الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل السادس عشر: فصل الطاء مع الدال المهملتين

فصل الطاء مع الدال المهملتين

ط - ر - د
الطرد بفتح فسكون ويحرك: الإبعاد والتنحية، طرده يطرده طردا وطردا، والرجل طريد ومطرود، فاطرد. قال الجوهري: لا يقال من هذا: انفعل ولا افتعل إلا في لغة رديئة. ومثله في المصباح. وقال سيبويه: طردته فذهب، لا مضارع له من لفظه، واقتصر في الأساس على انفعل. والطرد، والطرد: ضم الإبل من نواحيها طردت الإبل طردا، أي ضممتهأ من نواحيها، وأطردتها: أمرت بطردها، أي ضمها. وفي حديث قتادة: في الرجل يتوضأ بالماء الرمد والماء الطرق، بفتح فسكون، لمأ خاضته الدواب، سمي لأنها تطرد فيه وتدفعه، أي تتتابع. والرمد: الذي تغير لونه حتى صار على لون الرماد. والطرد، بالتحريك: مزاولة الصيد، طردت الكلاب الصيد طردا: نحته وراهقته. وعن ابن السكيت: طردته: نفيته ع،ي وقلت له: اذهب فذهب ولا يقال: فانطرد، كما سبق. والطريد: العرجون، وبالهاء: أصل العذق. ومن المجاز: الطريد من الأيام: الطويل التام، كالطراد، والمطرد، كشداد ومعظم، كما في نسخة أخرى، يقال: مر بنا يوم طريد وطراد، أي طويل، ويوم مطرد، أي طراد كامل متمم، قال:

إذا القعود كر فيها حفدا     يوما جديدا كله مطردا ومن المجاز: الطريد: الذي يولد بعدك، وأنت أيضا طريده، فالثاني طريد الأول، يقال: هو طريده. ومن المجاز: الطريدان: الليل والنهار كل واحد منهما طريد صاحبه، قال الشاعر:

يعيدان لي ما أمضيا وهما معا    طريدان لا يستلهيان قراري

صفحة : 2090

والطريدة: ما طردت من صيد أو غيره، والجمع الطرائد وفي بعض الأمهأت: ما طردت من وحش ونحوه. والطريدة: الوسيقة من الإبل يغير عليها قوم فيطردونها. وفي الصحاح: هو ما يسرق من الإبل.

ومن المجاز: الطريدة: قصبة فيها حزة بضم الحاء المهملة، وتشديد الزاي، توضع على المغازل والعود والقداح، فتبرى بها وتنحت عليها، قال الشماخ يصف قوسا:

أقام الثقـاف والـطـريدة درأهـا    كما قومت ضغن الشموس المهامز وفي الأساس: وبري القدح بالطريدة، وهي السفن. قال أبو الهيثم: الطريدة: السفن وهي قصبة تجوف، ثم ينقر منها مواضع فيتتبع فيها جذب السهم. وقال أبو حنيفة: الطريدة: قطعة عود صغيرة في هيئة الميزاب، كأنها نصف قصبة سعتها بقدر ما يلزم القوس أو السهم.

ومن المجاز: في الأرض طرائد من كلإ، الطريدة: بحيرة من الأرض القليلة العرض، الطريدة: بحيرة من الأرض قليلة العرض إنما هي طريقة. ومن المجاز: عندي طريدة من ثوب، وهي شقة مستطيلة، أي شقت طولا، من الحرير. وفي حديث معاوية أنه صعد المنبر وبيده طريدة، فسره ابن الأعرابي فقال: الخرقة الطويلة من الحرير. حكاه الهروي في الغريبين. وعن أبي عمرو: الجبة: الخرقة المدورة، وإن كانت طويلة، فهي الطريدة. والطريدة لعبة لصبيان الأعراب تسميها العامة المسة، بفتح الميم وتشديد السين المهملة، ويقال: الماسة، والضبطة، فإذا وقعت يد اللاعب من آخر على بدنه إما على رأسه أو كتفه فهي المسة، وإذا وقعت على الرجل فهي الأسن، بفتح فسكون وليست بثبت. وقال الطرماح يصف جواري أدركن فترفعن عن لعب الصغار والأحداث:

قضت من عيان والطريدة حادجة     فهن إلى لهو الحديث خضـوع وأنشد ابن دريد قول الشاعر:

قضت من عداد والطردة حاجة    وهن إلى أنس الحديث حقيق وفسر الطريدة بالموضع، وهو تصحيف وتغيير، نبه عليه الصاغاني، وقال: الصواب أن الطريدة لعبة معروفة، فاعرف ذلك. والطريدة: خرقة تبل ويمسح بها التنور، كالمطردة، بالكسر، نقله الصاغاني.

ومن المجاز: الطراد والمطرد، ككتاب ومنبر: رمح قصير يطعن به حمر الوحش. وقال ابن سيده: المطرد، بالكسر: رمح قصير يطرد به، وقيل: يطرد به الوحش والطراد: الرمح القصير، لأن صاحبه يطارد به، وجمع المطرد: المطارد. وطراد، ككتان: سفينة صغيرة سريعة السير والجري، عن الصاغاني. والعامة تقول: تطريدة. ومن المجاز: الطراد من المكان: الواسع، يقال فضاء طراد، وبلاد طرادة: واسعة يطرد فيها السراب.

ومن المجاز: الطراد من السطوح: المستوي المتسع، ومنه قول العجاج:

وكم قطعنا من خفاف حمس
غبر الرعان ورمال دهـس
وصحصحان قذف كالتـرس
وعر نساميها بسـير وهـس
والوعس والطراد بعد الوعس

صفحة : 2091

والطراد: من يطول على الناس القراءة حتى يطردهم ومنه الحديث: من الأئمة طرادون أي يطردون الناس بطول قيامهم، وكثرة قراءتهم. وقد فسر أبو داوود في سننه بما قاله المصنف وقال: لا أعلم إلا ذلك. وطراد: اسم جماعة من المحدثين، وهو في الأعلام واسع. وطراد، كرمان: ع وضبطه الصاغاني: كشداد. والطردة، بالكسر: مطاردة الفارسين مرة واحدة، والمطاردة: حمل أحدهما على الآخر، كما سيأتي. وبنو طريد، وبنو مطرود: بطنان. وكذلك بنو طرود، بالضم، أما مطرود فمن بني سليم، وهو مطرود بن مالك بن عوف بن امرئ القيس، بن بهثة بن سليم، منهم عبد الله بن سيدان. والطردين بالضم فالسكون، وكسر الدال: طعام للأكراد، نقله الصاغاني. والمطردة بالفتح ويكسر: محجة الطريق، لأنه يطرد فيها، وطردتهم: أتيتهم، أي أتيت عليهم، كما في التهذيب وجزتهم. وتطريد السوط، وفي الأساس: الصوت: مده: يقال: طرد سوطك، أي مده. نقله الصاغاني. ويقال: أطرده، إذا أمر بطرده وإبعاده، أو أطرده السلطان، إذا أمر بإخراجه عن، وفي بعض النسخ من البلد وقال ابن السكيت: أطردته، إذا صيرته طريدا. وعن ابن شميل: أطردت الرجل: جعلته طريدا لا يأمن، وطردته: نحيته ثم يأمن. وأطرد المسابق صاحبه: قال له: إن سبقتني فلك علي كذا، وإن سبقتك فلي عليك كذا، وفي الحديث: لا بأس بالسباق ما لم تطرده ويطردك .

ومن المجاز: مطاردة الأقران والفرسان، وطرادهم: حمل بعضهم على بعض في الحرب وغيرها، أي ولو لم يكن هناك طرد، كما قيل للمحاربة: جلاد ومجالدة، وإن لم يكن ثم مسايفة.ويقال: هم فرسان الطراد، وطارد قرنه، وتطاردا، واستطرد له، أي للقرن، ليحمل عليه ثم يكر عليه، وذلك أنه يتحيز في استطراده إلى فئته، وهو ينتهز الفرصة لمطاردته. وقد استطرد له، كأنه نوع من المكيدة. وفي الحديث كنت أطارد حية أي أخدعها لأصيدها، ومنه طراد الصيد. واطرد الأمر، وفي بعض الأمهات: الشيء، بدل الأمر: تبع بعضه بعضا وجرى. واطرد الأمر: استقام، وأمر مطرد: مستقيم على جهته، وفلان يمشي مشيا طرادا، أي مستقيما، واطرد الكلام: تتابع، والماء: تتابع سيلانه، قال قيس بن الخطيم:

أتعرف رسما كالطراد المذاهب أراد بالمذاهب جلودا مذهبة، بخطوط يرى بعضها في إثر بعض فكأنها متتابعة.

ومما يستدرك عليه: مر فلان يطردهم، أي يشلهم ويكسؤهم، طرده وطرده، قال:

فأقسم لولا أن حدبا تتابعـت     علي ولم أبرح بدين مطردا حدبا: يعني دواهي. وكذلك اطرده، قال طريح:

أمست تصفقها الجنوب وأصبحت     زرقاء تطرد القذى بـحـبـاب والطريد: المطرود، والأنثى: طريد وطريدة، جمعهما: طرائد. كذا في المحكم. وناقة طريد، بغير هاء، طردت فذهب بها، وجمعها: طرائد. وفي حديث قيام الليل: هو قربة إلى الله ومطردة الداء عن الجسد . أي أنها حالة من شأنها إبعاد الداء. وبعير مطرد: وهو المتتابع في سيره ولا يكبو، قال أبو النجم:

فعجت من مطرد مهدي

صفحة : 2092

ومن المجاز: خرج فلان يطرد حمر الوحش، أي يصيدها. وكذلك قولهم: الريح تطرد الحصى، والأرض ذات الآل تطرد السحأب طردا. ورمل متطاريد: يطرد بعضه بعضا ويتتبعه، قال كثير عزة:

ذكرت ابن ليلى والسماحة بعدما     جرى بيننا مور النقا المتطارد وجدول مطرد: سريع الجرية، والأنهار تطرد، أي تجري. وفي حديث الإسراء: وإذا نهران يطردان أي يجريان، وهما يفتعلان. من لاطرد وفي حديث مجاهد: إذا كان عند اضطراد الخيل وعند سل السيوف أجزأ الرجل أن تكون صلاته تكبيرا الاضطراد: هو الطراد، وهو افتعال من طراد الخيل، وهو عدوها وتتابعها، فقلبت تاء الافتعال هاء، ثم قلبت الطاء الأصلية ضادا. وثوب طرائد، عن اللحياني، أي خلق. وفي الأساس: ثوب طريد: شبارق والطرد، محركة: فراخ النخل، والجمع: طرود، حكاه أبو حنيفة. والطريدة: الخطة بين العجب والكاهل، قال أبو خراش:

فهذب عنها ما يلي البطن وانتحآ    طريدة متن بين عجب وكاهل وعن ابن الأعرابي: أطردنأ الغنم، أي أرسلنا التيوس في الغنم.

