فصل الفاء مع الدال المهملة
ف - أ - د
فأد الخبز، كمنع، يفأده فأدا: جعله في الملة، وهي الرماد الحار لينضج. وفي
التهذيب: فأدت الخبزة، إذا مللتها وخبزتها في الملة. وفأد اللحم في النار
يفأده فأدا شواه، كأفتأده فيه. وفأد زيدا يفأده فأدا: أصاب فؤاده. وفي
التهذيب: فأدت الصيد فأدا، إذا أصبت فؤاده. وفأد الخوف فلانا: جبنه، وهو
مفؤود، كما سيأتي. والأفؤود، بالضم والمد: الخبز المفؤود، كالمفتأد، يقال:
فحصت للخبزة في الأرض، وفأدت لها أفأد فأدا، والأسم أفحوص وأفؤود، على
أفعول، والجمع أفاحيص وأفائيد، وهو أي الأفؤود أيضا: موضعه الذي يفأد فيه.
وفي اللسان: والمفتأد: موضع الوقود. والمفأد، والمفآد، والمفأدة، كمنبر،
ومصباح،ومكنسة الثانية عن الصاغاني: السفود، وهو من فأدت اللحم وافتأدته،
إذا شويته، قال الشاعر:
صفحة : 2164
يظل الغراب الأعور العين رافعا مع
الذئب يعتسان ناري ومفأدي وهو ما يختبز ويشوى به. والمفآد: خشبة يحرك بها
التنور، ج: مفائيد، وفي اللسان: مفائد. والفئيد: النار نفسها، قال لبيد:
وجدت أبي ربيعا لليتامى وللضيفان إذ حب الفئيد والفئيد: اللحم المشوي، وكذا الخبز، ويقال: إذا شوي اللحم فوق الجمر فهو مفأد وفئيد. والفئيد: الجبان، كالمفؤود، فيهما، يقال في الأول: خبز مفؤود، ولحم مفؤود، وفي الثاني، رجل مفؤود: جبان ضعيف الفؤاد، مثل المنخوب، ورجل مفؤود وفئيد: لا فؤاد له. ولا فعل له، قال ابن جني: لم يضرفوا منه فعلا، ومفعول للصفة إنما يأتي على الفعل، نحو مضروب من ضرب ومقتول من قتل. وافتأدوا: أوقدوا نارا ليشتووا. والتفؤد: التحرق، هكذا بالقاف في نسختنا، وكذا هو بخط الصاغاني. وفي نسخة شيخنا: التحرك، بالكاف، ويؤيد الأولى قوله فيما بعد والتوقد، ومنه أي من معنى التوقد، سمى الفؤاد، بالضم مهموزا، لتوقده، وقيل أصل الفأد: الحركة والتحريك، ومنه اشتق الفؤاد، لأنه ينبض ويتحرك كثيرا، قال شيخنا: وهذا أظهر لعدم تخلفه ومرادفته للقلب كما صدر به، وهو الذي عليه الأكثر.
وفي البصائر للمصنف: وقيل إنما يقال للقلب: الفؤاد، إذا اعتبر فيه معنى التفؤد، أي التوقد، مذكر لا غير، صرح بذلك اللحياني، يكون ذلك لنوع الإنسان وغيره من أنواع الحيوان الذي له قلب، قال يصف ناقة:
كمثل أتان الوحش أما فؤادها فصعب وأما ظهرها فركوب أو هو، أي الفؤاد: ما يتعلق بالمريء من كبد ورئة وقلب. وفي الكفاية ما يقتضى أن الفؤاد والقلب مترادفان، كما صدر به المصنف، وعليه اقتصر في المصباح، والأكثر على التفرقة. فقال الأزهري: القلب مضغة في الفؤاد، معلقة بالنياط، وبهذا جزم الوحدي وغيره. وقيل: الفؤاد: وعاء القلب، أو داخله، أو غشاؤه، والقلب حبته. كما قاله عياض وغيره، وأشار إليه ابن الأثير. وفي البصائر للمصنف: وقيل: القلب أخص من الفؤاد، ومنه حديث: أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا، وألين أفئدة فوصف القلوب بالرقة، والأفئدة باللين. وقال جماعة من المفسرين: يطلق الفؤاد على العقل، وجوزوا أن يكون منه ما كذب الفؤاد ما رأى ج أفئدة، قال سيبويه: ولا نعلمه كسر على غير ذلك. والفواد، بالفتح والواو، غريب وقد قرئ به. وهو قراءة الجراح العقيلي. وقالوا: توجيهها أنه أبدل الهمزة واوا، لوقوعها بعد ضمة في المشهور ثم فتح الفاء تخفيفا. قال اشهاب، تبعا لغيره: وهي لغة فيه، ولا عبرة بإنكار أبي حاتم لها.
وفئد، كعني وفرح، وهذه عن الصاغاني فأدا: شكاه أي شكا فؤاده، أو وجع فؤاده فهو مفؤود. وفي الحديث أنه عاد سعدا وقال: إنك رجل مفؤود. وهو الذي أصيب فؤاده بوجع، ومثله في التوضيح لابن مالك. وفي الأساس، وقد فئد وفأده الفزع.
ومما يستدرك عليه: فأد فلان لفلان إذا عمل في أمره بالغيب جميلا. كذا في الوادر للحياني.
ف - ث - د
الفثائيد: سحائب بيض بعضها متراكم فوق بعض. وقال الأزهري: هي بطائن كل شيء،
من الثياب وغيرها. وقد فثد درعه بالحرير تفثيدا، كثفد، وإذا بطنه به.
ف - ث - ف - د
الفثافيد، أهمله الجوهري والصاغاني، وقال أبو العباس عن بعضهم، هي
الفثائيد، كالثفافيد بمعنى واحد.
ف-ح-د
صفحة : 2165
فحد، أهمله الجوهري أيضا وقال الأزهري، عن ابن الأعرابي: واحد فاحد، هكذا
رواه أبو عمرو بالفاء، وقال: قرأت بخط شمر: القحاد:الرجل الفرد الذي لا أخ
له ولا ولد، يقال: واحد قاحد صاخد. وهو الصنبور، قال الأزهري أنا واقف في
هذا الحرف. وخط شمر أقربهما إلى الصواب كأنه مأخوذ من قحدة السنام، وهي
أصله، وسيأتي في القاف.
ف - د - د
الفديد: رفع الصوت أو شدته أو الصوت بنفسه، أو صوت عدو الشاة، أو صوت عدوها
مع رعاتها وحداتها. وفي حديث أبي هريرة. خرج رجلان يريدان الصلاة، قالا:
فأدركنا أبا هريرة، وهو أمامنا، فقال: ما لكما تفدان فديد الجمل? قلنا:
أردنا الصلاة. قال: للعامد إليها كالقائم فيها. يقال فدفد الإنسان والجمل،
إذا علا صوته. أراد أنهما كانا يعدوان فيسمع لعدوهما صوت. أو الفديد صوت
كالحفيف، بالحاء المهملة، وكذا الفدفدة، وقد فد يفد، من حد ضرب، في الكل،
أي مما تقدم من المعاني المذكورة، فدا، وفديدا وفدفدة. والفداد، ككتان:
الرجل الصيت، أي شديد الصوت الجافي الكلام، الغليظه، كالفدفد، كهدهد،
والفدفد، مثل علبط، وهذه حكاها اللحياني.والفداد: الشديد الوطء، فد يفد فدا
وفديدا وفدفد: اشتد وطؤه فوق الأرض، مرحا ونشاطا، وفي الحديث، حكاية عن
الأرض: وقد كنت تمشي فوقي فدادا وفي حديث آخر: أن الأرض، إذا دفن فيها
الإنسان قالت له: ربما مشيت علي فدادا، ذا مال كثير، ذا أمل كبير، وذا
خيلاء، وسعي دائم. ثم قال ابن الأعرابي: فدد الرجل، إذا مشى على الأرض كبرا
وبطرا. والفداد: مالك المئين في الإبل، هكذا بصيغة الجمع في نسختنا، وفي
غالب الأمهات اللوية. وفي بعض النسخ المائتين، تثنية المائة وهو الذي في
النهاية، ورجحه شيخنا وليس بشي. قال الصاغاني: وكان أحدهم إذا ملك الميئن
من الإبل إلى الألف يقال له فداد، وهو في معنى النسب كسراج وعواج وبتات.
والفداد أيضا: المتكبر البطر، مأخوذ من قول ابن الأعرابي المتقدم ج:
الفدادون، وهم أيضا الجمالون والرعيان والبقارون، والحمارون، قاله أبو
العباس في تفسير قوله: الجفاء والقسوة في الفدادين. وقيل: الفدادون:
الفلاحون قال الزمخشري: لصياحهم في حروثهم، وتقول: من صحب الفدادين، فلا
دنيا نال ولا دين. وقال ثعلب: الفدادون: أصحاب الوبر، لغلظ أصواتهم
وجفائهم، وهم أصحاب البادية. وفي شرح شيخنا: وهم الذين يسكنون الفدافد،
وقال أبو عمرو: هي الفدادين مخففة، واحدها: فدان بالتشديد، وهي البقر التي
يحرث بها وأهلها أهل جفاء وغلظة. وقال أبو عبيد: ليس الفدادين من هذا في
شيء، ولا كانت العرب تعرفها، إنما هذه للروم وأهل الشام إنما افتتحت الشام
بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنهم الفدادون، بتشديد الدال، واحدهم
فداد. قال الأصمعي: وهم الذين تعل أصواتهم في حروثهم وأموالهم ومواشيهم وما
يعالجون منها، وكذلك قال الأحمر.
وقيل: هم المكثرون من الإبل وهم مع ذلك جفاة، أهل خيلاء. والفدادة، بهاء: الضفدع لنقيقها، مأخوذ من الفديد وهو الجلبة. والفدادة: الجبان، ويخفف في الأخير، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
أفدادة عند اللقـاء وقـينة
عند الإياب بخيبة وصدود
صفحة : 2166
واختار ثعلب فدادة عند اللقاء أي هو فدادة. وقال: هذا الذي أختاره.
والفدفد: الهدبد وزنا ومعنى، عن ابن شميل، وفي التهذيب، في الرباعي: لبن
هدبد وفدفد، وهو: الحامض الخاثر. وعن ابن الأعرابي: يقال للبن الثخين:
فدفد. والفدادة، كسلالة: طائر، عن ابن دريد، واحدته: فداد. والفدفد: الفلاة
التي لا شيء بها، وقيل: هي الأرض الغليظة ذات الحصى. وقيل: المكان الصلب
الغليظ، قال:
ترى الحرة السوداء يحمر لونها ويغبر منها كل ريع وفـدفـد والفدفد: المكان المرتفع فيه صلابة. وقيل: الفدفد الأرض المستوية. وفدفد اسم امرأة، قال الأخطل:
وقلت لحاديهن ويحك غننـا لجلداء أو بنت الكناني فدفدا والفدين، بفتح، وتشديد الدال المكسورة: ع بحوران، منه سعيد بن خالد العثماني، من ذرية سيدنا عثمان رضي الله عنه، وهو الذي ادعى الخلافة أيام هارون الرشيد، وفي بعض النسخ: زمن المأمون. وفد يفد فديدا وفدفد، إذا عدا هاربا. ويقال: هو يفد لي، من حد ضرب، ويعدن أي يوعدني ويهددني. وعن ابن الأعرابي: فدد الرجل تفديدا، إذا مشى على الأرض كبرا وبطرا، وفدد البائع: صاح في بيعه وشراه، ولفظ الشرى من الأضداد. وفدفد الرجل، إذا عدأ هاربا من سبع أو عدو، قال النابغة:
أوابد كالسلام إذا استمرت فليس يرد فدفدها التظني ومما يستدرك عليه: فدت الإبل فديدا: شدخت الأرض بخفافها، من شدة وطئها، قال المعلوط السعدي:
أعاذل ما يدرك أن رب هجمة لأخفافها فوق المتـان فـديد ورواه ابن دريد: فوق الفلاة فديد. قال: ويروى: وئيد. قال: والمعنيان متقاربان. وفد الطائر يفد فديدا: حث جناحيه بسطا وقبضا. وفدويه بضم الدال المشددة، جد أبي الحسن محمد بن إسحاق بن محمد الكوفي، ثقة، حدث.
ف - ر - د
الفرد: نصف الزوج. والفرد: المتحد، ج: فراد، بالكسر، على القياس في جمع فعل
بالفتح. وعن الليث: الفرد في فات الله تعالى: من لا نظير له ولا مثل ولا
ثاني. قال الأزهري: ولم أجده في صفات الله تعالى التي وردت في السنة، قال:
ولا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به النبي صلى الله عليه
وسلم، قال: ولا أدري من أين جاء به الليث. والفرد: الوتر، وج أفراد وفرادى،
على غير قياس، كأنه جمع فردان كسكراى، وسكران. وبعضهم ألحقه بالألفاظ
الثلاثة التي ذكرت في فرخ. والفرد: الجانب الواحد من اللحي، كأنه يتوهم
مفردا، والجمع أفراد، قال ابن سيده: وهو الذي عناه سيبويه بقوله: نحو فرد
وأفراد، ولم يعن الفرد الذي هو ضد الزوج، لأن ذلك لا يكاد يجمع. والفرد من
النعأل: السمط التي لم تخصف طاقا على طاق ولم تطارق، وفي الحديث: جاء رجل
يشكو رجلا من الأنصار شجه، فقال:
يا خير من يمشي بنعل فرد
أوهبه لـنـهـدة ونـهـد أراد النعل التي هي طاق واحد، وهم يمدحون برقة
النعال، وإنما يلبسها ملوكهم وسادتهم. أراد: يا خير الأكابر من العرب، لأن
لبس النعأل لهم دون العجم. كذا في اللسان. ويقال: شيء فارد وفرد، بفتح
فسكون وفرد، كجبل، وكتف، وندس وعنق وسحبان وحليم وقبول: متفرد، وينشد بيت
النابغة:
من وحش وجرة موشي أكارعهطاوي
المصير كسيف الصيقل الفرد
صفحة : 2167
بفتح الراء، وضمها، وكسرها مع فتح الفاء، وبضمتين، وكذلك: ثور فارد وفرد
وفرد وفرد وفرليد بمعنى منفرد. وشجرة فارد وفاردة: متنحية انفردت عن سائر
الأشجار، قال المسيب بن علس:
في ظل فاردة من السدر وسدرة فاردة: انفردت عن سائر السدر. وظبية فارد: منفردة، انقطعت عن القطيع، وناقة فاردة، ومفراد، وفرود كصبور، إذا كانت تنفرد وتتنحى في المرعى والمشروب، والذكر فارد لا غير. وأفراد النجوم وفرودها: التي تطلع في آفاق السماء، وهي الدراري، سميت بذلك لتنحيها وانفرادها من سائر النجوم. وعن ابن الأعرابي: فرد الرجل تفريدا، إذا تفقه، واعتزل الناس، وخلا لمراعاة، الأمر والنهي، ومنه الحديث: طوبى للمفردين وهي رواية من الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان في طريق مكة على جبل، يقال له: بجدان فقال: سيروا، هذا بجدان، سبق المفردون، قالوا: يا رسول الله، ومن المفردون? قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات . هكذا رواه مسلم في صحيحه. ويقال أيضا: هم المهترون بذكر الله تعالى كما جاء ذلك في رواية أخرى، ونصها: قال: الذين أهتروا في ذكر الله: يضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافا وهم أي المفردون أيضا على قول القتيبي في تفسير الحديث: الهرمى الذين قد هلكت، كذا في النسخ، وفي بعضها هلك لداتهم، بالكسر، أي من الناس، وذهب القرن الذي كانوا فيه، وبقوا هم يذكرون الله عز وجل. وفي بعض النسخ: هلكت لذاتهم. قال أبو منصور: وقول ابن الأعرابي في التفريد عندي أصوب من قول القتيبي. وراكب مفرد: مامعه غير بعيره. وفي الأساس: بعثوا في حاجتهم راكبا مفردا: لا ثاني معه. وفرد بالأمر، مثلثة الراء، الفتح هو المشهور، قال ابن سيده: وأرى اللحياني حكى الكسر والضم. وأفرد، وانفرد، واستفرد، إذا تفرد به، وقال أبو زيد: فردت بهذا الأمر أفرد به فرودا، إذا انفردت به. وقولهم: جاءوا فرادا وفرادا بالضم والكسر مع التنوين، وفرادآ كسكارى، وفراد، كثلاث ورباعا، وفراد، بالفتح غير منصرفين، وفردى كسكرى، أي واحدا بعد واحد، قال أبو زيد عن الكلابيين: جئتمونا فرادى، وهم فراد وأزواج، نونوا قال: وأما قوله تعالى: ولقد جئتمونا فرادى فإن الفراء قال: فرادى جمع، قال: والعرب تقول: قوم فرادى، وفراد، فلا يجرونها، شبهت بثلاث ورباع، قال: والواحد: فرد، بالتحريك، وفرد ككتف، وفريد، كأمير، وفردان كسكران، ولا يجوز فرد في هذا المعنى، أي بفتح فسكون، قال الفراء: وأنشدني بعضهم:
ترى النعرات الزرق تحت
لبانهفراد ومثنى أضعفتها صواهله
صفحة : 2168
وفي بصائر ذوي التمييز للمصنف: هو قول تميم بن أبي بن مقبل، يصف فرسا.
ويروى أيضا: أحأد ومثنى ثم قال: وجاء فردى، مثال سكرى، ومنه قراءة الأعرج
ونافع، وأبي عمرو ولقد جئتمونا فردى . واستفرد فلانا: انفرد به واستفرد
الشيء: أخرجه من بين أصحابه وأفرده: جعله فردا. وفي الأساس: واستفردته
فحدثته بشقورى أي وجدته فردا لا ثاني معه، ويقال: استطرد للقوم فلما استفرد
منهم رجلا كر عليه فجدله. وفرد بفتح فسكون، وفرد، بالكسر، وفرد، بالضم،
وفردة، كتمرة، وفردى، كجمزى، وفارد، والفردات، الأخير بضمتين، كل ذلك أسماء
مواضع جاء ذكر آخرها في قول عمرو بن قميئة. وأما بفتح فسكون، فجبل بين
جبلين، يقال لهما: الفردان، وأما بالكسر فسكون فموضع عند بطن الإياد، من
بلاد يربوع بن حنظلة، ثم وقعة. كذا في المعجم. وفارد: جبل بنجد، وفردة: جبل
بالبادية ورملة معروفة، قال الراعي:
إلى ضوء نار بين فردة والرحى وقيل: موضع بين المدينة والشام انتهى إليه زيد بن حارثة لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم لاعتراض عير قريش، وروي قول عبيد:
ففردة فقفـا عـبـر ليس بها منهم عريب وقد تقدم في: ع - ر - د وقال لبيد:
بمشارق الجبلين أو بمحجر فتضمنتها فردة فرخامها وفردة: جبل آخر لطيئ يقال له: فردة الشموس، وفردة ماء لجرم، وهناك قبر زيد الخيل، أو هو بالقاف، وسيأتي وفي قول الشاعر:
لعمري لأعرابية في عـبـاءة تحل الكثيب من سويقة أو فردا فقيل: إنه مرخم من فردة، رخمه في غير النداء اضطرارا. وقولهم: فلان يفصل كلامه تفصيل الفريد، الفريد: الشذر الذي يفصل بين اللؤلؤ والذهب ويقال له: الجاورسق، بلسان العجم، ج: فرائد، وقيل: الفريد، بغير هاء: الجوهرة النفيسة، كأنها مفردة في نوعها، كالفريدة، بالهاء، والفريد أيضا: الدر، إذا نظم وفصل بغيره، وفسر العصام الفريدة بالدرة الثمينة التي تحفظ في ظرف على حدة، ولا تخلط باللآلئ، لشرفها. قال شيخنا: وهذه القيود تفقهات منه، على عاداته. وبائعها، وصانعها: فراد. وقال إبراهيم الحربي: الفريد جمع لفريدة، وهي الشذر من فضة كاللؤلؤ، وفرائد الدر: كبارها. والفريد، أيضا المحأل التي انفردت فوقعت بين آخر المحلات الست التي تلي دأى العنق، وبين الست التي بين العجب وبين هذه، كالفرائد، سميت به لانفرادها، وقيل: الفريدة، المحالة التي تخرج من الصهوة التي تلي المعاقم، وإنما دعيت فريدة لأنها وقعت بين فقار الظهر ومعاقم العجز، والمعاقم: ملتقى أطراف العظام. والفردود، كسرسور، كما هو نص التكملة، وفي بعض النسخ: الفرود: كواكب زاهرة، مصطفة خلف، وفي بعض النسخ: حول الثريا، وهي النسق أيضا، قاله ابن الأعرابي. ويقال: الفرود هذه نجوم حول حضار، أحد المحلفين، أنشد ثعلب:
أرى نار ليلى بالعقيق كـأنـهـا
حضار إذا ما أعرضت وفرودها
صفحة : 2169
كذا في اللسان. قلت: وثاني المحلفين الوزن، وهما كوكبان يطلعان قبل سهيل،
تقول العرب: حضار والوزن محلفان وذلك أنهما يطلعان قبله، فيظن الناس بكل
واحد منهما أنه سهيل، فيتحالفون على ذلك. وفي كتاب أنواء العرب: ويكون مع
حضار كواكب صغار، يقال لها: الفرود، سميت بذلك لانفرادها عنه من جانب. وذهب
مفرد كمعظم مفصل بالفريد. ومن سجعات الأساس: كم في تفاصيل المبرد، من تفصيل
فريد ومفرد: والفرنداد بالكسر: شجر قاله ابن سيده و: ع به قبر ذي الرمة
الشاعر المشهور. وقيل: رملة مشرفة في بلاد بني تميم، ويزعمون أن قبر ذي
الرمة في ذروتها قال ذو الرمة:
ويافع من فرندادين ملموم ثناه ضرورة. وفي التهذيب: فرنداد: جبل بناحية الدهناء، وبحذائه جبل آخر، ويقال لهما معا: الفرندادان. وأنشد بيت ذي الرمة، ذكره في الرباعي. والفوارد من الإبل: التي لا تشبهها فحول. ويقال: لقيته فردين، أي لم يكن معنا أحد، وعبارة اللسان لقيت زيدا فردين، إذا لم يكن معكما أحد. والفردين، بصيغة التثنية: قناة. وزياد بن الفرد أو ابن أبي الفرد، ويقال: القرد، بالقاف صحابي لم يصح حديثه. كذا في معجم الصحابة. وحفص الفرد المصري، أبو حفص من الجبرية مشهور، من المتكلمين. وكان قد تلمذ أبا يوسف، وناظر الشافعي. والفرد: اسم سيف عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري، أبي محمد النقيب البدري، رضي الله عنه والفارد من السكر: أجوده وأبيضه. والفارد: جبل بنجد، تقدم ذكره. والفردة، كهمزة: من يترك الرفقة، ويذهب وحده. والفردات بضم الفاء وسكون الراء: الآكام. ويقال: سيف فرد، بفتح فسكون، وفرد، ككتف، وفريد كأمير، وفرد، محركة، وفردد، كجعفر، وفرند، بالكسر، أي لا نظير له من جودته، فهو منقطع القرين، هكذا فسرا بن السكيت في قوله:
طاوي المصير كسيف الصيقل الفرد قال: الفرد والفرد، بالفتح والضم، ولم أسمع بالفرد إلا في هذا البيت. والذي في الكملة: سيف فرد وفريد: ذو فرند. فتأمل ذلك. وأفرده: عزله. وأفرد إليه رسولا: جهزه. وأفردت المرأة: وضعت واحدة هكذا في النسخة: وفي بعضها:واحدا، فهي مفرد، وموحد، ومفذ. وزاد في الأساس: وأتأمت، إذا وضعت اثنين. قال الأزهري ولا يقال ذلك في الناقة، لأنها لا تلد إلا واحدا، وكذا في اللسان. وفردد، كجعفر: ة بسمرقند، منها أبو إسحاق إبراهيم بن منصور ابن شريح، عن محمد بن أيوب الرازي.
ومما يستدرك عليه: المفرد: ثور الوحش، وفي قصيدة كعب:
ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق شبه به الناقة. وفي الحديث: لا تعد فاردتكم يعني الزائدة على الفريضة، أي لا تضم إلى غيرها فتعد معها وتحسب. وقال الزمخشري في الأساس: الفاردة هنا. هي التي أفردتها عن الغنم تحلبها في بيتك. وفي حديث أبي بكر: فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة إنما قيل له ذلك، لأنه كان إذا ركب لم يعتم معه غيره إجلالا له. وفي الحديث: لا يغل فاردتكم، فسره ثعلب فقال: معناه من انفرد منكم، مثل واحد أو اثنين، فأصاب غنيمة فليردها على الجماعة، ولا يغلها أي لا يأخذها وحده. واستفردت الشيء، إذا أخذته فردا لا ثاني له ولا مثل، قل الطرماح يذكر قدحا من قداح الميسر:
إذا انتحت بالشمأل بارحة
جال بريحا واستفردته يده
صفحة : 2170
والفارد والفرد: الثور. وعددت الجوز، أو الدراهم أفرادا، أي واحدا واحدا.
وفرد: كثيب منفرد عن الكثبان، غلب عليه ذلك، وليس فيه الالف واللام حتى جعل
ذلك اسما له كزيد، ولم يسمع فيه الفرد. وفي حديث الحديبية: لأقاتلنهم حتى
تنفرد سالفتي أي حتى أموت. السالفة: صفحة العنق وكنآ بانفرادها عن الموت،
لأنها لا تنفرد عما يليها إلا به. واستفرد الغواص الدرة: لم يجد معها أخرى.
كذا في الأساس. وفرود النجوم، مثل أفرادها.
ف - ر - ث - د
فرثد وجهه، بالثاء الملثة بعد الراء، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال
الصاغاني. إذا كثر لحمه وامتلأ، كذا في التكملة.
ف - ر - ش - د
فرشد الرجل. أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: إذا باعد بين
رجليه مثل فرشط. كذا في التكملة.
ف - ر - ص - د
الفرصد، والفرصيد، بكسرهما، عجم الزبيب وعجم العنب، وهو العنجد أيضا، وقد
تقدم، كالفرصاد، بالكسر أيضا، وكان ينبغي التنبيه، فإن الإطلاق يقتضي
الفتح. وهو أي الفرصاد: التوت، أو حمله، أو أحمره، وقال الليث: الفرصاد:
شجر معروف. وأهل البصرة يسمون الشجر فرصادا، وحمله التوث، وأنشد:
كأنما نفض الأحـمـال ذاوية على جوانبه الفرصاد والعنب أراد بالفرصاد والعنب الشجرتين لا حملهما، أراد: كأنما نفض الفرصاد أحماله ذاوية - نصب على الحال - والعنب كذلك، شبه أبعار البقر برحب الفرصاد والعنب. والفرصاد: صبغ أحمر، قال الاسود بن يعفر:
ولقد لهوت وللشباب بشاشة
بسلافة مزجت بماء غوادي
يسعى بها ذو تومتين منطق
قنأت أنامله من الفرصـاد
والتومة: الحبة من الدر، والسلافة: أول الخمر. والغوادي: السحائب تأتي غدوة.
ف - ر - ق - د
الفرقد: ولد البقرة أو الوحشية منها، والأنثى: فرقدة، قال طرفة، يصف عيني
ناقة:
طحورانعوار القذى فتراهما
كمكحولتي مذعورة أم فرقد
طحوران: راميتان. وعوار القذى: ما أفسد العين. والفرقد: النجم الذؤي يهتدى
به، كالفرقود، فيهما، أي في ولد البقرة والنجم، وروي: الفرقود، بمعنى: ولد
البقرة، عن ابن الأعرابي، وما استدل بقول الراجز، فيما أنشده عنه ثعلب.
وليلة خامدة خمودا
طخياء تعشي الجدى والفرقودا
إذا عميرهم أن يرقودا وأراد يرقد فأشبع الضمة، قال الصاغاني: قلت: أراد
بالفرقود: الفرقد الذي هو النجم لا ولد البقرةن يعني أن الجدي والفرقد
اللذين بهما يهتدى في الظلمات، وهما دليلا السفر يعشيان في هذه الليلة لشدة
ظلمتها، فيعجزان عن أن يهديا أحدا. فإذا عرفت ذلك فقول المصنف فيهما محل
نظر، فتأمل. وهما فرقدان، نجمان في السماء، لا يغربان، ولكنهما يطوفان
بالجدي، وقيل: هما كوكبان قريبان من القطب. وقيل هما كوكبان في بنات نعش
الصغرى. وقد جاء في الشعر مثنى وموحدا ومجموعا، أما أولا فقول الشاعر:
وكل أخ يفارقه أخـوه لعمر أبيك إلا الفرقدان وأما ثانيا ففي اللسان: وربما قالت العرب لهما: الفرقد، قال لبيد:
حالف الفرقد شربا في الهدى
خلة باقية دون الـخـلـل وأما ثالثا فقد قالوا: فيهما:
الفراقد، كأنهم جعلوا كل جزء منهما فرقدا، قال:
صفحة : 2171
لقد طال يا سوداء منك المواعدودون الجدا المأمول منك الفراقد وفرقد، غير
منسوب، أكل على مائدة النيب صلى الله عليه وسلم رآه الحسن بن مهران، شيخ
لمحمد ابن سلام الجمحي، فهو ثلاثي للبخاري في تاريخه، كذا في تجريد الذهبي.
وعتبة بن فرقد بن يربوع السلمي، أبو عبد الله ولي الموصل لعمر، وكان شريفا
وشهد خيبر، وابتنى بالموصل دارا ومسجدا. صحابيان. وفاته: فرقد العجلي،
ويقال: التميمي، ذهبت به أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له. وفرقد:
ع ببخارى، نقله الصاغاني. وفراقد، كعلابط: شعبة من شق غيقة، تدفع في وادي
الصفراء.
ومما يستدرك عليه: الفرقد من الأرض: المستوي الصلب. وأبو جعفر محمد بن علي بن مخلد الفرقدي الداركي الأصبهاني، توفي سنة 307. ومحمد بن جعفر بن الهيثم بن فرقدي الضبي الفرقدي، إلى جده، أصبهاني، روى.
ف - ر - ن - د
الفرند، بكسر الفاء والراء: السيف نفسه، قال جرير:
وقد قطع الحديد فلا تماروا فرنـد لا يفـل ولا يذوب وقال أبو منصور: فرند السيف: جوهره وماؤه الذي يجري فيه، وطرائقه. وقال الجوهري: فرند السيف:وشيه وربده، كالإفرند. والفرند: الحوجم، وهو الورد الأحمر. وفرند: ثوب من حرير، م معروف، واللفظ دخيل، معرب، صرح به الجواليقي والليث وغيرهما. والفرند: حب الرمان. وعن ابن الأعرابي: الفرند كفسكل: الأبزار، ج فراند. والفرنداة بالكسر: القطاة، نقله الصاغاني. وفرنداد، كجحنبار: موضع ويقال: اسم رملة مشرفة في بلاد تميم، ويزعمون أن قبر ذي الرمة بذروتها، وفي التهذيب: جبل بالدهناء، وبحذائه جبل آخر، ويقال لهما معا: فرندادان، قال ذو الرمة:
ويافع من فرندادين ملموم قلت: وقد تقدم ذلك بعينه. وقد فرق بينهما المصنف، وهما واحد، كما هو ظاهر.
ويستدرك عليه: فرند آباد: قرية بنيسابور، منها أبو الفضل العباس بن منصور بن العباس بن شداد النيسابوري، ويروى إعجام داله الثانية.
ف - ر - ن - ك - د
ويستدرك عليه أيضا: فرنكد، كقلندر: قرية قرب سمرقند، منها الفضل بن محمد
ابن نصر السغدي، ومحمد بن معبد، والحسن بن أحمد، ذكره الأمير. وقال ابن
الأثير: ويقال إفرنكد.
ف - ر - ه - د
صفحة : 2172
الفرهد، بالضم، وزاد ابن سيده: الفرهود أيضا: الحادر الغليظ من الغلمان.
وهو الناعم التار، وقيل: القرهد: الناعم التار الرخص. وقال: إنما هو الفرهد
بالفاء، وضم الهاء والقاف فيه تصحيف. والفرهد، والفرهود: ولد الأسد،
عمانية. وسيأتي في كلام الخيل، حين سأله الأصمعي: وما فراهيد? قال: جرو
الأسد، بلغة عمان. وفي اللسان: وزعم كراع أن جمع الفرهد: فراهيد، كما جمع
هدهد على هداهيد. قال ابن سيده: ولا يؤمن كراع على مثل هذا، إنما يؤمن عليه
سيبويه وشبهه. والفرهد: الغلام الممتليء الجسم، الحسن الوجه - وفي بعض
النسخ: الممتلئ الحسن بالإضافة - ويفتح، وهذا عن الصاغاني، والقاف تصحيف،
كما تقدم. ويقال أيضا: غلام فقلهد، باللام، وسيأتي. والفرهود: بالضم ولد
الوعل. وفرهود: أبو بطن من يحمد، وهم بطن من الأزد، منهم إمام الصنعة
الخليل بن أحمد العروضي، وهو فرهودي بالضم، هكذا كان يقوله يونس ،
وفراهيدي، كما هو المشهور، والأكثر في الاستعمال. روي عن الأصمعي، أنه قال:
سألت الخليل بن أحمد: ممن هو، فقال: من أزد عمان، من فراهيد. قلت: وما
فراهيد? قال: جرو الأسد، بلغة، عمان. وقال الرشاطي: في الأزد الفراهيد بن
شبابة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس. كذا لابن الكلبي. وقال ابن دريد:
فرهود بن شبابة. وفي البغية: هو فراهيد بن مالك بن فهم بن عبد الله بن مالك
بن نصر بن الأزد، قلت وبقي على المصنف من هذه القبيلة: أبو عمرو مسلم بن
إبراهيم الأزدي الفراهيدي القصاب، بصري ثقة. روى عن هشام الدستوائي، وشعبة،
وعنه البخاري وغيره. وذكره ابن الأثير. والفراهيد: صغار الغنم كأنه جمع
فرهود، على قول كراع. وفرهاد، بالكسر، والمشهور الفتح، وهكذا هو بخط
الصاغاني أيضا: اسم أعجمي لبعض الملوك، وفرهاد وشيرين، قصتهما مشهورة
عندهم. قال شيخنا وصرح ابن الأثير بأن دال فرهاد معجمة، قلا يذكر هنا.
وفرهاد جرد، بكسر الفاء على حسب ضبطه السابق، والصواب بفتح الفاء، وكسر
الجيم، وسكون الراءين، والدالين: ة بمرو، وضبطها ابن الأثير بفتح الفاء
أيضا وإعجأم الدال، منها: أبو يحيى زكريا بن دلشاد بن مسلم، عن محمد بن
رافع، وعلي بن خشرم، وعنه أبو عمر الزاهد، قال الصاغاني: هو مركب، وجرد
بالكسر معرب كرد، أي عمل، هكذا هو مضبوط بالكسر، والذي يعرف من قواعد
اللسان أن الذي بمعنى عمل: كرد، بفتح الكاف العربية.
ويستدرك عليه: تفرهد الغلام، إذا سمن، ولا يوصف به الرجل، وغلام مفرهد. وفرهاد جرد: قرية أخرى بنيسابور منها أبو الفضل صالح بن نوح ابن منصور النيسابوري. وفرهادان: قرية أخرى، نسب إليها عبد الله بن محمد بن سيار. ويروى إعجام الدال في الكل. وعدا حتى فرهد، أي انتفخ، وفرهدت نفسه، إذا ضاقت.
ف - ز - د
لم يحرم من فزد له، أهمله الجوهري هنا، وقال الأصمعي: تقوله العرب لمن يصل
إلى طرف من حاجته،ن وهو يطلب نهايتها، أي من فصد له، بالصاد، بدل الزاي،
وهو الأصل وسيأتي قريبا، أي اقنع بما رزقت منها، فإنك غير محروم.
ف - س - د
صفحة : 2173
فسد، يفسد ويفسد. وفسد كنصر، وعقد، وكرم الأولى هي المشهورة المعروفة،
وعليها اقتصر جماعة، كصاحب المصباح، وابن القوطية، ونقل المصنف في البصائر.
عن ابن دريد: فسد يفسد، مثل عقد يعقد، لغة ضعيفة، قال شيخنا: وأغرب من وزن
الثانية بعقد، فإنه ليس من أوزانه المشهورة، ولو وزنه بضرب كان أقرب فسادا،
مصدر الباب الثالث وفسودا بالضم، مصدر الباب الأول: ضد صلح، قال شيخنا: وقد
اختلفت عباراتهم في معناه، فقيل: فسد الشيء: بطل واضمحل، ويكون بمعنى تغير،
ومن الأول عند الأكثر لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا . فهو فاسد وفسيد
فيهمامن قوم فسدى، كسكرى، كما قالوا: ساقط وسقطى، قال سيبويه: جمعوه جمع
هلكى، لتقاربهمأ في المعنى، ولم يسمع عنهم انفسد في مطاوع فسد، وإلا
فالقياس لا يأباه. والفساد: أخذ المال ظلما بغير حق، هكذا فسر مسلم البطين
قوله تعالى: للذين لا يردون علوا في الأرض ولا فسادا . ويقال: أفسد المال
يفسده إفسادا وفسادا. والله لا يحب الفساد . وقوله عز وجل: ظهر الفساد في
البر والبحر الفساد هنا: الجدب في البر، والقحط في البحر، أي في المدن التي
على الأنهار، وهذا قول الزجاج. والمفسدة ضد المصلحة، وقالوا: هذا الأمر
مفسدة لكذا، أي فيه فساد، قال الشاعر:
إن الشباب والفراغ والجده
مفسدة للعقل أي مفسده
وفي الخبر أن عبد الملك بن مروان أشرف على أصحابه، وهم يذكرون سيرة عمر، فغاظه ذلك، فقال: إيها عن ذكر عمر، فإنه إزراء على الولاة، مفسدة للرعية. وعدى إيها بعن لأن فيه معنى: انتهوا. وفسده تفسيدا أفسده وأباره، قال أبو جندب الهذلي:
وقلت لهم قد أدركتكم كتيبة مفسدة الأدبار ما لم تخفر أي اشدت على قوم قطعت أدبارهم، ما لم تخفر الأدبار، أي ما لم تمنع. وتفاسدوا: قطعوا الأرحام وتدابروا، قال:
يمددن بالثدي في المجاسد
الى الرجال خشية التفاسد
يقول: يخرجن ثديهن، يقلن: ننشدكم الله إلا حميتمونا، يحرضن بذلك الرجال. واستفسد فلان إلى فلان: ضد استصلح، واستفسد السلطان قائده، إذا أساء إليه، حتى استعصى عليه. وفي الحديث: كره عشر خلال، منها إفساد الصبي، غير محرمه هو أن يطأ المرأة المرضع فإذا حملت فسد لبنها، وكان في ذلك فساد الصبي، وتسمى الغيلة وقوله: غير محرمه، أي أنه كرهه، ولم يبلغ به حد التحريم. وبقي من الأمور المشهورة: حرب الفساد، وهي حرب كانت بين بني شك وغوث من طيئ، سميت بذلك لأن هؤلاء خصفوا نعألهم بآذان هؤلاء، وهؤلاء شربوا الشراب بأقحاف هؤلاء. ومن سجعات الأساس: من كثرت مفاسده، ظهرت مسافده. وفلان يفاسد رهطه.
ف - ص - د
صفحة : 2174
فصد يفصد، بالكسر، فصدا بفتح فسكون، وفصادا بالكسر، وهذه عن الصاغاني. قال
شيخنا: وقول العامة: الفصادة بالهاء، ليس من كلام العرب وافتصد: شق العرق،
وهو مفصود وفصيد، وفصد الناقة: شق عرقها ليستخرج دمه فيشربه. وقال الليث
الفصد قطع العروق، وافتصد فلان، إذا قطع عرقه ففصد، وقد فصدت وافتصدت.
ويقال: فصد له عطاء، أي قطع له وأمضاه يفصده فصدا. ويحكى أنه بات رجلان عند
أعرابي فالتقيا صباحا، فسأل أحدهما صاحبه عن القرى، لفقال: ما قريت، وإنما
فصد لي، فقال الرجل: لم يحرم من فصد له، بسكون الصاد، فجرى ذلك مثلا وسكن
الصاد تخفيفا، كما قالوا في ضرب: ضرب، وفي قتل: قتل، كقول أبي النجم:
لو عصر منه البان والمسك انعصر ويروى من فزد له، بالزاي، بدل الصاد، لأن الصاد لما سكنت ضعفت، فضارعوا بها الدال التي بعدها بأن قلبوها إلى أشبه الحروف بالدال من مخرج الصاد، وهو الزاي، لأنها مجهورة، كما أن الدال مجهورة، فإن تحركت الصاد هنا لم يجز البدل فيها، وذلك نحو: صدر وصدف، لا تقول فيه زدر، ولا زدف، وذلك أن الحركة قوت الحرف وحصنته فأبعدته من الانقلاب، بل قد يجوز فيها إذا تحركت إشمامها رائحة الزاي، فأما أن تخلص، زايا وهي متحركة، كما تخلص، وهي ساكنة فلا، وإنما تقلب الصاد زايا، وتشم رائحتها إذا وقعت قبل الدال، فإن وقعت قبل غيرها لم يجز ذلك فيها، وكل صاد وقعت قبل الدال فإنه يجوز أن تشمها رائحة الزاي إذا تحركت، وأن تقلبها زايا محضا إذا سكنت. وبعضهم يقول: قصد له، بالقاف، أي من أعطي قصدا، أي قليلا، وكلام العرب بالفاء، أي لم يحرم القرى من فصدت له الراحلة فحظي بدمها. يضرب مثلا فيمن طلب ونال بعض المقصد، وقال يعقوب: والمعنى: لم يحرم من أصباب بعض حاجته، وإن لم ينلها كلها. وتأويل هذا: أن الرجل كان يضيف الرجل في شدة الزمان، فلا يكون عنده ما يقريه، ويشح أن ينحر راحلته، فيفصدها، فإذا خرج الدم سخنه للضيف، إلى أن يجمد ويقوى، فيطعمه إياه، فجرى المثل في هذا. وفي اللسان: ومن أمثالهم في الذي يقضى له بعض حاجته دون تمامها: لم يحرم من فصد له مأخوذ من الفصيد الذي كان يصنع في الجاهلية ويؤكل. يقول: كما يتبلغ المضطر بالفصيد، فاقنع أنت بما ارتفع من قضاء حاجتك، وإن لم تقض كلها.
والفصيد: دم كان يوضع في الجاهلية في معى، من فصد عرق البعير، ويشوى، وكان أهل الجاهلية يأكلونه وتطعمه الضيف في الأزمة. وعن ابن كثوة: الفصيدة بالهاء: تمر يعجن ويشاب، أي يخلط بدم، وهو دواء يداوى به الصبيان، قاله في تفسير قولهم: ماحرم من فصد له، كالفصدة بالضم. وأفصد الشجر وانفصد: انشقت عيون ورقه وبدت أطرافه. والمنفصد، والمتفصد: السائل الجاري، وانفصد الشيء، وتفصد: سال، وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي تفصد عرقا. يقال: هو يتفصد عرقا، أي يسيل عرقا، معناه: أي سال عرقه، تشبيها في كثرته بالفصاد. وعرقا: منصوب على التمييز. وقال ابن شميل: في الأرض تفصيد من السيل، أي تشقق وتخدد. وقال أبو الدقيش: التفصد. النقع بماء قليل. والمفصد، بالكسر: آلة الفصاد، كالمبضع.
ومما يستدرك عليه:
صفحة : 2175
الفاصدان: موضع مجرى الدموع على الوجه. وأبو فصيد، كزبير: محدث، روى عن أبي
طاهر السلفي، ذكره المنذري في التكملة.
ف - غ - د
ومما يستدرك عليه: فغدين بفتح الفاء، وسكون الغين المعجمة، وكسر الدال
المهملة: قرية ببخارى، منها أبو يحيى يوسف بن يعقوب الليثي، مولى نصر بن
سيار.
ف - ق - د
فقده يفقده فقدا، بفتح فسكون، وفقدانا، بالكسر، وفقدنا، بالضم، زاده المصنف
في البصائر له، وذكره شيخنا عوض الكسر اعتمادا على الشهرة، وقاعدة المصادر،
وفقودا بالضم، وهذه عن ابن دريد، كذا في البصائر، وأنشد لعنترة العبسي:
فإن يبرأ فلم أنفث علـيه وإن يفقد فحق له الفقود عدمه، والفاء، والقاف، والدال، تدل على ذهاب شيء ويضياعه، وفي المفردات للراغب: الفقد أخص من العدم، لان العدم بعد الوجود، أي فهو أعم، كما قال شيخنا، فهو فقيد ومفقود، وعلى الثاني اقتصر صاحب اللسان، قال شيخنا: والفاعل: فاقد، على القياس، ولذا لم يحتج لذكره. قلت: ومن سجعات الأساس: أنا منذ فارقتني كالفاقد، أم الواحد. وأفقده الله إياه، وأفقده الله كل حميم. والفاقد من النساء: التي مات زوجها أو والدها أو حميمها. وقال أبو عبيد: الفاقد: الثكول، وأنشد الليث:
كأنها فاقد شمطاء معولة ناحت وجاوبها نكد مناكيد أو هي المتزوجة بعد موت زوجها، قاله اللحياني، وقال والعرب تقول: لا تتزوجن فاقدا، وتزوج مطلقة. وظبية فاقد، وبقرة فاقد: سبع ولدها، وكذلك: حمامة فاقد، وأنشد الفارسي:
إذا فاقد خطباء فرخين رجـعـت ذكرت سليمى في الخليط المناين قال ابن سيده: هكذا أنشده سيبويه، بتقديم خطباء على فرخين مقويا بذلك أن اسم الفاعل إذا وصف قرب من الاسم وفارق شبه الفعل. وافتقده وتفقده: طلبه عند غيبته قالك
فلا أخت فتبكيه ولا أم فتفتقده وفي التنزيل وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد . وفي المفردات للراغب: التفقد: تعرف فقدان الشيء، والتعهد: تعرف العهد المتقدم. ووافقه كثير من أهل اللغة ومنهم من استعمل كلا منها في محل الآخر. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: افتقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أي لم أجده. ويقال: ما افتفدته منذ افتقدته، أي ما تفقدته منذ فقدته. كذا في البصائر. وروى عن أبي الدرداء أنه قال: من يتفقد يفقد، ومن لا يعد الصبر لفواجع الأمور يعجز، أقرض من عرضك ليوم فقرك. قل ابن منظور: أي من تفقد الخير وطلبه في الناس فقده ولم يجده، وذكل أنه رأى الخير في النادر من النا ولم يجده فاشيا موجودا. وفي البصائر للمصنف: أي من يتفقد أحوال الناس ويتعرفها عدم الرضا، فإن ثلبك أحد فلا تشتغل بمعارضته، ودع ذلك قرضا عليه ليوم الجزاء. انتهى.
وقد أنشدنا بعض الأصحاب:
تفقد الخلان مستـحـسـن
فمن بداه فنـعـمـا بـدا
سن سليمـان لـنـا سـنة فكان فيما
سنه المقـتـدى
تفقد الطير عـلـى رأسـه فقال ما لي
لا أرى الهدهدا
صفحة : 2176
ويقال: مات غير فقيد ولا حميد، وزاد الزمخشري وغير مفقود ولا محمود، أي غير
مكترث لفقدانه. والفقد بفتح فسكون ولا يحرك، ووهم الأزهري صاحب التهذيب قل
الصاغاني: وقع في نسخ الأزهري: الفقد، بالتحريك، والصواب سكون القاف: نبات
يشبه الكشوثى، قاله الليث، وشراب يتخذ من زبيب أو عسل، عن ابن الأعرابي، أو
كشوث ينبذ في العسل فيقويه ويجيد إسكاره، وكونه اسما للنبات والشراب المتخذ
منه، ذكره أبو حنيفة، في كتاب النبات. وعن ابن الأعرابي: الفقدة: الكشو.
وقال الليث: ويقال إن العسل ينبذ ثم يلقى فيه الفقد فيشدده، كالفقدد بالضم
في التهذيب، في الرباعي، عن أبي عمرو: الفقدد: نبيذ الكشوث. وتفاقدوا: فقد
بعضهم بعضا، وفي حديث الحسن أغيلمة حيارى تفاقدوا، هو أن يفقد بعضهم بعضا.
وقال ابن ميادة:
تفاقد قومي إذا يبيعون مهجتي بجارية بهرا لهم بعدها بهرا ومما يستدرك عليه: فقد، إذا أكل الكشوث. نقله الصاغاني.
ف - ل - د
غلام أفلود، بالضم، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: أي تام الخلق محتلم
سبط. ونص ابن الأعرابي: شطب ناعم تار سمين رخص.
ف - ل - ه - د
الفلهد، بالفتح، أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: الفلهد، مثال جعفر،
والفلهد، مثال هدهد، عن الخليل والفلهود، بضمهما، والمفلهد، نقلهما
الصاغاني، عن غيرهما، كل ذلك، الغلام الحادر السمين زاد أبو عمر: الذي قد
راهق الحلم، ويقال: غلام فلهد، إذا كان ممتلئا.وعن كراع. غلام فلهد، يملأ
المهد.
ف - ن - د
الفند، بالكسر: الجبل العظيم وقيل: الرأس العظيم منه، أو قطعة منه، وقوله:
طولا، هكذا وقع التعبير به في الصحاح وغيره، وزاد بعض بعده: في دقة، قال
شيخنا: والأظهر فيه أنه مفعول مطلق، أي تطول طولا. وفي قول علي رضي الله
عنه للأشتر: لو كان جبلا لكان فندا لا يرتقيه الحافر، ولا يوفي عليه الطائر
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: الفند: هو المنفرد من الجبال،
والجمع أفناد. ويفتح، وهذه عن الصاغاني. والفند، بالكسر: لقب شهل، بفتح
الشين المعجمة وسكون الهاء، وهو ابن شيبان بن ربيعة بن زمان، الزماني، بكسر
الزاي وتشديد الميم، أحد فرسانهم، وكان يقال له: عديد الألف. وفي بعض
النسخ: الرماني، بضم الراء، وهو غلط، وبنو زمان: قبيلة من ربيعة بن
نزار،وهم بنو زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن
أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة. وسيأتي في اللام للمصنف أن شهلا
هو اللقب، والفند اسمه، والذي هنا هو الصواب. واختلف في سبب تلقيبه به،
فقيل لعظم شخصه، كأنه فند من جبل، أي ركن منه، كذا في اللسان. أو لقوله في
بعض الوقائع: استندوا إلي فإني فند لكم، وسمي به من قيل فيه: أبطأ من فند
لتثاقله في الحاجات، كما في الأساس، وقيل: من الفند بمعنى غصن الشجرة،
وقيل: من الفند بمعنى الطائفة من الليل. وقيل: من قولهم: هم فند على حدة،
أي فئة. وقيل غير ذلك. والفند، بالكسر أيضا: أرض لم يصبها مطر، وهي
الفندية. والفند: الغصن من أغصان الشجرة، قال:
من دونها جنة تقرو لها ثمر
يظله كل فند ناعم خضـل
صفحة : 2177
والفند، بالكسر: النوع، يقال: جاءوا أفنادا، أي أنواعا مختلفة. والفند
أيضا: القوم مجتمعة، يقال: لقينا فندا من الناس، أي قوما مجتمعين، وهم فند
على حدة، أي فئة أو جماعة متفرقة، كما في النهاية. وسيأتي. والفند بالتحريك
الخرف، وإنكار العقل لهرم أو مرض، وقد يستعمل في غير الكبر، وأصله في
الكبر. والفند: الخطأ في القول والرأي، والفند: الكذب، كالإفناد. وقول
الشاعر:
قد عرضت أروى بقول إفناد إنما أراد بقول ذي إفناد، وقول فيه إفناد. وفي الأفعال لابن القطاع: وفند فنودا وأفند: كذب: وفند الرجل فندا ضعف رأيه من الهرم. قلت: فقد فرق بين المصدرين. وفي اللسان: الفند في الأصل: الكذب، وأفند: تكلم بالفند. ثم قالوا للشيخ، إذا هرم: قد أفند، لأنه يتكلم بالمحرف من الكلام عن سنن الصحة. وأفند الرجل: أهتر. كذا في الأفعال لابن القطاع. ولا تقل، عجوز مفندة، لأنها لم تكن في شببيبتها ذات رأي أبدا فتفند في كبرها. وفي الكشاف: ولذا لم يقل لمرأة: مفندة، لأنها لا رأي لها حتى يضعف. قال شيخنا: ولا وجه لقول السمين: إنه غريب، فإنه منقول عن أهل اللغة، ثم قال: ولعل وجهه أن لها عقلا، وإن كان ناقصا يشتد نقصه بكبر السن. فتأمل انتهى.
وفنده تفنيدا: كذبه وعجزه وخطأ
رأيه وضعفه. وفي التنزيل العزيز، حكاية عن يعقوب، عليه السلام: لولا أن
تفندون قال الفراء: يقول: لولا أن تكذبوني، وتعجزوني وتضعفوني، وقال ابن
الأعرابي فند رأيه، إذا ضعفه، والتفنيد: اللوم، وتضعيف الرأي، كأفنده
إفنادا. وقال الأصمعي: إذا كثر كلام الرجل من خرف فهو المفند والمفند. وفي
الحديث: ما ينتظر أحدكم إلا هرما مفندا أو مرضا مفسدا وأفنده الكبر: أوقعه
في الفند. وفي حديث أم معبد: لا عابس ولا مفند ، وهو الذي لا فائدة في
كلامه لكبر، أصابه، فهي تصفه صلى الله عليه وسلم وتقول: لم يكن كذلك. وفي
الأساس: وفلان مفند ومفند، إذا أنكر عقله لهرم أو خلط في كلامه، وأفنده
الهرم: جعله في قلة فهم كالحجر. قال شيخنا: ثم توسعوا فيه فقالوا: فنده إذا
ضعف رأيه ولامه على ما فقتل. كذا في الكشاف.
صفحة : 2178
ومن المجاز: فند الفرس تفنيدا، إذا ضمربه، أي صيره في التضمير كالفند، وهو
الغصن من أغصان الشجرة، ويصلح للغزو والسباق، وقولهم للضامر من الخيل:
شطبة، مما يصدقه، قله الصاغاني، وبه فسر هو والزمخشري الحديث أن رجلا قال
للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أريد أن أفند فرسا، فقال عليك به كميتا أو
أدهم أقرح أرثم محجلا طلق اليمنى ، كمام نقله عنه صاحب اللسان. وقال شمر،
قال هارون بن عبد الله ومنه كان سمع هذا الحديث: أفند أي أقتني فرسا، لأن
افتنادك الشيء جمعك له إلى نفسه، من قولهم للجماعة المجتمعة: فند، قال:
وروي أيضا من طريق آخر. وقال أبو منصور: قوله أفند فرسا، أي أرتبطه وأتخذه
حصنا ألجأ إليه وملاذا إذا دهمني عدو. مأخوذ من فند الجبل، وهو الشمراخ
العظيم منه، قال: ولست أعرف أفند بمعنى أقتني. قلت: وهذا المعنى ذكرله
الزمخشري في الأساس.ولعل الوجه الاول الذي نقله عنه صاحب اللسان يكون في
الفائق أو غيره من مؤلفاته، فلينظر. وفند فلانا على الأمر: أراده منه،
كفانده في الأمر مفاندة، وتفنده، إذا طلبه منه، نقله الصاغاني. وفند في
الشراب تفنيدا: عكف عليه، وهذه عن أبي حنيفة. وفند فلان تفنيدا: جلس على
الفند، بالفتح، وهو الشمراخ من الجبل وهو أنفه الخارج منه، ومن ذلك يقال
للضخم الثقيل: كأنه فند، كما في الأساس. وفند بالكسر: جبل بين الحرمين
الشريفين زادهما الله شرفا، قرب البحر، كما في المعجم. وفند اسم أبي زيد
مولى عائشة بنت سعد بن أبي وقاص مالك ابن وهيب بن عبد مناف بن زهرة. وكان
أحد المغنين المحسنين،وكان يجمع بين الرجال والنساء، وله يقول عبد الله بن
قيس الرقيات:
قل لفند يشيع الأظعأنا
ربما سر عيننا وكفانا وكنت
عائشة أرسلته يأتيها بنار فوجد قوما يخرجون إلى مصر فتبعهم وأقام بها سنة
ثم قدبم إلى المدينة، فأخذ نارا وجاء يعدو فعثر، أي سقط، وتبدد الجمر فقال:
تعست العجلة، فقيل: أبطأ من فند. وفي الأساس: وسمى من قيل فيه. أبطأ من فند
لتثاقله في الحاجات، ومن سجعات الحريري: أبطء فند، وصلود زند. وهو من
الأمثال المشهورة، ذكره الميداني والزمخشر واليوسي في زهر الأكم وحمزة
وغيرهم. قال شيخنا: وحكى الزمخشري في المستقصى أن بعض الرواة حكاه بالقاف،
وهو ضعيف لا يعتد به. قلت: هكذا قيده الذهبي بالقاف ساكتا عليه، ولكن
الحافظ قال: إن ابن ماكولا رجح الأول. والفند: الطائفة من الليل. وأفناد
الليل: أركانه، قيل وبه سمى الزماني فندا كما تقدم. وفي الحديث صلى الناس
على النبي، صلى الله عليه وسلم أفنادا أفنادا قال ثعلب: أي فرقا بعد فرق،
فرادى بلا إمام، هكذا فسروه وقيل: جماعات بعد جماعات متفرقين، قوما بعد
قوم. قال ثعلب: وحزروا، أي المصلون فكانوا ثلاثين ألفا يومن الملائكة ستين
ألفا، لأن مع كل مؤمن ملكين، نقله الصاغاني. قال شيخنا: وقد قال بعض أهل
السير: إن المصلين عليه صلى الله عليه وسلم لا يكادون ينحصرون. و حديث
عائشة يشهد له. انتهى.
صفحة : 2179
قال أبو منصور: تفسير أبي العباس لقوله: صلوا عليه أفنادا، أي فرادى، لا
أعلمه إلا من الفند من أفناد الجبل، والفند الغصن من أغصان الشجر، شبه كل
رجل منهم بفند من أفناد الجبل، وهي شماريخه. وقوله صلى الله عليه وسلم فيما
رواه شمر عن واثلة بن الأسفع أنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: أتزعمون أني آخركم وفاة? ألا إني من أولكم وفاة تتبعوني أفنادا يهلك
بعضكم بعضا وفي رواية: يضرب بعضكم رقاب بعض أي تتبعوني ذوي فند، أي ذوي عجز
وكفر للنعمة. وفي النهاية أي جماعات متفرقين، قوما بعد قوم، واحدهم فند.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أسرع الناس
بي لحوقا قومي، تستجلبهم المنايا، وتتنافس عليهم أمتهم ويعيش الناس بعدهم
أفنادا يقتل بعضهم بعضا. قال أب منصور: معناه أنهم يصيرون فرقا مختلفين،
يقتل بعضهم بعضا، قال: هم فند على حدة، أي فرقة على حدة. وفي الصحاح: قدوم
فندأوة: حادة، وجمعه: فناديد، على غير قياس. والفندأية، مر ذكره في الهمز،
وهو الفأس العريضة الرأس. والتفند: التندم، وذكره المصنف في كتاب البصائر
له، والصاغاني في التكملة.
ومما يستدرك عليه: الفندة بالكسر: العود التام تصنع من القوس، وجاءوا من كل فند، بالكسر، أي من كل فن. ونوع. قلت: ومنه اشتقاق لفظ الأفندي لصاحب الفنون، زادوا ألفا عند كثرة الاستعمال، إن كانت عربية. وقيل: رومية، معناه: السيد الكبير، كما سمعت من بعض. ويفتند في قول حصيب الهذلي:
تدعى خثيم بن عمرو في طوائفها في كل وجه رعيل ثم يفتـنـد معناه يفنى، من الفند وهو الهرم، ويروى: يقتثد، أي يقطع كما يفقطع القثد. وفانيد: نوع من الحلواء يعمل بالنشا وكأنها أعجمية لفقد فاعيل من الكلام العربي. ولهذا لم يذكرها أكثر أهل اللغة. قلت: وسيأتي في المعجمة، ولكن قال شيخنا: إنه بالمهملة أليق.وفندين، بالضم: من قرى مرو، منها أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن الفنديني الرازي.
ف - ن - ج - ك - ر - د
فنجكرد: قرية من نيسابور، منها أبو الحسن علي بن أحمد الأديب.
ف - ن - ك - د
وفنكد: قرية بنسف.
ف - د - ك - ر - د
وفدكرد بالضم: من قرى أستراباذ.
ف - و - د
الفود: معظم شعر الرأس مما يلي الأذن، قاله ابن فارس وغيره. والفود: ناحية
الرأس، وهما فودان، وعليه مشى صاحب الكفاية ونقله في البارع عن الأصمعي
وقال: إن كل شق فود، والجمع: أفواد، وكذلك الحيد، قال الأغلب:
فانطح بفودي رأسه الأركانا ويقال: بد الشيب بفوديه. وفي الحديث. كان أكثر شيبه في فودى رأسه أي ناحيتيه. وقال ابن السكيت: إذا كان للرجل ضفيرتان يقال: للرجل فودان. والفود: الناحية من كل شيء. والفود: العدل، وقعد بين الفودين، أي بين العدلين،?. وقال معاوية للبيد. كم عطاؤك? قال: ألفان وخمسمائة. قال: ما بال العلاوة بين الفودين. وهو مجاز. والفود الجوالق، وهما فودان. والفود: الفوج، والجمع: أفواد، كأفواج. والفود: الخلط، يقال: فدت الزعفران، إذا خلطته، مقلوب عن دفت، حكاه يعقوب، وفاده يفوده، مثل: دافه يدوفه، وأنشد الأزهري لكثير، يصف الجواري:
يبباشرن فأر المسك في كل مهجع
ويشرق جادي بـهـن مـفـود
صفحة : 2180
أي مدوف. والفود: الموت، فاد يفود فودا: مات، ومنه قول لبيد بن ربيعة يذكر
الحارث بن أبي شمر الغساني، وكان كل ملك منهم كلما مضت عليه سنة زاد في
تاجه خرزة، فأراد أنه عمر حتى صار في تاجه خرزات كثيرة:
رعى خرزات الملك ستين حجة وعشرين حت فاد والشيب شامل وفي حديث سطيح:
أم~ فاد فازلم به شأو العنن كالفيد بالياء، وسيأتي. والفوز بالزاي، كذا في بعض الروايات، يفود ويفيد، بالواو والياء، لغتان صحيحتان. والفود: ذهاب المال أو ثباته، كالفيد فيهما، وسيأتي قريبا، والاسم الفائد، فهي واوية ويائية، لأن المصنف ذكرها في المادتين. وأفاده واستفاده وتفيده: اقتناه، وأفدته أنا: أعطيته إياه، وسيأتي بعض ذلك في فيد، لأن الكلمة يائية وواوية. أفدت فلانا: أهلكته وأمته، هو من قولك: فاد الرجل يفيد، إذا مات، قال عمرو ابن شأس في الإفادة بمعنى الإهلاك:
وفتيان صدق قد أفدت جزورهم بذي أود جيش المناقد مسبـل أفدتها: نحرتها وأهلكتها. والفواد، كسحاب: لغة في الفؤاد، بالضم والهمز، وقد تقدم أنه قراءة لبعض، وحملوها على الإبدال، وذكره المصنف أيضا في كتاب البصائر له.
وتفود الوعل فوق الجبل، إذا أشرف. ويقال: رجل متلاف مفواد، بالواو، ومفياد، بالياء، أي متلف مفيد، وأنشد أبو زيد للقتال:
ناقته ترمل في النقال
مهلك مال ومفيد مال
ويقال: هما يتفاودان العلم، هكذا قول عامة الناس والصواب: أنهما يتفايدان بالمال بينهما، أي يفيد كل واحد منهما صاحبه. هكذا قاله ابن شميل، وهو نص عبارته. وتوقف شيخنا في وجه الصواب، ظانا أنه من اختيارات المصنف، وأنها وردت واوية ويائية، من غير إنكار، ولو نظر إلى بقية قول ابن شميل وهو: بالمال بينهما، لزال الإشكال. فتأمل.
ومما يستدرك عليه: من المجاز: ارفع فود الخباء، أي جانبه وناحيته. وألقت العقاب فوديها على الهيثم، أي جناحيها، وقال خفاف:
متى تلق فوديها على ظهر ناهض ونزلوا بين فودي الوادي. واستلمت فود البيت: ركنه. وجعلت الكتاب فودين: طويت أعلاه على أسفله، حتى صار نصفين. كل ذلك في الأساس.
ف - ه - د
الفهد: سبع م أي معروف، يصاد به، والأنثى، فهدة. وفي المثل. أنوم من فهد.
ج: فهود وأفهد، ورجل فهد: يشبه بالفهد في ثقل نومه، والفهاد صاحبها، وفي
التهذيب: ومعلمه الصيد: فهاد كالكلاب في الكلب. والفهد: المسمار يسمر به في
واسط الرحل، وهو الذي يسمى الكلب، قال الشاعر، يصف صريف نابي الفحل بصرير
هذا المسمار:
مضبر كأنما زئيره
صرير فهد واسط صريره
وقال خالد: واسط الفهد مسمار يجعل في واسط الرحل. والفهدة، بهاء: الاست، نقله الصاغاني. والفهدة: فرس عبيد بن مالك النهشلي، نقله الصاغاني، وفهدتا البعير: عظمان ناتئان خلف الأذنين، وهما الخششاوان. والفهدتان من الفرس: لحمتان ناتئتان في زوره مثل الفهرين. وه قول الجوهري. وفي اللسان: وفهدتا الفرس: اللحم الناتئ في صدره عن يمينه وشماله، قال أبو دواد:
كأن الغضون من الفهـدتـين
إلى طرف الزور
حبك العقد
صفحة : 2181
وعن أبي عبيدة: فهدتا صدر الفرس: لحمتان تكتنفانه. وفهد الرجل، كفرح: نام
وتغافل عما يجب وفي الأفعال لابن القطاع: عما يلزمه تعهده. وفي الأساس: فهد
الرجل: أشبه الفهد في تمدده ونومه، وفي حديث أم زرع وصفت امرأة زوجها
فقالت: إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد قال الأزهري وصفت زوجها
باللين والسكون، إذا كان معها في البيت، ويوصف الفهد بكثرة النوم، شبهته به
إذا خلا بها، وبالاسد إذا رأى عدوه. قال ابن الأثير: وغفل عن معايب البيت
التي يلزمني إصلاحها، فهي تصفه بالكرم وحسن الخلق، فكأنه نائم عن ذلك أو
ساه، وإنما هو متغافل ومتناوم، فهو فهد وفهد ككتف وإبل، وللأخير نظائر
تأتيس في: أ - ب - ل. وفي التهذيب نقلا عن النوادر للحياني: ويقال فهد فلان
له، كمنع، إذا عمل في أمره بالغيب جميلا، وكذلك: فأد ومهد. والفوهد: الغلام
السمين الذي راهق الحلم. كالفلهد، قاله أبو عمرو. وزعم يعقوب أن فاء الفوهد
، بدل عن ثاء الثوهد أو بعكس ذلك. وغلام ثوهد وفوهد: تام الخلق، وقيل، هو
الناعم الممتلئ، كالأفهود، بالضم، وهذه عن الصاغاني. وهي فوهدة وثوهدة:
تامة تارة ناعمة، قال الراجز:
تحب منا مطرهفا فوهدا
عجزة شيخين غلاما أمردا
والأفاهيد: ع في. وفي التكملة: قنينات بلق بقفا رحرحان على موطئ طريق الربذة، كأنه جمع أفهود.
وبقي عليه: يحيى بن سعيد بن قيس بن فهد الأنصاري الفهدي، من فقهاء المدينة. ومحمد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم الساجي، حدث عن شعبة. وبنو فهد محدثو الحجاز، وأبو ربيعة يزيد ابن عوف، يلقب بفهد، وفهد بن سليمان، سكن مصر وحدث عنه الطحاوي وغيره، وأبو بكر محمد ابن القاسم بن فهد المالكي. كذا ذكره ابن أبي الدم.
ف - ي - د
فاد يفيد فيدا: تبختر، كتفيد، ورجل فياد، ومتفيد وفيادة. والفيد: الموت،
يقال: فاد الرجل يفيد، إذا مات، كفاز وفاظ. وفاد المال نفسه لفلان يفيد
فيدا، إذا ثبت له، وفي كتاب الأفعال: كثر، والاسم الفائدة، أو فاد المال
نفسه يفيد فيدا، إذا ذهب ومات. وفاد الزعفران يفيده فيدا: دافه، وهو مقلوب،
حكاه يعقوب، ويقال: فاد الزعفران والورس فيدا، إذا دقه ثم أمسه ماء. وفادت
المرأة الط?يب فيدا: دلكته في الماء ليذوب، قال كثير عزة:
يباشرن فأر المسك في كل مشهد ويشرق جادي بـهـن مـفـيد أي مدوف. وفي الأفعال: وفاد الزعفران والورس: انسحقا عند الدق. وقيل: فاد يفيد، إذا حذر شيئا فعدل عنه جانبا. وفادت له الفائدة: حصلت، كذا في الصحاح، والأساس. وفي الأفعال لابن القطاع: وفادت لك فائدة فيدا أتتك. والفيد: الزعفران المدوف، وقيل: ورق الزعفران، وقيل: ورده. والفيد: الشعر الذي على جحفلة الفرس. وفيد: ماء، وقيل: موضع بالبادية وقيل: قلعة، وفي المراصد: بليدة بطريق مكة في نصفها من الكوفة، في وسطها حصن عليه باب حديد، وعليها سور دائر، كان الناس يودعون فيها فواضل أزوادهم إلى حين رجوعهم وما ثقل من أمتعتهم، وهي قرب أجإ وسلمى، جبلي طيئ. وفي المصباح: فيد: بلدة بنجد على طريق حاج العراق، وأنشد في اللسان لزهير:
ثم استمروا وقالوا إن مشربكم
ماء بشرقي سلمى فيد أوركك
صفحة : 2182
وقال ابن هشام اللخمي في شرح الفصيح: فيد: قرية بين مكة والكوفة، وأنشد:
لقد أشمتت بي أهل فيد وغادر تبجسمي صبرا بنت مصان باديا وقال أبو عبيد في المعجم: قال السكوني: كان فيد فلاة في الأرض بين أسد وطيئ في الجاهلية، فلما قدم زيد الخيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه فيد. تسمى بفيد بن فلان هكذا في نسختنا. ووقع في نسخة شيخنا: سمى، بالمبنى لمجهول، من سمى، فقال: والصواب سميت. وتأويل القلعة بالحصن لا يخفى بعده. قلت: ووجدت الزجاجي قد رفع الإبهام، فقال: سميت بفيد بن حام، أول من نزلها، قال شيخنا: والغالب على فيد التأنيث، قال ابن الأنباري، قال التدمري: والاختيار فيها عند سيبويه عدم الانصراف، كما قال لبيد بن ربيعة:
مرية حلـت بـفـيد وجـاورت أرض الحجاز فأين منك مرامها وصرفها جائز، وقال ابن درستويه في شرح الفصيح يقول ثعلب: لا يدخل في فيد حرف التعريف، ولا يقال فائد. ثم قال شيخنا: ورأيت في كتب الأمثال أنه يوجد فيها كعك يضرب به المثل، ونظمه شيخ الأدباء مالك ابن المرحل في نظمه للفصيح:
وتلك فيد قرية والمثل
في كعك فيد سائر لا يجهل والفيد: أن تفيد بيدك الملة، وهي الرماد الحار عن
الخبزة، نقله الصاغاني. وفيد القريات: ع بين الحرمين الشريفين. وهو غير فيد
المتقدم ذكره، نبه عليه الصاغاني. وقدوهم المقدسي في حواشيه، فجعللهما
واحدا. وحزم فيدة: ع آخر، قال المقدسي: المذكور حمى فيد، وأنشد ابن
الأعرابي:
سقى الله حيا بين صارة والحمى حمى الفيد صوب المدجنات المواطر قال شيخنا وهو وهم. والفياد: ذكر البوم، ويقال الصدى، والفياد: المتبختر، كالمتفيد، يقال: فلان يمشي على الأرض فيادا ميادا، أي مختالا ميالا. والفياد: الذي يلف ما قدر عليه فيأكله، كالفيادة، فيهما، وأنشد ابن الأعرابي لأبي النجم:
ليس بملتاث ولا عميثل
وليس بالفيادة المقصمل
أي هذا الراعي لي بالمتجبر الشديد العصا. والفيادة: الذي يفيد في مشيته، والهاء دخلت في نعت المذكر، مبالغة في الصفة. والفائدة: ما أفاد الله تعالى العبد من خير يستفيده ويستحدثه، وقال الجوهري: هي ما استفدت من علم أو مال، تقول منه: فادت له فائدة، وهي واوية يائية ج: فوائد. قال شيخنا: وزاد بعض أرباب الاشتقاق أنها من الفؤاد حتى اغتر بذلك شيخ شيوخنا الشهاب وتظرف، فقال:
من الفؤاد اشتقت الفـائده
والنفس يا صاح بذا شاهده
لذأ ترى أفئدة النـاس قـد مالت
لمن في قربه فائده
وفيد تفييدا: تطير من صوت الفياد، أي ذكر اليوم قال الأعشى:
ويهماء بالليل غطشى الفلا
ة يؤنسني صوت فيادهـا
صفحة : 2183
وأفدت المال: استفدته، وأفدت المال: أعطيته غيري، قاله الكسائي، وهو ضد،
ويقال: المفيد في قول القتال السابق: هو المستفيد. وفي حديث ابن عباس، في
الرجل يستفيد المال بطريق الربح أو غيره، قال: يزكيه يوم يستفيده أي يوم
يملكه. قال ابن الأثير: وهذا لعله مذهب له، وإلا فلا قائل به من الفقهاء،
إلا أن يكون للرجل مال قد حال عليه الحول، واستفاد قبل وجوب الزكاة فيه
مالا، فيضيفه إليه، ويجعل حولهما واحدا، ويزكي الجميع، وهو مذهب أبي حنيفة
وغيره. وقال ابن شميل: يقال هما يتفايدان بالمال بينهما، أي يفيد كل واحد
منها صاحبه. ولا تقل هما يتفاودان العلم، أي يفيد كل واحد منهما، فإنه قول
العامة، هذا نص عبارة ابن شميل. وقد تحامل شيخنا على المصنف، هنا وهنالك،
وغلطه وأطلق القيد، وقال: قل يتفايدان، ويتفادان، ويتفاددان، فأغرب، وزاد
في الطنبور نغمة وأطرب. وفائد: جبل واسم.
ومما يستدرك عليه: فيد من قرنه: ضرب، عن ثعلب، وأنشد:
نباشر أطراف القنأ بصـدورنـا إذا جمع قيس خشية الموت فيدوا وأبو فيد: كنية المؤرج بن عمرو السدوسي، من أئمة اللغة. وقال السلفي: أجازني من همدان فيد بن عبد الرحمن الشعراني. ولا أعرف له من الرواة سميا. وتعقبه الذهبي بأن ابن ماكولا ذكر حميد بن فيد الحساب البغدادي، روى عنه الإسماعيلي، وذكر أبا فيد السدوسي الذي ذكرناه. قال الحافظ: لا يرد على عبارة السلفي. وممن أتى بعد السلفي: فيد بن مكي بن محمد الهمداني، من مشايخ ابن نقطة. والمفيد: لقب أبي بكر محمد ابن جعفر بن الحسن بن محمد غندر الحافظ، كذا في اللباب. والشيخ المفيد، من أئمة الشيعة. وأفياد: موضع، وأنشد ابن الأعرابي:
برقا قعدت له بالليل مرتفقا ذات العشاء وأصحابي بأفياد وأبو فيدة: جبل بصعيد مصر على النيل.