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت. فراجعه في لسان العرب.

ش - ر - ز - د
ومما يستدرك عليه: شرزد: ومنه شيرزاد، بالكسر، جد أبي محمد عبد الله بن يحيى بن موسى بن داوود بن علي بن داوود بن علي بن إبراهيم بن شيرزاد، قاضي طبرستان. حدث. توفي سنة 300.

ومما يتسدرك عليه:

 ش - ع - ب - د
المشعبد: الهازئ، كالمشعوذ، وسيأتي في الذال المعجمة.

ش - ف - ن - د
وأشفند، بضم فسكون ففتح: ناحية كبيرة متسعة بنيسابور. وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم.

ش - ق - د
الشقدة، بالكسر، أهمله الجوهري. وقال الليث: هي حشيشة كثيرة الإهالة واللبن، كالقشدة، إما مقلوبة وإما لغة. قال الأزهري: لم أسمع الشقدة لغير الليث قال: وكأنه في الأصل: القشدة والقلدة.

ش - ك - د

صفحة : 2060

الشكد، بالفتح: الإعطاء شكده يشكده ويشكده شكدا: أعطاه، أو منحه. والشكد، بالضم: العطاء وما يزوده الإنسان، من لبن أو أقط أو سمن أو تمر، فيخرج به من منازلهم. والشكد: الشكر يمانية، يقال: إنه لشاكر شاكد. وأشكد إشكادا: أعطى، كشكد، بالتشديد، كما في النسخ. والصواب: بالتخفيف. وقال ابن سيده: أشكد لغة ليست بالعالية، قال ثعلب: العرب تقول: منا من يشكد ويشكم، والاسم الشكد، وجمعه: أشكاد. وعن ابن الأعرابي: أشكد الرجل. إذا اقتنى رذأل المال ورديئه، وكذلك: أسوك، وأكوس، وأقم.، وأغمز.

ومما يستدرك عليه: جاء يشتشكد، أي يطلب الشكد. وأشكد الرجل: أطعمه، أو سقاه من اللبن بعد أن يكون موضوعا. والشكد: ما كان موضوعا في البيت من الطعام والشراب. والشكد: ما يعطى من التمر عند صرامه، ومن البر عند حصاده، والفعل كالفعل. والشكد: الجزاء. والشكد، عند أهل اليمن: ما أعطيت من الكدس عند الكيل، ومن الحزم عند الحصاد يقال: جاء يستشكدني فأشكدته.
ش - م - ر - د
الشمردى، كحبركى، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي في قول الشاعر:

لقد أوقدت نار الشمردى بأرؤس    عظام اللحى معرنزمات اللهازم قيل هو نبت أو شجر، ويقال فيه الشبردى أيضا، بالباء الموحدة، فقيل: أصل، وقيل: بدل، وألفه للإلحاق، ولذلك لحقته هاء التأنيث. والشمرداة: الناقة السريعة، كالشمرذاة، بالذال المعجمة، ولم يذكره صاحب اللسان.

ش - م - ع - د
من اللسان: قال الأزهري: اسمعد الرجل، واشمعد، إذا امتلأ غضبا، وكذلك اسمعط واشمعط.

ش - م - ه - د
والشمهد من الكلام: الخفيف، وقيل الحديد، قال الطرماح يصف الكلاب: شمهد أطراف أنيابهأ كمناشيل صهأة اللحام وقال أبو سعيد: كلبة شمهد، أي خفيفة حديدة أطراف الأنياب. والشمهدة: التحديد، يقال شمهد حديدته، إذا رققها وحددها. وسيأتي في الذال المعجمة.

ش - ه - د
الشهأدة خبر قاطع، كذا في اللسأن، والأساس. وقد شهد الرجل على كذا، كعلم وكرم شهدا وشهادة، وقد تسكن هاؤه للتخفيف عن الأخفش. قال شيخنا: لن الثلاثي الحلقي العين الذي على فعل بالضم، أو فعل بالكسر، يجوز تسكين عينه تخفيفا مطلقا، كما في الكافية المالكية والتسهيل وشروحهما، وغيرها، بل جوزوا في ذلك أربع لغات: شهد، كفرح، وشهد، بسكون الهاء مع فتح الشين، وشهد، بكسرها أيضا مع سكون الهاء، وشهد بكسرتين، وأنشدوا:

إذا غاب عنا غاب عنا ربيعنا    وإن شهد أجدى خيره ونوافله

صفحة : 2061

وشهده كسمعه شهودا أي حضره، فهو شاهد، ج شهود، أي حضور، وهو في الأصل مصدر، وشهد أيضا، مثل راكع وركع. ويقال: شهد لزيد بكذا شهادة، أي أدى ما عنده من الشهادة، فهو شاهد ج شهد، بالفتح، مثل صاحب وصحب، وسافر وسفر، وبعضهم ينكره. وهو عند سيبويه اسم للجمع، وقال الأخفش هو جمع، وجج، أي جمع الجمع: شهود، بالضم وأشهاد، ويقال إن فعلا بالفتح لا يجمع على أفعال إلا في الألفاظ الثلاثة المعلومة لا رابع لها، نقله شيخنا. واستشهده: سأله الشهادة، ومنه لا أستشهده كاذبا. وفي القرآن: واستشهدوا شهيدين واستشهدت فلانا على فلان: سألته إقامة شهادة احتملها. وأشهدت الرجل على إقرار الغريم، واستشهدته، بمعنى واحد. ومنه قوله تعالى: واستشهدوا شهيدين من رجالكم أي أشهدوا شاهدين. والشهيد وتكسر شينه قال الليث: وهي لغة بني تميم، وكذا كل فعيل حلقي العين، سواء كان وصفا كهذا، واسما جامدا كرغيف وبعير. قال الهمداني في إعراب القرآن: أهل الحجاز وبنو أسد يقولون: رحيم ورغيف وبعير، بفتح أوائلهن. وقيس، وربيعة، وتميم، يقولون: رحيم ورغيف وبعير بكسر أوائلهن وقال السهيلي في الروض: الكسر لغة تميم في كل فعيل عين فعله همزة أو غيرها من حروف الحلق، فيسكرون أوله، كرحيم وشهيد. وفي شرح الدريدية لابن خالويه: كل اسم على فعيل ثانيه حرف حلق يجوز فيه إتباع الفاء العين، كبعير وشعير ورغيف ورحيم، وحكى الشيخ النووي في تحريره عن الليث: أن قوما من العب يقولون ذلك وإن لم يكن عينه حرف حلق، ككبير وكريم وجليل ونحوه. قلت: وهم بنو تميم. كما تقدم. الشاهد وهو العالم الذي يبين ما علمه. قاله ابن سيده.

صفحة : 2062

والشهيد، في أسماء الله تعالى: الأمين في شهادة، ونص التكملة: في شهادته. قاله أبو إسحاق وقال أيضا: وقيل: الشهيد، في أسمائه تعالى: الذي لا يغيب عن علمه شيئ والشهيد: الحاضر. وفعيل من أبنية المبالغة في فاعل، فإذا اعتبر العلم مطلقا فهو العليم، وإذا أضيف إلى الأمور الباطنة فهو الخبير، وإذا أضيف إلى الأمور الظاهرة فهو الشهيد. وقد يعتبر مع هذا أن يشهد على الخلق يوم القيامة. والشهيد، في الشرع: القتيل في سبيل الله واختلف في سبب تسمية فقيل: لأن ملائكة الرحمة تشهده، أي تحضر غسله أو نقل روحه إلى الجنة، أو لأن الله وملائكته شهود له بالجنة، كما قال ابن الأنباري. أو لأنه ممن يستشهد يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم على الأمم الخالية التي كذبت أنبياءها في الدنيا. قال الله عز وجل: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وقال أبو إسحاق الزجاج: جاء في التفسير أن أمم الأنبياء تكذب في الآخرة من أرسل إليهم فيجحدون أنبياءهم، هذا فيمن جحد في الدنيا منهم أمر الرسل، فتشهد أمة محمد صلى الله عليه وسلم بصدق الأنبياء وتشهد عليهم بتكذيبهم، ويشهد النبي صلى الله عليه وسلم، لهذه الأمة بصدقهم. قال أبو منصور: والشهادة تكون للأفضل فالأفضل من الأمة، فأفضلهم من قتل في سبيل الله، ميزوا عن الخلق بالفضل، وبين الله أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ثم يتلوهم في الفضل من عده النبي صلى الله عليه وسلم شهيدا، فإنه قال: المبطون شهيد، والمطعون شهيد قال: ومنهم أن تموت المرأة بجمع. وقال ابن الأثير: الشهيد في الأصل: من قتل مجاهدا في سبيل الله، ثم اتسع فيه فأطلق على من سماه النبي صلى الله عليه وسلم من المبطون والغرق والحرق وصاحب الهدم وذات الجنب وغيرهم. أو لسقوطه على الشاهدة، أي الأرض، نقله الصاغاني أو لأنه حي لم يمت، كأنه عند ربه شاهد، أي حاضر، كذا جاء عن النضر بن شميل. ونقله عنه أبو داوود. قال أبو منصور: أراه تأول قول الله عز وجل: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم كأن أرواحهم أحضرت دار السلام أحياء، وأرواح غيرهم أخرت إلى البعث. قال: وهذا قول حسن. أو لأنه يشهد ملكوت الله وملكه، الملكوت: عالم الغيب المختص بأرواح النفوس. والملك: عالم الشهادة من المحسوسات الطبيعية. كذا في تعريفات المناوي.