ومن المجاز: قال الشافعي: وينبغي للحاكم إذا شهد الشهود لرجل على آخر أن يحضر الخصم ويقرأ عليه ما شهدا عليه، وينسخه أسماءهم وأنسابهم، ويطرده جرحهم، فإن لم يأت به حكم عليه. قال أبو منصور: معنى قوله: يطرده جرحهم أن يقول له: قد عدل هؤلاء الشهود فإن جئت بجرحهم، وإلا حكمت عليك بما شهدوا به عليك. ومن المجاز: طردت بصري في أثر القوم، والقيعان تطرد السراب، أي يطرد فيها كما يطرد الماء. وجدول مطرد ورمح مطرد ومطرد الأنابيب والكعوب. وحديث وكلام مطرد، وذا لا يطرد في القياس. قال الصاغاني: والطرد والعكس في اصطلاح الفقهاء أن يطرد الشيء وينعكس كقولهم في حد النار: كل نار فهو جوهر مضئ محرق، وكل جوهر مضيء محرق فهو نار. واتبع طوارد الإبل: متخلفاتها. ومرت عليهم سنون طرادة. واطردوا إلى المسير: تتابعوا. ومطرود بن كعب، من شعراء الجاهلية. وقد سموا: طرادا، ككتاب منهم أبوالفوارس، نقيب النقباء، طراد بن محمد بن علي بن ثمام الزينبي، مشهور، توفي سنة 491. وكثير منهم يضبطه كشداد، وهو وهم، وقد سموا طريدا ومطردا، كزبير ومحدث.

ط - ر - ن - د
وطرندة: مدينة بالروم، مشهورة.

ط - و - د
الطود: الجبل، أو عظيمه، المتطاول في السماء. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: ذاك طود منيف أي جبل عال. والطود: الهضبة، عن ابن الأعرابي ج: أطواد تقول: ما هو إلا طود من الأطواد، وطودة، بكسر ففتح، وهذه عن الصاغاني. والطود: المشرف من الرمل كالهضبة. ويقال: هو أسرع من ابن الطود، هو الجلمود الذي ينحط ويتدهدى، ويقع من أعلى الطود، قال الشاعر:

دعوت خليدا دعـوة فـكـأنـمـا     دعوت به ابن الطود أو هو أسرع وفي الأساس: أو الصدى. وطود: علم رجل، أنشد ابن دريد للاعشى:

نهار شراحيل بن طود يريبني     وليل أبي ليلى أمر وأعلـق

صفحة : 2093

يقال: هذا أمر من هذا وأعلق من هذا، بمعنى، وهذا يدل على زيادة الميم في علقم. وطود: علم جبل مشرف على عرفة، ينقاد إلى صنعاء اليمن. والطود: د. بالصعيد الأعلى فوق قوص دون أسوان، ذكره الإدفوي وغيره. والطاد: الثقيل الثابت، كالطادي ?، يقال هو طاد ما يطاق، أي ثقيل في أمره لا يبرح. والطاد: البعير الهائج. والمطادة: المفازة البعيدة ما بين الطرفين، جمعه المطاود. وقال الفراء: طاد، إذا ثبت وداط، إذا حمق. والمطاود: المتالف، وهي مثل المطاوح، قال ذو الرمة:

أخو شقة جاب البلاد بنـفـسـه    على الهول حتى لوحته المطاود وطود فلان بفلان تطويدا، وطوح به تطويحا، وطود بنفسه في المطاود، وطوح بها في المطاوح. وعن ابن الأعرابي: طود إذا طوف بالبلاد لطلب المعاش، كتطود، والتطواد: التطواف. والمطود، كمعظم: البعيد من الطرق، والانطياد: الذهاب في الهواء صعدا، بضمتين، ومن ذلك قولهم: بناء منطاد أي مرتفع ذاهب في الهواء.

ومما يستدرك عليه: طوده الله تطويدا: طوله. كذا في الأساس.

ومن المجاز: أنشد ثعلب:

يا من رأى هامة تزقو على جدث    تجيبها خـلـفـات ذات أطـواد فسره ابن الأعرابي فقال: الأطواد هنا الأسنمة، شبهها في ارتفاعها بالأطواد التي هي الجبال، يصف إبلا أخذت في الدية، فعير صاحبها بها. وطاد: من قرى أصبهان، منها أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله، المؤدب الأصبهاني، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ.

ط - س - ب - ن - د
طاسبند: من قرى همذان، وقد نسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، الخطيب الهمذاني، وغيره.