الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل الرابع والعشرون: فصل النون مع الدال المهملة

فصل النون مع الدال المهملة

ن أ د
النآد، كسحاب، والنآدى، كحبالى، عن كراع، والنؤود، كصبور، اسم الداهية، قال الكميت:

فإياكـم وداهـية نـآدى     أظلتكم بعارضها المخيل نعت به الداهية، وقد يكون بدلا، وأنشد:

أتـانـي أن داهـية نـآدا   أتاك بها على شحط ميون قال أبو منصور: ورواها غير الليث: أن داهية نآدى. على، فعالي كما رواه أبو عبيد والنأد، بالفتح، قال شيخنا: ذكر الفتح مستدرك النز وقيل لثغة قاله ابن دريد: النأد: الحسد، نأده، كمنعه: حسده. ونأدت الأرض: نزت. ونأدت الداهية فلانا: دهته، وفي الأساس: فدحته وبلغت منه. وفي حديث عمر والمرأة العجوز أجاءتني النآئد، إلى استيشاء الأباعد النآئد: الدواهي، جمع نآدى، تريد أنها اضطرتها الدواهي إلى مسألة الأباعد: ومما يستدرك عليه:

ن ب د
نبد الشيء، كفرح: سكن، عن الزمخشري، وبه روى حديث عمر الآتي: والنبادية: جرة الخمر والخل، عامية.

ن ث د

صفحة : 2287

نثد الشيء، كفرح، نثودا، كنثط نثوطا، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: أي سكن وركد ونثدته ونثطته: سكنته، هكذا في الأفعال لابن القطاع، وكلامه يقتضي أن يكون من حد نصر، وفي النهاية وفي حديث عمر وحضر طعامه فجاءته جارية بسويق فناولته إياه. قال رجل: فجعلت إذا أنا حركته ثار له قشار وإذا تركته نثد القشار القشار: القشر، قال الزمخشري: أي سكن وركد، ويروى بالباء الموحدة، وقال الخطابي: لا أدري ما هو، وأراه رثد، بالراء، أي اجتمع في قعر القدح، ويجوز أن يكون نثط فأبدل الطاء دالا للمخرج. نثدت الكمأة: نبتت.عن الصاغاني. ومما يستدرك عليه: نثد الشيء بيده: غمزه، عن ابن القطاع.

ن ج د
النجد: ما أشرف من الأرض وارتفع واستوى وصلب وغلظ، أنجد جمع قلة كفلس وأفلس وأنجاد قال شيخنا: وقد أسلفنا، غير مرة أن فعلا بالفتح لا يجمع على أفعال إلا في ثلاثة أفعال مرت ليس هذا منها، ونجاد بالكسر، ونجود ونجد بضمهما، الأخيرة عن ابن الأعرابي وأنشد:

لما رأيت فجاج البيد قد وضحت    ولاح من نجد عادية حـصـر ولا يكون النجاد إلا قفا أو صلابة من الأرض في ارتفاع مثل الجبل معترضا بين يديك يرد طرفك عما وراءه، ويقال: اعل هاتيك النجاد وها ذاك النجاد، يوحد وأنشد:
رمين بالطرف النجاد الأبعدا قال: وليس بالشديد الارتفاع، وجمع النجود، بالضم أنجدة أي أنه جمع الجمع، وهكذا قول الجوهري، وقال ابن بري: وهو وهم، وصوابه أن يقول: جمع نجاد، لأن فعالا يجمع على أفعلة، نحو حمار وأحمرة، قال: ولا يجمع فعول على أفعلة، وقال: هو من الجموع الشاذة ومثله ندى وأندية ورحا وأرحية، وقياسهما نداء ورحاء، وكذلك أنجدة قياسها نجاد. النجد: الطريق الواضح البين المرتفع من الأرض. النجد: ما خالف الغور، أي تهامة. ونجد من بلاد ما كان فوق العالية والعالية ما كان فوق نجد إلى أرض تهامة إلى ما وراء مكة فما دون ذلك إلى أرض العراق فهو نجد، وتضم جيمه قال أبو ذؤيب:

في عانة بجنوب السي مشربها     غور ومصدرها عن مائها نجد قال الأخفش: نجد، لغة هذيل خاصة، يريد نجدا، ويروى النجد، جمع نجدا على نجد بضمتين، جعل كل جزء منه نجدا، قال: هذا إذا عنى نجدا العلمي وإن عنى نجدا من الأنجاد فغور نجد أيضا، وهو مذكر. أنشد ثعلب:

ذراني من نجد فإن سنينه    لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا

صفحة : 2288

وقيل: حد نجد هو اسم للأرض الأريضة التي أعلاه تهامة واليمن، وأسفله العراق والشام، والغور هو تهامة، وما ارتفع عن تهامة إلى أرض العراق فهو نجد وتشرب بتهامة وأوله أي النجد من جهة الحجاز ذات عرق. وروى الأزهري بسنده عن الأصمعي قال: سمعت الأعراب يقولون: إذا خلفت عجلزا مصعدا وعجلز فوق القريتين فقد أنجدت. فإذا أنجدت عن ثنايا ذات عرق فقد أتهمت، فإذا عرضت لك الحرار بنجد قيل: ذلك الحجاز. وروي عن ابن السكيت قال: ما ارتفع من بطن الرمة والرمة واد معلوم فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق، قال: وسمعت الباهلي يقول: كل ما وراء الخندق الذي خندقه كسرى على سواد العراق فهو نجد إلى أن تميل إلى الحرة، فإذا ملت إليها فأنت بالحجاز. شمر: إذا جاوزت عذيبا إلى أن تجاوز فيد وما يليها وعن ابن الأعرابي نجد ما بين العذيب إلى ذات عرق، وإلى اليمامة وإلى اليمن، وإلى جبلي طيء، ومن المربد إلى وجرة، وذات عرق أول تهامة إلى البحر وجدة. والمدينة لا تهامية ولا نجدية. وإنها حجاز فوق الغور ودون نجد، وإنها جلس لارتفاعها عن الغور. وقال الباهلي: كل ما وراء الخندق على سواد العراق فهو نجد والغور: كل ما انحدر سيله مغربيا، وما أسفل منها مشرقيا فهو نجد، وتهامة: ما بين ذات عرق إلى مرحلتين من وراء مكة، وما وراء ذلك من المغرب فهو غور، وما وراء ذلك من مهب الجنوب فهو السراة إلى تخوم اليمن. وفي المثل أنجد من رأى حضنا وذلك إذا علا من الغور، وحضن اسم جبل. النجد ما ينجد، أي يزين به البيت، وفي اللسان ما ينضد به البيت من بسط وفرش ووسائد، نجود، بالضم، ونجاد، بالكسر، الأول عن أبي عبيد، وقال أبو الهيثم: النجاد: الذي ينجد البيوت والفرش والبسط. وفي الصحاح: النجود: هي الثياب التي ينجد بها البيوت فتلبس حيطانها وتبسط، قال ونجدت البيت، بسطته بثياب موشية، وفي الأساس والمحكم: بيت منجد، إذا كان مزينا بالثياب والفرش ونجوده: ستوره التي تعلو على حيطانه يزين بها. النجد: الدليل الماهر يقال: دليل نجد: هاد ماهر. النجد المكان لا شجر فيه، النجد: الغلبة. والنجد: شجر كالشبرم في لونه ونبته وشوكه. النجد أرض ببلاد مهرة في أقصى اليمن، وهو صقع واسع من وراء عمان، عن أبي موسى، كذا في معجم ياقوت. النجد: الشجاع الماضي فيما يعجز عنه غيره وقيل: هو الشديد البأس، وقيل: هو السريع الإجابة إلى ما دعي إليه، خيرا كان أو شرا، كالنجد، والنجد، ككتف ورجل، والنجيد، والجمع أنجاد قال ابن سيده ولا يتوهمن أنجاده جمع نجيد، كنصير وأنصار قياسا على أن فعلا وفعالا لا يكسران لقلتهما في الصفة، وإنما قياسهما الواو والنون، فلا تحسبن ذلك، لأن سيبويه قد نص على أن أنجادا جمع نجد ونجد. وقد نجد، ككرم، نجادة ونجدة، بالفتح فيهما، وجمع نجيد نجد ونجداء. والنجد: الكرب والغم، وقد نجد، كعني، نجدا فهو منجود ونجيد: كرب، والمنجود: المكروب، قال أبو زبيد يرثي ابن أخته وكان مات عطشا في طريق مكة:

صاديا يستغيث غير مغاث    ولقد كان عصرة المنجود

صفحة : 2289

يريد المغلوب المعيا، والمنجود: الهالك. وفي الأساس: وتقول: عنده نصرة المجهود وعصرة المنجود. نجد البدن عرقا إذا سال ينجد وينجد الأخيرة نادرة، إذا عرق من عمل أو كرب فهو منجود ونجيد ونجد، ككتف: عرق، فأما قوله:

إذا نضحت بالماء وازداد فورهانجا وهو مكروب من الغم ناجد فإنه أشبع الفتحة اضطرارا، كقوله:

فأنت من الغوائل حين ترمي    ومن ذم الرجال بمنتـزاح وقيل: هو على فعل كعمل فهو عامل، وفي شعر حميد بن ثور:
ونجد الماء الذي توردا أي سال العرق، وتورده: تلونه. والنجد: الثدي والبطن تحته كالغور، وبه فسر قوله تعالى وهديناه النجدين أي الثديين، وقيل: أي طريق الخير وطريق الشر، وقيل: النجدين: الطريقين الواضحين، والنجد: المرتفع من الأرض، والمعنى ألم نعرفه طريقي الخير والشر بينين كبيان الطريقين العاليين. وتقول: ذفراه تنضح النجد بالتحريك: العرق من عمل أو كرب أو غيره، قال النابغة:

يظل من خوفه الملاح معتصمابالخيزرانة بعد الأين والنجد وهو أيضا البلادة والإعياء وقد نجد، كفرح، ينجد، إذا بلد وأعيا، فهو ناجد ومنجود. ومن المجاز قولهم: هو طلاع أنجد وطلاع أنجدة وطلاع نجاد، وطلاع النجاد أي ضابط للأمور غالب لها، وفي الأساس: ركاب لصعاب الأمور. قال الجوهري يقال: طلاع أنجد: وطلاع الثنايا، إذا كان ساميا لمعالي الأمور، وأنشد بيت حميد بن أبي شحاذ الضبي، وقيل هو لخالد بن علقمة الدارمي:

فقد يقصر الفقر الفتى دون همهوقد كان لولا القل طلاع أنجد يقول: قد يقصر الفقر الفتى عن سجيته من السخاء فلا يجد ما يسخو به، ولولا فقره لسما وارتفع. وطلاع أنجدة، جمع نجاد، الذي هو جمع نجد، قال زياد بن منقذ في معنى أنجدة بمعنى أنجد يصف أصحابا له كان يصحبهم مسرورا:
كم فيهم من فتى حلو شمائلهجم الرماد إذا ما أخمد البرم

غمر الندى لا يبيت الحق يثمده إلا غدا وهو سامي الطرف مبتسم
يغدو أمامهم في كل مربأة     طلاع أنجدة فـي كـشـحة هـضـم

ومعنى يثمده يلح عليه فيبرزه، قال ابن بري: وأنجدة من الجموع الشاذة، كما تقدم. وأنجد الرجل: أتى نجدا، أو أخذ في بلاد نجد، وفي المثل أنجد من رأى حضنا وقد تقدم. وأنجد القوم من تهامة إلى نجد: ذهبوا، قال جرير: يا أم حزرة ما رأينا مثلكم في المنجدين ولا بغور الغائر أو أنجد: خرج إليه، رواها ابن سيده عن اللحياني. وأنجد الرجل: عرق، كنجد، مثل فرح. وأنجد: أعان، يقال: استنجده فأنجده: استعانه فأعانه، وكذلك استغاثه فأغاثه، وأنجده عليه، كذلك. وأنجد الشيء: ارتفع، قال ابن سيده: وعليه وجه الفارسي رواية من روى قول الأعشى:

نبي يرى مالا ترون وذكـره    أغار لعمري في البلاد وأنجدا

صفحة : 2290

فقال: أغار: ذهب في الأرض، أنجد: ارتفع. قال: ولا يكون أنجد في هذه الرواية أخذ في نجد، لأن الأخذ في نجد إنما يعادال بالأخذ في الغور، وذلك لتقابلهما، وليست أغار من الغور، لأن ذلك إنما يقال فيه غار، أي أتى الغور، قال: وإنما يكون التقابل في قول جرير:

في المنجدين ولا بغور الغائر وأنجدت السماء: أصحت، حكاها الصاغاني. وأنجد الرجل: قرب من أهله، حكاها ابن سيده عن اللحياني. وأنجد فلان الدعوة: أجابها، كذا في المحكم. والنجود، كصبور، من الإبل والأتن: الطويلة العنق، أو هي من الأتن خاصة: التي لا تحمل قال شمر: هذا منكر، والصواب ما روي في الأجناس: النجود: الطويلة من الحمر، وروى عن الأصمعي: أخذت النجود من النجد، أي هي مرتفعة عظيمة، ويقال: هي الناقة الماضية، قال أبو ذؤيب.

فرمى فأنفذ من نجود عائط قال شمر: وهذا التفسير في النجود صحيح. والذي روي في باب حمر الوحش وهم، وقيل: النجود: المتقدمة، وفي الروض: النجود من الإبل: القوية، نقله شيخنا، وقيل: هي الطويلة المشرفة، والجمع نجد. والنجود من الإبل المغزار، وقيل: هي الشديدة النفس، وقيل: النجود من الإبل: التي لا تبرك إلا على المكان المرتفع، نقله الصاغاني. والنجد: الطريق المرتفع، وقيل: النجود: التي تناجد الإبل فتغزر إذا غزرن، وقد ناجدت، إذا غزرت وكثر لبنها، والإبل حينئذ بكاء غوارز وعبر الفارسي عنها فقال: هي نحو الممانح. والنجود: المرأة العاقلة النبيلة، قال: شمر: أغرب ما جاء في النجود ما جاء في حديث الشورى وكانت امرأة نجودا يريد: ذات رأى كأنها التي تجهد رأيها في الأمور، يقال نجد نجدا، أي جهد جهدا. وزاد السهيلي في الروض: وهي المكروبة، نجد، ككتب. وأبو بكر عاصم بن أبي النجود ابن بهدلة وهي أي بهدلة اسم أمه، وقيل: إنه لقب أبيه، وقد أعاده المصنف في اللام قاريء صدوق، له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين، وهو من موالي بني أسد، مات سنة 128. والنجدة، بالفتح: القتال والشجاعة، قال شيخنا: قضيته ترادف النجدة والشجاعة، وأنهما بمعنى واحد، وهو الذي صرح به الجوهري والفيومي وغيرهما من أهل الغريب، ومشى عليه أكثر شراح الشفاء، وجزم الشهاب في شرحه بالفرق بينهما وقال: الفرق مثل الصبح ظاهر، فإن الشجاعة جراءة وإقدام يخوض به المهالك، والنجدة: ثباته على ذلك مطمئنا من غير خوف أن يقع على موت أو يقع الموت عليه حتى يقضى له بإحدى الحسنيين: الظفر أو الشهادة فيحيا سعيدا أو يموت شهيدا، فتلك مقدمة وهذه نتيجتها. ثم قال شيخنا: ويبقى النظر في تفسرها بالقتال، وها هو مرادف للشجاعة ولها، فتأمل. وفي بعض الكتب اللغوية: النجدة، بالكسر: البلاء في الحروب، ونقله الشهاب في العناية أثناء النمل، تقول منه: نجد الرجل بالضم فهو نجد ونجد ونجيد، وجمع نجدد وأنجاد مثل يقظ وأيقاظ، وجمع نجيد نجد ونجداء. والنجدة: الشدة والثقل، لا يعنى به شدة النفس، وإنما يعنى به شدة الأمر عليه، قال طرفة:

تحسب الطرف عليها نجدة

صفحة : 2291

ويقال رجل ذو نجدة، أي ذو بأس، ولاقى فلان نجدة، أي شدة. وفي حديث علي رضي الله عنه أما بنو هاشم فأنجاد أمجاد أي أشداء شجعان، وقيل أنجاد جمع الجمع، كأنه جمع نجدا على نجاد أو نجود ثم نجد ثم أنجاد. قال أبو موسى. وقال ابن الأثير: ولا حاجة إلى ذلك، لأن أفعالا في فعل وفعل مطرد نحو عضد وأعضاد وكتف وأكتاف، ومنه حديث خيفان وأما هذا الحي من همدان فأنجاد بسل وفي حديث علي محاسن الأمور التي تفاضل فيها المجداء والنجداء ،جمع مجيد، ونجيد، والمجيد: الشريف. والنجيد: الشجاع. فعيل بمعنى فاعل. والنجدة: الهول والفزع، وقد نجد. والنجيد: الأسد، لشجاعته وجراءته، فعيل بمعنى فاعل. والمنجود: الهالك والمغلوب، وأنشدوا قول أبي زبيد المتقدم. والنجاد، ككتاب: ما وقع على العاتق من حمائل السيف، وفي الصحاح: حمائل السيف، ولم يخصص، وفي حديث أم زرع زوجي طويل النجاد تريد طول قامته، فإنها إذا طالت طال نجاده، وهو من أحسن الكنايات. والنجاد ككتان: من يعالج الفرش والوسائد ويخيطهما، وعبارة الصحاح: والوساد ويخيطهما، وقال أبو الهيثم: النجاد: الذي ينجد البيوت والفرش والبسط، ومثله في شرح ابن أبي الحديد في نهج البلاغة وقال الأصمعي: الناجود: أول ما يخرج من الخمر إذا بزل عنها الدن، واحتج بقول الأخطل:

كأنما المسك نهبى بين أرحلنامما تضوع من ناجودها الجاري زقيل: الخمر الجيد، وهو مذكر. والناجود أيضا: إناؤها وهي الباطية، وقيل: كل إناء يجعل فيه الخمر من باطية أو جفنة أو غيرها، وقيل: هي الكأس بعينها، وعن أبي عبيد: الناجود: كل إناء يجعل فيه الشراب من جفنة أو غيرها، وعن الليث: الناجود: هو الراوواق نفسه، وفي حديث الشعبي وبين أيديهم ناجود خمر ، أي راووق، واحتج على الأصمعي بقول علقمة:

ظلت ترقرق في الناجود يصفقها وليد أعجم بالكتان ملثوم

صفحة : 2292

يصفقها: يحولها من إناء إلى إناء لتصفو. قلت: والقول الأخير هو الأكثر، وفي بعض النسخ: أو إناؤها، بلفظ أو الدالة على تنوع الخلاف، وعن الأصمعي: الناجود: الزعفران، والناجود الدم. والمنجدة كمكنسة: عصا خفيفة تساق وتحث بها الدابة على السير، واسم عود ينفش به الصوف ويحشى به حقيبة الرحل وبكل منهما فسر الحديث أذن النبي صلى الله عليه وسلم في قطع المسد والقائمتين والمنجدة يعني من شجر الحرم لما فيها من الرفق ولا تضر بأصول الشجر. والمنجد، كمنبر: الجبيل الصغير المشرف على الوادي، هذلية، والمنجد حلى مكلل بالفصوص، وأصله من تنجيد البيت وهو قلادة من لؤلؤ وذهب أو قرنفل في عرض شبر يأخذ من العنق إلى أسفل الثديين يقع على موضع النجاد أي نجاد السيف من الرجل وهي حمائله، مناجد، قاله أبو سعيد الضرير. وفي الحديث أنه رأى امرأة تطوف بالبيت عليها مناجد من ذهب فنهاها عن ذلك وفسره أبو عبيد بما ذكرنا. والمنجد، كمعظم: المجرب، أي الذي جرب الأمور وقاسها فعقلها، لغة في المنجذ، ونجده الدهر: عجمه وعلمه، قال أبو منصور: والذال المعجمة أعلى. ورجل منجد، بالدال والذال جميعا، أي مجرب، وقد نجده الدهر إذا جرب وعرف، وقد نجدته بعدي أمور. واستنجد الرجل: استعان واستغاث، فأنجد: أعان وأغاث. واستنجد الرجل إذا قوى بعد ضعف أو مرض. واستنجد عليه: اجترأ بعد هيبة وضرى به، كاستنجد به. ونجد مريع، كأمير، ونجد خال، ونجد عفر، بفتح فسكون، ونجد كبكب: مواضع، قال الأصمعي، هي نجود عدة، وذكر منها الثلاثة ما عدا نجد عفر، قال: ونجد كبكب: طريق بكبكب، وهو الجبل الأحمر الذي تجعله في ظهرك إذا وقفت بعرفة، قال: امرؤ القيس:

فريقان منهم قاطع بطن نخلة    وآخر منهم جازع نجد كبكب ونقل شيخنا عن التوشيح للجلال: نجد اسم عشرة مواضع. وقال ابن مقبل في نجد مريع.

