فصل الواو مع الدال المهملة
الجزء الثاني
صفحة : 2330
ووددته، أي بالكسر، أوده، أي بالفتح في المضارع فيهما، أما في المكسور فعلى
القياس، وأما في المفتوح فعلى خلافه، حكاه الكسائي، إذ لا يفتح إلا الحلقي
العين أو اللام، وكلاهما منتف هنا، فلا وجه للفتح، وهكذا في المصباح، قال
أبو منصور: وأنكر البصريون وددت، قال: وهو لحن عندهم، وقال الزجاج: قدعلمنا
أن الكسائي لم يحك وددت إلا وقد سمعه ولكنه سمعه ممن لا يكون حجة، قال
شيخنا: وأورد المعنيين في الفصيح على أنهما أصلان حقيقة، وأقره على ذلك
شراحه، وقال اليزيدي في نوادره: وليس في شيء من العربية ودت مفتوحة، وقال
الزمخشري: قال الكسائي وحده: وددت الرجل، إذا أحببته، ووددته، ولم يرو
الفتح غيره. قلت: ونقل الفتح أيضا أبو جعفر اللبلي في شرح الفصيح، والقزاز
في الجامع، والصاغاني في التكملة، كلهم عن الفراء. والود أيضا: المحب،
ويثلث، الفتح عن ابن جني، يقال رجل ود، وود وود، وفي حديث ابن عمر أن أبا
هذا كان ودا لعمر قال ابن الأثير هو على حذف مضاف تقديره كان ذا ود لعمر،
أي صديقا، وإن كانت الواو مكسورة فلا يحتاج إلى حذف، فإن الود بالكسر:
الصديق كالوديد فعيل بمعنى فاعل، وفلان ودك ووديدك. الود، بالضم أيضا:
الرجل: الكثير الحب قال شيخنا: وهذا لا ينافي الأول، بل هو كمرادفه،
كالودود، قال ابن الأثير: والودود في أسماء الله تعالى فععول بمعنى مفعول
من الودذ: المحبة، يقال وددت الرجل، إذا أحببته، فالله تعالى مودود، أي
محبوب في قلوب أوليائه، أو هو فعول بمعنى فاعل، أي يحب عباده الصالحين،
بمعنى يرضى عنهم. والمود ضبط بالكسر كاسم الآلة، وبالفتح كاسم المصدر، قال
شيخنا، وكلاهما يحتاج إلى تاويل: وفي اللسان: يقال رجل ود ومود وودود،
والأنثى ودود أيضا، والودود: المحب. الود بالضم أيضا: المحبون، يقال: قوم
ود، فهو مصدر يراد به الجمع، كما يراد به المفرد، كالأودة، جمع وديد،
كالأعزة جمع عزيز، والأوداء كذلك جمع وديد، كالأحباء جمع حبيب، والأودادن
بدالين جمع ود، بالكسر، كحب وأحباب، والوديد، هكذا في سائر النسخ،
واستعماله في الجمع غير معروف، وأنكره شيخنا كذلك، وقال: فيحتاج إلى ثبت.
قلت: والذي في اللسان وغيره من دواوين اللغة الموثوق بها ودادق، بالكسر،
قوم ود، ووداد، وأوداء فهو كجل وجلال، وأما الوديد فلم يذكره أحد، ولعله
سبق قلم من الكاتب، والأود، بكسر الواو وضمها معا، أي مع فتح الهمزة كقفل
وأقفل وقيل ذئب وأذؤب، قال النابغة:
إني كأني أرى النعمان خـبـره
بعض الأود حديثا غير مكذوب
صفحة : 2331
قال أبو منصور: وذهب أبو عثمان إلى أن أودا جمع دل على واحده، أي أنه لا
واحد له، قال ورواه بعضهم: بعض الأود، بفتح الواو، يريد: الذي هو أشد ودا،
قال أبو علي: أراد الأودين: الجماعة. وبقي على المصنف: ودداء، كعلماء، قال
الجوهري: رجال ودداء، يستوي فيه المذكر والمؤنث الكونه وصفا داخلا على وصف
المبالغة، وقال القزاز: ورجل واد، وقوم وداد. وود، بالفتح: صنم، ويضم، كان
لقوم نوح، ثم صار لكلب، وكان بدومة الجندل، وكان لقريش صنم يدعونه ودا،
ومنهم من يهمز فيقول أد، ومنه سمي: عبد ود، ومنه سمي أد بن طابخة. وأدد جد
معد بن عدنان، وقال الفراء: قرأ أهل المدينة: ولاتذرن ودا بضم الواو، قال
أبو منصور: وأكثر القراء قرءوا ودا، بالفتح، منهم أبو عمرو وابن كثير وابن
عامر وحمزة والكسائي وعاصم ويعقوب الحضرمي، وقرأ نافع ودا بضم الواو، وفي
المحكم وود وود: صنم، وحكاه ابن دريد مفتوحا لا غير، وقالوا عبد ود يعنونه
به وفي التهذيب: الود، بالفتح: الصنم وأنشد:
بودك ما قومي على ما تركتهم سليمى إذا هبت شمال وريحها أراد: بحق صنمك عليك. ومن ضم أراد: بالمودة بيني وبينك. والود: الوتد بلغة تميم، فإذا زادوا الياء قالوا وتيد، قال ابن سيده: زعم ابن دريد أنها لغة تميمية، قال: لا أدري هل أراد أنه لا يغيرها هذا التغيير إلا بنوا تميم، أم هي لغة لتميم غير مغيرة عن وتد. وفي الصحاح: الود، بالفتح: الوتد في لغة أهل نجد، كأنهم سكنوا التاء فأدغموها في الدال. الود: اسم جبل، وبه فسر قول امريء القيس:
تظهر الود إذا ما أشجذت وتواريه إذا ما تعتكـر قال ابن دريد: هو اسم جبل، وقال ياقوت: قرب جفاف الثغلبية. وودان، بالفتح، كأنه فعلان من الود: جامعة قرب الأبواء الجحفة من نواحي الفرع، بينها وبين هرشى ستة أميال، وبينها وبين الأبواء نحو من ثمانية أميال، وهي لضمرة وغفار وكنانة وقد أكثر نصيب من ذكرها في شعره، فقال:
أقول لركب قافلـين عــشــية
قفــا ذات أوشــال ومــولاك قـــارب
قفـوا أخـبرونـي عن سلـيمـان إنـنـي
لمـعـروفـه مـن آل ودان راغـب
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله
ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
قال ياقوت: قرات بخط كراع الهنائي على ظهر كتاب المنضد من تصنيفه: قال بعضهم: خرجت حاجا فلما صرت بودان أنشدت:
أيا صاحب الخيمات من بعد أرثد
إلى النخل من ودان ما فعلت نعم
صفحة : 2332
فقال لي رجل من أهلها: انظر هل ترى نخلا? فقلت: لا، فقال: هذا خطأ، وإنما
هو النخل ونحل الوادي: جانبه. سكنها الصعب بن جثامة ابن قيس بن عبد الله بن
وهب بن يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر الليثي الوداني، كان
ينزلها فنسب إليها، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حديثه في أهل
الحجاز، روى عنه عبد الله بن عباس وشريح بن عبيد الخضرمي، ومات في خلافة
أبي بكر، رضي الله عنهما. قال البكري: ودان: بإفريقية في جنوبيها، بينها
وبين زويلة عشرة أيام من جهة إفريقية، ولها قلعة حصينة، وللمدينة دروب، وهي
مدينتان فيهما قبلتان من العرب سهميون وحضرميون، وبابهما واحد، وبين
القبيلتين تنازع وتنافس يؤدي بهم ذلك إلى الحرب مرارا، وعندهم فقهاء وأدباء
وشعراء، وأكثر معيشتهم من التمر، ولهم زرع يسير يسقونه بالنضج، افتتحها
عقبة بن عامر في سنة ست وأربعين أيام معاوية، منها أبو الحسن علي بن إسحاق
بن الوداني الأديب الشاعر صاحب الديوان بصقلية له أدب وشعر ذكره ابن القطاع
وأنشد له:
من يشـتـري مـنـي الـنـهــار
بـلـيلة لا فـرق بـين نـجـومـهـا
وصـحـابـي
دارت على فلك السماء ونحن قد درنا على فلك من الآداب
وأتى الصباح ولا أتى وكأنه شيب
أظـل عـلــ ســـواد شــبــاب
ودان أيضا: جبل طويل قرب فيد بينها وبين الجبلين، ودان أيضا: رستاق بنواحي سمرقند لم يذكره ياقوت، وذكره الصاغاني. والوداء، بتشديد الدال ممدودا، قال ياقوت: يجوز أن يكون تودأت عليه الأرض فهي مودأة، إذا غيبته، كما قيل أحصن فهو محصن وأسهب فهو مسهب وأفلج فهو مفلج، وليس في الكلام مثله يعني أن اللازم لا يبنى منه اسم مفعول. وبرقة وداء، كذا بطن الودداء، كأنه جمع ودود، ويروى بفتح الواو، مواضع. وتودده: اجتلب وده، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
أقول توددني إذا ما لـقـيتـنـي برفق ومعروف من القول ناصع تودد إليه: تحبب. والتواد التحاب تفاعل من الوداد، وقع فيه إدغام المثلين، وهما يتوادان أي يتحابان. تودد، ومودة امرأة، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
مودة تهوى عمر شيخ يسرهلها الموت
قبل الليل لو أنها تدري
يخاف عليها جفوة الناس بعدهولا ختن يرجى أود من القبر
قيل إنها سميت بالمودة التي هي المحبة. عن ابن الأعرابي المودة: الكتاب، وبه فسر قوله تعالى تلقون إليهم بالمودة أي بالكتب، وهو من غرائب التفسير. ومما يستدرك عليه: قولهم بودي أن يكون كذا، وأما قول الشاعر:
أيها العائد المسائل عنـا وبوديك لو ترى أكفاني فإنما أشبع كسرة الدال ليستقيم له البيت فصارت ياء، كذا في الصحاح. وفي شفاء الغليل أنه استعمل للتمني قديما وحديثا، لأن المرء لا يتمنى إلا ما يحبه ويوده. فاستعمل في لازم معناه مجازا أو كناية قال النطاح:
بودي لو خاطوا عليك جلودهمولا
تدفع الموت النفوس الشحائح وقال آخر:
بودي لو يهوى العذول ويعشق فيعلم أسباب الردى كيف تعلق
صفحة : 2333
وفي حديث الحسن فإن وافق قول عملا فآخه وأودده أي أحببه وصادقه. فأظهر
الإدغام للأمر على لغة الحجاز، وأما قول الشاعر أنشده ابن الأعرابي:
وأعددت للحرب خيفـانة حموم الجراء وقاحا ودودا قال ابن سيده: معنى قوله ودودا أنها باذلة ما عندها من الجري، لايصح قوله ودودا إلا على ذلك، لأن الخيل بهائم، والبهائم لاود لها في غير نوعها.
و ر د
الورد من كل شجرة: نورها، وقد غلب على نوع الحوجم وهو الأحمر المعروف الذي
يشم واحدته وردة، وفي المصباح أنه معرب. من المجاز الورد من الخيل: بين
الكميت والأشقر، سمي به للونه، ويقرب منه قول مختصر العين: الورودة: حمرة
تضرب إلى صفرة، الورد: لون أحمر يضرب إلى صفرة حسنة في كل شيء، فرس ورد،
ورد، بضم فسكون مثل جون وجون، ووراد، بالكسر، كما في المحكم ومختصر العين،
وأوراد، هكذا وقع في سائر النسخ، وهو غير معروف، والقياس يأباه، قاله
شيخنا. قلت: ولم أجده في دواوين الغريب، والأشبه أن يكون جمع ورد، بالكسر،
كما سيأتي أو مثل فرد أفراد وحمل وأحمال، وفعله ككرم، يقال: ورد الفرس يورد
ورودة، أي صار وردا، وفي المحكم: وقد ورد ورودة واوراد. قلت: وسيأتي اوراد،
وقال شيخنا: وهو من الغرائب في الألوان، فإن الأكثر فيها الكسر، كالعاهات.
