الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل الثالث والعشرون: فصل الميم مع الدال المهملة

فصل الميم مع الدال المهملة

م أ د

صفحة : 2259

مأد النبات، كمنع، يمأدمأدا: اهت وتروى وجرى فيه الماء، ويقال للغصن إذا كان ناعما يهتز: هو يمأد مأدا حسنا. قيل: مأد النبات الشجر: تنعم ولان، قد أمأده الري والربيع، ومأد العود يمأد مأدا، إذا امتلأ من الري في أول ما يجري الماء في العود، فلا يزال مائدا ما كان رطبا. ورجل مأد ويمؤود وغصن مأد ويمؤودق: ناعم، وهي مأدة ويمؤودة: شابة ناعمة. ويقال للجارية: إنها المأدة الشباب وهي يمؤود ويمؤودة. قيل: المأد: الناعم من كل شيء، وأنشد أبو عبيد:

ماد الشباب عيشها المخرفجا غير مهموز المأد: النز الذي يظهر في الأرض قبل أن ينبع، شامية. ويمؤود: بئر، قال الشماخ: غدون لها صعر الخدود كما غدت على ماء يمؤود الدلاء النواهز أو هو اسم، قاله الجوهري، وأنشد للشماخ:

فظلت بيمؤود كـأن عـيونـهـا    إلى الشمس هل يدنو ركي نواكز وقال زهير: كان سحيله في كل فجر على أحساء يمؤود دعاء قال ابن سيده في قول الشماخ:

على ماء يمؤود الدلاء النواهز قال: جعله اسما للبئر فلم يصرفه، قال: وقد يجوز أن يريد الموضع وترك صرفه، لأنه عنى به البقعة أو الشبكة، قال، أعني بالشبكة الآبار المقتربة بعضها من بعض. وامتأد فلان خيرا اي كسبه. وجارية مأدة شابة ناعمة، كيمؤودة. والمئيد كأمير: الناعم من الأغصان كالمائد. وغصن مأد: لين ناعم، وكذلك النبات، قال الأصمعي: قيل لبعض العرب: أصب لنا موضعا. فقال رائدهم: وجدت مكانا ثأدا مادا. مأد الشباب: نعمته. ومما يستدرك عليه: غصون ميد. والممأد. كمكرم: المرتوي من النبات. وأنشد ابن الأعرابي:

وماكد يمأده مـن بـحـره      يضفو ويبدي تارة عن قعره فسروه وقالوا: يمأده: يأخذه في ذلك الوقت.

م ب د
مأبد، كمنزل: د، بالسراة، وفي المعجم: جبل السراة، وقال الباهلي: هو موضع. قال أبو ذؤيب:

يمانية أحيا لهـا مـظ مـأبـد     وآل قراس صوب أسقية كحل ويروى هذا البيت مظ مائد قال شيخنا: ذكره هنا صريح في أن الميم أصلية ووزنه بمنزل صريح في خلافه، وفي المراصد أنه بالموحدة بالتحتية، ووجد هنا في بعض النسخ بعد قوله بالسراة: وفي شعر أبي ذؤيب:

يمانية أحيا لهـا مـظ مـأبـد     وآل قراس صوب أرمية كحل اسم جبل صحفه الجوهري فرواه بالمثناة تحت بدون همزة. قلت: وقد سقطت هذه العبارة من غالب النسخ. ومما يستدرك عليه: ميبدز بالفتح وضم الموحدة: بلدة بفارس مشهور، صحفه العمراني، كما سيأتي.

م ت د
متد بالمكان متودا، بالضم، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: إذا أقام به، فهو ماتد، وقال أبو منصور: ولا أحفظه لغيره.

م ث د
مثد بين الحجارة يمثد، أهمله الجوهري، وقال الأزهري، إذا استتر بها ونظر بعينيه من خلالها إلى العدو يربأ للقوم على هذه الحال، أنشد ثعلب:

ما مثدت بوصان إلا لـعـمـهـا     بخيل سليم في الوغى كيف تصنع ومثدته أنا أي جعلته ماثدا أي ربيئة وديدبانا، ولابدا، عن أبي عمرو.

م ج د

صفحة : 2260

المجد: نيل الشرف، وقيل: هو الأخذ من الشرف والسودد ما يكفي. المجد: المروءة والسخاء والكرم. قال ابن سيده: أو لا يكون إلا بالآباء، قال ابن السكيت: الشرف والمجد يكونان بالآباء، يقال: رجل شريف ماجد: له آباء متقدمون في الشرف، قال: والحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف.في المحكم: وقيل: المجد: كرم الاباء خاصة، وقيل: المجد كرم الآباء خاصة، وقيل: المجد كرم الفعال، وقيل: إذا قارن شرف الذات حسن الفعال سمي مجدا، وكان سعد بن عبادة يقول: اللهم هب لي حمدا ومجدا لا مجد إلا بفعال ولا فعال إلا بمال، اللهم لا يصلحني إلا هو، ولا أصلح إلا عليه. وفي الأساس: ومن المجاز مجد الرجل كنصر وهذه عن الصاغاني وكرم، يمجد ويمجد مجدا مصدر الأول، ومجادة مصدر الثاني فهو ماجد من الأول، ومجيد من الثاني. من المجار: أمجده ومجده، كلاهما: عظمه وأثنى عليه. وأمجد الله فلانا ومجده كرم فعاله. يقال: أمجد فلان العطاء ومجده، إذا كثره، وقال عدي بن زيد:

فاشتراني واصطفاني نعمة     مجد الهنء وأعطاني الثمن

صفحة : 2261

ويروي: أمجد الهنء. وتماجد الرجل: ذكر مجده أي حسن فعاله أو شرف آبائه. وماجده مجادا، بالكسر: عارضه بالمجد. وماجده فمجده، غلبه بالمجد، هو مجاز. والمجيد فعيل من المجد للمبالغة، وهو في أسمائه تعالى يجمع معنى الجليل والوهاب. وفي التنزيل العزيز ذو العرش المجيد قال الأزهري: الله تعالى هو المجيد، تمجد بفعاله، ومجده خلقه لعظمته. وقوله تعالى ذو العرش المجيد قال الفراء: خفضه يحيى وأصحابه، كما قال الفراء: خفضه يحيى وأصحابه، كما قال بل هو قرآن مجيد فوصف القرآن بالمجادة، وقيل: يقرأ: بل هو قرآن مجيد، أي قرآن رب مجيد. قال ابن الأعرابي: المجيد: الرفيع. وقوله تعالى ق والقرآن المجيد يريد بالمجيد الرفيع العالي. قال أبو إسحاق: معنى المجيد الكريم، فمن خفض المجيد فمن صفة العرش، ومن رفع فمن صفة ذو. قيل: المجيد: الكريم المفضال، في صفات الله تعالى. والمجيد أيضا: الشريف الذات الحسن الفعال. ومجدت الإبل تمجد مجدا ومجودا، الأخير بالضم، وهي مواجد ومجد ومجد، وأمجدت، إذا وقعتء في مرعى كثير واسع. وأمجدها الراعي، وأمجدتها أنا، وهذا قول ابن الأعرابي، أو مجدت وأمجدت، إذا نالت من الخلى، بفتح المعجمة واللام، وفي بعض النسخ: من الحلي، بكشر الحاء المهملة واللام وتشديد الياء، وفي غيره من الأمهات: من الكلإ قريبا من الشبع وعرف ذلك في أجسامها. قد مجدها مجدا وأمجدها راعيها، ومجدها تمجيدا: أشبعها وذلك في أول الربيع، أو أمجد الإبل: علفها ملء بطنها وأشبعها، ولافعل لها هي في ذلك، فإن أرعاها في أرض مكلئة فرعت وشبعت فمجدت تمجد مجدا ومجودا، ولا فعل لك في هذا. قاله الإمام أبو زيد. أو مجد الناقة، مخففا، إذا علفها ملء بطونها، رواه أبو عبيد عن أبي عبيدة عن أهل العالية، وقال: وأهل نجد يقولون مجدها تمجيدا، مشددا، إذا علفها نصف بطنها، وقال ابن شميل: المجد نحو من نصف الشبع. ومجيد، كأمير، ابن حيدة بن معد بن عدنان أبو بطن من الأشعريين، وقال الهمداني: وممن أخلت به النساب من قضاعة مجيد بن حيدان، وهموا فأدخلوهم في بطون الأشعر لقرب الدار من الدار. مجيد، كزبير: اسم رجل أواسم فحل، إلى أحدهما نسبت الإبل المجيدية، أوردها الفيومي في المصباح. قال شيخنا: وهي من غرائبه، قال الأزهري: وهي من إبل اليمن. ومجد، ممنوعا من الصرف، علم على بنت تميم بن غالب بن فهر، والذي في اللسان: بنت تميم بن عامر بن لؤي وقد تصرف، ومنه بنو مجد وهم كلاب وكعب وعامر وكليب، بنو ربيعة بن عامر بن صعصعة، نسبة إلى أمهم، وقد ذكرها لبيد فقال يفتخر بها:

سقى قومي بني مجد وأسقى    نميرا والقبائل من هـلال

صفحة : 2262

ومجدوان، بفتح الميم وضم الدال: بنسف، منها أبو جعفر محمد بن النضر بن رمضان المؤدب الزاهد أديب، سمع غريب الحديث لأبي عبيد من أبي الحسن محمد بن طالب بن علي النسفي وغيره، وعنه أبو العباس المستغفري. ومجدون، ويكسر أولها: ة، ببخارا منها أبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي المؤذن، روى عنه الغنجار وغيره. وذو ماجد: باليمن من قرى ذمار. والماجد: الكثير الخير الشريف المفضال، قال ابن شميل: الماجد: الحسن الخلق السمح، ورجل ماجد ومجيد، إذا كان كريما معطاء. وفي حديث علي رضي الله عنه أما نحن بنو هاشم فأنجاد أمجاد أي أشراف كرام، جمع مجيد أو ماجد، كأشهاد في شهيد أو شاهد. وماجد أسم. من المجاز في المثل في كل شجر نار. واستمجد المرخ والعفار استمجد: استفضل، أي استكثرا من النار كأنهما أخذا من النار ما هو حسبهما فصلحا للاقتداح بهما، ويقال: لأنهما يسرعان الورى، فشبها بمن يكثر من العطاء طلبا للمجد. وأبو ماجدة الحنفي تابعي، ويقال أبو ماجد، ويقال العجلي الكوفي، قال أبو حاتم: اسمه عائذ بن نضلة، عن أبي مسعود، وعنه يحيى بن عبد الله الجابر، قاله المزي. وتماجدوا: تفاخروا. وتماجدوا: أظهروا مجدهم فيما بينهم، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: التمجيد: أن ينسب الرجل إلى المجد، والمجد: الشرف الواسع. وفي حديث عائشة رضي الله عنها ناوليني المجيد أي المصحف. وفي الأساس المجد: أكل الغنم البقل، يقال: مجدت الغنم مجودا: أكلت البقل حتى هجع غرثها. ومن المجاز: تمجد الله بكرمه. وعباده يمجدونه. وهو أهل التماجيد، أي الثناء بالمجد. ونزلوا بهم فأمجدوهم. وأمجد فلان ولده ولولده: تخير له الأمهات، وهؤلاء قوم أمجدهم أبوهم، كما في الأساس، وقال أبو حية يصف امرأة:
وليست بماجدة للطعام ولا للشراب أي ليست بكثيرة الطعام ولا الشراب: ويقال: أمجدنا فلان قرى، إذا آتى ما كفى وفضل. وماجندان: من قرى سمرقند. وقال ابن القطاع في الأفعال: وأمجد الرجل سبا وذما، إذا أكثر له منهما. ومجد آباد. من قرى همذان. وأبو ماجدة السهمي، وقيل: ابن ماجدة، وقيل: علي بن ماجدة، تابعي، عن عمر، وعنه العلاء بن عبد الرحمن.

