ع - م - ر - د
العمرد، كعملس: الطويل من كل شيء، كالعمرود، بالضم، يقال: سبسب عمرد: طويل عن ابن الأعرابي، وأنشد:
فقام وسنان ولم يوسد
يمسح عينيه كفعل الأرمد
إلى صناع الرجل خرقاء اليد
خطارة بالسبسب العمرد
ويقال: المرد: الشرس الخلق القوي، يقال: فرس عمرد. والعمرد: الذئب الخبيث، قال جرير يصف فرسا:
على سابح نهد يشبه بالضـحـى إذا عاد فيه الركض سيدا عمردا والعمرد: الخبيث الداهية وكأنه أخذه من قول المعذل بن عبد الله:
من السح جوالا كأن غـلامـه يصرف سبدا في العنان عمردا قوله: من السح. يريد: من الخيل التي تصب الجري. والسبد: الداهية، يقال: هو سبد أسباد. وقال أبو عدنان: أنشدتني امرأة شداد الكلابية لأبيها:
على رفل ذي فضول أقود
يغتال نسعيه بجوز موفـد
ضافي السبيب سلب عمرد
صفحة : 2139
فسألتها عن العمرد، فقالت: النجيب، وفي بعض الروايات: النجيبة، الرحيل من الإبل، وقالت: الرحيل الذي يرتحله الرجل فيركبه. والعمرد: فرس وعلة بن شراحيل بن زيد، على التشبه بالذئب. والعمردة، بهاء: أخت مشرح ومخوس، كلاهما كمنبر،وجمد محركة، وأبضعة، بفتح الهمزة، وسكون الموحدة، كل منهم مذكور في محله، وهم الذين لعنهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقصتهم في كتب السير.
ومما يستدرك عليه: عن أبي عمرو: شأو عمرد، قال عوف بن الأحوص:
ثأرت بهم قتلى حنيفة إذ أبت بنسوتهم إلا النجاء العمردا والعمرد: السير السريع الشديد، وأنشد:
فلم أر للهم المنـيخ كـرحـلة يحث بها القوم النجاء العمردا
ع - ن - ج - د
العنجد، كجعفر، وقنفذ، وجندب، ذكر اللغات الثلاثة الإمام أبو زيد، وهو: الزبيب واقتصر أبو حنيفة على الأخيرتين، وزعم، عن ابن الأعرابي: أنه حب الزبيب أو ضرب منه. أو العنجد كقنفذ: الأسود منه كذا نقل عن بعض الرواة في قول الشاعر:
غدا كالعملس في خـدلة رؤوس العظاري كالعنجد قال الازهري: وقال غيره: هو العنجد، كجعفر، قال الخليل:
روؤس العناظب كالعنجد شبه رؤوس الجراد بالزبيب. أو العنجد كجعفر، وقنفذ: الرديء منه، وقيل: نواه، وقيل: حب العنب. وعنجد العنب صار عنجدا. حاكم أعرابي رجلا إلى القاضي، فقال: بعت به عنجدا مذ جهر، فغاب عني. قال ابن الأعرابي: الجهر: قطعة من الدهر. والمعنجد، وفي التكملة: المنعجد: الغضوب الحديد الطبع وهذا قد مر له في عجد. وقال ابن دريد ليس له اشتقاق يوضح زيادة النون، لأنه ليس في كلام العرب: عجد ولا عجد، إلا أن يكون فعلا مماتا، ووهم الجوهري فذكره لا في الثلاثي ولا في الرباعي. قال شيخنا: هو كلام لا معنى له، فإن الجوهري ذكره في الرباعي ترجمة: عجلد وفسره بأنه ضرب من الزبيب، واستدل به بما أنشده الخليل. قلت: وقد ذكره المصنف في المحلين، أما في الثلاثي فلا حتمال زيادة النون. و أما في الرباعي فنظرا إلى قولهم إن النون لا تزاد ثانية إلا بثبت. وعنجد، كجعفر، وعنجدة، بزيادة الهاء: اسمان، قال الشاعر:
يا قوم ما لي لا أحب عنجده
وكل إنسان يحب ولده
حب الحبارى ويذب عنده
وسيأتي. ورافع بن عنجدة، صحابي بدري وعنجدة أمه، وأبوه عبد الحارث.
ع - ن - ج - ر - د
عنجرد. في التهذيب، عن الفراء: امرأة عنجرد: خبيثة سيئة الخلق، وأنشد:
عنجرد تحلف حين أحلف
كمثل شيطان الحماط أعرف
وقال غيره: امرأة عنجرد: سليطة. وقد ذكره المصنف في عجرد. ولا يستغنى عن ذكره هنا.
ع - ن - د
عند عن الحق، والشيء، والطريق، كنصر وسمع هكذا في النسخ. والصواب: وضرب. وهذه عن الفراء في نوادره، فإنه قال عند عن الطريق يعند، بالكسر، لغة في يعند بالضم، فتأمل. وكرم، يعند، ويعند، ويعند عنودا كقعود، وعندا، محركة: تباعد ومال وعدل وانحرف إلى عند أي جانب.
ومن المجاز: عند العرق يعند ويعند ويعند، هو من الأبواب الثلاة، نصر وضرب وكرم، الثانية عن الفراء: سال فلم يرقأ، كأعند، وهذه عن الصاغاني، وهو عرق عاند، قال عمرو بن ملقط:
بطعنة يجري لها عانـد كالماء من غائلة الجابيه
صفحة : 2140
وأعند أنفه: كثر سيلان الدم منه. وسئل ابن عباس عن المستحاضة، فقال: إنه عرق عاند، أو ركضة من الشيطان، قال أبو عبيد: العرق العاند: الذي عند وبغى، كالإنسان يعاند، فهذا العرق في كثرة ما يخرج منه بمنزلته، شبه به لكثرة ما يخرج منه على خلاف عادته. وقال الراعي:
ونحن تركنا بالفعالي طعـنة لها عاند فوق الذراعين مسبل وقيل: دم عاند: يسيل جانبا. وقال الكسائي: عندت الطعنة تعند وتعند، إذا سال دمها بعيدا من صاحبها، وهي طعنة عاندة. وعند الدم يعند، إذا سال في جانب. وعندت الناقة: رعت وحدها وأنفت أن ترعى مع الإبل، فهي تطلب خيار المرتع، وبعض الإبل يرتع ما وجد. وعند الرجل يعند ويعند عندا وعنودا عتا، وطغى، وجاوز قدره، وخالف الحق، ورده عارفا به، كعاند معاندة، فهو عنيد وعاند، والعنود والعنيد: بمعنى فاعل أو مفاعل، والعنود بالضم: الجور والميل عن الحق.وكان كفر أبي طالب معاندة، لانه عرف الحق وأقر وأنف أن يقال: تبع ابن أخيه، فصار بذكل كافرا. وأعند في قيئه، إذا أتبع بعضه بعضا، وذلك إذا غلب عليه، وكثر خروجه، وهو مجاز، ويقال: استعنده القيء أيضا كما سيأتي. والعاند: البعير الذي يحور عن الطريق، ويعدل عن القصد. وناقة عنود: لا تخألط الإبل، تباعد عنهن فترعى ناحية أبدا، والجمع: عند، وناقة عاند وعاندة، وج أي جمعها جميعا عواند، وعند كركع قالك
إذا رحلت فاجعلوني وسطا
إني كبير لا أطيق العنـدا
صفحة : 2141
جمع بين الطاء والدال، وهو إكفاء. وفي حديث عمر يذكر سيرته، يصف نفسه بالسياسة، فقال: إني أنهر الفوت وأضم العنود، وألحق القطوف، وأزجر العروض. قال ابن الاثير: العنود من الغبل: الذي لا يخالطها ولا يزال منفردا عنها، وأراد من خرج عن الجماعة أعدته إليها، وعطفته عليها. وقال ابن الأعرابي وأبو نصر: هي التي تكون في طائفة الإبل، أي في ناحيتها. وقال القيسي: العنود من الإبل: التي تعاند الإبل فتعارضها. قال: فإذا قادتهن قدما أمامهن فتلك السلوف. وفي المحكم: العنود من الدواب: المتقدمة في السير، وكذلك هي من حمر الوحش، وناقة عنود: تنكب الطريق من نشاطها وقوتها. و الجمع: عند وعند، قال ابن سيده: وعندي أن عندا لي جمع عنود، لأن فعولا لا يكسر على فعل، وإنما هي جمع عاند. وإياه تبع المصنف، على عادته. والمعاندة: المفارقة والمجانبة، وقد عانده، إذا جانبه، وهو من عند الرجل أصحابه يعند عنودا، إذا ما تركهم واجتاز عليهم وعند عنهم، إذا ما تركهم في سفر، وأخذ في غير طريقهم، أو تخلف عنهم. قال ابن شميل، والعنود كأنه الخلاف والتباعد والترك ?، لو رأيت رجلا بالبصرة من الحجاز لقلت: شد ما عندت عن قومك، أي تباعدت عنهم، والمعاندة: المعارضة بالخلاف لا بالوفاق، وهذا الذي يعرفه العوام. وفي التهذيب: عاند فلان فلانا: فعل مثل فعله، يقال: فلان يعاند فلانا، أي يفعل مثل فعله، وهو يعارضه ويباريه، وقال: والعامة يفسرونه: يعانده: يفعل خلاف فعله. قالك ولا أعرف ذلك ولا أثبته. كالعناد. وفي اللسان: وقد يكون العناد معارضة لغير الخلاف، كما قال الأصمعي، واستخرجه من عند الحبارى، وجعله اسما من عاند الحبارى فرخه، إذا عارضه في الطيران أول ما ينهض، كأنه يعلمه الطيران، شفقة عليه. وعاند البعير خطامه: عارضه، معاندة وعنادا. والمعاندة في الشيء: الملازمة فهو ضد مع معنى المفارقة، ولم ينبه عليه المصنف. وعند مثلثة الأول، صرح به جماهير أهل اللغة، وفي المغنى: وبالكسر أكثر، وفي المصباح: هي اللغة الفصحى. وفي التسهيل: وربما فتحت عينها أو ضمت. ومعناها حضور الشيء ودنوه، وهي ظرف في المكان والزمان بحسب ما تضاف إليه، فإن أضيفت إلى المكان كانت ظرف مكان:، كعند البيت، وعند الدار ونحوه، وإن أضيفت إلى الزمان فكذلك، نحو: عند الصبح، وعند الفجر، وعند الغروب، ونحو ذلك غير متمكن ?، ومثله في الصحاح. وفي اصطلاح النحاة: غير متصرف، أي لازم للظرفية، لا يخرج عنها أصلا. ويدخله من حروف الجر من وحدها، كما أدخلوها على لدن، قال تعالى: رحمة من عندنا وقال تعالى: من لدنا . قال شيخنا: وجره بمن من قبيل الظرفية، فلا يرد، كما صرحوا به، أي إنما يجر بمن خاصة. وفي التهذيب: هي بلغاتها الثلاث أقصى نهايات القرب، ولذلك لم تصغر، وهو ظرف مبهم، ولذلك لم يتمكن إلا في موضع واحد، وهو أن يقال لشيء بلا علم: هذا عندي كذا وكذا، فيقال أولك عند. قال شيخنا: فعند مبتدأ، ولك، خبره، واستعمل غير ظرف، لأنه قصد لفظه، أي هل لك عند تضيفه إليك، نظير قول الآخر:
ومن أنتم حتى يكون لكم عند وقول الآخر:
كل عند لك عـنـدي لا يساوي نصف عند
صفحة : 2142
فهذا كله قصد الحكم على لفظه دون معناه. وقال الأزهري: زعموا أنه في هذا الموضع يراد به القلب وما فيه المعقول واللب قال: وهذا غير قوي. قلت: وحكآ ثعلب عن الفراء: قالوا: أنت عندي ذاهب، أي في ظني. وقال الليث: وهو في التقريب شبه اللزق، ولا يكاد يجيء في الكلام إلا منصوبا، لأنه لا يكون إلا صفة معمولا فيها، أو مضمرا فيها فعل، إلا في قولهم: أو لك عند. كما تقدم. وقد يغرى بها، أي حالة كونها مضافة لا وحدها، كما فهمه غير واحد من ظاهر عبارة المصنف، لأن الموضوع للإغراء هو مجموع المضاف والمضاف إليه. صرح به شيخنا. ويدل لذلك قوله: عندك زيدا، أي خذه، وقال سيبويه: وقالوا: عندك، تحذره شيئا بين يديه، أو تأمره أن يتقدم، وهو من أسماء الفعل لا يتعدى. وقال الفراء: العرب تأمر من الصفات بعليك، وع،دك، ودونك، وإليك، يقولون: إليك إليك عني، كما يقولون: وراءك وراءك، فهذه الحروف كثيرة. وزعم الكسائي أنه سمع، بينكما البعير فخذاه. فنصب البعير. وأجاز ذلك في كل الصفات التي تفرد، ولم يجزه في اللام، ولا الباء، ولا الكاف، وسمع الكسائي العرب تقول: كما أنت وزيدا، ومكانك ووزيدا. قال الأزهري: وسمعت بعض بني سليم يقول: كما أنتني، يقول: انتظرني في مكانك. قال شيخنا: وبقي عليهم أنهم استعملوا عند في مجرد الحكم من غير نظر لظرفية أو غيرها، كقولهم عندي مال، اما هو بحضرتك، ولما غاب عنك، ضمن معنى الملك والسلطان على الشيء، ومن هنا استعمل في المعاني، فيقال: عنده خير، وما عنده شر، لأن المعاني ليس لها جهات. ومنه فإن أتممت عشرا فمن عندك أي من فضلك. ويكون بمعنى الحكم، يقال: هذا عندي أفضل من هذا، أي في حكم. وأصله في درة الغواص للحريري. ولا تقل: مضى إلى عنده، ولا إلى لدنه وهكذا في الصحاح. وفي درة الغواص: قولهم: ذهبت إلى عنده لحن لا يجوز استعماله، ونسبه للعامة وفرق الدماميني بينها وبين لدن، من وجوه ستة، ورد ما زعمه المعري من اتحادهما، ومحل بسطه المطولات. والعند مثلثة: الناحية. وبالتحريك: الجانب، وقد عاند فلان فلانا، إذا جانبه، ودم عاند: يسيل جانبا. وبه فسر قول الراجز:
حب الحبارى ويزف عنده وقال ثعلب المراد بالجانب هنا الاعتراض. والمعنى يعلمه الطيران، كما يعلم العصفور ولده، وأنشد:
وكل خنزير يحب ولده
حب الحبارى ... الخ ومن المجاز: سحابة عنود، كصبور: كثيرة المطر لا تكاد تقلع، وجمعه: عند، قال الراعي:
باتت إلى دفء أرطاة مباشرة دعصا أرذ عليه فرق عنـد نقله الصاغاني. وقدح عنود، وهو الذي يخرج فائزا على غير جهة سائر القداح، نقله الصاغاني. وأعنده الرجل: عارضه بالوفاق، نقله الصاغاني وبالخلاف، ضد. وقال الأزهري: المعاند هو المعارض بالخلاف، لا بالوفاق، وهذا الذي يعرفه العوام. وقد يكون العنادمعارضة لغير الخلاف. وقد تقدم. قلت: فإذا كانت عامة فلا يظهر للضدية كبير معنى، أشار له شيخنا، رحمه الله تعالى. والعندأوة بالكسر، والهمز، قد مر ذكره في باب الهمز، قال أبو زيد: يقال: إن تحت طريقتك لعندأوة أي تحت سكونك لنزوة وطماحا. ومنها من جعل الهمزة زائدة، فذكرها هنا، ومنهم من قال بأصالة الواو فذكرها في المعتل، فوزنه فنعلوة أو فعللوة. ويقال مالي عنه عندد وعندد كجندب وقنفذ. وكذا: ما لي عنه احتيال أي بد، قال:
صفحة : 2143
لقد ظعن الحي الجميع فأصعدوا نعم ليس عما يفعل الله عنـدد وإنما لم يقض عليها أنها فنعل لأن التكرير إذا وقع، وجب القضاء بالزيادة، إلا أن يجيء ثبت. وإنما قضي على النون هاهنا أنها أصل، لأنها ثانية، والنون لا تزاد ثانية إلا بثبت وقال اللحياني: ما لي عن ذاك عندد وعندد، أي محيص. وفي المحكم: ما لي إليه معلندد، سبيل، وما وجدت إلى كذا معلنددا، أي سبيلا. وقال الحياني مرة: ما وجدت إلى ذلك عنددا وعنددا، أي سبيلا. ولا ثبت هنا. وفي اللسان، مادة: علند: ويقال: ما لي عنه معلندد، أي ليس دونه مناخ ولا مقيل إلا القصد نحوه والمعلندد: البلد لا ماء بها ولا مرعى، قال الشاعر:
كم دون مهدية من معلندد وذكره أئمة اللغة مفرقا في: علد، وعلند، وعند.
ومن المجاز: استعنده القيء، وكذا الدم، إذا غلب وكثر خروجه، كعنده. واستعند البعير، وكذا الفرس: غلبا على الزمام والرسن وعارضا وأبيا الانقياد فجراه. نقله الصاغاني. واستعند عصاه: ضرب بها في الناس، نقله الصاغاني. واستعند الذكر: زنى به فيهم، ونص التكملة: واستعند ذكره: زنى في الناس. واستعند السقاء: اختنثه، أي أماله، فشرب من فيه، أي من فمه. واستعند فلانا من بين القوم قصده. والعندد كجندب: الحيلة والمحيص، يقال: ما لي عنه عندد والعندد أيضا: القديم. وسموا عنادا وعنادة، كسحاب وسحابة، وكتاب وكتابة. وعندة، بفتح فسكون: اسم امرأة من بني مهرة بن حيدان، وهي أم علقمة بن سلمة بن مالك بن الحارث بن معاوية الأكرمين، وهو ابن عندة، ولقبه الزوير. والعويند، كدريهم: ة لبني خديج. والعويند: ماء لبني عمرو بن كلاب، وماء آخر لبني نمير.
ومما يستدرك عليه: تعأند الخصمان: تجادلا. وعاندة الطريق: ما عدل عنه فعند، أنشد ابن الأعرابي:
فإنك والبكا بعد ابن عمرو لكالساري بعاندة الطريق يقول رزئت عظيما، فبكاؤك على هالك بعده ضلال، أي لا ينبغي لك أن تبكي على أحد بعده. والعند، محركة: الاعتراض. وعقبة عنود: صعبة المرتقى. والعاند: المائل. وعاند: واد، قبل السقيا بميل. وعاندان: واديان معروفان، قال:
شبت بأعلى عاندين من إضم وعاندون وعاندين: اسم واد أيضا، والنصب وفي الخفض: عاندين، حكاه كراع، ومثله بقاصرين، وخانقين، وماردين، وما كسين، وناعتين. وكل هذه أسماء مواضع، وقول سالم بن قحفان:
يتبعن ورقاء كلون العوهق
لاحقة الرجل عنود المرفق
يعني بعيدة المرفق من الزور. وطعن عند، ككتف، إذا كان يمنة ويسرة. وقال أبو عمرو: أخف الطعن الولق، والعاند مثله. وعلباء بن قيس بن عاندة بن مالك بن بكر، جاهلي،
ع - ن - ق - د
عنقود بالضم، أهمله الجوهري هنا، وهو علم ثور قال:
يا رب سلم قصبات عنقود وأما عنقود العنب فقد مر ذكره في ع ق د ومن لغاتها: العنقاد، قال:
إذ لمتي سوداء كالعنقاد
كلمة كانت على مصاد
قال شيخنا أطلقه، كما أطلق في عنقود العنب فيما مر فأوهم الفتح، بناء على أصالة النون، ولا قائل به، بل لا يعرف فيه إلا الضم ونونه صرح الجماهير بأنها زائدة، هنا وهناك، فإفراده بترجمة وتمييزها بالحمرة بناء على أنه من التراجم الزائدة على الصحاح، من العجائب الداعية للافتضاح.
ع - ن - ك - د
صفحة : 2144
العنكد، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو الصلب، والأحمق.
ومما يستدرك عليه: العنكد: ضرب من السمك البحري، كما في اللسان، وغيره.
ع - و - د
العود: الرجوع، كالعودة، عاد إليه يعود عودة وعودا: رجع. وقالوا: عاد إلى الشيء وعاد له وعاد فيه، بمعنى. وبعضهم فرق بين استعماله بفي وغيرها. قاله شيخنا. وفي المثل: العود أحمد وأنشد الجوهري لمالك بن نويرة:
جزينا بني شيبن أمس بقرضهم وجئنا بمثل البدء والعود أحمد قال ابن بري صواب إنشاده: وعدنا بمثل البدء. قال: وكذلك هو في شعره، ألا ترى إلى قوله في آخر البيت: والعود أحمد. وقد عاد له بعد ما كان أعرض. قال الأزهري قال بعضهم: العود تثنية الأمر عودا بعد بدء، يقال: بدأ ثم عاد، والعودة عودة مرة واحدة. قال شيخنا: وحقق الراغب والزمخشري، وغير واحد من أهل تحقيقات الألفاظ، أنه يطلق العود، ويراد به الابتداء، في نحو قوله تعالى: أولتعودن في ملتنا أي لتدخلن وقوله إن عدنا في ملتكم أي دخلنا. وأشار إليه الجار بردى، وغيره، وأنشدوا قول الشاعر:
وعاد الرأس مني كالثغام قال: ويحتمل أنه يراد من العود هنا الصيرورة، كما صرح به في المصباح، وأشار إليه ابن مالك وغيره من النحاة، استدلوا بقوله تعالى: ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه قيل: أي صاروا، كما للفيومي وشيخه أبي حيان. قلت: ومنه حديث معاذ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعدت فتانا يا معاذ ، أي صرت. ومنه حديث خزيمة. عاد لها النقاد مجرنثما ، أي صار. وفي حديث كعب وددت أن هذا اللبن يعود قطرانا أي يصير. فقيل له: لم ذلك: قال: تتبعت قريش أذناب الإبل، وتركوا الجماعات . وسيأتي. وتقول عاد الشيء يعود عودا، مثل المعاد، وهو مصدر ميمي، ومنه قولهم: اللهم ارزقنا إلى البيت معادا وعودة. والعود: الصرف، يقال: عادني أن أجيئك، أي صرفني، مقلوب من عداني، حكاه يعقوب. والعود: الرد، يقال: عاد، إذا رد ونقض لما فعل. والعود: زيارة المريض، كالعياد والعيادة، بكسرهما. والعوادة، بالضم وهذه عن اللحياني. وقد عاده يعوده: زاره، قال أبو ذؤيب:
ألا ليت شعري هل تنظر خـالـد عيادى على الهجران أم هو يائس قال ابن جني: وقد يجوز أن يكون أراد عيادتي، فحذف الهاء لأجل الإضافة. وقال اللحياني: العوادة من عيادة المريض، لم يزد على ذلك. وذكر شيخنا هنا قول السراج الوراق، وهو في غاية من اللطف:
مرضت، لله قـومـا ما فيهم من جفانـي
عادوا وعادوا وعادوا على اختلاف المعاني
صفحة : 2145
والعود جمع العائد استعمل اسم جمع، كصاحب وصحب، كالعواد. قال الفراء: يقال هؤلاء عود فلان وعواده، مثل زوره وزواره، وهم الذين يعودونه إذا اعتل. وفي حديث فاطمة بنت قيس فإنها امرأة يكثر عوادها، أي زوارها، وكل من أتاك مرة بعد أخرى فهو عائد، وإن اشتهر ذلك في عيادة المريض، حتى صار كأنه مختص به. وأما العود فالصحيح أنه جمع للإناث، يقال: نسوة عوائد وعود، وهن اللاتي يعدن المريض، الواحدة: عائدة. كذا في اللسان والمصباح. والمريض: معوود معوود، الأخيرة شاذة وهي تميمية. والعود: انتياب الشيء، كالاعتياد يقال: عادني الشيء عودا واعتادني: انتابني، واعتادني هم وحزن. قال الأزهري: والاعتياد في معنى التعود، وهو من العادة، يقال: عودته فاعتاد وتعود. والعود ثاني البدء قال:
بدأتم فأحسنتم فأثنيت جاهدافإن عدتم أثنيت والعود أحمد كالعياد بالكسر، وقد عاد إليه، وعليه، عودا وعيادا، وأعاده هو، والله يبدئ الخلق ثم يعيده، من ذلك. والعود: المسن من الإبل والشاء، وفي حديث حسان قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود، وهو الجمل الكبير المسن المدرب، فشبه نفسه به. وفي الحديث: أنه عليه السلام دخل على جابر بن عبد الله منزله، قال: فعمدت إلى عنز لي لأذبحهأ فثغت، فقال عليه السلام: يا جابر، لا تقطع درا ولا نسلا. فقلت: يا رسول الله إنما هي عودة علفناها البلح، والرطب فسمنت حكاه الهروي، في الغريبين. قال ابن الأثير: وعود البعيرو الشاة، إذا أسنا، وبعير عود، وشاة عودة، وفي اللسان: العود: الجمل المسن وفيه بقية. وقال الجوهري: هو الذي جاوز في السن البازل والمخلف. وفي المثل: إن جرجر العود فزده وقرا ج عيدة، كعنبة، وهو جمع العود من الإبل. كذا في النوادر، قال الصاغاني: وهو جمع نادر، وعودة، كفيلة، فيهما، قال الأزهري: ويقال في لغة: عيدة، وهي قبيحة. قال الأزهري: وقد عود البعير تعويدا، إذا مضت له ثلاث سنين بعد بزوله أو أربع، قال: ولا يقال للناقة عودة، ولا عودت. وقال في محل آخر من كتابه: ولا يقال عود، لبعير أو شاة، ويقال للشاة: عودة، ولا يقال للنعجة: عودة. قال وناقة معود. وقال الأصمعي: جمل عود، وناقة عودة، وناقتان عودتان، ثم عود في جمع العودة، مثل هرة وهرر، وعود وعودة مثل هر وهررة. والعودك الطريق القديم العادي، قال بشير بن النكث:
عود على عود لأقوام أول
يموت بالترك ويحيا بالعمل يريد بالعود الأول: الجمل المسن، وبالثاني: الطريق، أي على طريق قديم، وهكذا الطريق يموت إذا ترك ويحيا إذا سلك. ومن المجاز: العود اسم فرس أبي بن خلف، واسم فرس أبي ربيعة بن ذهل. قال الأزهري: عود البعير ولا يقال للناقة: عودة. وسمعت بعض العرب يقول لفرس له أنثى: عودة.
ومن المجاز: العود القديم من السودد قال الطرماح:
هل المجد إلا السودد العود والندىورأب الثأى والصبر عند المواطن وفي الأساس: ويقال: له الكرم العد، والسؤدد العود. والعود، بالضم: الخشب، وقال الليث: هو كل خشبة دقت وقيل: العود خشبة كل شجرة، دق أو غلظ، وقيل: هو ما جرى فيه الماء من الشجر، وهو يكون للرطب واليابس. ج: عيدان وأعواد، قال الأعشى:
فجروا على ما عودوا ولكل عيدان عصاره
صفحة : 2146
والعود أيضا: آلة من المعازف، ذو الأوتار، مشهورة وضاربها: عواد، أوهو متخذ العيدان. والعود الذي للبخور، وفي الحديث: عليكم بالعود الهندي ، وقيل هو القسط البحري. وفي اللسان: العود: الخشبة المطراة يدخن بها، ويستجمر بها، غلب عليها الاسم لكرمه. ومما اتفق لفظه واختلف معناه فلم يكن إيطاء، قول بعض المولدين:
يا طيب لـذة أيأم لـنـا سـلـفـت وحسن بهجة أيام الـصـبـاعـودي
أيام أسحب ذيلا فـي مـفـارقـهـا إذا ترنم صوت الـنـاي والـعـود
وقهوة من سـلاف الـدن صـافـية كالمسك والعنبر الهنـدي والـعـود
تستل روحك في بر وفـي لـطـف إذا جرت منك مجرى الماء في العود
كذا في المحكم. والعود أيضا: العظم في أصل اللسان، وقال شمر في قول الفرزدق يمدح هشام بن عبد الملك:
ومن ورث العودين والخاتم الـذي له الملك والأرض الفضاء رحيبها قال: العودان: منبر النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه، وقد ورد ذكر العودين وفسرا بذلك. وأم العود،: القبة، وهي الفحث، والجمع: أمهات العود. وعاد كذا: فعل بمنزلة صار، وقل ساعدة بن جؤية:
فقام ترعد كفـاه بـمـيبـلة قد عاد رهبا رذيا طائش القدم لا يكون عاد هنا إلا بمعنى صار، وليس يريد أنه عاود حالا كان عليها قبل، وقد جاء عنهم هذا مجيئا واسعا، أنشد أبو علي للعجاج:
وقصبا حني حتى كادا
يعود بعد أعظم أعوادا
أي يصير. وعاد: قبيلة، وهم قوم هود، عليه السلام، قل ابن سيده: قضينا على ألفها أنها واو للكثرة، أنه ليس في الكلام: ع ي د. وأم عيد وأعياد فبدل لازم، وأنشد سيبويه:
تمد عليه من يمين وأشمـل بحور له من عهد عاد وتبعا ويمنع من الصرف. قال الليث وعاد الأولى هم: عاد بن عاديا ابن سام بن نوح، الذين أهلكهم الله، قال زهير:
وأهلك لقمان بن عاد وعاديا وأما عاد الاخيرة فهم بنو تميم، ينزلون رمال عالج، عصوا الله فمسخو نسناسا، لكل إنسان منهم يد ورجل من شق. وفي كتب الأنساب عاد هو ابن إرم بن سام بن نوح، كان يعبد القمر. ويقال: إنه رأى من صلبه وأولاد أولاد أولاده أربعة آلاف، وإنه نكح ألف جارية، وكانت بلادهم إرم المذكورة في القرآن، وهي من عمأن إلى حضرموت. ومن أولاده شداد بن عاد، صاحب المدينة المذكورة. وبئر عادية، والعادي: الشيء القديم نسب إلى عاد، قال كثير:
وما سال واد من تهامة طيب به قلـب عـادية وكـرار وفي الأساس: مجد عادي وبئر عادي: قديمان. وفي المصباح: يقال للملك القديم: عادي، كأنه نسبة لعاد، لتقدمه، وعادي الأرض: ما تقادم ملكه. والعرب تنسب البنائ الوثيق، والبئر المحكمة الطي، الكثيرة الماء إلى عاد. وما أدري أي عاد هو غير مصروف، أي أي خلق هو. والعيد، بالكسر: ما اعتادك من هم أو مرض أو حزن ونحوه من نوب وشوق، قال الشاعر:
والقلب يعتاده من حبها عيد وقال يزيد بن الحكم الثقفي، يمدح سليمان بن عبد الملك:
أمسى بأسماء هذا القلب معمودا إذا أقول صحأ يعتـاده عـيدا وقال تأبط شرا:
يا عيد مالك من شـوق وإيراق ومر طيف على الأهوال طراق
صفحة : 2147
قال ابن الأنباري، في قوله: يا عيد مالك: العيد: ما يعتاده من الحزن والشوق. وقوله: مالك من شوق، أي ما أعظمك من شوق، ويروى: يا هيد مالك. ومعنى يا هيد مالك: ما حالك ما شأنك. أراد يا أيها المعتادي مالك من شوق، كقولك: مالك من فارس، وأنت تتعجب من فروسيته وتمدحه، ومنه: قاتله الله من شاعر. والعيد: كل يوم فيه جمع، واشتقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، وقيل: اشتقاقه من العادة، لأنهم اعتادوه، والجمع: أعياد، لزم البدل، ولو لم يلزم لقيل أعواد، كريح وأرواح، لأنه من عاد يعود. وعيدوا إذا شهدوه أي العيد، قال العجاج، يصف ثورا وحشيا:
واعتاد أرباضا لها آري
كما يعود العيد نصراني
فجعل العيد من عاد يعود. قال: وتحولت الواو في العيد ياء لكسرة العين. وتصغير عيد: عييد، تركوه على التغيير، كما أنهم جمعوه أعيادا، ولم يقولوا أعوادا. قال الأزهري: والعيد عند العرب: الوقت الذي يعود فيه الفرح والحزن. وكان في الأصل: العود، فلما سكنت الواو، وانكسر ما قبلها صارت ياء وقال قلبت الواو ياء ليفرقوا بين الاسم الحقيقي، وبين المصدري. قال الجوهري: إنمأ جمع أعياد بالياء، للزمها في الواحد. ويقال للفرق بينه وبين أعواد الخشب. وقال ابن الأعرابي: سمي العيد عيدا، لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد. والعيد: شجر جبلي ينبت عيدانا، نحو الذراع، أغبر لا ورق له ولا نور، كثير اللحاء والعقد، يضمد بلحائه الجرح الطري فيلتئم. وعيد: اسم فحل م، أي معروف، منجب كأنه، ضرب في الإبل مرات، ومنه النجائب العيدية، قال ابن سيده: وهذا ليس بقوي. وأنشد الجوهري لرذاذ الكلبي:
ظلت تجوب بها البلدان ناجية عيدية أرهنت فيها الدنانـير وقال: هي نوق من كرام النجائب، منسوبة إلى فحل منحب، أو نسبة إلى العيدي ابن الندغي، محركة، ابن مهرة بن حيدان وعليه اقتصر صاحب الكفاية، أو إلى عاد بن عاد، أو إلى عادي بن عاد، إلا أنه على هذين الأخيرين نسب شاذ، أو إلى بني عيد بن الآمري، كعامري. قال شيخنا: ولا يعرف لهم عجل، كما قالوه. وفي اللسان: قال شمر: والعيدية: ضرب من الغنم، وهي الأنثى من البرقان، قال: والذكر خروف، فلا يزال اسمه حتى يعق عقيقته. قال الأزهري: لا أعرف العيدية في الغنم، وأعرف جنسا من الإبل العقيلية، يقال لها: العيدية، قال: ولا أدري إلى أي شيء نسبت. وفي الصحاح: العيدان، بالفتح: الطوال من النخل، واحدته عيدانة، بهاء، هذا إن كان فعلان فهو من هذا الباب، وإن كان فيعالا فهو من باب النون. وسيذكر في موضعه. وحكآ الأزهري عن الأصمعي: العيدانة: النخلة الطويلة، والجمع العيدان قال لبيسد:
وأنيض العيدان والجبار قال أبو عدنان: يقال: عيدنت النخلة، إذا صارت عيدانة، وقال المسيب بن علس:
والأدم كالعيدان آزرهـا تحت الأشاء مكمم جعل قال الأزهري: من جعل العيدان فيعالا جعل النون أصلية، ولاياء زائدة ودليله على ذلك قولهم: عيدنت النخلة. ومن جعله فعلان مثل: سيحان، من ساح يسيح، جعلها أصلية، والنون زائدة، قال الأصمعي: العيدانة: شجرة صلبة قديمة، لها عروق نافذة إلى الماء، قال: ومنه هيمان وعيلان، وأنشد:
تجاوبن في عيدانة مـرجـحـنة من السدر رواها المصيف مسيل
صفحة : 2148
وقال:
بواسق النخل أبكارا وعيدانا ومنها كان قدح يبول فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالليل، كما رواه أهل الحديث، وهو في سنن الإمام أبي داوود، وضبطوه بالفتح، ومنهم من يرجح الكسر. وعيدان، ع، من العود، كريحان من الروح وعيدان: علم، وهو عيدان بن حجر بن ذي رعين، جاهلي، واسمه: جيشان، وابن أخيه عبد كلال هو الذي بعثه تبع على مقدمته إلى طسم وجديس، ونقل ابن ماكولا، عن خط ابن سعيد، بالغين المعجمة. وأبو بكر محمد بن علي بن عيدان، العيداني الأهوازي، سمع الحاكم. وفي المحكم: المعاد: الآخرة. والمعاد: الحج، وقيل: المعاد: مكة زيدت شرفا، عدة للنبي صلى الله عليه وسلم أن يفتحهاله. وقالت طائفة، وعليه العمل إلى معاد أي إلى الجنة. وفي الحديث: وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي . أي ما يعود إليه يوم القيامة. وبكليهما فسر قوله تعالى: إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد وقال الفراء: إلى معاد حيث ولدت. وقال ثعلب: معناه: يردك إلى وطنك وبلدك. وذكروا أن جبريل قال: يا محمد: اشتقت إلى مولدك ووطنك? قال: نعم. فقال له: إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد . قال: والمعاد هنا: إلى عادتك، حيث ولدت، وليس من العود. وقال مجاهد: يحييه يوم البعث. وقال ابن عباس: أي إلى معدنك من الجنة. وأكثر التفسير في قوله: لرادك إلى معاد لباعثك، وعلى هذا كلام الناس: اذكر المعاد، أي اذكر مبعثك في الآخرة. قاله الزجاج. وقال بعضهم: إلى أصلك من بني هاشم. والمعاد: المرجع والمصير وفي حديث علي: والحكم الله والمعود إليه يوم القيامة أي المعاد. قال ابن الأثير: هكذا جاء المعود على الأصل، وهو مفعل من عاد يعود، ومن حق أمثاله أن يقلب واوه ألفا كالمقام والمراح، ولكنه استعمله على الأصل، تقول عاد الشيء يعود عودا ومعادا، أي رجع. وقد يرد بمعنى صار، كما تقدم. وحكآ بعضهم رجع عودا على بدء من غير إضافة. والذي قاله سيبويه: تقول رجع عوده على بدئه، أي أنمه لم يقطع ذهابه حتى وصله برجوعه إنما أردت أنه رجع في حافرته، أي نقض مجيئه برجوعه، وقد يكون أن يقطع مجيئه، ثم يرجع فيقول: رجعت عودي على بدئي، أي رجعت كما جئت، فالمجيء موصول به الرجوع فهو بدء، والرجوع عود. انتهى كلام سيبويه.
صفحة : 2149
قلت: وقد مر إيماء إلى ذلك في باب الهمزة. ولك العود والعوادة بالضم، والعودة، كل هذه الثلاثة عن اللحياني، أي لك أن تعود في هذا الأمر. والعائدة: المعروف، والصلة، والعطف، والم،فعة يعاد به على الإنسان، قاله ابن سيده. وقال غيره: العائدة: اسم ما عاد به عليك المفضل من صلة، أو فضل، وجمعه: العوائد. وفي المصباح: عاد فلان بمعروفه عودا، كقال، أي أفضل. وقال الليث: تقول هذا الأمر أعود عليك، أي أرفق بك من غيره وأنفع، لأنه يعود عليك برفق ويسر. والعوادة بالضم: ما أعيد على الرجل من طعام يخص به بعد ما يفرغ القوم: قال الأزهري إذا حذفت الهاء قلت. عواد، كما قالوا أكم ولماظ وقضام. وقال الجوهري: والعواد، بالضم: ما أعيد من الطعام بعد ما أكل منه مرة، ويقال: عود، إذا أكله، نقله الصاغاني. والعادة: الديدن يعاد إليه، معروفة، وهو نص عبارة المحكم. وفي المصباح: سميت بذلك لأن صاحبها يعاودها، أي يرجع إليها، مرة بعد أخرى. ج عاد، بغير هاء، فهو اسم جنس جمعي. وقالوا: عادات، وهو جمع المؤنث السالم. وعيد بالكسر، الأخيرة عن كراع، وليس بقوي إنما العيد: ما عاد إليك من الشوق والمرض ونحوه، كذا في اللسان. ولا وجه لإنكار شيخنا له. ومن جموع العادة: عوائد، ذكره في المصباح وغيره، وهو نظير حوائج، في جمع حاجة، نقله شيخنا. قلت: الذي صرح به الزمخشري وغيره أن العوائد جمع عائدة لا عادة، وقال جماعة: العادة تكرير الشيء دائما أو غالبا على نهج واحد بلا علاقة عقلية. وقيل: ما يستقر في النفوس من الأمور المتكررة المعقولة عند الطباع السليمة. ونقل شيخنا عن جماعة أن العادة والعرف بمعنى، وقال قوم: وقد تختص العادة بالأفعال، والعرف بالأقوال، كما أشار إليه في التلويح أثناء الكلام على مسألة: لا بد للمجاز من قرينة. وتعوده، وعاده، وعأوده معاودة وعوادا، بالكسر، واعتتاده، وأعاده، واستعاده، كل ذلك بمعنى: جعله من عادته، وفي اللسان: أي صار عادة له، أنشد ابن الأعرابي:
لم تزل تلك عادة الله عندي والفتى آلف لما يستعـيد وقال:
تعود صالح الأخـلاق إنـي رأيت المرء يألف ما استعادا وقال أبو كبير الهذلي، يصف الذئاب:
إلا عواسل كالمراط معيدة بالليل مورد أيم متغضف
صفحة : 2150
أي وردت مرات، فليس تنكر الورود. وفي الحديث: تعودوا الخير فإن الخير عادة، والشر لجاجة . أي دربة، وهو أن يعود نفسه عليه حتى يصير سجية له. وعوده إياه جعله يعتاده، وفي المصباح: عودته كذا فاعتاده، أي صيرته له عادة. وفي اللسان: عود كلبه الصيد فتعوده. والمعاود: المواظب، وهو منه، قال الليث: يقال للرجل المواظب على أمر: معاود. ويقال: عاود فلان ما كان فيه، فهو معاود وعاودته الحمى، وعأوده بالمسألة، أي سأله مرة بعد أخرى. وفي الأساس: ويقال للماهر في عمله: معاود. والمعاودة: الرجوع إلى الأمر الأول، ويقال للشجاع: البطل المعاود، لأنه لا يمل المراس. وفي كلام بعضهم: الزموا تقى الله، واستعيدوها، أي تعودوها. واستعاده الشيء فأعاده، إذا سأله أن يفعله ثانيا واستعاده، إذا سأله أن يعود. وأعاده إلى مكانه، إذا رجعه. وأعاد الكلام: كرره، قال شيخنا هو المشهور عند الجمهور. ووقع في فروق أبي هلال العسكري أن التكرار يقع على إعادة الشيء مرة، وعلى إعادته مرات، والإعادة للمرة الواحدة، فكررت كذا، يحتمل مرة أو أكثر، بخلاف أعدت، فلا يقال أعاده مرات، إلا من العامة. ولامعيد:المطيق للشيء يعاوده، قال:
لا يستطيع جره الغوامض
إلا المعيدات به النواهض
وحكى الأزهري في تفسيره قال: يعني النوق التي استعادت للنهض بالدلو، ويقال: هو معيد لهذا الشيء أي مطيق له، لأنه قد اعتاده. وأما قول الأخطل:
يشول ابن اللبون إذا رآنـي ويخشاني الضواضية المعيد قال: أصل المعيد الجمل الذي ليس بعياء وهو الذي لا يضرب حتى يخلط له، والمعيد: الذي لا يحتاج إلى ذلك. قال ابن سيده: والمعيد الفحل الذي قد ضرب في الإبل مرات، كأنه أعاد ذلك مرة بعد أخرى. والمعيد: الأسد لإعادته إلى الفريسة مرة بعد أخرى. وقال شمر: المعيد من الرجال: العالم بالأمور الذي ليس بغمر، وأنشد:
كما يتبع العود المعيد السلائب وقال أيضا: المعيد هو الحاذق المجرب، قال كثير:
عود المعيد إلى الرجأ قذفت به في اللج داوية المكان جمـوم والمتعيد. الظلوم، قال شمر، وأنشد ابن الأعرابي لطرفة:
فقال ألاماذا ترون لشارب شديد علينا سخطه متعيد أي ظلوم، كأنه قلب متعد. وقال ربيعة بن مقروم: يرى المتعيدون علي ذوني أسود خفية الغلب الرقابا وقال ربيعة بن مقروم أيضا:
وأرسى أصلها عز أبي على الجهال والمتعيدينا قال: المتعيد: الغضبان، وقال أبو عبد الرحمن: المتعيد: المتجني، في بيت ربيعة. والمتعيد: الذي يوعد، أي يتعيد عليه بوعده، نقله شمر عن غير ابن الأعرابي. وذو الأعواد: الذي قرعت له العصا: غوي بن سلامة الأسيدي أو هو ربيعة بن مخاشن الأسيدي، نقلهما الصاغاني. أوهو سلامة بن غوي، على اختلاف في ذلك. قيل: كان له خرج على مضر يؤدونه إليه كل عام، فشاخ حتى كان يحمل على سرير يطاف به في مياه العرب فيجبيها. وفي اللسان: قيل: هو رجل أسن فكان يحمل على محفة من عود، أو هو جد لأكثم بن صيفي المختلف في صحبته، وهو من بني أسيد بن عمرو ابن تميم، وكان من أعز أهل زمانه فاتخذت له قبة على سرير، ولم يكن يأتي سريره خائف إلا أمن، ولا ذليل إلا عز، ولا جائع إلا شبع وهو قول أبي عبيدة، وبه فسر قول الأسود بن يعفر النهشلي:
صفحة : 2151
ولقد علمت سوى الذي نبأتني أن السبيل سبيل ذي الأعواد يقول: لون أغفل الموت أحدا لأغفل ذا الأعواد، وأنا ميت إذ مات مثله. وعادياء: رجل،وهو جد السموأل بن جيار المضروب به المثل في الوفاء، قال النمر ابن تولب:
هلا سألت بعأدياء وبـيتـه والخل والخمر الذي لم يمنع واختلف في وزنه، قال الجوهري: وإن كان تقديره فاعلاء فهو من باب المعتل، يذكر في موضعه، وجران العود: شاعر عقيلي، سمي بقوله:
فإن جران العود قد كاد يصلح أو لقوله:
عمدت لعود فالتحيت جرانه كما في المزهر. واختلف في اسمه، فقل المستورد، وقيل غير ذلك. والصحيح أن اسمه عامر بن الحارث. وعواد، كقطام، بمعنى عد، ومثله في اللسان بنزال وتراك. ويقال تعأودوا في الحرب وغيرها، إذا عاد كل فريق إلى صاحبه. ويقال أيضا: عد إلينا فلك عندنا عواد حسن، مثلثة العين، أي لك ما تحب، وقيل أي البر واللطف. ولقب معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب، معود الحكماء، جمع حكيم، كذا في غالب النسخ، ومعود كمحدث، في بعضها: الحلماء، جمع حليم باللام، وفي المزهر نقلا عن ابن دريد أنه معود الحكام، جمع حاكم، وكذلك أنشد البيت ومثله في طبقات الشعراء قاله شيخنا لقوله أي معاوية بن مالك.
أعود مثلها الحكماء بـعـدي إذا ما لالحق في الأشياع نابا هكذا بالنون والموحدة،من نابه الأمر، إذا عراه، وفي بعض النسخ: بانا، بتقديم الموحدة على النون، أي ظهر، وفي أخرى: إذا ما الأمر، بدل: الحق. وهكذا في التوشيح. وفي بعض الروايات:
إذا ما معضل الحدثان نابا وأنشد ابن بري هذا البيت هكذا وقال فيه: معوذ، بالذال المعجمة، كذا نقله عنه ابن منظور في: ك س د، فلينظر. وإنما لقب ناجية الجرمي معود الفتيان، لأنه ضرب مصدق نجدة الخارجي فخرق بناجية، فضربه بالسيف وقتله، وقال: في أبيات:
أعودها الفتيان بعدي ليفـعـلـوا كفعلي إذا ما جار في الحكم تابع نقله الصاغاني. قال شيخنا: وقصته مشهورة وفي كلام المصنف إيهام ظاهر. فتأمله. ويقال: فرس مبدئ معيد، وهو الذي قد ريض وذلل وأدب فهو طوع راكبه وفارسه، يصرفه كيف شاء لطواعيته وذله،وإنه لا يستصعب علي ولا يمنعه ركابه، ولا يجمح به. والمبديء المعيد منا: من غزا مرة بعد مرة وبه فسر الحديث: إن الله يحب النكل على النكل. قيل: وما النكل على النكل? قال الرجل القوي المجرب المبدئ المعيد على الفرس القوي المجرب المبدئ المعيد قال أبو عبيد: والمبدئ المعيد: هو الذي قد أبدأ غزوه وأعاده، أي غزا مرة بعد مرة، وجرب الأمور طورا بعد طور، ومثله للزمخشري، وابن الأثير. وقيل: الفرس المببدئ المعيد الذي قد غزا عليه صاحبه مرة بعد أخرى، وهذا كقولهم: ليل نائم إذا نيم فيه، وسر كاتم، قد كتموه. وقال أبو سعيد تعيد العائن من عانه إذا أصابه بالعين على المعيون، وفي بعض الأصول: على ما يتعين، وهو نص عبارة ابن الأعرابي، إذا تشهق عليه وتشدد ليبالغ في إصابته بعينه، وحكي عن ابن الاعرابي هو لا يتعين عليه ولا يتعيد. وتعيدت المرأة: انذرأت بلسانها على ضراتها وحركت يديها، وأنشد ابن السكيت:
كأنها وفوقها المجـلـد
وقربة غرفية ومـزود
غيرى على جاراتها تعيد
صفحة : 2152
قال: المجلد: حمل ثقيل، فكأنها وفوقها عه الحمل وقربة ومزود: امرأة غيءرى تعيد أي تندرئ بلسانها على ضراتها وتحرك يديها. وعيدأن السقاء، بالكسر: لقب والد الإمام أبي الطيب أحمد ابن الحسين بن عبد الصمد المتنبئ الكوفي الشاعر المشهور، هكذا ضبطه الصاغاني. وقال: كان أبوه يعرف بعيدان السقاء، بالكسر، قال الحافظ: وهكذا ضبطه ابن ماكولا أيضا. وقال أبو القاسم بن برمان هو أحمد بن عيدان، بالفتح، وأخطأ من قال بالكسر، فتأمل. وفي التهذيب: قد عود البعير تعويدا: صار عودا وذلك إذا مضت له ثلاث سنين بعد بزوله، أو أربع. قال: ولا يقال للناقة عودة لوا عودت. وفي حديث حسان: قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود هو الجمل الكبير المسن المدرب، فشبه نفسه به. وفي المثل: زاحم بعود أو دع أي استعن على حربك بالمشايخ الكمل، وهو أهل السن والمعرفة. فإن رأى الشيخ خير من مشهد الغلام.
ومما يستدرك عليه: المبدئ المعيد: من صفات الله تعالى: أي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات في الدنيا، وبعد الممات إلى الحياة يوم القيامة. ويقال للطريق الذي أعاد فيه السفر وأبدأ: معيد، ومنه قول ابن مقبل، يصف الإبل السائرة:
يصبحن بالخبت يجتبن النعاف على أصلاب هاد معيد لا بس القتـم أراد بالهادي: الطريق الذي يهتدى إليه، وبالمعيد: الذي لحب. وقال الليث: المعاد والمعادة: المأتم يعاد إليه، تقول: لآل فلان معادة، أي مصيبة يغشاهم الناس في مناوح أو غيرها، تتكلم به النساء. وفي الأساس: المعادة: المناحة المعزى. وأعاد فلان الصلاة يعيدها. وقال الليث: رأيت فلانا ما يبدئ وما يعيد، أي ما يتكلم ببادئة ولا عائدة، وفلان ما يعيد وما يبدئ، إذا لم تكن له حيلة، عن ابن الأعرابي وأنشد:
وكنت أمرأ بالغور مني ضمانة وأخرى بنجد ما تعيد وما تبدي يقولك ليس لما أنا فيه من الوجد حيلة ولا جهة. وقال المفضل: عادني عيدي، أي عادتي، وأنشد:
عاد قلبي من الطويلة عيد أراد بالطويلة: روضة بالصمان، تكون ثلاثة أميال في مثلها. ويقال: هو من عود صدق وسوء، على المثل، كقولهم: من شجرة صالحة. وفي حديث حذيفة. تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا . قال ابن الأثير هكذا الرواية، بالفتح، أي مرة بعد مرة، ويروى بالضم، وهو واحد العيدان يعني ما ينسج به الحصير من طاقاته، ويروى بالفتح مع ذال معجمة، كأنه استعاذ من الفتن. والعود، بالضم: ذو الأوتار الأربعة الذي يضرب به، غلب عليه الاسم لكرمه، قال ابن جني: والجمع عيدان. وفي حديث شريح: إنما القضاء جمر فادفع الجمر عنك بعودين ، أراد بالعودين: الشاهدين، يريداتق النار بهما واجعلهما جنتك، كما يدفع المصطلي الجمر، عن مكانه بعود أو غيره، لئلا يحترق، فمثل الشاهدين بهما، لأنه يدفع بهما الإثم والوبال عنه، وقيل: أراد تثبت في الحكم واجتهد فيما يدفع عنك النار ما استطعت. وقال الأسود بن يعفر:
ولقد علمت سوى الذي نبأتني أن السبيل سبيل ذي الأعواد
صفحة : 2153
قال المفضل. سبيل ذي الأعواد، يريد الموت، وعنى بالأعواد،: ما يحمل عليه الميت. قال الأزهري: وذلك أن البوادي لا جنائز لهم، فهم يضمون عودا إلى عود، ويحملون الميت عليها إلى القبر. وقال أبو عدنان: هذا أمر يعود الناس علي، أي يضريهم بظلمي. وقال: أكره تعود الناس علي فيضروا بظلمي. أي يعتادوه. وفي حديث معاوية: سأله رجل، فقال: إنك لتمت برحم عودة، فقال: بلها بعطائك حتى تقرب أي برحم قديمة بعيدة النسب. وعود الرجل تعويدا إذا أسن، قاله ابن الأعرابي، وأنشد:
فقلن قد أقصر أو قد عودا أي صار عودا كبيرا قال الأزهري: ولا يقال عود لبعير أو شاة. وقد تقدم. وقال أبو النجم:
حتى إذا الليل تجلى أصحمه
وانجاب عن وجه أغر أدهمه
وتبع الأحمر عود يرجمه
أراد بالأحمر الصبح، وأراد بالعود: الشمس. قال ابن بري: وقول الشاعر:
عود على عود على عود خلق العود الأول: رجل مسن، والثاني: جمل مسن، والثالث: طريق قديم. والعود: اسم فرس مالك بن جشم. وفي الأساس: عاد عليهم الدهر: أتى. عليهم وعاد الرياح والأمطار على الدار حتى درست. ويقال: ركب الله عودا على عود، إذا هاجت الفتنة، وركب السهم القوس للرمي. وفي شرح شيخنا: وبقي عليه من مباحث عاد: له ستة أمكنة، فيكون اسما، وفعلا تاما وناقصا وحرفا بمعنى إن، وحرفا بمنزلة هل وجواب الجملة المتضمنة معنى النفي، مبنيا على الكسر، متصلا بالمضمرات.
الأول: يكون هذا اللفظ اسما متمكنا جاريا بتصاريف الإعراب، نحو: وعادا وثمودا.
الثاني: فعلا تاما بمعنى: رجع أو زار.
الثالث: فعلا ناقصا مفتقرا إلى الخبر، بمنزلة كان، بشرط أن يتقدمها حرف عطف. وعليه قول حسان.
ولقد صبرت بها وعاد شبابها غضا وعاد زمانها مستطرفا أي وكان شبابها.
الرابع: حرفا عاملا نصبا بمنزلة إن، مبنيا على أصل الحرفية، محركا لالتقاء الساكنين مكسورا على الأصل فيه، بشرط أن يتقدمها جملة فعلية وحرف عطف، كقولك: رقدت وعاد أباك ساهر، أي وإن أباك، ومنه مشطور حسان:
علقتها وعاد في قلبي لها وعاد أيام الصبا مستقبله وقال آخر:
أن تعلون زيدا فعاد عمرا
وعاد أمرا بعده وأمـرا أي، فإن عمرا موجدود.
الخامس: أن يكون حرف استفهام بمنزلة هل مبنيا على الكسر للعلة المذكورة آنفا، مفتقرا إلى الجواب، كقولك: عاد أبوك مقيم? مثل: هل أبوك مقيم.
السادس: أن يكون جوابا بمعنى الجملة المتضمنة لمعنى النفي بلم، أو بما فقط، مبنيا على الكسر أيضا وهذا إن اتصلت بالمضمرات، يقول المستفهم. هل صليت? فيقول: عادني، أي إني لم أصل أو إنني ما صليت. وبعض الحجازيين يحذف نون الوقاية، واللغتان فصيحتان، إذا كان عاد بمعنى إن، ولا يمتنع أن تقول إني وإنني. هذا إذا عاد بياء النفس خاصة، فإن اتصلت بغيرها من المضمرات كقول المجيب لمن سأله عن شي. عاده أو عادنا. وكذا باقي المضمررات، فإثبات نون الوقاية ممتنع تشبيها بإن، وربمأ فاه بها المستفهم والمجيب، يقول المستفهم: عاد، خرج زيد? فيقول المجيب له: عاد أي إنه لم يخرج أو إنه ما خرج. قال وهذه فائدة غريبة لم يوردها أحد من أئمة العربية من المطولين والمختصرين. والمصنف أجمع المتأخرين في الغرائب، ومع ذلك فلم يتعرض لهذه المعاني، ولا عدها في هذه المباني. انتهى.
صفحة : 2154
والعواد: الذي يتخذ العود ذا الأوتار. وعيدو، بالكسر: قلعة بنواحي حلب، ونعيدان: موضع. وله عندنا عواد حسن، وعواد، بالضم والكسر، كلاهما عن الفراء، لغتان في عواد، بالفتح، ولم يذكر الفراء الفتح، واقتصر الجوهري على الفتح. وعائد الكلب، لقب عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، ذكره المبرد في الكامل. وبنو عائد، وآل عائد: قبيلتأن. وهشام بن أحمد بن العواد الفقيه القرطبي، عن أبي علي الغساني. والجلال محمد بن أحمد بن عمر البخاري العيدي، في آبائه من ولد في العيد، فنسب إليه، من شيوخ أبي العلاء الفرضي، مات سنة 668. وأبو الحسين يحيى بن علي بن القاسم العيدي من مشايخ السلفي، وذهبن ابن قرضم القضاعي العيدي، صحابي. وعياد بن كرم الحربي الغزال، وعريب بن حاتم بن عياد البعلبكي، وسلمان بن محمد بن عياد بن خفاجة، وسعود بن عياد بن عمر الرصافي، وعلي بن عياد بن يوسف الديباجي: محدثون.
ع - ه - د
العهد: الوصية والأمر، قال الله عز وجل: ألم أعهد إليكم يا بني آدم ، وكذا قوله تعالى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل ، وقال البيضاوي، أي أمرناهما، لكون التوصية بطريق الأمر. وقال شيخنا: وجعل بعضهم العهد بمعنى الموثق، إلا إذا عدي بإلى، فهو حينئذ بمعنى الوصية. قلت: وفي حديث علي، كرم الله وجهه. عهد إلي النبي الامي صلى الله عليه وسلم ، أي أوصى. والعهد: التقدم إلى المرء في الشيء. والعهد الموثق، واليمين يحل بها الرجل، والجمع: عهود، تقول: علي عهد الله وميثاقه لأفعلن كذا، وقيل: ولي العهد، لأنه ولي الميثاق الذي يؤخذ على من بايع الخليفة، وقد عاهده. ومنه قول الله تعالى: وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم وقال بعض المفسرين: العهد كل ما عوهد الله عليه، وكل ما بين العباد من المواثيق فهو عهد. وأمر اليتيم من العهد. وقال أبو الهيثم: العهد جمع العهدة، وهو الميثاق واليمين التي تستوثق بها ممن يعاهدك. والعهد: الذي يكتب للولاة: مشتق من عهد إليه عهدا، إذا أوصاه، والجمع كالجمع. والعهد: الحفاظ ورعاية الحرمة، وفي الحديث: أن عجوزا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فسأل بها وأحفى، وقال: إنها كانت تأتينأ أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان. وقال شمر: العهد: الأمان، وكذلك الذمة وفي التنزيل العزيز لا ينال عهدي الظالمين وإنما سمي اليهود والنصارى أهل العهد للذمة التي أعطوها، فإذا أسلموا سقط عنهم اسم العهد. وفي الحديث: لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده ، أي ذو أمان وذمة، ما دام على عهده الذي عوهد عليه، ولهذا الحديث تأويلان بمقتضى مذهبي الشافعي وأبي حنيفة، راجعه في لانهاية لابن الأثير. والعهد: الالتقاء، والمعرفة، وعهد الشيء عهدا، عرفه، ومن العهد أن تعهد الرجل على حال أو في مكان. ومنه، أي من معنى المعرفة، كما هو الظاهر، أو مما ذكر من المعنيين قولهم عهدي به بموضع كذا، وفي حال كذا، أي لقيته وأدركته وعهدي به قريب. وقول أبي خراش الهذلي:
فليس كعهد الدار يا أم مـالـك ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل أي ليس الأمر كما عهدت، ولكن جاء الإسلام فهدم ذلك. وفي حديث أم زرع: ولا يسأل عما عهد أي عما كان يعرفه في البيت من طعام وشراب ونحوهما، لسخائه وسعة نفسه. ويقال: متى عهدك بفلان، أي متى رؤيتك إياه. والعهد: المنزل المعهود به الشيء سمي بالمصدر، قال ذو الرمة:
صفحة : 2155
هل تعرف العهد المحيل رسمه كالمعهد،وهو المنزل الذي لا يزال القوم إذا تناءوا عنه رجعوا إليه، وهو أيضا المنزل الذي كنت تعهد به هوى لك، ويقال: استوقف الركب على عهد الأحبة ومعهدهم، وهذه معاهدهم. والعهد: أول مطر والولي الذي يليها من الأمطار، أي يتصل بها. وفي المحكم: العهد أول المطر الوسمي، عن ابن الأعرابي، والجمع العهاد، كالعهدة، بالفتح، والعهدة والعهادة، بكسرهما، وفي بعض النسخ: العهاد، بحذف الهاء. عهد المكان كعني فهو معهود: عمه الممطر، وكذا عهدت الروضة: سقتها العهدة، فهي معهودة، وأرض معهودة. والعهد والعهدة والعهدة: مطر بعد مطر يدرك آخره بلل أوله، وقيل: هو كل مطر بعد مطر، وقيل: هو المطرة التي تكون أولا لما يأتيء بعدها، وجمعها: عهاد وعهود، قال:
أراقت نجوم الصيف فيها سجالها عهادا لنجم المربع المـتـقـدم قال أبو حنيفة: إذا أصاب الأرض مطر بعد مطر، وندى الأول باق، فذلك العهد، لأن الأول عهد بالثاني، قال: وقال بعضهم: العهاد: الحديثة من الأمطار، قال: وأحسبه ذهب فيه إلى قول الساجع في وصف الغيث: أصابتنأ ديمة بعد ديمة، على عهاد غير قديمة. وقال ثعلب:على عهاد قديمة، تشبع منها الناب قبل الفطيمة. وقال ابن الأعرابي مرة: العهاد: ضعيف مطر الوسمي وركاكه. وعهدت الروضة: سقتها العهدة، فهي معهودة. ويقال: مطر العهود أحسن ما يكون لقلة غبار الآفاق. وقيل: عام العهود عام قلة الأمطار. وفي الأساس: والعهاد: أمطار الربيع بعد الوسمي، ونزلنا في دماثه محمودة ورياض معهودة. والعهد: الزمان كالعهدان، بالكسر. وفي الأساس: وهذا حين ذلك وعهدانه، أي وقته. والعهد: الوفاء والحفاظ، قال الله تعالى: وما وجدنا لأكثرهم من عهد أي من وفاء والعهد: توحيد الله تعالى، ومنه قوله جل وعز إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ومنه ايضا حديث الدعاء: وأنأ على عهدك ووعدك ما استطعت أي أنا مقيم على ما عاهدتك عليه من الإيمان بك والإقراء بوحدانيتك لا أزول عنه. والعهد: الضمان، كالعهيدى والعهدان، كسميهى بضم السين المهملة، وتشديد الميم المفتوحة وعمران، أي بالكسر، وفي حديث أم سلمة قالت لعائشة: وتركت عهيدى، وهو بالتشديد، والقصر: فعيلى من العهد كالجهيدى من الجهد، والعجيلى من العجلة، وهو بخط الصاغاني بالتخفيف في الكل، أي في العهيدى والعجيلى والجهيدى. ويقال: تعهده وتعاهده واعتهده إذا تفقده وأحدث العهد به، ويقال للمحافظ على العهد: متعهد، ومنه قول أبي عطاء السندي، وكان فصيحا، يرثي ابن هبيرة:
وإن تمس مهجور الفناء فربما أقام به بعد الـوفـود وفـود
فإنك لم تبعد علي متـعـهـد بلى كل من تحت التراب بعيد
أراد: محافظ على عهدك بذكره إياي. وفي اللسان: والمعاهدة، والاعتهاد، والتعاهد والتعهد، واحد، وهو إحداث العهد بما عهدته، قال الطرماح:
ويضيع الذي قد أوجبه الل ه عليه وليس يعتـهـده وتعهدت ضيعتي، وكل شيء،وهو أفصح من قولك تعاهدته، لأن التعاهد إنما يكون بين اثنين. وفي التهذيب: ولا يقال تعاهدته. قال وأجازهما الفراء. انتهى.
صفحة : 2156
وفي فصيح ثعلب. يقال: يتعهد ضيعته، ولا يقال يتعاهد. قال ابن درستويه: أي يجدد بها عهده، ويتفقد مصلحتها. وقال التدمري: هو تفعل من العهد، أي يكثر التردد عليها، وأصله من العهد الذي هو المطر بعد المطر، أو من العهد، وهو المنزل الذي عهدت به الشيء، أي عرفته. وقال ابن التياني في شرح الفصيح عن أبي حاتم: تقول العرب: تعهدت ضيعتي، ولا يقال: تعاهدت. وقال لي أبو زيد: سألني الحكم بن قنبر عن هذا، فقلت: لا يقال تعاهدت، فقال لي: أثبت لي على هذا، لأني سألت يونس فقال: تعاهدت، فلما اجتمعنا عند يونس قال الحكم: إن أبا زيد ي.عم أنه لا يقال: تعاهدت ضيعتي، إنما يقال تعهدت. واتفق عند يونس ستة من الأعراب الفصحاء فقلت: سل هؤلاء، فبدأ بالأقرب فالأقرب، فسألهم، واحدا واحدا، فكلهم قال: تعهدت. وقال يونس: يا أبا زيد، كم من علم استفدناه كنت سببه. أو شيئا نحو هذا. وأجازهما ابن السكيت في الإصلاح. قال شيخنا: وما في الفصيح هو الفصيح، وتغليط ابن درستويه لثعلب لا معول عليه، لأن القياس لا يدخل اللغة، كما هو مشهور. والعهدة بالضم: كتاب الحلف، وكتاب الشراء. والعهدة: الضعف في الخط، وفي الأساس: الرداءة، وفي اللسان: إذا لم يقم حروفه. والعهدة أيضا: الضعف في العقل ويقال أيضا: فيه عهدة، إذا لم يحكم، أي عيب،وفي الأمر عهدة إذا لم يحكم بعد. والعهدة الرجعة، ومنه تقول: لا عهدة لي، أي لا رجعة، وفي حديث عقبة بن عامر: عهدة الرقيق ثلاثة أيام هو أن يشتري الرقيق، ولا يشترط البائع البراءة من العيب، فما أصاب المشتري من عيب في الأيام الثلاثة فهو من مال البائع، ويرد إن شاء بالا بينة، فإن وجد به عيبا بعد الثلاثة فلا يرد إلا ببينة. والعهد والعهدة واحد، تقول: برئت إليك من عهدة هذا العبد، أي مما يدركك فيه من عيب كان معهودا فيه عندي. ويقال: عهدته على فلان، أي ما أدرك فيه من درك، أي عيب فإصلاحه عليه. ويقال: استعهد من صاحبه، إذا وصاه واشترط عليه وكتب عليه عهدة، وهو من باب العهد والعهدة، لأن الشرط عهد في الحقيقة، قال جرير يهجو الفرزدق:
وما استعهد الأقوام من ذي ختونةمن الناس إلا منك أو من محارب واستعهد فلانا من نفسه، ضمنه حوادث نفسه. والعهد ككتف: من يتعاهد الأمور ويحب الولايات والعهود، قال الكميت يمدح قتيبة بن مسلم الباهلي ويذكر فتوحه:
نام المهلب عنها فـي إمـارتـه حتى مضت سنة لم يقضها العهد وكان المهلب يحب العهود. والعهيد: المعاهد لك، يعاهدك وتعاهده، وقد عاهده، قال:
فللترك أوفى من نزار وعهدها فلا يأمنن الغدر يوما عهيدها
صفحة : 2157
والمعاهد من كان بينك: وبينه عهد، وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار، إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما. ومنه الحديث: لا يحل لكم كذا وكذا ولا لقطة معأهد، أي لا يجوز أن تتملك لقطته الموجودة من ماله، لأنه معصوم المال، يجري حكمه مجرى حكم الذمي. كذا في اللسان. والعهيد: القديم العتيق الذي مر عليه العهد. وبنو عهادة، بالضم: بطن صغير من العرب. وقال شمر: العهد: الأمان والذمة، تقول: أنا أعهدك من هذا الأمر أي أؤمنك منه، وكذلك إذا اشترى غلاما فقال: أنا أعهدك من إباقه إعهادا، فمعناه: أبرئك من إباقه وأؤمنك منه ومنه اشتقاق العهدة. ويقال أيضا: أعهدك من هذا الأمر، أي أكفلك، أو أنا كفيلك، كما لشمر. وأرض معهدة، كمعظمة: أصابتها النفضة من المطر، عن أبي زيد، والنفضة: المطرة تصيب القطعة من الأرض، وتخطئ القطعة.
ومما يستدرك عليه: العهاد، بالكسر: مواقع الوسمي من الأرض، وأنشد أبو زيد:
فهن مناخـات يجـلـلـن زينة كما اقتان بالنبت العهاد المحوف والمحوف: الذي قد نبتت حافتاه، واستدار به النبات. وقال الخليل: فعل له معهود ومشهود وموعود. قال: مشهود: هو الساعة، والمعهود: ما كان أمس، والموعود: ما يكون غدا. ومن أمثالهم في كراهة المعايب: الملسى لا عهدة له، والملسى: ذهاب في خفية، ومعناه أنه خرج من الأمر سالما فانقضى عنه، لا له ولا عليه. وقيل: الملسى: أن يبيع الرجل سلعة يكون قد سرقها فيملس ويغيب بعد قبض الثمن، وإن استحقت في يدي المشتري لم يتهيأ له أن يبيع البائع بضمان عهدتها، لأنه املس هاربا، وعهدتها: أن يبيعها وبها عيب، أو فيها استحقاق لمالكها، تقول: أبيعك الملسى لا عهدة، أي تنملس وتنفلت، فلا ترجع إلي. ويقال: عليك في هذه عهدة لا تتقصى منها، أي تبعة. ويقال في المثل: متى عهدك بأسفل فيك. وذلك إذا سألته عن أمر قديم لا عهد له به. ومثله عهدك بالفاليات قديم، يضرب مثلا للأمر الذي قد فات، ولا يطمع فيه. ومثله. هيهات طار غرابها بجرادتك. وأنشد أبو الهيثم:
وإني لأطوي السر في مضمر الحشاكمون الثرى في عهدة ما يريمها أراد بالعهد : مقنوءة لا تطلع عليها الشمس، فلا يريمها الثرى. وقرية عهيدة، أي قديمة أتى عليها عهد طويل.
ع - ي - د
العيدانة: أطول ما يكون من النخل، ولا تكون عيدانة حتى يسقط كربها كله، ويصير جذعها أجرد، من أعلاه إلى أسفله، عن أبي حنيفة، كذا في المحكم. وقال أبو عبيدة: هي كالرقلة، يائية واوية، وذكره المصنف أيضا في عدن، تبعا للخيل وغيره، كما سيأتي. ج: عيدان. وفي الحديث كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عيدانة يبول فيه. وفي بعض النسخ: فيها. وهو فطأ، لأن القدح إنما فيه التذكير بالليل، وهذا القدح معروف في كتب السير، وتقدم الاختلاف في أصله في: ع و د. قال الأزهري من جعل العيدان فيعالا جعل النون أصلية، والياء زائدة، ودليله عهلى ذلك قولهم: عيدنت النخلة إذا صارت عيدانة. رواه أبو عدنان، ومن جعله فعلان، مثل سيحان، من ساح يسيح، جعل الياء أصلية والنون زائدة. وسيأتي.