الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل العشرون: فصل القاف: الجزء الثاني

فصل القاف: الجزء الثاني

صفحة : 2203

وعن الليث: القصد: مشرة العضاه أيام الخريف، تخرج بعد القيظ الورق في العضاه أغصان رطبة غضة رخاص، تسمى كل واحدة منها قصدة. أو القصدة من كل شجرة شائكة أي ذات شوك: أن يظهر نباتها أول ما نببت. وهذا عن ابن الأعرابي. قصد البعير، ككرم، قصادة، بالفتح: سمن، فهو قصيد. نقله الصاغاني.

والقصدة، بالكسر: القطعة مما يكسر، قصد كعنب وكل قطعة قصدة ورمح قصد، ككتف، وقصيد كأمير، بين القصد، رمح أقصاد أي متكسر وفي الأساس: رمح قصيد، سريع الإنكسار؛ وفي التهذيب: وإذا اشتقوا له فعلا قالوا: انقصد، وقلما يقولون قصد، إلا أن كل نعت على فعل لا يمنع صدوره من أنفعل.وأنشد أبو عبيد لقيس بن الخطيم:

ترى قصد المران تلقى كأنـهـا    تذرع خرصان بأيدي الشواطب وقال آخر:

أقرو إليهم أنابيب القنا قصدا

صفحة : 2204

يريد: أمشي إليهم على كسر الرماح؛ وقال الأخفش في رمح أقصاد: هذا أحد ما جاء على بناء الجمع. وفي اللسان: وقصد له قصدة من عظم، وهي الثلث أو الربع من الفخذ أو الذراع أو الساق أو الكتف؛ والذي في أفعال ابن القطاع وقصد من العظم قصدة: دون نصفه إلى الثلث أو الربع والقصيد من الشعر: ما تم شطر أبياته. وفي التهذيب: شطر أبنيته سمي بذلك لكماله وصحة وزنه، وقال ابن جني: سمي قصيدا لأنه قصد واعتمد، وإن كان ما قصر منه واضطرب بناؤه نحو الرمل والرجز شعرا مرادا مقصودا، وذلك أن ما تم من الشعر وتوفر آثر عندهم وأشد تقدما في أنفسهم مما قصر واختل، فسموا ما طال ووفر قصيدا، أي مرادا مقصودا، وإن كان الرمل والرجز أيضا مرادين مقصودين. والجمع قصائد، وربما قالوا: قصيدة. وفي الصحاح: القصيد جمع القصيدة. كسفين جمع سفينة، وقيل: الجمع قصائد وقصيد. قال ابن جني: فإذا رأيت القصيدة الواحدة قد وقع عليها القصيد، بلا هاء، فإنما ذلك لأنه وضع على الواحد اسم الجنس اتساعا، كقولك: خرجت فإذا السبع، وقتلت اليوم الذئب، وأكلت الخبز، وشربت الماء. وليس إلاثلاثة أبيات فصاعدا أو ستة عشر فصاعدا. قال أبو الحسن الأحفش: ومما لا يكاد يوجد في الشعر البيتان الموطآن ليس بينهما بيت والبيتان الموطآن وليست القصيدة إلا ثلاثة أبيات، فجعل القصيدة على ثلاثة أبيات؛ قال ابن جنى: وفي هذا القول من الأحفش جواز، وذلك لتسميته ما كان على ثلاثة أبيات قصيدة. قال: والذي في العادة أن يسمى ما كان على ثلاثة أبيات أو عشرة أو خمسة عشر: قطعة. فأما ما زاد على ذلك فإنما تسميه العرب قصيدة، وقال الأخفش مرة: القصيد من الشعر هو الطويل والبسيط التام والكامل التام والمديد التام، والوافر التام، والرجز التام، والخفيف التام، وهو كل ما تغنى به الركبان. قال: ولم نسمعهم يتغنون بالخفيف. ومعنى قوله: المديد التام، والوافر التام، أتم ما جاء منهما في الاستعمال أعني الضربين الأولين منهما، فأما أن يجيئا على أصل وضعهما في دائرتيهما فذلك مرفوض مطرح، كذا في اللسان. قيل: سمي قصيدا لأن قائله احتفل له فنقحه باللفظ الجيد والمعنى المختار، وأصله من القصيد وهو المخ الغليظ السمين الذي يتقصد أي يتكسر لسمنه، وضده الرار، وهو المخ السائل الذي يميع كالماء ولا يتقصد. والعرب تستعير السمن في الكلام الفصيح، فتقول: هذا كلام سمين، أي جيد وقالوا: شعر قصد إذا نقح وجود وهذب، وقيل: سمي الشعر التام قصيدا لأن قائله جعله من باله فقصد له قصدا ولم يحتسه حسيا على ما خطر بباله وجرى على لسانه، بل روى فيه خاطره. واجتهد في تجويده، ولم يقتضبه اقتضابا، فهو فعيل من القصد، وهو الأم، ومنه قول النابغة:

وقائلة من أمها واهتدى لهازياد بن عمرو أمها واهتدى لها اراد قصيدته التي يقول فيها:

يا دارمية بالعلياء فالسند والقصيدة، المخة إذا خرجت من العظم، وإذا انفصلت من موضعها أو خرجت، قيل: انقصدت وتقصدت، وقد قصدها قصدا، وقصدها: كسرها. أو دونه، كالقصود، بالفتح قال أبو عبيدة: مخ قصيد وقصود، وهو دون السمين وفوق المهزول، القصيد: العظم الممخ، وعظم قصيد: ممخ، أنشد ثعلب:

صفحة : 2205

وهم تركوكم لا يطعم عظمكم هزالا وكان العظم قبل قصيدا أي ممخا، وإن شئت قلت: أراد ذا قصيد، أي مخ. عن الليث: القصيد: اللحم اليابس، وأنشد قول أبي زبيد:

وإذا القوم كان زادهم اللح     م قصيدا منه وغير قصيد وقيل: القصيد: السمين ها هنا وأنشد غيره للأخطل:

وسيروا إلى الأرض التي قد علمتميكن زادكم فيها قصيد الأباعر القصيد من الإبل: الناقة السمينة الممتلئة الجسيمة التي بها نقي بالكسر، أي مخ، أنشد ابن الأعرابي:

وخفت بقايا النقي إلا قصيبة قصيد السلامى أو لموسا سنامها وقال الأعشى:

قطعت وصاحبي سرح كناز كركن الرعن ذعلبة قصيد القصيد: العصا، والجمع القصائد، قال حميد بن ثور:

فظل نساء الحي يحشون كرسفا    رؤوس عظام أوضحتها القصائد وفي اللسان: سمي بذلك لأن بها يقصد الإنسان، وهي تهديه وتؤمه، كقول الأعشى:

إذا كان هادي الفتى في البلا    د صدر القناة أطاع الأميرا كالقصيدة، فيهما، أي في الناقة والعصا، أما في الناقة فقد جاء ذلك عن ابن شميل، يقال: ناقة قصيد وقصيدة. وأما في العصا فلم يسمع إلا القصيد. القصيد: السمين من الأسمنة، قال المثقب العبدي:

وأيقنت إن شاء الإله بأنـه     سيبلغني أجلادها وقصيدها القصيد من الشعر: المنقح المجود المهذب، الذي قد أعمل فيه الشاعر فكرته ولم يقتضبه اقتضابا، كالقصيدة، كما تقدم. في الأفعال لابن القطاع: أقصد السهم: أصاب فقتل مكانه. أقصد الرجل فلانا: طعنه أو رماه بسهم فلم يخطئه، أي لم يخطيء مقاتله، فهو مقصد، وفي شعر حميد بن ثور:

أصبح قلبي من سليمى مقصدا     إن خطأ منها وإن تعـمـدا أقصدته الحية: لدغت فقتلت، قال الأصمعي: الإقصاد: أن تضرب الشيء أو ترميه فيموت مكانه، وقال الأخطل:

فإن كنت قد أقصدتني إذ رميتني   بسهميك فالرامي يصيد ولايدري

صفحة : 2206

أي ولا يختل. وفي حديث علي: وأقصدت بأسهمها. وقال الليث: الإقصاد هو القتل على المكان، يقال: عضته حية فأقصدته. والمقصدة، كمعظمة: سمة للإبل في آذانها، نقله الصاغاني. المقصد، كمكرم: من يمرض ويموت سريعا، وفي بعض الأمهات: ثم يموت. والمقصدة كالمحمدة: المرأة العظيمة التامة، هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا، والذي في اللسان وغيره: العظيمة الهامة التي تعجب كل أحد يراها. المقصدة، وهذه ضبطها بعضهم كمعظمة، وهي المرأة التي تميل إلى القصر. والقاصد: القريب، يقال: سفر قاصد، أي سهل قريب. وفي التنزيل العزيز لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك قال ابن عرفة: سفرا قاصدا، أي غير شاق ولا متناهي البعد؛ كذا في البصائر، وفي الحديث عليكم هديا قاصدا أي طريقا معتدلا وفي الأفعال لابن القطاع. وقصد الشيء: قرب. من المجاز، يقال: بيننا وبين الماء ليلة قاصدة، أي هينة السير لا تعب ولا بطء، وكذلك ليال قواصد. ومما يستدرك عليه: قصد قصادة: أتى. وأقصدني إليه الأمر. وهو قصدك وقصدك أي تجاهك، وكونه اسما أكثر في كلامهم، وقصدت قصده، نحوت نحوه. وقصد فلان في مشيه، إذا مشى مستويا. واقتصد في أمره: استقام. وقال ابن بزرج: أقصد الشاعر، وأرمل، وأهزج وأرجز. من القصيد والرمل والهزج والرجز. وعن ابن شميل: القصود من الإبل: الجامس المخ.

والقصد: اللحم اليابس، كالقصيد. والقصدة، محركة: العنق، والجمع أقصاد، عن كراع، وهذا نادر قال ابن سيده: أعني أن يكون أفعال جمع فعلة إلا على طرح الزائد، والمعروف القصرة. وعن أبي حنيفة: القصد ينبت في الخريف إذا برد الليل من غير مطر. وفي الأفعال لابن القطاع: تقصد الشيء، إذا مات،وفي اللسان: تقصد الكلب وغيره، أي مات، قال لبيد:

فتقصدت منها كساب وضرجت     بدم وغودر في المكر سحامها وفي البصائر: سهم قاصد، وسهام قواصد:مستوية نحو الرمية، ومثله في الأساس. وبابك مقصدي. وأخذت قصد الوادي وقصيده. وأقصدته المنية. وشعر مقصد ومقطع، ولم يجمع في المقطعات كما جمع أبو تمام، ولا في المقصدات كما جمع المفضل. ومن المجاز: عليك بما هو أقصد وأقسط، كل ذلك في الأساس.

ق ع د

صفحة : 2207

القعود، بالضم، والمقعد، بالفتح: الجلوس. قعد يقعد قعودا ومقعدا، وكون الجلوس والقعود مترادفين اقتصر عليه الجوهري وغيره، ورجحه العلامة ابن ظفر ونقله عن عروة بن الزبير، ولا شك أنه من فرسان الكلام، كما قاله شيخنا. أو هو أي القعود من القيام، والجلوس من الضجعة ومن السجود، وهذا قد صرح به ابن خالويه وبعض أئمة الاشتقاق، وجزم به الحريري في الدرة، ونسبه إلى الخليل بن أحمد، قال شيخنا: وهناك قول آخر، وهو عكس قول الخليل، حكاه الشنواني، ونقله عن بعض المتقدمين، وهو أن القعود يكون من اضطجاع وسجود، والجلوس يكون من قيام، وهو أضعفها، ولست منه على ثقة، ولا رأيته لمن أعتمده، وكثيرا ما ينقل الشنواني غرائب لا تكاد توجد في النقليات. فالعمدة على نحوه وآرائه النظرية أكثر. وهناك قول آخر رابع، وهو أن القعود ما يكون قول آخر رابع، وهو أن القعود ما يكون فيه لبث وإقامة ما، قال صاحبه: ولذا يقال قواعد البيت، ولا يقال جوالسه. والله أعلم.

وقعد به: أقعده. والمقعد والمقعدة: مكانه أي القعود. قال شيخنا: واقتصاره على قوله مكانه قصور، فإن المفعل من الثلاثي الذي مضارعه غير مكسور بالفتح في المصدر، والمكان، والزمان، على ما عرف في الصرف. انتهى. وفي اللسان: وحكى اللحياني: ارزن في مقعدك ومقعدتك، قال سيبويه:وقالوا: هو منى مقعد القابلة، أي في القرب، وذلك إذا دنا فلزق من بين يديك، يريد: بتلك المنزلة، ولكنه حذف وأوصل، كما قالوا: دخلت البيت، أي في البيت. والقعدة، بالكسر: نوع منه، أي القعود، كالجلسة، يقال: قعد قعدة الدب، وثريدة كقعدة الرجل. قعدة الرجل: مقدار ما أخذه القاعد من المكان قعوده. ويفتح، وفي اللسان: وبالفتح المرة الواحدة. قال اللحياني: ولها نظائر. وقال اليزيدي: قعد قعدة واحدة وهو حسن القعدة. القعدة: آخر ولدك، يقال للذكر والأنثى والجمع، نقله الصاغاني.

صفحة : 2208

يقال: أقعد البئر: حفرها قدر قعدة، بالكسر، أو أقعدها، إذا تركها على وجه الأرض ولم ينته بها الماء. وقال الأصمعي: بئر قعدة، أي طولها طول إنسان قاعد؛ وقال غيره عمق بئرنا قعدة وقعدة، أي قدر ذلك، ومررت بماء قعدة رجل، حكاه سيبويه، قال: والجر الوجه، وحكى اللحياني: ما حفرت في الأرض إلا قعدة وقعدة. فظهر بذلك أن الفتح لغة فيه. فاقتصار المصنف على الكسر: قصور، ولم ينبه على ذلك شيخنا. وذو القعدة، بالفتح ويكسر: شهر يلي شوالا، سمي به لأن العرب كانوا يقعدون فيه عن الأسفار والغزو والميرة وطلب الكلإ ويحجون في ذي الحجة، ذوات القعدة يعني: بجمع ذي وإفراد القعدة، وهو الأكثر، وزاد في المصباح: وذوات القعدات. قلت: وفي التهذيب في ترجمة شعب، قال يونس: ذوات القعدات، ثم قال: والقياس أن يقول: ذوات القعدة. والقعد، محركة، جمع قاعد، كما قالوا حارس وحرس، وخادم وخدم. وفي بعض النسخ: القعدة. بزيادة الهاء ومثله في الأساس، وعبارته. وهو من القعدة فوم من الخوارج قعدوا عن نصرة علي كرم الله وجهه وعن مقاتلته، وهو مجاز. ومن يرى رأيهم أي الخوارج قعدي، محركة كعربي وعرب، وعجمي وعجم، وهم يرون التحكيم حقا، غير أنهم قعدوا عن الخروج على الناس؛ وقال بعض مجان المحدثين فيمن يأبى أن يشرب الخمر وهو يستحسن شربها لغيره، فشبهه بالذي يرى التحكيم وقد قعد عنه فقال:

فكأني وما أحسن منها     قعدي يزين التحكيما القعد: الذين لا ديوان لهم، قيل: القعد: الذين لا يمضون إلى القتال، وهو اسم للجمع، وبه سمي قعد الحرورية، ويقال: رجل قاعد عن الغزو وقوم قعاد وقاعدون، وعن ابن الأعرابي: القعد: الشراة الذين يحكمون ولا يحاربون، وهو جمع قاعد، كما قالوا حرس وحارس. قال النضر: القعد: العذرة والطوف. القعد: أن يكون بوظيف البعير تطامن واسترخاء، وجمل أقعد، من ذلك، القعدة، بهاء مركب للنساء، هكذا في سائر النسخ التي عندنا، والصواب على ما في اللسان والتكملة: مركب الإنسان، وأما مركب النساء فهو القعيدة، وسيأتي في كلام المصنف قريبا. القعدة أيضا الطنفسة التي يجلس عليها وما أشبهها. قالوا: ضربه ضربة ابنة اقعدي وقومي أي ضرب الأمة، وذلك لقعودها وقيامها في خدمة مواليها، لأنها تؤمر بذلك، وهو نص كلام ابن الأعرابي. أقعد الرجل: لم ينهض، وقال ابن القطاع، منع القيام، وبه قعاد، بالضم، وإقعاد أي، داء يقعده، فهو مقعد، إذا أزمنه داء في جسده حتى لا حراك به، وهو مجاز. وفي حديث الحدود: أتي بامرأة قد زنت، فقال: ممن? قالت: من المقعد الذي في حائط سعد، قال ابن الأثير: المقعد: الذي لا يقدر على القيام لزمانة به، كأنه قد ألزم القعود، وقيل: هو من القعاد الذي هو الداء يأخذ الإبل في أوراكها فيميلها إلى الأرض.

من المجاز: أسهرتني المقعدات، وهي الضفادع، قال الشماخ:

توجسن واستيقن أن ليس حاضرا على الماء إلا المقعدات القوافز جعل ذو الرمة فراخ القطا قبل أن تنهض للطيران مقعدات فقال:

إلى مقعدات تطرح الريح بالضحى عليهن رفضا كم حصاد القلاقل

صفحة : 2209

قال أبو زيد قعد الرجل: قام، وروى أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فهدمه ثم قعد يبنيه، قال أبو بكر: معناه: ثم قام يبنيه وقال اللعين المنقري واسمه منازل، ويكنى أبا الأكيدر:

كلا ورب البيت يا كعـاب
لا يقنع الجارية الخضـاب
ولا الوشاحان ولا الجلباب
من دون أن تلتقي الأركاب
ويقعد الأير لـه لـعـاب

أي يقوم. وقعد: جلس، فهو ضد. صرح به ابن القطاع في كتابه، والصاغاني وغيره. من المجاز: قعدت الرخمة، إذا جثمت، ومن المجاز: قعدت النخلة: حملت سنة ولم تحمل أخرى، فهي قاعدة، كذا في الأساس، وفي الأفعال: لم تحمل عامها. قعد فلان بقرنة: أطاقه وقعد بنو فلان لبني فلان يقعدون: أطاقوهم وجاءوهم بأعدادهم. من المجاز: قعد للحرب: هيأ لها أقرانها، قال:

لأصبحن ظالما حربا رباعيةفاقعد لها ودعن عنك الأظانينا وقوله:

ستقعد عبد الله عنا بنهشل أي ستطيقها بأقرانها فتكفينا نحن الحرب.

من المجاز: قعدت الفسيلة: صار لها جذع تقعد عليه.

والقاعد هي، يقال: في أرض فلان من القاعد كذا وكذا أصلا، ذهبوا به إلى الجنس، أو القاعد من النخل: التي تنالها اليد، وقال ابن الأعرابي في قول الراجز:

تعجل إضجاع الجشير القاعد قال: القاعد: الجوالق الممتلىء حبا كأنه من امتلائه قاعد. والجشير: الجوالق. من المجاز: القاعد من النساء: التي قعدت عن الولد وعن الحيض وعن الزوج، والجمع قواعد. وفي الأفعال: قعدت المرأة عن الحيض: انقطع عنها، وعن الأزواج: صبرت، وفي التنزيل والقواعد من النساء ، قال الزجاج: هن اللواتي قعدن عن الأزواج، وقال ابن السكيت: امرأة قاعد. إذا قعدت عن المحيض، فإذا أردت القعود عن المحيض، فإذا أردت القعود قلت: قاعدة. قال: ويقولون: امرأة واضع، إذا لم يكن عليها خمار، وأتان جامع إذا حملت، وقال أبو الهيثم: القواعد من صفات: الإناث، لا يقال: رجال قواعد. في حديث أسماء الأشهلية: إنا معاشر النساء محصورات قواعد بيوتكم، وحوامل أولادكم قال ابن الأثير: القواعد: جمع قاعد، وهي المرأة الكبيرة المسنة، هكذا يقال بغير هاء، أي ذات قعود فأما قاعدة فهي فاعلة من قولك قد قعدت قعودا، ويجمع على قواعد أيضا. وقواعد الهودج: خشبات أربع معترضة تحته ركب فيهن الهودج. ورجل قعدي، بالضم والكسر: عاجز، كأنه يؤثر القعود، وكذلك ضجعي ضجعي، إذا كان كثير الاضطجاع.

صفحة : 2210

يقال: فلان قعيد النسب ذو قعدد رجل قعدد بضم الأول والثالث وقعدد بضم الأول وفتح الثالث، أثبته الأخفش ولم يثبته سيبويه وأقعد، وقعدود، بالضم، وهذه طائية: قريب الآباء من الجد الأكبر، وهو أملك القرابة في النسب، قال سيبويه: قعدد ملحق بجعشم، ولذلك ظهر فيه المثلان. وفلان أقعد من فلان، أي أقرب منه إلى جده الأكبر، وقال اللحياني؛ رجل ذو قعدد، إذا كان قريبا من القبيلة والعدد فيه قلة. يقال: هو أقعدهم، أي أقربهم إلى الجد الأكبر. وأطرفهم وأفسلهم، أي أبعدهم من الجد الأكبر، ويقال: فلان طريف بين الطرافة إذا كان كثير الآباء إلى الجد الأكبر، ليس بذي قعدد، وقال ابن الأعرابي: فلان أقد من فلان أي أقل آباء والإقعاد: قلة الآباء والأجداد. والقعدد: البعيد الآباء منه، أي من الجد الأكبر وهو مذموم، والإطراف كثرتهم، وهو محمود، وقيل: كلاهما مدح. قال الجوهري: وكان عبد الصمد بن علي بن عبد الله الهاشمي أقعد بني العباس نسبا في زمانه، وليس هذا ذما عندهم، وكان يقال له: قعدد بني هاشم، ضد، قال الجوهري:ويمدح به من وجه لأن الولاء للكبر، ويذم به من وجه لأنه من أولاد الهرمى، وينسب إلى الضعف، قال الأعشى:

طرفون ولادون كل مبـارك    أمرون لا يرثون سهم القعدد أنشده المرزباني في معجم الشعراء لأبي وجزة السعدي في آل الزبير. ورجل مقعد النسب: قصيره، من القعدد، وبه فسر ابن السكيت قول البعيث:

لقى مقعد الأنساب منقطع به وقوله: منقطع به: ملقى، أي لا سعي له إن أراد أن يسعى لم يكن به على ذلك قوة بلغة، أي شيء يتبلغ به، ويقال: فلان مقعد الحسب، إذا لم يكن له شرف، وقد أقعده آباؤه وتقعدوه، وقال الطرماح يهجو رجلا:

ولكنه عـبـد تـقـعـد رأيه      لئام الفحول وارتخاص المناكح أي أقعد حسبه عن المكارم لؤم آبائه وأمهاته، يقال: ورث فلان بالإقعاد، ولا يقال: ورث بالقعود.

القعدد: الجبان اللئيم في حسبه القاعد عن الحرب والمكارم وهو مذموم القعدد: الخامل قال الأزهري: رجل قعدد وقعدد: إذا كان لئيما، من الحسب المقعد. والقعدد: الذي يقعد به أنسابه وأنشد:

قرنبي تسوف قفا مقرف     لئيم مـآثـره قـعـدد

ويقال: اقتعد فلانا عن السخاء لؤم جنثه، ومنه قول الشاعر:

فاز قدح الكلبي واقتعدت مع    زاء عن سعيه عروق لـئيم

صفحة : 2211

رجل قعدي وقعدية، بضمهما، ويكسران الأخيرة عن الصاغاني كذلك رجل ضجعي بالضم ويكسر، ولا تدخله الهاء، وقعدة ضجعة، كهمزة. أي كثير القعود والاضطجاع، وسيأتي في العين إن شاء الله تعالى. والقعود، بالضم: الأيمة، نقله الصاغاني، مصدر آمت المرأة أيمة، وهي أيم ككيس، من لازوج لها، بكرا كانت أو ثيبا، كما سيأتي. القعود، بالفتح: ما اتخذه الراعي للركوب وحمل الزاد والمتاع. وقال أبو عبيدة: وقيل: القعود من الإبل هو الذي يقتعده الراعي في كل حاجة، قال: وهو بالفارسية رخت كالقعودة، بالهاء قاله الليث، قال الأزهري: ولم أسمعه لغيره. قلت: وقال الخليل: القعودة من الإبل: ما يقتعده الراعي لحمل متاعه. والهاء للمبالغة، يقال: نعم القعدة هذا، وهو بالضم المقتعد. واقتعده: اتخذه قعدة، وقال النضر: القعدة: أن يقتعد الراعي قعودا من إبله فيركبه، فجعل القعدة والقعود شيئا والاقتعاد: الركوب، ويقول الرجل للراعي: نستأجرك بكذا، وعلينا قعدتك. أي علينا مركبك، تركب من الإبل ما شئت ومتى شئت. أقعدة وقعد. بضمتين وقعدان، بالكسر، وقعائد، وقعادين جمع الجمع. القعود: القلوص، وقال ابن شميل: القعود، من الذكور، والقلوص، من الإناث، القعود أيضا البكر إلى أن يثني، أي يدخل في السنة الثانية. القعود أيضا: الفصيل، وقال ابن الأثير: القعود من الدواب: ما يقتعده الرجل للركوب والحمل، ولا يكون إلا ذكرا، وقيل: القعود ذكر، والأنثى قعودة. والقعود من الإبل: ما أمكن أن يركب، وأدناه أن يكون له سنتان، ثم هو قعود إلى أن يثني فيدحل في السنة السادسة، ثم هو جمل. وذكر الكسائي أنه سمع من يقول قعودة للقلوص، وللذكر قعود. قال الأزهري: وهذا عند الكسائي من نوادر الكلام الذي سمعته من بعضهم. وكلام أكثر العرب على غيره، وقال ابن الأعرابي: هي قلوص للبكرة الأنثى، وللبكر قعود مثل القلوص إلى أن يثنيا، ثم هو جمل، قال الأزهري: وعلى هذا التفسير قول من شاهدت من العرب، لا يكون القعود إلا البكر الذكر، وجمعه قعدان، ثم القعادين جمع الجمع. وللبشتي اعتراض لطيف على كلام ابن السكيت وقد أجاب عنه الأزهري وخطأه فيما نسبه إليه. راجعه في اللسان.

والقعيد: الجراد الذي لم يستو جناحه، هكذا في سائر النسخ بالإفراد، وفي بعض الأمهات: جناحاه بعد. القعيد: الأب، ومنه قولهم قعيدك لتفعلن كذا، أي بأبيك قال شيخنا: هو من غرائبه انفرد بها، كحمله في القسم على ذلك، فإنه لم يذكره أحد في معنى القسم وما يتعلق به، وإنما قالوا إنه مصدر كعمر الله. قلت: وهذا الذي قاله المصنف قول أبي عبيد. ونسبه إلى علياء مضر وفسره هكذا. وتحامل شيخنا عليه في غير محله، مع أنه نقل قول أبي عبيد فيما بعد، ولم يتممه، فإنه قال بعد قوله علياء مضر: تقول قعيدك لتفعلن. القعيد: الأب، فحذف آخر كلامه. وهذا عجيب. قولهم قعيدك الله لا أفعل ذلك وقعدك الله، بالكسر، ويقال بالفتح أيضا، كما ضبطه الرضي وغيره، قال متمم بن نويرة:

قعيدك أن لا تسمعيني ملامة     ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا

صفحة : 2212

استعطاف لا قسم، قاله ابن بري في الحواشي في ترجمة وجع في بيت متمم السابق، وقال: كذا قاله أبو علي، ثم قال بدليل أنه لم يجيء جواب القسم. ونص عبارة أبي علي: والدليل على أنه ليس بقسم كونه لم يجب بجواب القسم. وهو أي قعيدك الله مصدر واقع موقع الفعل بمنزلة عمرك الله في كونه ينتصب انتصاب المصادر الواقعة موقع الفعل أي عمرتك الله، ومعناه: سألت الله تعميرك، وكذلك قعدك الله بالكسر تقديره قعدك الله هكذا في سائر النسخ. ونص عبارة أبي علي: قعدتك الله أي سألت الله حفظك، من قوله تعالى: عن اليمين وعن الشمال قعيد أي حفيظ، انتهت عبارة ابن بري نقلا عن أبي علي. فإذا عرفت ذلك فقول شيخنا: وقوله استعطاف لا قسم مخالف للجمهور، تعصب على المصنف وقصور. قال أبو الهيثم: القعيد: المقاعد الذي يصاحبك في قعودك، فعيل بمعنى مفاعل، وقاعد الرجل: قعد معه، وأنشد للفرزدق:

قعيدكما الله الذي أنتما لـه     ألم تسمعا بالبيضتين المناديا القعيد: الحافظ، للواحد والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد، وهما قعيدان وفعيل وفعول مما يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع، كقوله تعالى: إنا رسول رب العالمين وكقوله تعالى: والملائكة بعد ذلك ظهير وبه فسر قوله تعالى: عن اليمين وعن الشمال قعيد وقال النحويون: معناه: عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، فاكتفي بذكر الواحد عن صاحبه، وله أمثلة وشواهد. راجع في اللسان وأنشد الكسائي لقريبة الأعرابية.

قعيدك عمر الله يا بنت مالكألم تعلمينا نعم مأوى المعصب قال: ولم أسمع بيتا أجتمع فيه العمر والقعيد إلا هذا. وقال ثعلب: إذا قلت قعيدكما الله. جاء معه الاستفهام واليمين، فالاستفهام كقوله: قعيدكما الله ألم يكن كذا وكذا? وأنشد قول الفرزدق السابق ذكره. والقسم قعيدك الله لأكرمنك، ويقال: قعيدك الله لا تفعل كذا، وقعدك الله بفتح القاف، وأما قعدك فلا أعرفه، ويقال: قعد قعدا وقعودا، وأنشد:

فقعدك أن لا تسمعيني ملامة وقال الجوهري: هي يمين للعرب وهي مصادر استعملت منصوبة بفعل مضمر. والقعيد: ما أتاك من ورائك من ظبي أو طائر يتطير منه، بخلاف النطيح، ومنه قول عبيد بن الأبرص:

ولقد جرى لهم ولم يتعيفـوا     تيس قعيد كالوشيجة أعصب ذكره أبو عبيد في باب السانح والبارح. القعيدة بهاء: المرأة، وهي قعيدة الرجل وقعيدة بيته، قال الأسعر الجعفي:

لكن قعيدة بيتنـا مـجـفـوة     باد جناجن صدرها ولها غنى والجمع قعائد، وقعيدة الرجل: امرأته، قال:

أطوف ما أطوف ثم آوى إلى بيت قعيدته لكـاع وكذلك قعاده، قال عبد الله بن أوفى الخزاعي في امرأته:

منجدة مثل كلب الهراش     إذا هجع الناس لم تهجع
فليست بتاركة محـرمـا    ولو حف بالأسل المشرع
فبئست قعاد الفتى وحدها    وبئست موفـية الأربـع

والقعيدة أيضا شيء تنسجه النساء كالعيبة يجلس عليه، وقد أقتعدها، جمعها قعائد، قال امرؤ القيس:

رفعن حوايا واقتعدن قعائدا وحففن من حوك العراق المنمق

صفحة : 2213

القعيدة أيضا: الغرارة أو شبهها يكون فيها القديد والكعك وجمعها قعائد، قال أبو ذؤيب يصف صائدا:

له من كسبهن معذلجـات     قعائد قد ملئن من الوشيق والضمير في كسبهن يعود على سهام ذكرها قبل البيت. ومعذلجات: مملوآت. والوشيق: ما جف من اللحم وهو القديد. القعيدة من الرمل: التي ليست بمستطيلة، أو هي الحبل اللاطيء بالأرض، بفتح الحاء المهملة وسكون الموحدة، وقيل هو ما ارتكم منه. وتقعده: قام بأمره، حكاه ثعلب وابن الأعرابي. تقعده: ريثه عن حاجته وعاقه. تقعد فلان عن الأمر إذا لم يطلبه، وقال ثعلب: قعدك الله بالفتح ويكسر، كما تقدم، وبهما ضبط الرضي وغيره، وزعم شيخنا أن المصنف لم يذكر الكسر فنسبه إلى القصور وقعيدك الله لا آتيك، كلاهما بمعنى ناشدتك الله، وقيل: قعدك الله وقعيدك الله أي كأنه قاعد معك بحفظه، كذا في النسخ، وفي بعض الأمهات يحفظ عليك قولك قال ابن منظور: وليس بقوي، قال أبو عبيد: قال الكسائي: يقال قعدك الله أي الله معك أو معناه بصاحبك الذي هو صاحب كل نجوى كما يقال: نشدتك الله، وكذا قولهم قعيدك لاآتيك وقعدك لا آتيك، وكل ذلك في الصحاح. وقد تقدم بعض عبارته، قال شيخنا: وصرح المازني وغيره بأنه لافعل لقعيد، بخلاف عمرك الله، فإنهم بنوا منه فعلا، وظاهر المصنف بل صريحه كجماعة أنه يبنى من كل منهما الفعل. وفي شروح الشواهد: وأما قعدك الله وقعيدك الله فقيل: هما مصدران بمعنى المراقبة، وانتصابهما بتقدير أقسم بمراقبتك الله، وقيل: قعد وقعيد بمعنى الرقيب والحفيظ، فالمعني بهما الله تعالى، ونصبهما بتقدير أقسم، معدى بالباء. ثم حذف الفعل والباء وانتصبا وأبدل منهما الله.

عن الخليل بن أحمد المقعد من الشعر: كل بيت فيه زحاف ولم يرد به إلا نقصان الحرف من الفاصلة أو ما نقصت من عروضه قوة كقول الربيع بن زياد العبسي:

أفبعد مقتل مالك بـن زهـير     ترجو النساء عواقب الأطهار والقول الأخير قاله ابن القطاع في الأفعال له، وأنشد البيت، قال أبو عبيدة: الإقواء نقصان الحروف من الفاصلة فتنتقص من عروض البيت قوة، وكان الخليل يسمي هذا: المقعد، قال أبو منصور: هذا صحيح عن الخليل، وهذا غير الزحاف، وهو عيب في الشعر، والزحاف ليس بعيب. ونقل شيخنا عن علماء القوافي أن الإقعاد عبارة عن اختلاف العروض من بحر الكامل، وخصوه به لكثرة حركات أجزائه، ثم أقام النكير على المصنف بأن الذي ذهب إليه لم يصرح به أحد من الأئمة، وأنه أدخل في كتابه من الزيادة المفسدة التي ينبغي اجتنابها، إذ لم يعرف معناها، ولا فتح لهم بابها، وهذا مع ما أسبقنا النقل عن أبي عبيدة والخليل وهما هما مما يقضي به العجب، والله تعالى يسامح الجميع بفضله وكرمه آمين. المقعد اسم رجل كان يريش السهام بالمدينة، وكان مقعدا، قال عاصم بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، حين لقيه المشركون ورموه بالنبل:

أبو سليمان وريش المقعد
ومجنأ من مسك ثور أجرد
وضالة مثل الجحيم الموقد
وصارم ذو رونق مهنـد

صفحة : 2214

وإنما خفض مهند على الجوار أو الإقواء، أي أنا أبو سليمان، ومعي سهام راشها المقعد. فما عذري أن لا أقاتل? قال الصاغاني: ويروى المعقد، بتقديم العين قيل: المقعد: فرخ النسر، وريشه أجود الريش، قاله أبو العباس، نقلا عن ابن الأعرابي قيل: المقعد: النسر الذي قشب له فصيد وأخذ ريشه وقيل: المقعد: فرخ كل طائر لم يستقل، كالمقعدد، فيهما أي في النسر وفرخه، والذي ثبت عن كراع: المقعدد: فرخ النسر. من المجاز: المقعد من الثدي: الناتىء على النحر ملء الكف، الناهد الذي لم ينثن بعد ولم يتكسر، قال النابغة:

والبطن ذو عكن لطيف طيه      والإتب تنفجه بثدي مقعـد من المجاز رجل مقعد الأنف إذا كان في منخريه سعة وقصر. المقعدة بهاء: الدوخلة من الخموص، نقله الصاغاني. المقعدة: بئر حفرت فلم ينبط ماؤها وتركت، وهي المسهبة عندهم. والمقعدان، بالضم: شجرة تنبت نبات المقر ولا مرارة لها، يخرج في وسطها قضيب يطول قامة، وفي رأسها مثل ثمرة العرعرة صلبة حمراء يترامى بها الصبيان ولا ترعى. قاله أبو حنيفة. عن ابن الأعرابي: حدد شفرته حتى قعدت كأنها حربة، أي صارت وهو مجاز. ولما غفل عنه شيخنا جعله في آخر المادة من المستدركات. قال ابن الأعرابي أيضا ثوبك لا تقعد تطير به الريح، أي لا تصير الريح طائرة به ونصب ثوبك بفعل مضمر، أي احفظ ثوبك وقال أيضا: قعد لا يسأله أحد حاجة إلا قضاها. لم يفسره، فإن عنى به صار فقد تقدم لها هذه النظائر، واستغنى بتفسير تلك النظائر عن تفسير هذه، وإن كان عنى القعود فلا معنى له، لأن القعود ليست حال أولى به من حال، ألا ترى أنك تقول: قعد لا يمر به أحد إلا يسبه، وقعد لا يسأله سائل إلا حرمه، وغير ذلك مما يخبر به من أحوال القاعد، وإنما هو كقولك: قام لا يسأل حاجة إلا قضاها. قلت. وسيأتي في المستدركات ما يتعلق به. والقعدة، بالضم: الحمار، قعدات، بضم فسكون، قال عروة بن معد يكرب:

سيبا على القعدات تخفق فوقهم    رايات أبيض كالفنيق هجـان القعدة: السرج والرحل يقعد عليهما، وقال ابن دريد: القعدات: الرحال والسروج، وقال غيره: القعيدات. وأقعده، إذا خدمه، وهو مقعد له ومقعد، قاله ابن الأعرابي وأنشد:

وليس لي مقعد في البيت يقعدني     ولا سوام ولا من فضة كـيس وأنشد للآخر:

تخذها سرية تقعده وفي الأساس: ما لفلان امرأة تقعده وتقعده. من المجاز: أقعد أباه: كفاه الكسب وأعانه، كقعده تقعيدا فيهما، وقد تقدم شاهده. واقعندد بالمكان: أقام به، وقال ابن بزرج يقال: أقعد بذلك المكان، كما يقال: أقام، وأنشد:

أقعد حتى لم يجد مقعنـددا     ولا غدا ولا الذي يلي غدا والأقعاد بالفتح، والقعاد، بالضم، داء يأخذ في أوراك الإبل والنجائب فيميلها إلى الأرض. وفي نص عبارة ابن الأعرابي: وهو شبه ميل العجز إلى الأرض، وقد أقعد البعير فهو مقعد، وفي كتاب الأفعال لابن القطاع: وأقعد الجمل: أصابه القعاد، وهو استرخاء الوركين. ومما يستدرك عليه: المقعدة: السافلة. والمقاعد: موضع قعود الناس في الأسواق وغيرها.

صفحة : 2215

وعن ابن السكيت: يقال: ما تقعدني عن ذلك الأمر إلا شغل، أي ما حبسني. وفي الأفعال لابن القطاع: قعد عن الأمر: تأخر. وبي عنك شغل حبسني. انتهى. والعرب تدعو على الرجل فتقول: حلبت قاعدا وشربت قائما، تقول: لا ملكت غير الشاء التي تحلب من قعود ولا ملكت إبلا تحلبها قائما، معناه ذهبت إبلك فصرت تحلب الغنم لأن حالب الغنم لا يكون إلا قاعدا والشاء مال الضعفاء. والأذلاء. والإبل مال الأشراف والأقوياء. ويقال: رجل قاعد عن الغزو، وقوم قعاد وقاعدون. وتقاعد به فلان، إذا لم يخرج إليه من حقه. وما قعدك واقتقدك: ما حبسك. والقعد: النخل، وقيل: صغار النخل، وهو جمع قاعد، كخادم وخدم. وفي المثل: اتخذوه قعيد الحاجات تصغير القعود، إذا امتهنوا الرجل في حوائجهم. وقاعد الرجل: قعد معه. والقعادة: السرير، يمانية. والقاعدة أصل الأس. والقواعد الإساس وقواعد البيت إساسه، وقال الزجاج: القواعد: أساطين البناء التي تعمده، وقولهم: بنى أمره على قاعدة، وقواعد، وقاعدة أمرك واهية، وتركوا مقاعدهم: مراكزهم، وهو مجاز، وقواعد السحاب: أصولها المعترضة في آفاق السماء شبهت بقواعد البناء قاله: أبو عبيد، وقال ابن الأثير: المراد بالقواعد ما اعترض منها وسفل، تشبيها بقواعد البناء.

ومن الأمثال: إذا قام بك الشر فاقعد قال ابن القطاع في الأفعال: إذا نزل بك الشر بدل قام. وقوله فاقعد. أي أحلم. قلت: ومعناه ذل له ولا تضطرب، وله معنى ثان، أي إذا انتصب لك الشر ولم تجد منه بدا فانتصب له وجاهده، وهذا مما ذكره الفراء. وفي اللسان والأفعال: الإقعاد في رجل الفرس: أن تفرش جدا فلا تنتصب. وأقعد الرجل: عرج، والمقعد: الأعرج. وفي الأساس: من المجاز: قعد عن الأمر: تركه. وقعد يشتمني: أقبل. انتهى. والذي في اللسان: الفراء: العرب تقول: قعد فلان يشتمني، بمعنى طفق وجعل، وأنشد لبعض بني عامر:

لا يقنع الجارية الخضاب
ولا الوشاحان ولا الجلباب

من دون أن تلتقي الأركاب ويقعد الأير له لعاب ورحى قاعدة: يطحن الطاحن بها بالرائد بيده. ومن المجاز: ما تقعده ما اقتعده إلا لؤم عنصره. ورجل قعددة. جبان. والمقعندد: موضع القعود. والنون زائدة قال:
أقعد حتى لم يجد مقعنددا وقد أقعد بالمكان وأقعد وورث المال بالقعدى، كبشرى، أي بالقعدد. والقعود، كصبور: أربعة كواكب خلف النسر الطائر تسمى الصليب. والقعدد من الجبل: المستوي أعلاه. ويقال: اقتعد فلانا عن السخاء لؤم جنثه، قال:

فاز قدح الكلبي واقتعدت مع زاء     عن سعيه عروق لـئيم واقتعد مهريا: جعله قعودا له. وفي الحديث نهى أن يقعد على القبر. قيل: أراد القعود للتخلي والإحداث، أو القعود للإحداد، أو أراد تهويل الأمر، لأن في القعود عليه تهاونا بالميت والموت. وسموا قعدانا، بالكسر. وأخذ المقيم المقعد. وهذا شيء يقعد به عليك العدو ويقوم. ومما استدركه شيخنا: التقعدد: التثبت والتمكن، استعمله القاضي عياض في الشفاء، وأقره شراحه. والمقعد، كمعظم: ضرب من البرود يجلب من هجر.

ق ف د

صفحة : 2216

قفده، كضربه: صفع قفاه، وفي الأفعال لابن القطاع: ضرب رأسه بباطن، كفه وفي حديث معاوية قال ابن المثنى: قلت لأمية: ما حطأني حطأة، فقال: قفدني قفدة القفد: صفع الرأس ببسط الكف من قبل القفا. قفد قفدا عمل العمل، يقال: ما زلت أقفدك منذ اليوم. أي أعمل لك العمل، نقله الصاغاني. في الأفعال لابن القطاع: قفد، كفرح، كل ذي عنق قفدا: استرخى عنقه، ومنه الأقفد وهو المسترخي العنق من الناس والنعام، أو هو الغليظه أي العنق. قيل: الأقفد من الناس: من يمشي على صدور قدميه من قبل الأصابع ولا تبلغ عقباه الأرض. عبد أقفد: كز اليدين والرجلين القصير الأصابع، وقال الليث: الأقفد من الرجال: الذي في عقبه استرخاء من الناس، والظليم أقفد، وامرأة قفداء. والأقفد من الرجال: الضعيف الرخو المفاصل. قفد كفرح قفدا. والقفد ايضا، أي محركة: أن يميل خف البعير من اليد أو الرجل إلى الجانب الإنسي، فإن مال إلى الوحشي فهو صدف والبعير أصدف، قال الراعي:

من معشر كحلت باللؤم أعينهمقفد الأكف لئام غير صياب وقيل: القفد: أن يخلق رأس الكف والقدم مائلا إلى الجانب الوحشي. هذا في البهائم. والقفد، محركة، فينا: أن يرى مقدم رجليه من مؤخرهما من خلف. أنشد ابن الأعرابي:

أقيفد حفاد عليه عـبـاءة     كساها معديه مقاتلة الدهر والقفد في الإبل: يبس الرجلين من خلقة، وفي الخيل: ارتفاع من العجاية وإليه الحافر، والقفد أيضا انتصاب الرسغ وإقباله على الحافر ولا يكون ذلك إلا في الرجل، قفد قفدا وهو أقفد، وهو عيب في الخيل، وزاد في الأفعال: كالقوام في الأيدي. وقال ابن شميل: القفد: يبس يكون في رسغه كأنه يطأ على مقدم سنبكه. و القفد أيضا: أن يلف عمامته ولا يسدل عذبته. وقال ثعلب: هو أن يعتم على قفد رأسه، ولم يفسر القفد. وكذا القفداء، وفي الأفعال: وقفد الرجل: تعمم القفداء، إذا لم يسدل ذؤابة. في التهذيب: العمة القفداء معروفة، وهي غير الميلاء. قال: وكان مصعب بن الزبير يعتم القفداء، وكان محمد بن سعد بن أبي وقاص الذي قتله الحجاج يعتم الميلاء. والقفدانة، محركة: غلاف المكحلة يتخذ من مشاوب أي يتخذ مخططا بحمرة وخضرة وصفرة، وربما اتخذ من أديم. والقفدانة والقفدان: خريطة من أدم تتخذ للعطر وغيره فارسي معرب، وقال ابن دريد: هي خريطة العطار. قال يصف شقشقة البعير:

في جونة كقفدان العطار عنى بالجونة ها هنا الحمراء.

ق ف ع د
القفعدد، كسفرجل، أهمله الجوهري، وفي الأبنية: هو القصير، مثل به سيبويه وفسره السيرافي، كذا في اللسان والتكملة.


ق ف ن د
القفند، كعملس، أهمله الجوهري. وقال الليث: هو الشديد الرأس، كذا في التهذيب في الرباعي أو العظيمه، أي الرأس. والقفندد، بقلب إحدى النونين دالا: العظيم الألواح منا، أي من الرجال، جمع قفاند، جمع تكسير، وقفنددون، جمع سلامة.

ق ل د

صفحة : 2217

قلد الماء في الحوض، واللبن في السقاء، والسمن في النحى، والشراب في البطن، يقلده، بالكسر، قلدا جمعه فيه، قال ابن الأعرابي: قلدت اللبن في السقاء وقريته: جمعته فيه، وعن أبي زيد: قلدت الماء في الحوض، وقلدت اللبن في السقاء، أقلده قلدا، إذا قدحت بقدحك من الماء ثم صببته في الحوض أو في السقاء. وقلد من الشراب في جوفه، إذا شرب منه، كذا في الأفعال. وقلد الشيء على الشيء: لواه كإدارة القلب على القلب من الحلي. وكل مالوي على شيء فقد قلد. وقلد الحبل: فتله وعن ابن الأعرابي: يقال للشيخ إذا أفند قد قلد حبله، أي فتل فلا يلتفت إلى رأيه. وكل قوة انطوت من الحبل على قوة فهو قلد. والجمع أقلاد وقلود، قال ابن سيده: حكاه أبو حنيفة فهو أي الحبل قليد ومقلود. ويقال: قلدت الحمى فلانا: أخذته كل يوم، تقلده قلدا. وقلد الزرع: سقاه، يقلده قلدا. قال الأزهري: القلد المصدر، والقلد الاسم، وسيأتي. وقلد الحديدة: رققها ولواها على مثلها أو على شيء، ومن ذلك سوار مقلد، وهو ذو قلبين ملويين. وسوار قلد، بالفتح، أي ملوي. والإقليد بالكسر، واعتمد الشهرة فلم يضبطه كما هو سننه المألوف، إذ لا أفعيل بالفتح، على الأصح، قاله شيخنا، ثم رأيت المناوي قال في أحكام الأساس: وفتح الباب بالأقليد، بفتح الهمزة: المفتاح، فلينظر: برة الناقة يلوى طرفاها. و الإقليد: المفتاح، قاله أبو الهيثم، وقيل: الإقليد معرب وأصله كليد. وفي حديث قتل ابن أبي الحقيق: فقمت إلى الأقاليد فأخذتها هي جمع إقيلد، وهي المفاتيح، وقيل: الإقليد يمانية، وقال اللحياني: هو المفتاح. ولم يعزها إلى اليمن. وقال تبع حين حج البيت:

وأقمنا به من الدهر سبتا     وجعلنا لبابـه إقـلـيدا سبتا: دهرا، وروي: ستا، أي ست سنين. وفي شرح شيخنا: وقيل لغة رومية معرب إقليدس، وجمعه أقاليد كالمقلاد والمقلد والمقليد عن أبي الهيثم. والإقلاد. وهذه في اللسان، كل ذلك بالكسر. وفي اللسان والمقلد: مفتاح كالمنجل؛ وفي كتاب البصائر: والإقليد: المفتاح، وجمعه المقاليد، كما قالوا ملامح ومحاسن ومشابه ومذاكير. الإقليد: شريط يشد به رأس الجلة، بضم الجيم: وعاء من خوص كما سيأتي. الإقليد: شيء يطول مثل الخيط من الصفر يقلد على البرة التي يشد بها زمام الناقة، وهو طرفها يثنى على طرفها ويلوى ليا حتى يستمسك، يقلد أيضا على خوق القرط أي حلقته وشنفه، وفي بعض النسخ: خرق القرط، كالقلاد بالكسر،وبعضهم يقول له ذلك، يقلد أي يقوى، كما في اللسان. الإقليد: العنق، وجمعه أقلاد، وهو نادر، وبه فسر قول رؤبة:

بخفق أيدينا خيوط الأقلاد

صفحة : 2218

أي الأعناق، قال الصاغاني: وهي مستعارة من القلادة. من ذلك قولهم ناقة قلداء: طويلتها، أي العنق. القليد والمقلاد، كسكيت ومصباح: الخزانة، وجمعه مقاليد، وقوله تعالى: له مقاليد السموات والأرض يجوز أن تكون المفاتيح، وهو قول مجاهد، واحدها إقليد، ويجوز أن تكون الخزائن، وهو قول السدي، كذا في البصائر؛ وقال الزجاج: معناه أن كل شيء من السموات والأرض فالله خالقه وفاتح لها؛ ونقل شيخنا عن الشهاب في العناية. أو جمع مقليد أو مقلاد أو مقلد. من المجاز: ألقيت إليه مقاليد الأمور، وضاقت مقالده ومقاليده: ضاقت عليه أموره. وقال الشهاب: ضاقت عليه أموره. وقال الشهاب: والمقلد: الحبل المفتول. ومنه ضاقت مقاليده، أي أموره. قلت: وهذا نظرا إلى أن المقاليد بمعنى القلائد، ولم يثبت استعماله، فلينظر. المقلد، كمنبر: الوعاء، والمخلاة، والمكيال، والمقلد: عصا في رأسها أعوجاج يقلد بها الكلأ، كما يقتلد القت إذا جعل حبالا، أي يفتل، والجمع المقاليد. المقلد: مفتاح كالمنجل أو هو المنجل بنفسه يقطع به القت، قال الأعشى:

لدى ابن يزيد أو لدى ابن معرفيقت لها طورا وطورا بمقلد من المجاز القلد، بالكسر: قوافل مكة المشرفة إلى جدة، سميت قلدا بما بعده، هو أي القلد يوم إتيان الحمى أو حمى الربع، وهو الوقت المعروف الذي لا يكاد يخطىء، والجمع أقلاد. وقال الأصمعي: القلد: المحموم يوم تأتيه الربع: القلد: الحظ من الماء واستوفى قلده من الماء: شربه، واستوفوا أقلادهم، وأقمت إقليدي إذا سقى أرضه بقلده. كذا في الأساس القلد: الرفقة من القوم، وهي الجماعة منهم. القلد: قضيب الدابة، والقلد: سقي الماء كل أسبوع يقال: سقى إبله قلدا. قاله الفراء. ويقال: كيف قلد نخل بنى فلان? فيقال: تشرب في كل عشر مرة. وما بين القلدين ظمء. وفي حديث عبد الله بن عمر، أنه قال لقيمه على الوهط: إذا أقمت قلدك من الماء فاسق الأقرب فالأقرب. أراد بقلده يوم سقيه ماله، أي إذا سقيت أرضك فأعط من يليك. القلد: شبه القعب، عن أبي حنيفة. من المجاز: أعطيته قلد أمري: فوضته إليه، كذا في الأساس. القلدة، بهاء: القشدة، وهي ثفل السمن وهي الكدادة. القلدة: التمر والسويق يخلص به السمن. والقليد كأمير: الشريط، عبدية، أي لغة عبد القيس.

والقلادة، بالكسر، وإنما لم يضبطه اعتمادا على الشهرة خلافا لمن وهم فيه: ما جعل في العنق، يكون للإنسان والفرس والكلب والبدنة التي تهدى ونحوها. وقال الشهاب في العناية: ذهب بعض علماء اللغة إلى أن هيئة الكلمة قد تدل على معان مخصوصة، وإن لم تكن مشتقة نحو فعال، أي بالكسر إن لم تلحقه الهاء فهي إسم لما يجعل به الشيء كالآلة، كإمام وركاب وحزام، لما يؤتم به، ولما يركب به ولما يحزم ويشد به، فإن لحقته الهاء فهو اسم لما يشتمل على الشيء ويحيط به، كاللفافة والعمامة والقلادة. وهذا في غير المصادر، وأما فيها فقال أبو علي الفارسي في كتابه الحجة في سورة الكهف: فعالة، بالكسر. في المصادر، يجيء لما كان صنعة ومعنى متقلدا، كالكتابة والإمارة والخلافة والولاية، وما أشبه ذلك، وبالفتح في غيره. ومن أشهر الأمثال حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق. وهو في مجمع الأمثال والمستقصى وغيرهما.

صفحة : 2219

وتقلد الرجل: لبسها، وفي الأساس: قلدته السيف ألقيت حمالته في عنقه فتقلده، وفي اللسان: قال ابن الأعرابي: قيل لأعرابي: ما تقول في نساء بني قلان? قال: قلائد الخيل، أي هن كرام، ولا يقلد من الخيل إلا سابق كريم، كذا في البصائر؛ وفي الحديث قلدوا الخيل ولا تقلدوها الأوتار أي قلدوها طلب أعداء الدين والدفاع عن المسلمين، ولا تقلدوها طلب أوتار الجاهلية. وقيل غير ذلك. وذو القلادة: الحارث بن ضبيعة، قال شيخنا هو ابن ربيعة، وزاد في البصائر: هو ابن نزار، والمقلد، كمعظم موضعها أي القلادة. المقلد: السابق من الخيل، كان يقلد شيئا ليعرف أنه قد سبق المقلد: موضع نجاد السيف على المنكبين. ومقلد الذهب: من سادات العرب يعرف بذلك، نقله الصاغاني. وبنو مقلد: بطن من العرب نقله الصاغاني. ومقلدات الشعر، وقلائده: البواقي على الدهر. عن أبي عمرو: هم يتقالدون الماء ويتهاجرون ويتفارصون ويترفصون أي يتناوبونه، وكذلك يتفارطون ويترقطون. من المجاز: أقلد البحر عليهم، أي ضم عليهم وأغرقهم كأنه أغلق عليهم وجعلهم في جوفه، وعبارة الأساس: وأقلد البحر على خلق كثير: أرتج عليهم وأطبق لما غرقوا فيه، قال أمية بن أبي الصلت:

تسبحه النينان والبحـر زاخـرا     وما ضم من شيء وما هو مقلد واقلوده النعاس اقليدادا: غشيه وغلبه، قال الراجز:
والقوم صرعى من كرى مقلود والاقتلاد: الغرف، نقله الصاغاني وقلدتها قلادة، بالكسر، وقلادا، بحذف الهاء: جعلتها في عنقها فتقلدت، ومنه التقليد في الدين، وتقليد الولاة الأعمال وهو مجاز، منه أيضا تقليد البدنة: أن يجعل في عنقها شيئا يعلم به أنها هدي، قال الفرزدق:

حلفت برب مكة والمصلى     وأعناق الهدي مقـلـدات وفي التهذيب: وتقليد البدنة أن يجعل في عنقها عروة مزادة أو خلق نعل فيعلم أنها هدي، قال الله تعالى ولا الهدى ولا القلائد قال الزجاج: كانوا يقلدون الإبل بلحاء شجر الحرم، ويعتصمون بذلك من أعدائهم، وكان المشركون يفعلون ذلك، فأمر المسلمون بأن لا يحلوا هذه الأشياء التي يتقرب بها المشركون إلى الله تعالى، ثم نسخ ذلك. ومما يستدرك عليه: رجل، مقلد، كمنبر، أي مجمع، عن ابن الأعرابي وأنشد:

جاني جراد في وعاء مقلدا وقلد فلانا عملا تقليدا فتقلده، وهو مجاز، قال ابن سيده: وأما قول الشاعر:

ليلى قضيب تحته كثيب      وفي القلاد رشأ ربيب فإما أن يكون جعل قلادا من الجمع الذي لا يفرق واحده إلا بالهاء، كتمرة وتمر، وإما أن يكون جمع فعالة على فعال، كدجاجة ودجاج، فإذا كان ذلك فالكسرة التي في الجمع غير الكسرة التي في الواحد، والألف غير الألف. وقد قلدها.وتقلدها وقلده الأمر: ألزمه إياه، وهو مجاز. وتقلد الأمر: احتمله، وكذلك تقلد السيف، وقوله:

يا ليت زوجك قد غدا      متقلدا سيفا ورمحـا

صفحة : 2220

أي وحاملا رمحا. والقلود: البئر الكثيرة الماء. والقلد: سقي السماء، وقد قلدتنا وسقتنا السماء قلدا في كل أسبوع، أي مطرتنا لوقت، وفي حديث عمر أنه استسقى، قال: فقلدتنا السماء قلدا كل خمسة عشرة ليلة أي مطرتنا لوقت معلوم، مأخوذ من قلد الحمى، وهو يوم نوبتها. ويقال: صرحت بقلندان، أي بجد، عن اللحياني. قال: وقلودية: من بلاد الجزيرة. وفي التهذيب: قال ابن الأعرابي: هي الخنعبة، والنونة، والثومة، والهزمة، والوهدة، والقلدة، والهرثمة. والحثرمة، والعرتمة. قال الليث: الخنعبة: مشق ما بين الشاربين بحيال الوترة. وفي الأساس: من المجاز: قلد فلان قلادة سوء: هجي بما بقي عليه وسمه. وقلده نعمة، وتقلدها طوق الحمامة. ولي في أعناقهم قلائد: نعم راهنة. ونعمتك قلادة في عنقي لا يفكها الملوان.

ق ل ع د
أقلعد الرجل. أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: إذا مضى على وجهه في البلاد. واقلعد الشعر: اشتدت جعودته كاقلعط، وسيأتي، وفي الأفعال: اقلعط الشعر، واقلعد، إذا كان جعدا.

ق ل ق ش ن د
قلقشندة أهمله الجماعة، وهو بفتح فسكون، وقد تبدل اللام راء، وهو المشهور: ة بمصر من أعمال قليوب، وفيها ولد الإمام الليث بن سعد رضي الله عنه، وخرج منها أكابر العلماء والمحدثين، منهم العشرة من أصحاب الحافظ ابن حجر، وهذه القرية قد وردت عليها مرات، يتولاها أمراء الحاج.

ق م ح د
القمحدوة: الهنة الناشزة فوق القفا، وهي بين الذؤابة والقفا منحدرة عن الهامة، إذا استلقى الرجل أصابت الأرض من رأسه. القمحدوة وقال أبو زيد: القمحدوة: ما أشرف على القفا من عظم الرأس، والهامة فوقها، والقذال دونها مما يلي المقذ. في التهذيب: القمحدوة: مؤخر القذال وهي صفحة ما بين الذؤابة وفاس القفا. قماحد، قال الشاعر:

فإن يقبلوا نطعن ثغور نحورهم وإن يدبروا نضرب أعالي القماحد ويجمع أيضا على قماحيد وقمحدوات وفي ذكر الجوهري إياها في قحد بناء على أن الميم زائدة نظر، أي والصواب ذكرها هنا، فإن الميم أصلية، وذهب أبو حيان إلى زيادتها، فليتأمل.

ومما يستدرك عليه: القمحدة، كسبحلة، لغة في القمحدوة، على الصاغاني.
ق م د

صفحة : 2221

القمد والقمود: شبه العسو من شدة الإباء والتمنع، يقال: قمد يقمد قمدا وقمودا، قاله ابن سيده. القمد: الإقامة في خير أوشر. القمد بالتحريك مصدر قمد يقمد، وهو الطول عامة، أو هو ضخم العنق في طول والنعت أقمد، وهي قمداء، وقمد كعتل، وقمدة، بزيادة الهاء، وقمدانية. يقال ذكر قمد، كعتل: شديد الإنعاظ صلب. وقيل القمد اسم له. ورجل قمد، مخففة، وقمد كعتل وقماد، كغراب، وقمدود وقمدد وقمادي وقمدان وقمداني بالضم في الكل: قوي شديد، كما فسره الليث، وقال: ويقال إنه لقمد قمدد، وامرأة قمدة. أو صلب غليظ، والأنثى قمدانة وقمدانية. وأقمد الرجل طمح بعنقه وأقمد: أنعظ، وأقمد: أسال. كل ذلك عن الصاغاني. وأقمهد، ليس من قمد، ووهم الجوهري في ذكره هنا، والصواب ذكره في قمهد وسيأتي. ومما يستدرك عليه: القمد، كعتل: الذكر، وقيل: الغليظ الصلب من الأيور، وقمد يقمد قمدا وقمودا: جامع في كل شيء. وقمد الأقماد: غلب الرقاب، وقد جاء في قول رؤبة. وقمد الشيء قمودا: صلب، كما في الأفعال لابن القطاع. والقاضي محمد بن محفوظ القمودي إلى قمودة، قال اليعقوبي: قرية بالقيروان على مسافة يومين؛ مات بإفريقية سنة 307.

ق م ع د
المقمعد، كمشمعل، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: هو الذي تكلمه بجهدك ولا يلين لك ولا ينقاد وقد كلمته فاقمعد اقمعدادا. المقمعد أيضا: من عظم أعلى بطنه واسترخى أسفله. وعبارة ابن القطاع في الأفعال: اقمعط الرجل واقمعد: عظم أسفل بطنه وخمص أعلاه، وأيضا: عسر، فليتأمل.

ق م ه د
القمهد، كجعفر، بتقديم الميم على الهاء: اللئيم الأصل القبيح الوجه من الرجال، قاله الأموي، وبالضم: المقيم في مكان واحد الذي لا يبرح، نقله الصاغاني. واقمهد الرجل اقمهدادا: رفع رأسه، وكذلك البعير. اقمهد بالمكان: أقام فلم يبرح، أنشد أبو عمرو:

فإن تقمهدي أقمهد مكانيا وهو أي الاقمهداد المفهوم من اقمهد: شبه ارتعاد في الفرخ إذا زق، أي زقه أبواه، فتراه يكوهد إليهما ويقمهد نحوهما. ومما يستدرك عليه: أقمهد الرجل، إذا مات، وبه فسر قول الشاعر:

فإن تقمهدي أقمهد مكانيا أورده ابن القطاع في الأفعال، وابن منظور في اللسان.

أقمهد: أسرع. قال الصاغاني؛ وإطباق الخليل والأزهري وابن دريد على إيراد أقمهد في الرباعي يرد ما قاله الجوهري من زيادة الهاء فيه.

ق ن د
القند والقندة، بالفتح فيهما، والقنديد، بالكسر، وإنما أطلقه اعتمادا على الشهرة: عصارة، وقيل: عسل قصب السكر إذا جمد جمودا، أو جمد تجميدا، ومنه يتخذ الفانيذ، وهو معرب كند، يقال: سويق مقند، كمعظم، ومقنود ومقندى، إذا كان معمولا بالقنديد. قال ابن مقبل:

أشاقك ركب ذو بنات ونسوة     بكرمان يعتفن السويق المقندا والقنديد، بالكسر: الورس الجيد. القنديد: الخمر، قال الأصمعي: هو مثل الإسفنط، وأنشد:

كأنها في سياع الدن قنديد

صفحة : 2222

هو عصير عنب يطبخ ويجعل فيه أفواه من الطيب ثم يفتق. نقله الأزهري في الرباعي عن ابن جنى، ويقال: إنه ليس بخمر وقال أبو عمرو: هي القنديد، والطابة، والطلة، والكسيس، والفقد، وأم زنبق، وأم ليلى، والزرقاء، للخمر، وعن ابن الأعرابي: القناديد: الخمور. القنديد أيضا: العنبر، عن كراع، زاد غيره: الكافور، والمسك، وبقول كراع فسر قول الأعشى:

ببابل لم تعصر فسالت سلافة    تخالط قنديدا ومسكا مختمـا القنديد: طيب يعمل بالزعفران أو الورس القنديد: حال الرجل حسنة كانت أو قبيحة. جمعه القناديد، عن ابن الأعرابي، كالقندد، كزبرج. والقندأو، مر ذكره في الهمز، قال الفراء: هي من النوق: الجريئة، يهمز ولا يهمز، وقد تقدم الاختلاف فيه. وسمرقند: بفتح السين والميم وسكون الراء، هذا هو الصواب، وسمعنا بعض مشايخنا المغاربة ينطق بسكون الميم، ويستند إلى الشهرة عندهم بذلك، قال الصاغاني: وقد أولع أهل بغداد بإسكان الميم وفتح الراء، وسيأتي البحث عنه في باب الراء وفصل الشين المعجمة، لأن الكلمة مركبة من شمر وكند، أي حفرها شمر، اسم لملك غسان، وحيث إنها أعجمية كان ينبغي أن ينبه عليها في السين المهملة مع الدال المهملة، كما هو عادته في ذكر البلاد الأعجمية، تقريبا على المبتدى وتسهيلا، فإني أسمع غالب من لا معرفة له بضوابط هذا الكتاب يقول إن المصنف لم يذكر سمرقند في كتابه، والله أعلم. وقناد، كسحاب: ع شرقي واسط العراق. ومحمد بن سعيد بن قند، محدث بخاري، روى عن ابن السكين زكريا بن يحيى الطائي، ووالد قند اسمه بابي. وقندة الرقاع: تمر، وهو ضرب منه، عن أبي حنيفة.

وأبو القندين بالضم كنية الأصمعي عبد الملك بن قريب الإمام المشهور، قالوا: كني به لعظم قنديه، أي خصييه قال ابن سيده: لم يحك لنا فيه أكثر من ذلك، والقضية تؤذن أن القند: الخصية الكبيرة. يقال: جاء بالأمر على قناديده، أي على وجهه. ومما يستدرك عليه: قولهم بين فكيه حسام مهند، يقطر منه كلام مقند، ورجل مقنود الكلام، وهو مجاز. والقند في تاريخ سمرقند، تأليف الإمام أبي حفص عمر بن أحمد المتوفي سنة 537. وأبو حماد طلحة بن عمرو القناد، ككتان، كوفي، عن الشعبي وعكرمة وابن جبير. وحبيب القناد، بصري، عنه أيوب السختياني. وأبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله القندي الواعظ، إلى بيعه، صدوق ثبت. وأقندت السويق: ألقيت فيه القند، كذا في الأفعال لابن القطاع. وقناد كسحاب: موضع شرقي واسط قرب الحوز.

ق ن ف د
القنفد، أهمله الجوهري والصاغاني، وقال كراع: هي لغة في القنفذ، بالذال المعجمة، ولذا أطلقه ولم يضبطه، حكى ذلك عن قطرب. وبقي عليه: القنفدة: ناحية من بحر عدن بين جبلين، وقرية بسواحل مكة، وماء من مياه بنى نمير. كذا في المراصد. وقنفد بن عمير بن جدعان، له صحبة، ولاه عمر مكة ثم عزله، وروى عنه سعيد بن أبي هند، وهو تيمي، كذا في المعجم.

ق و د
القود: نقيد السوق، يقود الدابة من أمامها، ويسوقها من خلفها، فهو أي القود من أمام، وذاك أي السوق من خلف، كالقيادة، بالكسر، والمقادة، بالفتح، والقيدودة. وقد مر الكلام فيه في حاد، وقد، وسيأتي في طار، وكان، إن شاء الله تعالى، والتقواد بالفتح، قال حسان ابن ثابت:

والله لولا ما أصاب نسورها     بجنوب ساية أمس بالتقواد

صفحة : 2223

ساية: واد قرب قديد. والاقتياد والتقويد. قدت الفرس وغيره أقوده قودا، وقاد البعير واقتاده: واقتاده: جره خلفه. وفي حديث الصلاة: اقتادوا رواحلهم والاقتياد والقود واحد، واقتاده وقاده بمعنى، وقوده، شدد للكثرة. ففي الأساس: قود فرسه: أكثر قياده، وإذا نزلت عن فرسك فقوده. القود: الخيل أو جماعة من الخيل، يقال: مر بنا قود من خيل، أو التي تقاد بمقاودها ولا تركب. وتكون مودعة معدة لوقت الحاجة إليها، يقال: هذه الخيل قود فلان القائد. والدابة مقودة ومقوودة بالإعلال وبغيره، والأخيرة نادرة، وهي تميمية. واقتادها فاقتادت واستقادت، الأخيرة من الأساس. ورجل قائد من قود وقواد وقادة وفي اللسان: جمع قائد الخيل قادة وقواد، وهو قائد بين القيادة، وهو من قواد الخيل، واستعمل أبو حنيفة القياد في اليعاسيب فقال في صفاتها: وهي ملوك النحل وقادتها. وفي حديث علي قريش قادة ذادة أي يقودون الجيوش، وروي أن قصيا قسم مكارمه، فأعطى قود الجيوش عبد مناف، ثم وليها عبد شمس ثم أمية ثم حرب ثم أبو سفيان. وأقاده خيلا: أعطاه ليقودها، وكذا أقاده مالا. أقاد القاتل بالقتيل: قتله به يقيده إقادة. من المجاز: أقاد الغيث، إذا اتسع، فهو مقيد، وقد قادته الريح، قال تميم بن مقبل يصف الغيث:

سفاها وإن كانت علينا بخيلة     أغر سماكي أقاد وامطرا قيل في تفسير أقاد اتسع، وقيل: أقاد: صار له قائد من السحاب بين يديه، كما قال ابن مقبل أيضا:

له قائد دهم الرباب وخلفـه     روايا يبجسن الغمام الكنهورا من المجاز أقاد فلان إذا تقدم، وهو مما ذكر، كأنه أعطى مقادته الأرض فأخذت منها حاجتها. والمقود، بالكسر: مايقاد به، كالقياد، بالكسر أيضا، وفي الصحاح: المقود: الحبل يشد في الزمام أو اللجام تقاد به الدابة. والمقود: خيط أو سير يجعل في عنق الكلب أو الدابة يقاد به. وأعطاه مقادته: أنقاد له. والانقياد: الخضوع، تقول: قدته فانقاد، واستقاد لي، إذا أعطاك مقادته. وفرس وبعير قؤود، كصبور، وقيد وقيد، كميت وميت، كذلك فرس أقود، أي سلس ذلول منقاد والاسم من ذلك كله القيادة، ويقال: اجعل في أول قطارك بعيرا قيدا. وقال الكسائي: فرس قوود، بلا همز: الذي ينقاد، والبعير مثله. وجعلته مقاد المهر، أي عن، وفي بعض الأمهات: على اليمين، لأن المهر أكثر ما يقاد على اليمين، قال ذو الرمة:

وقد جعلوا السبية عن يمـين     مقاد المهر واعتسفوا الرمالا

صفحة : 2224

والقائد من الجبل: أنفه، وكل مستطيل من أرض أو جبل على وجه الأرض قائد، وهو مجاز. وفي التهذيب: القيادة مصدر القائد، وكل شيء من حبل أو مسناة كان مستطيلا على وجه الأرض فهو قائد. القائد: أعظم فلجان الحرث قال ابن سيده: وإنما حملناه على الواو لأنها أكثر من الياء فيه القائد: الأول من بنات نعش الصغرى وهي من الكواكب الشامية، وهي أقرب مشاهير الكواكب من القطب الشمالي، وعدد كواكبها سبعة، على شبه بنات نعش الكبرى، إلا أنها أصغر قدرا وألطف نجوما، فمن الأربعة الفرقدان، وهما المتقدمان المضيئان، بينهما قدر ذراع، والآخران اللذان وراءهما خفيان. ومن البنات الجدي، وهو المضيء الذي في آخرها، الاثنان الآخران خفيان، وإنما يعرف الجدي بالفرقدين، هذا هو المعروف عند أئمة الفلك، والذي ذهب إليه المصنف أن الأول من البنات الذي هو آخرها قائد، والثاني عناقن فإنما هو في بنات نعش الكبرى، وهي في جانب من الصغرى، وعدد نجومها سبعة مضيئة، أربعة منها النعش، وثلاثة البنات. وهي التي ذكرت آنفا، ثم قال، وإلى جانبه قائد صغير، وثانيه عناق، بالفتح، وإلى جانبه الصيدق وهو كوكب خفي في وسط البنات وهو السهى ويقال له نعش أيضا والثالث الحور وهو يلي النعش، ويقال: القوائد من الشامية عن يسار النسر الواقع فيما بينه وبين بنات نعش، وهن أربعة كواكب على تربيع مختلف، وفيها تفاوت، وفي الوسط نجم خفي شبيه باللطخة ويسمى الربع، شبهن بأينق مع ربع. والقياديد: الطوال من الأتن وغيرها، الواحدة قيدود، وفرس قيدود: طويلة العنق في انحناء، قال ابن سيده: ولا يوصف به المذكر، وأنشد لذي الرمة:

راحت يقحمها ذو أزمل وسقت     له الفرائش والقب الـقـياديد وهي الأتن، قال شيخنا: وفي أبنية ابن القطاع: فرس قيدود: سهل القياد، أصلها قيودود على فيعلول، لأنه من قاد يقود، وهذا مذهب البصريين، وأما الكوفيون فوزنه عندهم فعلول الياء مبدلة من الواو. قلت: وقد تقدم شيء من هذا في قد، وسيأتي في طار إن شاء الله تعالى. والقيد، بالكسر، والقاد: القدر تقول هي مني قيد رمح وقاد رمح أي قدره، وفي حديث الصلاة حين مالت الشمس قيد الشراك وأراد به الوقت الذي لا يجوز لأحد أن يتقدمه في صلاة الظهر، يعني فوق ظل الزوال، فقدره بالشراك لدقته، وهو أقل ما تبين به زيادة الظل حتى يعرف منه ميل الشمس عن وسط السماء، وفي الحديث رواية أخرى حتى ترتفع الشمس قيد رمح وفي حديث آخر لقاب قوس أحدكم من الجنة أو قيد سوطه خير من الدنيا وما فيها. والأقود: الطويل العنق والظهر من الإبل والدواب، وفرس أقود بين القود، وناقة قوداء وفي قصيد كعب:

وعمها خالها قوداء شمليل ومنه، رمل منقاد، أي مستطيل. وخيل قب قود، وقدقود قودا. وقال ابن شميل: الأقود من الخيل: الطويل العنق من الرجال العظيمة والأقود من الرجال: الشديد العنق، سمي بذلك لقلة التفاته. من ذلك سمي البخيل على الزاد أقود، لأنه لا يلتفت عند الأكل لئلا يرى إنسانا فيحتاج أن يدعوه. ورجل أقود: لا يلتفت. الأقود: الجبل الطويل في السماء كالمقود، كمعظم، وضبطه الصاغاني كمكرم، وهو الصواب. في التهذيب: والأقود من الناس: من إذا أقبل على شيء بوجهه لم يكد ينصرف عنه، وأنشد:

صفحة : 2225

إن الكريم من تلفت حولـه     وإن اللئيم دائم الطرف أقود والقود ، محركة: قتل النفس بالنفس، شاذ كالحوكة والخونة، وقد استقدته فأقادني، وفي الصحاح، هو القصاص، وفي الحديث: من قتل عمدا فهو قود. والقود: طول الظهر والعنق، ومنه قالوا: ناقة قوداء وجمل أقود، وقد قود قودا، كحور حورا، صح في الفعل والصفة، قال الخليل: ناقة قوداء: طويلة الظهر والعنق، وفي الروض: ناقة قوداء: طويلة العنق. وقيل: هي الطويلة، بلا قيد، وهو أقود، وهن قود، وقد تقدم قريبا. وانقاد الرجل: خضع وذل، قدته فانقاد. وانقاد الرمل: استطال، وانقاد الطريق: سهل واستقام. من المجاز انقاد لي الطريق إليه: وضح واستبان. قال ذو الرمة في ماء ورده:

تنزل عن زيزاءة القف وارتقى من الرمل فانقادت إليه الموارد قال أبو منصور: سألت الأصمعي عن معنى: انقادت إليه الموارد، قال: تتابعت إليه الطرق. والقوداء: الثنية العالية الطويلة في السماء. وقلة قوداء: طويلة، وهو مجاز. والقواد، ككتان: الأنف، حميرية أي لغة بني حمير، قال رؤبة:

أتلع يسمو بتليل قواد ويقال في تفسيره: متقدم.

والأحمر بن قويد، كزبير، كأنه تصغير قود، أي معروف. والمقاد، بالفتح: جبل بالصمان، نقله الصاغاني. والقائدة: الأكمة تمتد على وجه الأرض والجبل أقود، وقد تقدم. يقال: قيد الدقيق إذا طبخ وتكتل تكبب. وذكر المصنف إياه هنا يدل على أنه واوي من القود، فليراجع. ومما يستدرك عليه: يقال: فلان سلس القياد، وصعبه، وهو على المثل، أي يتابعك على هواك، كما في الأساس، وفي حديث علي رضي الله عنه: فمن اللهج باللذة السلس القياد. وفي حديث السقيفة: فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم. أي يذهبان مسرعين كأن كل واحد منهما يقود الآخر لسرعته. وقادت الريح السحاب، على المثل. قالت أم خالد الخثعمية:

ليت سماكيا يحار ربـابـه     يقاد إلى أهل الغضى بزمام والقواد: المتقدم، كما تقدم في تفسير قول رؤبة. والقواد الديوث. وقاد على الفاجرة قيادة، كما في الأساس. والقائدة من الإبل التي تقدم الإبل وتالفها الأفتاء. والقيدة من الإبل: التي تقاد للصيد يختل بها، وهي الدريئة، وأصلها قيودة. وحكى ابن سيده عن ثعلب هي التي يستتر بها من الرمية ثم ترمى. ومر وفلان يقاوده: يساوقه. واستقاد الرجل: ذل وخضع. وظهر من الأرض يقود وينقاد ويتقاود كذا وكذا ميلا. واستقدت الإمام من القاتل فأقادني، أي سألته أن يقيد القاتل بالقتيل. وقال الليث: وإذا أتى إنسا إلى آخر أمرا فانتقم منه بمثلها قيل: استقادها منه. وهذا مكان يقود من الأرض كذا وكذا، ويقتاده أي يحاذيه. ومن المجاز: اقتاد النبت الثور: وجد ريحه فهجم عليه. وأصبحت يقاد بي البعير: شخت وهرمت. وتقاود المكان: استوى، كما في الأساس.

ق ه د
القهد: النقي اللون، القهد: الأبيض، وخص بعضهم به البيض من أولاد الظباء والبقر، كالقهب، وقوله الأكدر، في الصحاح: القهد مثل القهب، وهو الأبيض الكدر. وقال أبو عبيد: أبيض، وقهب، وقهد، بمعنى واحد، وقال لبيد:

صفحة : 2226

لمعفر قهد تنـازع شـلـوه     غبس كواسب لا يمن طعامها وصف بقرة وحشية أكل السباع ولدها، فجعله قهدا لبياضه. قيل: القهد: ضرب من الضأن تعلوه حمرة وتصغر آذانه، أو القهد من الضأن: الأحيمر الأكيلب. هكذا في سائر النسخ بالباء الموحدة، وصوابه الأكيلف الوجه بالفاء، كما في اللسان وغيره، وزاد فيه: وهو من شاء الحجاز سك الأذناب، أنشد الأصمعي للحطيئة:

أتبكي أن يساق القهد فيكم     فمن يبكي لأهل الساجسي قهاد، بالكسر، أو القهد: الذي لا قرون له، قاله ابن جبلة، القهد: الجؤذر، عن أبي عبيدة، قال الراعي:

وساق النعاج الخنس بيني وبينهابرعن أشاء كل ذي جدد قهد وقيل: القهد: ولد الضأن إذا كان كذلك، قيل: القهد: غنم سود باليمن، وهي الخذف بفتح الخاء وسكون الذال المعجمتين وآخره فاء، هكذا في النسخ، وفي بعضها الخرف بالراء بدل الذال، ومثله في اللسان، وكل ذلك ليس بوجه، والصواب الحذف، بالمهملة ثم المعجمة محركة، كما هو نص الصاغاني. يقال: القهد: القصير الذنب.قيل: القهد: الصغير اللطيف الجسم من البقر، ويقال لولد البقرة: قهد، أيضا. وجمع الكل قهاد، ولا وجه لتخصيص المصنف ببعض دون بعض. القهد: النرجس إذا كان جنبذا لم يتفتح، فإذا تفتح فهي التفاتيح والتفاقيح والعيون. قهد، بالتحريك: ع، عن الصاغاني. قهيد، كزبير: ابن مطرف أو ابن أبي مطرف الغفاري، كان يسكن ببادية الحجاز اختلف في صحبته، فإنه روي له حديث في مسند أحمد، وله علة، فإنه روي عنه أيضا عن أبي هريرة، فكأنه تابعي، كذا في معجم ابن فهد.

في التهذيب: قهد في مشيته، كمنع، إذا قارب في خطوه ولم ينبسط في مشيه، وهو من مشى القصار. ومما يستدرك عليه: ابن قهد: رجل من أهل اليمن، قرأت في الموطإ في باب العزل، عن الحجاج بن عمرو بن غزية أنه كان جالسا عند زيد بن ثابت، فجاءه ابن قهد، رجل من اليمن. ويروي بالفاء، كذا رأيته، هكذا ضبطه ابن الحذاء بالقاف، وجوز أن يكون قيس بن قهد، وله صحبة. قال الحافظ: وفيه بعد. ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن غالب بن قهد المذحجي المالقي، مات بعد الثلاثين وخمسمائة، روى عنه أبي مروان بن سراج. والقهاد: موضع.

ق ه م د
القهمد كجعفر، أهمله الجوهري والجماعة، وهو الرجل اللئيم الأصل الدنيء قيل هو الدميم الوجه كالقمهد.

ق ي د
القيد، م، أي معروف، ج أقياد وقيود. وتقول: ظوهرت عليه القيود والأقياد القيد: ماضم العضدين، وفي بعض الأمهات: العضدتين من المؤخرتين، وفي بعض النسخ بإسقاط من، أي من أعلاهما من القد. القيد: قد، بالكسر، يضم عرقوتي القتب. قيد: فرس كان لبني تغلب بن وائل القبيلة المشهورة، وهذا عن الأصمعي، ونقله الجوهري. والقيد من السيف: ذاك الممدود في أصول الحمائل تمسكه البكرات، محركة. وقيد الأسنان: اللثة، قال الشاعر:

لمرتجة الأطراف هيف خصورها      عذاب ثناياها عجـاف قـيودهـا يعني اللثات وقلة لحمها، وقال ابن سيده: وقيود الأسنان: عمورها وهي الشرف السابلة بين الأسنان، شبهت بالقيود الحمر من سمات الإبل وقيد الفرس: سمة في عنق البعير على صورة القيد، كذا في الصحاح وأنشد الأحمر:

صفحة : 2227

كوم على أعناقها قيد الفرس     تنجو إذا الليل تدانى والتبس وفي الحديث أنه أمر أوس بن عبد الله الأسلمي أن يسم إبله في أعناقها قيد الفرس، وصورتها حلقتان بينهما مدة، كذا في النهاية، وقال ابن سيده: القيد: من سمات الإبل وسم مستطيل مثل القيد في عنقه ووجهه وفخذه، عن ابن حبيب من تذكرة أبي علي. من المجاز يقال للفرس: قيد الأوابد، أي لأنه يلحق الوحوش بسرعته، والأوابد: الحمر الوحشية، قال سيبويه: هو نكرة وإن كان بلفظ المعرفة، وأنشد قول امرىء القيس:

وقدء أغتدي والطير في وكناتها    بمنجرد قيد الأوابـد هـيكـل وأنشد له أيضا: بمنجرد قيد الأوابد لاحه طراد الهوادي كل شأو مغرب قال ابن جنى: أصله تقييد الأوابد ثم حذف زيادتيه، فجاء على الفعل، وإن شئت قلت وصف بالجوهر لما فيه من معنى الفعل نحو قوله:

فلولا الله والمهر المـفـدى      لرحت وأنت غربال الإهاب وضع غربال موضع المخرق في التهذيب: يقال للفرس الجواد الذي يلحق الطرائد من الوحش: قيد الأوابد، معناه أنه يلحق الوحش لجودته، ويمنعه من الفوات بسرعته، فكأنها مقيدة له لا تعدو. القيد: المقدار، كالقاد والقيد بالكسر. وقيد قيدا بالكسر، مبنيا للمجهول قيد تقييدا، وقد قيده، وقيدت الدابة. يقال: فرس عبل المقيد طويل المقلد، المقيد، كمعظم: موضع القيد من رجل الفرس، المقيد: موضع الخلخال من المرأة. المقيد: ما قيد من بعير ونحوه، مقاييد، وهؤلاء أجمال مقاييد، أي مقيدات. قال ابن سيده إبل مقاييد: مقيدة. حكاه يعقوب وليس بشيء، لأنه إذا ثبتت مقيدة فقد ثبتت مقاييد. في حديث قيلة الدهناء مقيد الجمل أي أنها مخصبة ممرعة، والجمل لايتعدى مرتعه، والمقيد هنا الموضع الذي يقيد فيه الجمل ويخلى، أي أنه مكان يكون الجمل فيه ذا قيد. القيد، ككيس: من ساهلك إذا قدته، قال:

وشاعر قوم قد حسمت خصاءه     وكان له قبل الخصاء كتـيت
أشم خبوط بالفراسن مصعـب     فأصبح مني قـيدا تـربـوت

القياد ككتاب: حبل يقاد به الدابة، وقد تقدم. والتقييد: التأخيذ، وهو مجاز، وقالت امرأة لعائشة رضي الله عنها: أأقيد جملي? أرادت بذلك تأخيذها إياه من النساء سواها. فقالت لها عائشة بعد ما فهمت مرادها: وجهي من وجهك حرام. كذا في التكملة. قال ابن الأثير: أرادت أنها تعمل لزوجها شيئا يمنعه عن غيرها من النساء، فكأنها تربطه وتقيده عن إتيان غيرها. عن ابن بزرج تقيد: كمضارع قيدت: أرض حميضة سميت لأنها تقيد ما كان بها من الإبل، ترتعيها لكثرة حمضها وخلتها. من المجاز تقييد الكتاب: شكله، وتقييد العلم بالكتاب ضبطه، وكتاب مقيد: مشكول، وما على هذا الحرف قيد: شكلة. ومقيدة الخمار: الحرة: هكذا في سائر النسخ بكسر الخاء المعجمة، والمعنى أن الخمار قيد لها، والذي في لسان العرب بكسر الحاء المهملة، وقال لأنها تعقله فكأنها قيد له.

وبنو مقيدة: العقارب كذا في سائر النسخ الموجودة، والذي في اللسان: وبنو مقيدة الحمار: العقارب، وقال بعد إنشاد قول الشاعر:

صفحة : 2228

لعمرك ما خشيت على عدي    سيوف بني مقيدة الحمـار
ولكني خشيت علـى عـدي    سيوف القوم أو إياك حـار

عنى ببني مقيدة الحمار العقارب، لأنها هناك تكون. قلت: وهو أقرب إلى الصواب، وقد ذهب على المصنف سهوا، والله أعلم. في الحديث قيد الإيمان الفتك أي أن الإيمان يمنع من الفتك بالمؤمن كما يمنع ذا العيث من الفساد قيده الذي قيد به. وفي عبارة ابن الأثير: كما يمنع القيد عن التصرف، فكأنه جعل الفتك مقيدا. قلت: فهو مجاز. والقيد، بالكسر: القدر كالقاد والقيد، وقد تقدم شاهده في الحديث. ومما يستدرك عليه: القيد: كناية عن المرأة، كالغل. وقيد الرحل: قد مضفور بين حنويه من فوق، ربما جعل للسرج قيد كذلك، وكذلك كل شيء أسر بعضه إلى بعض، وتقييد الخط: ضبطه وإعجامه وشكله. والمقيد من الشعر خلاف المطلق، قال الأخفش: المقيد على وجهين: إما مقيد قد تم، نحو قوله:

 

وقاتم الأعماق خاوي المخترق قال: فإن زدت فيه حركة كان فضلا على البيت، وإما مقيد قد مد على ما هو أقصر منه، نحو فعول في آخر المتقارب، مد عن فعل فزيادته على فعل عوض له من الوصل. والقيدة: التي يستتر بها من الرمية، حكاه ابن سيده عن ثعلب. وابن قيد: من رجازهم، عن ابن الأعرابي. والقيد بالكسر: السوط المتخذ من الجلد، وهذا الأخير من شرح شيخنا. ومن المجاز: ناقة شكله مقيدة، أي كالة لا تنبعث. وقيدها الكلال. وقيده بالإحسان. وتقول: إن قيود الأياد، أوثق الأقياد، كما في الأساس. وقيد الفزاري والد أبي صالح مسعود الشاعر اسمه عثمان.