م خ د
المخدة، بالتحريك، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن الأعرابي، هي المعونة، كذا في التكملة.

م د د
المد: السيل، يقال مد النهر ومده نهر آخر، قال العجاج:

سيل أتـي مـده أتـي
غب سماء فهو رقراقي

صفحة : 2263

من المجاز: المد: ارتفاع النهار والظل، وقد مد وامتد، ويقال: جئتك مد النهار وفي مد النهار، وكذلك مد الضحى، يضعون المصدر في كل ذلك موضع الظرف. المد الاستمداد من الدواة، ومعنى الاستمداد منها أن يستمد منها مدة واحدة. المد: كثرة الماء أيام المدود، وجمعه مدود، وقد مد الماء يمد مدا وامتد. المد: البسط. قال اللحياني: مد الله الأرض مدا: بسطها وسواها. وقوله تعالى وإذا الأرض مدت أي بسطت وسويت. المد: طموح البصر إلى الشيء، يقال: مد بصره إلى الشيء إذا طمح به إليه. وفي البصائر والأفعال: مددت عيني إلى كذا: نظرته راغبا فيه، ومنه قوله تعالى ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به المد: الإمهال، كالإمداد يقال: مده في الغي والضلال يمده مدا، ومد له: أملى له وتركه، وقوله تعالى ويمدهم في طغيانهم يعمهوم أي يملي لهم المهلة، وكذلك، مد الله له في العذاب مدا، وهو مجاز. وأمده في الغي، لغة قليلة، ووقوله تعالى وإخوانهم يمدونهم في الغي قراءة أهل الكوفة والبصرة يمدونهم، وقرأ أهل المدينة يمدونهم. المد: الجذب، ومددت الشيء مدا: جذبته، قاله ابن القطاع. المد: المطل وقال المصنف في البصائر: أصل المد جر شيء في طول، واتصال شيء بشيء في استطالة، مده يمده مدا، مد به، فامتد، ومدده فتمدد وتمدده كتمدد السقاء، وكذلك كل شيء يبقى فيه سعة المد. وتمددناه بيننا: مددناه. ومادده وفي بعض النسخ مادة ممادة ومدادا فتمدد، وقال اللحياني: مددته ومدني، وفلان يماد فلانا، أي يماطله ويجاذبه. وتمدد الرجل، أي تمطى. ومد النهار، إذا ارتفع، وهو مجاز، وقال شمر: كل شيء امتلأ وارتفع فقد مد، وقد أمددته أنا. عن أبي زيد: مد زيد القوم أي صار لهم مددا، وأمده بغيره. يقال: هناك قطعة من الأرض قدر مد البصر، أي مداده وقد يأتي له في المعتل أنه لا يقال مد البصر، مضعفا وإنما يقال مداه، معتلا، وأصله للحريري في درة الغواص وانتقدوه بأنه ورد في الحديث مد صوت المؤذن، كمداه، كما حققه شيخنا، قلت: والحديث المشار إليه أن المؤذن يغفر له مد صوته، يريد به قدر الذنوب، أي يغفر له ذلك إلى منتهى مد صوته، وهو تمثيل لسعة المغفرة، ويروى مدى صوته. والمديدث: الممدود، والمديد: الطويل، ورجل مديد الجسم: طويل، وأصله في القيام. وقد مديد، وهو من أجمل الناس وأمدهم قامة، وهو مجاز، كما في الأساس، مدد. قال سيبويه: جاء على الأصل، لأنه لم يشبه الفعل. والأنثى مديدة. وفي حديث عثمان قال لبعض عماله: بلغني أنك تزوجت امرأة مديدة. أي طويلة. ورجل مديد القامة: طويلها. المديد: البحر الثاني من العروض، والأول الطويل، سمي بذلك لامتداد أسبابه وأوتاده، وقال أبو إسحاق: سمي مديدا لأنه امتد سبباه فصار سبب في أوله وسبب بعد الوتد، ووزنه فاعلاتن فاعلن. وقوله تعالى في عمد ممددة فسره ثعلب فقال: معناه في عمد طوال. المديد: ما ذر عليه دقيق أو سمسم أو سويق أو شعير جش، قال ابن الأعرابي: هو الذي ليس بحار، أو خبط كما قاله ابن القطاع. ليسقى الإبل، وقد مدها يمدها مدا، إذا سقاها إياه، وقال أبو زيد: مددت الإبل أمدها مدا، وهو أن تسقيها الماء بالبزر أو الدقيق أو السمسم.

صفحة : 2264

وقال في موضع آخر: المديد: شعير يجش ثم يبل فيضفز البعير: مددت الإبل وأمددتها بمعنى، وهو أن ينثر لها على الماء شيئا من الدقيق ونحوه فيسقيها، والاسم المديد. المديد: ع قرب مكة شرفها الله تعالى، عن الصاغاني. قيل: المديد: العلف، وقد مده به يمده مدا. والمديدان: جبلان في ظهر الخال وهو ظهر غارض اليمامة، عن الصاغاني. والمداد، بالكسر: النقس، بكسر النون وسكون القاف وسين مهملة، هكذا عبروا به في كتب اللغة، وهو من شرح المعلوم المشهور بالغريب الذي فيه خفاء، وهو الذي يكتب به. قال ابن الأنباري: سمي المداد مدادا لإمداده الكاتب، من قولهم أمددت الجيش بمدد. المداد: السرقين الذي يصلح به الزرع، وقد مد الأرض مدا، إذا زاد فيها ترابا أو سمادا من غيرها ليكون أعمر لها وأكثر ريعا لزرعها، وكذلك الرمال، والسماد مداد لها. المداد: ما مددت به السراج من زيت ونحوه، كالسليط، قال الأخطل:ال في موضع آخر: المديد: شعير يجش ثم يبل فيضفز البعير: مددت الإبل وأمددتها بمعنى، وهو أن ينثر لها على الماء شيئا من الدقيق ونحوه فيسقيها، والاسم المديد. المديد: ع قرب مكة شرفها الله تعالى، عن الصاغاني. قيل: المديد: العلف، وقد مده به يمده مدا. والمديدان: جبلان في ظهر الخال وهو ظهر غارض اليمامة، عن الصاغاني. والمداد، بالكسر: النقس، بكسر النون وسكون القاف وسين مهملة، هكذا عبروا به في كتب اللغة، وهو من شرح المعلوم المشهور بالغريب الذي فيه خفاء، وهو الذي يكتب به. قال ابن الأنباري: سمي المداد مدادا لإمداده الكاتب، من قولهم أمددت الجيش بمدد. المداد: السرقين الذي يصلح به الزرع، وقد مد الأرض مدا، إذا زاد فيها ترابا أو سمادا من غيرها ليكون أعمر لها وأكثر ريعا لزرعها، وكذلك الرمال، والسماد مداد لها. المداد: ما مددت به السراج من زيت ونحوه، كالسليط، قال الأخطل:

رأوا بارقات بالأكف كأنهـا   مصابيح سرج أوقدت بمداد أي بزيت يمدها. ونقل شيخنا عن قدماء أئمة أن المداد، بالكسر: هو كل ما يمد به الشيء أي يزاد فيه لمده والانتفاع به كحبر الدواة وسليط السراج وما يوقد به من دهن ونحوه، لأن وضع فعال، بالكسر، لم يفعل به كالآلة، ثم خص المداد في عرف اللغة بالحبر. المداد: المثال، يقال: جاء هذا على مداد واحد، أي على مثال واحد، وقال جندل:

لم أقو فيهن ولم أساند
ولم أرشهن برم هامد
على مداد وروي واحد

صفحة : 2265

المداد: الطريقة، يقال: بنوا بيوتهم على مداد واحد، أي على طريقة واحدة. في التهذيب. مداد قيس: لعبة لهم أي لصبيان العرب. ويقال: وادي كذا يمد في نهر كذا، أي يزيد فيه. ويقال منه: قل ماء ركيتنا فمدتها ركية أخرى فهي تمدها مدا. ومد النهر إذا جرى فيه. وقال اللحياني: يقال لكل شيء دخل فيه مثله فكثره مده يمده مدا. وفي التنزيل العزيز والبحر يمده من بعده سبعة أبحر أي يزيد فيه ماء من خلفه تجره إليه وتكثره. وفي حديث الحوض ينبعث فيه ميزابان مدادهما أنهار الجنة، أي تمدهما أنهارها. وقال الفراء في قوله تعالى والبحر يمده من بعده سبعة أبحر قال: يكون مدادا كالمداد الذي يكتب به، والشيء إذا مد الشيء فكان زيادة فيه فهو يمده. تقول: دجلة تمد تيارنا وانهارنا، والله يمدنا بها. والمدمد كجعفر: النهر، والمدمد: الحبل، قاله الأصمعي، وفي بعض النسخ الجبل، والأول الصواب. ونص عبارة الأصمعي: والمد: مد النهر، والمد: مد الحبل والمد أن يمد الرجل الرجل في غيه. قلت: فهي تدل صريحا أن المد هنا ثلاثي لا رباعي مضاعف كما توهمه المصنف. والمد، بالضم: مكيال، وهو رطلان عند أهل العراق وأبي حنيفة أو رطل وثلث عند أهل الحجاز والشافعي، وقيل: هو ربع صاع، وهو قدر مد النبي صلى الله عليه وسلم، والصاع خمسة أرطال وأربعة أمداد قال:

لم يغذها مد ولا نصيف    ولا تميرات ولا تعجيف وفي حديث فضل الصحابة: ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه وإنما قدره به لأنه أقل ما كانوا يتصدقون به في العادة. أو ملء كفي الإنسان المعتدل إذا ملأهما ومد يده بهما، وبه سمي مدا، هكذا قدروه، وأشار له في اللسان. وقد جربت ذلك فوجدته صحيحا، أمداد، كقفل وأقفال، ومددة ومدد، كعنبة وعنبس، في القليل، ومداد، بالكسر في الكثير، قال:

كأنما يبردن بالـغـبـوق    كيل مداد من فحا مدقوق

صفحة : 2266

قيل: ومنه: سبحان الله مداد كلماته، ومداد السموات ومددها، أي قدر ما يوازيها في الكثرة عيار كيل أو وزن أو عدد أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير، قال ابن الأثير: وهذا تمثيل يراد به التقدير، لأن الكلام لا يدخل في الكيل والوزن، وإنما يدخل في العدد، والمداد مصدر كالمدد، يقال: مددت الشيء مدا ومدادا، وهو ما يكثر به ويزاد. والمدة، بالضم: الغاية من الزمان والمكان، ويقال: لهذه الأمة مدة أي غاية في بقائها، المدة: البرهة من الدضهر. وفي الحديث المدة التي ماد فيها أبا سفيان قال ابن الأثير: المدة: طائفة من الزمان تقع على القليل والكثير. وماد فيها أي أطالها. المدة: اسم ما استمددت به من المداد على القلم، والعامة تقول بالفتح والكسر، ويقال مدني يا غلام مدة من الدواة. وإن قلت: أمددني مدة، كان جائزا، وخرج على مجرى المدد بها والزيادة. المدة. بالكسر: القيح المجتمع في الجرح. والأمدود، بالضم: العادة. والأمدة، كالأسنة جمع مداد، كسنان، وضبطه الصاغاني بكسر الهمزة بخطه، فليس تنظيره بالأسنة بصحيح: سدى الغزل، وهي أيضا المساك في جانبي الثوب إذا ابتديء بعمله، كذا في اللسان. والإمدان بكسرتين، وفي بعض النسخ: كعفتان: الماء الملح، كالمدان، بالكسر، وهذه عن الصاغاني، وقيل: هو الشديد الملوحة، وقيل: مياه السباخ، قال: وهو إفعلان، بكسر الهمزة، وقال زيد الخيل، وقيل: هو لأبي الطمحان:

فأصبحن قد أقهين عني كما أبتحياض الإمدان الظباء القوامح

صفحة : 2267

الإمدان: النز، وقد تشدد الميم وتخفف الدال، وهو قول آخر أورده صاحب اللسان، وموضعه أم د. من المداز قولهم: سبحان الله مداد السماوات ومداد كلماته ومددها أي عددها وكثرتها ذكره ابن الأثير في النهاية. والإمداد: تأخير الأجل والإمهال، وقد أمد له فيه: أنسأه. الإمداد: أن تنصر الأجناد بجماعة غيرك، والمدد: أن تصير لهم ناصرا بنفسك.الإمداد: الإعطاء والإغاثة، يقال: مده مدادا وأمده: أعطاه، وحكا اللحياني: أمد الأمير جنده بالخيل والرجال وأعانهم وأمدهم بمال كثير وأغاثهم، قال: وقال بعضهم: أعطاهم، والأول أكثر، وفي التنزيل العزيز وأمددناكم بأموال وبنين أو ما كان في الشر فإنك تقول مددته، وما كان في الخير تقول أمددته بالألف، قاله يونس، قال شيخنا: هو على العكس في وعد وأوعد، ونقل الزمخشري عن الأحفش: كل ما كان من خير يقال فيه: مددت، وما كان من شر يقال فيه: أمددت، بالألف. قلت: فهو عكس ما قاله يونس. وقال المصنف في البصائر: وأكثر ما جاء الإمداد في المحبوب، والمدد في المكروه، نحو قوله تعالى وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون . ونمد له من العذاب مدا . الإمداد: أن تعطي الكاتب مدة قلم أو مدة بقلم، كما في بعض الأمهات، يقال: مدني يا غلام وأمددني، كما تقدم. الإمداد في الجرح: أن تحصل فيه مدة، وهي غثيثته الغليظة، والرقيقة: صديد، كما في الأساس، قال الزمخشري: أمد الجرح، رباعيا لا غير، ونقله غير واحد. الإمداد في العرفج: أن يجري الماء في عوده، وكذا الصليان والطريفة. والمادة: الزيادة المتصلة. ومادة الشيء: ما يمده، دخلت فيه الهاء للمبالغة. والمادة: كل شيء يكون مددا لغيره، ويقال: دع في الضرع مادة اللبن. فالمتروك في الضرع هو الداعية، وما اجتمع إليه فهو المادة. والممادة: المماطلة وفلان يماد فلانا، أي يماطله ويجاذبه. وفي الحديث إن شاءوا ماددناهم. والاستمداد: طلب المدد والمدة. في التهذيب في ترحمة دمم: د دمدم إذا عذب عذابا شديدا، ومدمد إذا هرب، عن ابن الأعرابي. مما يستدرك عليه: مد الحرف يمده مدا: طوله. قال ثعلب: كل شيء مده غيره فهو بألف، يقال مد البحر وامتد الحبل، قال الليث: هكذا تقول العرب. وفي الحديث فأمدها خواصر أي أوسعها وأتمها. والأعراب أصل العرب ومادة الإسلام، وهو مجاز، أي لكونهم يعينون ويكثرون الجيوش ويتقوى بزكاة أموالهم. وقد جاء ذلك في حديث سيدنا عمر رضي الله عنه. والمدد: العساكر التي تلحق بالمغازي في سبيل الله، قال سيبويه: والجمع أمداد، قال: ولم يجاوزوا به هذا البناء، ومن ذلك الحديث كان عمر رضي الله عنه إذا أتى أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر. وفي حديث عوف بن مالك ورافقني مددي من اليمن هو منسوب إلى المدد.

صفحة : 2268

وكل ما أعنت به قوما في حرب أو غيره فهو مادة لهم. وفي حديث الرمي منبله والممد به أي الذي يقوم عند الرامي فيناوله سهما بعد سهم أو يرد عليه النبل من الهدف، يقال أمده يمده فهو ممد. وفي حديث علي كرم الله وجهه: قائل كلمة الزور والذي يمد بحبلها في الإثم سواء مثل قائلها بالمائح الذي يملأ الدلو في أسفل البئر، وحاكيها بالماتح الذي يجذب الحبل على رأس البئر ويمده، ولهذا يقال: الراوية أحد الكاذبين. ومد الدواة، وأمدها: زاد في مائها ونقسها، ومدها وأمدها: جعل فيها مدادا، وكذلك مد القلم وأمده، واستمد من الدواة: أخذ منها مدادا. والمدة، بالفتح الواحدة، من قولك مددت الشيء. ومن المجاز: مد الله في عمرك، أي جعل لعمرك مدة طويلة، ومد في عمره بشيء وامتد عمره، ومد الله الظل، وامتدت العلة. وأقمت مدة مديدة. كل ذلك في الأساس. وقال ابن القطاع في الأفعال: مد الله تعالى في العمر: أطاله، وفي الرزق: وسعه. والبحر والنهر: زاد، ومدهما غيرهما. وفي اللسان امتد النهار: تنفس، وامتد بهم السير: طال، ومد في السير: مضى. وفي الأفعال لابن القطاع: وأمد الله تعالى في الخير: أكثره. ومد الرجل في مشيته: تبختر. ومد الإنسان مدا: حبن بطنه. وفي الأساس: وهذا ممد الحبل. وطراز ممدد. قلت: أي ممدود بالأطناب، شدد للمبالغة. وماده الثوب وتماداه، ومن المجاز: مد فلان في وجود المجد غررا،وله مال ممدود: كثير. واستدرك شيخوا هنا نقلا عن بعض أرباب الحواشي: تمادى به الأمر أصله تمادد، بدالين مطعفا، ووقع الإبدال، كتقضى ونحوه، وقيل، من المدى، وعليه الأكثر، فلا إبدال، وموضعه المعتل. قلت: وفي اللسان، قال الفرزدق:

رأت كمرا مثل الجلاميد فتحتأحاليلها لما اتمأدت جذورها قيل في تفسيره: اتمأدت، قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذا اللهم إلا أن يريد تمادت فسكن التاء واجتلب للساكن ألف الوصل كما قالوا ادكر و ادارأتم فيها وهمز الألف الزائدة كما همز بعضهم ألف دابة فقال دأبة. ومد، بالضم، اسم رجل من دارم، قال خالد بن علقمة الدارمي يهجو خنشوش بن مد:

جزى الله خنشوش بن مد ملامة    إذا زين الفحشاء للناس موقها وأرض مضمدودة: أصلحت بالمداد. والمدادين جمع مدان، للمياه الملحة. والمداد، ككتان. الحبار، وهو المدادي أيضا، والوليد بن مسلم المدادي من شعراء الأندل في الدولة العامرية. وقد سموا ممدودا.

م ذ د
وما يستدرك عليه: مذاد، كسحاب: واد بين سلع والخندق، وله ذكر في الحديث، هنا ذكره غير واحد من أئمة الغريب، وقد أشرنا له في ذود آنفا فراجعه.

م ر د

صفحة : 2269

مرد على الأمر كنصر وكرم يمرد مردا ومرودة. بضمهما ومرادة، بالفتح. فهو مارد ومريد، وتمرد فهو متمرد: أقدم، وفي اللسان: أقبل وعتا عتوا، وقال ابن القطاع في الأفعال: مرد الإنسان والسلطان أي كنصر مرادة: عتا وعصى، ومرد أيضا كذلك، وفي الأساس: المارد: هو العاتي وهو مارد من المراد، وتمرد، وشيطان مريد ومريد ونقل شيخنا عن بعض أئمة اللغة مرد، كخبث وزنا ومعنى، أو هو أي المرود تأويله: أن يبلغ الغاية التي يخرج بها من جملة ما عليه ذلك الصنف، مراد، كما في الأساس، ومردة، محركة، جمع مارد، ومرداء جمع مريد كحنفاء، وشيطان مريد ومارد واحد، وهو الخبيث المتمرد الشرير، وفي حديث رمضان وتصفد فيه مردة الشياطين. ومرد على الشر وتمرد: عتا وطغا، قال أبو تراب: سمعت الخصيبي يقول: مرده وهرده، إذا قطعه، وهرطه: مزق عرضه، كهرده. مرد على الشيء مرودا: مرضن واستمر، ومرد على الكلام، أي مرن عليه لا يعبأ به، وأصل معنى التمرد التمرن، أي الاعتياد، كما نقله بعضهم، قال الله تعالى ومن أهل المدينة مردوا على النفاق قال الفراء: يريد: مرنوا عليه وجربوا، كقولك: تمردوا. وقال ابن الأعرابي: المرد: التطاول بالكبر والمعاصي ومنه قوله تعالى مردوا على النفاق، أي تطاولوا. وفي المفردات للراغب: هو من قولهم: شجرة مرداء، أي لا ورق عليها، أي أنهم خلوا عن الخير. مرد الصبي الثدي، أي ثدي أمه مردا: مرسه، وفي الأفعال لابن القطاع: مصه. مرد الخبر والتمر في الماء يمرده مردا، أي ماثه حتى يلين. وفي المحكم: أنقعه، وهو المريد، وقال الأصمعي: مرذ فلان الخبر في الماء، أيضا، بالذال المعجمة، ومرثه، إذا لينه وفتنه.

عن ابن الأعرابي: المرد: نقاء الخدين من الشعر، ونقاء الغصن من الورق، والأمرد: الشاب الذي طر شاربه ولم ينبت وفي، بعض الأمهات: ولم تبد لحيته بعد، وقد مرد كفرح مردا ومرودة. وتمرد: بقي زمانا ثم التحى بعد ذلك وخرج وجهه، وفي حديث معاوية تمردت عشرين سنة، وجمعت عشرين، ونتفت عشرين وخضبت عشرين، وأنا ابن ثمانين أي مكثت أمرد عشرين سنة ثم صرت مجتمع اللحية عشرين سنة. من المجاز: المرداء: الرملة المتسطحة لا تنبت. والمرداء، بعينها رملة بهجر لا تنبت شيئا، قال أبو النجم:

هلا سألتم يوم مرداء هجر
وزمن الفتنة من ساس البشر
محمدا عنا وعنكم وعمر

وقال ابن السكيت: المرادي: رمال بهجر معروفة، واحدتها مرداء، قال ابن سيده: وأراها سميت بذلك لقلة نبضاتها، قال الراعي:

فليتك حال الدهر دونـك كـلـه    ومن بالمرادي من فصيح وأعجما

صفحة : 2270

وقال الأصعي: أرض مرداء وجمعها مراد وهي رمال منبطحة لا ينبت فيها، ومنها قيل للغلام أمرد، وقال الأزهري مثل قول ابن السكيت. من المجاز: المرداء: المرأة لا است لها، هكذا بالهمزة والسين المهملة والتاء المثناة الفوقية في نسختنا، ويؤيده أيضا قول الزمخشري في الأساس: وامرأة مرداء: لم يخلق لها است. وهو تصحيف، والذي في اللسان والتكملة: وامرأة مرداء: لا إسب لها. بالباء الموحدة. ثم قال: وهي شعرتها. وفي الحديث: أهل الجنة جرد مرد . من المجاز: المرداء: الشجرة لا ورق عليها وغصن أمرد، كذلك، وقال أبو حنيفة: شجرة مرداء: ذهب ورقها أجمع، وغلام أمرد بينث المرد، بالتحريك، ولا يقال: جارية مرداء، ويقال: شجرة مرداء، ولا يقال غصن أمرد،وقال الكسائي: شجرة مرداء، وغصن أمرد: لا ورق عليهما. قلت: وإنكار غصن أمرد روي عن ابن الأعرابي.

مرداء: بنابلس، ويقصر، كما هو المشهور على الألسنة، خرج منها الفقهاء والمحدثون، منهم العلامة قاضي القضاء جمال الدين يوسف بن محمد بن عبد الله المرداوي الحنبلي مؤلف الأحكام، وأبو عبد الله موسى بن محمد بن أبي بكر ابن سالم بن سلمان المرداوي الفقيه الحنبلي، من شيوخ التقي السبكي، توفي بمردا سنة 719، وكذلك أبو بكر كان من المحدثين. ومريداء، مصغرا ممدودا: بالبحرين. والتمريد في البناء: التمليس والتسوية التطيين. وبناء ممرد، كمعظم: مطول، وقال أبو عبيد: الممرضد: بناء طويل. قال أبو منصور: ومنه قوله تعالى صرح ممرد من قوارير وقيل: الممرد: المملس، ومنه الأمرد، للين خديه، كذا في زوائد الأمالي اللقالي. والمارد: المرتفع من الأبنية. المارد: العاتي، وفي حديث العرباض وكان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا، أي عاتيا شديدا. وأصله من مردة الجن والشياطين مارد: قويرة مشرفة من أطراف خياشيم الجبل المعروف بالعارض باليمامة، وفي المراصد: مارد: موضع باليمامة.

مارد: حصن بتيماء كلاهما بالشام، كذا في المحكم، وفي التهذيب: وهما حصنان في بلاد العرب، قال المفضل: قصدتهما الزباء فعجزتء عن قتالهما فقالت: تمرد مارد وعز الأبلق وذهب مثلا لكل غزيز ممتنع، وهو مجاز، وأورده الميداني في مجمع الأمثال وقال: مارد: حصن دومة الجندل، والأبلق: حصن دومة الجندل، والأبلق: حصن للسموأل بن عاديا، قيل: وصف بالأبلق لأنه بني من حجارة مختلفة بأرض تيماء، وهما حصنان عظيمان قصدتهما الزباء ملكة العرب فلم تقدر عليهما فقالت ذلك، فصار مثلا لكل ما يعز ويمتنع على طالبه، وقد أعاده المصنف مرة أخرى في بلق. والتمراد، بالكسر: بيت صغير يجعل في بيت الحمام بالتخفيف لمبيضه، فإذا نسقه بعضا فوق بعض فهو التماريد، وقد مرده صاحبه تمريدا وتمرادا بفتح التاء، والتمراد، بالكسر الاسم. والمرد، بفتح فسكون: الغض من ثمر الأراك، أو نضيجه، وقيل: هنوات منه حمر ضخمة، أنشد أبو حنيفة:

كنانية أوتاد أطنـاب بـيتـهـا    أراك إذا صافت به المرد شقحا

صفحة : 2271

والواحدة مردة. وفي التهذيب: البرير: ثمر الأراك، فالغض منه المرد، النضيج الكباث. المرد: السوق الشديد، والمرد: دفع الملاح السفينة بالمردي، بالضم اسم لخشبة أعدت للدفع، والفعل يمرد، وفي الأفعال، وهي المجداف، قال رؤبة:

إذا أصمأك أخدعاه ابتـدا     صليف مردي ومصلخدا ومراد، كغرضاب: أبو قبيلة من اليمن، وهو مراد بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبإ وكان اسمه يحابر فسمي مرادا لأنه تمرد، وقال ابن دريد: يحابر جم يحبورة، وسمي مرادا لأنه أول من مرد باليمن. وفي المصباح، مراد قبيلة من مذحج. قلت ومذحج هو مالك بن زيد المتقدم ذكره في التهذيب، وقيل إن نسبهم في الأصل من نزار. المراد كسحاب وكتان العنق، وعلى الأول اقتصر الجوهري، مراريد. وماردون: قلعة أي معروفة على قنة جبل الجزيرة مشرفة على بلاد كثيرة وفضاء واسع، تحتها ربض عظيم فيه أسواق ومدارس وربط، ودورهم كالدرج، وكل درب يشرف على ما تحته من الدور، والماء عندهم قليل، وأكثر شربهم من الصهاريج التي يعدونها في بيوتهم، كذافي المراصد. تقول في النصب والخفض ماردين، أي إنه ملحق بجمع المذكر السالم في الإعراب، كصفين وفلسطين ونحوهما. قال شيخنا: ومنهم من يلزمها الياء، كحين، ومنهم من يلزمها الواو وفتح النون. والمريد، كأمير: التمر ينقع في اللبن حتى يلين، وقد مرد كفرح: دام على أكله، وقال الأصمعي: ويقال لكل شيء دلك حتى استرخى: مريد، والتمر يلقى في اللبن حتى يلين ثم يمرد باليد: مريد. المريد أيضا: الماء باللبن وبه فسر قول النابغة الجعدي:

فلما أبي أن ينزع القود لحمهنزعت المديد والمريد ليضمرا المريد كسكيت: الشديد المرادة، أي العتو، مثل الخمير والسكير. مريد، كزبير: بالمدينة شرفها الله تعالى، وهي أطمة لبني خطمة، وقد جاء ذكره في الحديث. ومريدق الدلال أبو حاتم، روى عن أيوب السختياني، وعنه ابنه حاتم بن مريد. وعبد الأول بن مريد من بني أنف الناقة، روى عنه محمد بن الحسن بن دريد. وربيعة بنت مريد روى عنها المنتجع بن الصلت وأحمد بن مراد الجهني محدثون. وماردة: كورة واسعة بالمغرب من أعمال قرطبة، وهي مدينة رائعةق كثيرة الرخام عالية البنيان، بينها وبين قرطبة ستة أيام. في الحديث ذكر ثنية مردان، بفتح فسكون، وهي بين تبوك والمدينة وبها مسجد للنبي صلى الله عليه وسلم. ومما يستدرك عليه: المرود، كصبور، والمارد: الذي يجيء ويذهب نشاطا، قال أبو زبيد:

مسنفات كأنهن قـنـا الـهـن    د ونسى الوجيف شغب المرود

صفحة : 2272

ومرد، كفرح: تطاول في المعاصي لغة في مرد كنصر، عن الصاغاني. ومراد: حصن قريب من قرطبة، وعبد الله بن بكر بن مردان شيخ لغنجار، ومردان لقب مقاتل بن روح المروزي والد محمد شيخ البخاري، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن مكي المعروف بابن ماردة الماردي نسب إلى جده، مات ببغداد سنة 444. ومردت الشيء ومردته: لينته وصقلته. والمرد: الثرد. ومرد الشيء في الماء: عركه. ومرد الغصن: ألقى عنه لحاءه، كمرده. ومردت الأرض مردا، لم تنبت إلا نبذا. ومرد الفرس، لم ينبت على ثنته شعر. كذا في الأفعال. والمراد، ككتاب: ثنية في جبل تشرف على الحديبية، كما في الروض. وعشائر بن محمد بن ميمون بن مراد التميمي، ككتان، أبو المعالي الحمصي، من شيوخ السمعاني. ومريد قبيلة من بلي، وهم حلفاء بني أمية بن زيد، ويقال لهم الجعادرة، منهم امرأة مسلمة لها شعر في السيرة. ومرودة، مخففا، جد أبي الفضل محمد بن عثمان بن إسحاق بن شعيب ابن الفضل بن عاصم النسفي المرودي، اثنى عليه المستغفري، وروى عنه. وقالت امرأة لزوجها: يا شيخ، فقال لها: من أين لي لك أميرد فصار مثلا. ومن المجاز: جبل متمرد. وجبال متمردات. وميردة: من قرى أصفهان، نزلها أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الأصفهاني، سمع أبا الشيخ وغيره.

م ر ن د
مرند، بفتحتين وسكون النون، أهمله الجوري، وقال الصاغاني: هو بأذربيجان على عشرة فراسخ من تبريز، تجلب منه الطنافس، ومنه أبو الوفاء الخليل بن الحسن بن محمد المرندي ألشافعي، تفقه ببغداد على أبي إسحاق الشيرازي، وسمع ابن النقور وابن النرسي ومات، ببغداد سنة 512.

م ر خ د
امرخد الشيء، أهمله الجوهري والصاغاني. وفي اللسان: إذا استرخى.

م ز د
ما رأينا مزدا في هذا العام أهمله الجوهري، وقال الليث: أي بردا، أبدل الزاي من الصاد، وعبارة اللسان: ما وجدنا لها العام مزدة، كمصدة، أي لم نجد لها بردا. والمزد: ضرب من النكاح، لغة في المصد كما سيأتي.

م س د
المسد: الفتل، مسد الحبل يمسده مسدا: فتله، وقال ابن السكيت: مسده مسدا: أجاد فتله. المسد إذآب السير في الليل، وأنشد الليث:

يكابد الليل عليها مسدا وقيل هو السير الدائم، ليلا كان أو نهارا، قال العبدي يذكر ناقة شبهها بثور وحشي:

كأنهـا أسـفـع ذو جـدة    يمسده القفز وليل سـدي
كأنما ينظر مـن بـرقـع    من تحت روق سلب مذود

قوله يمسده، أي يطويه، يعني الثور. ليل سد أي ند، وجعل الليث الدأب مسدا لأنه يمسد خلق من يدأب فيطويه ويضمره. المسد محركة: المحور يكون من الحديد. المسد: الليف، وبه فسر قوله تعالى حبل من مسد في قوله. والمسد: حبل من ليف النخل أو ليف المقل قاله الزجاج، أو من خوص أو شعر أو وبر أو صوف أو جلود الإبل أو من أي شيء كان قاله ابن سيده وأنشد:

يا مسد الخوص تعوذ مني
إن تك لدنا لينـا فـإنـي
ما شئت من أشمط مقسئن

قال: وقد يكون من جلود الإبل لا من أوبارها، وأنشد الأصمعي لعمارة بن طارق.

فاعجل بغرب مثل غرب طارق
ومـسـد أمـر مـن أيانــق
ليس بـأنـياب ولا حـقــائق

صفحة : 2273

يقول: أعجل بدلو مثل دلو طارق ومسد فتل من نوق ليست بهرمة ولا حقائق، جمع حقة وهي التي دخلت في الرابعة وليس جلدها بالقوي، يريد: ليس جلدها من الصغير ولا الكبير. بل هو من جلد ثنية أو رباعية أو سديس أو بازل، وخص به أبو عبيد الحبل من الليف، أو هو الحبل المضفور المحكم الفتل، من جميع ذلك، كما تقول نفضت الشجرة نفضا وما نفض فهو نفض. وفي الحديث حرمت شجر المدينة إلا مسد محالة المسد: الحبل المفتول من نبات أو لحاء شجر، وقال الزجاج في قوله عز وجل في جيدها حبل من مسد جاء في التفسير أنها سلسلة طولها سبعون ذراعا يسلك بها في النار، مساد، بالكسر، وأمساد. وفي التهذيب: هي السلسلة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه فقال ذرعها سبعون ذراعا وحبل من مسد، أي حبل مسد أي مسد، أي فتل فلوي، أي أنها تسلك في النار، أي في سلسلة ممسودة وفتلت من الحديد فتلا محكما، كأنه قيل: في جيدها حبل حديد قد لوي ليا شديدا. من المجاز: رجل ممسود، إذا كان مجدول الخلق، أي ممشوقا، كأنه جدل، أي فتل، وهي بهاء، يقال: جارية ممسودة: مطوية ممشوقة، وامرأة ممسودة الخلق، إذا كانت ملتفة الخلق ليس في خلقها اضطراب، وجارية حسنة المسد والعصب والجدل والأرم، وهي ممسودة، ومعصوبة، ومجدولة، ومأرومة. والمساد، ككتاب لغة في المسأب، كمنبر، وهو نحي السمن، وسقاء العسل، ومنه قول أبي ذؤيب:

غدا في خافة معه مسـاد     فأضحى يقتري مسدا بشق قال أبو عمرو: المساد غير مهوز: الزق الأسود. في النوادر: و أحسن مساد شعر منك. يريد: أحسن قوام شعر. ومما يستدرك عليه: المسد المغار: الشديد الفتل. وبطن ممسود: لين لطيف مستو لا قبح فيه. وساق مسداء: مستوية حسنة. والمسد: مرود البكرة الذي تدور عليه. ومسده المضمار: طواه وأضمره. والمسيد، كأمير، لغة في المسجد في لغة مصر، وفي لغة الغرب هو الكتاب، أشار له شيخنا في س ج د. وفي قول رؤبة:

يمسد أعلى لحمه ويأرمه أي اللبن يشد لحمه ويقويه، يقول: البقل يقوي ظهر هذا الحمار ويشده.

م ص د
المصد: ضرب من الرضاع، قاله الليث. المصد: الجماع، يقال: مصد الرجل جاريته وعصدها، إذا نكحها، وأنشد:

فأبيت أعتنق الثغور وأنتفشي      عن مصدها وشفاءها المصد المصد: المص، قال ابن الأعرابي، مصد جاريته ومصها ورشفها، بمعنصى واحد. المصد: الرعد والمطر. المصد: البرد، قاله الرياشين وقال كراع: شدة البرد، ويحرك، وهذه عن الصاغاني، أيضا شدة الحر، ضد، وقال أبو زيد: يقال، مالها مصدة، أي ما للأرض قر ولا حر. المصد: التذليل. والمصد المزد: الهضبة العالية الحمراء، كالمصد، محركة، والمصاد كسحاب، أمصدة ومصدان بالضم، قال الأزهري: ميم مصاد ميم مفعل، وجمع على مصدان، كما قالوا مصير ومصران، على توهم أن الميم فاء الفعل. قولهم: ما أصابتنا العام مصدة ومزدة، على البدل، أي مطرة. المصاد، كسحاب: أعلى الجبل، قال الشاعر:

إذا أبرز الروع الكعاب فإنهممصادق لمن ياوي إليهم ومعقل

صفحة : 2274

والجمع أمصدة ومصدان، كما في الصحاح، قال الصاغاني: توهم أن ميم مصاد أصلية، ولعله أخذه من كتاب ابن فارس، والبيت لأوس بن حجر. انتهى، ويقال: هو لقومه معقل ومصاد. وقال الأصمعي: المصدان: أعالي الجبال، واحدها مصد، مصاد اسم جبل بعينه. مصاد اسم فرس نبيشة بن حبيب نقله الصاغاني. مصاد: اسم رجل، ويضم. فبالفتح مصاد بن عقبة، عن محمد بن عمرو، وعنه عمر بن أيوب الموصلي وبالضم بشر بن عصمة بن مصاد المزني، كان مع علي بصفين.

م ض د
المضد، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: لغة في ضمد الرأس، يمانية. المضد بالتحريك: الحقد، كالضمد. ومما يستدرك عليه: مضد، إذا جمع، كنضد، عن الليث.

م ع د
معده، أي الشيء، معدا، كمنعه: اختلسه وقيل: اختطفه فذهب به، قال:

أخشى عليها طيئا وأسدا وخاربين خربا فمعدا
لا يحسبان الله إلا رقدا أي اختلساها واختطفاها. معد الشيء، معدا: جذبه بسرعة، ومعد الدلو معدا ومعد بها: نزعها وأخرجها من البئر، وقيل: جذبها، كامتعد، فيهما. ونزع معد: يمد فيه بالبكرة، قال أحمر ابن جندل السعدي:

يا سعد يا ابن عمر يا سعد هل يروين ذودك نزع معد وساقيان سبط وجعد وقال ابن الأعرابي: نزع معد: سريع، وبعض يقول: شديد، وكأنه نزعق من أسفل قعر الركية. معده: أصاب معدته، نقله ابن التياني في شرح الفصيح. معد في الأرض يمعد معدا ومعودا، إذا ذهب، الأخيرة عن اللحياني. معد لحمه: انتهسه. معد الشيء: فسد. معد بالشيء: ذهب، معدا ومعودا، ومن ذلك معد بخصييه معدا: ذهب بهما، وقيل: مدهما، وقال اللحياني: أخذ فلان بخصيتي فلان فمعدهما، ومعد بهما، أي مدهما واجتذبهما. والمعد: الضخم الغليظ، وشيء معد: غليظ. المعد: الغليظ، قيل: ومه أخذ تمعددوا، كما سيأتي المعد: البقل الرخص. والمعد: الغض من الثمر، وفي اللسان: من الثمار. المعد: السريع من الإبل، يقال: بعير معد، أي سريع، قال الزفيان:

لما رأيت الظعن شالت تحدى     أتبعتهن أرحـبـيا مـعـدا

صفحة : 2275

معد بن مالك الطائي، معد بن الحارث الجشمي، كذا في النسخ، والصواب الخثعمي، كذا في التكملة. المعد: ضرب من الرطب، يقال: رطبة معدة ومتمعدة: طرية، عن ابن الاعرابي، ورطب، وفي اللسان: بسر ثعدق معد، أي رخص، وبعضهم يقول هو إتباع. لا يفرد. والمعدة، ككلمة، وهي اللغة الأصلية، يقال فيها: المعدة بالكسر، والفتح، كلاهما للتخفيف، والكسر نقله ابن السكيت عن بعض العرب، ويقال أيضا المعدة، بكسر الميم والعين، فهي أربع لغات نقلها شراح الفصيح وغيرهم: موضع الطعام قبل انحداره إلى الأمعاء، وقال الليث: التي تستوعب الطعام من الإنسان وهو لنا بمنزلة الكرش لكل مجتر، كما في الصحاح، وفي المحكم: بمنزلة الكرش للأظلاف والأخفاف أي لذواتها معد ومعد ومعد ككتف وعنب، توهمت فيه فعلة، وأما ابن جني فقال في جمع معدة معد، قال: وكان القياس أن يقولوا معد، كما قالوا في جمع نبقة نبق، وفي جمع كلمة كلم، فلم يقولوا ذلك وعدلوا عنه إلى أن فتحوا المكسور وكسروا المفتوح، قال: وقد علمنا أن من شرط الجمع بخلع الهاء أن لا يغير من صيغة الحروف والحركات شيء ولا يزاد على طرح الهاء، نحو تمرة وتمر ونخلة ونخل، فلولا أن الكسرة والفتحة عندهم تجريان كالشيء الواحد. لما قالوا معدق ونقم في جمع معدة ونقمة. وقياسه نقم ومعد، ولكنهم فعلوا هذا لقرب الحالين عليهم، وليعلموا رأيهم في ذلك فيؤنسوا به ويوطئوا بمكانه لما وراءه. كذا في اللسان. ومعد الرجل، بالضم فهو ممعود: زربت معدته فلم تستمريء ما يأكله من الطعام، وحكى ابن طريف، معد الرجل، على مالم يسم فاعله، إذا وجعته معدته، وحكى ابن القطاع في الأفعال معد، كفرح، معدا ومعدا وقال ابن سيده في العويض: اشتقاق المعدة من قولهم شيء معد، أي قوي غليظ، وحكاه القزاز أيضا، قال: وقيل: إن اشتقاقها من قولهم معد بخصييه إذا مدهما، فكأن المعدة سميت بذلك لامتدادها. نقله شيخنا. والمعد، كمرد: الجنب من الإنسان وغيره، وهما المعدان، وأفرده اللحياني، وأنشد شمر في المعد من الإنسان:

وكأنما تحت المعد ضـئيلة     ينفي رقادك سمها وسماعها يعني الحية، والمعد: البطءن، عن أبي علي، وأنشد:

أبرأت مني برصا بجـلـدي     من بعد ما طعنت في معدي وقيل المعد: اللحم الذي تحت الكتف أو أسفل منها قليلا، وهو من أطيب لحم الجنب، قال الأزهري: وتقول العرب في مثل يضربونه قد يأكل المعدي أكل السوء قال: هو في الإشتقاق يخرج على مفعل ويخرج على فعل، على مثال علد، ولم يشتق منه فعل. والمعد: موضع عقب الفرس، وقال اللحياني: هو موضع رجل القارس من الدابة، فلم يخص عقبا من غيرها، ومن الرجل مثله. والمعد: عرق في منسج الفرس. والمعدان من الفرس: ما بين رؤوس كتفيه إلى مؤخر متنه، قال ابن أحمر يخاطب امرأته:

فإما زال سرجي عن مـعـد     وأجدر بالحوادث أن تكـونـا
فلا تصلي بمطـروق إذا مـا    سرى في القوم أصبح مستكينا

يقول: إذا زال عنك سرجي فبنت بطلاق أو بموت فلا تتزوجي بعدي هذا المطروق، وقال ابن الأعرابي: معناه إن عري فرسي من سرجي ومت:

فبكى يا غني بـأريحـي     من الفتيان لا يمسي بطينا

صفحة : 2276

وقيل: المعدان من الفرس: ما بين أسفل الكتف إلى منقطع الأضلاع، وهما اللحم الغليظ المجتمع خلف كتفيه، ويستحب نتوءهما، لأن ذلك الموضع إذا ضاق ضغط القلب فغمه. كذا في اللسان.ومعد: حي سمي بأحد هذه الأشياء. ويؤنث، وغلب عليه التذكير، وهو مما لا يقال فيه: من بني فلان، وما كان على هذه الصورة فالتذكير فيه أغلب، وقد يكون اسما للقبيلة، أنشد سيبويه:

ولسنا إذا عد الحصى بأقله    وإن معد اليوم مؤذ ذليلها وهو معدي، في النسب، ومنه المثل تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. وكان الكسائي يرى التشديد في الدال فيقول: المعيدي، ويقول إنما هو تصغير رجل منسوب إلى معد. يضرب مثلا لمن خبر خير من مرآته، وكان غير الكسائي يخفف الدال ويشدد ياء النسبة، وقال ابن السكيت: هو تصغير معدي، إلا أنه إذا اجتمعت تشديدة الحرف، وتشديدة ياء النسبة خففت ياء النسبة، قال الحافظ: يقال: أول من قاله النعمان للصقعب ابن زهير النهدي، وذكر المثل والحي في ع د د، فراجعه واستفد. وتمعدد الرجل: تزيا بزيهم، ومنه حديث عمر رضي الله عنه اخشوشنوا وتمعددوا ، هكذا روي من كلام عمر، وقد رفعه الطبراني في المعجم عن أبي حدرد الأسلمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال بعضهم: يقال في قوله تمعددوا : تشبهوا بعيش معد بن عدنان، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش، يقول: فكونوا مثلهم ودعوا التنعيم وزي العجم، وهكذا هو في حديثه الآخر عليكم باللبسة المعدية ، أي خشونة اللباس. ويقال: التمعدد: الصبر على عيش معد، وقيل: التمعدد: التشظف، مرتجل غير مشتق. وتمعدد: صار في معد.وتمعدد المريض: برأ، و تمعدد المهزول: أخذ في السمن. ويقال: ذئب ممعد، كمنبر، وماعد، إذا كان يجذب العدو جذبا، قال ذو الرمة يذكر صائدا شبهه في سرعته بالذئب: كأنما أطماره إذا عدا جللن سرحان فلاة ممعدا ومما يستدرك عليه: تمعدد: غلظ وسمن، عن اللحياني قال:

ربيته حتى إذا تمعددا وهو مجاز، وفي الأساس: تمعدد الصبي: غلظ وصلب وذهب عنه رطوبة الصبا، قال أبو عبيد: ومنه الحديث تمعددوا وقال الليث: التمعدد: الصبر على عيش معد في السفر والحضر، قال: وإذا ذكرت أن قوما تحولوا عن معد إلى اليمن ثم رجعوا قلت: تمعددوا. وامتعد سيفه من غمده: استله واخترطه. ومعد الرمح معدا وامتعده: انتزعه من مركزه، وهو من الاجتذاب، وقال اللحياني: مر برمحه وهو مركوز فامتعده ثم حمل، أي اقتلعه. وامتعد لحمه: نهسه. والمتمعدد: البعيد، وتمعدد: تباعد، قال معن بن أوس:

قفا إنها أمست قفارا ومن بهاوإن كان من ذي ودنا قد تمعددا

صفحة : 2277

أي تباعد، قال شمر: المتمعدد: البعيد، لا أعلمه إلا من معد في الأرض، إذا ذهب فيها، ثم صيره تفعلل منه. والمعد: النتف، كالمغد، بالغين المعجمة. ومعدي ومعدان، اسمان. ومعدي كرب، اسم مركب، قال ابن جنى: من ركبه ولم يضف صدره إلى عجزه يكتب متصلا، فإذا كان يكتب كذلك مع كونه اسما ومن حكم الأسماء أن تفرد ولا توصل بغيرها لقوتها وتمكنها في الوضع، فالفعل في قلما وطالما لاتصاله في كثير من المواضع بما بعده نحو ضربت وضربنا ولتبلون وهما يقومان وهم يقعدون وأنت تذهبين ونحو ذلك مما يدل على شدة اتصال الفعل بفاعله، أحجى بجواز خلطه بما وصل به في طالما وقلما كذا في اللسان. وأحمد بن سعيد بن أبي معدان صاحب تاريخ المراوزة. محدث، وأبو معيد أحمد بن حمزة بن بريم الهمداني، في همدان، ومن ولده أبو جعفر أحمد بن محمد بن الضحاك بن العباس بن سعيد بن قيس بن أبي معيد المعيدي. ومعيد بن غثيم جد جرير الشاعر لأمه، وفيه يقول الشاعر يخاطب جريرا:

ستعلم ما يغني معيد ومعرض     إذا ما سليط غرقتك بحورها وأبو معيد حفص بن غيلان، وعبد الله بن معيد، محدثان.

م غ د
معد الفصيل أمه، كمنع، يمغدها مغدا: لهزها ورضعها وكذلك السخلة، وهو يمغد الضرع مغدا: يتناوله، كمعذ، بالعين المهملة والذال المعجمة، كذا في الأفعال مغد الشيء: مصه، يقال: وجدت صربة فمغدت جوفها، أي مصصته، لأنه قد يكون في جوف الصربة شيء كأنه الغراء والدبس. والصربة صمغ الطلح، وتسمى الصربة مغدا مغد البدن: سمن وامتلأ مغدا، بفتح فسكون، مغد، كفرح، مغدا، محركة، ومغده العيش الناعم: غذاه ونعمه، وقال أبو مالك: مغد النبات غيره، كالرجل وكل شيء، إذا طال، ومغد الرجل في ناعم عيش يمغد مغدا: عاش وتنعم، قاله أبو زيد وابن الأعرابي، وقال النضر: مغده الشباب، وذلك حين استقام فيه الشباب ولم يتناه شبابه كله. وإنه لفي مغد الشباب، وأنشد:

أراه في مغد الشباب العسلج مغد الرجل جاريته يمغدها: جامعها.

والمغد: الناعم، وشباب مغد: ناعم، قال إياس الخيبري:

حتى رأيت العزب السمغدا    وكان قد شب شبابا مغـدا والسمغد: الطويل. وعيش مغد: ناعم، المغد الجسم هو البعير التار اللحيم، قيل: هو الضخم الطويل من كل شيء، كالمعد، وقد تقدم. المغد في الناصية، كالخرق، وهو انتتاف موضع الغرة من الفرس حتى تشمط. ومغد شعره يمغده مغدا: نتفه، كمعده ومعذه، قال:

يباري قرحة مثل ال    وتيرة لم تكن مغدا

صفحة : 2278

وأراه وضع المصدر موضع المفعول. والمغدة في غرة الفرس كأنها وارمة، لأن الشعر ينتتف لينبت أبيض. والوتيرة: الوردة البيضاء، أخبر أن غرتها جبلة لم تحدث عن علاج نتف. المغد: جنى التنضب كقنفذ، شجر، وقد مر ذكره، وجناه: ثمره. المغد: الدلو العظيمة عن الصاغاني، وكأنه لغة في المهملة. المغد هو اللفاح البري، قيل: المغد: هو الباذنجان، وقيل: هو شبيه به، ينبت في أصل العضه، ويحرك في الأخير، قال ابن دريد: والتحريك أعلى، وأنكره ابن سيده حيث قال: ولم أسمع مغدة. قال: وعسى أن يكون المغد بالفتح اسما لجمع مغدة، بالإسكان، فتكون كحلقة وحلق، وفلكة وفلك، عن أبي سعيد: المغد ثمر يشبه الخيار، وعن أبي حنيفة: المغد: شجر يتلوى على الشجر أرق من الكرم، وورقه طوال دقاق ناعمة ويخرج جراء مثل جراء الموز إلا أنه أرق قشرا وأكثر ماء، حلو لا يقشر، وله حب كحب التفاح والناس ينتابونه وينزلون عليه فيأكلونه، ويبدأ أخضر ثم يصفر ثم يخضر إذا انتهى، قال راجز من بني سواءة:

نحن بني سواءة بن عامـر     أهل اللثى والمغد والمغافر وأمغد الرجل إمغادا: أكثر من الشرب، وقال أبو حنيفة: أمغد الرجل: أطال الشرب. أمغد الصبي: أرضعه وكذلك الفصيل، وتقول المرأة: أمغدت هذا الصبي فمغدني أي رضغني. ومغدان لغة في بغدان وبغداد عن ابن جني، قال ابن سيده، وإن كان بدلا فالكلمة رباعية. ومما يستدرك عليه: المغد: الصربة، وصمغ سدر البادية، قاله أبو سعيد، قال جزء بن الحارث.

وأنتم كمغد السدر ينظر نحوه     ولا يجتنى إلا بفأس ومحجن

م ق د
المقدي، مخففة الدال: شراب يتخذ من العسل، كانت الخلفاء من بني أمية تشربه، وهو غير مسكر، وروى الأزهري بسنده عن منذر الثوري قال: رأيت محمد بن علي يشرب الطلاء المقدي الأصفر، كان يرزقه إياه عبد الملك، وكان في ضيافته يرزقه الطلاء وأرطالا من لحم وهو غير منسوب إلى المقد اسم قرية بالشام، ووهم الجوهري، لأن القرية بالتشديد، قال شمر: سمعت أبا عبيد يروي عن أبي عمرو: المقدي: ضرب من الشراب، بتخفيف الدال، قال: والصحيح عندي أن الدال مشددة، قال: وسمعت رجاء بن سلمة يقول: المقدي، بتشديد الدال : الطلاء المنصف، مشبه بما قد بنصفين قال. ويصدقه قول عمر بن معد يكرب:

وهم تركوا ابن كبشة مسلحبا    وهم شغلوه عن شرب المقد قال ابن سيده: أنشد بغير ياء قال: وقد يجوز أن يكون أراد المقدي، فحذف الياء قال ابن بري: وجعل الجوهري المقدي، مخففا، وهو المشهور عند أهل اللغة، وقد حكاه أبو عبيد وغيره مشدد الدال، رواه ابن الأنباري، واستشهد على صحته ببيت عمرو بن معد يكرب، حكى ذلك عن أبيه عن أحمد بن عبيد، وأن المقدي منسوب إلى مقد، وهي قرية بدمشق في الجبل المشرف على الغور، فهؤلاء جملة من ذهب إلى التشديد، وقال أبو الطيب اللغوي: هو بتخفيف الدال لا غير، منسوب إلى مقد، قال: وإنما شدده عمرو بن معد يكرب للضرورة، قال: وكذا يقتضي أن يكون عنده قول عدي بن الرقاع في تشديد الدال أنه عدي بن الرقاع في تشديد الدال أنه للضرورة، وهو:

صفحة : 2279

فظـلت كـأنـي شـارب لـعــبت بـه     عقـار ثـوت فـي سجـنـهـا حججا تـسـعــا

مقدية صهباء باكرت شربهاإذا ما أرادوا أن يروحوا بها صرعى قال: والذي يشهد بصحة قول أبي الطيب قول أبي الأحوس

كأن مـدامة مـمــا      حوى الحانوت من مقد
يصفق صفوها بالمس     ك والكافور والشهـد

وكذلك قول العرجي:

كان عقارا قرقفـا مـقـدية     أبي بيعهاخب من التجر خادع وأنشد الليث:

مقديا أحله الـلـه لـلـنـا     س شرابا وما تحل الشمول وقال آخر:

علل القوم قـلـيلا      يا ابن بنت الفارسيه
إنهم قد عاقروا اليو     م شرابا مـقـديه

وقد تقدم البحث فيه في ق د د فراجعه. والمقدية بالتخفيف: ثياب م معروفة، قال ابن دريد: ضرب من الثياب، ولا أدري إلى ما ينسب، ويقال ثوب مقدي. المقدية: بالشام من عمل الأردن، وإليها نسب الشراب، ويقال إنها مقد، وقد جاء ذكرها في الأشعار.

م ك د
مكد بالمكان مكدا ومكودا: أقام به، وثكم يثكم مثله، وركد ركودا ومكت مكوتا. عن الليث: مكدت الناقة إذا نقص لبنها من طول العهد وأنشد:

قد حارد الخور وما تحارد    حتى الجلاد درهن ما كد من ذلك المكود: الناقة الدائمة الغزر، الناقة القليلة اللبن، ضد، أو هذه من أغاليط الليث، قال أبو منصور: وإنما اعتبر الليث قول الشاعر:

حتى الجلاد درهن ماكد فظن أنه بمعنى الناقص، وهو غلط، والمعنى: حتى الجلاد اللواتي درهن ماكد، أي دائم قد حاردن أيضا، والجلاد: أدسم الإبل لبنا، فليست في الغزارة كالخور، ولكنها دائمة الدر، واحدتها جلدة. والخور في ألبانهن رقة مع الكثرة. وقول الساجع: ما درها بماكد. أي ما لبنها بدائم ومثل هذا التفسير المحال الذي فسره الليث في مكدت الناقة مما يجب على ذوي المعرفة تنبيه طلبة هذا الباب من علم اللغة عليه لئلا يتعثر فيه من لا يحفظ اللغة تقليدا لليث، قال: الصحيح أن يقال المكداء والماكدة والمكود، هي الدائمة الغزر الكثيرته، والجمع مكد، وإبل مكائد، وأنشد:

إن سرك الغزر المكود الدائم    فاعمد براعيس أبوها الراهم وناقة برعيس، إذا كانت غزيرة. والماكد: الماء الدائم الذي لا ينقطع، قال:

وماكد تمأده مـن بـحـره     يضفو ويبدي تارة عن قعره

صفحة : 2280

تمأده: تأخذه في ذلك الوقت، وقد تقدم. ومكادة كجبانة: د بالأندلس من نواحي طليطلة، وهي الآن للفرنج، منه سعيد بن يمن بن محمد المرادي، يكنى أبا عثمان، وأخوه محمد بن يمن، دخل المشرق، رويا، كذا في معجم ياقوت. والمكد، بالكسر: المشط. المكد، بالضم، جمع مكود كصبور، نوق مكد ومكائد، وهي الغزر اللبن، كذا في الروض، وقال ابن السراج، لأنه من مكد بالمكان، إذا أقام، قال شيخنا: وفي التعليل نوع من المجاز، فإن في دلالة الإقامة على الكثرة ما لا يخفى، ولو جعله من الماء الماكد الذي هو الدائم لا ينقطع كان أظهر في الدلالة. والأماكيد: بقايا الديات، نقله الصاغاني، كأنه جمع أمكود، بالضم. ومما يستدرك عليه: بئر ماكدة ومكود: دائمة لا تنقطع مادتها. وركية ماكدة، إذا ثبت ماؤها لا ينقص، على قرن واحد لا يتغير، والقرن قرن القامة. ودر ماكد: لا ينقطع، على التشبيه بذلك، ومنه قول أبي صرد لعيينة بن حصن وقد وقع في سهمته عجوز من سبي هوازن: خذها إليك فوالله ما فوها ببارد ولا ثديها بناهد، ولا درها بماكد، ولا بطنها بوالد، ولا شعرها بوارد، ولا الطالب لها بواحد. واستدرك شيخنا: بني مكود، كصبور: قبيلة من البربر، منهم الشيخ عبد الرحمن المكودي شارح الألفية وصاحب البسط والتعريف والمقصورة وغيرها من المصنفات، وشهرته كافية، وقبره يزار بفاس في جهة الحارة المشهورة بالحفارين، رحمه الله تعالى ونفع به، آمين.
م ل د
ملده: مده. وتمليد الأديم تمرينه. والملد والملدان، محركتين: الشباب والنعمة بفتح النون، والاهتزاز، أي اهتزاز الغصن، وقد ملد الغصن ملدا: اهتز. والملد، بفتح فسكون، والأملود، بالضم والإمليد بالكسر والأملدان كأقحوان والأملداني، بياء النسبة والأملد كأحمر والأملد كقنفذ: الناعم اللين منا ومن الغصون وأنشد:

بعد التصابي والشباب الأملد وجمع الملد أملاد وجمع الأملود والإمليد أماليد، وقال شبانة الأعرابي: غلام أملود وأفلود، إذا كان تماما محتلما شطبا، وقال غيره: الملدان: اهتزاز الغصن ونعمته، وغصن أملود وإمليد: ناعم، وقد ملده الري تمليدا، وقال شيخنا نقلا عن أئمة الاشتقاق: إن الأملود أصل في الأغصان مجاز في بني آدم، ورجحه بعض. قلت: وقد صرح الزمخشري بذلك في الأساس فقال: ومن المجاز شاب أملود وشبان أماليد، والمرأة أملود وأملودانية وملدانية بحذف الألف وفتح الميم، وفي اللسان أملدانية وأملودة، كأحدوثة، وملداء كحمراء ناعمة مستوية القامة، وشاب أملد وجارية ملداء بينا الملد، قال ابن جني: همزة أملود وإمليد ملحقة ببناء عسلوج وقطمير، بدليل ما أنضاف إليها من زيادة الواو والياء معها. والملد بفتح فسكون: الغول بالضم، السعلاة، أو ساحرة الجن، كما سيأتي وملود، كصبور، أو هو بالذال المعجمة: ة، بأوزجند بتركستان مما وراء النهر. قال أبو الهيثم: الإمليد بالكسر من الصحارى: الإمليس، واحد، وهو الذي لا شيء فيه، وبه فسر قول أبي زبيد:

فإذا ما اللبون شقت رماد الن      ار قفرا بالسملق الإمـلـيد ومما يستدرك عليه: رجل أملد: لا يلتحي، أورده الزمخشري. وفي معجم ياقوت ملوندة: حصن بسرقسطة بالأندلس.

م م د

صفحة : 2281

إمدان، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو بكسر الهمزة والميم المشدة كإفعلان: ع، قال شيخنا: هذا هو الموضع الثالث الذي ذكره في المصنف، وقد مر البحث فيه في أ م د، و، م د د، فراجعه.

م م د
م ن د
مند، بالضم أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: ة من صنعاء اليمن في مخلاف صداء، كذا في معجم ياقوت. ومندد، بضم الأول وفتح الثالث ذكره تميم بن أبي بن مقبل فقال:

عفا الدار من دهماء بعد إقامة عجاج بخلفي مندد متناوح كذا في التهذيب. وخويزمنداد مر ذكره في فصل الخاء المعجمة، ومر الكلام عليه. وميمند، بفتح الميمين، والمشهور ضم الثانية، وضبطه ياقوت بكسر الأولى وفتح الثانية: قرب فيروزاباد، قال ياقوت: رستاق بفارس، وأخرى بغزنة، بين باميان والغور، منها الكاتب الماهر المدبر أبو الحسن علي بن أحمد الميمندي وزير السلطان الغازي محمود بن سبكتكين، أنار الله برهانه، وأخباره في التاريخ اليميني، قال أبو بكر بن العميد يهجوه:

ياعلي بـن أحمـد لا أشـتـياقا           وأنـا الـمرء لا أحب الـنـفـاقـا
لم أزل أكره الفراق إلى أن                   نلته منك فارتضيت الفراقا
حسبنا بالخلاص منك نجاحا                وكفى بـالنجاة منـك خـلاقـا

ومما يستدرك عليه: منيد، كأمير: موضع بفارس عن العمراني، قال ياقوت: هو تصحيف ميبد.

م ه د
المهد: الموضع يهيأ للصبي ويوطأ لينام فيه، وفي التنزيل من كان في المهد صبيا المهد: الأرض، كالمهاد، بالكسر، قال الأزهري: المهاد أجمع من المهد، كالأرض جعلها الله تعالى مهادا للعباد، أي جمع المهد مهود، ونقل شيخنا عن بعض أهل التحقيق أن المهد المهاد مصدران بمعنى، أو المهد الفعل والمهاد الاسم، أو المهد مفرد والمهاد جمع كفرخ وأفراخ. قال السمين أثناء طه. المهد، بالضم: النشز من الأرض، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

إن أباك مطلق من جهـد     إن أنت كثرت قتور المهد المهد: ما انخفض منها، أي من الأرض، في سهولة واستواء، كالمهدة، بالضم أيضا، وهذه عن ابن شميل، ج مهدة وأمهاد، الأول كعنبة، وهذه الجموع وأمهاد، الأول كعنبة، وهذه الجموع فيها محل تأمل وإيهام، وقد أشار لذلك شيخنا. قلت: الجمع الثاني لا إيهام فيه، فإنه جمع مهد بالضم، كقفل وأقفال. ومهده أي الفراش كمنعه: بسطه ووطأه، كمهده تمهيدا، وأصل المهد التوثير، يقال: مهدت لنفسي ومهدت، أي جعلت لي مكانا وطيئا سهلا. مهد لنفسه يمهد مهدا: كسب وعمل، كامتهد، يقال: مهد لنفسه خيرا وامتهده: هيأه وتوطأه، ومنه قوله تعالى فلأنفسهم يمهدون أي يوطئون، قال أبو النجم:

وامتهد الغارب فعل الدمل

صفحة : 2282

والمهيد، كأمير: الزبد الخالص، وقيل: هي أزكاه عند الإذابة وأقله لبنا. والمهاد، ككتاب، الفراش وزنا ومعنى، وقد يخص به الطفل، وقد يطلق على الأرض، ويقال للفراش: مهاد، لوثارته، وقال الله تعالى لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش أمهدة ومهد، بضم فسكون وبضمتين، قوله تعالى ألم نجعل الأرض مهادا أي بساطا ممكنا سهلا للسلوك في طرقها، وقوله تعالى ولبئس المهاد قيل في معناه: أي بئس ما مهد لنفسه في معاده. قال شيخنا: لم يلتفت للفظ الآية ومأواهم جهنم وبئس المهاد فلو قال: بئس ما مهدوا لأنفسهم لكان أولى، قاله عبد الباسط، ثم قال: قلت: وقد يقال: لم يقصد المصنف إلى هذه، بل لعله قصد آية البقرة فحسبه جهنم ولبئس المهاد . قلت: والجواب كذلك، وقد اشتبه على البلقيني ويدل على ذلك أن سائر النسخ الموجودة فيها لبئس باللام. ومهدد، كجعفر من أسمائهن، قال ابن سيده: وإنما قضيت على ميم مهدد أنها أصل لأنها لو كانت زائدة لم تكن الكلمة مفكوكة، كانت مدغمة، كمسد ومرد، وهو فعلل، قال سيبويه: الميم من نفس الكلمة، ولو كانت زائدة لأدغم الحرف مثل مفر ومرد، فثبت أن الدال ملحقة، والملحق لا يدغم. والأمهود، بالضم: القرموص للصيد وللخبز، وهو الحفرة الواسعة الجوف الضيقة الرأس، يستدفىء فيها الصرد، كما سيأتي للمصنف ولكن لم يذكر القرموس بالضم، فتأمل. من المجاز: وقد مهد الأمر: تسويته وإصلاحه، تمهيد الأمر: وطأه وسواه، قال الراغب: ويتجوز به عن بسطة المال والجاه، منه أيضا تمهيد العذر: بسطه وقبوله، وقد مهد له العذر تمهيدا: قبله. منه أيضا ماء ممهد، كمعظم: لا حار ولا بارد، بل فاتر كما في الأساس والتكملة. وتمهد الرجل: تمكن. وامتهد السنام: انبسط في ارتفاع ومما يستدرك عليه: سهد مهد: حسن. إتباع. وعن أبي زيد: يقال: ما امتهد فلان عندي يدا، إذا لم يولك نعمة ولا معروفا، وهو مجاز، وروى ابن هانىء عنه: يقال: ما امتهد فلان عندي مهد ذلك، يقولها الرجل حين يطلب إليه المعروف بلا يد سلفت منه إليه، ويقولها أيضا للمسيء إليه حين يطلب معروفه، أو يطلب له إليه وتمهدت فراشا، واستمهدته. ومن المجاز: مهد له منزلة سنية. وتمهدت له عندي حال لطيفة. كما في الأساس.

م ي د

صفحة : 2283

ماد الشيء يميد ميدا وميدانا محركة: تحرك بشدة، ومنه قوله تعالى أن تميد بكم أي تضطرب بكم وتدور بكم وتحرككم حركة شديدة، كذا في البصائر. ماد الشيء يميد ميدا: مال وزاغ وزكا، وفي الحديث لما خلق الله الأرض جعلت تميد فأرساها بالجبال. وفي حديث ابن عباس فدحا الله الأرض من تحتها فمادت. وفي حديث علي فسكنت من الميدان برسوب الجبال. ماد السراب ميدا: اضطرب. ماد الرجل يميد، إذا انثنى وتبختر. ما دهم يميدهم، إذا زارهم، قيل: وبه سميت المائدة، لأنه يزار عليها. ماد قومه غارهم، ومادهم يميدهم، لغة في مارهم من الميرة، والممتاد، مفتعل منه، وهو مجاز، قيل: ومنه سميت المائدة. من المجاز: ماد الرجل يميد فهو مائد: أصابه غثيان وحيرة ودوار من سكر أو ركوب بحر، من قوم ميدى، كرائب وروبى، وفي البصائر: ميدى كحيرى. وماد الرجل: تحير. وروى أبو الهيثم، المائد: الذي يركب البحر فتغثي نفسه من نتن ماء البحر حتى يدار به ويكاد يغشى عليه، فيقال: ماد به البحر يميد به ميدا، وقال الفراء: سمعت العرب تقول: الميدى: الذين أصابهم الميد من الدوار، وفي حديث أم حرام المائد في البحر له أجر شهيد، هو الذي يدار برأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأمواج. مادت الحنظلة تميد: أصابها ندى أو بلل فتغيرت، وكذلك التمر. والمائدة: الطعام نفسه، من ماد إذا أفضل، كما في اللسان، وهذا القول جزم به الأخفش وأبو حاتم، أي وإن لم يكن معه خوان، كما في التقريب واللسان، وصرح به ابن سيده في المحكم، ونقله في فتح الباري، قال شيخنا: والآية صريحة فيه، قاله أرباب التفسير والغريب، قيل: المائدة: الخوان عليه الطعام، قال الفارسي: لا تسمى مائدة حتى يكون عليها طعام، وإلا فهي خوان. قلت: وقد صرح به فقهاء اللغة، وجزم به الثعالبي وابن فارس، واقتصر عليه الحريري في درة الغواص، وزعم أن غيره من أوهام الخواص، وذكر شيخنا في شرحها أنه يجوز إطلاق المائدة على الخوان مجردا عن الطعام، باعتبار أنه وضع أو سيوضع. وقال ابن ظفر: ثبت لها اسم المائدة بعد إزالة الطعام عنها، كما قيل لقحة بعد الولادة، قال أبو عبيد: وفي التنزيل ربنا أنزل علينا مائدة من السماء ، المائدة في المعنى مفعولة ولفظها فاعلة، وهي مثل عيشة راضية وقيل: من ماد إذا أعطى، يقال، ماد زيد عمرا، إذا أعطاه، وقال أبو إسحاق، الأصل عندي في مائدة أنها فاعلة من ماد يميد إذا تحرك، فكأنها تميد بما عليها، أي تتحرك، وقال أبو عبيدة: سميت مائدة لأنها ميد بها صاحبها، أي أعطيها وتفضل عليه بها، وفي العناية: كأنها تعطي من حولها مما حضر عليها، وفي المصباح: لأن المالك مادها للناس، أي أعطاهم إياها، ومثله في كتاب الأبنية لابن القطاع، كالميدة، فيهما، أي في الطعام والخوان، قاله الجرمي وأنشد:

وميدة كـثـيرة الألـوان     تصنع للإخوان والجيران

صفحة : 2284

المائدة: الدائرة من الأرض، على التشبيه بالخوان. وفعله ميدى ذلك، أي من أجله. والذي في اللسان ميد ذلك، قال: ولم يسمع: من ميدى ذلك، وميد بمعنى غير أيضا، وقيل هي بمعنى على كما تقدم في بيد قال ابن سيده: وعسى أن يكون ميمه بدلا من باء بيد، لأنها أشهر. وميداء الشيء، بالكسر والمد: مبلغه وقياسه. ومن الطريق: جانباه وبعده وسننه، يقال: لم أدر ما ميداء ذلك، أي لم أدر ما مبلغه وقياسه، وكذلك ميتاؤه، أي لم أدر ما قدر جانبيه وبعده، وأنشد:

إذا اضطم ميداء الطريق عليهمامضت قدما موج الجبال زهوق ويروى ميتاء الطريق. والزهوق: المتقدمة من النوق، قال ابن سيده: وإنما حملنا ميداء وقضينا بأنها ياء على ظاهر اللفظ مع عدم م و د. ويقال: بنوا بيوتهم على ميداء واحد، أي على طريقة واحدة، وقال الصاغاني: إن كان سمع: ميداء الطريق، على طريق الاعتقاب لمئتائه فهو ممهوز مفعال من أداه كذا إلى كذا، وموضعه أبواب المعتل كموضع المئتاء، وإن كان بناء مستقلا فهو فعلال، وهذا موضعه. يقال: هذا ميداؤه، وبميدائه، وبميداه، أي بحذائه، ويروى بميدى داره. مفتوح الميم مقصور، أي بحذائها، عن يعقوب. وميادة، مشددة، اسم أمة سوداء، وهي أم الرماح، ككتان بن أبرد بن ثوبان، وفي بعض النسخ الثربان الشاعر، نسب إليها، فيقال له: ابن ميادة، وزعموا أنه كان يضرب خصري أمه ويقول:

اعرنزمي مياد للقوافي

صفحة : 2285

والميدان، بالفتح ويكسر، وهذه عن ابن عباد، أي معروف، الميادين، قال ابن القطاع في كتاب الأبنية: اختلف في وزنه، فقيل فعلان، من ماد يميد إذا تلوى واضطرب، ومعناه أن الخيل تجول فيه وتتثنى متعطفة وتضطرب في جولانها، وقيل وزنه فلعان من المدى وهو الغاية، لأن الخيل تنتهي فيه إلى غاياتها من الجري والجولان وأصله مديان فقدمت اللام إلى موضع العين فصار ميدانا، كما قيل في جمع باز بيزان، والأصل بزيان، ووزن باز فلع وبيزان فلعان، وقيل وزنه فيعال من مدن يمدن إذا أقام، فتكون الياء والألف فيه زائدتين، ومعناه أن الخيل لزمت الجولان فيه والتعطف دون غيره. الميدان: محلة بنيسابور وتعرف بميدان زياد، منها أبو الفضل محمد بن أحمد الميداني، هكذا في النسخ، والذي قاله ابن الأثير: أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد ابن إبراهيم النيسابوري، أديب فاضل، صنف في اللغة، وسمع الحديث، ومات سنة 518، والظاهر أن في عبارة المصنف سقطا والصواب كما في التبصير للحافظ وغيره: منها أبو الفضل أحمد بن محمد الميداني شيخ العربية بنيسابور ومؤلف كتاب مجمع الأمثال وغيره، مات سنة 518 وابنه أبو سعيد سعد بن أحمد الأديب، له تصانيف، كتب عنه ابن عساكر. وأبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل النيسابوري، سمع محمد بن يحيى الذهلي، وهكذا ذكره ياقوت في المعجم، فكأن أصل العبارة: منها أبو الفضل أحمد بن محمد، وأبو علي محمد بن أحمد، فتأمل، قال ياقوت: ومنها أيضا الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن حمدان الميداني، انتقل من نيسابور فأقام بهمذان واستوطنها وتزوج من أهلها، وكان يعد من الحفاظ العارفين بعلم الحديث والورع، قال شيرويه: لم تر عيناي مثله وقال غيره: لم ير مثل نفسه، توفي ببغداد سنة 471. قلت: ومنها أيضا محمد بن طلحة بن منصور الميداني، عن إبراهيم بن الحارث البغدادي، وعنه الحاكم. الميدان، أيضا: محلة بأصفهان. منها أبو الفضل هكذا في النسخ، والصواب كما في معجم ياقوت: أبو الفتح المطهر بن أحمد المفيد، ورد ذلك عليه أبو موسى وقال: لا أعلم أحدا نسبه بهذا النسب. قال أبو موسى: وميدان أسفريس محلة بأصفهان، منها محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المديني الميداني، حدثني عنه والدي وغيره، وجعله أبو موسى ثالثا. قلت: ونسبه ابن الأثير إلى محلة نيسابور وقال: ومنها أبو الفتح المطهر بن أحمد بن جعفر المفيد عن أبي نعيم الحافظ وغيره. الميدان أيضا محلة ببغداد من ناحية باب الأزج، ويعرف بشارع الميدان. منها عبد الرحمن بن جامع بن غنيمة الميداني، وكان يكتب اسمه غنيمة، سمع أبا طالب يوسف وأبا القاسم بن الحصين وغيرهما، وتوفي سنة 582. وصدقة بن أبي الحسين الميداني، سمع أبا الوقت عبد الأول، وتوفي سنة 608. وجماعة آخرون، مثل أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الميداني عن القنبي ويحيى بن يحيى، وعنه أبو عصية اليشكري وأبو الحسن البزار، وذكره الأمير الميدان أيضا محلة عظيمة بخوارزم خربت. وميدان: مدينة في أقصى بلاد ما وراء النهر قرب إسبيجاب. وشارع الميدان: محلة كبيرة ببغداد، خربت، وقال ياقوت: هي هذه التي شرقي بغداد ناحية باب الأزج. الميدان: شاعر فقعسي، في بني أسد بن خزيمة. والممتاد، مفتعل، من مادهم يميدهم، إذا أعطاهم، وهو المستعطي. يقال: امتاده فماده، الممتاد أيضا: المستعطى، وهو المسؤول المطلوب منه العطاء

صفحة : 2286

المتفضل على الناس، قال رؤبة:تفضل على الناس، قال رؤبة:

تهدي رؤوس المترفين الأنداد   إلى أمير المؤمنين الممتـاد هكذا أنشده الأخفش، قاله الجوهري قال الصاغاني والرواية:

نهدي رؤوس المترفين الصداد   من كل قوم قبل خرج النقاد

إلى أمير المؤمنين الممتـاد وقول الجوهري مائد في شعر أبي ذؤيب:

يمانية أحيا لـهـا مـظ مـائد    وآل قراس صوب أرمية كحل اسم جبل، غلط صريح، كما نبه عليه ابن بري ونقله الصاغاني في التكملة. والصواب مظ مأبد، بالباء الموحدة كمنزل، في اللغة وفي البيت المذكور، ولا يخفى أن مثل هذا لا يعد غلطا، وإنما هو تصحيف، وهكذا قاله الصاغاني في التكملة أيضا، وقد تقدم الكلام عليه في م ب د.

ومما يستدرك عليه: مدته وأمدته: أعطيته. وامتاده: طلب أن يميده. وماد. إذا تجر. وماد: أفضل. ومادني فلان يميدني، إذا أحسن إلى. وفي حديث علي رضي الله عنه يذم الدنيا فهي الحيود الميود. فعول من ماد إذا مال. وماد ميدا: تمايل، ومادت الأغصان: تمايلت. وغصن مائد ومياد: مائل، وغصون ميد. قال الأزهري: ومن المقلوب: الموائد المآود: الدواهي، وقال ابن أحمر: وصادفت نعيما وميدانا من العيش أخضرا قالوا: يعني ناعما، هكذا أنشده الجوهري، قال الصاغاني: وهو غلط وتحريف، والرواية أغيدا والقافية دالية وقبله:

أأن خضمت ريق الشباب وصادفت وميد لغة في بيد بمعنى غير، وقيل: معناهما على أن، وفي الحديث أنا أفضح العرب ميد أني من قريش ونشأت في بني سعد بن بكر وفسره بعضهم، من أجل أني، وفي الحديث نحن الآخرون السابقون ميد أنا أوتينا الكتاب من بعدهم. ومن المجاز: مادت المرأة، وماست وتميدت، وتميست. ومادت به الأرض: دارت. ورجل مائد: يدار به. والمطعون يميد في الرمح، كما في الأساس. واستدرك شيخنا: ميدان الخلفاء، وهو في المضاف والمنسوب للثعالبي، وهو عند أهل الأخبار من عشرين إلى أربع وعشرين سنة، كأنه كناية عن اسم مدة الخلافة. قلت: وميدان الغلة: محلة بمصر. والميدانان: محلتان ببخارا. والميدان بدمشق اثنان.