الباب الثامن: باب الدال المهملة - الفصل السادس والعشرون: فصل الهاء مع الدال المهملة

فصل الهاء مع الدال المهملة

ه ب د
الهبد والهبيد: الحنظل أو حبه، واحدته هبيدة، ومنه قول بعض الأعراب: فخرجت لا أتلفع بوصيدة، ولا أتقوت بهبيدة. وفي حديث عمر وأمه: فزودتنا من الهبيد. في النهاية: الهبيد: الحنظل يكسر ويستخرج حبه وينقع لتذهب مرارته ويتخذ منه طبيخ يؤكل عند الضرورة. وقال أبوعمر,: الهبيد: هو أن ينقع الحنظل أياما ثم يغسل ويطرح قشره الأعلى فيطبخ ويجعل فيه دقيق، وربما جعل منه عصيدة. وقال أبو الهيثم: هبيد الحنظل: شحمه، وفي الأساس: تقول: صحبة العبيد أمر من طعم الهبيد. قد هبد الحنظل يهبد، من حد ضرب، إذا كسره، قاله الليث، قال غيره: هبده: طبخه، وجناه، كتهبده، يقال تهبد الرجل أو الظليم، إذا أخذا الهبيد من شجره. والتهبد: اجتناء الحنظل ونقعه، وقيل: أخذه وكسره. واهتبده إذا أخذه من شجرته أو استخرجه للأكل. وفي التهذيب: اهتبد الظليم، إذا نقر الحنظل فأكل هبيده، وقال الجوهري: الاهتباد: أنتأخذ حب الحنظل وهو يابس وتجعله في موضع وتصب عليه الماء وتدلكه ثم تصب عنه الماء، وتفعل ذلك أياما حتى تذهب مرارته، ثم يدق ويطبخ. وقال أبو الهيثم: اهتبد الرجل، إذا عالج الهبيد. هبد فلانا: اطعمه إياه، أي الهبيد، مقتضى سياقه أنه من حد نصر، والذي في التكملة مضبوطا من حد ضرب رجل هابد. والهوابد: اللائي يجتنينه.

وهبود، كتنور، اسم رجل، اسم فرس سابق لعمرو بن الجعيد المرادي. وفي التهذيب اسم فرس سابق لبني قريع، قالت امرأة من اليمن:

أشاب قذال الرأس مصرع سيد    وفارس هبود أشاب النواصيا هبود: ماء لا موضع في بلاد تميم، كما في أكثر نسخ الصحاح، وفي بعضها نمير بدل تميم: ووهم الجوهري، قال شيخنا: لا وهم، فإن الموضع قد يطلق على ماء بالموضع، والماء يطلق على موضع هو به، فغايته أن يكون مجازا، من إطلاق المحل على الحال، على أن هبودا فيه خلاف، هل هو اسم لماء أو لموضع أو لغير ذلك، كما قاله البكري في المعجم، وما فيه خلاف لا ينسب حاكيه إلى وهم، كما لا يخفى، وقد يقال له الهبابيد، أيضا، قرأت قرأت في المعجم لياقوت ما نصه. قال أبو منصور: أنشدنا أبو الهيثم أي لطفيل الغنوي:

شربن بعكاش الهبابـيد شـربة    وكان لها الأخفى خليطا تزايله قال: عكاش الهبابيد ماء يقال له هبود، فجمعه بما حوله. وأخفى: اسم موضع، وقيل: هبود: اسم جبل، وقال ابن مقبل:

جزى الله كعبا بالأباتر نعمة وحيا بهبود جزى الله أسعدا وحدث عمرو بن كركرة قال: أنشدني ابن مناذر قصدته الدالية، فلما بلغ إلى قوله:

يقدح الدهر في شماريخ رضوى    ويحط الصخور مـن هـبـود

صفحة : 2357

قلت له: أي شيء هو هبود؛ فقال: جبل. فقلت: سخنت عينك، هبود: عين باليمامة ماؤها ملح لا يشرب منه شيء خلقه الله، وقد والله خريت فيه مرات. فلما كان بعد مدة وقفت عليه في مسجد البصرة وهو ينشد، فلما بلغ ها البيت أنشد:

ويحط الصخور من عبود فقلت له: عبود أي شيء هو? قال: جبل بالشام فلعلك يا ابن الزانية خريت فيه أيضا. فضحكت وقلت: ما خريت فيه ولا رأيته. فانصرفت وأنا أضحك من قوله.

وهبود أيضا: فرس لعقبة بن سياج

ه ب ر د
ثريدة هبردانة، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: أي باردة، هكذا تقوله العرب بكسر الأول والثالث وسكون الثاني، وقيل: مصعنبة مسواة مثلملمة، وهذه عن الصاغاني، وكأن: مبردانة، إتباع.

ه ج د
الهجود، بالضم،النوم، هجد القوم هجودا: ناموا، والهاجد: النائم، كالتهجد، في الصحاح: هجد، وتهجد، أي نام ليلا، وهجد وتهجد أي سهر، وهو من الأضداد. الهاجد، والهجود. بالفتح: المصلي بالليل وهجود، بالضم، هو جمع هاجد كواقف ووقوف، وهجد كركع، قال مرة ابن شيبان:

ألا هلك امرؤق قامت عليه       بجنب عنيزة البقر الهجود

وقال الحطيئة:

فحياك ود ما هـداك لـفـتـية     وخوص بأعلى ذي طوالة هجد وتهجد: استيقظ للصلاة أو غيرها، وفي التنزيل العزيز ومن الليل فتهجد به نافلة لك أي تيقظ بالقرآن، وهو حث له في إقامة صلاة الليل المذكور في قوله تعالى قم الليل إلا قليلا كذا في البصائر، كهجد تهجيدا، ضد، قال ابن الأعرابي: هجد الرجل، إذا صلى بالليل، وهجد الرجل، إذا صلى بالليل، وهجد، إذا نام بالليل، وقال غيره: وهجد، إذا نام، وذلك كله في آخر الليل. قال الأزهري: والمعروف في كلام العرب أن الهاجد هو النائم وهجد هجودا إذا نام وأما المتهجد فهو القائم إلى الصلاة من النوم، وكأنه قيل له متهجد لإلقائه الهجود عن نفسه، كما يقال للعابد متحنث، لإلقائه الحنث عن نفسه. وفي حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام فنظر إلى متهجدي بيت المقدس أي المصلين بالليل، يقال: تهجدت، إذا سهرت، وإذا نمت، وهو من الأضداد.

وأهجد الرجل: نام بنفسه، مثل هجد، عن الزجاج، أهجد أنام غيره، قال ابن بزرج: أهجدت الرجل: أنمته، وهجدته: أيقظته، قال غيره: أهجد الرجل: وجده نائما، وهجده: أنامه. أهجد البعير: ألقى جرانه على الأرض، كهجد تهجيدا وهكذا. أورده المصنف في البصائر وابن القطاع في الأفعال. وهجده تهجيدا: أيقظه، ونومه، ضد، قال لبيد في التهجيد بمعنى التنويم يصف رفيقا له في السفر غلبه النعاس:

ومجود من صبابات الكـرى    عاطف النمرق صدق المبتذل
قلت هددنا فقد طال السـرى    وقدرنا إن خنا الدهر غفـل

كأنه قال نومنا فإن السرى طال حتى غلبنا النوم. والمجود: الذي أصابه الجود من النعاس. وهجد: زجر للفرس، مثل إجد، وهو بكسرتين وسكون الثالث، وإنما لم يضبطه اعتمادا على الشهرة.

ه د د
الهد: الهدم الشديد، وهو نقض البناء وإسقاطه، الهد: الكسر كحائط يهد بمرة فينهدم، كالهدود، بالضم، وقد هده هدا وهدودا، قال كثير عزة:

صفحة : 2358

فلو كان مابي بالجبال لهدهاوإن كان في الدنيا شديدا هدودها وقال الأصمعي: هد البناء يهده هدا، إذا كسره وضعضعه، وقولهم: ما هده كذا: ما كسره. قلت: هذا هو المعروف في هذا الباب، أعني تعديه، ونقل شيخنا عن أبي حيان في أثناء تفسير مريم أنه يقال: هد الحائط يهد، إذا سقط، لازما، ونقله السمين وسلمه.

الهد، الهرم، محركة، وهو أقصى الكبر، قال ابن الأعرابي: الهد: الرجل الكريم الجواد القوي. الهد: هدير البعير، عن اللحياني، الهد: الصوت الغليظ، كالهدد، محركة الهد: الرجل الضعيف البدن، قاله الأصمعين ونقل الفتح عن ابن الأعرابي، ويكسر في هذه الأخيرة، ويقول الرجل للرجل إذا أوعده: إني لغير هد، أي غير ضعيف ولا جبان، هدون، بالفتح، ويكسر، قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:

ليسوا بهدين في الحروب إذا     تعقد فوق الحراقف النطق ومنع بعضهم الكسر، وقد هدا يهد ويهد، كيمل ويقل، أي بالفتح والكسر، هدا، مصدرهما. والهاد: صوت يأتي من قبل البحر يسمعه أهل السواحل، فيه، وفي بعض الأمهات: له دوي في الأرض، وربما كانت منه الزلزلة، وهديده: دويه، وفي التهذيب: ودويه: هديده، وقد هد يهد، كمل يمل.

الهادة. بالهاء، الرعد، تقول العرب: ما سمعنا العام هادة، أي رعدا. والأهد: الجبان الضعيف، كالهدادة، قال شمر: يقال. رجل هد وهدادة، وقوم هداد: جبناء، وأنشد قول أمية بن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جدعان:

فأدخلهم عـلـى ربـذ يداه     بفعل الخير ليس من الهداد قولهم مررت برجل هدك من رجل، وتكسر الدال، أي حسبك من رجل، ولا يخفى أن قوله من رجل مرة ثانية تكرار مخل للاختصار، وهو مدح، قال الزمخشري: يقال ذلك إذا وصف بجلد وشدة، انتهى. وقيل: معناه: أثقلك وصف محاسنه، وفيه لغتان، منهم من تجريه مجرى المصدر، فحينئذ الواحد والجمع والأنثى سواءق، منهم من يجعله فعلا فيثني ويجمع، يقال: مررت برجل هدك من رجل، وبامرأة هدتك من امرأة، كقولك، كفاك وكفتك، في التثنية: مررت برجلين هداك. وفي الجميع مررت برجال هدوك، وفي مثنى المؤنث: مررت بامرأتين هدتاك. وفي جميع المؤنث مررت بنساء هددنك، وأنشد ابن الأعرابي:

ولي صاحب في الغار هدك صاحبا قال: أي ما أجله، ما أنبله، ما أعلمه، يصف ذئبا. وفي الحديث أن أبا لهب قال: لهد ما سحركم صاحبكم. وهي كلمة يتعجب بها، يقال: لهد الرجل، أي ما أجلده. وهدد بن بدد، كزفر، فيهما، اسم الملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا، جاء ذلك عن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، وقيل غير ذلك.

