الباب التاسع: باب الذال - الفصل التاسع: فصل الراء مع الذال المعجمة

فصل الراء مع الذال المعجمة

ر ب ذ

صفحة : 2393

الربذة، بالتريك: الصوفة يهنأ البعير، أي يطلى بالهناء، وهو القطران، وقال غيره: الربذة: هي الخرقة التي تطلى بها الإبل الجربي، ونقل الأزهري عن الكسائي: وهي الخرقة التي يهنأ بها الجرب، وهي لغة تميمية، وهي الوفيعة. الربذة: خرقة يجلو بها الصائغ الحلى، وهي الربنة أيضا وسيأتي ويكسر فيها أي في الخرقة والصوفة، وقد صرح غير واحد من الأئمة أن الكسر فيهما أفصح من التحريك، قال شيخنا: وإنما قدم التحريك إيثارا للاختصار في معانيه. الربذة: قرية كانت عامرة في صدر الإسلام، وهي عن المدينة في جهة الشرق على طريق حاج العراق على نحو ثلاثة أيام سميت بخرقة الصائغ،كما في المصباح، بها مدفن أبي ذر جندب بن جنادة الغفاري وغيره من الصحابة، رضي الله عنهم، قرب المدينة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. وفي المراصد تبعا لأصله: الربذة من قرى المدينة، على ثلاثة أيام منها إذا رحلت من فيد تريد مكة، بها قبر أبي ذر، خربت في سنة تسع عشرة وثلاثمائة بالقرامطة. قال شيخنا: ويقرب منه قول عياض فإنه قال: بينها وبين المدينة ثلاث مراحل، قريبة من ذات عرق. قلت: وفي كتب الأنساب أنها موضع بين بغداد ومكة، وفي كتاب أبي عبيد: من منازل الحاج بين السليلة والعمق. ومنه، والصواب: منها، وتعبير القرية بالمدفن يقتضي أن اسم الربذة محصور فيه، وليس كذلك كما عرفت، أبو عبد العزيز موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي، مدني الدار روى عن محمد بن كعب، ونافع، وعنه الثوري وشعبة، ذكر ذلك ابن أبي حاتم عن أبيه. قال ابن معين: لا يحتج بحديثه. قال أبو زرعة: ليس بقوى الحديث، وأخواه عبد الله ومحمد، روى عبد الله عن جابر وعقبة بن عامر، وعنه أخوه موسى، قتلته الخوارج بقديد سنة 130، أورده ابن الأثير، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وعبد الله بن سبدان المطرودي الربذي، عن أبي ذر وحذيفة، وعنه ميمون بن مهران، وحبيب بن مرزوق. ومطرود: فخذ في بن سليم. الربذة، محركة: عذبة السوط، قال النضر: سوط ذو ربذ، وهي سيور عند مقدم جلز السوط سئل ابن الأعرابي عن الربذة اسم القرية فقال: الربذة: الشدة يقال: كنا في ربذة فانحلت عنا. من المجاز: الربذة بالكسر: رجل لا خير فيه، هكذا قاله بعضهم، ولم يذكر النتن، وقال اللحياني: إنما أنت ربذة من الربذ، أي منتن لا خير فيك، كذا في المحكم في التهذيب، الربذة والثملة والوفيعة صمام القارورة، قاله ابن الأعرابي، الربذة بالكسر ومحركة: العهنة تعلق في أذن الشاة أو البعير والناقة، الأولى عن كراع، وإليه الإشارة بقوله وغيره. والربذة خرقة الحائض قاله الليث، وفي الأساس: وكأن عرضه ربذة الهانئ وربذة الحائض، وهي الصوفة والخرقة، وتقول: لما أسمعهم الحق نبذوه كما ينبذ الهانئ الربذة. الربذة: كل شيء قذر منتن، جمع الكل ربذ ورباذ، كعنب وكتاب، هكذا هو مضبوط عندنا، وعبارة الحكم قبل سياق هذه في جمع الربذة محركة بمعنى العهنة: ربذ. قلت: ومثله عبارة التهذيب نقلا عن الفراء وابن الأعرابي، قال ابن سيده: وعندي أنه اسم للجمع كما حكاه سيبويه من حلق في جمع حلقة. وفي الأساس: وعلق في أعناقها المرابذ، وهي العهون المعلقة في إعناق الإبل. قلت: المرابذ كالمحاسن جمع على غير لفظه. والربذي، محركة: الوتر يقال له ذلك وإن لم يصنع بالربذة، عن أبي حنيفة، قال:والأصل ما عمل بها، وأنشد

صفحة : 2394

لعبيد بن أيوب، وهو من لصوص العرب. بن أيوب، وهو من لصوص العرب.