الورد: الجريء من الرجال كالوارد وهو الجريء المقبل على الشيء. الورد:
الزعفران، ومنه ثوب مورد، أي مزعفر، وفي اللسان: قميص مورد: صبغ على لون
الورد، وهو دون المضرج، بلون الورد سمي الأسد وردا. كالمتورد. وهو مجاز،
كما في الأساس. ورد، بلا لام: حصن حجارته حمر، قاله ياقوت، وفي التكملة:
حصن من حجارة حمر وبلق. ورد: اسم شاعر. من المجاز: أبو الورد: الذكر لحمرة
لونه. أبو الورد شاعر، وأبو الورد: اسم كاتب المغيرة بنش شعبةض، والذي في
التبصير للحافظ أن اسمه وراد، ككتان، وكنيته أبو الورد، أو أبو سعيد، كوفي
من موالي المغيرة بن شعبة، روى له الجماعة. الورد أسماء أفراس عدة، منها
فرس لعدي بن عمر, الطائي الأعرج. أخرى للهذيل بن هبيرة، وأخرى لمالك بن
شرحبيل، وله يقول الأسعر الجعفي:
كلما قلت إنني ألحق الور د تمطت به سبوح ذنوب اخرى لحارثة بن مشمت العنبري، كذا في النسخ، والصواب جارية. أخرى لعامر بن الطفيل بن مالك، وله تقول تميمة بنت أهبان العبسية يوم الرقم:
ولـولا نـجاء الـورد لاشـــيء
غـــيره وأمـر الإلـه لــيس
لـــلـــه غالـب
إذا لسكنت العام نقبا ومنعجابلاد الأعادي أو بكتك الحبائب وفاته اسم فرس
سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، استدركه شيخنا. قلت: وهو من بنات
ذي العقال من ولد أعوج، وفيه يقول حمزة رضي الله عنه:
ليس عـنـدي إلا سـلاح وورد
قارح من بنات ذي الـعـقـال
أتقي دونه المنـايا بـنـفـسـي
وهو دوني يغشى صدور العوالي
قلت: والورد أيضا فرس فضالة ابن كلدة المالكي، وله يقول فضالة ابن هند بن شريك:
ففدى أمي وما قد ولـدت غير مفقود
فضال بن كلد
صفحة : 2334
حمل الورد على أدبارهم كلما
أدرك بالسيف جلد والورد أيضا فرس أحمر بن جندل ابن نهشل، وله يقول بعض بني
قشير يوم رحرحان. راجعه في أنساب الخيل لابن الكلبيز والورد أيضا فرس بلعاء
بن قيس الكناني، واسمه خميصة، وفرس صخر أخي الخنساء. وفرس الخيل الطائي،
قال فيه:
ومازلت أرميهم بشكة فارس وبالورد حتى أحرقوه وبلدا هذه الثلاثة ذكرها السراج البلقني في قطر السيل، وأيضا لكردم الصدائي وعصم قاتل شرحبيل الملك الكندي، وحجية بن المضرب وسمير بن الحارث الضني، وحكيم بن قبيصة بن ضرار الضبي، وحكيم بن قبيصة بن ضرار الضبي، وصخر بن عمرو بن الحارث بن الشريد السلمي ومعبد بن سعنة الضبي، وخالد بن صريم السلمي وبدر بن صريم السلمي وبدر بن حمراء الضبي، وعمرو بن وازع الحنفي، وقيس بن ثمامة الأرحبي من همدان والأسعر الجعفي، وأهبان بن عادية الأسلمي، وعمرو بن ثعلبة العبسي ومهلهل بن ربيعة التغلبي. ذكرهن الصاغاني. الورد، بالكسر: من أسماء الحمى، أو هو يومها إذا أخذت صاحبها الوقت، والثاني هو أصح الأقوال عن الأصمعي، وعليه اقتصر الجوهري والفيومي، وقد وردته الحمى فهو مورود، وقد ورد، على صيغة ما لم يسم فاعله، وذا يوم الورد، وهو مجاز، كما في الأساس الورد: الإشراف على الماء وغيره، دخله أو لم يدخله، وقد ورد الماء وعليه وردا وورودا، وأنشد ابن سيده قول زهير:
فلما وردن الماء زرقا جمامـه وضعن عصي الحاضر المتخيم معناه: لما بلغن الماء أقمن عليه، وكل من أتى مكانا منهلا أو غيره فقد ورده، ومن المجاز قوله تعالى وإن منكم إلا واردها فسره ثعلب فقال: يردونها مع الكفار فيدخلها الكفار ولا يدخلها المسلمون، والدليل على ذلك قول الله عز وجل إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها معبدون لا يسمعون حسيسها وقال الزجاج: وحجتهم في ذلك قوية، ونقل عن ابن مسعود والحسن وقتادة أنهم قالوا: إن ورودها ليس دخولها. وهو قوي، لأن العرب تقول: وردنا ماء كذا، ولم يدخلوه، وقال الله عز وجل ولما ورد ماء مدين وفي اللغة: وردت بلد كذا، وماء كذا، إذا أشرف عليه، دخله أو لم يدخله، قال: فالورود بالإجماع ليس بدخول، كالتورد والاستراد، قال ابن سيده: تورده واستورده كورده، كما قالوا: علا قرنه واستعلاه. وقال الجوهري: ورد فلان ورودا: حضر، وأورده غيره واستورده، أي أحضره، وهو وارد من قوم وراد، ومن قوم واردين. ووراد، ككتان من قوم ورادين. من المجاز: قرأت وردي. الورد، بالكسر: الجزء من القرآن ويقال: لفلان كل ليلة ورد من القرآن يقرؤه، أي مقدار معلوم إما سبع أو نصف السبع أو ما أشبه ذلك، قرأ ورده وحزبه بمعنى واحد. والورد: القطيع من الطير يقال: ورد الطير الماء وردا واورادا، وأنشد:
فأوراد القطا سهل البطاح وإنما سمي النصيب من قراءة القرآن وردا من هذا. الورد: الجيش، على التشبيه بقطيع الطير، قال رؤبة:
كم دق من أعناق ورد مكمه وقول
جرير أنشده ابن حبيب:
صفحة : 2335
سأحمد يربوعا على أن وردهاإذاذ يدلم يحبس وإن ذاد حكما قال: الورد هنا:
الجيش، شبهه بالورد من الإبل بعينها. الورد: النصيب من الماء. وأورده
الماء: جعله يرده. الورد: القوم يردون الماء، وفي التنزيل قوله تعالى ونسوق
المجرمين إلى جهنم وردا قال الزجاج: أي مشاة عطاشا، كالواردة وهم وراد
الماء، قال يصف قليبا:
صبحن من وشحى قليبا سكا يطمو إذا الورد عليه التكا وكذلك الإبل:
وصبح الماء بورد عكنان في المحكم وارده، وأنشد:
ومت مني هللا إنـمـا موتك لو واردت وراديه والموردة: مأتاة الماء، قيل: الجادة، قال طرافة:
كأن علوب النسع في دأياتهاموارد من خلقاء في ظهر قردد كالواردة، وجمع الموردة موارد، ومنه الحديث اتقوا البراز في الموارد، أي المجاري والطرق إلى الماء، وجمع الواردة واردات، ومن المجاز: استقامت الواردات والموارد، يعني الطرق، وأصلها طرق الواردين، كما في الأساس. قوله: تعالى ونحن أقرب إليه من حبل الوريد قال أهل اللغة: الوريد: عرق تحت اللسان، وهو في العضد فليق، وفي الذراع الأكحل، وفيما تفرق من ظهر الكف الأشاجع، وفي بطن الذراع الرواهش، ويقال إنها أربعة عروق في الرأس، فمنها اثنان ينحدران قدام الأذنين، ومنها الوريدان في العنق، وقال أبو الهيثم: الوريدان تحت الودجين، والودجان: عرقان غليظان عن يمين ثغرة النحر ويسارها. قال: والوريدان ينبضان ابدا من الإنسان وكل عرق ينبض فهو من الأوردة التي فيها مجرى الحياة والوريد من العروق: ما جرى فيه النفس ولم يجر فيه الدم. وقال أبو زيد الوريدان عرقان في العنق بين الأوداج وبين اللبتين، قال الأزهري: والقول في الوريدين ما قاله أبو الهيثم، أوردة وورود. من المجاز: عشية وردة، إذا احمر أفقها عند غروب الشمس، وكذلك عند طلوعها، وذلك علامة الجدب. وفي اللسان: ليلة وردة: حمراء الطرفين، وذلك في الجدب. من المجاز: وقع في ردة، وكذا ألقاه في وردة، أي هلكة كورطة، والطاء أعلى. وعين الوردة. رأس عين. والأوراد كأنه جمع ورد: عند حنين، قال:
ركضن الخيل فيها بين بس
إلى الأوراج تنحط بالنهاب
صفحة : 2336
وورد، ووراد، ووردان أسماء. وبنات وردان: دواب أي معروفة، وهي هذه الخنافس.