صفحة : 2359

والهدود، كصبور: الأرض السهلة اللينة، الهدود: العقبة الشاقة، عن ابن الأعرابي، وأكمة هدود: صعبة المنحدر. الهدود: الحدور، كصبور، مكان ينحدر منه، كالأحدور. والهديد: الرجل الطويل نقل الصاغاني. والهدهد، كقنفذ، وإنما ترك الضبط اعتمادا على الشهرة: كل ما يقرقر من الطير، صرح به غير واحد من الأئمة، وهدهد الطائر: قرقر، قوله تعالى، وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد قال المفسرون: وهو طائر أي معروف كالهدهد والهداهد كغلبط وعلابط، وقال ابن دريد في تفسير الآية: الهدهد والهداهد: الحمام الكثير الهاهدة، أي الصوت، وقال أبو حنيفة: الهدهد والهداهد: الكثير الهدير من الحمام، وقال الليث: الداهد: طائر يشبه الحمام، قال الراعي يصف نفسه وحاله:

كهداهد كسر الرماة جناحـه       يدعو بقارعة الطريق هديلا وقال الأصمعي: يعنى به الفاختة أو الدبسي أو الورشان أو الهدهد أو الدخل أو الأيك وقال اللحيان: قال الكسائي: إنما أراد الراعي في شعره بهداهد تصغير هدهد، فأنكر الأصمعي ذلك، قال: ولا أعرفه مصغرا، قال: إنما يقال في كل ما هدل وهدر، قال ابن سيده: وهو الصحيح، لأنه ليس فيه ياء التصغير. قال الصاغاني: وقال الهدهد، وإنما أراد حمامة ذكرا يهدهد في صوته، والذي يحتج للكسائي يقول تصغير هدهد، قلبوا ياء التصغير ألفا، كما قالوا دوابة في تصغير دابة، جمع الكل هداهد، بالفتح، وهداهيد، الأخير عن كراع، قال ابن سيده، ولا أعرف لها وجها إلا أن يكون الواحد هدهادا. الهدهد، بفتحتين: أصوات الجن، بلا واحد، وأنشد ابن سيده لابن أحمر:

ثم اقتحمت مناجدا ولزمتـه      وفؤاده زجل كعزف الهدهد وهدده تهديدا: خوفه، كالتهدد والتهداد، وهو الوعيد والتخوف. وهدهد الحمام: هدر وهدل، وهدهدة الحمام: دوي هديره. هدهد الطائر: قرقر، والهدهدة هي القرقرة. هدهد الصبي في مهده هدهدة: حركه لينام، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال جاء شيطان فحمل بلالا فجعل يهدهده كما يهدهد الصبي. وذلك حين نام عن إيقاظه القوم للصلاة. هدهد: حدر الشيء من علو إلى سفل كدهده.

صفحة : 2360

وهداهد: حي من اليمن، وهو بالضم، بدليل ما بعده. وهداهد، بالفتح الرفق، ومن ذلك قولهم: هداديك، أي مهلا، يكفك. في النوادر: يهدهد إلي كذا، ويهدى إلي كذا ويسول إلي كذا، أي يخيل إلي ولي، ويخال لي كذا. تفسيره إذا شبه الإنسان في نفسه بالظن ما لم يثبته ولم يعقد عليه إلا التشبيه. يقال إنه لهد الرجل، أي لنعم الرجل، وذلك إذا أثني عليه بجلد وشدة، واللام للتأكيد، قال ابن سيدهك هد الرجل، كما تقول: نعم الرجل. وفلان يهد، على ما لم يسم فاعله، إذا أثني عليه بالجلد والقوة. وهدن بكسر الدال المشددة أي مع فتح الأول: كلمة تقال عند شرب الحمار، نقله الصاغاني. والهدة: بين عسفان ومكة أو هي من الطائف وفي معجم ياقوت: بين مكة والطائف والنسبة إليه هدوي، وهو موضع القرود وقد يخفف ويقال بالتخفيف موضع آخر عند مر الظهرانش، وهو ممدرة أهل مكة، ويقال لها: هدة زليفة، وزليفة بطن من هذيل، أو الصواب بالهمز، وقد تقدم في بابه فراجعه، وهكذا ضبطه أبو عبيد البكري الأندلسي. وهديد، كزبير، ابن جمع بن عمرو ابن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب، أخو سعد وحذافة. وهم يتهادون، أي يتساتلون أي يتتابعون واحدا بعد واحد. يقال، ما في وده هداهد بالفتح أي لطف ورفق. والهدهاد، بالفتح: اسم رجل، وهو صاحب مسائل القاضي، عن ابن الأعرابي.

والهدهاد بن شرحبيل أبو بلقيس ملك بعد إفريقش. ومما يستدرك عليه: أنهد الجبل، أي انكسر. وهدني الأمر، وهد ركني، إذا بلغ منه وكسره. وروي عن بعضهم أنه قال: ما هدني موت أحد ما هدني موت الأقران. وهدته المصيبة: أي أوهنت ركنه، وهذا مجاز، كما في الأساس. والهدة: صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الهد والهدة قال أحمد بان غياث المروزي: الهد: الهدم، والهدة، الخسوف، ويقال: الهدة صوت ما يقع من السماء. والهديد: دوي الصوت، كالفديد واستهددت فلانا، أي استضعفته، وقال عدي بن زيد:

لم أطلب الخطة النبيلة بال     قوة أن يستهد طالبـهـا وقال الأصمعي: يقال للوعيد من وراء وراء: الفديد والهديد. وهدد، محركة، اسم لملك من ملوك حمير، وهو هدد بن همال، ويروى أن سيدنا سليمان عليه السلام زوجه بلقه بنت بلبشرح. وفحف هداهد: كثير الهدهدة يهدر في الإبل ولا يقرعها. وجمع الهدهدة هداهد، قال العجاج: يتبعن ذا هداهد عجنسا مواصلا قفا ورملا أدهسا هكذا، أنشده الجوهري، قال الصاغاني: إنما هو لعلقة التيمي، قال: وأنشده أبو زياد الكلابي في نوادره لسراج بن قرة الكلابي. وهداد، كسحابك حي من اليمن، ويقال إنه ابن زيد مناة. والهدان، بالكسر: الرجل الجافي الأحمق، وتليل بالسي يستدل به وبآخر مثله والهدان أيضا موضع بحمى ضرية، عن أبي موسى.

