فصل الكاف مع الدال المهملة
ك أ د
كأد الرجل، كمنع: كئب، هكذا في النسخ، والذي في النوادر: كأد، وكأب، وكأن،
ثلاثتها في معنى الشدة والصعوبة. عن ابن الأعرابي: الكأداء: الشدة،
الكأداء: الظلم، وهذا ليس في نص ابن الأعرابي، والحزن هكذا في النسخ، والذي
في نص ابن الأعرابي: والخوف، والحذار، ويقال: الهول، والليل المظلم.
والكؤوداء: الصعداء. يأتي بيانه في شرح حديث أبي الدرداء قريبا. وتكأد
الشيء: تكلفه. وتكأد الأمر: كابده، وصلي به، عن ابن الأعرابي. وتكأدني
الأمر: شق علي، كتكاءدني تفاعل وتفعل بمعنى واحد، وفي حديث الدعاء ولا
يتكاءدك عفو عن مذنب، أي لا يصعب عليك ولا يشق. قال عمر بن الخطاب رضي الله
عنه. ما تكأدني شيء ماتكأدني خطبة النكاح أي صعب علي وثقل قال سفيان بن
عيينة: عمر رحمه الله يخطب في جرادة نهارا طويلا، فكيف يظن أنه يتعايا
بخطبة النكاح? ولكنه كره الكذب. وعن أبي زيد: تكأدت الذهاب إلى فلان تكؤدا،
إذا ما ذهبت إليه على مشقة، وأنشد ابن الأعرابي:
ويوم عماس تـكـأدتـه طويل النهار قصير الغد وعقبة كؤود وكأداء شاقة المصعد صعبة المرتقى، قال رؤبة:
ولم تكأد رجلتـي كـأداؤه
هول ولا ليل دجت أدجـاؤه
هيهات من جوز الفلاة ماؤه
صفحة : 2229
وفي حديث أبي الدرداء أن بين أيدينا عقبة كؤودا لا يجوزها إلا الرجل المخف،
ويقال: هي الكؤداء، وهي الصعداء، والكؤود: المرتقى الصعب، وهو الصعود.
واكوأد الشيخ: أرعد كبرا وضعفا، كاكوهد، واكمهد. والمكوئد: الشيخ المرتعش
من الكبر، وكذلك الفرخ، وسيأتي.
ك ب د
الكبد بالفتح مع السكون مخفف من الكبد كالفخذ والفخذ. والكسر مع السكون،
وهو أيضا مخفف من الذي بعده، كالكذب والكذب، اللغة المستعملة المشهورة
الكبد، ككتف، وبه صدر الجوهري والفيومي وسائر أئمة اللغة. بل أغفلا اللغة
الأولى، وإنما ذكره صاحب اللسان، فكان ينبغي للمصنف أن يقدم اللغة الفصحى
المشهورة على غيرها، أي معروفة، وهي من السحر في الجانب الأيمن لحمة سوداء،
أنثى وقد تذكر، قال ذلك الفراء وغيره. قال ابن سيده: وقال اللحياني: هي
مؤنثة فقط. أكباد، وكبود قليلا، تقول: هو يأكل كبود الدجاج وأكبادها. وكبده
يكبده، من حد: ضرب كبده يكبده من حد نصر ضرب، وفي الأفعال لابن القطاع:
أصاب كبده. وقال أبو زيد: كبدته أكبده، وكليته أكليه، إذا أصبت كبده
وكليته. كبده يكبده كبدا: قصده، كتكبده. كبد البرد القوم: شق عليهم وضيق،
وفي حديث بلال: أذنت في ليلة باردة فلم يأت أحد، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: مالهم يا بلال? قلت: كبدهم البرد أي شق عليهم وضيق، من الكبد
وهي الشدة والضيق، أو أصاب أكبادهم، وذلك أشد ما يكون من البرد، لأن الكبد
معدن الحرارة والدم، ولا يخلص إليها إلا أشد البرد. قلت: وتمام الحديث في
البصائر فلقد رأيتهم يتروحون في الضحى يريد أنه دعا لهم حتى احتاجوا إلى
التروح. والكباد، كغراب: وجع الكبد أو داء، قال كراع: ولا يعرف داء اشتق من
اسم العضو إلا الكباد من الكبد والنكاف من النكف والقلاب من القلب. وفي
الحديث الكباد من العب وهو شرب الماء من غير مص. كبد، كفرح، كبدا: ألم من
وجعها. كبد، كعني، كبادا: شكاها أي كبده فهو مكبود. ربما سمي الجوف بكماله
كبدا، حكاه ابن سيده عن كراع أنه ذكره في المنجد، وأنشد:
إذا شاء منهم ناشىء مد كفه
إلى كبد ملساء أو كفل نهد
صفحة : 2230
وإذا علمت ذلك فقول شيخنا: قلت هو مستدرك، لأنه المعروف أول المادة، فهو
غفلة ظاهرة وسبق قلم واضح، ليس بسديد، وليت شعري كيف لم ير فرقا بين اللحمة
السوداء وبين الجوف بكماله، ولكنها عصبية ظاهرة، والله يسامح الجميع بمنه
وكرمه. الكبد: وسط الشيء ومعظمه، وفي الحديث في كبد جبل أي في جوفه من كهف
أو شعب. وفي حديث موسى والخضر عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام: فوجدته
على كبد البحر، أي على أوسط موضع من شاطئه. وانتزع سهما فوضعه في كبد
القرطاس. وداره كبد نجد: وسطها، كل ذلك مجاز من المجاز: الكبد من القوس: ما
بين طرفي علاقتها. وفي التهذيب: هو فويق مقبضها حيث يقع السهم يقال ضع
السهم على كبد القوس، وهي ما بين طرفي مقبضها ومجرى السهم منها. قال
الأصمعي: في القوس كبدها، وهو ما بين طرفي العلاقة، ثم الكلية تلي ذلك، ثم
الأبهر يلي ذلك، ثم الطائف، ثم السية، وهو ما عطف من طرفيها، أو قدر ذراع
من مقبضها، وقيل: كبداها: معقدا سير علاقتها. كبد جبل أحمر لبني كلاب، قال
الراعي:
غدا ومن عالج خد يعالجـه
عن الشمال وعن شرقية كبد وفي معجم البكري أنه هضبة حمراء
بالمضجع من ديار كلاب من المجاز: الكبد: الجنب، وفي الحديث فوضع يده على
كبدي، وإنما وضعها على جنبه من الظاهر، وقيل: أي ظاهر جنبي مما يلي الكبد.
وفي الأساس: ووضع يده على كبده: على ما يقابل الكبد، من جنبه الأيسر. الكبد
لقب أبي زيد عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة مولى أشجع المحدث، روى عن
مالك والهيثم بن عدي. وكان أخباريا علامة، قال ابن يونس: سمي كبدا لثقله.
صفحة : 2231
ودارة كبد لبني كلاب لأبي بكر ابن كلاب، وهي الهضبة الحمراء المذكورة. وكبد
الوهاد: بسماوة كلب، وضبطه الصاغاني بكسر الكاف وسكون الباء. وكبد قنة موضع
لغني بن أعصر. وكبد الحصاة لقب شاعر. الكبد، بالتحريك: عظم البطن من أعلاه.
كبد كل شيء: عظم وسطه وغلظه، كبد كبدا وهو أكبد. الكبد: الهواء، وقال
اللحياني: هوالهواء واللوح والسكاك والكبد. الكبد: الشدة والمشقة، وهو
مجاز، وبه فسر قوله تعالى: لقد خلقنا الإنسان في كبد وقال الفراء: يقول:
خلقناه منتصبا معتدلا. ويقال: في كبد أي أنه خلق يعالج ويكابد أمر الدنيا
وأمر الآخرة وقيل: خلق منتصبا يمشي على رجليه، وغيره من سائر الحيوان غير
منتصب، وقيل: في كبد: خلق في بطن أمه ورأسه قبل رأسها، فإذا أرادت الولادة
انقلب الولد إلى أسفل، قال المنذري: سمعت أبا طالب يقول الكبد الاستواء
والاستقامة. وقال الزجاج: هذا جواب القسم، المعنى أقسم بهذه الأشياء لقد
خلقنا الإنسان في كبد يكابد أمر الدنيا والآخرة. الكبد: وسط الرمل ووسط
السماء ومعظمها، كالكبيداء والكبيداة، هكذا بالهاء المدورة، كما في سائر
النسخ، والصواب بالمطولة كما في الصحاح وغيره والكبداء والكبد بفتح فسكون
فيهما، كذا هو مضبوط، والصواب والكبد ككتف، وفي الصحاح وكبيدات السماء
كأنهم صغروها كبيدة ثم جمعوا. وكبد السماء: وسطها الذي تقوم فيه الشمس عند
الزوال، فيقال عند انحطاطها: زالت ومالت. قلت: وقولهم: بلغت كبد السماء
وكبيدات السماء مجاز، كما في الأساس. وقال الليث: كبد السماء: ما استقبلك
من وسطها، يقال: حلق الطائر حتى صار في كبد السماء وكبيداء السماء، إذا
صغروا جعلوها كالنعت، وكذلك يقولون في سويداء القلب، قال: وهما نادرتان
حفظتا عن العرب هكذا. قلت: وكلام الأئمة، صريح في أن كبد الرمل وكبد السماء
ككتف، وهذا خلاف ما مشى عليه المصنف، فلينظر ذلك مع تأمل، وأشار إليه شيخنا
كذلك في شرحه، وذهب إلى ما أشرت إليه، وتوقف في كون كبد السماء محركة اللهم
إلا أن يجعل قوله فيما بعد: والكبد بفتح فكسر، كما لا يخفى، والله أعلم، ثم
رأيت الصاغاني ذكر في تكملته أن كبد السماء، بالتحريك، لغة في كسر الباء.
