الباب التاسع: باب الذال - الفصل الرابع: فصل الجيم مع الذال المعجمة

فصل الجيم مع الذال المعجمة

ج أ ذ
الجائذ، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو العباب في الشراب، وقد جأذ يجأذ جأذا، إذا شرب، وعن أبي عمرو نحو ذلك، وأنشد لأبي الغريب النصري:

ملاهس القوم على الطعام
وجائذ في قرقف المدام
شرب الهجان الوله الهيام

وقال شيخنا: صريح اصطلاحه أن المضارع بالكسر، كيضرب، والمصرح به في الأفعال وغيرها أنه بالفتح، فلو قال: وقد جأذ كمنع لأصاب واختصر ودفع الإيهام.

ج ب ذ
الجبذ: الحذب، لغة فيه، وقد جبذ جبذا، وفي الحديث: فجبذني رجل من خلفي. وليس مقلوبه، كما ظنه أبو عبيد، بل لغة صحيحة ووهم الجوهري وغيره، يعني أبا عبيد في دعواهم أنه مقلوب منه، وقال ابن سيده: وليس ذلك بشيء، وقال: قال ابن جني: ليس أحدهما مقلوبا عن صاحبه، وذلك أنهما يتصرفان جميعا تصرفا واحدا، تقول جذب يجذب جذبا فهو جاذب، وجبذ يجبذ جبذا فهو جابذ، فإن جعلت مع هذا أحدهما أصلا لصاحبه فسد ذلك لأنك لو فعلته لم يكن أحدهما أسعد بهذه الحال من الآخر، فإذا وقفت الحال بهما ولم تؤثر بالمزية أحدهما. وجب أن يتوازيا فيتساويا، فإن قصر أحدهما عن تصرف صاحبه فلم يساوه فيه كان أوسعهما تصرفا أصلا لصاحبه. كالاجتباذ، والفعلث كضرب، جذب وجبذ يجبذ، وفي التهذيب: الجبذ لغة تميم في جذب الشيء: مده. والجبذة، محركة: الجمارة وهي شحمة النخلة فيها خشونة يكشط عنها الليف فتؤكل: الجذبة. وجباذ، كقطام: المنية كجذاب، قال عمرو بن حميل.

فاجتبذت أقرانهم جبـاذ      أيدي سبا أبرح ما اجتباذ

صفحة : 2380

أو النية الحابذة، وفي التكملة: الجابذة لهم. والجنبذة، وقد تفتح الباء، أي مع ضم الجيم على كل حال أو هو لحن وقد حكى الجوهري الفتح من العامة، ونقله عن يعقوب، وهو: ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة. قلت: وهو فارسي معرب، وأصله كنبد، وفي المحكم: والجنبذة: المرتفع من كل شيء، وما علا من الأرض واستدار، ومكان مجنبذ: مرتفع، وفي صفة الجنة وسطها جنابذ من ذهب وفضة يسكنها قوم من أهل الجنة كالأعراب في البادية حكاه الهروي في الغريبين وجنبذ: بنيسابور. جنبذ: د، بفارس، وجنبذ ابن سبع، صحابي، يروى عن عبد الله بن عوف عنه: قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول النهار كافرا، وقاتلت معه آخر النهار مؤمنا. وقصر الجنبذ بالمدينة نقله الصاغاني. والانجباذ: الانجذاب، بمعنى واحد، قال عمرو بن حميل:

بل مهمة، بالركب ذي انجباذ    وذي تباريح وذي اجلـواذ وزاد في اللسان: جبذ العنب يجبذ: صغر وقف. وجنبذة الكيل: منتهى إصباره، وقد جنبذه.

ج خ ذ
الجخوذة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو العدو السريع.

ج ذ ذ
الجذ: الإسراع، وقد جاء في أمثالهم السائرة في الذي يقدم على اليمين الكاذبة جذها جذ البعير الصليانة، أراد أنه أسرع إليها. الجذ: القطع المستأصل، ومنهم من قيده بالوحي، ومنه الحديث أنه قال يوم حنين: جذوهم جذا، جذه فانجذ وتجذذ، كالجذجذة وهذه عن الصاغاني. الجذ: الكسر، وفي المحكم: كسر الشيء الصلب. جذذت الشيء: كسرته وقطعته والاسم الجذاذ، مثلثة، وهو المقطع المكسر، وضمه أفصح من فتحه فجعلهم جذاذا أي حطاما، وقيل: هو جمع جذيذ، وهو من الجمع العزيز، وقال الفراء: هو مثل الحطام والرفات، ومن قرأها: جذاذا، فهو جمع جذيذ مثل خفاف وخفيف، قلت: وهو قراءة يحيى بن وثاب، وقال الليث: الجذاذ: قطع ما كسر، الواحدة جذاذة. والجذاذ، بالفتح: فصل الشيء عن الشيء كالجذاذة، بالهاء. الجذاذ، بالضم: حجارة الذهب، لأنها تكسر وتسحل، وقطع الفضة الصغار. والجذاذات: القراضات، وجذاذات الفضة: قطعها. عن الأصمعي: الجذان، بالفتح: حجارة رخوة، وهي الكذان، الواحدة جذانة وكذانة بهاء. وجذاء: ع ببلاد تهامة، ويقال فيه بإهمال الدال أيضا. قال الفراء: رحم جذاء، وحذاء، بالجيم والحاء ممدودان، وذلك إذا لم توصل. وفي حديث علي رضي الله عنه: أصول بيد جذاء أي مقطوعة، كنى به عن قصور أصحابه وتقاعدهم عن الغزو، فإن الجند للأمير كاليد، ويروى بالحاء المهملة. وسن جذاء: متمهتمة، أي متكسرة. يقال: ما عليه جذة، بالضم، وكذا ما عليه قزاع، أي ما عليه ثوب يستره. وفي الصحاح: أي ما عليه شيء من الثياب. والجذيذ: السويق الغليظ، لأنها تجذ، أي تقطع قطعا وتجش، وروي عن أنس أنه كان يأكل جذيذة قبل أن يغدو في حاجته. أراد شربة من سويق أو نحو ذلك، سميت لأنها تجذ، أي تكسر وتدق وتطحن وتجش إذا طحنت، وفي حديث نوف البكاليك رأيت عليا يشرب جذيذا حين أفطر. جذيذ، بلا لام: ع قرب مكة، ومثله في معجم أبي عبيد البكري. والتجذيذ: أن تستتبع القوم فلا يتبعك أحد، نقله الصاغاني. وانجذ: انقطع، يقال: جذذت الحبل جذا، أي قطعته، فانجذ.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2381

عطاء غير مجذوذ فسره أبو عبيد: غير مقطوع. وكسرته أجذاذا: قطعا وكسرا، وجمع جذ. والجذاد: الفرق. وجذ النخل يجذه جذا وجذاذا جذاذا: صرمه، عن اللحياني. وعن ابن الأعرابي: المجذ طرف المرود، وهو الميل، وأنشد:

وعقد الكفين بالمقلـد     أهكذا تخرج لم تزود معناه أن الحسناء إذا أكتحلت مسحت بطرف الميل شفتيها لتزداد حمة، كالجذ، بالكسر، قال الجعدي يذكر نساء:

تركن بطالة وأخذن جذا     وألقين المكاحل للنبيج

ج ر ذ
الجرذ، محركة: كل ورم، وفي بعض النسخ: تورم في عرقوب الدابة، كذا في الصحاح، وقال أبو عبيد: هو كل ما حدث في عرقوب الفرس من تزيد وانتفاخ عصب، ويكون في عرض الكعب من ظاهر أو باطن، وقيل: ورم يأخذها في عرض حافره وفي ثفنته من رجله حتى يعقره ورم غليظ يتعقر، والبعير يأخذه أيضا، وبالمهملة: ورم في مؤخر عرقوب الفرس يعظم حتى يمنعه المشي والسعي، ولم أسمعه بالمهملة في عيوب الخيل لغير ابن شميل، وهو ثقة مأمون، وقد ذكره في غير عيوب الخيل بمعنييين مختلفين. كذا في التهذيب، وقد مر في الدال، والأصل الذال، وقد مر في الدال، والأصل الذال، ودابة جرذ، وحكى بعضهم: رجل جرذ الرجلين، كذا في المحكم، وفي الأساس أنه مجاز، قال شبهت تلك النفخ بالجرذان.

الجرذ كصرد: ضرب من الفار، كذا في الصحاح، وفي التهذيب والمحكم: هون ذكر الفأر، وقيل: هو أعظم من اليربوع أكدر، في ذنبه سواد، وصوبوه، جرذانق، بالضم، وضبطه الزمخشري بالكسر وأرض جرذة، كما تقول: فئرة أي كثيرتها وفي الأساس: ومن الكناية: أكثر الله جرذان بيتك، أي ملأه طعاما. وأم جرذان بالكسر، وكذلك الجراذين، والوحدة جرذانة: ضربان من التمر وفي المحكم: وأم جرذان: آخر نخلة بالحجاز إدراكا، حكاه أبو حنيفة، وعزاها إلى الأصمعي، قال: ولذلك قال الساجع: إذا طلعت الخراتان، أكلت أم جرذان. وطلوع سهيل، وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأم جرذان مرتين، رواه الأصمعي عن نافع بن أبي نعيم قارىء أهل المدينة، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن فقيههم، قال: وهي أم جرذان رطبا، فإذا جفت فهي الكبيس. وذو أجراذ بالفتح: بنجد قال عمرو بن حميل:

هل تعرف الدار بذي أجراذ     دار لهند وابنتـي مـعـاذ من المجاز الأجراذ: الأفحج، وهو الذي يفرج بين رجليه إذا مشى. في المحكم أجرذه: أخرجه أصحابه وأفرده فلجأ إلى سواهم فهو مجرذ، وقيل: هو الذي ذهب ماله فلجأ إلى من يعوله، في التهذيب: أجرذه إليه: اضطره وأكرهه، وعبارة المحكم: ألجأه، قال عمرو بن حميل:

يستهبع المواهق المحـاذي     عافيه سهوا غير ما إجراذ والمجرذ، كمعظم: المجرب المحنك، عبارة المحكم: ورجل مجرذ: داه مجرب للأمور، وعبارة مجرذ: ذاه مجرب للأمور، وعبارة التهذيب: وجرذه الدهر ودلكه وديثه ونجذه وحنكه، بمعنى واحد، وهو المجرذ والمجرس. قلت: وهو مجاز، كما سيأتي وجرذت القرحة كفرحت، ضبطه الصاغاني: تعقدت كالجرذ وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2382

من المحكم الجرذان: عصبان في ظاهر خصيلة الفرس، وباطنهما يلي الجنبين. ومن الأساس: من المجامز: جرذ الشجرة: شذبها، كأنه أزال جرذها، أي عيبها أو أبنها التيهي كالجرذان، ومنه: رجل مجرذ ومنجذ: قد هذبته الأمور وشذبته. وفي معجم البكري: أم أجراذ: بئر قديمة بمكة، ويروى بالمهملة.

ج ر ب ذ
الجربذة، أهمله الجوهري، وقال أبو عبيدة: هو من سير الإبل والخيل، كالجرباذ، بالكسر، واقتصر في التهذيب على الخيل، أو هو عدو ثقيل، عن ابن دريد. وفرس مجربذ، إذا كان كذلك، أو منتصب لا يبرح، فرس مجربذ القوائم، كذلك، أو المجربذ هو القريب القدر في تنكيس الرأس وشدة الاختلاط مع بطء إحارة يديه ورجليه، وهو نص أبي عبيدة عند الأزهري، واختصره ابن سيده، أو هو، أي الجربذة: قرب السنبك من الأرض وارتفاعه.

وأنشد الأزهري:
كثنت تجري بالبهر خلوا فلما     كلفتك الجياد جري الجـياد
جربذت دونهـا يداك وأردى     بك لـؤم الآبـاء والأجـداد

والجرنبذ، كغضنفر: الغليظ الثقيل. الجرنبذة بهاء: الذي لأمه زوج، كأنه أخذ من الجربذة وهو ثقل الدابة في السير، والمرأة بروك. وما يستدرك عليه: المجرنبذ من الدواب: المنتصب لا يبرح، ومن النبات: الذي نبت ولم يطل، ومن القرون حين يجاوز النجوم ولم يغلظ.

ج ل ذ
الجلوذ، كعجول، أي بكسر فتشديد مع سكون الواو: الغليظ الشديد. والجلذاء، بالكسر والمد: الأرض الغليظة، كجلذان وجلحاظ وجلظاء، كقله الصاغاني، والقطعة بهاء أي جلذاءة، قال شيخنا: وإنما عدلض عن اصطلاحه ولم يقل وهي بهاء، لأنها ليست أنثاها، وإنما أخص منها. وفي المحكم: والجلذاء: اسم الحجارة، وقيل: هو ما صلب من الأرض، والجمع جلذاء وجلاذي، هذه مطردة، وفي التهذيب: الجلذاء: الأرض الغليظة، وجمعها جلاذي وهي الحزباءة. وجلذان، بالكسر: حمى قرب الطائف لين مستو كالراحة، يضرب المثل بلينه وسهولته، فيقولون: أسهل من جلذان. وفي معجم أبي عبيد: جلذان: بلد يسكنه بنو نصر قريب من الطائف بين لية وبسل به هضبة سوداء، يقال لها تبعة، فيها نقب، كل نقب قدر ساعة، كان يلتقط فيه السيوف العادية والخرز، يزعمون أن فيها قبورا لعاد، وكانوا يعظمون ذلك الجبل والجلذي، بالضم، من الإبل: الشديد الغليظ، وفي المحكم: والجلذي: الحجر، وناقة جلذية: قوية شديدة، والذكر جلذي، مشتق من ذلك، قال أبو زيد: لم يعرفه البصريون في ذكور الإبل ولا في الرجال. وفي التهذيب: والجلذية: المكان الخشن الغليظ من القف ليس بالمرتفع جدا، يقطع أخفاف الإبل، وقلما ينقاد، ولا ينبت شيئا، والجلذية من الفراسن: ناقة جلذية: صلبة شديدة، وأيضا: الغليظة الشديدة، شبهت بجلذاءة الأرض، وهي النشز الغليظة، قلت: فإذا هو من المجاز. الجلذي: الصانع، ذكره الأزهري. الجلذي: خادم البيعة، لغلظه، كذا في التهذيب. الجلذي: السير السريع. في المحكم: وقرب جلذي: شديد، وقوله:

لتقربن قربا جلذيا زعم الفارسي أنه يجوز أن يكون صفة للقرب، وأن يكون اسما للناقة على أنه ترخيم جلذية مسمى بها، أو جلذية صفة. وفي التهذيب: الجلذي: الشديد من السير، قال العجاج يصف فلاة:
الخمس والخمس بها جلذي

صفحة : 2383

أي سير خمس بها شديد. وسير جلذي، وخمس جلذي: شديد. الجلذي: الرهبان، هكذا في النسخ، ولم أجده في دواوين اللغة، ولعله أخذه من بيت ابن مقبل الآتي ذكره، والأولى أن يكون: الجلذي الراهب، لكونه مفردا كالجلاذي، بالضم في الكل، مجاز في الصانع والخادم والراهب، لغلظهم، تشيبها لهم بالحجر أو الأرض الغليظة، وجمعه الجلاذي، بالفتح، وقال ابن مقبل:

صوت النواقيس فيه ما يفرطه     أيدي الجلاذي جون ما يغضينا أراد بهم الصناع أو خدم البيعة، وفسره بعضهم فقال: هي جمع جلذية وهي الناقة الصلبة. والجلذ، بالضم، ومنهم من ضبطه بالفتح، وبعضهم ككتف ونقل الأخير السيوطي عن ابن سيده في كتاب الحيوان وليس بتصحيف الخلد بالخاء المعجمة، كما زعمه بعض، وصوب جماعة أنه بالوجهين، كما قاله المصنف تبعا لابن سيده، وأغفله الدميري ومن تبعه، قاله شيخنا. قلت: إن كان يريد بمن تبعه السيوطي، وهو الظاهر، فالأمر بخلاف ذلك، فإن السيوطي لم يغفل عنه، بل ذكره في ديوان الحيوان في آخر مادة خلد، ونقل الكلام والاختلاف: الفار الأعمى، مناجذ، على غير واحده، كما قالوا خلفة والجمع مخاض، كذا في المحكم، وقال في نجذ: والمناجذ: الفأر العمي، واحدها جلذ، كما أن المخاض من الإبل إنما واحدها خلفة، ورب شيء هكذا، قال أبو الثناء محمود: كذا قال: الفأر، ثم قال: العمي، يذهب بالفأر إلى الجنس. والاجلواذ والاجليواذ والاخرواط أيضا: المضاء والسرعة في السير، قال سيبويه: لا يستعمل إلا مزيدا. الاجلواذ: ذهاب المطر، في التهذيب: واجرهد في السير، واجلوذ، إذا أسرع، ومنه: اجلوذ المطر، إذا ذهب وقل. وقرأت في كتاب بغية الآمال لأبي جعفر اللبلي ما نصه:

بشيبة الحمد أسقى الله بلدتناوقد عدمنا الحيا واجلوذ المطر وفي المحكم: واجلوذ الليل: ذهب قال:

ألا حبذا حبـذا حـبـذا      حبيب تحملت منه الأذى
ويا حبذا بـرد أنـيابـه     إذا أظلم الليل واجلـوذا

ونقل شيخنا عن المبرد في الكامل للمنتشر بن وهب الباهلي:

لا تنكر البازل الكوماء ضربتهبالمشرفي إذا ما اجلوذ السفر قال: أجلوذ: امتد. قال: وأنشدني الزيادي لرجل من أهل الحجاز أحسبه ابن أبي ربيعة:

ألا حبذا حبذا حبذا إلخ. ثم قال: ولم يذكر المصنف في معاني الاجلواذ الامتداد الذي ذكره المبرد، ولا يكاد يؤخذ من كلامه قلت: ربما يؤخذ الامتداد من الذهاب، أخذا بالمفهوم من معنى المضاء بأدنى عناية ونوع تأمل كما لا يخفى، ثم رأيت في اللسان مانصه: وفي حديث رقيقة: واجلوذ المطر أي امتد وقت تأخره وانقطاعه.

ومما يستدرك عليه: الجلذي: الحجز: صرح به ابن سيده، وذكره الصاحب بن عباد في كتاب الأحجار. وإنه ليجلذ بكل خير، أي يظن به، وقد مر في الدال.

ونبت مجلوذ، إذا لم يتمكن منه السن لقصره فلسته الإبل.

ج ن ذ
الجنذوة: بالضم: رأس الجبل المشرف، لغة في الخنذوة بالخاء، هكذا وجد في بعض نسخ كتاب سيبويه.
ج ن ب ذ

صفحة : 2384

الجنبذ، بالضم، كالجلنار من الرمان. قال شيخنا: في العبارة قلق أوجبه التشبيه، إذا الأكثر أن الجنبذ هو الجلنار، وكلامه يقتضي أنه غيره، وفي كتاب ما لايسع وغيره: الجنبذ: ورد شجرة قبل أن يتفتح، وقد سمي شجر الرمان جنبذا. ومن محاسن الصاحب بن عباد التي أبدع فيها قوله يشبه الرقيب والمحبوب بالذي وصلته:

ومهفهف ذي وجنة كالجـنـبـذ    وسهام لحظ كالسهـام الـنـفـذ
قد قلت منذ مراد نفسي في الهوى     وملكته لو لم يكن صـلة الـذي وملكته لو لم يكن صلة الذي قلت: إنما مراد المصنف الإطلاق، ومعنى عبارته هكذا: الجنبذ، بالضم: المرتفع من كل شيء كالجلنار من الرمان وغيره، كما فسره غير واحد من أئمة اللغة، وأما تسمية الجلنار جنبذا إنما هو من باب التخصيص، لارتفاعه واستدارته، وإلا فكل مرتفع مستدير يسمى جنبذا، سواء كان من الجلنار أو غيره، ويدلك على ذلك أنه معرب عن كنبد بالفارسية، اسم لكل مستدير من الأبنية والآزاج، كالقبة، وقد أسلفنا في جبذ ما يؤيد ما ذهبنا إليه، فراجعه. وجنبذ بن سبع، هكذا مكبرا في نسختنا، وفي بعضها مصغرا، أو سباع واختلف في اسمه أيضا كاسم أبيه، فقيل: جنبذ، كما هو هنا، وقيل: جنذب، وقيل: جنيد، مصغار لجند، وقيل: حبيب مكبرا، وهو أرجح الأقوال، وهكذا ذكره الذهبي في التجريد، قاتل النبي صلى الله عليه وسلم البكرة كافرا، وقاتل معه العشية مسلما. أخرجه الطبراني عنه بسنده، وكان ذلك في الحديبية، وكنيته أبو جمعة، وبها اشتهر، واختلف في نسبه، فقيل: كناني، وقيل: أنصاري، فراجعه في الإصابة. وذكر باقي معانيه في ج ب ذ، وهذا موضعه أي بناء على أن النون فيه أصلية، قال شيخنا: وإذا كان هذا موضعه فما معنى تعرضه لمعانيه هناك وعدم التنبيه عليه، والأكثرون على زيادة النون، والله أعلم. ومما يستدرك عليه: أبو الفضل محمد بن عمر بن محمد الجنبذي الأديب، وشيخ الإقراء بسمرقند شهاب الدين أبو أحمد محمد ابن محمد بن عمر بن الخالدي الجنبذي، وابنه شمس الدين أبو محمود، محدثون.

ج و ذ
الجوذي، بالضم، أهمله الجوهري، وهو الكساء، وبه فسر بيت أبي زبيد:

حتى إذا ما رأى الأبصار قد غفلت     واجتاب من ظلمة جوذي سمـور أراد جبة سمور، لسواد السمور، وهي نبطية. والجوذياء، بالمد: مدرعة من صوف للملاحين، وبه فسر البيت المذكور أيضا، وأن الجوذي معرب عن جوذياء. ومما يستدرك عليه: أبو الجوذي كنية رجل قال:

لو قد حداهن أبو الجوذي
برجز مسحنفر الـروي
مستويات كنوى البرنـي

وقيل: إنه بالدال المهملة، وقد تقدم. قلت: وهو راجز مشهور.

ج ه ب ذ
الجهبذ، بالكسر، ولو مثله بزبرج كان أحسن، لأن الثالث قد لا يتبع الأول في الحركات، دائما، كدرهم مثلا وضفدع: النقاد الخبير بغوامض الأمور، البارع العارف بطرق النقد، وهو معرب، صرح به الشهاب وابن التلمساني، وكان ينبغي التنبيه عليه.

ومما يستدرك عليه: الجهباذ، بالكسر، لغة في الجهبذ، والجمع الجهابذة.

ج ي ذ
جيذة، بالكسر: اسم رجل، وهو محمد بن أحمد بن جيذة الراوي عن أبي سعيد ابن الأعرابي، وعنه أبو عمرو محمد بن أحمد المستملي، وأحمد بن الحسن بن جيذة الرازي، عن محمد بن أيوب الرازي، وابن الضريس، وعنه الدار قطني، ذكره السمعاني في الأنساب.

صفحة : 2385