ه د ب د

صفحة : 2361

الهدبد، كعلبط: اللبن الخاثر جدا، قال شيخنا: وهو من الألفاظ التي استعملوها اسما وصفة ولا فعل له كالهدابد، كعلابط، ولبن هدبد وفدفد، وهو الحامضث الخاثر، قيل: الهدبد: الخفش، وقيل: هو ضعف العين، وفي غير القاموس البصر بدل العين، الهدبد: صمغ أسود يسيل من الشجر، الهدبد: الضعيف البصر، يستعمل اسما وصفة، كما تقدم، قال المفضل: الهدبد: الشبكرة، وهو العشا يكون في العين، يقال: بعينه هدبد، لا العمش، وغلط الجوهري وأنشد:

إنه لا يبرىء داء الهدبـد     مثل القلايا من سنام وكبد وهذا الذي ذهب إليه الجوهري هو قول لبعض أهل اللغة، والخطب في ذلك سهل، ومثل هذا لا يعد الذاهب إليه غالطا، وقال شيخنا: وقيل إنه كل ما يصيب العين. فيصح على جهة العموم، ويدل له أن المصنف نفسه فسره أولا بضعف العين، والله أعلم، فتأمل.

ه ر د
هردهن أي الثوب يهرده، من حد ضرب، هردا: مزقه، كهرته. هرد القصار الثوب وهرته: خرقه وضربه، فهو هريد وهريت، قاله أبو زيد. هرد اللحم يهرده هردا: أنضجه إنضاجا شديدا، قاله الأصمعي. وقال ابن سيده: أنعم إنضاجعه، أو هرده: طبخه حتى تهرأ وتهرد، كهرده تهريدا فهو مهرد، شدد للمبالغة، وقال أبو زيد: فإن أدخلت اللحم النار أنضجته فهو مهرد، وقد هردته فهرد هو كعلم، قال: المهرأ مثله. هرد الشيء: قدر عليه قال ابن ميادة:

وبرز السيد والمسود واختلط الهارد والمهرود والهرد: الاختلاط، كالهرج، وتركتهم يهردون، أي يموجون كيهرجون. الهرد: الطعن في العرض، هرد عرضه وهرته يهرده هردا. الهرد: الشق للإفساد والإخراق لا للإصلاح، كما سيأتي. الهرد، بالكسر: النعأمة الأنثى. الهرد: الرجل الساقط الضعيف. الهرد بالضم: الكركم الأصفر. الهرد أيضا: طين أحمر يصبغ به.

صفحة : 2362

الهرد أيضا: عروق صفر يصبغ بها، كذا في النسخ، على أن الضمير راجع إلى العروق، والصحيح أن العروق اسم لصبغ أصفر، كما هو في نص الصاغاني، فحينئذ الصواب في العبارة يصبغ به كما هو نص التكملة، قال الهرد: بالضم العروق، والعروق: صبغ أصفر يصبغ به، فتأمل. والهردي: الثوب المصبوغ به أي بالهرد. والهردية: الحردية وهي قصبات تضم ملوية بطاقات الكرم تحمل عليها قضبانه. قال الأزهري: والذي حفظناه عن أئمتنا الحردى بالحاء، ولم يقله بالهاء غير الليث. والهرد، بالفتح: ببلاد أبي بكر بن كلاب، نقله ياقوت عن أبي زياد، وفي التكملة: هرد: موضع ببلاد أبي بكر. والهردي، بالكسر، ويمد: نبت وقال أبو حنيفة: الهردى، مقصور: عشبة لم يبلغني لها صفة، قال: ولا أدري أمذكرة أم مؤنثة، واقتصر الأصمعي أيضا على القصر، وقال: نبت، ولا أدري أيذكر أم يؤنث، كذا في كتاب المقصور لأبي علي القالي وكذلك قاله ابن الأنباري، وجعلها مؤنثة. والهيردان، بفتح فسكون فضم، اللص، قال الأزهري: وليس بثبت. الهيردان أيضا: نبت، كالهردى، وقيل هو الهردان بالكسر. هيردان اسم رجل. وهردان، بالضم: وهردأن اسم رجل. وهردت الشيء أهريده: أردته أريده، كهراقة يهريقه. والتهريد: لبس المهرود، ولم يذكر معنى المهرود، وهو الثوب الأصفر المصبوغ بالهرد، كالمهرد، وفي الحديث ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام في ثوبين مهرودين وفي التهذيب: ينزل عيسى وعليه ثوبان مهرودان. قال الفراء: الهرد: الشق. وفي رواية أخرى في مهرودتين أي في شقتين أو حلتين، قال الأزهري: قرأت بخط شمر لأبي عدنان: أخبرني العالم من أعراب باهلة أن الثوب المهرود: الذي يصبغ الورس، ثم بالزعفران. فيجيء لونه مثل لون زهرة الحوذانة، فذلك الثوب المهرود. ويروى في ممصرتين وهي المصبوغة بالصفرة من زعفران أو غيره، وقال القتيبي: هو عندي خطأ من النقلة، وأراه مهروتين، أي بين شقتين، أخذتا من الهرد، وهو الشق خطأ، لأن العرب لا تسمي الشق للإصلاح هردا، بل يسمون الإخراق والإفساد هردا، فالصواب ما قدمناه. وهو أهرد الشدق، لغة في أهرته، وقد تقدم في محله.

ه ر ن د
ومما يستدرك عليه: هرند، كمرند: مدينة من نواحي أصفهان، على ثلاثة أيام.

ه ز ر م ر د
ومما يستدرك عليه: هزارمرد، ومعناه ألف رجل، وهو اسم، وابن هزار مرد الصريفيني، محدث وله جزء.

ه ر ش د
ومما يستدرك عليه: الهرشدة، بالكسر وشد الدال: العجوز، استدركه صاحب اللسان.

ه ر ك ن د
وهركند، بالفتح: بحر في أقصى بلاد الهند والصين، وفيه جزيرة سرنديب، وهي آخر جزيرة الهند مما يلي المشرق، فيما يزعم بعضهم.

ه س د
الهسد، محركة، أهمله الجوهري، وقال المؤرج السدوسي: لغة في الأسد، رواه الأزهري عنه، وأنشد:

فلا تعيا معاوي عن جوابي     ودع عنك التعزز للهساد أي لا تتعزز للأسد فإنها لا تذل لك، منه سمي الشجاع، هساد، بالكسر، قال الأزهري: ولم أسمع هذا لغيره.