ألم ترني حالفت صفراء نبعة     لها ربذي لم تفلل معابـلـه الربذي: السوط الأصبحي. في المحكم الربذ، بالتحريك خفة اليد والرجل، في العمل والمشي. يقال: ربذت يده بالقداح كفرح، أي خفت، إنه لربذ، ككتف، قال الأزهري عن الليث: هو الخفيف القوائم في مشيه والأصابع في عمله. هو ربذ العنان: منفرد منهزم، كذا عن ابن الأعرابي، وقول هشام المرئي:

تردد في الديار تسوق نابا     لها حقب تلبس بالبطـان
ولم ترم ابن دارة عن تميم    إداة تركته ربذ العنـان

فسره بتركته خاليا من الهجو، إنما عملك أن تبكي في الديار ولا تذب عن نفسك، كذا في المحكم. ولثة ربذة: قليلة اللحم قاله أبو سعيد، وأنشد قول الأعشى:

تخله فلسطيا إذا ذقت طعمـه     على ربذات الني حمش لثاتها قال: الني: اللحم، قال الأزهري: قلت وروى عن ابن الأعرابي على ربدات الني، من الربدة السواد. قلت: ويروي أيضا: على ربذات الظلم، ويروي أيضا: نيرات، بدل ربذات. في الأساس: ومن المجاز: فلان ذو ربذات إذا كان كثير السقط في كلامه. عن ابن السكيت الرباذية، كعلانية: الشر الذي يقع بين القوم، وأنشد لزياد الطباجي:

وكانت بين آل أبي زياد رباذية     فأطفأهـا زياد كذا في التهذيب والمحكم. والمرباذ: المهذار المكثار ذو الربذات، كالربذاني، محركة، نقله الصاغاني عن الفراء.وأربذه: أي الثوب أو الحبل: قطعه. أربذ: اتخذ السياط الربذية هكذا في النسخ وهي الأصبحية من السياط، وفي التهذيب أتخذ السياط الأربذية، وهي معروفة، والأولى عبارة المحكم والتكملة. والربذاء كصحراء: اسم ابنة جرير بن الخطفى الشاعر المشهور، لها ذكر، وهي أم أبي غريب عوف بن كسيب، ضبطه الحافظ بالدال المهملة، وجماعة آخرون، وأبو الربذاء من كناهم إن لم يكن مصحفا، من الربداء أو الرمداء، وقد تقدما، وهو مولى امرأة وله صحبة. ومما يستدرك عليه: فرس ربذ، ككتف: سريع، قاله الأزهري، وفي الأساس: فرس ربذ القوائم، وله قوائم ربذات. وربذ، محركة: جبل عند الربذة، قالوا: وبه سميت، قاله البكري. والربذ، كعنب سيور عند مقدم جلز السوط، عن ابن شميل.

ر ذ ذ
الرذاذ، كسحاب: المطر الضعيف، وهو فوق القطقط، أو الساكن الدائم الصغار القطر كالغبار، أو هو بعد الطل، هذه الأقوال الثلاثة ذكرها ابن سيده في المحكم، وأنشد للراجز:

كأن هفت القطقط المنثور     بعد رذاذ الديمة الديجور

على قراه فلق الشذور فجعل الرذاذ للديمة، واحدته رذاذة. وفي الأساس الرذاذ، بالفتح: مطر رقيق فوق الطل. واقتصر الجوهري على القول الأول، وفي المحكم، وأما قول بخدج يهجو أبا نخيلة:

لاقى النخيلات حناذا محنذا     منى وشلا للأعادي مشقذا
وقافيات عارمات شـمـذا     من هاطلات وابلا ورذذا