وتكبدت الشمس: صارت في كبيدائها. وفي الصحاح: في كبدها ككبدت تكبيدا. في
التهذيب: كبد النجم السماء، أي توسطها. تكبد الأمر: قصده، ومنه قوله:
يروم البلاد أيها يتكبد من المجاز تكبد اللبن وغيره من الشراب: غلظ وخثر، اللبن المتكبد: الذي يخثر حتى يصير كأنه كبد يترجرج. وسود الأكباد: الأعداء، قال الأعشى:
فما أجشمت من إتيان قوم
هم الأعداء فالأكباد سود يذهبون حتى اسودت، كما يقال لهم صهب السبال
وإن لم يكونوا كذلك، والكبد معدن العداوة. والكبداء: رحى اليد، وهي التي
تدار باليد، سميت كبداء لما في إدارتها من المشقة، قال:
بدلت من وصل الغواني البيض كبداء
ملحاحا على الرمـيض
تخلأ إلا بـيد الـقـبـيض يعني رحى اليد، أي في يد رجل قبيض
اليد خفيفها. وقال الآخر، وهو راجز بني قيس:
بئس الغذاء للغلام الشاحـب
كبداء حطت من ذرا كواكب
أدارها النقاش كل جـانـب
صفحة : 2232
يعني رحى. والكواكب: جبال طوال. الكبداء: القوس يملأ الكف مقبضها، وهو
مجاز، وقيل: قوس كبداء: غليظة الكبد شديدتها. وفي الأساس: قوس كبداء: يملأ
عجسها الكف الكبداء: المرأة الضخمة الوسط البطيئة السير، وقيل: امرأة كبداء
بينة الكبد، بالتحريك. والرجل اكبد، وهو الضخم الوسط، ولا يكون إلا بطيء
السير. الكبداء: الرملة العظيمة الوسط، وناقة كبداء، كذلك، قال ذو الرمة:
سوى وطأة دهماء من غير جعدةثنى أختها عن غرز كبداء ضامر من المجاز كابده مكابدة وكبادا، الأخير بالكسر: قاساه، والاسم الكابد كالكاهل والغارب، قال ابن سيده: أعني به أنه غير جار على الفعل، قال العجاج:
وليلة من الليالي مرة بكابد كابدتها وجرت أي طالت. وقال الليث: الرجل يكابد الليل، إذا ركب هوله وصعوبته. ويقالن كابدت ظلمة هذه الليلة مكابدة شديدة، وهو مجاز. والأكبد: طائر. الأكبد: من نهض موضع كبده، وفي اللسان: هو الزائد موضع الكبد، قال رؤبة يصف جملا منتفخ الأقراب:
أكبد زفارا يمد الأنسعا والكبدة، بالفتح فالسكون قولهم: فلان تضرب إليه أكباد الإبل، أي يرحل إليه في طلب العلم وغيره. ومما يستدرك عليه: أم وجع الكبد: بقلة من دق البقل يحبها الضان، لها زهرة غبراء في برعومة مدورة، لها ورق صغير جدا أغبر، سميت أم وجع الكبد لأنها شفاء من وجع الكبد. نقله ابن سيده عن أبي حنيفة. وكبد الأرض: ما في معادنها من الذهب والفضة ونحو ذلك، قال ابن سيده: أراه على التشبيه، والجمع كالجمع. وفي حديث مرفوع وتلقي الأرض أفلاذ كبدها أي تلقي ماخبىء في بطنها من الكنوز والمعادن، فاستعار لها الكبد. وفي حديث الخندق فعرضت كبدة شديدة هي القطعة الصلبة من الأرض، والمعروف كدية بالياء، قاله ابن الأثير. والكبد: الاستواء والاستقامة. وتكبد الفلاة، إذا قصد وسطها ومعظمها. وكابد، في قول العجاج، موضع بشق بني تميم. وأكباد اسم أرض، قال أبو حية النميري:
لعل الهوى إن أنت حييت منزلابأكباد مرتدا عليك عقابله والكباج، ككتان: نوع من الليمون. الكبود، كصبور: قبيلة باليمن. وكبندة، بفتح الكاف وكسر الموحدة وسكون النون: من قرى نسف، منها أبو إسحاق إبراهيم بن الأشرس الضبي، عن أبي عبيد القاسم بن سلام وغيره.
ك ت د
الكتد، محركة: نجم، وهو كاهل الأسد، أنشد ثعلب:
إذا رأيت أنجما من الأسـد
جبهته أو الخرة والكـتـد
بال سهيل في الفضيخ ففسد
وطاب ألبان اللقاح فبـرد
صفحة : 2233
الكتد: جبل بمكة، حرسها الله تعالى بطرف المغمس، نقله الصاغاني. الكتد:
مجتمع الكتفين من الإنسان والفرس، كالكتد ككتف، وقيل: هو أعلى الكتف، أوهما
الكاهل، وعليه اقتصر صاحب الكفاية، أو هما ما بينض الكاهل إلى الظهر،
والثبج مثله، وقيل: الكتد من أصل العنق إلى أسفل الكتفين، وهو يجمع الكاثبة
والثبج والكاهل، كل هذا كتد، وقيل: الكتد: ما بين الثبج إلى منصف الكاهل،
وقد يكون من الأسد الذي هو السبع، ومن الأسد الذي هو النجم، على التشبيه.
أكتاد وكتود، ومنه حديث كنا يوم الخندق ننقل التراب على أكتادنا وفي حديث
حذيفة في صفة الدجال مشرف الكتد. وفي صفته صلى الله عليه وسلم، جليل المشاش
والكتد. ومن سجعات الأساس: نحمله على الأكباد، فضلا عن الأكتاد. وولوهم
أكتافهم وأكتادهم: أدبروا عنهم وانهزموا. والأكتد: المشرفه أي الكتد.
وتكتد: كتنصر: في ديار بني سليم، ويقال تقتد، بالقاف، وتقدم. هم أكتاد، أي
جماعات. وبه فسر قول ذي الرمة:
وإذ هن أكتاد بحوضى كأنمازها الآل عيدان النخيل البواسق أو أكتاد في قول ذي الرمة أشباه، لا اختلاف بينهم، ولم يذكر الواحد. يقال: مررت بجماعة أكتاد، أو سراع بعضها في إثر بعض، قاله أبو عمرو، لا واحد لها، وفي نوادر الأعراب: يقال: خرجوا علينا أكتادا وأكدادا، أي فرقا وأرسالا، وقيل: أصله بالدال، والتاء لثغة أو لغة، ولذلك أورده الجوهري هناك، فتأمل، قاله شيخنا. ومما يستدرك عليه: كتندة لغة في قتندة، بالأندلس.
ك د د
الكد: الشدة في العمل، ومنه المثل بجدك لا بكدك . والكد: الإلحاح في محولة
الشيء. والكد: الطلب أي طلب الرزق. والكد: الإشارة بالإصبع، يقال: هو يكد
كدا، وأنشد للكميت:
غنيت فلم أرددكم عند بغـية وحجت فلم أكددكم بالأصابع والكد: مشط الرأس، وقد كددت رأسي. والكد: ما يدق فيه الأشياء كالهاون، وقد كده يكده كدا. واكتده: طلب منه الكد، كاستكده وأتعبه، ورجل مكدود: مغلوب، قال الأزهري: سمعت أعرابيا يقول لعبد له: لأكدنك كد الدبر، أراد أنه يلح عليه فيما يكلفه من العمل الواصب إلحاحا يتعبه كما أن الدبر إذا حمل عليه وركب أتعب البعير. وفي الحديث أن المسائل كد يكد بها الرجل وجهه وفي حديث جليبيب ولا تعجل عيشهما كدا. كد: نزع الشيء بشيده يكده، كاكتده، يكون ذلك في الجامد والسائل، وأند ثعلب:
أحاول منها والمياه كـثـيرة
أحاول منها حفرها واكتدادها
صفحة : 2234
يقول: أرضى بالقليل وأقنع به. والكددة، محركة، والكددة كهمزة، والكدادة،
مثل سلالة: ما يبقى فقي أسفل القدر ملتزقا به بعد الغرف منها، قال الأزهري:
إذا لصق الطبيخ بأسفل البرمة فكد بالأصابع فهي الكدادة في الصحاح: الكدادة،
كسلالة: القشدة، وما يبقى في أسفل القدر من المرق، والكدادة: ثفل السمن.
الكدادة: بالمروت لبني يربوع بن حنظلة، كذا في المراصد. والكديد: الملح
الجريش، الكديد أيضا: صوته إذا صب بعضه على بعض، وقد كدد الرجل، إذا ألقى
الكديد بعضه على بعض. الكديد: ماء بين الحرمين الشريفين شرفهما الله تعالى،
وفي المراصد: موضع بالحجاز على اثنين وأربعين ميلا من مكة بين عسفان ورابغ،
وهو الذي جزم به عياض في المشارق وتلميذه ابن قرقول في المطالع، وله ذكر في
صحيح البحاري، وذكر بعض الشراح أنه بين عسفان وقديد، بينه وبين مكة ثلاث
مراحل أو اثنان، كذا نقله شيخنا. قلت: والذي في معجم البكري: الكديد،
مصغرا، هكذا ضبطه، بين مكة والمدينة بين ثنية غزال وأمج، وأما بفتح الكاف
وكسر الدال، ماء لبني ثعلبة بن سعد بن ذبيان برحرحان، فلينظر هذا مع ما
قبله. الكديد: البطن الواسشع من الأرض خلق خلق الأودية إلا أنه أوسع منها،
عن أبي عبيدة. الكديد أيضا: الأرض الغليظة، كالكدة، بالكسر، لأنها تكد
الماشي فيها؛ وفي حديث خالد بن عبد العزى فحص الكدة بيده فانبجس الماء، هي
من ذلك. يوم الكديد، أي معروف من أيامهم. الكداد كثمام: حساف الصليان، وهو
الرقة يؤكل حين يظهر ولايترك حتى يتم. الكداد اسم فحل تنسب إليه الحمر،
يقال: بنات كداد، وأنشد الجوهري:
وعير لها من بنات الكداد يدهمج بالوطب والمزود قال الصاغاني: والرواية: حمار لهم، على الجمع، ويروى: حصان، والبيت للفرزدق. والأكدة: بقايا المرتع الذي قد أكل، يقال بقيت من الكلإ كدادة، وهو الشيء القليل. ورأيتهم أكدادا أكاديد: فرقا وأرسالا، ولا واحد لها، وحكى الأصمعي: قومق أكداد، أي سراع. والكدكدة: الإفراط في الضحك. كالكتكتة والكركرة الطخطخة الطهطهة، كالكدكاد، بالكسر، وهو مطاوع الكدكدة، وأند الليث:
ولا شديد ضحكها كدكاد
حداد دون شرها حـداد الكدكدة: ضرب الصيقل المدوس على السيف إذا جلاه.
الكدكدة: التثاقل في المشي، وهو العدو البطيء، كما في الأفعال لابن القطاع.
وأكد الرجل واكتد، إذا أمسك. من المجاز هو كدود لاينال دره وخيره إلا بعسر.
وكان ابن هبيرة يقول: كدوني فإني مكد، أي سلوني فإني أعطي على السؤال. من
المجاز أيضا، يقال بئر كدود، إذا لم ينل ماؤها إلا بجهد ومشقة. والكديدة
كجهينة: ماء لبني أبي بكر بن كلاب، وهي والضمة ماءان ملحان خشنان بالهردة
لهم. كذا في المعجم. وكدد، كصرد: قرب البصرة على أيام يسيرة منها. كدد،
كجبل: أو واد أو جبل في ديار بني سليم. الكدد لغة في الكتد أو لثغة. والمكد
بالكسر: المشط المحك. وكدده وكدكده وتكدكده: طرده طردا شديدا، وعبارة
النوادر: وكدني، وكدكدني، وتكددني، وتكردني، أي طردني طردا شديدا. ومما
يستدرك عليه: الكديد: الأرض المكدودة بالحوافر. والكديد: التراب الدق
المكدود المركل بالقوائم، قال امرؤ القيس:
صفحة : 2235
مسح إذا ما السابحات على الونيأثرن الغبار بالكديد المركل والكديد: تراب
الحلبة. وكدكدعليه، أي عدا عليه. وكد: تعب، وكد: أتعب، لازم ومتعد. وكد
لسانه بالكلام وقلبه بالفكر، وهو مجاز. والكد: الحك، وفي حديث عائشة رضي
الله عنها كنت اكده من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني المني. وكددت
رأسي وجلدي بالأظفار: حككت بها حكا بإلحاح، وهو مجاز. والمكدود: المغلوب.
والكد: السعي والاجتهاد. ورجل كدود: شغل نفسه في تعب، وناقة كدود، على
المثل. وكدادة الكلإ: القليل منه. وعن أبي عمرو: الكدد: المجاهدون في سبيل
الله تعالى. والكدكدة: حكاية صوت شيء يضرب على شيء صلب، وهذا من كتاب
الأفعال. والكد: إناء من الخزف على هيئة الأواني المجلوبة من دير البلاص
إلى مصر يملأ فيه الماء، والجمع الكدان، يمانية، ولقد استظرف البدر
الدماميني حيث قال:
رعى الله مصرا إننا في ظلالها
نروح ونغدو سالمين من الكـد
ونشرب ماء النيل بالكأس صافيا
وأهل زبيد يشربون من الكـد
وكاده مكادة: غالبه. وظبيان بن كدادة، قاله أبو عمر، وابن الأثير ويقال ابن كرادة له وفادةق وخبر لا يصح. وكدادة: بطن من مراد، وهو كدادة بن مفرج بن ناجية بن مراد واسم كدادة الحارث، ويقال إنه من الأزد، وهو الحارث بن مفرج بن مالك بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، قاله ابن الكلبي. المكدد لقب شريح بن مرة بن سلمة الكندي الصحابي، لقب به لقوله. سلوني وكدوني فإني لباذل لكم ماحوت كفاي في العسر واليسر ورأيت القوم أكدادا وأكاديد، أي منهزمين. والكدة: الأرض الغليظة. وسعد الله بن بقية الله بن كدكدة. ودلف بن أبي نصر بن كدكدة، محدثان.
ك ر د
الكرد: العنق، لغة في القرد، فارسي معرب، قال الشاعر:
فطار بمشحوذ الحديدة صارم فطبق ما بين الذؤابة والكرد وقال آخر:
وكنا إذا الجبـار صـعـر خـده ضربناه دون الأنثيين على الكرد أو أصلها، وهو مجثم الرأس على العنق، وتأنيث الضمير على لغة بعض أهل الحجاز، فإنهم يؤنثون العنق، وهي مرجحة، قاله شيخنا. وفي اللسان: والحقيقة في الكرد أنه أصل العنق. والكرد: السوق وطرد العدو كردهم يكردهم كردا: ساقهم وطردهم ودفعهم، وخص بعضهم بالكرد سوق العدو في الحملة. وفي حديث عثمان رضي الله عنه لما أرادوا الدخول عليه لقتله جعل المغيرة بن الأخنس يحمل عليهم ويكردهم بسيفه أي يكفهم ويطردهم والكرد: القطع، ومنه: شرب مكرود، أي مقطوع. والكرد بالضم: جيل معروف وقبائل شتى: أكراد كقفل وأقفال، واختلف في نسبهم، فقيل جدهم كرد بن عمرو مزيقاء وهو لقب لعمرو، لأنه كان كل يوم يلبس حلة، فإذا كان آخر النهار مزقها لئلا تلبس بعده، ابن عامر بن ماء السماء، هكذا في سائر النسخ والصواب أن ماء السماء لقب لعامر، ويدل له قول الشاعر:
أنا ابن مزيقيا عمرو وجدي
أبوه عامر ماء السـمـاء
صفحة : 2236
هكذا رواه أهل الأنساب، كابن حزم وابن رشيق والسهيلي، ويرويه النحويون أبوه
منذر، بدل عامر وهو غلط، قاله شيخنا، وإنما لقب به لأنه كان إذا أجدب القوم
وحل بهم المحل مانهم وقام بطعامهم وشرابهم حتى يأتيهم المطر، فقالوا له:
ماء السماء. قلت: وعامر ماء السماء أعقب عمران بن عامر وعمرا مزيقياء، فهما
ابنا عامر ماء السماء ابن حارثة الغطريف بن امرىء القيس الغطريف بن ثعلبة
البهلول بن مازن السراج بن الأزد، والعقب من عمرو مزؤقياء في ست أبطن:
ثعلبة العنقاء، وحارثة، وجفنة، وعمران، ومحرق، وكعب. أولاد عمرو، ومن ثعلبة
العنقاء الأوس والخزرج، كما حققناه في مؤلفاتنا في هذا الفن، وهذا الذي ذهب
إليه المصنف هو الذي جزم به ابن خلكان في وفيات الأعيان، في ترجمة المهلب
بن أبي صفرة. قال: إن الأكراد من نسل عمرو مزيقياء، وقعوا إلى أرض العجم
فتناسلوا بها وكثر ولدهم، فسموا الأكراد، قال بعض الشعراء:
لعمروك ما الأكراد أبناء
فارسولكنه كرد بن عمرو بن عامر
صفحة : 2237
هكذا زعم النسابون. وقال ابن قتيبة في كتاب المعارف: تذكر العجم أن الأكراد
فضل طعام بيوراسف. وذلك أنه كان يأمر أن يذبضح له كل يوم إنسانان ويتخذ
طعامه من لحومهما، وكان له وزير يقال له أرياييل، فكان يذبح واحدا ويبقي
واحدا يستحييه ويبعث به إلى جبل فارس، فتوالدوا في الجبال وكثروا. قال
شيخنا: وقد ضعف هذا القول كثير من أهل الأنساب. قلت: وبيوراسف هذا هو
الضحاك الماري، ملك العجم بعد جم بن سليمان ألف سنة، وفي مفاتيح العلوم هو
معرب ده آك، أي ذو عشر آفات، وقيل معرب أزدها، أي التنين، للسلعتين اللتين
كانتا له،وقال أبو اليقظان: هو كرد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن
صعصعة، وقد ألف في نسب الأكراد فاضل عصره العلامة محمد أفندي الكردي، وذكر
فيه أقوالا مختلفة بعضها مصادم للبعض، وخبط فيه خبط عشواء، ورجح فيه أنه
كرد بن كنعان بن كوش بن حام بن نوح، وهم قبائل كثيرة، ولكنهم يرجعون
والكلهر واللر. ثم إنهم يتشعبون إلى شعوب وبطون وقبائل كثيرة لا تحصى،
متغايرة ألسنتهم وأحوالهم. ثم نقل عن مناهج الفكر ومباهج العبر للكتبي ما
نصه: أما الأكراد فقال ابن دريد في الجمهورة: الكرد أبو هذا الجيل الذين
يسمون بالأكراد، فزعم أبو اليقظان أنه كرد بن عمرو بن عامر بن: ربيعة بن
عامر بن صعصعة. وقال ابن الكبلبي: هو كرد بن عمرو مزيقياء. وقعوا في ناحية
الشمال لما كان سيل العرم، وتفرق أهل اليمن أيدي سبا. وقال المسعودي: ومن
الناس من يزعم أن الأكراد من ولد ربيعة بن نزار، ومنهم من يزعم أنهم من ولد
مضر ب نزار، ومنهم من زعم أنهم من ولد كرد بن كنعان بن كوش بن حام. والظاهر
أن يكونوا من نسل سام، كالفرس، لما مر من الأصل، وهم طوائف شتاى، والمعروف
منهم السورانية والكورانية والعمادية والحكارية والمحمودية والبختية
والبشوية والجوبية والزرزائية والمهرانية والجاوانية والرضائية والسروجية
والهارونية واللرية، إلى غير ذلك من القبائل التي لا تحصى كثرة، وبلادهم
أرض الفارس وعراق العجم والأذربيجان والإربل والموصل، انتهى كلام المسعوديذ
ونقلبه هكذا العلامة محمد أفندي الكردي في كتابه. قلت: والذي نقل البلبيسي
عن المسعودي نص عبارته هكذا تنازع الناس في بدء الأكراد، فمنهم من رأى أنهم
من ربيعة بن نزار بن بكر بن وائل، انفردوا في الجبال قديما لحال دعتهم إلى
ذلك، فجاوروا الفرس فحالت لغتهم إلى العجمة، وولد كل نوع منهم لغة لهم
كردية، ومنهم من رأى أنهم من ولدمضر بن نزار، وأنهم من ولد مضر بن نزار،
وأنهم من ولد كرد بن مرد بن صعصعة بن هوزان انفردوا قديما لدماء كانت بينهم
وبين غسان، ومنهم من رأي أنهم من ولد ربيعة بن مضر اعتصموا بالجبال طلبا
للمياه والمرعي، فحالوا عن العربية لمن جاورهم من الأمم، وهم عند الفرس من
ولد كرد ابن إسفنديار بن منوجهر، ومنهم من ألحقهم بإماء سليمان عليه السلام
حين وقع الشيطان المعروف بالجسد على المنافقات فعلقن منه وعصم منهن
المؤمنات، فلما وضعن قال: أكردوهن إلى الجبال. منهم ميمون بن جابان أبو
بصير الكردي قاله الرشاطي عن أبيه، انتهى ثم قال محمد أفندي المذكور: وقيل
أصل الكرد من الجن، وكل كردي على وجه الأرض يكون ربعه جنيا، وذلك لأنهم من
نسل بلقيس، وبلقيس بالاتفاق أمها جنية، وقيل: عصى قوم من العرب سليمان عليه
السلام وهربوا إلى العجم، فوقعوا في جوار كان اشتراها رجل لسليمان عليه
السلام، فتناسلت منها الأكراد، وقال أبو المعين النسفي في بحر الكلام: ما
قيل إن الجني وصل إلى حرم سليمان عليه السلام وتصرف فيها وحصل منها الأكراد
باطل لا أصل له، انتهى. قلت: وذكر ابن الجواني النسابة فيآخر المقدمة
الفاضلية عند ذكر ولد شالخ بن أرفخشذ ما نصه: والعقب من فارسان بن
صفحة : 2238
أهلوا بن أرم بن أرفخشذ أكراد بن فارسان جد القبيلة المعروفة بالأكراد، هذا
على أحد الأقوال، وأكثر من ينسبهم إلى قيس، فيقول كرد بن مرد بن عمرو بن
صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان
بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويجري عمرا مجرى باسل بن ضبة جد الديلم في
خروجه إلى بلاد العجم مغاضبا لأهله، فأولد فيها ما أولد. قال: وعليه اعتمد
الأرقطي النسابة في شجرته. ومن أراد الزيادة على ذلك فعليه بكتاب الجوهر
المكنون في القبائل والبطون لابن الجواني المذكور، وفيما ذكرنا كفاية،
والله أعلم.لوا بن أرم بن أرفخشذ أكراد بن فارسان جد القبيلة المعروفة
بالأكراد، هذا على أحد الأقوال، وأكثر من ينسبهم إلى قيس، فيقول كرد بن مرد
بن عمرو بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازان بن منصور بن عكرمة بن خصفة
بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويجري عمرا مجرى باسل بن ضبة
جد الديلم في خروجه إلى بلاد العجم مغاضبا لأهله، فأولد فيها ما أولد. قال:
وعليه اعتمد الأرقطي النسابة في شجرته. ومن أراد الزيادة على ذلك فعليه
بكتاب الجوهر المكنون في القبائل والبطون لابن الجواني المذكور، وفيما
ذكرنا كفاية، والله أعلم.
الكرد: الدبرة من المزارع معرب، وهي المشارات، أي سواقيها، الواحدة بهاء والجمع كرود، قال الصاغاني: وهو مما وافق كلام العرب من كلام العجم، كالدشت والسخت.
الكرد: بالبيضاء بفارس، منها أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الله الكردي. كرد بن القاسم، وأظن هذا تصحيفا من كردين بن القاسم محدث، وكذا محمد بن كرد الإسفرايني. ومحمد بن عقيل المعروف بابن الكريدي بالتصغير. وكردين لقب واسمه عبد الله بن القاسم محدث، هكذا ساق هذه الأسما الصاغاني في تكملته، وقلده المصنف، والذي في التبصير للحافظ أن المسمى بعبد الله بن القاسم يعرف بكورين، ويكنى أبا عبيدة، وأما ابن كردين فاسمه مسمع، فتنبه لذلك. والكرديدة، بالكسر: العطعة العظيمة من التمر، وهي أيضا جلته، أي التمر، عن السيرافي، قال الشاعر:
أفلح من كانت له كرديده يأكل منها وهو ثان جيده أنشد أبو الهيثم:
قد أصلحت قدرا لها بأطره
وأبلغتء كرديدة وفدره الكرديدة: ما يبقى في أسفلها أي الجلة من جانبيها من
التمر، كذا في الصحاح، كراديد وكراد، الأخير بالكسر، قال الشاعر:
القاعدات فلا ينفعن ضيفكم والآكلات بقيات الكراديد كالكردية، بالكسر، عن الصاغاني. وعبد الحميد بن كرديد محدث ثقة، وهو صاحب الزيادي. وكارده: طارده ودافعه، قيل ومنه اشتقاق الكرد الطائفة المشهورة. ومما يستدرك عليه: يقال: خذ بقردنه وكردنه، أي بقفاه، أورده الأزهري في رباعي التهذيب. وأبو علي أحمد بن محمد الكردي، بفتح الكاف، هكذا ضبطه حمزة ابن يوسف السهمي، محدث، روى عن أبي بكر الإسماعيلي. وجابر بن كردي الواسطي، بالضم، ثقة، عن يزيد بن هارون والكرد، بالفتح: ماء لبني كلاب في وضح حمى ضرية. ومحمد بن أحمد بن كردان، محدث. وعمر بن الخليل أبو كردين، بالكسر، ولي قضاء أصبهان، وحدث عن حماد بن مسعدة، ذكره أبو نعيم في تاريخه. وأبو الفضل أحمد بن عبد المنعم ابن الكرديدي، وأبو بكر أحمد بن بدران الكرديدي، وعمر بن عبد الله ابن إسحاق الكرديدي، محدثون.
ك ر ب د
كربد في عدوه كربدة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: إذا جد
فيه وأسرع، أو قارب الخطو، كدربك.
ك ر م د
كرمد في آثارهم، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: إذا عدا، قلت:
الميم منقلبة عن الباء كدرمك.
ك ر ك د
صفحة : 2239
الكركيدة، بالكسر، أهمله الجوهري والجماعة، وقال الصاغاني استطرادا في
تركيب ك ر د: إنها لغة في الكرديدة وهي القطعة العظيمة من التمر، كما تقدم.
ك ز د
كزد، بالفتح أهمله الجوهري، وقال ابن دريد هو: ع قال: ولا أدري ما حقيقة
عربيته.
ك س د
كسد المتاع وغيره، كنصر وكرثم، اللغة الأولى هي المتداولة المشهورة والفعل
يكسد، كسادا، بالفتح، وكسودا، بالضم: لم ينفق، وفي التهذيب: أصل معنى
الكساد هو الفساد، ثم استعملوه في عدم نفاق السل والأسواق، فهو كاسد وكسيد
وسلعة كاسدة كسدت السوق تكسد كسادا، وسوق كاسد، بلا هاء، وكأنهم قصدوا
النسب، أي ذات كساد، وأكسد في سائر النسخ بالرفع، بناء على أنه معطوف على
ما قبله، والصواب أنه جملة مستقلة مستأنفة، أي وأكسد القوم: كسدت سوقهم،
كذا في اللسان، وعبارة ابن القطاع: أكسد القوم: صاروا إلى الكساد، كذا
قولهم أكسدت سوقهم وهذا خلاف ما عليه الأئمة، فإنهم صرحوا: أكسد القوم
رباعيا، وكسدت سوقهم ثلاثي. والكسيد: الدون، وبه فسر قول الشاعر.
إذ كل حي نابت بـأرومة بنت
العضاه فماجد وكسيد قال ابن بري: البيت لمعود الحكماء. والكسد بالضم:
القسط، لغة فيه، عن الصاغاني. وانكسدت الغنم إلى الغنم: رجعت إليها، عن
الصاغاني.
ك ش ت غ د
كشتغدى بن عبد الله الخطابي الصيرفي أبو محمد، بالضم فسكون ففتح المثناة
الفوقية وسكون الغين وفتح الدال المهملة، أهمله الجماعة، وهو محدث، وابنه
محمد، رويا، روى عن إسماعيل بن أبي اليسر، النجيب الحراني، وغيرهما وتوفي
بالقاهرة سنة 717 ذكره التقي السبكي في معجم شيوخه، روينا عن أصحابهما، روى
عن محمد بن كشغدي شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني، وهو شيخ المصنف،
كما أشار إليه في بلقين، وكذا السبكي، وهو شيخه أيضا، وأبو العباس أحمد بن
كشتغدي. حدث عن النجيب، كأخيه، وعنه أبو المعالي الحلاوي، وروى أبو الفرج
بن الشحنة عن محمد وأحمد ابني كشتغدي، وهما عن النجيب، ثم إن هذه اللفظة
تركية، وحق تركيبها قوش دوغدي أي ولد في الصباح، ثم صارت إلى ما ترى
ك ش د
كشده يكشده كشدا، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد أي: قطعه بأسنانه قطعا كقطع
الحزر والقثاء ونحوهما. كشد الناقة: حلبها بثلاث أصابع، قاله الليث، وقال
ابن شميل: الكشد، والفطر، والمصر، سواء، وهو الحلب بالسبابة والإبهام.
والكشد، بفتح فسكون: حب يؤكل، عن ابن دريد. والكشود، كصبور: ناقة تكشد، أي
تحلب، كشدا فتدر اللبن. الكشود أيضا: الضيقة الإحليل من النوق القصيرة
الخلف، قاله ابن شميل. وعن ابن الأعرابي: الكشد، بضمتين: الكثيرو الكسب،
والكادون على عيالهم، وقد سقطت الواو من بعض النسخ، الواصلون أرحامهم،
الواحد كاشد وكشود وكشد، الأخير محركة. وأكشد: أخلص الكشدة، وهي الكشطة، أي
الزبدة. ومما يستدرك عليه: الكشدانيون، بالضم: طائفة من عبدة الكواكب،
استدركه شيخنا رحمه الله تعالى. وكوشيد، بالضم وكسر الشين: جد قاسم بن منده
الأصبهاني المحدث.
ك ع د
الكعد، بالفتح، أهمله الجوهري، وفي اللسان: الجوالق، الكعدة بهاء: طبق
القارورة، وهذه ضبضها الصاغاني بالضم.
ك غ د
الكاغد، بفتح الغين، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو: القرطاس فارسي
معرب، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
ك ل د
الكلد: جمع الشيء بعضه علي وفي بعض النسخ إلى بعض، كالتكليد أنشد ابن
الأعرابي:
صفحة : 2240
فلما ارجعنوا واشترينا خيارهموساروا أسارى في الحديد مكلدا الكلد بالتحريك
والكلندي: المكان الصلب بلا حصى، كالكلدة، والعرب تقول: ضب كلدة، لأنها لا
تحفر جحرها إلا في الأرض الصلبة الكلد: النمر، وهي بهاء الكلد: الآكام، أو
هو الأراضي الغليظة أو قطعة منها غليظة، واحدها كلدة، بهاء. وأبو كلدة،
بالتحريك، كنية الضبعان، جمع ضبع، الحيوان المعروف. وكلدة بن حنبل الغساني،
وقيل الأسلمي، أخو صفوان بن أمية لأمه وكان أسود، خدم صفوان وأسلم بعيده،
له حديث في جامع الترمذي وغيره. والحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفي
مولى أبي بكرة الثقفي، صحابيان، واختلف في الثاني، وهو المشهور بالطب، لأنه
سافر إلى فارس، وتعلم هناك الطب، واشتهر فيه، ونال به مالا، وأدرك الإسلام.
الحارث بن كلدة طبيب للعرب، وفي مختصر الاستيعاب هو الحارث بن الحارث بن
كلدة، وهو من المؤلفة قلوبهم، وكان من أشراف قومه، وهو أيضا صحابي.
الكشود أيضا: الضيقة الإحليل من النوق القصيرةالخلف، قاله ابن شميل. عن ابن الأعرابي: الكشد، بضمتين: الكثيرو الكسب، والكادون على عيالهم، وقد سقطت الواو من بعض النسخ، الواصلون أرحامهم، الواحد كاشد وكشود وكشد، الأخير محركة. وأكشد: أخلص الكشدة، وهي الكشطة، أي الزوبدة. ومما يستدرك عليه: الكشدانيون، بالضم: طائفة من عبدة الكواكب. استدركه شيخنا رحمه الله تعالى. وكوشيد، بالضم وكسر الشين: جد قاسم بن منده الأصبهاني المحدث.
ك ع د
الكعد، بالفتح، أهمله الجوهري، وفي اللسان: الجوالق، الكعدة بهاء: طبق
القارورة، وهذه ضبطها الصاغاني بالضم.
ك غ د
الكاغد، بفتح الغين، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو: القرطاس فارسي
معرب، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
ك ل د
الكلد: جمع الشيء بعضه علي وفي بعض النسخ إلى بعض، كالتكليد أنشد ابن
الأعرابي:
فلما ارجعنوا واشترينا خيارهم وساروا أسارى في الحديد مكلدا الكلد بالتحريك والكلندي: المكان الصلب بلا حصى، كالكلدة، والعرب تقول: ضب كلدة، لأنها لا تحفر جحرها إلا في الأرض الصلبة الكلد: النمر، وهي بهاء الكلد: الآكام، أو هو الأراضي الغليظة أو قطعة منها غليظة، واحدها كلدة، بهاء. وأبو كلدة، بالتحريك، كنية الضبعان، جمع ضبع، الحيوان المعروف. وكلدة بن حنبل الغساني، وقيل الأسلمي، أخو صفوان بن أمية لأمه وكان أسود، خدم صفوان وأسلم بعيده، له حديث في جامع الترمذي وغيره.
والحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفي مولى أبي بكرة الثقفي، صحابين، واختلف في الثاني، وهو المشهور بالطب، لأنه سافر إلى فارس، وتعلم هناك الطب، واشتهر فيه، ونال به مالا، وأدرك الإسلام. الحارث بن كلدة طبيب للعرب، وفي مختصر الاستيعاب هو الحارث بن الحارث بن كلدة، وهو من المؤلفة قلوبهم، وكان من أشراف قومه، وهو أيضا صحابي. وفاته: الحارث بن حسان بن كلدة البكري الربعي الذهلي، نزلض الكوفة، له صحبة، روى عنه أبو وائل وسماك ابن حرب. وضرار بن فضالة بن كلدة، ثلاثتهم شعراء، هو وأبوه وجده. والكلندي: الأكمة، كالكلدة. والكلندي: ع بعمان قال سوار بن المضرب:
فلا أنسى ليالي بالكلنـدي
فنين وكل هذا العيش فإن
صفحة : 2241
والمكلندد: الشديد الخلق العظيم، كالمكلندي، بالياء بدل الدال. عن اللحياني
اكلندى الرجل واكلندد، إذا غلظ واشتد كتكلد واكلندي البعير واكلندد، إذا
غلظ، كاعلندي. واكلندد عليه: ألقى عليه بنفسه، أكلندد واكلنددي: صلب واشتد،
وبعير مكلند ومكلندد وعمم به بعضهم فقال: المكلندي: الشديد. اكلندد الرجل:
تقبض وامتنع، ذكره الأزهري في الرباعي أيضا. وذيخ كالد: قديم هكذا ذكروه.
ومما يستدرك عليه: تكلد الرجل: غلظ لحمه وتغزر. والإكليد، بالكسر: المفتاح
أو الخزانة، كالإقليد، وقد تقدم. وكلوادا، بالفتح، ومنهم من ضبطه بإعجام
الذال، قال السمعودي: دار مملكة الفرس بالعراق، قال الرشاطي: ويقال: كلودا،
منها أبو محمد حيوس بن رزق الله بن بيان، ولد بمصر، ثقة، عن عبد الله بن
صالح كاتب الليث وغيره. وزياد بن أبي سفيان الكلدي، محركة، نسبة إلى مولى
امه سمية، وكانت جارية طبيب العرب المذكور، وكذلك أبو بكرة نفيع بن الحارث
أخو زياد لأمه سمية، ويقال له الكلدي أيضا لذلك. والكلدانيون، بالضم: طائفة
من عبدة الكواكب. وكلاباد: قرية ببخارا، وبالضم محلة بمدينة كرمينية قرب
سمرقند.
ك ل ه د
أبو كلهدة، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: هو من كناهم، وكلهدة اسم رجل.
ك م د
الكمدة، بالضم والكمد، بالفتح، الكمد بالتحريك: تغير اللون وذهاب صفائه
وبقاء أثره، وفي حديث عائش رضي الله عنهما كانت إحدانا تأخذ الماء بيدها
فتصب على رأسها بإحدى يديها فتكمد شقها الأيمن. الكمد، محركة: الحزن الشديد
لا يستطاع إمضاؤه. وفي الصحاح والأساس: الحزن المكتوم، وفي المحكم: هو أشد
الحزن. الكمد: مرض القلب منه أي من الحزن الشديد، كمد، كفرح، كمدا فهو كامد
وكمد عابس مهموم، زاد ابن سيده: كميد. وأكمده الحزن:غمه فهو مكمود، نادر،
وشيء أكمد اللون. في الأساس: كمد الثوب أخلق واملاس فتغير لونه. كمد
القصار، كنصر، كمدا وكمودا: دق الثوب، والاسم الكماد، ككتاب، وهي أي الكماد
أيضا خرقة وسخة دسمة تسخن وتوضععلى الموجوع، أي على موضع وجعه يشتفشي بها،
أي بتلك الخرقة من شدة الريح ووجع البطن، وقد أكمده فهو مكمود، نادر، هذا
محله، واستعمله المصنف بمعنى المهموم، كما سبق كالكمادة، بزيادة الهاء،
وتكميد العضو: تسخينه بها، أي بالكمادة ونحوها، يقال كمدت فلانا إذا وجع
بعض أعضائه فسخنت له ثوبا أو غيره وتابعست على موضع الوجع فيجد له راحة.
وفي حديث جبير بن مطعم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعيد بن
العاص فكمده بخرقة وفي الحديث الكماد الكماد: أن تؤخذ خرقة فتحمى بالنار
وتوضع على موضع الورم، وهو كي من غير إحراق. والكمدة كغلبة: الذكر. وذكر
كمد: غليظ. وأكمد الغسار والقصار الثوب، إذا لم ينقه، كذا في اللسان
والأساس.
ك م ر د
كمرد، كجعفر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني هي: بسمرقند، منها
أبو جعفر الكمردي، عن حبان بن موسى، وعنه أبو نصر الفتح بن عبد الله
الواعظي السمرقندي.
ك م ه د
صفحة : 2242
الكمهد، كقنفذ، أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: هو: الغليظ العظيم الكبير
الكمهدة بالضم وتشديد الميم المفتوحة وسكون الهاء وفتح الدال، أي الكمرة،
وهي الكوسلة، عن كراع، أو الفيشلة، وهي الحشفة، وتشديد الدال لغة فيه قال
الشاعر:
نومة وقت الضحى ثوهده
شفاؤها من دائها الكمهده
وقد يجوز أن يكون غير للضرورة. واكمهد الفرخ: اقمهد وكوهد، وذلك إذا أصابه مثل الارتعاد إذازقه أبوه. ومما يستدرك عليه: اكمهد الرجل: ارتعش كبرا.
ك ن ب د
وجه كنابد، بالضم، أهمله الجوهري والجماعة، أي قبيج منظره، وذكره الأزهري
في الذال المعجمة، وسيأتي.
ك ن د
الكنود، بالضم: كفران النعمة مصدر كندها يكندها، كدخل، كما في الأساس،
وضبطه في البصائر بالكسر، من حد ضرب، وتقول: فلان إن سألته نكد، وإن أعطيته
كند، وإنه لكنود وكناد. قال الله تعالى في كتابه العزيز إن الإنسان لربه
لكنود هو بالفتح، أي لجحود، قال ابن منظور: وهو أحسن، وقال الكلبي: معناه
الكفور بالنعمة كالكناد، وقال الزجاج، لكنود، معناه: لكفور، يعني بذلك،
الكافر، وقال الحسن: هو اللوام لربه تعالى تعد المصيبات وينسى النعم. في
لغة بني مالك هو البخيل، وفي لغة كندة هو العاصي، كما نقله البيضاوي وغيره
من المفسرين. من المجاز: الكنود: الأرض لا تنبت شيئا، وقال الخليل الكنود
في الآية: الذي يأكل وحده، ويمنع رفده، ويضرب عبده كما عزاه في البصائر،
قال ابن سيده: ولا أعرف له في اللغة أصلا، ولا يسوغ أيضا مع قوله لربه.
الكنود: المرأة الكفور للمودة والمواصلة، كالكند، بضمتين، قاله الأصمعي،
قال النمر بن تولب يصف امرأته:
فقلت وكيف صادتني سليمى
ولما أرمها حتى رمتنـي
كنود لا تمـن ولا تـفـادي إذا
علقت حبائلها بـرهـن
صفحة : 2243
كنود: علم وكذلك كناد وكنادة. وكندة، بالضم: بسمرقند منها، أبو المجاهد
محمد بن عبد الخالق بن عبد الوهاب الكندي، فقيه فاضل، روى عنه أبو سعد
السمعاني. كندة بالفتح: ناحية بخجند من فرغانة توصف نساؤها بالحسن والجمال،
وإليها نسب أبو إبراهيم إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن يحيى الكندي
الفرغاني روى له الماليني عن أنس. والكندة بالكسر: القطعة من الجبل. كناد
ككتان: ابن أودع الغافقي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا في سائر
النسخ، ومثله في التكملة. والصواب على ما في كتب الأنساب أن الذي وفد على
النبي صلى الله عليه وسلم حفيده مالك بن عبادة بن كناد، ويقال فيه مالك بن
عبد الله، كنيته أبو موسى، وهو من بني الجمد بطن من العتاقة من غافق، له
صحبة، ويقال فيه: عبد الله بن مالك أيضا، مصري، ويقال: شامي، شهد فتح مصر،
وحديثه عند المصريين، مات سنة ثمان وخمسين. وقال الذهبي، وابن فهدك مالك بن
عبادة بن كناد بن أودع الغافقي، مصري له صحبة، روى عنه وداعة ابن حميد
الجمدي، وثعلبة بن أبي الكنود، ويحيى بن ميمون. وكندة، بالكسر، هذا هو
المشهور المتداول، وعليه أقتصر الجمهور، قال شيخنا: ورأيت من ضبطه بالفتح
أيضا في كتب الأنساب. قلت: وسمعت أهل عمان والبحرين والكنديين يقولون:
كندة، بالضم ويقال: كندي أيضا، أي بياء النسبة، وهو لقب ثور بن عفير بن عدي
بن الحارث بن مرة بن أدد أبو حي من اليمن، كذا لابن الكلبي والرشاطي، وقال
الهمداني: وهو ثور ابن مرتع بن معاوية، وقيل: ثور بن عبيد بن الحارث بن
مرة، وفي شرح الشفاء للخافجي نقلا عن العباب: ثور بن عنبس بن عدي، وفي روض
السهيلي أن كندة بنو ثور بن مرة بن أدد بن زيد، ويقال إنهم بنو مرتع بن
ثور، وقد قيل إن ثورا هو مرتع، وكندة أبوه، وقال ابن خلكان إن مرتعا،
كمحدث، هو والد ثور، وإن ثور بن مرتع هو كندة، وفي الصحاح: هو كندة بن ثور،
قال شيخنا: والذي جزم به أكر شراح الحماسة وديوان امرىء القيس أن ثورا ولد
كندة لا لقبه، والله أعلم. قال ابن دريد: سمي به لأنه كند أباه النعمة أي
كفرها ولحق بأخواله. وقال أبو جعفر: أصله من قولهم أرض كنود، أي لا تنبت
شيئا، وقيل: لكونه كان بخيلا، وقيل: لأنه كند أباه، أي عقه. والكند: القطع،
وقد كنده. ومما يستدرك عليه: قال الأعشى:
أميطي تميطي بصلب الفؤاد وصول حبال وكـنـادهـا أي قطاعها. وثعلبة بن أبي الكنود محدث. وقال الليث: كندد البازي، كقنفذ: مجثم يهيأ له من خشب أبو مدر، وهو دخيل ليس بعربي، نقله الصاغاني.
ك ن ع د
الكنعد: سمك بحري كالكنعت، وأرى تاءه بدلا، وأنشد:
قل لظغام الأزد لا تبطروا بالشيم والجريث والكنعد وقال جرير:
كانوا إذا جعلوا في صيرهم بصلاثم اشتووا كنعدا من مالح جدفوا
ك و د
الكود: المنع، ومنه حديث عمرو بن العاص ولكن ما قولك في عقول كادها خالقها،
قال ثعلب أي منعها. يقال كاد زيد يفعل كذا. حكى أبو الخطاب أن ناسا من
العرب يقولون كيد زيد يفعل كذا، وما زيل يفعل كذا، يريدون كاد وزال، وقد
روي بيت أبي خراش:
وكيد ضياع القف يأكلن جثتي
وكيد خراش يوم ذلك ييتـم
صفحة : 2244
كودا بالواو، وكادا، بالألف، وكيدا بالياء ومكادا ومكادة، هكذا سرد ابن
سيده مصادره، أي هم وقارب ولم يفعل، وقال الليث: الكد مصدر كاد يكود كودا
ومكادا ومكادة، وكدت أفعل كذا، أي هممت، ولغة بني عدي بالضم، وحكاه سيبويه
عن بعض العرب. وفي الأفعال لابن القطاع: كاد يكاد كادا وكودا، هم وأكثر
العرب على كدت، أي بالكسر، ومنهم من يقول كدت، أي بالضم، وأجمعوا على يكاد،
في المستقبل، ونقل شيخنا عن تصريف الميداني أنه قد جاء فيه فعل أي بالضم
يفعل بالفتح، على لغة من قال كدت تكاد، بضم الكاف في الماضي قال شيخنا:
وذكر غيره،: وقالوا: هو مما شذ في باب فعل بالضم، فإن مضارعه لا يكون إلا
يفعل بالضم، وقد سبق أنه شذ، لب وما معه، وهذا مما زادوه، كما في شروح
اللامية. وقال الزمخشري: قد حولوا عند اتصال ضمير الفاعل فعل من الواو إلى
فعل، ومن الياء إلى فعل، ثم نقلت الضمة والكسرة إلى الفاء، فيقال قلت وقلن،
وبعث وبعن ولم يحولوا في غير الضمير إلا ما جاء في قول ناس من العرب كيد
يفعل وما زيل. قلت: وأورد هذا البحث أبو جعفر اللبلي في بغية الآمال،
وألممنا ببعضه في التعريف بضروري اللغة والتصريف فراجعه. وفي اللسان: كاد
وضعتء لمقاربة الشيء فعل أو لم يفعل مجردة تبنىء عن نفي الفعل، ومقرونة
بالجحد تنبىء عن وقوعه أي الفعل، وفي الإتقان للسيوطي: كاد فعل ناقص أتى
منه الماضي والمضارع فقط، له اسم مرفوع وخبر مضارع مجرد من أن، ومعناها:
قارب، فنفيها نفي للمقاربة، وإثباتها إثبات للمقاربة، واشتره على ألسنة
كثير أن نفيها إثبات وإثباتها نفي، فقولك: كاد زيد يفعل، معناه لم يفعل،
بدليل، وإن كادوا ليفتنونك . وما كاد يفعل، معناه فعل، بدليل وما كادوا
يفعلون أخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك، عن ابن عباس قال: كل شيء في
القرآن كاد وأكاد ويكاد، فإنه لا يكون أبدا، وقيل: إنها تفيد الدلالة على
وقوع الفعل بعسر، وقيل: نفي الماضي إثبات، بدليل وما كادوا يفعلون ونفى
المضارع نفي بدليل لم يكد يراها مع أنه لم ير شيئا. والصحيح الأول، أنها
كغيرها، نفيها نفي وإثباتها إثبات، فمعنى كاد يفعل: قارب الفعل ولم يفعل.
وما كاد يفعل: ما قارب الفعل فضلا عن أن يفعل: ما قارب الفعل لازم من نفي
المقاربة عقلا. وأما آية فذبحوها وضما كادوا يفعلون فهو إخبار عن حالهم في
أول من ذبحها، وإثبات الفعل إنما فهم من دليل آخر، وهو قوله تعالى: فذبحوها
وأما قوله لقد كدت تركن إليهم من أنه صلى الله عليه وسلم لم يركن لا قليلا
ولا كثيرا، فإنه مفهوم من جهة أن لولا الا متناعية تقتضي ذلك، انتهى. وفي
اللسان: وقال أبو بكر في قولهم: قد كاد فلان يهلك: معناه: قد قارب الهلاك
ولم يهلك: فإذا قلت ما كاد فلان يقوم، فمعناه: قام بعد إبطاء وكذلك، كاد
يقوم معناه قارب القيام ولم يقم. قال: وهذا وجه الكلام، ثم قال: وقد تكون
كاد صلة للكلام، أجاز ذلك الأخفش وقطرب وأبو حاتم، واحتج قطرب بقول زيد
الخيل:
سريع إلى الهيجاء شاك سلاحه فما إن يكاد قرنه يتـنـفـس معناه ما يتنفس قرنه. وقال حسان:
وتكاد تكسل أن تجيء فراشها
في لين خرعبة وحسن قوام
صفحة : 2245
معناه وتضكسل، ومنه قوله تعالى: لم يكدء يراها أي لم يرها ولم يقارب ذلك،
وقال بعضهم: رآها من بعد أن لم يكد يراها من شدة الظلمة. فاتضح بذلك أن قول
شيخنا: كون كاد صلة للكلام لا قائل به إلا ما ورد عن ضعفة المفسرين، تحامل
على المصنف وقصور لا يخفى. وقال الأخفش في قوله تعالى لم يكد يراها حمل على
المعنى، وذلك أنه لا يراها، وذلك أنك إذا قلت كاد يفعل إنما تعني قارب
الفعل، على صحة الكلام، وهكذا معنى هذه الآية، إلا أن اللغة قد أجازتء: لم
يكد يفعل وقد فعل بعد شدة، وليس هذا صحة الكلام، لأنه إذا قال: كاد يفعل،
فإنما يعني قارب الفعل، وإذا قال، لم يكد يفعل، يقول: لم يقارب الفعل، إلا
أن اللغة جاءت على ما فسر. وقال الفراء: كلما أخرج يده لم يكد يراها من شدة
الظلمة، لأن أقل من هذه الظلمة لا ترى اليد فيه، وأما لم يكد يقوم، فقد
قام، هذا أكثر اللغة. قد يكون كاد بمعنى أراد، ومنه قوله تعالى كذلك كدنا
ليوسف وقوله تعالى: أكاد أخفيها أي أردنا، وأريد وأنشد أبو بكر للأفوه:
فإن تجمـع أوتـاد وأعـمـدة وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا أراد: الي أرادوا،
وأنشد الأخفش:
كادت وكدت وتلك خير إرادة لو كان من الصبابة مامضى قال: معناه أرادت وأردت، وقال الأخفش في تفسير الآية: معناه: أخفيها. وفي تذكرة أبي علي أن بعض أهل التأويل قالوا: أكاد أخفيها معناه: أظهرها، قال شيخنا: والأكثر على بقائها على أصلها، كما في البحر والنهر وإعراب أبي البقاء والسفاقسي، فلا حاجة إلى الخروج عن الظاهر، والله أعلم، قال السيوطي: وعكسه كقوله. تعالى: يريد أن ينقض أي يكاد قلت: وفي اللسان: قال بعضهم في قوله تعالى: أكاد أخفيها: أريد أخفيها، فكما جاز أن توضع أريد موضع أكاد في قوله جدارا يريد أن ينقض فكذلك أكاد، فتأمل. وقال ابن العوام: كاد زيدق أن يموت. وأن لا تدخل مع كاد ولا مع ما تصرف منها، قال الله تعالى وكادوا يقتلونني وكذلك جميع ما في القرآن، قال: وقد يدخلون عليها أن، تشبيها بعسى، قال رؤبة:
قد كاد من طول البلى أن يمصحا من ذلك قولهم: عرف فلان ما يكاد منه، أي ما يراد، وفي حديث عمرو بن العاص: ما قولك في عقول كادها خلقها وفي رواية تلك عقول كادها بارئها أي أرادها بسوء. قال الليث: الكود مصدر كاد يكود كودا ومكادا، ومكادة، تقول لمن يطلب إليك شيئا ولا تريد أن تعطيه تقول: لا ولا مهمة ولا مكادة. ولا كودا ولا هما، ولا مكادا ولا مهما، أي لا أهم ولا أكاد. ويكود على صغة المضارع: عن الصاغاني، ولم أجده في معجم ياقوت، مع استيعابه. وهو يكود بنفسه كودا، عن الصاغاني، لغة في تكيد كيدا، أي يجود بها ويسوق، وذكره غالب اللغويين في الياء، وسيأتي. وأكوأد الفرخ والشيخ: شاخ وارتعش، كاكوهد. والكودة: كل ما جمعت من تراب وطعام ونحوه وجعلته كثبا، أكواد. وكوده أي التراب: جمعه جعله كثبة واحدة، يمانية. وكواد وكويد، كغراب وزبير: اسمان.
ك ه د
كهد في المشي، كمنع، كهدا وكهدانا، الأخير محركة،: أسرع. وكهدته، هكذا في
النسخ ثلاثيا، وفي الصحاح: كهد الحمار كهدانا، أي عدا، وأكهدته أنا، وهو
الصواب ومنه قول الفرزدق يهجو حريرا وبني كليب:
ولكنهم يكهدون الـحـمـير
ردافى على العجب والقردد
صفحة : 2246
كهد، إذا ألح في الطلب، كهد إذا تعب بنفسه وأعيا. وأتان كهود اليدين:
سريعة، وبه فسر قول الفرزدق:
موقعة ببياض الركـود كهود اليدين مع المكهد أراد بكهود اليدين الأتان السريعة. والكوهد، كجوهر: المرتعش كبرا، يقال: شيخ كوهد. والكهداء: الأمة، لسرعتها في الخدمة، وقد كهد وأكهد. وأكهد: تعب وأتعب، ولقيني كاهدا قد أعيا ومكهدا، وأكهد وكهد، وكده، وأكده، كل ذلك إذا أجهد الدؤوب. وقد تقدم الشاهد في قول الفرزدق، وه المكهد أي المتعب وأراد به العير. واكوهد الشيخ والفرخ كاقمهد واكوهداد الفرخ: ارتعاده إلى أمه لتزقه. يقال أصابه جهد وكهد بمعنى واحد.
ك ي د
الكيد: المكر والخبث، كالمكيدة، قال الليث: الكيد من المكيدة، وقد كاده
يكيده كيدا ومكيدة. قال شيخنا: ظاهر كلامهم أن الكيد المكر مترادفان، وهو
الظاهر، وقد فرق بينهما بعض فقهاء اللغة، فقال: الكيد: المضرة، والمكر:
إخفاء الكيد وإيصال المضرة، وقيل: الكيد: الأخذ على خفاء، ولا يعتبر فيه
إظهار خلاف ما أبطنه، ويعتبر ذلك في المكر.والله أعلم. الكيد: الحيلة، وبه
فسر قوله تعالى فجمع كيده ثم أتى وقوله تعالى فيكدوا لك كيدا أي فيحتالوا
احتيالا. وفلان يكيد أمرا ما أدري ما هو، إذا كان يريغه ويحتال له، ويسعى
له ويختله، وكل شيء تعالجه فأنت تكيده. الكيدك الاحتيال والاجتهاد، وبه
سميت الحرب كيدا، لاحتيال الناس فيها، وهو مجاز، وفي الأساس: ومن المجاز
غزا فلم يلق كيدا، أي لم يقاتل، انتهى. قلت: وهو في حديث ابن عمر. وفي حديث
صلح نجران إن كان باليمن كيد ذات غدر أي حرب، ولذلك أنثها. الكيد: إخراج
الزند النار؛ الكيد: القيء، ومنه حديث قتادة إذا بلغ الصائم الكيد أفطر
حكاه الهروي في الغريبين وابن سيده عن ابن الأعرابي: الكيد: اجتهاد الغراب
في صياحه، وقد كاد الرجل إذا قاء. من المجاز: كاد بنفسه كيدا: جاد بها
جودا، وساق سياقا. وفي الأساس: رأيته يكيد بنفسه: أن النبي صلى الله عليه
وسلم دخل على سعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه فقال: جزاك الله من سيد قوم. يريد
النزع. كادت المرأة تكيد كيدا: حاضت، ومنه حديث ابن عباس أنه نظر إلى جوار
قد كدن في الطريق، فأمر أن يتنحين معناه: حضن. والكيد: الحيض. كاد يفعل
كذا: قارب وهم قال الفراء: العرب تقول ما كدت أبلغ إليك وأنت قد بلغت. قال:
وهذا هو وجه العربية، ومن العرب من يدخل كاد ويكاد في اليقين، وهو بمنزلة
الظن، أصله الشك، ثم يجعل يقينا. ككيد، في لغة بعض العرب، كما تقدم، وهو
على وجه الشذوذ، وإنما استطرده هنا مع ذكره أولاص في كود إشارة إلى أنه
واوي ويائي، وهو صنيع غالب أئمة اللغة، ومنهم من اقتصر على أحدهما. وفيه
تكايد، أي تشدد، به فسر السري قول أبي ضبة الهذلي:
لقيت لبته السنان فكبه
مني تكايد طعنة وتأيد
صفحة : 2247
قولهم: لا أفعل ذلك ولا كيدا ولا هما، أي لا أكاد ولا أهم، كقولهم: لا
مكادة ولا مهمة، وقد تقدم، وهذه قطعة من عبارة ابن بزرج، كما سيأتي بيانها،
فلو أخرها فيما بعد كان أليق بالسبك وأنسب. واكتاد، افتعل من الكيد، وقال
ابن بزرج: يقال من كاد: هما يتكايدان، أي بالياء ولا تقل أي أيها النحوي:
يتكاودان، أي بالواو، فإنه خطأ، لأنهم يقولون إذا حمل أحدهم على ما يكره:
لا والله ولا كيدا ولا هما، يريد: لا أكاد ولا أهم، وحكى ابن مجاهد عن أهل
اللغة كاد يكاد، كان في الأصل كيد يكيد. ومما يستدرك عليه: كاده: علمه
الكيد، وبه فسر قوله تعالى كذلك كدنا ليوسف أي علمناه الكيد على إخوته.
وكاده: أراده بسوء. وبه فسر قوله تعالى لأكيدن أصنامكم . وكيد الله للكفار
هو استدراجهم من حيث لا يعملون. والمكايدة: المخاتلة. وكيدان، بالفتح: قرية
بفارس. وأكياد من قرى مصر، وتضاف إليها دجوة، وقرية أخرى تسمى بأكياد
العتاورة.