الباب التاسع: باب الذال - الفصل الأول: فصل الهمزة مع الذال المعجمة

أ ب ذ

أبذة، كقبرة: بليدة بالأندلس. هكذا ضبطه الذهبي وابن رافع وغيرهما، والمصنف ذكره بالدال المهملة، وقد تقدم.

فصل الهمزة مع الذال المعجمة

أ خ ذ
الأخذ: خلاف العطاء، وهو أيضا التناول، كما في الصحاح والمصباح والأساس، وقال بعضهم: الأخذ: حوز الشيء. وقال آخرون: هو في الأصل بمعنى القهر والغلبة، واشتهر في الإهلاك والاستئصال. أخذه يأحذه أخذا: تناوله. والإخذ، بالكسر: الاسم، وإذا أمرت قلت: خذ، وأصله اؤخذ، إلا أنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفا، وقال ابن سيده: فلما اجتمعت همزتان، وكثر استعمال الكلمة، حذفت الهمزة الأصلية، فزال الساكن، فاستغني عن الهمزة، حذفت الهمزة الأصلية، فزال الساكن، فاستغني عن الهمزة في الأمر من أكل وأمر وأشباه ذلك، ويقال: خذ الخطام، وخذ بالخطام، بمعنى، كالتأخاذ، تفعال من الأخذ، وأنشد الجوهري للأعشى:

ليعودن لمعد عـكـرة     دلج الليل وتأخاذ المنح

صفحة : 2370

الأخذ: السيرة والهدي، يقال: ذهب بنو فلان ومن أخذ أخذهم، أي سيرتهم، وسيأتي قريبا، من المجاز الأخذ: الإيقاع بالشخص، والأصل بمعنى القهر والغلبة، كما تقدم. من المجاز أيضا: الأخذ: العقوبة، وقيل: الأخذك استئصال، والمؤاخذة: عقوبة بلا استئصال، وأجمع من ذلك عبارة المصنف في البصائر: قد ورد الأخذ في القرآن على خمسة أوجه: الأول بمعنى القبول. وأخذتم على ذلكم إصري أي قبلتم. الثاني: بمعنى الحبس فخذ أحدنا مكانه أي احبس. الثالث بمعنى العذاب والعقوبة وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد أي عذابه. الرابع بمعنى القتل وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه أي يقتلوه. الخامس بمعنى الأسر فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم

صفحة : 2371

والأصل فيه حوز الشيء وتحصيله، وذلك تارة يكون بالتناول. كقولك: أخذنا المال، وتارة بالقهر، نحو قوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم . الإخذ، بالكسر: سمة، أي علامة على جنب البعير، يفعلون ذلك إذا خيف به مرض. يقال: رجل أخذ، ككتف: بعينه أخذ، بضمتيءن، وهو: الرمد والقياس أخذ، الأخذ هي الغدران، جمع إخاذ وإخاذة، بالكسر فيهما، ككتاب وكتب، وقيل: الإخاذ واحد، والجمع آخاذ نادر، وفي حديث مسروق بن الأجدع قال ما شبهت بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلا الإخاذ، تكفي الإخاذة الراكب، وتكفي الإخاذة الراكبين وتكفي الإخاذة الفئام من الناس وقال أبو عبيد: هو الإخاذ، بغير هاء، وهو مجتمع الماء شبيه بالغدير، وجمعه أخذ، وقاله أيضا أبو عمرو، وزاد: وأما الإخاذة، بالهاء فإنها الأرض يأخذها الرجل فيحوزها لنفسه، وقيل: الإخاذ جمع الإخاذة، وهو مصنع للماء يجتمع فيه، والأولى أن يكون جنسا للإخاذة لا جمعا، وفي حديث الحجاج في صفة الغيث وامتلأت الإخاذ قال أبو عدنان: إخاذ جمع إخاذة، وأخذ جمع إخاذ. وذهب المصنف إلى ما ذهب إليه أبو عبيد، فإنه قال: الإخاذة والإخاذ، بهاء وبغير هاء، جمعما أخذ. وفي حديث أبي موسى وكانت فيها إخاذات أمسكت الماء فنفع الله بها الناس قال ابن الأثير: الإخاذات: الغدران التي تأخذ ماء السماء فتحبسه على الشاربة، الواحدة إخاذة. الأخذ، بالتحريك: تخمة الفصيل من اللبن وقد أخذ يأخذ أخذا فهو أخذ: أكثر من اللبن حتى فسد بطنه وبشم واتخم، وعن أبي زيد: إنه لأكذب من الأخيد الصيحان. وروي عن الفراء أنه قال: من الأخذ الصيحان، بلا ياء، قال أبو زيد: هو الفصيل الذي اتخذ من اللبن، الأخذ: جنون البعير أو شبه الجنون، وقد أخذ أخذا فهو أخذ: أخذه مثل الجنون يعتريه وكذلك الشاة. الأخذ: الرمد وقد أخذت عينه أخذا، وهذا عن ابن السيد مؤلف كتاب الفروق، فعلهما، كفرح، كما عرفت. والأخذة بالضم: رقية تأخذ العين ونحوها كالسحر تحبس بها السواحر أزواجهن عن غيرهن من النساء، والعامة تسميه الرباط والعقد، وكان نساء الجاهلية يفعلنه. ورجل مؤخذ عن النساء: محبوس، وفي الحديث: جاءت امرأة إلى عائشة رضي الله عنها فقالت: أقيد جملي وفي أخرى: أؤخذ جملي قالت: نعم، فلم تفطن لها حتى فطنت، فأمرت بإخراجها. كنت بالجمل عن زوجها ولم تعلم عائشة رضي الله عنها، فلذلك أذنت لها فيه. والتأخيذ: أن تحتال المرأة بحيل في منع زوجها عن جماع غيرها، وذلك نوع من السحر، أو هي خرزة يؤخذ بها النساء الرجال، وقد أخذته الساحرة تأخيذا وآخذته: رقته، وقالت أخت صبح العادي تبكي أخاها صبحا، وقد قتله رجل سيق إليه على سرير، لأنها كانت أخذت عنه القائم والقاعد والساعي، والماشي والراكب أخذت عنك الراكب والساعي والماشي والقاعد والقائم، ولم آخذ عنك النائم وفي صبح هذا يقول لبيد:

ولقد رأى صبح سواد خليله    ما بين قائم سيفه والمحمل عنى بخليله كبده، لأنه يروى أن الأسد بقر بطنه وهو حي فنظر إلى سواد كبده. كذا في اللسان.

صفحة : 2372

منه الأخيذ وهو الأسير، وقد أخذ فلان إذا أسر، وبه فسر قوله تعالى فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم معناه والله أعلم ائسروهم. الأخيذ أيضا: الشيخ الغريب، وقال الفراء: أكذب من أخيذ الحيش، وهو الذي يأخذه أعداؤه، فيستدلونه على قومه، فهو يكذبهم بجهده. والأخيذة: المرأة: تسبى، وفي الحديث: كن خير آخذ، أي خير آسر. في النوادر: الإخاذة، ككتابة: مقبض الحجفة، وهي ثقافها، الإخاذة في قول أبي عمرو: أرض تحوزها لنفسك وتتخذها وتحييها، وفي قول غيره: هي الضيعة يتخذها الإنسان لنفسه، كالإخاذ، بلا هاء، الإخاذة أيضا: أرض يعطيكها الإمام ليست ملكا لآخر. والآخذ من الإبل على فاعل: ما أخذ فيه السمن، والجمع أواخذ، نقله الصاغاني أو السن، نقله الصاغاني أيضا، الآخذ من اللبن: القارص، لأخذه الإنسان عند شربه. قد أخذ اللبن، ككرم، أخوذة: حمض، فيستدرك على الجوهري حيث قال: ما جاء فعل فهو فاعل إلا حمض اللبن فهو حامض وفعل آخر، وأخذته تأخيذا: اتخذته كذلك. ومآخذ الطير: مصايدها، أي مواضعها التي تؤخذ منها. والمستأخذ. الذي به أخذ من الرمد، وهو أيضا المطأطيء رأسه من رمد أو وجع أو غيره، كالأخذ، ككتف، قال أبو ذؤيب:

يرمي الغيوب بعينيه ومطرفهمغض كما كسف المستأخذ الرمد المستأخذ: المستكين الخاضع، كالمؤتخذ، قال أبو عمرو: يقال: أصبح فلان مؤتخذا لمرضه ومستأخذا، إذا أصبح مستكينا، من المجاز: المستأخذ من الشعر: الطويل الذي احتاج إلى أن يؤخذ. وآخذه بذنبه مؤاخذة: أخذه به: قال الله تعالى ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ولا تقل واخذه، أي بالواو بدل الهمزة، ونسبها غيره للعامة، وفي المصباح: أخذه بذنبه: عاقبه، وآخذه، بالمد، موأخذة، والأمر منه آخذ، وتبدل واوا في لغة اليمن، فيقال واخذه مواخذة، وقريء بها في المتواتر، فكيف تنكر أو ينهى عنها. ويقال: ائتخذوا، بهمزتين، أي أخذ بعضهم بعضا، وفي اللسان: ائتخذ القوم يأتخذون ائتخاذا، وذلك إذا تصارعوا فأخذ كل منهم على مصارعه أخذة يعتقله بها، قال شيخنا: ونسبها الجوهري للعامة، وقيدها بالقتال، وزاد في المصباح أنه يلين وتدغم كما سيأتي. ونجوم الأخذ: منازل القمر، لأن القمر يأخذ كل ليلة في منزل منها، قال:

واخوات نجوم الأخذ إلا أنضةأنضة محل ليس قاطرها يثري

صفحة : 2373

وهي نجوم الأنواء، وقيل: إنما قيل لها نجوم الأخذ لأنها تأخذ كل يوم في نوء، أو نجوم الأخذ هي التي يرمى بها مسترقو السمع، والأول أصح، وفي بعض الأصول العتيقة: مسترق السمع. يقال: أتى العراق وما أخذ إخذه، وذهب الحجاز وما أخذ إخذه، وولي فلان مكة وما أخذ إخذها، أي ما يليها وما هو في ناحيتها أبو عمرو: استعمل فلان على الشام وما أخذ إخذه، بالكسر، أي لم يأخذ ما وجب عليه من حسن السرة، ولا تقل أخذه، وقال الفراء: ما والاه وكان في ناحيته. وذهبوا ومن أخذ إخذهم، بكسر الهمز وفتحها ورفع الذال ونصبها، الوجهان عن ابن السكيت، وفي اللسان: يكسرون الألف ويضمون الذال، وإن شئت فتحت الألف وضممت الذال في الصحاح ذهب بنو فلان ومن أخذ أخذهم برفع الذال، وإخذهم بفتح الهمزة ويكسر، وقال التدمري في شرح الفصيح: نقلت من خط صاحب الواعي: يقال: استعمل فلانق على الشام وما أخذ إخذه وأخذه وأخذة، بكسر الهمزة وفتحها وضمنها، مع ضم الذال في الأحوال الثلاثة. وقال اللبلي في شرح الفصيح: وزاد يعقوب في الإصلاح وقال: قوم يقولون: أخذهم، يفتحون الألف وينصبون الذال، وحكى هذا أيضا يونس في نوادره فقال: أهل الحجاز يقولون: ما أخذ إخذهم، وتميم: أخذهم أي من سار سيرهم، ومن قال: ومن أخذ إخذهم أي ومن أخذه إخذهم وسيرتهم وتخلق بخلائقهم والعرب تقول: لو كنت منا لأخذت بإخذنا، بكسر الألف، أي بخلائقنا وزينا وشكلنا وهدينا، وقوله، أنشده ابن الأعرابي:

فلو كنتم منا أخذنا بأخذكمولكنها الأجساد أسفل يافل فسره فقال: أخذنا بأخذكم، أي أدركنا إبلكم فرددناها عليكم، لم يقل ذلك غيره، يقال بادر بزندك أخذة النار، بالضم، وهي بعيد صلاة المغرب، يزعمون أنها شر ساعة يقتدح فيها، نقله الصاغاني، حكى المبرد أن بعض العرب يقول استخذ فلان أرضا، يريد: اتخذها، فيبدل من إحدى التاءين سينا، كما أبدلوا التاء مكان السين في قولهم ست، ويجوز أن يكون أراد استفعل من تخذ يتخذ، فحذف إحدى التاءين تخفيفا، كما قالوا ظلت من ظللت.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2374

الأخيذة: ما اغتصب من شيء فأخذ. وأخذ فلان بذنبه، إذا حبس. وأخذت على يد فلان، إذا منعته عما يريد أن يفعله، كأنك أمسكت على يده. وفي الحديث: قد أخذوا أخذاتهم، أي منازلهم، قال ابن الأثير: هو بفتح الهمزة والخاء. والاتخاذ افتعال من الأخذ، إلا أنه أدغم بعد تليين الهمزة وإبدال التاء، ثم لما كثر الاستعمال على لفظ الافتعال توهموا أن التاء أصلية فبنوا منه فعل يفعل، قالوا تخذ يتخذ. وقال ابن شميل: استخذت عليهم يدا، وعندهم، سواء، أي اتخذت. وأخذ يفعل كذا، أي جعل، وهي عند سيبويه من الأفعال التي لا يوضع اسم الفاعل في موضع الفعل الذي هو خبرها. وأخذ في كذا: بدأ. وقال الليث: تخذت مالا: كسبته. وقولهم: خذ عنك، أي خذ ما أقول ودع عنك الشك والمراء. وفي الأساس: ما أنت إلا أخاد نباد: لمن يأخذ الشيء حريصا عليه ثم ينبذ سريعا. والأخذة: كالجرعة: الزبية. والإخذ والإخذة: ما حفرته كهيئة الحوض، والجمع أخذ وإخاذ. فائدة: قال المصنف في البصائر: اتخذ من تخذ يتخذ، اجتمع فيه التاء الأصلي وتاء الافتعال فأدغما، وهذا قول حسن، لكن الأكثرون على أن أصله من الأخذ، وأن الكلمة مهموزة. ولا يخلو هذا من خلل، لأنه لو كان كذلك لقالوا في ماضيه ائتخذ بهمزتين، على قياس ائتمر وائتمن. ومعنى الأخذ والتخذ واحد، وهو حوز الشيء وتحصيله، ثم قال: والاتخاذ يعدى إلى مفعولين ويجرى مجرى الجعل، وهو في القرآن على ثلاثة عشر وجها. فراجعه.
قال الفراء: قرأ مجاهد لو شئت لتخذت عليه أجرا قال أبو منصور: وصحت هذه القراءة عن ابن عباس، وبها قرأ أبو عمرو بن العلاء، وقرأ أبو زيد: لتخذت عليه أجرا، قال: وكذلك هو مكتوب في الإمام، وبه يقرأ القراء، من قرأ لاتخذت، بالألف فتح الخاء فإنه يخالف الكتاب. وقال الليث: من قرأ لاتخذت فقد أدغم التاء في الياء، فاجتمع همزتان فصيرت إحداهما ياء وأدغمت كراهة التقائهما.

أ ذ ذ
الأذ: القطع، وزعم ابن دريد أن همزة أذ بدل من هاء هذ، قال:

يؤذ بالشفـرة أي أذ     من قمع ومأنة وفلذ والأذوذ، كصبور: القطاع، يقال: سكين أذوذق وشفرة أذوذ، بلا هاء كهذوذ: قاطعة. إذ، بالكسر، كلمة تدل على الماضي من الزمان، وهو اسم مبني على السكون، وحقه إضافته إلى جملة، تقول: جئتك إذ قام زيد، وإذ زيد قائم، وإذ زيد يقوم، فإذا لم تضف نونت، قال أبو ذؤيب:

نهيتك عن طلابك أم عمرو    بعافية وأنت إذ صـحـيح أراد: حينئذ، كما تقول: يومئذ. وتكون اسما للزمن الماضي، وحينئذ تكون ظرفا غالبا، كقوله تعالى فقد نصره الله إذ أخرجه تكون مفعولا به، كقوله تعالى واذكروا إذ كنتم قليلا ، وتكون بدلا من المفعول، كقوله تعالى واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا قالوا إذ بدل اشتمال من مريم مفعول اذكر. تكون مضافا إليها اسم زمان صالح للاستغناء عنه مثل قولهم يومئذ وليلتئذ أو اسم زمان غير صالح للاستغناء عنه، كقوله تعالى بعد إذ هديتنا وتكون اسما للزمن المستقبل كقوله تعالى يومئذ تحدث أخبارها .

صفحة : 2375

وفي التهذيب: العرب تضع إذ للمستقبل، وإذا للماضي، قال تعالى ولو ترى إذ فزعوا معناه إذا يفزعون يوم القيامة، قال الفراء: إنما جاز ذلك لأنه كالواجب، إذ كان لا يشك في مجيئه، والوجه فيه إذا كقوله تعالى إذا السماء انشقت تكون للتعليل كقوله تعالى ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم، أنكم في العذاب مشتركون وقال ابن جني: طاولت أبا علي رحمه الله في هذا وراجعته عودا على بدء، فكان أكثر ما برد منه في اليد أنه لما كانت الدار الآخرة تلي الدار الدنيا لا فاصل بينهما، إنما هي هذه فهذه، صار ما يقع في الآخرة كأنه واقعق في الدنيا، فلذلك أجري اليوم وهو للآخرة مجرى وقت الظلم، وهو قوله إذ طلمتم ووقت الظلم إنما كان في الدنيا، فإن لم تفعل هذا وترتكبه بقي إذ ظلمتم غير متعلق بشيء، فيصير ما قاله أبو علي إلى أنه كأنه أبدل إذ ظلمتم من اليوم أو كرره عليه، كذا في اللسان.

قد تكون للمفاجأة، وهي الواقعة بعدبينا وبينما كقول، الشاعر:

استقدر الله خيرا وارضين به فبينما العسر إذ دارت مياسير وهو من قصيدة أولها:

يا قلب إنك من أسماء مغرور فذكر وهل ينفعنك اليوم تذكير وتفصيل مباحث إذ مبسوط في مغنى اللبيب وشروحه، فراجعها. وهل هو، أي لفظ إذ ظرف زمان، كما ذهب إليه المبرد، أو ظرف مكان، كما ذهب إليه الزجاج واختاره أبو حيان، أو حرف بمعنى المفاجأة، كما ذهب إليه ابن مؤكد، أي زائدق، كما ذهب إليه ابن يعيش ومال إليه الرضي، أقوال أربعة مبسوطة بأدلتها في المطولات، فراجعها. وفي البصائر واللسان: وهو من حثروف الجزاء إلا أنه لا يجازى به إلا مع ما تقول: إذما تأتني آتك، كما تقول: إن تأتني وقتا آتك. قال العباس بن مرداس يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

يا خير من ركب المطي ومن مشى فوق التراب إذا تعد الأنفس
بك أسلم الطاغوت واتبع الهدى وبك انجلى عنا الظلام الحندس
إذ ما أتيت على الرسول فقل لهحقا عليك إذا اطمأن المجلـس

وفي المحكم: إذ ظرف لما مضى من الزمان، تقول إذ كان كذا، وقوله عز وجل وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قال أبو عبيدة: إذ هنا زائدة، قال أبو إسحاق: هذا إقدام من أبي عبيدة، لأن القرآن العزيز ينبغي أن لا يتكلم فيه إلا بغاية تحري الحق، وإذ معناها الوقت، وهي اسم، فكيف تكون لغوا ومعناه الوقت، والحجة في إذ أن الله تعالى خلق الناس وغيرهم، فكأنه قال. ابتداء خلقكم إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، أي في ذلك الوقت. كما في اللسان.

أ ز ذ
الأزاذ، كسحاب، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو نوع من التمر، فارسي معرب، قال ابن جني، وقد جاء عنهم في الشعر.

يغرس فيها الزاذ والأعرافا وأحسبه يعني به الأزاذ. وجابر بن أزذ، بالتحريك. وفي كتاب الثقات لابن حبان: ابن ازاذ المقرائي، ومقراء: قرية بدمشق، يروي عن عمر, والبكالي، روى صفوان ابن بكار عن أمه عنه، وأم بكر بنت أزذ، من رواة الحديث، وقال الحافظ: كلاهما من تابعي الشام.

أ س ب ذ
ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2376

الأسبذين بالفتح، هي نسبة ملوك عمان بالبحرين، فارسية معناه عباد الفرس، بالبحرين، فارسية معناه عباد الفرس، وكذا ذكره الرشاطي، وقال ابن الكلبي: أسبذ: قرية بهجر كانوا ينزلونها. وقال الخشني: أسبذ اسم رجل بالفارسية. قلت: وسيأتي في سبذ.

أ ص ب ه ب ذ
وفي التهذيب في الخماسي.

إصبهبذ: اسم أعجمي، وسيأتي أيضا. واستدرك شيخنا هنا:

إ س ت ر ب ذ
إستراباذ، بالكسر، مدينة بين سارية وجرجان، ولها تاريخ، وقد نسب إليها جماعة من المحدثين، قال: ويجوز أن يكون من هذا الفصل:

أ س ت ذ
الأستاذ، بالضم، بناء على أصالة الألف، وهو الرئيس قلت: وهو لقب أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري السيذموني، توفي سنة 340.