صفحة : 2395

فإنه أراد رذاذا، فحذف ضرورة، وشبه شعره بالرذاذ في أنه لا يكاد ينقطع، لا أنه عنى به الضعيف، بل يشتد مرة، فيكون كالوابل، ويسكن مرة، فيكون كالرذاذ الذي هو الدائم ساكن،قد أرذت السماء فهي ترذ إرذاذا، ورذت ترذ رذاذا، وهذه عن الزجاج، وأرض مرد عليها ومرذة ومرذوذة، هذه عن ثعلب، وقال الأصمعي: لا يقال مرذة ولا مرذوذة، ولكن مرذ عليها، هذا نص عبارة المحكم، وفي التهذيب عن الأصمعي: أخف المطر وأضعفه الطل، ثم الرذاذ، وقال الكسائي: أرض مرذة ومطلولة، ونقل الجوهري عن أبي عبيد مثل قول الأصمعي، ونقل شيخنا عن الخطابي والسهيلي في الروض: الرذاذ: أكثر من الطش والبغش، وأما الطل فأقوى قليلا أو نحو منه، قال منه، يقال أرض مطلولة ومطشوشة، ولا يقال مزوذة ولكن مرذة ومرذ عليها. وفي الأساس: باتت السماء ترذنا، ويومنا يوم رذاذ، وسرور والتذاذ. وتقول: السماء مرذ، والسماع ملذ. فهل أنت إلينا مغذ. أراد سماع الحديث والعلم لاسماع الغناء. من المجاز أرذ السقاء والشجة: سال ما فيهما وسقاء مرذ مغذ، وكذا أرذت العين. وقي التهذيب رذت العين بمائها وأرذ السقاء إرذاذا إذا سال ما فيه وكل سائل مرذ من المجاز يوم مرذ، عن الليث ذو رذاذ، وكذا، نحن نرضى براذاذ نيلك، ورشاش سيلك.

ر و ذ
أرذت الشجة إذا سالت.

الروذة، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو: الذهاب والمجئ، قال ابن منصور: هكذا قيد هذا الحرف في نسخة مقيدة بالذال قال: وأنا فيها واقف، ولعللها: رودة، من راد يرود. وراذان: تطلى بالمدينة المشرفة، عن ابن الأعرابي، قال:
وقد علمت خيل براذان أننيشددت ولم يشدد من القوم فارس وألفها واو، لأنها عين، وانقلاب الألف عن الواو عينا أكثر من انقلابها عن الياء، وأصل راذان رواذن، ثم اعتلت اعتلال ما هان وداران، وكل ذلك مذكور في مواضعه في الصحيح على قول من اعتقد نونها أصلا، كطاء ساباط، وأنه إنما ترك صرفه لأنه اسم للبقعة، منه أبو سعيد الوليد بن كثير بن سنان المدني الراذاني، سكن الكوفة، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعنه زكريا بن عدي.

راذان: كورتان بالعراق أعلى وأسفل، منها أي من الكورة القريبة من بغداد أبو عبد الله محمد ابن حسن الزاهد توفي سنة 48 وحفيده أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد، سمع من القاضي أبي بكر ابن عبد الباقي والحافظ أبي القسم السمرقندي، ومنه أبو المحاسن الدمشقي، مات سنة 587 قاله المنذري. قلت: وعبد الله بن محمد بن جعفر ابن راذان البدادي القزاز، عن أبي داوود.

ومما يستدرك عليه: الروذة: قرية من قرى الرى، نقلها ابن الهائم في فوائده، كذا قاله شيخنا، والصواب أنها محله بالري، منها أبو علي الحسن بن المظفر بن إبراهيم الرازي، عن أبي سهل موسى بن نصر المروزي وعنه أبو بكر بن المقرى. ومرو الروذ، بالذال، موضع معروف، ذكره ابن السيد في الفرق، نقله عنه شيخنا، وفيه يقول نهار بن توسعة اليشكري:

أقاما بمرو الروذ وهي ضريحـه     وقد غيب عن كل شرق ومغرب قلت: وقال الرشاطي: مروروذ بخراسان بين بلخ، ومرو أ افتتحها الأحنف بن قيس في خلافة عثمان رضي الله عنه، وأكثر ما يقال فيه مروذ كسفود، ولم يذكره المصنف هنا، وذا محله، وإنما استطرد ذكره في الرند. ومما يستدرك عليه:

ر ي ذ

صفحة : 2396

محمد بن عبد الله بن ريذة صاحب الطبراني، والفضل بن محمد الريوذي، محدث، توفي سنة 282 ذكره ابن السمعاني: