الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل السابع عشر: فصل العين الجزء الثالث

فصل العين الجزء الثالث

ع - ص - د
عصده يعصده عصدا: لواه، فهو معصود، وعصيد، ومنه العصيدة، كأعصده. والعصد والعزد: النكاح، لا فعل له. وقال كراع: عصد الرجل المرأة يعصدها عصدا، وعزدها عزدا: جامعها. فجاء له بفعل. وعصد فلانا عصدا: أكرهه على الأمر. وعصد الرجل كعلم ونصر عصودا: مات وأنشد شمر:

على الرحل مما منه السير عاصد

صفحة : 2120

أي ميت. وأنكره الليث وقال إنما المرأد بالعاصد هنا: الذي يعصد العصدة، أي يديرها ويقلبها بالمعصدة، شبه الناعس به لخفقان رأسه. والعاصد: جمل يلوي عنقه عند الموت نحو حاركه، وقد عصد البعير عنقه يعصده عصودا. والعصد بفتح فسكون: المني. ويقال أعصدني عصدا من حمارك وعزدا، على المضارعة: أطرقني أي أعرني إياه لأنزيه على أتاني، عن اللحياني. والعصيدة، م، أي معروفة،وهي التي تعصدها بالمسواط فتمرهأ به، فتنقلب، لا يبقى في الإناء شيء منها إلا انقلب. كذا قاله الجوهري. وفي حديث خولة: فقربت له عصيدة وهو دقيق يلت بالسمن ويطبخ، يقال عصدت العصيدة، وأعصدتها، أي اتخذتها. وعصيدة، لقب جماعة من المحدثين. وأحمد بن عبيد بن ناصح، يكنى أبا عصيدة. روآ عن الواقدي. وعصيد كحذيم: المأبون?، وبه فسر بعضهم قول عنترة:

فهلا وفى الفغواء عمرو بن جابر   بذمته وابن اللقـيطة عـصـيد ورجل عصيد معصود، نعت سوء. وعصيد لقب حذيفة بن بدر الفزاري أو حصن بن حذيفة والد عيينة، وبها فسر ابن دريد البيت المذكور. وفي نوادر الأعراب: يوم عطرد وعطود وعصود كشمردل، أي طويل. والعصود كقرشب المرأة الدقيقة. ويقال ركب فلان عصوده وعربده إذا ركب رأسه فلم يلو على شيء ولم يعرج. ورجل عصواد وامرأة عصواد، بالكسر وبالضم في الرجل والمرأة، أي عسر شديد، صاحب شر، وامرأة عصواد كثيرة الشر، قال:

يا مي ذات الطوق والمعضاد
فدتك كل رعبل عصواد
نافية للبعل والأولاد
بخلق زبعبق مفساد وقوم عضاويد في الحرب: يلازمون أقرانهم ولا يفارقونهم، وأنشد:

لما رأيتـهـم لا درء دونـهـم    يدعون لحيان في شعث عصاويد وعصاويد الكلام: ما التوى منه وركب بعضه بعضا، والعصاويد من الظلام: المختلط الكثيف المتراكم بعضه على بعض، وكذلك الإبل، يقال: جاءت الإبل عصاويد، إذا ركب بعضها بعضا، والعصاويد العطأش من الإبل. وعصودوا عصودة منذ اليوم، وتعصودوا: صاحوا واقتتلوا، ويقال: تعصود القوم، إذا جلبوا واختلطوا. وورد عصواد، بالكسر: متعب، الذي في اللسان: رجل عصواد متعب وأنشد الأصمعي:

وفي القرب العصواد للعيس سائق ويقال: هم في عصواد بينهم، يعني البلايا والخصومات، ووقعوا في عصواد، أي في أمر عظيم ويقال: تركتهم في عصواد، وهو الشر، من قتل أو سباب، أو صخب. وفي المحكم: العصواد بالكسر، والضم ?: الجلبة والاختلاط في حرب أو خصومة، قال:

وترامى الأبطال بالنظر الشز    ر وظل الكماة في عصواد قال الليث: العصواد: جلبة في بلية وعصدتهم العصاويد: أصابتهم بذلك.

ومما يستدرك عليه: المعصد: ما يعصد به. وعصد السهم: التوى في مره، ولم يقصد الهدف. وأعصد العصيدة: لواها، مثل عصدهأ. قال الأزهري وقرأت بخط أبي الهيثم في شعر المتلمس، يهجو عمرو ابن هند:

فإذا حللت ودون بـيتـي غـاوة     فابرق بأرضك ما بدا لك وارعد
أبني قلابة لم تكن عـأداتـكـم      أخذ الدنية قبل خطة معـصـد

صفحة : 2121

قال أبو عبيدة: يعني عصد عمر وابن هند، من العصد والعزد، يعني منكوحا. وقال الصاغاني: ويقال هو معصد ابن عمرو الذي ولي قتل طرفة، وأكثر الرواة على أنه معضد، بالضاد معجمة. وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي، لعل بعض أجداده كان يعمل العصيدة، روى عنه أبو سعد السمعاني. وبخط النووي، عن ابن البناء: بأقصى الجوف قصر العصائد: قرية، والنسبة إليها عصائدي.

ع - ص - ل - د
العصلد، أهمله الجوهري وقال ابن دريد هو كجعفر، والعصلود، مثل زنبور: الصلب الشديد، كذا في التكملة.

ع - ض - د
العضد، بالفتح لغة تميم، كما في المصباح، وبالضم وبالكسر، وككتف، وهذه لغة أسد، والكلام الأكثر: العضد، مثل ندس وحكى ثعلب: العضد، بفتح العين والضاد، كل يذكر ويؤنث. وقال أبو زيد: أهل تهامة يقولون: العضد، مثل عنق، ويذكرون. وقرأ بها الحسن في قوله تعالى: وما كنت متخذ المضلين عضدا وقال اللحياني: العضد مؤنثة لا غير، وهما العضدان وجمعها: أعضاد، لا يكسر على غير ذلك. فهذه ست لغات ذكرها المصنف، وأغفل السابعة، وهي التحريك، عن ثعلب. ولو قال: العضد، كندس، وكتف وعنق، ويثلثن ويحرك لكان أوفق لقاعدته، وأميل لطريقته، وفيه تقديم الأفصح المشهور على غيره، مع أن التثليث إنما هو تخفيف أو إتباع على قياس أمثاله من المضموم الأوسط، أو المكسور، وأورده شيخنا أيضا ولم يتعرض لقول ثعلب، كم أغفل المصباح السادسة. وفي حديث أم زرع: وملأ من شحم عضدي العضد من الإنسان وغيره: الساعد وهو ما بين المرفق إلى الكتف ولم ترده خاصة، ولكنهأ أرادت الجسد كله، فإنه إذا سمن العضد سمن سائر الجسد. والعضد بفتح فسكون، من الطريق: الناحية كالعضادة، بالكسر وعضد الإبط، وعضده كندس، وجبل: ناحيته وقيل: كل ناحية: عضد وعضد. وأعضاد البيت: نواحيه، ويقال إذا نخرت الريح من هذه العضد أتاك الغيث، يعني ناحية اليمن.

ومن المجاز: العضد: الناصر والمعين، على المثل بالعضد من الأعضاد، وفي التنزيل وما كنت متخذ المضلين عضدا اي أعضادا، أي أنصارا، وعضد الرجل: أنصاره وأعوانه، وإنما أفرد لتعتدل رؤوس الآي بالإفراد، ويقال: فلان عضد فلان وعضادته ومعاضده، إذا كان يعاونه ويرافقه. وهو مجاز. ويقال: هم عضدي وأعضادي أيضا، قال الأحرد:

من كان ذا عضد تدرك ظلامته     إن الذليل الذي ليست له عضد ويقال فت فلان في عضده وأعضاده، أي كسر من نيات أعوانه، وفرقهم عنه، وفي بمعنى من، ويقال قدح في ساقه يعني نفسه. وأعضاد الحوض والطريق وغيره ما يشد بالبناء للمعلوم والمجهول، وبالسين المهملة والمعجمة حواليه من البناء، الواحد، عضد وعضد. وعضد البناء كالصفائح المنصوبة حول شفير الحوض، وعضدالحوض من إزائه إلى مؤخره، وإزاؤه: مصب الماء فيه، وقيل عضده: جانباه، عن ابن الأعرابي، والجمع: أعضاد وحوض مثلم الأعضاد، وهو مجاز، قال لبيد يصف الحوض الذي طال عهده بالواردة:

راسخ الدمن على أعضاده     ثلمته كل ريح وسـبـل ويجمع أيضا على عضود، قال الراجز:

فارقت عقر الحوض والعضود
من عكـرات وطـؤهـا وئيد

صفحة : 2122

والعضد والعضيد: الطريقة من النخل، وفي الحديث أن سمرة كانت له عضد من نخل في حائط رجل من الأنصار. حكاه الهروي في الغريبين، أراد طريقة من النخل، وقيل:إنما هو عضيد من النخل. وقال غيره: العضيد: النخلة التي لها جذع، يتناول منه المتناول، ج: عضدان كغربان، قال الأصمعي: إذا صار للنخلة جذع يتناول منه المتناول فتلك النخلة العضيدة، فإذا فاتت اليد فهي جبارة.

ومن المجاز: ماا لسمرته عاضد، ولا لسدرته خاضد، يقال: عضده أي الشجر يعضده، من حد ضرب، عضدا، فهو معضود وعضيد: قطعه بالمعضد، وفي حديث تحريم المدينة: نهى أن يعضد شجرها أي يقطع. وفي حديث آخر: لوددت أني شجرة تعضد : وعن ثعلب: عضد الشجرة: نثر ورقها لإبله، واسم ذلك الورق: العضد.

ومن مجاز المجاز: عضده كنصره عضدا: أعانه ونصره، وفي كتب الأمثال ما يقتضي أنه صار متعارفا كالحقيقة، قالوا: عضده إذا صار له عضدا، أي معينا وناصرا، وأصل العضد في اليدينن فاستعير للمعين، ثم استعملوا من معناه الفعل، ثم شاع حتى صار حقيقة عرفية. قلت: ولذا لم يذكره الزمخشري في المجاز. وعضده يعضده عضدا: أصاب عضده. وعضد عضدا، كعني شكا عضده، يطرد على هذا باب في جميع الأعضاء. والعضد، ككتف من دنا من عضدي الحوض: جانبيه، ومن اشتكى عضده، وحمار عضد: ضم الأتن من جوانبها، كالعاضد، نقله الصاغاني. والعضد، بالتحريك: ما عضد من الشجر، بمنزلة المعضود، كالعضيد، أي: ما قطع من الشجر، أي يضربونه ليسقط ورقه فيتخذونه علفا لإبلهم. وفي حيدث ظبيان: وكان بنو عمرو بن خالد من جذيمة يخبطون عضيدها، ويأكلون حصيدها . والعضد: داء في أعضاد الإبل فتبط، تقول منه: عضد البعير كفرح فهو عضد. قال النابغة:

شك الفريصة بالمدرى فأنفذهـا    شك المبيطر إذ يشفي من العضد والمعضد، كمنبر: ما يقطع به الشجر، كالمعضاد، قال أبو حنيفة: كل ما عضد به الشجر فهو معضد، قال، وقال أعرابي: المعضد عندنا: حديدة ثقيلة، في هيئة المنجل يقطع بها الشجر. والمعضد: ما شد في العضد من الحرز، وقيل: هو الدملج، لأنه على العضد يكون، كالمعضدة. حكاه اللحياني، والجمع: معاضد. والمعضدة، بهاء أيضا: هميان الدراهم، وقال اللحياني: هو ما يشده المسافر على عضده، ويجعل فيها نفقته. والعاضد: الماشي إلى جانب دابة عن يمينه أو يساره، وتقول: هو يعضدها: يكون مرة عن يمينها، ومرة عن يسارها لا يفارقها. وقد عضد يعضد عضدا والبعير معضود، قال الراجز:

ساقتها أربعة بالأشطـان
يعضدها اثنان ويتلها اثنان

ويقال: اعضد بعيرك ولا تتله والعاضد: جمل يأخذ عضد الناقة فيتنوخها، يقال: عضد البعير البعير، إذا أخذ بعضده فصرعه. وضبعه، إذا أخذا بضبعيه. والأعضد: الدقيق العضد، والذي إحدى عضديه قصيرة، ويد عضدة كفرحة: قصرت عضدها. وعضد عضدة: قصيرة. وعضد القتب البعير عضدا: عضه فعقره، قال ذو الرمة:

وهن على عضد الرحال صوابر وعضدتها الرحأل، إذا ألحت عليها. وعضد الركائب: ما حواليها، يقال: عضد الركائب يعضدها عضدا، إذا أتاها من قبل أعضادها، وضم بعضها إلى بعض: أنشد ابن الأعرابي:

إذا مشى لم يعضد الركائبا وغلام عضاد، كرباع، وشناح: قصير مكتل مقتدر الخلق موثقه، قال:

صفحة : 2123

لعلك إن زايلتـنـي أن تـبـدلـي    من القوم مبطان القصيرى عضاديا وامرأة عضاد، كسحاب، وعضاد، كرباع: غليظة العضد سمجتها كذا في نوادر الفراء. والعضاد، كسحاب: القصير من الرجال، قاله المؤرج، وأنشد قول العجير السلولي:

ثنت عنقا لم تـثـنـه جـيدرية    عضاد ولا مكنوزة اللحم ضمزر الضمزر: الغليظة اللئيمة ومن النساء أيضا: عضاد ?ن عن المؤرج أيضا. والعضاد أيضا: الغليظة العضد منهن، ولا يخفى، أنه مع ما قبله تكرار محض. والعضاد: ككتاب: ما شد في العضد من الحرز والدملج، كالمعضاد والمعضد. والمعضاد حديدة كالمنجل ليس لها أشر، يربط نصابها إلى عصا أو قناة، ثم يهصر بها الراعي فروع غصون الشجر على إبله أو غنمه، قال:

كأنما تنحي على القتاد
والشوك حد الفأس والمعضاد

وعضدان، بالضم، قلعة باليمن من قلاع صنعاء، نقله الصاغاني. والمعضاد أيضا: سيف للقصاب يقطع به العظأم عن ابن شميل. والمعضد والمعضاد: ما عضدته في العضد من سير ونحوه، كالحرز، عن ابن دريد، ويقال له بالفارسية: بازوبند. والمعضاد: سيف يمتهن في قطع الشجر، كالمعضد، أنشد ثعلب:

سيفا برندا لم يكن معضادا وعضيدة بن عباس الظهري، كجهينة: محدث، منسوب إلى الظهر بالكسر، قال ابن الأثير: هو بطن من حمير، وسيأتي، يروي عن أبيه، عن جده، وعنه ابنه يعقوب بن عضيدة. واليعضيد، كيبرين، وفي بعض النسخ: كيقطين: بقلة زهرها أشد صفرة من الورس، وقيل: هي من الشجر، وقيل: من بقول الربيع، فها مرارة. كذا في المحكم. وقال أبو حنيفة: هي بقلة من الأحرار، مرة، لها زهرة صفراءتشتهيها الإبل والغنم، والخيل أيضا تعجب بها وتخصب عليها، قال النابغة ووصف خيلا:

يتحلب اليعضيد من أشداقهـا     صفرا مناخرها من الجرجار وقيل: هي الطرخشقوق، وفي التهذيب: الترخجقوق. ورمى فأعضد: ذهب يمينا وشمالا، كعضد تعضيدا، وهذا مما استدرك به على اللسان.

ومن المجاز: هن رافلات في الوشي المعضد. المعضد، كمعظم: ثوب له علم في موضع العضد من لابسه، قال زهير، يصف بقرة:

فجالت على وحشيها وكأنها    مسربلة من رازقي معضد وقيل: ثوب معضد: مخطط على شكل العضد. وقال اللحياني: هو الذي وشيه في جوانبه. وفي الأساس: ثوب معضد: مضلع. والمعضد كمحدث بسر يبدو الترطيب في أحد جانبيه وبسرة معضدة. واعتضدته: جعلته في عضدي واحتضنته، كتعضدته، ومنه قول الحريري: اعتضد شكوته، وتأبط هراوته. والاعتضاد: التقوى والاستعانة، يقال: اعتضدت به، أي استعنت به. واستعضد الشجرة: عضدها، أي قطعها بالمعضد، عن الهروي. واستعضد الثمرة: اجتناها، قال الهروي: ومنه حديث طهفة: وتستعضد البرير أي نقطعه ونجنيه من شجره للأكل. يقال: عضد واستعضد، وعلا واستعلى، وقر واستقر. ورجل عضادي، مثلثة، الفتح والكسر عن الكسائي: عظيم العضد، وأعضد، دقيقها. وقد تقدم. والعضدية محركة ماء شرقي فيد، وفي التكمله: غربي فيد، قريب من أجإ وسلمى. والعرب تقول: فت فلان في عضده، إذا كسر من نيات أعوانه، وهو أهل بيته، وفرقهم عنه، وقدح في ساقه يعنون نفسه. وفي بمعنى: من، كقول امرئ القيس:

صفحة : 2124

وهل يعمن من كان آخر عهده      ثلاثين حولا في ثلاثة أحوال أي من ثلاثة أحوال.

وتعاضدوا: تعاونوا. وعضدوا معاضدة: عاونوا، وعاضدني فلان على فلان: أعانني، وهو معاضده: مرافقه، ومعاونه، كعاضده.

ومما يستدرك عليه: في صفته صلى الله عليه وسلم كان أبيض معضدا. هكذا رواه يحيى بن معين وهو الموثق الخلق. والمحفوظ في الرواية مقصدا واستعمل ساعدة بن جؤية الأعضاد للنحل، فقال:

وكأنما جرست على أعضادهـا      حيث استقل بها الشرائع محلب شبه ما على سيوقها من العسل بالمحلب. وأعضد المطر وعضد: بلغ ثراه العضد. والعضاد، ككتاب من سمات الإبل وسم في العضد عرضا، عن ابن حبيب من تذكرة أبي علي وإبل معضدة موسومة في أعضادها، وناقة أعضاد وهي التي لا ترد النضيح حتى يخلو لها تنصرم عن الإبل ويقال لها القذور. والعضد: القوة، لأن الإنسان إنمأ يقوى بعضده، فسميت القوة به وفي التنزيل: سنشد عضدك بأخيك قال الزجاج: أي سنعينك بأخيك. قال: ولفظ العضد على جهة المثل لأن اليد قوامها عضدها. و املك أعضاد الإبل: قوم مسيرها، حتى لا تذهب يمينا ولا شمالا. وفلان عضادة فلان، أي لا يفارقه. وهما من المجأز. وعضدا الرحل خشبتان تلزقان بواسطته، وقيل بأسفل واسطته. وقال أبو زيد: يقال لأعلى ظلفتي الرحل مما يلي العراقي: العضدان، وأسفلهما: الظلفتان، وهما ما سفل من الحنوين، الواسط والمؤخرة. وعضد النعل، وعضادتاهأ: اللذان يقعأن على القدم. وعضادتا الباب والإبزيم: ناحيتاه، وما كان نحو ذلك فهو العضادة، وعضادتا الباب: الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله. والعضادتان: العودان اللذان في النير الذي يكون على عنق ثور العجلة، والواسط: الذي يكون وسط النير. والعاضدان: سطران من النخل على فلج. ورجل عضد وعضد وعضد وعضد، الأخيرة عن كراع: قصير. والعواضد: ما ينبت من النخل على جانبي النهر. وقال النضر: أعضاد المزارع: حدودها، يعني الحدود التي تكون فيما بين الجار والجار كالجدران في الأرضين. وفي الأساس، في المجاز: وارفع أعضاد الدبرة وهي جدرهأ التي تمسك الماء. ووقفا كأنهما عضادتان. ودارة اليعضيد: من داراتهم. وناقة عضاد، وهي التي لا ترد النضيح حتى يخلو لها، تنصرم عن الإبل. وقال أبو زيد: يقال إذا نخرت الريح من هذه العضد أتاك الغيث يعني ناحية اليمن. وسموا معضادا، كمحراب.

ع - ط - د
العطود، كعملس: الشديد الشاق من كل شيء، يقال: سفر عطود، أي شاق شديد، وقيل: بعيد، قال:

فقد لقينأ سـفـرا عـطـودا
يترك ذا اللون البصيص أسودا

قال ابن دريد: العطد: أصل بناء العطود. قال الصاغان: وقوله هذا يدل على أن العطود فعول، والواو زائدة، وهو ثلاثي ذو زيادة.

والعطود السير السريع قال:

إليك أشكو عنقا عطودا وقد حكي ذلك بالراء، بدل الواو، وسيأتي. قال الأزهري: وهو ملحق بالخماسي وعن ابن شميل: العطود من الطرق: البين اللاحب يذهب فيه حيثما يشاء.

صفحة : 2125

والعطود من الرجال: النجيب. والعطود من الجبال والأيام الطويل، المرتفع، يقال: جبل عطود، وعصود، وعطرد، أي طويل. والعطود من السنان: المذلق. والعطود من السنين الكريت. ويقال ذهب يوما عطودا تاما، وقال الأزهري: يوما أجمع وأنشد:

أقم أديم يومها عطـودا
مثل سرى ليلتهأ أو أبعدا

ع - ط - ر - د
العطرد، كعملس، العطود في معانيه، يقال: رجل عطرد، ويوم عطرد، وجبل عطرد، وطريق عطرد: ممتد طويل، وسنان عطرد، وشأو عطرد. وعطارد، بالضم: كوكب لا يفارق الشمس. قال الأزهري: وهو كوكب الكتأب. وقال الجوهري: هو نجم من الخنس قيل: في السماء السادسة، قال الشيخ علي المقدسي في حواشيه: هذا غلط، والمشهور أنه في السماء الثانية يصرف ويمنع، قال شيخنا: يحتاج إلى نظر في موجب المنع مع العلمية. وعطأرد بن عوف: حي من سعد، وهو اسم رجل من بني تميم، رهط أبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي، وقيل: أصله من اليمن، سباه بنو عطارد، فنسب إليهم. وعطأرد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن عمرو بن سعد صاحب الحلة التي رآها عمر بن الخطاب رضي الله عنه تباع في السوق، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: اشترها تلبسها يوم الجمعة، وهذه الحلة جاء بها من كسرى، وأهداها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما سيأتي في: قوس. ويقال له أيضا: ذو القوس، ومن ولده أبو عمر أحمد بن عبد الجبار ابن محمد بن عمير بن عطارد، كوفي، حدث ببغداد. ويقال عطرده لنا عندك. وكذلك اجعله لنا عطرودا، بالضم، أي صيره لنا عندك كالعدة، مصدر: وعد. وعليه اقتصر أئمة الغريب، أو كالعدة والعتأد، كما هو نص المحيط لابن عباد. وناقة عطردة: مرتفعة. وأبو سفيان طريف بن سفيان العطأردي، ضعفه يحيى القطان. وعرفجة بن سعد العطاردي، روى وحدث.

ع - ف - د
عفد يعفد عفدا وعفدانا، أهمله الجوهري، وقال أبو خيرة: إذا طفر، يمانية، وقيل: هو إذا صف رجليه فوثب من غير عدو. والعفد، بفتح فسكون: الحمام بعينه، أو طائر يشبهه، والجمع: عفدان. وعن أبي عمرو: الاعتفاد: أن يغلق الرجل بابه على نفسه فلا يسأل أحدا حتى يموت جوعا وأنشد:

وقائلة ذا زمان اعـتـفـاد
ومن ذاك يبقى على الاعتفاد

وقد اعتفد يعتفد اعتفادا، وكانوا يففعلون ذلك في الجدب، وقال شمر: قال محمد بن أنس: كانوا إذا اشتد بهم الجوع، وخافوا أن يموتوا، أغلقوا عليهم بابا، وجعلوا حظيرة من شجرة، يدخلون فيها ليموتوا جوعا. قال: ولقي رجل جارية تبكي، فقال لها: مالك? فقالت: نريد أن نعتفد قال: وقال النظار بن هاشم الاسدي:

صاح بهم على اعتفاد زمان
معتفد قطاع بين الأقـران

قال شمر: وجدته في كتاب ابن بزرج: اعتقد الرجل، بالقاف، وآطم وذلك أن يغلق عليه بابا، إذا احتاج، حتى يموت. واعتفد كذا: اعتقده، وسيأتي.

ع - ق - د

صفحة : 2126

عقد الحبل والبيع والعهد يعقده عقدا فانعقد: شده. والذي صرح به أئمة الاشتقاق: أن أصل العقد نقيض الحل، عقده يعقده عقدا وتعقادا، وعقده، وقد انعقد، وتعقد، ثم استعمل في انواع العقود من البيوعات، والعقود وغيرها، ثم استعمل في التصميم والاعتقاد الجازم. وفي اللسان: ويقال عقدت الحبل فهو معقود، وكذلك العهد، ومنه عقدة النكاح، وانقعد الحبل انعقادا. وموضع العقد من الحبل: معقد، وجمعه: المعاقد. وعقد العهد، واليمين، يعقدهما عقدا وعقدهما: أكدهما. قال أبو زيد في قوله تعالى: والذني عقدت أيمانكم وعاقدت أيمانكم وقد قرئ: عقدت، بالتشديد، معناه التوكيد والتغليظ، كقوله تعالى ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقال إسحاق بن فرج: سمعت أعرابيا يقول: عقد فلان عنقه إليه، أي إلى فلان، إذا لجأ إليه وعكدها كذلك. وعقد الحاسب يعقد عقدا: حسب. والعقد بفتح فسكون: الضمان والعهد جمعه: العقود. وقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود قيل: هي العهود، وقيل: هي الفرائض التي ألزموها، وقال الزجاج أوفوا بالعقود، خاطب الله المؤمنين بالوفاء بالعقود التي عقدها الله تعالى عليهم، والعقود التي يعقدهأ بعضهم على بعض، على ما يوجبه الدين. والعقد: الجمل الموثق الظهر، قال النابغة:

فكيف مزارها إلا بعقـد     ممر ليس ينقضه الخؤون والعقد، بالتحريك، قبيلة من بجيلة أو اليمن، يعن قيسا، ذكرهأ ابن الأثير، منها بشر بن معاذ العقدي. وأبو عامر عبد الملك ابن عمرو بن قيس البصري. قال الحاكم: ينسب إلى العقد مولى الحارث بن عباد بن قيس بن ثعلبة ابن بكر بن وائل، وومثله قال ابن عبد البر والرشاطي، وأبو علي الغساني، وكلهم اتفقوا على أنه عقدي، وأنه من قيس، فتحصل من أقوالهم ترجيح القول الأخير. والله أعلم. والعقد: عقدة في اللسان وهو الالتواء والرتج. وعقد الرجل كفرح فهو اعقد وعقد: في لسانه عقدة، وعقد لسانه يعقد عقدا. وقال ابن الأعرابي: العقد تشبث ظبية اللعوة ببسرة قضيب الثمثم، هكذا أورده في نوادره. وقد فسره الصاغاني، وقلده المصنف بقوله: أي تشبث حيائ الكلبة برأس قضيب الكلب فإن الثمثم كلب الصيد، واللعوة: الأنثى وظبيتها: حياؤها. والعقدة بهاء: أصل اللسان وهو ما غلظ منه. وكذلك العكدة. والعقد، ككتق وجبل: ما تعقد من الرمل وتراكم، واحدهما بهاء، والجمع أعقاد وقيل: العقد ترطب الرمل من كثرة المطر. والعقد ككتف: الجمل القصير الصبور على العمل، عن ابن الأعرابي. وقال غيره: جمل عقد: قوي. والعقد: شجر ورقه يلحم الجراح لخاصية فيه. والعقد، بالكسر: القلادة، وهي الخيط ينظم فيه الخرز، ج: عقود، وقد اعتقد الدر والخرز وغيره، إذا اتخذ منه عقدا، قال عدي بن الرقاع:

وما حسينة إذ قامت تودعنـا     للبين واعتقدت شذرا ومرجانا

صفحة : 2127

وعن سيبويه: يقال هومني، وفي الأساس: هي مني معقشد الإزار، مقعد القابلة، أي قريب المنزلة أي بتلك المنزلة في القرب، فحذف وأوصل، ومن الظروف المختصة التي أجريت مجرى غير المختصة، كالمكان وإن لم يكن مكانا، وإنما هو كالمثل. والعاقد: حريم البئر وما حولها. أي البئر، وفي المحكم: وما حوله، أي الحريم، وهو الصواب. وظبي عاقدك ثنآ عنقه للنوم، أو وضع عنقه على عجزه، قال ساعدة بن جؤية:

وكأنما وافاك يوم لقـيتـهـا     من وحش مكة عاقد متربب والجمع: العواقد، قال النابغة الذبياني:

حسان الوجوه كالظباء العواقد والعاقد، وفي التكملة: العاقدة: الناقة التي أرتجت على ماء الفحل، وذلك حين تعقد بذنبها فيعلم أنها قد حملت، وأقرت باللقاح أنشد ابن الأعرابي:

جمال ذات معجمة وبـزل      عواقد أمسكت لقحا وحول والعقداء: الأمة، والشاة التي ذنبها كأنه معقود، وذلك الالتواء فيه يسمى: العقد، محركة. والعقدة، بالضم الولاية على البلد، ج: العقد كصرد، وفي حديث قيس بن عباد، قال: كنت آتي المدينة فألقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إلى عمر بن الخطاب، وأقيمت صلاة الصبح فخرج عمر، وبين يديه رجل، فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري، فدفعني من الصف وقام مقامي، ثم قعد يحدثنا، فما رأيت الرجال مدت أعناقها متوجهة إليه، فقال: هلك أهل العقد ورب الكعبة، قالها ثلاثا، ولا آسى عليهم إنما آسى على من يهلكون من الناس. وفسره أبو منصور بما قاله المصنف. والعقدة: الضيعة والعقار الذي اعتقده صاحبه ملكا، وأنشد أبو علي:

ولما رأيت الدهر أنحت صروفـه    علي وأودت بالذخائر والعـقـد
حذفت فضول العيش حتآ رددتهـا    إلى القوت خوفا أن أجاء إلى أحد

صفحة : 2128

واعتقدها أيضا: اشتراها. وفي الحديث فإنه لأول مال اعتقدته، ويروى: تأثلته. والعقدة: موضع العقد، وهو ما عقد عليه، وفي حديث أبي: هلك أهل العقدة ورب الكعبة يريد البيعة المعقودة لهم، أي لولا يتهم. ويقال: في أرض بن فلان عقدة تكفيهم سنتهم، أي المكان الكثير الشجر يرعونه من الرمث والعرفج. وأنكرها بعضهم في العرفج. وقال ابن الأنباري، في قولهم: عقدة: العقدة عند العرب: الحائط الكثير النخل، ويقال للقرية الكثيرة النخل: عقدة. وكان الرجل إذا اتخذ ذلك فقد أحكم أمره عند نفسه، واستوثق منه، ثم صيروا كل شيء يستوثق الرجل به لنفسه، ويعتمد عليه: عقدة. والعقدة أيضا: المكان الكثير الكلإ، الكافي للإبل، وفي الأمهات اللغوية: الماشية. والعقدة: ما فيه بلاغ الرجل وكفايته، وجمعه: عقد. والعقدة من الكلب: قضيبه وإنما قيل له عقدة، إذا عقدت عليه الكلبة فانتفخ طرفه، عن ابن الأعرابي. وكل أرض مخصبة كثيرة الشجر، فهي عقدة. والعقداة من النكاح، وكل شيء، كالبيع ونحوه: وجوبه، قال الفارسي: هو من الشد والربط، ولذلك قالوا: إملاك المرأة، لأن أصل هذه الكلمة أيضا: العقد، فقيل: إملاك المرأة، كما قيل: عقدة النكاح وانعقد النكأح بين الزوجين، والبيع بين المتبايعين. والعقدة: الجنبة من المرعى ما كان فيها من عام أول، وتسمى عروة أيضا. والمال المضطر إلى أكل الشجر، هكذا في سائر النسخ. والذي في اللسان: وقد يضطر المال إلى الشجر، ويسمى عقدة وعروة، فإذا كانت الجنبة لم يقل للشجر: عقدة ولا عروة، قا لعدي بن الرقاع، يصف ظبية أكلت الربيع فحسن لونها:

خضبت لها عقد البراق جبينها      من علكها علجانها وعرادها والعقدة العثم في اليد، وهو شبه الكسر. وعقدة: د، قرب يزد في طرف المفازة. نقله الصاغاني. وفي طيئ عقد بنت معتز بن بولان بن عمرو بن الغوث بن طييئ، كانت تحت عمرو بن سنبيس بن معاوية بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث. وإليها نسب العقديون، وهم ولد عمرو بن سنبس، ومنهم الطرمأح بن الجهم العقدي لاشاعر السنبسي، ذكره الآمدي. وعقدة: اسم رجل، به هو لقب والد أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن، المعروف بابن عقدة، الحافظ، الكوفي. وقولهم آنف من غراب عقدة، قال ابن حبيب: هي أرض كثيرة النخيل لا يطير غرابها. وفي الصحاح: لأنه لا يطير غرابها لكثرة شجرها. وتصرف عقدة لأنها اسم كل أرض مخصبة، كما تقدم، وتمنع لأنها علم أرض بعينها، كما قاله ابن حبيب. وعقدة الجوف، وعقدة الأنصاب وبخط الصاغاني: الأنصاف: موضعان. والعقد كصرد، أو كتف: ع بين البصرة وضرية، نقله الصاغاني. وبنو عقيدة: كجهينة: قبيلة من قريش. والعقدان، محركة: تمر، أي ضرب منه، كالعقد. الأعقد: الكلب لالتواء في ذنبه، جعلوه اسما له معروفا، وقيل كلب أعقد وهو الذي في قضيبه كالعقدة. والاعقد: الذئب الملتوي الذنب، وكل ملتوي الذنب أعقد. وقال جرير:

تبول على القتأد بنات تـيم    مع العقد النوابح في الديار

صفحة : 2129

وليس شيء أحب إلى الكلب من أن يبول على قتادة، أو على شجيرة، صغيرة غيرها. والبناء المعقود هل البناء الذي جعلت له عقود عطفت كالأبواب. والعقد عقد طاق البناء، وعقد البناء بالجص يعقده عقدا: ألزقه. وجمع العقد: عقود وأعقاد. واليعقيد: عسل يعقد بالنار حتى يخثر، وقيل: اليعقيد: طعام يعقد بالعسل، قال ابن دريد: وزعم بعض أهل اللغة أن ليس في كلام العرب يفعيل، إلا يعقيد، ويعضيد، قال: وهذا مردود عليه. والعقيد كأمير: المعاقد وهو الحليف، قال أبو خراش الهذلي:

كم من عقيد وجار حل عندهم     ومن مجأر بعهد الله قد قتلوا والعنقاد، بالكسر، والعنقود، من العنب والأراك والبطم ونحوه: م، أي معروف، والأول لغة في الثاني، قال الراجز:

إذ لمتي سوداء كالعنقاد وجمع العنقود: عناقيد. وعقدته، أي العسل تعقيدا أغليته حتى غلظ رواه بعضهم، كأعقدته فهو معقد. قال الكسائي: ويقال للقطران والرب ونحوه: أعقدته حتى تعقد. وفي المحكم: عقد العسل والرب ونحوهما يعقد، وانعقد، وأعقدته فهو معقد وعقيد: غلظ. وعقدت البناء تعقيدا: جعلت له عقودا، أي طاقات معقودة كالأبواب. واستعقدت الخنزيرة استحرمت. وأعوذ بالله من المعقد المعقد، كمحدث: الساحر. وفي كلامه تعقيد، وهو معقد كمعظم: الغامض من الكلام وعقد كلامه: أعوصه وعمأه. وتعقد الدبس: غلظ، وقد أعقده. وتعقدت قوس قزح في السماء: صارت كعقد مبني وكذا تعقد السحاب، إذا صار كالعقد المبني. واعتقد الرجل، مثل اعتفد بالفاء، هكذا رواه ابن بزرج بالقاف، وقد تقدم قريبا، وفي اعتقد ضيعة، ومالا: اقتناهما. وفي الأساس: اعتقد فلان عقدة: اشترى ضيعة أو اتخذ مالا، من عقار أو غيره. وتعاقدوا: تعاهدوا، من العقد، وهو العهد. وتعاقدت الكلاب: تعاظلت. ويقال: ماله معقود، أي عقد رأي، وفي الحديث: أن رجلا كان يبايع وفي عقدته ضعف أي في رأيه ونظره في مصالح نفسه. والعقيد، والمعاقد: المعأهد، وقد عاقده، إذا عاهد، ويقال: عهدت إلى فلان في كذا وكذا، وتأويله: ألزمته ذلك، فإذا قلت: عاقدته، أو عقدت عليه، فتأويله أنك ألزمته ذلك باسيثاق، وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى: والذين عاقدت أيمانكم : المعاقدة: المعاهدة والميثاق والأيمان جمع يمين القسم أو اليد. ويقال: هو عقيد الكرم، وعقيد اللؤم. ويقال: تحللت عقده، إذا سكن غضبه، وهو مجاز، والمعقاد: خيط ينظم فيه خرزات تعلق في عنق الصبي، نقله الصاغاني كالعقد، بالكسر. وعقدان بالضم: لقب الفرزدق الشاعر، لقبه به جرير إما على التشبيه، له بالكلب الأعقد الذنب وإما على التشبيه بالكلب المتعقد مع الكلبة إذا عاظلها، فقال:

وما زلت يا عقدان صاحب سؤءة     يناجي بها نفسا لئيما ضميرهـا وقال أبو منصور: لقبه عقدان لقصره، وفيه يقول:

يا ليث شعري ما تمنى مجاشع     ولم يترك عقدان للقوس منزعا أي أعرق في النزع، ولم يدع للصلح موضعا. والتعقد في البئر: أن يخرج أسفل الطي ويدخل أعلاه إلى جرابهان أي اتساع البئر، قاله الأحمر.

ومما يستدرك عليه: التعقاد: العقد، وأنشد ثعلب:

لا يمنعنك من بـغـا          ء الخير تعقاد التمائم واعتقده كعقده، قال جرير:

صفحة : 2130

أسيلة معقد السمطين منها      وريا حيث تعتقد الحقابأ وقد انعقد، وتعقد. والمعأقد: مواضع العقد. وقالوا للرجل، إذا لم يكن عنده غناء: فلان لا يعقد الحبل، أي أنه يعجز عن هذا، على هوانه وخفته، قال:

فإن تقل يا ظبي حلا حلا
تعلق وتعقد حبلها المنحلا

أي تجد وتتشمر لإغضابه وإرغامه، حتى كأنها تعقد على نفسه الحبل. والعقدة: حجم العقد، والجمع: عقد، وخيوط معقدة، شدد للكثرة. وفي حديث الدعاء. أسألك بمعاقد العز من عرشك، أي بالخصال التي استحق بها العرش العز، أو بمواضع انعقادها منه، وحقيقة معناه: بعز عرشك، قال ابن الاثير: وأصحاب أبي حنيفة يكرهون هذا اللفظ من الدعاء. ويقال: جبر عظمه على عقدة، إذا لم يستو، وعقد التاج فوق رأسه واعتقده: عصبه به، أنشد ثعلب لابن قيس الرقيات:

يعتقد التاج فوق مفرقه     على جبين كأنه الذهب واعتقد الدر والخرز وغيرهن اتخذ منه عقدا، وأعقاد السحاب: ما تعتقد منه عقدا. وأعقاد السحأب: ما تعقد منه، واحدها: عقد. والمعقد: المفصل، والأعقد من التيوس: الذي في قرنه عقدة. وفحل أعقد، إذا رفع ذنبه، وإنما يفعل ذلك من النشاط. وظبية عاقد: رفعت رأسها حذرا على نفسها وعلى ولدها، وجاء عاقدا عنقه، أي لاويا لها من الكبر. وفي الحديث: من عقد لحيته فإن محمدا بريء منه، قيل: هو معالجتها حتى تنعقد وتتجعد. وقيل: كانوا يعقدنها في الحرب، فأمرهم بإرسالها، كانوا يفعلون ذلك تكبرا وعجبا. وعقد قلبه على الشيء: لزمه، والعرب تقول: عقد فلان ناصيته، إذا غضب وتهيأ للشر، وقال ابن مقبل:

أثابوا أخاهم إذ أرادوا زياله     بأسواط قد عاقدين النواصيا وفي حديث: الخيل: معقود في نواصيها الخير، أي ملازم لها، كأنه معقود فيها. وفي حديث الدعاء: لك من قلوبنا عقدة الندم. يريد عقد العزم على الندامة، وهو تحقيق التوبة، وعقدة كل شيء: إبرامه. وفي الحديث: من عقد الجزية في عنقه فقد برئ مما جاءبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. عقد الجزية كناية عن تقريرها على نفسه، كما تعقد الذمة للكتابي عليها. واعتقد الشيء: صلب واشتد، ومنه: اعتقد بينهما الإخاء: صدق وثبت. وتعقد الإخاء: استحكم، وتعقد الثرى جعد. وثرى عقد، على النسب: متجعد. وعقد الشحم يعقد: انبنى وظهر. والعقد محركة: ترطب الرمل من كثرة المطر. ولئيم أعقد: عسر الخلق لي بسهل. والعقد في الأسنان كالقادح. وناقة معقودة القرا: موثقة الظهر. والعقدة: بقية المرعى، والجمع: عقد وعقاد. واعتقد كذا بقلبه. وعقدت السباع، يعني منعت أن تضر البهائم، أي عولجت بالأخذ والطلسمات. وفي حديث أبي موسى: أنه كسا في كفارة اليمين ثوبين ظهرانيا ومعقدا، المعقد ضرب من برود هجر. وفي الأساس: مسح كاتب قلمه بكمه، فقيل له. فقال: إنما اعتقدنا ذا بذا. والعاقدات: السواحر. وعقدة: قرية بمصر. والمعقد، كمكرم: اسم رجل نبال كان يريش السهام، وبه فسر قول عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري حين قتله المشركون.

أبو سليمان وريش المعقد هكذا يروآ ويروى بتقديم القاف. وسيأتي في : ق ع د.

ع - ك - د

صفحة : 2131

العكدة بالضم: العصعص. والتكملة: العكدة: القوة، وجحر الضب. والعكدة بالضوم وبالتحريك: أصل اللسان والذنب وعقدته، والجمع: عكد. وقيل: عكدة اللسان: معظمه وقيل: وسطه. والعكدة: أصل القلب بين الرئتين.والعكدة: ريش ينقط به الخبز، نقله الصاغاني. وعكد الشيء: وسطه. وعكدني الأمر: يعكدني، من حد ضرب: أمكنني، قال رجل من بلحارث بن كعب:

سنصلي بها القوم الذين اصطلوا بها      وإلا فمعكـود لـنـا أم جـنـدب أم جندب: الظلم، ومعكود: ممكن يقول: نقتل غير قاتله. وعكد فلان عنقه إليه: لجأ كعقد: كذا رواه إحاق بن فرج عن بعض الأعراب. والمعكد، كمجلس: الملجأ. والمعكود: المقيم اللازم، والمعكود: المحبوس، عن يعقوب. والمعكود، من الطعام: المعد الراهن الدائم، ويقال: هذا معكود، أي عتيد. وعكد الضب والبعير، كفرح، يعكد عكدا: سمن وصلب لحمه، كاستعكد، والنعت منه: عكد. وناقة عكدة: سمينة، كل ذلك بناء على ما أورده في سياقه. والذي في التكملة: استعكد الصبي، إذا سمن، وأما استعكد الضب فهو إذا تعصر بشجر أو حجر، مخافة عقاب، كما سيأتي، فلا إخال قوله: الضب، إلا تحريفا، فتأمل. وعكد به: لزق ولجأ. والعكد، ككتف: اليابس من الشجر، بعضها فوق بعض. وعكاد، كسحاب: جبل باليمن، قرب مدينة زبيد حرسها الله، وسائر بلاد الإسلام، أهلها باقية على اللغة الفصيحة إلى الآن، ولا يقيم الغريب عندهم أكثر من ثلاث ليال، خوفا على لسانهم. واعتكده: لزمه، كعكده. واستعكد الطائر: انضم إلى الشيء، وفي نسخة: إلى شيء، مخافة الجوارح من الطيور. وعبارة المحكم، والتهذيب: وكذلك استعكد الضب بحجر، أو شجر، إذا تعصر به، مخافة عقاب أو باز، وأنشد ابن الأعرابي للطرماح، يصف الضب:

إذا استعكدت منـه بـكـل كـدية     من الصخر وافاهأ لدى كل مسرح ومما يستدرك عليه: استعكد الماء: اجتمع، ويروى بيت امرئ القيس:

ترى الفأر في مستعكد الماء لاحبـا     على جدد الصحراء من شد ملهب وعكدك هذا الأمر، وحبابك، وشبابك، ومجهودك، ومعكودك أن تفعل كذا، معناه كله: غايتك وآخر أمرك، أي قصاراك، أنشد ابن الأعرابي:

سنصلي بها القوم الذين اصطلوا بها    وإلا فمعكـود لـنـا أم جـنـدب ثم فسره فقال: معكود لنا، أي قصارى أمرنا وآخره، أن نظلم فنقتل غير قاتلنا، وأم جندب هنا الغدر والداهية.

ع - ك - ر - د
عكرد الغلام. أهمله الجوهري، وقال ابن شميل: إذا سمن وقوي وغلظ واشتد. وكذلك البعير، عكردة. وعكردت ناقتي، إذا أردت أن أركب بها وجها، ورجعت بي قبل، بكسر ففتح، ألافها، بضم فتشديد، وأنا كاره، نقله الصاغاني. وغلام عكرد، كجعفر وبرقع وعلبط، وعصفور، متقارب الحلم، أو سمين غليظ مشتد. وقد يكون ذلك في غير الإنسان. الأولى والأخيرة عن ابن شميل.

ع - ك - ل - د
لبن عكلد وعكالد، كعلبط وعلابط: خاثر كعكلط، وقيل: لامه زائدة، والعكلد والعلكد: الغليظ الشديد العنق والظهر، من الإبل وغيرها، وقيل الشديد عامة، الذكر فيه والأنثى سواء، والاسم: العكلدة.

ع - ل - د
العلد، بفتح فسكون: عصب العنق، وجمعه: أعلاد، قال رؤبة، يصف فحلا:

قسب العلابي جراز الأعلاد

صفحة : 2132

قال ابن الأعرابي: يريد عصب عنقه، والعلد: الصلب الشديد من كل شيء والعلد: الصلابة والاشتداد، والفعل كسمع، علد يعلد علدا. والعلدة، بالكسر ويروى بالفتح أيضا اسم ع. والذي في التكملة: والعلداة: موضع. والعلندى: البعير الضخم الطويل الشديد، وكذلك الفرس، وقيل: هوالغليظ من كل شيء، ويضم. والعلندى: ضرب من شجر الرمل، وليس بحمض، يهيج له دخان شديد، قال عنترة:

سيأتيكم مني وإن كنت نـائيا      دخان العلندى دون بيتي مذود أي سيأتي مذودكم، يعني الهجاء. وقوله: دخان العلندى دون بيتي، أي منابت العلندى بيني وبينكم. قال الأزهري، قال الليث: العلنداة: شجرة طويلة لا شوك لها من العضاه. قال الأزهري لم يصب الليث في وصف العلنداة، لأن العلنداة شجرة صلبة العيدان جاسية لا يجهدها المال، وليست من العضاه، وكيف تكون من العضاة ولا شوك لها. والعضاه من الشجر: ما كان له شوك صغيرا كان أو كبيرا، والعلنداة ليست بطويلة، وأطولها على قدر قعدة الرجل، وهي مع قصرها: كثيفة الأغصان مجتمعة، واحده: علنداة بهاء، ج: علاند، على تقدير قلانس، كذا في التهذيب، ويقال: علادي. وحكى سيبويه: علدنى. وقال النضر: العلنداة من الإبل: العظيمة الطويلة. ولا يقال: جمل علندي. قال والعفرناة مثلها، ولا يقال: جمل عفرنى، وربما قالوا: جمل علندى بضمتين، والعلادى كفرادى: الشديد من الإبل وقيل: الضخم الطويل منها. وكذلك الفرس. وقال أبو علي القالي في المقصور والممدود: هذا باب ما جاء من المقصور على مثال فعالى من الأسماء، ولا يكون وصفا إلا أن يكسر على الواحد للجمع، نحو عجالى وكسالى وسكارى، وهذا الضرب ينقاس فيمن نستغني عن ذكره. انتهى. ووجدت في هامشه بخط بعض الفضلاء ما نصه: وقد أثبت بعضهم الصفة في المفرد نحو جمل علادى، للقوي، وقال بعض المغاربة: فأما قولهم: جمل علادي فيمكن أن يكون جمع علندى على غير قياس، ووصف به المفرد، وإن كان جمعا تعظيما له، كما قالوا للضبع حضاجر. قال: وهذا تأويل ضعيف جدا. والعلود، كقتول، أي بكسر فسكون فتشديد آخره: الكبير الهرم من الرجال، وفي شرح شيخنا: وحكى جماعة فتح أوله، عن ابن حبيب. قلت: وفي اللسان ما نصه: ووقع في بعض نسخ الكتاب: العلود، بالتخفيف، فزعم السيرافي أنها لغة. والعلود: السيد الرزين الثخين، الوقور، وقيل: هو المسمن الشديد، من الإبل والرجال، وقيل: الغليظ، قال الدبيري يصف الضب:

كأنهما ضبان ضـبـا عـرادة     كبيران علودان صفرا كشاهما ووصف الفرزدق بظر أم جرير بالعلود، فقال:
بئس المدافع عنكم علـودهـا     وابن المراغة كان شر مجير

صفحة : 2133

وإنما عنى به عظمه وصلابته. والعلودة، بهاء من الخيل: المتأبية، وهي التي لا تقاد بل يجذب بعنقها القائد جذبا شديدا، وقلما يقودها حتى تساق من ورائها غير طيعة القياد، ولا سلسته. قاله ابن شميل. والعلودة من الإبل: الهرمة، وانرأة علودة: شديدة، ذات قسوة، وكذلك الرجل. وقال أبو السميدع: اعنلندى الجمل واكلندى إذا غلظ واشتد. والمعلندد. بكسر الدال الأولى وفتحها، وسيأتي في: ع ن د لزيادة لامهن يقال ما لي عنه معلندد، أي بد. وقال اللحياني. ما وجدت إلى ذلك معلنددا، بالوجهين، أي سبيلا، وحكى أيضا: ما لي عن ذلك معلندد، ومعلندد، بضم الميم واللام، وفتح الأخيرة، أي محيص. وعلود الشيء، إذا لزم مكانه فلم يقدر أحد على تحريكه، كاعلود، قال رؤبة:

وعزنا عز إذا توحدا
تثاقلت أركانه واعلودا

واعلود الرجل: غلظ واشتد، ورزن، قال أبو عبيدة: كان مجاشع بن دارم علود العنق، قال أبو عمرو: العلود من الرجال: الغليظ الرقبة، وأما قول الاسود بن يعفر:

وغودر علود لها متطـاول     نبيل كجثمان الجرادة ناشر فإنه أراد بعلودها: عنقها، أراد الناقة، والجرادة: اسم رملة بعينها، وقال الراجز:

أي غلام لش علود العنق
ليس بكباس ولا جد حمق

قوله: لش، أراد: لك، لغة لبعض العرب، كذا في اللسان.

ومما يستدرك عليه: المعلد: الراسي لا ينقاد ولا ينعطف. والعلندد: الفرس الشديد. والمعلندد: البلد الذي ليس به ماء ولا مرعى، وسيأتي: ع - ل - ك - د

العلكد، بالكسر، أهمله الجوهري، وقال أبو الهثيم: هي العجوز الداهية، وأنشد:

وعلكد خثلتها كالجف
قالت وهي توعدني بالكف
ألا أملأن وطبنأ وكف

وقيل: هي المرأة القصيرة اللحيمة الحقيرة القليلة الخير. والعلكد، كقرشب: الشحم، كذا في النسخ، والصواب: الضخم، وأنشد الليث:

أعيس مضبور القرا علكدا قال: شدد الدال اضطرارا، قال: ومنهم من يشدد اللام. وعلكد، كعلبط: اللبن الخاثر، كعلكط وعكلد. وعلكد كجعفر وزبرج وقنفذ وعلبط وعلابط، وبتشديد اللام أيضا، كله: الغليظ الشديد العنق والظهر، من الإبل وغيرها عن اللحياني. وقيل: هو الشديد عامة، الذكر والأنثى سواء، والاسم العلكدة. وقال النضر: في فلان علكدة وجسأة في خلقه، أي غلظ. وفي التهذيب: العلاكدك الإبل الشداد، قال دكين:

يا ديل ما بت بليل جاهدا
ولا رحلت الأينق العلاكدا

والعلنكد، كسفرجل: الصلب الشديد من الرجال. كذا في التهذيب.

ومما يستدرك عليه: العلكدة: الغلظة، عن ابن شميل.

ع - ل - م - د
العلمادة والعلماد، بكسرهما أهمله الجوهري، والجماعة. وفي التكملة: العلمادة ما يكب عليه الغزل، ج: علامدة وعلاميد.

ع - ل - ه - د
علهدت الصبي: أحسنت غذاءه ومثله في الصحاح، والتهذيب.

ع - م - د
العمود، كصبور، م، وهو الخشبة القائمة في وسط الخباء ج: أعمدة، في القلة، وعمد، محركة، وعمد بضمتين، وبضم فسكون، تخفيفا، الثلاثة في القلة. وفي اللسان: العمد: اسم للجمع، ويقال: كل خباء معمد. وقيل: كل خباء كان طويلا في الأرض، يضرب على أعمدة كثيرة، فيقال لأهله: عليكم بأهل ذلك العمود، ولا يقال: أهل العمد، وأنشد:

وما أهل العمود لنا بأهل     ولا النعم المسام لنا بمال

صفحة : 2134

وقال في قوله النابغة:
يبنون تدمر بالصفاح والعمد قال: العمد: أساطين الرخام. وأما قوله تعالى: إنها عليهم مؤصدة، في عمد ممددة. قرئت في عمد، وهو جمع عماد، وعمد وعمد كما قالوا: إهاب وأهب وأهب. ومعناه: أنها في عمد من النار، نسب الأزهري هذا القول إلى الزجاج. وقال الفراء: العمد والعمد جميعا: جمعان للعمود، مثل أديم وأدام وأدم، وقضيم وقضم وقضم. وفي المصباح: العمود معروف، والجمع: أعمدة، وعمد، بضمتين، وبفتحتين، والعماد ما يسند به والجمع عمد، بفتحتين. قال شيخنأ: فالعمد، محركة، يكون جمعا لعمود، ولعماد، وهذا لم ينبهوا عليه. وقوله تعالى: خلق السموات بغير عمد ترونها قال الفراء: فيه قولان: أحدهما أنه خلقها مرفوعة بلا عمد، ولا تحتاجون مع الرؤية إلى خبر، والقول الثاني أنه خلقها بعمد لا ترون تلك العمد، وقيل: العمد التي لا ترى: قدرته. واحتج الليث بأن عمدها جبل قاف المحيط بالدنيا، والسماء مثل القبة أطرافها على قاف من زبرجدة خضراء، ويقال: إن خضرة السماء من ذلك الجبل. والعمود: السيد المعتمد عليه في الأمور، أو المعمود إليه، كالعميد، ومنه قول الأعشى:

حتى يصير عميد القوم متكئا     بالراح يدفع عنه نسوة عجل والجمع عمداء. وكذلك العمدة، الواحد والاثنان، والجمع، والمذكر والمؤنث لفيه سواء ويقال للقوم: أنتم عمدتنا الذين يعتمد عليهم، وهو عميد قومه، وعمود حيه. وقال النضر: العمود من السيف: شطيبته التي في متنه إلى أسفله، وربما كان للسيف ثلاثة أعمدة في ظهره، وهي الشطب، والشطائب. وعن ابن الأعرابي: العمود: رئيس، كذا في النسخ. وفي التكملة: رسيل العسكر، كالعماد، بالكسر، والعمدة والعمدان، بضمهما وهو الزوير. وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيما جالب جلب على عمود بطنه فإنه يبيع كيف شاء ومتى شاء . قال الليث: العمود من البطن: شبه عرق يمتد من لدن الرهابة بالضم، إلى دوين السرة في وسطه، يشق من بطن الشاة. أو عمود البطن: الظهر، لأنه يمسك البطن ويقويه، فصار كالعمود له. وبه فسر أبو عمرو الحديث المتقدم. وقال أبو عبيد: عندي أنه كنى بعمود بطنه عن المشقة والتعب، أي أنه يأتي به على تعب ومشقة وإن لم يكن على ظهره، إنما هو مثل. والجالب: الذي يجلب المتاع إلى البلاد، يقول: يترك وبيعه لا يتعرض له، حتى يبيع سلعته كما شاء، فإنه قد احتمل المشقة والتعب في اجتلابه، وقاسى السفر والنصب. قال الليث: والعمود من الكبد: عرق يسقيها، وقيل: عمود الكبد: عرقان ضخمان جنابتي السرة، يمينا وشمالا، ويقال: إن فلانا لخارج عموده من كبده من الجوع: عن ابن شميل. والعمود، من السنان: ما توسط شفرتيه من عيره الناتئ في وسطه. والعمود، من الأذن: معظمها وقوامها التي ثبتت عليه، وقيل عمود الأذن: ما استدار فوق الشحمة. والعمود: الحزين الشديد الحزن، يقال: ما عمدك، أي ما أحزنك. والعمود، من الظليم: رجلاه وهما عموداه. والعمود من البئر: قائمتاه تكون عليهما المحالة. وعمود السحر: الوتين، وبه فسر قولهم: إن فلانا لخارج عموده من كبده من الجوع. والعماد، بالكسر: الأبنية الرفيعة، جمع عمادة، يذكر ويؤنث، قال الشاعر:

ونحن إذا عماد الحي خرت      على الحفاض نمنع من يلينا

صفحة : 2135

وقوله تعالى: إرم ذات العماد قيلك معناه ذات الطول، وقيل ذات البناء الرفيع المعمد. وجمعه: عمد. وقال الفراء: ذات العماد: أنهم كانوا أهل عمد ينتقلون إلى الكلإ، حيث كان، ثم يرجعون إلى منازلهم. وقال الليث: يقال لأصحاب الأخبية الذين لا ينزلون غيرها: هم أهل عمود، وأهل عماد. وعن المبرد: هو طويل العماد، إذا كان معمدا، أي طويلا، وفلان طويل العماد، منزله معلم لزائريه وفي حديث أم زرع زوجي رفيع العماد أرادت عماد بيت شرفه. والعرب تضع البيت موضع الشرف في النسب والحسب. وعمده يعمده عمدا: دعمه وأقامه بعماد، والعماد ما أقيم به، كأعمده فانعمد، ذكره يعقوب في البدل، وهو مطاوع الثلاثي، كانكسر وانجبر، لا الرباعي، على ما عرف في اصطلاحه، قاله شيخنا. والعمود الذي تحامل الثقل عليه من فوق السقف يعمد بالأساطين المنصوبة. وعمد للشيء وعمد إليه، وعمده، من حد ضرب، كما صرح به أرباب الأفعال. ولا عبرة بإطلاق المصنف على ما اصطلحه، وبه جزم عياض في المشارق والفيومي في المصباح عمدا، بالفتح، وعمدا، محركة، وعمادا، بالكسر، وعمدة، بالضم، كلها في شرح الفصيح للمطرز. وزادوا: عمودا، بالضم، على القياس، ومعمدا، مصدر ميمي، الأول من نوادر ابن الأعرابي، والثاني من شرح ابن عرفة لشعر ديوان سحيم، كذا في شرح اللبلى على الفصيح: قصده، وزنا ومعنى وتصريفا، في كونه يتعدى بنفسه، وباللام، وبإلى، كتعمده وتعمد له، واعتمده. قال الأزهري: العمد ضد الخطإ في القتل وسائر الجنايات. والقتل على ثلاثة أوجه: قتل الخطإ المحض، والعمد المحض، وشبه العمد. وعمد المرض فلانا: أضناه وأوجعه، قال الشاعر:

ألا م، لهم آخر الليل عامد معناه: موجع.

روى ثعلب أن ابن الأعرابي أنشده لسماك العاملي:

ألا من شجت ليلة عامده      كما أبدا لـيلة واحـدة قال الأزهري: أي ممضة موجعة. وعمده المرض يعمده: فدحه، عن ابن الأعرابي، ومنه اشتق القلب العميد. وعمده يعمده: أسقطه، قال: ودخل أعرابي على بعض العرب، وهو مريض، فقال له: كيف تجدك? فقال: أما الذي يعمدني فحصر وأسر. ويقال للمريض: معمود. وعمده ضربه بالعمود. وعمده يعمده: ضرب عمود بطنه. وعمده: أحزنه، وهذا، والذي قبله من حد نصر. وعمد عيله، كفرح: غضب كعبد، حكاه يعقوب في المبدل. وقال الأزهري: هو العمد والأمد. وقال الغنوي: العمد والضمد: الغضب. وعن ابن بزرج: يقال: حلس به، وعرس به، وعمد به، ولزب به، إذا لزمه. وعمد البعير: انفضخ داخل سنامه من الركوب، وظاهره صحيح فهو بعير عمد، وهي بهاء. وقيل عمد البعير، إذا ورم سنامه من عض القتب والحلس وانشدخ، ومنه قيل: رجل عميد ومعمود. وعمد الثرى يعمد عمدا: بلله المطر، فهو عمد: تقبض، وتجعد، وندى، وتراكب بعضه على بعض، فإذا قبضت منه على شيء تعقد واجتمع من ندوته، قال الراعي يصف بقرة وحشية:

حتى غدت في بياض الصبح طيبة     ريح المباءة تخدي والثرى عمـد

صفحة : 2136

أراد: طيبة ريح المباءة، وقال أبو زيد: عمدت الأرض عمدا، إذا رسخ فيها المطر إلى الثرى حتى إذا قبضت عليه في كفك تعقد وجعد لندوته. وقال النضر: عمدت أليتاه من الركوب: ورمتا واختلجتا، وفي بعض الأمهات: خلجتا ويقال: هو عمد الثرى، ككتف، أي كثير المعروف، عن أبي زيد وشمر. وأنا أعمد منه، أي أتعجب، وقيل: أعمد بمعنى أغضب، من قولهم عمد عليه، إذا غضب. وقيل: معناه أتوجع وأشتكي، من قولهم: عمدني الأمر فعمدت: أوجعني فوجعت. ورجل معمود وعميد، ومعمد كمعظم: المشغوف الذي هده العشق وكسره، وقيل: الذي بلغ به الحب مبلغا، شبه بالسنام الذي انشدخ انشداخا. ويقال للمريض: معمود، ويقال له: ما يعمدك? أي ما يوجعك.? والعمدة، بالضم: ما يعتمد عليه أي يتكأ ويتكل، واعتمدت على الشيء: اتكأت عليه، واعتمدت عليه في كذا، أي اتكلت عليه. والعمد، كعتل، والعمدان، والعمداني، والمعمد، كمكرم: الشاب الممتلئ شبابا، وقيل: هو الضخم الطويل. وهي أي الانثى من كل واحد منها بهاء. والمعمودية، هكذا في سائر النسخ، بتشديد الياء التحتية، ومثله في التكملة، والصواب تخفيفها، كما في العناية. وقال الصولي في شرح ديوان أبي نواس: إن لفظ معمودية معرب: معموذيت، بالذال المعجمة، ومعناها: الطهارة وهو: ماء أصفر للنصارى يقدس بما يتلى عليه من الإنجيل يغمسون فيه ولدهم معتقدين أنه تطهير له، كالختان لغيرهم. وفي العناية في أثناء البقرة: وإن صبغة الله هناك في مقابلة ما كانت النصارى تفعله في أولادها، على أحد الوجوه. أشار له شيخنا. ويقال استقاموا على عمود رأيهم أي على وجه يعتمدون عليه، وهو مجاز. وفعلته عمدا على عين، وعمد عين، أي بجد ويقين، قال خفاف ابن ندبة:

وإن تك خيلي قد أصيب صميمها     فعمدا على عين تيممت مالكـا

صفحة : 2137

قال الصاغاني: وهذا فيه احتراز ممن يرى شبحا، فيظنه صيدا فيرميه، فإنه لا يسمى عمد عين، لأنه تعمد صيدا على ظنه. قال شيخنا: وهذه دقيقة. ووادي عمد، بفتح فسكون بحضرموت اليمن. وعمدت السيل تعميدا: سددت وجه جريته بتراب ونحوه كالحجارة حتى يجتمع في موضع. نقله الصاغاني. ويقال اعتمد فلان ليلته، إذا ركب يسري فيها، نقله الصاغاني. والمعمد، كمكرم: الطويل، عن المبرد، كالعمدان، كجلبان، والجمع: عمدانيون. وامرأة عمدانية: ذات جسم وعبالة. ويقال كل خباء معمد، وهو كمعظم، بمعنى منصوب بالعماد. ويقال: وشى معمد، وهو ضرب منه على هيئة العمدان. وأهل العماد: أهل الأخبية وهم الذين لا ينزلون غيرها. ويقال لهم أهل العمود أيضا. قاله الليث. أو أهل العماد: أهل الأبنية العالية الرفيعة، وقد تقدم. وغور العماد: ع لبني سليم في ديارهم. وعماد الشبى، بكسر العين وفتح الشين المعجمة، والموحدة وألف مقصورة: ع بمصر، هكذا نقله الصاغاني. والعمادية، بالكسر: قلعة شمالي الموصل حصينة، يسكنها الأكراد. وعمود غريفة، بكسر الغين وفتحها وسكون الراء وفتح التحتية والفاء: جبل في أرض غني بن يعصر. وعمود المحدث على صيغة اسم مفعول: ماء لمحارب بن خصفة. وعمود سوادمة أطول جبل بالمغرب، هكذا في النسخ. وفي التكملة: ببلاد العرب. وعمود الحفيرة: ع آخر. وعمود البان، وعمود السفح: جبلان طويلان، لا يرقاهما إلا طائر لعلوهما. ومن ذلك قولهم: العقاب يبيض في رأس عمود، والمراد به الجبل المستدق المصعد في السماء. وعمود الكود: ماء لبني جعفر، وهو جرور أنكد.

ومما يستدرك عليه: أعمد الشيء: جعل تحته عمدا. والعميد: المريض لا يستطيع الجلوس، من مرضه، حتى يعمد من جوانبه بالوسائد، أي يقام. وفي حديث الحسن، وذكر طالب العلم: وأعمدتاه رجلاه، أي صيرتاه عميدا. وهو على لغة من قال أكلوني البراغيث، وهي لغة طيئ. والعمود، العصا، قال أبو كبير الهذلي:

يهدي العمود له الطريق إذا هم      ظعنوا ويعمد للطريق الأسهل

صفحة : 2138

واعتمد عليه في الأمر: تورك، على المثل. والاعتماد: اسم لكل سبب زاحفته. والعمد، محركة: أساطين الرخام. وعمود اللسان: وسطه طولا. وعمود القلب كذلك. ومن ذلك قولهم: اجعل ذلك عمود قلبك. وهو مذكور في عمود الكتاب: في فصه ودائرة العمود، فيالفرس:التي في مواضع القلادة، والعرب تستحبها. وعمود الامر: قوامه الذي لا يستقيم إلا به. وعمود الصبح: ما تبلج من ضوئه، وهو المستظهر منه، وسطع عمود الصبح، على التشبيه بذلك. وعمود النوى: ما استقامت عليه السيارة من نيتها، على المثل. وعمود الإعصار: ما يسطع منه في السماء، أو يستطيل على وجه الأرض. وعميد الأمر: قوامه. والزم عمدتك: قصدك. وفلان معمود مصمود، أي مقصود بالحوائج. وعميد الوجع: مكانه. والعمد، محركة، ورم ودبر، يكون في الظهر. وفي حديث عمر أن نادبته قالت: واعمراه: أقام الأود، وشفى العمد. أرادت به أنه أحسن السياسة. وناقة عمدة. كسرها ثقل حملها. والعمدة، بالكسر: الموضع الذي ينتفخ من سنام البعير وغاربه. وعمد الخراج، كفرح، عمدا، إذا عصر قبل أن ينضج فورم ولم تخرج بيضته. وهو الجرح العمد. والعمود: قضيب الحديد. وفي كلامهم: أعمد من كيل محق، وروى عن أبي عبيد: محق، بالتشديد. معناه هل أزيد على أن محق كيلى. وقول أبي جهل في بدر: أعمد من سيد قتله قومه، أي هل زاد علي هذا? أي هل كان إلا هذا، أي أن هذا ليس بعار، ومراده بذلك أن يهون على نفسه ما حل به من الهلاك، قال ابن ميادة، ونسبه الأزهري لابن مقبل:

تقدم قـيس كـل يوم كـريهة     ويثنى عليها في الرخاء ذنوبها
وأعمد من قوم كفاهم أخوهـم    صدام الأعادي حيث فلت نيوبها

يقول: زدنأ على أن كفينا إخوتنا. وعمودان: اسم موضع، قال حاتم الطائي:

بكيت وما يبكيك من دمنة قـفـر     بسقف إلى وادي عمودأن فالغمر وعن الليث: عمدان: اسم جبل أو موضع قال الأزهري: أراه أراد: غمدان، بالغين فصحفه كتصحيفه يوم بعاث. وعمدان، بالكسر: موضع، ذكره ابن دريد. وذو يعمد كيضرب قرية باليمن. هكذا ضبطها التقي الفاسي، قال: كان بها بطال بن أحمد الركبي أحد محدثي اليمن، وشارح البخارى.