ه ك د
هكد الرجل على غريمه تهكيدا، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: إذا شدد عليه، وفي التكملة: تشدد عليه.

ه ل د
هلد الوعك الناس، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: إذا أخذهم وعمهم.

ه م د

صفحة : 2363

الهمود، بالضم: الموت والهلاك، كما همدت ثمود، قاله الليث، وهو مجاز، كما في الأساس، وفي المحكم: همد يهمد همودا فهو هامد وهميدق: مات. وفي حديث مصعب بن عمير حتى كاد أن يهمد من الجوع أي يهلك، الهمود: طفوء النار، وقد همدت تهمد: ذهبت البتة فلم يبن لها أثر. أو همودها: ذهاب حرارتها. وقال الأصمعي: خمدت النار، إذا سكن لهبها، وهمدت همودا إذا طفئت البتة، فإذا صارت رمادا قيل: هبا يهبو، وهو هاب. من المجاز: الهمود: تقطع الثوب وبلاه، وهو من طول الطي، تنظر إليه فتحسبه صحيحا، فإذا مسسته تناثر من البلى، كالهمد، بفتح فسكون، ثوب هامد، وثياب همد. الهمود في الأرض: أن لا يكون بها، وفي بعض النسخ: فيها حياة ولا عود ولا نبءتق، ولا أصابها مطرق، وهمد شجر الأرض، أي بلي وذهب. وترى الأرض هامدة أي جافة ذات تراب. وأرض هامدة: مقشعرة لا نبات فيها، إلا اليابس المتحطم، وقد أهمدها القحط، وهو مجاز، وفي حديث علي أخرج من هوامد الأرض النبات. والإهماد: الإقامة وأهمد في المكان: أقام، قال رؤبة بن العجاج:

لما رأتني راضيا بالإهمـاد     كالكرز المربوط بين الوتاد يقول: لما رأتني راضيا بالجلوس لا أخرج ولا أطلب، كالبازي الذي كرز، أي أسقط ريشه، قال ابن سيده: الإهماد: السرعة، وقال غيره: السرعة في السير، وهو ضد، يقال: أهمد في السير: أسرع قال رؤبة:
ما كان إلا طلق الإهماد
وكرنا بالأغرب الجـياد
حتى تحاجزن عن الرواد
تحاجز الري ولم تكـاد

قلت: ومن ذلك أهمد الكلب، أي أحضر، عن ابن بزرج: الإهماد: الاندفاع في الطعام، وقد أهمدوا فيه: اندفعوا. الإهماد: السكون، وهو أن لا يبرح، أيضا: التسكين، وقالوا الهمدة: السضكتة، يقال: همدت أصواتهم، أي سكنت، الإهماد: السكوت على ما يكره، قال الراعي:

وإني لأحمي الأنف من دون ذمتيإذا الدنس الواهي الأمانة أهمدا والهامد: البالي المسود المتغير، يقال: شجرة هامدة، إذا اسودت وبليت، وثمرة هامدة، إذا اسودت وعفنت، وهو مجاز، ورطبة هامدة إذا صارت قشرة وصقرة، وهو مجاز. ورماد هامد: بال متلبد بعضه على بعض، وقيل: الهامد: البالي من كل شيء. الهامد اليابس من النبات ومن الشجر، الهامد من المكان: ما لا نبات به، قد أهمده القحط، جمعه الهوامد. وهمدان، بفتح فسكون، قبيلة باليمن من حمير، واسمه أوسله بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، النسبة همداني، على لفظها، والعقب منه في جشم بن خيران بن نوف بن همدان، والعقب من جشم في فخذين لصلبه: بكيل وحاشد، فمن بكيل في دومان وسوران وخيران، ومن حاشد في سبيع بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير ابن مالك بن جشم بن حاشد، ولهم بطون متسعة باليمن. والهميد: المال المكتوب عليءك في الديوان، فيقال: هاتوا صدقته وقد ذهب المال، يقال: أخذنا الساعي بالهميد، قاله ابن شميل، أي بما مات من الغنم والإبل. وهمد، محركة: ماء لضبة هكذا أورده ياقوت في المعجم والصاغاني. ومما يستدرك عليه: أهمد فلان الأمر: أماته. وأتوا على قوم فأهمدوهم، أي أماتوهم.

ه ن د
هند، بالكسر: اسم للمائة من الإبل خاصة، كهنيدة، بالتصغير، قال جرير:

صفحة : 2364

أعطوا هنيدة تحدوها ثمانـية      ما في عطائهم من ولا سرف وقال أبو عبيدة: هي اسم لكل مائة من الإبل وغيرها، وأنشد لسلمة ابن الخرشب الأنماري:

ونصر بن دهمان الهنيدة عاشهاوتسعين عاما ثم قوم فانصاتا وأنشده الزمخشري، وخمسين عاما. وقال: أراد مائة سنة، وهو مجاز، أو اسم لما فوقها ودونها، أو للمائتين، ونص عبارة المحكم: وقيل هي اسم للمائة ولما دوينها ولما فويقها، وقيل: هي المائتان، حكاه ابن جني عن الزيادي، قال: ولم أسمعه من غيره، قال: والهنيدة: مائة سنة، والهند: مائتان، حكي عن ثعلب، ومثله في الأساس، وفي التهذيب هنيدة: مائة من الإبل، معرفة لا تنصرشف، ولا تدخلها الألف واللام، ولا تجمع، ولا واحد لها من جنسا، قال أبو وجزة:

فيهم جياد وأخطار مؤبلة     من هند وأزياد على الهند هند بالكسر: اسم امرأة يصرف ولا يصرف، إن شئت جمعته جمع التكسير فقلت هنود، وإن شئت جمعته جمع السلامة فقلت هندات، كذا في الصحاح، وقال ابن سيده أهند وأهناد وهنود، وأنشد سيبويه لجرير:

أخالد قد علقتك بعد هند فشيبني الخوالد والهنود هند أيضا اسم رجل، قال:

إني لمن أنكرني ابن اليثربي قتلت علباء وهند الجملـي وفي التهذيب: وهند من أسماء الرجال والنساء. وبنو هند: بطن من بكر بن وائل. والهند، بالكسر: جيل معروف، قاله ابن سيده، وقال غيره: وهند: اسم بلاد، والنسبة هندي، هنود كزنجي وزنوج، وقول عدي ابن الرقاع:

رب نار بت أرمقهـا     تقضم الهندي والغارا إنما عنى العود الطيب الذي من بلاد الهند، يجمع أيضاص على الأهانيد قال رؤبة:

أهدى إلى السند لهاما حاشدا     حتى استباح السند والأهاندا والهنادك، بالكاف في آخره، رجال الهند، وبه فسر محمد بن حبيب قول كثير:

ومقربة دهم وكمت كأنـهـا     طماطم يوفون الوفور هنادك قال ابن جني: فظاهر هذا القول منه يقتضي أن تكون الكاف زائدة قال: ويقال رجل هندي وهندكي، قال: ولو قيل إن الكاف أصل وإن هندي وهندكي أصلان بمنزلة سبط وسبطر لكان قولا قويا، كذا في اللسان والسيف الهندواني بالكسر ويضم إتباعا للدال، قاله الزمخشري منسوب إليهم، وكذلك المهند، وهو المطبوع من حديد الهند. وفي التهذيب: والأصل في التهنيد عمل الهند، يقال: سيف مهند وهندي وهندواني، إذا عمل ببلاد الهند عن ابن الأعرابي: هند تهنيدا عن ابن الأعرابي: هند تهنيدا إذا قصر في الأمر، وهند وهند إذا صاح صياح البومة، عن أبي عمرو، عنه أيضا: هند الرجل، إذا شتم إنسانا شتما قبيحا، وهند، إذا شتم فاحتمله وأمسك عن شتم الشاتم، كل ذلك عن أبي عمرو. هند السيف: شحذه، والتهنيد: التشحيذ، قال:

كل حسام محكم التهنـيد
يقضب عند الهز والتجريد
سالفة الهـامة والـلـديد

وقال الأزهري: والأصل في التهنيد عمل الهند. يقال: حمل عليه فما هند، أي ما كذب، أو ما هند عن شتي: ما كذب ولا تأخر. وهندته المرأة: أورثته عشقا بالملاطفة والمغازلة، قال:

يعدن من هندن والمتيما

صفحة : 2365

وهندتني فلانة، أي تيمتني بالمغازلة، وقال ابن دريد: هندت الرجل تهنيدا، إذا لا ينته ولاطفته، وقال ابن المستنير: هندت فلانة بقلبه إذا ذهبت به. وهندوان، بالضم: نهر بخوزستان بينها وبين أرجان، عليه ولاية تنسب إليه كبيرة. هندوان: ودر هندوان، بفتح الدال وكسر الراء، وهو علامة الإضافة عند الفرسبن معناه باب هندوان، أي باب الهنود، وقال ابن الأثير في الأنساب: وإنما سميت به لأنه ينزل فيها الغلمان والجواري المجلوبة من الهند للبيع، وهو اسم محلة ببلخ قديمة، منها الإمام الفاضل أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد ابن عمر الهندواني الفقيه الحنفي، يقال له أبو حنيفة الصغير، لكثرة فقهه، روي عن محمد بن عقيل البلخي، وأستاذه أبي بكر محمد ابن أبي سعيد الفقيه، وعليه تفقه، وعنه أبو إسحاق إبراهيم بن صالم بن محمد البخاري، وأبو عبد الله طاهر ابن محمد بالحدادي، مات ببخارا سنة 362.

وهند مند، بكسر الهاء وسكون النون وفتح الدال والميم: نهر بسجستان يزعمون أنه ينصب إليه مياه ألف نهر، فلا تظهر فيه الزيادة، وينشق منه ألف نهر فلا يظهر فيه النقصان قال الإصطخري: أعظم أنهار سجستان نهر هندمند، مخرجه من ظهر الغور حتى ينصب على ظهر رخج وبلد الداور حتى ينتهي إلى بست، ويمتد منها إلى ناحية سجستان، ثم يقع في بحيرة زره الفاضل منه وإذا انتهى إلى مرحلة من سجستان تشعبت منه مقاسم الماء، وقال أبو بكر الخوارزمي:

غدونا شط نهر الهند مند    سكارى آخذي بالدستبند إلى آخره، وفي الناموس: هذا النهر مثال البحر العلم عند أهل العرفان. هناد بن السري مصعب التميمي أبو السري الكوفي، كحماد، محدث ثقة، من العاشرة مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين عن إحدى وتسعين، وقريبه هناد بن السري بن يحيى بن السري، ثقة، من الثانية عشرة. هنادة بهاء، من أعلامهن، قال أعرابي:

غرك من هنادة التهـنـيد     موعودها والباطل الموعود وديره هند: بدمشق. ودير هند موضعان بالحيرة، ولأحد هذه المواضع عنى جرير بقوله:

لما مررت بدير الهنـد أرقـنـي     صوت الدجاج وضرب بالنواقيس ويروى: لما تذكرت بالديرين. ومما يستدرك عليه: لقي هند الأحامس، إذا مات. نقله ابن سيده. ومن أسمائهم هندي ومهند. وبنو هناد بطن من العرب. الهنادي بطن آخر ينزلون البحيرة من مصر، يقال لواحدهم هنداوي. والهنيدة، بالتصغير: حصن بناه سليمان عليه السلام، واسم للمائة السنة، وتقدم شاهده. وهند للمائتين منها، قاله الزمخشري. وهنيدة بن خالد الخزاعي، محدث.وهند بن أبي هالة، ربيب النبي صلى الله عليه وسلم.