أم ما تذكر من دهماء قد طلعتنجدى مريع وقد شاب المقاديم قلت: وسيأتي في المستدركات. وأنشد ابن دريد في كتاب المجتبى:

سألت فقاالوا قد أصابت ظعائني مريعا وأين النجد نجد مريع
ظعائن أما من هلال فما درى ال    مخـبـر أو من عامر بـن ربـيع

في معجم ياقوت: قال الأخطل في نجد العقاب وهو موضع بدمشق:

ويا من عن نجد العقاب وياسرتبنا العيس عن عذراء دار بني الشجب قالوا: أراد ثنية العقاب المطلة على دمشق وعذراء للقرية التي تحت العقبة. ونجد الود ببلاد هذيل في خبر أبي جندب الهذلي. ونجد برق، بفتح فسكون، واد باليمامة بين سعد ومهب الجنوب. ونجد أجأ: جبل أسود لطيىء بأجأ أحد جبلي طيىء ونجد الشرى: في شعر ساعدة ابن جؤية الهذلي:

ميممة نجد الشرى لا تريمـه    وكانت طريقا لا تزال تسيرها وقال أبو زيد: ونجد اليمن غير نجد الحجاز، غير أن جنوبي نجد الحجاز متصل بشمالي نجد اليمن، وبين النجدين وعمان برية ممتنعة، وإياه أراد عمرو بن معد يكرب بقوله:

هم قتلوا عزيزا يوم لحج    وعلقمة بن سعد يوم نجد

صفحة : 2293

ونجد الأمر ينجد نجودا وهو نجد وناجد: وضح واستبان وقال أمية:

ترى فيه أنباء القرون التي مضت     وأخبار غيب بالقيامة تـنـجـد ونجد الطريق ينجد نجودا، كذلك. وأبو نجد: عروة بن الورد، شاعر معروف. ونجدة بن عامر الحروري الحنفي من بني حنيفة خارجي من اليمامة وأصحابه النجدات، محركة، وهم قوم من الحرورية، ويقال لهم أيضا النجدية. والمناجد: المقاتل، ويقال: ناجدت فلانا إذا بارزته لقتال. وفي الأساس رجل نجد ونجد ونجيد ومناجد. والمناجد: المعين، وقد نجده وأنجده وناجده، إذا أعانه، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه في زكاة الإبل ما من صاحب إبل لا يؤدي حقها إلا بعثت له يوم القيامة أسمن ما كانت، على أكتافها أمثال النواجد شحما تدعونه أنتم الروادف ، هي طرائق الشحم, واحدتها ناجدة، سميت بذلك لارتفاعها. والتنجيد: العدو، وقد نجد، نقله الصاغاني. والتنجيد: التزيين، قال ذو الرمة:

حتى كأن رياض القف ألبسها     من وشى عبقر تجليل وتنجيد وفي حديث قس زخرف ونجشد أي زين. والتنجيد: التحنيك والتجريب في الأمور، وقد نجده الدهر إذا حنكه وجربه. والتنجد: الارتفاع في مثل الجبل، كالإنجاد. ومما يستدرك عليه: كان جبانا فاستنجد: صار نجيدا شجاعا. وغار وأنجد: سار ذكره في الأغوار والأنجاد. ونجدان، موضع في قول الشماخ:
أقول وأهلي بالجناب وأهلهـا بنجدين لا تبعد نوى أم حشرج ويقال له: نجدا مريع. وأعطاه الأرض بما نجد منها، أي بما خرج، وفي حديث عبد الملك أنه بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده، وهو جمع نجد، بالتحريك، لمتاع البيت من فرش ونمارق وستور.

وفي المحكم: النجود، أي كصبور، الذي يعالج النجود بالنفض والبسط والتنضيد. والنجدة، بالفتح السمن، وبه فسر حديث الزكاة حين ذكر الإبل: إلا من أعطى في نجدتها ورسلها قال أبو عبيد: نجدتها: أن تكثر شحومها حتى يمنع ذلك صاحبها أن ينحرها نفاسة، فذلك بمنزلة السلاح لها من ربها تمتنع به، قال: ورسلها: أن لا يكون لها سمن فيهون عليه إعطاؤها، فهو يعطيها على رسله أي مستهينا بها، وقال المرار يصف الإبل، وفسره أبو عمر:

لهم إبل لا من ديات ولـم تـكـن   مهورا ولا من مكسب غير طائل
مخيسة في كل رسـل ونـجـدة   وقد عرفت ألوانها في المعاقـل

قال: الرسل: الخصب. والنجدة: الشدة، وقال أبو سعيد في قوله في نجدتها: ما ينوب أهلها مما يشق عليهم من المغارم والديات، فهذه نجدة على صاحبها، والرسل: ما دون ذلك من النجدة، وهو أن يعقر هذا ويمنح هذا وما أشبهه دون النجدة وأنشد لطرفة يصف جارية: تحسب الطرف عليها نجدة يا لقومي للشباب المسبكر يقول: شق عليها النظر لنعمتها فهي ساجية الطرف، وقال صخر الغي:

لو أن قومي من قريم رجلا    لمنعوني نجـدة أو رسـلا أي بأمر شديد أو بأمر هين. ورجل منجاد: نصور، هذه عن اللحياني. والنجدة الثقل، ونجد الرجل ينجده نجدا: غلبه. وتنجد: حلف يمينا غليظة، قال مهلهل:

صفحة : 2294

تنجد حلفا آمنا فأمـنـتـه    وإن جديرا أن يكون ويكذبا واستدرك شيخنا: أما ونجديها ما فعلت ذلك، من جملة أيمان العرب وأقسامها، قالوا: النجد: الثدي، والبطن تحته كالغور، قاله في العناية في سورة البلد. وفي الأساس: ومن المجاز: هو محتب بنجاد الحلم. ويقال: هو ابن نجدتها، أي الجاهل بها، بخلاف قولهم: هو ابن بجدتها، ذهابا إلى ابن نجدة الحروري. وناجد ونجد ونجيد ومناجد ونجدة أسماء. والشيخ النجدي يكنى به عن الشيطان. وأبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجاد فقيه حنبلي مكثر، عن أبي داوود وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما، ونجاد جد أبي طالب عمير بن إبراهيم ابن سعد بن إبراهيم بن نجاد النجادي الزهري، فقيه شافعي بغدادي، روى عنه الخطيب، وبالتخفيف عباس بن نجاد الطرسوسي، ويونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، ومحمد بن غسان بن عاقل ابن نجاد الحمصي، ونجاد بن السائب المخزومي، يقال له صحبة، وداوود بن عبد الوهاب بن نجاد الفقيه، سمع من أصحاب أبي البطي ببغداد، وربيعة ابن ناجد، روى أبوه عن علي.

ن ح د
ناحده، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: أي عاهده فيما يقال، يقال: هم يناحدوننا، أي يتعهدوننا، وقد مر ذكر التعهد واختلاف أئمة اللغة فيه وفي التعاهد في عهد.

ن د د
ند البعير يند، من حد ضرب، ندا، بالفتح، ونديدا وندودا، بالضم، وندادا بالكسر، وهو ناد، إذا شرد ونفر وذهب على وجهه شاردا، كما في المصباح، وجمع الناد نداد، كقائم وقيام، وفي اللسان: ندت الإبل وتنادت: ذهبت شرودا فمضت على وجوهها، وقال الشاعر:

قضى على الناس أمرا لانداد لهعنهم وقد أخذ الميثاق واعتقدا والند، بالفتح: طيب أي معروف، وعلى الفتح اقتصر الجوهري والفيومي وغيرهما، ويكسر، كما في المحكم وغيره، وهو ضرب من الطيب يدخن به، وفي الصحاح أنه عود يتبخر به وقال جماعة: هو الغالية، وقال الليث: هو ضرب من الدخنة، وقال الزمخشري في ربيع الأبرار: الند: مصنوع، وهو العود المطري بالمسك والعنبر والبان، أو هو العنبر، قال أبو عمرو بن العلاء: يقال للعنبر الند، وللبقم: العندم، وللمسك: الفتيق، وفي الصحاح أنه ليس بعربي، وقال ابن دريد: لا أحسب الند عربيا صحيحا، قال شيخنا، وكلام كثير من أئمة اللغة صريح في أنه عربي، وقد جاء في كلام العرب القدماء، وأنشد للاحوص:

أم من جليدة وهنا شبت النار ودونها من ظلام الليل أستار
إذا خبت أوقدت بالند واستعرت     ولـم يكن عـطرها قـسـط وأظـفـار

وقال العرجي:
تشب متون الجمر بالند تارة وبالعنبر الهندي فالعرف ساطع

صفحة : 2295

ثم قال: قلت: ووجوده في كلام الفصحاء، لا ينافي أنه معرب، وكأن المعترضين على الجوهري فهموا من المعرب المولد، وهو الذي لا يوجد في كلام العرب لأنه استعمله المولدون بعد العرب. الند: التل المرتفع في السماء، لغة يمانية. الند الأكمة العظيمة من طين، وهذا أخص من التل. ند: حصن باليمن أظنه من عمل صنعاء، قاله ياقوت. الند بالكسر: المثل والنظير، أنداد، وظاهره ترادف الند والمثل، ونقل شيخنا عن القاضي زكريا على البيضاوي: ند الشيء: مشاركه في الجوهر، ومثله: مشاركه في أي شيء كان. فالند أخص مطلقا، وقال غيره، ند الشيء ما يسد مسده. وفي المصباح: الند: المثل، كالنديد، ولا يكون الند إلا مخالفا، وجمعه أنداد، كحمل وأحمال، والنديد ندداء. والنديدة مثل النديد، ندائد، قال لبيد:

لكيلا يكون السندري نديدتـي     وأجعل أقواما عموما عماعما وفي كتابه لأكيدر وخلع الأنداد والأصنام قال ابن الأثير: هو جمع ند، بالكسر، وهو مثل الشيء الذي يضاده في أموره ويناده، أي يخالفه، ويريد بها ما كانوا يتخذونه من دون الله آلهة، تعالى الله عن ذلك. وقال الأخفش: الند: الضد والشبه، وقوله أندادا أي أضدادا وأشباها، ويقال ند فلان ونديده ونديدته، أي مثله وشبهه، وقال أبو الهيثم: يقال للرجل إذا خالفك فأردت وجها تذهب به ونازعك في ضده: فلان ندي ونديدي، للذي يريد خلاف الوجه الذي تريد وهو مستقل من ذلك بمثل ما تستقل به. قال حسان:

أتهجوه ولست لـه بـنـد    فشر كما لخير كما الفداء أي لست له بمثل في شيء من معانيه، وهي، وفي بعض النسخ هو الأولى الصواب وهو مأخوذ من قول ابن شميل قال: يقال: فلانة ند فلانة، وختنها، وتربها. قال: ولا يقال ند فلان ولا ختن فلان فتشبهها به. وندد به تنديدا: صرح بعيوبه، يكون في النظم والنثر ندد به: أسمعه القبيح، قال أبو زيد: نددت بالرجل تنديدا، وسمعت به تسميعا، إذا أسمعته القبيح وشتمته وشهرته وسمعت به. يقال ليس له ناد، أي رزق كأنه يعني الناطق من المال، إذ تقدم ند البعير فهو ناد، وجمعه نداد. وإبل ندد، محركة كرفض، اسم للجميع، أي متفرقة، وقد أندها ونددها. يقال ذهبوا أناديد وتناديد وفي بعض النسخ بالياء التحتية بدل المثناة، إذا تفرقوا في كل وجه وكذلك طير أناديد ويناديد، قال:

كأنما أهل حجر ينظرون متى    يرونني خارجا طير ينـاديد

صفحة : 2296

والتناد: التفرق والتنافر، ومنه سمي يوم القيامة يوم التناد، لما فيه من الانزعاج إلى الحشر وفي التنزيل يوم التناد، يوم تولون مدبرين قال الأزهري: القراء على تخفيف الدال وقرأ به أي بالتشديد ابن عباس وجماعة، وفي التهذيب: وقرأ الضحاك وحده يوم التناد بالتشديد، قال أبو الهيثم: هو من ند البعير ندادا، إذا شرد، قال: والدليل على صحة قراءة من قرأ بالتشديد قوله يوم تولون مدبرين ونقل شيخنا عن العناية أثناء سورة غافر أنه يقال: ندا إذا اجتمع، ومنه النادي ويوم التناد، فجعله على الضد مما ذكره المصنف. إذا يكون المعنى على ذلك: يوم الاجتماع لا التفرق، وصوبه جماعة. انتهى. قلت: وهذا من غرائب التفسير، وقال ابن سيده: وأما قراءة من قرأ يوم التناد فيجوز أن يكون من محول هذا الباب فحول للياء لتعتدل رؤوس الآي. ويندد كجعفر: نقله الصاغاني، قيل: هي اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم. وناددته: خالفته، ومنه أخذ الند، كما قاله أبو الهيثم، وتقدم. ومما يستدرك عليه: ناقة ندود: شرود. وقال الفارسي: قال بعضهم: ندت الكلمة: شذت، وليست بقوية في الاستعمال، ألا ترى أن سيبويه يقول: شذ هذا، ولا يقول: ند: والتنديد: رفع الصوت. والمندد من الأصوات: المبالغ في النداء، قال طرفة:

لهجس خفي أو لصوت مندد ومندد بلد، قال ابن سيده: وأراه جرى في فك التضعيف مجرى محبب للعلمية، قال: ولم أجعله من باب مهدد لعدم م ن د قال ابن أحمر:

وللشيخ تبكيه رسوم كـأنـمـا   تراوحها العصرين أرواح مندد

ن ر د
النرد، أهمله الجوهري. وقال الصاغاني: هو معروف، شيء يلعب به، قال ابن دريد: فارسي، معرب، واختلف في واضعه، كما اختلف في واضع الشطرنج، فقيل: وضعه أردشير بن بابك من ملوك الفرس، ولهذا يقال له النرد شير إضافة له إلى واضعه، وقد ورد هكذا في الحديث من لعب بالنرد شير فكأنما غمس يده في لحم الخنزير ودمه، وقال ابن الأثير: النرد اسم أعجمي معرب، وشير بمعنى حلو قلت وهكذا نقله ابن منصور وسيخنا وقوله شير بمعنى حلو وهم، بل شير هو الأسد إذا كانت الكسرة ممالة، وإذا كانت خالصة فمعناه اللبن، وأما الذي معناه الحلو فإنما هو شيرين، كما هو معروف عندهم، وقد ذكر المؤرخون في سبب تسميته أرد شير وجوها، منها أن الأسد شمه وهو صغير وتركه ولم يأكله، وقيل: لشجاعته، فراجع المطولات. في التهذيب في ترجمة رند: الرند عند أهل البحرين شبه جوالق واسع الأسفل مخروط الأعلى يسف من خوص النخل ثم يخيط ويضرب تضريبا بشرط، بضمتين، جمع شريط كقضب وقضيب، أي مفتولة من الليف حتى يتمتن، فيقوم قائما ويعرى بعرا وثيقة ينقل فيه الرطب أيام الخراف، بالكسر، يحمل منه رندان على الجمل القوي، قال ورأيت هجريا يقول: النرد وكأنه مقلوب، ويقال له: القرنة أيضا. النرد: طلاء مركب يتداوى به. وعباس النردي، نسب إلى النرد، كأنه للعبه به، روى، حديثا عن خليفة المؤمنين هارون الرشيد العباسي، أنار الله حجته، هكذا ذكره الحافظ في التبصير.

ن ش د

صفحة : 2297

نشد الضالة نشدا، بفتح فسكون، ونشدة ونشدانا، بكسرهما، إذا طلبها وعرفها، هكذا في المحكم، وقال كراع في المجرد وابن القطاع في الأفعال: يقال: نشدت الضالة: طلبتها، وعرفتها، ضد، وقاله أبو عبيد في الغريب المصنف، وأنشد بيت أبي دواد:

ويصيخ أحيانا كـمـا اس    تمع المضل لصوت ناشد

صفحة : 2298

أضل، أي ضل له شيء فهو ينشده، قال ويقال في الناشد إنه المعرف، قال الأصمعي: وكان أبو عمرو ابن العلاء يتعجب من قول أبي دواد كما استمع المضل لصوت ناشد قال أحسبه قال هذا، وغيره أراد بالناشد أيضا رجلا قد ضلت دابته فهو ينشدها أي يطلبها ليتعزى بذلك، وأما ليث بن المظفر فإنه جعل الناشد المعرف في هذا البيت، قال: وهذا من عجيب كلامهم أن يكون الناشد الطالب والمعرف جميعا، وقال ابن سيده: الناشد في بيت أبي دواد: المعرف وقيل الطالب، لأن المضل يشتهي أن يجد مضلا مثله ليتعزى به، وهذا كقولهم: الثكلى تحب الثكلى. نشد فلانا: عرفه، بتخفيف الراء، معرفة، وروي عن المفضل الضبي أنه قال: زعموا أن امرأة قالت لابنتها: احفظي بيتك ممن لا تنشدين أي لا تعرفين. نشد بالله: استحلف، قال شيخنا: وقد أطلقه المصنف، وقيده الأكثر من النحاة واللغويين بأن فيه مع اليمين استعطافا. نشد فلانا نشدا: قال له: نشدتك الله، أي سألتك بالله. في التهذيب: قال الليث: نشد ينشد فلان فلانا إذا قال نشدتك بالله والرحم، وتقول: ناشدتك الله. وفي المحكم: نشدتك الله نشدة ونشدة ونشدانا: استحلفتك بالله. وأنشدك بالله إلا فعلت: أستحلفك بالله. ونشدك الله، بالفتح، أي بفتح الدال أي أنشدك بالله، وقد ناشده مناشدة ونشادا، بالكسر: حلفه، يقال: نشاتك الله وأنشدك الله وبالله، وناشدتك الله وبالله، أي سألتك، وأقسمت عليك، ونشدته نشدة ونشدانا ومناشدة، وتعديته إلى مفعولين إما لأنه بمنزلة دعوت، حيث قالوا: نشدتك الله، وبالله، كما قالوا: دعوته زيدا وبزيد، إلا أنهم ضمنوه معنى ذكرت، قال: فأما أنشدتك بالله فخطأ، وقال ابن الأثير: النشدة مصدر، وأما نشدك، فقيل إنه حذف منها التاء وأقامها مقام الفعل، وقيل هو بناء مرتجل، كقعدك الله، وعمرك الله، قال سيبويه: قولهم عمرك الله وقعدك الله، بمنزلة نشدك الله، وإن لم يتكلم بنشدك، ولكن زعم الخليل أن هذا تمثيل تمثل به، قال: ولعل الراوي قد حرف الرواية عن ننشدك الله أو أراد سيبويه والخليل قلة مجيئة في الكلام لا عدمه أو لم يبلغها مجيئه في الحديث فحذف الفعل الذي هو أنشدك الله، ووضع المصدر موضعه مضافا إلى الكاف الذي كان مفعولا أول كذا في اللسان. وفي التوشيح: نشدتك الله، ثلاثيا، وغلط من ادعى فيه أنه رباعي، أي أسألك بالله، فضمن معنى أذكرك، بحذف الباء، أي أذكرك رافعا نشدتي، أي صوتي، هذا أصله، ثم استعمل في كل مطلوب مؤكد ولو بلا رفع. ونقل شيخنا عن شرح الكافية: الباء هي أصل الحروف الخافضة للقسم، ولها على غيرها مزايا، منها استعمالها في القسم الطلبي، كقولهم في الاستعطاف: نشدتك الله أو بالله، بمعنى ذكرتك الله مستحلفا، ومثله عمرتك الله معنى واستعمالا، إلا أن عمرتك مستغن عن الباء، وأصل نشدتك الله: طلبت منك بالله، وأصل عمرتك الله سألت الله تعميرك، ثم ضمنا معنى استحلفت مخصوصين بالطلب، والمستحلف عليه بعدهما مصدر بإلا أو بما بمعناها، أو باستفهام أو أمر أو نهى، قال شيخنا: في قوله وأصل نشدتك الله طلبت، إيماء إلى أنه مأخوذ من نشد الضالة إذا طلبها، وصرح به غيره، وفي المشارق للقاضي عياض: أصل الإنشاد رفع الصوت، ومنه إنشاد

