الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل الخامس عشر: فصل الضاد المعجمة مع الدال المهملة

فصل الضاد المعجمة مع الدال المهملة

ض - أ - د

صفحة : 2086

ضأده ضأدا، كمنعه: خصمه، حكان أبو زيد. والضؤد، والضؤدة، والضؤودة، بضمهن: الزكام وقد ضئد، كعني ضؤادا، وضؤودا: زكم، فهو مضؤود: مزكوم. وأضأده الله تعالى: أزكمه، فهو مضؤود، ومضأد. قال ابن سيده: وأرى مضؤودا على طرح الزائد، أو كأنه جعل فيه ضأد. قال: وأباها أبو عبيد. وضئيدة: ماءة، وقيل: موضع قال الراعي:

جعلن حبيا باليمين ونكبـت    كبيثا لورد من ضئيدة باكر والضأد: فرج المرأة، فيما يقال. نقله الصاغاني.

ض - ب - د
الضبد، محركة: الغضب والغيظ لغة في الضمد، بالميم. والضبد بفتح فسكون: الخلط بين الرطب والبسر. وضبده تضبيدا، وروى بالتخفيف أيضا: أذكره ما يغضبه وفي بعض النسخ: ذكره بما يغضبه.

ض - د - د
الضد، بالكسر: كل شيء ضاد شيئا ليغلبه. والسواد ضد البياض، والموت ضد الحياة، قاله الليث. والضد، عن ثعلب وحده، والضديد: المثل وجمعه: أضداد. ويقال: لا ضد له ولا ضديد له، أي لا نظير له ولا كفء له. ويقال: لقي القوم أضدادهم وأندادهم، أي أقرانهم. وقال الاخفش: الند: الضد والشبه وتجعلون له أندادا أي أضدادا وأشباها. والضد والضديد والضديدة، الأخيرة عن ثعلب: المخالف، ضد قال ابن السكيت: حكاه لنا أبو عمرو: الضد: مثل الشيء، والضد: خلافه. ومثله في المحكم، والمصباح. وقد يكون الضد جمعا وفي بعض النسخ: ويكون للجمع جمعا. وعبارة اللسان: وقد يكون جماعة، والقوم على ضد واحد، إذا اجتمعوا عليه في الخصومة، ومنه قوله تعالى ويكونون عليهم ضدا قال الفراء: يكونون عليهم عونا، قال أبو منصور: يعني الأصنام التي عبدها الكفار، تكون أعوانا على عابديها يوم القيامة. وروي عن عكرمة: يكونون عليهم أعداء. وقال الأخفش: الضد يكون واحدا وجماعة، مثل الرصد، والأرصاد، والرصد يكون للجماعة. وعن أبي زيد: ضده في الخصومة ضدا: غلبه وخصمه. وقال أبو تراب: سمعت زائدة يقولك صده عن الأمر، وضده عنه: صرفه، ومنعه برفق. وفي الصحاح: الضد، بالفتح: الملء، ضد القربة يضدها ضدا: ملأها. وأضد الرجل: غضب وليس هذا من باب كبه فأكب، كما زعمه بعض المحشين، لاختلاف معناهما. وبنو ضد، بالكسر: قبيلة من قوم عاد، قاله ابن دريد، وأنشد:

وذو النونين من عهد ابن ضد    تخيره الفتى من قوم عـاد يعني سيفا، كذا في المحكم. وضاده: خالفه، فأراد أحدهما طولا، والثاني قصرا، فهو ضده وضديده، وهما متضادان، وقد يقال إذا خالفه فأراد وجها يذهب فيه، ونازعه في ضده: هو مضاده، وضديده، ونده ونديده، للذي يريد خلاف الوجه الذي تريده، وهو مستقل من ذلك بمثل ما تستقل به.

ومما يستدرك عليه: عن أبي عمرو: الضدد: الذين يملؤون للناس الآنية، إذا طلبوا الماء، واحدهم: ضاد، ويقال ضادد وضدد.