ه و د
الهود: التوبة والرجوع إلى الحق هاد يهود هودا، وتهود، فهو هائ وقوم هود، مثل حائك وحوك وبازل وبزل قال أعرابي:

إني امرء من مدحه هائد وفي التنزيل العزيز إنا هدنا إليك أي تبنا إليك، وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وإبراهيم، قال ابن سيده: عداه بإلى لأن فيه معنى رجعنا. الهود، بالتحريك: الأسنمة، وقيل: أصل السنام جمع هودة، وقال شمر: الهودة مجتمع السنام وقحدته والجمع هود، وقال:

كوم عليها هود أنضاد

صفحة : 2366

وتسكن الواو فيقال هودة. الهود، بالضم: اليهود، اسم قبيلة، وقيل: إنما اسم هذه القبيلة يهوذ، فعرب بقلب الذال دالا، كما سيأتي للمصنف أيضا، قال ابن سيده: وليس هذا بقوي، وقالوا: اليهود، فأدخلوا الألف واللام فيها على إرادة النسب، قال الله تعالى وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى قال الفراء: يريد يهودا، فحذف الياء الزائدة، ورجع إلى الفعل من اليهودية، وفي قراءة أبي، إلا من كان يهوديا أو نصرانيا قال: وقد يجوز أن يجعل هودا جمعا واحده هائد، مثل حائل وعائط من النوق، والجمع حول وعوط، وجمع اليهودي يهود، كما يقال في المجوسي مجوس، وفي العجمي والعربي عجم وعرب، وسميت اليهود اشتقاقا من هادوا، أي تابوا وأرادوا باليهود اليهوديين، ولكنهم حذفوا ياء الإضافة كما قالوا زنجي وزنج. هود اسم نبي معروف، صلى الله على نبينا محمد وعليه وسلم، عربي، ولهذا ينصرف، وكذلك كل اسم أعجمي ثلاثي فإنه منصرف، قال ابن هشام وابن الكلبي، هو عابر بن إرم بن سام بن نوح، وفي شرح القسطلاني: هو ابن شارخ بن أرفخشد ابن سام، وقيل: هو هود بن عبد الله ابن رياح، أقوال، قد يجمع يهود على يهدان، بضم فسكون، قال حسان رضي الله عنه يهجو الضحاك ابن خليفة، رضي الله عنه، في شأن بنى قريظة، وكان أبو الضحاك منافقا:

أتحب يهدان الحجاز ودينهـم    عبد الحمار ولا تحب محمدا صلى الله عليه وسلم.

وهوده تهويدا: حوله إلى ملة يهود، قال سيبويه: وفي الحديث كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه أو ينصرانه، معناه أنهما يعلمانه دين اليهودية والنصارى ويدخلانه فيه. والهوادة: اللين والرفق، عن الزمخشري. وما يرجى به الصلاح بين القوم، وفي الحديث ولاتأخذه في الله هوادة، أي لا يسكن عند حد الله ولا يحابي فيه أحدا. الهوادة: الرخصة والمحاباة، وفي حديث عمر رضي الله عنه أتي بشارب فقال: لأبعثنك إلى رجل لا تأخذه فيك هوادة. والتهويد: تجاوب الجن، للين أصواتها وضعفها، قال الراعي:

يجاوب البوم تهويد العزيف به      كما يحن لغيث جـلة خـور قال ابن جبلة: التهويد: الترجيع بالصوت في لين، ومنه أخذ الهوادة بمعنى الرخصة، لأن الأخذ بها ألين من الأخذ بالشدة. التهويد: التطريب والإلهاء وهو مهود: مله مطرب. التهويد: المشي الرويد، مثل الدبيب ونحوه، وأصله من الهوادة وأنشد:

سيرا يراخي منة الجليد    ذا قحم وليس بالتهويد أي ليس بالسير اللين. التهويد: إسكار الشراب، وهوده الشراب إذا فتره فأنامه، وقال الأخطل:

ودافع عني يوم جلـق غـمـرة      وصماء تنسيني الشراب المهودا وقال أبو مالك: وهود الرجل، إذا سكن، وهود، إذا غنى، وهود، إذا اعتمد على السير، كالتهود والتهواد، بالفتح. والمهاودة: الموادعة هذا هو الصواب، يقال هاوده، إذا وادعه، وبينهم مهاودة،كما في الأساس، ويوجد في النسخ كلها المواعدة، وهو تحريف المهاودة: المصالحة والمهاونة والممايلة والمعاودة، وهذا نص الصاغاني، وهو مقلوب الموادعة، كل ذلك من الهوادة، وهو الصلح والميل.

صفحة : 2367

وأهود، كأحمد، اسم يوم الاثنين في الجاهلية، وكذلك أوهد وأهون، أهود اسم قبيلة من العرب. وتهود الرجل: صار يهوديا كهاد. وتهود في مشيه: مشى مشيا رفيقا تشبها باليهود في حركتهم عند القراءة. قال المصنف في البصائر بعد سياق هذه العبارة: وهذا يعد من الأضداد. قلت: وهو محل تأمل. تهود. إذا توصل برحم أو حرمة، من الهوادة، وهي الحرمة والسبب. وزاد في البصائر: وتقرب بإحداهما، وأنشد قول زهير:

سوى ربع لم يأت فيه مخافة     ولا رهقا من عاند متهـود قلت: قال ابن سيده: المتهود: المتقرب، وقال شمر: المتهود: المتوصل بهوادة إليه، قال: قاله ابن الأعرابي. وهود تهويدا: أكل الهودة، وهي أصل السنام مجتمعه، كما تقدم. ويهودا: أخو يوسف الصديق من أبيه، عليهما السلام، قيل: هو بالذال المعجمة. وفي شفاء الغليل: يهودا، معرب يهوذا، بذال معجمة، ابن يعقوب عليه السلام، قلت: وكذا قالوا في هود إن أصله بالذال المعجمة، ثم عرب بالدال المهملة. ومما يستدرك عليه: التهود: التوبة والعمل الصالح، وعن ابن الأعرابي: هاد، إذا رجع من خير إلى شر، أو من شر إلى خير. والتهويد والتهواد والتهود: اللين والترفق. والتهويد: النوم. والتهويد: هدهدة الريح في الرمل ولين صوتها فيه. والهوادة: الصلح. والمهاودة: المراجعة. والهوادة: الحرمة والسبب.