وأورده: جعلضه يرد الماء، وفي الصحاح: ورد فلان ورودا: حضر، وأورده غيره:
أحضره المورد، كاستورده وتورده، الأخير عن ابن سيده. وتورد: طلب الورد،
كاستورد، عن ابن سيده. توردت الخيل البلدة: دخلها قليلا قليلا، قطعة قطعة،
وهو مجاز وهو غير التورد بمعنى الإشراف دخل أو لم يدخل، وقد سبق فليس
بتكرار مع ما قبله كما توهمه بعض. ووردت الشجرة توريدا: نورت أي خرج نورها،
قاله أبو حنيفة. من المجاز: خد مورد، ويقال وردت المرأة إذا حمرت خدها
وعالجته بصبغ القطنة المصبوغة. والوارد: السابق وبه فسر قوله تعالى فأرسلوا
واردهم أي سابقهم والوارد الشجاع الجريء المتقدم في الأمور، قال الصاغاني:
يقال ذلك وفيه نظر. من المجاز: الوارد من الشعر: الطويل المسترسل، يقال شعر
وارد أي يرد الكفل بطوله، كما في الأساس، قال طرفة:
وعلى المتنين منها وارد حسن النبت أثيت مسبكر والشعر من المرأة يرد كفلها. وواردة: د، عن الصاغاني. ووردان، بالفتح:واد، وقيل: موضع ينسب إليه الوادي. وردان، بالفتح: واد، وقيل: موضع ينسب إليه الوادي. وردان مولى لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وقع من عذق فمات في حياته صلى الله عليه وسلم، وكذا وردان بن إسماعيل التميمي، له وفادة، ووردان بن مخرم التميمي العنبري، أخو حيدة، لهما وفادة. ووردان الجني له ذكر في ليلة الجن. وردان مولى لعمرو بن العاص. وله سوق وردان بمصر، وهي قرية عامرة الآن. ووردانة: ببخارا، كذا ضبطه العمراني وحققه، قال أبو سعد: ينسب إليها إدريس بن عبد العزيز الورداني، يروي عن عيسى بن موسى بن غنجار، وعنه ابنه أبو عمرو. والوردانية: منسوبة إلى رجل اسمه وردان. والوردية: مقبرة ببغداد بعد باب أبرز من الجانب الشرقي قريبة من قرى الظفرية. ووردة اسم أم طرفة بن العبد الشاعر لها ذكر، قال طرفة:
ما ينظرون بحق وردة فـيكـم صغر البنون ورهط وردة غيب وواردات، جمع واردة: عن يسار طريق مكة وأنت قاصدها، وقال السكري: الربائع عن يسار سميراء ، وواردات عن يمينها سمر كلها وبذلك سميت سميراء. ويوم واردات يوم معروف بين بكر وتغلب قتل فيه بجير بن الحارث ابن عباد بن مرة، فقال مهلهل:
أليلتنا بـذي حـسـم أنـيري
وإن أنت انقضيت فلا تحوري
فإن يك بالذبائب طال لـيلـي
فقد أبكي من الليل القصـير
فإني قد تـركـت بـواردات
بجيرا في دم مثل الـعـبـير
هتكت به بيوت بنـي عـبـاد
وبعض الغشم أشفى للصدور
وقال ابن مقبل:
ونحن القائدون بـواردات ضباب
الموت حتى ينجلينا
وقال امرؤ القيس:
سقى واردات فالقليب فلعلعا
ملث سماكي فهضبة أيهبا
صفحة : 2337
من المجاز: أرنبة واردة، إذا كانت مقبلة على السبلة، ويقال: فلان وارد
الأرنبة، أي طويلها، وكل طويل وارد. قال الأزهري: ويقال: ايراد الفرس يوراد
على قياس ادهام واكمات: صار وردا، وأصلها اوراد بالواو صارت الواو ياء
لكسرة ما قبلها، ذكره أئمة التصريف في الإبدال. والمستورد بن شداد بن عمرو
القرشي صحابي نزل الكوفة ثم مصر، روى عنه جماعة. وفاته: المستورد بن حبلان
العبدي، له ذكر في حديث لأبي أمامة في الفتن. وكذا المستورد بن سلامة بن
عمرو ابن حسيل، الفهري، قال ابن يونس: هو صحابي شهد فتح مصر، واختط بها،
توفي بالإسكندرية سنة خمس وأربعين، روى عنه علي بن رباح وأبو عبد الرحمن
الحبلي. وكذا المستورد بن منهال بن قنفذ القضاعي، له صحبة، وهكذا نسبه
الطبري. والزماورد، بالضم، وفي حواشي الكشاف بالفتح: طعام من البيض واللحم،
معرب ومثله في شفاء الغليل. والعامة يقولون بزماورد، وهو الرقاق الملفوف
باللحم، قال شيخنا: وفي كتب الأدب: هو طعام يقال له: لقمة القاضي، ولقمة
الخليفة، ويسمى بخراسان نواله، ويسمى نرجس المائدة وميسرا ومهنأ. ومما
يستدرك عليه: يقال: أكل الرطب موردة. أي محمة، عن ثعلب، وقوله تعالى فكانت
وردة كالدهان قيل: كلون فرس وردة. والورد، بالكسرك الماء الذي يورد والورد:
الإبل الواردة، قال رؤبة:
لو دق وردي حوضه لم ينده وأنشد قول حرير في الماء:
لا ورد للقوم إن لم يعرفوا بردىإذا تكشف عن أعناقها السدف بردى: نهر دمشق. والورد: العطش. والموارد: المناهل. وورد موردا، أي وردا. والموردة: الطريق إلى الماء. والورد: وقت يوم الورد بين الظمأين. والورد اسم من ورد يوم الورد، وما ورد من جماعة الطير والإبل. والورد: خلاف الصدر. ويقال: مالك توردني، أي تقدم علي. والمتورد: هو المتقدم على قرنه الذي لا يدفعه شيء، ومنه قيل للأسد: متورد، وبه فسر قول طرفة:
كسيد الغضى نبهته المتورد الموردة: المهلكة جمعها الموارد، وبه فسر حديث أبي بكر رضي الله عنه: أخذ بلسانه وقال: هذا الذي أوردني الموارد. وأورد عليه الخبر: قصة، وهو مجاز: والورد: الإبل بعينها. والورد: الجزء من الليل يكون على الرجل يصليه. وشفة واردة، ولثة واردة، أي مسترسلة، وهو مجاز، والأصل في ذلك أن الأنف إذا طال يصل إلى الماء إذا شرب بفيه. وشجرة واردة الأغصان، إذا تدلت أغصانها، وهو مجاز، وقال الراعي يصف نخلا أو كرما:
يلفى نواطيره في كل مرقبةيرمون عن وارد الأفنان منصهر أي يرمون الطير عنه. ورجل منتفخ الوريد، إذا كان سيء الخلق غضوبا. والوارد: الطريق، قال لبيد:
ثم أصدرناهما فـي وارد صادر وهم صواه كالمثل يقول: أصدرنا بعيرينا في طريق صادر، وكذلك المورد، قال جرير:
أمير المؤمنين على صراط
إذا أعوج الموارد مستقيم
صفحة : 2338
ومن المجاز: وردت البلد، وورد علي كتاب سرني مورده. وهو حسن الإيراد،
قالوا: أورد الشيء، إذا ذكره. وهو يتورد المهالك. وورد عليه امر لم يطقه.
واستورد الضلالة ووردها وأورده إياها. وبين الشاعرين مواردة وتوارد، ومنه
توارد الخاطر على الخاطر. ورجع مورد القذال: مصفوعا. كل ذلك في الأساس.
وورد: بطن من جعدة. والإيراد من سير الخيل: مادون الجري. واستوردني فلان
بكذا: ائتمنني به. ووردة الضحى: وردها. وفي حديث الحسن وابن سيرين كانا
يقرآن القرآن من أوله إلى آخره ويكرهان الأوراد. معناه أنهم كانوا قد
أحدثوا أن جعلوا القرآن أجزاء، كل جزء منها فيه سور مختلفة على غير
التأليف، وجعلوا السورة الطويلة مع أخرى دونها في الطولن ثم يزيدون كذلك
حتى يتم الجزء، وكانوا يسمونها الأوراد.
و س د
الوساد، بالكسر: المتكأ، قاله ابن سيده، وهو بصيغة المفعول ما يتكأ عليه.
وفي اللسان: الوساد: كل ما يوضع تحت الرأس وإن كان من تراب أو حجارة، وقال
عبد بني الحسحاس:
فبتنا وسادانا إلى علـجـانة وحقف تهاداه الرياح تهاديا الوساد: المخدة، بكسر الميم كصيغة الآلة: ما يوضع تحت الخد، كالوسادة، بالكسر، قاله الجوهري، ويثلث، أي فيهما، كما نقله شراح الشمائل، وأنكره جماعة، واقتصروا على الكسر في الوسادة، وقالوا: هو القياس في مثله، كاللباس واللحاف والفراش ونحوها. والذي يظهر من سياق المصنف أن التليث في الوسادة فقط، وقد صرضح به الصاغاني، ونقل فيها الفتح والضم، وقال لغتان في الوسادة، بالكسر، وسد بضمتين، وبضم فسكون، هكذا ضبط بالوجهين، ووسائد، وزاد صاحب المصباح ووسادات، قد توسد، ووسده إياه توسيدا فتوسد، إذا جعله تحت رأسه، قال أبو ذؤيب الهذلي:
فكنت ذنوب البئر لما توشلتوسربلت أكفاني ووسدت ساعدي وأوسد في السير: أغذ، بالغين والذال المعجمتين، أي أسرع. أوسد الكلب: أغراه بالصيد، كآسده، وقد تقدم. ووسادة، بالكسر: بطريق المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، من الشام في آخر جبال حوران ما بين يرقع وقراقر، مات به الفقيه يوسف بن مكي بن يوسف الحارثي الشافعي أبو الحجاج إمام جامع دمشق الدمشقي، وكان سمع أبا طالب الزينبي غيره، وكانت وفاته بهذا الموضع راجعا من الحج سنة 555 قاله ابن عساكر. وذات الوسائد: بأرض نجد في بلاد تميم، قال متمم بن نويرة:
ألم تر أني بعد قيس ومـالـك
وأرقـم غـياظ الـذين أكـايد
وعمرا بوادي منعج إذ أجـنـه
ولم أنس قبرا عند ذات الوسائد
في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم إن وسادك لعريض، وهو من كناياته البليغة صلى الله عليه وسلم، قال ابن الأثير: كناية عن كثرة النوم وهو مظنته، لأن من عرض وساده ووثره طاب نومه وطال، أراد إن نومك إذا لكيير. أو كناية عن عرض قفاه وعظم رأسه، وذلك دليل الغباوة، ألا ترى إلى قول طرفة:
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه
خشاش كرأس الحية المتوقـد
صفحة : 2339
وتشهد له الرواية الخرى قلت يا رسول الله، ما الخيط الأبيض من الخيط
الأسود، أهما الخيطان? قال: إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين وقيل: أراد
أن من توسد الخيطين المكني بهما عن الليل والنهار لعريض الوساد. كذلك قوله
صلى الله عليه وسلم في شريح الحضرمي في خبر مرسل ذكر عند النبي صلى الله
عليه وسلم فقال ذاك رجل لا يتوسد القرآن، قال ابن الأعرابي يحتمل كونه
مدحا، أي لا يمتهنه ولا يطرحه، بل يجله ويعظمه، أي لا ينام عنه ولكن يتهجد
به، ولا يكون القرآن متوسدا معه، بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها لا كمن
يتهاون به ويخل بالواجب من تلاوته. وضرب توسده مثلا للجمع بين امتهانه
والاطراح له ونسيانه، يحتمل كونه ذما، أي لا يكب على تلاوته، وإذا نام لم
يكن معه من القرآن شيء مثل إكباب النائم على وساده، فإن كان حمده فالمعنى
هو الأول، وإن كان ذمه فالمعنى هو الآخر، قال أبو منصور: وأشبههما أنه أثنى
عليه وحمده، وقد روي في حديث آخر من قرأ ثلاث آيات من القرآن لم يكن متوسدا
للقرآن. ومن الأول قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر لاتوسدوا القرآن
واتلوه حق تلاوته ولا تستعجلوا ثوابه، فإن له ثوابا. ومن الثاني ما يروى أن
رجلا قال لأبي الدرداء رضي الله عنه: إني أريد أن أطلب العلم فأخشى، وفي
بعض النسخ، بالواو، أن أضيعه. فقال: لأن تتوسد العلم خير لك من أن تتوسد
الجهل يقال: توسد فلان ذراعه، إذا نام عليه وجعله كالوسادة له، وقال الليث:
يقال: وسد فلان فلانا وسادة، وتوسد وسادة، إذا وضع رأسه عليها، وقد أطال
شراح البخاري في شرح الحديثين، ولخصه ابن الأثير في النهاية، قال شيخنا:
وما كان من الألفاظ والتراكيب محتملا كهذا التركيب يسمى مثله عند أهل
البديع الإيهام والتورية والمواربة، أي المخاتلة كما في مصنفات البديع.
ومما يستدرك عليه: الإسادة لغة في الوسادة، كما قالوا في الوشاح إشاح. وفي الحديث إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ، أي أسند وجعل في غير أهله، يعني إذا سود وشرف غير المستحق للسيادة والشرف. وقيل: إذا وضعت وسادة الملك والأمر والنهي لغير مستحقهما، ويكون إلى بمعنى اللام. والتوسيد: أن تمد الثلام طولا حيث تبلغه البقر. ويقال للأبله: هو يتوسد الهم.