صفحة : 2299

الشعر، وناشدتك الله وناشدتك معناه سألتك بالله، وقيل: ذكرتك بالله، وقيل: هما مما تقدم، أي سألت الله برفع صوتي، ومثل هذا الآخر قول الهروي مقتصرا عليه. في المحكم أنشد الضالة: عرفها، واسترشد عنها، ضد وفي الحديث في حرم مكة لا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد. قال أبو عبيد: المنشد: المعرف، قال: والطالب هو الناشد، وحكى اللحياني في النوادر: نشدت الضالة إذا طلبتها، وأنشدتها ونشدتها، بغير ألف، إذا عرفتها، قال: ويقال: أشدت الضالة أشيدها إشادة إذا عرفتها، وقال الأصمي: كل شيء رفعت به صوتك فقد أشدت به، ضالة كانت أو غيرها، وقال كراع في المجرد، وابن القطاع في الأفعال: وأنشدتها، بالألف: عرفتها لا غير. أنشد الشعر: قرأه ورفعه وأشاد بذكره، كنشده. أنشد بهم: هجاهم. وفي الخبر أن السليطيين قالوا لغسان: هذا جرير ينشد بنا، أي يهجونا. وتناشدوا: أنشد بعضهم بعضا، وأما قول الأعشى:لشعر، وناشدتك الله وناشدتك معناه سألتك بالله، وقيل: ذكرتك بالله، وقيل: هما مما تقدم، أي سألت الله برفع صوتي، ومثل هذا الآخر قول الهروي مقتصرا عليه. في المحكم أنشد الضالة: عرفها، واسترشد عنها، ضد وفي الحديث في حرم مكة لا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد. قال أبو عبيد: المنشد: المعرف، قال: والطالب هو الناشد، وحكى اللحياني في النوادر: نشدت الضالة إذا طلبتها، وأنشدتها ونشدتها، بغير ألف، إذا عرفتها، قال: ويقال: أشدت الضالة أشيدها إشادة إذا عرفتها، وقال الأصمي: كل شيء رفعت به صوتك فقد أشدت به، ضالة كانت أو غيرها، وقال كراع في المجرد، وابن القطاع في الأفعال: وأنشدتها، بالألف: عرفتها لا غير. أنشد الشعر: قرأه ورفعه وأشاد بذكره، كنشده. أنشد بهم: هجاهم. وفي الخبر أن السليطيين قالوا لغسان: هذا جرير ينشد بنا، أي يهجونا. وتناشدوا: أنشد بعضهم بعضا، وأما قول الأعشى:

ربي كريم لا يكـدر نـعـمة    وإذا تنوشد في المهارق أنشدا قال أبو عبيدة يعني النعمان بن المنذر إذا سئل بكتب الجوائز أعطى، وتنوشد في موضع نشد، أي سئل، والنشدة، بالكسر: الصوت والنشيد: رفع الصوت، قال أبو منصور: وإنما قيل للطالب ناشد لرفع صوته بالطلب، وكذلك المعرف يرفع صوته بالتعريف يسمى منشدا، ومن هذا إنشاد الشعر إنما هو رفع الصوت، وقولهم نشدتك بالله وبالرحم معناه: طلبت إليك بالله وبحق الرحم برفع نشيدي، أي صوتي، قال وقولهم نشدت الضالة أي رفعت نشيدي، أي صوتي بطلبها. من المجاز: النشيد: الشعر المتناشد بين القوم ينشده بعضهم بعضا، كالأنشودة، بالضم، أناشيد، وجمع النشيد النشائد. واستنشد فلانا الشعر فأنشده: طلب منه إنشاده، وهو مجاز. منه أيضا تنشد الأخبار: أراغها ليعلمها من حيث لا يعلمها الناس. ومنشدق كمحسن: بين رضوى جبل جهينة والساحل، قال الراعي:

إذا ما انجلت عنه غداة ضبابة    غدا وهو في بلد خرانق منشد وجبل من حمراء المدينة على ثمانية أميال من طريق الفرع، وإياه أراد معن بن أوس المزني بقوله:

صفحة : 2300

فمندفع الغلان من جنب منشد     فنعف الغراب خطبه وأساوده منشد: آخر في جبال طيء، قال زيد الخيل يتشوقه وقد حضرته الوفاة:

سقى الله ما بين القفيل فطابة فما دون أرمام فما فوق منشد ومما يستدرك عليه: الناشدون: الذين ينشدون الإبل ويطلبون الضوال فيأخذونها ويحسبونها على أربابها. ونشدت فلانا أنشده نشدا فنشد، أي سألته بالله، كأنك ذكرته إياه فتذكر. وفي حديث عثمان فأنشد له رجال أي أجابوه يقال: نشدته فأنشدني وأنشد لي. أي سألته فأجابني، وهذه الألف تسمى ألف الإزالة. يقال: قسط الرجل، إذا جار، وأقسط، إذا عدل، كأنه أزال جوره وهذا أزال نشيده. وناشده الأمر وناشد فيه، وفي الخبر أن أم قيس بن ذريح أبغضت لبنى فناشدته في طلاقها. وقد يجوز أن يكون عدي بفي، لأن في ناشدت معنى طلبت ورغبت وتكلمت. ونشد: طلب، قال الأقيشر الأسدي:

ومسوف نشد الصبوح صبحته     قبل الصباح وقبل كل نـداء والمسوف: الجائع ينظر يمنة ويسرة، وقال الجعدي:

أنشد الناس ولا أنشدهـم     إنما ينشد من كان أضل لا أنشدهم، أي لا أدل عليهم، وينشد: يطلب. ومنشد: بلد لبني سعد بن زيد مناة ابن تميم، عن ياقوت، وهو غير الذي ذكره المصنف.

ن ض د
نضد متضاعه ينضده، من حد ضرب: جعل بعضه فوق بعض. وفي التهذيب: ضم بعضه إلى بعض، وزاد في الأساس: متسقا أو مركوما كنضده تنضيدا، شدد للمبالغة في وضعه متراصفا، فهو منضود ونضيد ومنضد. وفي التنزيل لها طلع نضيد أي منضود، وقال الفراء: طلع نضيد يعني الكفري ما دام في أكمامه فهو نضيد، وقيل: النضيد: شبه مشطب نضدت عليه الثياب، وقوله تعالى وطلح منضود أي بعضه فوق بعض، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد، وقال غيره: المنضود: هو الذي نضد بالحمل من أوله إلى آخره أو بالورق ليس دونه سوق بارزة، وفي حديث مسروق شجر الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها أي ليس لها سوق بارزة ولكنها منضودة بالورق والثمار من أسفلها إلى أعلاها. والنضد، محركة: ما نضد من متاع البيت المنضود بعضه فوق بعض، كذافي الصحاح، أو عامته، أو خياره وحره، والأول أولى، قال النابغة:
خلت سبيل أتي كان يحبسـه ورفعته إلى السجفين فالنضد في الحديث واحتبس جبريل أياما، فلما نزل استبطأه النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أن احتباسه كان لكلب تحت نضد لهم قال ابن الأثير وغيره: النضد: السرير ينضد عليه المتاع والثياب، سمي نضدا، لأن النضد عليه، وقال الليث: النضد في بيت النابغة: السرير، قال الأزهري: وهو غلط، إنما النضد ما فسره ابن السكيت، وهو بمعنى المنضود. من المجاز: النضد: الأعمام والأخوال المتقدمون في الشرف، والجمع أنضاد، قال الأعشى:

وقومك إن يضمنوا جارة     يكونوا بموضع أنضادها أراد أنهم كانوا بموضع ذوي شرفها وأحسابها. وفي الأساس: ولبني فلان نضد، أي عز وشرف. الشريف من الرجال، والجمع أنضاد، وأنشد الجوهري قول رؤبة:

لا توعدني حية بالنـكـز     أنا ابن أنضاد إليها أزري

صفحة : 2301

من المجاز: النضد: الناقة السمينة، تشبيها بالسرير عليه نضد، كالنضود، كصبور، والأنضاد الجمع من كل ذلك. الأنضاد من القوم: جماعتهم وعددهم، ويقال: هم أعضاده وأنضاده، لعديده وأنصاره، وهو مجاغز. الأنضاد من الجبال جنادل بعضها فوق بعض، وقال رؤبة يصف جيشا.

إذا تدانى لم يفرج أجـمـه    يرجف أنضاد الجبال هزمه أراد ما تراصف من حجارتها بعضها فوق بعض. من المجاز الأنضاد من السحاب: ما تراكم واتسق وتراكب منه، وأنشد ابن الأعرابي:

ألا تسل الأطلال بالجرع العفرسقاهن ربي صوب ذي نضد ضمر والنضيدة: الوسادة، جمعها النضائد، عن المبرد، وبه فسر حديث أبي بكر رضي الله عنه لتتخذن نضائد الديباج وستور الحرير ولتألمن النوم على الصوف الأذربي كما يألم النوم أحدكم على حسك السعدان، قال المبرد: نضائد الديباج أي الوسائد. النضيدة أيضا: ما حشي من المتاع وأنشد:

وقربت خدامها الوسـائدا     حتى إذا ما علوا النضائدا قال: والعرب تقول لجماعة ذلك: النضد. في المثل أثقل من نضاد كقطام: جبل بالعالية، وفي بعض النسخ: بالطائف. وفي اللسان: بالحجاز، يذكر ويؤنث، قال الأصمعي وذكر النير: وثم جبل لغني أيضا يقال له نضاد في جوف النير، والنير لغاضرة قيس. وبشرقي نضاد الجثجاثة، ويبنى عند أهل الحجاز على الكسر وتميم تجريه مجرى مالا ينصرف، قال:

لو كان من حضن تضاءل متنه أو من نضاد بكى عليه نضاد وقال كثير عزة يصرفه:

كأن المطايا تتقي من زبـانة      مناكب ركن من نضاد ململم وقال قيس بن زهير العبسي:

كأني إذ أنخت إلى ابن قرط    عقلت إلى يلملم أو نضـاد ويقال له: نضاد النير، والنير جبل، ونضاد أطول موضع فيه، قال ابن دارة:

وأنت جنيب للهوى يوم عاقل     ويوم نضاد النير أنت جنيب من المجاز: انتضد بالمكان: أقام به، نقله الصاغاني. ومما يستردك عليه: رأي منضد: مرصف. وتنضدت الأسنان. وما أحسن تنضيدها. ونضدت اللبن على الميت. وانتضد الشيء: اجتمع.

ن ف د
نفد الشيء، كسمع، ينفد نفادا، بالفتح، ونفدا، محركة: فنى وذهب، ونقل شيخنا عن الزمخشري في الكشاف أنه لواستقرأ أحد الألفاظ التي فاؤها نون وعينها فاء لوجدها دالة على معنى الذهاب والخروج وقاله غيره، انتهى. وفي التنزيل العزيز ما نفدت كلمات الله قال الزجاج: معناه ما انقطعت ولا فنيت، ويروى أن المشركين قالوا في القرآن: هذا كلام سينفد وينقطع، فأعلم الله تعالى أن كلامه وحكمته لا تنفد. وأنفده هو: أفناه، كاستنفده. واستنفد القوم ما عندهم، وأنفدوه. وكذلك انتفده، إذا أذهبه. وأنفد القوم: فنى زادهم أو نفد مالهم قال ابن هرمة:

أغر كمثل البدر يستمطر الندىويهتز مرتاحا إذا هو أنفدا وأنفدت الركية: ذهب ماؤها. ونافده أي الخصم منافدة: حاكمه وخاصمه، فهو منافد يحاج الخصم حتى يقطع حجته وينفدها، ويقال: ليس له رافد ولا منافذ وفي اللسان نافدك الخصم منافدة إذا حاججته حتى تقطع حجته، وخصم منافد: يستفرغ جهده في الخصومة، قال بعض الدبيريين: وهو إذا ما قيل هل من وافد

أو رجل عن حقكم منافد

صفحة : 2302

يكون للغائب مثل الشاهد ورجل منافد: جيد الاستفراغ لحجج خصمه حتى ينفدها فيغلبه. وفي الحديث إن نافدتهم نافدوك ويروى بالقاف، وقيل: نافذوك بالذال المعجمة، وقال ابن الأثير في حديث أبي الدرداء إن نافدتهم نافدوك نافدت الرجل، أي حاكمته، أي إن قلت لهم قالوا لك. وانتفده من عدوه: استوفاه قال أبو خراش يصف حمارا :

فألجمها فأرسلها عليه     وولى وهو منتفد بعيد أي ولى الحمار ذاهبا ومن ذلك انتفد اللبن إذا حلبه. ويقال قعد منتفدا ومعتنزا، أي متنحيا، هذه عن ابن الأعرابي. ويقال: فيه منتفد عن غيره، كقولك مندوحة وسعة، قال الأخطل:

لقد نزلت بعبد الله مـنـزلة     فيها عن العقب منجاة ومنتفد ويقال: إن في ماله لمنتفدا، أي سعة، ويقال: تجد في البلاد منتفدا، أي مراغما ومضطربا. ومما يستدرك عليه: استنفد وسعه: استفرغه. وتنافدوا: تخاصموا، ويقال: تنافدوا إلى الحاكم، إذا أنفدوا حجتهم، وتنافذوا، بالذال معجمة، إذا خلصوا إليه. ونفدني بصره إذا بلغني وجاوزني، وأنفدت القوم، إذا خرقتهم ومشيت في وسطهم، فإن جزتهم حتى تخلفهم قلت نفدتهم، بلا ألف، وقيل: يقال فيها بالألف، ومنه حيث ابن مسعود: إنكم مجموعون في صعيد واحد ينفدكم البصر وقيل: المراد به ينفدهم بصر الرحمن حتى يأتي عليهم كلهم، وقيل: أراد ينفدهم بصر الناظر لاستواء الصعيد، قال أبو حاتم، أصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة، وإنما هو بالمهملة، أي يبلغ أولهم وآخرهم حتى يراهم كلهم ويستوعبهم، من نفد الشيء وأنفدته، وحمل الحديث على بصر المبصر أولى من حمله على بصر الرحمن، لأن الله عز وجل يجمع الناس يوم القيامة في أرض يشهد جميع الخلائق فيها محاسبة العبد الواحد على انفراده ويرون ما يصير إليه. كذا في اللسان. ويقال: فلان منتفد فلان، أي إذا أنفد ما عنده أمده بنفقة، عن الصاغاني.

ن ق د
النقد: خلاف النسيئة، ومن أمثالهم النقد عند الحافرة. النقد: تمييز الدراهم وإخراج الزيف منها، كذا تمييز غيرها، كالتنقاد والتنقد، وقد نقدها ينقدها نقدا، وانتقدها، وتنقدها، إذا ميز جيدها من رديئها، وأنشد سيبويه:

تنفي يداها الحصى في كل هاجرة    نفى الدنانير تنقاد الـصـياريف

صفحة : 2303

النقد: إعطاء النقد، قال الليث: النقد: تمييز الدراهم وإعطاؤكها إنسان. وأخذها: الانتقاد وفي حديث جابر وجمله فنقدني الثمن أي أعطانيه نقدا معجلا. النقد: النقر بالإصبع في الجوز، ونقد الشيء ينقده نقدا، إذا نقره بإصبعه، كما تنقد الجوزة، والنقدة: ضربة الصبي جوزة بإصبعه إذا ضرب. النقد أن يضرب الطائر بمنقاده، أي بمنقاره في الفخ، وقد نقده إذا نقره كنقد الدرهم وكذا نقد الطائر الحب ينقده، إذا كان يلقطه واحدا واحدا، وهو مثل النقر، وفي حديث أبي ذر فلما فرغوا جعل ينقد شيئا من طعامهم أي يأكل شيئا يسيرا. وفي حديث أبي هريرة وقد أصبحتم تهذرون الدنيا. ونقد بإصبعه أي نقر. النقد: الجيد الوازن من الدراهم. ودرهم نقد. ونقود جياد من المجاز النقد: اختلاس النظر نحو الشيء، وقد نقد الرجل الشيء بنظره ينقده نقدا، ونقد إليه: اختلس النظر نحوه، وما زال فلان ينقد بصره إلى الشيء، إذا لم يزل ينظر إليه، والإنسان ينقد الشيء بعينه، وهو مخالسة النظر لئلا يفطن له، وزاد في الأساس: كأنما شبه بنظر الناقد إلى ما ينقده. النقد: لدغ الحية، وقد نقدته الحية، إذا لدغته. والنقد بالكسر: البطيء الشباب القليل اللحم وفي بعض الأمهات الجسم بدل اللحم ويضم في هذه. النقد بضمتين وبالتحريك: ضرب من الشجر، التحريك عن اللحياني، وقال الأزهري: وبتحريك القاف أكثر ما سمعت من العرب، وقال: هو ثمر نبت يشبه البهرمان واحدته بهاء، نقدة ونقد، وقال أبو حنيفة: النقدة، بالضم فيما ذكر أبو عمرو من الخوصة، ونورها يشبه البهرمان، وهو العصفر، ويروي النقد بضم فسكون، وأنشد للخضري في وصف القطاة وفرخيها:

يمدان أشداقا إليها كأنمـا    تفرق عن نوار نقد مثقب في المثل هو أذل من النقد، وهو بالتحريك: جنس من الغنم قصير الأرجل قبيح الشكل يكون بالبحرين، وأنشدوا:

رب عديم أعز من أسد     ورب مثر أذل من نقد الذكر والأنثى في ذلك سواء، وقيل: النقد: غنم صغار حجازية، وفي حديث علي أن مكاتبا لبني أسد قال: جئت بنقد أجلبه إلى المدينة وراعيه نقاد. ومنه حديث خريمة وعاد النقاد مجرنثما. وقال أبو زبيد:

كأن أثواب نقاد قدرن له     يعلو بخملتها كهباء هدابا مفسره ثعلب فقال: النقاد صاحب مسوك النقد، كأنه جعل عليه خملته. وقال الأصمعي: أجود الصوف صوف النقد، نقاد ونقادة، بكسرهما، قال علقمة:

والمال صوف قرار يلعبون به     على نقادته واف ومجـلـوم النقد: تكسر الضرس وكذلك القرن، وائتكاله، وفي بعض النسخ: انتكاله، بالنون، والأولى الصواب، ونقد الضرس والقرن نقدا فهو نقد ائتكل وتكسر، وفي التهذيب: النقد أكل الضرس، ويكن في القرن أيضا، قال الهذلي:

عاضها الله غلاما بـعـدمـا    شابت الأصداغ والضرس نقد ويروى بالكسر أيضا، وقال صخر الغي:

تيس تيوس إذا يناطحها    يألم قرنا أرومه نقـد

صفحة : 2304

أي أصله مؤتكل. النقد: تقشر الحافر وتأكله، وقد نقد الحافر، إذا انتقر وتقشر. النقد من الصبيان: القميء الذي لا يكاد يشب، وفي اللسان: وربما قيل له ذلك. وأنقد، كأحمد، وبإعجام الدال وقد تدخل عليه أل للتعريف: القنفذ، قال:

فبات يقاسي ليل أنـقـد دائبـا    ويحدر بالقف اختلاف العجاهن وقال الجوهري والزمخشري والميداني: إن أنقد لا تدخله الألف واللام، وهو معرفة، كما قيل للأسد أسامة، منه المثل بات فلان بليل أنقد إذا بات ساهرا، وذلك لأنه يسري ليله أجمع لا ينام الليل كله ويقال: أسرى من أنقد ومن سجعات الأساس: إن جعلتم ليلتكم ليلة أنقد، فقد وصلتم وكأن قد. عن ابن الأعرابي: التقدة: الكزبرة، بالتاء، والنقدة، بالكسر: الكرويا، بالنون. والأنقد، بالفتح، والإنقدان، بالكسر: السلحفاة، وقيده الليث بالذكر، ويروى فيهما إعجام الدال أيضا كما سيأتي. وأنقد الشجر: أورق وهو مجاز. وانتقد الدراهم: قبضها، يقال: نقد الدراهم ينقدها نقدا: أعطاه فانتقدها وقال الليث: انتقاد الدراهم: أخذها. انتقد الولد: شب وغلظ ونوقد قريش: كبيرة بنسف بينها وبين نسف ستة فراسخ منها الإمام أبو الفضل عبد القادر بن عبد الخالق بن عبد الرحمن بن القاسم بن الفضل النوقدي، سمع ببخارا السيد أبا بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري، وبمكة أبا عبد الله الحسن بن علي الطبري، وغيرهما ونوقد خرداخن، بضم الخاء المعجمة وسكون الراء وبعد الألف خاء أخرى مضمومة: أخرى بنسف، منها أبو بكر محمد بن سليمان بن الحصين بن أحمد بن الحكم المعدل النوقدي، روى عن محمد ابن محمود بن عنتر عن أبي عيسى الترمذي كتاب الصحيح له، توفي سنة 407. نوقد أيضا تضاف إلى سارة، في النسخ بالراء والصواب بالزاي كما في المعجم: أخرى منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن نوح بن محمد بن زيد بن النعمان النوقدي النوحي الفقيه، يروي عن أبي بكر الأستراباذي وأبي جعفر النوقدي، وعنه أبو العباس المستغفري، ومات سنة 425 وقد ذكر في ن و ح. وناقده في الأمر: ناقشه، ومنه الحديث إن ناقدتهم ناقدوك ويروى بالفاء، وقد تقدم. والمنقدة، بالكسر: خريفة، تصغير خرفة بضم الخاء المعجمة وفتح الفاء، وفي اللسان: حريرة ينقد عليها وفي اللسان: بها الجوز. ومما يستدرك عليه: قال سيبويه: وقالوا: هذه مائة نقد، الناس، على إرادة حذف اللام، والصفة في ذلك أكثر، وقوله أنشده ثعلب:

لتنتجن ولدا أو نقدا فسره فقال: لتنتجن ناقة فتقتنى، أو ذكرا فيباع، لأنهم قلما يمسكون الذكور. ونقد أرنبته بإصبعه، إذا ضربها، قال خلف:

وأرنبة لك محمرة     يكاد يقطرها نقده

صفحة : 2305

أي يشقها عن دمها، وفي حديث أبي الدرداء أنه قال إن نقدت الناس نقدوك، وإن تركتهم تركوك معنى نقدتهم، أي عبتهم واغتبتهم قابلوك بمثله، وهو من قولهم: نقدت رأسه بإصبعي، أي ضربته، ويروى بالفاء وبالذال المعجمة أيضا، وهو مذكور في موضعه. ونقد الجذع نقدا: أرض. وانتقدته الأرضة: أكلته فتركته أجوف.والنقد: السفل من الناس. والنيقدان: شجرة النقد. وتنوقد الورق. ونقدت رأسه بإصبعي نقدة. ومن المجاز: هو من نقادة قومه: من خيارهم. ونقد الكلام: ناقشه، وهو من نقدة الشعر ونقاده، وتقول: هو أشبه بالنقاد منه بالنقاد. من النقد والنقد. وانتقد الشعر على قائله. ونقدة، بالفتح، وقد تضم نونه: موضع في ديار بني عامر، قال لبيد بن ربيعة:

فقد نرتعي سبتا وأهلك جيرة    محل الملوك نقدة فالمغاسلا ويقال فيه: النقدة، بالتعريف، وقال ياقوت: قرأت بخط ابن نباتة السعدي: نقدة بضم النون في قول لبيد:

فأسرع فيها قبل ذلك حقبة     ركاح فجنبا نقدة فالمغاسل ونقيد، كأمير: من قرى اليمامة، ويقال: نقيدة، تصغير نقدة، وهي من نواحي اليمامة، وفي الشعر: نقيدتان. ونقادة، كسحابة: قرية بالصعيد الأعلى.

ن ق ر د
النقردة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو الإرباب بالمكان، أي الإقامة به، ومالك منقردا، أي مقيما، هكذا في النسخ على وزن منفطر، ولا يخفى أنه ليس من هذا الباب، بل يكون من قرد، إذا سكن وذل وأقام، كما تقدم، فالصواب: منقردا، على وزن مدحرج كما هو ظاهر.

ن ك د
نكد عيشه، كفرح: اشتد وعسر ينكد نكدا، ورجل نكد، عسر وفيه نكادة نكدت البئر: قل ماؤها كنكزت وماء نكد أي قليل. ونكد الغراب، كنصر: استقصى في شحيجه كأنه يقيء، كتنكد، كما في الأساس نكد زيد حاجة عمرو: منعه إياها، وعبارة اللسان ونكده حاجته: منعه إياها، نكد فلانا: منعه ما سأله، أو نكده ما سأله ينكده نكدا: لم يعطه منه إلا أقله أنشد ابن الأعرابي:

من البيض ترغينا سقاط حديثها    وتنكدنا لهو الحديث الممنـع ترغينا أي تعطينا منه ما ليس بصريح. وتنكدنا: تمنعنا. نكد الرجل، كعني، فهو منكود: كثر سؤاله، وقل نائله، وفي اللسان: رجل منكود ومعرك ومشفوه ومعجوز: ألح عليه في المسألة، عن ابن الأعرابي. ورجل نكد، بالكسر، ونكد، بفتحتين، ونكد، بفتح فسكون، وأنكد: شؤم عسر لئيم، وكل شيء جر على صاحبه شرا فهو نكد وصاحبه أنكد نكد وقوم أنكاد ومناكيد ونكد ونكد: مناحيس قليلو الخير. والنكد، بالضم: قلة العطاء وأن لا يهنأه من يعطاه، وأنشد:

وأعط ما أعطيته طـيبـا    لا خير في المنكود والناكد ويفتح، ونكد الرجل، نكدا: قلل العطاء، أو لم يعط البتة، أنشد ثعلب:

نكدت أبازبيبة إذ سألنـا    ولم ينكد بحاجتنا ضباب

صفحة : 2306

عداه بالباء لأنه في معنى بخل، حتى كأنه قال: بخلت بحاجتنا. النكد، بالضم: الغزيرات اللبن من الإبل والتي لا لبن لها، ضد، وهذه عن ابن فارس صاحب المجمل، قال: ناقة نكداء: لا لبن لها، قال الصاغاني: تفرد بها ابن فارس، وقد خالفه الناس، وقال السهيلي في الروض: وأحسبه من الأضداد، لأنه استعمل في الضدين، لأنه قد يقال نكد لبنها إذا نقص، قيل: هي التي لا يبقى لها ولدق، فيكثر لبنها لأنها حينئذ لا ترضع. قال الكميت:

ووحوح في حضن الفتاة ضجيعهاولم يك في النكد المقاليت مشخب

وحاردت النكد الجلاد ولم يكنلعقبة قدر المستعيرين معقب ويروى: ولم يك في المكد، وهما بمعنى، الواحدة نكداء، ويقال للناقة التي مات ولدها: نكداء، وإياها عنى الشاعر:

ولم أرأم الضيم اختتاء وذلةكما شمت النكداء بوا مجلدا وناقة نكداء: مقلات لا يعيش لها ولد، فتكثر ألبانها، وفي حديث هوازن ولادرها بماكد ولا ناكد قال ابن الأثير: قال القتيبي: إن كان المحفوظ ناكد فإنه أراد القليل، لأن الناكد: الناقة الكثيرة اللبن، فقال: مادرها بغزير. والناكد أيضا: القليلة اللبن، وكذلك النكداء، وفي قصيد كعب:

قامت تجاوبها نكد مثاكيل جمع ناكد، وهي التي لا يعيش لها ولد. يقال: عطاء منكود، أي نزر قليل، قال ربيعة بن مقروم يمدح مسعود بن سالم:

لا حلمك الحلم موجودا عليه ولاملفى عطاؤك في الأقوام منكودا وفي الأساس: عطاء منكود، غير مهنإ، كمنكد. ونكيدي، بالفتح فالكسر، اسم مدينة أبقراط الحكيم بالروم والشائع على ألسنة أهل الروم نيكده، وفي المراصد والمعجم: بينها وبين قيسارية من جهة الشمال ثلاثة أيام، قيل: إن أبقراط الحكيم كان بها، وبينها وبين هرقلة ثلاثة أيام، ونقل شيخنا عن المولى أحمد أفندي: أظنه فارسيا معربا من نيك ده، أي قرية حسنة. وتناكدا: تعاسرا، وهما يتناكدان وناكده فلان، إذا عاسره، وهو مناكد. ومما يستدرك عليه: أرضون نكاد: قليلة الخير وفي الدعاء: نكدا له وجحدا، ونكدا وجحدا. وسأله فأنكده، أي وجده عسرا مقللا، وقيل: لم يجد عنده إلا نزرا قليلا. وطلب فلان حاجة فأنكد، أي أكدى. وقوله تعالى: والذي خبث لا يخرج إلا نكدا قرأ أهل المدينة نكدا بفتح الكاف، وقرأت العامة نكدا، بكسرها، قال الزجاج: وفيه وجهان آخران لم يقرأ بهما: إلا نكدا، ونكدا، وقال الفراء: معناه لا يخرج إلا في نكد وشدة. ونكد عطاءه بالمن. ونكد فلان: استنفد ما عنده ونكد الماء: نزف. وجاءه منكدا، أي غير محمود المجيء، وقال مرة: أي فارغا، وقال ثعلب: نما هو منكزا، وسيأتي، من نكزت البئر، إذا قل ماؤها، وهو أحسن وإن لم يسمع أنكز الرجل إذا نكزت مياه آباره. وماء نكد، أي قليل. والأنكدان: مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ويربوع بن حنظلة، قال بجير بن عبد الله بن سلمة القشيري:

الأنكدان مـازن ويربـوع     ها إن ذا اليوم لشر مجموع

صفحة : 2307

وكان بجير هذا قد التقى هو وقعنب بن الحارث اليربوعي فقال بجير: يا قعنب، ما فعلت البيضاء فرسك? قال: فكيف شكرك لها? قال: وما عسيت أن أشكرها? قال: وكيف لا يشكرها وقد نجتك مني? قال قعنب: ومتى ذلك? قال: حيث أقول:

تمطت به البيضاء بعد اختلاسه      على دهش وخلتني لم أكذب فأنكر قعنب ذلك، وتلاعنا وتداعيا أن يقتل الصادق منهما الكاذب، ثم إن بجيرا أغار على بني العنبر فغنم ومضى، وأتبعته قبائل من تميم، ولحق به بنو مازن وبنو يربوع، فلما نظر إليهم قال هذا الرجز، ثم إنهم احتربوا قليلا، فحمل قعنب بن عصمة بن عاصم اليربوعي على بجير فطعنه فأذراه عن فرسه، فوثب عليه كدام بن بجيلة المازني فأسره، فجاءه قعنب اليربوعي ليقتله، فمنع منه كدام المازني، فقال له قعنب: ماز رأسك والسيف. فخلى عنه كدام، فضربه قعنب فأطار رأسه وماز ترخيم مازن، ولم يكن اسمه مازنا، وإنما كان اسمه كداما، وإنما سماه مازنا لأنه من بني مازن، وقد يفعل العرب مثل هذا في بعض المواضع كذا في اللسان. ونوكند: قرية من قرى سمرقند، وتفسيره حفر جديدا.