ه ي د
هاده الشيء يهيده هيدا وهادا: أفزعه وكربه، هكذا بالموحدة في سائر النسخ. وفي الأساس واللسان بالثاء المثلثة بضبط القلم، وقد تقدم كرثه الغم، إذا اشتد عليه، والأولى هي الأكثر، يقال: هادني هيدا، أي كربني. هاده يهيده هيدا: حركه وأصلحه، وأصل الهيد الحركة، كهيده تهييدا، في الكل، وهاده هيدا: أزاله وصرفه وأزعجه. وقولهم: ما يهيده ذلك، أي ما يكترث له ولا يزعجه، تقول: ما تهيدني ذلك، أي ما يزعجني ولا أكترث له ولا أباليه وفي الحديث، كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الطال المصعد قال ابن الأثير: أي لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا به عن السحور، فإنه الصبح الكذاب. وفي حديث الحسن ما من أحد عمل لله عملا إلا سار في قلبه سورتان، فإذا كانت الأولى منهما لله فلا تهيدنه الآخرة أي لا تحركنه ولا تزيلنه عنها وفي الحديث أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم في مسجده: يا رسول الله هده. فقال: بل عرش كعرش موسى. كان ابن عيينة يقول: معناه أصلحه، فكأن المعنى أنه يهدم ويستأنف ويصلح. وفي حديث ابن عمر لو لقيت قاتل أبي في الحوم ما هدته، يريد ما حركته ولا أزعجته. وما هداه كذا وكذا، أي ما حركه. هاد الرجل هيدا وهادا: زجره عن الشيء وصرفه عنه، وقيل: لا ينطق بيهيد إلا بحرف جحد، قاله يعقوب في الإصلاح، يقال: لا يهيدنك هذا عن رأيك، أي لا يزيلنك. وهيد بفتح فسكون وهيد بالكسر وهاد، وكذلك هيد وهاد، كلاهما مبنيا على الكسر: زجر للإبل واستحثاثها، وأنشد أبو عمرو:

وقد حدوناها بهـيد وهـلا     حتى ترى أسفلها صار علا في التهذيب: والعرب تقول: هيد مالك، إذا استفهموا الرجل عن شأن كما تقول: يا هذا مالك، وبهذه اللغة روى الأصمعي قول تأبط شرا:

صفحة : 2368

يا هيد مالك من شـوق وإيراق    ومر طيف على الأهوال طراق ويروى: يا عيد مالك. وقال اللحياني: يقال: لقيه فقال له هيد مالك، ولقيته فما قال لي هيد مالك. وقال شمر: هيد وهيد جائزان، وقال الكسائي: يقال يا هيد ما أصحابك ويا هيد مالأصحابك. قال: وقال الأصمعي: حكى لي عيسى ابن عمر: هيد مالك. أي ما أمرك. ويقال لو شتمتني ما قلت هيد مالك. ونقل الأزهري عن أبي زيد قالوا: تقول: ما قال له هيد مالك، فنصبوا، وذلك أن يمر بالرجل البعير الضال فلا يعوجه ولا يلتفت إليه. ومر بعير فما قال له: هيد مالك، فجر الدال حكاية عن أعرابي، وأنشد لكعب بن زهير:

لو أنها آذنت بكرا لقلت لهايا هيد مالك أو لو آذنت نصفا فلان يعطي الهيدان والزيدان، أي يعطي من عرف ومن لم يعرف، قاله يونس. وماله هيد وهاد، أي حركة، وقيل: معنى قولهم لا هيد ولا هاد، أي ما يقال له هيد ولا هاد، قال ابن هرمة:

ثم استقامت له الأعناق طائعة     فما يقال له هـيد ولا هـاد وقيل: معنى ما يقال له هيد ولا هاد، أي لا يحرك لا يمنع من شيء ولا يزجر عنه، تقول: هدت الرجل، وهيدته، عن يعقوب. والتهييد: الإسراع في السير، كالتهويد. وهيود، كصبور، كذا ضبط في نسختنا، ومنهم من ضبطه كتنور: جبل فيه حصن لبني زبيد باليمن. وأيام هيد، بفتح فسكون: أيام موتان كانت في الجاهلية في الدهر الأول، قيل: مات فيها اثنا عشر ألفا: هكذا ذكره العمراني في أسماء الأماكن، قال ياقوت: ولا أدري ما معناه: والهيد بالفتح، ذكر الفتح مستدرك: الشيء المضطرب. وهيدة، بالفتح ذكر الفتح مستدرك: وهدة وفي بعض النسخ: ردهة بأعلى المضجع، وهي التي يقال لها المضاجع، لبني أبي بكر بن كلاب. قالت ليلى الأخيلية:

تخلى عن أبي حرب تولى     بهيدة قابض قبل القتـال وفي معجم البكري: هضبة في بلاد بني عقيل. ونقل ياقوت عن أبي عبيدة في المقاتل قال: لم يقف علماؤنا على هيدة ما هي حتى جاء الحسن فأخبرهم أنه موضع قتل فيه توبة. وهما هضبتان، يقال لهما: بنتا هيدة، ومرت ليلى بقبره فعقرت بعير زوجها على قبره وقالت:

عقرت على أنصاب توبة مقرمابهيدة إذ لم تحتضره أقاربه ومما يستدرك عليه: ما هيد عن شتمي، أي ما تأخر ولا كذب. قد ذكر ذلك في النون لأنهما لغتان هند وهيد. ورجل هيدان: ثقيل جبان كهدان. والهيد: الكثير، عن ثعلب، وأنشد:

أذاك أم أعطيت هيدا أهدبا والهيد أول الحداء، وذلك أن الحادي إذا أراد الحداء قال: هيد، هيد، ثم زجل بصوته، ومنه حديث زينب مالي لا أزال أسمع الليل أجمع هيد هيد? قيل: هذه عير لعبد الرحمن بن عوف. والهيد: المضطرب قال:

أذاك أم يعطيك هيدا هيدبا