و ص د
صفحة : 2340
الوصيد والأصيد لغتان مثل الوكاف والإكاف، نقله الفراء عن يونس والأخفش،
وهما: الفناء، والجمع وصد ووصائد، وقيل: الوصيد: العتبة للباب والوصيد بيت
كالحظيرة من الحجارة يتخذ في الجبال، للمال أي للغنم وغيرها، كالوصيدة،
يقال: غنمهم في الوصائد. والوصيد: كهف أصحاب الكهف في بعض الأقوال،
وبالوجوه الثلاثة فسر قوله تعالى وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد كذا في
البصائر للمصنف، فلا وجه لإنكار شيخنا عليه. والوصيد أيضا: الجبل، أورده
المصنف في البصائر. والوصيد: النبات المتقارب الأصول. ومن المجاز الوصيد:
الضيق، كالموصد عليه وقد أوصدوا على فلان: ضيقوا عليه وأرهقوه، كما في
الأساس.والوصيد: المطبق، كالوصاد. والوصيد: الذي يختن مرتين، أورده المصنف
في البصائر. والوصيد: الحظيرة من الغصنة، بكسر الغين المعجمة وفتح الصاد
المهملة، جمع غصن كما سيأتي، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، فإن الأصيدة
والوصيدة لا تكون إلا من الحجارة، والذي من الغصنة تسمى الحظيرة، وقد بين
هذا الفرق ابن منظور وغيره. ولما رأى المصنف في عبارة الأزهري والحظيرة من
الغصنة بعد قوله إلا أنها من الحجارة ظن أنه معطوف على ما قبله، وليس كذلك
فتأمل. والوصد، محركة، وضبطه الصاغاني بالفتح، وهو الصواب: النسج. والوصاد:
النساج قال رؤبة:
ما كان تحبير اليماني البراد
يرجو وإن داخل كل وصاد
نسجي ونسجي مجرهد الجداد
يقال: وصد النساج بعض الخيط في بعض وصدا، ووصده: أدخل اللحمة في السدى. والموصد، كمعظم: الخدر أنشد ثعلب:
وعلقت ليلى وهي ذات موصدولم يبد للأتراب من ثديها حجم وأوصد الرجل: اتخذ حظيرة في الجبل لحفظ المال، كاستوصد. وأوصد الكلب وغيره بالصيد: أغراه كوصده توصيدا. وأوصد الباب: أطبقه وأغلقه، كآصده فهو موصد، مثل أوجع فهو موجع، وفي حديث أصحاب الغار فوقع الجبل على باب الكهف فأوصده أي سده، من أوصدت الباب إذا أغلقته. وأوصد القدر: أطبقها، والاسم منهما جميعا الوصاد، حكاه اللحياني. وقوله عز وجل إنها عليهم مؤصدة وقرىء موصدة، بغير همز، قال أبو عبيدة: آصدت وأوصدتن إذا أطبقت، ومعنى مؤصدة: مطبقة عليهم، وفي البصائر: همزها أبو عمرو وحمزة وخلف وحفص واختلف على يعقوب، والباقون بغير همز. ووصد، كوعد: ثبت، وفي النوادر: وصدت بالمكان أصد، ووتدت أتد، إذا ثبت، ويقال: وصد الشيء: وصب، أي ثبت، فهو واصد وواصب، ومثله الصيهد والصيهب للحر الشديد، ووصد بالمكان: أقام. وهو مأخوذ من عبارة النوادر، مثل وطد. والتوصيد: التحذير، يقال وصده، وأوصده، إذا أغراه وحذره. ومما يستدرك عليه: الوصدة من الرجل: خبتة سراويله، وأنشد يعقوب:
ومرهق سال إمتاعا بوصـدتـه لم يستعن وحوامي الموت تغشاه فسره ابن سيده بما تقدم وقال: معنى لم يستعن، أي لم يحلق عانته.
و ط د
وطد الشيء يطده وطدا، بفتح فسكون، وطدة، كعدة، فهو وطيد وموطود: أثبته
وثقله، كوطده توطيدا، فتوطد: ثبت، وقال يصف قوما بكثرة العدد:
وهم يطدون الأرض لولاهم ارتمتبمن
فوقها من ذي بيان وأعجما
صفحة : 2341
والواطد: الثابت: والطادي مقلوب منه، وسيأتي، وأنشد ابن دريد، قال: وأحسبه
لكذاب بني الحرماز:
وأس مجد ثابت وطـيد
نال السماء درعها المديد
وقد اتطد. ووطده إليه: ضمه، ومنه حديث البراء بن مالك، قال يوم اليمامة لخالد بن الوليد طدني إليك أي ضمني إليك واغمزني. وعن أبي عمرو: الوطد: غمزك الشيء إلى الشيء وإثباتك إياه. وبه فسر حديث ابن مسعود أن زياد بن عدي أتاه فوطده إلى الأرض. وكان رجلا مجبولا، فقال عبد الله: اعل عني. فقال: لا، حتى تخبرني متى يهلك الرجل وهو يعلم، قال: إذا كان عليه إمام، إن أطاعه أكفره، وإن عصاه قتله وقال ابن الأثير: فوطده إلى الأرض، أي غمزه فيها، وأثبته عليها، ومنعه من الحركة. ومن المجاز وطد له عنده منزلة، إذا مهدها كوطدها، ووطد الأرض: ردمها وداسها لتصلب وتشتد. ووطد الشيء: دام وثبت، مثل وصد فهو واطد وواصد، ووطد الشيء وطدا: دام ورسا. وقال الفراء: طاد، إذا ثبت، وداط ووطد، إذا حمق، ووطد، إذا سار، ضد. وبين سار ورسا جناس كما لا يخفى. ووطد لغضة في وطيء ومنه ما جاء في رواية: اللهم اشدد وطدتك على مضر أي وطأتك، قاله شراح البخاري، ومنه أيضا حديث الغار فوقع الجبل على الكهف فأوطده أي سده بالهدم، قال ابن الأثير: هكذا روي، وإنما يقال: وطده، قال: ولعله لغة، وقد روي: فأوصده، بالصاد، وقد تقدم. والميطدة، بالكسر: خشبة يوطد بها أساس بناء وغيره ليصلب، وقد وطده، إذا ضربه بالميطدة، وقيل: هي خشبة يمسك بها المثقب، كما في اللسان. ومن المجاز الوطائد: أثافي القدر، كأنه جمع وطيدة. والوطائد، أيضا: قواعد البنيان. والمتواطد: الدائم الثابت الذي بعضه في إثر بعض، كالواطد والطادي. ومن المجاز: المتواطد: الشديد، عن أبي عمرو. ومما يستدرك عليه: وله عنده وطيدة، أي منزلة ثابتة، عن يعقوب. ومن المجاز يقال: وطد الله للسلطان ملكه وأطده، إذا ثبته. وعز موطد وموطود وواطد: ثابت. ووطائد الإسلام. كما في الأساس.
و ع د
وعده الأمر، متعديا بنفسه، ووعده به. متعديا بالباء وهو رأي كثير، وقيل:
الباء زائدة ومنع جماعة دخولها مع الثلاثي، قالوا: وإنما تكون مع الرباعي،
يعد عدة، بالكسر، وهو القياس في كل مثال، وربما فتح كسعة، ووعدا، وهو من
المصادر المجموعة، قالوا الوعود، حكاها ابن جنى، وقوله تعالى متى هذا الوعد
إن كنتم صادقين أي إنجاز هذا الوعد، أرونا ذلك. وفي التهذيب: الوعد والعدة
يكونان مصدرا واسما، فأما العدة فتجمع عدات، والوعد لا يجمع، وقال الفراء
وعدت عدة، ويحذفون الهاء إذا أضافوا، وأنشد:
إن الخليط أجدوا البين
فانجردواوأخلفوك عدى الأمر الذي وعدوا
صفحة : 2342
وقال ابن الأنباري وغيره: الفراء يقول: عدة وعدى، قال: ويكتب بالياء. وفي
الصحاح والعدة: الوعد، والهاء، عوض من الواو، ويجمع على عدات، ولا يجمع
الوعد، والنسبة إلى عدة عدي، وإلى زنة زنى، فلا ترد الواو كما تردها في
شية. والفراء يقول عدوي وزنوي كما يقال شيوي. قلت: وقوله: ولا يجمع إلا ما
شذ، كالأشغال والحلوم، كما قاله سيبويه وغيره، وموعدا وموعدة، قال شيخنا:
هو أيضا من المقيس في باب المثال، فيقال فيه مفعلة بفتح الميم وكسر العين،
وما جاء بالفتح فهو على خلاف القياس كموحد، ومما معه من الألفاظ التي جاء
بها الجوهري وذكرها ابن مالك وغيره من أئمة الصرف، وهنا للجوهري مباحث
وقواعد صرفية أغفلها المصنف لعدم إلمامه بذلك الفن. قلت: وسنسوق عبارة
الجوهري وسبب عدول المصنف عنها قريبا. وفي لسان العرب: ويكون الموعد مصدر
وعدته، ويكون الموعد وقتا للعدة، والموعدة أيضا اسم للعدة والميعاد لا يكون
إلا وقتا أو موضعا، والوعد مصدر حقيقي، والعدة اسم يوضع موضع المصدر، وكذلك
الموعدة، قال الله عز و جل إلا عن موعدة وعدها إياه وفي الصحاح: وكذلك
الموعد، لأن ما كان فاء الفعل منه واوا أو ياء ثم سقطتا في المستقبل نحو
يعد ويزن ويهب ويضع ويئل فإن المفعل منه مكسور في الاسم والمصدر جميعا، ولا
تبال أمنصوبا كان يفعل منه أو مكسورا بعد أن تكون الواو منه ذاهبة، إلا
أحرفا جاءت نوادر، قالوا: دخلوا موحد موحد، وفلان ابن مورق، وموكل اسم رجل
أو موضع، وموهب اسم رجل وموزن موضع، هذا سماع، والقياس فيه الكسر، فإن كانت
الواو من يفعل منه ثابتة، نحو يوجل ويوجع ويوسن ففيه الوجهان، فإن أردت به
المكان والاسم كسرته وإن أردت به المصدر نصبته، فقلت موجل وموجل وموجع
وموجع فإن كان مع ذلك معتل الآخر فالمفعل منه منصوب، وذهبت الواو في يفعل
أو ثبتت، كقولك المولى والموفى والموعى، من يلي ويفي ويعي، قال الإمام أبو
محمد ابن بري: قوله في استثنائه: إلا أحرفا جاءت نوادر، قالوا: دخلوا موحد
موحد. قال: موحد ليس من هذا الباب، وإنما هو معدول عن واحد، فيمتنع من
الصرف للعدل والصفة كأحاد، مثله، مثنى وثناء ومثلث وثلاث ومربع ورباع، قال:
سيبويه: موحد فتحوه لأنه ليس بمصدر ولا مكان، وإنما هو معدول عن واحد، كما
أن عمر معدول عن عامر، انتهى. قلت: ولما كان الأمر فيه ما ذكره ابن بري،
وأن بعض ما استثناه مناقش فيه ومردود عليه لم يلتفت إليه المصنف، وزعم
شيخنا سامحه الله تعالى أنه لجهله بالقواعد الصرفية، وهو تحامل منه عجيب،
وموعودا وموعودة، قال ابن سيدضه: هو من المصادر التي جاءت على مفعول
ومفعولة كالمحلوف والمرجوع والمصدوقة والمكذوبة، قال ابن جنى: ومما جاء من
المصادر مجموعا معملا قولهم:
مواعيد عرقوب أخاه بيثرب
صفحة : 2343
قال شيخنا: وورود مفعول مصدرا من الثلاثي الجمهور حصروه في السماع، وقصروه
على الوارد، وأبو الخطاب الأخفش الكبير في جماعة قاسوه في الثلاثي، كما قاس
الكل اسم مفعول مصدرا في غير الثلاثي، على ما عرف في الصرف. وعده خيرا
وشرا، فينصبان على المفعولية المطلقة، وقيل، على إسقاط الجار، والصواب
الأول، كما حققه شيخنا، وعبارة الفصيح: وعدت الرجل خيرا وشرا. قال شراحه:
أي منيته بهما، قال الله تعالى في الخير: وعد الله الذين آمنوا وعملوا
الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ومثله كثير، وقال في الشر قل أفأنبئكم بشر
من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير وأنشدوا:
إذا وعدت شرا أتى قبل وقتـه وإن وعدت خيرا أراث وعتما قلت: وصرح الزمخشري في الأساس بأن قولهم وعدته شرا، وكذا قول الله تعالى الشيطان يعدكم الفقر من المجاز، فإذا أسقطا أي الخير والشر قيل في الخير وعد، بلا ألف، وفي الشر أوعد، بالألف، قاله المطرز، وحكاه القتيبي عن الفراء، وقال اللبلي في شرح الفصيح: وهذا هو المشهور عند أئمة اللغة. وفي التهذيب: كلام العرب: وعدت الرجل خيرا، ووعدته شرا، وأوعدته خيرا، وأوعدته شرا، فإذا لم يذكروا الخير قالوا وعدته، ولم يدخلوا ألفا، وإذا لم يذكروا الشر قالوا أوعدته ولم يسقطوا الألف، وأنشد لعامر بن الطفيل:
وإني وإن أوعدته أو وعدتـه لأخلف إيعادي وأنجز موعدي وقالوا: أوعد الخير، حكاه ابن سيده عن ابن الأعرابي، وهو نادر، وأنشد:
يبسطني مرة ويوعدني فضلا طريفا إلى أياديه وأوعده بالشر، أي إذا أخلوا الباء لم يكن إلا في الشر، كقولك: أوعدته بالضرب، وعبارة الفصيح: فإذا أدخلت الباء قلت: أوعدته بكذا وكذا، تعني من الوعيد، قال شراحه: معناه أنهم إذا أدخلوا الباء أتوا بالألف معها، فقالوا، أوعدته: بكذا، ولا تدخل الباء في وعد بغير ألف، فلا تقل وعدته بخير وبشر وعلى هذا القول أكثر أهل اللغة. قلت: وفي المحكم: وفي الخير الوعد والعدة، وفي الشر الإيعاد والوعيد، فإذا قالوا أوعدته بالشر أثبتوا الألف مع الباء، وأنشد لبعض الرجاز:
أوعدني بالسجن والأداهـم
رجلي ورجلي شثنة المناسم
قال الجوهري: تقديره أوعدني بالسجن، وأوعد رجلي بالأداهم، ورجلي شثنة، أي قوية على القيد. قلت، وحكى ابن القوطية، وعدته خيرا وشرا، وبخير وبشر، فعلى هذا لا تختص الباء بأوعد، بل تكون معها ومع وعد ، فتقول: أوعدته بشر، ووعدته بخير، ولكن الأكثر ما مر. وحكى قطرب في كتاب فعلت وأفعلت: وعدت الرجل خيرا، وأوعدته خيرا، ووعدته شرا، وأوعدته شرا. والميعاد: وقته وموضعه وكذا المواعدة يكون وقتا وموضعا، قال الجوهري، وكذلك الموعد، أي يكون وقتا وموضعا. وفي الأساس: وهذا الوقت والمكان ميعادهم وموعدهم. وتواعدوا واتعدوا بمعنى واحد، أو الأولى في الخير، والثانية في الشر، وهذا الفرق هو المشهور الذي عليه الجمهور، ففي اللسان: اتعدت الرجل، إذا أوعدته، قال الأعشى:
فإن تتعدني أتعدك بمثلها
صفحة : 2344
وقال أبو الهيثم: أوعدت الرجل أوعده إيعادا، وتوعدته توعدا. واتعدت اتعادا،
وواعده الوقت والموضع. وواعده فوعد: كان أكثر وعدا منه، وقال أبو معاذ،
واعدت زيدا، إذا وعدك ووعدته، ووعدت زيدا، إذا كان الوعد منك خاصة. ومن
المجاز فرس واعد: يعدك جريا بعد جري، وعبارة الأساس: يعد الجري. ومن المجاز
أيضا سحاب واعد، كأنه وعد بالمطر، ومن المجاز أيضا يوم واعد: يعد بالحر
وكذا عام واعد، أو يوم واعد: يعدك بالبرد أوله، ويقال: يومنا يعد بردا،
ويوم واعد، إذا وعد أوله بحر أو برد، كذا في اللسان. ومن المجاز أيضا: أرض
واعدة: رجي خيرها من النبت، قال الأصمعي: مررت بأرض بني فلان غب مطر وقع
بها فرأيتها واعدة، إذا رجي خيرها وتمام نبتها في أول ما يظهر النبت، قال
سويد بن كراع:
رعى غير مذعور بهن وراقه لعاع تهاداه الدكـادك واعـد واشتد الوعيد وهو التهديد، وقد أوعده، وقال يعقوب عن الفراء: وفي الخير الوعد والعدة، وفي الشر الإيعاد والوعيد، وحكاه أيضا صاحب الموعب، قال: قالوا: الجنة لمن خاف وعيد الله، كسروا الواو. ومن المجاز: الوعيد: هدير الفحل إذا هم أن يصول. وفي الحديث دخل حائطا من حيطان المدينة فإذا فيه جملان يصرفان ويوعدان ن أي يهدران، وقد أوعد يوعد إيعادا. والتوعد: التهدد، كالإيعاد، وقد أوعده وتوعده. وقال أبو الهيثم: أوعدت الرجل أوعده إيعادا، وتوعدته توعدا، واتعدت اتعادا، ونقل ابن منظور عن الزجاج أن العامة تخطىء وتقول أوعدني فلان موعدا أقف عليه. والتعاد: قبول العدة، وأصله الاوتعاد، قلبوا الواو تاء وأدغموا، وناس يقولون ائتعد يأتعد ائتعادا فهو مؤتعد، بالهمز، كما قالوا يأتسر في ائتسار الجزور، قال ابن بري: صوابه ابتعد، ياتعد، فهو موتعد، من غير همز، وكذلك ايتسر، ياتسر، فهو موتسر، بغير همز، وكذلك ذكره سيبويه، وأصحابه يعلونه على حركة ما قبل الحرف المعتل، فيجعلونه ياء إن انكسر ما قبلها، وألفا إن انفتح ما قبلها، وواوا إن انضم ما قبلها، قال ولا يجوز بالهمز، لأنه لا أصل له في باب الوعد، واليسر، وعلى ذلك نص سيبويه وجميع النحويين البصريين، كذا في اللسان. ومما يستدرك عليه: الموعد: العهد، وبه فسر مجاهد قوله تعالى ما أخلفنا موعدك بملكنا وكذلك قوله فأخلفتم موعدي قال: عهدي. ويقال للدابة والماشية إذا رجى خيرها وإقبالها: واعد، وهو مجاز. ويقال: هذا غلام تعد مخايله كرما، وشيمه تعد جلدا وصرامة، وهو مجاز، وقال بعضهم: فلان يتعد إذا وثق بعدتك، وقال:
إني ائتممت أبا الصباح
فاتعديواستبشري بنوال غير منزور واليوم الموعود يوم القيامة، كقوله تعالى
ميقات يوم معلوم وفي الأمثال العدة عطية أي تعد لها أو يقبح إخلافها
كاسترجاع العطية، وقولهم: وعده عدة الثريا بالقمر، لأنهما يلتقيان في كل
شهر مرة، قاله الميداني. والطائفة الوعيدية، فرقة من الخوارج أفراطوا في
الوعيد فقالوا بخلود الفساق في النار.
صفحة : 2345
تذييل: قال الله تعالى: وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة قرأ أبو عمرو: وعدنا.
بغير ألف، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي: واعدنا،
بالألف، قال أبو إسحاق، اختار جماعة من أهل اللغة وإذ وعدنا بغير ألف
وقالوا: إنما اخترنا هذا لأن المواعدة إنما تكون من الآدميين، فاختاروا
وعدنا وقالوا: دليلنا قول الله تعالى إن الله وعدكم وعد الحق وما أشبهه،
قال:وهذا الذي ذكروه ليس مثل هذا. وأما واعدنا هذا فجيد، لأن الطاعة في
القبول بمنزلة المواعدة فهو من الله عد ومن موسى قبول واتباع، فجرى مجرى
المواعدة، وقد أشار له في التهذيب والمحكم، ونقل مثل ذلك عن ثعلب. تكميل:
قالوا: إذا وعد خيرا فلم يفعله قالوا: أخلف فلان، وهو العيب الفاحش، وإذا
أوعد ولم يفعل فذلك عندهم العفو والكرم، ولا يسمون هذا خلفا، فإن فعل فهو
حقه، قال ثعلب: ما رأينا أحدا إلا وقوله إن الله جل وعلا إذا وعد وفى وإذا
أوعد عفا، وله أن يعذب. قاله المطرز في الياقوت، وحكى صاحب الموعب عن أبي
عمرو بن العلاء أنه قال لعمرو بن عبيد إنك جاهل بلغة العرب، إنهم لا يعدون
العافي مخلفا، إنما يعدون من وعد خيرا فلم يفعل مخلفا، ولا يعدون من وعد
شرا فعفا مخلفا، أما سمعت قول الشاعر:
ولا يرهب المولى ولا العبد
صولتي
ولا اختتي من صولة المتهدد
وإني وإن أوعدته أو وعدته
لمـخلف إيعادي ومـنجـز مـوعدي
وقد أوسع فيه صاحب المجمل في رسالة مختصة بالفرق بين الوعد والوعيد، فراجعها. واختلف في حكم الوفاء بالوعد، هل هو واجب أو سنة? أقوال. قال شيخنا: وأكثر العلماء على وجوب الوفاء بالوعد وتحريم الخلف فيه، وكانت العرب تستعيبه وتستقبحه، وقالوا: إخلاف الوعد من أخلاق الوغد، وقيل: الوفاء سنة، والإخلاف مكروه، واستشكله بعض العلماء، وقال القاضي أبو بكر بن العربي بعد سرد كلام: وخلف الوعد كذب ونفاق، وإن قل فهو معصية، وقد ألف الحافظ السخاوي في ذلك رسالة مستقلة سماها التماس السعد في الوفاء بالوعد جمع فيها فأوعى، وكذا الفقيه أحمد بن حجر المكي ألم على هذا البحث في الزواجر، ونقل حاصل كلام السخاوي برمته، فراجعه، ثم قال شيخنا: وأما الإخلاف في الإيعاد الذي هو كرم وعفو فمتفق على تخلفه والتمدح بتركه، وإنما اختلفوا في تخلف الوعيد النسبة إليه تعالى، فأجازه جماعة وقالوا: هو من العفو والكرم اللائق به سبحانه. ومنعه آخرون، وقالوا: هو كذب ومخالف لقوله تعالى ما يبدل القول لدي وفيه نسخ الخبر، وغير ذلك، وصحح الأول وقد أوردها مبسوطة أبو المعين النسفي في التبصيرة، فراجعها، والله أعلم
و غ د
الوغد: الصبي. الوغد: خادم القوم وقد وغدهم يغدهم وغدا: خدمهم، وقيل: هو
الذي يغدهم وغدا: خدمهم، وقيل: هو الذي يخدم بطعام بطنه. كذا في الأساس
واللسان، وفي شرح لامية الطغرائي عند قوله:
ما كنت أوثر أن يمتد بي زمنيحتى
أرى دولة الأوغاد والسفل
صفحة : 2346
قال: الأوغاد: جمع وغد، وهو الدنيء الذي يخدم بطعام بطنه. وقيل: هو الذي
يأكل ويحمل، وأما الوغل، باللام، فهو الضعيف الخامل الذي لا ذكر له، أوغاد
وغدان بالضم، وهذه عن الصاغاني، ووغدان بالكسر، يقال: هو من أوغاد القوم
ووغدانهم، ووغدانهم، أي من أذلائهم وضعفائهم. الوغد: ثمر الباذنجان كالمغد،
وقد تقدم مرارا أن المصنف لم يذكر الباذنجان في موضعه، كأنه لشهرته، وفيه
تأمل. الوغد قدح من سهام الميسر لا نصيب له، ومقتضى عبارة الأساس أنه الأصل
وما عداه من المعاني راجعة إليه، كالدانىء ولخسيس والذليل الصبي. من ذلك
الوغد: العبد، قال أبو حاتم: قلت لأم الهيثم: أو يقال للعبد: وغد? قالت:
ومن أوغد منه. والمواغدة: لعبة لهم، نقله الصاغاني، يفعل فيها اللاعب كفعل
صاحبه. المواغدة أيضا: أن تفعل كفعل صاحبك، وخص بعضهم به السير، وذلك أن
تسير مثل سير صاحبك، وهي المجارة والمواضخة، وقد تكون المواغدة لناقة
واحدة، لأن إحدى يديها ورجليها تواغد الأخرى، وواغدت الناقة الأخرى، سارت
مثل سيرها، أنشد ثعلب:
موغد جاء له ظباظب
و ف د
وفد إليه وعليه يفد وفدا، بفتح فسكون، ووفودا، بالضم، ووفادة، بالكسر،
وإفادة، على البدل: قدم، فهو وافد، قال سيبويه: وسمعناهم ينشدون بيت ابن
مقبل.
إلا الإفادة فاستولت ركائبناعند الجبابير بالباساء والنعم كذا نص المحكم،
وقال الأصمعي: وفد فلان يفد وفادة، إذا خرج إلى ملك أو أمير. في الصحاح
والأساس: وفد فلان على الأمير، أي ورد رسولا، فهو وافد، وهكذا أورده المصنف
في البصائر، وأوفده عليه، وهي بقية عبارة المحكم، ومثله في الأساس، أوفده
إليه. من عبارة الجوهري، ونصها: وأوفدته أنا إلى الأمير: أرسلته، واقتصر
على هذه المصنف في البصائر، وأورده ابن سيده أيضا بعد سياق الكلام، فهم
وفود، بالضم، جمع وافد، فهم وفود، بالضم، جمع وافد، ووفد، هو اسم للجمع،
وقيل جمع وافد، كصحب وصاحب، وأوفاد، قال شيخنا: تسامحوا فيه لأنه معتل
الأول، ووفد، كركع، وزاد الزمخشري فقال: ووفاد. من المجاز الوافد هو:
السابق من الإبل، وعليه اقتصر في اللسان، وزاد غيره: والقطا، وفي الأساس:
الطير، قال: وهو الذي يتقدم سائرها في السير والورود. من المجاز: الوافد:
هو المرتفع الناشز من الخد عند المضغ. وفي البصائر: والوافدان في قول
الأعشى:
رأت رجلا غائب الـوافـدين مختلف الخلق أعشى ضريرا هما الناشزان من الخدين عند المضغ، من ذلك قولهم: من شاب غاب وافداه. ووافد: حي من العرب. والإيفاد: الإشراف على الشيء، وأنشد في البصائر لحميد بن ثور الهلالي رضي الله عنها:
ترى العلافي عليها موفدا كأن برجا فوقها مشـيدا أي مشرفا، ويقال للفرس: ما أحسن ما أوفد حاركه، أي أشرف، وهو مجاز، كالتوفد. الإيفاد أيضا: الإرسال، وقد أوفده عليه وإليه، كما تقدم، كالتوفيد، يقال: وفده الأمير إلى الأمير الذي فوقه، إذا أرسله. الإيفاد: رفع الريم رأسه ونصبه أذنيه، قال تميم بن مقبل:
تراءت لنا يوم السيار بفاحـم
وسنة ريم خاف سمعا فأوفدا
صفحة : 2347
الإيفاد: الإسراع، وهو في شعر ابن أحمر من المجاز: الإيفاد: الارتفاع،
يقال: أوفد الشيء، إذا ارتفع، كما في الأساس، وفي اللسان أوفد الشيء: رفعه،
وأوفد هو: ارتفع. والوفد: ذروة الحبل بالحاء المهملة وسكون الموحدة من
الرمل المشرف، هكذا في نسختنا، ومثله في اللسان، وفي بعض النسخ: ذروة
الجبل، ومن الرمل: المشرف. من المجاز المستوفد: المستوفز، يقال: فلان
مستوفد في قعدته، أي منتصب غير مطمئن، كمستوفز، وفي الأساس: استوفد في
قعدته: ارتفع وانتصب، ورأيته مستوفدا. وبنو وفدضان، بالفتح: حي من العرب،
أنشد ابن الأعرابي:
إن بني وفدان قوم سك مثل النعام والنعام صك والأوفاد: قوم. يقال هم على أوفاد، أي على سفر قد أشخصنا، أي أقلقنا، كأوفاز. ومما يستدرك عليه: هو كثير الوفاد على الملوك. وما أوفدك علينا، واستوفدني، وتوافدنا عليه. ومن المجاز: الحاج وفد الله. وبينا أنا في ضيق إذ أوفد الله علي برجل فأخرجني منه. بمعنى جاءني به. وركب موفد: مرتفع، وكذا سنام موفد. وتوفدت الإبل والطير: تسابقت، كذا في اللسان، وعبارة الأساس: توفدت الأوعال فوق الجبل: أشرفت. وفي التكملة: تشوفت. وكل ذلك مجاز. والأوفاد: قوم من العرب، أنشد ابن الأعرابي:
فلو كنتم منا أخذتم بأخذنـا ولكنما الأوفاد أسفل سافل ووافد بن سلامة، روى حديثه ضمرة بن ربيعة. ووافد بن موسى الذارع، يقال فيه بالقاف أيضا. وأبو وافد، روى عنه عبد الجبار بن نافع الضبي، ومحمد بن يوسف بن وافد، وأبو بكر يحيى بن عبد الرحمن ابن وافد اللخمي قاضي قرطبة، وأبو المرجا سالم بن ثمال بن عفان بن وافد، كذا في التبصير للحافظ. تكميل: قد تكرر لفظ الوفد في الحديث، وهم القوم يجتمعون فيردون البلاد، واحدهم، وافد، وكذلك يقصدون الأمراء لزيارة واسترفاد وانتجاع وغير ذلك، وفي الحديث وفد الله ثلاثة وفي حديث الشهيد فإذا قتل فهو وافد لسبعين يشهد لهم وقوله أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم. وقال النووي: الوفد: جماعة مختارة للتقدم في لقاء العظماء. وقال الزجاج في تفسير قوله تعالى يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قيل الوفد: الركبان المكرمون. وفي تفسير ابن كثير، ومنه أخذ أحد الجلالين، أن الوفد القادمون ركبانا. وفي العناية للخفاجي أن أصل الوفود القدوم على العظماء للعطايا والاسترفاد. وفي شرحه للشفاء أثناء إعجاز القرآن: أصل معنى الوفد الإشراف. هذه أقوالهم، وظاهر كلام المصنف كغيره من الأئمة أن الوفد والوفود هم القوم القادمون مطلقا، مشاة أو ركبانا، مختارين للقاء العظماء أولا، كما هو ظاهر، ويمكن أن يقال إن كلام النووي وغيره استعمال عرفي، وكلام المصنف وغيره استعمال لغوي، والله أعلم.
و ق د
صفحة : 2348
الوقد، محركة: النار نفسها، قاله ابن فارس، ومنه قولهم: ما أعظم هذا الوقد.
الوقد أيضا: أتقادها أي فهو مصدر أيضا، كالوقد، بفتح فسكون، والوقود،
بالضم، والوقود، بالفتح الأخير عن سيبويه، وفي البصائر: وهذا شاذ، والأكثر
أن الضم للمصدر والفتح للحطب. وقال الزجاج: المصدر مضموم ويجوز فيه الفتح،
وقد رووا: وقدت النار وقودا، مثل قبلت الشيء قبولا، وقد جاء في المصدر فعول
والباب الضم، والقدة كالعدة والوقدان، محركة، وزاد في الصحاح: والوقيد.
والتوقد والاستيقاد. والفعل وقد، كوعد، قال الجوهري: وقدت النار تقد وقودا،
بالضم، قد أوقدتها إيقادا. في عبارة الليث: استوقدتها استيقادا، وتوقدتها،
وقد وقدت هي وتوقدت واتقدت واستوقدت، أي هاجت، وأوقدها هو ووقدها، فهو لازم
متعد. وفي الأساس أوقدتها: رفعتها بالوقود. والوقود: كصبور: الحطب، قال
الأزهري: قوله تعالى النار ذات الوقود معناه ذات التوقد، فيكن مصدرا، أحسن
من أن يكون الوقود الحطب. قال يعقوب، وقرىء ذات الوقود، وقال تعالى وقودها
الناس والحجارة وقيل: كأن الوقود اسم وضع موضع المصدر، وعن الليث: الوقود:
ما ترى من لهبها، لأنه اسم، والوقود المصدر، وقال غيره: وكل ما أوقدت به
فهو وقودق، كالوقاد، بالكسر، والوقيد. وقرىء بهن، يعني اللغات الثلاثة. وفي
البصائر: وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم وأولئك هم وقاد النار وقرأ عبيد بن
عمير، وقيدها الناس والحجارة وأغفل الوقود، بالضم، وقد قرىء أيضا النار ذات
الوقود كما أسلفناه عن يعقوب، وعزاها في البصائر إلى الحسن وأبي رجاء
العطاردي وزيد النحوي. والوقاد، ككتان، وفي بعض النسخ كشداد: الرجل الظريف
الماضي، وهو مجاز، كالمتوقد. الكوكب الوقاد: المضيء. الوقاد من القلوب:
السريع التوقد في النشاط والمضاء الحاد وهو مجاز أيضا، ومنهم من جعل الأول
مجاز المجاز. والوقدة، بفتح فسكون: أشد الحر وهي عشرة أيام أو نصف شهر. ومن
المجاز: طبختهم وقدة الصيف. ووقد الحصى. والوقيدية: جنس من المعزى ضخام
حمر، قال جرير:
ولا شهدتنا يوم جيش محـرق طهية فرسان الوقيدية الشقر والأعرف الرقيدية وواقد ووقاد ووقدان، كناصر وشداد وسحبان أسماء. يقال: أوقدت للصبا نارا، أي تركته وودعته، قال الشاعر:
صحوت وأوقدت للهو نارا
ورد علي الصبا ما استعارا
صفحة : 2349
قال الأزهري: وسمعت بعض العرب يقول: أبعد الله داره، وأوقد نارا إثره، أي
لا رجعه الله ولارده، وروي عن ابن الأعرابي: أبعده الله وأسحقه وأوقد نارا
أثره، قال: والت العقيلية: كان الرجل إذا خفنا شره فتحول عنا أوقدنا خلفه
نارا. فقلت لها: ولم ذلك? قالت: لتتحول ضبعهم معهم، أي شرهم. وزند ميقاد:
سريع الوري، ويقال: وقدت بك زنادي، وهو دعاء، مثل وريت: كذا في اللسان.
وابو واقد الليثي الحارث بن عوف، صحابي، وقيل: عوف بن الحارث، قيل: إنه شهد
بدرا ونزل بمكة وتوفي بها سنة 68. وابنه واقد يقال: له صحبة، روى له أبو
داوود. كذلك أبو واقد الليثي الصغير صالح بن محمد بن زائدة، الذي روى له
الأربعة، تابعيان، ضعيف مات بعد الأربعين وواقد بن أبي مسلم الواقدي، محدث،
منسوب إلى جده واقد، ووالده أبو مسلم قيل:هو محمد بن عمر بن واقد، وكذا أبو
زيد واقد بن الخليل الخليلي، أبوه مؤلف الإرشاد، وابنه هذا روى عنه يحيى بن
منده. ومما يستدرك عليه: الموقد، كمجلس: موضع النار، يقال: هذا موقد النار
ومستوقدها.ووقفنا بالميقدة: محل قريب من المشعر الحرام، كذا في الأساس.
وتوقد الشيء: تلألأ، وه الوقدى، قال:
ما كان أسقى لناجود على ظمإ
ماء بخمر إذا ناجودها بـردا
من ابن مامة كعب ثم عي به
زو المنـية إلا حـرة وقـدا
وكل شيء يتلألأ فهو يقد، حتى الحافر إذا تلألأ بصيصه. ومن المجاز: يقال للأعمى: هو غائر الواقدين. وأبو واقد النميري، وأبو واقد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صاحابيان. وواقد بن عبد الرحمن بن معاذ، وواقد أبو عمر، تابعيان، وأبو عبد الله محمد بن عمر بن واقشد الواقدي الأسلمي، مولى بني سهم، تكلم فيه. وعبد الرحمن بن واقد الواقدي الختلي المؤدب، مقرىء.