ن م ر د
نمرود، بالضم، وإهمال الدال وإعجامها، وفي المزهر بالوجهين، وصرح العصام وغيره بأنه بالمعجمة، قال شيخنا: ويؤيده ما أنشده الخفاجي في المجلس الثامن من الطراز لابن رشيق من قوله:

يارب لا أقوى على دفع الأذى وبك استعنت على الزمان المؤذي
مالي بعثت إلي ألف بعوضة    وبـعثـت واحدة عـلى نمروذ قال: وهو الموافق للضابط الذي نظمه الفارابي فرقا بين الدال والذال في لغة الفرس حيث قال:

احفظ الفـرق بـين دال وذال     فهو ركن في الفارسية معظم
كل ما قبله سـكـون بـلا وا     و فدال وما سواه فمعـجـم

وفي أمالي ثعلب: نمروذ، بالذال المعجمة، وأهل البصرة يقولون نمرود، بالدال المهملة، وعلى هذا عول كثيرون فجوزوا الوجهين، اسم ملك من الجبابرة، معروف، قاله ابن سيده في المحكم، وكأن ثعلبا ذهب إلى اشتقاقه من التمرد، فهو على هذا ثلاثي، قال شيخنا: وهو نمرود بن كنعان بن سنجاريب ابن نمرود الأكبر بن كوش بن حام ابن نوح، قاله ابن دحية في التنوير. ومما يستدرك عليه:

ن و م د
نومود، بفتح الأول والثالث: جد أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن نومود الجرجاني شافعي تفقه على أبي العباس بن سريج.


ن و د
ناد الرجل، أهمله الجوهري، وقال الليث: ناد نودا ونوادا، بالضم، ونودانا، محركة: تمايل من النعاس. وفي التهذيب: ناد الإنسان ينود نودا ونودانا، مثل ناس ينوس. وناع ينوع. ونوادة، كقتادة: باليمن، بها قبر سام بن نوح عليه السلام وهي من أعمال البعدنية. وتنود الغصن وتنوع إذا تحرك، ومنه نودان اليهود في مدارسهم، وفي الحديث لا تكونوا مثل اليهود إذا نشروا التوراة نادوا يقال: ناد ينود إذا حرك رأسه وأكتافه. ومما يستدرك عليه:

ن و ر د
نورد، بضم أوله وفتح ثانيه وسكون الثالث: اسم قصبة من نواحي كازرون بفارس، منها أبو محمد أحمد بن المبارك الصوفي، عن محمد بن أحمد الرهاوي صاحب أبي القاسم الطبراني.

ن و ن د

صفحة : 2308

نوند، أهمله الجماعة، وهي بالضم، ويلتقي فيها ساكنان وضبطه ياقوت بفتح أوله: محلة بنيسابور، منها أبو عبد الرحمن عبد الله بن حمشاد بن جندل بن عمران المطوعي النوندي النيسابوري، سمع أبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن يزيد السلمي وغيرهما وباب نوند: محلة بسمرقند، منها أبو العباس أحمد النوندي السمرقندي المحدث، حدث عن أحمد بن عبد الله السمرقندي، وعنه إبراهيم بن حمدويه الإشتيخني.

ن ه د
نهد الثدي ينهد، كمنع ونصر، وعلى الثاني اقتصر كثير من الأئمذة، ننودا، بالضم، إذا كعب وانتبر وأشرف، ونهدت المرأة تنهد وتنهد، بالفتح والضم كعب ثديها وارتفع، كنهدت تنهيدا فهي منهد وناهد، وناهدة. قال أبو عبيد: إذا نهد ثدي الجارية قيل: هي ناهد، والثدي الفوالك دون النواهد. وفي حديث هوازان ولا ثديها بناهد، أي مرتفع، يقال، نهد الثدي، إذا ارتفع عن الصدر وصار له حجم. نهد الرجل ينهد، بالفتح. نهودا نهض، والفرق بين النهود والنهوض أن النهوض قيام غير قعود والنهود نهوض على كل حال. عن أبي عبيد: نهد فلان لعدوه: صمد لهم، نهدا ونهدا. ونص عبارة أبي عبيد: نهد القوم لعدوهم، إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله. وفي الحديث أنه كان ينهد إلى عدوه حين تزول الشمس أي ينهض. وفي حديث ابن عمر أنه دخل المسجد الحرام فنهد الناس يسألونه أي نهضوا. في كتاب الأفعال لابن القطاع: نهد الهدية نهدا عظمها وأضخهما كأنهدها ونقله الصاغاني عن الزجاج. والنهد: الشيء المرتفع، فرس نهد ومنكب نهد. النهد: الأسد، كالناهد مأخوذ من النهود بمعنى النهوض، والقوة، يقال: هو أنهد القوم، أي أقواهم وأجلدهم، كما صرح به في الروض. النهد: الكريم ينهض إلى معالي الأمور. النهد: الفرس الحسن الجميل الجسيم اللحيم المشرف، يقال: فرس نهد القذال ونهد القصيرى، وفي حديث ابن الأعرابي:

يا خير من يمشي بنعل فرد    وهبه لـنـهـدة ونـهـد النهد: الفرس الضخم القوي. والأنثى نهدة، وقد نهد الفرس، ككرم، نهودة، بالضم. نهد: قبيلة باليمن وهم بنو نهد بن زيد بن ليث بن أسلم بن الحاف بن قضاعة. وفي همدان نهد بن مرهبة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب. النهد، بالكسر: ما تخرجه الرفقة من النفقة بالسوية في السفر والعرب تقول: هات نهدك، بالكسر. وحكى عمرو بن عبيد عن الحسن أنه قال: أخرجوا نهدكم فإنه أعظم للبركة وأحسن لأخلاقكم وأطيب لنفوسكم. قال ابن الأثير: النهد. بالكسر: ما يخرجه الرفقة عند المناهدة إلى العدو وهو أن يقسموا نفقتهم بينهم بالسوية حتى لا يتغابنوا ولا يكون لأحدهم فضل على الآخر ومنه قال رؤبة:

إن لنا من كل قوم نهدا     من الرباب حلبا ورفدا

صفحة : 2309

وقد يفتح، وتناهدوا: أخرجوه وكذلك ناهدوا، وقال ابن سيده: يكون في الطعام والشراب، وذكر محمد بن عبد الملك التاريخي أن أول من أحدثه حضين الرقاشي. وأنهد الإناء، وكذلك الحوض: ملأه حتى يفيض أو قارب ملأه، هو حوض نهدان أو إناء نهدان أي ملآن وقصعة نهدى ونهدانة، الذي قد علا وأشرف، وحفان: قد بلغ حفافيه، قال أبو عبيد: إذا قاربت الدلو الملء فهو نهدها، يقال نهدت الملء، قال: فإذا كانت دون ملئها قيل: غرضت في الدلو، وأنشد:

لا تملإ الدلو وغرض فيها     فإن دون ملئها يكفـيهـا وفي الصحاح: أنهدت الحوض: ملأته، وهو حوض نهدان، وقدح نهدان، إذا امتلأ ولم يفض بعد أو بلغ ثلثيه، نقله أبو زيد عن الكسائي. والمناهدة: المناهضة في الحرب وفي المحكم: المناهدة في الحرب أن ينهد بعض إلى بعض، وهو في معنى نهض، إلا أن النهوض قيام غير قعود والنهود: نهوض على كل حال، ونهد إلى العدو ينهد، إذا نهض، المناهدة: المخارجة، والمساهمة بالأصابع. والنهداء: الرملة المشرفة كالرابية المتلبدة كريمة تنبت الشجر ولا ينعت الذكر على أنهد. والنهيدة أن يغلى لباب الهبيد وهو حب الحنظل، فإذا بلغ النضج والكثافة يعالج بدقيق بأن يذر عليه شيء منه فيؤكل، النهد والنهديدة والنهيد: الزبد، وبعضهم يسميها إذا كانت ضخمة نهدة، وإذا كانت صغيرة فهدة، وقيل: النهيد الزبد الرقيق الذي لم يتم ذوب لبنه، وقال أبو حاتم النهيدة من الزبد: زبد اللبن الذي لم يرب ولم يدرك فيمخض اللبن فتكون زبدته قليلة حلوة. يقال: هذا نهاد مائة بالضم، أي نهاؤها، أي قريب منها، نقله الصاغاني. النهود بالضم: المضي على كل حال، وقد نهد الشيء: مضى، كما في الأفعال لابن القطاع. وبه فرق بينه وبين النهوض، كما تقدم. ومما يستدرك عليه: نهدينهد نهدا: شخص، وأنهدته أنا. ونهد إليه: قام، عن ثعلب. والنهد: العون. وطرح نهده مع القوم: أعانهم وخارجهم. والمناهدة: المخاصمة مطلقا. وتناهد القوم الشيء: تناولوه بينهم. وكعثب نهد، إذا كان ناتئا مرتفعا، وإن كان لاصقا فهو هيدب. وفي حديث دار الندوة فأخذ من كل قبيلة شابا نهدا أي قويا ضخما. وتنهدت: تنفست صعداء. وغلام ناهد: مراهق. ونهدان ونهيد ومناهد، أسماء. وأناهيد اسم للزهرة، وسيأتي في الذال المعجمة، وهو بالوجهين. والنهد والناهد: الأسد، عن الصاغاني.

ن ه ن د

صفحة : 2310

نهاوند، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وهو مثلثة النون، الفتح والكسر عن الإمام الصاغاني صاحب العباب والمشارق، وسبقه ياقوت في المعجم، زاد الصاغاني: والكسر أجود، لقول بعضهم: إن أصلها نيهاوند والضم عن اللباب لابن الأثير، والواو مفتوحة لا غير، وكذلك النون الثانية ساكنة لا غير: عظيم من بلاد الجبل جنوبي همذان، بينهما ثلاثة أيام، يقال إن أصله نوح آوند سمي لأنه بناها، صوابه بناه، فخففت أو أصله إينهاوند لأنهم وجدوها كما هي، قاله أبو المنذر هشام، وقال حمزة: أصلها نيوهاوند فاختصر، ومعناه الخير المضاعف، قال ياقوت: وهي أعتق مدينة في الجبل، وكان فتحها سنة تسع عشرة في أيام سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه، وبها ثور وسمكة من حجر حسنا الصورة وفي وسطها حصن عجيب البناء عالي السمك، وبها قبور قوم استشهدوا من العرب في صدر الإسلام، وبها شجر خلاف تعمل منه الصوالجة، وقصب يتخذ منه ذريرة، وعلى حافات نهرها طين أشد ما يكون في السواد والتعلك يختم به، كذا في المعجم.