ض - ر - غ - د
ضرغد: جبل قال، عامر بن الطفيل:

فلأبغينكم قنا وعـوارضـا    ولأقبلن الخيل لابة ضرغد أي لأطلبنكم. وقنا، وعوارض: موضعان، واللابة: الحرة، أو ضرغد: حرة لغطفان، أو مقبرة يصرف ويمنع، وفي التهذيب، في ضرغط: ضرغط: اسم جبل، وقيل موضع ماء ونخل، ويقال له أيضا: ذو ضرغد قال:

إذا نزلوا ذا ضرغد فقتائدا يغنيهم فيها نقيق الضفادع

 ض - غ - د

صفحة : 2087

ضغده، بالمعجمة، كمنعه أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: أي خنقه أو عصر حلقه، كزغده.

ض - ف - د
ضفده يضفده، أهمله الجوهري. وقال الصاغاني: إذا ضربه بباطن كفه. والضفد: الكسع، وهو ضربك استه بباطن رجليك. والضفادي بالياء الضفادع، الياء بدل عن العين، كالثعالي في الثعالب، والأراني في الأرانب، هكذا في التكملة. قال شيخنا: ذكره هنا من الفضول الذي لا معنى له. وقال الأصمعي: اضفاد الرجل اضفيدادا، إذا انتفخ غضبا. وقال ابن شميل: المضفئد من الناس والإبل: المنزوي الجلد، البطين البادن. وضفد الرجل، واضفأد: كثر لحمه، وثقل مع حمق. وجعل ابن جني اصفأد رباعيا.

ض - ف - ن - د
الضفند، كسفنج: الرخو البطين الضخم، قال الليث، وكذلك الضفنط. والضفندد: الضخم الأحمق، قال الفراء: إذا كان مع الحمق في الرجل كثرة لحم وثقل قيل: رجل ضفندد ضفن خجأة. وامرأة ضفندد، بغير هاء: ضخمة الخاصرة، مسترخية اللحم، ورجل ضفندد: كثير اللحم، ثقيل مع حمق.

وفي الصحاح: هو ملحق بالخماسي، بتكرير آخره. وفي التهذيب، في الرباعي: امرأة ضفنددة: رخوة. والذكر ضفندد.

ض - م - د
ضمد الجرح وغيره يضمده بالكسر، ويضمده، بالضم، وضمده بالتشديد، ضمدا وتضميدا: شده بالضمادة وعصبه وهي العصابة كالضماد، ككتاب، وكذلك الرأس إذا مسحت عليه بدهن أو ماء، ثم لففت عليه خرقة، واسم ما يلزق بهما: الضماد. وقال الليث: ضمدت رأسه بالضماد، وهي خرقة تلف على الرأس عند الادهان والغسل، ونحو ذلك. وقد يوضع الضماد عل الرأس للصداع، يضمد به، والمضد، لغة يمانية، وضمد رأسه تضميدا، أي شده بعصابة، أو ثوب ما خلا العمامة، وقد ضمد به فتضمد.

وفي حديث طلحة أنه ضمد عينيه بالصبر وهو محرم، أي جعله عليهما، وداواهما به. وأصل الضمد: الشد، ثم قيل لوضع الدواء على الجرح وغيره وإن لم يشد. قال الأزهري: وضمدته بالزعفران، والصبر، أي لطخته. وقال ابن هانئ: هذا ضماد، وهو الدواء الذي يضمد به الجرح، وجمعه ضمائد. وضمده بالعصا. ضربه بها على رأسه وعممه بالسيف. وقال الهروي: يقال: ضمد الدم على حلق الشاة، إذا ذبحت كفرح فسال الدم ويبس على جلدها. ويقال: رأيت على الدابة ضمدا من الدم، وهو الذي جف عليه، وقد روي بيت النابغة:

فلا لعمر الذي قد زرته حججا    وما هريق على غريك الضمد وفي صفة مكة، شرفها الله تعالى: من خوص وضمد، الضمد، بفتح فسكون: الرطب واليبيس من الشجر، ضد، وقيل: هو رطب النبت ويابسه، إذا اختلطا. وقال رجل لآخر: فيم تركت أرضك? قال: تركتهم في أرض قد شبعت غنمها من سواد نبتها، وشبعت إبلهأ من ضمدها، ولقح نعمها. قال الأزهري: ليس فيها عود إلا وقد ثقبه النبت، أي أورق. ويقال: أعطيك من ضمد هذا الغنم، وهو خيار الغنم وررذالها، أو صغيرتها وكبيرتها، وصالحتها وطالحتها، ودقيقها وجليلها. والضمد: المداجاة. والضمد: أن تتخذ المرأة خليلين، كالضماد، بالكسر، وهو مجاز، قال مدرك.

لا يخلص الدهر خليل عشرا
ذات الضماد أو يزور القبرا
إني رأيت الضمد شيئا نكرا

وقد ضمدته تضمده وتضمده، قال أبو ذؤيب:

صفحة : 2088

تريدين كيما تضمدينـي وخـالـدا    وهل يجمع السيفان ويحك في غمد وعن أبي عمرو: الضمد: أن تخال المرأة ذات الزوج رجلا غير زوجها أو رجلين. قال الفراء: الضماد: أن تصادق المرأة اثنين أو ثلاثة في القحط، لتأكل عند هذا وهذا لتشلع. والضمد. بالكسر: الخل، عن الصاغاني. ومنه ضمدت المرأة، إذا جمعت بين زوجها وخلها. وبالتحريك: الحقد ما كان. وقيل: هو الحقد اللازق بالقلب، وقد ضمد عليه كفرح ضمدا، أي أحن عليه، قال النابغة:

ومن عصاك فعاقبـه مـعـاقـبة    تنهى الظلوم ولا تقعد على الضمد وقال أبو يوسف: سمعت منتجعا الكلابي، وأبا مهدي يقولان: الضمد الغابر الباقي من الحق، تقول لنا عند بني فلان ضمد، أي غابر من حق، من معقلة أو دين. ومن المجاز: أضمدهم: جمعهم عن الصاغاني. وأضمد العرفج: تجوفته الخوصة ولم تبدر منه، أي كانت في جوفه ولم تظهر. وسموا ضمادا، ككتاب، منهم: ضماد بن ثعلبة، صحابي مشهور.

ومما يستدرك عليه: قال أبو مالك: اضمد عليك ثيابك، أي شدها، وأجد ضمد هذا العدل. والضمد، محركة: الظلم. وضمد يضمد ضمدا، بالتحريك، إذا اشتد غيظه وغضبه، وفرق قوم بين الضمد والغيظ، فقالوا: الضمد: أن يغتاظ على من يقدر عليه، والغيظ: أن يغتاظ على من يقدر عليه ومن لا يقدر عليه، يقال: ضمد عليه، إذا غضب عليه. وقيل: الضمد: شدة الغيظ. وأنا على ضمادة من الأمر، أي أشرفت عليه. والمضمدة: خشبة تجعل على أعناق الثورين، في طرفها ثقبان، في كل واحدة منها ثقبة، بينهما فرض في ظهرهأ، ثم يجعل في الثقبين خيط يخرج طرفاه من باطن المضمدة، ويوثق في طرف كل خيط عود، يجعل عنق الثور بين العودين. والضامد: اللازم، عن أبي حنيفة. وعبد ضمدة: ضخم غليظ، عن الهجري. وفي الحديث: أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البداوة، فقال: اتق الله ولا يضرك أن تكون بجانب ضمد هو بالتحريك: موضع باليمن. كذا في اللسان. قلت: وهو واد متسع مخصب، كثير القرى والعمارات، قريب من جازان، ونسب إليه جماعة من أهل العلم. وفي الأساس، من المجاز: ضمد رأسه بالسيف، مثل عممه.