و ك د
وكد بالمكان يكد وكودا، بالضم، إذا أقام به، يقال: وكد فلان أمرا يكده
وكدا، إذا قصده وطلبه، ووكد وكده: قصد: قصده وفعل مثل فعله. وكد يكد وكدا،
أي أصاب. وكد العقد والعهد توكيدا أوثقه، كأكده، الهمز لغة فيه، وكد الرحل:
شده، يقال فيه أوكدته إيكادا وأكدته، وبالواو أفصح. والوكائد: سيور يشد بها
الرحل والسرج جمع وكاد، بالكسر، وإكاد لغة فيه، كوشاح، وقال ابن دريد:
الوكائد: السيور التي يشد بها القربوس إلى دفتي السرج، الواحد وكاد وإكاد.
والوكد بالضم: السعي والجهد، يقال: ما زالض ذلك وكدي، أي فعلى ودأبي وقصدي.
الوكد، بالفتح: المراد والهم والقصدن يقال: وكد فلان أمرا، إذا مارسه
وقصده، قال الطرماح.
ونبئت أن القين زنى عجوزهقفيرة أم السوء أن لم يكد وكدي
صفحة : 2350
أي أن لم يعمل عملي ولم يقصد قصدي ولم يغن غنائي. وكد، بلا لام: بين
الحرمين الشريفين، أو جبيل مشرف على خلاطي من جبال مكة ينظر إلى جمرة، كذا
في معجم البلدان. والتوكيد، بالواو، أفصح من التأكيد، بالهمز، ويقال: وكدت
اليمين، والهمز في العقد أجود، وتقول: إذا عقدت فأكد، وإذا حلفت فوكد. وقال
أبو العباس: التوكيد دخل في الكلام لإخراج الشك. وفي الأعداد لإحاطة
الأجزاء. وقال الصاغاني: التوكيد دخل في الكلام على وجهين: تكرير صريح،
وغير صريح، فالصريح نحو قولك: رأيت زيدا زيدا، وغير الصريح نحو قولك، فعل
زيد نفسه وعينه، والقوم أنفسهم وأعيانهم، والرجلان كلاهما، والمرأتان
كلتاهما، والقوم كلهم، والرجال أجمعون، والنساء جمع، وجدوى التوكيد أنك إذا
كررت فقد قررت المؤكد وما علق به في نفس السامع ومكنته في قلبه، وأمطت شبهة
ربما خالجته، أو توهمت غفلة وذهابا عما أنت بصدده فأزلته، فإن لظان أن يظن
حين قلت: فعل زيد، أن إسناد الفعل إليه تجوز أو سهو، فإذا قلت: كلمني أخوك،
فيجوز أن يكون كلمك هو أو أمر غلامه أن يكلمك، فإذا قلت كلمني أخوك تكليما.
لم يجز أن يكون المكلم لك إلا هو. وتوكد الأمر وتأكد، بمعنى واحد.
والمواكدة: الناقة الدائبة في السير. والمتوكد: القائم المستعد للأمر، يقال
ظل متوكدا بأمر كذا ومتوكزا ومتحركا أي قائما مستعدا. والمياكيد، والتآكيد
والتواكيد: السيور التي يشد بها القربوس إلى دفتي السرج وقيل: هي المياكيدث
ولا تسمى التواكيد، وهي من الجموع التي لا مفرد لها. وبقي عليه: الوكاد،
بالكسر: حبل يشد به البقر عند الحلب. وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم قد
أوكدتاه يداه وأعمدتاه رجلاه أوكدتاه: أعملتاه.
و ل د
الولد، محركة، والولد، بالضم، واحد، مثل العرب والعجم والعجم ونحو ذلك قاله
الزجاج، وأنشد الفراء:
ولقد رأيت معاشرا
قد ثمروا مالا وولدا
الولد، بالكسر لغة، كذا الفتح مع السكون، واحد وجمع، قال ابن سيده: وهو يقع
على الواحد والجميع والذكر والأنثى وقد يجمع أي الولد، محركة كما صرح به
غير واحد، على أولاد، كسبب وأسباب، وولدة، بالكسر، وإلدة، بقلب الواو همزة،
وولد، بالضم، وهذا الأخير نقله ابن سيده بصيغة التمريض فقال: وقد يجوز أن
يكون الولد جمع ولد كوثن ووثن، فإن هذا مما يكسر على هذا المثال، لاعتقاب
المثالين على الكلمة، ثم قال: والولد بالكسر كالولد لغة وليس بجمع، لأن
فعلا ليس مما يكسر على فعل. وفي اللسان: والولدة جمع الأولاد، قال رؤبة:
سمطا يربي ولدة زعابلا
صفحة : 2351
قال الفراء: قرأ إبراهيم ماله وولده وهو اختيار أبي عمر, وكذلك قرأ ابن
كثير وحمزة، وروى خارجة عن نافع: وولده. أيضا. وقرأ ابن إسحاق: ماله وولده،
وقال: هما لغتان، ولد وولد، في التهذيب: ومن أمثال العرب، وفي الصحاح: من
أمثال بني أسد: ولدك من دمى عقبيك هكذا محركة وكسر الكاف فيهما بناء على
أنه خطاب للأنثى، أي من نفست به وصير عقبيك ملطخين بالدم فهو ابنك حقيقة لا
من اتخذته وتبنيته وهو من غيرك، كذا في سائر النسخ، والمضبوط في نثسخ
الصحاح ولدك، وبالذم وفتح الكاف، قال شيخنا: والتدمية للذكر. على المجاز،
ثم أنشد الجوهري:
فليت فلانا كان في بطن أمه وليت فلانا كان ولد حمـار ثم قال: فهذا واحد. قال: وقيس تجعل الولد حمعا والولد واحدا. وقال ابن السكيت: يقال في الولد الولد والولد، قال: وقد يكون الولد واحدا وجمعا، قال: وقد يكون الولد جمع الولد مثل أسد وأسد. والوليد: المولود حين يولد، فهو فعيل بمعنى المفعول. وصريح كلامه أنه لا يؤنث، وقال بعضهم بل هو للذكر دون الأنثى. الوليد: الصبي ما دام صغيرا، لقرب عهده من الولادة، ولا يقال ذلك للكبير، لبعد عهده منها، وهذا كما يقال: لبن حليب وجبن طري، للطري منهما دون الذي بعد عن الطراوة، كذا في المصباح: الوليد: العبد، وقيده بعضهم بمن يولد في الرق وأنثاهما بهاء وليدة الولائد مقيس مشهور، والولدان الكسر جمع وليد، كما أن الأول جمع وليدة كما في الأساس. وفي التهذيب: والوليد: المولود حين يولد والجمع ولدانق، والإسم الولادة والولودية، عن ابن الأعرابي. قال ثعلب: الأصل الوليدية، كأنه بناه على لفظ الوليد، وهي من المصادر التي لا أفعال لها، والأنثى وليدة، والجمع ولدان وولائد. وفي الحديث واقية كواقية الوليد هو الطفل فعيل بمعنى مفعول، أي كلاءة وحفظا كما يحفظ الطفل، وقيل: أراد بالوليد موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. وفي الحديث الوليد في الجنة، أي الذي مات وهو طفل أو سقط، قال: وقد تطلق الوليدة على الجارية والأمة وإن كانت كبيرة، وفي الحديث تصدقت أمي علي بوليدة يعني جارية. وفي الأساس: من المجاز: رأيت وليدا ووليدة، غلاما وجارية استوصفا قبل أن يحتلما، وفي النهاية والمحكم والتهذيب: الوليدة: المولودة بين العرب، وغلام وليد، كذلك، والوليد: الغلام حين يستوصف قبل أن يحتلم، والجمع ولدان وولدة، ويقال للأمة وليدة وإن كانت مسنة، قال أبو الهيثم: الوليد: الشاب. والولائد: الشواب من الجواري، والوليد من حين يولد إلى أن يبلغ، قال: والخادم إذا كان شابا وصيف، والوصيفة وليدة، وأملح الخدم الوصفاء والوصائف، وخادم أهل الجنة وليد أبدا، لا يتغير عن سنه، كذا في اللسان.
وأم الوليد كنية الدجاجة، عن الصاغاني. ويقال في المثل: أمر، وفي كتب الأمثال: هم في أمر لا ينادى وليده، ويضرب في الخير والشر، أي اشتغلوا به حتى لومد الوليد يده إلى أعز الأشياء لا ينادى عليه زجرا، أي لم يزجر عنه لكثرة الشيء عندهم. قلت: فهو في موضع الكثرة والسعة، وقال ابن السكيت في قول مزرد الثعلبي:
تبرأت من شتم الرجال بتوبة
إلى الله مني لا ينادى وليدها
صفحة : 2352
قال: هذا مثل ضربه، معناه، أي لا أراجع ولا أكلم فيها، كما لا يكلم الوليد
في الشيء الذي يضرب له فيه المثل، وقال الأصمعي وأبو عبيدة في قولهم: هو
أمر لا ينادى وليده. قال أحدهما: أي هو أمر جليل شديد لا ينادى فيه الوليد،
ولكن ينادى فيه الجلة، وقال آخر: أصله من الغارة، أي تذهل الأم عن ابنها أن
تناديه وتضمه، ولكنها تهرب عنه، ويقال: أصله من جري الخيل، لأن الفرس إذا
كان جوادا أعطى من غير أن يصاح به لاستزادته، كما قال النابغة الجعدي يصف
فرسا:
وأخرج من تحت العجاجة صدره
وهز اللجام رأسه فتصلـصـلا
أمـام هـوي لا ينـادى ولـيده
وشد وأمر بالعنـان لـيرسـلا
ثم قيل ذلك لكل أمر عظيم ولكل شيء كثير، قال ابن السكيت: ويقال: جاءوا بطعام لا ينادى وليده. وفي الأرض عشب لا ينادى وليده، أي إن كان الوليد في ماشية لم يضره أين صرفها لأنها في عشب، فلا يقال له اصرفها إلى موضع كذا، لأن الأرض كلها مخصبة، وإن كان طعام أو لبن فمعناه أنه لا يبالى كيف أفسد فيه، ولا متى شرب، ولا في أي نواحيه أهوى. وولدت المرأة تلد ولادا وولادة، بكسرهما، وإنما أطلقهما أعتمادا على الشهرة، ولكن في المصباح أن كسرهما أفصح من فتحهما، وهذا يدل على أن الفتح قول فيهما، وإلادة، أبدلت الواو همزة، وهو قياسق عند جماعة في الهمزة المكسورة، كإشاح وإشكاف، قاله شيخنا. ولدة ومولدا كعدة وموعد، أما الأول فهو القياس في كل مثال، كما سبق، وأما الثاني فهو أيضا مقيس في باب المثال، وما جاء بالفتح فهو على خلاف القياس كموحد، وقد سبق البحث فيه. في المحكم: ولدته أمه ولادة وإلادة، على البدل، فهي والد، على النسب، ووالدة، على الفعل، حكاه ثعلب في المرأة، وكل حامل تلد، ويقال لأم الرجل: هذه والدة، في الحديث فأعطى شاة والدا، قال الليثك شاة والد هي الحامل، وإنها لبينة الولاد. ومعنى الحديث، أي عرف منها كثرة النتاج، كما في النهاية. ومثل ذلك في الصحاح نقلا عن ابن السكيت، وزاد في المصباح: والولاد، بغير هاء، يستعمل في الحمل، في اللسان وشاة والدة وولود، الأخير كصبور، وج ولد، بضم فتشديد، كسكر، وهو المقيس في فاعل كراكع وركع، وهكذا هو مضبوط عندنا في سائر النسخ، ووجد في نسخ الصحاح واللسان بضم فسكون، ومثله في أكثر الدواوين، قال شيخنا: وكلاهما ثابت. قد ولدتها توليدا فأولدت هي وهي مولد كمحسن من غنم مواليد وموالد، ويقال: ولد الرجل عنمه توليدا، كما يقال: نتج إبله. وفي حديث لقيط ما ولدت يا راعي، يقال: ولدت الشاة توليدا. إذا حضرت ولادتها فعالجتها حتى يبين الولد منها، وأصحاب الحديث يقولون: ما ولدت. يعنون الشاة، والمحفوظ بتشديد اللام على الخطاب للراعي، ومنه حديث الأعمى والأبرص والأقرع فأنتج هذان وولد هذا وقال الأموي: إذا ولدت الغنم بعضها بعد بعض قيل: قد ولدتها الرجيلاء، ممدود، وولدتها طبقا وطبقة، وقول الشاعر:
إذا ما ولدوا شاة تـنـادوا
أجدي تحت شاتك أم غلام
صفحة : 2353
قال ابن الأعرابي في قوله ولدوا شاة: رماهم بأنهم يأتون البهائم، قال أبو
منصور: والعرب تقول: نتج فلان ناقته إذا ولدت ولدها، وهو يلي ذلك منها، فهي
منتوجة، والناتج للإبل بمنزلة القابلة للمرأة إذا ولدت، ويقال في الشاء
ولدناها، أي ولينا ولادتها، ويقال لذوات الأظلاف والشاء: والبقر: ولدت
الشاة والبقرة، مضمومة الواو مكسورة اللام مشددة، ويقال أيضا وضعت، في موضع
ولدت، كذا في اللسان، وبعض من ذلك في البصائر والمصباح والأفعال لابن
القطاع. واللدة، بالكسر: الترب، وهو الذي يولد معك في وقت واحد، لدات، وهو
القياس في كل كلمة فيها هاء تأنيث، كما جزم به النحاة، وحكى الشاطبي عليه
الإجماع، قاله شيخنا، ولدون، نقله الجوهري وغيره، قال أبو حيان وغيره من
شراح التسهيل: إن مثل هذه الألفاظ إذا صارت علما صح جمعها بالواو والنون،
وزعم بعض أن لدة من لدى لا من ولد، وسيأتي الكلام عليه في المعتل إن شاء
الله تعالى، قال الفرزدق:
رأين شروخهن مؤزرات
وشرخ لدي أسنان الهرام
وفي الصحاح: ولدة الرجل: تربه، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله، لأنه
من الولادة، وهما لدان، والتصغير وليدات ووليدون، لأنهم قالوا: إن التصغير
والتكسير يردان الأشياء إلى أصولها، ولا لديات ولديون، نظرا إلى ظاهر اللفظ
كما غلط هو الذي مشى عليه الجوهري وأكثر أئمة الصرف، وقالوا: مراعاة الأصل
ورده إليه يخرجه عن معناه المراد، لأن لدة إذا صغر وليد يبقى لا فرق بينه
وبين تصغير ولد، كما لا يخفى، ووجه سعدي ولد، كما لا يخفى، ووجه سعدي جلبي
في حاشيته أنه شاذ مخالف للقياس، ومثله لا يعد غلطا، وسيأتي البحث في آخر
الكتاب إن شاء الله تعالى. واللدة: وقت الولادة، كالمولد والميلاد، أما
المولد والميلاد فقد ذكرهما غير واحد من أئمة اللغة، وأما اللدة بمعناهما
لا يكاد يوجد في الدواوين، ولا نقله أحد غير المصنف فينبغي التحري
والمراجعة حتى يظهر أين مأخذه. ففي اللسان والمحكم والتهذيب والأساس: مولد
الرجل: وقت ولادته. ومولده: الموضع الذي ولد فيه، ومثله في الصحاح. وفي
المصباح: المولد: الموضع والوقت، والميلاد الوقت لا غير.
صفحة : 2354
والمولدة: الجارية المولودة بين العرب، كالوليدة، ومثله في المحكم، وقال
غيره: عربية مولدة، ورجل مولد، إذا كان عربيا غير محض، وقال ابن شميل:
المولدة: التي ولدت بأرض وليس بها إلا أبوها أو أمها. والتليدة: التي أبوها
وأهل بيتها وجميع من هو بسبيل منها بأرض وهي بأرض أخرى. قال: والقن من
العبيد التليد: الذي ولد عندك. وجارية مولدة: تولد بين العرب وتنشأ مع
أولادهم ويغذونها غذاء الولد ويعلمونها من الأدب مثل ما يعلمون أولادهم،
وكذلك المولد من العبيد. والوليدة: المولودة بين العرب، ومثله في الأساس.
والمولدة: المحدثة من كل شيء، ومنه المولدون من الشعراء، وإنما سموا بذلك
لحدوثهم وقرب زمانهم، وهو مجاز. المولدة بكسر اللام: القابلة وفي حديث
مسافع حدثتني امرأة من بني سليم قالت: أنا ولدت عامة أهل ديارنا أي كنت لهم
قابلة. والولودية، بالضم: الصغر، عن ابن الأعرابين ويفتح، قال ثعلب الأصل
الوليدية، كأنه بناه على لفظ الوليد، وهي من المصادر التي لا أفعال لها.
وفي البصائر: يقال فعل ذلك في ولديته وولوديته، أي في صغره، وفي اللسان:
فعل ذلك في وليديته، أي في الحالة التي كان فيها وليدا، قال ابن بزرج:
الولودية، أيضا: الجفاء، وقلة الرفق والعلم بالأمور، وهي الأمية. والتوليد:
التربية، ومنه قول الله عز وجل لعيسى صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم: أنت
نبي وأنا ولدتك، أي ربيتك، فقالت النصارى وقد حرفته في الإنجيل أنت بنيى
وأنا ولدتك، وخففوه وجعلوه له ولدا، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، هكذا
حكاه أبو عمرو عن ثعلب، وأورده المصنف في البصائر. وبنو ولادة، ككتابة: بطن
من العرب. وسموا وليدا وولادا، الأخير ككتان، والمسمون بالوليد، من الصحابة
أحد عشر رجلا، راجعه في التجريد، ومن التابعين ثلاثة وعشرون رجلا، راجعه في
الثقات لابن حبان. يقال: هذه بينة مولدة. إذا كانت غير محققة، وكذلك قولهم
كتاب مولد، أي مفتعل، وهو مجاز، وكذا قولهم: كلام مولد، وحديث مولد، أي ليس
من أصل لغتهم. وفي اللسان: إذا استحدثوه ولم يكن من كلامهم فيما مضى. قال
ابنث السكيت: ويقال: ما أدري أي ولد الرجل هو، أي أي الناس هو، وأورده
الجوهري في الصحاح، والمصنف أيضا في البصائر هكذا. ومما يستدرك عليه:
الوالد: الأب، والوالدة: الأم، وهما الوالدن، أي تغليبا، كما هو رأي
الجوهري وغيره، وكلام المصنف فيما تقدم صريح في أن الأم يقال لها الوالد،
بغير هاء، على خلاف الأصل، ووالدة، بالهاء على الأصل، فعلى قول المصنف،
الوالدان تحيقا وولد الرجل ولده في معنى، وولده رهطه في معنى، وبه فسر قوله
تعالى ماله وولده إلا خسارا . وتوالدوا، أي كثروا وولد بعضهم بعضا، وكذا
اتلدوا، واستولد جارية. وفي حديث الاستعاذة ومن شر والد وما ولد يعني إبليس
والشياطين، هكذا فسر، وفي البصائر: يعني آدم وما ولد من صديق ونبي وشهيد
ومؤمن، وتولد الشيء من الشيء: حصول بسبب من الأسباب. ورجل مولد، إذا كان
عربيا غير محض. والتليد من العبيد: الذي ولد عندك. والتليدة من الجواري: هي
التي تولد في ملك قوم وعندهم أبواها. وفي الأفعال لابن القطاع: أولد القوم:
صاروا في زمن الأولاد. وأولدت
صفحة : 2355
الماشية: حان أن تلد. ومن المجاز: تولدت العصبية بينهم. وأرض البلقاء تلد
الزعفران. والليالي حبالى ليس يدرى ما يلدن. وصحبة فلان ولادة للخير.
واستدرك شيخنا: ولادة بنت المستكفي الأديبة الشاعرة. قلت: والوليد حد
الحافظ أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد ابن داوود بن الوليد بن عبد
الله البزار البخاري، روى عن أبي العباس المستغفري، وعنه قتيبة بن محمد
العثماني وغيره. ووليد أباد: من قرى همذان، نسب إليها جماعة من المحدثين.
حان أن تلد. ومن المجاز: تولدت العصبية بينهم. وأرض البلقاء تلد الزعفران.
والليالي حبالى ليس يدرى ما يلدن. وصحبة فلان ولادة للخير. واستدرك شيخنا:
ولادة بنت المستكفي الأديبة الشاعرة. قلت: والوليد حد الحافظ أبي الحسن علي
بن محمد بن علي بن محمد ابن داوود بن الوليد بن عبد الله البزار البخاري،
روى عن أبي العباس المستغفري، وعنه قتيبة بن محمد العثماني وغيره. ووليد
أباد: من قرى همذان، نسب إليها جماعة من المحدثين.
و م د
الومد، محركة: الحر الشديد مع سكون الريح، قاله الكسائي: وقيل: هو الحر أيا
كان مع سكون الريح، أو الومد: ندى يحيء في صميم الحر من قبل البحر مع سكون
الريح، قال أبو منصور: وقد يقع الومد أيام الخريف أيضا، قال: وهو لثق وندى
يجيء من جهة البحر إذا ثار بخاره وهبت به الريح الصبا فيقع على البلاد
المتاخمة له مثل ندى السماء وهو يؤذى الناس جدا لنتن رائحته، يقال: ليلة
ومد، بغير هاء، وومدة، وهو الأكثر، وذات ومد، الأخير من الأساس، وقد ومد
اليوم ومدا، فهو ومد، وأكثر ما يقال في الليل، ومدت الليلة تومد ومدا، وقال
الراعي يصف امرأة:
كأن بيض نعامس في ملاحفها إذا اجتلاهن قيظا ليلة ومـد إذا اختلاهن قيظا ليلة ومد الومد: شدة حر الليل، كالومدة، محركة فيهما، وقد جاء في حديث عتبة بن غزوان أنه لقي المشركين في يوم ومدة وعكاك، قال الليث: الومدة تجيء في صميم الحر من قبل البحر حتى تقع على الناس ليلا: من المجاز: الومد: الغضب، وفعل الكل ومد، بالكسر، كوجل، يقال: ومد عليه ومدا: غضب وحمي، كوبد، وقد تقدم، وهو عليه ومد: غضبان.
و ن د
ونداد، بالفتح: من قرى الري، وكورة في جبال طبرستان نسبت إلى هرموز
وونندون: من قرى بخارا كل ذلك من المعجم.
و ه د
الوهدة: الأرض المنخفضة، كالوهد والوهدة: المطمئن من الأرض، والمكان
المنخفض كأنه حفرة، والوهد يكون اسما للحفرة أوهد، كفلس وأفلس، ووهاد،
بالكسر، ووهدان، بالضم، ووقع في لسان العرب بدل وهاد وهد بضم فسكون فلينظر.
الوهدة: الهوة تكون في الأرض، ومكان وهد، وأرض وهدة كذلك، والوهدة: النقرة المنتقرة ف الأرض، أشد دخولا في الأرض من الغائط، وليس لها حرف، وعرضها رمحان وثلاثة، لا ينبت شيئا.
وأوهد، كأحمد: يوم الاثنين، من الأسماء العادية، وعده كراع فوعلا، وقياس قول سيبويه أن يكون الهمزة فيه زائدة أواهد. ووهد الفراش توهيدا: مهده، من ذلك قولهم توهد المرأة إذا جامعها، كأنه افترشها، وهو مجاز.
ومما يستدرك عليه:
صفحة : 2356
الوهدة هي الخنعبة، والنونة عن ابن الأعرابي وقال الليث: الخنعبة: مشق ما
بين الشاربين بحيال الوترة. وفي الأساس. بتنا في وهدة. وتوهد: تسفل. وفي
معجم ياقوت: وهد اسم موضع في قول رجل من فزازة:
أيا أثلتي وهد سقى خضل الندى مسيل الربا حيث انحنى بكما الوهد