فهذه ستة أوجه في سبب تسمية الشهيد. وقيل: لقيامه بشهادة الحق، في أمر الله، حتى قتل. وقيل: لأنه يشهد ما أعد الله له من الكرامة بالقتل. أو لأنه شهد المغازي، أو لأنه شهد له بالإيمان وخاتمة الخير بظاهر حاله، أو لأن عليه شاهدا يشهد بشهادته، وهو دمه.

وهذه خمسة أوجه أخرى، فصار المجموع منها أحد عشر وجها. وما عدا ذلك فمرجوع إلى أحد هؤلاء عند المتأمل الصادق. قال شيخنا: وقد اختلفوا في اشتقاقه، هل هو من الشهادة، أو من المشاهدة، أو الشهود، أو هو فعيل بمعنى مفعول، أو بمعنى فاعل. وذكروا لكل أوجها. ذكر أكثر ذلك محررا مهذبا الشيخ أبو القاسم السهيلي في الروض الأنف بما لا مزيد عليه.

صفحة : 2063

ج: شهداء، وفي الحديث: أرواح الشثهداء في حواصل طير خضر تعلق من ورق الجنة . والاسم: الشهادة وقد سبقت الإشارة إلى الاختلاف فيه قريبا. واشهد بكذا: أحلف. قال المصنف في بصائر ذوي التمييز: قولهم شهدت: يقال على ضربين: أحدهما جار مجرى العلم، وبلفظه تقام الشهادة، يقال: أشهد بكذا، ولا يرضى من الشاهد أن يقول: أعلم، بل يحتاج أن يقول أشهد. والثاني يجري مجرى القسم، فيقول: أشهد بالله إن زيدا منطلق. ومنهم من يقول: إن قال أشهد، ولم يقل: بالله، يكون قسما ويجري علمت مجراه في القسم فيجأب بجواب القسم، كقوله:

ولقد علمت لتأنين عشية وشاهده مشاهدة: عاينه كشهده والمشأهدة: منزلة عالية من منازل السالكين وأهل الاستقامة، وهي مشاهدة معاينة تلبس نعوت القدس، وتخرس ألسنة الإشارات، ومشاهدة جمع تجذب إلى عين اليقين، وليس هذا محل إشاراتها. وامرأة مشهد، بغير هاء: حضر زوجها، وامرأة مغيبة: غاب عنها زوجها، وهذه بالهاء: هكذا حفظ عن العرب، لا على مذهب القياس.

والتشهد في الصلاة، م معروف وهو قراءة: التحيات لله، واشتقاقه من أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وهو تفعل من الشهادة، وهو من الأوضاع الشرعية. والشاهد: من أسماء النبي، صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل إنا أرسلناك شاهدا أي على أمتك بالإبلاغ والرسالة، وقيل مبينا. وقال تعالى: وشاهد ومشهود قال المفسرون: الشاهد: هو النبي صلى الله عليه وسلم. والشاهد: اللسان من قولهم: لفلان شاهد حسن، أي عبارة جميلة. وقال أبو بكر، في قولهم: ما لفلان روأء ولا شاهد، معناه: ماله منظر ولا لسان. والشاهد: الملك، قال مجاهد: ويتلوه شاهد منه أي حافظ ملك، قال الأعشى:

فلا تحسبني كافرا لك نعـمة    على شاهد يا شاهد الله فاشهد وقال الفراء: الشاهد: يوم الجمعة، وروى شمر، في حديث أبي أيوب الأنصاري: أنه ذكر صلاة العصر ثم قال: ولا صلاة بعدها حتى يرى الشاهد. قال: قلنا لأبي أيوب: ما الشاهد? قال: النجم كأنه يشهد في الليل، أي يحضر ويظهر. والشاهد: ما يشهد على جودة الفرس وسبقه من جريه، فسره ابن الأعرابي، وأنشد لسويد بن كرع في صفة ثور:

ولو شاء نجاه فلم يلتبس به     له غائب لم يبتذله وشاهد وقال غيره: شاهده: بذله جريه، وغائبه: مصون جريه. والشاهد شبه مخاط يخرج مع الولد، وجمعه شهود، قال حميد بن ثور الهلالي:

فجاءت بمثل السابري تعجـبـوا     له والثرى ما جف عنه شهودها قال ابن سيده: الشهود: الأغراس التي تكون على رأس الحوار. والشاهد من الأمور: السريع. وصلاة الشاهد: صلاة المغرب، قال شمر: هو راجع إلى ما فسره أبو أيوب أنه النجم. قال غيره: وتسمى هذه الصلاة صلاة البصر، لأنه يبصر في وقته نجوم السماء، فالبصر يدرك رؤية النجم، ولذلك قيل له: صلاة البصر، وقيل في صلاة الشاهد: إنها صلاة الفجر، لأن المسافر يصليها كالشاهد لا يقصر منها، قال:

فصبحت قـبـل أذان الأول
تيماء والصبح كسيف الصيقل
قبل صلاة الشاهد المستعجل

صفحة : 2064

وروي عن أبي سعيد الضرير أنه قال: صلاة المغرب تسمى شاهدا، لاستواء المقيم والمسافر فيها، وأنهأ لا تقصر. قال أبو منصور: والقول الأول، لأن صلاة الفجر لا تقصر أيضا، ويستوي فيها الحاضر والمسافر، فلم تسم شاهدا. والمشهود: يوم الجمعة، أو يوم القيامة، أو يوم عرفة، الأخير قاله الفراء، لأن الناس يشهدون كلا منها، ويحضرون بها، ويجمعون فيها. وقال بعض المفسرين: الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم القيامة. والشهد: العسل ما دام لم يعصر من شمعه، بالفتح لتميم، ويضم لأهل العالية، كما في المصباح، واحدته شهدة وشهدة. وقيل: الشهدة أخص، ج: شهأد، بالكسر، قال أمية:

إلى ردح من الشيزى ملاء      لباب البر يلبك بالشـهـاد أي من لباب البر. والشهد: ماء لبني المصطلق من خزاعة، نقله الصاغاني.

وفي التنزيل العزيز شهد الله أنه لا إله إلا هوا سأل المنذري أحمد بن يحيى عن معناه فقال: أي علم الله، وكذا كل ما كان شهد الله، في الكتاب أو قال الله، قاله ابن الأعرابي. وقال ابن الأنباري: معناه بين الله أن لا إله إلا هو. وقال أبو عبيدة: معنى شهد الله: قضى الله، وحقيقته: علم الله، وبين الله، لأن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه، فالله قد دل على توحيده بجميع ما خلق، فبين أنه لا يقدر أحد أن ينشئ شيئا واحدا مما أنشأ، وشهدت الملائكة لما عاينت من عظيم قدرته، وشهد أولو العلم بما ثبت عندهم وتبين من خلقه الذي لا يقدر عليه غيره، وقالأبو العباس: شهد الله: بين الله وأظهر. وشهد الشاهد عند الحاكم، أي بين ما يعلمه وأظهره. وفي قول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. قال أبو بكر بن الأنباري: أي أعلم أن لا إله إلا الله وأبين أن لا إله إلا الله. وأشهده إملاكه: أحضره، وأشهد فلان: بلغ، عن ثعلب. وأشهد اشقر، واخضر مئزره. وأشهد: أمذى، كشهد تشهيدا، وهذه عن الصاغاني، إلا أنه قال في تفسيره: أكثر مذيه. والمذي عسيلة. وعن أيب عمرو: أشهد الغلام، إذا أمدى وأدرك، وأشهدت الجارية إذا حاضت وأدركت، وأنشد:

قامت تنأجي عامرا فأشهدا
فداسها ليلته حتى اغتدى

وعن الكسائي: أشهد الرجل، مجهولا: قتل في سبيل الله شهيدا كاستشهد: رزق الشهادة فهو مشهد، كمكرم، وأنشد:

أنا أقول سأموت مشهدا والمشهد، والمشهدة، والمشهدة بالفتح في الكل، وضم الهاء في الأخير، الأخيرتأن عن الفراء في نوادره محضر الناس ومجمعهم. ومشاهد مكة: المواطن التي يجتمعون بها، من هذا. وشهود الناقة بالضم: آثار موضع منتجها، أي الموضع الذي أنتجت فيه، من دم أو سلى وفي بعض النسخ: من سلى أو دم. وكزبير: الشيخ الزاهد عمر هكذا في النسخ. و الصواب: عمير ابن سعد بن شهيد بن عمر أمير حمص صاحبي وكان يقال له: نسيج وحده. وأخته سلامة بنت سعد، لها ذكر. وأبو عامر أحمد بن عبد الملك ابن أحمد بن عبد الملك بن عمر ابن محمد بن عيسى بن شهيد الأشجعي الأديب مؤلف كتاب حانوت العطار. ولد بقرطبة سنة 382 وورث الرتبة والجلالة عن أسلافه، وتوفي سنة 436، وعلى رخامة قبره من شعره:

يا صاحبي قم فقد أطلنـا     أنحن طول المدى هجود
فقال لي لن نقوم منهـا      ما دام من فوقنا الجلـيد

صفحة : 2065

تذكر كم ليلة نعـمـنـا     في ظلهأ والزمان عيد
وكم سرور همي علينا      سحابـه بـره يجـود
كل كأن لم يكن تقضى      وشؤمه حاضر عتـيد
حصله كاتب حـفـيط      وضمه صادق شهـيد
يا ويلنا إن تنكـبـتـنـا     رحمة من بطشه شديد
يا رب عفوا فأنت مولى     قصر في أمرك العبيد

وأبوه أبو مروان، عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد القرطبي روى عن قاسم بن أصبغ وغيره، ومات سنة 393. وعبد الملك بن مروان بن شهيد، أبو الحسن القرطبي مات سنة 408 ذكرهما ابن بشكوال.

ومما يستدرك عليه: الشهاده اليمين، وبه فسر قوله تعالى: فشهاده أحدهم أربع شهادات بالله . والمشهود: صلاة الفجر. ويوم مشهود: يحضره أهل السماء والأرض. والأشهأد: الملائكة، جمع شاهد، كناصر وأنصار، وقيل: هم الأنبياء. و فمن شهد منكم الشهر أي من شهد منكم المصر في الشهر. والشهاده: المجمع من الناس. والمشهودة: هي المكتوبة، أي يشهدها الملائكة، ويكتب أجرها للمصلي. قال ابن سيده: والشاهد: من الشهأدة عند السلطان، لم يفسره كراع بأكثر من هذا. وتشهد: طلب الشهادة. ومنية شهادة: قرية بمصر. وذو الشهأدتين: خزيمة ب ثابت. والشاهد بن غأفق بن عك من الأزد. وشهدة، الكاتبة، بالضم: معروفة، وبالفتح: أبو الليث عتيق بن أحمد الصوفي، صاحب شهدة حدث بمصر عن أحمد بن عطاء الروذباري، وأحمد بن حسن بن علي المصري، عرف بابن شهدة، من شيوخ الرشيد العطار.

ش - ه - م - ر - د
شهمرد، وهو من أسمائهم، ومعناه: سلطان الفتيان.

ش - و - د
التشويد، أهمله الجوهري، وقال الليث، هو طلوع الشمس وارتفاعها، كالتشود، يقال شودت الشمس، إذا ارتفعت، أو هو تصحيف، والصواب بالذال المعجمة. قاله أبو منصور.

ش - ي - د
شاد الحائط يشيده شيدا: طلاه بالشيد، بالكسر وهو: ما طلي به حائط من جص ونحوه، كما في الكفاية وغيره وقول الجوهري: من طين، وفي بعض النسخ: من جص أو بلاط، بالباء الموحدة، غلط. والصواب: ملاط، بالميم، لأن البلاط حجارة لا يطلى بها، وإنما يطلى بالملاط وهو الطين. قال شيخنا: وقد يقال: إن الباء في بلاط بدل من الميم، أو قصد أن البلاط الذي هو الحجأرة يطلى به بعد حرقة وصيرورته جصا، والجص هو المنصوص على أنه يشاد به ويطلى، وباب المجاز واسع، فلا غلط حينئذ. انتهى.

قلت: فيكون عطف البلاط على الجص على النسخة الثانية، بهذا المعنى، من باب عطف الشيء على نفسه، كما هو ظاهر.

والمشيد، على وزن أمير: المعمول به، أي بالشيد، قال الله تعالى: وقصر مشيد وقال تعالى: في بروج مشيدة وقال الشاعر:

شاده مرمرا وجلله كلس    ا فللطير في ذراه وكور والبناء المشيد كمؤيد: المطول، قاله أبو عبيد، وقول الجوهري، نقلا عن الكسائي، فيما رواه عنه أبو عبيد. في أن المشيد للواحد، والمشيد بالتشديد للجمع غلط ووهم من الجوهري على الكسائي وإنما الذي قاله الكسائي أن المشيدة، بالهاء مع التشديد، جمع المشيد بغير هاء فأما مشيد، كأمير فهو من صفة الواحد، وليس من صفة الجمع. هكذا نص عبارة ابن بري في حواشيه، قال: وقد غلط الكسائي في هذا القول، فقيل: المشيد: المعمول بالشيد، وأم المشيد فهو المطول. قال فالمشيدة على هذا جمع مشيد لا مشيد: قال ابن سيده: والكسائي يجل عن هذا.

صفحة : 2066

قال الأزهري: وهذا الذي ذكره الراد على الكسائي هو المعروف في اللغة. قال: ويتجه عندي قول الكسائي على مذهب من يرى أن قولهم: مشيدة: مجصصة بالشيد، فيكون مشيد ومشيد بمعنى، إلا أن مشيدا لا تدخله الهاء للجماعة فيقال قصور مشيدة، وإنما يقال: قصور مشيدة، فيكون من باب ما يستغنى فيه عن اللفظة بغيرها، كاستغنائهم بترك عن ودع، وكاستغنائهم عن واحدة المخاض بقولهم: خلفة، فعلى هذا يتجه قول الكسائي.

قال الفراء: يشدد ما كان في جمع، مثل قولك: مررت بثياب مصبغة، وكباش مذبحة، فجاز التشديد، لأن الفعل متفرق في جمع، فإذا أفردت الواحد من ذلك، فن كان الفعل يتردد في الواحد ويكثر، جاز في التشديد والتخفيف، مثل قولك: مررت برجل مشجج، وبثوب مخرق، وجاز التشديد، لأن الفعل قد تردد فيه وكثر، ويقال، مررت بكبش مذبوح، ولا تقل: مذبح. فإن الذبح لا يتردد كتردد التخرق. وقوله: وقصر مشيد يجوز فيه التشديد، لأن التشييد بناء، والبناء يتطاول ويتردد. ويقاس على هذا ما ورد. كذا في اللسان.

ومن المجاز: الإشادة: رفع الصوت بما يكره صاحبه، وهو شبه التنديد؛ كما قاله الليث. ويقال: أشاد بذكره، في الخير والشر، والمدح والذم، إذا شهره ورفعه. وأفرد به الجوهري الخير فقال: أشاد بذكره، أي رفع من قدره. وفي الحديث: من أشاد على مسلم عورة يشينه بها بغير حق شانه الله يوم القيامة. ويقال: أشاده وأشاد به، إذا أشاعه ورفع ذكره، من أشدت البنيان فهو مشاد، وشيدته، إذا طولته، فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك.

ومن المجاز أيضا: الإشادة: تعريف الضالة، يقال: أشاد بالضالة: عرف. وأشدت بها عرفتها، وأشدت بالشيء: عرفته. وقال الأصمعي، كل شيء رفعت به صوتك، فقد أشدت به، ضالة كانت أو غير ذلك. والإشادة الإهلاك، وهو مجاز مستعار من التنديد، على المبالغة. والشياد، بالكسر الدعاء بالإبل، وهو رفع الصوت به، مأخوذ من كلام الأصمعي. والشياد: دلك الطيب بالجلد، كالتشيد، وفي بعض النسخ: كالتشييد. وشاد الرجل يشيد شيدا، إذا هلك، نقله الصاغاني.