ض - و - د
الضاد حرف هجاء، وهو حرف مجهور، وهو أحد الحروف المستعلية، يكون أصلا، لا بدلا ولا زائدا، وهو للعرب خاصة، أي يختص بلغتهم، فلا يوجد في لغات العجم وهو الصواب الذي أطبق عليه الجماهير ونقل شيخنا عن أبي حيان، رحمه الله تعالى: انفردت العرب بكثرة استعمال الضاد، وهي قليلة في لغة بعض العجم، ومفقودة في لغة الكثير منهم، وذلك مثل العين المهملة. وذكر أن الحاء المهملة لا توجد في غير كلام العرب. ونقل ما نقله في الضاد، في محل آخر عن شيخه ابن أبي الأحوص، ثم قال: والظاء المشالة مما انفردت به العرب دون العجم. والذال المعجمة ليست في الفارسية. والثاء المثلثة ليست في الرومية، ولا في الفارسية. قال ابن قريب. والفاء ليست في لسان الترك. وفي اللسان: ولا يوجد يعني الضاد في لسان العجم إلا في القليل، ولذلك قيل في قول أبي الطيب:

وبهم فخر كل من نطق الضـا     د وعوذ الجاني وغوث الطريد ذهب به إلى أنها للعرب خاصة، قال ابن جني: ولا يعترض بمثل هذا على أصحابنا. قال: وعينها منقلبة عن واو. والضوادي: ما يتعلل به من الكلام ولا يحقق له فعل، قال أمية بن أبي الصلت:

صفحة : 2089

وما لي لا أحييه وعنـدي    قلائص يطلعن من النجاد
إلي وإنه للنـاس نـهـى    ولا يعتل بالكلم الضوادي

قال ابن سيده: وهذه الكلم لم يحكها إلا ابن درستويه، قال: ولا أصل لها في اللغة. وفي التهذيب، عن ابن الأعرابي: الضوادي: الفحش. وقال ابن بزرج: يقال ضادى فلان فلانا، وضاده بمعنى واحد، وإنه لصاحب ضدا، مثل قفا، من المضادة أخرجه من التضعيف.

ض - ه - د
ضهده، كمنعه: قهره وظلمه وأكرهه، كأضهده واضطهده، روى ابن الفرج لأبي زيد أضهدت بالرجل إضهادا، وألهدت به إلهادا، وهو أن تجور عليه وتستأثر. وفي حديث شريح: كان لا يجيز الاضطهاد، هو الظلم والقهر، يقال: ضهده واضطهده، والطاء بدل من تاء الافتعال، المعنى: كان لا يجيز البيع واليمين وغيرها في الإكراه والقهر. وأضهد به إضهادا: جار عليه واستأثر. وكذلك ألهد به إلهادا، ورجل مضهود، ومضطهد: مقهور ذليل مضطر. والمضطهد: المضطعف، وبه سمي الأسد، والضهيد: الرجل الصلب الشديد، ولا فعيل سواه في كلام العرب، وذكر الخليل أنه مصنوع قال الصاغاني: وهي من الأبنية التي فاتت سيبويه، قال شيخنا وقد ورد منه ضهيأ. وقد مر في المهموز، وعتيد، كما سيأتي، وزادوا: مدين ومريم. وسيأتي الكلام على كل واحد في محله، إن شاء الله تعالى. وضهيد: ع، أو هو بالصاد المهملة، وقد مر قريبا. وعن ابن شميل: اضطهد فلان فلانا، إذا اضطعفه وقسره، وهي الضهدة، يقال ما نخاف بهذه البلدة الضهدة، أي الغلبة والقهر، ويقال: هو ضهدة لكل أحد، بالضم، أي يقهره كل من شاء.